آخر 10 مشاركات
حبوب سايتوتك في الرياض |اطلبها الان| 0563940846 الدفع عند الاستلام (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          18 – بعدك لا أحد - مارجورى لوتى -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree53Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-20, 06:11 PM   #341

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلم ايدك حلوة جدا شكرااااااااااااااااااااا

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 02:40 AM   #342

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي هاني مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك حلوة جدا شكرااااااااااااااااااااا
تسلميلي حبيبتي علي رأيك ، بانتظارك دوما بإذن الله💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 06:22 AM   #343

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك امولة الفصل جميل جدا حبيت ⁦❤️⁩
حبيت كلام شهد عن امل جدا ... فعلاً كلامها صحيح
انا عذرت امل في جزء ولكن أن يصل خوفها علي ولدها الي الجريمة فهذا لا يوجد لها عذر فيه
ابدعتِ واحسنتِ


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 08:19 PM   #344

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك امولة الفصل جميل جدا حبيت ❤
حبيت كلام شهد عن امل جدا ... فعلاً كلامها صحيح
انا عذرت امل في جزء ولكن أن يصل خوفها علي ولدها الي الجريمة فهذا لا يوجد لها عذر فيه
ابدعتِ واحسنتِ
تسلميلي فاتن رأيك ووجودك أسعدني


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 08:25 PM   #345

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي

الفصل الخامس والعشرون 💜
*********************
لم يتوقع أن النار حينما تشتعل ستكون بتلك الطريقة ، ولكنها نار ! كيف له أن لا يتوقع بأنها حين تأتي ستأكل كل شيء ! ، القلوب الهادئة ستشتعل والأرواح الراكدة ستنفجر ! .
نظر لوالدته التي لم تجف دموعها منذ جاءا من قصر أخيه وتركه لهم ، لم يراها بهذا الضعف من قبل ، تستند على ظهر سريرها بينما يدها متمسكة بيد رأفت الجالس جانبها وكأنه سيهرب منها هو الأخر ، صوت شهقاتها يقتله ، فهي مهما فعلت ومهما حدث تظل أمه ! ، رفع يده الحرة ووضعها على يدها الممسكة بيده ، وهمس بهدوء " أمي "
التفتت له وعيناها تحمل ألم يهز جبل ودموعها تنساب على وجنتيها ولم ترد سوى بشهقاتها التي زادت ، ليعاود قائلا " أمي أرجوكِ اهدئي ، كل الأمور ستعود لما كانت عليه ، فقط بعض الوقت "
تمعنت بوجهه لحظات طوال ، وتمنت لو صدقت ما قاله لكنها تعلم بأنه فقط يهدهدها ، يحاول أن يطمئنها ، وقالت وسط بكائها " أتظن ذلك رأفت ! ؟ ، بأن كل شيء سيعود ! ، وأن أخيك سوف يرجع لحضني ، وأنت سوف تسامحني ، سنعود كما كنا نحيا بأمن ، أم أنني فقدت هذا الحق ؟"
عينا رأفت لمعت بدموع حاول كبتها وهو يرى ضعف أمه ، وتمنى تلك اللحظة لو أمسك بيد ساهر ومنعه من البعد ، لكن كيف له أن يفعل ؟ ، فأخاه لديه حق بأن يجد راحته التي فقدها طيلة الفترة السابقة ، ارتجف قلبه وأجابها " كل شئ سيعود أمي " ورفع يده يربت علي وجنتها وقال بود وابتسامة شاحبة حاول رسمها " ثم إني لم أغضب منكِ كي أسامحك أمي ، أنا فقط لم أتمني أن يحدث هذا ، تمنيت لو سمعتي لي ولو مرة وصدقتي ما أقول ! ، لكنكِ لم تفعلي ، لذا أخذت على خاطري ، وساهر صدقيني سوف يسامحك ، فقلب أخي لا يتكرر في محبته لنا " ثم مسح دموعها بيده وتابع " و لنعتبر بُعد أخي إجازة له ليس أكثر ، وأنا هنا لن أبتعد عنكِ لحظة ، فقط لا تبكي "
زادت شهقاتها وهي تراه يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يحتضن وجعها ، وهي بوقت ما لم تكترث بأي حرف مما يقول ، بل اتهمته بمساعدته لساهر في خيانة خالهما ، ضاق عليها قلبها وهمست بخفوت وأطرقت بوجهها ثم قالت " كيف لي أن أفعل ما فعلت ؟ ، فقدتكما معاً "
رد بحزم قائلاً " لم تفقدي أحد أمي ، نحن هنا قربك ، وإن كان ساهر بعيداً ، صدقيني فقلبه هنا ، لا تصدقي ما قال ، فحزنه غلبه "
قالت بصوت متحشرج " قتلته ! ، قالها لي ، أنا بنفسي قتلت ابني ، لم أري وجعه ولا كسرة قلبه ، أتراه يرجع ؟ "
احتضنها رأفت بقوة وثباته الذي حاول رسمه بدأ يتقهقر وقال " كلنا نخطأ أمي ، وعلينا أن نلملم بعضنا مرة أخرى ، و سيلتئم الجرح "
شهقت على صدره وأردفت " تظن أن جرح قلب أخيك سيلتئم ؟"
تنهد بهدوء وهو متأكد من قلب أخيه ومن قلب صديقته وأخته الحبيبة التي أثبتت له كل لحظة بأن قلبها كاسمها وقال وهو يرفع وجهها من على صدره " سيلتئم يا أمى ويعود لنا "
قالت هامسة " رأفت "
أجابها بحنان " نعم أمي "
ردت وسط وجعها " أريد فقط الإطمئنان عليه "
أغمض عينيه بقوة يخبئ ألمه عنها ثم حاول رسم ابتسامة وقال " لا زال هاتفه مغلق ، لم يمر وقت كبير حبيبتي فلننتظر وبإذن الله يأتينا خبر جيد قريباً "
ثم قربها لصدره لتغمض عينيها وقال " ارتاحي أُماه ، وفجر قريب سيأتي لا تخافي "
*********************
فرنسا
جلس خاطر على كرسي جلدي وثير أمام نافذة مكتبه الزجاجية ، شارد في حال عائلته التي يراها لأول مرة متفككة هكذا ، كيف لأخته الحبيبة أن يصل بها الحال أن تمد يدها ليد رجل كسالم ؟ ، ليست بتلك السذاجة ، يعلم أنها فعلت ذلك دون ضغط من أحد ، فقط عقلها الذي سوّل لها الكثير ، رفع يده يفرك جبينه ، يشعر بصداع يلتهم رأسه ، عاد بنظره للنافذة ، ووضع رجلاً على الأخرى وتنهد بصوت ، وعيناه تحمل الكثير من التساؤلات التي لا يجد لها إجابة ، وأولها كيف يلتئم شمل العائلة مرة أخرى ؟.
صوت مادلين الحنون أعاده من شروده قائلة " خاطر ، فيما أنت شارد ؟"
رفع نظره لها ، لتلك التي حين يرى وجهها يشعر بأن كل شيء بحياته بأفضل حال ، سيدة بطعم الهدوء ، ابتسم لها وهو يرى القهوة بين يديها علي صينية و جانبها زهرة وردية ، وأجابها " كم كنت أحتاج إلى فنجان قهوة "
وضعت القهوة أمامه على المنضدة وجلست جانبه ناظرة لوجهه الحبيب ورفعت يدها على كتفه وقالت " علمت ذلك "
أخذها تحت ذراعه وقال بودٍ " دمتِ لي محبةً هكذا دائماً حبيبتي "
همست وهى ترفع وجهها له " أنت شباب قلبي الذي عاد يا خاطر "
تنهد براحة وانحنى قليلاً يأخذ قهوته وأرخى يده عنها وارتشف بعضاً من قهوته ثم نظر لها وقال " أشعر بأني كبرت كثيرا الليلة يا مادلين ، وأخاف أن تصيبك شيخوختي بوهن "
ابتلعت ريقها بوجع وقالت وهي تنظر له بحنان " القلوب لا تشيخ ,خاطر ، فقط الأمور من حولنا توجعنا ، لكننا أقوياء ، نستطيع أن نهزم أي وجع يحاول رسم معالمه على قلوبنا "
زفر بوجع وأجابها " بعض الأوجاع لا تداوى, مادلين "
أجابته بثقة " لكنك حين قابلتني أول مرة أول شيء علمتني إياه بأن الحب يداوى أنسيت ؟ "
لمعت ابتسامة بعينيه وأجابها " لا تنسي شيء مما أقول "
ردت بود " وكيف لي أن أنسي خاطر " وصمتت برهة وتابعت " خاطر ، عائلتك كما فهمت منك ، بأنها يجمعها ودٌ وحبٌ لا ينتهي ، ثق بأنها ستعود ، فمن كان أساسه صحيح ، لا يميل "
شعر خاطر بالأمل يعود لقلبه وسط كلماتها وعاد يرتشف بعضا من قهوته ثم قال " دائما ترسمين الأمل بقلبي "
ابتسمت برواق وقالت " على ذكر الأمل ألا يحق لأمل باتصالٍ منك تطمئنها على ابنها ؟"
تنهد خاطر وعاد قلقه وقال " ألا تظنين بأنني لم أفكر بهذا ؟ ، لكنني قلق من رد فعلها "
أجابته مادلين بهدوء " أختك ليست بحاجة الآن سوى الإطمئنان على ساهر , فقلبها الآن مؤكد بنار لن تهدأ سوى باسم ساهر ومكانه " صمتت وهى ترى معالم الموافقة على وجهه وتابعت " اتصل بها خاطر ولا تتركها إلا حين تسمع الهدوء ينبعث من صوتها "
وقامت من مكانها وعلى وجهها بشاشة لا تميز سواها .
أومأ خاطر لها بالموافقة ليراها تلتفت خارجة من غرفة المكتب ، تاركة له مجال للحديث براحة مع أمل .
أخرج خاطر هاتفه من جيب سترته ونظر لشاشته وشرد هناك بأرض وطنه وأخته وسأل نفسه وهو يلمس الشاشة طالباً رقمها " يا تُرى كيف حالك يا غالية ؟ "
أعاده صوت رأفت المنهزم وهو يرد عليه بدلاً من أخته " مرحباً خالي "
ضيق خاطر حاجبيه مندهشاً لرد رأفت ، لكنه عاد من دهشته وهو يتخيل حال أمل بعد غياب ساهر وعدم معرفتها مكانه بعد كل ما حدث بينهما ، زفر خاطر بهدوء ورد " مرحبا يا ابن الغالية ، كيف حالكم ؟ "
علامات الوجع ارتسمت على وجه رأفت فهو منذ ذهب ساهر وهو يشتاق له ، يشعر بفراغ داخله ، ربما كلاً منهما كان يعيش بمكان ، لكن كان يكفيه أنه يعلم مكان أخيه ويطمئن عليه وقتما شاء ! ، الأن لا يعلم مكانه ولا كيف هو حاله ، وكل الكلمات التي يبثها لأمه كي يهدهدها تأتي مبعثرة متألمة .
تنهد رأفت بصوت وربت على كتف أمه التي استندت على ظهر السرير دون حديث وقال بتردد " بخير !"
أجابه خاطر بهدوء " متأكد !"
رد رأفت محاولاً الثبات فليس وقته حكايات كي لا تعود أمه للبكاء وأجابه " متأكد "
رد خاطر بتساؤل " أليس هذا هاتف والدتك ؟ لما ترد بدلاً منها ؟ أعطني إياها ؟"
تردد رأفت وهو بجيبه بالموافقة ويطبطب بخفة على كتف أمه وقال بهدوء " أمى ، خالي علي الهاتف "
فتحت عيناها بوهن وأخذت الهاتف منه وعادت شهقاتها لها حينما سمعت صوت أخيها الحبيب وقالت بتعب واضح مسّ قلب خاطر " أخي ، حبيبي أفتقدك كثيراً "
وعلا صوت بكائها ، ليقف خاطر من مكانه مقترباً من النافذة وهو يشعر بقلبه ينكسر لأجل خاطرها و قال بصوته الرخيم " لا تبكي ياغالية "
شهقت وهى ترد " كيف لا أبكى ، وبيدي أضعت ابني "
صمتت لحظة ملتقطة أنفاسها ثم عادت تبكى بقوة " ساهر ، رحل دون عودة خاطر ، ولا أدري أين هو ، يا خاطر قلبي يحترق ، أريدك هنا لعلك تساعدني كي أعرف مكانه ، أو حتى يسامحني "
نظر لها رأفت بوجع وحاول تهدئتها وهو يربت بخفة على كتفها قائلا " اهدئي أمي أرجوكي ، سنعرف مكانه "
هزت رأسها بعنف وعادت تحدث خاطر الذي طال صمته على الجانب الآخر " متى تأتى أخي أحتاجك قربي؟"
وكأن الأرض هُدمت من تحته وهو يشعر بأخته القوية ، هكذا ضعيفة ، صوتها كله وهن ، تعلن عن وجعها دون أن تتحفز ، آه … أصابت قلبه دون إرادته ، ليرد عليها بصوته الهادئ وعيناه تنظر النافذة بتأمل " اهدئي يا غالية ، ساهر بخير ومكانه معلوم ، وأعدك قريبا سيعود "
اتسعت عينا أمل من الدهشة وتمسكت بقوة بكف رأفت وكأنها تستمد منه القوة وقالت بانفعال " صحيح خاطر ، تعلم مكان ساهر !" ، ليتنبه رأفت ويأخذ الهاتف من يدها كي يقوم بتشغيل مكبر الصوت ووضع الهاتف بيده ويسمع كلاهما صوت خاطر قائلا " ساهر وزوجته هنا بفرنسا "
تنهد رأفت براحة وهذا كان إحساسه لكن خاف أن يخبرها ، فيكون ما تنبأ به خطأ فتحزن .
ابتلعت أمل ريقها وقالت بصوت متحشرج " دعه يتحدث معي " صمتت لحظة وعلا صوت نحيبها وتابعت " قل له أمك تموت دونك يا ساهر "
عينا خاطر لمعت بدموع ولكن أبى لها أن تنزل وقال مهدهد أخته " سيعود قريباً ، أعدك ، لكن حديثكما الآن لن يزيد الأمر سوى وجع كليكما ، لننتظر فترة بسيطة يا أمل "
مسحت وجهها وحاولت الثبات وقالت " هل حكي لك…."
قاطعها خاطر قائلا " إن حكى أو لا ، ما فائدة هذا يا غالية ، المهم القادم ، الماضي مر ، وعلينا البدء من جديد "
" وهل الماضي يموت ، الماضي يظل خلفنا ، يظل يحوم حولنا كظل لنا " قالتها أمل بأسى
أجابها خاطر " أعلم بأن الماضي لا يموت ، لكن أثق بتربيتك لأولادك وراهنت عليها ، لذا أعلم بأن كل شئ سيعود أحسن من ذي قبل "
شعرت بسكاكين تنهش بقلبها ونظرت إلي رأفت وكأنها تطلب السماح وقالت " أنت يا خاطر وثقت بتربيتي لأبنائي ، وأنا بلحظة لم أثق بهما ، وأضعتهما من يدي "
أجابها برفق " أنتِ تثقين بهما جيدا ، لكن الأمور كانت مبهمة ، لذا تهتِ"
قالت وقد هدأ صوتها قليلا " تحاول تهدئتي "
قال " بل أقول حقيقة يا غالية " صمت برهة وقال " كوني بخير أمل ، ولا تتركي نفسك للوهن ، كوني كما عهدتك أختي القوية "
ردت بوجع " وسط كل هذا ؟! "
أجابها برفق " أنتِ أقوي من كل هذا "
أتاه صوتها مرهقا " متى تأتي إلى هنا ؟"
أجابها بتأكيد " قريبا جدا يا غالية "
تنهدت براحة وقالت " أحتاج لأن أحكى لك حتي أتعب من الحديث "
أجابها بحنان " وأنا سأسمع لكِ دون أن أتعب من حديثك ، وسأحكي لكِ أنا الآخر حتي تملين "
أجابته بود " وأنا سأنتظر رجوعك بفارغ الصبر "
وكأنه بث بقلبها أمانا لحين لقائهما ، فأراحت رأسها على كتف رأفت ليعاود رأفت حديثه مع خاله " سننتظرك قريبا خالي "
" قريبا يا ابن الغالية بإذن الله ، انتبه علي والدتك "
ضمها رأفت لصدره وقال " أمي بالقلب قبل العين "
***************
منتصف الليل *غرفة رأفت *
تنهد وهو يتمدد على السرير ويشعر بأن هناك ثقل على قلبه ، لا يعلم كيف نامت أمه ، ربما غفت من كثرة بكائها ، حينما تركها نائمة هكذا ، شعر بأنه يريد أن ينام بحضنها ولا يتركها ، كان يريد أن يعود هذا الطفل الصغير الذي تضمه أمه طيلة الليل بحضنها ، لكن مرت الأيام وكبر الأطفال ولم يعد الأمر مثل ذي قبل ، بالرغم من دلال أمه الواضح لهما طوال حياتها لكن هذه سنة الحياة ، الأطفال تكبر ولكن ربما أمه لم تنتبه وسط تلك السنوات أنها تعلقت بهما بطريقة أوجعتها هي قبلهم .
صوت هاتفه أعاده من شروده ، لتعود له ابتسامة صادقة ، صاحبتها ينير اسمها على شاشة الهاتف ،وضع سماعات الأذن ورد بهدوء " سلمي " وكأنه يطمئن قلبه باسمها
ردت وهى تستند على ظهر سريرها و تعقص شعرها بفوضوية " قلقت عليكم ، أنتم بخير؟ "
سحب نفسا عميقا وزفر بصوت وقال " لا أعلم "
أجابته قلقة " كيف ؟"
أجابها وهو يغمض عينيه بوهن " ساهر سافر فرنسا مع شهد "
اعتدلت مندهشة وقالت " ماذا تقول ؟"
أجابها وهو يفتح عينيه ينظر لسقف الغرفة " كما سمعتِ ، رحل ساهر ، وأعلم بأنها إجازة طويلة ، وهذا ما يوجعني "
همست محاولة احتضانه بصوتها وهي تشعر بألمه يصفعها داخل قلبها " لكنها تظل إجازة وليست إقامة !"
اعتدل بجلسته واستند على ظهر السرير وقال " لا أعلم يا سلمى ، ربما تصبح كذلك ، إن لم يسامح ساهر ستكون إقامة صدقيني "
أجابته " لن يهون عليه وجعكم "
ابتسم بشحوب وقال " لكنه هان علينا بوقت ما " صمت لحظة وقال وهو يشعر بدقات قلبه تعلو وجعا " حتى أنا هان على وجعه ، عندما لم أخبره بما حدث من البداية ، كنت منعته من السفر وأخذته من يده وقلت له شهد بانتظارك لا ترحل ' لكني فضلت الصمت على أن لا يهدم بيتنا وها هو هدم "
نزلت دمعاتها على وجنتيها تشاركه وجعه وهمست وهي تمسح وجهها " لا تحاسب نفسك هكذا رأفت ، أنت لم تخطئ ، بل كنت خير سند لشهد في غيابه "
تنهد متوجعا " عدنا لأهم نقطة ، لما غاب ؟ لأننا فعلنا ذلك ، غاب عنا وعن شهد بسببنا ، إن لم يعود فحقة "
" لا تقل هذا رأفت ، ما هذا اليأس ؟!"
قالتها سلمى بحزم وتابعت بنفس الحزم " أنت فعلت ما وجدته صواب وقتها ، ووقوفك جانب شهد خير شفيع لك لدى أخيك ، لا تدع اليأس يتوغل لقلبك "
همس بخفوت " اليأس لن يدخل قلبي طالما أنتِ بحياتي يا سلمى "
صمت لحظة وهو يشعر بانفاسها تضطرب ولا ترد وعاد قائلا بخفوت وهو يضع إحدى يديه تحت رأسه " أحبك يا سلمى ، أحب قوتك ، وهدوئك ، مشاكستك وعنادك ، أفتقد قربك الأن "
همست متلعثمة " كنا نتحدث منذ قليل عن ….."
قاطعها وابتسامة تلوح على وجهه " كل شيء بقلبي يؤدي إليك حبيبتي *"
همست بخفوت وكأنها نست عنادها " وأنا قلبي كله إليك "
" يا إلهي " قالها رأفت وعيناه تتسع فرحا على وقع كلماتها وتابع " أحبك سلمى ، ولا أريد رد يكفيني ما قلتِ منذ لحظات "
وكأنها استوعبت ما قالت لترد متلعثمة " اذهب رأفت للنوم تحتاج لراحة "
أجابها مبتسما " سأفعل ، كي أراك تبتسمين لي بالمنام ، واحلمي بي لا تنسى "
ردت بصوت يعانقه " لم أنسى يوما ! "
وأغلقت الهاتف تاركة إياه بفرحة غزت تلك الأوجاع المختبئة بقلبه !
****************
يتبع ♥♥♥

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 07-09-20 الساعة 10:56 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 08:27 PM   #346

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

فرنسا * بعد يومين *
يقف ساهر في حديقة المنزل الذي استأجره ويضع يديه في جيب بنطاله ، يستنشق نسيم الصباح براحة واستمتاع ، منذ جاء لهنا وهو بداخله يتحسن عما قبل ، وجود شهد جانبه يطبطب على قلبه ، بعدهما عن مصادر وجعهما جعله يشعر بانفصاله عن عالم اوجعه كثيرا !.
صوتها من خلفه جاءه حنونا ، وضعت صينية الفطور على المنضدة خلفه وقالت بحنان " بما أنت شارد زوجي العزيز ؟ "
التفت لها وأخرج يده من جيب بنطاله وارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة ورفع يده ولفها حول كتفيها وقال بهمس هادئ " شارد في جميلة خطفتني من نفسي ، أتعرفينها ؟!"
التفتت بوجهها له ورفعت عينيها له وقالت بسعادة " تلك الجميلة تعشق وجودك قربها وشرودك بها ساهر "
ابتسم بود وقبض بخفة على كتفها لتتقارب أكثر منه وقال وعيناه تحتضنان ملامحها " رفقا بقلبي صغيرتي "
ضيقت عينيها وقالت بطفولة " وماذا فعلت أنا ؟"
أجابها وابتسامته تتسع على شفتيه " تفعلين الكثير ، تخطفين دقات قلبي بكل حرف من بين شفتيك ، سارقة بارعة صغيرتي "
هتفت به وابتسامة خفيفة على شفتيها " وأنت سارق أيضا , وهكذا نحن متعادلين "
ضحك بخفة وقال " ما أجمله من تعادل حبيبتي " ثم انحنى يقطف وردة بيضاء ووضعها على جانب شعرها وقال وهو ينظر بعينيها ويتمسك بكتفيها " مع أني أخاف أن تغار الوردة منكِ حبيبتي " ثم صمت برهة ويده ترتفع ليداعب جانب وجهها وتابع " شهد ؛ شكرا لأنك هنا ، لأنك أحببتني ، كل عام وأنتِ حبيبتي "
تبسم وجه شهد بفرح وعيناها احتضنت ملامحه وقالت " تعلم بأن عيد ميلادي اليوم !"
ابتسم براحة وأجابها " بالطبع أعلم ، وهل سيخفي الأمر على !؟ ، وعموما علمت بوم عقد قراننا ، إمممم ما رأيك سأعرض عليكِ بعض الأماكن التى يمكننا الإحتفال بها ، ومميزاتها وهكذا وعليكِ الإختيار "
قالت برواق ووجهها ترتسم عليه ملامح السعادة " وإن كان لدي بالفعل مكان أريد الإحتفال به "
قال ضاحكا " الجميلة جاءت لهنا وتعلم كل شيء ، إختاري إذن "
رفعت يدها على صدره فوق قلبه وهمست وعيناها تتلاقى بعينيه " أنا اريد الإحتفال هنا ، داخل قلبك "
تنهد براحة ووضع يده فوق راحة يدها المتوسدة صدره وقال بحنان " قلبي كل لحظة يحتفل بوجودك به صغيرتي ، لكن عليكِ الإختيار فاليوم يومك "
همست ولا زالت يدها فوق صدره " ساهر ، أريد لا الإحتفال بين الناس …"
قال معاتبا إياها " تخافين الناس وأنتِ قربي "
هزت رأسها بلا وقالت " بل هذا أول عيد ميلاد لي ونحن معا ، سوف أعتبر اليوم أول أعياد ميلادي ، أول يوم بحياتي ، لذا لا أريد لأحد مشاركتي هذا اليوم سواك أنت يا ساهر ، لا أريد صخب ولا نظرات ولا شيء ، أريدك أنت فقط…"
عيناه زادت ابتسامتها ، وتهللت أساريره ، ودقات قلبه تسارعت داخل معلنة معانقتها لشهد وضمها لصدره بفرحة وقال وهو يد يداعب خصلات شعرها التي تنساب على ظهرها " قلب وروح ساهر ، وأنا لا اريد احد سواكِ أنتِ ، يا فرحتى وراحة قلبي "
ثم أبعدها عنه خطوة واحدة وقَبل جبينها وسحب نفسا عميقا وتابع وهو يرى الفرحة على محياها " وسوف أعتبره أيضا يوم ميلادى ، اليوم الأول لكلانا "
أراحت شهد رأسها على صدره وقالت بهمس " اليوم الأول لنا بالحياة ، دمت فرحة لا تنتهي بقلبي ، ساهر "
***********
فرنسا * ليلا *
نظر ساهر للتجهيزات البسيطة التى أتمها مع شهد بإعجاب ، يرى بأن كل شيء رائع رغم بساطته ، ربما لأنه قام بالتجهيز لحفلة عيد ميلادها معها ، كل شيء كان بيدهما ، حتى تلك الكعكة التى تتوسط المنضدة كانت من يد شهد ، صممت أن لا تشتري جاهز ، ابتسم برواق وضبط ياقة قميصه الأبيض ثم ووضع يديه بجيب بنطاله الأسود وتذكر تلك اللحظات الجميلة التي جمعتهم طيلة اليوم ، حبيبته الجميلة التي جعلت لكل شيء طعم بحياته ، ابتسامتها التي لم تفارقها وهي تجهز كعكة عيد ميلادها بل بالأحرى عيد ميلادهما كما اتفقا ! ، صوتها الذي يبعث بقلبه راحة وهدوء ، هز رأسه برفق وهمس قائلا " تأخرت الجميلة ، كل هذا ترتدي ثيابها ، وغفلت بأن هناك مشتاق لها ها هنا "
سحب نفسا عميقا وزفر براحة وسار بهدوء تجاه غرفتهما التي تقابله تماما ودق بهدوء على بابها قائلا " أنسيتِ صغيرتي بأنني أنتظرك حتى نحتفل معا "
أجابته بهدوء " لحظات فقط ساهر "
عاد بخطواته وابتسامته تتسع على وجهه وقال " حسنا حبيبتي ، لكن لا تتأخري أكثر ' فأنا اشتقت "
والتفت ناظرا مرة أخرى لما صنعته أيديهما بحب منتظرا إياها كي يحتفلا بميلادهما وفرحتيهما ثم قام بتشغيل موسيقى هادئة .
بينما شهد وقفت أمام تلك الأثواب التي اشترتها مع مادلين ! ، حائرة ! ، أيهم أفضل ؟ ، عادت تنظر للمرآة فوجدت أن ما اختارته من بينهم لاق كثيرا عليها ، تنهدت باضطراب وهي تناظر صورتها بالمرآة ، ثم رفعت يدها تربت على قلبها وهمست بصوت " ما بكِ شهد ؟ ، يوم عادى كأي يوم ، لما مضطربة هكذا ؟ " صمتت لحظة وزفرت محاولة الهدوء وتابعت " تلك الخطوة متأخرة أساسا يا شهد ! ، لا تتراجعي ولا تخافي فلديكِ زوج متفهم واعي "
صوت ساهر أعادها من حديثها مع نفسها الذي طال ، قائلا " شهد ، جهزنا كل شيء بوقت أقصر مما أخذتيه بتجهيز نفسك " وصمت برهة وتابع " لعلمك لو تأخرتي أكثر سأأكل أنا الكعكة ….." وتقطعت حروفه بين شفتيه ولم يستطع أن يكمل وهو يراها قد فتحت باب غرفتهما وتقدمت خطوتين بخجل وتطرق بوجهها أرضا ، لا يدرى ما يراه حلم أم واقع ، اقترب منها بتمهل ووقف قبالتها ، لا يفصلهما سوى خطوة واحدة ، عيناه تتأملها بوله ، شعرها الذي رفعته لأعلى وينزل منه خصلتين على وجنتيها ينادونه بتقبيل خديها ، وطوق من الورد الأبيض على رأسها ، وهذا الثوب الذي لن يكذب نفسه في ماهيته !! ، إنه يشبه هذه الأثواب الخاصة بالعرائس ! ، بل هو كذلك بالفعل ! ، قميص حريري كريمي بحمالتين رفيعتين وصدره على شكل مثلث فظهر طول عنقها وجماله ، ضيق من الأعلى وينسدل بخفة على جسدها ليصل إلى ركبتيها ، راسما حنايا جسدها بإبداع ، ابتلع ساهر ريقه بصعوبة ، فهو اعتاد عليها بمنامتها الطفولية التى تتراقص على صدرها سندريلا ، أما تلك فلم يراها أبدا عليها ، بل لم يكن لديها شيء منهم وهو لم يفكر بشراء شيء كهذا لها رغم كل ما أتي به ، لتفهمه لوضع شهد و تخوفها من تقاربهما ، لاحت على وجهه ابتسامة وهو يفهم الآن ما الأشياء التي أرادت شراؤها ولم تريده أن يعرفها !؟ ، أنفاسها العالية جعلته ينتبه لشروده الطويل بها ، وضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها له فتقابلت عينيهما ، ارتجفت شهد خجلا وأسبلت جفنيها وتوردت وجنتيها بحمرة خطفت قلبه .
قال هامسا وهو يتأمل ملامح وجهها بشغف ولا زالت يده أسفل ذقنها " لا تخفضي عيناكِ عني "
نظرت له وابتسامة خجول تداعب شفتاها التى رسمتها بلون وردي فزادتها جمالا ، فتابع قائلا بهمس محب وعينيه تحتضناها " هكذا لا تخبئي عينيكِ عني يا صغيرتي ، دعيني أغرق فيهما "
شعرت بدقات قلبها تعلو أكثر كأنها ستخرج من بين ضلوعها ، لم تتوقع أن ترتجف هكذا بقربه، ظنت بإقدامها على خطوة كتلك بأنها قوية ، لكن برودة أطرافها ورعشة جسدها تخبرها عكس ذلك ، يدها التى تفركها بارتباك ، تؤكد لها بأنها ليست بتلك القوة التي توقعتها ، هي أرادت لهذا اليوم أن يصبح مختلفا ، بداية حياة ، بداية جديدة ، بنكهة لا ينساها كلاهما ! ، أرادت بأن يصبح يوم ميلادها هو نفس اليوم الذي ستصبح فيه زوجة حقيقية لساهر ! .
طالما كان مراعيا معها ، لم يجبرها على شيء ، لم يُشعرها بهذه الجزئية الناقصة بحياتهما ، كونها لخوفها لم يستطع إتمام زواجهما ، لكن داخلها يخبرها بأن ما أقدمت عليه هو أفضل ما فعلت طيلة حياتها، نظرة الإطمئنان التي تراها بعين ساهر أخبرتها بأن ما فعلت هو الصواب .
اقترب ساهر أكثر فلم يعد يفصلهما شيء ، ولف يده خلف ظهرها ، فشهقت بخفة ، وعضت علي شفتيها خجلا ، ونبضات قلبها تعلو وتهبط حينما شعرت بيده ترتاح علي ظهرها ، فهمست في نفسها بخجل " ألم تجدي سوى هذا الثوب عاري الظهر ، غبية يا شهد "
ابتسم بتسلية وهو يشعر بها تكاد تنفجر خجلا ، يشعر بدقات قلبها تحتضن دقات قلبه ، وشفتاها التى زادت حمرتها من كثرة ما ضغطت عليها ، تأوه بخفة وكاد يخبرها أن تكف عن تلك الحركة حتى لا يُجن و يتذوقهما ، ولكنه أثرها في نفسه ! ، ثم قال بصوت مبحوح والموسيقي تداعب سمعهما " فلنرقص حبيبتي "
للحظة ظن بأنها لم تسمعه ، لكن نظرة عينيها الخجلة له ويدها التي ارتفعت تلامس صدره ، أخبرته بأنها سمعت ما قال .
شعرت وكأنها بكل خطوة وهو يراقصها بأنها تسير أكثر نحو سعادتها ، همس قرب أذنها بهدوء " هل ستظلين صامتة هكذا يا شهد ؟! "
ابتلعت ريقها بصعوبة وهمست بصوت لا يكاد يسمعه " ماذا سأقول ؟"
ضحك بخفة وأبعد تلك الخصلة التي تداري عينها عنه وقال ولا زالت خطواتهما متناغمة برقصتهما " تحدثي بأي شيء ، فقط أسمع نغمة صوتك حبيبتي "
ثم تابع وملامحه تزداد بشاشة " كل عام وأنتِ بخير حبيبتي "
ابتسمت برواق وأجابته " سلمت لي ساهر ، كل عام وأنت بقلبي وداخل روحي "
اقترب جانب وجهها وقال " لا حرمني الله منكِ حبيبتي "
وصمتت الموسيقى فتوقفت خطواتهما ليداعب ساهر جانب وجهها بأنامله وقال " لنحتفل حبيبتي بعيد ميلاد قلبينا !
**************
شعرت شهد وهي تطفأ الشمعات العشرون الموجودة على الكعكة ، بأنها تطفأ مع كل شمعة وجعا وتمحي ألما ، تحتفل بنجاة قلبها برفيق عُمر أهداه الله لها ، أغمضت عينيها تستعيد ذكرياتها السابقة فلم تجد إلا صورة ساهر تطفو بقلبها ، لم تجد أثر لشيء سواه ، لم تحس إلا بلمسة يده ليدها وهو متمسك بها ، تنهدت وهي تعتدل بوقفتها واتسعت ابتسامتها على وجهها وهى تراه أخذ يديها بين يداه وقَبل جبينها وقال بصوت رائق " دامت ابتسامتك وفرحتك ، كل عام وأنتِ بخير يا شهد " ثم دس يده بجيب بنطاله وأخرج علبة قطيفة صغيرة .
نظرت شهد للعلبة الموجودة بيده بدهشة ، بينما هو تبسم بتسلية وهو يفتح العلبة الصغيرة وأخرج منها قلادة ، ليقترب منها ويلبسها إياها ، شعرت بلسعة جميلة بجسدها فتوردت وجنتاها وصدرها يعلو ويهبط من صخب مشاعرها التى تجتاحها ، ابتعد بضع سنتيمترات وهو يرى القلادة تتراقص على صدرها تناديه بقُبلة مكانها، فتامسك قليلا وهو يراها تتمسك بها وتسأله باندهاش " متى أتيت بها ؟"
ضحك بخفة وقال غامزا وهو يشير لثوبها الذي خطفه " لستٍ فقط من نزل ليشتري أشياء فأنا أيضا فعلت ، أأعجبتكِ ؟ "
رفعت القلادة بيدها لمستوي نظرها ووجهها يتخضب حُمرة على وقع كلماته وقالت وهي ترى صورتهما محفورة داخل قلب بلون أزرق " هدية تخطف القلب ، كما فعل صاحبها "
أخذ يدها يقبل باطن كفها الأيمن ثم باطن كفها الآخر ونظر لها بمحبة وشوق وأسند جبينه على جبينها وقال بصوت متحشرج " رفقا بقلبي صغيرتي '"
سحبت نفسا عميقا وهي تشعر بقلبها ينتفض داخلها وأنفاسه تلفح وجهها فتضطرب أكثر وهمست متلعثمة بحروفها " و ماذا فعلت لك سيد ساهر ؟"
أبعد وجهه عنها بتمهل و داعب جانب وجنتها بأنامله وقال " بكل نظرة من عينيكِ وبكل همسة من بين شفتيك تزيدين دقات قلبي "
داعبت وجهها ابتسامة شقية وقالت " إذن فرفقا بقلبي أنت أيضا سيد ساهر "
ضمها لصدره ، يشعر بأن كل أحزان العالم ذهبت ، ولم يعد سوى فرحته بها ، سعادته وهو يراها اليوم معلنة بأنها تريد أن تكون زوجته حقيقة ولو لم تنطقها ! ، كيف لا يفهمها وهى حبيبة الروح والقلب وهو يشتاق لأن يغرق بها لكن داخله متردد ، لا زال خوفه لأجلها يوقفه .
رفع وجهها من على صدره وأراد أن ينطق بالكثير لكن الكلمات تقف بين شفتيه ولا يعلم من أين يبدأ ؟ ، كم يتمنى قربها ! وكم يخاف إقدامه على خطوة كتلك ، كل لحظة مرت بينهما الأيام السابقة كان يكفيه فقط قربها لكن للقلب حديث يتمنى أن يوشوشها به ويخبرها كم يطوق لعناق لا ينتهي ! ، وأن أمنيته بقربها لا تنهي ! ، لكن الحب عهد بالأمان وهو عاهد نفسه أن يجعلها أمنة مطمئنة ولا يجعلها تحس بأن أي شيء ينقصهما ولا وكأن داخله نار شوق لها تأكله ، ليجدها هي من تنتزعه من حيرته وهمست وعيناها تحتضن وجهه الحبيب " ساهر "
أجابها " قلب ساهر "
ولكنها لم تجيبه بشيء بل اقتربت من جانب وجهه وطبعت قبلة دافئة ،طالت للحظات ، وكأنها تخبره بها بحديث طويل وكلمات مبعثرة داخل قلبها كانت تتمنى قولها فخانتها حروفها فبثتها له بقُبلة ، ثم تراجعت بخفة مبتعدة ، لكنه لم يتركها تبتعد عنه بل قربها أكثر ليحس بها تسكن صدره ، ثم قضم شفتيها بتمهل وكأنه يعوض أوقاته التى مرت دون قربه منهما ، فشعرت بدفء قُبلته ، وأمان يجتاحها معه وگأنهما الآن كيان واحد ، ويشعر هو بهدوئها الذي تمناه كثيرا كلما تقرب منها ! .
حاوط خصرها وهو يشعر بها تكاد تقع وعيناها تخجل للنظر له ، فرفع وجهها لتنظر داخل عيناه وهمس بصوت مبحوح " أهكذا طعم الشهد كلما تذوقت منه أجده يزداد حلا ؟! " لم ينتظر ردها بل تابع قائلا " شهد أتدرين ما نحن مقبلين عليه ؟ ، متأكدة ….؟ "
رفعت عينيها له بقوة لم تعتقدها تمتلكها وقالت مقاطعة إياه ويدها ترتفع لترتاح على صدره " نعم أدري يا ساهر " صمتت لحظة وهى تراه ينتظر باقي كلامها لتتابع " أتعلم يا ساهر حينما أخذني أبي ، شعرت وقتها بأن هذا عقاب لي " وضع يده على فمها كي لا تكمل لكنها أزاحتها برفق وأكملت " حينها وجدتني أفقد نعمة كانت بين يدى ولم أحاول أن أحافظ عليها "
قال مقاطعا إياها " لكنه دون إرادتك "
ابتسمت بشحوب وقالت " نعم هو كذلك ، لكن الأمان الذي أشعر به بقربك كفيل بأن أرمي كل ألامي خلف ظهري يا ساهر ، أنا قررت أن ألقي بكل اوجاعي بتلك اللحظة التي احتضنتني بها ببيت المدعو عدنان ، حينها عاهدت ربي بأني لن أدعك تبتعد عني أبدا "
" ومن قال أني سأدعك تبتعدين أبدا عني " قالها متبسما ويده تداعب ذراعها
همست بخجل " دعوتي إلي الله دوما أن لا يحرمني وجودك قربي "
ضمها له برفق وقال هامسا " يا إلهي ، كم هي عطاياك غالية " ثم أخذها تحت ذراعه و مد يده يأخذ قطعة من الكعكة لتتذوقها من بين يديه وقال " يجب أن نذوق ما صنعت يداكِ " ثم مسح بيده بعض الشيكولاته على جانب شفتيها وقبلها بحنان فشعر بمذاق الشيكولاتة والشهد معا ! ، فزفر بحرارة وقال وهو يحملها بغتة بين ذراعيه " الآن حان وقت تذوق الشهد"
شهقت بخجل وتمسكت بعفوية بعنقه ودست رأسها في صدره ، تشعر بدفئه يحاوطها فأغمضت عينيها ، فانحني بخفة مقبلا عينها ، وهمس لها ببحة مميزة وهو يسير بها تجاه غرفتهما " قلت لكي لا تخبئي عيناكٍ عني ، دعيني أغرق "
أشار لها لتفتح الباب بيدها بينما هي لا تزال بين يديه ففتحته بابتسامة خجول ، ثم دخل للغرفة حاملا إياها وأنزلها برفق مطوقا إياها بين يديه واقترب جانب وجهها فشعرت بقشعريرة داخل جسدها وهي تحس بأنفاسه تغزو قلبها قبل جسدها وقال " مرحبا بك زوجتي الحبيبة "
أطرقت بوجهها أرضا ، وهي تشعر بوجنتيها تكاد تحترقان خجلا ، فكاد قلبه يخرج من بين أضلعه لذاك الجمال الذي زاد فوق جمالها ! .
رفع يده ليحرر خصلات شعرها لينسدل خلفها تاركا يداه تبعثره ، بينما شفتاه ذهبت تسلم على كل إنش بوجهها ، يتذوقها بتمهل ، وهمس جانب شفتيها قبل أن يعود لتذوقهما " أحبك يا شهد " ، وذهبا بعالم ليس به سواهما
*******
انتهى الفصل 🌹🌹💜💜🌹🌹يسعدني رأيكم 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 10:57 PM   #347

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 5 والزوار 17)
‏أمل يسري, ‏الذيذ ميمو, ‏منال سلامة, ‏asmaaasma, ‏سهى قيسيه


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 08:06 PM   #348

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداكِ حبيبتي ☺

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 08:16 PM   #349

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

الله الله ابدعتي 😍

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 08:38 PM   #350

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

جميل قلمك سلمتي ❤

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.