آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-19, 02:04 PM   #51

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




تجلس على المقعد الخلفي لسيارة حمود .
كانت عائدة للتو من المستشفى ، مرت عليها هديل لتذهب برفقتها ، للموعد الدوري للحمل .
اتصل بها زوجها قبل قليل ، يخبرها أنه بإنتظارها .
وأن نتيجة التحليل الذي أجرته مؤخرا بحوزته .
منذ أسبوعين بدأت تشعر ببعض التغيرات الجسدية عليها ، ولم تأتيها الدورة الشهرية أيضا .
لذا هرعت إلى الطبيبة على الفور ، وطلبت تحليلا عاجلا .
لم ترغب بالذهاب برفقة سعود لأنها تعلم كيف سيحزن من أجلها إن علم أنها لم تحمل ، وأن تلك التغييرات كانت طبيعية أو بسبب عارض صحي آخر .
إلا أنه حين علم بنيتها لم يتركها تذهب بمفردها .
والآن نتيجة التحليل معه هو .
قلبها يخفق بعنف ، حتى أنفاسها ضاقت من شدة التوتر والخوف .
تضم كفيها بقوة حتى احمرتا .
الدموع بطرف عينيها .
حتى وصلت السيارة أمام منزلها أخيرا ، وأراحتها من تفكيرها المتواصل .
نطقت بسرعة / مشكور حمود .
قالتها وترجلت من السيارة ، ثم اتجهت إلى المنزل بخطوات سريعة استغربتها هديل وحمود أيضا .
فتحت الباب بالمفتاح .
وقطبت جبينها بإستغراب من الهدوء الذي عمّ أرجاء المنزل .
لا توجد سوى إنارات خفيفة مفتوحة .
ألم يصل سعود بعد ؟
خلعت عباءتها ووضعتها على الأريكة مع حقيبتها والهاتف ، تنادي عليه بإرتباك / سعود وينك إنت موجود ؟
لم تسمع أي رد ، لتأخذ هاتفها تنوي الإتصال به .
فزعت ووضعت يدها على صدرها حين فُتِح باب حجرة النوم فجأة وقطع الهدوء المخيف بأنحاء المنزل .
تعجبت لمّا خرج سعود مبتسما .
نظرت إليه بعينين متلهفتين ، ومستغربة بذات الوقت .
إذ كان متأنقا للغاية .
يرتدي ثوبا أبيضا وشماغ مثيله .
ابتسمت بإرتباك وصدرت منها ضحكة ناعمة .
سعود مهما كبر بالعمر ، يبقى بعينيها شابا فاتنا .
بلغ الرابعة والخمسون ، إلا أنه يبدوا قويا مثله مثل ابنه مساعد .
بل بنيته أصغر منه وحجمه ضئيل .
لحيته الخفيفة الرمادية زينت وجهه وجعلته أوسم رجل على وجه الأرض ، حتى شعره الذي يصففه دائما ويهتم به .
كان وسيما في شبابه ، الخمسون لم يغيره ولم يشوهه .
بل زاد فتنة وجمالا ، ربما بعينيها هي فقط ، لأنها تحبه لشخصه هو قبل مظهره أو جماله .
اقتربت منه والدموع تتلألأ بمحاجرها ، تسأل بصوت متحشرج بعد أن أمسكت بذراعه ترجوه بأن يريحها ويخبرها بالنتيجة / وش صاير ؟ ليش متكشخ كذا رايح لمكان ؟
ابتسم وهو يرفع كفه ويضعها على وجنتها يمسح عليها بحنان / وزوجتي الحلوة ما تستحق إني أتكشخ لعيونها ؟
ضحكت رغم الخوف الذي يكتمها .
سعود يبتسم براحة .
قد يعني ذلك أن النتيجة إيجابية ومفرحة ، أو ربما يفعل هذا الشيء لكي يخفف عليها صدمتها .
إنتظارها الطويل جعلها تعيش مثل هذا التناقض الموجع لها .
انتهت تلك الضحكة الرقيقة بشهقة بكاء أوجعت قلب سعود ، خاصة حين أتبعت تلك الشهقة برجاء بصوتها المبحوح وهي تضع رأسها على كتفه / أرجوك سعود .
مسح على شعرها بحنان وهو يتنهد بحزن عليها .
ليمسك بيدها بلطف ويقودها نحو الغرفة / تعالي .
ذهبت خلفه ودقات قلبها تتسارع أكثر .
تدعوا الله في سرها أن لا ينكسر قلبها .


تفاجأت حين وجدت الغرفة مظلمة نسبيا ، سوى ركن واحد .
والذي كان عليه طاولة صغيرة .
عليها بعض الأشياء .
مثل زجاجة عصير ، وكيك صغير .. وباقة ورد .
نظرت إلى سعود بتساؤل ، ليضحك هو بعد أن وضع يده خلف ظهرها وقال / تدرين كبرت بالعمر وصرت شايب وما أعرف هالسوالف ، لكن تعلمت منك شوي وحبيت أقلدك ، أهم شيء تفاجأتي ولا لا ؟
رفعت رأسها تنظر إليه بنفاذ صبر ، إلا أنها أومأت برأسها بإيجاب تقول / إيه ما يهمني شيء غير وجودك معي بهاللحظة ، حتى لو الكيك بنص ريال ولا العصير صناعي أو الورد .
ضغطت على كفه برجاء / ريحني أرجوك .
تنهد براحة ليقول / يعني ما عرفتي من كشختي ولا هالمفاجأة اللي مثل وجهي ؟
مبروك يا روح سعود ، انتي حامل .
نزلت دموعها غزيرة على وجنتيها ، لتبتسم وتضع جبينها على جبينه وتنظر إلى عينيه / صدق ؟ حقيقي ؟
ضحك من ردة فعلها / إيه حقيقي ؟
شهقت بسعادة وهي تتركه وتسجد على الأرض باكية .
لتدمع عيني سعود ويسجد بجانبها .
ثم حين جلس وجلست بشرى ، رمت نفسها بحضنه وعانقته بقوة وهي تبكي .
مسح على ظهرها بحنان وهو يبتسم .
بشرى / يا ربي يا سعود ماني مصدقة ، وأخيرا ؟
سعود / الحمدلله ، شفتي ربي ما يخيب أحد ، وانتي ما يأستي أبد , قولي الحمدلله .
كررت بشرى مرارا / الحمدلله الحمدلله .
لتنهض وتنظر إلى الطاولة وتضحك ووجنتيها لم تجفان بعد .
ابتسم سعود / لا تضحكين وتفشليني أكثر .
أخذت شيء من كريم الكيك ووضعته على أنفه / ليش تتفشل ما قصرت يا قلبي .
عانقته مرة أخرى / الله لا يحرمني منك .
ابتسم وقبل جبينها / إن شاء الله دايم أشوفك مبتسمة وفرحانة على طول .
وضعت بشرى يدها على بطنها تلقائيا وأمّنت من قلبها وهي تتنهد براحة .
فعلا ، الله لا يخيب الظن الطيب لعبده .
حمدا لله دائما وأبدا .
لا تستطيع وصف شعورها في تلك اللحظة , سعادتها غير عادية .
تشعر بأنها امتلكت جناحين في هذه اللحظات البسيطة ، وأنها حلقت بعيدا مع سعود ، وأنها الآن بين الغيوم .
فقط تعرف أنها عاجزة عن شكر الله حق الشكر .


______


في الإدارة ..

تقف أمام الخزانة المليئة الكتب الدينية والثقافية .
تقرأ كل العناوين بتركيز .
تنتظر إتيان المديرة التي دعتها قبل قليل ، ثم ذهبت إلى مكان ما .
لم تكن مركزة مع عناوين الكتب ، بل شاردة بشيء لا تدري حتى ما هو .
لذا لم تشعر بالمديرة حين دخلت ووقفت بجانب الباب .
تتأملها وعلى شفاهها ابتسامة واسعة .
كانت يُمنى رائعة للغاية ككل يوم .
بجديلتها التي تضعها على كتفها الأيمن ، ثم تلك الغرة التي تكاد تغطي نصف وجهها.
يا لذلك الشعر الساحر بلونه ونعومته التي تكاد تكون ملموسة بسبب لمعته .
ترتدي معطفا قرمزي اللون ، والذي عكس لون بشرتها الصافية .
تلك الملامح الرقيقة للغاية .
ثم شخصيتها الجميلة جدا ، يُمنى طيبة للغاية .
ما يجعلها أنسب فتاة ، وأنسب عروس لإبنها الوحيد !
تنحنت حتى لا تفزع المسكينة .
التفتت إليها يُمنى بإبتسامتها المعهودة .
جلست المديرة في مقعدها / اجلسي يا يُمنى .
جلست يُمنى وهي تنظر إليها بفضول / شكوى ثانية من معلمة ثانية ؟ تراني تأدبت وصرت طالبة علم حقيقية ، وأحسن من أي طالبة ثانية .
ضحكت أمل وهي تهز رأسها نفيا / لا أبد ، بالعكس يمدحونك وشطارتك .
ضحكت يُمنى / ليش ما انبسطت ؟ يمكن لأني إلى الآن مو راضية بكوني طالبة في المتوسط ؟
ابتسمت المديرة وتحدثت معها عن الدراسة قليلا .
قبل أن تغير الموضوع تماما وهي تقول / أبي أتكلم معك بموضوع خاص ، صحيح يمكن المكان مو مناسب بس اسمحي لي .
قلقت يُمنى على الفور / عادي خذي راحتك .
ترددت أمل قبل أن تقول / صراحة أنا من أول يوم شفتك فيه أعجبتني شخصيتك ودخلتي قلبي على طول ، حتى اني صرت أعدك بنتي ويشهد الله على كلامي ، لأني صدق حبيتك .
ابتسمت يُمنى بخجل وأومأت برأسها / تسلمين أحرجتيني .
ضحكت أمل من احمرار وجنتي يُمنى ، لتكمل / وصراحة أنا أحب أولادي بشكل ما تتخيلينه ، طراد ولمياء أغلى شيء عندي بالدنيا كلها ، وأكيد إني بتمنى لهم الأفضل دائما …
صمتت قليلا ثم أكملت تنظر إلى يُمنى / في كل شيء مثل الزواج ، ومتأكدة بعد إني مستحيل ألاقي لولدي أحسن منك .
نظرت إليها بذهول وعدم فهم / إيش تقصدين .
أمل بإبتسامة هادئة / بكل صراحة ووضوح ، أبي أخطبك لولدي طراد .
فغرت يُمنى فاهها بدهشة / ليش ؟
ضحكت أمل بإستغراب / ليش يعني ؟ عشان تتزوجينه .
يُمنى وهي تهز رأسها نفيا / أقصد ليش أنا ؟
أمل / قلت لك تعجبني شخصيتك ، وأشوفك مناسبة لولدي .
زمت يُمنى شفتها بإحراج ثم قالت / تعرفين إني مطلقة ؟
انصدمت أمل ، وقالت بذهول / مطلقة ؟ كيف ومتى تزوجتي ؟
ردت يُمنى بهدوء / كنت متزوجة من زمان ، وتطلقت قبل خمس سنين .
صمتت أمل لبعض الوقت من تأثير الصدمة .
قبل أن تنهض يُمنى وتقول / أنا ما عندي مشكلة أتزوج ولدك يا أستاذة أمل ، لكن انتي ولا ولدك أكيد ما تبون وحدة مطلقة , لا تعتبري جوابي رفض ، لكن فكري وشاوري ولدك ، إذا وده يتزوج مطلقة أنا بعد ما عندي مانع .
أغمضت عيناها من ألم قلبها على تلك الفكرة ، وعلى الخطوة التي تنوي الإقدام عليها .
كأن حديث أمل جاء في الوقت المناسب .
فقط عليها هي وإبنها أن يقتنعا بها ، ويرضيا بها .. وبعروس ( مطلقة ) .
وقتها لن تتردد في الزواج به ، لن تتردد أبدا .
ألقت السلام وخرجت من الإدارة بهدوء .
قلبها يعتصر ألما على المسكين عايض .
وعيناها تريد أن ترتاح من الدموع التي تحجرت منذ أسبوع .
اتجهت إلى الركن الذي اعتادت الجلوس به .
أبعد نقطة في المدرسة .
جلست وأسندت رأسها على الحائط بضيق .
تبتلع ريقها لكي لا تبكي .
قطعت على نفسها وعدا منذ ذلك اليوم .
أن لا تبكي أبدا ، ولا تبلل وجنتيها مجددا .
يا إلهي كيف تمكنت من فعل ذلك ؟ كيف تمكنت من الإعتراف لعايض ؟
بعد كل هذه السنين ؟
بعد هذا الوقت الطويل .
حيرته بصمتها أولا .
ثم حطمته وجرحته ، بل أدمت قلبه بذلك الإعتراف الموجع للغاية .
لم ترغب بذلك .
تمنت دائما أن يجهل ذلك الشيء ، وأن يراها كيُمنى فقط .
أو يُمنى التي جرحته بطلبها للطلاق .
ولكن الأمور كانت ستخرج عن السيطرة ، ولاضطرت للعودة إليه وتجرحه بالحقيقة دون أن تنطقها أصلا !
نعم نطقها للحقيقة بفمها أفضل من أن يكتشفها هو بنفسه فيما بعد وينصدم أكثر.
لذا كان عليها أن تفعل ما فعلت .
ليست راضية أبدا ، ليست مرتاحة .
ومن ذلك الذي سيرتاح بعد أن جرح محبوبه ؟
ولكن فعلا .. كان ذلك أفضل ، لها ولعايض .
إلا أن الموضوع كان مختلفا بالنسبة لحامد .
رغم إختفاء عايض بعد تلك المقابلة ، إلا أنه ظل مصرا على عودتها إليه .
بالطبع كانت تلك فرصة ذهبية بالنسبة له .
حين نوى بيع المنزل ورفضت هي ، ثم طلب منه عايض ذلك الطلب .
ربما يظن أنها إن تزوجت عايض ستترك لهم المنزل !
لا والله خابوا وخابت مساعيهم .
لن تفعل ذلك .
طوال الأسبوع ، كان حامد يتصل بها ، يحاول إقناعها .. بل تهديدها وإجبارها حتى توافق على العودة .
ولكنها لن تفعل ذلك .
لذا بدا لها عرض أمل ، كفرصة على طبق من ذهب .
ستريح نفسها من حامد بعد أن تغلق فاهه بالزواج من طراد ، وتصدمه بعد ذلك بما تنوي فعله بشأن المنزل .
وتكتم فم عايض أيضا .
ربما ستجرح قلبه مجددا .
ولكن ستكون تلك المرة الأخيرة .
لن يعاود التفكير بها مجددا إن تزوجت ، ويخسر فرصته تماما .
خاصة وأنه صديقا لطراد !
سيكون الجرح الأخير عميقا للغاية , لطفك يارب .


نهضت من مكانها ونفضت ثيابها حين سمعت صوت الجرس المعلن إنتهاء اليوم الدراسي.
ارتدت عباءتها وانتهت حين وصلت لمياء وبدأت ترتدي عباءتها هي الأخرى.
مرّ أسبوع كامل منذ أن بدأت تأتي وتذهب معهما .
خرجتا سويا ثم لحقتهما أمل التي لم يتوقف عقلها عن التفكير لحظة واحدة .
بعد مرور بعض الوقت والجميع في صمت ، شعرت يُمنى بشيء ما تحت رجلها .
لتنحني وتأخذ بطاقة صغيرة كانت هناك .
أخذتها عاقدة حاجبيها ، كانت بطاقة هوية .
لـ لمياء !
اتسعت عيناها بصدمة وهي تقرأ تاريخ الميلاد المكتوب .
لمياء أكبر منها بسنتين حتى !
قبل أن تستوعب تلك الصدمة فزعت بشدة وهي تسمع صراخ لمياء العالي ، ثم سحبها للبطاقة بسرعة / هاتيها من سمح لك تشوفينها هااه ؟
نظرت إليها يُمنى بصمت لبعض الوقت قبل أن تقول بصوت منخفض / آسفة مو قصدي ، لقيتها تحت رجلي و ……….
قاطعتها لمياء بغضب / لقيتها ومو لك معناته تعطيني إياها وانتي ساكتة مو تقعدين تقرأين ؟ وش هاللقافة ؟
التفتت إليهما أمل / وش صاير يا بنات ؟ وش فيك لمياء ؟
لمياء بغضب / ولا شيء خلاص .
صمت الجميع وظلت لمياء متكتفة تهز رجلها بغضب ، تشعر بالحرارة في جسدها من شدة الغيظ .
أما يُمنى فصارت تفرك يديها بتوتر وهي مستغربة مما رأت .
هل يُعقل أن تكون لمياء في الرابعة والعشرين حقا ؟
إذا ما الذي أخرّ دراستها ؟
في الصف الثالث المتوسط وهي في الرابعة والعشرين ؟
هل يمكن أن تكون عانت مثلها حتى تؤخر دراستها حتى الآن ؟
توقفت السيارة أمام سكن الأطباء لتنزل يُمنى بعد أن اعتذرت من لمياء أكثر من مرة.
حينها التفت طراد إلى أخته / وش صار لميا وش فيك عصبتي على البنت ؟
تحدثت لمياء بغيظ / شافت هويتي ، عرفت إنه عمري 24 مو 15 .
أمل / وإذا ؟
لمياء / إيش اللي وإذا يا أمي إنتي تعرفين إني ما أبي أحد يعرف هالشيء ، ولا أبي أحد يكون مستغرب ليش أنا متأخرة في الدراسة قد كذا .
أمل / ويُمنى مو أي أحد يا لمياء ، تراها مثلك متأخرة كثير .
لمياء / إيه بس يمكن ظروفها مو نفس ظروفي .
أمل / ممكن ، بس اليوم عرفت سبب تأخيرها يا لمياء ، البنت مطلقة .. و الظاهر زواجها في وقت مبكر ثم طلاقها وهي بهالسن الصغير خلاها توقف دراستها .
التفت طراد إلى أمه مصدوما / مطلقة ؟ مطلقة يمة ؟ تبين تزوجيني مطلقة ؟
تنهدت أمل بضيق / ما كنت أدري يا طراد ، صدمتني اليوم .
ظلت لمياء فاغرة فمها بذهول لبعض الوقت قبل أن تقول / مسكينة .
أمل / المهم يا طراد فكر بالموضوع ، صحيح هي مطلقة بس صغيرة وطيبة ، يعني لا تعتبر الطلاق عيب .
ضحك طراد / واضح البنت ماخذة عقلك بقوة ، عشانك يا نبع الحنان بفكر ولا نفسي ما تبي إلا بنت عزباء ، لكن الواحد ما يدري ربي وين كاتب له الخير ، بس ما نعرف راي البنت ، ما يصير أنا أستخير وأفكر وأتعب نفسي ثم هي تكون عايفة الزواج بسبب طليقها الزفت .
أمل / كلمتها اليوم ولا ما كانت بتعلمني إنها مطلقة ، قالت فكري كويس وخلي ولدك يفكر لأني ما عندي مانع .
نظر طراد إلى والدته بصمت بعد أن أوقف السيارة في الموقف الخاص به .
وصفرت لمياء تقول / وش هالسرعة إيش فيها يُمنى طايرة ؟
سأل طراد بخوف / يمة لا يكون فيها علة ؟ ولا إيش سبب الطلاق ما دريتي ؟
أمل / والله أنا من الصدمة ما قدرت أكمل كلامي معها ولا أسأل شيء ، لكن إنت فكر ما أبي أعطي البنت أمل ثم أقول لها ولدي ما يبيك ، ولا أبي أسيء الظن بعد .
صمت طراد من فرط دهشته .
وتعجب للغاية .
إلا أنه شعر بشيء ما يجذبه ويحثه على التفكير أكثر .
ربما حقا ، سيكون الأمر فيه خير .
ربما تلك الفتاة لم تناسب زوجها الأول ، أو لم يكتب الله لهما نصيبا .
لتصبح من نصيبه هو !


أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-12-19, 02:06 PM   #52

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



يجلس في مجلس منزل والد طيف .
منذ ما يقارب الربع ساعة .
أتى دون أن يخبر طيف بقدومه .
يشبك يديه في توتر شديد .
طوال الأسبوع الماضي تواصل معها ، بصفته شخصا آخر غير مساعد .
غاضب جدا ، طيف كانت مرتاحة للغاية وهي تتحدث إليه طوال الليل ، وتجيب على كل أسئلته دون تردد .
صحيح أنها لم تمنحه معلومات صحيحة .
إلا أن تعاملها بتلك الطريقة أغضبته جدا .
يشعر أنه على وشك الجنون .
خاصة وأنها حين تتصل به وتتحدث إليه بصفته زوجها ، تدعي البراءة وعدم معرفة تلك الأمور .
كيف تمكنت من خداعه وخيانته !
رفع رأسه أخيرا حين سمع صوت كعبها .
بالغت في زينتها ، حتى لباسها كان مبالغا به .
إذ كان قصير يصل إلى تحت ركبتيها ، وضيقا يصف جسدها تماما .
اقتربت منه وهي تبتسم وتتحدث بميوعة .
شعر بالتقزز بمجرد لمسه ليدها ، ثم حين اقتربت وقبلت وجنته .
جلس عاقدا حاجبيه ليسأل وهو ينظر إليها / اخوانك مو موجودين في البيت ؟
أجابت / إلا ، ليش تسأل ؟
مساعد / وشافوك كذا ؟
حركت كتفيها باستغراب / إيه عادي إيش فيه ؟
أغمض عيناه بقلة صبر ، كيف تجيبه هكذا ببرود !
كيف تظهر أمام إخوتها بهذا الشكل ؟
حسنا لا بأس .. هو أتى لينهي ما بينهما ـ وليس ليصلحها هي شخصيا .
اتجه نحو الباب ليلغقه بالمفتاح ، وهي تنظر إليه مستغربة من ملامحه .
جلس على الأريكة وأمرها بالجلوس ليقول / أنا من بداية ما ملكت عليك سامع عنك أشياء كثيرة .
اتسعت عينا طيف وارتبكت لتبتلع ريقها .
إلا أنها سرعان ما تظاهرت بالثقة وهي تجيب / إيش هالأشياء ؟
مساعد بيأس / أشياء المفروض إنها ما تكون صحيحة ، ظنيت فيك خير وما صدقت اللي سمعته أبد ، قلت ما أظلم البنت وأتأكد .
صار قلبها يقرع كالطبول ، نبرته مخيفة جدا ، ادعت القوة مجددا / ومن مين سمعت ؟ أكيد نجد صحيح ؟
نظر إليها بصمت دون أن يجيب ، لتكمل هي بغضب / كنت دارية أصلا ، كنت دارية إنها بتحاول تخرب اللي بيني وبينك ، من أيام الكلية وهي تغار مني ، بس ما توقعت تسوي كذا ، ما توقعت تنفذ مثل هالخطة الخبيثة عشان تقهرني ، خلتك تخطبني ثم شوهت سمعتي عندك .
توقفت تلهث وتلتقط أنفاسها تحت أنظار مساعد الساخرة / تمام غارت مني أنا بس إنت إيش ذنبك تسوي فيك كذا ؟
نهضت من مكانها وجلست بجانبه وأمسكت بيده / لا تصدق كلامها يا مساعد والله انها تكرهني ، وما أبي كلامها هذا يأثر على علاقتنا تمام ؟


نظر إليها بازدراء ثم سحب يده من يدها بتقزز / وقفي هالتمثيلية البايخة ، نجد عمرها ما كانت كذا ، ما تتكلم إلا وهي متأكدة من اللي تقوله .
احمر عينا طيف غضبا من دفاعها عنه ، ونهضت مرة أخرى وهي تصرخ / وانت ليش تدافع عنها ؟ وليش تصدقها أصلا ؟ أنا زوجتك ولا هي ؟ ولا انت بعد متفق معاها عشان تتهموني وتشوهون سمعتي ؟
وقف وهو يضحك بسخرية / ليش ممكن أتفق معاها عليك وأنا ما أعرفك ؟
طيف التي بدأت تفقد أعصابها / يمكن تحبها مثل ما تحبك وبينكم علاقة ، ويوم قررت تقهرني حبيت انت تساعدها .
نظر إليها مساعد بذهول مما قالته .
وظنه مجرد كلام بسبب غضبها ، وليس حقيقة يجهلها لأنه أعمى عن حب نجد .
ارتفع صوت ضحكاته فجأة وهو يقول / باين تشوفين كل الناس مثلك يا طيف ، بيننا علاقة ؟ ههههههههه .
وقفت طيف في مكانها ترتجف من شدة الإنفعال .
رفعت عيناها إليه حين اقترب منها وبيده هاتف .
استغربت حين رفع الشاشة نحوها ، لتتسع عيناها بدهشة وتعود إلى الخلف تلقائيا حتى سقطت جالسة على الأريكة التي خلفها .
أعاد مساعد الهاتف إلى جيب ثوبه ليقول / هذا اللي سويته عشان أتأكد ، ما حبيت أظلمك ، لكن صدق طلعتي وحدة رخيصة وخاينة وما تخافين لا من ربك ولا من غيره .
توقف قليلا وهو يعض شفته بقهر / ما أبي أقول أكثر من كذا ولا أتعب نفسي على شيء ما يستاهل ، انتِ طالق يا طيف .
قالها واتجه نحو الطاولة التي وضع عليها الورقة .
ليرميها بوجهها ثم يتجه نحو الباب بغضب .


______



منذ أن خرج من الديرة ذلك اليوم بل غادرها غاضبا .
لم يره أحد من عائلته .
عاد إلى المنزل وجهز لنفسه حقيبة صغيرة .
خرج بعد ذلك على الفور وقاد سيارته متجها إلى دولة قريبة .
فهو ضائق ، ضائق بشدة حتى شعر بالأرض تخنقه بين جنبيه بشدة .
كان ذلك شعورا سيئا ومبهما للغاية ، شعور أن تتكسر أضلاعك بينما لا شيء يتألم بك سوى قلبك !
مرّ أسبوع كامل منذ أن أتى إلى هنا .
ينام قليلا ثم يخرج يهيم في الشوارع ويذهب إلى هنا وهناك وكأنه مغيب العقل .
اتصل بوالديه قبل أن يمسك خط السفر ، وأخبرهم أنه مسافر .
وبما أنها كانت دولة قريبة وعايض معتاد على الذهاب إليها بين الفترة والأخرى مع أصدقائه كانا مطمئنين .
لا يعرف لماذا فعل ذلك ، لماذا فضل السفر .
كلما يعرفه أنه أراد الهروب ، وأراد أن يختلي بنفسه كي يفكر جيدا .
وكلما يرغب به الآن أيضا ، هو أن يمسك بسلمان ويبرحه ضربا ثم يتخلص منه في أقرب مركز شرطة ، يتلقى عقابه ثم يموت بعد أن يرد الدين ليُمنى ، ثم هو .
يا إلهي ..
يُمنى كيف عاشت ذلك الشعور المريع ؟
كيف تحملت !
لا عجب أن طلبت الطلاق بعد ذلك الشيء .
ولكن هو ، بالتأكيد كان سيتفهم الأمر !
كان سيتصرف بالطريقة المناسبة بالتأكيد .
بما أن ما حصل رغما عنها .
ولكن حقا ، ماذا كانت تفعل يُمنى هناك ؟
ما الذي ذهب بها إلى منزل عمها !

جلس على أحد المقاعد أمام البحر ، وفتح قارورة الماء ليفرغ ما بها في جوفه .
لا زالت النار تسعر بصدره ، وتضيق على أنفاسه وتكتمه .
تتردد على أسماعه تلك العبارة الصادمة ( كنت حامل يا عايض ! ) ..
لم تكن عبارة .
كانت طعنة مؤلمة وجارحة للغاية .
حتى الآن ، كلما تذكر الموقف والوضع الذي كانا به هو ويُمنى قبل أن تلقي عليه الصدمة .
يشعر بغضب عارم .
يعض شفته حتى تؤلمه بل تنزف دما .
أغمض عيناه يستنشق هواء البحر ويستمع إلى صوت هدير الماء علّها تهدئه وتسكن أفكاره وغضبه قليلا .
ماذا عليه أن يفعل الآن ؟
كيف يتصرف بالضبط !
فتح عيناه وهو يتنهد بضيق ، يهمس لنفسه / وينك يا سلمان ؟ وين رحت ؟
هل عليه أن يبحث عنه في كل شبر في الكرة الأرضية !
أو يجب أن يبحث في أرجاء المدينة على الأقل .
سيكون في مكان ما .


_______


هي أيضا ، حسناء ..
لم تتوقف عن التفكير في عرض بدر طوال الأسبوع .
ولكن أكثر ما أشغلها حقا ، موضوع إبنها معاذ .
حقيقة ، هي لم تنسى الموضوع يوما واحدا .
ولكنها كانت تحاول إشغال نفسها قدر الإمكان كي لا تتألم .
إلا أن موضوع الزواج الذي بعد فترة طويلة من خمول تفكيرها في أي علاقة عاطفية .
جعلتها تعاود التفكير مجددا أكثر من أي وقت آخر .
ليل نهار ودون أن تنام جيدا حتى.
دخلت إلى العيادة وهي منهكة بسبب طوال الليل .
لتتجه نحو موظفة الإستقبال وتسألها عن عدد المراجعين الذي حجزوا مسبقا ، تتمنى لو تصدمها يوما وتقول أنه لا يوجد سوى عدد قليل .
إلا أن الحال لا زال كما هو .
لتتذمر مجددا تتجه ناحية المصعد .
وقفت في الركن وأغمضت عيناها وهي متكتفة .
لم تنتبه إلى من دخل بعدها ووقف ينظر إليها .
حتى توقف المصعد وخرجت دون أن تهتم أيضا ، وتتجه إلى حجرتها .
قبل أن تدخل أوقفها / دكتورة حسناء .
اتسعت عيناها وتنبهت حواسها كله ، وهي تشعر بالتوتر لمجرد سماعها صوته .
تبا ، لم تكن هكذا من قبل .
تتأثر من سماع صوت أي أحد ، حتى هو .
ربما لو لم يفتح موضوع الزواج ذلك ، لم تكن لتتأثر أبدا .
التفتت إليه / هلا .
اقترب منها مبتسما / صباح الخير .
حسناء / صباح النور ، في شيء ؟
حكَ بدر جبينه بارتباك / إن شاء الله ما أكون قاعد أزعجك ، بس …….
قاطعته / إلا قاعد تزعجني والله ، يعني هذا مكان عملي ما تقدر تجيني كل بعد فترة عشان موضوع الزواج .
انحرج بدر وهو يصطنع ضحكة / والله آسف صدق بس …….
رفع كفيه عاجزا عن الإكمال ، ينظر إليها برجاء .
أخفضت بصرها بخجل لتقول / اعزمني على قهوة ، وقول اللي عندك تحت تمام ؟ لأنه حتى أنا عندي شيء بقوله .
اتسعت إبتسامته وهو يهز رأسه .
حسناء / خلني أحط أغراضي وأجي .


أجفلت تماما وتصلب جسدها وهي تسمع صوتا آخر من خلفها ، يصفق بخفة ويقول / لا والله برافو يا حسناء ، برافو .
التفتت ببطء بعد ان استوعبت ما يحصل ، وأنها تسمع صوته حقا !
بعد مرور كل هذه السنين .
نظرت إليه بعينيها المتسعتين من الصدمة والدهشة ، لتنطق اسمه ببطء / فيصل !
هز رأسه إيجابا وهو يبتسم بازدراء ينقل نظره بينها وبين بدر الذي ينظر إليهما باستغراب .
سألت حسناء بغضب / وش تسوي هنا ؟ وش جابك في مكان عملي ؟
اقترب منها خطوة يرد على سؤالها بسؤال آخر / أنا وش أسوي ؟ اسأليه هو طيب وش يسوي في مكان عملك ؟ لا وتبينه يعزمك على قهوة ، وموضوع زواج ؟
أكمل بعد صمت قصير وهو ينظر إلى الاثنين مجددا / وش قاعد يصير حسنا ؟ هااه ؟ مين اللي ناوية تخدعيه فينا بالضبط ؟ على مين تضحكين بالضبط ؟ أنا ولا هو ؟
تدلت ذراعي بدر بإحباط وهو ينظر إليه ثم إلى حسناء التي ارتجفت حدقتيها في حركة جعلت الشك يسري فيه .
وهو يراها متأثرة للغاية من تواجد هذا الرجل الغريب الذي لم يتعرف عليه .
حقا ، ماذا تفعل حسناء !


______


انتهى الفصل

إن شاء الله يكون لقاءنا القادم قريبا
آمين




أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-12-19, 08:12 AM   #53

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير الفصول رائعه جدا و رواية جميلة جدا وجذابة واسلوبك سلس ننتظرك ماهو موقف حسنا من فيصل وبدر.... ويمنى كيف كانت حامل فهمينا سالفتها زين يعني سلمان مغتصبه قبل وحملت ولما راحت له صارت القصة وانكشفت وطلبت الطلاق ارجو ينحل اللغز لا تطيلي الغياب دمت بخير 🌹

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-19, 07:37 PM   #54

زهرة٢٠١٨

? العضوٌ??? » 421501
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » زهرة٢٠١٨ is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة اسلوب مميز اتمنى منك تحاولي تقريب بين مواعيد الفصول

زهرة٢٠١٨ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-19, 12:05 AM   #55

وحيدة قلبي

? العضوٌ??? » 444304
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » وحيدة قلبي is on a distinguished road
افتراضي

خلصت فصول 😭😭
وربي حماس تكفين كملي في أسرع وقت ..وربي روايتك حلوه تستاهل وسام تميز من قلب


وحيدة قلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 05:20 AM   #56

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماهذا يايمنى صدمات ومفاجآت من العيار الثقيل
أخيرا قرأت البارتات الأخيره مع بعض والحمد لله لحقت عليكم

أكبر صدمه يمنى كانت حامل يعني سلمان اغتصبها حسبي الله عليه يمنى أكيد من حبها لعائض شايفه إنه يستحق أفضل منها
ربما فعلا زواجها من طراد أفضل من عودتها لعائض لأن راح يضل ماحدث كسر لنفسها ولعائض صعب تجاوزه

أمل غريبه من بين الأمهات ترغب بأن تزوج ابنها من مطلقه
وهو لم يسبق له الزواج والأغرب موافقة ابنها رغم إن الطلاق ليس وصمة عار للمرأه وربما العيب ماهو فيها

نوف عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم ربما زواجها من قريب
زوجة أخيها أفضل لها

مساعد مبروووك خلاصك من طيف وأعتقد كلام طيف له
عن حب نجد له راح يفتح عيونه على نجد وإن شاء الله تكون
من نصيبه ويتقدم لها

حسناء صح تعجبني شخصيتها وقوتها لكن أحسها منفتحه بزياده
وش اللي تعزمني على فنجان قهوه سلامات وين احنا حتى ولو
نيتها كلام فقط المفروض ماتتباسط مع بدر لهذه الدرجه والله يستر من فيصل لايسبب لها مشاكل مع أهلها

أخوان يمنى مالت عليهم ماعدى مساعد آخذوا كل شيء وطمعانين في البيت المكتوب بإسمها
ياساتر الفلوس تفير النفوس

تسلم يمينك يمنى وياليت ماتطولين علينا
وآسفه لقلة مشاركاتي والله مشاغل مالقى وقت للقراءه مرات



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 02:41 AM   #57

Tay12

? العضوٌ??? » 457452
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » Tay12 is on a distinguished road
افتراضي

فين رحتي يمنى والله منتظرين للتكمله بفارغ الصبر

Tay12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 12:41 AM   #58

Tay12

? العضوٌ??? » 457452
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » Tay12 is on a distinguished road
افتراضي

خيييير حد يشوف لنا وين اختفت يمنى

Tay12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-20, 10:58 AM   #59

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الثالث عشر
_________


منذ الصباح وهي تشعر براحة نفسية عميقة جدا .
حتى أنها أعدت أصنافا كثيرة من الطعام دون أن تشعر بنفسها .
ودَعت هديل ومساعد لتناول الطعام.
حتى حسناء ويُمنى ، ولكن بما أنهما بعيدتان واليوم هو يوم الإثنين ، لم تتمكنا من الحضور .
خرجت من غرفتها بعد أن بدلت ملابسها إلى الصالة أولا بابتسامة واسعة وألقت السلام .
نهضت هديل من مكانها وهي تضحك / يا روحي مبروك وأخيرا .
ابتسمت بشرى بخجل / الله يبارك فيك يا قلبي .
التفتت إلى مساعد حين بارك لها ، إلا أنها لم تتمكن من سماع ما قال .
اتسعت عيناها بصدمة وهي ترى هذا المنظر .
ذراعه ملفوفة بجبيرة ، وكدمات مختلفة الألوان والأشكال موزعة على وجهه .
ضحك حين رأى ردة فعلها وهي تقترب منه تضع يدها على صدرها بفزع / بسم الله وش صار لك مساعد ؟ مين سوى فيك كذا ؟
وضع يده على خده بتلقائية يقول بضحكة / ضريبة ارتباطي ببنت ما أعرفها .
قطبت جبينها بعدم فهم / ما فهمت .
جلست باهتمام بجانب هديل حين زم شفتيه وقال ينظر إلى وجه أبيه الذي ينتظر سماع الإجابة منذ أن دخل مساعد إلى المنزل قبل خمس دقائق / طلقتها يا يبه ، طلقت طيف .
شهقت هديل وفغرت فاهها بذهول ، سعود أيضا انصدم .
إلا أنه بقي ساكنا ، ينظر إلى ابنه ينتظر منه تفسير السبب .
أكمل مساعد وهو ينظر إلى يده / طلعت انسانة مو طيبة ، لها علاقات مع شباب ما تعرفهم .
سأل سعود بهدوء / وش دراك انت ؟ يمكن تكون مجرد إشاعة .
هز مساعد رأسه نفيا وهو يبتسم بسخرية / للأسف مو إشاعة ، أنا مثلك كنت أتمنى لو تكون إشاعة عشان ما أظلمها ، عشان كذا حبيت أتأكد بنفسي .
صمت قليلا ثم شرح له الأمر من البداية .
ليهز سعود رأسه بتفهم ويربت على فخذه / ما عليه يا مساعد ربي يعوضك باللي أحسن منها إن شاء الله .
ابتسم مساعد لوالده بإمتنان .
ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه وتجهمت وهو يسمع ما قاله بعد ذلك / وأنا بنظري إنك ما راح تلاقي أحسن منها ، هي اللي دلتك على صاحبتها ثم يوم درت عن الحقيقة ما سكتت وحبت تبينها لك ، نجد .
نقل مساعد أنظاره بين والده وأخته ثم بشرى .
التي رفعت حاجبيها ولفت وجهها وعلى شفاهها شبح ابتسامة .
ارتبك مساعد وتنحنح مرتبكا / لا يبه وش هالكلام ، مستحيل !
رفع سعود حاجبه باستغراب / وليش مستحيل إن شاء الله ؟ وش ناقصها بنت عمي ؟
ارتبك مساعد أكثر وهو ينطق بتلك السخافة / لا طبعا نجد ما ينقصها شيء ، بس يعني .. من كنا صغار واحنا مع بعض ، وما أشوفها إلا أخت .
نظرت إليه هديل تضيق عينيها بحنق / يا سخيف تعرف تسكت ؟ كلكم كذا أشوفها زي اختي وماني عارفة إيش ، ثم يوم تتزوجون تصيرون كأنكم عنترة وعبلة .
نظر إليها مساعد بتهديد ، لتكمل هي / إيه وش فيك تناظر كذا ؟ يبه أمانة بسألك ، قبل لا تتزوج أمي ولا بشرى وهن الثنتتين قريباتك ، ما قلت انهم مثل خواتك ؟
ضحك سعود وهو يهز رأسه إيجابا .
وأكملت هديل / إيه وحمود بعد كان يقول اني مثل اخته ، عايض نفس الشيء .. الحين شوفوه بعد ما ارتبط بعمتي لفترة ثم انحرم منها بعد كذا صار يتمنى منها نظرة واحدة ، قال اخت قال .
قرصت بشرى ذراع هديل تكتم ابتسامتها .
سعود بهدوء / لا تجيبون طاري يمنى وعايض مرة ثانية ، الموضوع منتهي من زمان لا عاد تفتحونه قدام يمنى مفهوم ؟
هديل بإحراج / طبعا يا ابوي مستحيل ، بس الحين يعني هي مو موجودة .


عمّ الصمت للحظات قبل أن يتفاجؤوا من صوت الجرس .
وقف سعود واتجه ناحية الباب ، ونهضت بشرى أيضا لتجهز السفرة .
تفاجأ سعود وهو يرى ابنته واخته عند الباب ، ليسأل / وش جابكم ؟
حسناء بدهشة / سبحان الله يعزم ويسأل وش جابنا .
ضحك سعود بعد أن دخلتا / لا أقصد ما كنت متوقع جيتكم بما انه اليوم كان فيه دوام .
اقتربت منه حسناء وعانقته بعد أن خلعت حذاءها / صحيح بس قلت ما نفوت هالفرصة ونجي نبارك لأبوي الشايب على حمل زوجته .
ضحك سعود وهو يقبل رأسها .
اقتربت منه يُمنى بعد ذلك وسلمت عليه ، ليمسك هو بذقنها ويرفع وجهها ينظر إلى الإحمرار بفعل الشمس ، ثم التعب الذي وضح جليا على ذلك الوجه الصغير .
ليقول بهمس وبنبرة حنونة / ودي أشوفك يوم واحد ، بس يوم يا يُمنى وانتي تضحكين من قلبك ، وما أشوف كل هالتعب والحيرة في وجهك .
تأثرت يُمنى للغاية وتجمعت الدموع بعينيها وهي تطلق تنهيدتها المحبوسة بداخل صدرها ، والتي خرجت كآهة مؤلمة وموجعة .
لتنطق بنبرة مختنقة / يا ليت يجي هاليوم ، تعبت يا سعود .
حاوط سعود وجهها بيديه وقبل جبينها بحنان ، لتندفع هي نحو صدره وتدفن وجهها فيه .
تخرج الدموع المكبوتة منذ أسبوع وعدة أيام .
تشد على ثوبه من الأمام وهي تشهق وترتجف بين يديه .
ادمعت عيناه من أجلها ، ليمسح على ظهرها بحنان ويقبل رأسها مرارا .
أخته الصغيرة ، بل من يعتبرها ابنته الصغرى .
والذي شهد أوجاعها وآلامها كلها .
لا أحد يعرف عن ذلك السر المؤلم ، سوى الله ثم هو ووالدته التي فارقت الحياة وفي قلبها غصة ألم حارقة .. ثم يُمنى صاحبة الشأن بالتأكيد .
الآن هو وحده من البشر من يشعر بها .
هو وحده يعرف كمية الألم المتشعبة بداخل صدرها .
والتي لن تتمكن من التخلص منها أبدا مهما طال بها العمر .
إلا إن شاء الله .
هدأت بعد عدة دقائق ومسحت وجهها بيديها بقوة ، وقالت ببحة / آسفة سعود مو قصدي أجي أنكد عليك ، بس كلامك أثر فيني .
ابتسم لها / ما عليك يُمنى ، ما لنا غير بعض .. وأنا موجود عشانك بأي وقت .
ابتسمت له بامتنان ، واقتربت منه مجددا لتعانقه / مبروك حمل بشرى ، الله يتمم لها على خير ويرزقها الولد الصالح .
سعود / آمين يا رب .
أغمضت يُمنى عينيها وتنفست بعمق ثم عدلت مظهرها ، لتدخل إلى الصالة مبتسمة / السلام عليكم .
هديل بعد أن ردت على السلام / ما شاء الله عندكم اسرار انتي وأخوك ؟
ضحكت يُمنى / بس يالغيورة وش أسراره .
شهقت بقوة واقتربت من مساعد / يا روحي مين مسوي فيك كذا ؟
ضحك مساعد / وأنا كل شوي أقعد أردد الحكاية على كل شخص أشوفه ؟
يُمنى بملامحها المتغيرة وهي تتألم عليه / قول ، مين اللي مسوي فيك كذا والله لأدعي عليه ليل نهار .
ابتسم لعمته وهو يقول / اخوان طيف ، طلقتها أمس ويوم جيت أخرج نادتهم كلهم وجمعتهم ، قالت لهم إني طلقتها لأني أحب صاحبتها ، وهذا اللي سوته فيني حميتهم وحبهم لأختهم الصغيرة .
تأوهت بألم وهي تقول / جعل ربي ما يوفقهم ، يعورك شيء الحين ؟
حرك حاجبيه وكتفيه بمعنى لا أعلم .
وزمت هي شفتيها تتفحص جروحه ويده المكسورة .
وما لبثت أن أدمعت عيناها / أكيد تعورك يدك صح .
ضحك مساعد وهو يقترب منها ويحاوط كتفيها بيده ويربت على ظهرها / عادي يُمنى ما أتعور كثير ليش تبكين ؟
مسحت دموعها بأطراف أصابعها / قول لي إيش صار بينكم ، ليش طلقتها ؟
مساعد وهو يسمع بشرى تنادي عليهم / بعدين بقول لك السالفة ، قومي لا يبرد الأكل .


اتجهوا جميعا نحو صالة الطعام ، سبقتهم حسناء فور دخولها إلى المنزل وبعد أن سلمت على مساعد وهديل ثم سألت عن سبب إصابة مساعد .
وذهبت لتساعد بشرى .
باركت لها بهدوء .
دارت بعض الأحاديث اللطيفة بينهم على السفرة .
سأل مساعد / حسنا ما كان عندك دوام ؟
توترت حسناء / أخذت إجازة نص يوم .
مساعد / ليش صاير شيء ؟
هزت رأسها نفيا تحاول إخفاء ارتباكها / لا بس عشان بغيت أجي هنا .
لم تفُتهم رجفة يدها وهي تحاول التظاهر بالإنشغال .
لا بد من أن أمرا ما حصل .
وإلا حسناء ليست من النوع الذي يصمت لفترة طويلة ، حتى لو كانت على سفرة الطعام .
ظل والدها ينظر إليها ويتأملها يحاول معرفة ما يدور بداخلها .
حتى عادوا للجلوس في الصالة مجددا .
لم تأتِ هي ، بل ظلت في المطبخ تساعد العاملة في تنظيفه وترتيبه .
ما جعله يشك أكثر .
ليسأل يُمنى / يُمنى صاير شيء ؟ حسناء وش فيها ؟
حركت كتفيها بحيرة / ما أدري والله سألتها تقول ما في شيء ، جات تأخذني من قبل لا يخلص الدوام على الساعة 11 ، حالتها كانت غريبة وساكتة طول الوقت ، ما قدرت أعرف منها شيء .
هديل بحزن / شكله مشغلها موضوع معاذ .
تفاجأ الجميع مما سمعوه .
مساعد / وش فيه معاذ ؟
هديل / ليش ما قالت لكم ؟ تبي تفتح القضية من جديد وتبي الحضانة .
مساعد / حضانة بعد هالوقت ؟ وعمره 9 ؟ ما أظن الموضوع راح يكون سهل .
أيده سعود / صحيح ، لو كان عنده سنة ولا سنتين على الأقل كانوا راح يسمحوا لها ، الحين لا القانون ولا حتى فيصل راح يرضى .
ضاق صدر الجميع على حسناء .
هي أيضا ضاق صدرها حين سمعت اسمها اقتربت من الباب لتسمعهم .
تألمت بشدة وهي تستمع إلى الحقيقة الموجعة .
وانقبض قلبها أكثر بل شعرت به يعتصر ألما حين قال مساعد / ظنيتها نسته ولا عاد تفكر فيه .
أغمضت عيناها وهي تسند ظهرها على الحائط ، وترفع قبضة يدها تضعها على قلبها وملامحها تعبر عن ألمها الغير محتمل في تلك اللحظة .
كيف لأم أن تنسى وليدها !
كيف لها هي أن تنسى ابنا حملته في بطنها تسعة أشهر ، وتحملت كل شيء من أجله ، ثم تركته رغما عنها !
هل حقا أن الأمر حصل رغما عنك !
لا يا حسناء ، لم يكن رغما عنك .
بل كنتِ أنانية ، أنانية للغاية .
حرمتِ ابنك من أمه وهي حية ، وحرمتِ نفسك منه من أجل المال ، ومن أجل ما أسميته ( بالكرامة ) وهي لم تكن سوى أنانية !
عضت شفتها بقلة حيلة تمسح دمعتها اليتيمة وترتب نفسها قبل أن تمر بهم من الصالة ، ابتسمت بتوتر حين صمت الجميع فجأة وعلى أعينهم نظرات غريبة / بروح أنام شوي حاسة اني تعبانة مو نايمة من أمس ، عن اذنكم .
قبل أن تتوجه إلى الغرفة الخاصة بها هي وهديل أوقفها سعود / تعالي يا بنتي أبي أتكلم معك .
ابتسمت له معتذرة / آسفة يبه والله اني هلكانة وبموت من التعب ، بعدين إن شاء الله .
أسرعت ناحية الغرفة لتدخل وتقفل الباب قبل أن يوقفها أحد آخر .
ليست تملك أي حيلة أو قوة لمواجهتهم ، أو للتحدث عن ذلك الموضوع المتعب .
جلست على السرير بإحباط وهي تتذكر ما حصل صباح اليوم .
تشعر بالغبنة والقهر الشديد .
حصل ما لم تحسب حسابه .
تشعر أنها على وشك خسارة كل ما بنته طوال السنوات الفائتة .
كل شيء .. سيُهدم ، ويتحطم ربما .
وهي لا تقوى على خسارة شيء على الإطلاق .


________


يدخل بدر إلى منزل والده الواسع جدا ، والخالي تماما .. إلا منه ومن العاملات في المطبخ أو في جناحهن .
لا يدري حقا لمَ والده استأجر كل تلك العاملات !
ولا يسكن هذا المنزل سواه هو ووالده .
جلس على الكرسي المتأرجح في الصالة الواسعة أمام غرفته .
شارد الذهن تماما .
هو أيضا يفكر بما حصل في الصباح ويشعر بالإحباط .
طوال الأسبوع الماضي لم يتوقف عقله لحظة واحدة عن التفكير في حسناء .
يبتسم كل حين لمّا يتذكر لقاءاتهما البسيطة ، والتي تسعده حقا .
إلا تلك المرة حين بكت أمامه وباحت له بما يؤلمها .
يتألم من أجلها .
مشاعر غريبة جدا تراوده كل ما تخطر هي على عقله .
ثم حين يأتي للنوم ويغمض عيناه يرى عينها الخضراء الساحرة .
فيقسم لنفسه أنها كل ما يتمنى في حياته .
هي كل ما يريد ويرغب .
إن حظيَ بها سيكون سعيدا طوال حياته .
كلما يتذكر ما قاله قبل مغادرته من العيادة ، وأنه منحها شهر كاملا للتفكير .
يشتم نفسه على غباءه .
كيف تمكن من منحها تلك الفترة الطويلة ، وهو يعرف نفسه .. ويعرف جيدا أنه غير صبور !
لم يتمكن من تحمل الأمر ليتجه إلى العيادة مجددا .. وينتظر دخولها من البوابة الرئيسة .
دق قلبه كطبول واتسعت إبتسامته وهو يراها تدخل ، وتتجه إلى موظفة الاستقبال بخطواتها البطيئة .. ثم تسألها عن شيء وتغادر متجهة إلى المصعد .
تبعها ليفاجئها في المصعد .
ولكنها صدمته حين ضغطت على الرقم وأغمضت عيناها كأنها تريد النوم حقا !
ولم تنتبه إليه أبدا .
ضحك في سره وهو ينظر إليها ومنظرها المضحك .
تبعها مرة أخرى وفاجأها ، ثم أسعدته هي حين أخبرته أنها تستطيع التحدث إليه ، وأنها هي أيضا تملك ما ترغب بقوله .
خلال دقيقة واحدة تبددت كل تلك المشاعر التي ملأت قلبه ، مشاعر الفرح والسعادة و – الحب – ربما .
ليحل محلها مشاعر الغضب والحيرة والإحباط ، وهو يسمع ما يقوله ذلك المدعو فيصل / على مين تضحكين بالضبط ؟
ظهر التوتر جليا على حسناء وهي تقول / احترم نفسك فيصل ، وش اللي جابك هنا ؟
تكتف ينظر إليها بكل جرأة / أمس اتصلتي تترجين والحين تسألين وش جابني ؟
قطب بدر جبينه بانزعاج شديد .
حسناء بغضب / نعم ؟ مين اللي ترجاك ؟ أنا ؟
ضحك فيصل بطريقة مستفزة / إيه إنتي ؟ تلعبين على حبلين يا حسنا ؟ ما توقعتك كذا صراحة ؟
لم تتمالك حسناء نفسها أمام نبرته الخبيثة / اسكت يا فيصل لا تكذب .
رفع حاجبه بمكر / لو ما كنتي كذا ما عصبتي صحيح ؟
التفت إلى بدر / وانت ؟ كم عمرك يوم تدور حول وحدة كبر أمك ؟ لا وتبي تتزوجها ؟ أكيد إنك ما تعرف ماضيها .
غضب هو الأخر / ما لك دخل فيني ، وماني بزر احترم نفسك .
قاطعتهما حسناء / لو سمحتوا هذا مكان عملي ومو مسموح لكم تجون هنا وتسوون مشاكل تمام ؟ فيصل لو سمحت اخرج ولا عاد أشوفك قدامي مرة ثانية .
فيصل / تمام مثل ما تحبين ، إذا ما ودك نتكلم عن الموضوع اللي شاغل بالك ولا تبين تتممينه ، ما عندي مشكلة ، سلام .
قالها وابتعد قليلا قبل ان توقفه حسناء / لحظة فيصل .
أغمضت عينها بقلة حيلة وهي ترى نظرات بدر المصدومة / انتظرني تحت بجيك الحين .
نظر إليها ثم إلى بدر وغادر .
لتواجهه هي بعد أن اختفى فيصل / شوف يا بدر لا تصدقه ولا تفهمني غلط تمام ؟
بدر بهدوء / أجل وش الحقيقة ؟
أغمضت عيناها بقلة حيلة تتنهد بصوت مسموع / بدر أنا أبي أرجع ولدي ، أبيه يكون جنبي ما عاد أتحمل فراقه أكثر من كذا ، أساسا حتى 9 سنوات كثيرة مرة وما اعتقد إنه أي أم تقدر تتحمل هالشيء ، أنا عن نفسي ما أدري كيف تحملت ، لكن خلاص الحين أنا تعبانة يا بدر تفهّم هالشيء ، لو سمحت .
شعر بالإحباط مجددا / يعني إيش أفهم من كلامك ؟
أخفضت رأسها بخجل ، لا تريد أن تجرحه أو ترده خائبا .
تلمس الصدق في حديثه وتصرفاته .
لا يمكن لشاب يصغرها أن يكون مهتما بها إلى ذلك الحد لكونه لعابا .
ثم انه أخبرها برغبته على الفور دون لف أو دوران أو محاولة خداع .
حتى أنه ظل متشبثا بها بعد أن عرف ماضيها ، أجابت بنبرة خافتة / أنا آسفة ، بس ما أقدر أتزوجك .
لم يتمكن من الرد بسبب ما شعر من صدمة قوية تجتاح صدره .
وأكملت هي / أنا صحيح ما أعرفك زين بس صدقني فكرت بكلامك طول الأسبوع ، لكن ..
أكملت وهي ترفع ذراعيها بقلة حيلة / أنا لازم اختار شخص واحد حاليا ، يا انت أو ولدي معاذ ، عارفة القانون ما راح ينصفني ولا راح يوقف بصفي لأني غلطت وأهملت ولدي طول هالفترة ، عشان كذا لازم أحاول بطريقة ثانية .
ابتسم بسخرية / وليش طيب الحين ؟ ليش لما أنا قررت أخطبك ؟
حسناء / من زمان وأنا أفكر بالموضوع ، بس … كلامك خلاني أكون مصرة أكثر على اني أرجع ولدي .
تأملها لعدة ثوان وهو يشعر بالجرح والألم من حديثها ، ثم غادر بصمت .
لتتذمر حسناء وتغطي وجهها بكفيها بقلة حيلة .
ثم تنزل إلى الأسفل حيث ينتظرها فيصل .


عاد إلى الواقع على صوت العاملة حين أتت تحمل صينية بها دلة القهوة والفناجين .
أمرها بوضعها على الطاولة والمغادرة بعد ذلك .
سكب لنفسه القهوة وبدأ يشربها وهو شارد للمرة الثانية .
قبل أن يتحدث إلى حسناء تحدث إلى والده وأخبره برغبته .
ليسأل عن السبب ، ولماذا قد يرغب بفتاة مطلقة وأكبر منه سنا .
ليجيب بكل صدق / حبيتها يا يبه من أول ما شفتها ، ما أعرف السبب الحقيقي ، بس اللي أعرفه انها … ذكرتني بأمي .
استغرب والده / كيف ذكرتك بأمك ؟
بدر / شخصيتها ، كيف قاسية من برة لكن هي أحن وحدة عرفتها في حياتي كلها ، دايم تتكلم بقسوة بس تكون مهتمة في مصلحة الشخص ، عيونها تتكلم عن مشاعرها الحقيقية .
والده / ما توقعتك تظل تشوف أمك بطريقة حلوة مع اني أنا بنفسي ما أبي أشوهها في عيونك ، بس سكوتك طول هالسنين خلاني أعتقد إنك كارهها .
هز رأسه نفسا يجيب بنبرة هادئة / قررت أحتفظ بذكرياتها الحلوة وأتجاهل المرة ، تبقي أمي في النهاية وكرهي لها ما راح يفيدني ، لأنها ما راح ترجع عشان هالمشاعر اللي أساسا ما تدري عنها .
سمح له والده بالمضي في الأمر .
لم يقف يوما في طريقه إن كان ما ينوي فعله صحيح ولن يضره إطلاقا .
لذا حين قابل حسناء في المقهى ، وأخبرته بماضيها .. وأنها تركت خلفها رضيعا حتى لا تضطر لإعطاء المال لزوجها الطماع .
شعر وكأنه يرى شريط حياته أمام عيناه .
لا يدري كيف تمالك نفسه أمامها ولم يغضب .
كلما يعرفه أنه ليس شخصا يحكم على الناس من خلال سماع جزءا من حياتهم ، ولا يعرف حقيقتهم كاملة .
لذا أراد اعطائها فرصة ، لتشرح له فيما بعد .. أو يعرف مشاعرها الحقيقة تجاه طفلها .
ذلك الشعور الفظيع والفراغ القاتل الذي يمر به كل يوم ، جعله يفكر في الطفل دونها هي .
كانت حياته مثل ذلك الطفل ، أمه تخلت عنه وتركته لوالده .
إلا أن السبب مختلف .
لا يكره والدته ، ولكنه مع ذلك لا يجد لها أي عذر .
نعم لا يوجد هناك أي عذر مقنع لأم تترك وليدها وهو طفل !
أوجعته حسناء برفضها ، خاصة حين أثبتت له بكلامها أنها ليست مثل والدته .
وأنها لن تفعل مثلها وتترك ابنها يعاني من اليتم لوقت طويل !


______



حلّ الليل الطويل ، ليل الشتاء الممل .
ذهب الجميع للنوم إلا هي .
حسناء تنام بجانبها على السرير ، مساعد وهديل عادوا إلى منازلهم .
بشرى أيضا ذهبت لتنام منذ فترة طويلة .
أما هي فقد جافاها النوم ، تفكر في الموضوع دون أن تتوقف لحظة واحدة .
لا تدري ما تفعله صائبا أم خاطئا .
تعلم في قرارة نفسها أنها لن تكون قادرة على تقبل الأمر أبدا .
على الارتباط بأي أحد والزواج منه .
لن تهنأ ، ولن تجعله هو أيضا يهنأ ويسعد .
ولكن خطتها ورغبتها في إيلام عايض كانت قوية .
عليه أن ينساها ويبدأ حياته بعيدا عنها .
عليه أن يقتلع جذور الحب من قلبه كما تحاول هي أن تفعل .
تبدوا لها هذه الفرصة ذهبية ، أتتها من حيث لا تدري .
لن يوجع عايض شيئا آخر أكثر من هذا الأمر ، حين يكتشف أن صديقه ارتبط بطليقته ومحبوبته .
وقتها حتما سيتراجع ، وسيحاول نسيانها .
تتمنى من كل قلبها ألاّ يحصل شيء يعكس توقعاتها ، ويجعل أمل تعود عن فكرتها في خطبتها لابنها طراد .
أو أن يجعل طراد يتراجع حين يعرف بأمر طلاقها .
نهضت بعد أن أبعدت اللحاف عنها ، لترفع شعرها بالربطة بعشوائية ، وتخرج من الغرفة دون أن تصدر أي صوت .
اتجهت إلى المطبخ وفتحت الأنوار .
وبدأت تعد لنفسها الشاي .
بما أنها لن تنام لوقت طويل ، ستسلي نفسها بالشاي وبعض المكسرات .
أخرجت صحنا متوسط الحجم وملأته بالمكسرات ، لتقف أمام الموقد تنتظر غليان الماء .
فزعت وهي تلتفت إلى الخلف حين سمعت صوت خطوات خفيفة من خلفها .
لتتنهد براحة حين رأت بشرى التي ابتسمت لها وسألت / وش تسوين بهالوقت يُمنى ؟
يُمنى / قاعدة أسوي شاي ما جاني نوم .
جلست بشرى على احد الكراسي / أصلا حسيت انه فيك شيء ، ما كنتي طبيعية طول اليوم لا انتي ولا حسنا .
نظرت إليها يُمنى بصمت ثم عادت لتعد الشاي .
لتجلس بعد أن انتهت وتنظر إلى بشرى التي كانت تنتظر منها أن تتحدث / مو عارفة يا بشرى إيش أسوي ، وهل اللي قاعدة أسويه صح ولا غلط .
بشرى باهتمام / وش تقصدين بالضبط يُمنى ؟ إيش صاير ؟
لم تتردد يُمنى لحظة واحدة قبل أن تقول / مديرة المدرسة أبلة أمل ، تبي تخطبني لولدها .
شهقت بشرى متفاجئة / من جدك ؟
هزت يمنى رأسها إيجابا / إيه .
بشرى / طيب ؟
يُمنى / قلت لها تعلم ولدها اني مطلقة ، وهي بعد تفكر كويس لأنه ما عندي مشكلة.
اتسعت عينا بشرى على أقصاها لتضع الفنجان على الطاولة وتقترب قائلة بهمس مصدوم / وش تقولين ؟ ما عندك مشكلة ؟
كانت ردة فعل متوقعة ، لذا أجابت بهدوء / إيه .
نظرت إليها بشرى لبعض الوقت لتستوعب ما سمعت / يُمنى مو من جدك ، الأسبوع الماضي لما فتحوا معك موضوع عايض زعلتي ، وقتها ظنيت إنك ترفضين الزواج تماما عشان كذا رفضتيه وزعلتي ، والحين ولد المديرة خطبك وتقولين ما عندك مشكلة ؟
يُمنى بعد صمت قصير / صحيح ، الولد باين انه طيب وما عليه كلام .
بشرى بغير تصديق / يعني عايض اللي مو طيب ؟ يُمنى أنا مو قادرة أفهمك ، إذا وافقتي على هالولد معناته ما عندك مشكلة بالزواج ، ليش ترفضين المسكين عايض وتعذبينه ؟ مع اني اعتقد إنك لسه تحبيه ، وهو بعد يحبك ليش وجع الراس هذا .
أجفلت قليلا وهي تستمع إلى الحقيقة الموجعة ، والتي حيرتها كثيرا هي نفسها .
ولكن بشرى لا تعرف الحقيقة كاملة .
مثلها مثل الآخرون سوى سعود ووالدتها يظنون أن سلمان تحرش بها فقط ، كما أخبرتهم .
لذا لن تجد فعلتها مبررة أبدا .
يُمنى بجدية / اسمعي بشرى أنا بقول لك الشيء اللي محيرني ، الحين هالولد يصير صديق عايض ويعرفون بعض مرة ، وأنا صدق ناوية أوافق عليه إذا هم وافقوا ، تشوفين هالشيء مررة غلط ؟
نظرت إليها بشرى بذهول لترفع يديها وتمسك برأسها / يا ويلي يا ويلي ، يُمنى انتي عقلك براسك ؟ انتي صاحية ولا مجنونة ؟ وش هذا اللي قاعدة تقولينه ؟ صديق عايض وناوية توافقين عليه ؟ لا وتسألين غلط ولا لا !
يُمنى بضيق / ما راح تفهميني يا بشرى ، بس كل اللي أقدر أقوله إني أبي عايض يبعد عني ويفقد الأمل وينساني تماما ، وهذي أفضل طريقة ، إلا فرصة ما عمري تخيلت إنها بتجيني يا بشرى .
ظلت بشرى تتأملها بصمت لعدة ثوان قبل أن تقول بهدوء / أنا فعلا ما أدري على إيش ناوية بالضبط ، بس ما أنصحك تجرحين الشخص اللي تحبينه بهالشكل يا يُمنى .
يُمنى التي بدأت دموعها تتجمع بعينيها / أنا بعمري ما راح أرجع لعايض ، يعني كذا ولا كذا راح أتزوج غيره ، عشان كذا أشوف إنه أحسن لي أتزوج صديقه ، وقتها راح يكرهني ولا راح يتجرأ يفكر فيني مرة ثانية .
بشرى / إيش اللي يحدك على هالشيء ؟ هااه ؟ وليش مستحيل ترجعين لعايض ؟ يُمنى إذا الموضوع بكبره صعب عليك، مستحيل زواجك من صاحبه يشفيك من جرحك ووجعك ، كل اللي راح يصير إنك راح تجرحي نفسك أكثر وتجرحين عايض .
يُمنى وقلبها يعتصر ألما وحزنا على نفسها ومحبوبها المسكين / الغريب راح يأخذني على اني مطلقة ، بس هو …. أنا كنت بذمته يوم صار اللي صار .
أمسكت بشرى بكفها وضغطت عليها بحنان / كان تحرش يا يُمنى مو أكثر ، وعايض عارف هالشيء وعاذرك وإلى الآن يبيك ، ليش معقدة الموضوع .
شعرت بدمها يغلي فجأة وهي تسحب يدها وتقف بغضب / وانتي تحسبين التحرش عادي وهين يا بشرى ؟ طبيعي لأنه ما قد صار لك هالشيء ولا جربتي شعور انك تخرجين من البيت وعليك نظرات قذرة ووسخة ، ما جربتي تخرجين من البيت والرجال يشوفون جسمك زي اللقمة السائغة ، ما راح تفهمين .
نهضت بشرى واقتربت منها لتمسك بكتفيها قائلة باعتذار / مو قصدي يُمنى والله ، أنا كلامي عن حياتك انتي وعايض مو عن التحرش ، آسفة .
مسحت يُمنى دمعتها سريعا لتنظر إلى بشرى قليلا ثم تغادر من أمامها بسرعة .
وصدرها يضيق بشدة حتى ظنت أنها ستموت من الاختناق .
ستعذر بشرى بالتأكيد فهي لا تعلم .
أما عن عايض ..
فهو حقا عذرها في البداية وظل متشبثا بها ، ولكنه غاب عنها طويلا ..
خمس سنوات .
تلك الفترة التي شعرت فيها بفراغ قاتل .
وأنها صارت منبوذة ، ومنسية .. حتى محبوبها نسيها وعذره أنها أغضبته بإصرارها على الطلاق .
إذاً لو كان يحبها حقا ويريدها ، ألم يكن عليه أن يصر ذلك الوقت ؟
أن يفعل المستحيل حتى تعود !
تعلم جيدا أنها لم تكن لتفعل ذلك أبدا .
وأنها كانت ستغضب كونه يفعل عكس ما ترغب .
مثلما تفعل الآن ، حين علمت عن عزيمته واصراره للعودة إليه .
غضبت حتى فكرت بالموافقة على صديقه .
لذا هي فقط ، تبحث عن أعذار لنفسها .
حتى تتمكن من فعل هذا الشيء الكبير في حق عايض .


_________


في وقت مبكر من اليوم التالي..
تدخل إلى المطبخ بعد أن استيقظت وهي تتأفف وتتذمر من عادات الديرة التي تجبرها على فعل ما لا ترغب .
وأولئك النساء اللاتي تضطر لمجاملتهن كل صباح ، إما لتلبية دعواتهن أو لتستقبلهن .
بالتأكيد هي من لبّت دعوات النساء في الأيام الماضية ، بما أنها عروس جديدة بنظرهن.
أما اليوم فموعد استقبالها لهن .
يا لها من معاناة !
بدأت تخرج الأشياء التي طلبت من ثامر إحضارها بالأمس ، إلا أنها لم تتمكن من التفكير فيما ستعده .
لتتأفف وهي تخرج من المطبخ وتتجه إلى الغرفة الموجودة بالركن ، وتطرق الباب بقوة ، حتى خرجت الأخرى تضع يدها على صدرها بفزع / بسم الله وش صاير خرعتيني .
نظرت إليها عهود بحدة / يكفي نوم وكسل تعالي ساعديني في المطبخ .
نظرت إليها الأخرى بخوف من نظراتها ونبرتها / أساعدك بإيش ؟
تكتفت عهود تصوب إليها نظرات نارية حتى تساعدها الأخرى ولو بالإجبار / حريم الديرة بيجون يفطرون عندي اليوم ، وانتي أشطر مني بأمور الطبخ .
وضعت آمال يدها على بطنها البارز تقول بوهن وقلبها يرتجف من الخوف / بس أنا تعبانة ويا الله قدرت أنام بالليل .
صرخت عهود بغضب / ما لي دخل ، أشفقت عليك ورحمتك كفاية .
ابتلعت أمال ريقها بصعوبة وهي تنظر يمنة ويسرة ، علّ أخوها يخرج فينقذها من هذه المهمة الثقيلة عليها .
لتقترب منها عهود أكثر / ثامر مو موجود لا تنتظري منه يفزع لك يا روحي ، خرج من بدري وما راح يرجع إلا العصر ، يعني أحسن لك تجين تساعديني ولا راح أخلي سيرتك على كل لسان .
عضت أمال شفتها بغيظ وتنهدت وهي تغلق باب غرفتها وتتقدم الطريق لتدخل إلى المطبخ ، تتحرك بصعوبة .
نظرت إليها عهود من خلفها بشيء من الحزن ، تقول في نفسها ( آسفة يا أمال غصبا عني ما أبي أتفشل عند الحريم ) .
مرت نصف ساعة ، ولم تنتهي أمال من تحضير الفطور .
تساعدها عهود قليلا ثم تذهب إلى غرفتها تتجهز وتتزين .
حين أتتها هذه المرة ووجدتها منهمكة صرخت / انتي لسه ما خلصتي ؟
ارتجفت أمال وأسقطت ما بيدها بفزع تقول بضعف / ماني قادرة الجنين قاعد يرفسني كثير .
سحبت منها عهود ما كان بيدها لتقول / خلاص ارجعي غرفتك بيوصلون الحريم الحين ، إياك تطلعين أي صوت مفهوم ؟ ولا والله يا أمال إني لا أخليك تولدين الحين ومن دون أي طبيب أو ممرضة ، وانتي عارفة اني أقدر أسوي هالشيء بقلب بارد .
رمقتها أمال بغضب وهي تتنفس بصعوبة ، ثم غادرت بخطواتها البطيئة تحاول كتم ألمها وغضبها حتى لا تنفجر أمام هذه المستفزة والمغرورة عهود .
لم يمر الكثير من الوقت ، قبل أن يمتلئ مجلس النساء بجاراتها .
اللاتي أخذن يمتدحنها ويجاملنها منذ أن وطأن بأقدامهن أرض منزلها .
ثم رأوا تلك السفرة الطويلة الممتدة بطول المجلس .
عليها أصناف الطعام التي أعدتها أمال .
شعرت عهود بشيء من الذنب وهي تتلقى كل المديح دون المسكينة بالداخل .
تناولت معهن الإفطار وتبادلت الأحاديث ، قبل أن تجفل من سؤال احدى الجارات / انتي حامل يا عهود ؟
ضحكت عهود متفاجئة / لا ليش تسألين ؟
رفعت المرأة علبة أدوية صغيرة / هذي لقيتها هنا فوق الكنبة ، أذكر اني كنت آخذ منها بشهوري الأخيرة لما كنت حامل .
اتسعت عينا عهود وابتلعت ريقها ثم ضحكت بارتباك / لا الله يهديك لو كنت حامل كنت علمتكم أكيد ، هذي لأختي جات تزورني قبل أمس .
فاجأتها مرأة أخرى / بس انتي من زمان ما جاكِ أحد .
شتمتها عهود بداخلها بغيظ ، تلك المرأة المتطفلة التي تراقب منزلها طوال اليوم / إلا جات اختي بوقت متأخر وراحت قبل الفجر ، كانت راجعة لبيتها من بيت أهلي والديرة على الطريق .
رمقتها المرأة بشك ثم عادت تكمل طعامها .
أخذت عهود هاتفها حين وصلتها رسالة ، لتفتحها ( عهود أنا ميتة جوع جيبي لي أكل تكفين ) .
قطبت عهود جبينها ، هل هي حمقاء أم ماذا ؟ هل تنوي إيقاعي أمام هؤلاء النساء !
نظرت إليهن جميعا وقلبها لان من أجل أمال ، تستحق أن تبقى جائعة من أجل هؤلاء المنافقات .
نهضت من مكانها تبتسم / أستأذنكم شوي .
خرجت تتأفف وتعض شفتها بخفة، حتى وصلت إلى المطبخ وبدأت تعد الطبق بوضع القليل من كل صنف.
كانت تتلفت كل ثانية، وقلبها يخفق بخوف من أن تأتي إحدى النساء فتكتشف السر الذي تحاول إخفائه منذ أول يوم قدمت به إلى هذه الديرة.
سارت على أطراف أصابعها بكل حذر، حتى وصلت إلى الغرفة وطرقت الباب بخوف.
لتفتح لها أمال التي كانت تذرع الغرفة يمنة ويسرة من شدة الجوع.
دخلت عهود بسرعة وأغلقت أمال الباب من خلفها، لتلتفت إليها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة تهمس بغضب/ إنتي مجنونة ولا ناوية تفضحيني؟ كيف تطلبين الأكل والحريم لسه موجودين؟
جلست أمال على الكرسي تتناول الطعام بشراهة وكأنها لم تأكل منذ مدة طويلة/ إذا استنيت لين يروحون بنموت أنا وولدي من الجوع .
نظرت إليها عهود بغيظ وحزن بنفس الوقت، ثم غادرت يوجه غاضب ومحمر.
لم تغلق الباب بعد، حين فاجأتها تلك المرأة المتطفلة مجددا وهي تخرج من المجلس وتقترب منها بخطوات واسعة/ تأخرتي علينا يا عهود.
ابتسمت عهود بارتباك/ معليش.
نظرت المرأة إليها تتفحص ملامحها ثم إلى الباب الذي تمسك بمقبضه / قلتي لي المرة الماضية إنها مخزن ، وش كنتي تسوين هناك ؟
عقدت عهود حاجبها بحدة / ما أعتقد لازم أفسر لك وش أسوي بأي مكان في بيتي أم عادل ، لو سمحتي يعني.
رمقتها المرأة بنظرة غريبة ثم غادرت بعد أن قالت / آسفة .
رمقتها عهود من الخلف بغضب ناري وهي تشتمها بداخلها ألف مرة.
ما شأنها هي ؟
بوجودها بجانب منزلها ستُفضح عما قريب !
كل هذا الخوف والقلق الذي تعيشه يوميا، بسبب أمال الصغيرة الحمقاء !
ستموت بسبب سكتة قلبية في وقت قريب بالتأكيد .


________


بعد عدة أيام..

يدخل إلى الاستديو الخاص بأخيه.
بيده كيس طعام.
استغرب من الأنوار المفتوحة في هذا الوقت، قبيل منتصف الليل.
حين فتح الباب الداخلي استغرب وهو يرى طراد يجلس أمام الجهاز يركز على ما بالشاشة ويعمل.
عاطف / السلام عليكم .
رفع طراد رأسه فزعا / وعليكم السلام خوفتني وش جايبك الحين؟
وضع عاطف كيس الطعام على الطاولة وألقى بثقل جسده على الأريكة / مدري ، وانت ليش جالس للحين ؟
طراد / عندي شغل بخلص وأمشي ، إن شاء الله حسبت حسابي للعشا ؟
رمقه عاطف بحدة / وش دراني انك هنا ؟
أقفل طراد الجهاز واقترب منه / أمزح ياخي تعشيت ، قول لي وش فيك ؟ كأنك متضايق أو فيك شيء مزعلك ؟
عاطف بملل وهو يخرج الطعام من الكيس / صدق عايض لما قال انك تحاول تلعب دور الطبيب النفسي مع أي أحد بس عشان تسمع مشاكلهم .
ضحك طراد بصوت عالي / لا يا خي أنا بس أحاول أخفف عليك .
تنهد عاطف يحاول إخراج ذلك الضيق الذي يكتم صدره منذ ذلك اليوم وحتى الليلة، لم يتمكن من البوح لأحد بما أن عايض مختفِ ولم يعد بعد!
عض شفته بعد أن فتح علبة ماء وقذف الغطاء بعيدا / البنت اللي أحبها بتتزوج .
اتسعت عينا طراد بصدمة ثم ضحك بغير تصديق / يا ابوي انتوا يا عنترة وقيس ! واحد يبي يرجع طليقته وما هي راضية ، والثاني حبيبته بتتزوج وهو قاعد متكتف ، انتوا مين داعي عليكم ؟
ضربه عاطف على فخذه بقوة / الحين بدال ما تواسيني تضحك؟
تأوه طراد من قوة الضربة / ياخي طيب تحزنون ياخي وش أسوي؟ ما عليه إن شاء الله ربي يعوضك باللي أحسن منها .
عاطف بغضب / هذا اللي عندك؟
طراد / تبيني أواسيك ؟ إيه هذا اللي عندي، أما لو صدق تحبها وتبيها وحزين إنها بتتزوج، فإنت لازم تتحرك وتسوي شيء قبل لا تروح من يدك .
عاطف بعد لحظة صمت قصيرة / يمديها وقعت الحين وصارت له .
فغر طراد فاهه بذهول ولم يجد ما يقوله لصاحبه المسكين ، والذي ربما يكون أنقى شخص عرفه في حياته كلها .
يعني لا يستحق هذا الحزن العميق الذي ترك آثاره على وجهه !
حزن من أجل فتاة !
سأله بهدوء / تعرف من زمان انها انخطبت ؟
أجابه عاطف بنفس الهدوء / إيه من أسبوع تقريبا .
طراد / طيب ليش ما تصرفت ؟ ليش ما سويت شيء لو تحبها ؟ الحين زعلك هذا وش راح يفيدك ؟
ابتسم عاطف بألم / كانت مبسوطة ، مبسوطة انها بتتزوج هالشخص اللي خطبها ، من زمان أحبها يا طراد بس ما عمري تجرأت واعترفت لها بهالشيء ، ولا عمري فكرت أعترف إلا إذا صارت من نصيبي ، وراحت .
طراد / إيش اللي منعك من الاعتراف؟ ولا إيش اللي خلاك تأجل ارتباطك فيها لين صارت لغيرك ؟
عاطف / كنت أحسها تحتقرني ، أو ما تشوفني أساسا .
نظر إليه طراد بدهشة ثم قال بصوت عالي / أجل خير وبركة يوم راحت منك يا غبي ، إيش تبي بإنسانة ما تشوفك ؟ احمد ربك يا شيخ صدقني ربي راح يرزقك انسانة أطيب منها بكثير ، راح يعوضك بالأفضل على طيبة قلبك .
نظر إليه عاطف بحنق وعاد يكمل طعامه دون نفس .
مرّ بعض الوقت قبل أن يتفاجآ من دخول شخص غير متوقع !


عايض الذي عاد إلى الديار أخيرا، ذهب إلى المنزل فوجده خاليا.
حيث لم يكن يعلم عن الحفل في منزل خالته .
لذا فضل الذهاب إلى الاستديو عله ينشغل قليلا فيكف عن التفكير .
تفاجأ حين وجد الإثنين .
نهض طراد واقترب منه ليعانقه بقوة / ياخي وينك من أسبوعين ؟ سافرت من دون ما تعلمني ولا ترد على الرسايل ؟
طبطب عايض على ظهره وهو يتنهد / آسف انشغلت .
اقترب منه عاطف بقلق / سافرت بدون ما تخبر أحد ورجعت بدون ما تخبر أحد ، عسى ماشر فيك شيء ؟
جلس عايض يحاول تجاهل أسألتهم لكيلا يضطر للبوح / انتم وش مسويين هنا بهالوقت المتأخر ؟ ليش ما رجعتوا البيت ؟
طراد / عندي شغل بخلصه وارجع ، أما أخوك فهو مجروح يحسب الاستديو بحر جاي يشكي همومه .
التفت عايض إلى أخيه ليلمح ذلك الحزن فيه ، فيسأل بفضول / عسى ماشر ؟
سأل عاطف / ما رحت البيت ؟
عايض / إلا بس ما فيه أحد ، صاير شيء ؟
عاطف بضيق / اليوم ملكة نوف .
اتسعت عينا عايض بدهشة لينظر إليه لبعض الوقت ثم يقول / تمزح ؟ مين بتتزوج ؟
عاطف / يقولون انه يقرب لزوجة أخوها عمر .
عايض بغضب / وانت وش قاعد تسوي ؟ أكيد انك عارف من قبل ليش ما سويت شيء ؟
تأفف عاطف ليبرر له السبب وهو يكاد يختنق من شدة ضيقه.
رقت ملامح عايض بحزن وهو يتأمل ملامح شقيقه العزيز .
ليمد يده نحوه بعد ذلك يربت على فخذه بخفة / ما عليه عاطف إن شاء الله ربي يعوضك باللي أحسن منها .
اكتفى عاطف بالصمت ووجهه يحمر من الغيظ ، تلك الدعوة وإن كانت جميلة فهي تغضبه .
لا أحد يعلم عن حبه الكبير لنوف ، لا أحد يعلم طبيعة مشاعره تجاهها .
لذا لا يتمكن من الرضا بسماع ذلك الدعاء !
لا يستطيع أن يؤمن عليه !
لا يتخيل أن يأتي ذلك اليوم الذي يتزوج به فتاة غيرها !
لقد أراده حبا طاهر صافيا ، إذا لمَ لمْ تشعر به ؟
نظر طراد إلى الأخوين ، وعلم من وجه عايض أنه هو الآخر عانى من مر الحب !
يا لهما من شقيقين بائسين !
عايض أقرب أصدقائه إليه ، يعلم أيضا انه ليس كذلك بالنسبة لعايض الذي يمتلك الكثير من الأصدقاء .
لذا تمنى لو أنه تمكن من إخباره بالأمر الجميل الذي سيحصل معه قريبا ، بعد عدة أيام .
إلا أنه يعتقد أن ذلك سيكون أنانيا منه .
أن يخبرهما بما سيسعده وهما غارقين في الحزن بسبب محبوبتيهما !
غير أنهما بالتأكيد سيسمعان عن الأمر قريبا ، بما أن خطيبته ابنة عمهما .


_______


خلال الأيام القليلة الماضية ..
كانت غارقة، منكبة في همومها للغاية .
حرفيا ، فقدت طعم الحياة منذ أن قابلت فيصل بعد كل تلك السنين .
ذلك اليوم حين آتاها في العيادة ، أمرته أن يسبقها .
ثم لحقت به بعد أن وضعت أغراضها بالداخل .
كان يجلس في المقهى حين اقتربت منه غاضبة وجلست أمامه بقوة .
رفع رأسه ينظر إليها بخبث .
يتأمل الجزء المكشوف من وجهها بقذارة ، ثم قال / اشتقت لك يا حسناء .
عضت شفتها بقوة وهي ترتجف من شدة الانفعال من تلك النظرات المستفزة ثم نبرته / اسكت يا وقح يا قليل الأدب ، انت مين اتصل فيك وترجاك هااه ؟ ليش تبي تخرب عليّ ؟
ضحك يستفزها مجددا / صدق ؟ خربت عليك يا دكتورة ؟ خربت العلاقة اللي كانت بتبدأينها مع بزر بالثانوي ؟
حسناء بحدة / احترم نفسك يا فيصل ، أنا الحين طليقتك وأبدا ما لك دخل فيني مفهوم ؟ الحين خلنا ندخل في الموضوع على طول ، أبى ولدي يا فيصل .
تظاهر بعدم السماع وهو ينظر إلى الخارج .
ليفزع بعد أن ضربت على الطاولة بكفها بقوة تهمس بغضب / ما تسمع انت ؟ قلت لك أبي ولدي .
فيصل ببرود / تمام بكرة إن شاء الله بمثل هالوقت أجيبه لك .
ضرب هو على الطاولة بخفة بعد أنهى تلك العبارة / تظنين الموضوع بهالسهولة ؟ جاية بكل جرأة تطلبينه بعد ما تخليتي عنه وهو رضيع يا اللي ما بقلبك أي رحمة ؟
ابتلعت حسناء ريقها بصعوبة تحاول أن تتحلى بالقوة ولا تضعف أمامه/ معاذ ولدي مثل ما هو ولدك وانت اللي حرمتني منه ، حاولت آخذه عن طريق المحاكم لكن انت كنت قذر جدا لدرجة انك رشيتهم وخليتهم يبعدونه عني .
اقترب فيصل بوجهه منها / أنا ما رشيتهم يا حسنا لا تتهمني زور ، بس هم كان معهم حقا يوم حرموك منه لأنك انتي بنفسك تركتيه وهو طفل ، وعشان إيش؟ عشان شوية فلوس ؟ وسخ الدنيا .
ضحكت حسناء بسخرية / لو كان فعلا وسخ دنيا ما ضربتني عشانه وأنا حامل ، ما قعدت في البيت ليل نهار حاط رجل على رجل وزوجتك تتعب وتدرس وتشتغل في البيت تخدمك وتطبخ لك .
نظر إليها باحتقار / ما يهمني اللي صار بالماضي ، الحين أنا مستحيل أخليك تشوفين ولدي ولا تقربين منه شبر واحد ، والله العظيم يا حسناء لو رجعتي اتصلتي بأخواتي ولا أمي تحاولين تلينين قلوبهم عشان يقنعوني انك ما تشوفين خير .
تكتفت حسناء تنظر إليه بازدراء / يعني إيش ممكن تقدر تسوي ؟ يعني تتوقع حسناء بتخاف من تهديد واحد مثلك ؟
احمر وجه فيصل من الغيظ / ليش ماني عاجبك ؟
ضحكت حسناء بخفوت تغطي فمها بيدها ثم ارتفع صوت ضحكتها / لو كنت عاجبني ما تركتك قبل 9 سنين ! قول لي ، الحين زوجتك تصرف عليك ولا شلون ؟ ولا أهلها هم اللي يصرفون عليك ؟ سمعت انك تزوجت بنت مطلقة وعندها ولدين ، لكن أهلها هوامير تبارك الرحمن .
فيصل بغضب / اسكتي .
حسناء / ماني ساكتة يا فيصل ، أبي ولدي وبحاول آخذه بأي طريقة ، ما راح أسمح لك تحرمني منه أكثر من كذا .
ضحك فيصل ليغيظها / إيه ما تعرفين ولدك لأي درجة يكرهك ويكره يسمع طاريك.
اهتزت حدقتيها بضعف ، تشعر بخنجر يطعن قلبها بقوة من حقيقة أدركتها منذ زمن طويل / لو عرف الحقيقة راح يحبني .
أكملت بعد صدمت قصير / وسواء حبني أو لا ، فأنا بحاول آخذه بأي طريقة يا فيصل ، تسمعني ؟
فيصل بهدوء ينظر إلى عينيها / إيه ممكن تأخذينه يا حسناء ، بس بشرط واحد .
حسناء بلهفة / اللي هو ؟
نطق بأقذر عبارة سمعتها بحياتها كلها / تزوجي هالبدر اللي تقدم لك وتطلقي منه بعد فتر قصيرة ، وقتها يمديك ترجعي لي ويرجع …………
لم يتمكن من إكمال عبارته حين نهضت حسناء بغضب وأخذت قارورة الماء التي تخصه ، لتفتح الغطاء بسرعة ثم تسكب عليه الماء / الله يأخذك إن شاء الله ويفك البشرية منك يا وسخ يا قذر معدوم الرجولة والحيا .
نهض فيصل بغضب هو الآخر من فعلتها ومن تلك الألفاظ التي أحرقت دمه ، إلا أنه لم يتمكن من فعل شيء حين اختفت من أمامه بسرعة البرق .


صعدت إلى مكتب المدير على الفور ، لتستأذنه للخروج.
سمح لها حين أخبرته أنها متعبة ولن تتمكن من العمل .
إلا أنها حين ذهب إلى غرفتها ورأت المراجعين ، لم تتمكن من الاعتذار فورا.
عالجت مريضين واعتذرت من البقية .
قبل أن تخرج وتغادر العيادة ، استدعاها المدير إلى مكتبه .
ذهبت إليه مستغربة ، ليصدمها بما قال !
أنها معاقبة بالفصل أسبوعين عن العمل ، وخصم مبلغ من مرتبها الشهري !
لأنها أساءت التصرف مع أحد المراجعين .
على مرأى الكثير من الناس .
ما جعل منظرها سيئا للغاية .
حاولت أن تبرر وتشرح له الموقف ، ولكنه لم يستمع إليها .
لم يكن ذلك تصرفا لائقا من طبيبة مشهورة مثلها ، ترتدي زي الأطباء !
أما الصدمة العظمى كانت حين عادت من منزل أبيها في اليوم التالي من دعوة بشرى للغداء ، لما اتصلت بها شقيقة فيصل ، تخبرها أن فيصل حين ذهب إليها كان ينوي أن يتفاهم معها ويتفقان على إعطائها معاذ .
لم يكن ليرفض طلبها بما أن معاذ كبر ، وصار هو أبا لطفلين من صلبه غير الاثنين من زوجته الجديدة .
تصرفها السيء أمامه ، جعله يتراجع تماما ويعلن رفضه التام .
حتى لو وضع السيف على عنقه ، لن يسمح لها برؤية معاذ على الإطلاق .
كانت تعلم جيدا ، أنه كاذب !
وأنه مستحيل أن يعطيها ابنها بهذه السهولة .
ذلك القذر ، فقط يرغب منها أن تعاني .
تعاني حتى الموت !
حتى وإن هلكت أمام عينيه من أجل ابنها ، سيضحك ويسخر ولن يبالي على الإطلاق .
بالرغم من معرفتها لتلك الحقيقة عن فيصل ، إلا أنها تألمت كثيرا .
وحتى هذا الساعة ، نادمة على ما فعلته به !
ليتها أمسكت نفسها ولم تتهور لتغضبه .


الملل والفراغ القاتلان اللذان عاشتهما طوال الأسبوع ، جعلها تحضر حفل خطوبة نوف .
علها تنسى قليلا وتسلى .
ولكن هيهات ، ذلك الضيق جعلها تجلس في مكان واحد منذ قدومها وحتى الآن .
ولا تتحرك أبدا .
حتى أتت إليها ونجد وجلست بجانبها / وش فيك متضايقة كذا ؟
حسناء بهدوء / لا مين قال اني متضايقة ؟
نجد / باين من وجهك ، إيش صاير حسناء ؟
صمتت حسناء قليلا ثم قالت لها ما يهمها لتشهق نجد / والله انه ما يستحي على وجهه ، إيه وانتي إيش ناوية تسوين الحين ؟
زمت حسناء شفتيها بضيق / مدري ، ودي أروح للمحكمة يشوفون الموضوع، بس متأكدة ما راح أنجح بهالشيء يا نجد .
حزنت نجد من أجلها / يا عمري يا حسناء والله ما تستاهلين .
صمتت حسناء تقول في نفسها ( بلى أستحق ) .
نجد بتردد / برأيي لو الموضوع صعب لهالدرجة ، أحسن لك توافقين على اللي تقدم لك وتشوفين حياتك معاه يا حسناء ، وولدك لو ما قدرتي ترجعينه لك الحين صدقيني بس يكبر راح يدور عليك .
حسناء بدهشة / من جدك نجد ؟ كيف أتركه وراي وأشوف حياتي مع زوج ثاني يا نجد ؟ والله صعب .
نجد / اللي صبرك طول 9 سنين راح يصبرك أكثر صدقيني ، مانتي أول وحدة ولا آخر وحدة تنحرم من ولدها بسبب زوجها السيء ، من حقك تعيشين حياتك وتنبسطين وتجيبين عيال ثانيين ، بكرة إذا كبرتي أكثر صدقيني راح تندمين على الفرص والسنين اللي فوتيها بإرادتك .
تجمعت الدموع بعيني حسناء من ضيق اجتاح صدرها بقوة ، لتقول باختناق / صعب يا نجد والله صعب .
أمسكت نجد بكفها وضغطت عليها تقترب منها أكثر في محاولة لمواساتها / أنا أدري يا روحي والله أدري ، مجرد التفكير يتعبني كيف وانتي مجربة ؟ ما أقول لك اتركيه نهائيا لا ، حاولي مرة وثاني وثالثة ، واذا فشلتي شوفي حياتك ، يعني على حسب كلامك والله هالبدر ما يتعوض وإن شاء الله يكون عند حسن ظنك وظني ، ما تقدرين توقفين حياتك على شيء انتي عارفة انه 90 بالمية مستحيل يصير ،تمام ؟ هالألم راح يخف وراح تقدرين تنبسطين في حياتك من جديد ، بس اعطي لنفسك فرصة .
حسناء بعد صمت قصير / أنا أكره الزواج يا نجد ، أكرهه لأني قبل 10 سنين تزوجت عشان أطمن أبوي وأنا أساسا ماني مقتنعة ولا راضية ، لكن لما رضيت واقتنعت بعد مرور شوية وقت صار اللي صار وقاعدة أعاني لوحدي لهاليوم ! والحين لو تزوجت بتزوج عشان أنسى الألم وعشان عمري لا ينتهي وأنا مو متزوجة ؟
ابتسمت لها نجد / لا تخلي تجربة وحدة تعقدك يا حسناء ، حاولي ترضين وتقتنعين .
هزت حسناء رأسها بإيجاب لتمسح دمعتها التي نزلت رغما عنها .
لتبتسم بعد ذلك في محاولة لتغيير الموضوع / ما قلتي لي ، شخبار الحقيرة طيف ؟ اللي اخوانها كسروا اخوي .
أصاب نجد ضحكة هستيرية وهي تسمع ما سمعته من بشرى قبل أسبوع ، لتقول بصعوبة من بين ضحكاتها / يمه مين قال لك تذكريني والله بموت ، كل ما شفت صورة مساعد متت من الضحك .
ضربتها حسناء على فخذها بخفة / اسكتي مبسوطة كمان ، لو انه أخوك انجلطتي من خوفك عليه .
هدأت نجد بصعوبة لتقول وهي تهز رأسها نفيا / لا والله الله يسامحك ما أضحك عليه بس مدري انصدمت ، ما توقعت ولا واحد بالمية انه الموضوع راح يوصل لهالدرجة .
تنهدت لتكمل بضيق / وأنا والله لو كنت عارفة انه هالشيء راح يصير ما فتحت فمي بكلمة ولا دليتكم عليها حسبي الله ونعم الوكيل .
حسناء / انسي يا بنت ما لك ذنب.
نجد / إيه وطيف من يومها ما وقفت تهديد تقول انا السبب في تخريب علاقتها وطلاقها وماني عارفة إيش ؟ نشرت عني اشاعات مدري من وين طلعتها ! صدقيني انسانة طبيعية مستحيل تسوي هالشيء .
حسناء بقلق / انتبهي تأذيك يا نجد .
نجد بلا مبالاة / لا ياختي إيش ممكن تقدر تسوي لي ، تروح في ستين داهية .
وبهدوء وهي تتنهد / والله يعوض مساعد باللي أحسن منها يارب .
ابتسمت حسناء تتأمل نجد وهي غافلة عنها .
لتؤمن في قلبها وتقول ( ستكونين أنتِ بإذن الله ) .

______


في غرفة نوف …

كانت تجلس على سريرها بعد أن انتهت من التجهيز ، بجانبها لينا وشقيقتها عواطف.
منعت دخول غيرهما من النساء والفتيات .
لا ترغب في رؤية أحد بسبب توترها الزائد .
مشاعرها مختلطة بين الفرح والحزن وتأنيب الضمير .
الراحة التي شعرت بها فور أن أخبرت عمر أنها موافقة ، تجعلها تفكر مرارا هل عليها أن تفعل الصواب وتترك هذه العلاقة!
أم تبدأها وفي نفسها تلك النية الخبيثة ؟
هل عليها أن تستغفل شريك حياتها منذ البداية !
كانت ترتجف بوضوح وهي تفكر في كل تلك الأشياء .
حتى جلست عواطف أمامها / ريلاكس نوف وش فيك ؟ ترى هو صدق ليث بس انسان مو ليث حقيقي .
ضحكت نوف رغما عنها على تلك الدعابة .
نظرت إلى أختها حين وقفت وأمسكت بكتفيها / صدقيني كل شيء راح يكون تمام انتي بس اهدأي ، كل اللي يعرفونه يمدحونه ويمدحون أخلاقه ، ما في داعي تخافين وتتوترين لهالدرجة .
تأثرت نوف من حركة أختها تلك ، لتدمع عينها وهي تشهق بخفوت تغطي فمها بيدها .
اقتربن منها بخوف وقلق ، سألت لينا / بسم الله نوف إيش قاعد يصير معك ؟ طول اليوم كنتي مبسوطة وفرحانة إيش صار الحين ؟
أجابت باختناق / ما أدري والله ما أدري.
رفعن رؤوسهن على صوت الباب حين طرقته هيفاء ثم دخلت لتقول / يلا نوف انزلي تحت .
تسارعت دقات قلب نوف وهي تنظر إلى هيفاء برجاء .
فتجاهلتها الأخرى وسبقتها إلى الأسفل .
هدأتها عواطف وبثت فيها الطمأنينة ببعض العبارات وقرأت عليها لينا الأذكار ، حتى هدأت نوعا ما .
خرجت من الغرفة ونزلت من السلم بخطوات بطيئة حتى وصلت بجانب مجلس الرجال ، حيث كان ينتظرها عمر وشقيق آخر .
كانت عيناها تلمعان بالدموع حين اقتربت من عمر ووقفت أمامه .
كان فرحا من أجلها بما أن الشاب جيدا .
لتتجاهل كل تلك الأفكار بشأن الرفض ، وتجيب بــ ( نعم موافقة ) حين سألها الشيخ .
كانت يدها ترتجف بشكل واضح لما ناولها عمر القلم والدفتر ، ليمسك بيدها قبل أن توقع ويجفلها / نوف لحظة .
رفعت عيناها بدهشة وهي تبتلع ريقها / نعم ؟
عمر وهو يتأمل ملامحها / انتي متأكدة ؟
نظرت إلى عينيه بتوتر تهز رأسها ببطء / إيه .
تأملها هو لبعض الوقت قبل أن يتنهد قائلا / إذا مانتي مرتاحة لا توقعين يا نوف ، لا تجبرين نفسك .
نوف بارتباك / لا يا عمر أنا موافقة فكرت زين واستخرت صدقني .
أومأ لها بإيجاب ، حتى الآن يشعر أن هناك شيء غريب !
ذكرت الله وأغمضت عيناها ، لتفتحها بعد ذلك وتوقع .

باركوا لها أشقائها وشقيقاتها حين اقتربت من مجلس النساء، المليء بقريباتها وقريبات ليث .
انتظرت قليلا حتى سمعت صوت الزفة .
أغمضت عيناها مجددا وزفرت نفسا عميقا ، ثم رسمت على شفاهها ابتسامة واسعة قبل أن تخط خطواتها داخل المجلس ، فترتفع الزغاريد وترمى عليها بتلات الورود .
حتى وصلت إلى المقعد المعد لها وجلست عليه .
لتقترب منها تلك المرأة الكريهة ، زوجة عم ليث وابنتها المغرورة .
ضاق صدرها بشدة حين لمحتهما ، إلا انها نهضت تبتسم لهن رغما عنها .
سلمت عليها المرأة بترفع كما فعلت تلك المرة الماضية ، وكذلك الفتاة .
إلا أنه لم يكن سلاما عاديا .
لما همست المدعوة ( شذى ) بغل في أذنها / أخذتيه هو ، بس تحلمين تأخذين قلبه تفهمين ؟ لأنه تزوجك بس عشان شيء واحد ، عشان يقهرني يا نوف ، معناته ليث لسه يحبني .
أنهت عبارتها وابتعدت بعد أن رمقتها بحقد واحتقار .
لتظل نوف واقفة في مكانها فاغرة فمها بذهول .


___________


تدخل إلى الشقة بوهن شديد .
بعد أن درات بالسوق طوال المساء ، من بعد صلاة المغرب وحتى الآن والساعة تشير إلى الحادية عشر .
التفتت إلى مساعد قبل أن تدخل إلى غرفتها / مساعد بالله حط الأكل على ما أبدل ، بموت من الجوع .
أومأ بإيجاب ليتجه إلى المطبخ ويحضر الصحون .
ثم جلس على الأرض يرتب الأكل بذهن شارد .
لا يعلم كيف تفكر تلك الــ يُمنى !
يؤلمه قلبه على عايض ، ولكنه لا يملك أي حيلة لمنع هذا الأمر .
خرجت إليه وجلست بتعب لتأكل بصمت .
مساعد بتردد / يُمنى ليش ما تفكرين أكثر ؟
يُمنى بملل / مساعد تكفى لا عاد تطفشني ، قلت اني فكرت وموافقة والله ليش مانت راضي تفهمني ؟
مساعد بضيق / فاهم بس اللي تسوينه غلط ؟ إذا ما تبين توافقين عليه لا توافقي بكيفك ، بس مو تتزوجين صديقه وتقهريه بهالشكل ؟
يُمنى بلا مبالاة / ليش في أحد طلب يدي قبل كذا ؟ مين راح يرضى يتزوج بنت مثلي يا مساعد ؟ لو دروا عن اللي صار ما حد راح يقرب مني يعني بظل عانس طول عمري ، ودك هالشيء يصير ؟
مساعد / لا تقللين من قيمة نفسك عشان غلطة انتي ما كان لك يد فيها ، شوفي الحين صديق عايض عرف انك مطلقة ورضى ، راح يجي مثله كثير .
يُمنى ببرود / أنا موافقة عليه ، مرتاحة له ، أحس اني بكون مبسوطة معاه ، خلاص انتهينا يا مساعد لا تقول شيء ثاني ، أرجوك .
رمقها بحزن لبعض الوقت / ما تحاولين تقنعيني بهالأسلوب إلا لأنك انتي بنفسك مو مقتنعة .
وضعت يُمنى الأكل من يدها بغضب ونهضت وهي تصرخ / ما تخلون الواحد يأكل زين ، يعني كان لازم تعكر مزاجي ؟ بكيفي هذي حياتي أتزوج اللي أبيه ما لكم دخل ، أوف .


اتجهت إلى غرفتها تضرب الأرض بقدميها بغضب حتى دخلت إليها وأغلقت الباب بقوة .
لتنهار على الأرض جالسة بالقرب من سريرها .
تعض شفتها بقوة تحاول منع نفسها من البكاء إلا أنها لم تتمكن .
طوال الأسبوع الماضي كان شقيقها الكبير يحاول اقناعها بالموافقة على عايض ، حتى جرب تهديدها !
غير أنها لم تهتم ولم تستمع إليه .
حتى اتصل بها ذات يوم غاضبا ، ليخبرها أن عايض لم يعد يرغب بها !
كان الألم شديدا وعظيما للغاية ، كونه تخلى عنها للمرة الثانية .
عجبا ، ألم تكن هي من طلبت منه أن يتركها ؟
نعم بالفعل ، ولكنه لما حصل أوجعها بشدة .
أخبرتها أمل في اليوم التالي أن ابنها موافق للزواج بها !
يا له من حظ !
بالأمس اتصل أخوها يخبرها عن تخلي عايض عنها ، وفي صباح اليوم التالي تسمع عن موافقة صديقه للارتباط بها .
طلبت منها أمل رقم أحد أولياء أمرها .
أعطتها رقم سعود بلا تردد .
اتصل به والد طراد في نفس الليلة ، وهو أتى إليه في صباح اليوم التالي .
هكذا تم الأمر سريعا .
لم يتبقى سوى قرارها، الذي أخبرتهم بعد يومين بالضبط !
يعني قبل الأمس .
كان شرطها الوحيد أن يتم عقد القران بالكتمان ، لا أحد يعلم عنه سوى اخوتها وأعمامها دون أولادهم .
لم ترغب بأن يسمع عايض بالأمر إلا بعد أن يتم كل شيء ، فلن يستطيع وقتها فعل أي شيء !
فوضى ، فوضى عارمة وليس ارتباط طبيعي وعادي !
يبدوا الأمر من جهة كخيانة منها لعايض وحبها ، ومن جهة كأنانية بما أن الأمر سيضر طراد وسيفسد علاقته بصديقه المقرب عايض ، ومن جهة أخرى جنون بالكامل !
هي حتى لا تعلم هل ستكون سعيدة أم لا ، المهم أن تجرح عايض لكي يبتعد عنها إلى الأبد ولا يفكر بها مجددا .
نعم سيكرهها ، إلا أنها تظن أن ازدياد الكره تجاهها سيكون أفضل من ازالته من قلبه إلى الأبد ، بما أنه غاضب منها أساسا .
يعني إن رضي سيكون مجروحا أيضا ، لأنها لن تعود إليه على أية حال .
أسندت رأسها على طرف السرير ، ورأسها يؤلمها من التفكير الزائد .
لتمر بها ذكرى ذلك اليوم المر ، حين اغتصبها سلمان.
فيعتصر قلبها ألما ، ويعتصر معدتها كذلك فتشعر بالغثيان .
حتى نهضت وركضت نحو دورة المياه تستفرغ وتخرج كل ما أكلته قبل قليل .
اعتادت على ذلك الأمر منذ ذلك اليوم ، كلما تذكرت الموقف شعرت بالغثيان .
فتتعب بشدة وتعاني بمفردها !

________


انتهى الفصل

يارب يعجبكم
مع اني أنا بنفسي ما أحس الأحداث قد كذا
لكن حاولت ، وهذا اللي طلع معي
أعتذر من جديد على التأخير اللي ما كان بإرادتي أبدا، صدقوني.
بإذن الله الفصل الجاي راح يكون أجمل وأفضل بكثير ، آمين .
ادعوا لي بتيسير أموري .



أميرالز likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-01-20, 02:03 AM   #60

she was

? العضوٌ??? » 387979
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » she was is on a distinguished road
افتراضي

نتمنى احداث حلوة لعايض ويمنى
رواية ممتعة ارجو الفصول الجاية تكون اطول


she was غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.