29-07-20, 12:29 AM
| #422 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اغوار جاري .... الفصل الرابع والعشرون اغوار جاري الفصل الرابع والعشرون.... (حقائق متشابكة) في طريق عودتها تأملت السماء التي أصبحت رمادية كئيبة من جديد وحجبت الشمس خلف الغيوم جزئيا كأنها تقاوم من اجل اثبات نفسها لكن الغيوم فرضت هيمنتها معلنة رحيل الطقس الصيفي الجميل ومتوعدة بهطول امطار مستمرة وكأن للطقس مزاج متقلب اليوم كمزاج بارع الذي يبدي لها لطف ورفق لا مثيل له يوما ويغمر قلبها بالحزن تارة من أسلوبه الخشن الذي يظهر فجأة وبدون سابق انذار. عندما اقتربت من الربوة لاح لها ظل رجل طويل القامة عريض المنكبين قريبا من الشجرة التي اعتادت ان تركن السيارة عندها وعندما اقتربت اكثر تنهدت تنهيدة ضجر ممتزجة برضا عندما وجدته بارع يعترض طريقها وكأنه ينتظرها .... بدأت تفهم وتحفظ تصرفاته انه جاء من اجل الاعتذار كعادته عن أسلوبه الفج الغليظ هذه المرة ستبدي له جفاء وتحاول ان توصل له فكرة انها لم تعد ترغب بأي نوع من العلاقة تربطهما ولن تشجعه على تصريحاته بالحب والمشاعر لأن ذلك لم ينفع بل يضر خاصة بعد ان تصارحت مع نفسها انها زوجة بعد ان كانت تريد ان توهم نفسها انها طليقة وقادرة على تغيير واقعها ورغبت بأنانية بحتة ان تجرب حياة مختلفة ومشاعر مختلفة .... حياة لا تقدر ان تعيشها مهما اجتهدت وقاومت تبقى الحقيقة واضحة وجلية وقاسية انها امرأة متزوجة سواء شاءت ام ابت سواء حاربت وهربت واستنكرت او استسلمت هذا هو اكثر ما تمقته بالواقع بكل الكون قساوة الحقيقة وسلطانها وهيمنتها على كل المبررات والاعذار رغم كل الحسرات والزفرات والمعاناة رغم كل التعاسة والجروح تبقى الحقيقة واحدة وصامدة. استمرت بالقيادة رغم انه معترض الطريق وظنت انه سيتنحى جانبا لكنه بقي ثابت بمكانه مما جعلها تضغط على المكابح وتوقف السيارة! استغربت نظرة بارع وتعبير ملامحه البارد البعيد واستغربت لماذا ينتظرها هنا بالذات؟ فتحت بابها ونزلت قائلة بنبرة جليدية: "انه موقف السيارة لو سمحت" انزل بصره الحانق الى فتحة فستانها المقرنصة العريضة وقال بأسلوب استبدادي: "تأخرت .... الا تتطلعي بساعتك؟ كم مرة حذرتك من خطورة الليل هنا؟" كان صوته حاد النبرة وصارم لكنه بنفس الوقت اثار بداخلها مشاعر خاصة لكنها لم تدعه يشعر بشيء عما في داخلها وبدت قوية امامه او يخيل لها ذلك وصفقت الباب واتجهت نحوه بخطوات بطيئة ولا تعرف ما سر الضعف الذي يتخلل قلبها كلما حصلت مواجهة تستدعي صلابتها! شعرت ان الأوان قد فات على وضع عقبات وعراقيل واختلاق مسافات بينهما وبدأ يؤثر بها بصوته بعطره بتقاسيمه الجذابة بعينيه القاتمة النظرات بقوامه المسيطر ولوهلة رغبت وهما قريبين هكذا وقبل ان تتكلم بشيء ان تدفن وجهها بصدره وتخبره انها تحبه لكن مستحيل ان تفعل ذلك مستحيل ان تتجرأ او تروض نفسها على الجرأة. قالت وهي تحيط ذراعيها حول جسدها وخصرها المقطوع بذلك الفستان البني ذا الطابع القديم الذي ابرز جمال قوامها ونقاء بشرتها والذي اشترته خصيصا ليقول لها رأيه به: "تأخرت؟ هذا شأني .... اعتقد انني امرأة بالغة وعاقلة ومستقلة وان كان هناك خطر محدق بي فبالتأكيد سأتحمل عواقبه وحدي .... أتساءل مرارا من اين تجلب الحق بمحاسبتي وكأنني ملكية تعود لك؟" قطب جبينه وشبك يديه خلف ظهره وبقي يتأملها بانزعاج واضح وكأنه مستاء بل محترق! اقتربت اكثر وقالت بثقة مصطنعة متجاهلة عطره الرجولي البحت: "تطردني من بيتك بطريقة عجيبة وبشعة وتزجني خارجا ولم تظهر عليك أي بادرة للحرج من موقفك الان ولم اسمع منك كلمة اعتذار او تبرير؟ لهذه الدرجة انت مستهين بي؟ مستخف بمشاعري؟" ابتسم بغضب واضح قائلا بنبرة حقيرة: "من الذي يحترم مشاعرك يا ترى؟ خليل؟" امتقع وجهها وخفقت اهدابها واستغربت من اين له ان يعرف انها كانت مع خليل وقالت باندفاع: "قالوا عنك ساحر لكن لم اتخيل انك تملك عين ثالثة برأسك لترى كل شيء من حولك .... ما دخل خليل بموضوعنا الان؟" ظهرت ابتسامته المغتاظة من جديد كاشفا عن اسنان مصفوفة وقال وهو يمرر بصره على عنقها وصدرها المكشوف وبتهكم: "يبدو ان الرجل القروي المفتول العضلات اثار بداخل فتاة المدينة المتحضرة المتحررة مشاعر خاصة لتذهب اليه بين الحين والأخر رغم استهتاره وسماجته.... يبدو انه اعجبك بعد ان اظهر لك وحشيته عندما هاجمك ...ربما لمساته لها رونق واحساس مختلف تجعلك تقصدينه بقدميك وتقضين معه وقت طويل وتتزينين له أيضا وبهكذا فستان مكشوف الصدر!" سرى الغضب في مجرى دمها وهتفت بعبرة مخنوقة: "اخرس .... يلمس من؟ انت تهينني الا ترى ذلك؟" غمرها الحزن من نظرته ونبرته وفاجئها بتلك الشخصية الغريبة والقسوة في عينيه وتمنت ان يختفي من امامها هو وبوجه جامد وتعبير اكثر حقارة: "اهينك! سبق لك واستسلمت وربما استأنست بقبلاتي ولمساتي فلا غرابة ان تستسيغين اخر" كان صوت الصفعة حادا جدا ومدويا حتى هي لم تتوقع من نفسها خشونة كهذه! لقد ادارت وجهه بقوة صفعتها وارتهبت من ردة فعله المحتملة امام جرأتها ربما سيرد لها الصفعة اثنين! فعلت ذلك رغما عنها وبدون تفكير وسرعان وما ارتجفت شفتيها من الانفعال وربما الندم وبهتت عندما أعاد وجهه ورمقها بنظرة مظلمة منسجمة مع الظلمة التي حلت بالأرجاء وأطلقت آهة خافتة عندما انتزعها من المكان بخفة واخذها الى خلف جذع الشجرة العملاقة من الناحية الأخرى بحيث لم يرهما احد ابدا وبدى ملتهب من الغضب ورغم العتمة في المكان لكنها تبينت ملامح وجهه بفعل خيط نور منبعث الاكواخ البعيدة وكأنه بدأ يترجم غضبه على شكل جرأة وبدون تحفظ أمسك رسغيها واعتصرهما بقبضتيه بقوة لم تحتملها اذ صدرت منها تأوهات ولهثت أنفاسها عندما امتزجت بأنفاسه وقال وكأنه يعاقبها جسديا على طريقته باعتصار يديها: "ما سر مقابلاتك مع خليل قولي لي الحقيقة لان الشك بدأ يزعجني لن اتركك يا سحاب حتى تقنعيني بالإجابة" شعرت بدفأ جسده الذي يضغط عليها وتطلعت بعينيه المتألقتين ببريق الغضب وادركت انها ملزمة ان تخبره شيء كي تحمي نفسها من موجة اتقاده كما ادركت انها غبية للغاية لانها استفزته بالقول والفعل وهي ليست متكافئة معه لا بالقوة والا بالثقة أبعدت بصرها وبالكاد قالت: "من اجل فوزية .... اقسم بالله من اجل فوزية فقط ولم يلمسني ابدا .... انا احتقر خليل بالفعل احتقر عقليته المتخلفة وجهله" لم يحرر يديها واستمر بالضغط هامسا: "لم يقنعني الامر .... ما الذي يجمعك بخليل غير فوزية؟ قولي والا سألتقي به واعرف عن لسانه الحقيقة" ارتبكت وقالت بسرعة: "اعرف خليل منذ زمن بعيد .... انه من معارف امي .... أ .... أمي .... أمي جندته لإزعاجي والضغط علي كي اترك القرية وارجع .... من اجل المال يفعل ذلك .... ارجوك اتركني ابتعد انك تؤلمني" ارخى قبضتيه ثم حرر معصميها بعد ان رأى دموعها تتساقط وقال وهو يبعد شعرها عن جوانب وجهها الساخن: " حسنا .... اصدقك .... انا اريد ان اصدقك محتاج ان اصدقك لان .... لان الغيرة الهبت قلبي وخليل يشكل لي كابوس يجعلني افكر بقتله" اتسعت عينيها اللتان بدتا جميلتان للغاية بهذه اللحظة مما جعلته يقول بضعف واضح: " احبك يا سحاب" فاجئها بقبلات انتزعها من شفتيها بإصرار وشعرت بنفسها تقاوم في بادئ الامر لكن بضعف شديد وكأنها مستمتعة بكل شيء رغم كل شيء وسرعان ما تحول التقبيل الغاضب الحاقد الى قبلات حميمة متعطشة وتسللت يديه الى انحاء جسدها واغمضت عينيها بصدمة حقيقية موجعة عندما قال بجدية: "اريد ان اتزوجك .... يجب ان نتزوج" وكانت الصدمة بمثابة صفعة اعادتها الى ارض الواقع وحفرت قلبها بجرح بليغ جعلها تنتزع يدها من يديه وتهرب منه! لا تعرف كيف أصبحت المسافة البسيطة بين الربوة وبيتها كأنها اميال لا تنتهي؟ كانت تكتم صراخ روحها وتسمح لدموعها فقط بالتطاير وما ان وصلت الى بيتها حتى حبست نفسها بين اركانه وهي متهتكة الملابس ومتهرئة القلب ومتبعثرة القلب .... اتزوجك! .... اعادت اجزاء فستانها المتهدلة الى كتفيها العاريين وانساب جسدها الى الأرض وكأن روحها تنهار وتغادر جسدها .... اتزوجك! .................................................. ............................ بعد مرور يومين جلست ميرال على الاريكة الوثيرة الفاخرة بانكماش وكانت عيونها متملقة كأنها مثلت امام ولي نعمتها وسيدها المطاع وقالت بنبرة خجلة: "اخبرتها .... كل الذي قلته لي رددته على مسامعها .... نصحتها وهددتها لكنها مغيبة العقل كالمجنونة لا تعرف اين صالحها ومع من نجاتها .... لا اعرف ما بها كانها أصبحت ممسوسة " أبعدت تلك اليد السمراء المتسلطة الغليون عن الشفتين اللتين يغطيهما شاربين كثين مختلطين بالشيب الفضي اللامع ورمق ميرال بعينيه المسترخيتين بنظرة تبدو طبيعية للناظر لكن ميرال تعرف انها نظرة الصبر الذي يسبق الاعصار وقال بنبرة جليدية بطيئة: "صغيرة .... صغيرة ولا تفهم بعد اين يكمن الصواب .... اتركيها .... اتركيها يومين اخر واتركيني استنفذ معها كل الصبر والحدود واللين .... دعيها تبتهج قليلا بقيادة نفسها انها لا تعلم انني امسك الزمام بيدي وارخيه فقط بيديها لتعبث قليلا ويملأها الغرور بعدها أشدها بقوة واعيدها الى الصواب" خفقت اهداب ميرال وقالت بنبرة خاضعة: "امرك .... لكن أرى ان لا فائدة من الانتظار أخشى ان تتورط بمشاكل وظروف و" اسكتتها نظرته الثاقبة قائلا: "اعرف قصدك يا ميرال .... انا جمعت المعلومات الكافية عن ذلك الشاب وقريبا سيكون هو الكبش الذي تقدمه لي ابنتك ثمنا على عصيانها" اقبلت الخادمة وهي تجر عربة المشروبات الكحولية وزجاجات الماء وقطع الثلج وسكبت له الشراب بالكأس بعد ان قدمت علبة الكولا الخاصة بالحمية لميرال وكانت تسترق السمع والنظر تقريبا وقالت في نفسها: "مسكينة يا سحاب ليتك لا تعودين الى هنا وتعيشين المرار مجددا بين يدين هذا الوحش المريض ارتحت وارحتينا معك من الوجع الذي نعيشه بوجودك مع الشيطان" .................................................. ................................ في بيت فوزية ...... خليل وبغضب غدا سيتم زفاف فوزية ابلغي كل الشارع وبيوت القرية وادعيهم الى حفل الزفاف واذهبي الى منزل تمارا وادعيها للحفل" امتقعت اخته وابتلعت ريقها قائلة: "لكن البنت لم تستعد بعد لقد فاجأتني" لطمت فوزية على وجهها في غرفتها وقالت مع نفسها بقهر: "خذلتني يا سحاب .... لم تفعلي لي شيء وقد وضعت أملي بك بعد الله" .................................................. .......................... دخلت سحاب الى السوق وهي تلهث وكأنها جاءت ركضا وتريد اغتنام الوقت قبل ان ينتهي اليوم ويفوت الأوان وخيالها يصور لها منظر فوزية بوضوح وما ان وصلت الى محل الجزارة حتى قالت وهي تستحم بعرقها: "وسام .... انت وسام صحيح!" رمقها ذلك الشاب الغليظ الشارب المفعم بالشباب بنظرة متوجسة بعينين شقراوين ورمى الساطور الضخم جانبا وكان يلف وسطه بحزام مهدل الى وركيه ورائحة اللحم والجلد والدم تفوح من ثناياه ويضع سيجارة بزاوية شفتيه الغليظتين واجابها بتكبر وغرور وصوته كان اجش جدا: "نعم انا ايتها الغريبة الناعمة .... انا وسام صاحب أكبر متجر جزارة في القرية .... اقطع لك لحمة طرية مثلك؟" .................................................. ............................ صفع بارع الطاولة بيده وصعقها الصوت وهو يهتف بصدمة واسف: "ماذا فعلت؟ ماذا فعلت بنفسك؟ مجنونة لا بد انك مجنونة .... لماذا تصرفت هكذا لماذا؟" حضنت نفسها وهي تدلك بذراعيها الباردتين لتحرك الدم بهما وقالت بحرقة ووجع: "لا تلومني ارجوك .... كان يجب ان افعل ذلك كي احمي نفسي واحميك واحمي زوجي" وانسابت الدموع من عينيها الغائرتين على خديها الشاحبين وهي تتأمل بارع الذي كان يخط الردهة ذهابا وإيابا ويصفق بيده بأسف ويتمتم: "غبية .... قتلت الجنين وقتلت نفسك غبية" ثم التفت اليها وبخشونة واتهام: "ضيعت اخر امل لك للأسف .... بالعكس لم تحمي احد بفعلتك بل خسرت .... قلت لك تريثي وفكري واستشيريني وخذي بنصيحتي لا ان تتصرفين من نفسك ماذا افعل بك الان؟ ماذا أقول لك؟" اجهشت بالبكاء بنحيب مما جعله يتطلع اليها بغضب امتزج بالعطف من ثم جذبها اليه وتركها تدفن وجهها بحضنه وتهمس: "انتهى كل شيء يا بارع أصبحت نصف امرأة .... أصبحت حطام .... سأطلب الطلاق .... ما ذنبه ليعيش معي وانا عاجزة" عندما وجد حرارتها مرتفعة اخذها الى الغرفة خاصته وامرها ان تستلقي على السرير ليطمئن على وضعها ثم اخرج من الخزانة جهاز قياس ضغط الدم ومعداته الطبية وجلس قربها وهي منهارة وكان وجهه متجهم جدا لدرجة الى انه تمنى ان يضربها لكنه يتفهم ما تمر به يعرف ذلك الوسواس القهري وهيمنته. وبينما هو يقيس نبضها قالت عبر دموع: "اريد رؤيته .... اشتقت اليه" بارع وبتجهم: "انه نائم الان" ووضع المحرار تحت لسانها لثواني ثم ابعدته قائلة صوت مبحوح وبقهر: "لماذا نحن يا بارع لماذا يحصل لنا ذلك؟ ما ذنبك وذنبي وذنب زوجي وذنبه أيضا؟ لماذا الله اختارنا ووضعنا تحت ذلك الاختبار دونا عن الخلق" بارع وبيقين: "قولي الحمد لله على كل حال يا اختي .... ان الله ابتلانا بذلك الداء ليختبر ايماننا لكنك للأسف انت فشلت .... ارتكبت جريمة بحق نفسك دون ان ترجعي لي ....لا اصدق كيف بلغت بك الجرأة وأقدمت على قلع رحمك وانت بمقتل العمر! انت لا تملكين ذرة ايمان وستندمين بقية عمرك" اعتدلت قائلة بعذاب ووجع: "لا تضحك على نفسك يا بارع انه مرض وراثي لعين ونسبة ان نورثه لأبنائنا كبيرة .... انت طبيب وتعرف ذلك جيدا لست مستعدة ان أربي طفل مختل واعيش ذات العذاب الذي نعيشه مع يوسف .... لا تنسى يا بارع ان خطيبتك تركتك عندما عرفت الحقيقة التي نجتهد كي نخفيها عن الاخرين" أسدل اهدابه ببطء وابتعد ثم نهض وقال بهمس: "لا شأن لي بالأخرين كيف يفكرون انا رجل مؤمن بالله ومؤمن بقدري .... ان خسرت امرأة فربما يريد الله ان يكافئني بأخرى" اعتدلت الفتاة ونهضت قائلة بتعاسة: "ليتني افكر مثلك لكن لا اقدر لا اريد لا اريد ان أعيش التجربة وحتى زوجي سيحملني الذنب لو انجبت له طفل مريض عقليا حتى .... حتى انت يا بارع لا يجب ان تورط فتاة معك يكفيك انك تتحمل يوسف وحدك وتترك حياتك ومستقبلك وراء ظهرك ولم تنعم بشيء من الراحة ولا السعادة ولا الهدوء وتكرس بل تفني عمرك معه لولا عزلتك معه لأصبحت انجح واشهر طبيب تخليت عن مهنتك من اجله ستتحمل ان تنجب ولد معاق عقليا؟" التفت وقال باستنكار: "يوسف اخي ولا خير في عملي اذ لم انفع به الاقربون انا هنا ارعى يوسف واضعه تحت عناية طبية مشددة .... المرض ليس عيب" هي وبثورة وانفعال: "ان كان المرض ليس عيب لماذا تخفي يوسف عن الأنظار؟ لماذا فضلت ان تشتري هذين البيتين في مكان نائي وبعيد وتقضي ايامك بعزلة هنا؟ المرض عيب يا بارع وانت تخجل منه" بارع وباتقاد: "لا .... انت لا تفهمين بعد لماذا أخفي يوسف .... ليس لأني خجلان منه بل لأني خائف عليه لأني اريد حمايته وتوفير رعاية طبية له تحت عيني واشرافي لا اريد ان اسلمه للمصحة لان يوسف اخي الصغير وانا ربيته بيدي ولأنها وصية امي وهي على فراش الموت عندما احتضنت يدي وطلبت مني الا اترك يوسف ليد الاغراب .... يوسف خطير ولو عرفوا بامره سيصدرون امر بترحيله الى المصحة واخضاعه لمختلف جلسات العلاج التي تعد بمثابة تعذيب للمريض ومن شأنها ان تقتله وتوقف قلبه كما حصل لعمك .... انا اعزله واخفيه كي احميه واحمي الاخرين منه واحمي بقية اخوتنا كي ينعموا بحياة طبيعية بين الناس واسسوا بيوتهم ورأيت بعينيك كيف تزوجوا وأصبح لهم أولاد اسوياء .... انا افعل ذلك من اجلكم لكنك تهورت ودمرت كل شيء" دخلت في حضنه وقالت باعتذار: "انا اسفة يا بارع اسفة لاني اجرحك اسفة يا اخي يا حبيبي أيها الجبل الراسخ الذي نستند كلنا عليه .... اعلم انني ارتكبت جريمة بحق نفسي لكن انا ارتاح هكذا ان ذلك المرض يهددني كل يوم فقررت ان اتخلص من الألم" .................................................. ................................ عادت سحاب محملة بالهموم وخيبة الامل تغلف قلبها لان وسام رجل همجي وقد خذلها واصر على موقفه بل توعدها ان يعاقب فوزية ويربيها من جديد وقد استفزتها همجيته وخشيت على الصبية من قسوته خذلها وما ان وصلت حتى ضاقت عينيها حالما رأت سيارة حبيبته واقفة امام بيته .... صفقت باب بيتها وظهرت دموعها ماذا تفعل الان؟ تسكت ام تهاجمه تقتحم بيته وتفضح كذبه وهو برفقة حبيبته المتزوجة الخائنة. لماذا تلك الفتاة لا تتركه كم هي فاسدة ودنيئة ليتها تقابلها وتخبرها انها وضيعة وقذرة لماذا بارع يكذب عليها ويزعم انه يحبها معقول يكون بارع مراوغ وفاسد بنيته الاطاحة بها والحصول على غايته منها؟ الغيرة حطمت قلبها ووجدت نفسها تفتح حقيبتها وتتناول قرصين من المهدئات البغيضة .... التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 29-07-20 الساعة 12:58 AM | ||||||
|  |
|
29-07-20, 12:31 AM
| #423 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  احبتي متابعين رواية اغوار جاري الاكارم اعتذر عن التاأخر بتنزيل الفصول وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في العراق يرفقه عطل وانقطاع طويل بالتيار الكهربائي اتمنى ان يروق لكم الفصل الجديد تحياتي | ||||||
|
| |
|
29-07-20, 12:48 AM
| #424 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 9 والزوار 7) هند صابر*, Dall, romana, leria255, Alanoud., Alzeer78, رحوبه, ريتاج تاج, وهج٢ | ||||||
|
| |
|
29-07-20, 01:14 AM
| #425 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
رائعة غاليتي شكرا جزيلا لكل مشاركاتك الرقيقة | |||||||
|
| |
|
29-07-20, 01:16 AM
| #426 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
نزل الفصل الجديد غاليتي اتمنى ان يكشف المزيد من الملابسات والغموض شكرا لانتظارك وتعليقك الحلو | |||||||
|
| |
|
29-07-20, 01:48 AM
| #427 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 10 والزوار 10) هند صابر*, zohorat, Wafaa elmasry, وهج٢, ام خلاد1440, صمت الهجير, لاار, leria255, Alzeer78, رحوبه | ||||||
|
| |
|
29-07-20, 02:03 AM
| #428 | ||||
| أصعب الألم.. أن ترسم الضحكة على شفاهك وداخلك ينتحب، أن تجامل من حولك بالفرح والحزن يبني حضارةً في صدرك، أصعب الألم.. أن تثق بالحب في زمن الغدر وتثق بالحياة في زمن الشقاء وتثق بالصوت في زمن الصمت والجريمة. 😍😍😍😍😍😍😍😍 كاتبتنا الرائعه❤ انت الشمس ورواياتك كواكب انت مبدعه لك مني كل الشكر والتقدير. | ||||
|
| |
|
29-07-20, 03:10 AM
| #429 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
وصفك لي اكثر من جميل احببته وسررت به شكرا جزيلا | |||||||
|
| |
|
29-07-20, 03:23 AM
| #430 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 9 والزوار 17) هند صابر*, pearla, Dalia.7rb, shoagh, رحوبه, mango20103, modyblue, Alzeer78, وهج٢ | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
العرض العادي
