آخر 10 مشاركات
الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          78- الآمال الضائعة - فيوليت دينسبير - دار الكتاب العربي (الكاتـب : أناناسة - )           »          زهرة صباحية - آمى لورين - روايات ديانا - (حصرياً) (الكاتـب : Gege86 - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ولعشقها ضريبة-ج3من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          79 - أين المفر ؟ - لوسي جيلين - ع .ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-20, 01:18 AM   #91

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي


اللهم بارك لنا في رمضان وبلغنا ليلة القدر

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-20, 08:55 PM   #92

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر
( لقلبي أنصتِ)
.................................................. ..
أحبكِ ولكن ...
لا تعاتبي
ودعِ اللوم ...
ولقلبي أنصتِ
يمر الوقت ...
وأنتِ كما أنتِ
لطبعي وعقلي..
دومًا تجهلي
أريد الوصل..
وأتوق للحْنِهِ
أتيت إليكِ ...
والشوق في عيني
لكنكِ أبيتِ..
إلا أن تبعدي
ولِما يضيرك
تتذكري
ونسيتي أنني رجل
شروطك عليّ
لن تنطلي
وهل في الحب
قيود للأسر ؟
أم في العشق
أوامر بالهجر ؟
..........................................
الرغبة بجعل النفس محط أنظار الجميع ليس قاصر على جنس بعينه وإنما هو حاجة بشرية لتعويض النقص الراسخ بين جنباتها ... ويبقى السؤال الأهم من سيتمكن من تجاوز تلك الرغبة بسلام ؟
استقل سيارته ولا يعلم أين ستكون وجهته , لا يريد الذهاب إلى المقهى القريب بعد أن رآه هيثم مع شمس , ظلّ يتجول في الشوارع , يفكر بما حدث , هل كان عليه أن يسمعها ؟ هل هي تمادت لتملي عليه شروطها قبل أن يمسها ؟ حدث نفسه قائلًا :
ــ أنا رجل لابد أن تتمنى قربي , لا تملي علي شروط ...هه قال نتعاتب قال ! لقد فقدت عقلها وتظن ثقافتها ستجذبني نحوها ، رن هاتفه , تخلله التوتر ما إن رأى الاسم , لكنه بالنهاية ردّ :
ــ أهلًا أنسة شمس .
ردت عليه بحنو :
ــ كيف حالك يا آدم ؟
قال ممتعضًاً :
ــ ألا تظنين أن الوقت متأخر لمهاتفتي في تلك الساعة المتأخرة ؟
ازدردت ريقها قائلة :
ــ أنا آسفة , لكن وددت أاا .
زفر قائلًا :
ــ أنا اسمعك .
ــ وددّت أن أعلم سبب رفضك للقدوم لحفلة ذكرى مولدي ... قالتها وهي ترجوه أن يعدل عن قراره .
تأفف قائلًا :
ــلقد قلت لكِ مسبقًا , عندي موعد هام .
سألته بنوعٍ من اللوم :
ــ لماذا تغيرت معي ؟
ضحك ساخرًا :
ــ ليس هناك شيء يجمعنا لأتغير , آنسة شمس .
ــ ولكن ... قبل أن تكمل قاطعها قائلًا :
ــ أنا رجل متزوج و لديّ طفلة , أظنّك تعلمين ؟
ــ بلى ؛ أعلم ... لكنني عهدتك أكثر لطفًا , أنت أحد أسباب السعادة لي في الشركة , صدقني .
كانت لجملتها الأخيرة وقع مختلف على نفس آدم , شعر بالارتياح و الغرور لأن هناك أنثى غير أمنية تسعى إليه , حدثه عقله قائلًا :
ــ بربك , أليس هذا أجمل شعور ؟
حدثها بلين قائلًا :
ــ صدقيني مشغول , ولولم أكن كذلك لكنتُ حضرت .... تابع ضاحكًا :
ــ من يفوت فرصة كهذه ؟
ضحكت شمس ملئ فيها وكأن ما قاله أعلن إذعانه لرغبتها , قالت :
ــ ما قلته كفيل بقلب حال ليلتي رأسًا على عقب .
ــ حقًا ؟ ... سألها بحماس
تتابعت ضحكاتها التي سلبت لبّه , ثم قالت :
ــ بالطبع ياعزيزي , كان يومي بائسًا بعد ما حدث في الصباح , لكن كونك عدت كما كنت فذلك يسعدني كثيرًا ... نتحنحت متابعة : أنتَ لي أكثر من صديق .
ــ يشرفني أن أكون كذلك ... قالها وقلبه يتراقص من فرحته بأنه محط اهتمام إحداهن , من ترنو له بدون شروط , تسعى له , تهتم لأمره ... آه من ذلك الشعور الذي يدغدغ المشاعر ويقلب حال صاحبه رأسًا على عقب , فيضيع على أثره أي تقدم يمكن إحرازه لإصلاح تلك الشخصية .
.........................................
عندما تتحطم القلوب , تُنهك الأرواح , كل ماعلينا فعله حينها هو البحث عن ذاك القلب الذي لن يمل سماعنا ولن يفتر تقفي أخبارنا للإطمئنان علينا , وهل هناك أفضل من ذلك ؟
وجدته أخيرًا على الكمود , أخذته بيدها المرتعشة ثم ضغطت الرقم وانتظرت الرد , مرت الثواني وكأنها ساعات , حتى ردت أخيرًا ومع ذلك صمتت عوضًا عن إجابتها , فبادرتها سحر :
ــ أمنية , هل أنتِ بخير ؟
أخذت تنظر لنفسها عبر زجاج النافذة المطلة على الشرفة , وما إن تذكرت كيف نحى آدم يديها بعيدًا عنه وغادر البيت في تلك الساعة , انفجرت باكية , قالت وسط شهقاتها :
ــ لقد أصبحت رخيصة حد الإمتهان ... استكملت نحيبها .
ــ اهدئي حبيبتي لأتمكن من سماعك , ما الذي حدث ؟... سألتها سحر بشيء من القلق .. قصّت عليها أمنية ماحدث , ختمت حديثها قائلة :
ــ ليتني لم اتبع مانصحتني به .
ــ لكنكِ بالفعل لم تعملي بنصائحي ... قالتها سحر فتوقفت أمنية عن البكاء سائلة :
ــ ماذا ؟
تنهدت سحر قائلة :
ــ لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعتاب يا حبيبتي .
عادت أمنية لبكائها قائلة :
ــ أنتِ كذلك يا سحر تلومينني على العتاب .
ــ اهدئي , أرجوكِ ... قالتها سحر منزعجة مما حدث لصديقتها ...
ــ يريد زوجة جميلة بلا شعور , لا عتاب , لا نقاش , لا اعتراض .. تابعت أمنية وسط نهنهاتها :
ــ أنا أكره الزواج , أكرهه و أكره نفسي الضعيفة التي لم تظهر إلا هنا ...
ــ لأجل خاطري اهدأي ... تابعت سحر قائلة :
ــ لا يفهم معظم الرجال لغة العتاب , يظنونها كآبة .. لذلك غضب منك زوجك .
ــ وماذا عنّي ؟ ألا يحق لي أن أغضب ؟ سألتها أمنية , ثم تابعت :
ــ لقد انتظرت أن يصالحني لكنه لم يفعل .
ــبلى ؛ فعل ... قالت سحر فتوقفت أمنية عن البكاء قائلة :
ــ لا , لم يفعل .
سألتها سحر :
ــ ألم يمدحك , ويطلب قربك ؟
أجابت أمنية : بلى , فاستطردت سحر :
ــ هذا هو أسلوبه في التصالح لكنكِ صددتيه بعتابك .
تلعثمت أمنية قائلة :
ــ ومتى سيعلم أنه أخطأ في حقي ؟
ضحكت سحر قائلة :
ــ تتقبلي صلحه أولًا , ولتعلمي أنه لا يوجد رخص أو إمتهان بين الزوج وزوجته .
صمتت أمنية هنيهة ثم قالت :
ــ إنه عنيد وصعب المراس , لقد أخطأت بالزواج منه .
ــ لا تقولي ذلك , هو نصيبك واختيار الله لكِ ... تابعت سحر قائلة : تذكري ريم التي لابد أن تحيا بوئام بينكما , هي الآن صغيرة لكنها ستكبر وتفهم كل شيء.
ــ لقد تعبت من كثرة التفكير بكيفية التعامل معه , هل هو يفعل ذلك ؟ قالتها أمنية بشيء من الألم .
ــ لعله يفعل , لكنكِ لا تعلمين .... تابعت سحر :
ــ وهن علاقتكما نَجم عن قصوركما أنتما الإثنين , هو أخطأ لكنك أيضًا مخطئة , اعذريني ان قلت ذلك , لابد من التدرج في إصلاحه .
زفرت أمنية بضيق قائلة :
ــ أخشى أن يكون على علاقة بغيري .. لقد سمعته يقول : شمس .
سألتها سحر بخبث :
ــ هل تغارين عليه ؟
ردت أمنية بامتعاض :
ــ مزاجي لا يسمح بالمزاح ... ردت سحر :
ــ لكنني لا أمزح , صدقيني ، أنتِ تحبيه يا رفيقتي , بخصوص شمس فهو يحتمل أن يكون اسم رجل , لعله زميله بالعمل أو صديقه .
توترت عندما سمعت دوران المفتاح في الباب , فأنهت المكالمة , ظلت واقفة تنظر من نافذة الشرفة , عندما وَلج آدم و رأها واقفة ممسكة الهاتف , ظنّ أنها حاولت مهاتفته بنفس الوقت الذي هاتفته فيه شمس , شعر بالحرج حيال ذلك , ازدرد ريقه , سألها :
ــ لماذا تقفين هكذا ؟
لم ترد عليه , فاقترب منها و أمسك كتفيها لتستدير له وما إن فعلت , سألها :
ــ لماذا تبكين ؟ ... تابع وهو ينظر لعينيها الدامعة وقد رق لحالها كثيرًا :
ــ أولستِ من أراد ذلك ؟
هزت رأسها نافية , فقطب جبينه و ابتسم قائلًا :
ــ لم تفسدي الليلة فقط , بل فعلت أيضًا بمساحيق وجهك التي اختلطت بدموعك.
ضحكت أمنية , فأخرج من جيبه منديلًا ورقيًا , وقام بمسح وجهها , ثم قال :
ــ تعلمين ! تبدين أجمل بدونها.
ــ حقًا ؟ سألته أمنية وهي تنظر لعينيه , فأومأ بنعم , غمرتها السعادة لاستئناف صلحه مجددًا , سألته بدلال :
ــ هل تحبني يا آدم ؟ ... أومأ برأسه موافقًا .
أشارت بلا وقالت :
ــ قُلها .
ضحك قائلًا : أحبكِ .
هزّت رأسها نافية ثم قالت : أرفقها باسمي الذي تأبى نطقه .
ــ أحبك يا أمنية ... قالها ثم غمرها بدفئه وقد شدّ وثاقه حولها ليغرقها بعناق لخص معنى العشق بين دفاته وقد استسلمت له مستشعرة صدق تلك النبضات التي تطرق صدره هاتفة باسمها .
.................................................. ......
مهما حاولنا تناسي ذكريات موجعة جمعتنا بأحدهم سيأتي من سلالته من يعيد الماضي بحذافيره ليذكرنا أن الأيام دول تسلم الأدوار من الأباء للأبناء ...
تنفس الصبح , ناثرًا أشعة الشمس الذهبية في كل مكان , ليعلن ميلاد يوم جديد مليء بالحكايا و الأحداث التي ستنفرج عن الغيب لتقتسم جزءًاً من حياة أصحابها .
كانت واقفة أمام المزينة تدندن بأغنيتها المفضلة , تضع الحمرة كخطوة أخيرة لإنهاء رسم مكايجها , رتبت هندامها ثم التقتطت حقيبتها وخرجت من الغرفة باتجاه المطبخ لتشرب عصير قبل الذهاب للشركة , كانت رنا قد خرجت لتوها من دورة المياه وماء الوضوء يقطر من وجهها , نظرت لشمس قائلة :
ــ سبحان مغير الأحوال .
رفعت شمس أحد حاجبيها قائلة :
ــ لا تعكري صفو مزاجي يا رنا .
مطت رنا شفتيها قائلة :
ــ لقد أصبحت حياتنا معكِ رهن مزاجك يا شمس ... أشاحت شمس بيدها وذهبت لتحضر كوب العصير , فوجدت والدتها تعد الفطور , صبّحت عليها لكنها لم ترد , بل تركت ماكانت تعده وخرجت من المطبخ , امتعضت شمس وحدثت نفسها قائلة : ــ حتى أنتِ ياسعاد ! هل اتفقتما عليّ ؟
انشغلت سعاد بترتيب البيت , لكن شمس اتجهت نحوها و وقفت أمامها , فأشاحت سعاد بوجهها وتأففت قائلة :
ــ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
عقدت شمس مابين حاجبيها قائلة :
ــ هل رأيتِ شيطان لتقولي ذلك ؟ ... لم ترد سعاد وتابعت ماكانت تفعله .
انتهت رنا من صلاتها واتجهت نحو شمس معاتبة :
ــ ما الذي تريدينه يا شمس ؟ ألا يكفيكِ ما فعلتيه بالأمس ؟
ــ أنا المخطئة لأنني أحاول مصالحتها ... تابعت بصوت أعلى :
ــ هل هكذا تتقبل اعتذاري ؟
قلّبت رنا كفيها سائلة :
ــ وأين ذلك الاعتذار ؟ تابعت وهي تشير نحوها : لم تكلفي نفسك عناء نطقه حتى .
ــ لعلّها تريد منّي شيئًا ... قالتها سعاد وهي ترتب وسائد الأريكة .
غمزت شمس قائلة :
ــ يعجبني ذكائك يا سعاد ... تنحنحت متابعة : تعلمين أن ذكرى مولدي اليوم و ... قاطعتها رنا قائلة :
ــ هل تقبلين على نفسك ما قلتيه لأمي بالأمس ؟ كيف تجرؤين على طلب مساعدتها بعد ما فعلتيه ؟
اتجهت شمس لسعاد و قبّلت جبينها ثم أمسكت كفها راجية :
ــ ألن تسامحيني ؟ ... تابعت وهي تبتسم : أنا أعلم أن قلبك طيب و ستسامحي .
كانت سعاد واقفة أمامها بوجوم , في حيرة من أمر ابنتها التي تتقلب أحوالها بين جنبات الليل والنهار , أعادتها الذاكرة لسنوات خالية حينما كان يفعل والدها ذلك , يغضب , يهين ويضرب ثم يعود وكأن شيئًا لم يكن , فقط عندما يحتاج منها شيئًا ... وهاهي شمس تعيد ماضٍ حاولت سعاد نسيانه بل إخفاؤه من ذاكرتها لكن أنّى له ذلك في وجود ابنة أبيها .
.................................................. ..........
لقاء الأحباب أروع ما تقدمه الحياة , لكن ماذا عمن تلاقت بشقيق لخّص معاني الإخلاص في شخصه ليخبرها أن الأخوة أسمى معاني الحب ؟ ...
انتهت من التسوق حاملة الأكياس , رنّ هاتفها ليعلن انتظار مازن لها , خرجت من المتجر , تنظر يمنة ويسرة حتى وجدت سيارته , ما إن رآها تحمل الأكياس حتى ترجل من السيارة صوبها ليساعدها ...
ــ تبدين سعيدة اليوم ؟ سألها مازن وهو يبتسم .
ردت عليه أمنية والبسمة على شفتيها :
ــ وأنت كذلك .
ــ ليتكِ أحضرتِ ريم , فقد اشتقت لها .. قالها مازن وهو يصف الأكياس بصندوق السيارة .
ردت عليه أمنية :
ــ وهي أيضًا اشتاقت لكَ , لكنني تركتها مع جدتها لأتمكن من التسوق .
ــ من قال أن التسوق يغير نفسية المرأة .. صادق لا محالة ... قالها وهو يستأنف القيادة .
ضحكت أمنية ومازحته :
ــ من قال ذلك ؟
حكّ مازن رأسه قائلًا :
ــ لا أعلم ؛ فليكن أنا , أولست مهمًا في هذه البلد ؟
ــ بلى ؛ أنتَ الأهم على الإطلاق ... تابعت وهي تربت على كتفه :
ــ حان وقت فتح التحقيق ، قل لي أين كنت ؟ ولماذا ؟ وقبل ذلك عليك أن تحكي لي سر سعادتك اليوم .
أشار بيده قائلًا :
ــ على رسلك , لعلكِ تتابعين كونان مع ريم ؟
ضحكت أمنية على مزحته , فبادرها قائلًا :
ــ لقد كان لديّ موعد في أكاديمية الفنون الجميلة القاطنة على بعد عدة أمتار من هنا ... لقد لخصت إجابات أسئلتك في تلك الجملة ...
ضيّقت أمنية عينيها قائلة :
ــ هل تمزح معي ؟
ضحك مازن قائلًا :
ــ لقد توقعت ردة فعلك تلك ... استكمل وهو يتابع الطريق :
ــ لقد قمت بثورة سلمية بالأمس .
قطبت أمنية جبينها قائلة :
ــ لِما كل ذلك ؟ في جميع الأحوال لن يحدث تعارض بين الدراستين .
قال مازن وهو ينظر أمامه صوب الطريق :
ــ أعلم ذلك , لكنني أردت التمرد لأرى ما الذي يمكنهما فعله بعدما أخبرتني أمي بالأمس عن نيّة أبي بعمل بيت كبير ننتقل إليه لأتزوج معهما .
اتسعت حدقتا أمنية في عدم تصديق قائلة :
ــ لا ؛أنا أحب بيتنا كثيرًا , أرجوك أطلب من أبي يعدل عن قراره .
ــ حدث بالفعل , لا تقلقي ... تابع وهو يشير بيده : عقد أبي معي صفقة رائعة , وعدني بعمل مرسم و معرض لي , بالإضافة لمساعدته بالشركة , الحوار مع أبي مثمر يا أمنية لكن مشكلته الإنشغال .
غمزت له أمنية مازحة :
ــ وأين ستعيش حال زواجك ؟
ضحك مازن قائلًا :
ــ سيشتري أبي لي شقة مميزة بإحدى الأحياء الراقية .
ابتسمت له أمنية قائلة :
ــ هنيئًا لك , لقد وجدت أخيرًا الطريق المفضي للسعادة , سعدت لك كثيرًا .
التفت لها مازن سائلًا :
ــ الحمد لله , لكن ماذا عنكِ , هل وجدته ؟ أم لازلتِ تبحثين عنه ؟
ازدردت ريقها , ولم ترد فبادرها :
ــ ألا تودين العمل بالشركة أيضًا ؟
زمّت عينيها قائلة :
ــ ولماذا أفعل ذلك ؟
ــ لحماية مالك , كما قال أبي أمس ... تابع : فهو يتمنى ذلك .
ــ لا أريد , كما أن آدم لن يوافق .... استكملت قائلة :
ــ بصراحة أنا أتمنى المضي قدمًا في الدراسات العليا .
ــ ومالذي تنتظرينه ؟ ... تابع محفزًا إياها : كلنا سندعمك , لكن قومي بأول خطوة .
ــ لا حرمني الله منكم ... قالتها ثم نظرت للأبنية العالية بالحي من نافذة السيارة و قالت :
ــ لقد أخذنا الكلام ونسيت إخبارك بوجهتي , وها نحن اقتربنا منها كثيرًا , أشارت بسبابتها قائلة :
ــ بعد شارعين من تلك البناية .
ــ لمن سنذهب ؟ تابع ضاحكًا : لا يُعقل أن أكون سائقكِ الخاص ولا أعلم إلى أين ؟ و إلى من سأذهب ؟
ضحكت قائلة :
ــ سأخبرك , لكن لا تقلل مما أود فعله ... أومأ برأسه قائلاً :
ــ لكِ ذلك .
استطردت قائلة :
ــ جئت لمساعدة امرأة فقيرة , تعمل بخدمة البيوت , كنت قد وعدتها بالقدوم لأجلها , وسأفعل كلما سنحت لي الفرصة بإذن الله .
ابتسم مازن قائلًا :
ــ وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه , فلتسمحي لي بمرافقتك في كل مرة تأتين لها ... توقف عندما أشارت له أمنية , قام بصف السيارة ثم ترجلا حيث ستكون وجهتهما .
.................................................. .....
لكل منّا طاقة لتحمّل الصعوبات , لكن ماذا إن كانت الصعوبة قَدَر تمثل في زوجة تأبى أن تعترف بالخطأ وترفض سماعه ؟ هل حينها ستتسع طاقتنا لتحمل المزيد في صمت ؟ أم سنتمكن من البوح والتمرد ؟
قامت من نومها , لم تجده , خرجت من الغرفة باتجاه غرفة ولديها , فوجدته يقوم بمساعدة الولدين على ارتداء ملابسهما , وقفت أمام باب الغرفة , فركت عينيها ثم رمقته بنظراتها تسأله :
ــ ماذا تفعل ؟
ــ كما ترين ؛ أجهزهما للخروج معي ... قالها وهو يتلاشى النظر لها
تأفّفت قائلة :
ــ وأين ستذهبون ؟
قال :
ــ إلى أمي .
أشاحت بيدها و عقدت جبينها قائلة :
ــ اذهب وحدك , هل جننت لتأخذهما بدون علمي ... تابعت وقد ارتفع صوتها :
ــ ماذا لو لم أكن استيقظت الأن ؟
ــ كنت سأذهب إليكِ و أوقظكِ لأخبركِ بنفسي .... تابع هو يمط شفتيه :
ــ ظَننتكِ ستقولين سآتي معكم .
صرخت قائلة :
ــ ألن ينتهي فيلم الكآبة هذا مذ بدأ من الأمس , ما الذي جرى لك ؟
زفر محمود بضيق قائلًا :
ــ اخفضي صوتك عندما تتحدثين معي .... وقف بعدما انتهى من تجهيز ولديه ثم قال : فيلمك بدأ منذ الأمس ؛ أما معي بدأ مذ تزوجتك .
صفقت بيديها ثم قلبتهما قائلة بصوتٍ عالٍ :
ــ لم أضربكَ على يديك لتفعلها , هل كنت نائم حينها ؟
ــ لم تكوني هكذا ... تابع وهوينظر لعينيها : لقد أحببت نور الطيبة التي ماتت طيبتها بعد زواج أخي من امرأة طيبة وتفاقم الوضع بعد زواج أختكِ من طبيب ثري , أسعى جاهدًا لتحقيق متطلباتك بكل حب لكنّكِ تأبين رؤيته , الحياة بالنسبة لكِ تلخصت في وجود المال أو بالأحرى ما تملكه أختكِ و غيرها ممن تنظرين إليهن , أليس كذلك ؟
ــ ما الذي تهذي به أيها المجنون ؟ ... قالتها وقد اتسعت حدقتاها وانتفضت بها خطوط دقيقة بلون الدماء ، أشار بيده لتهدأ ثم قال :
ــ كلما أردّت التحدث تسكتيني هكذا , لكنّه لن يغير من الواقع شيء صدقيني .
صمتت لأنّه أوقظ الحقيقة التي حاولت جاهدة توريتها , ومع ذلك ظلّت غافلة كل هذه المدة ولا تعلم بأنه كشف أمرها وكانت الحقيقة واضحة كما الشمس أمام عينيه .
قطع صمتها قائلاً :
ــ ألن تغيري رأيك يا نور وتأتي معنا ؟
هتفت به قائلة :
ــ اتركني وحدي طالما خططت وحدك .
ــ مالذي فعلته أمي لكِ لتمتنعي عن زيارتها ؟ ... قالها وهو يقلب ذراعيه.
أشارت بيديها قائلة :
ــ تحب سلفتي أكثر منّي , رغم أنها لم تُرزق الذكور مثلي .
هزّ محمود رأسه نافيًا ثم قال :
ــ هل فعلتِ كما فعلت هي ؟ ..زوجة أخي التي لطالما ناديتها بأم البنات , تحب أمي و تقوم على رعايتها دون تذمر أو تململ ولم يضغط عليها أخي , تعيش معها معيشة واحدة لضيق حال أخي ورغم ذلك لا تشتكي .. تابع وهو يشير نحوها بسبابته : وافقت على البعد عن أمي طامعًا في أن تتغيري وتحاولي إصلاح علاقتكِ بها , علّ البعد يكسبكِ الحنين , لتعلمي أن أمي لا تطمع في خدمتك لها وكل ماتريده منك وجه بشوش وبضع زيارات تشعرها أنها على بالك , لكنّه لم يحدث , إلى متى سأتحمل ؟ ... جاء "عليّ" وشدّ أبيه من ساقه قائلًا :
ــ ألن نذهب يا أبي ؟ بينما كان "عمر" يتابع ذلك الحوار بإنصات كي يقوم عقله بترجمته بشكل عملي حالما يكبر .
قال ما لديه و أخذ الولدين ثم غادر البيت بعدما صفق الباب خلفه , تاركًا إياها تنظر حولها , تقلب ماقاله في رأسها , تتأرجح كلماته في رأسها فتمزق نفسها إربًا , شعرت بأن الأرض تدور بها فاتجهت نحو أقرب كرسي , صدمتها فيه كانت كبيرة , لم تكن تتوقع أن ذلك المطيع يمكن أن يتمرد أو ينطق بما يَضِيْرَه حدثت نفسها قائلة :
ــ هذا أخر مايقوى عليه , الكلام الذي لاقيمة له ، تذكرت حماتها قائلة :
ــ ليس هناك غيرها أمه اللئيمة التي أفسدته عليّ في الهاتف وستكمل دورها بلقاءه اليوم .
.................................................. ......
إفشاء الخطايا أصعب من صنيعها , لأنها ستزلزل صورة من قام بها في عيون مريديه , هذا إن تم نقلها لمريديه , لكن ماذا لو انتقلت لحاقديه ؟ أليس هذا الأسوء على الإطلاق ؟
استقل أيمن سيارته , متجهًا نحو جهاز مدينة القاهرة الجديدة لشراء كراسة الشروط الخاصة بقطعة الأرض , وما إن وصل حتى ترجل نحو الداخل , ليجد عددًا لا بأس به ممن يرغبون في ابتياع الكراسة , اتخذ ركن قَصِيّ حتى يأتي دوره لكنّه وجد هناك من يبتسم له , اتجه نحوه ليسلم عليه .
ــ أهلًا أهلًا ... كيف حالكَ يا أيمن ؟ قالها هيثم وهو يبتسم ، صافحه أيمن قائلًا :
ــ بخير , ماذا عنّكَ ؟
ــ الحمد لله .. تابع هيثم : لقد طالت غيبتك يا رجل .
هزّ أيمن رأسه موافقًا ثم قال : لم تطل كثيرًا ؛ فقد عدّت منذ شهرين .
هزّ هيثم رأسه ثم قال :
ــ حمد لله على سلامتك , لكن فترة غربتك ليست كافية لجمع مال تلك الأرض !
ضحك أيمن قائلاً :
ــ ليست لي ؛ إنها لخالي , فقد استأنفت العمل معه بالشركة , لم أحب الاغتراب أبدًا
ــ امممم , وفقك الله , لطالما عهدناك بالطيبة مذ كنا معًا بالدراسة.. تابع هيثم سائلًا: ــ وكيف حال خالك ؟
ــ بخير الحمد لله ... استكمل أيمن وكأنّه تذكر شيء : لقد جئتَ على بالي بالأمس .
ضيّق هيثم عينيه قائلاً :
ــ خيرًا !
ــ كل خير , ضَحِكَ أيمن متابعًا :
ــ كيف تستمتع بوقتك هذه الأيام ؟
فهم هيثم مايرمي إليه أيمن , تخلّله الغضب من كلماته , قال له :
ــ لا تتقمص دور الشريف كي لا يحدث معك كماحدث لصهرك .
قطب أيمن جبينه سائلًا :
ــ من تقصد ؟
مط هيثم شفتيه قائلًا :
ــ آدم جابر .
انتبهت حواس أيمن عندما سمع الاسم , فسأله بفضول :
ــ ماذا حدث ؟
أشار هيثم بيده قائلًا :
ــ أوووه , لقد حدث الكثير أيّها الطّيّب لكنّك بعيدًا عنًا ... قصّ عليه ماحدث وأيمن منصت له باهتمام , لا يود أن يفوت أي جزء من تفاصيل مارآه هيثم , قلبه يتراقص و روحه انتشت بالفرحة , فقد وقع "آدم" أخيرًا تحت أنيابه .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-20, 08:59 PM   #93

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشر
( وعد)
........................................
أباري الكون بهواكَ
فقلبي لم يعشق إلاكَ
أغار عليكَ من أنفاس
تُزيد حلاها شفتاكَ
وأخشى عليكَ من طيفٍ
تلتقي بها عيناك
أغار عليكَ من نسمة
تداعبها يمناكَ
أكاد أموت من خوفي
إن غبت عنّي ... فيجافيني سناكَ
يذوب حنيني من الوجدِ
إن لاحت بالأفق
من ترنو لدنياكَ
وأعلم أنك تعشقني
وتحيا بقربي هَنَاكَ
لكنني حقاً أغار
فقلبي لم يعشق سواكَ
.........................................
طالما وُجد الحب , وُجدت الغيرة ... تلك الغيرة المحمودة التي تشعل لهيب العشق كل آن , لكن الحذر كل الحذر أن تتحول إلى شك , يستوطن القلب فيصبح الهجر عنوانه ...
على مائدة الإفطار كانت تنظر له بعينيها التي تقول الكثير , لم تأكل أي شيء , قطع صمتها قائلًا :
ــ لم تأكلي شيئًا ! هل ستكتفي بالنظر لي هكذا ؟ لم ترد فاستكمل حديثه :
ــ هل عليّ أن أُخَمّن سبب حزنك ؟
أشاحت ببصرها بعيدًا عنه ثم أسندت وجهها على خدها , فزفر قائلًا :
ــ أووه , يبدو أن الموضوع كبير ويستحق كل هذا .. قام من مكانه وذهب ليجلس قربها ثم قال :
ــ أخبريني ما الأمر ؟
تنهدت قائلة :
ــ أنت تعلم كل شيء .
قطب جبينه قائلًا :
ــ صدقيني لا أعلم ... أشار بيديه متابعًا :
ــ لماذا إذن أسألك ؟
أشاحت بوجهها و تتابعت أنفاسها , فنظر لساعة الحائط ثم قال :
ــ هيا أخبريني , تعلمينّ وقتي ضيق .
التفتت له وعينيها مَلأى بالدموع ثم قالت :
ــ وقتكَ ضيّق , أم مشتاق للقياها ؟
ضيّق عينيه قائلًا :
ــ لقياها ؟
انهمرت من عينيها العبرات رغمًا عنها , مسحت عينيها قائلة :
ــ نعم تلك الطبيبة التي تم تعيينها حديثًا بالمشفى .
حكّ رأسه ثم ضحك قائلًا :
ــ تقصدين دكتورة أريج ؟
نظرت له بطرف عينيها قائلة :
ــ ما الذي يستدعي الضحك فيما أقول ؟
ــ أنا أسف ؛ لكنّني أظنّك تبالغين في ردة فعلك التي لا أعلم سببها .... تابع وهو ينظر لقسمات وجهها الجادة :
ــ ما الذي فعلته لتقولي هذا ؟ أنتِ لم ترينها حتى لتحكمي علينا .
ــ بل رأيتها من خلال متابعتها لك عبر مواقع التواصل الإجتماعي و تعليقاتها على منشوراتك بالقلوب و الورود ... قالتها بغضب , عندما تذكرت ما رأته عبر مواقع التواصل , تألم قلبها وكأن هناك وخز يدميه فهي تحبه بجنون وتغار عليه .
ابتسم كامل عندما سبر أغوار روحها وعلم قدره بقلبها , فقال :
ــ هل هذه غيرة ؟ أم شك ؟
ــ ولِما أغار منها ؟ سألته دينا , فأعاد سؤاله عليها رغم أنه يعلم الإجابة :
ــ تغارين عليّ ؟ أم تشكين بي ؟
رفعت أحد حاجبيها قائلة :
ــ لا تغير مسار الموضوع , من فضلك ، نظر لعينيها ثم قال :
ــ لم أغيّره , لابد أن تعلمي أن غيرتك عليّ تسعدني , لكنّها قد تنقلب إلى شك حينها ستنقلب حياتنا رأسًا على عقب , فهي كفيرس قاتل حينما يجد طريقه لقلبك سيقطع كل أواصر العشق التي بيننا .
ازدردت ريقها قائلة بصوت خفيض :
ــ تعلم أنني أثق بكَ كثيرًا لكنّني لا أثق بها ولا أعلم نيّتها , كما أنها تمادت كثيرًا بملاحقتك عبر مواقع التواصل .
صمت هنيهة ثم قال :
ــ وهل وجدتِ منّي إستجابة لتعليقاتها ؟ لم ترد فتابع : أم أن مواقع التواصل كافية لتعلمي ما أفعله ؟ اتسعت حدقتاها ثم قالت :
ــ ماذا تقصد؟ كاد قلبها ينخلع بعدما قال جملته الأخيرة ،أشار بيديه لتهدأ ثم قال :
ــ أقصد أن صاحبة التعليقات بنفسها أمامي طوال اليوم , وبإمكاني أن أحقق لها ماتسعى له بالمشفى , لكنّني لست كذلك , وقد حدث نفس الأمر منذ عامين ؟
ــ أيّ أمر؟ سألته دينا بشيء من الإهتمام .
ــ تقربت إليَّ إحداهنّ.... تنحنح متابعًا :
ــ وقالتها بصراحة : " أنا أحبك ولا يفرق معي أن أكون زوجة ثانية " .
ثارت دينا وانتفضت قائلة :
ــولماذا لم تخبرني حينها ؟ كيف جروأت على قول هذا الكلام تلك المخادعة ؟ استكملت وهي تصرخ : وماذا كان ردك ؟
تنهد قائلًا :
ــ قلتُ لها بالحرف الواحد :" أنا رجل يعشق زوجته ولا يرى سواها , وسأظل هكذا حتى أفنى " .
صمتت دينا هُنَيْهة تستوعب ردّه , شعرت بالسعادة والإمتنان لكن ضميرها أنبها لطريقتها الفظّة معه في الحديث , نظرت للأرض وقالت :
ــ أنا أسفة , لم أكن أقصد التحدث هكذا , لكنني أغار عليك كثيرًا .
ــ وأنا أحب ذلك , لكن احذري أن تتحول لشك .... قالها ثم وقف ومد يده لها لتقوم حيث سيقلها في طريقه إلى عملها ، وقفت أمامه ثم قالت :
ــ ألست غاضب مني ؟ .. هزّ رأسه نافيًا ... فارتمت في أحضانه وقالت :
ــ أنا أحبك كثيرًا .. تابعت وهو يربت على رأسها بحب : لا حرمني الله منك. قاطعهما طرقات أم حمدي على الباب الخارجي فقد أتت لتجالس" جنى " حال غيابهما .
.................................................. .............
مهما تمكن الشر من القلوب , ستظل غريزة الأمومة في الركن القَصِي محاطة بسياج الأمان كي لا يتعكر صفو طبيعتها , فإن ضلت صاحبتها الطريق لن تحيد هي عنه ...
كانت تتابع ذلك المشهد بكل حواسها , لكن توقف بثّه من أجل فاصل إعلاني , أخذت تسب التلفاز قائلة :
ــ كان على وشك إفشاء سرها , أيّها اللعين ... تذكرت نور , فجالت ببصرها هنا وهناك حتى وجدت الهاتف ،ردّت عليها والحزن يتخلل صوتها :
ــ أهلًا أمي .
ــ ما بال صوتكِ يا ابنتي ؟ سألتها زينب بشيء من القلق .
ــ تشاجرت مع محمود ... ردت نور وهي منزعجة .
سألتها زينب مستنكرة :
ــولماذا مازلت عندك ؟ ألن تأتي ؟
زفرت نور قائلة :
ــ لا ؛ يكفي ما لاقيت أمس من اللّئيمة القاطنة معكم , ولم يأتي أحد بحقي .
ــ أخاكِ أتى بحقك وضربها ... تصنعت الفخر وهي تقول ذلك .
ــ حقًا ؟! سألتها نور في عدم تصديق وقد اعتدل مزاجها أخيرًا و طرقت السعادة بابها ، ضحكت زينب قائلة :
ــ تعالي بسرعة قبل أن تعود وسأخبرك بكل شيء .
ــ وأين ذهبت تلك الحمقاء ؟ ... سألتها نور .
ــ ذهبت للتسوق وتركت ريم هنا , هاهي تلعب بالمكعبات ... تابعت محفزة إياها : ــ هيا تعالي أنتِ و الولدين ؛ أنا في انتظاركم .
تنهدت نور قائلة :
ــ ليسا هنا ؛ لقد خرجا مع أبيهما لزيارة أمه , وكان يريد مني مرافقتهم لكن مزاجي لم يسمح لذا تشاجرنا .
ــ لعلّها تحتَضِر يا نور ... تابعت زينب لائمة : كان عليكِ مرافقته .
ضحكت نور مِلئ فيها ثم قالت :
ــ ياليتها تحتَضِر وتريحنا من درامتها التي طالت بعدما أُصيبت بالفشل الكلوي .
انقبض قلب زينب لما سمعته وتذكرت أمنية , فقالت :
ــ اهدأي يا ابنتي , لا ينبغي التحدث عن حماتك هكذا , تمني لها الشفاء فهي مريضة ... صمتت نور فاستكملت زينب حديثها :
ــ ما رأيك بأن أذهب معكِ للإطمئنان عليها ؟
هتفت نور قائلة :
ــ لا ؛ لن نذهب فهي لا تستحق , يكفيها المتملقة التي تعيش برفقتها .
تنهدت زينب قائلة :
ــ القريب من العين قريب من القلب , لقد أخطأتِ بخروجك من بيت العائلة في تلك الظروف العصيبة و .... قاطعتها نور صارخة :
ــ كفى يا أمي أرجوكِ ، لقد تعبت .
ــ حسنًا , لن أفتح معكِ الموضوع مجددًا , لكن لا تجلسي وحدك , تعالي أنا في انتظارك .
انتهت المكالمة برضا نور بعدما سمعت ماحدث لأمنية , لم تكن تود الخروج لكنها الأن تريد معرفة المزيد لذا قامت من مكانها متّجِهة نحو غرفة النوم لتغير ملابسها استعدادًا للخروج .
............................................
حال النفوس كحال الأيام تتقلب و تتوالى عليها المشاعر , فتدنو من البعض تارة وتبعد تارة أخرى , لكن ماذا إن كان هناك من يأبى البعد مُصِرًا على حقه في تملك من يود قربه بكل ما أوتي من خطط ؟ هذا إن كان له حق التقرب من الأساس , لكن ماذا إن لم يكن له ؟ حينها علينا أن نسأل : هل إلى سبيل من مفر ؟
تصنعت إنشغالها بالعمل على الحاسوب لكن هيهات في وجود ذلك الآدم , تطالع سكناته بين الفَيْنَة والأخرى , دقات قلبها تتسارع ونبضات عقلها تتواثب لتحيك لها خطة ما لاستئناف الحديث معه , و أخيرًا وجدتها , قامت من مكانها متجهة نحوه لكن استوقفها رامي وفي يده شوكلاتة , لوّح بها قائلًا :
ــ صباحك بطعم تلك الشوكولاتة .
ارتبكت لرؤيته لاسيّما أنّه قطع مخططها , رسمت ابتسامة مصطنعة لترد :
ــ صباح الخير رامي ، قدم لها الشوكولاتة قائلًا :
ــ ألن تأخذيها ، التقطتها منه ثم شكرته , فتنحنح قائلًا :
ــ ما رأيك أن نتغدى سويًا بعد العمل .
نظرت لعينيه فزاد ارتباكها بعدما رأت تلك اللمعة , أشاحت بهما بعيدًا ولم ترد , فقال لها :
ــ ألا يناسبك الخروج اليوم ؟
هزّت رأسها قائلة :
ــ اجعله في يوم آخر رامي .
ــ غدًا مثلًا ؟
ــ اوووه , يالك من لحوح ... قالتها ودفعت كتفه لكنه لم يتزحزح ، فضحك مِلىء شِدْقَيْه ، قطّبت حاجبيها قائلة :
ــ ما الذي يضحكك ؟
أمسك كفها ثم قال :
ــ من أين جئتِ بالثقة أن ذلك الكف الصغير قادر على إبعادي ؟
مطت ثغرها قائلة :
ــ يالك من ظريف .. أليس لديك عمل ؟
ــ بلى ؛ لدي مالديكِ ... ما إن قالها حتى عادت لمكتبها تاركة إياه يشيعها بنظراته الشّقِية التي اِزْدَانَت بجاذبيته مع عينيه العسلية ثم انصرف صوب مكتبه .
حالما غادر قامت من مكانها متجهة نحو مكتب آدم وقفت أمام المكتب ثم تنحنحت ملقية تحية الصباح ، لم يحد ببصره عن حاسوبه , رد باقتضاب :
ــ صباح النور .
ــ كيف حالك يا آدم ؟ قالتها وهي لازالت واقفة .
ــ بخير ... أجابها وهو منشغل بعمله , علّها تفهم وتعود أدراجها ..
كانت تفرك يديها من فرط توترها لمعاملته الغريبة , قالت :
ــ ألن تسألني لِما أتيت لك ؟
أشار بسبابته نافيًا ثم قال :
ــ لا يهمني ... امتقع وجهها من إجابته تلك , صمتت هنيهة ثم قالت :
هلا ساعدتني في إنجاز مخطط ال .... وقبل أن تكمل كلامها قاطعها قائلًا :
ــ أنا أسف , مشغول .
أشارت بكفيها قائلة :
ــ لن آخذ من وقتك الكثير .
مط شفتيه قائلًا :
ــ قلت لكِ مشغووووول ، رامي أمهر مني في إنجاز المخطّطات , قال جملته ثم نادى على رامي الذي لم يتوانى عن تلبية النداء , فبُهِتت مكانها واحتقن وجهها بلون الدماء من فرط الإحراج , ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها , حتى عقلها صمت في تيك اللحظة ولم تتمكن من التفكير أو الرد عليه ... لكن هل يعني ذلك أنها لن تفعل شيئًا لرد إعتبارها ؟
ــ لقد كنا معًا منذ قليل , لماذا لم تطلبي منّي ؟ ... قالها رامي وهو يتفحص قسماتها
لم ترد فجذبها من ذراعها بهدوء , فسارت معه على مضض ثم سحبت ذراعها من قبضته قائلة :
ــ لا أريد مساعدتك .
ــ ليس لكِ غيري يا صغيرة ... قالها رامي وهو يغمز ، لكمته في كتفه بغيظ وهي قاطبة جبينها ثم قالت :
ــ كف عن هذا , لا أريد مساعدتك .
اتجه نحو حاسوبها حيث كان المخطط عالق على شاشته , جلس على كرسيها و أخذ يعبث بأصابعه على لوحة المفاتيح ثم التفت لها فوجدها عاقدة ذراعيها أمام صدرها متذمرة , ابتسم لها بجذل فأشاحت بوجهها بعيدًا وقد زمّت شفتيها بقنوط وقلبها يغلي غليانًا من كرامتها التي سُحقت تحت قدمي آدم على مرأى ومسمع من ذلك الوسيم الذي يبتسم لها الآن مستمتعًا بما حدث لها .
.................................................. ..........
للقلوب طرق , هناك من يرضى بكلمة , وآخر يحنو ببسمة , وذاك ترضيه نظرة , وهذا يهدأ بهدية , بالنهاية نتعامل مع بشر قلوبهم تتقلب بين جنبات الليل والنهار , تمسي حانقة تصبح حانية ...
دلفت إلى الداخل حاملة الأكياس , وما إن رأتها ريم حتى ركضت نحوها وهي تهلل قائلة :
ــ أمي أمي ، بينما كانت نور و أمها تتابعان التلفاز ولم يحركا ساكنًا , ألقت أمنية السلام ثم أخذت بعض الأكياس وقامت بصف محتواهم بالثلاجة ثم عادت إلى الصالة , التقطت كيسان قدمت أحدهما لزينب و الآخر لنور , فنظرتا لبعضهما البعض ثم التفتا لها تسألاها :
ــ ماهذا ؟
ابتسمت أمنية قائلة :
ــ هديّة بسيطة أتمنى أن تعجبكما ... انشرح صدر زينب من فعل أمنية بينما ظلّت نور واجمة تدور عينيها هنا و هناك , حدثها عقلها : لعلّ تلك اللّئيمة تحيك خطة ما لتستدر عطف أمك تجاهها وها قد باء مخططك بالفشل جراء صنيعها .
ــ شكرًا لكِ يا ابنتي , لما كلفتِ نفسك ؟ قالتها زينب وقلبها يتراقص , فقد كانت تخشى أن تصل علاقتهما لنفس حال نور وحماتها .
ــ العفو , أتمنى أن تنال إعجابكِ ... قالتها أمنية ثم التقطت باقي الأكياس الخاصة بثلاجتها لتصعد لصفهم بالأعلى , نظرت زينب لنور معاتبة إياها لعدم إبداء إعجابها بالهدية حتى ولو تصنعته , مما جعل نور تنادي قائلة :
ــ أمنية .
التفتت لها أمنية , فقالت نور وهي متصنعة البسمة :
ــ شكرًا .
ابتسمت أمنية قائلة :
ــ العفو , فلتهنئي بها .
همست نور لزينب قائلة :
ــ هل آدم من أعطاها مال الهدايا ؟ أم أخذته من وراءه ؟
أخفضت زينب صوتها كي لا تسمعهما أمنية فلم تكن صعدت بعد , قالت :
ــ مؤكد أنه يعلم كل شيء , كما أن أبيها يعطيها راتبًا شهريًا مذ تزوجت .
ــ ماذا ؟ قالتها نور بغيظ .
ــ آدم من قال لي ذلك ... قالتها زينب وابتسمت لأمنية التي نظرت لهما علّها تخمن كنه ذلك الهمس الذي يدور بينهما .
ما إن صعدت شقتها ومعها ريم , حتى انقَضّت زينب و نور على هديتهما , وجدا عبائتين ملونتين لاستقبال الضيوف , أُعجبت زينب بعبائتها لكن نور أبدت تذمرها , فقالت :
ــ لون عبائتك بني قاتم وكأنّها خاصة بالمآتم , كما أن خاصتي لونها أزرق و أنا لا أحب هذا اللون .
أومأت زينب بلا ثم قالت :
ــ أعجبني ذوقها كثيرًا , يكفي أنها تذكرتنا .
مطت نور شفتيها وهي تتفحص بعينيها العباءة ثم قالت :
ــ أظنُّ أن قياسها يحتاج تعديل .
ــ لا يهم ؛ سأذهب للخيّاطة لضبطها ... قالتها زينب وهي ممسكة بكتفي العباءة .
اشتعلت الغيرة بنفس نور فنحت عبائتها جانبًا ثم قالت بخبث :
ــ لم أكن أعلم أن الضرب يجدي ثماره نفعًا هكذا ، لم ترد زينب عليها , قامت متّجهة نحو غرفة النوم , سألتها نور :
ــ إلى أين ؟
ــ سأرتديها لأرى شكلي بها أمام المرآة ... تابعت زينب وهي في طريقها للغرفة :
ــ ألن ترتدي خاصتك ؟
صاحت نور قائلة :
ــ لا ؛ لن أرتدي تلك المهترئة التي لا أعلم من أين حصلت عليها ... قامت بلف العباءة بين كفيها ثم ألقتها بغيظ أمام باب الحديقة , وأخذت تقضم أظافرها وتحدث نفسها قائلة :
ــ لقد أديت دور البراءة ببراعة يا أمنية , حتى أمي بدأت تنحاز لكِ .... انهمرت دموعها عندما تذكرت حالها و أخذت تقول وسط شهقاتها : لماذا تحظى هي بحب الناس , وأنا لا ؟ لماذا طرقت السعادة بابها وأنا لا ؟ حتى أبي حُرمت منه وماتت معه القوة وهي تعيش في خير أبيها و تنعم بحنانه ... لماذا يحدث كل هذا لي؟ ....زوجي يعتبرها مجاهدة ويقف بصفها .... طافت الجملة الأخيرة بمخيلتها و قلّبها عقلها مرات ومرات قائلًا لها : لماذا يفعل هذا زوجك ؟ ألا تلاحظين اهتمامه بها ؟ ضربت صدرها بكفها قائلة : ياويحي .
.................................................. ....
اعتادت على أن تربت على القلوب وتضمد جراحها لكن ماذا لو كانت هي من تحتاج لذلك , هل ستتمكن من تضميد جرحها ذاتيًا ؟ أم أن الأمر أصعب من مجرد تخيله ؟
انتهت من مهمتها وقبل النزول لحماتها , هاتفت حبيبتها , وما إن ردت حتى شعرت بالقلق , قالت :
ــ سحر ، هل أنتِ على مايرام ؟ صمتت سحر قليلًا , ثم قالت :
ــ الحمد لله , كل اختبارات الله رحمة .
ــ اختبارات الله ؟ ... سألتها أمنية وقد وقع قلبها من الخوف , تابعت :
ــ أخبريني ماذا حدث ؟ لقد أقلقتني عليكِ .
تنهنهت سحر قائلة :
ــ أمي يا أمنية .
ــ ماذا بها يا حبيبتي ؟ سألتها أمنية , فاستأنفت سحر البكاء ولم تتمكن من الرد , فطلبت إليها أمنية أن تهدأ , لكن أنّى لها ذلك وقد وجدت أخيرًا الطريق المفضي للفضفضة ففُتِح قلبها على مصرعيه وأخرج كل الهموم على هيئة دموع تأبى التوقف ، قالت وسط شهقاتها :
ــ لقد أجريت لها تحليلًا منذ أيام , وظهرت نتيجته منذ قليل .
ــ أي تحليل ؟ سألتها أمنية وجوارحها تنتفض مما ستسمعه .
تلعثمت سحر وهي تقول :
ــ ااااالتهاب الكبد الفيروسي , أمي في المرحلة الثالثة منه ... استكملت نحيبها وهي تقول : ليس عندي غيرها , مات أبي وماتت معه عزوتي , لم يتبقى لي إلاها وأختي يا أمنية , سأموت بدونها يا أمنية , هي روحي و نبض قلبي .... آه لكم أجهدني بكاء روحي بعدما علمت ، لطالما دعوت الله أن أموت قبلها , لن أتحمل فراقها .... آه لو يمكنني إعطائها كبدي أنا تعيش به و أفنى أنا .
انقطع صوتها من البكاء وأمنية تبكي معها , رغم أنها من المفترض أن تقوم بتهدئتها لكنها انهارت بعدما سمعت كلام سحر , تأثرت به ولا تعلم كيف تخفف عنها , مسحت دموعها ثم قالت :
ــ أرجوكي اهدأي , تابعت وسط تقطع أنفاسها : لقد أصبح له علاج على جرعات شهرية .
ــ لكن .... تابعت سحر بصوتها المبحوح : أبي مات به يا أمنية ... مااااااات وتركنا وحدنا ، يارب خذ من عمري وزد عمرها , بل خذني أنا و احفظها يارب يارب .
عادت أمنية لبكائها من مجرد سماع دعوات سحر على نفسها , فهي أيضًا لن تتحمل فقد سحر , قالت لها :
ــ لا تقولي ذلك أرجوكِ يا سحر , ستشفى بإذن الله ولتستأنفي العلاج , موت أبيكِ كان منذ زمن طويل قبل اكتشاف العلاج الفعّال للمرض , لكن الوضع الآن اختلف كثيرًا وصارت نسب الشفاء عالية جدًا .
ــ لقد أخبرني الطبيب أن الوضع سيصبح أسوء إن تأخرت أمي عن جرعتها , لا سيّما أن كبدها محاط بدهون .... تابعت سحر وسط نشيجها : كما أن زوجي كان يرنو للسفر له قريبًا .
ــ هاتفيه ياسحر و أخبريه بضرورة بقائك بجانبها ... تابعت أمنية : لن يرفض إن علم بمصابها , فهو يحبها ويعدها أمه , أليس كذلك ؟
تنهدت سحر قائلة :
ــ نعم ؛ هو كذلك .
انتهت المكالمة , فارتاحت سحر ببوحها وتألمت أمنية لحزن رفيقتها , لم تكن تتوقع أن سحر القوية قد يأتي عليها يوم وتنهار وتحتاج إليها لتربت على روحها .... وقفت ريم بجوارها تشير على الماء , فقامت معها كي تسقيها , ومن ثمّ أخذتها واتجها للأسفل لتجهيز الغذاء .
.................................................. ......................
قد يكون الوطن مجرد قطعة أرض لكنها اكتسبت اسمها من ذكريات جمعت صاحبها بها , لكن ماذا إن كان الوطن عبارة عن عناق ضمّ قلبين على العشق فلا يسعهما الرحيل ؟ ....
حلّ الليل ناثرًا نجومه بستائر السماء , ليعلن أن قد حان وقت العشاق من الآن , كانت ترتب خزانتها , وجدت الكثير والكثير من الفساتين و القمصان التي لم ترتدها مذ زواجها , أخذت فستان أزرق اللون ضيق وقامت بارتداءه , صففت شعرها , نظرت لنفسها في المرآة وهي تقول :
ــ جميل لكنه بحاجة لحذاء ، اتجهت لخزانة الأحذية , أخذت منها واحدًا بكعب عالٍ ثم عادت للمرآة , دارت أمامها ثم وضعت يديها على خصرها قائلة :
ــ هكذا أجمل ، نظرت لها ريم وهي تضحك واضعة كفها على فمها .
جثت على ركبتيها ثم قالت مبتسمة :
ــ هل أنا حلوة ؟
أومأت ريم بنعم ثم طوقت رقبة أمنية بذراعيها الصغيرين , تنهدت أمنية قائلة :
ــ أووه لكم أحب عناقك يا ريمي .
حملتها أمنية , قبلتها ثم اتجهت بها إلى المطبخ لتطعمها , وما إن فعلت هدهدتها حتى نامت ثم أسلمتها لسريرها ، اتجهت ناحية غرفة المكتب ثم استوت على كرسيه و التقطت القلم وبدأت الكتابة على إحدى الأوراق , ظلت تكتب ولم تشعر بمن دخل لتوه , وقف أمام باب الغرفة , ألقى السلام , فتركت القلم ونحت الورقة جانبًا ثم ردت عليه .
ابتسم لها ثم قال :
ــ ماذا تفعلين ؟
ــ أكتب قصيدة ... قالتها ثم وقفت , فأطلق صفير قائلًا :
ــ ألن تنتهي مفاجآتك ؟
أشارت بسبابتها لا , فضحك قائلًا :
ــ لعلكِ تقرأين هذه الأيام رواية رومانسية .
هزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ بل أنا من يكتبها .
ــ أووه , يعجبني الأمر .. قالها وعلى محياه نظرات الإعجاب , سألها :
ــ ومن أبطالها ؟
اقتربت منه ثم وضعت سبابتها على صدره قائلة :
ــ أنتَ و أنا فقط .
طوق خصرها بذراعيه ثم قال :
ــ وهل ستظلين هكذا ؟
أشارت بيدها قائلة :
ــ مارأيك ؟
ابتسم قائلًا :
ــ أود أن تبقي هكذا للأبد ... صمت هنيهة ثم قال بدون تفكير :
ــ عديني ... لم يعلم السبب الذي دعاه لذلك لكنّ قلبه هو من أمره بذاك الطلب
قطبت أمنية حاجبيها ثم ابتسمت قائلة :
ــ ماذا ؟ تنحنح قائلًا :
ــ ع ع ع عديني أن يبقى حبنا قويًا ما حيينا .
ــ على شرط ... قالتها أمنية , فازدرد آدم ريقه وتجهم وجهه لأنه لا يحب الشروط .
ابتسمت أمنية عندما رأت قسماته الواجمة , أشارت بكفيها ليهدأ ثم قالت :
ــ لا تقلق يا آدم ؛ هو ليس شرط بل وعد , لاأعلم سر تحفظك على الشروط هكذا .
لانت ملامحه و ابتسم ثم قال :
ــوماهو الوعد ؟
رفعت سبابتها قائلة :
ــ عدني بالوفاء .
تنهد قائلًا :
ــ أعدك .
نظرت لعينيه قائلة :
ــ وأنا أعدك أن يبقى حبنا قويًا للأبد يا حبيبي .... عانقها بقوة , وهو يمسح على شعرها وقد فاض الشوق من قلبه على هيئة حرارة ماجت بين أضلعه شعرت بها أمنية داخل أسره و قلباهما ينبضان بالعشق الذي يتقافز على جسرهما بوتيرة رومانسية هادئة , تمنى لو وقف الزمن عند تلك اللحظة... ظلا هكذا بلا كلام فقد كان الحب هو سيد الموقف ولا يريدا سوى ذلك بعدما اتحدت ذراتهما في كيانٍ واحد .. لأول مرة يشعر آدم بالعشق داخل ذاك الأسر الوردي , لم يكن موقن أنها قادرة على زلزلة كيانه كما فعلت الآن وكل منهما لايريد التحرك وكأن ذاك العناق بمثابة وطن ضمهما فلا يريدا تركه .
بترت ذلك الحصار قائلة بصوت خفيض :
ــ ألا تود بعض الشطائر؟
ــ بلى ؛ أود ... قالها ثم طبع على جبينها قبلة .
اتجهت نحو المطبخ لإعداد الشطائر , استوقفها رنين الجوال بصوت رسالة , أخذته لتعلم ماهية الرسالة , وما إن فتحتها حتى تسمرت مكانها , انتفضت حواسها , وشعرت بأن الأرض تميد بها , اتجهت لأقرب كرسي , جلست عليه وظلّت تعيد قرائتها علّها تستوعب ما كُتب فيها .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-20, 01:29 AM   #94

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-20, 12:50 PM   #95

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله تم كراهيه ادم بنجاح 😒
بس حلو أن جمال بالعقل ده والديموقراطية ديه مع أولاده

وحقيقي كل راجل بيبقي عاوزه زوجه بدون اعتراضات ولا مناقشات طب حضرتك شوف نفسك الاول 😏
فعلا المصيبه أننا ساعات بنتهور في الرد ونطلب حقنا بس في الوقت الغير مناسب
نور ديه حياتها هتدمر لو ما بطلتش تشوف ايلي في ايد غيرها وبس وتبطل تظن بأن الكل بيظهر خلاف ما يبطن
وشكل ايمن هيعمل مصيبه 😒
وشكله هوه ايلي بعت الرساله



التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 26-04-20 الساعة 01:17 PM
م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-20, 01:08 PM   #96

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-20, 01:12 PM   #97

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
الحمدلله تم كراهيه ادم بنجاح 😒
بس حلو أن جمال بالعقل ده والديموقراطية ديه مع أولاده

وحقيقي كل راجل بيبقي عاوزه زوجه بدون اعتراضات ولا مناقشات طب حضرتك شوف نفسك الاول 😏
فعلا المصيبه أننا ساعات بنتهور في الرد ونطلب حقنا بس في الوقت الغير مناسب
نور ديه حياتها هتدمر لو ما بطلتش تشوف ايلي في ايد غيرها وبس وتبطل تظن بأن الكل بيظهر خلاف ما يبطن
وشكل ايمن هيعمل مصيبه 😒
وشكله هوه ايلي بعت الرساله
بحب الريفيو بتاعك بعد كل فصل وبستناه جداا
ممتنة لكل كلمة بتقوليها ربنا يسعد قلبك 💚
كرهك لآدم مش هيدوم وافتكري إني قلت لك 😉
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة ياحبيبتي


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-20, 01:14 PM   #98

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-20, 01:14 PM   #99

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-20, 01:15 PM   #100

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

رمضانكم مبارك 🌹🌹🌹

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.