آخر 10 مشاركات
368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          597. آثار على الرمال - قلوب عبير دار نحاس (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree127Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-20, 02:20 AM   #41

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني و الثلاثون
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀
دلفت للمنزل و أغلقت الباب خلفها و هى لا تشعر بشيء كانت تبدوا كالمغيبة، لا تصدق حديث سميحة، فخار سيطلقها و يتزوج أخرى سخرت من نفسها بمرارة، بالطبع لقد ترك زوجته من أجلك لم لا يتركك لأجل أخرى، ألقت حقيبتها على الأرض بفوضى و تحركت لتتجه لغرفتها، أغلقت الباب خلفها تستند عليه للحظة قبل أن تذهب للفراش و تتكور عليه بصمت، أغمضت عينيها بقوة لتغفو قليلاً حتى تهرب من ذلك الألم، هل هذا سيكون مصيرها حقا أن تظل وحيدة و تخسر كل شيء، أبويها، زوجها و طفلها و نفسها و حياتها ، كل شيء لم تعيش إذن، أي حياة تعيشها، اعتدلت لتجلس على الفراش و تمد يدها لتفتح الدرج جانبها أخرجت تلك العلبة الصغيرة لتفتحها و تخرج تلك الورقة التي وجدتها مع محبس الزواج ، أعادت قراءتها مرارا و تكرارا لتجد أنها عادت للبكاء دون أن تشعر ، متذكرة حديث والدها تخسرين شيء لتربحين أخر، هل حقا كان عليها أن تخسر والديها لتربح زوجها الذي تجد أنها لم تربحه بدوره، كانت تود أن تصرخ لتقول بحرقة لم أربح شيء أبي، لم أربح شيء، أمسكت بالمحبس لتضعه في أصبعها لتجد أنه يلائمها تماما يبدوا أنه عندما أشتراه كان يعلم أنها خسرت كثير من وزنها ، أعادت نزعه لتضعه مجددا في علبته و تغلق عليه كأنها تغلق على رغباتها التي تجول في خاطرها منذ أخبرتهم سميحة برغبته بتركهم ، أمسكت هاتفها لتطلبه و انتظرت ليجيبها و لكن الصمت هو ما يجيبها، تبا هو حتى لا يريد أن يجيبها لهذه الدرجة لم يعد يبالي بها، أغلقت الهاتف و عادت لتستلقي على الفراش حسنا ستنتظره حتى يأتي بنفسه ليخبرها أنه لم يعد يريدها، لتصرخ به أنها أيضاً لم تعد تريده، ستتركه و تذهب للعيش في شقتها و تترك العمل لدى والده و تبحث عن أخر، ستعيش وحدها، ستعيش عيشة الموت هذه طالما هى المقدرة لها تكفيرا لغلطتها في حق والديها، أغلقت عيناها لتغفو و الانتظار يؤرق منامها..

تقلب على فراشه في منزل والده متعبا، لا يستطيع النوم و لا يستطيع التحكم في عقله لوقفه عن التفكير، التفكير في حياته التي خربها بيديه، نعم هو سبب هذا و لكن هل كان عليه أن يظلم إحداهما و يتركها ليعيش سعيد مع الأخرى و هل كان سيكون سعيد لو فعل ، هل عليه أن يظل يعاقب طوال عمره على عدم تركه واحدة منهم ، حسنا لا بأس إذا كان هذا الثمن أن يعيش تعيسا، ربما هو ممن لا يستحقون السعادة و عقابه هو كراهية زوجتيه و الذى يحبهما كثيرا ، يشتاق إليهم، يشتاق كثيرا، يشتاق لشقاوة يقين و مشاكستها و دلال أماني و شغفها ليجد أنه لم يحصل على اي منهم، لم يحصل إلا على الكره و الغضب و البغض و الحزن، الحزن الذي سببه لكلتاهما، أمسك بهاتفه بشرود يريد أن يسمع صوتهما و لكنه لم يستطع كل ما فعله هو غلق الهاتف و وضعه على الصامت فما الفائدة من تركه و لا واحدة منهم هاتفته لتطمئن عليه إن كان ميتا أم حيا، أغلق عيناه بقوة ليعاود إجبار عقله و جسده و مشاعره على الثبات و محاولة الهروب من واقعه بالغرق في النوم..


كانت ما بين الشرفة و الفراش تقطع الغرفة بغضب و حديث خالتها يأجج من غضبها ، سيتركها و يتزوج أخرى، هذا بدلا من ترك تلك القبيحة التي أفسدت حياتهم و يعود إليها، تخبرها خالتها أنه سيطلقها لو وافقت، بهذه البساطة وجدها لعبة سهلة كلما أراد أن يتزوج، يتزوج، و هى لم يفكر في سنوات زواجهم أو حبهما لبعضهما، تركت الشرفة و عادت للفراش بغضب تجلس على طرفه بعصبية تفرك يديها بتوتر و الوقت، هذا الوقت الغبي يمر ببطء ليزيد من اشتعال غضبها، أمسكت بالهاتف لتطلبه لتصب جام غضبها عليه و لكنها تراجعت و عادت لغلقه، تغضب، بما يفيد الغضب فهى غاضبة منذ علمت بزواجه بماذا أفادها الغضب غير قهرها و حرقة دمها، نهضت ثانياً لتخرج للشرفة تنظر لباب المنزل الكبير، ربما أتى و ذهب للأخرى و هى غير منتبهة، و لكنها لم تجد أثرا لسيارته في مكانها، ربما أتي بسيارة أجرة حتى لا أراه و هو يذهب إليها، هل أذهب لأراه عندها تلك الخاطفة السارقة، عادت للغرفة ثانياً و أمسكت بهاتفها بغضب تتعامل مع شاشته بعنف انتظرت حتى أجاب المتلقي فقالت أماني غاضبة " أين زوجي خالتي، لم لم يعد للأن، أين هو، هل ذهب لتلك القبيحة دون علمي هل أنتم متفقون على خالتي تريدين إزاحتي عن طريقها لتنفرد به"
كادت سميحة تضحك و لكنها أجابت ببرود " ألم تكن جالسة معك في نفس الغرفة، و سمعت نفس الحديث، الحديث موجه لكلاكما عزيزتي، أنت و هى حقيقة أنا وجدت أنك وهى لا تنفعان ولدي فأنت متملكة و رأسك صلب و لا تريحينه و هى عنيدة و قلبها مليئ بالحقد عليه بسبب ما حدث و تظل تعاقبه ففكرت لم لا يتركما و يتزوج واحدة جديدة لا ماضي بينهما لذلك لن تضايقه و تخبره أنت فعلت و قلت و تظل تعاتبه على الماضي و هكذا مثلما تفعلن أنت و يقين و الفتاة التي أخترتها له صغيرة و لينة العريكة سيشكلها على يده كأنها طفلته تعلمين الفتيات الصغيرات يحببن الدلال و عندها تكون طيعة و مطيعة ، أنت لم تعودي تحبينه و لكنك كما قلت متملكة و تظنين أنه لعبتك إن لم يكن لك لا يكون لغيرك لذلك تريدين أن تكسرينه و تعذبينه برفضك و غضبك، لم كل هذا، هو لن يعيش عمره مرتين و لذلك خيرتك أنت و الحمقاء الأخرى لتتركا ولدي و أنا كفيلة بأن أزوجه من ستسعده"
" هكذا إذا خالتي، أولا بعتني لأجل تلك القبيحة و الأن تبيعيني لأجل أخرى غريبة، أي قرابة هذه، أنا لا أصدق هذا بدلا من جعله يترك تلك الحقيرة الخاطفة و يعود إلي تشجعينه على تركي أنا بعد كل هذه السنوات " قالت تعاتبها باكية..
ردت سميحة بضيق و هى تسمع بكاءها و قد رق قلبها و لكنها من تحيل حياتها لجحيم بعنادها" لم أكن لأجعله يظلمها يا حبيبتي، لم لا تفهمين أنه أخطأ في حق كلاكما و عليه أن يصلح الأمور و لكن ليس بترك واحدة منكم هذا ظلم يا حبيبتي، و لكن إذا لم تعودي تتحملين ذلك فلك الخيار أنا أريد سعادتك كما أريد سعادة ولدي إذا لم تكوني أنت سعيدة لن يكون هو، و لذلك أنا أخيرك يا أمنيته هل تريدين الطلاق و الابتعاد سأجعله يطلقك لترى حياتك و هذا الحديث ليس لك وحدك هذا ليقين أيضاً لو أرادت تركه سأجعله يطلقها و لكن الحياة يجب أن تستمر لذلك أنا أخبرك أني لن أدع ولدي يغرق نفسه في الحزن بعدكما و سأزوجه ليكون سعيدا و ينجب لي أحفاد الكثير من الأحفاد، ماذا قلت، معك يومين فكري "
صرخت أماني بغضب" أنا لن أفكر خالتي أين زوجي أريده الأن، أنت تعرفين مكانه و لا تظني أني سأتركه لأخرى أي كانت "
تنهدت سميحة بحزن و لكنها أجابت بحزم" لا أعرف انتظرا عودته وقت ما يريد إلى اللقاء الأن "
أغلقت الهاتف فقال رحيم بضيق" كنت قاسية عليها "
أجابت بغضب " تستحق هى و الغبية الأخرى يكفي رؤيته على تلك الحالة ليتأجج غضبي "
قال رحيم بحزن" حسنا خذي له بعض الطعام فهو لم يأكل منذ الصباح"
قالت تجيبه " حسنا سأذهب لأراه مستيقظا أولا بدلا من أعداده و تركه يبرد جواره"
كان رحيم يفكر بحزن هل ما يفعلانه صحيح، لقد منعاه من العودة للمنزل هذه الفترة فهو ما أن يراهما حتى يرق قلبه و يتركهم يتصرفان على هواهم معه متحملا ما لا أحد يتحمله من دلالهما الزائد حسنا ليعرفان نهاية ما يحدث مع تلك الغبيتين.. و يدعان لهما الوقت للتفكير فيما يريدانه منه حقا.

دلفت سميحة لغرفته لتراه، وجدته يجلس على الفراش مستند على ظهر السرير يقلب في هاتفه بشرود، سألته باسمة " استيقظت حبيبي كيف أصبحت الأن هل ذهب الصداع"
ابتسم فخار بفتور قائلا " أنا بخير أمي، لقد ذهب الصداع لا تخافي علي"
قالت برفق " جائع"
أجاب بهدوء " لا، لست جائع، أنا أريد العودة للمنزل"
سألته بمكر " أي منزل بهم"
نظر لوالدته بعتاب مجيبا بضيق " منزلي هو حيث زوجتي، كلاهما منزلي و أنا أعده واحدا، ربما هذا أفضل شيء طلبته أماني عندما طلبت أن نعيش في منزل واحد "
قالت بهدوء " ربما، و لكن لم لا تنتظر يومين أنا أرا أنك لست بصحة جيدة و أنهم لا يعتنين بك كما مفترض تفعل الزوجة"
قال متهربا من نظراتها " ربما يحتجن بعض الوقت للتأقلم "
أجابت مرة أخرى" ربما، و لكن لتبق اليوم على الأقل "
أجاب بلامبالاة رغم شوقه للعودة" حسنا لابأس فلأبق اليوم "
تركته سميحة و هى تقول بجدية" استحم و أهبط لتناول العشاء معنا أنا و والدك، لنتحدث قليلاً فيما تريد فعله"
أجابها بحزم" أنا لن أفعل شيء، لن أترك زوجتي أمي، أنت و أبي أنسوا ما تقولون أنا لن أتزوج مرة أخرى حتى لو تركتني أماني و يقين "
أجابت بسخرية" و من قال أنك ستتزوج، يبدوا أنك أحمق و غبي كزوجتيك "
اغلقت الباب خلفها فزفر فخار بحرارة متمتما" يجب أن أعود للمنزل، يكفي هذان اليومين "

تنصت إليها بوجل و غضب من حديثها، هل تظن حقا أنها ستخبرها أنها موافقة على هذا الهراء، سألتها سميحة بمكر" ماذا قررت حبيبتي، هل تريدين الطلاق "
قالت يقين بعصبية" لن أجيب عن ذلك سيدتي، أنا سأنتظر زوجي ليعود للمنزل لأتحدث معه أولا، هذا أمر يخصنا وحدنا"
ابتسمت سميحة لتعاود الحديث بلامبالاة مستفزة " بل هو يخصني أيضاً يا عزيزتي فهو ولدي الوحيد و أنا أريد صالحه، ستعرفين شعوري هذا عندما ترزقين بطفل "
أجابتها يقين بصوت مرتعش" كنت سأرزق بواحد بالفعل سيدتي و لكن ليس لدي طفل الأن و قد خسرته و لا أظن أنه سيكون لدي واحدا "
شعرت سميحة بالحزن و لكنها أجابت بهدوء" سيكون لديك يا عزيزتي ، من رجل تحبينه بالتأكيد، أنت فقط أخبريني إذا كنت تريدين ترك فخار كونك لا تحبينه و أنا سأساعدك و مؤكد ستلتقين بشخص يعوضك كل ما عانيت مع ولدي يعوضك عن ما فقدته ، ولدي رغم أنه يحاول أن يعوضك و أماني عن خطأه و لكن يبدوا أنه لا يجدي نفعا في حالتكما كونك و هى لم تعودا تحبانه مثلما قبل لذلك كل ما نريده هو سعادتكما و إن كانت مع غيره "
هل تصرخ بها، هل تخبرها أنها لن تحب أحد أخر، هل تخبرها أنها لن تسمح لأحد طرق باب قلبها أو جسدها ثانياً ، هل تخبرها أن لا شأن لها بما يحدث مع زوجها، هل تقول أنها تنتظر لتتحدث معه بجدية قبل كل شيء، أم هى تريد أن تزيحها من طريق ابنة شقيقتها فبالطبع تبقى هى الأقرب لهم، قالت يقين تجيبها ببرود" ليعوضني عن ما فقدته أولا سيدتي و بعدها سأتركه "
أغلقت الهاتف بغضب لتلقيه على الفراش بعنف ليقفز قبل أن يستقر على الفراش مجدداً، أمسكت بالعلبة الصغيرة لتأخذ منها حبة الدواء الذي كتبه لها الطبيب عندما أخبرته أنها لا تستطيع النوم جيدا ،و الغضب يتملكها لحديثها، كيف تقول هذا الحديث، كيف تطلب أن يعوضها عن ما فقدته، مؤكد ستظن أنها تتحدث عن ولدها، نعم بالفعل ستظن ذلك، أخفت وجهها بين راحتيها تزمجر بغضب قائلة بصوت مكتوم" تبا لك فخار "

دلف للمنزل بتعب دون أن يحدث صوت، يعلم أنه لن يجدها هنا، مؤكد رحلت لوالدتها، رغم غضب والديه لم يستطع البقاء أكثر من ذلك بعيدا عنهم، ليكون قريب رغم الجفاء و الكراهية لا يهمه فقط يكون قريب منهما و يغفو و هو يعلم أنهما قريبتين منه، تهالك على الأريكة بتعب و ألقى مفتاحه على الطاولة الصغيرة، لم يستطع أن يصعد للأعلى ليرى الغرفة فارغة منها، أغمض عيناه بتعب يتنفس في هدوء لينتشله صوتها الغاضب قائلة بصراخ " أين كنت كل هذا الوقت، و لم لا تجيب على هاتفك، أيها الخائن ستتزوج على ثالثة، هل هذا ردك لي على قبولي تلك السارقة في حياتي، ستأتي لي بأخرى "
فتح عيناه ينظر إليها ببرود، لقد صدقت والدته حقا، يا لها غبية، هل هذا ما تظنه به أنه سيستبدل النساء كالجوارب مثلا، لو كان هكذا ما عاني لهذا الحد، قال بهدوء يجيبها" الشرع حلل لي ذلك عزيزتي، مثنى و ثلاث و رباع ألا تعلمين و بما أنه لدي زوجتين و أعيش كأعزب ربما الثالثة تعدل الميزان و تجعلني أشعر أني لي بيت و زوجة تهتم بي و ربما في المستقبل القريب تنجب لي طفل"
لم تتمالك أماني نفسها لتصرخ بألم و هى تنفجر باكية و يدها تحطم كل ما تطاله، اتسعت عيني فخار بصدمة قبل أن ينهض يمسك بجسدها بقوة بين ذراعيه قائلا بغضب" أهدئي هذا لن يفيدك أمنيتي ثم ربما أحتاج لهذا المنزل لأحضر عروسي الجديدة هنا، لا وقت لدي لجلب منزل جديد لها هى أيضاً، و بما أنك سترحلين من هنا...."
قاطعته صارخة " أيها الحقير الأناني، تريد تطليقي الأن بعد كل هذه السنوات، تريد أن تستبدلني بالصغيرة مثلما تقول أمك "
أمسك بكتفيها بغضب ليثبتها أمامه قائلا بعنف" أنت من تريدين تركي أمنيتي، أنت هى من تحيل حياتنا لجحيم، أنت هى من لم تشفع لي خطأي الأول و الأخير في حقك، أنت هى الأنانية لا أنا أنت تسمعين أنت "
تسمرت أمامه، هى الأنانية، هى من أدخل أخرى حياتهم، هى من ورطهم بهذا، هى من سيتزوج بالثالثة هى، هى المخطئة الأن، كان ينظر في عيناها المتسعة بيأس يعلم كل ما يدور في عقلها، يقرأه في عينيها، تنهد بتعب ليقول بحزم" بل أنا المخطئ، أعلم ذلك، و لكني فعلت و أنتهى الأمر، و لا و لن أستطيع ترك يقين، ما الحل الأن، هل تعلمين، أنا تعبت حقا، لقد قررت بالفعل أن أعطيكما حريتكما إذا طلبتماها، أنت و هى، من تريد أن ترحل لترحل، لن أقف في طريقكم و لن أمنعكم، أنا أريدكم سعيدتين فقط و لو كانت سعادتكم بعيدا عني سأفعل، سأفعل و أنا أعلم أني سأموت بابتعادكما و لكن سأفعل من أجلكما، هل هذا يرضيك أمنيتي، سأترك لكم الباب على مصرعيه من تريد أن ترحل ترحل فقط كونا سعيدتين فقد طال عذابكما معي حبيبتي "
تجمدت أمامه، أنه جاد هذه المرة ، بالفعل لديه استعداد يتركهم، قالت باكية بحرقة الأن و هى تعلم أنه حقا سيتركها لو أرادت" حبيبتي، تقول حبيبتي و تردني أن أذهب، قررت التخلي عني من أجل حبيبتك الأن، هذه هى الخطة أن تدعي أنك تريد سعادتي لتجعلني أرحل "
زمجر بغضب و هو يخفي وجهه بين راحتيه بيأس قائلا بصوت مكتوم " اه، ماذا تريدين مني أمنيتي، ما الذي تريدين مني فعله بالله عليكِ و سأفعله لك "
قالت باكية بألم و قهر" أريدك لي وحدي فخار، أريد زوجي لي وحدي، هل هذا كثير، ما ذنبي أنا لتشاركني أخرى حياتي "
تنهد بحزن و أجاب بحزم" أسف أمنيتي لم يعد متاح، هناك أخرى في حياتي بالفعل و عليك تقبل وجودها، أنا لا أستطيع أن أتخلى عنها طالما هى تريد البقاء معي مثلك تماما، أرى أننا ندور في دائرة مفرغة و لا جديد، أنت مازالت تنتظرين أن أطلق يقين لأبقى لك وحدك و أنا أخبرك أني لن أفعل لذلك أخبريني بقرارك النهائي و أنا سأنفذه لك "
دفعته في صدره بغضب قبل أن تصعد لغرفتها باكية بقهر، و قرارها وصله دون أن تجيب بكلمة، زفر بحرارة و تحرك ليصعد خلفها، دلف للغرفة بهدوء و اتجه للفراش التي كانت مستلقية عليه باكية، شدها من ذراعها لتنهض، نظر في عينيها قائلا بصدق" أحبك يا قلب فخار، فقط تجاهليها كأنها ليست بيننا لا تجعلي شيء يعكر صفونا و نحن معا هكذا فقط"
قالت بصوت مختنق " كيف أفعل ذلك"
أجابها هامسا و هو يضمها لصدره بقوة و يقبل عنقها بحرارة " هكذا فقط، لا تتذكري غير حبيبك فخار، فقط و لا أحد آخر"
لفت ذراعيها حول عنقه تبكي بقوة قائلة" ليته حلم و أفيق "
أجابها برقة" اعديه حلم طويل الأمد فقط، و ليس كابوسا ستجدين الأمور بخير"
" فخار " قالتها بلوعة ليجيبها برقة " يا قلب فخار، أحبك أمنيتي"

خمس أيام طويلة، لم يأتي و لم يهاتفها و لم يسأل عنها و لا يجيب على اتصالاتها، اليوم قررت أن تسأل والده عنه، كل يوم تذهب للعمل تفكر و تقرر أنها ستسأله و لكنها في النهاية لا تنفذ، منذ حادثتها والدته لم تتحدث معها مرة أخرى، ربما استسلمت لحديثها، أهترئت الرسالة من كثرة ما أخرجتها لتقرأها و تنظر لذلك الخاتم، تضعه و تنزعه مرارا و الغضب يتملكها، قررت الرحيل لتتراجع و تنتظر لتعاود القرار و تتراجع ثانياً، أين هو يا ترى تتساءل ، ربما هو مع زوجته و أخبر والدته أن لا تخبرها تظن هذا ، هل يظن أنها ستثور مثلا نعم ستفعل ستثور و تغضب، هذا ليس عدلا أن يتركها لأيام طويلة دون السؤال عنها و هو يعلم أنه ليس لديها غيره، و ما الذي كنت تنتظرينه يا غبية، كل تصرف له يخبرك لم تزوجك، فقط ليصحح خطأه معك و لا شيء أخر، الشعور الوحيد الذي يشعره نحوك هو الذنب و الشفقة ربما، و لكن ليس الحب، أمسكت بالخاتم لترتديه مجدداً و هى تتمتم بحزن " خاسرة بائسة أنت يقين، هذا عقابك على فعلتك"
كانت تشعر بالألم حقا و دموعها تتساقط بحزن، فتحت الدرج بجانبها لتخرج علبة الدواء منه لتخرج منها حبة صغيرة و تبتلعها، ظلت لوقت مستيقظة لتخرج واحدة أخرى و تبتلعها لعلها تغفو فالأمر صعب هذه الفترة من كثرة تفكيرها به، و ها هى للثالثة صباحا مازالت مستيقظة ، شعرت برأسها يثقل مع الوقت و جسدها يسترخي فتمددت مرحبة بهذا الشعور من اللاوعي ليُصرف عقلها عن التفكير في أي شيء...

🌲 🌳 🌵 🍁 💮 🌻 🌷 🌱 💐 🌸 🍃 🍂 🍀

noor elhuda likes this.

صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 02:21 AM   #42

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث و الثلاثون
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
لم يستطع النوم و ظل يتقلب في الفراش أرقا، لم يستطع أن يذهب إليها يخشى أن ترفضه كالسابق، لا يعرف كيف يتعامل معها، طلبته ، فلم يجب على اتصالها لعلمه أنها ستخبره أنها سترحل و تتركه يعلمها عنيدة، و لكن الأن و هى قريبة منه لا يستطيع أن يظل بعيدا عنها، نهض ليرتدي قميصه مسرعا، يجب أن يراها الأن لن ينتظر حتى الصباح، شعرت به أماني فسألته ناعسة "إلى أين فخار "
أجابها بحزم " سأذهب لرؤية يقين أماني أشعر بالقلق عليها"
اعتدلت غاضبة " تبا لك فخار، لم لا تنتظر للصباح، لهذه الدرجة لا تستطيع أن تبتعد عنها ليوم "
تحرك نحو الباب قائلاً ببرود " لن أتحدث في هذا الأن "
تركها و خرج من الغرفة يهبط الدرج مسرعا ، لن يقف و يظل يبرر لها أفعاله، لتعلم هى زوجته مثلها تماما، أخذ مفتاحه من على الطاولة بالأسفل و خرج من المنزل متجها لمنزل يقين ، فتح الباب بقلق و الصمت يعم المكان، هل كان ينتظر أن يجدها تنتظره مثلاً الساعة تخطت الرابعة، أتجه لغرفة نومها ليفتحها بعنف، وجدها مستلقية على الفراش على جانبها بملابسها كاملة حتى حذائها، تبدوا هادئة غارقة في النوم حتى أنها لم تشعر بوجوده ، أضاء مصباح الغرفة و اتجه إليها نزع حذائها و ألقاه على الأرض و جلس جوارها مر براحته على رأسها هامسا "حبيبتي، لقد أتيت "
لم يجد منها استجابة فانحنى على شفتيها يقبلها برفق قائلا " يقين أفيقي حبيبتي أنا هنا " شعر بشفتيها باردة فشعر بالقلق ليعيد مناداتها بقوة هذه المرة " يقين " و ثانياً لم يتلقى جواب أو حتى تململت في نومها من لمساته، شعر بالقلق فعدلها و هو يهزها برفق لتفيق" حبيبتي أفيقي "
وقعت عيناه على تلك العلبة أسفل جسدها مع رسالته فخرج صوت مذعور من حلقه و هو يهزها بقوة " حبيبتي ماذا فعلتِ ، يا إلهي يقين ماذا فعلتِ "
وضع أصبعه على النبض بعنقها ليجده ضعيف فتحرك مسرعا ليمسك بهاتفها ليطلب عمر، أخذ يقلب في الهاتف بخوف و لم يعرف ماذا يفعل فعقله لم يسعفه بتذكر الرقم الأن، وجد رقم والدته فطلبها بخوف و هو يتمتم بعصبية " أجيبي أمي أرجوك أجيبي "
قالت سميحة بصوت ناعس " حبيبتي ما الأمر تطلبيني في هذا الوقت"
قال فخار بتوتر " أمي أنها يقين، لا أعرف ما بها أرجوك أطلبي عمي عمر ليأتي إلي على الفور فهى لا تتحرك و نبضها ضعيف تكاد لا تتنفس "
قالت سميحة غاضبة من سوء تصرفه " لا تنتظر فخار، خذها للمشفى هل جننت لتضيع الوقت، هيا تحرك و نحن أتين خلفك " أغلق الهاتف و خرج مسرعا و فتح الباب و ركض لسيارته ليفتحها قبل أن يعود للمنزل و يحملها و اتجه للخارج مسرعا دون أن يهتم بغلق الباب خلفه وضعها على المقعد بجانبه و استدار مسرعا ليصعد بجانبها أدار السيارة و أنطلق للمشفى كما طلبت والدته منه، كان ينظر إليها من وقت لآخر بذعر، مؤنبا نفسه على اهماله لها، ليته طلبها عندما علم باتصالها، ليته هاتفها ليطمئن عليها، ليته أتى إليها أولا، لم كل مرة يكون قاسي القلب معها هكذا، لم بدلا من إظهار مشاعره نحوها يظهر لها غضبه من تصرفاتها، لم لا يقدر وضعها و ما عانته من قبل، كان لابد أن يتجاهل عنادها و يفهمها أنه مازال يحبها و يهتم بها، لم يثور و يغضب كلما ألقت في وجهه أنه لم يعد يعني لها شيء و عدم رغبتها في البقاء معه يتعامل معها ببرود و حدة بدلا من الرفق و اللين الذي يتبعهم مع أماني ، هل لهذا يعاقبها ، كونه يعلم أنها تستطيع الابتعاد عنه و تركه بالفعل، غبي، غبي حقاً، لقد أضعتها من قبل و ستضيع منك للأبد الأن، وصل للمشفى فتوقف أمامها بعنف و هو يهبط مسرعا و يخرجها صارخا بالجميع في الداخل " ساعدوني أرجوكم ، زوجتي لا أعرف ما بها "

كان يقطع الممر ذهابا و إيابا بعصبية و هو يفرك يديه، نظرت إليه والدته بضيق مغتاظة منه، أنه مخطئ بجميع الأحوال و لا يعرف أن يسير حياته، هذا الأحمق بدلا من الذهاب ليطمئن عليها قبل الذهاب لأماني طالما قرر المكوث معها ، لم يكلف خاطره أن يراها و ذهب على الفور لأماني، ما هذا الظلم الذي يمارسه على الفتاة المسكينة، و ها هى الأن، لا تعرف هل حالتها خطر بالفعل أم لا، كان رحيم قد هاتف عمر أيضا ليأتي إليهم، حتى يطمئنهم عليها، فهى لها أكثر من ساعة في الداخل و لم يخرج الطبيب، أتت صباح و عبد الغني مسرعين بعد طلب سميحة لهم، وقفت صباح أمام سميحة تسألها بخوف " ما بها ابنتي "
شعر فخار بالضيق، فهو لا يحتاج تعقيد الأمور أكثر و بعلم والدها الأن سيصعب الأمر عليه في التعامل معها، فقط يطمئن عليها و بعدها يفكر في كل ذلك، سمع والدته تطمئن والدتها قائلة " لا شيء أطمئني صباح، يبدوا أنها لا تتناول طعامها جيدا فشعرت ببعض الضعف "
رمقه عبد الغني بحقد بملابسه المشعثة ببنطاله البيتي و قميصه المجعد و خفه من الجلد الأسود يبدوا كمن نهض للتو من الفراش بشعره المشعث. تحرك لباب الغرفة يقف أمامها ينتظر كمن يمنع أي أحد من الاقتراب، يظن أنه المقصود، خرج الطبيب فسأله عبد الغني بلهفة " كيف حالها سيدي الطبيب "
طمئنهم الطبيب " بخير أطمئنوا، لقد قمنا بعمل غسيل معدة حتى تتخلص من أثر المخدر "
شهقت صباح بذعر متسائلة " هل كانت تريد الانتحار "
نفي الطبيب بقوة " لا سيدتي أطمئني لا نظن ذلك فالكمية بسيطة لو كانت تفعل لأخذت أكثر من قرصين ، يبدوا أنها كانت تأخذ الدواء لتسطيع النوم و لكنها تناولت جرعة زائدة و عدم تناولها الطعام و ضعف بنيتها هى من جعلتها تفقد وعيها حمدا لله لجلبها بسرعة على المشفى.. أطمئنوا، ستكون بخير تحتاج بعض الاهتمام "
أخفى فخار وجهه بين راحتيه بيأس، ما الذي يفعله بها، لأين سيوصلها باستهتاره بأمرها، و بمشاعرها، قال عبد الغني بهدوء " هل نستطيع أن نراها "
قال الطبيب بهدوء " بالطبع فور أن تخرج لغرفة أخرى "
وقف رحيم جوار عبد الغني قائلاً بقلق " سيد عبد الغني، فخار لم يكن بالمنزل، لذلك.."
رد والدها ببرود " بالطبع كان مع زوجته الأخرى، هل علمت الأن لم لا أقبل بولدك، لهذا، هو لم و لن يستطيع أن يعتني بابنتي مهما فعل، لذلك أظن أنه من الأفضل أن تعود لمنزلي "
هدر فخار بعنف " لا، يقين لن تذهب لمكان سيدي، لن تترك زوجتي بيتي، أنا قادر على الاعتناء بها "
رمقه عبد الغني بسخرية قائلا ببرود " واضح أنك تستطيع الاعتناء بها، يكفيك زوجتك الأخرى "
قال فخار بضيق " سيدي أرجوك، يكفيني قلقي على زوجتي "
سأله بمرارة " حقا تقلق "
تدخل رحيم قائلاً " المهم الأن هو أن نطمئن عليها، أليس كذلك سيد عبد الغني "
لم يتحدث الرجل بل تحرك ليقف بعيداً بصمت منتظرا أن يرى يقين، بعد أن نقلت لغرفة أخرى كانت تبدوا شاحبة مرهقة ، سألت والدتها بوهن متجاهلة فخار " ماذا حدث أمي، لم أنا هنا "
اقتربت صباح باكية تقبل رأسها و هى تطمئنها " لا شيءٍ يا حبيبتي، فقط عدم تناولك الطعام أفقدك الوعي "
رمقت والدها بحزن و قالت بهدوء " أسفة لإزعاجكم "
سألتها سميحة " كيف تشعرين الأن يا حبيبتي "
أجابت بجمود " بخير شكراً لك
أقترب فخار ليجلس جوارها على الفراش ليمسك بيدها التي ترتدي بها محبس زواجها رفعها لفمه يقبل أصابعها برفق قائلاً " أسف يا حبيبتي لأني لم أكن بجوارك "
أشاحت يقين بوجهها و شدت يدها من بين أصابعه بضعف قائلة بفتور " لا بأس، لقد أعتدت الأمر "
شعر بالحزن لقولها و أراد لكم نفسه نعم هى معها حق والدها معه حق الجميع معهم حق، هو بالفعل مقصر في حقها، هو تائه و لا يعرف كيف يتصرف مع زوجتيه للأن دون أن يغضب الأخرى، أنه أحمق غبي و فاشل، أنه فاشل و هو مازال في بداية الطريق، يبدوا أن لا شيء يجدي نفعا، لم يستطيع أن يحادث أماني بينما يقين لا، لم يستطيع أن يرضي أماني بينما يقين لا، لم يستطيع السيطرة على انفعالات أماني بينما يقين لا، لأن يقين ليست أماني و هو لا يريد أن يفهم هذا أن ما يرضي أماني ليس بالضرورة يرضي يقين ، و لذلك هو لا يستطيع أن يصلح شيء ، قال فخار بقوة للجميع " أريد الحديث مع يقين قليلاً وحدنا رجاءً "
قالت تجيبه بعنف " لا، لا داعي لذلك لا حديث بيننا نجريه "
قال عبد الغني بأمر " للمنزل صباح، هى مع زوجها "
قالت تجيبه برجاء " و لكن لنطمئن عليها فقط، أنتظر قليلاً بعد "
أجاب بحزم " هيا صباح، لا تجادليني "
استسلمت والدتها لتخرج خلفه و هى تلقي نظرة حزن عليها، لتخرج سميحة بدورها لتبحث عن رحيم الذي كان يقف مع عمر في الخارج، ما أن خرجوا جميعاً قال فخار برفق و هو يمر بأصبعه على محبسها " ارتديته، هل أنت سوف... "
نزعت يدها منه بعنف فصمت.. و هى تمسك بالخاتم تنزعه لتلقيه جانب الغرفة بعنف في اشارة برفضها لم خلف حديثه ، لم يعلق على فعلتها بل نهض ليتجه إليه و يمسك به يضعه في جيب قميصه، هو مقدر غضبها منه، فتح الباب ثم عاد إليها ليحملها بين ذراعيه، فصرخت قائلة " لأين أخذني، أنا لن أعود لذلك المنزل، أتركني "
سألته والدته بضيق " لأين فخار، أنتظر لنطمئن عليها بني، كفاك جنون "
قال فخار بحزم " هى بخير أمي و ستكون أفضل معي أطمئني "
كانت تضربه على كتفه بعنف و هى تصرخ بغضب " أتركني، لن أظل معك لدقيقة واحدة لقد سئمت منك، أنت وغد حقير اللعنة عليك و على يوم عرفتك "
و لكنه تجاهل صراخها و هو يسير خارج المشفى دون أن ينصت لأحد، وضعها في السيارة و أدارها قائلا " أغمضي عيناك و أستريحي لحين نصل "
قالت غاضبة و هى تحاول فتح الباب لتهبط غير أنه موصده " لن أعود معك لهناك، لو أعدتني سأقتل نفسي "
قال بهدوء " أفعلي عندما تجدين فرصة لذلك "
تحرك بالسيارة مسرعا و هى على حالها طوال الطريق تسبه بغضب و تضرب بقدمها الحافية السيارة، قال برفق " أهدئي يا حبيبتي أنت ترهقين نفسك دون داع "
رمقته بغضب " هل تظن أني سأظل معك بعد الأن، أنس ذلك حتى لو قبلت يدي "
أجابها فخار بهدوء قائلاً " و ماذا لو قبلت شفتيك، لن تظلي أيضاً "
التفتت إليه و ظلت تضربه بعنف على كتفه و جسده حتى كادت السيارة تصطدم في الرصيف، تماسك فخار ليبتعد و يتخذ منتصف الطريق قبل أن يمسك بيدها التي تضربه بحزم و يشدها إليه و عيناه على الطريق، قال بعنف و تحذير " أصمتي و أهدئي حبيبتي"
وجدت أنها تبكي بقهر و صمت و هى تحاول تخليص يدها منه، تمتم بضيق " لقد اقتربنا أهدئي فقط بالله عليك "
توقف بعد ثواني أمام البناية الكبيرة التي تعرفها جيداً، نظرت للخارج بقهر، لا، لن تعود معه لهنا ثانياً، لن تظل معه في المكان الذي شهد على ضعفها و خذلانها لنفسها قبل الجميع، لن تكون معه هنا من جديد، قالت بصوت مختنق " لن أظل هنا، أو في بيت زوجتك، أنا سأذهب من هنا و للأبد "
هبط من السيارة و التف حولها بحسم ليفتح الباب و يحملها عنوه قبل أن يدفع الباب بقدمه بقوة يغلقه قالت غاضبة "أتركني، لن أصعد هناك معك"
تجاهل حديثها و حركاتها العنيفة الواهنة، فهى بالفعل ضعيفة للغاية، صعد الدرج متجاهلا المصعد للطابق خاصتهم، ليقف أمام الباب و هو ينزلها قائلا" لا صوت، مفهوم "
أمسك بها بجواره يلف ذراعه حول خصرها، و هو يفتح الباب بيده الأخرى، دفع الباب و أدخلها بحزم قبل أن يغلق الباب خلفهم و يدير المفتاح عدة دورات قبل أن يضعه في جيبه و يفتح المصباح، كانت تقف مسمرة غاضبة تنتفض و شفتيها ترتعش، نظر إليها بهدوء و قال بحزم " الأن، لا خروج من هنا قبل أن تحل جميع مشاكلنا مرة و للأبد، ماذا قلت حبيبتي "
قالت بعنف " لا تقل حبيبتي "
رفع يده يعدد على أصابعه بقوة مؤكدا بتروي " حبيبتي، و زوجتي، وروحي، و أنفاسي ، و أم أطفالي فيما بعد "
حبيبته حقا، لا ترى ذلك، زوجته، لا تظن و هو يعاملها بكل هذا السوء و الاهمال، روحه، روحه التي تركها دون أن يسأل عنها حتى لأيام طويلة تتلظى هى بنار القهر و الغيرة و والدته تخبرها أنها ستزوجه و سيطلقها، أنفاسه التي تخرج و تدخل لصدره و هو بعيد عنها و لا يهتم بها حتى، أم أطفاله، حقا ينتظر أن تنجب له أطفال، و هو حتى لا يؤكد لها على حبه و يشعرها بأنه تزوجها شفقة و رأفة بحالها بعد ما حدث، لم تعد تفهمه أو تعرف ماذا يريد منها، و قد شفيت زوجته ، قالت ببؤس باكية " ماذا تريد مني و قد شفيت زوجتك و تستطيع أن تنجب لك ما تشاء من الأطفال، لقد بطل سبب زواجك بي فخار، لم تعذبني معك، ألا يكفي القهر الذي أشعر به بعد ما حدث، هل تريدني ميته من القهر و الذل و أنت تخبرني بما لا و لن يكون أبداً، نحن لن نستمر معا فخار أنا أعلم لم تزوجتني، أعلم و تقبلته و علمت كم كنت ساذجة ضعيفة فلم تظل تغرس خنجرك في جرحي لتعيد إحيائه، كلما تقبلت أن هذه ستكون حياتي تعاود رمي وعودك التي لا تحققها في وجهي، لم لا تقدر محاولتي لأعيد حياتي بنفسي بعيداً عنك، لم تظل تدفعني للعودة لأغرق في حزني من جديد، لما " سألته بيأس
أقترب منها و قال بغضب " لأنك غبية، حمقاء، للأن لا تصدقين حبي لك ماذا أفعل لأثبته لك، تريدين تركي حقاً، هل ستكونين سعيدة بدوني، تزوجتك لأني أحبك، نعم كنت أحتاجك و لكن حبي كان أكبر من حاجتي إليك، تركتني عام كامل ماذا فعلت حين عدت، تتذكرين غضبي؟ كان من شوقي إليك حينها، تركتني مجددا و أنت حامل بطفلي و لم تخبريني، و ماذا حدث عندها لقد أحرقت كل شيء حولي من شدة غضبي، كل ما كنت أفكر به أني أريدك أن تعودي و سأفعل كل شيء لتظلي معي و تعودين إلي، لم أهتم بوقع الخبر على والدك لأذهب إليه و أخبره بتهور أنك زوجتي، لقد صرخت بها على الملأ أنك زوجتي، كل ما كان يهمني هو عودتك لي فقط "
قالت يقين باكية " أنت تحب زوجتك فخار "
أجابها بعنف " و أحبك أنت زوجتي أيضا، لم لا تفهمين أنا لا أستطيع العيش دونكما معا ، أنا أحبك و أحبها، ما هى مشكلتك الأن و قد تزوجتني و أنت تعلمين أن لي زوجة ، هل تريدين مني تركها كما تقول هى لي "
قالت بائسة " بل أريدك أن تحبني و لكن هذا لم يحدث، أنت لا تستطيع أن تحب امرأتين في آن واحد، و أنا أعلم كم تحب أماني تزوجتني فقط لشعورك بالذنب تجاهي "
قال بحزم " أنت لا تعرفين شيء، لا تعرفين ما هو داخل قلبي، هل تظنين أني أريد تعقيد حياتي، لو لم أكن أحبك لتركتك ترحلين و لظللت مع أماني سعيداً لا أشعر بذرة تأنيب ضمير تجاهك و قد تزوجتك علنا و أرحت ضميري ليعلم الجميع أنك كنت متزوجة أليس هذا أسهل من رأيك بدلا من أدعاء الحب كذبا لشعوري بالذنب، ما هذا المنطق الذي تفكرين به، متي ستتعقلين و تكفي عن حماقاتك"
قالت صارخة " حماقاتي أنا، نعم بالطبع لو لم أكن حمقاء غبية لكنت الأن أتنعم بحضن والدي و حبهم بدلاً من هذا الشعور بالوحدة و الوحشة و أنت بين أحضان زوجتك تاركني هنا للقهر كما تركتني للعذاب بعد فقد طفلي، لم تجب حتى على أتصالي لترى الغبية التي وضعتها في بيت زوجتك ماذا تريد منك أو ما يحدث معها، هل هذه هى الحياة التي تريدني العيش بها معك و مع زوجتك الحصول على الفتات منك و من وقتك وقت تريد أن تعطيه لي ، لا شكراً لك، هذا لا يناسبني، لم أعد أريد أن أظل في الخفاء بعد الأن حتى لو كان الجميع يعلم عني، ستظل دوما تعاملني كعشيقة و ليس زوجة أحصل على ما تحصل عليه زوجتك الأولى "
قال فخار صارخا " و هل أعطيتني فرصة لأثبت شيء، هل أعطيتني فرصة لأعاملك كزوجتي الأولى، هل سامحتني من الأساس على خطأي في حقك لأحصل على فرصة لأعاملك كزوجة، ماذا تفعلين عندما أتي إليك، ببساطة تغلقين بابك في وجهي، هل عاملتني أنت كزوجتي لأفعل أنا المثل، أعلم جرحتك، أعلم ظلمتك أعلم خذلتك، و لكن هل وقفت لثانية واحدة تشيرين نفسك و تخبرينها بأنك ستعطيني فرصة لأصحح خطأي في حقك، لا بل كنت تشيرينها في كيف ستعاقبينني على أفعالي و تنتقمين مني ببعدك عني، أنت واثقة أني أحبك ولهذا تبعدين نفسك عني لتعذبيني صح يقين، تتمنعين عني لتعذبيني "
" لا، أنت لا تعرف شيءٍ، ليس هذا مقصدي، أنا كنت حزينة و متعبة ماذا فعلت أنت غير ابتعادك، لتعلم أنك شخص أناني لا يهتم إلا بنفسه و برغباته فقط "
قال لها بقسوة " هكذا ترينني حسنا يا عزيزتي لأريك بما أهتم حقا "
أمسك بيدها ليدخلها غرفتهم فصرخت غاضبة" أتركني ماذا تفعل تبا لك "
أغلق الباب بقوة و دفعها على الفراش برفق لتقع عليه جالسة، يعلم مدى ضعفها فهى تبدوا كالشبح بالفعل يجب أن يتحرك و الا ستظل غارقة في تعاستها حتى الموت، فتح الخزانة تحت نظراتها ليخرج لها ثوب للنوم من تلك الأثواب التي كانت ترتديهم و هى معه هنا، وجدها تنظر إليه بصدمة و جسدها يرتعش رفضا لم يفكر به و يريده منها و لكنه و لم يبالي، وضع الثوب على الفراش و أمسك بيدها مرة أخرى لتنهض واقفة، أمسك بحجابها ينزعه ثم أمسك بأزرار ثوبها ليفتحها فتشبثت بها بعنف قائلة بغضب " أتركني إياك أن تلمسني "
أجابها فخار بحزم " سأفعل، أنت زوجتي، و لي حقوق عليك و عليك الطاعة يا عزيزتي "
كانت تبعد يده بعنف و لكنه تمكن من نزع ثوبها ليظهر هشاشة جسدها و ضعف بنيتها، و رغم تألمه لم وصلت إليه و لكنه حاول أن لا يظهر تأثره بذلك، دفعها للمرحاض الصغير في غرفتهم و هى تصرخ سائلة
" ماذا تفعل فخار أتركني، أتركني، سأصرخ و أهدم المكان على رأسك"
أغلق المرحاض خلفهم قائلاً بسخرية " لا أظن عندك طاقة لفعل ذلك، أنت تبدين كالمومياء يا عزيزتي "
أجلسها على المغطس و فتح الصنبور لتتدفق المياه الساخنة قبل أن يفتح الباردة ليعدل من درجة الحرارة، كانت تجلس و هى ترتعش و قد فقدت كل ذرة من المقاومة و الاعتراض، ربما لشعورها أنه لا يريد شيء منها بعد رؤية جسدها الهزيل، ربما لم يعي لنظرته إليها و لكنها رأت نظرته فور رؤيتها دون ثوبها، حسنا هذا جيد، هى أيضاً لا تريده، لم تعد تريده أن يقترب منها، يكفيه زوجته الجميلة ، حملها ليضعها داخل المغطس و يدفعها للأسفل لتجلس ليتدفق الماء بغزارة على جسدها لتشعر بالدفيء مد يده لينزع عقدة شعرها ليتساقط مبتلا تحت الماء وضع عليه بعض الغسول ليفركه برفق و هو يجلس على حافة المغطس قائلاً بحنان " تشعرين بالبرد أزيد حرارة الماء "
هزت رأسها بعنف و قالت بصوت مرتعش " أتركني سأكون بخير وحدي "
تمتم هامسا و هو يميل لأذنها " أبداً "
ساعدها على الوقوف تحت الماء و قبل أن يغلق الصنبور أمسك بمنشفة كبيرة ليلف جسدها فور توقف الماء حتى لا تشعر بالبرد، حملها خارج المرحاض عائدا لغرفتهم، أوقفها على الأرض جوار الفراش قائلا " أنتظري ثانية "
اتجه للخزانة و أخرج منشفة صغيرة وعاد ليجفف لها شعرها بعد أن أجلسها على الفراش، فور انتهائه أدخل الثوب فوق رأسها برفق قبل أن ينزع المنشفة من حولها، سحب الثوب للأسفل ليداري جسدها الذي بدأ يرتعش، أخذها للفراش يدفع الشرشف من عليه ليدخلها و يعاود تدثيرها، استندت للوسائد براحة و شعور بالنعاس يتملكها فقال برفق " أغفي قليلاً حبيبتي، سأكون هنا معك لا تخافي"
قالت يقين ناعسة " أذهب لزوجتك، ستقلق عليك "
أجابها بلامبالاة " أنت أيضاً زوجتي عليها أن تعتاد على ذلك مثلك "
اعتدلت يقين على جانبها تعطيه ظهرها قائلة بخفوت و النعاس يغلبها " أخبرها بهذا "
تنهد فخار بحزن، جلس بجانبها يلامس شعرها المبتل، أمسك بالفرشاة لترتسم على شفتيه ابتسامة شوق لتلك الأيام عندما كان يمازحها و هو يمشط شعرها لتجد أنه عقده ببعضه لتظل بالدقائق و هى تحاول فك عقده، و بعد أن تنتهي تثور و تظل تضربه بعنف لينتهيا بين ذراعي بعضهما، مر بالفرشاة برفق حتى لا تستيقظ حتى أنهى تمشيطه ليقوم بعقده مرة أخرى برباط مطاطي، نهض من جوارها و مال على وجنتها يقبلها برقة ثم بدل ملابسه بأخرى نظيفة قبل أن يخرج ليذهب للمطبخ ليعد لها الطعام لحين تستيقظ، و هو يفكر أنه و من الأن سيتعامل معها بطريقة أخرى، و لكن الذي هو أكيد منه أنه لن يبتعد بعد الأن..

🎄🌵🌴🌳🌲🌱🌼🌻🌹🥀🌷🌺💐🌸💮🎍


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 02:25 AM   #43

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثون
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀

بعد أن أنهى إعداد الطعام جلس فخار على الأريكة يدير التلفاز يشغل وقته لحين تستيقظ يقين، أمسك بالهاتف ليطلب أماني ليبلغها أنه سيتغيب لعدة أيام، ما أن أجابت حتى صرخت في وجهه قائلة بغضب " أين ذهبت فخار، منذ الليلة الماضية لم تعد أو أعرف أين ذهبت، لقد وجدت المنزل فارغ و الباب مفتوح أين ذهبت معها"
قال يجيبها بهدوء حقا لا يملكه، فهو لا يريد جدال عقيم معها عن بقاءه أو تركه ليقين " أماني عزيزتي، يقين مريضة و سأكون معها لبضعة أيام حتى تشفى، و أعود للمنزل "
قالت غاضبة " ستتركني من أجلها فخار، هل هذا ما سيكون عليه الوضع، تتدعي المرض لتبقى معها و تتركني، هل هذه من حيلها الجديدة لتسرق زوجي مني "
شعر بالحنق، هل هذا ما ستظل عليه حياته منذ الأن نفس الحوار العقيم كلما ذهب لواحدة منهم، قال يجيبها ببرود " أماني، لقد تركتها و ذهبت معك و هى كانت مريضة أيضا ، و لكني ذهبت معك أنت لأن حالتك كانت أهم من حالة يقين ذلك الوقت، أما الأن فيقين تحتاجني بجانبها، و أنت بخير الأن ، لم تعقدين الأمور أماني، لم لا تتفهمين " أضاف بيأس
سمع بكاءها فقال بحزن " أسف يا حبيبتي أعلم أن الوضع صعب عليك، و لكني لا أستطيع ترك يقين في تلك الحالة، أعدك سأعوضك و لن أظلم أي منكما ، فقط أصبري قليلاً حبيبتي لتستعيد صحتها أنها محطمة لأنها فقدت عائلتها لم يبق لها غيري ، هل أتخلى عنها بدوري "
قالت تجيبه باكية " أنا تفهمت ذلك رغم أنها من وضع نفسها في هذا بقبولها الزواج من خلف ظهر أبيها و أخذ رجل من زوجته و لكن أنت تظلمني كثيرا فخار بالضغط علي ، لم تفعل بي هذا، هل هذا جزاء حبي لك "
شعر بالحزن، هل تظن أنه يستغل حبها له ليظلمها، و ماذا عنه هو ألا يحبها أيضاً، قال فخار برفق و بصدق " أسمعيني جيداً يا قلب فخار، تعلمين أني أحبك بدوري و لا أستطيع العيش بدونك، و لكن مثلما أهتم بك يجب أن أهتم بقين، هذا حقها على، أنت زوجتي و هى زوجتي، متى ستتقبلين هذا يا حبيبتي، لقد أصبح أمر واقع تقبليه حتى لا تمضى حياتنا معا تعيسة، كونك تفهمته ليس كتقبله حبيبتي حاولي من أجلي ، أرجوك أمنيتي "
لم تجب حديثه و صوت بكاءها المكتوم يؤلم قلبه، أراد أن يهون عليها فقال برجاء " ألا تريدين أن ننجب أطفالا، الكثير منهم، اذا كنت أنت لا لتعاقبيني ، فأنا مشتاق لذلك اليوم الذي يكون لدي فتاة تشبه أمنيتي أدللها و أحبها تماما كأمها، أمها التي تدلل علي الأن و تسمعني بكاءها و هى تعلم أن أكثر ما يؤلم قلبي هو حزنها و كوني بعيداً عنها لا أستطيع ضمها لأهون عليها، فهل تتعمدين هذا "
شهقت بحزن و خرج صوتها مكتوم " متى سأراك "
لا يعرف متى تتحسن يقين، و لكن لا يريد ترك أماني لفترة طويلة أيضاً، قال برفق سأهاتفك عند معرفتي حبيبتي، أنا لن أختفي و أتركك سأهاتفك كل يوم و سنتحدث طويلاً و حين أستطيع سأتي إليك "
قالت بصوت مختنق " حسنا، سأنتظرك "
رق قلبه فقال بحنان و صدق " أحبك كثيراً أمنيتي، أكثر من حياتي يا قلب فخار "
أغلق الهاتف ليكسو الحزن ملامحه متسائلا متي سيخرج من هذه الدوامة، متى سيجد نفسه و قد أصبحت حياته هادئة كالبشر، هل كان عليه أن يتخلى عن إحداهم، و لكن من منهم و هل سيكن سعيدتين بدونه حقا، هو يريد فرصة معهم و هو واثق أنه سيسعد كلتاهما، فقط يتقبلان الأمر لتمضي بهم الحياة، و ليس الوقوف مكانهم و لا شيء يجد عليهم غير مشكلة ما يتشاجرون عليها . نهض ليرى يقين إن كانت استيقظت، ليجدها كما هى غافية و بعمق، اتجه إليها يكفيها هذا الوقت من النوم، لها عدة ساعات غافية، يجب أن تستيقظ لتأكل و يتحدثا بجدية معا.. و لكنه لم يستطع أن يفيقها، تراجع مجددا ليخرج من الغرفة و يعود ليجلس في الخارج بملل..

سألت صباح زوجها بتردد " هل حقاً كنت ستعيد يقين للمنزل كما قلت لزوجها "
نظر إليها بصمت بعض الوقت قبل أن يقول بمرارة " ليس معني عودتها للمنزل أن تعود الحياة كما كانت صباح، كنت فقط سأظل أقف بجانبها طالما تحتاج إلي، لكن ما في قلبي تجاهها سيظل كما هو "
سألته باكية " ألن يأتي يوم تسامحها فيه عبد الغني، لقد تعذبت ابنتي كثيرا، أليس هذا تكفيرا لغلطتها من وجهة نظرك ألا تستحق الصفح بعد كل ما عانته "
قال لها بحدة هى من أوصلت نفسها لهذا صباح، لا تضحكي على نفسك، ابنتك وقعت في الخطأ برضاها لم يجبرها أحد، الخطأ الأكبر يقع عليها هى و ليس على زوجها "
قالت برجاء " لم لا تعطيها فرصة فقط، لقد تزوجت و لم.... "
هدر بها بغضب " تزوجت، تزوجت، حقاً هل هذا ما تقنعين نفسك به لتهوني وقع الصدمة عليك، آسف، و لكن هى بالنسبة لي خاطئة و ليست متزوجة، و الأن لا حديث أخر عنها، أنا لا أريد سماع شيء عنها بعد الأن "
تركها و ذهب لغرفته فجلست تبكي بحرقة و لم تعلم أن زوجها يبكي دما..

تحدثت سميحة برفق " كيف حالك يا أمنيته، هل أنت بخير حبيبتي "
قالت أماني بسخرية مريرة " لم تحادثيني خالتي، هل تشعرين بالذنب تجاهي مثلاً بعد تشجيعك لزوجي ليتزوج علي "
أجابت سميحة بحزم " لا، لا أشعر بالذنب بالطبع، ولدي أخطأ و كأن يجب أن يصحح خطأه ، أنت لا ترضين له العيش بحمل وزر ما فعل مع الفتاة طوال حياته فقط لتكوني أنت سعيدة معه، أقسم لك يا ابنتي لم تكن ستدخل السعادة بيتكم بظلمكم لأحد ، كان سيظل هناك شيء يؤرق صفو حياتكم "
سألتها أماني باكية " هل لهذا زوجته، أم لينجب لك الأحفاد كما تريدين هل خشيت أن أصبح عاقرا بعد سنوات تناولي تلك الحبوب"
ردت سميحة بصدق " أقسم لك يا ابنتي ليس هذا ما دار بخلدي و لكن مصيبة ما فعل فخار مع الفتاة و ما حدث لها هو ما كان سبب تشجيعي له، هل كنت تريدين أن نبني سعادتنا على تعاسة غيرنا حبيبتي' لم أعهدك قاسية القلب يا أمنيته "
سمعت بكاءها فشعرت بالحزن تعلم أنها تتعذب فالأمر صعب عليها و لكن ما حصل قد حصل و على الحياة أن تستمر و لا تتوقف، قالت تسألها بحنان " أخبريني، متى موعدك مع الطبيبة لأتي معك، أم ستذهب مديحة معك وقتها لا أريد المجيء بدوري تعلمين عندما ستراني ستظل تتشاجر معي وتسب فخار و تسبني معه "
ضحكت أماني بخفة من وسط دموعها و قالت " يستحق ما تفعله و تقوله أمي عليه "
قالت سميحة باسمة " طبعاً يستحق و أكثر كونه تسبب بالحزن لمدللة العائلة و لكن رفقا به قليلا فهو قسما يا حبيبتي لا يريد إلا سعادتك و سعادتك معه حبيبتي تعلمين كم يحبك أليس كذلك "
ردت أماني باستسلام " حسنا يا خالتي أنا أعلم ، و لكن احياناً أشعر بالألم فلا أجد متنفس غير الثورة عليه و على زوجته "
قالت سميحة بحنان " ثوري يا قلب خالتك و أغضبي و عاتبيه و لكن ظلي تحبيه فهذا ما سيجعل حياتكم تعود و تستقيم من جديد و لكن الفتاة ليس لها ذنب في شيء أنه زوجك سبب كل هذا فصبي جام غضبك عليه، هى مثلك يا حبيبتي ظلمها بدوره "
أومأت أماني بصمت كأن خالتها تراها، هل لديها شيء أخر تفعله لو استطاعت تركه لتركته و لكن لا تجد غير الغضب و الثورة عليها فهى مشتركة معه بقبولها الزواج برجل متزوج ، سمعت سميحة تسألها مجددا " أخبريني هل أتي معك للطبيبة، أم لا "
أجابتها أماني بصوت هادئ و قد كفت عن البكاء " بل تعالي معي، أنا لا أريد سماع توبيخ أمي بهذا الشأن فالطبيبة أخبرتني أن العامل النفسي هام أيضاً في علاج حالتي، فيكفي ما أشعر به مع فخار "
أجابتها سميحة بحزن أسفة " لا تحزني حبيبتي ، و أسفة لتعرضك لهذا و مرورك بكل هذا الألم و لكني واثقة أن الله سيعوضك قريبا جداً إن شاء الله "
أغلقت معها سميحة بعد عدة عبارات مطمئنة و اتفاقها لتمر عليها عند موعدها مع الطبيب، بعد ذلك هاتفت فخار لتسأله عن مكانه
" أين أنت فخار "
أجابها بضيق " لم تسألين أمي، لا تخبريني أن أعود الأن، أرجوك أحتاج للحديث مع يقين، لقد أخبرت أماني بتغيبي لبعض الوقت "
تنهدت بحزن " للتو أغلقت الهاتف معها، لهذا حزينة إذن "
قال فخار بيأس " ماذا علي أن أفعل، أقسم تعبت أمي"
ردت عليه حانقة " تعبت من ماذا يا أحمق أنت مازالت في بداية الطريق، هل ستيأس سريعا هكذا "
زفر بحرارة " لا، و لكن يؤلمني تسببي لهم بالحزن و الأسى "
قالت تهون عليه " الزمن يداوي كل شيءٍ بني فأصبر "
أجابها بحزن " حسنا أمي، سأفعل "
سألته باهتمام " كيف حال يقين، هل هى بخير "
أجابها بفتور " مازالت نائمة للتو كنت سأراها فقد وجدتها منذ بعض الوقت غارقة في النوم فلم أستطع إيقاظها تركتها قليلاً بعد "
قالت بجدية " حسنا سأتركك الأن و طمئنني عنكم و فقط أردت أن أخبرك أن تهاتف أماني من حين لأخر و لو استطعت رؤيتها فأذهب إليها حتى لا تغرق في الحزن بدورها فحالتها النفسية متعبة بدورها و تحتاج أن تستقر لتكمل علاجها بسلام "
أجاب بيأس " حسنا أمي كنت سأفعل بالطبع دون أن تطلبي و لكني فقط أنتظر لأتحدث مع يقين و بعدها كل شيء سيحل بالتأكيد "
قالت تنهى الحديث " حسنا فخار أراك فيما بعد حبيبي "
أغلقت الهاتف فقال لها رحيم بسخرية " تبدين كحلالة العقد و أنت تتفقدين أحوال أبنك و زوجتيه، لم لا تذهبي أنت بدلا عنه لتحلي مشاكله فيبدوا أن هذا ما سيكون عليه الحال منذ الأن "
التفتت إليه و أجابته بسخرية " على الأقل يجد من يساعده و لا يتركه يغرق في شبر ماء كما تفعل أنت معه "
أجابها ببرود " ألم يقل لي لا أتدخل في الأمر، يخشى أن أجعلهم يتركونه كما فعلت يقين من قبل "
ردت سميحة باسمة بمرح " تصدق معه حق، فعندما تدخلت في الأمر ظلت زوجته بعيدة لعام و لم تعود "
لوى شفتيه ساخرا و تمتم " لن أجيبك "
ضحكت بمرح قبل أن تسأله " لم تتحدث مع عبد الغني كما وعدتني"
أجابها بضيق " أنتظري قليلاً حتى تصطلح الأمور بين ابنته و ابنك حتى أجد أساس لأتحدث عنه "
قالت سميحة باسمة بحزن " معك حق ربما عندما يجدها سعيدة يرق قلبه "
هز رأسه بشرود و هو يعلم صعوبة الأمر فالرجل حقا جرحه من ابنته كبير و لا يلومه...

دلف إلى الغرفة و أتجه إلى الفراش صعد جوارها و أزاح الشرشف ليدخل بجانبها و يعيد تدثيرها، أنحنى على شفتيها يقبلها برقة عدة قبلات ناعمة، تململت يقين فأمسكت بالغطاء تشده لصدرها تضمه مد يده برقة يلمس جبينها يمررها على شعرها الذي بدأ يجف قال هامسا " حبيبتي، ألن تفيقي، يكفيك نوم أيتها الكسولة "
فتحت عيناها بنعاس قبل أن تعود و تغلقها من جديد، لا تسطيع النهوض أو التحرك، فهى تشعر بالضعف الشديد ربما لكونها لا تتناول الطعام جيداً و لا تأخذ كفايتها من النوم ، قال لها بأمر " أفيقي حبيبتي يكفي نوم، لقد أسدل الليل ستاره "
تمتمت خفوت " ألم تذهب لمنزلك بعد "
تمتم فخار بلامبالاة و هو يمد يده يداعب ملامح وجهها " هنا منزلي أيضا حبيبتي نسيت، أنت زوجتي "
تململت لتستدير على جانبها تعطيه ظهرها و هى تشد الغطاء تتدثر جيداً، ضمها من ظهرها و قبل عنقها قائلا بتساؤل " تشعرين بالبرد، تريدين أن أدفئك "
نفضت كتفها ليبتعد عنها قائلة بحدة " ابتعد عني فخار لا تلمسني "
سألها بحزن مصطنع " تكرهيني حبيبتي "
التفتت إليه بحدة، هل يمزح معها، ماذا يريد غير التخلص منها بضمير مرتاح و هى تساعده على أتخاذ القرار، قالت ببرود " ماذا تريد فخار، تعلم أننا لن نعود معا، فلم تدعي بما لا تشعر به حقا هل تظن أني صدقت حديثك، لا أطمئن، أنا لم أفعل لذلك يمكنك أن تتركني بضمير مرتاح، أنا لا أريد أن أستمر معك "
يا إلهي أنها عنيدة للغاية، ماذا يفعل معها لتصدقه تجاهل كل حديثها حتي لا يثور و يغضب و يحزنها فهى لا تتحمل في حالتها تلك قال لها برفق " جائعة حبيبتي لقد أعددت لك الطعام، هيا أنهضي و أغتسلي لحين أعده لك فأنا جائع بدوري "
أجابته ببرود" لست جائعة، تناوله وحدك"
نهض بغضب و استدار حول الفراش ليشد الغطاء بعنف و يدفع يده أسفل جسدها ليحملها قائلا بغضب " بل ستنهضين و ستتناولين الطعام و ستتحدثين إلي، لن أسمح لك بالأغلاق على نفسك بعد اليوم تريدين الصراخ أصرخي، تريدين ضربي، أضربيني، تريدين سبي أفعلي و لكن لا صمت بعد اليوم كل شيء سينجلي اليوم و الأن، أنا أريد أن أستعيد زوجتي و حياتي معها"
كان يتحرك خارج الغرفة و هى بين ذراعيه تقاومه بعنف و لكن صدمة فعلته لجمت لسانها فلم تنطق بكلمة. وضعها على الأريكة قائلا بأمر و تحذير" أبقي هنا و لا تتحركي أحسن لك لحين أجلب الطعام مفهوم "
تركها و ذهب للمطبخ لم يعطيها فرصة للحديث، حسنا لن يجبرها على شيء ليريني ماذا سيفعل، عاد و بين يديه صينية كبيرة عليها أرز أبيض و دجاج و بطاطس مقلية و سلطة و طبق طحينة ، نظرت للطعام بضيق، فمعدتها بدأت تتحد عليها معه، و هى تشعر بتقلصات الجوع، جلس جوارها و قال بحزم" تناوليه بالأدب بدلاً من إجبارك على تناوله"
كتفت يديها بغضب حتى لا تمد يدها للطعام فتشبع رغبة معدتها المهتاجة ، تبا له هل يظن هكذا يظهر اهتمامه بها فتصدقه على الفور، قال فخار بغضب " هيا مدى يدك للطعام و إلا سأضع عنقك تحت قدمي و أدفع الطعام لحلقك كما يفعلون مع الأوز ليسمن "
قالت غاضبة" أنت بغيض، و أنا أكرهك فخار و لا تظن أني أصدق اهتمامك بي "
أجابها ببرود " ردديها كثيراً لتصدقي نفسك يا زوجتي"
أرادت أن تلكمه في وجهه و لكنها لن تظهر ضعيفة أمامه بعد الأن تنفث عن قهرها و غضبها بالصراخ، بل ستكون لامبالية متجاهلة كل ما يفعل، لتعلمه أنها لم تعد تهتم، اعتدلت بحدة و فكت يدها لتمدها لتمسك بقطعة الدجاج المحمرة التى نثر عليها بعض البهارات كما تحبها، قطعت منها قطعة و وضعتها في طبق من الطحينة البيضاء و وضعتها في فمها تمضغها بغضب ، نظر إليها براحة و أمسك بملعقة الأرز ليملئها و يمدها لفمها، أشاحت بوجهها بعيداً فأمسك برأسها يثبته و دفع الملعقة لفمها ضاغط على شفتيها، اضطرت لفتح فمها لتأخذ الأرز و هى تنظر إليه بغضب ، غمزها بمرح و هو يعيد الكرة و يطعمها من كل ما أعد، دفعت السلطة بعيدا قائلة بحنق و استفزاز " لا يوجد بها خيار و بصل و أنا لا أحبها هكذا"
أشار لعينيه بصمت و نهض ليذهب إلى المطبخ و عاد بعد ثوان وضع أمامها طبق به شرائح من الخيار و البصل و بعض الخس المقطع قطع صغيرة، قال بمكر " كنت أحضره حتى إذا سألت، ترين كيف أتذكر كل ما يخصك يا روح فخار"
لم تجب بكلمة و لم تسأله متى أحضر كل هذا، هل كان يعلم أنه سيجلبها لهنا اليوم، أم في يوم ما، عادت لتتناول الطعام بصمت، كم كانت جائعة، لقد أكلت كل ما وضعه في طبقها تقريباً، نهضت بعد أن انتهت و ذهبت للمرحاض في غرفتهم و غسلت فمها و يدها و تركته هو يزيل الأطباق، فعل بطيب خاطر يعلم أنها تستفزه فقط بسوء تعاملها معه و لكنه لم يعترض، بعد أن أنتهى دلف للغرفة ليجدها مضجعه على جانبها بصمت، كمن يحاول النوم، سألها برفق " تريدين النوم مجدداً"
لم تجب، تقدم للفراش و أستلقى بجانبها ينظر إليها بهدوء، حاولت أن تغمض عيناها لتغفو هربا من وجوده حولها و لكنها لم تستطع، نظرت إليه بضيق متسائلة " ألن تعود لبيتك، هل ستظل هنا، ربما غضبت زوجتك"
أجابها بلامبالاة " أمنيتي تعلم أني معك، ثم أخبرتك أنك زوجتي أيضاً "
لم تعلق يقين على حديثه و ظلت صامتة تتهرب من النظر لوجهه القريب من وجهها و نظراته المتفحصة، همس لها بخفوت " اشتقت إليك مشاكستي"
ظلت صامتة و هى تنكمش أكثر، لن تبكي لن تصرخ لن تكذبه و لن تصدقه أيضاً، ستكون فقط جامدة و كأنه لم يقل ما يثير مشاعر الشوق إليه داخلها، اعتدل فخار بجانبها و مال على جانبها من الفراش يمد يده للدرج بجانبها يفتحه ليخرج منه شيء، كتمت أنفاسها عندما تلامس جسديهما لتغمض عيناها بقوة تطرد تلك الذكرى القديمة المؤلمة لها، عاد للفراش بجانبها ليضع تلك الكاميرا الخاصة بها بجانبه قبل أن يسحبها لتستلقي على صدره قالت غاضبة " أخبرتك أن لا تلمسني فخار"
تمتم بحزم " أصمتي قليلاً من قال أني أريد لمسك، أنا فقط أريد أن نشاهد صورنا القديمة معا و هذا لن ينفع إلا و أنت قريبة مني هكذا"
قالت بحدة " لا أريد أن أرى شيئاً"
شدها لصدره بقوة " بل ستشاهدين، حتى نتذكر تلك الأيام لقد اشتقت إليها حقا و إلى تلك المشاكسة"
صمتت بضيق و استسلمت لاحتوائه ، بالطبع لا يريد أن يلمسها و كيف يفعل و هى حتى لا تشبه البشر، لا تظن أنه سيترك زوجته الجميلة و ينظر إليها من جديد، وضعت رأسها على صدره و عيناها على الكاميرا التي فتحها بيديه و يضمها بينهما برفق، أخذ يقلب في الصور و هو يتحدث عن كل واحدة منهم متذكرا ذلك الوقت، ليضحك أحياناً على إحداها و يبتسم أحيان أخرى، حتى توقف عند صورة و ظل ينظر إليها بصمت، شعر بها بين ذراعيه تتململ ليعلم أنها تريد أن يمرر الصورة و لكنه لم يفعل همس لها بخفوت " أنا لم أرها من قبل، كيف لم أنتبه لها"
قالت يقين بضيق " أتركني فخار، أنا متعبة و أريد أن أغفو"
شدها بقوة يمنع ابتعادها يتذكر ذلك اليوم جيداً ، كان قبل أن تتركه في المرة الأخيرة بثلاثة أسابيع ، كان غافيا أمام التلفاز على الأريكة و أزرار قميصه مفتوحة، كانت تشاكسه كعادتها عندما اقتربت منه لتمر براحتها على صدره قبل أن تمر بشفتيها على صدره و عنقه لتمس شفتيه برقة، كان يشعر بلمساتها و لكنه لم يفتح عيناه و تركها تظن أنه نائم، ابتعدت عن شفتيه لتتخلل شعره بأصابعها و هى تلامس وجنته برقة لتنحني هامسة في أذنه " أحبك" و قبل أن تبتعد أطبق عليها بقوة و هو يمتلك شفتيها بشغف، يتذكر مشاعرهم ذلك الوقت، يتذكر نظراتها إليه، يتذكر ذلك الجنون في غرفتهم، في تلك الغرفة الماكثين بها الأن و لكنه لم يشعر بها و هى تستند برأسها على صدره و هو غافي لتلتقط تلك الصورة و تلك النظرة التي تسكن عيناها، نظرة حزن و ألم نظرة يأس و حيرة رغم شفتيها الباسمة..
ترك الكاميرا بجانبه و أستدار إليها يأخذها بين ذراعيه بقوة و هو يتمتم بحزن " أسف حبيبتي، أسف لقد كنت شديد الأنانية لم أفكر بغير مشاعري وقتها، أسف لكل وقت خذلتك به، أسف كوني كنت معك عديم الشعور، أسف لكل دمعة سقطت من عيناك حزناً بسببي، أسف يا روح فخار"
لم تتمالك نفسها أكثر لتجد أنها تغرق مجددا في البكاء و البؤس و كل مشاعر الألم تعاودها من جديد، قال بصوت قوى حازم" لا، لا بكاء بعد الأن، وقت الحزن مضى يا حبيبتي، أعدك أن أعوضك عن كل ما مضى، أعدك، أعدك يا روح فخار "
كانت شهقاتها خافتة فشدد ذراعيه حولها و هو يقول " أخشى الضغط عليك تنكسري بين يدي لقد أصبحت هشة للغاية، لا أريدك هكذا، أريدك أن تعتني بصحتك من أجل يقين و ليس من أجل أحد أخر تفهمين حبيبتي "
هزت رأسها متقبلة بادرة الاهتمام و التفاهم بينهما ، فقال يسألها بحزن" هل أخطأت بتناول تلك الحبوب، أم تعمدت أخذها"
رفعت عيناها تنظر إليه بعدم فهم فشعر بالراحة فهى لم تفكر في الانتحار إذن، فقال برجاء" هل تريدين تركي حقا يقين "
تتركه، تتركه لأين تذهب لو تركته هل تستطيع العيش وحيدة في هذا العالم، نعم قالت ستفعل و تذهب و لكن التنفيذ شيء صعب ليس كالحديث، خاصةً لو كان شخص ضعيف مثلها يحتاج لسند و حماية و التي فقدتهم بفقدها لوالديها، طال صمتها فعلم جواب تسأله زفر بحرارة و قال بلهفة" أحبك كثيرا حبيبتي، أعدك ستكونين بخير منذ الأن"
سألته بصوت مختنق و هى تنظر لعيناه بتحدي " ستتركني أذهب لو أردت"
نظر إليها بحزن لبعض الوقت قبل أن يجيب باستسلام " لو كان هذا فيه سعادتك سأفعل، فهذا كل ما يهمني، أن أراك سعيدة و قد كنت سببا في حزنك لوقت طويل"
عادت لتدفن رأسها في صدره و تمتمت بخفوت" سأغفو قليلاً على صدرك بعد و عندما أفيق يمكنك الذهاب لأماني حتى لا تتضايق فالوقت تأخر "
سألها بلهفة و شعر بالأمل لحديثها " هل يمكنني أن أعود فيما بعد"
هزت رأسها على صدره و همهمت" همم نعم، يمكنك أن تعود في الأيام خاصتي"

💮🎄🌸🌵🏵🌴🌺🌳🌷🌲🥀🌱🌹🌼🌻🌾


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 02:27 AM   #44

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀
كان يمر على خصلاتها برفق و شعور بالراحة يتملكه، يفكر هل ستكون حياته هادئة الأن بعد تفاهمه مع يقين، هل ستظل أماني متفهمة بدورها أم هذا مجرد فسحة قبل أن تنقلب مرة أخرى، استدارت يقين لتعطيه ظهرها تبحث عن وضع مريح في الفراش فأعتدل بهدوء ليشد الغطاء عليها يدثرها، نهض برفق حتى لا يوقظها و خرج من الغرفة، كانت الساعة تشير للثالثة يتعجب أنه لم يغفو للأن و لا يشعر برغبة في النوم، جلس على الأريكة و أمسك بالهاتف بتردد لا يعرف هل يطلب أماني، أم ستكون نائمة الأن، حسم أمره و طلبها و أنتظر لعشر ثوان قبل أن يغلق الهاتف، و لكنها لم تمهله لينقضي الوقت لتجيب بلهفة " حبيبي، هل هذا أنت "
رق قلبه فأجاب بحنان " نعم أمنيتي، هل أيقظتك، أسف لو فعلت "
أجابته بنفي " لا، لم أكن نائمة، كيف حالك "
أجابها باسما " أنا بخير أمنيتي، لا أستطيع النوم لذلك طلبتك و ظني أنك نائمة و لكن كان لدي أمل أنك مستيقظة "
قالت تجيبه بضيق " لقد غفوت قليلاً أول الليل ، و استيقظت منذ قليل جيد أنك تحدثت "
سألها بصوت هادئ " ماذا تفعلين "
أجابته بحزن " أشاهد صور زفافنا "
رد معاتبا " لم لم تنتظريني لنشاهدها معا أمنيتي، أريد تذكر كل لحظة منها معك "
أجابته بحزن " هل تظن أنه سيأتي يوم و نشاهد معا صور أطفالنا فخار "
أجابها بثقة " بالطبع حبيبتي، قريباً قريباً جداً "
قالت بجمود " غدا مساءً سأذهب مع خالتي لعند الطبيبة "
قال لها بحزم " لا بل سأتي أنا معك، هاتفي أمي و أخبريها أني من سأذهب معك لدى الطبيبة "
سألته بشك و بعض الحزن " و زوجتك، هل ستتركها مريضة "
أجابها بحنان، يفهم حزنها جيداً و يقدر محاولتها للتأقلم رغم صعوبة الأمر " يقين أصبحت بخير، تحتاج أن تعتني بصحتها فقط و ستكون بخير، لقد أخبرتني أن أعود للمنزل حتى لا تتضايقين و لكن الوقت تأخر و فضلت أن أعود صباحا "
كانت ستصرخ في وجهه أنها لا تحتاج أن تمن عليها بوقتها، و أن لا تظن أنها سيأتي يوم و تقبلها فيه، لقد فرضت فرضا على حياتها و لكن لن تكون سبباً في خلاف بينها و بين زوجها بعد الأن، ستتجاهل وجودها تماما مثلما طلب منها من قبل، قالت ببرود " أشكرها نيابة عني و لكني أعلم أنك لن تظلم أي منا، لقد وعدتني و أنا أثق بك "
تنحنح فخار و شعر بتغير نبرتها فقال بمرح " حسنا حبيبتي، فلتغفي الأن و سأكون معك وقت الغداء اتفقنا، و لا تنس تخبري أمي أني سأذهب معك لدى الطبيبة "
سألته بحدة " و لم ستأتي عند الغداء ، ألم تخبرني أنك ستكون لدي وقت الفطور "
أجابها يهدئها " حبيبتي لأني سأوصل يقين للعمل و ربما تحدثت قليلاً مع أبي ، ثم أتي "
لم يشأ أن يخبرها أنه سيتناول معها الفطور قبل مجيئه و أنها لن تذهب للعمل فهى مازالت متعبة ، قالت بضيق " حسنا , لا تتأخر "
قال لها برقة " تصبحين على خير أمنيتي "
أغلق الهاتف قبل أن يتنفس براحة ، لم ينتبه لتلك التي عادت للغرفة ثانية لتعود و تضجع على الفراش بحزن تفكر ، لا يريدها أن تظل في المنزل فتشعر بالوحدة و الضيق في انتظاره ، هل هذا يدل على أيام وحدتها الطويلة القادمة ، عاد للغرفة بهدوء و أستلقى بجانبها يمسد شعرها من جديد ، أبعدت رأسها عن يده فعلم أنها مستيقظة مال على وجنتها يقبلها برقة قائلاً "استيقظت حبيبتي "
قالت يقين بحزن " لم لم تعود لمنزلك "
أجابها بصوت خافت " أردت أن أظل معك لأطول وقت ، حتى لو كنت غافية فيه المهم أن أكون جوارك ثم أخبرك هذا أيضاً منزلي "
قالت بخفوت " يمكنك الذهاب باكرا و أنا سأذهب للعمل بنفسي أنا لست صغيرة "
أمسك بكتفيها ليرفعها عن الفراش لتجلس و قد علم أنها أنصتت لحديثه مع أماني نظر في عينيها قائلاً بحزم " لا ذهاب للعمل غداً أو بعد غد لحين تشفى تماماً و تعودين كما كنت حبيبتي القوية يقين المشاكسة اتفقنا "
أخفضت رأسها بحزن فشدها لصدره قائلاً بصدق " سيكون كل شيء بخير ، أعدك بذلك "
هزت رأسها بتوتر فقال بتساؤل " هل ستظلين هنا أم تفضلين العودة للمنزل هناك "
قالت يقين بتوتر " أفضل أن أظل هنا، حتى تكون زوجتك مرتاحة في منزلها ، و أنا أشعر بالراحة هنا بدوري "
أومأ برأسه موافقا " كما تريدين حبيبتي " رغم أنه و بعد ما حدث يفضل الاثنان جواره ليطمئن أكثر عليهما
قالت تحثه على النوم " فلتغف قليلاً إذن ، حتى تكون مرتاح في الصباح "
أبتسم بمكر قائلاً بخفوت " شرط تعودين للنوم على صدري "
أستلقى و سحبها بجانبه و هى لم تمانع مفكرة هل حقاً سيكون كل شيء بخير كما يقول ...

قالت لها غاضبة " أنت غبية أماني ، لا أعلم لم مازالت تظلين معه "
أنصتت قليلاً قبل أن تقول " بالطبع هذا ما ستفعله بين حين و أخر حتى تأخذ زوجك منك بالكامل ، إذا كنت ستتحملين هذا القهر ، أرجوك لا تأتي لتشكي إلي بعد الأن "
أجابتها أماني فزفرت ملك بحرارة قبل أن تقول بضيق " حسنا أراك فيما بعد ، إلى اللقاء الأن "
أغلقت الهاتف بضيق لترمق بسام المشجع على الفراش يتفحص هاتفه بلامبالاة ، قالت غاضبة " السيد فخار يكذب عليها و يدعي أن زوجته مريضة ليظل معها تاركا أماني وحدها "
عندما وجدته صامتا قالت بحدة " لم تعلق على ما سمعت "
رفع رأسه ينظر إليها بهدوء قائلاً " ماذا تريدين مني أن أقول “
ردت بعنف " تقول الحقيقة ، ماذا تقول غيرها "
أعتدل بسام بهدوء ليقول بجدية " لو أردت الحقيقة فسأخبرك بها بالطبع ، أولاً شقيقتك قبلت أن تظل مع زوجها بعد أن تزوج عليها ، لن أبرر زواجه هذا لأن هذه ليست قضيتنا ، قضيتنا هى موقف أماني الذي تتساءلين أنت عنه ، أنت غاضبة كونها مازالت متمسكة به رغم زواجه عليها ، هل سترتاحين لو تركته و أنت تعلمين مدى تعلقها به ، هل ستكونين مرتاحة و أنت ترينها حزينة في منزل والدتها بعد تركه ، هل ستضمنين إن أرادت الزواج مرة أخرى إن تركته أن يعاملها زوجها كما يعاملها فخار ، بالطبع لا ،إن كونها قبلت أن تظل معه هى أدرى بحالها و بما تستطيع تحمله معه بوجود زوجته ، ليس لك أن تعاتبيها أو توبخيها على قرارها ، بل عليك فقط مساندتها و دعمها و الترأف بحالها ، ستقولين لم تضع نفسها في كل هذا الضغط أخبرك ببساطة تحبه ، و زواجه عليها لا يهين من كرامتها أو يقلل من هذا الحب ، تعلمين ظروف هذا الزواج جيداً فلم تظلين تحرضينها على ترك زوجها ، هى شفيت و أصبحت بخير هل لهذا تشجعونها على تركه ، هل لو كانت مازالت مريضة كنتم صمتم متقبلين الأمر "
قاطعته بعصبية " نحن لم تتقبل الأمر بأي حال و حتى لو كانت مازالت مريضة كنا سيكون لنا نفس الموقف "
قال لها ساخرا " و هل تكتبين عليها الوحدة فقط لرفضكم أن تظل معه بعد زواجه "
قالت بضيق " و لم تظل وحيدة ، كانت ستتزوج رجلاً أخر "
رد بسام بسخرية " و لم يتزوج رجل من امرأة مريضة لن يتمكن من الحياة معها بشكل طبيعي حتى لو كان يحبها سيجد امرأة أخرى تسد حاجته ، و هذا ما فعله فخار ، لم إذن لا تظل مع زوجها الذي تحبه على الأقل و يعاملها جيداً "
قالت ملك غاضبة " و لكنها ليست مريضة الأن "
قال بحنق " و لذلك تشجعونها على تركه متجاهلين مشاعرها التي تعلمونها جيداً منذ الصغر ، هل تظنين أن تمسكها به فيه أهدار لكرامتها "
سألته بحنق " ألا تظن أنت ذلك "
قال بضيق " لا ، هذا يسعدني أن أحصل على زوجة أعلم أنها ستتمسك بي مهما حدث معنا ، أفضل من زوجة ستتركني عند أول مشكلة و لن أظنها تهدر كرامتها لذلك بل سيرفع من شأنها لدي "
قالت بحدة " ماذا تقصد بكل ذلك "
أجابها ببرود " أقصد أن فخار كان لديه سبب قوي للزواج ذلك الوقت و كان يستطيع أن يخبرها و لكن هل لو علمت في حينها كانت ستتحمل الأمر ، معرفة أماني عن وجود أخرى على مدار السنوات أعطتها مناعة عند الصدمة الأولى لمعرفتها ذلك ، لذلك لم تسوء حالتها غضبت و ثارت و لكنها ظلت متمسكة به و هو بدوره ، كان متمسك بها ، يتعرض أي إنسان لمواقف في الحياة تضعه موضع اختيار ، يا يكمل و يحارب على جبهته لإثبات حقه ، أو يهرب ببساطة فيخسر كل شيء أنتم فضلتم خسارة أماني بتركها لفخار ، على مأزرتها في الحرب في جبهتها لتتمسك بما تظن أنه حق لها تمسكها به جعل فخار يحارب من أجل أن تظل معه بدورها متحملا كل إهانات والدتك و معاملتكم السيئة "
قالت ملك بحدة " تريدنا تشجيعها على التمسك بذلك الوغد بعد زواجه عليها "
رد بسخرية " تعرفين لم موقفكم هذا ، كونكم تريدون إراحة رأسكم فقط و ليس غضب من فعلته حقاً فهذا الوضع دوما ما تأتي معه مشاكل كثيرة ، لذلك أنتم تعلمون و لذلك تفضلون إراحة أنفسكم بتجنب كل هذا الوضع غير مهتمين بمشاعر أماني "
ردت غاضبة " لا بالطبع كيف هذا "
قال بسام ببرود " كنتم تعلمون عن زوجته منذ سنوات و فضلتم الاختباء خلف عدم معرفتكم حتى لا يصير أمرا واقعا فتفعلون ما تفعلونه الأن "
زمت شفتيها بضيق فقال بسام برفق " شقيقتك عندما تهاتفك تشكو زوجها ببساطة تحتاج منك أن تطيبي خاطرها بكلمة طيبة ستعينها على تحمل الأمر و ليس إشعال غضبها أكثر و تحريضها على زوجها و حثها لتركه ، كان يمكنك ببساطة عندما قالت زوجته مريضة بدلاً من إظهار غضبك ببساطة تخبرينها ، لا تحزني عزيزتي لقد قبلت وجودها فتحمليه تعلمين فخار يحبك أنت ، ربما هى مريضة بالفعل و تعلمين أن وقته سيقسم بينكما ، أنت تكونين هدئتها و نفس الوقت تخبرينها أن هذا ما قبلت به فلا تتذمري بطريقة غير مباشرة"
جلست صامتة بضيق فقال بسام بمرح " حديثي ليس على هواك أعلم ذلك ، و لكنه حقيقة للأسف "
قالت ملك بحدة " تعلم رغم أنك لم تدافع عن فخار مباشرةً إلا أني أشعر أنك تؤازره في فعلته هذه و توافق عليها ، هل أنت كذلك "
أبتسم بسام بمرح و شدها لتسقط على صدره قائلاً " نعم ربما فعلتها أنا أيضاً لذلك أدرس الأمر من جميع النواحي "
رفعت يدها لتخنقه قائلة " و لكني لست أماني لتعلم أنا لست طيبة القلب و لا رقيقة مثلها أنا سأقطعك شرائح و أطعمك لزوجتك الأخرى جبرا عقابا لكما معا "
ضحك بسام و ضمها بقوة " حبيبتي المجرمة ، محظوظ بك بالفعل , ثم من الأحمق الذي يفعلها مرتين غير زوج شقيقتك كان الله في عونه من القادم "
ردت ملك بشماته " يستحق كل ما يحدث معه "
تنهد بسام و قال بحزن مصطنع "مسكين فخار " لتضحك ملك بمرح متناسيين كل شيء بعدها ..

كان فخار و يقين يتناولون الفطور بصمت قبل أن تسأله بهدوء " هل أستطيع العودة للعمل منذ الغد ، هل سيقبل والدك عودتي كوني تغيبت كثيرا "
قال فخار برقة " لم لا تتركينه و تأتين للعمل معي في المصنع "
ردت بجدية " لا ، أفضل البقاء بعيداً حتى لا تغضب زوجتك "
أجاب فخار بحزم " أنت أيضاً زوجتي يقين ، أرجوك لا تتحدثي بتلك الطريقة مرة أخرى ، أنت و هى زوجتي و لك مثل ما لها مفهوم حبيبتي "
لم تجب بغير " و لكني أفضل البقاء لدى والدك أذا تقبل ذلك "
أجابها بتأكيد " سيقبل ذلك ، هو دوما ما كان يخبرني أنه منذ تركك العمل لم يجد من هى في خبرتك في التعامل معه و مع ظروف العمل هناك ، لذلك لا تقلقي سيقبل و يرحب أيضاً "
أومأت برأسها بصمت و عادا لتناول الفطور حتى فرغ كلاهما أنهت يقين تنظيف الطاولة و جلبت له قدح القهوة و أعدت لنفسها الشاي ، قالت بجدية و هى تراه يجلس براحة و لا يبدوا عليه التعجل في الذهاب " متى ستذهب "
رمقها بهدوء ، تبدوا متوترة و لا يعرف سبب ذلك " في الثانية ، لماذا"
قالت بهدوء مصطنع " لا شيء ، فقط حتى لا تتأخر على زوجتك "
أبتسم فخار برقة و مد يده يشدها لتستلقي على صدره قائلاً " تظلين تذكريني بأماني أكثر من الحديث معي عنا ، لماذا مشاكستي ، هل تظنين أني سأنسى وجودها مثلاً ، لا تقلقي أنا لن أنس واحدة منكم و أنا مع الأخرى "
صمتت يقين هل هذا يعني أنه يفكر بزوجته و هو معها ، ما فائدة بقائه معها إذن ليذهب إليها ، قالت يقين بضيق و هى تبتعد عنه
" إذن يمكنك الذهاب إليها و لا داعي لتفكر بها و أنت معي "
أمسك بوجهها بين أصابعه لينظر في عينها قائلاً بجدية " أنا فقط أخبرك أني لن أنساك أو أنسى وجودها عندما أكون بعيداً عنكم ، هل هذا شيء سيء ، أذا كان هكذا ، لن أفعل سأخرج من هنا و أنسى وجودك تماماً لحين أعود هل هكذا أفضل بالنسبة لك "
لمعت عيناها بالدموع و قالت بحزن " بل هذا أسوء ، أنا لا أريدك أن تنساني و لا أريدك أن تتذكرها و أنت معي و أفعل معها نفس الشيء ، أعلم هذا جنون ما أطلب "
شدها لصدره بحنان " لا ليس سيء أبداً ، بل هو عين العقل و أعدك أن لا أنساك طوال فترة وجودي في العمل و في الطريق و في كل مكان غير موجودة به أماني معي ، هل هذا ما تطلبينه "
أومأت يرأسها بقوة فسد لضمها قائلاً بصدق " أحبك يا روح فخار"

"أمنيتي لقد عدت " هتف بها فخار و هو يبحث عنها في المنزل ليجدها غافية على الأريكة أمام التلفاز و هو مدارا ، جلس بجانبها يمسد وجنتها قبل أن ينحني ليقبلها برقة لتستيقظ ، يبدوا أنها لم تنم منذ حادثها لذلك سقطت نائمة ، حملها بين ذراعيه ليصعد بها عندما لم تفيق تحت قبلاته ، رفعت ذراعيها تحيط بها عنقه فقال بشغب " أنت مستيقظة أيتها المشاغبة "
تمتمت بمرح " لم أرد الصعود معك على قدمي و فضلت أن تحملني لهنا فأنا أشعر بالكسل "
ضحك فخار قائلاً " كان عليك أن تطلبي لا بل تأمري فقط مدللتي و كنت سأنفذ "
قالت بمشاكسة " لا تقل هذا و ألا أمرتك بحملي طوال الوقت غصبا "
قال فخار بحنان " بل أفعل بطيب خاطر يا قلب فخار ، هل أخبرت والدتي أن لا تأتي " سألها باهتمام
أجابته بهدوء و هو يضعها على الفراش " نعم أخبرتها ، و تذمرت منك كونك روحت عليها فسحة خارج المنزل "
ضحك فخار قائلاً " ظننت أنها تريد الاطمئنان عليك ، و هى أتية لتروح عن نفسها "
أجابته بمرح " تفعل ، هى فقط قالت هذا مغتاظة لأني رفضت أن أهاتفك و أخبرك أنها من ستأتي معي "
أبتسم فخار برقة و أضجع جانبها ينظر إليها بحب " أخبريني ماذا فعلت منذ الأمس "
ابتسمت أماني بهدوء ، ستتعامل كأنه يطول غيبته في العمل ، لن تحرق دمها و لن تفكر و لن تعكر صفو حياتها و أوقاتهم معا ، فلن يجدي ذلك نفعا بعد الأن هو كما قال واقع وعليها تقبله و التعايش معه و لكن هل تستطيع طوال الوقت ، لا تعلم ، تظن أن الأيام ستثبت صحة أو خطأ هذا ...

***★********★****
مر أسبوعين هادئين نوعاً ما لا يعكر صفوها غير تذمرات خالته عندما تراه ، كان يظل يوم مع أماني و أخر مع يقين ، كان يوصلها للعمل صباحاً و يذهب للمصنع يمضي الوقت حتى يذهب إليها في نهاية اليوم ليعيدها للمنزل ، كان يذهب لأماني اليوم الذي يكون به عند يقين ليلا فيذهب إليها وقت الغداء و بعدها يعود للمصنع حتى يأتي وقت انتهاء عمل يقين فيأخذها و يعود للمنزل ، كان الأمر مرهق بالفعل كون كل واحدة منهن في منزل منفصل و لكنه أفضل لراحة باله حتى لا يحدث احتكاك بينهما فيتشاجرا كما كان يحدث
مازالت يقين بعيدة عنه و لكنه لم يشأ الضغط عليها ، يرى حزنها لابتعادها عن والديها و لكن ليس بيده شيء يفعله الأن ، حتى يطمئن أنها بخير تماماً سيذهب إليه سيرجوه أن يسامحها ، سيقبل قدميه أذا لزم الأمر ، فقط يبعد عنها هذا الحزن ، يذهب مع أماني لدى الطبيبة و الأن و بعد شهرين طمأنتهم أنها شفيت و تستطيع أن تنجب و لكنه مسألة وقت فقط كونها متوترة دوماً و حالتها النفسية غير مستقرة ، يعلم فخار سبب قلقها يخشى أن لا تستطيع أن تنجب له و يقين تفعل ، تظن أنه سيهملها أو يتركها إذا حدث الحمقاء لا تعرف أنه لا يستطيع العيش دونها يوماً ، أوصلها لمنزل خالته ليذهب ليقين ، استقبلته خالته ببرود قائلة " تأتي لهنا و تلقيها لتذهب ركضا لزوجتك الأخرى أليس كذلك "
قالت أماني بضيق " أمي فخار لا يظلمني بسببها ، له يومين معي و لم يذهب إليها لأني كنت متوعكة قليلاً "
قالت غاضبة " و لم كل هذا ، ليتركها لتجد زوج أخر "
رد فخار بعنف " خالتي أريحي نفسك لن أترك أي من زوجتي طالما يقبلن البقاء معي "
قالت أماني ملتفته لفخار " حسنا حبيبي أذهب أنت و لا تتأخر في العودة غداً أتفقنا "
تركتهم مديحة غاضبة و عادت لغرفتها ، رمقها بحنان و لف ذراعيه حولها يضمها بقوة " أسف حبيبتي لأنك تتعرضين لهذا كلما أتيت لهنا بسببي "
اسندت رأسها على صدره قائلة " لا بأس حبيبي ، سيأتي وقت و تتقبل الأمر مثلي "
أمسك بوجهها بين راحتيه ينظر لعينيها قائلاً بحزن " و هل تقبلته حبيبتي ، لا أرى ذلك و أنا أراك حزينة و شاردة و أنت معي "
لم تجب عليه فعيناها تخبره كم هى تتألم ، مال على شفتيها يقبلها برقة ، لفت ذراعيها حول خصره فشدد من ضمها ليعمق قبلته أكثر ، سمع صوت ملك من خلفه تقول ببرود " الباب مفتوح يا أبن خالتي و هناك أطفال سيصعدون مع والدهم خلفي و أنت و هى لا تستحون أليس لديكم منزل ، أم ليس لديكم وقت وقد قسم على اثنان "
نظرت أماني إليها بضيق فقال فخار بصوت فاتر " أهلاً بك يا ابنة خالتي "
مطت ملك شفتيها بضيق قائلة " أهلاً أرجو أن تكون زوجتك بخير"
نظر فخار لأماني ليلامس خصلاتها برقة قائلاً " زوجتي حبيبتي بخير ها هى أمامك أعتقد أن لا شيء أخر يخصك غيرها ، أما الباقي فلا ، أليس كذلك أمنيتي "
ابتسمت أماني بمرح " نعم بالطبع ، لم لا ترحل قبل مجيء الجيش فتجد نفسك و قد تحولت لقذيفة بينهم أو يتلقفونك كالكرة"
قال فخار باسما بصدق " من أجلك أتحول أي شيء أمنيتي " ابتسمت له برقة فأضاف مسرعا و قبل رأسها بقوة قائلاً " أراك غداً حبيبتي ، و سأهاتفك مساء إياك و النوم قبل أن أهاتفك "
تركها فخار و رحل فنظرت إليها ملك بضيق و لم تعلق ، فهى تعرف بما تفكر ، و لكن حديثهم يزيدها سوءا فلا داعي لتستمع له يكفيها ما تشعر به كلما ذهب إليها ، رغم أنه يعود مشتاقا إليها أكثر و لكن تبقى الغصة في قلبها مؤلمة لا تظن أنها ستشفى منها يوماً ...

كانت تجلس على فراشها في غرفتهم تنتظر مجيئه ليأخذها للعمل ، و لكنه تأخر اليوم ، أخرجت تلك العلبة الصغيرة و كاميراتها و ظلت تتصفح الصور تبتسم أحيان و تلمع عيونها دمعا أحياناً أخرى ، تركتها بجانبها لتعود و تخرج تلك الرسالة تقرأها مجدداً ، و عيناها على ذلك المحبس و طلبه مازالت يتردد داخل رأسها ، لو ارتديته سأعلم أنك سامحتني و أعطيتني فرصة أخرى ، بالطبع تريد أن تعطيه تلك الفرصة ، شهرين و أكثر طويلين و هو يأتي و يحادثها يمازحها يلامسها برفق و يأخذها بين ذراعيه لتغفو على صدره لم يطلب منها شيء ، لا تعلم هل يترك لها فرصة الاختيار أم هو فقط لا يهتم و قد برأت زوجته و أصبحت ترضيه ، أي حياة هذه التي تعيشها معه تذهب للعمل و تعود للوحدة و هو لدي زوجته و تتحول للقاء بين صديقين عندما يأتي إليها ، لا يفعلون شيء غير الحديث ، هو حتى لم يحاول تقبيل شفتيها كمان كان يفعل من قبل في الماضي ، الماضي ، هل لهذا لا شيء سيعود كما كان كونه ماض و أنتهى ، أمسكت بالخاتم دون وعي لتضعه في أصبعها ، كان قد ضاق عليها قليلاً فهى عادت لتمتلئ كما كانت و إن كان ليس تماماً ، ظلت تنظر ليدها المرتدية بها الخاتم قبل أن تسمع صوت الباب يفتح لتعلم أنه قد أتى ، نهضت و أمسكت بحقيبتها لتستقبله في الردهة ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها قبل أن تجده يضمها بقوة مقبلا رأسها متسائلا " جاهزة "
أومأت برأسها بهدوء فقال باسما " اليوم سنذهب لنرى أمي فهى تريد رؤيتك هل لديك مانع "
أجابت يقين بلامبالاة " لا ، لا مانع لدي " أقلها أفضل من البقاء معه وحدها و شعورها السيء حول علاقتهم ، قال فخار باسما " حسنا هيا بنا إذن حتى لا تتأخرين على أبي "
خرجا معا و أستقلت السيارة بجواره قبل أن يتحرك متجها لشركة والده ، أمسك بيدها كما يفعل دائماً و هما في طريقهم للعمل شعر بالخاتم تحت أصابعه فالتفت إليها بأمل و قد خفق قلبه ، هل سامحته أخيراً ، مر بإصبعه حول الخاتم بصمت ، فشدت يدها بارتباك من بين أصابعه ، مال على وجنتها يقبلها برقة قائلاً " أحبك"
لم تجب بشيء و ظلت تفرك يديها طوال الطريق بتوتر ، لقد نسيت تماماً أن تنزعه ، الأن يظن أنها تريده أن .... ما بها أليس زوجي أيضاً حسنا لم لا أقلها أشعر أن هناك أحدهم يريدني ، لا ليس هكذا هو لم يحاول يوماً أن يتقرب مني بتلك الطريقة منذ عدنا ، ما الذي يضمن لي أنه يريدني حقاً ، حسنا عندما يعود اليوم ليأخذها من العمل ستكون قد نزعته ثانياً ، حتى لا يفهم بشكل خاطئ نعم هذا ما ستفعله بالطبع ، أوقف السيارة أمام الشركة فترجلت مسرعة لتدخل الشركة دون أن تنتظر أن يحادثها كما يفعل كل يوم ، وصلت للمكتب لتجد رحيم تاركا بابه مفتوح فدلفت قائلة بتوتر " أسفة لتأخري سيدي ، لقد ، لقد "
قال رحيم بجدية " لا بأس يقين ، لا تبرري لي أعلم كل شيء "
شحب وجهها بشدة ، يعلم ماذا يا ترى هل يعلم بعلاقتها المتوترة مع فخار ، هل يخبر والده عنهم ، لا مستحيل هو لا يفعل ذلك ، قال رحيم باسما و هو يرى شحوبها و توترها " ما رأيك أن تطلبي لنا بعض الطعام لنتناول فطور متأخر معا و قدحين قهوة و نرى العمل رائقين "
سمعت صوت زوجها يقول بحزم " أسف أبي ستتناوله وحدك فأنا سأخذ زوجتي الأن في أمر هام "
أمسك بيدها و هو يخرجها من المكتب و صدمة تلجم لسانها ، لا تعرف متى صعد خلفها و لم لم يذهب و ما الأمر الهام ، قال رحيم غاضبا " لو ذهبت سأحسم من راتبها عشرة أيام ألا يكفي تأتي متأخرة "
أجابه فخار بمرح " أفعل و سأعوضها و أخبر أمي أننا لن تأتي لرؤيتها اليوم فقد طرئ أمر هام "
لم ينتظر أن يستمع لجواب والده و هو يخرجها من الشركة و يدفعها إلى السيارة لتصعد ، قالت يقين بصوت مختنق " إلى أين تأخذني "
أجاب بحزم " لمنزلنا ، فقد تعبت من تهرب زوجتي و قررت أن أتقدم إليها أنا و أخبرها أني أحبها و أريدها فوقت ترددها قد طال و على أحدهم أن يبدأ بالخطوة الأولى "
جلست متوترة و هى تراقب الطريق بقلق قائلة " لست مستعدة لذلك بعد فخار "
أجابها بجدية و هو يقود السيارة عائدا لمنزلهم " و لن تستعدي حبيبتي ، أنا فقط سأخذ بزمام الأمور و أبداً أنا لأسهل عليك أتخاذ القرار "
سألته بضيق " و كيف ستسهل على ذلك "
قال فخار بثقة " فقط أقوم بتقبيلك كما أريد و سيكون كما تريدين "
غمزها بعينيه بمرح فشحب وجهها بتوتر ، نظرت إلى الطريق أمامها بصمت ، ما أن وصلا للبناية أمسك بيدها ليصعد الدرج بدلا من انتظار المصعد ، وصل أمام شقتهم ففتح فخار الباب و دفعها لتدخل ليغلق الباب خلفه بعنف ، كانت تقف بتصلب متوترة ، متحفزة كمن تنتظر انقضاضه لتنتفض هى للجانب الأخر مبتعدة عن طريقه لتنجو و لكن هل تستطيع أن تنجو من مشاعرها هى ، ابتعد عن الباب ليقول لها بصدق " أحبك يا روح فخار "
لمعت عيناها بالدموع تنظر إليه بألم ليخرج اسمه من بين شفتيها مختنقا بأس " فخار "
هل من حقها أن تسعد الأن ، هل أنتهى عقابها على فعلتها ، هل يمكن أن يسامحاها والديها يوماً و يتقبلان زواجها كما فعلت زوجته رغم كرهها لها ، هل حقاً تستطيع أن تكون سعيدة بعد كم هذا العذاب الذي جلبته على نفسها بفعلتها و ضعفها ، هل تستطيع أن تسامح نفسها على الأقل ، قال فخار بحزن و هو يفتح لها ذراعيه
" لا تفكري في المستقبل حبيبتي ، فقط فكري فينا الأن أنا و أنت و أنا أعدك ستكونين بخير "
هطلت دموعها غزيرة قبل أن تلقى بنفسها بين ذراعيه تضمه بقوة و قد طال شوقها إليه تتنعم بحبه كما من قبل ، لتترك المستقبل في حينه كما قال ... و كلمات التحبب التي يغرقها بها تطرب مشاعرها و ترويها بعد طول جفاف ...

✨✨✨🌙🌙🌔💜💜💜✨✨✨🌙🌙🌔


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 02:38 AM   #45

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرةالدموع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كاتبة متميزة وقلم مبدع
نجحتي في استفزاز القراء لأقصى درجة وهذا في حد ذاته نجاح
لكي منى اجمل التحيات
أميرةالدموع
أميرتي الغالية يسعدني مرورك العطر كلامك وسام و شهادة أعتز بها و سعيدة أن روايتي المتواضعة نالت رضاكي 💓💓💓💓


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 01:16 AM   #46

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس و الثلاثون
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓
سحب فخار ذراعه برفق من تحت رأسها حتى لا تستيقظ، و نهض ليخرج من الغرفة، لقد تخطت الساعة العاشرة و لم يحادث أماني كما عودها عندما يكون مع يقين، أخذ هاتفه و جلس على الأريكة ليطلب أماني، ما أن سمع صوتها سألها باسما " ماذا تفعل مدللتي الأن "
قالت أماني بغيرة و ضيق شعر به في صوتها " ماذا تفعل أنت الأن "
شعر فخار بالضيق و لكنه لم يعقب أو يخبرها أنه سؤال لا يجب سؤاله عندما يكون لدى واحدة منهن، فربما غضبت أكثر، قال بمرح
" ماذا أفعل أكلم حبيبتي على الهاتف فقد اشتقت إليها، و أنت ماذا تفعلين "
تنهدت أماني بحزن قائلة " لا شيء اشتاق إليك أيضاً ، لم لا تعود للمنزل " طلبت برجاء
قال فخار بحزم " حبيبتي، و لكنه يوم يقين، تنسين هى تعمل نهارا و لا أظل معها غير المساء و أتي في الصباح إليك بعد أن أوصلها للعمل و قبل ذهابي للعمل بدوري "
ردت بضيق " و لكنك تراها عندما تذهب لتوصلها لمنزلها، لم لا تجلب لها سيارة و تريح نفسك أنت لست السائق خاصتها "
كاد يجيبها بغضب و لكنه لم يشأ أن يزيد الوضع سوءا، قال ببرود
"و لكني أتي إليك أيضاً و أتناول الغداء معك كل يوم "
قالت غاضبة " و لكنك لم تفعل اليوم، لم ما الذي جد "
تنفس فخار بقوة و أجاب بصبر " لأنك ستكونين لدى خالتي و هى تغضب فور رؤيتي، لم أشأ أن أعكر صفو لقائك بشقيقتك و أمك "
تنهدت أماني بحزن، نعم معه حق فهذا ما قاله قبل أن يذهب أنه سيراها غدا لكونها ستظل مع شقيقتها عند والدتها، قالت بحزن
" أسفة حبيبي، و لكن الأمر خارج عن إرادتي "
قال بحزن، نعم يعلم بالطبع، و لكنه يأمل يوماً ما أنها ستتقبل الأمر كليا " لا بأس يا قلب فخار، أنا أقدر ذلك، ما يحزنني هو حزنك أنت أكثر من أي شيء أخر "
قالت بحزن " يبدوا أنه قدري أن أظل تعيسة معك أولاً لمرضي و الأن بوجود تلك في حياتك "
قبض على يده يكتم ثورته قائلاً بتأكيد " تعلمين أني أحبك أكثر من أي شيء في حياتي ، فلم تقولين ما يحزنني و يغضبني أمنيتي "
ردت بقهر " ليس بيدي فخار ، أشعر بالموت لذلك ، أنت لست امرأة لتعلم شعوري و أنا أرى زوجي مع أخرى و تشاركني في أنفاسه "
تنهد فخار بحرارة " حسنا أمنيتي لن أحادثك الأن و أنت بعيدة ، عندما أتي غداً سنتحدث في ذلك و أنت بين ذراعي لأستطيع طمئنتك أن كل ما في رأسك هواجس فقط ، فيبدوا و أنا بعيداً عنك تشعرين بالقلق دون داعي و حديثي لا يطمئنك ، تصبحين على خير الأن "
قالت أماني باكية " حسنا أراك غداً "
زفر فخار بقوة و يأس " لم البكاء الأن أمنيتي ، أرجوك حبيبتي لا تؤلمي قلبي عليك "
قالت شاهقة بألم " حسنا تصبح على خير الأن "
أغلقت الهاتف فزفر بضيق لتقع عينيه على يقين الواقفة بجمود ، توتر من ملامحها الباردة و نظراتها الحزينة فسألها بحنان " متى
استيقظت حبيبتي "
لم تجب بشيء لبعض الوقت ، حتى شعر بالقلق و سألها "هل أنت بخير يقين "
لمعت عيناها بالدموع ليجد جسدها ينتفض بقوة و كادت تسقط كمن أصيب بصدمة لولا أنها استقامت فجأة قائلة بقوة " لا أريد رؤيتك بعد الأن فخار ، حياتنا ستكون فاشلة على جميع المستويات ، لا حب ، لا استقرار ، لا احترام ، لذلك أنا لا أريد أن أستمر معك ، عد لزوجتك ، تسمع عد لزوجتك ،عد إليها و أتركني بحالي بالله عليك ، أتركوني بحالي يكفي ما فعلته بنفسي ، لن أتحمل شيء أخر بعد الأن "
نهض فخار مسرعا يريد أن يحتوي جسدها المنتفض فرفعت يدها توقفه ، يا إلهي ماذا حدث لكل ذلك منذ قليل كانت راضية محبة ماذا قال و فعل لتثور هكذا " حبيبتي ماذا فعلت أخبريني "
صرخت في وجهه بعنف " أنت لا تحبني اللعنة عليك ، لا تحبني لا أحد يحب امرأتين ، لا أحد لذلك أخبرك منذ اليوم و الأن لن أعدك زوجي تفهم "
استدارت لتعود لغرفتها و تغلقها بعنف قبل أن يتخذ رد فعل على حديثها ماذا فعل ، لا شيء ، لم كل هذا إذن ، لم يعد يفهم شيئاً سيجن حتماً ، طرق الباب بعنف ، لن يسمح لها أن تتخذ القرارات وحدها كما كانت تفعل من قبل " أفتحي يقين ، ما هذا الهراء الذي تتفوهين به "
سمع صوتها الباكي تقول صارخة " عد لبيتك ، لا مكان لك هنا "
طرق الباب بعنف قائلاً بغضب " هذا بيتي أيتها الغبية ، تسمعين ، أنت زوجتي و لن تتخلصي مني ، كفي عن جنونك و حماقتك سائمتهم و سئمت تهورك ، لقد أفسدت حياتنا من قبل بتصرفاتك و لن أسمح لك بفعل ذلك الأن " تبا يعلم أنه يبالغ و هى ليست السبب و لكن ماذا يفعل هى تغضبه بحديثها المتهور هذا الذي لا يعرف سببه ..
ابتعدت عن الباب و أرتمت على الفراش جالسة تبكي بيأس و حرقة ، هى بالطبع من أفسدت حياتها ، فعلت ذلك عندما تزوجت سرا ، و عندما تزوجت رجل متزوج ، بالطبع هى من أفسدت حياتها ، كيف لم تعرف أنه لم و لن يحب امرأة غير زوجته ، تزوجها حاجة ، و الآن و بعد أن شفيت لا يستطيع أن يبتعد عنها حتى و هو معها ، حتى بعد طلبها أن لا تكون موجودة بينهم تجده يحادثها و يستعطفها و يرجوها لتفهم وجود الدخيلة بينهم ، حسنا ليس بعد الأن ، يكفي ما تشعر به من مرارة العيش بعد فقد محبة و دعم عائلتها ، سمعت صراخه و طرقه العنيف على الباب قائلاً " أفتحي يقين أنت تزيدين من غضبي ، لن أتحمل هذا بعد الأن "
ردت غاضبة صارخة بقهر " بالطبع لن تتحمل ، و لم تفعل ، هل تحبني ، اللعنة عليك أيها الوغد يكفي تتحمل دلال زوجتك الفاسدة ، تبا لك و لها "
أبتعد فخار عن الباب بغضب قبل أن يندفع بجسده عدة مرات ليحطم الباب بعنف ، نظر إليها بشر و جسدها ينكمش بفزع من ملامحه الغاضبة أحاطت قدميها بذراعيها تضم جسدها بقوة و دموعها تهطل بغزارة و قهر ، يا إلهي ماذا يفعل بها كلما وعد نفسه بأنه سيترفق بها تفتعل حماقة فتجعله يشتعل ، و لا يفكر بتعقل ، أقترب منها فانكمشت أكثر ، رق قلبه حزنا فقال لها بيأس " لم تفعلين هذا بنا بما أخطأت الأن حبيبتي "
ردت بعنف " لا تقل حبيبتي هذه ، لا تكذب علي بعد الأن أرجوك ، لقد تقبلت دوري الرخيص في حياتك ، لنتوقف هنا أرجوك ، لن أخبرك أن تطلقني فلا فائدة ترجوا من ذلك فأنا لن أتزوج أو أعود لعائلتي و لكن لنتوقف و نكف عن خداع أنفسنا أرجوك ، لا تأتي إلي ، و لا تشغل عقلك بي "
صرخ بها بغضب " لم كل هذا الجنون أخبريني "
وضعت رأسها على الوسادة و أضجعت على الفراش متكورة ، فقط أبتعد ، لم يعد يهم شيء ، أغمضت عيناها تريد الهرب من كل ما تشعر به من قهر و بؤس تجبر عقلها على تجاهل وجوده ، و أن هذا لا يحصل معها ، أمسك بكتفها بحزم يديرها قائلاً بحدة " لن أدعك تهربين بعد الأن ، منذ اليوم يقين لن أمرر لك أي قول أحمق دون عقاب "
دفعته عنها تلكمه بعنف في معدته فرفع حاجبه مستنكرا فعلتها قائلاً ببرود " الأن عرفت مَن مِن زوجتي هى المدللة الفاسدة "
ارتجفت شفتيها بقهر و هى تنظر بأسه فشدها من ذراعيها لتلتصق بجسده ليمتلك شفتيها في قبلة معاقبة. حاولت أن تبعده غاضبة و لكنه لم يسمح لها بذلك شدد من احتوائها ليقبلها برقة الآن لبعض الوقت قبل أن يبتعد و يسألها برقة " ماذا حدث حبيبتي ، لم أنت غاضبة ، ماذا فعلت "
وضعت رأسها على صدره تبكي بحرقة و صمت حتى شعر بالذنب و الحزن من أجلها ، فهو سبب كل ما تتعرض له من بؤس ، قالت يقين باكية بخفوت " سأطلب منك شيء و أرجوك أن تنفذه لي فخار "
قال يسألها باهتمام " أطلب حبيبتي ، منذ متى أرفض لك طلب حتى ترجوني لشيء "
شهقت بخفوت و قالت بحزن " لا تأتي لرؤيتي مجدداً ، لو أردت ذلك فلتأت يوم في الأسبوع أو يوم كل أسبوعين ، أنا لن ألزمك بالمجيء أذا لم تريد "
أبعدها لينظر في وجهها بحيرة و يأس " لماذا كل هذا ، هل سبب ذلك ما حدث بيننا اليوم ، لماذا حبيبتي هل أذيتك ، هل بت تكرهيني "
لم تجيبه و ظلت على صمتها ، الحديث لن يجدي نفعا ، هو لم و لن يحبها ، لم تزيد من وضعها البأس ، لقد تقبلت أنه يريح ضميره من ناحيتها فقط ، إذن لا داعي لتطيل الألم ، شعرت بالتعب فتهالكت على الفراش من بين ذراعيه ،لتقول بجمود " أريدك أن ترحل الأن ، أريد أن أظل وحدي رجاء "
شعور اليأس و عدم الفهم شعور سيء ، لا يعرف ما الذي حدث و قلبها رأسا على. عقب ، حسنا هو كما قال لها ، لن يمرر لها أي من حماقاتها و لن يتركها تنفذ ما في رأسها ، قال فخار ببرود " حسنا أذا لم ترغبين بوجودي معك في الغرفة ،لا بأس و لكني لن أترك المنزل و لن أبتعد أعلمي هذا "
خرج و تركها فعادت يقين لتستلقي على الفراش بحزن و بؤس تفكر بحرقة ، لقد أفسدت حياتي بيدي ...

عاد للمنزل متعبا فهو لم يغف طول الليل حتى الصباح ، و عندما طرق الباب على يقين لتستيقظ للعمل ، أخبرته ببرود أنها لن تذهب ليعود هو للمنزل غاضبا ، استقبلته أماني بتوتر من ملامحه المرهقة التي تدل على عدم نيله قسط من الراحة على ما يبدوا ، ماذا به يا ترى هل هو متعب من ... تنفست بقوة و قالت بحدة و هى تراه يتهالك على الأريكة جالسا " ماذا بك ، ما الذي يتعبك فخار ، تبدوا مرهقا لماذا "
نظر إليها غاضبا ، لن يتحمل غضب هنا أيضاً يكفيه ما حدث من يقين أمس ، لن يتحمل ثورة أماني أيضاً ، ليأخذ هدنة على الأقل ليوم واحد " لا شيء سيء أمنيتي ، أنا فقط فكرت أن أخذ إجازة من المصنع اليوم لأقضيه معك ، ألا تريدين ذلك " سألها بهدوء عكس ثورته الداخلية و لكن هى ليس لها ذنب فيما حدث هناك ..
قالت أماني بشك " لا بالطبع و لكن هل ستذهب لها اليوم لتعيدها من العمل "
رد فخار بجمود " لن أذهب ، فهى لم تذهب للعمل اليوم كونها متعبة قليلاً "
سألته بحدة " متعبة من ماذا "
نظر إليها فخار بضيق ، هل ستحقق معه في كل كلمة تبا لذلك ليته ذهب لأمه أفضل على الأقل لن تحقق معه و تجبره على الحديث ، قال ببرود " أمنيتي أنا متعب ، هل ستظلين تحقيقين معي بدلاً من الذهاب لغرفتنا و أبدال ملابسي أم أعود للمصنع أفضل لأريحك من عناء وجودي "
أمسكت بذراعه لتصعد معه لغرفتهم قائلة " لا حبيبي ، ما رأيك في جلسة تدليك لجسدك المتعب هذا "
قال فخار بهدوء " كما تريدين أمنيتي "
سألته بحزن " ألا تريد أنت أيضاً "
ابتسم بفتور مجيبا " بل أريد يا قلب فخار "
دلفت معه للغرفة و أغلقت الباب خلفهم ، مدت يدها لتزيل جاكيت بذلته و هى تقف على أطراف أصابعها تقبله على عنقه بحرارة ، ألقت الجاكيت على الأرض قبل أن تقف أمامه و هى تفتح أزرار قميصه واحدا واحدا من بين قبلاتها على صدره و شفتيه ، ارتفعت حرارة جسده إثارة بعد أحباطه من ما حدث أمس ، ليجد يديه تحملها بين ذراعيه ليتجه إلى الفراش متمتما بحرارة " أمنيتي المدللة أحبك " متناسيا كل شيء غارقا معها في جنونها مؤقتاً ..

صارت الحياة رتيبة لبعض الوقت ، و لكنها عادت صاخبة ، فرغم رفضها و لكنه كان يذهب إليها ليوصلها للعمل كما تعود ، لم يستمع لحديثها بأن لا يأتي كما طلبت و لكنه كان يذهب إليها في أيامها المخصصة و رغم أنها تتجاهل وجوده في المنزل عندما يأتي و لكنها لا تستطيع ذلك عندما يظل معها في الغرفة عنوة فتشعر بالتوتر و الضيق و يكون تنفسها مضطرب لمجرد وجوده البعيد ، بعد أن خرب قفل الباب لم يصلحه متعمدا حتى لا تختبئ داخلها مرة أخرى فهو لن يسمح لها بذلك و تنفيذ ما في رأسها ، كانت تتخذ جانبها من الفراش معطية إياه ظهرها و لكنه لا يسمح لها بذلك لوقت طويل قبل أن يمد يده إليها ليسحبها لصدره عنوة و بعد الكثير من الغضب و المقاومة تستسلم لسيله الجارف و لقبلاته الحارقة ، بينما أماني لا تفضل المكوث في المنزل يومياً فيذهبان لزيارة خالتها و العشاء في مطعمهم المفضل و فعل كل ما كانت تشتاق لفعله وقت كانت مريضة و هو يسايرها في كل ما تريد ربما خف شعورها بالحزن الذي يراه في عينيها ، ليعودان للمنزل متعبان من كثرة السير و التسوق كما كانت تفعل معه ، و لكنها لا تسمح له بالراحة بل تقترب لتمارس عليه حيلها و دلالها حتى تغرقه في شغفها ، ربما كون واحدة دوماً غاضبة و الأخرى دوماً هادئة يشعر ببعض التوازن في حياته و لكن هل يظل هكذا أم تنتظره تقلبات أخرى من كلتاهما فهو كمن يقف في قفص للأسود ينتظر أن ينقضا عليه وقت ما لذلك يكون حريصا في الحديث معهم محاولا بقدر الإمكان أن لا يأتي على سيرة أي منهما أمام الأخرى ، كانت يقين تجلس على المائدة تتلاعب بالطعام فقال فخار بجدية " ماذا بك ، لم لا تتناولين الطعام "
وضعت الملعقة بغضب لتحدث دويا قائلة بعنف " لست جائعة ، سأذهب لغرفتي فأنا أريد النوم ، و أنت نظف المائدة بعد أن تنتهي ، تصبح على خير " فما يشغلها الأن لا يسمح لها بإجراء هذا الحديث الهراء الذي لا طائل منه ..
نهض فخار مسرعا ليمسك بيدها قبل أن تذهب ليعيدها بعنف على المقعد قائلاً " أسمعيني أيتها المدللة ، لقد تحملتك كثيرا مؤخراً ، و التمست لك جميع الأعذار و أعطيتك فرصة لتتخلصي من غضبك هذا و لكن يبدوا أنك تحتاجين للتأديب حتى تعلمي مع من تتعاملين ، أنا لست عاملاً أو خادما لديك ، أنت زوجتي أيتها الوقحة و عليك العمل على راحتي لا أنا ، لأجعل زوجتي تعلمك إن لم يكن هناك من يعلمك كيف تتعاملين مع زوجك "
كانت تنظر إليه بصدمة و أنفاسها تتلاحق بسرعة حتى تبدوا كأنها تتسابق للدخول و الخروج من صدرها ، لم تعرف بم تجيبه على حديثه هذا ، نعم بالفعل تحملني كثيرا و لا داعي للمزيد ، أعطاني الفرصة و لم أستغلها ، و عليها العمل على راحته ، بالفعل فهى لا تشبه بأي شكل من الأشكال زوجته ، لأنها ليست زوجة ، هى مجرد خطأ قام بتصحيحه على حساب حياته كلها ، كتر خيره !! قالت بصوت مرتجف " أنا أكرهك " هذا شعورها الآن بعد ما اكتشفته
رفع حاجبه ببرود " حقاً ، تريدين أن أريك كم تكرهيني " مغرور حقا ، و لكن معه حق ، فهى ما تلبث أن تستسلم لذراعيه بعد فورة غضبها المعتادة ، لعقلها إرادة و لجسدها إرادة منفصلة و هو يعلم ذلك تبا له ..
أجبرت قدميها على التحرك لتذهب لغرفتها فعاد يمسك بذراعها يوقفها قائلاً بسخرية " لا ذهاب للغرفة دون تنظيف الطاولة يا زوجتي ، ثم بعدها كأي زوجة محترمة تأتين إلي سأنتظرك لنعرف كم تكرهيني حقاً " و كأنها تحتاج لم يثير غضبها أكثر تركها ببرود و ذهب للغرفة تاركا إياها تشعر بالموت و اليأس .. طالت الغيبة و لكنها في النهاية لم تجد ما تفعله حتى تؤخر ذهابها ، لم تعد تشعر بذلك الحب معه ، بل الغضب فقط في علاقتهم غضبها منه و غضبه من رأسها اليابس ، كانت تقف في الردهة تائهة حزينة و قدمها لا تطاوعها للذهاب ، لتتجدد وعود عيناها لوجنتها اليابسة لترسل لها المطر الغزيز ليرويها فتصبح رطبة و قد لانت يباستها ، شهقت عندما خرج من الغرفة ليشدها من يدها بغتة و بحزم و يدخلها الغرفة قبل أن يغلق الباب خلفهم بعنف ... ليعلم منها كم تكرهه حقاً كما تدعي ..

" قال فخار برجاء " حبيبتي ، رجاء لا أريد الخروج من المنزل اليوم ، لم لا نجلس هنا فقط و نتحدث و أنت مستلقية على صدري فلي وقت طويل لم أتحدث معك عن كل ما يدور معي ، أنت ما عدت تهتمين بسؤالي عن شيء أمنيتي "
ماذا تقول له ، أنها ما عادت تسأله عن شيء حتى لا يأتي على سيرتها فتشعر بالقهر و الغضب ، لا لا تريد أن تظل بين أربعة جدران تتحدث عن كل ما يخصه لتجد نفسها تستمع إلى ما يدور معها ، قالت أماني بضيق " لماذا نجلس في المنزل و اليوم إجازتك ، ألم تعدني بأن يوم الإجازة سنذهب فيه لأي مكان أريده ، ما الذي تغير "
قال فخار برفق " حبيبتي ، لم يتغير شيء ، و لكن لنا أكثر من شهرين لم نظل في المنزل لعشرة أيام كاملة ، نحن تقريباً كل يوم في الخارج ، ألم تسأمين و تفضلين البقاء معي ليوم واحد "
زفرت بضيق " حسنا كما تريد "
أقترب منها و أحاط كتفيها بذراعه قائلاً " ليس غصبا عنك يا قلب فخار ، المهم أن تكوني راضية ، و لكني حقاً اشتقت للبقاء معك في غرفتنا وحدنا ليوم كامل دون الذهاب لمكان "
رسمت بسمة حزينة " حسنا فخار ، لا بأس أنا راضية عن كل شيء تريده حبيبي "
رفع وجهها ليمتلك شفتيها بشغف ليتركها مؤكداً " أحبك أمنيتي "
لفت ذراعيها تحيط خصره فقال فخار بلهفة " ما رأيك أن أقوم أنا اليوم بجلسة تدليك و تدليل لك ما رأى مدللتي "
ابتسمت بفرح قائلة " هذا أقل ما تفعله لي بعد أن منعتني من الخروج من المنزل "
حملها بحزم ليتجه لمرحاض غرفتهم قائلاً " أتشوق لجلسة متبادلة فأنا أيضاً اشتقت للمساتك أمنيتي "
قبلت وجنته بقوة " حسنا يا فخرى سأفعل كل ما يرضيك "
أنزلها بجانب المغطس و لف ذراعيه حولها قائلاً " حبك يرضيني مدللتي ، حبك فقط هو ما يرضيني "

كانت سميحة ترمقها باهتمام و هى جالسة في غرفة الجلوس شاردة ، بعد أن أصرت على رحيم ليجلبها معه ، فولدها الأحمق لم يفعل منذ طلبت منه من عدة أشهر ، قالت سميحة بهدوء " حبيبتي هل هناك مشاكل بينك و بين فخار "
رفعت يقين رأسها تنظر إليها بمرارة ساخرة " و إن كان هناك سيدتي ماذا بيدي لأفعله ، هل أتركه مثلاً ، أين سأذهب و لم يعد لي عائلة "
قالت سميحة بحزم " و ماذا نحن يا ابنتي ألسنا عائلتك "
ردت يقين بهدوء مصطنع " لا "
شعرت سميحة بالحزن ، يبدوا الآن الوضع سيء بينها و بين فخار بالفعل " هل هناك شيء أستطيع أن أفعله من أجلك "
نظرت يقين إليها بيأس قبل أن تنفجر باكية بعنف و قهر قائلة بمرارة " ماذا تقدرين أن تفعلي من أجلي سيدتي ، لا شيء ، لا أحد يستطيع مساعدتي "
سألتها سميحة بذعر " ماذا هناك حبيبتي أخبرني ربما استطعت مساعدتك "
نشجت يقين بقوة قائلة بقهر " أنا حامل ، وزوجي يكرهني ، أنا وحيدة ليس لي أحد في الكون ، لا أعرف لم أعيش ، فلا أحد يريدني و لا حتى زوجي "
كانت سميحة تنظر لانفجارها بذهول قبل أن تنهض لتضمها بقوة مهدئة " لا بأس حبيبتي ستكونين بخير "
لم تعرف ماذا تقول لها و هى تخبرها أن أول أحفادها في الطريق أتيا مع كم هذا الألم و الحزن ، ردت يقين صارخة " لا ، لن أكون سيدتي ، لن أكون بخير أبداً لقد أخبرني بذلك من قبل و كل ما يفعله هو معاملتي بسوء ، لذلك أخبرك أني لن أكون بخير ، أنا أصبحت وحيدة ، لقد ضحيت بحياتي و عائلتي من أجل لا شيء ، لا شيء "
دلف رحيم على صراخها يتساءل بقلق " ما بها يقين سميحة لم تصرخ هكذا "
قالت سميحة غاضبة " أطلب لي ذلك الحقير ليأتي على الفور لهنا "
صرخت يقين بعنف " لا ، لا أريد رؤيته ، لن يفيد مجيئه بشيء هو لم يحبني يوماً ، لم يحبني أبداً ... "
أنهت جملتها لتتهالك على صدر سميحة التي كانت تضمها بقوة تمتم رحيم بقلق " يا إلهي ما الذي يحدث معنا ، تبا لك فخار "

🌴🌱🌿☘🍀🎍🌹🌻🌺🌾🍁🍂🍃🌷🌼🌴🌱


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 01:19 AM   #47

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع و الثلاثون
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓

سألت سميحة الطبيبة بقلق " ماذا بها دكتورة هل هى بخير"
أجابت الطبيبة باسمة " بخير سيدتي لا تقلقي و لكن لنطمئن أكتر لتأتي بها للمشفى حتى نقوم ببعض التحاليل و الأشعة حتى نطمئن أكثر على حالة الطفل فأنا أرى أنها ضعيفة للغاية و ربما هذا يؤثر على كلاهما"
قالت سميحة بتأكيد " حسنا سنأتي بالغد بالتأكيد، شكراً لك دكتورة"
بعد ذهاب الطبيبة كانت سميحة تغلي كالمرجل غضبا من ولدها سألت رحيم الذي أوصل الطبيبة للخارج و عاد ليطمئن على يقين منها" هل هاتفته "
رد رحيم بضيق" ليس بعد "
قالت سميحة بغضب" لا تفعل، لا تحادثه و لا تخبره أين هى، و لا تخبره أنك تعرف لأين ذهبت و أخبره أنها تركت لك استقالتها و ذهبت"
سألها بتوتر " ماذا تنوين سميحة"
ردت بحزم " أنوي تأديبه لذلك الحقير ليعلم أن ابنة الرجل الذي ظن أنه سيكون أمين عليها ليست رخيصة ليعاملها بتلك الطريقة الحقيرة و إن كانت عائلتها تركتها فأنا سأكون عائلتها منذ الأن "
قال رحيم بنفاذ صبر" لمتى سنظل في دوامته الن نرتاح من مشاكله أبدا "
قالت تجيبه بحنق " هذا قدرنا لا مفر منه، هل تريد أن نتركه يغرق أكثر و أكثر "
رد بضيق" لا، و لكن كان يمكننا أن نتلاشى كل ذلك كان عليه أن يختار إحداهن و يترك الأخرى "
أجابته بخيبة طبعاً رده ذكوري بحت لا يعرف ما يمكن أن تشعر به الأنثى عندما تفقد حب حياتها " و من كنت تريده أن يترك، ابنة أختي حب حياته أم من ضحت بسمعتها من أجله، للأسف هو لم يقدر تضحيتها هذه ظنت أنه يستحق و هو لا "
رد رحيم بحنق" تعلمين كان عليه أن يترك كلتاهما لكان أراح نفسه و أراحنا معه"
قالت سميحة بضيق " حسن و قد حدث هل نهرب أم نساعد في حل المشكلة "
قال رحيم بلامبالاة" أفعلي ما تريدينه، و أنا لن أخبره شيئاً إذا كان هذا طلبك "
قالت بجدية" حسنا في الغد يجب أن تطلبه في أي شيء لأستطيع أخذها للمشفى أخشى أن يأتي لهنا فجأة فيراها "
رد رحيم بسخرية " حسنا يا حلالة العقد لنرى ما ستفعلين "
ابتسمت سميحة بفرح متناسية كل شيء قائلة" الست سعيدا سيأتي حفيدنا أخيرا، سأطلب صباح لأخبرها و أنبه عليها أن لا تخبره عن شيء أو حتى تخبر والدها الأن فربما ثار عليه و يسوء الوضع أكثر "
تنهد بملل فالوضع بالفعل سيء و يسوء أكثر بغبائه" هل يمكن أن تطعمينا الأن، مؤكد يقين جائعة بدورها هى و حفيدك"
قالت سميحة بمرح" حسنا على الفور ، يجب أن أعتني بحفيدي و أمه بالطبع "
رد رحيم بسخرية" و جده يا عزيزتي و جده أيضاً "
ضربته سميحة مازحه على كتفه قبل أن تتركه، ابتسم رحيم بحزن متمتما " كان الله في عوني "

نظرت إليه أماني بتوتر، تريد أن تسأله و لكن السؤال يأبى أن يخرج من بين شفتيها، ما يهمها يذهب أو لا، هذا يفرحها و لكنها تريد أن تعلم ما يدور بينهم و هل هناك مشكلة ما، حتى يمتنع عن الذهاب إليها اليوم ، قالت بصوت هادئ " فخار ألا تريد أن نخرج اليوم"
التفت إليها باسما بشرود " لا أمنيتي أنا متعب و لا أريد الذهاب لمكان إن لم يكن لديك مانع"
وضعت راحتها على وجنته تسأله بقلق " متعب من ماذا فخار هل أحضر لك الطبيب"
أمسك بيدها على وجنته يبتسم بفتور " لا أمنيتي أنا بخير لا تقلقي فقط لا مزاج لي للذهاب لمكان و لدي بعض الصداع ، أنا سأغفو قليلاً و سأكون بخير عندما أفيق "
أستلقى على الفراش معطيها ظهره محاولا النوم حتى لا ينهض و يذهب إليها، كان يشعر باليأس حقا فهو للأن لا يستطيع التحكم في حياته أو إصلاح شيء رغم محاولاته و لكن يبدوا أنها تبوء كلها بالفشل و علاقته مع يقين أكبر مثال لذلك، تتحول من سيئة للأسوء
شعر بلمسه أماني على كتفه و تقبيلها لعنقه بحرارة و هى تضمه من الخلف، تمتم بصوت خافت " أتركيني أغفو قليلا أمنيتي رجاء فقط يذهب صداعي"
ابتعدت عنه بحزن ، يبدوا أنه يفكر بها الأن و هذا ما يضايقه، لم ظل معها إذن طالما هو متضايق لابتعادها عنه، عادت لجانبها من الفراش و استلقت على جانبها و دموعها تهطل بصمت و كأنه شعر بحزنها فأستدار إليها ليضمها من الخلف متمتما " هكذا أفضل يا قلب فخار "
أمسكت بذراعه التي تضم خصرها لتضمها لصدرها بصمت محاولة أن تتجاهل سبب ابتعاد زوجها عنها بتفكيره.. أغمضت عيناها بقوة محاولة أن تغفو، شدد من ضمها لصدره لتشعر بدفيء جسده حتى غفت ، لم تعرف أماني ما الذي أيقظها لتجد أنها وحيدة في الفراش، نهضت تبحث عن فخار فذهبت للمرحاض لتطرق بابه و عندما لم يجب فتحت الباب لتجده خاليا، ارتدت مأزرها و هبط للأسفل تبحث فلم تجده، شعرت بالحيرة ثم ما لبثت أن شعرت بالغضب، تبا لذلك لقد تركني و ذهب إليها، لم ينتظر حتى يبلج الصباح. صعدت لغرفتها غاضبة تبا له ، لم فخار كلما حاولت أن أتناسى الأمر تفعل شيء و تعيدني لنقطة الصفر و شعور القهر يتملكني مجدداً بعد قليل وجدته يدلف للغرفة يمسك بهاتفه، نظرت له بضيق قبل أن تهب واقفة و تسأله بغضب " أين كنت فخار لقد قلقت عليك"
رمقها بضيق لحدتها في الحديث و لكنه لم يعقب قائلا " لقد كنت في الخارج ، ماذا حدث لتقلقي لم أظن أنك ستفيقين قبل عودتي من الخارج"
ردت بحدة " و ماذا كنت تفعل في الخارج في هذا الوقت فخار"
أخذ نفس طويل قبل أن يجيب بهدوء " كنت استنشق بعض الهواء أمنيتي، هل هذا ممنوع"
ردت أماني بضيق " لا، و لكن كان يجب أن تخبرني "
قال فخار ببرود " أيقظك لأخبرك أني سأتنفس قليلاً أمنيتي، هل هذا منطق، أنا في المنزل و لم أذهب للخارج فلم أرا داع لذلك "
شعور بالحزن و الغضب تملكها و هى تعاود الاستلقاء و أعطاءه ظهرها قائلة بحدة" لا بالطبع، لا داع لذلك تصبح على خير "
زفر بحرارة و عاد لمكانه على الفراش و هو يفكر بغضب لم لا تجيب على الهاتف تلك الغبية.. تبا لها قسما ليعنفها لذلك عندما يراها غدا.. هذا ما كان ينقصه يقلق عليها هى أيضاً..

أستيقظ على صوت هاتفه فنهض منتفضا يمسك به بسرعة ليفتحه قائلا بغضب" لم لم تجيبي أمس على الهاتف"
سمع صوت والده الساخر يقول ببرود " قل صباح الخير أولا"
قال فخار بتوتر " صباح الخير أبي، ما الأمر تهاتفني عند الصباح"
رد رحيم ببرود " معك نصف ساعة تأتي بها للمكتب أنا أنتظرك"
سأله فخار بقلق " لم، هل حدث شيء، أمي بخير"
أجابه رحيم بملل" أجل بالطبع، هل ستكون بها شيء و أخبرك أن تأتي على المكتب بدلاً من المنزل"
أجابه بضيق " حسنا، سأتي فور أحضر يقين على الطريق "
أجابه رحيم بحزم " لا تفعل و تذهب إليها، هى لن تأتي، فقط أسرع الأمر هام"
أغلق الهاتف بضيق، ليجد أماني تنظر إليه بضيق و ملامح الفهم تكلل نظراتها، سألته بحدة" هل كنت تطلب تلك ليلة أمس "
نهض من الفراش متجاهلا جوابها متجها للمرحاض لم غاضبة ألم تكن تحادثه و هو معها أيضاً .. تسمر مكانه قبل أن يخرج من الغرفة
و التفت إليها بحدة سائلاً " ماذا قلت للتو"
سألته غاضبة " قلت هل كنت تهاتف تلك أمس و أنت معي فخار، ألم تستطيع أن تصبر حتى تراها لتهاتفها و أنت معي، هل لهذا نهضت ليلا مثل اللص لتحادثها، تبا لك فخار"
قال فخار بذهول " أنت غاضبة من ذلك ، بالطبع أنت غاضبة" أضاف بمرارة و هو يعود و يخرج ملابسه بسرعة من الخزانة قائلا " أبي يريدني في الشركة، عندما أعود سنتحدث "
ردت أماني غاضبة" لا بل أنت ذاهب إليها لا تكذب و تقول أنك ذاهب لوالدك "
أرتدى ملابسه بسرعة و هو يجيبها بحدة " لن نتشاجر الأن أماني، أخبرتك عندما أعود يوجد أمر هام علينا الحديث به أنت و أنا"
أكمل ارتداء ملابسه و دلف للمرحاض يغتسل في دقيقة قبل أن يخرج و هو يودعها قائلا " سنتحدث عندما أعود حبيبتي اتفقنا "
تركها و خرج مسرعا فتمتم أماني غاضبة " اللعنة على تلك الفاسقة الحقيرة خاطفة الرجال "

كان طوال الطريق يفكر بمرارة فيما حدث، بالطبع هذا سبب غضبها، بالطبع تظن أنه لا يهتم بها أو بما تريد، بالطبع فماذا تفكر بعد ما حدث، كيف لم ينتبه لوجودها منذ البداية، مؤكد أنصتت لكل كلمة قالها ، يا إلهي لماذا يفعل بنفسه و بها هذا، متى سيتصرف بشكل صحيح، وصل أمام البناية متجاهلا الذهاب لوالده و صعد ركضا على الدرج غير منتظر المصعد، أخرج مفتاحه من جيبه ليفتح الباب و هو يتنفس بقوة، وجد المكان هادئ، فظن أنها مازالت نائمة فالوقت مبكر، ذهب للغرفة يفتحها بعنف ليجد أن الفراش مرتبا مما يدل على أنها لم تبت في الغرفة، اتجه للخزانة يفتحها بعنف و قلبه يقرع كالطبول، لا ليس ثانيا، وجد ملابسها في أماكنها و لكن هذا لم يشعره بالراحة خرج يبحث عنها في المنزل كالمجنون و لكن لا أثر لها، زمجر غاضبا " تبا، تبا يقين لم تفعلين هذا بنا"
خرج من الشقة ليذهب لوالده ربما هى غفت بغير غرفة و ذهبت للعمل بعد أن أخبرت والده بعدم ذهابها، وصل للشركة في وقت قياسي لسرعة قيادته السيارة ، ترجل منها مسرعا ليصعد لمكتب والده، لم يجدها مكانها فظن أنها معه في المكتب، أقتحمه بعنف دون أن يطرق الباب، وجد والده وحده خلف مكتبه يراجع بعض الأوراق، نظر إليه من خلف زجاج النظارة الشفاف متسائلا بسخرية
" ما هذه الطريقة التي دلفت بها، أولا ردك الفظ صباحا و الآن اقتحامك مكتبي"
قال فخار بتوتر و عيناه تمشط المكتب لعلها واقفة في ركن من أركانه " أين زوجتي"
أجابه رحيم ببرود " تقصد زوجتك التي تعمل لدي"
دنا فخار من مكتب والده بتوتر " أين يقين أبي"
أجابه رحيم بهدوء لامبالي" في المنزل مؤكد فقد أخبرتني أنها لن تأتي للعمل مجدداً، ألم تخبرك بذلك لقد قدمت استقالتها أمس قبل أن تذهب للمنزل"
تهالك فخار على المقعد أمام والده و هو يتمم بيأس" لقد فعلتها مجدداً، لقد تركتني مجدداً، تبا، تبا لذلك " أنهى حديثه صارخا
قال والده بغضب " أهدئ و أفهمني ما الأمر، لم تقول يقين تركتك مجدداً، أمس أوصلتها للمنزل بنفسي، كيف لم تجدها إذن "
أخفى فخار وجهه بين راحتيه قائلا بيأس و صوت مكتوم " ماذا أفعل بحياتي أنا أخرب كل شيء، أنا لا أستطيع حتى أن أكون عادلا مع أي منهما، لماذا أحتفظ بهم إذن، ظننت أني أستطيع أن أسعد كلتاهما و لكني فاشل، فاشل في كل شيء "
قال رحيم بضيق" أهدئ فخار و أفهمني ماذا حدث "
رد فخار بمرارة " يقين ليست في المنزل، يقين تركتني أبي، تركتني مجدداً "
أجاب رحيم ببرود" جيد أنها فعلت، أتركها تذهب لقد أفسدت حياتك، طلقها في المحكمة و عد و أكتفي بزوجتك أماني و أكمل حياتك بهدوء و أنساها "
نظر فخار لوالده بذهول قبل أن يعقد حاجبيه بغضب قائلا بقوة
" لا مستحيل أن أفعل، أنها زوجتي، كيف تقول هذا أبي، هل لو كانت ابنتك كنت قلت ذلك "
قال رحيم ببرود" لو فعلت ابنتي ذلك أكثر من مرة مع زوجها هذا يعني أنه وغد حقير و هى لا تتحمل العيش معه و نعم لو كانت ابنتي لقلت ذلك "
نهض فخار بغضب قائلا " أنا سأذهب لأمي هى من ستساعدني لأجدها "
قال رحيم بلامبالاة" أذهب لها عند خالتك فهى ذهبت إليها لتصالحها بعد فعلتك و زواجك على ابنتها "
قال بحزم" لا بأس سأذهب و لو كانت في المريخ "
نهض رحيم غاضبا فهو متهور و قد فقد عقله قال له بغضب" أذهب إليها و أفسد زيجتك الأخرى عندما تعلم أماني بما تفعل بالتأكد ستتركك بدورها"
وقف فخار قليلاً و كأنه يفكر في حديث والده قبل أن يكمل سيرة للخارج و رحيم لا يعرف لأين سيذهب.. أمسك بالهاتف ليطلب زوجته، ما أن سمع صوتها سألها بضيق " أين أنت الأن"
أجابته بحزم" لقد عدنا للمنزل و هى في غرفتها تستريح، الأمر ليس جيدا رحيم "
قال رحيم بضيق" ابنك الغبي سيذهب إليك لدى مديحة ليخبرك أنه لا يجدها، لقد علم مبكرا عما كنت أظن"
ردت بحنق " هذا الغبي يريد أفساد كل شيء أنه أرعن متهور، حسنا سأهاتفه الأن و أخبره أني في المنزل عندما طلبتني أنت لتخبرني "
قال رحيم بحنق" حمدا لله أنه لدى ولد واحد و إلا جننت "
ضحكت سميحة بمرح" معك حق، تخيل لو لدينا اثنان أو ثلاثة من نوعه ماذا كنت ستفعل"
رد عليها ببرود" بالطبع كنت سأكون نزيل مشفى المجانين يا عزيزتي أراك فيما بعد "
أغلقت الهاتف لتدير رقمه بسرعة..

وقف فخار أمام المنزل بقلق ، بعد أن هاتفته والدته لتخبره أنها في المنزل غير وجهته ليتجه لمنزل والدها، طرق الباب بحزم و أنتظر لتفتح له والدتها، فوالدها مؤكد ذهب للعمل، وقفت صباح تنظر إليه ببرود سائلة " ماذا، ماذا هناك"
قال فخار بتوتر " سيدتي، أردت فقط أن أسأل، هل يقين هنا"
نظرت إليه بحدة سائلة بعنف " ماذا تعني بهنا، ماذا فعلت لابنتي هذه المرة"
توقف قلبه للحظة قبل أن يعود للخفقان بقوة، هذا يعنى أنها لم تأت هنا، أين ذهبت إذن ، قال ثانياً برجاء " سيدتي أرجوك، لو كانت هنا أخبريني حتى يطمئن قلبي، فهى تركتني غاضبة و ليس لها مكان غير هنا تذهب إليه "
قالت صباح بمرارة تطمئن عليها و هى مفترض أنها معك، أليست زوجتك الأن أمام الجميع ليس لك حجة لتخفيها عنهم، و لكن معك حق هى ليس لها مكان تذهب إليه و لا حتى هنا، قلق عليها ، ماذا عنا نحن، نحن نموت قلقا كل يوم و نحن لا نعلم هل هى سعيدة أم تعيسة، بعد ما فعلته خسرنا ابنتنا الوحيدة للأبد، أنت سرقت فرحتنا و حياتنا التي عشناها من أجلها فقط، الأن و بعد أن أضعتها تأتي للسؤال عنها في المكان الذي سرقتها منه، ما هذا الجبروت الذي تملكه يا رجل "
كاد ينهار خوفاً حقا، هل تقول الصدق، هل هى ليست هنا، لأين ذهبت إذن، ماذا فعل بحياته، قال فخار بصوت مختنق" حسنا سيدتي إذا جاءت هنا أرجوك، أرجوك سيدتي أبلغيني عن وجودها رجاء "
أغلقت صباح الباب في وجهه دون أن تجيبه حتى، استندت على الباب بحزن قبل أن تخرج شهقاتها عالية و هى تمتم بقهر "سامحك الله يا ابنتي لم فعلته بنا و بنفسك"
رن الهاتف فذهبت لتجيب و بكاءها لم يتوقف قالت سميحة بحزن
" يكفي صباح، أنا أسفة و لكن كان يجب أن أنبهك للأمر"
قالت صباح و هى تمسح دموعها براحتها بحزم " لا بأس، أخبريني كيف هى"
قالت سميحة تطمئنها " بخير و لكن تحتاج رعاية طبيبة في الشهور الأولى فذلك الحادث قد ترك ضررا لعدم اهتمامها بعلاجها ذلك الوقت"
عادت صباح للبكاء بصمت قبل أن تقول بحزن " حسنا طمئنيني عنها و لكن تعرفين متى"
سألتها سميحة برجاء " ألا تريدين الحديث معها بنفسك لتطمئني"
ردت صباح بقهر" لا، لا أستطيع ذلك أرجوك، لا أريد أن أغضب والدها إن علم ما أفعله و أني أحدثها، لا أريده أن يعود لدوامة الحزن ثانياً"
قالت سميحة بخيبة " حسنا على راحتك، سأهاتفك فيما بعد إلى اللقاء الأن"
أغلقت معها الهاتف و اتجهت لغرفة يقين تفتحها و عباراتها تغرق وجهها جلست على الفراش تمسك بتلك الصورة التي تجمعهم ثلاثتهم و هم يبتسمون جميعا ضامين بعضهم البعض، قبلت صورتها عدة قبلات قبل أن تضمها لصدرها كأنها تضم ابنتها نفسها و بكاءها يتعالى فهذا هو الوقت الوحيد الذي تسمح فيه لنفسها بإظهار حزنها و زوجها غير موجود في المنزل ...

كان جالسا بصمت ينظر لشاشة هاتفه بشرود كأنه ينتظره أن ينطق و يحدثه، كانت أماني تلاحظ تغيره هذه الفترة، سرعة غضبه و عصبيته الزائدة و حديثه الحاد مع الجميع إلا هى ، لتعلم صدفة أن زوجته تركته مرة أخرى، و رغم سعادتها و لكنها شعرت بالغضب كون اختفاءها يؤثر عليه بهذا الشكل، و رغم أن طبعه السيء لا يظهر أمامها إلا أنها تشعر بالضيق كون تلك الحقيرة عكرت مزاجه و لو قليلاً ، سألته بتوتر " فخار، ألا تريد الذهاب للعشاء خارجا اليوم"
التفت إليها بهدوء مصطنع تعرف أنه غاضب و لكنه يحاول قدر الإمكان أن لا يحتد عليها في الحديث " لا أمنيتي أنا متعب ليس اليوم، أنا سأذهب لأغفو تصبحين على خير"
نهض و تركها فنظرت للساعة لتجدها السابعة مساء، هل سيغفو من السابعة، لم هل سيستيقظ لبيع الحليب، لا بل سيستيقظ ليبحث عنها كما تظن، فهذا ما فهمته من حديث تلك المكالمة مع ذلك الرجل أكمل، مديرها القديم، نهضت لتصعد خلفه وجدته مضجع على الفراش يكتف ذراعيه أمام صدره كمن يشعر بالبرد، التفت حول الفراش لتصعد لجانبها قبل أن تلتصق بظهره لتضمه بقوة و هى تهمس في أذنه " اشتقت إليك يا فخري"
أمسك فخار بيدها حول صدره ليضمها إليه قائلا بحزن
" سامحيني أمنيتي و لكني متعب هذه الفترة فألتمسي لي العذر"
أدارته لتنظر لوجهه قائلة بضيق " لم أنت مستاء من ذهابها، هذا جيد لتنسها حبيبي و سنعود لنكون بخير كالماضي"
نظر لعينيها بحزن، تعلم بالطبع، فهى كانت تعلم عن وجودها من قبل و لم تبح بذلك، مما زاد الأمر سوءا، قال لها بحزم" أمنيتي الماضي لن يعود كما تقولين و يقين ستظل زوجتي مثلك فأرجوك لا تزيدها على بحديثك "
قالت غاضبة" لم تتمسك بمن تتركك و تهرب كلما حدث بينكم مشكلة و لو صغيرة"
أجابها بمرارة " لأنها ليست مشكلة صغيرة كما تظنين، و لكوني دوما وغداً حقيرا معها فهى لا تجد حلا غير ذلك فهى تشعر باليأس و الخذلان مني لأني دوما ما أظلمها و أنا حتى لا أدري أني أفعل "
قالت أماني بغضب" لا بل تترك لأنها لا تحبك و ليس شيء أخر "
أجاب بسخرية مريرة " بل تركتني كونها لا تعرف أني أحبها "
شحب وجه أماني و سألته بقهر" و هل تفعل، هل تحبها "
استدار على جانبه مجدداً ليغمض عيناه بقوة قائلا ببرود" هى زوجتي مثلك تماما "
أدارته بعنف و هى تسأله مجدداً " هل تحبها أخبرني "
أبعد يدها عن كتفه ليجيبها ببرود " كما أخبرتك هى زوجتي مثلك أمنيتي، تصبحين على خير فغدا يوم شاق في العمل "
تبا لم لا يريحها و يخبرها فقط إن كان يحبها، دوما كان يخبرها أنه يحب كلتاهما و لكنها تعلم جيدا أن لا أحد يستطيع أن يحب امرأتين نفس الوقت و هى متأكدة من حبه لها فلم هذا الحديث يدخل الشك إلى نفسها، هل يحب تلك الحقيرة، أم يحبها هى.

✨✨✨🌙🌙🌔💜💜💜✨✨✨🌙🌙


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 01:22 AM   #48

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن و الثلاثون
🔥✨🔥✨🔥✨🔥✨🔥✨
سألته أماني بضيق " لأين فخار في هذا الوقت المبكر"
كان يكمل ارتداء ملابسه و يستعد للخروج " سأذهب للعمل أمنيتي"
اعتدلت على الفراش و سألته بحدة " هكذا قبل أن تشرق الشمس"
رد بهدوء " لقد أشرقت أمنيتي الساعة السابعة الأن"
قالت بغضب " و هذا ما أقصده فخار، الساعة السابعة و أنت تستيقظ في الثامنة و تخرج في التاسعة"
التفت ينظر إليها بملامح باردة، ماذا يخبرها أنه سيذهب ليبحث عنها منذ الصباح، عقله ليس متحمل الجدال معها و احتواء غضبها الذي سيعلم جيدا أنه سينفجر فور حضور سيرتها بينهم. قال ببرود
" سأذهب إلى والدي في الشركة قبل ذهابي للعمل هل هناك مانع "
كانت تعلم أنه ذاهب فقط ليبحث عنها تلك الحقيرة ليتها تختفي من الوجود، سألته بضيق " هل أعد لك الفطور"
رد و هو ينهى ارتداء حذائه " لا سأذهب الأن حتى لا أتأخر، و إن احتجت لي هاتفيني ربما لا أعود للغداء اليوم "
خرج دون أن ينتظر جوابها، تمتمت بغيظ" تبا على تلك التي أفسدت حياتي، و سرقت زوجي، لن أحتمل المكوث في المنزل سأذهب لأمي و إلا انفجرت "

" سيد فخار، ما الذي ذكرك بنا بعد هذا الوقت الطويل "
سأله أكمل بجدية و هو يرى ملامحه المضطربة، قال فخار بجدية
" لقد أتيت لأطلب منك سؤال زوجتك إن كانت رأت زوجتي مؤخرا أو هاتفتها "
رفع أكمل حاجبه بتفهم و قال بتساؤل" هل تركتك يقين مجدداً"
زم فخار شفتيه بضيق قائلا" نعم، لقد تشاجرنا قليلاً و لكنها لم تعطيني فرصة كعادتها لأصلح الأمور و اتخذت الطريق الأسهل و اختفت، لذلك أسألك ربما تعلم زوجتك شيء عنها أو عن مكان وجودها، فهى ليس لها أحد غيري و زوجتك على ما أظن خاصة أنها لم تذهب لعائلتها بعد ما حدث"
تنهد أكمل بضيق قائلا" أنا بالطبع سأسألها و لكني أعلم أنها لا تعرف عنها شيء هذا ما وعدتني به بعد الذي حدث ليقين المرة الماضية أنها لن تخفي عني شيء أو لن تساعد دون سؤالي أولا "
قال فخار برجاء" و لكن ربما لن تساعدها و لكنها تعلم أين هى، هل لك أن تسألها رجاء فزوجتي ليس لها أحد تذهب إليه "
أومأ أكمل برأسه" حسنا و لكني أفضل أن أسألها مباشرةً و ليس على الهاتف حتى أستطيع معرفة الحقيقة منها "
نهض فخار بخيبة" حسنا سأنتظر مكالمتك اليوم رجاء، أعتذر منك لمجيئ هذا الوقت الباكر "
مد أكمل يده يصافحه" لا بأس سيد فخار أعلم ما تمر به خاصة بعد المرة الأخيرة و ما حدث"
سأله فخار بجدية" ذلك الرجل، هل تعلم ماذا حكم عليه "
أجاب أكمل بجدية" لا أعرف بالضبط ربما خمس سنوات، فيبدوا أنها ليست حادثته الأولى "
هز فخار رأسه موافقا" جيد حتى يتعلم الأدب و لا يفكر في الاستقواء على الضعيف "
بعد أن خرج من عند أكمل ذهب لمخفر الشرطة ليقدم بلاغ باختفاء يقين فهى لها عدة أيام مختفية و لا يعلم عنها شيء و عليه سيقومون بالبحث عنها رغم أنه يعلم أنه لن يجدي نفعا، مر على والده في الشركة ليسأله إن علم شيء، فلم يصل لشيء أيضاً، كان يريد الذهاب لبيت والدها و لكنه لم يستطع بعد حديث والدتها أخر مرة، لقد دمر حياة الجميع في فترة ضعف مر بها، حياة أماني و يقين و حياته و حياة والدي يقين أيضا، مازال يحاول ليعيد الأمور لنصابها و لكن كل شيء يبوء بالفشل، أين هو الخطأ لم لا يفلح شيء معه، لم لا تستقيم حياته رغم أنه يحاول بجهد، لسبب بسيط هو مازال يخطئ في حق كل واحدة منهم و في حق نفسه، لذلك لا تعود الأمور لنصابها أولا يعامل يقين بقسوة رغم ما مرت به معه بدلاً من معاملتها بلطف ليحتوي غضبها و شعورها بالذنب و الفقد تجاه والديها، بينما يعامل أماني أيضا بشكل خاطئ و هو يبعدها عن حياته مع يقين كليا و يقضي معها معظم الوقت ليجدها تعاتبه إن تأخر أو خرج مبكراً متناسية أن هناك أخرى تشاركها حياته و لها نفس حقوقها، ليجد أن كل شيء حوله خطأ في خطأ ، وجد نفسه متجها لمنزل والده ليري والدته ربما هونت عليه مصابه، نظرت إليه ببرود قائلة " ما الذي فكرك بي اليوم، لك أسبوع و أكثر لم تأتي لرؤيتي"
كان يريد أن يقول أرجوك لا تعاتبيني على تقصيري الأن و لكنه لم ينطق بغير " مؤكد تعلمين السبب فأبي أخبرك به"
أفسحت له ليدخل فدخل بضيق و هو يعلم ما هو أتي ظن أنها ستخفف عنه و لكنها ستجلده كما الجميع على ما يبدوا. جلس على المقعد بتعب فسألته " لم تجدها بعد "
هز رأسه نافيا " لا، و إلا لعلمت"
قالت سميحة بفتور " أخبرني لم حدث كل هذا منذ البداية، لم تركتك و رحلت "
رد فخار بيأس " ربما كوني زوج ظالم و فاشل لم أستطع أن أعوضها عن الأذى الذي تعرضت له منذ عرفتني و ربما لكوني زوج سيء لكلا زوجتي "
قالت غاضبة " جيد أنك تعلم أنك مخطئ و لكن للأسف هذا لا يفيد فأنت لا تصحح أي من أخطأك للأسف بل تزيد من أوضاعك سوءا "
قال فخار بنفاذ صبر" أمي أرجوك ، أتيت لتخبريني ماذا أفعل "
ردت سميحة غاضبة" لمتى سأخبرك أن تفعل هذا و لا تفعل ذاك ، أنت مقبل على الأربعين متى ستستقيم حياتك متى "
أخفى وجهه بين راحتيه بيأس فأمسكت سميحة بيده تبعدها بغضب قائلة" أنت لا تستطيع أن تدير حياتك بشكل سليم ، فيبدوا أنك ضعيف الشخصية مع كلا زوجتيك إحداهما تهرب منك و الأخرى لا تتقبل وجود الثانية و لن تتقبلها لذلك عليك أن تختار إحداهن فقط و تترك الأخرى تذهب و ثق أني سأكون معك في اختيارك هذا"
نظر إليها فخار بعدم تصديق، تريده أن يترك إحدى زوجتيه، هل هى تتحدث بصدق، لا مستحيل، من يترك أماني حبيبة العمر و رفيقة حياته من الصغر أم يقين التى أدخلت البهجة لحياته بشقاوتها و مشاكستها، من تريده أن يظلم فيهن، سألها بجمود" و من تقترحين على أن أترك يا أمي"
قالت سميحة ببرود و لامبالاة " أحتفظ بمن تحبها و أترك الأخرى تذهب لتجد من يحبها مثل ما أنت تفعل مع من أخترتها"
نهض فخار ليرحل قائلا " شكرا لمساعدتك لي يا أمي لقد علمت بمن سأحتفظ الأن"
سألته بحدة " لأين أنت ذاهب فخار دون أن تنهي حديثك معي "
أجاب ببرود" لقد أنهيته يا أمي، لقد خيرتني و أنا أخترت "
سألته بحنق" من أخترت، لم لا تخبرني لأعلم ، فيبدوا أني أعلم من ستترك "
وقف بتصلب قائلا " من برأيك "
قالت باسمة بهدوء" يقين بالطبع فأنت لا تحبها"
لوى شفتيه بسخرية قائلا ببرود" أخطأت للأسف "
عقدت حاجبيها و سألته بحدة" هل ستترك ابنة أختي "
رد ببرود" أخطأت مرة أخرى"
ابتسمت بسخرية فهى تعلم بالطبع أن الأحمق لن يترك واحدة منهن و لكنها فقط أرادت أن تعلم ما في نفسه، قالت بسخرية" هذا يعني أنك ستظل تخطئ مع كلتاهما و لن ينصلح حالك و حالهم أبدا "
قال فخار بحزم " هذا قدرنا نحن الثلاثة و علينا تحمله، على أماني و يقين أن تعلما أني لن أتخلى عن أي واحدة منهن و لذلك عليهم تقبل ما هو أت و تساعداني على تخطي المشكلات أنا لن أحارب وحدي لأنجح هذا الزواج، كما قلت أنا في الأربعين هذا يعني أني لست صغير لتنتظر كل واحدة منهم أن أدللها طوال الوقت لذلك حان وقت الجد على كل واحدة منهم أن تعرف ما لها و ما عليها حتى تسير الحياة أنا لن أظل الباقي من حياتي أقنع أماني بتقبل يقين و أقنع يقين بجدية زواجي منها، أنا أحب كلتاهما و إن لم يصدقا ذلك على راحتهم هذا يعود إليهم و عليهم تقبل العيش معي دون هذا الحب، لأني لم و لن أتخلى عن أي منهما أبدا و لو بروحي ، هذا كل شيء "
تحرك ليرحل ثم أضاف ببرود" و شكرا لمساعدتك أمي "
قبل أن يرحل قالت سميحة بلامبالاة" حسنا لتعلم زوجتك حامل و هذه مشكلة جديدة تضاف إليك "
تسمر مكانه بعد حديثها قبل أن يلتفت إليها بعنف، من منهم تقصد، أماني أم يقين، أماني حامل بالطبع فهى لا تعرف مكان يقين يا الله لم تخبرني، هل لهذا غاضبة مني قال بدهشة" متى أخبرتك أماني"
أرتسم الحزن على وجهها و أجابت بحزن" أماني لم تخبرني بشيء "
ارتسمت الحيرة على ملامحه ليسألها بضيق " خالتي إذن هى من أخبرتك"
قالت سميحة بضيق، لم يظن أن أماني هى المقصودة فلديه زوجتين كان مفترض به يسألها من منهما أولا، " خالتك لم تخبرني بشيء ، ثانياً أنا لم أقصد أماني، بل قصدت يقين، علمت الأن أنك دوما ما تظن أنك مازالت متزوج من واحدة فقط و هى أماني، أنت لا تعامل يقين كزوجة و لذلك أخرجتها من حساباتك عندما حدثتك عن زوجتك، على الفور ظننت أنها أماني و تجاهلت أن يقين أيضاً زوجتك و ربما هى المقصودة ، لذلك قبل أن تقنع كلتاهما بتقبل الأخرى أقنع نفسك أولا أن الأخرى موجودة و لها حقوق الأولى "
أضافتها بخيبة قبل أن تشير للباب قائلة" يمكنك الرحيل في أمان الله "
رفع فخار يديه فوق رأسه بيأس قائلا" أرجوك أمي الرحمة، أنا لست في مزاج لتحمل عتابك لي، ببساطة ظننت أنك تتحدثين عن أماني لأنك لا تعرفين مكان يقين، هذا ما ظننته من أين لي أن أعرف أنك تتحدثين عن يقين، هل هاتفتك و أخبرتك أم أنك تعرفين مكانها، أخبريني بالله عليك"
ردت سميحة ببرود " بالطبع أعرف مكانها و أرح نفسك لن أخبرك عن مكانها فهي تحتاج لرعاية طبيبة حتى لا تفقد الطفل فيبدوا أن ذلك الحادث أثر عليها، و لن أخبرك حتى لا تتعب نفسيتها بسببك لذلك أذهب و عد لمنزلك و لا تشغل عقلك بها بعد الأن في كلا الأحوال هى لا تريد العودة إليك"
رد فخار بعنف" ماذا تقولين أمي، كيف تقولين هذا، أين هى أريد الحديث معها "
ردت سميحة بحدة" أخبرتك لا، الآن أمامك مشكلة جديدة، أذهب و أخبر أماني و عندها تعالى لنتحدث "
سألها بتوتر" و لم ستعترض أماني على حمل يقين، هى تعرف بزواجنا "
قالت سميحة بسخرية" هل أنت أحمق، أم ماذا، هل ترى أن الأمر سيكون هين عليها "
قال بحنق" حسنا أتركيني أتحدث مع يقين الأن و سأرى أمر أماني فيما بعد أرجوك هناك شيء أريد الحديث معها عنه "
أجابته ببرود " حسنا سأخبرها بطلبك و نرى إن وافقت أم لا "
ماذا هل حقا تظن أنه سيرحل بعد أن علم بأنها تعلم مكانها، هذا مستحيل، وجدته سميحة يتركها و يخرج من غرفة الجلوس يبحث في الغرف المجاورة واحدة واحدة، صرخت به سميحة" أنت أيها الغبي ماذا تفعل، هيا أخرج من منزلي"
صعد الدرج مسرعا متجها لغرفته القديمة و هى خلفه بغضب فتحها ليبحث عنها فلم يجد بها أحد، أغلق الباب و توجه لباقي الغرف واحدة واحدة و والدته تسبه بغضب محاولة منعه " هيا أرحل من هنا فخار لقد أغضبتني حقا الأن"
أجابها بحدة" و من ليس غاضبا مني الشيطان نفسه غاضب مني"
ردت غاضبة " بل أنت هو الشيطان نفسه أيها الأحمق هيا أخرج من منزلي"
كان متجها للغرفة نهاية الممر بعد غرفة والديه بغرفتين عندما أمسكت به سميحة بغضب و هى تتنفس بتعب " أيها الوغد أرهقتني هيا أخرج من منزلي "
تأكد فخار من أنها الغرفة ضالته فأمسك برأس أمه يقبلها بقوة قائلا
شكرا لك يا أم الشيطان، سيأتي لك بشياطين صغار قريبا "
وجدت سميحة نفسها تضحك بقوة و هى تتركه ليدلف للغرفة قائلة
" هيا أذهب و تلقى وعدك إذن، أحمق و لكن ترفق بها حالتها حساسة هذه الفترة "
تركته يدلف للغرفة و عادت أدراجها تعلم ما سيحدث صراخ و بكاء و عتاب و غضب.. حسنا ليحلا مشاكلهما إذن..

كانت جالسة على الفراش تستند على دعامة السرير ممسكة بقلم و تدون شيء ما في المفكرة الصغيرة على ساقيها، بينما تضع سماعة هاتفها في أذنها كمن تستمع لشيء ما، لم تنتبه لدخوله و هى محنية الرأس، ترك الباب مواربا بهدوء و أقترب من الفراش كانت تبدوا بحالة جيدة ليست شاحبة و لا متعبة يبدوا أن والدته تهتم بها كثيرا أكثر منه، أم ابتعادها عنه هو ما أراحها، جلس على الفراش لينخفض بها فرفعت رأسها تنظر إليه بجمود، لم تفتح فمها بكلمة ، كل ما فعلته هو أنها عادت لتدون في مفكرتها ثانياً و الانصات لهاتفها، رفع وجهها لتنتظر إليه و مد يده الأخرى لينزع السماعة من أذنها لتسمعه يقول بغضب مصطنع " أنت حمقاء غبية"
ضغطت على أسنانها بقوة و لمعت عيناها بالدموع و نزعت وجهها من بين أصابعه بقوة لتشيح به بعيدا قبل أن تعود ثانياً لتكمل ما تكتب، شعر بالحزن فهو يعلم لم هى غاضبة، و هو كالأحمق لم ينتبه قال بندم " أسف"
تركت القلم و كتفت يديها أمام صدرها تنتظر ما سيتفوه به، فهى لا تهتم حقا، فيبدوا أنه علم بحملها و لذلك يريد مصالحتها، قال فخار بمرح " لذلك أنت غبية لتفكيرك هذا"
عقدت حاجبيها بغضب فضحك بخفة مضيف " لم أكن أعلم ذلك للتو علمت و لي أيام أبحث عنك، لذلك لا تظني أني أبحث عنك من أجله فأنا لا أعرفه بعد لأهتم به، أنا أهتم بك أنت"
لم تنطق بكلمة فقال فخار بحزن " أريدك أن تعديني بشيء أن لا تخفي عني أي شيء يضايقك منذ الأن و أي شيء أفعله معك لا ترتضينه الكميني في معدتي مثلما فعلتي ذلك اليوم "
تذكرت يومها و ما حدث بعدها لتهطل دموعها بغزارة، تنهد فخار بحزن و مد يده ليزيلها قائلا بصدق" لن أفعلها لن أجبرك على ذلك ثانياً أعدك، أسف لذلك "
كانت شفتيها ترتجف و دموعها تهطل بصمت فعاد يزيلها قائلا بمزاح" كفي ستصابين بالجفاف من كثرة دموعك هذه "
قالت غاضبة بخشونة " أنا أكرهك"
ابتسم فخار بمرح " أريدك أن تظلي على كراهيتك لي طوال العمر فأنا لا أستطيع العيش دونها يا روح فخار "
خرجت ضحكة خافتة من بين شفتيها غصباً قبل أن تلقي بنفسها بين ذراعيه قائلة ببكاء " أكرهك، أكرهك كثيرا "
ضحك فخار بقوة و هو يضمها بحنان " ألن تكفي عن جنونك أيتها الغبية، هل ستظلين تهربين مني طوال حياتك لقد أتعبتني "
قالت غاضبة" سأظل أفعلها طالما تسبني "
ابعدها عنه ينظر في عينيها بشوق قائلا " أفعلها محبة مني إذا كنت تتضايقين لن أفعلها ما حيت "
نظرت إليه بهدوء و لم تجيب بشيء سألها بجدية " هل نعود للبيت"
ردت بقوة" لا، لا أستطيع العودة، أتركيني هنا أرجوك، لا أريد العودة لهناك"
تنهد فخار بضيق" حسنا على راحتك، و لكن أريد أن أعرف ماذا بك و لم حالتك الصحية غير مستقرة "
قالت تجيبه بتوتر" أنا بخير فقط يجب أن أظل الشهور الأولى في الفراش و لا أقوم بأي مجهود ليستقر الحمل فذلك الحادث قد تسبب لي في ضرر بسبب أهمالي العلاج تلك الفترة "
يعلم بالطبع حالتها ذلك الوقت فهى كانت في حالة سيئة لتفكر حتى في العيش و ليس العلاج، قال بحزن " حسنا و لكن ستعودين للمنزل معي عندها اتفقنا "
أومأت برأسها موافقة بصمت فسألها باسما" ماذا كنت تكتبين، هل كنت تختارين اسما له "
لمعت عيناها بالدموع و قالت بقهر " لا، بل أكتب لوالدي أحكي له كل ما يحدث معي ربما لو سامحني يوما ما أعطيها له ليعلم عني كل ما حدث و أنا بعيدة عنه "
شدها فخار لصدره ليضمها بقوة قائلا بندم " أسف، أسف لذلك سامحيني أنا سبب ذلك "
ردت باكية" لا بل هى أنا، أنا بغبائي و تهوري و جنوني ذلك الوقت بل سامحني أنت أيضاً كوني حولت حياتك لجحيم بسببي كان على أن أكون أقوى و أرفضك و لكن هذا ما حدث "
قال بحزم" حسنا لننس ذلك لا أنت و لا أنا أنها مشيئة الله ليختبرنا و قد أخطأنا لنصحح هذا الخطأ على الأقل نحاول ذلك و أنا أثق أن والدك سيسامحك يوما ما عندما يجدك بخير معي "
ظلت تبكي بصمت قبل أن يقول برجاء" أنت متأكدة أنك لا تريدين العودة معي للمنزل "
دلفت سميحة للغرفة بعد أن دفعت الباب بقدمها قائلة ببرود و هى تحمل صينية طعام صغيرة" لا لن تعود أبدا و ليس الآن هيا أرحل من هنا أريد أن أطعم والدة حفيدي ليأتي قوى كوالده و لكن ليس مدلل مثله حتما"
ابتسمت يقين بمرح فقال فخار ببرود" أين هذا الدلال الذي تتحدثين عنه لا أرى غير ولد والدته تطرده من منزلها و والد يسبه و زوجه تلكمه في معدته هذا ما أحصل عليه من دلال "
قالت سميحة ببرود" هل لك أن ترحل لقد صدعت رأسنا بثرثرتك و نريد يقين ترتاح هيا طريقك أخضر "
رد فخار ساخر " و أصفر و أحمر، سأذهب حتى لا أضرب أيضا مع الطرد " مال على رأس يقين يقبلها بقوة قائلا بهمس" أحبك "
اعتدل و قال بحزم" سأتي لأراك فيما بعد إلى اللقاء الأن أعتني بنفسك"
تركهم و خرج فقالت سميحة باسمة" لم أسمعك تصرخين و لذلك تركتك معه قليلاً و عدت، هل أنت بخير "
أومأت برأسها براحة" نعم أنا بخير "
قالت سميحة بحزن " أريد أن أخبرك بشيء يا ابنتي"
قالت يقين بحزن " أعلم ما ستقولينه لي و لذلك أنا رفضت العودة معه سأظل معك أنت "
قالت سميحة بحزن " أنا أسفة و لكنه بالفعل أمر صعب لذلك ابتعادك أفضل، هذا قدركم فلتتحملوه جميعا"
تمتمت يقين بخفوت" نعم قدرنا و علينا تحمله...

🌴🌱🌿☘🍀🎍🌹🌻🌺🌾🍁🍂🍃🌷🌼🌴🌱



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 01:24 AM   #49

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع و الثلاثون
🎀 💓 💓 🎀 🎀 💓 💓
لاحظت أماني هدوءه و عودته لطبيعته فسألته بتوتر " تبدوا هادئا هذه الفترة، هل هناك جديد لم تخبرني به"
أعتدل على الفراش و شدها لصدره قائلا " جديد مثل ماذا حبيبتي"
ابتعدت عن صدره و قالت ببرود " فخار هل تظنني غبية أو طفلة صغيرة مثلا، أنا أسأل عن سبب توترك الفترة الماضية و الذي تعرفه جيدا، أسأل عن تلك"
تنهد فخار بضيق حبيبتي هى زوجتي مثلك تماما، لم لا تسألين عنها بزوجتي بدلاً من تلك فأنت تعلمين بوجودها صحيح"
قالت أماني بصوت لاذع" ليس معنى معرفتي بوجودها أني تقبلتها أو سأتقبلها في حياتنا"
رد فخار بضيق " إذن أبدئي بذلك لراحتك أنت قبل الجميع، تصبحين على خير "
أعطاها ظهره و أستلقي ليغفو، نظرت لظهره بغضب، هل يظن أنها ستفعل حقا في يوم ما أن تتقبل خاطفة زوجها، أن تتقبل من شاركتها في قلبه و وقته و جسده، من أخذت بعض من تفكيره، من أخذت جزء من اهتمامه الذي كان منصبا عليها فقط، لا، هو يحلم بذلك بالتأكيد، إلا ما يأتي يوم و ترحل للأبد، فيبدوا أنه وجدها هذه المرة أيضاً، لذلك عاد هادئا، حسنا لنرى كم ستصمد هذه المرة قبل أن تعود للهروب مجدداً، تلك الحقيرة خاطفة الرجال..

بعد شهرين 🔥
دلفت سميحة للغرفة لتطمئن عليها قائلة "هل تحتاجين شيء عزيزتي أجلبه لك"
ابتسمت يقين بحزن قائلة " لا أنا بخير، فقط سئمت المكوث في الفراش"
أجابتها سميحة بحنان " لم يتبق الكثير حبيبتي لقد طمأنتنا الطبيبة أنك بخير و لكن لا بأس من المزيد من الراحة"
أخفضت يقين عينيها بصمت و هى تقلب في مفكرتها بشرود لتسألها سميحة" ماذا بك، هل أنت متضايقة كون فخار لا يأتي لرؤيتك كل يوم "
ردت يقين بحزن" لا، هذا لا يضايقني ، أنا أخبرته أخر مرة أن لا يشغل عقله و يأتي فأنا بخير هنا "
و رغم ذلك تشعر بالقهر كونه أستمع لحديثها و لم يأتي و أكتفى بالحديث معها على الهاتف، تعلم أنه يهتم، تعلم أنه يكن لها محبة من نوع ما، و لكن الشعور بالتهميش شعور قاس، قالت سميحة بحزن و هى ترى ضيقها " أنا أسفة حبيبتي و لكني من منعه من المجيء هنا حتى يخبر أماني عن أمر حملك، لا أعرف لم يخفي ذلك عنها للأن، أعلم أنه سيكون صعب عليها و لكن كلما كان أسرع كان أفضل فهى ستشعر بالخيانة أكثر لو علمت أنك لك أشهر و هى لا تعلم و نحن نخفي عنها ذلك"
تنهدت يقين بحزن " أنا أسفة، أنا سببت كل ذلك لكم عندما وافقت على الزواج به منذ البداية "
ربتت سميحة على وجنتها قائلة بحنان" بل أنا سعيدة أنك كنتي أيضاً حزني الوحيد هو طريقتكم في الزواج لو أخبرني بجديته ذلك الوقت لتصرفنا و أقنعنا والدك حينها و لكنه القدر لن نهرب منه، فقط ندعوا أن تتحسن الأمور "
أومأت يقين برأسها باسمة بحزن فنهضت سميحة قائلة" سأعد لك كوب حليب و أتي به تبدين شاحبة اليوم "
دلف فخار للغرفة قائلا لوالدته" و فنجان قهوة لي "
التفتت إليه سميحة بحنق قائلة" من الذي سمح لك بالمجيء لهنا "
أخرج فخار مفتاحه ليقول بمرح" هل معني طرقي الباب سنوات أني ألقيت مفتاحي "
مدت سميحة يدها لتأخذ المفتاح منه قائلة" هاته و أخرج من منزلي و إلا أبلغت الشرطة و أتهمتك بالسرقة"
ضحك فخار و أبعد يده بالمفتاح قائلا لوالدته " أنت أم محبة لي بالفعل "
ضربته على كتفه كفا و هى تقول بغضب مصطنع " إياك و إحزان يقين و إلا ألقيتك في الخارج "
تركتهم و خرجت فتقدم هو منها ليجلس على الفراش تزيل شفتيه ابتسامة و نظرات الشوق في عينيه" كيف حالك "
أجابت يقين بهدوء " بخير"
رد يقلدها بمرح " بخير "
ابتسمت بحزن فأمسك بوجهها ليرفعه قائلا " تريدين العودة معي للمنزل، لقد سألت طيبتك و هى طمأنتني أنك تستطيعين التحرك قليلاً الآن "
قالت يقين بتوتر " أفضل البقاء هنا" فهى لا تريد أن تظل وحيدة في الشقة وحدها و هى لا تعلم إن كان سيأتي لرؤيتها أم لا "
قال فخار بجدية" و أنا أفضل البقاء معي، سنعود للمنزل الكبير و ليس الشقة أنا لن أتركك وحدك هناك لا تخافي إذا كان هذا ما يؤرقك"
سألته بصوت جاد " هل أخبرت زوجتك عني"
أرتبك فخار قائلا" لا، ليس بعد و لكني سأخبرها بالطبع "
قالت يقين بحزن" لقد أنهيت الشهر الثالث متى ستخبرها، لا أريد أن تتفاجأ بي و قد تغير جسدي فتظن بي السوء و قد تركتك تلك الفترة "
قال بنفي" لا، أماني لن تفكر هكذا بك"
لمعت عيناها بالدموع و قالت بحزن" لم لا تفكر بي هكذا و قد فعلتها من قبل، لقد تزوجتك سرا و كنت سأنجب طفلاً أيضاً ربما ظنت أني أستطيع فعل ذلك مع رجل أخر و قد فعلتها معك "
رد فخار بعنف" أصمتي يا غبية لا تتفوهي بالحماقات، لمتى ستظلين تفكرين بتلك الطريقة البشعة في كل شيء"
ردت يقين باكية " أسفة و لكنه تفكير منطقي لمن هى في مكانها فأنت حتى لم تخبرها أنك تعلم مكاني فأنت لا تأتي لرؤيتي و تظل معها فماذا تظن بي عندما أعود هكذا و حملي ظاهر للعيان "
قال فخار بحزن " حسنا، سأخبرها بالطبع، و أسف لأني لم أفهم وجهة نظرك هذه رغم أني أوكد لك أن أماني ليست هكذا و لن تفكر بك بسوء هكذا كما تظنين "
أومأت بصمت فقال بجدية" حسنا سأخبر أمي أنك ستعودين معي من الغد للمنزل و أني سأهتم بك بنفسي فلا تقلق عليك و لكني حقا اشتقت إليك و أريدك بجانبي أنت أيضاً "
ردت بحزن" كما تريد " فهى رغم ذلك تعلم أنها ستظل وحيدة و لكنها ستطلب من سميحة أن تأتي و تراها على الأقل، دلفت سميحة بالقهوة و كوب الحليب ليقين قائلة" هل أزعجك هذا البغيض "
ابتسمت يقين بمرح و فخاز يزم شفتيه بحنق" لا أمي لا يفعل "
رفع فخار حاجبه بتعجب قائلا بمكر " أمي "
ردت سميحة ببرود " بالطبع لديك مانع"
هز كتفيه بلامبالاة قائلا " لا، و لم أمانع هل أنت أمي أنا مثلا"
ضربته سميحة على كتفه قائلة بسخرية " بالفعل هل تطول أكون أمك"
ضحك فخار بخفة " و لا أريد أحتفظي بضرباتك هذه لابنتك إذن و ابتعدي عني"
ابتسمت يقين بحزن متذكرة ذلك الوقت الذي كانت تمازح بيه والديها هكذا و تثير جنونهم، خرجت شهقة خافتة من حلقها و هى تضع يدها على فمها تكتم خروج أخرى انتبه فخار لها فشدها لصدره يضمها بقوة قائلا " لا بأس حبيبتي كل شيء سيكون بخير "
نظرت إليها سميحة بشفقة قبل أن تتركهم و تخرج من الغرفة لعله يستطيع أن يخفف عنها خسارتها و لكن هل يستطيع.. ابتعدت عنه و نظرت إليه بحزم قائلة " حسنا سأعود معك للمنزل"
سألها بجدية " متى"
أجابت بهدوء " وقت ما تريد أريد أن أعود لبيتي الذي سأظل به دوما، إذا كنت تريد أن أظل في البيت بعض الوقت ثم أعود للشقة فلا داعي لذلك، أما إذا كنت تريد أن أظل معك في البيت فلا بأس صدقني ما يهمني الأن هو حياة مستقرة لطفلي، لا أريده أن يأتي في جو من التوتر و الكراهية و لا أريده أن يعلم أن هناك حياة أخرى لوالده بعيدا عنا، فيتفاجأ بها ، فماذا قلت "
قال فخار بجدية" أعطني فقط أسبوع و سأتي لأخذك "
نهض و قبل رأسها قائلا" سأراك بعد أسبوع "

نهضت أماني على صوت ضجيج عالي يصم الأذن فنهضت مسرعة لترتدي ملابسها و ترى ما الأمر هذه المرة، وجدت كما المرة السابقة عمال يهدمون الحائط الذي قد أقامه لفيصل بين الطابق العلوي و السفلي، وجدت فخار يقف بين العمال يخبرهم ما يفعلونه، سألته بحدة " فخار ألا تخبرني بما تفعله بمنزلي"
أجابها بهدوء " صباح الخير أمنيتي، كما ترين سيعود كل شيء كما كان من قبل و سيكون هذا الطابق متصل بذلك"
نظرت إليه بشك " حسنا هذا أفضل لي بالطبع، أريد أن يكون منزلي كما كان من قبل لعلي أستعيد حياتي"
لم يعلق فخار و لكنه اتجه إليها ليحتوي كتفيها قائلا برفق" لم لا نذهب و نتناول الفطور معا قبل أن أعود للعمال "
سألته بتعجب" ألن تذهب للعمل "
أجاب بهدوء" لا، لحين ينهى العمال كل شيء لا أريد أن يطول الوقت و بقائهم هنا "
دلف معها للمطبخ الكبير لتقوم هى بإعداد الفطور تناولاه معا و عاد بعدها ليكمل أوامره بما يريد منهم ليمر الأسبوع و قد عاد المنزل كمان كان و يفتح الطابقين كما كانا من قبل، في اليوم التالي ذهب ليجلب يقين من منزل والدته، سألها بحزم" هل أنت مستعدة "
أجابت بهدوء " نعم بالطبع" رغم قلقها و لكنها لم تظهره لا بأس بأي شيء يحدث فلن يكون أسوء مما مضى، دلف معها من باب المنزل بعد أن ودعت سميحة وعده إياها أن تذهب لرؤيتها ، كانت أماني تهبط من على الدرج عند مجيئها فقالت غاضبة " ما الذي أتي بتلك الحقيرة هنا "
أجابتها يقين ببرود" هذا منزلي أيضاً سيدتي ليس لك أن تمنعيني المجيء"
وقفت أماني أمامها بغضب و رفعت يدها تريد ضربها فأمسك فخار بيدها قائلا بحدة " لن أسمح بتصرف مثل هذا من أي منكما تجاه الأخرى"
قالت أماني غاضبة " أخرجها من منزلي إذن "
قال فخار ليقين" أذهبي لغرفتك عزيزتي و أنا سأتحدث مع أماني "
أومأت برأسها موافقة ليس لها شأن بما سيحدث بينهم هو اختار أن يكون هذا منزلها دوما و هى قبلت فلا يهمها حقا أين تكون طالما طفلها بخير " حسنا سأذهب الأن "
تركتهم و ذهبت فسألت أماني غاضبة " ما الذي أتى بها لهنا"
أمسك فخار بيدها ليصعد لغرفتهم، أدخلها و أغلق الباب خلفهم بحزم، قالت أماني غاضبة " أفهمني ما الذي يحدث و أعاد تلك لهنا"
كان فخار ينظر إليها بقلق و هى تقف أمامه متصلبة تسأله مجددا بخشونة لم يعهدها بها من قبل و هى تتعامل معه " لم جلبتها هنا فخار ، لم أعدتها هنا، لم لم ترسلها لمنزلها"
قال يجيبها بهدوء مصطنع " هنا أيضاً بيتها أمنيتي، أليس هذا كان مطلبك من قبل، لم تغير قرارك الآن"
أجابته بحدة " تريد أن تعرف لماذا، لأني لم أعد أريدها في منزلي بعد الأن، هذا منزلي و لن يمكث به من لا أريده، إذا كان لك رأي أخر أو أن حديثي غير صحيح و هو ليس منزلي فلتخبرني الأن"
قال فخار بتأكيد" بالطبع منزلك أمنيتي و لكن أنت لا تريدين أن أبتعد عنك فماذا أفعل، لا أستطيع تركها هناك وحيدة للحظة منذ الأن "
سألته بمرارة " و لم الأن و قد فعلت من قبل ما الذي جد " يحرق صدرها و يؤلمها بحديثه و تمسكه بها
قال بتوتر" أنها مريضة " له شهور لا يستطيع أن يخبرها و لا يعرف لماذا نظرات الشك في عينيها تخبره أن لا يحاول الكذب عليها " ماذا بها، ما هو مرضها " كان قلبها يخفق بعنف و قد شعرت بذلك الهاجس المرعب و أنه سيتحقق الأن و يخبرها بما سيدمر علاقتها به و ربما حياتها كلها
تنفس فخار بقوة قبل أن يجيبها بحزم " أنها، أنها حامل و الطبيب يقول.."
اه من ذلك الألم، اه من تلك النار المشتعلة في صدرها، اه من ذلك العذاب و القهر الذي تشعر به الأن، اه من ذلك البركان الذي على وشك الثورة و الانفجار ليطيح بأي تعقل قد تملكه، ستنجب له طفلا، كان يقيم علاقة معها، كانت تظن أنه لا يستطيع أن يلمس غيرها بعد الأن و بعد أن شفيت و بعد كل ذلك الشغف بينهم، ليحطم قلبها بقسوته و تفيق على الواقع المرير بأنه حقا يوجد أخرى في حياة زوجها تشاركها فيه و في جسده و أنفاسه، لم تعد تعي ما تفعل عندما رفعت يدها و بكل مرارة و قهر ما أخبرها به صفعته
صفعة قوية هبطت على وجنته سمرته لدقيقة مذهولا من ردها العنيف أمنيته مدللته الرقيقة تفعل هذا ، خرجت صرخة غاضبة من حلقها و هى تهجم عليه تضربه بقوة و عنف تخرج به كل ما يعتمل داخل صدرها من حريق قائلة " أيها الخائن، أنت كنت تقيم معها علاقة، أنت لم توحي إلي بذلك و أنت تأتي ملهوف مشتاق إلي، و أنت، أنت، أنت كنت تعاشرها أيضاً، أيها الحقير"
أمسك بها فخار بقوة بين ذراعيه يئد ثورتها قبل أن تزداد اندلاعا، هل كانت تظن ذلك فعلاً، لم، ماذا فعل حتى تظن أن علاقته بيقين أفلاطونية، هل ظنت أنه متزوجة به فقط لتظل راهبة ما تبقى من حياتها، يا رب السماوات ما هذه العقول التي في رأسيهما واحدة تظنه تزوجها شفقة و الأخرى تؤكد على هذا الظن الأن، قال فخار بحزم " أهدئي أمنيتي، متى أخبرتك أني تزوجت يقين سوريا ظننت أنك تفهمت علاقتي بها"
كانت ثائرة تبكي قهرا و تجيبه بعنف " لا تفهمت أنك تصلح خطأ، لم أظن أنك ستفعل بي هذا فخار، أن تخونني هكذا، ظننت أنها سيأتي يوم و تذهب به، أما الأن، الآن ستنجب لك طفل، و أنا فخار، تبا لك ألم تخبرني أنك تريد فتاة تشبهني، ألم تخبرني أنك تريد أن تنجب مني الكثير من الأطفال، الأن ستجلبهم هى لك ، و ماذا عني أنا ، ما هو وضعي و ما هى مكانتي لديك "
أجاب فخار بصدمة، هل هذا ما تظنه أن يقين وقت و ترحل، و أنها مجرد عابرة في حياتهم خطأ كما تقول وسيصلحه" أنت زوجتي أماني كما هى زوجتي متى ستفهمين هذا، أرجوك لقد تعبت و أنا أحاول أن أفهم كلتاكما أني لن أتخلى عن الأخرى، فلم تعذبان أنفسكم و تعذباني معكم، أنت زوجتي و هى أيضاً، أريد أطفال منك أيضاً أمنيتي كما أريد منها لم لا تفهمين"
دفعته في صدره بعنف " لا يا ابن خالتي ليس بعد الأن ، أكتفي بمن ستنجب لك الولد "
" ماذا تعنين أمنيتي " سألها غاضبا
قالت أماني بحزم و قوة رغم وجهها الغارق في الدموع و جسدها المنتفض من الغضب " طلقني يا ابن خالتي أنا لم أعد أريدك زوجا"
نظر إليها ببرود" ماذا تريدين أماني"
أجابت بغضب مكررة" أخبرك أن تطلقني فخار، ها هى ستنجب لك الولد الذي تريده أنت و خالتي فلتهنأ بها و به و أنا طلقني"
قال بصوت هادر " لقد جننت بدورك، أنت تعلمين أني متزوج منذ زمن أنت كمن علم للتو، بالله عليك هذه ليست حياة، متى سنعيش كالبشر الطبيعيين، أنتم لا تساعدوني البته ، كل واحدة منكم تريد صالحها هى فقط و لم تفكرا بي و أني أريد سعادتكما معا، هل هذا هو جوابك على محاولتي، أن تتركيني أمنيتي، ألا تريدين أن ننجب أطفال بدورنا، هل نسيت كل أحاديثنا عنهم فقط لأنها من ستنجب أولا، هل كنت ستتقبلين الأمر لو كان لديك أطفال أيضاً "
قالت أماني باكية" أنت لا تعرف بما أشعر فخار أنت أناني و لا تفكر بغير صالحك فقط "
رد بحزن و خيبة" هل تريني أناني فقط كوني لا أريد أن أترك واحدة منكم، هل أنا أناني كوني أريد سعادتكم، هل أنا أناني كوني لا أريد أن أظلم واحدة منكم بتركها، هل تريدين تركي أماني بعد أن ظننت أنك ستكونين جواري مهما حدث، بالطبع أعلم مشاعرك جيدا و لكن ظننت أنك تفهمت أني لم أشأ أن أكون ظالما لأي منكم "
قالت بقهر" هذا ما ظننته أنك تزوجتها كونك لا تريد أن تظلمها و لكن ليس، ليس "
سألها ساخرا بمرارة" ليس ماذا، ليس لأقيم معها علاقة، و هل هذا عدل برأيك و قد تزوجتها "
قالت غاضبة بقوة" نعم، نعم فخار، كيف استطعت أن تلمس امرأة غيري "
قال فخار بحزن" لقد فعلت من قبل أماني و كنت سأنجب طفلاً أيضاً، و لكن ذلك الوقت كنتِ مريضة و تقبلت زلتي وقتها لعلمك أن هناك سبب لفعلتي و لكن الأن و قد شفيت لا تصدقين، لذلك أتسأل هل حقا كنت مقتنعة أني سأتركها يوما ما بعد ما حدث "
أجابته بحرقة" أجل، أجل كنت أنتظر أن تتركها و تعود إلي فهى ليست من حقها أن تأخذ زوجي مني بسبب خطأ ارتكبته في حق نفسها"
أجابها بجمود" و لكنها لم ترتكب هذا الخطأ وحدها لقد كنت معها به و أراك تحملينها المسؤولية كاملة "
ردت غاضبة" لأنها بالفعل المخطئة، كانت تعلم أنك متزوج و قبلت بذلك "
أجابها بحزن" لو لم تكن هى كانت ستكون أخرى أماني، أريدك أن تفهمي أني من أخطأ في حقك و ليس يقين"
كتفت يديها و قالت باكية" حسنا فخار و قد تقبلته الأن و لذلك طلقني "
زفر فخار بضيق لم الأمور تسوء لهذا الحد، كلما ظن أنها ستستقيم قال يجيبها بهدوء" حسنا أمنيتي لك ما تريدين "
نظرت إليه بصدمة، حقا سيتركها هى من أجل الأخرى فكرت بمرارة بالطبع فهى ستنجب له الولد، حسنا ليذهبان للجحيم معا..
تحركت لتتجه لخزانة الملابس لتأخذ ملابسها فقال لها بحزم " لا ستذهبين هكذا أمنيتي لن تأخذي قشة من المنزل"
التفتت إليه غاضبة و رفعت يدها لتضربه على وجهه فأمسك بيدها قائلا ببرود " لن أسمح لأي منكم بإظهار غضبها بهذه الطريقة منذ الأن"
ردت غاضبة بحرقة " تبا لك أيها الحقير"
أمسك بوجهها بأصابعه قائلا بقسوة " و لا هذه الطريقة أيضاً، و هذا عقابك "
مال على شفتيها يقبلها بخشونة و تطلب و هى تدفعه بغضب شدد من ضمها بقوة و هو ينهال على وجهها و جيدها و شفتيها تقبيلا بلهفة و شغف و هى تزمجر غاضبة " أتركني فخار تبا لك "
أجابها ببرود " و لم أفعل، أنت مازالتِ زوجتي و لي حقوق عليك، عندما أطلقك وقتها سأتركك بالطبع"
ركلته على ساقه فتأوه مزمجرا " مدللتي أصبحت متوحشة الأن ربما تحتاج للترويض قبل أن تذهب"
حاولت عضه في كتفه فأبعد وجهها بحزم ليعود و يمتلك شفتيها بعنف لبعض الوقت حتى شعر بأن جسدها يتهالك عليه بتعب فرقق من قبلته قبل أن يضمها لصدره قائلا" مازالتِ تريدين تركي أمنيتي"
أجابته باكية بغضب " أجل سأفعل طلقني فخار "
تنهد بحرارة قائلا" حسنا كما تريدين بشرط واحد"
ردت غاضبة " لا شروط و لا شيء لك عندي"
أجابها ببرود " حسنا كما تريدين"
ابتعدت بغضب و هى تترك الغرفة دون أخذ شيء كما قال ، سألها بهدوء " لا تريدين معرفة الشرط أمنيتي"
التفتت إليه بسخرية متسائلة" أخبرني فمن يمنع عني أخذ ملابسي يطلب أي شيء "
ابتسم فخار بمكر " ربما هو شرط يروقك أمنيتي "
وقفت تنظر إليه بحدة فقال هامسا بشغف" أقضي الليلة معي و سأتركك تذهبين"
عقدت حاجبيها بغضب قبل أن تندفع إليه غاضبة تريد ضربه تلقف اندفاعها إليه بين ذراعيه ضاحكا قبل أن يعود و يقبلها مرة أخرى بشغف..
تركها لينظر في عينيها باسما، فرمته بنظرة قاسية قبل أن تتركه و تذهب خارجة بترفع، ابتسم فخار بيأس متمتما " يبقى الوضع كما هو عليه تأتي واحدة و تذهب الأخرى"!!

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 01:25 AM   #50

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأربعون
🎀💓💓💓🎀

كاد أن يمسك بها قبل أن تخرج من الغرفة و لكنه تراجع، لا فليتركها لتفكر مليا في حياتهم معها حتى إذا ما قررت العودة ستكون النهاية، لن يكون هناك جنون من ناحيتهم مجددا ستتقبل كل واحدة الأخرى دون أن تهرب من الأمر و قد أصبح واقع، نظر من الشرفة ليجدها تخرج من المنزل و هى تمسح دموعها بعنف براحتها يرى الغضب في حركاتها في خطواتها المسرعة في فتحها للباب الكبير و دفعه بقوة غاضبة لم تؤثر في ثقله ليفتح ببطء، أشارت لسيارة أجرة لتستقلها مسرعة، تمتم فخار بألم " أنظرى تجاهي حبيبتي أنظرى يا قلب فخار "
أغلقت الباب بقوة لاحظها في حركتها و هو يرجوها أن ترفع رأسها قبل أن تتركه، تحركت السيارة فشعر بالخيبة، قبل أن تبتعد عن الباب رفعت أماني وجهها لتنظر للشرفة ، ابتسم فخار براحة قبل أن يغلق الشرفة بحزم و الغرفة ليهبط للأسفل متمتما بضيق" كيف سأتحمل ذلك الوقت حتى تهدأ"
اتجه لمنزل يقين يبحث عنها، وجدها في غرفتها جالسة على الفراش مستندة على دعامة السرير كما تعود أن يراها عند والدته و هى تدون في مفكرتها، سألها فخار باسما " ماذا تفعلين"
سألته بجدية " أين زوجتك"
أجاب بملل " رحلت"
سألته ساخرة" و أنت جالس معي هنا "
قال بضيق " تحتاج بعض الوقت"
ردت عليه بثقة قائلة و عيناها تكسوها الحزن " خطأ، الوقت سيخبرها أنك تخليت عنها أنك لم تعد تبالي بها، أنك لم تعد تحبها، أو أنك لم تحبها يوما و صدقني هذا شعور سيء سيء للغاية "
سألها بتوتر عالما ماذا تقصد بحديثها" ماذا تريديني أن أفعل"
قالت ساخرة " أنا من سأخبرك ، أليست هذه أمنيتك التي أخبرتني أنك تحفظها عن ظهر قلب، ما يفرحها ما يغضبها و ما يحزنها "
رد فخار بتردد" تعرفين ما تريد لتعود "
قالت بلامبالاة" بالطبع أعلم، لو كان يريحها أفعله، لا بأس بذلك"
أجابها ببرود " أسف و لكن لن أسير خلف واحدة منكم بعد الأن، أنت و هى ستحيون بشروطي و طريقتي فقد جربت ترك كل واحدة منكم على راحتها و أنظري لم وصلنا "
سألته باسمة و قد وجدت الأمر مرحا بالفعل و كأنه سيتخذ دور الوالد بدل الزوج ليقومهم" ماذا ستفعل إذن "
تقدم من الفراش و أضجع جوارها قائلا بلامبالاة" سأعود لأغازلها من جديد كما كنت أفعل وقت خطبتنا "
كانت ملامحها جامدة لم يستشف بها شيء و لكنه أكمل بهدوء
" تريدين أن تعرفي ماذا كنت أفعل معها"
ردت يقين ببرود " لا، فالأمر لا يهمني"
ابتسم فخار برقة سائلا" تغارين علي"
تنهدت يقين و قالت بصدق " لا، ليس منها، نسيت أنا من تزوجك و هى موجودة و لم تكن خافية على كما كنت تخبرني دوما"
سألها باهتمام " يضايقك أنها تكرهك "
أجابت بلامبالاة" لا، و لا أظن أنها ستحبني يوما هذا شعور طبيعي"
سألها بجدية " نادمة على زواجك بي "
هزت كتفيها بلامبالاة قائلة بصدق " بالطبع "
ارتسم الحزن على ملامحه فسألها بحزن" ألم تعودي تحبيني "
قالت يقين بحزن" هذا ليس له علاقة بندمي صدقني، الأمر هو أني عندما أفكر في طريقة زواجنا أجدها كلها خاطئة، أفكر بدهشة و أحيانا بصدمة ، هو كيف فعلت ذلك، كيف تجرئت و ارتكبت هذا الذنب الكبير ، أين كان عقلي، أين كان صوابي"
أجابها بحزن " أفقدتك إياه على ما يبدوا لأنك من وقتها و أنت فاقدته، بتصرفاتك و جنونك الذي عايشته منذ ذلك الوقت "
قالت يقين بشرود" هل تظن أن أبي سيأتي يوم و يسامحني فيه"
أجابها بتوتر" مؤكد سيفعل "
أجابت بحزن" لا أريده أن يفعل، فهذا أفضل عقاب لي، فعلتي هذه أذت الكثير من الأشخاص منهم زوجتك أولا والديك و حتى أكمل و زوجته الذين ساعداني كثيرا، بينما خسارتي الأكبر هى عدم رضا والدي عني ، و أنا أظن أني فقدت رضى ربي أيضاً مهما حاولت التكفير لن أوفي.. "
وضع فخار يده على فمها يسكتها قائلا بغضب" أصمتي يا حمقاء، أنت تتفوهين بالكثير من الهراء، أخبرتك كثيرا أن لا تفكري بتلك الطريقة المتشائمة، سيسامحك والديك و يرضيان عنك مجددا و عندما يفعلان مؤكد سيسامحك ربك فهو غفور رحيم، كيف تفكرين هكذا "
ردت بصوت مرتجف" أنا أعلم كل ذلك، أنا أخبرك أني لا أستحق أن يسامحني أحد فذنبي كبير و قد أدركته جيدا، لذلك أرجوك لا تهون على لقد تقبلت قدري بالفعل "
رد فخار بحزن" أنا لن أجادلك الأن فعقلي مشغول بأشياء أخرى "
ابتسمت يقين بحزن قائلة" حقيقة لا أعرف ماذا تفعل هنا تحادثني و تاركها تظن بك الظنون "
سألها بسخرية" تريدني أن أذهب إليها "
أجابت بمرح" بالطبع أذهب أقلها رأسي سيروق من ثرثرتك "
رفع يده ليمسك بشعرها يشده قائلا بمرح" اليوم عدت و اليوم تريدين التخلص مني "
نزعت شعرها من يده قائلة بتذمر" أتركني و إلا أخبرت أمي بما تفعله معي و أنك تضايقني "
همهم قائلا " همم اتفقت على مع أمك حسن سنرى هل ستنفعك عندما تفعلين حماقة أخرى و تنالين عقابك على يدي كهروبك مرة أخرى سأعلقك في سقف الغرفة " ضحكت بخفة قبل أن
تدفعه لينهض قائلة بتذمر " هيا أرحل، و أتركني لأستريح "
قال فخار بنعاس و هو يتثاءب " حسنا سأذهب إليها و لكن سأغفو ساعتين لأستعد لم ستفعله بي خالتي فأنت لا تعرفينها أنها امرأة متوحشة "
ضحكت بخفة و مدت يدها تشعث له خصلاته قائلة" حسنا أفعل و سأوقظك حينها "
همهم بخفوت صامتا فنزعت يدها من رأسه فقال لها بنعاس" لا تفعلي أعيديها"
ابتسمت يقين بشرود و عادت تمر على رأسه برفق و هى تعود لتدون ما يحدث لأبيها....

كانت تبكي بحرقة و هى جالسة في غرفتها بعد أن عادت لمنزل والدتها، رفضت كل حديث معها و فضلت أن تختفي في غرفتها تبكي حالها، ذلك الوغد هو حتى لم يسمح لها بأخذ أي نقود أو حتى حقيبة يدها مما جعلها تصعد لتأخذ من والدتها نقود لتعطي السائق ، بالطبع لقد أصبح لديه الولد الأن، فلم سيهتم بها هى، فهى حتى بعد أن شفيت لم تستطع أن تحمل رغم أن الطبيبة أخبرتها أنها بخير و تستطيع الأنجاب ، بكت بحرقة مؤكد هو في أحضانها الأن و قد تخلص مني و عبئ، لينعما معا في الجحيم تبا لهم معا، حاولت والدتها الحديث معها مستفسرة عن سبب مجيئها بهذه الطريقة و لكنها أبت، سمعت طرق على الباب فخفق قلبها بعنف، هل جاء خلفها، مؤكد لا، ليس بهذه السرعة و الأخرى قد عادت من جديد، و لكنها تتسأل متى وجدها و أين كانت، سمعت صوت والدتها الغاضب فعلمت أنه في الخارج بالفعل، نهضت غاضبة قبل أن ينشب شجار بينه و بين والدتها و يخبرها بما لم تخبرها هى به فتغضب ، وجدته متصدر الباب بجسده يمنع والدتها من غلقه مرة أخرى بعد رؤيته، قالت مديحة غاضبة " ماذا فعلت لابنتي هذه المرة يا ابن سميحة "
قالت أماني بحدة " لا شيء يا أمي، أنا و فخار قررنا أننا لن..."
قاطعها فخار بحزم و هو يندفع لغلق فم أماني قائلا بمرح " لن نسافر خالتي، أنا و أماني تشاجرنا على مكان السفر، هى تريد الذهاب للخارج بينما أنا أريد أخذها للساحل عوضا عن السفر للخارج فهو مضيعة للوقت لذلك هى غاضبة "
أبعدت يده عن فمها بغضب صارخة" تبا لك أيها..."
قاطعها مرة أخرى و هو يمسك بيدها بحزم و يضع راحته مجددا على فمها و يقول لخالته" سأتحدث معها فقط في غرفتها خالتي فقط لعشر دقائق "
كانت مديحة تنظر لانفعال ابنتها بشك و هى تحاربه للتخلص من يديه فالأمر ليس مسألة مشاجرة على سفرة مؤكد هناك أمر حدث معها، ربما بخصوص تلك المرأة الأخرى التي تزوجها، قالت مديحة ببرود " أذهبا للجحيم ليس لي شأن بكما طالما تلك الحمقاء لم تستمع لكلامي و تطلب الطلاق بعد أن تزوجت عليها "
أجاب فخار قبل أن تتخلص أماني من راحته و تقول شيء " خالتي كوني محضر خير، و لا تضعي في رأسها تلك الأفكار السيئة"
لوت مديحة شفتيها بسخرية " خير معك أنت يا مزواج يا وقح يا عديم التربية "
رد فخار بنزق" شكرا لك خالتي على كل شيء ، بعد أذنك أريد زوجتي في أمر هام لأخبرها أني موافق على سفرتنا مكان الذي تريد أن تذهب إليه "
كانت أماني تقاومه و لا تريد الحديث معه و لكنه كان مازال يكمم فمها و هو يأخذها لغرفتها بعيدا عن خالته، أدخلها و أغلق الباب بقدمه قبل أن يتركها، كانت تنظر إليه بشرر و وجهها محتقن من الغضب، قال لها بصدق" اشتقت إليك هاتين الساعتين "
كتفت يديها بقوة و تجاهلت حديثه قائلة " أما أنا فقد تخلصت منك و استرحت، هيا طلقني حتى لا يوجد شيء يربطني بك بعد الأن"
سألها بحزن " و هل تلك الورقة هى ما كانت تربطني بك مدللتي لم تكن تلك الورقة موجودة عندما كنت ملجأك و حاميك و الجني الذي يحقق لك كل أمنياتك، هل نسيتِ أم تناسيتِ "
قالت أماني بمرارة" نعم تناسيت، و لا أتذكر غير زواجك بأخرى من خلف ظهري و فرضها فرضا على و ستنجب لك طفلاً أيضاً و الذي كنت تتمناه و خالتي منذ زمن طويل "
تنهد فخار بحزن قائلا" هل ستصدقين لو أخبرتك أني لم أشعر بالفرح لمجيئه أكثر من حزني لحزنك أنت حين تعلمين، أعرف أخبرتك بطريقة قاسية و لكن أخبريني كيف كنت سأفكر بطريقة أخرى تكون أقل قسوة من هذه ففي النهاية وقع الخبر عليك هو هو و هذا ما جعلني متردد كثيرا لأخبرك عندما علمت بذلك كل ما فكرت به هو أن أمنيتي ستحزن و لم أفكر بمشاعري تجاه الخبر "
ردت باكية بسخرية" شكرا لك و لذلك لم تجد غير جلبها و إلقاءها في وجهي و فرضها على فرضا في بيتي و في حياتي كلها "
أجابها بجدية " لم يكن هذا ما فكرت به، أولا وضع يقين خطر بعد الحادث و تحتاج رعاية دائمة لم أستطع تركها في تلك الشقة وحدها، ثانيا هذه المرة الوحيدة التي أتخذ هذا القرار دون الرجوع إليكم فيه لسبب واحد ، أنا أريد أن نكون جميعا سويا ، لا أخبرك أن تحبيها و لا أخبرك أن تجلسي معها و تتسايرين .. و لكن أنا لم أعد أتحمل هذا الشعور بالألم عندما يحدث مع أي واحدة منكم شيء و أنتم بعيدا عني، ببساطة أريد كلا زوجتي أمام عيني و أن أكون في حياة أولادي الأربع و العشرون ساعة من اليوم و ليس جزء منه فقط أقضيه معهم "
ردت بقهر و دموعها تغرق وجهها" و لكني ليس لدي أطفال حتى تجبرني على العيش معها لذلك أنا أخبرك يمكنك أن تكون مع أطفالك الأربع و العشرون ساعة لن يلومك أحد ، و بالنسبة لي لم يعد لي مكان في حياتك "
رفع وجهها لتلقي بعيناه قائلا بصدق" كيف تقولين هذا و أنت كل حياتي أمنيتي"
قالت غاضبة و هى تبعد وجهها عن ملامسته بعنف" لم أعد بعد الأن و قد أدخلت إليها أخرى "
قال يجيبها بحدة" و كيف دخلت حياتي أمنيتي، لم تتجاهلين وضعنا تلك الفترة "
قالت بسخرية" هل تخبرني أنك لا تحبها و تزوجتها فقط لحاجتك لأنثى "
رد بحزم" لا "
رمقته بقهر و انتظرت أن يضيف شيء و يوضح و لكنه لم يقل شيء فماذا تفهم غير أنه يحبها و تزوجها كونه يحبها و سيضحى بها هى كونه يحبها، هل هناك شعور بالألم يفوق هذا، أن تستيقظ لتجد أن حلمك أصبح كابوس و مصدر سعادتك أصبح هو مصدر ألمك، عاد لرفع وجهها إليه قائلا برجاء " ألا تريدين أن ننجب أطفال أيضا فتاة تشبهك أحبها و أدللها كأمها"
قالت باكية " لم يعد يهمك و هى ستنجبه لك"
أجابها بصدق " و لكني أريد أطفالك أنتِ أيضاً أمنيتي أتوا أولا أتوا بعد سنين لا يهم، ما يهمني هو رباطنا بطفل معا يزيد من محبتك لي التي أرى أنها لم تعد موجودة مؤخراً "
ردت بعنف" محبتي أنا التي لم تعد موجودة، أنا من ذهب و تزوج بأخرى "
مد يده ليشدها لصدره قائلا بعنف و هو يضمها بقوة" وقد فعلت لسبب ما، هل ستظلين تعاقبيني على أول زلاتي معك أمنيتي، كيف أصبح قلبك حجرا على فخارك، نعم أخطأت خطأ لا يغتفر عندما لم أخبرك برغبتي و أن أترك لك الخيار أعترف بذلك، و لكننا تحدثنا و تصافينا، لم نعود لنقطة الصفر ثانياً يا قلب فخار"
ابتعدت عن ذراعيه قائلة بحزم و هى تمسح عيناها بقوة" وجدت أني لم أعد قادرة على خداع نفسي و الادعاء بتقبل ذلك "
قال فخار بحزن" هل هذا قرارك أمنيتي، ستتركينني "
قالت بقهر" لن تظل وحيدا لا تخف معك الأخرى "
سألها بقسوة" و أنتِ "
رد بحدة" انتهينا، أنت لك حياتك و أنا سيكون لي حياتي أيضاً"
سألها بعنف " حياتك وحدك أم مع أحد أخر "
قالت ببرود" و لم لا أنت أيضاً استطعت أن تكون مع أخرى"
أجابها بصوت جامد " هل تستطيعين أمنيتي، أن تقبلي أحد غيري، أن تسمحي لأحد غيري بلمسك، أن تغفين على صدر أحد غيري ، أن تتنفسين أنفاسه كما تفعلين معي، أن تتركيه يحبك كما أفعل أنا معك ، يلمسك بشغف كما أفعل أنا، ستقومين بلمسه كما تفعلين معي في جلساتنا تلك، ستتركين يدك تمر على جسده لتغويه ، كما تفعلين معي، أخبريني هل تستطيعين أن تحبي أحدا غيري "
ردت عليه بعنف و هى تدفعه في صدره" تبا لك حقير، لم لا أفعل، أنت فعلت كل ذلك مع أخرى، لم لا أفعله بدوري "
رد فخار بحزن و هو يصلب جسده حتى لا يسقط من دفعاتها و ما يخبرها به يشعل صدره قبل أن يغضبها" لا، لم أفعل كل ذلك مع أحد غيرك "
رمته بنظرة ساخرة قبل أن تقول بمرارة " و الطفل الذي سوف يأتي كيف أتى بالمراسلة "
أجابها بحزم" لا، و لكن علاقتي بيقين غير علاقتي بك، و هذا ما أظل أخبرك به، هى شيء و أنت شيء أخر "
تنفست بقوة و ردت بقهر" بالطبع شيء أخر أنا الساذجة التي تحبك بينما هى التي تحبها ، هل تظن أني ساذجة لأصدق أنك لا تحبها حقا "
رد فخار بصدق " و هل تظنين أني لا أحبك أنتِ، لم أفعل كل هذا إذن لم جئت إليكِ، تقولين أنها ستنجب لي و قد تحقق ما أردت و أمي، لم لست سعيد إذن و ما يحزنني هو حزنك أنت أكثر من سعادتي بمجيئه "
زمت شفتيها صامتة لم يعد يجدي نفعا كل ما يقول لو كان يحزن لحزني حقا لم أدخلها لحياتنا تلك الخاطفة..
تنهد فخار بحرارة" لن تعودي معي " سألها برجاء
هزت رأسها نافية بعنف و أجابت" طلقني "
رد فخار بهدوء" حسنا عزيزتي سأفعل بشرط واحد "
نظرت إليه بحدة فأبتسم متذكرا طلبه فأضاف بمرح " لا، ليس ذلك الطلب"
كتفت يديها تنتظر حديثه فقال فخار بجدية " نخرج في موعد "
رفعت حاجبها ببرود " موعد " تسألت ساخرة
أجابها فخار بهدوء " أجل موعد ، ستخرجين معي في موعد كما كنا نفعل أيام الخطبة، أعطيني شهر واحد سنتقابل و نتعارف من جديد و أنت تعلمين بوجود زوجة أخرى لدي، لو تأكدت أني أحبك و تقبلت وجودها ستعودين زوجتي حتى لو رغبت سأقيم لك زفاف أخر و أفعل كل ما فعلته من قبل و إذا تأكدت أني لا أحبك كما تقولين أعدك أني سأقوم بتلبية طلبك على الفور"
ظلت واقفة مكتفية ذراعيها بصمت تفكر بشك في هذا الهراء الذي يتفوه به، موعد من جديد، كما كانا يفعلوا وقت الخطبة، بكل جنونهم ذلك الوقت، لا لا تريد أن تعود و تتذكر تلك الفترة هى في كلا الأحوال لن تتقبل تلك الأخرى مهما فعل فلما ألم القلب، قالت بنفي" أسفة لا أريد ذلك، أنا لم أعد أحبك و لن أتراجع عن قراري "
هز فخار كتفيه بلامبالاة " حسنا كما تريدين ظننت أنك لن يفرق معك الذهاب و الإياب معي و أنت متخذة قرارك و عدم محبتك لي، و لكن رفضك هذا يعني أنك مازالت تحبيني و لن تستطيعي الابتعاد عني و أنا قريب منك لذلك لا تريدين أن أقترب منك، فأنت تشعرين بالتهديد من قربي "
أجابت غاضبة " بالطبع لا، حتى لو ظللت معي في الغرفة ، لن تفرق معي، هذا كان زمان يا ابن خالتي "
رد بمكر" و لم تنفين بقوة، لتقنعي نفسك أم لتقنعيني، لا تقلقي أنا مقتنع بحبك لي و لا أصدق هراءك هذا "
ردت غاضبة" ليس هراء و أنا لا أحاول إقناع أحد و تصدق ما تريد"
رد بتروي " بالطبع أصدق ما أريد و الأن متى كان أول موعد لنا بعد الخطبة " أضاف بتساؤل مفكرا
أجابت بحدة" اليوم التالي للخطبة عندما أحضرت عربة الكهرباء التي تصلح المصابيح و تسلقت لتصل النافذة و معك باقة ورد حمراء كبيرة" زمت شفتيها بحنق هى تتذكر و الوغد لا تبا له
قال فخار و هو يخرج من الغرفة" حسنا إلى موعدنا في الغد إذن و لنعد اليوم خطبتنا "
قالت أماني غاضبة و هى تخرج خلفه" أنس ذلك، لن أذهب معك لمكان "
خرجت مديحة تنظر إليهم بحنق، فقال فخار باسما" وافقت خالتي غدا في السابعة و لكن لا تشغلي بالك بفتح الباب لي "
تركهم و خرج بعد أن مال على وجنة خالته يقبلها بقوة قائلا" أحبك يا أم مدللتي "
مسحت مديحة وجنتها متمتمه بحنق " وقح يا ابن سميحة و لن أسامحك مهما فعلت"
أغلقت الباب خلفه بحدة و نظرت لأماني الثائرة بتساؤل عما يدور بينهم فقالت أماني تجيب تساؤلها غير المنطوق" لا تسألين"
عادت لغرفتها و أغلقت بابها بقوة فتمتمت مديحة بسخرية" غبية "

🔥✨🔥✨🔥✨🔥✨🔥✨🔥


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.