آخر 10 مشاركات
العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          264 - جزيرة مادرونا - اليرابيت غراهام - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree53Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-20, 12:28 PM   #331

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير
تسجيل حضور
بالانتظار ⁦❤️⁩


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 05:54 PM   #332

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
مساء الخير
تسجيل حضور
بالانتظار ⁦❤️⁩
مساء الهنا حبي 💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 06:21 PM   #333

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي

الفصل الثالث والعشرون
******************
أرخت يدها جانبها ولا زالت متمسكة بالهاتف ولم تغلقه ، بينما ساهر على الجانب الآخر يهتف صارخا " انطقي شهد ، من أتي ؟ " .
زاد من سرعة السيارة وهو يخبط على المقود بعصبيه ولو كان لديه المقدرة بهذا الوقت لطار بدلا من قيادة السيارة لكن هيهات !!
أتاه صوت غريب يتحدث مع شهد لتزداد أنفاسه هلعا وهو يسمعه!
" ما هذا كله يا ابنة سالم ...؟هل تعيشين في هذا النعيم وحدك دون أبيك ...؟! صحيح ابنة عاقة !"
نظرت له برعب ، لا زال صوته يبث داخلها الخوف ووجهه القميء يرعد أوصالها …
ارتدت خطوة للخلف وهى ترى ابتسامته الخبيثة تعلو وجهه وقالت محاولة الثبات الذي لا تملك منه شيء الآن "لم يعد لك حق بأي شيء فيما أملك ، ثم إنك بعتني قبل وقبضت الثمن ماذا تريد بعد ؟ ألا يكفيك ما أخذته من السيد خاطر ؟ "
صوته الذي كان كأفعى هتف بها وهو يقترب منها "ناكرة الجميل ألم أعطيكِ فرصة لحياة لم تحلمين بها يوما !"
ردت وعلى وجهها معالم البغض "ومن قال أن ما عشته كنت أتمناه أو أحلم به ، ماذا تعلم أنت عن أي شيء من أحلامي ؟"
صفعة على وجهها كانت ردا كافيا لغيظه لكن لم يستكفى وهو يمسك شعرها بقوة فتفلت صرخة منها ، وقال بصوت بغيض "أنا سلمتك زوجة في الحلال وهذا يحتسب لي ، بينما أنتِ الآن عشيقة … يا عديمة الأدب والأخلاق .. هل هذه كانت أحلامك ؟ أن تصبحي بلا شرف ؟ "
صرخت وهي تحاول إفلات شعرها منه دون جدوى بينما هو يتشبث أكثر ولا يفلته ! ثم قالت بصوت عالي "
" هل تظنني مثلك أو ورثت بعضا من خصالك كي أبيع نفسي ؟ ، أنا زوجة ساهر بحلال الله …"
صفعة على الجانب الآخر من وجهها لترتد خطوة ويتركها فتقع أرضا وجانب شفتيها ينزف ثم يجثو على ركبتيه ويدنو منها قائلا بصوت مسموم " وهل الزواج بعد طلاقك بأسبوعين يا فاجرة حلال ؟ ، أم نسيت بأن هناك عدة يا عديمة الشرف؟ "
كانت تريد أن تصرخ به وتحكي له كيف يكون لها شهور عُدة وزواجها من خاطر كان عقد قران فقط وحتى إن لم يكن كذلك فهي مطلقة من عدة شهور ، إذن بكلتا الحالتين لم تغضب الله بشيء !, لكن هذه الكلمات تقال لأب حقيقي ، فكيف تشرح له وتحدثه وهو رجلا لا يعلم شيء عن الإنسانية أو الأخلاق أو حتى دينه ربما يخبأ شرابا في جيب معطفه الآن ..
ردت بصوتها المرتعش دون إرادتها وهي تمسح الدم الموجود جانب شفتيها "ولما أتيت لعديمة الشرف أبي العزيز ؟ "
شدها من شعرها ووقف بها لتعلو صرختها من شِدة تمسكه بخصلات شعرها وقال مستمتعا وهو يرى الألم بوجهها " جئت كي أبيعك ثانية يا ابنة سالم ! سأزوجك ! "
صرختها تلك المرة كانت أقوى وعيناها تتسعان فزعا وقالت " لا تجرؤ ، أنا متزوجة "
قال مصححا كما يظن "عشيقة "
أجابت وهي تضغط على الهاتف متوجعة لا تعلم من شدة تمسكه بشعرها أم بسبب ما تسمعه منه "بل زوجة بحلال الله لساهر عثمان ولو حاولت فعل شيء ستنال ما تستحق "
كانت صرخات ساهر العالية لا تصل لكليهما ..لكن صرخاتها وتأوهاتها ، صوت الصفعات التي تلقتها على وجهها تصله وتؤلمه داخل قلبه ، يشعر بأنه هو من يتلقاها … لم يتوقع أن يحدث شيء كهذا ، أن يأتي أبيها وبعد هذا الوقت وبهذه الطريقة ! ،كان أمن لدرجة لم يفكر بوضع حراسة على القصر ، هذا الرجل لم يظهر منذ جاءت شهد لهم !كيف علم مكانها ؟ وأي زواج الذي يتحدث عنه!!؟
صرخة دوت بالسيارة ليعود للواقع ويخبط على المقود "أي زواج هذا ؟؟ يا رجل رد !!"
لم يأتيه رد مباشر منهما لكن صوت رجلا لم يراه يوما ولم يعرفه ، صوت مسموم ، كل حرف منه يحمل شوكة أو ربما سكين "سأفعل يا ابنه سالم ولن يكن بيده شيء وقتها !"
رفعت وجهها بشموخ رغم شدة تمسكه بشعرها وحاولت تخبئة الألم وقالت " أعدك تندم أبي العزيز ، ثم إن زوجي لن يسمح لك بالخروج من هنا ".رفع يده يصفعها مرة أخرى وقال " افتقد بتلك اللحظة ضرباتي لكي بالحزام ، كنتِ تستحقينها يا ابنة سالم ! ، أتدرين أثبتي لي اليوم بأنك ابنتي "
رفعت عينها بعينه وقالت "لم أكن يوما مثلك ولن أكون "
قرب وجهه منها فشعرت بالغثيان من رائحة الشراب التي تفوح من فمه فأشاحت بوجهها بعيدا ، فرفع يده الأخرى يمسك وجهها ليقابل وجهه وقال " ابنتي !! ودليل ذلك بعتِ الشايب لأجل الشاب ! ، لكن سوف أفيدك بشيء من خبرتي الآن ! الشاب سوف يزهدك قريبا ويلقي بك في الشارع وأنا سأرحمك من تلك اللحظة ، أنا أظل أبيك !!"
وترك وجهها بقوة وأخذ الهاتف من يدها ليرفعه على أذنه وقال ببرود واضح " أرجو أن يكون العرض نال إعجابك ساهر بك !!"
عينا ساهر كانت تتسع وهو يسمع للرجل الذي لا علاقة له بالإنسانية بشيء ليتابع قائلا بذات البرود " شكرا لك لاستضافة ابنتي تلك الفترة وقد حان وقت استعادتها !"
صوت لهاث ساهر وأنفاسه المتلاحقة كانت تغلب عليه وكلماته التي حملت بتلك اللحظة الرجاء ليرد قائلا "استعادة من ؟ كيف تفعل ؟شهد زوجتي أقسم لك" وزاد اضطراب أنفاسه وهو يشعر بأن شهد ربما بلحظة لن تكن بحضنه وتابع "سيد سالم انتظر حتى أصل ، دقائق فقط ! ، وإن كان الأمر مالا سأعطيك ما تطلبه دون جدال ، انتظر !! "
بكل برود شدد سالم من تمسكه بشعر شهد ليسمع ساهر صرختها المكتومة وكلماتها المرتعشة وقد وجدت نفسها بالفعل على بُعد خطوة للرحيل ( أنجدني ساهر ، سيأخذني ) ، بينما صوت سالم قاطعها قائلا "زوجها المستقبلي ينتظرها بالخارج ساهر بك ، لم يعد هناك وقت )
صرخة ساهر الغاضبة وقال " أقتلك إن فعلتها "
ببرود يناقض العاصفة الواضحة بصوت ساهر رد سالم " إن وجدتني عزيزي " وصوت سراب يعلن عن إنهاء المكالمة …..

جرها من شعرها من داخل القصر إلي الخارج لم يسمع توسلاتها ولا صرخاتها ولا تعبها كانت تحاول إفلات شعرها الذي كاد أن يقتلع من مكانه ولم تفلح …..
أمام باب القصر الرئيسي وقفت سيارة سوداء چيب يقف أمامها شاب أسمر ببنطاله الأسود وقميصه الأسود ، ارتعد داخلها وهي تراه ينظر لها نظرة متفحصة وخبيثة كأبيها ،حاولت التملص من يد سالم وصرخت وهي ترفع يدها تفك شعرها من يده وقالت "اتركني لا تدعني له " فألقي بها داخل السيارة كأنه لم يسمعها حيث حارسان شخصيان للواقف خارج السيارة وقال" ها هي زوجتك المستقبلية سيد عدنان ! "
_____________
تسمع صوته عبر الهاتف وعلى وجهها يرتسم الضيق ، لكن لا بأس ستتحمل فقط تلك المكالمة وبعدها لن تراه ولن تسمع صوته لا هو ولا ابنته ، أغمضت عينيها تكبت شعور غثيان من سماعها له ثم عادت متنبهة وهي تسمع قوله "انتهى كل شيء سيدتي ، أخذتها ولن ترينها مرة أخرى ، سوف أزوجها خلال الساعة القادمة لا تقلقي …"
شعور النصر بعد هزيمة دامت سنتين ، قلبها يكاد يرقص فرحا , هي ليست نادمة على تسليمها لأبيها فهي تستحق !! هي ابنته وتشبهه وعليها العودة حيث جاءت ، تلك الخائنة كيف تدنس قصرها !!
سحبت نفسا عميقا وردت ببرود " حسنا سالم ، لا أريد رؤيتك لا أنت ولا ابنتك مرة أخري ورقمي هذا امسحه من عندك لتكن كل أمورك بخير ولا تندم "
رد ببرود ينافسها " لا تقلقي لا احتاج رقمك بعد الآن …. " وأغلق الهاتف …

نظرت لطاولة الطعام التي تجلس على رأسها وحيدة دون ونيس وتساءلت مع نفسها " من السبب بوحدتك تلك يا أمل ؟ أليست هي بنفسها شهد !" ، وضعت رأسها بين راحتي يديها وعادت لذكرى مرت عليها عدة أيام
*قبل أيام *
تجلس بهدوء ورواق بعد شهور من التيه والضيق من حفلة إلى حفلة ومن ندوة إلي ندوة وكلها أشياء لم تهتم بها يوما لكنها لجأت لها كي تهرب من أنفاس شهد التي تملئ المكان .. الآن عادت لحياتها ولراحتها ، أمسكت بكتاب تقلب بين صفحاته بشرود ، ترتب داخلها أحوال حياتها وتحاول إعادتها لمسارها الصحيح …
صوت جرس الفيلا أخرجها من شرودها لتأتيها نعمات تخبرها بأن (هناك رجلا يسأل عنها ) ردت أمل مضيقة عينيها بتساؤل " من هذا الرجل نعمات ؟ "
ردت السيدة باحترام وقالت " يقول بأنه والد مدام شهد !"
هزت أمل رأسها بضيق وقالت مستاءة " وما الذي جاء به هنا؟ ثم أن ابنته لم يعد لها علاقة بنا " صمتت برهة وفكرت لحظات ثم قالت للخادمة "دعيه يدخل "
يقف أمامها بقامته القصيرة ووجهه الدائري وعينيه الضيقة ليس به مشابه بشهد ، هذا ما فكرت به أمل وهي تراه بهيئته الآن أمامها ...مؤكد شهد تشبه والدتها ، فرغم كل ما يمتلئ به قلبها تجاهها ، لكنها دائما تراها جميلة الوجه وبراءتها التي تشدك من أول لحظة ، ربما كانت خادعة في ذاك الحين ، لكنها لا تنكر أن هناك شيء يجعلها إلي الآن تضعها بركن ما بقلبها ، تمعنت بالرجل لحظات طوال وهي تتأكد بأنه بالفعل لا يشبه ابنته ، صوته أعادها مما هي شاردة به وقال " أنا والد شهد سيدتي وأتيت أسأل عنها ! .؟"
أجابته وهي تضع رجل على الٱخري " ألا ترى بأنك تأخرت بالسؤال عنها ؟ ثم نحن لم نراك منذ دخول شهد هنا !"

رد ببرود يشبه كل شيء فيه " ظروف سيدتي والآن أتيت لأسأل "
قالت وهي تهز رأسها بعدم اكتراث " لكنك بالفعل تأخرت ، لأن ابنتك ليست هنا , رحلت "
تساءل بتعجب " كيف ؟ "
أجابت ولا زال وجهها يحمل معالم غير مهتمة " شهد هاجرت إلي خالتها في ألمانيا بعد طلاقها من أخي خاطر ، بمعنى لم يعد لها علاقة بنا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع "
قال بتوتر وقد ضاقت عيناه أكثر " لما طُلقت من السيد خاطر وكيف سافرت ؟"
قالت وهي تأخذ كتابها من جانبها معلنة إنهاء الحوار " حقيقة هذا لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد " وصمتت لحظة وقالت وهي تنظر لكتابها " ابحث عنها لدى خالتها وليس هنا "
خطى الرجل من أمامها محدثا نفسه بحسرة " الدجاجة التي كانت تبيض لك ذهبا رحلت يا سالم ! ماذا ستفعل وقد انتهت أموالك التي أخذتها من السيد خاطر "
خطواته كانت ثقيلة ، حزينة ، فقد خسر أهم رهان بحياته ( شهد )
صوت الهاتف أمامها على المنضدة أعلن اتصال من ليندا ..؟
رفعت الهاتف لأذنها وما تسمعه جعل عيناها تتسع والحسرة على وجهها ترتسم ، لتلتفت لسالم الذي لم يخرج بعد من باب الفيلا قائلة "سيد سالم "
التفت لها متسائلا لتقول له "تفضل لم ينتهي حديثنا بعد !!!!"
****
عادت من شرودها على صوت صفارة رأفت وهو يدخل من باب الفيلا ، لتلتفت ناظرة له وهي تجلس على رأس الطاولة وهو يقترب منها وتساءلت "هل أخفقتِ بتربيتك يا أمل ؟ ليصبح ولديكِ هكذا ! البكر أخذ زوجة خاله والصغير يدارى عليه وكأن لا شيء حدث !!,, ما الخطأ الذي فعلتيه في حياتك لتصل أمورك لهنا !؟"
سحب رأفت الكرسي المجاور لها وهو يراها شاردة بوجهه دون حديث ، ليضع يده فوق كتفها ويتساءل " ما بك أمي ؟ "
التفتت بجسدها له وهي مستندة على راحتي يدها وشردت أكثر فيما هي فيه وتساءلت بينها وبين نفسها " هل أخبرك بما أنا فيه ؟ واني اليوم بسببكم نزلت بمستواي لرجل كسالم ، لا أعرف هل أنا مخطئة أم لا ؟ ، لكني حقا لست نادمة ، شهد رحلت حيث تنتمي لأهلها ، وتركت لي حياتي وراحتي ! أم أسألك أبني الغالي ما الخطأ الذي أخطأته بتربيتكم لتصل أنت وأخيك لبئر ضحل لا يليق بكم "
تنهد رأفت وهو يعيد سؤاله " ما بك أمي ؟ الأكل برد وأنتِ شاردة هل هناك ما يضايقك ؟"
هزت رأسها وابتسمت له وقالت " ليس بي شيء ابني ، شاردة بحال الدنيا ، "صمتت لحظة وتابعت " أتركك منى ، أراك سعيدا أخبرني لعلي أشاركك سعادتك ؟ "
لاحت على وجه رأفت ابتسامة صافية وأجابها " سلمي وافقت على تحديد موعد لزفافنا وأخبرتني منذ قليل "
ابتسامة صادقة ارتسمت على محياها وهي أخيرا تجد شيء بهذا المكان يسعدها لتربت على يده بفرحة وقالت " مبارك ابني سعدت لأجلك ! حدد الميعاد المناسب حتى نطلبها من أمها '"
وقف من مكانه وقبلها على وجنتها وقال " حسنا أمي سأتحدث مع ساهر وخالي ونحدد كل شيء وأخبرك "
ابتسامة مترددة على وجهها وقالت " كما تشاء ابني " كاد يتركها ويصعد لتقول وهي تنظر للطعام "ألن تأكل ؟"رد رأفت بوجه معتذر " عفوا أمي أكلت مع سلمي "
نظرت لظهره وهو يصعد السلم وهمست " ألم يخبرك ساهر باختفاء عشيقته ؟ أم لم يعرف بعد ؟ مؤكد سيحتاجك تواسيه وتدعمه كعادتك !! لكن تلك المرة هي لن تجدك تساعدها ولن تعطيها غرفة أخيك ووقت الدعم أنا هي أمه من ستقف جواره ! "

ثم أخذت هاتفها من أمامها تفتحه , لتقابلها صورة شهد بأحضان ساهر ويراقصها دون اعتبار لمكانته بين الناس ولا شرف عائلته , همست وعيناها تكاد تبكي " لما ابني ؟ ماذا يوجد بشهد ولا يوجد بغيرها لتلقي بكل شيء عرض الحائط وتصبح معها ؟"
تنهدت بحسرة وتابعت " لكني سأظل هكذا كالسد المنيع حتى أتأكد بنفسي بأنها لم تعد بحياتك ! وساعتها تتزوج ابنة عمك التي تليق بك وبمكانتك "

************
لا يعرف كيف قام بقيادة السيارة تلك المسافة بعدما أغلق سالم الهاتف بوجهه !!
وقف بسيارته أمام باب القصر الخارجي المفتوح على مصراعيه وترجل من السيارة وخطواته تتسابق كأنها بسباق ما !! ورفع يده يفك رباطة عنقه و أزرار قميصه العلوية ، ربما خف الضيق عن صدره قليلا وصوت أنفاسه العالية تظهر جليا وهو يطلب رقم ما بارتباك ليأتيه صوت إياد مرحا " أخيرا تذكرتني يا رجل ظننت بمجيئك للقصر ستعود أيامنا لكن الواضح انشغلت بعروسك "
صرخ ساهر به قائلا " إياد ! شهد خطفت !!"
وقف إياد في مكانه غير مستوعب لحديث ساهر حيث ظنه للحظة هزار لكن صوت ساهر المخنوق وأنفاسه الواضحة وصرخته به لا توحي بذلك ليرد علي ساهر " دقائق وأكون عندك بالقصر , هل أنت هناك " رد ساهر باقتضاب وصوت مخنوق " نعم "
أغلق ساهر الهاتف ووضعه بجيبه وخطواته تثاقلت وهو يخطو لداخل القصر ويرى شمسه غائبة !! ، الدنيا كلها الآن أعلنت حدادها لغياب شمسها ودفئها !
دموعه التي لمعت بعينيه دون إرادته تعلن هي الأخرى حزنها على غياب محبوبتها !!
وضع يده على رأسه والحيرة تأكله ولا يدري ماذا يفعل ؟ وماذا سيحدث؟ هل حقا هذا المدعو أبيها أخذها ؟ بل وسيزوجها ؟ يكاد يصاب رأسه بالجنون .
فرك جبينه بيده وآه فلتت منه وهو يتذكر حديثها المنعش معه منذ لحظات وهمس " لما حظنا هكذا دائما يا شهد لا نفرح سوى لحظات و الباقي أهات .؟ أين أنتِ يا حبيبة القلب ؟ " صمت لحظة وعينيه تجوب بالمكان وتابع بصوت " سأجدك واقتلع رقبة من مد يده عليكِ حتى ولو كان أبيكِ ، كل صفعة من يده على خدك سأردها له أضعاف "
صرخة دوت بأنحاء القصر تعلن عن ضيقه وحسرته وقيده
ثم اقترب من طاولة الطعام واستند بيده على الكرسي التي تجلس شهد عليه دائما ونظر للطعام الذي برد كقلبه ، بل ككل شيء هنا الآن !
همس بخفوت " الدنيا كلها باردة دونك يا صغيرتي !"
يد إياد التي ربتت على كتفه أخرجته من شروده ليلتف له قائلا بوجع وهو يرفع راحتي يده له" خُطفت من بين يدي ولم أستطع حمايتها "
وأرخي يديه وتابع " دائما أتأخر عليها "
وضع إياد يديه على كتف ساهر وهو يرى صديقه بعالم غير العالم وقال بحزم " وهل وقوفك أمام طاولة الطعام هنا وحزنك سيعيدها صديقي "
للحظات كان يحتاج ساهر أن يستوعب ما حدث ،غياب شهد بتلك الطريقة التي تقتله داخله !
تابع إياد كلامه " هيا بنا للغرفة الخاصة بالكاميرات صديقي , فشهد مؤكد تنتظرك الآن صدقني "
سحب ساهر نفسا عميقا وهو ينظر لصديقه ليتقدمه تجاه غرفة الكاميرات !!
بعد قليل كان كلاهما يقف أمام شاشات المراقبة الخاصة بالقصر ، استند ساهر على الكرسي وهو يسمع إياد يقول وهو ينظر لشاشة المراقبة " ساهر الرجل جاء مطمئنا ، يعلم جيدا بأنك لست هنا ، خطواته كانت واثقة وهو يقترب من الباب الرئيسي ، وأنت يا رجل كيف تترك باب القصر الرئيسي مفتوح ليصل لهنا "
رفع ساهر رأسه بتعب وقال " مؤكد كان يراقبنا وعلم برجوع شهد دوني ، وللأسف مؤكد أيضا أن شهد نست إغلاق الباب الخارجي ولم تتوقع خيانة لقد مَر الأمر علي أنا أيضا في غمرة فرحتي بقربها "
آه _ آه قالها ساهر وظهور شهد بدأ أمامه بالكاميرات ، تلك اللحظات التي كان يحدثها فيها قبل مجيء سالم !
ابتسامة شاحبة وهو يتذكرها حين سألها ماذا ترتدي وهي تقف الآن أمام المرآة ترى هيئتها بدلال يأسره ويفتقده ، بل يفتقد رائحتها وكلها وقُبلاتها على خده حين يدخل المكان ، حتى ولو كانت معه ، دائما ما تسبقه خطوة وتضحك له قائلة " تلك الخطوة فقط كي أستقبلك زوجي الحبيب " وتطبع قبلة على خده معلنة شوقها حتى وهي قربه !! أو كما قالت له مرة " بكل رواية أقرأها وأري البطلة تنتظر زوجها بمحبة ، تمنيت حينها أن يرزقني زوجاً حنون وأعطيه من قلبي ما لم أراه بحياتي بين أمي وأبي ،" قلبه ينكسر مع كل كلمة وكل حرف يتذكره منها ، كيف اختفت من بين يديه ؟
خطواتها وهي تذهب لباب القصر أعادته لواقع خطفها وهي تفتح الباب ليظهر رجلا لم يراه بحياته ولأول وهلة لاحظ أنه لا يشبه شهد بأي شيء
صفعات تصفع روحه وهو يراه يصفعها على وجهها ، هل كانت كل حياتها الماضية هكذا ؟
صحيح كان يسمع منها أثناء أحاديثها عنه وقبل لحظات وهي تحدثه عبر الهاتف ، صوت الصفعات كانت تصله ، لكن الرؤى غير السمع ، فما يراه الآن ليس له علاقة ببشرى لديه قلب!
أشار إياد للشاشة قائلا بنصر " هذا عدنان ….."
التفت له ساهر بانتباه ولهفة وقال " تعرفه ؟!"
أجابه إياد " نعم أعرفه , وربما أنا أعرف مكانه ، لقد كان له قضية زواج بالإكراه بالاتفاق مع عم إحدى الفتيات القُصر وللأسف تم إغلاق القضية بسبب تنازل الفتاة "
غصة وصرخة بصوت ساهر " تزوجها ؟ يعني ربما الآن تزوج شهد ! هذا هراء "
أجابه إياد " لن تعاد تلك الحادثة خاصة وأنا أعلم مكانه لا تقلق … هيا بنا "
********
بمكان ما لا تعلمه جلست مقيدة ب _أحبال بمعصمها ولاصق قوى على شفتيها ليمنعوا صرخاتها التي لم تصمت طيلة الطريق !! ، تنظر للمكان بأسى وقهر وداخلها ينادى باسم واحد ساهر لا تتأخر كن هنا لأجلي ، دعواتها لله أن لا يتركها بيد هؤلاء .
صوت الرجل أمامها جعلها ترتجف وهو ينطق باسمها _ شهد _ رفعت وجهها له بملامح توحي بالقرف ، لكنه لم يهتم وهو يقترب ليجلس جانبها ، لتحاول هي البعد كي لا يلامس جسده جسدها !
وضع أوراق أمامها وقلم وقرب يده منها لتنظر له بتحذير بأن لا يقترب لكنه قال وهو يمد يده " اهدئي قطتي اتركي مخالبك الآن نحتاجها قريبا ، الآن نحتاج إمضائك على عقد زواجنا ،"
أشاحت وجهها عنه بضيق بينما أخذ يدها بالقوة ليحل وثاقها وقال بتحذير " لا تختبري صبري " ثم رفع يده يمسك رقبتها لتشعر باختناق وقال " أنا إلي الآن أتعامل برفق معك لن يطول الأمر"
وأرخى يده عنها وقال بأمر " وقعي على الورق"
هزت رأسها بعنف رافضة ما يقول وقربت يدها منها وابتعدت بأخر الأريكة عنه وهي تشعر بالغثيان لوجوده ، اقترب منها ونزع اللاصق عن فمها لتصرخ وجعا بينما قال " اسمعيني جيدا سأأخذك بجميع الأحوال فدعي الأمر برضائك أفضل "
شعرت بأنها ستتقيأ وهي تسمعه لتبصق عليه بقرف وقالت " قبل أن تمتد يدك على أقتلك ولا أكترث صدقني "
أجابها بنظرة ماسحة لكل جزء بجسدها وقال " أتعلمين قطتي أحببت أن تكوني لي أكثر هكذا " وصرخ قائلا " وقعي"
فصرخت به " لن أمضي يا عديم الشرف فهذا عقد باطل أنا متزوجة "
"سالم " قالها الرجل بصوت عالي ليهرول سالم من خارج الحجرة ليصبح أمامهما وقال " نعم سيد عدنان "
قال له " ابنتك تقول بأنها متزوجة "
هز سالم رأسه بعدم اكتراث وقال " كاذبة فهي مطلقة سيد عدنان ثم هذا لن يعيقنا "
نظر لها عدنان وهو يشير لأبيها وقال " سمعتي قطتي هذا لن يعيقنا "
وقفت شهد مقتربة من أبيها وأمسكت بقميصه وقالت " ألم تحن لي يوما ؟ ألم تشعر بأنني ابنتك ؟ هل ستتركني لهذا الغبي دون اكتراث لشرفك ؟ "
أجابها وهو ينزل يدها من علي قميصه " دائما أنتِ ابنه أمك يا شهد لم تحبينني يوما "
دموعها التي تنساب على وجهها تلسعها وكلماته وعدم اهتمامه يذبحها ، ظنت للحظة بأنه سيفيق لكن خاب ظنها فقالت بترجي " لكنك تظل أبي لا تتركني له ، وإن كان الأمر مال سيعطيك ساهر كل ما تطلب "
اقترب سالم منها وقال " افهمي يا غبية من أبعدك هكذا أم ساهر ، من طلب مني إخراجك من حياة ساهر أمه ' "
للحظات طوال ظلت تحدق فيه وهي لا تستوعب ما قاله ثم صرخت به " كاذب "
ضحك بسخرية وقال " إن كنت كاذب كيف علمت مكانك ؟ ليندا بنفسها هي من اتفقت مع عدنان وأمل ساعدتني لأجد عنوانك وأتقابل مع ليندا"
"لماذا " قالتها شهد بصوت مخنوق وهي تجلس متهاوية علي الأريكة خلفها لتجد عدنان يرفع القلم لها ويقول " انتهت الدراما ، أمضي علي الورق "
صرخت به قائلة " لن أوقع على شيء ، لا أنت ولا هو ولا أحد يعنيني ، وسيأتي ساهر يقتلع أعناقكم من مكانها "
" تثقين أنتِ كثيرا بعشيقك ولا تعلمين بأنه ربما يضحك بغيابك الآن " قالها عدنان ساخرا منها
لترد عليه بثقة " سيأتي وأشمت بك وعنقك مدلي أمامك ! "
قام من مكانه يشدها من شعرها بغضب وقال " لا أحتاج لتوقيعك يا غبية سأأخذك عنوة " وصمت وهو ينظر لسالم بينما يده تتمسك أكثر بشعرها " أخرج سالم لدى مهمة جميلة الآن '"
صرخاتها المتتالية وهي تنادى باسم ساهر ثم تتوسل لأبيها بأن لا يخرج ويتركها له وهمست بترجي " أبي أرجوك ألا تشعر بوخزة بقلبك لأجلي أرجوك لا تتركني له ! " لكنه لم يسمعها وهو يتركها خارجا تجاه الباب لتجد الآخر يقول لها " لا تترجي لأنه قبض ثمنك وانتهي قطتي "
لم تستسلم وهي تتملص من يده وتسبه بكل الكلمات السيئة التي عرفتها وتبعده بيديها الضعيفة عنها دون أن تستطيع إزاحته ، رفع يده لصفعها فتصرخ وجعا وتابع قائلا " خسارة هذا الوجه الجميل بالضرب كنت افعل كل ما فات لأجل مراضاتك لكنك غبية "
صرخت به " اتركني أنت الغبي " ضحكته الخبيثة بثت بقلبها الخوف أكثر ورد قائلا " ستعلمين من الغبي بعد قليل " شدها خلفه بقسوة لتقع أرضا فينحني كي يشدها تقف فيقطع هذا الأمر رجلا من رجاله وهو يجري لداخل المكان يخبره بوصول الشرطة !
وقف ساخرا تاركا إياها أرضا وقال وهو يشبك يديه خلف ظهره " الواضح بأن عشيقك لم يصمت فلنتسلى قليلا "
صرخت به وقالت " غبي وستدفع ثمن غبائك "
قوة كاملة من الشرطة تقف بالمكان بينما ظهر إياد أمام عدنان ليبتسم الأخير قائلا " الرائد إياد بنفسه " رد إياد ساخرا *" وهل لي أعز منك لأتى لأجله " قطع حديثهم دخول ساهر وهو يجري تجاه شهد فبالرغم من أن إياد طلب منه أن يظل بالسيارة ولا يتدخل لكن كيف له بأن يأتي بصبر كهذا ، صرخة شهد باسمه وهي ترفع يديها الاثنتان له ليجثو أرضا محتضنا إياها ، ويضمها له بقوة ويهمس جانب وجهها " لا تخافي شهد أنا هنا " ، رفع يده يمسد شعرها المبعثر من كثرة ما رأت هذه الساعات ، بينما هي تمسكت به أكثر ، ويدها تتشبث بخصره وتضع رأسها على كتفه وصوت نحيبها يعلو ، ليعلو صوت عدنان قائلا بسخرية " خائنة ألم يأتي بك أبيكِ إلى هنا حتى نتزوج بلحظة واحدة ترتمين بحضن رجل غريب "
صوته كان بالنسبة لساهر كالحطب الذي جعل الشرارة التي داخله تتوهج ، ليقوم ساهر بهدوء ويساعد شهد للوقوف ويقربها من أحد الأرائك الموجودة بالمكان وتجلس وقال لها بهدوء " ثواني ونرحل " ثم التفت إلي عدنان ليمسكه بعنف من ياقة قميصه قائلا بغضب واضح " من الخائنة يا غبي ؟ ثم أي زواج ستتزوج ؟ تلك زوجتي يا عديم الأخلاق " ثم رفع يده ولكمة بمنتصف وجهه وتابع " تلك اللكمة فقط لتفيق من غبائك "
اقترب إياد ليبعد ساهر عنه وقال " ساهر حقك وحق زوجتك سيأتي بالقانون " صرخ ساهر وهو يتمسك بياقة عدنان وقال هاتفا " ألم تسمعه إياد وترى وقاحته "
رد إياد محاولا تهدئته " سمعت لكن ما تفعله الآن لن يفيدك ساهر ، دع القانون يأخذ مجراه "
أمسك ساهر رأسه بضيق بينما عدنان رفع يده يمسح الدم من علي وجهه وقال بكل برود " تتهجموا على ببيتي سيد إياد ودون أسباب "
اقترب إياد بهدوء قائلا " وهل خطف زوجة أحدهم ليست سببا كافيا بالنسبة لك ؟ "
" أي زوجة ؟ أبيها بنفسه جاء بها لهنا ثم إنها مطلقة !!" قالها عدنان ونظراته القاسية تلتفت لسالم ، بينما الأخير يضع رأسه أرضا ،
أجابه إياد بسخرية " وهل هذا أب يُسأل عن أبنائه يا عدنان؟" ثم تابع " أسعدني كوننا التقينا مرة أخري لكن هذه المرة لن يتنازل أحدهم عن القضية بل ستتعفن أنت وهذا بالسجن "
وقفت شهد متحاملة على نفسها ليسندها ساهر متسائلا " ماذا تريدين شهد ؟ "
أشارت لأبيها وهي تسير تجاهه ليساعدها ساهر ، وقفت أمام سالم وقالت بوجع " لما لم تعتبرني يوما ابنتك ؟ لما قسوت على طيلة حياتي ؟"
رفع وجهه البائس لها وأجابها " لم أري الحب يوما بعينيك يا ابنة سعاد دوما كنتِ ابنتها ، تكرهينني مثلها "
شهقت متوجعة وقالت " لم نكن نكرهك ، كنا نخافك فقط ، لكني اليوم أعلنها لك سيد سالم أكرهك ولا يشرفني كونك أبي "
شعرت بيد ساهر تلتف بقوة حول خصرها يدعمها بوجوده كما اعتاد ، لو وقفت بموقف كهذا قبل سنتين كانت انهارت لكن دعم ساهر جعلها تشعر بأنها تقف على أرض صلبة قوية تحملها وأن ما حدث منذ لحظات لا يهمها طالما سندها وكتفها جانبها ، ربما وهى تنظر لأبيها الآن كانت تتمنى أن يكون حظها بخير ويرزقها الله بأب تفتخر به ، لكن من منا ينال كل شيء بتلك الحياة ، أشاحت بوجهها عنه لترفع عينيها لساهر قائلة " دعني أرحل من هنا لا أريد رؤيته كفى لهنا ، دعه لمصيره "
أومأ ساهر بنعم ، رغم أنه بتلك اللحظة لم يتمنى سوى شيء واحد ، لكمة بوجه هذا الرجل الذي لم يراه يوما بحياته لكن لأجل شهد لن يفعل ؛ لن يجعلها ترى زوجها يهين أبيها ولو كان الأخير أسوأ رجلا بالدنيا ، لا يريد أن تظل مواجهته معه وصمة بقلبها كفاها ما عانت طيلة سنواتها معه، سيكتفي فقط بنهايته التي سيهتم بها بنفسه وسيعمل على أن لا يخرج من سجنه فمثله يحتاج لتأديب رغم كبر سنه
*************
لم يتوقع أن تكون شهد بتلك القوة وقت لقاء أبيها ولا بتلك اللحظة وهو تعلن كره‍ها وبغضها له ، لكن ربما ما لاقته بحياتها من هذا الرجل كان سبب بقوتها ، شعر بها تتململ في نومتها على ذراعه ، فمنذ خرج الطبيب واطمئن عليها وهي غفت على يده وتتمسك بقميصه كأنه سيهرب من بين يديها ! ، تنهد وهو ينظر لوجهها الذي شحب كثيرا ، والعلامات التي تركها الضرب على وجهها ، فيشعر بأنه يريد أن يكسر كل شيء حوله ثم يعود هادئا ، فعودتها له مكافأة بحد ذاتها !!
ابتسم بشحوب وهو يذكر تلك اللحظة حين كان يساعدها بتبديل ملابسها ، ظنها ستخافه أو ستبعده لكنه وجدها هادئة ، طلبت بنفسها مساعدته لتبديل ملابسها ، كانت على عكس ما توقع ، هل الأوجاع التي تقابلنا بالحياة تحرر بعض من مخاوفنا التي تسكن داخلنا ؟ أم تمدنا بالقوة ؟ , رفع يده يمسد شعرها الذي مشطه لها قبل قليل ويهمس " كوني قوية يا قلب ساهر ".
صوت الهاتف أخرجه من شروده ليهم كي يقوم مكانه فهمست بخفوت وهي تتمسك به أكثر " رد على هاتفك وأنت هنا لا تتركني وتخرج ساهر "
ضمها لصدره وهمس قرب وجهها " لن أخرج ولن أرد حبيبتي ، لا يهم شيء سواك "
لكن صوت الهاتف عاد ولم يصمت ليخرجه من جيب بنطاله دون أن يترك حضنها ليجده رأفت ، رفع الهاتف على أذنه ليرد " مرحبا رأفت "
صوت رأفت أتاه غاضبا " متى كنت ستخبرني عما حدث لشهد ، لولا اتصال إياد ما علمت "
قال ساهر بتعب " لم أجد فرصة الاتصال أخي فكل شيء حدث بلحظة ،"
رد رأفت بهدوء " أهم شيء صديقتي وأنت بخير ، في الصباح سأأتي أنا وسلمى لنراها " وأغلق الهاتف بعد سلامه لأخيه .
شعر ساهر بها تتحرك فقال برفق " تريدين شيء شهد ؟ "
همست ودمعاتها تتدحرج على وجنتيها فتحرقه بقلبه " فقط احتضني بقوة ساهر ! ضمني لصدرك ولا تبعدني لحظة عن دفئ قلبك "
قلبه صرخ داخله ليلعن كل أسباب وجعها وهو يضمها أكثر وقال " أنا هنا ولن أبعدك أبدا يا حبيبة القلب ، فقط لا تخافي "
همست ودمعة أخري تصاحب التي قبلها " لن أخاف فأنت قربي أهداني الله بك "
همس جانبها وهو يمسح وجهها " إذن لما البكاء ؟ "
قالت وهي تفتح عينيها لتتلاقى مع عيناه " تلك دموع الفرح للقياك "
كاد يصرخ بحبها ، تلك الصغيرة هي من تداويه وترمم ما يختلج قلبه ، لتتابع قائلة " أنت قربي كل أوجاعي تُمحي يا ساهر "
مدد جسده جانبها واحتضنها قربه أكثر وقال " وأنتِ كل الفرح الذي يسكن قلب ساهر يا شهد "
غفت على صدره براحة بينما ساهر ظل يتأمل وجهها للحظات طوال ، يحبها مع كل نظرة أكثر وكل نفس من أنفاسها الآن قرب وجهه يجعله يهيم به أكثر ، يتلاعب بيده بخصلات شعرها المشعثة التي بعثرت من أثر يده بها ، يستنشق خصلة _خصلة ، ويقرب وجهه من عنقها يقبلها بشغف ، هو يريد أن يطمئن قلبه بقربها , ثم يعود يقبل وجنتها ويهمس " أحبك صغيرتي "
….. ومَر الوقت ولم يدري متى غفي هو الآخر !؟

******************
صوت رأفت بالخارج كان عاليا لدرجة أنه كان يصلها بغرفتها وهو يتحدث مع ساهر ، ابتسمت وهى تسمعه قائلا بغضب " صديقتي يحدث لها هذا وأنا أخر من يعلم ؟" لتتابع سلمى " صحيح سيد ساهر كيف لك أن تفعل ؟ "
صوت ساهر هدر بينهما قائلا وهو يرفع يديه باستسلام " كفى ! ادخلا لشهد هي المخطئة لم تخبركما بأمر خطفها !"
رفع رأفت حاجبه ناظرا لأخيه وقال" تسخر مني ؟"
ضحك ساهر بخفة وقال " لا يا رجل أشاكسك , هيا ادخلا لها فهي بانتظاركما "
ردت سلمي وهي تخطو جانب رأفت بينما ساهر يسبقهما لغرفة شهد " أنت متعب دائما رأفت ، حق السيد ساهر أن يتعب من حديثك " رد عليها ساخرا " وأنتِ كالنسمة هادئة لطيفة صحيح يا عنيدة ؟"
التفتت له غاضبة " ماذا تقول رأفت ؟"
ضحك ساهر وهو يقف أمام باب غرفته مقاطعا مناقرتهما قائلا " شهد بانتظاركما "
ارتمت سلمي بحضن صديقتها و كلاهما يبكى بحرقة ! ، بينما رأفت قاطعهما قائلا " ألن أري صديقتي يا عنيدة ؟ " فهتفت به " ليس قبل أن أشبع منها يا رأفت "
نظر ساهر لهما بفرحة وهو يرى بوجودهما سعادة لشهد رغم مناوشتهما يبقيان كالمسك لهما عبق لا تزول رائحته…..
صوت هاتف ساهر قطع تلك الجلسة العائلية الرائعة والدافئة والتي لم يتمنى أن تنتهي ليرفع هاتفه يرد علي السكرتيرة التي أخبرته بشيء مهم وعليه الحضور للشركة لكنه رفض لتقاطعه شهد قائلة " اذهب ساهر أنا بخير ، ثم إن سلمي هنا لا تقلق "
هَم يقول شيء لتعود قائلة " لا تخاف أنا بخير وخذ رأفت معك لقد اشتقت لصديقتي وأريد محادثتها دون عزول "
استسلم ساهر لكلامها فهو بالفعل يحتاج للخروج أولا كي يذهب للشركة ثم لكي يتفق مع أحد شركات الحراسة فهو تعلم جيدا من الدرس ولن يترك الأمور تمشي هكذا دون ترتيب لكل صغيرة وكبيرة
***********************
يد سلمى تتمسك بصديقتها بقوة وهي تجلس قبالتها على السرير مربعة رجليها ثم قالت " تشعرين بتحسن شهد ؟"
ابتسمت شهد لها ورفعت يدها الأخرى تربت بها على يد سلمى الممسكة بيدها وقالت " أنا بخير حبيبتي لا تخافي " ثم رفعت يدها لوجهها تتلمسه قائلة " ربما ضاعت معالم وجهي قليلا لكني لا زلت قوية "
ابتسمت سلمي بشحوب وقالت " ستزول بسرعة تلك الآثار لا تخافي وستتعافي وتصبحين بخير جميلتي " وصمتت لحظة وابتسامتها تتسع على شفتيها وقالت " ثم يجب عليكِ الإسراع كي تصبحي بخير فمن ستساعدني بارتداء ثوب العروس "
اعتدلت شهد بجلستها وارتسمت ابتسامة صافية علي وجهها وقالت " صدقا ، أخيرا ستخطبين لرأفت "
حركت سلمى يدها بالهواء بلا ثم قالت " ليست خِطبة بل زواج ، رأفت سيتزوج مباشرة ، أراد تعويض الأمر "
ضحكت شهد برواق وأردفت " حقه يا فتاة ، فأنتِ تأخرتِ كثيرا "
ردت سلمى وهي تزم شفتيها " ومن سيشهد للعريس سوي أخته ، جهزى نفسك كي تساعدينني "
غصة بقلب شهد ثم قالت " وهل سأستطيع حضور زفافك ؟"
أجابتها سلمي بدهشة " وما يمنعك ؟ "
ردت شهد بأسي " يمنعني رفض والدتهم لي ، أمي أمل لتلك اللحظة تكرهني "
ردت سلمي وملامح الحزن ارتسمت علي وجهها " يخيل لكي شهد ، مؤكد تحبك ، فقط الوقت "
ردت شهد وهي تتذكر كلام أبيها عن مساعدة أمل له " أنتِ لا تعلمين مقدار كرهها لي لذلك تظنين بأن الأمر سهل "
صوت جرس القصر قاطع حديثهما لتقوم سلمى قائلة " سأفتح " بينما شهد شحب لونها وقالت " لا تفتحي إلا حينما تتأكدين من الذي يدق الجرس "
أومأت سلمي بإيجاب وتركت شهد كي تفتح ….
بعد لحظات كانت سلمى تقف أمام شهد ووجهها شاحب كثيرا بينما تظهر من خلفها أمل قائلة بسخرية " حمد لله علي سلامتك زوجة أخي " وصمتت برهة وعلامات السخرية واضحة على وجهها وأضافت " أم أقول طليقة أخي " .
واقتربت بهدوء من سرير شهد لتجلس أمامها وتضع رجل على الأخرى , وقالت " لا زال وجهك يحمل تلك البراءة الخادعة يا ابنة سالم "
امتقع وجه شهد وشحب أكثر ولمعت الدموع بعينيها , بينما سلمي استأذنت لتجهز مشروب لهما وهي ترى الجو بينهما يوحي بنار قادمة !

انتهي الفصل ♥ بانتظار رأيكم الذي يسعدني ♥ مودتي ♥


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 07:19 PM   #334

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 5 والزوار 8)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏أمل يسري, ‏mango20103, ‏ليلى ققصي, ‏rahasff
⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦ ❤️⁩
تسلم ايدك الفصل جميل جدا جدا
مشهد مواجهة شهد مع والدها كان مؤثر جدا
وبصراحة أنا كاتبة والدها ومستاءة لأنه لايمت للابوة بصلة
حبيت مشاكسة رأفت وساهر
رأفت وسلمي أخيراً هنفرح بهم ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
القفلة مشوقة للفصل القادم
ومواجهة نارية بين امل وشهد
أبدعتي امل تسلم ايدك


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 08:57 PM   #335

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 6 والزوار 12)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏صباح مشرق, ‏أمل يسري, ‏asmaaasma, ‏همس البدر, ‏ليلى ققصي


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 08:59 PM   #336

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 7 والزوار 13)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏k_meri, ‏صباح مشرق, ‏أمل يسري, ‏asmaaasma, ‏همس البدر, ‏ليلى ققصي


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 01:01 AM   #337

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 5 والزوار 8)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏أمل يسري, ‏mango20103, ‏ليلى ققصي, ‏rahasff
⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦ ❤️⁩
تسلم ايدك الفصل جميل جدا جدا
مشهد مواجهة شهد مع والدها كان مؤثر جدا
وبصراحة أنا كاتبة والدها ومستاءة لأنه لايمت للابوة بصلة
حبيت مشاكسة رأفت وساهر
رأفت وسلمي أخيراً هنفرح بهم ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
القفلة مشوقة للفصل القادم
ومواجهة نارية بين امل وشهد
أبدعتي امل تسلم ايدك
سلمتي لي فتون 💜 دائما رأيك ودعمك يسعدني 🥰🥰وبإذن الله القادم ينال إعجابك 💜💜🥰🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 09:03 PM   #338

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي

الفصل الرابع والعشرون 💜
_______________

في غرفة مظلمة ضيقة جلس عدنان وسالم أرضا ، يتأفف الأخير ضيقا وحزنا ، بينما عدنان شاردا بعينيه تجاه الشباك الحديدي الصغير الذي لا يظهر منه سوى ضوء خافت لا يكاد يضيء شيء بالمكان .
قاطع سالم شروده قائلا " لتتحمل السيدتان التهمة معنا .. أنا لن أسجن وحدي ؟! ، وقت التحقيق سأعترف عليهما " وظل يتحدث كثيرا لدرجة أن عدنان لم يعد يتحمل ما قاله سالم ! فوقف وهو يشده معه من قميصه بعنف ليصبح قبالته ويتمسك برقبته بقسوة وقال بصوت غاضب " اسمعني جيدا يا هذا ! أنت لن تقول سوى ما أأمرك به فقط ! فهمت "
ظن سالم للحظة بأنه هالك لا محالة ويد عدنان تضغط على رقبته ليتابع الأخير قائلا بذات الغضب " لا تنطق باسم واحدة منهن ولو فعلت قتلتك دون أن أهتم "
رفع سالم يده يزيح يد عدنان عنه وهو يشعر بالاختناق ليتركه أخيرا ويلتفت بنظره للشباك .
فيهتف سالم وهو يتلمس عنقه بخوف " وهل سنتحمل الأمر وحدنا ؟"
لم يلتفت عدنان بل شبك يده خلف ظهره وقال ببرود " ومن قال أننا سنسجن أو شيء كهذا ؟"
رد سالم متسائلا " حادثة خطف سيد عدنان ، ونحن هنا بالفعل بالسجن '"
التفت له عدنان بوجهه ورد بهدوء " أب مهزوم وحزين ولا يعلم مكان ابنته وظن بها السوء حينما علم بمكانها بقصر رجل غريب عنها ! وجاء لتأديبها فقط ! "
عينا سالم كانت تتسع وهو يسمع عدنان ليتابع الأخير بنفس الهدوء " ابنتك ولم تعلم بزواجها ولا طلاقها ولا زواجها الأخير ! فهذا حقك الذي ظننته صحيح !"
رد سالم متسائلا " وهل ستصدق الشرطة ؟"
غضب عدنان وهتف بصوت مخنوق " أنت غبي ؟ افعل ما أقول لك فقط ! ثم إني ماذا سأستفيد بسجنهما سوي ثبات الجريمة علينا جميعا "
رد سالم وهو يشعر بغبائه " تدافع عنهما وربما التهمة ثابتة علينا ؟"
ضحك عدنان بسخرية وقال " أنا لا أدافع عنهما ! فقط لا يهمني تلك السيدة والدة زوج ابنتك ! لأنني أعلم جيدا بأنها ستخرج من القضية " صمت برهة وهو ينظر لوجه سالم الذي ارتسمت على ملامحه تساؤلات عدة ليتابع قائلا " السيدة لم تفعل شيء ! كل ما تحتاج قوله ساعتها بأنك جئت تسأل علي ابنتك وهي أعطتك العنوان ولم تعلم ما تريد أنت ؟ وربما حتى ابنتك تتنازل عن القضية بأكملها لأجلها فهي من الواضح تعشق ابنها وستفعل لأجله أي شيء "
رد سالم مقاطعا إياه " وليندا …."
تنهد عدنان بصوت عالي وقال " آه _ آه ليندا تلك الشقراء التي تلمع عيناها إغواء تقصد ؟"
وصمت برهة وتابع " جئنا للمهم ، ليندا التي سألتهمها !"
قال سالم. " تقصد …."
قاطعه عدنان والخبث بعينيه قائلا " هي وعدتني بأن تكون لي إن أتممت المهمة "
رد سالم ساخرا " لكن المهمة لم تتم !"
ضحك عدنان بشر ثم صمت فجأة وهو يلتفت بجسده لسالم ويعاود مسك عنقه بشدة وقال بغضب وصوت مخنوق " وما ذنبي إن لم تكن تعلم بحياة ابنتك ! ، أنا فعلت ما طُلب مني وعليها فِعل ما وعدت به "
أجابه سالم وهو يختنق ويسعل بقوة " وهل ستجدها وهي بأرض غير الأرض ؟!"
أرخي عدنان يده من على رقبة سالم وعاود تشابك يديه خلف ظهره وعاد بنظر الضوء الأتي من الشباك وقال بهدوء " لي بأرضها من يأتي بها لي ! فقط أخرج من هنا وهذا قريب ! "
ابتأس وجه سالم وقال " سأكون هنا وحدي !"
هز عدنان رأسه بلا وأجابه " لا تقلق ! أحتاجك معي فحقارتك لي حاجة بها في عملي ! سنخرج من هنا معا كما دخلنا " والتفت بوجهه متابعا " فقط ألقي بوجه الذئب هذا قليلا وتقمص وجه الحمل الوديع والأب المقهور واترك الباقي للمحامى الخاص بي هو بارع بتلك الأمور!"
أومأ سالم بنعم وجلس أرضا وهو ينظر له بغرابة لثقته ثم وضع رأسه على رجليه محاولا كبت ضيق يسكنه , بينما عدنان سحب نفسا عميقا ولاحت على وجهه ابتسامة وقال لنفسه " ستكونين لي .. فأنت جميلة ولن أفلتك من بين يدي يا شقراء "
ثم عاد لذكري مقابلته لها عن طريق وسيط ما ..

تجلس أمامه بملابس ملاصقة بجسدها فأصبحت وكأنها جزء منها ! وأحمر شفاه فاقع اللون وعيون خضراء تلمع بإغواء ، تسحب نفسا من سيجارتها وتزفره بوجهه وقالت بلكنتها الإنجليزية " هل ستنفذ المهمة سيد عدنان ، قالوا بأن هذا تخصصك "
استنشق الهواء الذي زفرته من سيجارتها ورفع السيجارة الخاصة به يسحب نفسا منها وزفرة وقال " أفعل لكن بمقابل أكيد …"
سحبت نفسا من سيجارتها باستمتاع كأنها تقبلها فارتجف جسده معلنا تملكه لها ليسمعها تقول بدلال " سأعطيك مال ، يكفيك "
ابتسم وهو يقرب وجهه منها وقال " لا أريد مال ! "
نظرت بدهشة وقالت " إذن ماذا تريد ؟""
مد يده يداعب بشرة وجهها التي يتراقص عليها نمشا يزيدها إغواء ' وقال " أريدك أنتِ قطتي ! وعد كهذا كفيل بأن أفعل ما تريدين "
فكرت لحظة ليست طويلة وهي تتابع يده التي تداعب بشرتها وعينيه التي تتفحصها وأجابت " لك ما تريد ! فقط حقق لي ما طلبته !"
أمسك بخصلة من شعرها ولفها حول إصبعه ثم تركها بتمهل وقال برواق " لكِ ما تريدين قطتي لكن اعلمي ، وعدك واجب التنفيذ حتى لو فشلت "
قالت مستنكرة " كيف ؟!"
أجابها ببرود وهو يستند على الكرسي " أنا سأفعل ما على ، لكن لا أضمن الظروف ثم أن هذا خطف ولا أعرف العواقب خلف ما سأفعله ! ، ولا أضمن ما يفعله ابن عمك ، فالأمور ربما تتحول بلحظة "
تنهدت بهدوء وقالت " أثق بأنك ستفعل ، وعموما لا مشكلة لدي ، أنا عند وعدى "
عاد من شروده على صوت سالم " أين أنت ؟"
ابتسم عدنان وعيناه تزداد خبثا وأرخي رأسه قليلا وهو يلعق شفتيه يتخيل شفتين بلون الدم كيف يكون مذاقهما ؟! وأجابه " أنا هنا سالم !"
****************
وقفت سلمى في البهو الرئيسي للقصر حائرة ، تنظر إلى هاتفها وتساءلت بصوت " هل أتصل برأفت كي يأتي هو والسيد ساهر ؟! ، أم أنتظر حتى يأتيا !!" هزت رأسها بلا وتابعت " إن انتظرت ربما اشتعلت النار بين والدتهما وشهد ووقتها سوف يعاتبني رأفت علي عدم اتصالي ! سوف أتصل أفضل ….."
طلبت رقم رأفت وانتظرت الرد ليأتيها رده سريعا " سلمى هناك شيء !؟ لم نخرج سوى من دقائق ! ، شهد بخير "
ترددت قليلا بإجابة سؤاله و أجابته " رأفت ……."
هتف بقلق " انطقي سلمى ! لما صوتك متردد هكذا ؟!"
ثم نظر لساهر وهو يهز رأسه بتساؤل وتابع قائلا " هل سأظل انتظر !؟"
ابتلعت ريقها وقالت " رأفت لو تأتي أنت والسيد ساهر بسرعة ! ، بمعنى اتصل بالسيد ساهر وأخبره بأن يأتي !"
ضيق رأفت عينيه وتساءل " أتصل بساهر !؟ نحن أساسا معا ، خرجنا بسيارته ، ولما يأتي أخي ؟!"
توقف ساهر بالسيارة على جانب الطريق وأخذ الهاتف من رأفت وقال بقلق " ماذا هناك سلمى ؟"
قالت بتوتر " والدتكما هنا مع شهد بالغرفة ، حقيقة لم يحدث شيء لكن الوضع متوتر ، لذا اتصلت "
رد ساهر بدهشة " أمي أنا بالقصر ! ، وبعد تلك السنين وعلمت بوجود شهد !؟" وأغلق الهاتف ناسيا أن يلقي سلاما وهو يلتفت لأخيه الذي لم يكن أقل قلقا منه وقال ساهر " أمي بالقصر مع شهد يا رأفت "
كز رأفت علي أسنانه وهو يتوقع الحرب التي تدور الآن بينهما ليرد وهو يرفع يده رابتا علي كتف أخيه " إذن هيا بنا إلي هناك ، دعنا لا تتأخر "
***********
غرفة شهد --
تجلس أمل بنهاية السرير ، بينما شهد تستند على ظهر السرير ولا زال جسدها مرهقا لما حدث لها ، والكدمات ما زالت على وجهها واضحة لكن لم تطغى علي جمالها ! ولا براءتها ؛ نظرت شهد بتوجس إلى أمل التي أعلنت منذ دخولها حربا ؛ كما أنها تعلم من حديث أبيها بأن ما حدث لها لأمها أمل يد فيه ، لكنها على الرغم من ذلك لا تعلم لما لم تشعر بكره تجاهها ، بل شعرت أنها تريد احتضانها ، أن ترتاح على كتفها ، تتمنى أن ترى بعينيها الثقة التي افتقدتها وأن تعود أيامهما السابقة !
صوت أمل أخرجها من شرودها " مخادعة يا ابنة سالم ، علمت بأنكِ سافرتِ ، لكنكِ هنا ، هل هذا هو وجهك الحقيقي يا شهد ؟ "
أطرقت شهد وجهها وتلكأت الكلمات علي على شفتيها لتتابع أمل دون أن تنتظر منها رد قائلة ببرود " لا أنتظر ردك ، لأني أعلم بأنه لن يعجبني " ثم صرخت بها بصوت مكتوم ويدها تضغط على حقيبتها ربما تحمل عنها بعض غضبها وقالت " لما أنتِ هنا ، وعلى سرير ابني يا شهد ؟ … هل نزل مستواكِ لهنا أن تكونين ...؟!"
قطعت كلماتها وملامح وجهها يرتسم عليها البغض ، لترفع شهد وجهها لها والأسى ارتسم داخل قلبها قبل وجهها وقالت بصوت متوجع محاولة الدفاع عن نفسها " ليس كما تظنين أمي ، أقسم لكِ "
رفعت أمل يدها بوجهها كعلامة لأن تصمت وقالت " إياكِ أن أسمعك تقولين أمي ! ، لستُ أمك يا شهد "
ثم صمتت لحظة وتابعت " حينما جئتِ أول مرة الفيلا ظننتك بريئة ، رأيتك وقتها طفلة تائهة تحتاج لم يحتضنها ولم أبخل عليكِ وكنت صادقة بكل مشاعري تجاهك ،لكنى للأسف علمت بأن تلك الطفلة كاذبة "
ابتلعت شهد ريقها وهى تتذكر يوم دخولها الفيلا لتترقرق الدموع بعينيها وقالت وعيناها تتلاقي بعيني أمل " أنا لم أنسى ما فعلتِ من أحلي طيلة حياتي ، ولا أنسي بأنك أول من احتضنني وقت خوفي حينها "
صرخت بها أمل وقالت " وماذا فعلتِ شهد ؟ سرقتِ راحة بالي ، وضاع ابني من بين يدي ، وكله بسببك أنتِ " وزفرت بضيق وتابعت " خنتِ زوجك مع ابني البكر "
هتفت شهد قائلة " لم أفعل أقسم لكي ، ثم إن ساهر يكون …."
قاطعتها أمل وهي ترفع إصبعها السبابة بوجهها وقالت " لا تكذبي …" وأكملت بسخرية وهي تشير إلي السرير الجالسة عليه شهد ثم باقي الغرفة " شهد أنتِ لا ترين نفسك ، أنتِ تنامين بسرير ابني ، تعيشين بغرفته ، لا أحد غيركما هنا ، أنتِ قبل أن تخوني أحد ، خنتِ نفسك ، وجودك هنا انحطاط منكِ ليس أكثر ، لذا لا تقولي لم أفعل !!"
بينما خطوات خارج الغرفة توقفت جانب الباب ، وأنفاس تكاد أن تنقطع وهي تسمع حديثهما ، وضع ساهر يده علي رأسه من وقع المفاجأة ، محاولا استيعاب ما يسمع ! استند بجسده على الحائط ووجهه كأن لا حياة فيه ! .
تابعت أمل قولها " شهد أنت لستِ سوى كاذبة , لا تظنين بأن وجهك مدعي البراءة هذا سيخدعني مرة أخرى "
كادت شهد ترد لترفع أمل يدها هاتفة " أصمتي " ثم تابعت حين أتيتِ إلي الفيلا ، طلبت من أولادي مساعدتك حتى تتخطي محنتك ، وحينها خفت أن يحبك رأفت فهو شاب صغير وأنت فتاة صغيرة فطلبت من ساهر أن يقف جانبك ، ابني البكر ذو العقل الواعي ولم أعلم حينها بأنك بتلك الوقاحة لتوقعي به "
زرفت شهد دموعها وقلبها يحترق وقالت بصوت متحشرج " فقط لو تسمعيني أمي "
هتفت أمل بضيق " كلمة أمي منكِ كالنار بقلبي يا شهد ، لا أريد سماعها منك أبدا "وصمتت برهة وهي ترى دموع شهد لتتابع ساخرة " دموعك لن تنفعك ، ولن تلين قلبي ، وكما أخرجتك من سنتين من حياة ساهر سأفعلها اليوم ! هل تذكرين يوم خرجتِ من غرفته وبيدك قميصه وأردت الرجوع له لتخبريه بأنك لن تتركيه "
غصة بقلب شهد وهي تعود بذاكرتها لذاك اليوم ، وتشعر أنه حدث تلك اللحظة وزادت دموعها أكثر ورفعت يدها تمسح وجهها وشهقاتها تعلو دون إرادتها بينما ساهر خارج الغرفة يسند رأسه علي الحائط مغمض العينين يكاد يصرخ ويتراجع ويقبض بقوة على كفة يده ويرفع يده الأخرى يمسك عنقه ويزفر مختنقا !وهو يسمع أمه تتابع حديثها
" وقتها أخبرتك بأن ساهر عليه أن يختارك أو يختارني ومؤكد سأكون أنا واليوم أيضا أعيدها علي سمعك " شهد اخرجي من حياة ابني ولا تعودين ، أتعلمين حتى القميص الذي سمحت لك بأن تأخذيه يومها لم أسمح لك به الآن "
رفعت شهد وجهها بشموخ وقالت " لكنني لن أخرج من حياة ساهر ، ولن اكتفي بمجرد قميص كما فعلت قبل "
لمعت عينا أمل بغضب لتتابع شهد وكأنها لا ترى هذا الغضب " لن أخرج من حياة ساهر ولو طلب أهل الأرض جميعا ، يومها كنت زوجة السيد خاطر ،كنت أخاف من مواجهة ساهر مع خاله ، كان هناك ألف شيء يمنعني ، اليوم لست كما كنت من سنتين "
صوت أمل هدر بغضب " معني كلامك لن تتركيه "
ردت شهد بتأكيد " تطلبن مني التخلي عن حياتي ، وتريدين أن أتنازل عنها هكذا ببساطة ، مؤكد لن أفعل !"
ردت أمل بغضب " وقحة "
أجابتها شهد وهي ترفع يدها تمسح دموعها " بل أحب ساهر أكثر من نفسي ، ساهر هو روحي " ثم عادت دموعها تحرق وجنتيها وشهقت قائلة " تريدين مني تركه ، اقتليني قبلها "
وقفت أمل من مكانها واقتربت من شهد وانحنت قرب وجهها وقالت ببعض " بعثت لكِ أبيك بنفسي كي تخرجي من حياتنا واكتشفت بالصباح عودتك ، حين حدث رأفت خطيبته ، كنت علي أمل بأن تكون لساهر زوجة كليندا وأنتُ عدتِ تحطمين كل أمالي ، كنت أريد له زوجة تليق به كابنه عمه وأنت عدت بدنائتك تحتلين قلب ساهر ، تبا لكِ , ارحلي "
صوت ساهر هتف صائحا " كفي أمى لا أريد أن أسمع أكثر …"
كادت أنفاس أمل أن تنقطع بتلك اللحظة وهي تعتدل بوقفتها بتمهل والتفتت لساهر الواقف على باب الغرفة بوجه لا حياة فيه !
وقالت وهى تخطو تجاهه خطوة " ابني …"
اقترب هو أيضا منها ووقف قبالتها وقال بوجع " ابني ! تذكرين أنى ابنك أمي "
دموعها التي دوما تكبتها سمحت لها أن تسيل على وجنتيها وقالت بقهر ' ماذا تقول ساهر؟ أنت ابني ، قطعة من قلبي "
هتف بصوت مخنوق " إذن لما قتلتني من سنتين ، ولما عدتِ البارحة لمحاولة قتلي ؟ ، هل حياتي بالنسبة لكي رخيصة هكذا ؟! "
وضعت يدها علي قلبها ودموعها تسيل دون توقف وكلماتها تنقطع بين شفتيها " قتلتك ! أنا لو استطعت أن أضعك داخل قلبي ما بخلت ! لو أعطيك الباقي من عمري ما تأخرت ! لو طلبت كل السعادة التي بقلبي لأعطيتها لك عن طيب خاطر، لا تقل هذا ابني "
ضحك وهو يهز رأسه ساخرا من حاله وقال " أنتِ بالفعل وضعتني داخل قلبك لكن بطريقتك ! قتلتني وأنت تظنين بأنك تعطيني من حياتك !"
" ساهر " قالتها أمل مقاطعة إياه
ليقاطعها بقوله " ما به ساهر أمى ؟ ، فقط أخبريني ألم يوجعك قلبك يوما لأجلي وأنا أعيش بلا روح ؟ بلا شهد ، ألم تشعري بأني أموت دونها " وأشار بيده لشهد الذي زاد شحوب وجهها منذ دخول ساهر ورؤيته هكذا ينهار بكل كلمة ينطقها … ثم تابع قائلا " لو أني ابنك وبقلبك ، كنتِ تشعرين بي وبوجعي "
هتفت به بوجع " لأنك ابني خـفت عليك ، حاولت أن أبعدك عن الخيانة ، لكني فشلت !"
ضيق حاجبيه ورد صارخا بصوت شابه الألم " عن أي خيانة تتحدثين أمي ؟ ، لم أخن خالي يوما ويشهد الله " ورفع يده مشيرا لشهد التي وقفت تترنح تائهة متوجعة وتابع " وتلك لم تفعل ! بل ظلت طاهرة كما عرفتها منذ أول دقيقة ، إن لم تثقي بها فعلى الأقل كان عليكِ……أن تثقي بي "
مسحت أمل دموعها وتحشرج صوتها وقالت بدهشة " أثق بماذا وبمن وأنا أراك تطمع بزوجة خالك ، طمعت بما ليس لك يا ابن قلبي "
عادت ضحكة ساهر الساهر وقال وهو يرفع يده يخلل بأصابعه خصلات شعره " لو سألتني يوما وجئت لي بقلب أم لعلمتِ ما حدث ! ، لعلمتِ أني بيوم أردت خطبتها تفاجأت بها ببيتنا كزوجة لخالى "
واختنق صوته وتابع " أحبها من شهور قبل أن تأتي مع خالي ، لكن ماذا أفعل بحظي يا أمي ؟ ، إن كانت الفتاة الوحيدة التي خطفت قلبي لها أب كأبيها ، وتقع فريسة الطمع دون
ذنب لها ، ما ذنبي أن أجد حبيبة قلبي أمامي بيد رجل آخر! ؟ ما ذنبي إن كُسر قلبي وارتمي أمامي باكيا وليس بيدي شيء له ؟ "
آه …. طويلة قالتها أمل وتابعت متلعثمة " ماذا تقول ؟"
رد ووجهه يزداد تعب " أقول ما لا تعلمين وما لم تهتمي لتسألي عنه ، كنت أريد إخبارك عن زواجي لشهد ولكن الكل رفض ، ولم أفهم لما خوفهم هكذا منكِ ! الآن فهمت "
ردت أمل بدهشة " زواج ….!"
اقترب منها وأشار لشهد وهو يحاول كبت صرخة تناديه لأن تخرج من قلبه وقال " تلك التي بعثتِ لها أبيها كي يأخذها ويلقي بها بيد رجل غريب زوجة ابنك ، عرضه وشرفه ، تلك التي وجهها من الضرب والإهانة ضاعت ملامحه ، زوجة ابنك "
اختنق صوتا ورفعت يدها تضعها على كتفه قائلة بوجع لأجله " ابني " فابتعد خطوة لتنزل يدها بالهواء وتتسع عيناها وهي تراه لا يريدها أن تلمسه !!
رفع يده يمسك جبهته متنهدا بضيق ثم نظر لأمه بعتاب واضح وحزن بالغ وقال " لم أتوقع بأنكِ قاتلتي أمي !"
حاولت أن تقترب منه خطوة وقالت بوجع " لا تقل هذا ساهر ، كيف أقتلك وانا أمك ؟ "
سحب نفسا عميقا وزفر وقال " لم اقتليني ؟ أذن أمي لما أردتي مقايضة نجمة من السماء بشوكة تنغرس بقلبي ؟ "
رفعت يدها علي صدرها متسائلة " أي شوكة ابني ، أرجوك كفي "
أجابها " تلك الليندا ابنة عمى التي تليق بي ، تلك الشوكة الممتلئة بالسم ، تريدينها زوجة لي ، وهي ملك لرجل آخر وهي خطيبة لي ! وألقيتِ شهد بعيدا عني كل ذلك وتقولين لم تقتليني ، أنتي رميتني بسهم بقلبي ولا أظن مكانه سيشفي أمي "
ثم رفع نظره لشهد وقال بتأكيد " هيا شهد ارتدي ملابسك وجهزى حقائبنا سنرحل ! "
أمسكت أمل كتفيه بقوة وقالت بترجي " لا ابني لن ترحل "
أجابها بتأكيد " بل سأرحل أمي ، أريد أن أحيا باطمئنان أنا وزوجتي ! وشكرا لمحبتك الكبيرة لي "


يتبع

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 09:06 PM   #339

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

في البهو الرئيسي للقصر ، جلس رأفت علي الأريكة واضعا رأسه بين راحتي يده ومستندا بمرفقيه على ركبتيه ، يشعر بغصة تخترق قلبه ، صوت أمه وأخيه يصل له في سابقة لم تحدث من قبل ، كان يتمنى أن يتدخل لحل الأمر بينهما ، لكنه تلك المرة علم بأن ما سيحدث لن يحله شيء سوى المواجهة بينها وبين ساهر ، وعليها أن ترى كل شيء على حقيقته ، وضعت سلمي يدها علي كتفه وقالت بود " سأرحل الآن رأفت "
رفع لها وجهه فشعرت بأنه كبر فوق عمره أضعاف وكادت تحتضنه وتقول له (دعني أحمل بعضا مما يضيق قلبك ) ولكنها أثرت ذلك في نفسها وعادت كلماتها وهى تراه تائها " سأذهب الآن رأفت ، لا أريد لوالدتك أن تشعر بحرج أمامي "
تنهد وهو يرفع يده يضعها علي يدها المرتاحة علي كتفه وقال " لكني لا أستطيع أن أوصلك الآن ، انتظري …"
قاطعته بحزم " أستطيع أن أذهب وحدي ، كن هنا مع عائلتك وكن بخير لأجلي رأفت "
ووقفت وحملت حقيبتها الصغيرة بيدها ولم تنتظر ردا منه وابتسمت بشحوب وهي تلقي عليه السلام لترحل ، بينما هو وقف ينظر لظهرها وهي تخرج ولا يعلم هل عليه بتلك اللحظة أيبكي فرحا لوجودها بحياته ، أم يصرخ وجعا لصوت أمه الذي بترجي ساهر بأن لا يرحل ، والتفت علي صوت أخيه الذي اقترب منه قائلا وهو يجر حقيبة كبيرة " هيا شهد لنرحل "
بينما شهد خطواتها متثاقلة ، تنظر له بترجي بأن لا يرحل ، وصوت أمل يصدح " لا ترحل ساهر ، كل شيء سيكون كما تريد صدقني "
ثم رفعت وجهها لرأفت وسط شهقاتها وقالت باكية " لا تدع أخيك يرحل يا رأفت ، لأجلي "
اقترب رأفت منها يطوقها بذراعيه وقال محاولا تهدئتها " رفقا بحالك أمي ، دعيه يرحل فقط ليرتاح قليلا "
صرخت وهي تفلت من بين يديه وقالت مقتربة من ساهر " لا لن يرحل ويتركني " ثم نظرت لشهد وقالت " تحدثي معه شهد ، لا تجعليه يرحل "
جرت دموع شهد على وجنتيها وهي تري نفسها عاجزة عن فعل شيء ليقطع عنهما ساهر هذا قائلا " أرجوكِ أمي دعيني لأني سأرحل ، لا أستطيع أن أظل هنا ، لم أعد أشعر بأنه مكاني "
اقترب رأفت مرة أخري منها محتضنا إياها وهي تقف علي باب القصر وترى ساهر يخطو بعيدا عنها ، فدس رأفت وجهها في صدره متوجعا لأجلهما هامسا بنفسه " هذا الوقت الذي حذرتك منه أمي ولم تكترسي " ثم عاد مشددا بعناقها وقائلا لها " لا تبكي أمي ، ساهر سيعود فقط بعض الوقت "
رفعت وجهها له قائلة " رأيتها بعينيه وسمعتها بصوته ، ساهر راحل دون عودة"
ضمها لصدره مطمئنا إياها وقال " بل سيعود ، ساهر يحبك ، هو فقط في صدمة ، دعيه يفيق وكل شيء سيصبح بخير "
***********
كانت شهد تتمسك بيده محاولة إيقافه دون جدوى ! ، همست بصوت مرتجف وهما يقفا خارج القصر ، " ساهر دعنا نسمع أمك " نظر لها دون رد ثم ارتدى نظارته الشمسية ومرت لحظات طوال حتى وجدت التاكسي الذي طلبه ساهر واقف أمامها ليأخذ السائق منهما حقائبهما بينما ساهر فتح لها باب التاكسي لتصعد ولا زال صمته السائد ونظرات عينيه مختبئة خلف نظارته الشمسية ، ثم طلب رقما لتجده يحجز تذكرة إلى فرنسا ، لتتسع عيناها دهشة وقالت " فرنسا ، وفجأة هكذا ، أقصد دعنا نذهب لفندق مؤقتا "
لم يأتيها رده بل رفع الهاتف طالبا رقما آخر ليتحدث بنبرة حاول أن تكون ثابتة لكنها كانت عكس ذلك " خالي بعد ساعات سنكون بفرنسا ، أرجو منك أن تستأجر لنا منزلا بمكان هادئ ، ولمدة غير محددة "
صوت خاله كان مندهش وقال " أليس غريب طلبك يا ابن أختي ، لما المفاجئات ، ثم لما مدة غير محددة ؟"
أجابه ساهر بهدوء ،" حين أصل سنتحدث خالي ، ثم إنه ليس هناك شيء ،" وضحك ضحكة مصطنعة وقال " أردنا مفاجأتك خالي العزيز ، ألم تشتاق لابنتك سأأتي لك بها كي تشبع منها "
ضحك خاطر بسعادة وقال " إن كان كما تقول فعلى الرحب والسعة أكيد "
وأغلق ساهر الهاتف بعد حوار ليس بالطويل مع خاله و عاد لصمته مستندا على كرسي التاكسي وناظرا تجاه الطريق ، بينما شهد مدت يدها تضعها علي كفة يده المرتاحة علي ركبته قابضة عليها برفق كأنها تخبره بأنها قربه وكل شيء سيصبح بخير !!
********
تلك المرة لم تكن وحدها ، رغم كل ما حدث منذ ساعات لكنها مطمئنة لأنها قربه ، أمسك بيدها وهي تمشي جانبه وترى على بعد خطوات منهما أبيها خاطر ، حين جاءت إلي فرنسا المرة الأولي كانت خائفة ، كيف ستسير أمورها ، كيف ستقابلها مادلين ؟ ، عدة أشياء كانت تثير الخوف داخلها ، أما اليوم وبالرغم من كونها جاءت معه بظروف قهرية لكن وجوده وقربه ويده الممسكة بيدها تنسيها أي شيء من مخاوفها ، كم تمنت المرة الأولي أن تأتي بصحبته ولكن لم يواتيها الحظ ، اليوم جاءا معا بحزن يفتر قلوبهما ، لكن يديهما لم تفترق .
رفع خاطر يديه ليحتضن شهد قائلا بفرح " حبيبة أبيها جاءت لحضنه" ووقف بكلماته وهو يرى وجهها والكدمات التي تظهر عليه ، لترتمي هي بحضنه بشوق ، بينما عينا خاطر ذهبت لساهر بتساؤل وشهد تعانقه بشدة ، أطرق ساهر وجهه لأسفل وحمد الله بأن نظارته علي عينيه لكان رأي بهما كل شيء ،
صوت شهد أخرجه من شروده وهي ترفع وجهها له قائلة بسعادة " أبي ، اشتقت لك ، كيف حالك ؟"
ربت خاطر علي كتفيها بيديه وقال بود " بكل خير حبيبتي طالما ابنتي الغالية بخير "
ثم اقترب من ساهر محتضنا إياه وقال بحنان " ابن الغالية اشتقت لك " ليرد عليه ساهر وهو يعانقه " وأنا اشتقت لك خالي ، سلمك الله لنا "
ليعاود خاطر حديثة لكن بهمس وهو لا زال محتضنا ساهر " ما بها شهد يا ساهر ؟"
ابتلع ساهر غصة بقلبه وقال بهدوء يناقض النار المشتعلة بقلبه " حين نصل لبيتك سنحكي خالى " رد وهو يبتعد خطوة " حسنا حبيب خالك " ثم التفت خاطر يمسك بيد شهد وقال وهو يبتسم لها بحنان " سأخطفك من يد زوجك الآن ، فحقيقة أشتاق لوجودك يا ابنه قلبي "
ضحكت لوقع كلماته الدافئة التي يتخللها الهمس الضاحك وقالت " أبي دمت نعمة لقلبي "
صدح صوت ساهر جانبهما وهو يتخلى قليلا عن صمته " هنا سيغار ساهر من محبة الأب وابنته "
وبعدها عاد ساهر لصمته جالسا جانب خاله بالسيارة بينما شهد تجلس بالخلف وعيناها تنظر للمكان من نافذة السيارة بشوق وفرح وإعجاب ، أما خاطر فكان ساهما في طريقة وعينيه لحظة تنظر لساهر الصامت ولحظة علي شهد ثم يتابع طريقه متسائلا " كلاهما يصرخ داخله دون حديث ، ما بكما يا أبناء قلبي ؟ "
**********************
تنظر شهد لوجه ساهر الشاحب كما لم تراه قبل ، قلبها يئن وجعا لأجله ولا تدري كيف تداويه ، تعلم بأن صدمته قوية لدرجة بأن كل كلمات العالم بكل لغاتها لا تنفع الآن معه ، كان أملها أنه حين يلتقي خاله سيتحسن لكنه الآن بمنزل خاله والكل ينتظر حديث يريح قلبهم ولا يرد سوي بكلمات مقتضبة ! .
عيناها احتضنتاه بخجل وهي تراه يستند علي الأريكة جانبها صامتا ووجهه لا حياة فيه ، انتزعه أبيها خاطر من صمته قائلا " هل ستظل صامتا هكذا يا ساهر ؟ "
لمعت دمعة بعين شهد وهى تسمع تنهيدة ساهر المتوجعة ، ليعتدل بجلسته ورد قائلا " لا يوجد حديث لأحكيه خالي ! "
رد خاطر بحزم " هل تعني بأن اتصالك المفاجئ لي بأنك ستحضر لفرنسا خلال ساعات ، وأنك سوف تظل هنا لمدة غير محددة تاركا عملك هناك وجامعتك لا يستحق حديث " ثم صمت برهة وهو يتمعن بوجه ابنته الحبيبة التي ضاع ملامحها وأشار لها بأسي " أم تقصد بأن ما أراه علي شهد لا يستحق حديث ! "
قاطعته مادلين وهي تربت علي كتفه " اترك ساهر حتى يهدأ ويرتاح خاطر وبعدها نتحدث "
هدر صوت خاطر بينهم وقال "رفقا بي قليلا ، أنا قلق من هذا الوضع ، أنا تركت ساهر علي صمته منذ قابلته بالمطار ولكن لن أتحمل صمته أكثر ، كلاهما سيحكي لي ، ولن يخرجا من هنا إلا بعد حديثا مستفيض معي "
رفع ساهر وجهه لحاله وفرك جبهته بتعب ثم هز عنقه برفق محاولا استعادة ثباته وابتسم بشحوب وقال " أهدأ خالي سأحكي لك ! , أنا فقط لم أكن جاهز للكلام ولم أستوعب بعد ما حدث "
رد خاطر وقد زاد قلقه " جئنا للنقطة المهمة ، ما الذي حدث ؟ " ثم التفت لشهد وتابع " أو تحكي لي شهد …."
قاطعه ساهر وهو يأخذ كف شهد يمسكها برفق ويضعها على رجله ولا يفلتها وقال " أنا من سيحكي لك خالي …."
تنهد خاطر براحة وقال " وأنا أسمع يا ابن أختي "
سحب ساهر نفسا عميقا وزفر بصوت عالي وقبض برفق علي كف شهد ربما زادت قوته وقال '" اسمعني خالي ………."
ومضي وقت وساهر يحكي ما حدث الساعات السابقة وعيني خاطر تتسع دهشة وفزعا لما يسمع ودموع شهد تزرف وتشعر بأن كل لحظة عاشتها عادت لها الآن ، ومادلين تخطف بعض الكلمات لتفهم ما يقول ، ومسار الحديث يظهر لها من ملامحهم وبعض كلماتهم ، لتبتلع ريقها وجعا وتضع يدها علي كتفه خاطر محاولة تهدئته ، وصمت ساهر وهو يشعر بأنه كان يجري بسباق لدرجة بأن أنفاسه كادت تنقطع ، يشعر بكل خلية فيه تناديه بأن ترتاح ولكن ليس بيده شيء !!!
مسحت شهد دموعها ، بينما خاطر حاول أن يظل ثابتا أمام ابن أخته فقال بهدوء رغم النار المشتعلة بروحه " ساهر لا أريد لهذا الأمر أن يؤثر علي حياتك ، اعتبر نفسك جئت بإجازة وخذ راحتك حتى تشعر بأنك بخير ، وبالنسبة لما حدث كل شيء سيكون بخير "
رد ساهر قائلا " خالي سأعمل هنا بفرع الشركة بفرنسا وسوف أطلب إجازة من الجامعة أو أستقيل " ليسمع شهقة خافتة من شهد تناديه بأن لا يفعل فيكمل حديثة محاولا أن لا يلتفت لها " سوف نستقر هنا أنا وزوجتي ، لم يعد لي حاجة بالعودة "
زفر خاطر بضيق ، بينما شهد رفعت يدها تربت علي كتف ساهر قائلة " فلنهدأ فقط قليلا ساهر ولننتظر وسوف يصبح كل شيء بخير "
وتابع خاطر وهو يستند بساعديه على ركبتيه وهو يرى التصميم بعيني ساهر " كما تشاء ابن أختي ، لكن لن تبدأ عمل تلك الأيام ، أنت وعدتني بيوم ما بأنك ستأتي يشهد لهنا وها هي الفرصة ، استمتع تلك الفترة سوف نعتبرها هدنة وبعد ذلك لكل حادث حديث "
ابتسمت مادلين وهي تتفهم كلام زوجها وقالت بلغة عربية غير قوية " كلام خاطر صحيح ساهر ، فلتأخذ وقتا " وصمتت برهة وابتسم وجهها وتابعت " ستكون تلك الإجازة شهر عسل لكما "
ضحك ساهر بخفة وهو ينظر لشهد التي احمرت خجلا وقال " حياتي مع شهد كلها شهد ! "
ثم نظر لحاله وتابع " حسنا خالي كما تشاء سأنتظر وغدا بأذن الله سوف نذهب للمنزل الذي استأجرته "
تنهد خاطر براحة وقال " ومادلين جهزت كل شيء هناك ، صحيح كنت أتمني أن تظلا هنا لكن سوف أترككما على راحتكما "
بينما شهد أردفت ونظرها يذهب إلى مادلين " مادلين ! لو سمحتي قبل ذهابي أريد النزول لشراء بعض الأشياء وأريدك معي "
ردت مادلين بابتسامة واسعة " بالطبع شهد على الرحب والسعة "
ضيق ساهر عينيه وقال لشهد " أي أشياء ، ثم إننا نستطيع شراؤها بعد ذلك ! ".
ردت شهد بحزم مصطنع " أنا أريد الذهاب مع مادلين !"
ضحك ساهر وهو يراها تتملص من الجواب وترد بحزم محاولة تخبئة حمرة وجهها دون أن تفلح وقال برواق " حسنا يا قلب ساهر كما تشائين "
***********
جلس ساهر على طرف السرير وعاد لصمته مرة أخري ، بينما شهد وقفت تستند على المكتب الصغير الموجود بالغرفة والذي كان يوما ما مكتبها حينما كانت هنا بمنزل خاطر ، ألقت على ساهر نظرة سريعة ثم عادت عيناها تجوب بأرجاء الغرفة والتي اشتاقت لها بالفعل ، ثم سحبت نفسا عميقا وتنهدت لتقطع عن ساهر شروده قائلة " تلك كانت غرفتي حينما كنت هنا !"
رفع نظره لها ولوهلة ظنت أن دموعا تلمع بعينيه ، لكن كذبت نفسها لتتابع قائلة " هنا كانت غرفتي وسريري " ودقت بخفة على المكتب وتابعت " وهذا كان مكتبي ، أشتاق لتلك الغرفة ، جيد أننا أتينا هنا قبل أن نذهب للبيت الذي استأجرناه "
سحب ساهر نفسا عميقا وزفر بتعب ثم قال بصوت مرهق وهو يضع راحة يده على المكان جانبه '" اقتربي هنا يا شهد "
خطت بخطوات مسرعة تجاهه لتجلس جانبه وهي تنظر له بود وابتسامة تحتضن وجعه ! ، فرفع ذراعه يحاوط كتفيها مقربا إياها منه وقال وعيناه تنظر بأنحاء الغرفة " كنتِ هنا تشكين مُر البعاد الذي سقته لنا أمي " ثم صمت برهة محاولا التقاط تعبه وتابع " هنا كنتُ تكتبن ذكرياتك مع أمي ، تلك التي خبئتِ صفحاتها عني حين كنت أقرأها معك ، صحيح يا شهد ؟"
شعرت شهد بصدره ينتفض وجعا وهو يتحدث وكلماته ترتجف عند ذكر أمه ، رفعت راحة يدها تربت على قلبه لتشعر بدقاته المختلفة ، قلبه الذي يناديها كي تطبطب على صاحبه !
قالت وعيناها تعانق عيناها " ساهر أقدارنا لا يستطيع أحد أن يرتبها لنا ، ولو شاء الله بأن لا نفترق ما استطاع أحد تفريقنا "
نظر ساهر لها بعين متسائلة لتتابع " صدقني ما فعلته أمك مجرد أسباب لا أكثر ، لكن هذا قدرنا ، ما أمر الله لنا أن يحدث ، فلنكن راضين "
ابتلع ريقه وهو يستوعب حديثها وقال " وهل هذا يمنع أن أمي …."
رفعت يدها على فمه كي لا يكمل حديثه وقالت " أمي أمل تحبك ، تحميك يا ساهر ، انظر للأمر بعينيها تفهم "
أزاح يدها من على فمه برفق وقال دهشا " تدافعين عنها بعد كل هذا يا شهد !"
ابتسمت بشحوب وأجابته " ساهر أمك تحبك ، رأتني لا أليق بابنها وهذا حقها ! "
كاد يقاطعها لكنها أكملت " كن واقعيا ، فتاة مثلى تزوجت خالك وفجأة أمك تراك تحبني ، يجب أن تشعر بصدمة ، زوجة الخال كيف لها أن تصبح بلحظة زوجة ابنها ، اعذرها ساهر ولو أخطأت تظل القلب الوحيد الذي لا يشوبه شائبة بحبك "
قبض علي كتفيها بخفة وكأنه يريد بأن يشعر بالأمان وأجابها بوجع " تقصدين القلب الذي قتلني …."
رفعت يدها تربت على جانب وجهه قائلة " نحن نحيا معا ساهر ، عـــِدنا لنا مرة أخري , أنت بقلبي وأنا بقلبك ، بلا خوف ولا رهبة ولا تأنيب ضمير ، ارتاح بحضنك دون قلق ، أليس عوض الله كثيرا جدا علينا لنسامح "
آه ...قالها وهو يغمض عينيه قم قربها لصدره محتضنا إياها وقال " كيف لكي بأن تصبحين بهذا التسامح ؟! "
عانقته وارتاح رأسها على صدره وقالت " حينما جئت زوجة لخالك خاطر .." وصمتت برهة وهى تشعر به يرتجف قليلا من قولها فشددت من التفاف يدها حوله معانقة إياه وتابعت " يومها كنت كاليتمه يا ساهر ، بل كنت فعلا كذلك ، كنت أشعر بالبرد والخوف يلتف حولي ، وكانت أمك خير حضن " ورفعت رأسها من على صدره ونظرت لعيناها وأكملت " ألا تستحق أن أسامحها لأجل ما فعلت معي ، أمي أمل ليست سيئة ، لديها قلب لا يعوض وأنت أعلم مني بذلك ، فقط صدمتك ما فعلت بك ذلك ، وقتما تهدأ ستفهمها "
ثم صمتت لحظات طوال ويدها تربت على قلبه التي شعرت بدقاته تعود لما عهدته عليه ثم قالت بهمس " ساهر "
أجابها بخفوت " نعم "
رفعت عينيها له وابتسمت وهي تضع قبلة عميقة على خده وقالت بهدوء " كانت أمنيتي حين كنت هنا أن يجمعنا المكان ولو لحظة ، ولم أظن أبدا بأن أمنيتي ستكون أضعافا وأبيت هنا معك ليلة !"
لاحت على وجهه ابتسامة صادقة وهو يشعر بداخلة براحة غريبة مصدرها شهد ليتمدد على السرير ويأخذها على صدره قائلا بهدوء " وربما كنت أنا حينها أحدثك بأشواقي الذي أبعثها لك ، ثم طبع قبلة علي جانب شفتها وقال " يا هدية الله لي …."
وصمت لحظة وغير مجري حديثهما وقال " شهد "
أجابته وهى مغمضة عينيها " هاا "
قال " ماذا ينقصك ؟ أقصد ما الذي ستشتريه غدا مع مادلين ؟ "
دست وجهها جانب عنقه واستنشقت عطره بابتسامة واسعة ولا زالت مغمضة عينيها وقالت بخفوت " لا يخصك سيد ساهر …"
ضحك بخفة وقال كنت منذ لحظات ناعمة أصبحت الآن مراوغة "
قالت برواق " وما ذنبي إن سألتني عن أشياء لا أريد قولها لك "
رفع وجهها له وغمز قائلا " وما تلك الأشياء ؟"
ضربته بخفة على صدره وقالت " قلت لا يخصك "
ثم قامت مكانها فجأة لتجلس وقالت " نحن نحتاج حماما دافئا بعد سفرنا هذا "
جذبها لصدره مرة أخري وقال " مراوغة صغيرة ، لدينا الوقت ، ترتاحي هنا على صدري كي أشعر بالهدوء ، ففي بعدك قلبي يشعر بالاضطراب "
ضحكت وهي تضع يدها على قلبه وارتاح رأسها على صدره وقالت عيناها تتلاقى مع عينيه " فلنهدأ قلبك إذن سيد ساهر "

انتهي الفصل , يسعدني رأيكم , ,♥♥♥, مودتي

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 09:11 PM   #340

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

كومنت ورأيكم يسعدني لا تنسوا ♥♥♥♥

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.