آخر 10 مشاركات
متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-20, 03:46 PM   #21

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية


الفـــصل الخـامس
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

بزوغ ولمعة جلية لاحت في نظراتها من نافذة القطار طوال الطريق، لم تصدق حتى تلك اللحظة أذنيها ووالدها يخبرها بسفرها التي لطالما حلمت به وتمنته، لم تخلو جلسة غزل على إحدى المقاعد أمام والدها الجالس على أرضية القطار من التفكير في حياتها القادمة في ظل معيشة المدن الراقية، من الآن تأجج شوقها لمشاركاتهم ما يفعلوه، ابتسمت باتساع لوالدها الذي يودعها بنظراته الحنون والتي لم يبعدها عنها لحظة، نبع من ذلك قساوة لم تفطنها وهي تحبذ السفر ولم تتساءل في توديع أختها وأخيها_في التربية_بل وافقت دون تفكير....
توقف القطار في المحطة لمسافة امتدت لساعات طوال غفت فيها غزل لكن عينا والدها لم تذق النوم بعد، أصدر القطار طنين وصوله للمحطة فتهللت لتنهض ممسكة بلفة صغيرة تحوي أشيائها الهامة من ملابس وغيرها، نهض والدها متكئًا على عصاه ثم تحرك معها لينزلا من القطار، كانت فتحية بانتظار وصولهما ببسمة لطيفة، حين لمحتهما لوحت بذراعها وهي تنادي بشغف:
-أنا هنا يا حسن...... غزل
سمعتها غزل فسارعت في الركض نحوها وهي تقفز بطفولة فرحة وخلفها حسن وهو يسير باتزان، احتضنت غزل خالتها بألفة شديدة وهي تردد:
-وحشتيني يا خالتي، مصدجتش أبويا لما جالي هنروح عنديكي
قبّلتها فتحية من وجنتها ثم ردت بمحبة:
-خلاص يا غزل هتعيشي معايا، كنتي عاوزة كده من زمان واللي عاوزاه هيتنفذ
لم تنكر غزل لهفتها في ذلك لتظل بسمتها تصل لأذنيها، خاطبت فتحية زوج اختها بمفهوم:
-ارجع إنت يا حسن، غزل معايا ومتخافش عليها
ابتسم لها ولم يعلق، ظل شاغله هو ترك غزل بعد كل تلك السنوات من العِشرة الطيبة فقلبه أحبها كابنته، تأملها بحنوٍ بالغ يريد أن يودعها لكن على النقيض غزل التي تجاهلته لتجذبها مشاهدة ما حولها، لم يتضايق مطلقًا ليدرك شغفها هذا، حدثها بنبرة هادئة لطفة:
-معايزاش تسلمي عليا يا غزل جبل ما أعاود البلد
انتبهت لحديثه لها ثم وعيت للموقف، نظرت له وهي تبتسم بود قائلة وهي تهم باحتضانه:
-عايزة سلامتك يابا
ضمها إليه ولطولها عنه أضحت هي التي تأخذه لصدرها فابتسم، ردد برزانة:
-كبرتي يا غزل!!
ابتسمت فتحية على الموقف ثم فوجئ الجميع بطنين القطار يعاود الصدح دليل عودته، ابتعدت غزل عن والدها فهتفت فتحية بجدية:
-القطر يا حسن، يلا علشان تلحقه
فات الوقت كسرعة البرق ولم يحظى على توديعٍ بحق، بأبوة ظاهرة نصحها حسن:
-خلي بالك من نفسك يا غزل واسمعي كلام خالتك هي ادرى بمصلحتك
هزت رأسها بطاعة مرددة:
-حاضر يابا متجلجش عليا، سلم على أمي
تحرك الأخير ليأخذ مكان داخل القطر ثم شرع القطار في المغادرة، وقف حسن عند الباب ليودعهن فتابعت غزل حديثها الختامي:
-وسلم على يوسف، جوله غزل هتتوحشك جوي و....
صفير القطار الرنان غطى على بقية كلامها فصمتت، لوّحت له في لحظة وداع كانت أعينه تحبس دموعها، حين غاب عن نظراتهن بسبب سرعة القطار هتفت فتحية بتودد:
-يلا يا غزل علشان منتأخرش، أصل عندنا حفلة بليل!
ثم سحبتها من يدها ليغادرن المحطة فهتفت غزل بفضول شديد:
-يعني هنروح فرح يا خالتي؟
انعقد جبين فتحية وهي ترد بتنبيه:
-مش عاوزة اسمع الصعيدي ده، مش إنتي متعلمة وبتعرفي تتكلمي زي بتوع البندر
رددت بتأكيد:
-باعرف يا خالتي، دا أنا هعجبك أوي
ضحكت فتحية على خفة روحها وطريقتها في الحديث لتمدحها:
-شاطرة يا غزل، يلا بينا بقى علشان الشغل للركب النهار ده......!!
___________________________________

أثناء عودته للمنزل حاملاً جلبابه على كتفه فوجئ بمن ينادي عليه والصوت يقترب ليسمعه بوضوح، توقف يوسف عن السير ثم استدار بجسده ليرى من؟، كان عوض من يريده فانتظره يوسف قاطب الجبين، اقترب منه عوض وهو يلهث من ركضه المقلق، حين وصل إليه خاطبه بنهجٍ:
-إصباح الخير يا يوسف
ردد يوسف باستهزاء:
-وإنت موجفني علشان تصبح عليا
ضحك عوض بسخافة ثم وضح له:
-لا يا يوسف، دا أنا كنت عاوزاك في حاجة إمهمة جوي جوي
أنصت له يوسف فجاء الدور الجارح لينفذ عوض ما أمره به السيد أسعد لذا ظل على حالته البهيجة ليرسم ببراعة الفرحة الزائفة، تابع عوض بحرج مصطنع:
-كنت عاوزك تكلم أبويا الحاج حسن علشان يجوزني أختك أمل!
مط يوسف شفتيه مفكرًا، لم يعرف ماذا يقول من قرار لذا رد بتردد:
-طيب هجول لأبويا وأشوف رده أيه
-جوله إني هستتها في البيت ومهخليهاش تشتغل واصل عند أي حد
مرر يوسف نظراته المتعجبة والمظلمة على هيئته البسيطة ثم قال بسخط داخلي:
-ومن ميته يا عوض حيلتك تتجَوز، لا وكمان هتستت مرتك؟!
ارتبك عوض ثم زيف ثبات في نبرته حين رد:
-آني بشتِغل عن أسعد بيه وبيديني كتير، ومحسوبك لملام حبتين ومدكن جرشين للزمن
اقتنع يوسف إلى حدٍ ما ثم تنهد قائلاً بضجر:
-أنا مروح دلوجيت وهخبره حديتك ده
ابتسم له عوض بزيف ويوسف يتركه واقفًا يتابع رحيله، تلاشت بسمة عوض لتحل الجهامة عليه ثم غمغم بحنق:
-ناجص آني الجرف اللي هابجى فيه ده، سامحني يا رب إنت الجادر على المفتري........... !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،
اندهش وهو يراها في ردهة المنزل تغني بصوتٍ عالٍ أغاني ريفية معروفة وهي تغسل الثياب في إناء واسع، اقترب منها يوسف الذي ولج للتو ليخاطبها بغرابة:
-مالك إكده يا أمل رايجة وحالتك فل؟
نظرت له وهي تغني وتتغنج في جلستها فرمقها بتعجب، توقفت عن الغناء لتخرج تنهيدة مغتبطة ثم ردت بانفراج:
-أصل غزل سافرت عند خالتي، أخيرًا هيبجالي أوضة لواحدي
لم يهمه بقية حديثها لتتحول قسماته للقسوة والغلظة، هتف بتبرم:
-كِيف ده؟
ردت بعدم اكتراث وهي تكمل غسل الثياب:
-اللي جولته وإنت سمعته، سافرت والسكة اللي تودي
انفجر يوسف ليخرج عن شعوره ليهتف بصوت جهوري:
-إنتي كدابة!!
نظرت له بعبوس ممتزج بالغيظ فاكمل يوسف حديثه لكن مناديًا على غزل حين توجه لغرفتها:
-غـزل!!
ردد أسمها وهو ينفث دخانًا من أذنيه حين ولج الغرفة ولم يجدها، لم يصدق ليستمر في منادتها بصوت مهتاج وهو يعاود الخروج للردهة:
-غـــــزل!
حدجته أمل بنظرات مزعوجة ثم نهضت وهي تمسح يديها في جوانب جلبابها لترد عليه هي:
-ما خلاص يا يوسف، جولتلك مش إهنه وغارت إف داهية
قست نظراته نحوها فتشفت فيه، خرجت والدتهما من المطبخ على صوته الغاضب وفورًا أدركت سبب ذلك فحتمًا قد علم برحيل الأخيرة، خاطبته بتروٍ:
-فيه أيه يا يوسف، وطى صوتك الناس تجول علينا أيه؟
وجه بصره نحوها ثم رد باستياء به لمعة من الحزن:
-صحيح ياما غزل سافرت؟!
تيقنت محبته للأخيرة وخمنت ردة فعله، ردت بعقلانية:
-كان لازم يا يوسف، مش معجول تفضل إمعانا، غزل كبرت ومبجتش عيلة إصغيرة وجعادها حدانا ميصوحش!
استنبط من ردها أن ذلك سبب رحيلها عنهم، رد بتأمل:
-أجوزها
شهقت أمل من جراءته فردت عليه سعاد بتوبيخ:
-الناس تجول أيه، طول عُمرهم عارفين إن غزل أختك، عاوز تجيب لينا الكلام والفضايح
لم يهتم بكل ذلك فانتبه لـ أمل تكمل حديث والدتها بخبث دفين:
-ومش إكده بس، دا معناته إنك هتفضح غزل نفسيها، وهتبان جدام الكل إنها بت حرام، ومش بعيد تموت بحسرتها
ثم أكملت في نفسها بكُره:
-إن شاالله يا رب
زاغ يوسف بفكره المتحير ليشل عقله عن التفكير، ارتمى جالسًا على الأرضية شاعرًا بالضياع، نظرت له والدته بشفقة وهي تدعو في سرها له، حدق أمامه بالفراغ ليهذي بقلة حيلة:
-يعني مهشوفهاشي تاني، غزل اللي اتربت على إيدي مش ليا
جلست والدته بجانبه لتقول له برأفة:
-البنات كتار يا يوسف، غزل مهتنفعكش
رد برفض ونظرة حملت بداخلها الكثير:
-غزل اتربت على إيدي، يعني مهقبلش تروح لغيري، دي أخرة صبري وحرماني، أنا عايش ومستنيها
بات يوسف ثائرًا من الداخل وهو يتحدث، لم تعرف سعاد كيف تردعه عن ذلك فوضعه أسوء مما تخيلت، فاقت من شرودها على صوته يسألها بتجهم:
-أبوي هيعاود ميته علشان آخد منيه عنوانها إهناك..........!!
____________________________________

وضعت أمامها على الطاولة الصغيرة منتصف المطبخ كل ما تشتهيه الأنفس، ولم يكفي ذلك لتذهب لإحضار المزيد، تأملت غزل كل ذلك بانبهار وهي تردد باستنكار:
-كفاية يا خالتي، أنا هاكل كل ده!
تحركت خالتها ناحيتها بطلعتها البشوش وهي ترد بألفة وهي تضع المقبلات أمامها:
-كلي يا حبيبتي واتغذي، أنا عندي أغلى منك، تلاقيكي في البلد يا حبة عيني مش لاقية حاجة!
دعست بكلماتها تلك على وترها الحساس لتتألم داخليًا، ردت ناظرة إليها بقناعة:
-الحمد لله يا خالتي، هو يعني أبويا هيجيب منين، ما إنتي عارفة اللي فيها
زمت الأخيرة شفتيها كابتة حنقها لتبتئس من وضع هذه الفتاة وما عرفته عنها مؤخرًا، جلست بجانبها على الطاولة لتسكب لها في طبقها، ردت بتهكم داخلي:
-يلا الحمد لله، هو أنا يعني جبتك هنا ليه، علشان تاكلي وتتغذي وتلبسي، أحسن ما إنتي مدفونة بالحياة هناك
ابتسمت غزل بسخرية قائلة:
-هو أنا يعني جاية هنا برضوه هاعمل أيه، ما أنا هشتغل خدامة معاكي
ادركت خالتها إحتقارها لذلك، تركت ما بيدها محتجة بامتعاض:
-والله تشتغلي خدامة هنا وعايشة مبسوطة وبتنامي على فرشة نضيفة وبتاكلي أحسن أكل وبتشوفي ناس مش بتشوفيهم غير في التليفزيون، أحسن بكتير من عيشتك في البلد المهجورة دي اللي حتى مش فيها المية بتوصلكوا، ولا كان عاجبك حالك
أنصتت غزل لها بكمد وقد لاح الحزن عليها، تابعت خالتها مشفقة عليها وهي تبتسم بودٍ:
-مش عاوزاكي تزعلي، أنا علشان باحبك جبتك هنا، وكمان الست هدى هانم قالتلي هتخليكي تكملي تعليم لما كلمتها عنك، قولتلها إنك في ثانوية عامة ووعدتني هتقدملك هنا بعد ما تخلصيها
انفرجت شفتيها بفرحة وقد تهلل وجهها، رددت بعدم تصديق:
-صحيح يا خالتي الكلام ده، يعني هاكمل تعليمي وهدخل الجامعة؟!
أكدت خالتها بنبرة حانية:
-صحيح يا عيون خالتك، إنتي بنتي يا غزل
ابتسمت لها غزل قائلة بامتنان:
-ربنا ما يحرمني منك يا خالتي
قالت الأخيرة بتنبيهٍ وهي ترفع سبابتها:
-هنا وبس عاوزاكي تسمعي كلام الست هانم هدى، وملكيش دعوة بأي حد هنا من ستات القصر ولا بناتها، وكمان ابعدي عن الرجالة هنا، وبالأخص جدهم الكبير، دا راجل قاسي كده والكل بيخاف منه، أنا نفسي مبقدرش أشوفه عاوز أيه
هتفت غزل بتوجس:
-خوفتيني يا خالتي!
ابتسمت لها لترد بنبرة مطمئنة:
-يا حبيبتي أنا بس مش عاوزاكي تتأثري بالجو هنا، انا فهمت الست هانم إنك هتخدميها هي وبس، أديكي شايفة الخدامين الاجانب هنا مالين القصر إزاي، بس هي قالتلي مش بتحب شغلهم، علشان كده بيخدموا الستات التانين، اللي مش عاوزاكي تختلطي بيهم
لم ترتاح غزل لحديث عمتها حول سكان القصر، فمنذ خطت بقدمها والاجواء ساكنة رغم اتساعه الكبير وزيادة غرفاته، ناهيك عن إطراق جميع سكانه رغم أن خالتها أخبرتها بوجود حفل اليوم، أخرجتها خالتها من تفكيرها الجانبي حين هتفت بنبرة تشجيع:
-يلا كلي زمانك تعبانة من السفر ومكلتيش حاجة طول الطريق
ثم دفعت الطعام نحوها لتقرّبه منها، ابتسمت غزل بزيف ثم شرعت في تناول الطعام تحت نظرات خالتها الحنون...
لحظات وولج السفرجي قائلاً بصوتٍ رخيم:
-هدى هانم رجعت من برة يا فتحية وعاوزة قهوتها حالاً
نظرت غزل لخالتها التي نهضت سريعًا من موضعها مرددة بانصياع:
-ثواني وهكون محضرهالها
دلف السفرجي للخارج فذهبت هي مسرعة لتطهي القهوة، وجهت غزل انظارها نحو خالتها ثم استفهمت:
-هي هدى هانم دي كبيرة ولا صغيرة؟
انتبهت لها خالتها وهي واقفة أمام الموقد تصنع القهوة، ردت موضحة:
-ست كبيرة وأبوها الراجل الكبير اللي بقولك عليه، يعني في مقام أبوها كده علشان مربيها، عندها ولدين كبار واحد ابنها والتاني ابن جوزها، واحد اتجوز وطلق، والتاني اتجوز ومراته ماتت، وعنده ولدين صغيرين، ما هو ده اللي خطوبته النهار ده، وهي اللي مربياهم وبتعتبرهم ولادها ومش بتفرق بينهم
تحرك غزل رأسها بتفهم مع كلمات خالتها، ثم نهضت قائلة بحماسٍ:
-طيب ما تجيبي القهوة اوديهالها أنا، وبالمرة اتعرف عليها وآخد على المكان
أعجبت خالتها بتلك الفكرة لترد بموافقة:
-خلاص يا حبيبتي خديلها القهوة إنتي، هي قرّبت تخلص
ابتسمت غزل باتساع ثم أنهت خالتها تجهيز القهوة لتحملها غزل على صينية صغيرة مطلية بالذهب وباهظة الثمن، تحركت بها نحو الخارج لتجذبها مقتنيات القصر، تاهت فيما حولها وهي تجوب بأنظارها جميع زواياه بشرود ورأسها يدور هنا وهناك مذهولة مما ترى، اثناء سيرها الطائش لمحتها تلك المرأة الراقية وهي تقف منتصف الدرج وتتأملها بنظراتٍ لم يتفهمها أحد سواها، انتبهت لها غزل ثم ارتبكت، قالت بتلعثم:
-أ.أسفة..يا.ست هانم، سامحيني
أكملت السيدة هبوط الدرج بأناقة ونظراتها عليها والتي اربكتها، وصلت السيدة إليها ثم بهدوء مريب تناولت كوب القهوة لترتشف منه وهي واقفة موضعها، شعرت غزل أن هذه السيدة بها خطب ما لكن وقفت حاملة الصينية أمامها منتظرة تعليماتها، دلف الآخر من غرفة المكتب متقدمًا نحوهن، ابتسمت له السيدة وهي تكمل ارتشاف قهوتها، خاطبته بنبرة راقية:
-صباح الخير
التفتت غزل للذي تحدثه فإذ به رجل بكل معنى الكلمة، هيئته شدتها لتحدق به وهذا ما جعل السيدة تكتم بسمتها حين لاحظت ذلك، قال لها مبتسمًا بعذوبة وهو يمسك كفها وينحني ليقبّله:
-صباح الخير يا ماما، معلش مش هقدر آجي على الغدا
ثم نظر لها فابتسمت له السيدة بمحبة وهي تقول:
-عارفة يا حبيبي إنك مشغول
ثم وجه يزيد بصره لـ غزل، أمرها بحزم:
-سيبي اللي في إيدك دي وخدي الأوراق دي وديها عربيتي
كان يقصد الصينية، ارتبكت غزل لا تعرف أين تضعها، انقذتها خالتها التي جاءت من الخلف ثم أخذتها منها فتنهدت غزل براحة، ثم انتبهت له يتحرك نحو الخارج بخطوات سريعة فأسرعت هي الأخرى خلفه شبه راكضة وهي تغمغم:
-متسربع كده ليه ده!
ثم نهجت بشدة من طول المسافة حتى خرجت من القصر وهي تغذو في السير من خلفه لتتلاقى أشعة الشمس مع عينيها والتي اغمضتهن تلقائيًا لتحجب نورها ولم تنتبه لرش الحديقة بالماء فانزلقت قدماها، صرخت متألمة بشدة فالتفت لها يزيد هادرًا باهتياج وهو يرى الاوراق ملقاه على الطين ومتجاهلاً ما بها:
-الورق!، يا نهارك إسود
ارتعبت غزل وهي تعتذر مضمرة ألم قدميها:
-أسفة يا بيه أنا اتزحلقت مش قصدي
أحس بها وأنها ليست بخير، قال متأففًا:
-هاتي إيدك ويلا قومي
اضطر لرفعها من خصرها فتوترت من إمساكه بها حيث اضطرت للتشبث به، أثناء معاونته لها كان قد وصل مراد من الخارج حيث قضى ليلته خارج القصر كعادته في بعض الأحيان، والذي ترجل من سيارته الحديثة وهو يرى ذلك المنظر ونظراته المظلمة على كليهما ويعلو ثغره ابتسامة غامضة، وقف أمامهما واضعًا كلتا يديه في جيب بنطاله قائلاً بمكر:
-أيه دا كله، عيني عينك كده!
انتبه له يزيد فارتبك وكذلك هي التي حدقت في هذا الشاب متناسية ألمها، برر ما يحدث بتوتر:
-مراد!!، إنت فاهم غلط........!!!
_______________________________

في ظل حديثهن عن أحوال بعضهن وهن يجلسن في حديقة الفيلا انصدمت قسمت من رؤيته يتقدم منهن، ما أضرم غيظها منه تلك الابتسامة التي على محياه وأثارت حنقها، هتفت سناء الجالسة برفقتها ببراءة مخادعة:
-أنيس وصل، سوري يا قسمت نسيت أقولك إنه رجع من السفر
وجهت قسمت نظراتها نحوها لتدرك بأنها افتعلت ذلك عن عمد لتجعلها تتقابل معه، يا لها من حقيرة!، لم ترد عليها بل عاودت النظر للأخير بكل حنق، تقدم أنيس منهن فاردًا ذراعيه وهو يقول:
-قسمت حبيبتي، وحشتيني يا قلبي!
أرادت قسمت أن لا تجعله يتشفى فيها أو تثبت انتصاره عليها فيما افتعله في حقها لذا نهضت بكل تماسك لتقابله مزيفة ابتسامة ماكرة حملت الانتقام العاجل منه، ردت بدلال مصطنع وهي تهم بمصافحته:
-لو كنت وحشتك كنت سألت عني السنين اللي فاتت دي، دا اللي كان بينا ميتقدرش!
لمحت بجملتها الأخيرة له وحين تفهم قهقه عاليًا ولا يدري بأن ذلك يشعل النار بداخلها، غمز لها وهو يرد بظلمة:
-فعلا ميتقدرش، لحظات عمري ما هنساها
ابتسمت بصعوبة لتخفي ما تخبئه ثم جلست مرة أخرى، جلس هو الآخر لينتصفهن فقالت سناء ببسمة ذات مغزى:
-منورنا يا أنيس بيه، إن شاء الله برجوعك ده هترجع سهراتك الحلوة هي كمان
أكد ذلك وهو يتأمل قسمت بنظرات مباحة إلى حدٍ ما:
-حد ينسى سهرات أنيس واللي بيعمله
ردت قسمت ببسمة متهكمة:
-سهرات وبس!
استند أنيس بمعصميه على الطاولة ليضيق المسافة بينهما وهو يرد بنظرة بذيئة:
-لا ما هو الحقيقة فيه حاجات تانية، وتعجبيني إنك لسه فكراها
بقدر الإمكان تماسكت قسمت وادعت الثبات أمامه، تابعت سناء ما يحدث بينهما بخبث لبعض الوقت، قالت بدهاء لتجعلهم ينتبهوا لها:
-طيب وهتعمل أول سهرة إمتى، متشوقين!!
-الليلة، أيه رأيك يا قسمت؟
قالها لقسمت الذي ردت بعدم قبول:
-مش هينفع الليلة
رد بفضول:
-ومش هينفع ليه بقى؟
ردت لتثير حنقه كونها تعلم حقده على عائلتها:
-أصل الليلة خطوبة مراد!، كبير العيلة............!!
____________________________________

دلفت لغرفتها وهو مستاءة من عدم اهتمامه بها ثم جلست بعنف على حافة تختها، انتبهت لها والدتها والمصممة الخاصة بفستانها لتتحرك والدتها نحوها مستفهمة باستغراب:
-حصل أيه يا هدير، دا شكل واحدة خطوبتها النهار ده؟!
ردت بعبوس وضيق:
-مراد باحسه ناشف في الكلام معايا، ولا كإني هابقى الليلة خطيبته، جاي من برة بقوله صباح الخير رد ببرود عليا!
جلست والدتها بجوارها مبتسمة، ردت بأمومة:
-يا حبيبتي مراد إنتي لسه بالنسبة له العيلة الصغيرة، شوية على ما يتعود على الوضع الجديد
كشرت هدير كالأطفال فرددت والدتها بملاطفة:
-إنتي حلوة يا هدير، ومراد مش هيلاقي أحسن منك علشان يتجوزها، خليكي مشغلاه ومن نفسه هيهتم بيكي
كلام والدتها زاد من غرورها فهي بالفعل واثقة في جمالها، تابعت سميحة بتمنٍ:
-بكرة إما تتجوزيه هتبقي الكل في الكل وكلمتك محدش هيعارضها، هتبقي ستهم كلهم، والمطلوب شدي حيلك واربطيه بعيل علشان تتمكني
شردت هدير في حديثها وتخيلت أنها بالفعل كذلك، حدقت أمامها بابتسامة حالمة ثم تنهدت، رددت باستنكار:
-هابقى مرات مراد، معقول الكلام ده، لحد دلوقت مش مصدقة!!
همت سميحة باللوم قائلة:
-ومش هتبقي مراته ليه، إنتي من دمه ومش هيلاقي أحسن منك، جدك نفسه اختارك وقال هدير، يعني ميهمكيش أي حاجة، الكل هيحضر خطوبتكم
تابعت هدير شرودها ثم قالت بأمل:
-مش هصدق اللي أنا فيه غير لما اتجوز مراد، الشرط بتاعة مخوفني، لسه هستنى لما السنة تخلص..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،
بهدوء رزين شرعت في طرق باب غرفته بعدما تركته يرتاح قليلاً، حين دعاها للدخول فتحت الباب عليه وولجت ببسمة لطيفة على ثغرها، ابتسم مراد حين رآها ثم تحرك ليستقبلها، انحنى ليقبل يدها قائلاً:
-معقولة جاية بنفسك، اطلبيني أجيلك لحد عندك
رغم كونها ليست والدته لكنه يكن لها الاحترام والتقدير لطيبتها الدائمة معه، ردت هدى بسماحة:
-تسلملي يا مراد، أنا عارفة إنك جاي تعبان فقولت اكلمك كلمتين كده
-خير يا ست الكل؟
قالها وهو يجعلها تجلس لترتاح، جلس مراد فردت عليه بتنهيدة عميقة:
-أنا مش عاجبني وضعك ده، طول الليل سهران برة وبتيجي الصبح علشان تنام كام ساعة وترجع تاني، حتى خطوبتك النهار ده وجاي وش الصبح
رد بلا مبالاة:
-جدي قال هيعمل كل حاجة، وكمان موضوع سهري دا مؤقت، يعني على ما أوزّع البضاعة في المخازن
توقفت عن الحديث للحظات مترددة في مفاتحته بشأن زواجه، حين شعر بأنها تريد قول شيء تابع بانصات:
-قولي فيه أيه تاني؟
شجعها بلطفه أن تسأله بحذر:
-هو إنت أيه رأيك في جوازك من هدير؟، يعني مقولتش حاجة لما جدك طلب تتجوزها
أرادت معرفة رأيه لذا قال مسلمًا أمره:
-أنا متفرقش معايا اتجوز مين، أنا زي أي راجل يا ماما، محتاج واحدة جانبي، موضوع مين بجد متفرقش معايا!
تفهمت عليه ثم هزت رأسها، حين تذكر مراد أمر غيابها الغير مبرر عن القصر استفهم باهتمام جعلها ترتبك:
-صحيح يا ماما، روحتي فين امبارح!؟............
___________________________________

تسللت بحذر لتقف خلف البرادي المزينة بالورود لتختلس النظرات حول ما يفعله الرجال من تزين وتجهيز القصر للحفل، تمنت غزل في نفسها أن تكون ليوم واحد ابنة أحد ساكني القصر، تعجبت كثيرًا كون وجود حفل لم تستمع لأي موسيقى حتى!، أو حتى تعبير عن وجود حفل، لوت فمها وهي تتمتم بسخط:
-فرح أيه ده اللي ما فيه واحدة تزغرط ولا تصقف
تابعت حديثها الساخط مع نفسها ليخرجها أحدهم بصوته الآمر حين حدثها بغلظة:
-إنتي يا بت إنتي تعالي بسرعة
تنبهت غزل له وتوترت، ركضت نحو الشخص ذي الحلة الأنيقة لكنها خاصة بباعة أحد المحلات الشهيرة، ردت عليه باحترام:
-نعم يا سعادة البيه
ناولها علبة كرتون صغيرة ثم قال:
-طلعيها لـ هدير هانم بسرعة
اومأت رأسها بطاعة ثم حملتها لتتحرك شبه راكضة نحو الأعلى، لم تعرف غزل إلى أين ستذهب لكنها صعدت تبحث، أثناء مرورها بالرواق لمحت الشاب الذي رأته في الصباح يتحدث وهو ممسك بهاتف أرضى كالذي رأته عند عمدة بلدتها، تأملته بإعجاب وهي تبتسم فكم كان راقيًا وأنيقًا، أظلمت عينيها لتستشف أنه منزعج من شيء ما، لم تستطع فهم ما يقوله لذا تابعت طريقها......

وقف يزيد حاملاً للهاتف بيد والسماعة ممسكها بيده الأخرى ويتحدث مع والد زوجته وبالأحرى طليقته ويهتف باكفهرار:
-أنا قولتلها لو خرجت من غير إذني هتكون طالق، يعني دلوقتي بنتك مطلقة وخلي عنادها ودلعها ينفعها
قال السيد حمدي ملطفًا الأجواء:
-سمية صغيرة يا يزيد وزي الأطفال بتشبط في أي حاجة، ينفع تطلقها كده علشان عاوزة جوزها يجبلها حاجة نفسها فيها
غمزت سمية لوالدها بمدح ثم همست له أن يستجديه أكثر فهز الأخير رأسه ثم أشار لها أن تهدأ، لكن تعسف مراد وسيطرته على يزيد جعلته متحيرًا في رجوعها أو من عدمه وذلك بعدما سعد مراد بخبر تركه لها، رد بقلة حيلة مفهومة:
-سيبوني أفكر..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهي واقفة خلف ابنتها التي ترتدي ثوب حريري من اللون الأزرق لمحت سميحة غزل واقفة تحدق في ابنتها لذا خاطبتها بحزم:
-معاكي أيه
ردت غزل بانتباه:
-دي واحد بيه جابها يا ست هانم للست هدير وقال اطلعهالها
لفت هدير رأسها للجانب قليلاً لتخمن ما بيدها قائلة:
-تلاقيها الجزمة يا ماما، أصل طلبت واحدة كعبها عالي بزيادة علشان تطولني أكتر
تفهمت سميحة فأمرتها:
-قربي وتعالي لبسيها لستك
تحركت غزل كي تلبسها الحذاء حين أخرجته من كرتونته الخاصة، جلست هدير أمام المرآة لتستطع ارتدائه فتأملت غزل الحذاء بإعجاب فكم كان رائعًا!، انتهت غزل فنهضت هدير لتختبره ثم قالت بقبول:
-حلو قوي، شايفة يا ماما طولت قد أيه
اعتدلت غزل لتحسد هذه الفتاة على ما هي عليه ورثت نفسها، كم حلمت بثوب كهذا يلامس جسدها وحياة كتلك تنعم بها، وقفت حزينة بائسة لتجد نفسها مجرد خادمة، ابتسمت بألم لتعود للواقع فلا مجال للطموح هنا، ولج أكرم الابن الأصغر متهللاً، لاحظ غزل واقفة فنظر لها بإعجاب قائلاً بمغازلة:
-أيه الستات الحلوين دول
ظنته هدير يتغزل بها وكادت أن ترد، اتضح حديثه عن غزل فعبست، عابت عليه والدته قائلة بضيق:
-عيب يا ولد، هتقف تعاكس الخدامين، أهو دا اللي ناقص
انحرجت غزل بشدة وأطرقت رأسها، امرتها سميحة بفظاظة:
-واقفة وسطينا ليه، يلا مع الخدامين شوفيهم في المطبخ بيعملوا أيه
ردت عليها بانصياع:
-أمرك يا هانم
ثم تحركت لتدلف للخارج فهتف أكرم بعدم رضى:
-كسفتيها يا ماما ومكنش ليه لزوم تحرجيها
هتفت هدير باغتياظ:
-هتعرفنا نكلم الخدامين إزاي، وبعدين إزاي تقول عليها حلوة وسايبني؟
التزم أكرم الصمت ولم يعلق ليتأفف في نفسه، سألته والدته باقتطاب:
-هو مراد فين دلوقت؟!..................
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
غمغمت طوال طريقها للمطبخ باستياء لتلعن وتسب ما حولها، انتبهت لوقوف بعض الرجال واقفين ويتحدثوا معًا، تابعت ما يفعلوه بتطفل لتصدح ضحكة جذابة من أحدهم جعلتها تقف وتتابع، سمعت أحدهم يقول:
-مبروك يا عريس، أخيرًا هتتجوز ونفرح بيك
اشرأبت بعنقها لترى من يخاطبه فظهر دون جهد مراد من بينهم يضحك نفس الضحكة ويقول:
-والله لو مش جدي مكنتش عملتها، أصلاً مش بافكر في الجواز
تمعنت غزل فيه النظر لتحسد الأخيرة قائلة:
-هو دا العريس، دا خسارة فيكي يا مسلوعة إنتي!!
لم تكتمل راحتها ليأتي من يعكر صفوها حيث نادتها قسمت بصلابة:
-قربي يا بنت!!
التفتت لها غزل على الفور لتستجيب لندائها قائلة وهي تهرع نحوها:
-تحت أمرك يا ست هانم
حين وصلت غزل إليها ألقت عليها قسمت الفرو الخاص بها لتحمله ثم قالت وهي تتحرك متجهة لغرفتها:
-حصليني يلا علشان عاوزاكي تحميني، كل الخدم مشغولين.......!!
____________________________________

وقف أمام المنزل ينتظره وقد فاض به الكيل فالسفر للقاهرة يأخذ ساعات طوال، نفخ يوسف بقوة واعتصر قبضته بغضب لتمر تلك الساعات كالدهور!، لمحه من بعيد يسير مستندًا على عصاه فتذبذبت أنفاسه، انكتل نحوه وقلبه يدق فقد عاد بمفرده وهي ليست معه، رآه والده حسن ولم يهتم لضيقه من سفر الأخيرة، بل هناك الأسوأ ينتظر، دنا يوسف منه قائلاً بنظرات قاسية:
-فين غزل يابا؟
أكمل حسن سيره وطلعته باهتة، انزعج يوسف حين لم يجيب عليه وتجهم، تحرك خلفه ليسأله بنفاذ صبر:
-هات عنوانها وآني أرجعها
حرك حسن رأسه للجانبين بائسًا قليل الحيلة لم يعرف ماذا يقول؟، توالت أسئلة يوسف عليه وحين وصل حسن لقمته وقف مكانه هادرًا بانفعال:
-اللي عملته صُح يا يوسف، غزل مهتنفعش تجعد إهنه، بطل حديتك عنها وانساها
اغتم يوسف من حديثه فهتف بقلة ذوق:
-آني بس اللي أجول ينفع تفارجنا ولا لا مش أي حد، غزل ليا من زمان ومش هسيبها تبعد عني
رغم فظاظته في الحديث لم يعاقبه حسن فقد كبر وما حدث سبب ضيقه، خرج حسن عن صمته ليقول بتهكم:
-آني لسه جاي من عِند جعفر علوان، الراجل الناجص طالب غزل تنضم لحريمه، شوفت بجى إن الله عملته ده صُح!
-معيخصنش
قالها يوسف بعدم اهتمام فرد حسن بجبين معقود:
-يعني لو رجعت غزل تاني هتجدر تبعده عنها؟
شعر يوسف باختناق يحاوطه من جميع الجهات، حبه الجنوني للأخيرة جعله يقول باستهتار:
-هجفله، بس رجعلي غزل..........!!
____________________________________

لم يستطع أحد عدم الحضور مهما كانت مهامه، دعوة رشدي الخياط لم يقدر أحد على تجاهلها، جلس السيد رشدي في منطقة خصصها له مراد ليتقدم منه من يحضر من المدعوين ويقبلون يده بكل احترام، بينما توجهت غزل لتجلس في المطبخ تفرك قدميها وملامحها متذمرة، رددت بتأفف:
-دا الشغل في الأراضي أرحم، كل الخدم دول وطلباتهم مبتخلصشي أبدًا
تقدمت منها خالتها لتهمس لها بتحذير:
-قومي شوفي حاجة اعمليها، هنا مافيش حد بيقعد، خلاص الحفلة هتبدأ
زفرت غزل بضيق قائلة:
-عاوزة اتفرج على الفرح يا خالتي، اشتغلت كتير
ردت فتحية بظلمة:
-بطلي يا بت دلع مرق، ما إنتي زي الحصان أهو
ابتسمت غزل بخجل ثم قالت بتوسل لطيف:
-وحياتي عندك يا خالتي اتصرفي، عاوزة اتفرج
لم تحتمل فتحية أن ترفض لها طلب لذا وافقت قائلة:
-روحي اتفرج بس اوعي حد يشوفك ليطينوا عيشتنا!
نهضت سريعًا لتتابع ما يحدث في بهو القصر، اختبأت خلف إحدى الأعمدة تشاهد بانبهار كم المدعوين وما يرتدون من حلي براقة وثياب باهظة الثمن، وزعت أنظارها على الجميع ثم وقعت عيناها على مراد التي لم تعرف اسمه حتى الآن، تنهدت بحرارة وظلت تحسد الأخيرة عليه، من شدة حقدها همست لنفسها:
-يا رب ما توعي تفرحي وينكد عليكي
لم تعرف غزل لما الكُره هذا لكن لم تحب المدعية هدير ووالدتها، وقفت غزل كما هي تطالع الجميع بلمعة عجيبة في نظراتها وهي تسافر بخيالها، لم تعي من يقف على مقربة ونظراته تخترقها، اقترب الشخص منها قائلاً بمكر لتشهق بفزع:
-عاوزة تبقي زيهم.............!!
___________________________________

قطع أعناق دون رحمة لواحدٍ تلو الآخر وإلقاء رؤوسهم بتحجر، حين يتخذ أحدهم حذره ليهرب أو يتشدد ليدافع لكن بتردد يجد من خلفه من يقتلع عنقه، حملة همجية ضروسة شنت عليهم دون سابق إنذار، زاد عددهم حين وصلت السيارات الكبيرة الجاهزة لتحميل ما تحويه المخازن....
سارع الرجال الملثمين بنقل البضائع بخفة شديدة ليخاطبهم أحدهم بحزم:
-يلا شهلم عاوزين نخلص
بعض الوقت المقلق والمريب مر وهم يبذلون قصارى جهدهم لتحميل جميع البضائع فتلك فرصتهم، حين انتهوا أخبر الرجل رجاله بأمر:
-بسرعة يا رجالة، اطلعوا بالعربيات
هم هو الآخر باستقلال إحدى السيارات ثم أمر أحدهم بتنبيه:
-إجري بلغ البيه إن اللي عايزه حصل، واوعى حد يشوفك.......!!
_________________________
_________________
_________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 05:25 PM   #22

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 10:27 PM   #23

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل السـادس
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ

فركت أناملها بتوجس من فكرة والدتها اللئيمة، أخذت زينب الفتاة ذي الخمسة عشر عامًا الغرفة ذهابًا وإيابًا وهي تفكر مرارًا في تنفيذ ذاك المخطط الشيطاني على زوجها، وليس أي زوج!؛ هو من يخشاه الجميع ويحد من التواصل معه، عاودت كلمات والدتها وهي تنصحها تتردد في رأسها وهي تخبرها حين كانت معها:
-يا بت اللي بجولهولك ده علشان مصلحتك، لو معملتيش إكده جولي على روحك يا رحمن يا رحيم
ازدردت زينب زيقها وجلة من ذلك لترد بقلق:
-خايفة ياما، دا لو وصله خبر هيخلص علينا كليتنا
ردت الأخيرة لاوية فمها وهي تتحدث بثقة:
-مهيعرفش حاجة، أنا هتفج مع الحكيمة على كل شيء، إنتي بس جوليله وسيبي الباقي عليا
أكملت السيدة بتحفيز حين لمحت التردد يلوح عليها:
-ودا علشان ما يموتكيش زي اللي جبلك، إنتي بتي الوحيدة ومعوزاش أخسرك
ارتعبت زينب من فكرة أن يقتلها هذا الرجل قاسي القلب لتقتنع وتوافق قائلة بتذبذب:
-حاضر ياما، هاعمل كده مع إني خايفة............!!
عادت زينب من شرودها لوقتها الحالي ثم اعتزمت أن تخبره في نهاية تفكيرها الضئيل؛ كي تحافظ على حياتها خوفًا منه، حين ولج الغرفة عليها انتفضت برعب ظاهر سرعان ما بدلته بمسرة مزيفة وبسمة متوترة لتستغرب من هيئته البشوشة على غير العادة، خطا السيد جعفر للداخل فقابلته كي تعاونه في نزع عباءته قائلة بمحبة مزيفة:
-إمساء الخير يا حاج، يا ترى أيه اللي مفرحك إكده
قال باقتضاب دون اهتمام بالرد عليها:
-رجليا بينجحوا عليا، هاتي مية وملح وتعالي ادعكهوملي
ثم جلس بتعب خفيف على المقعد فأطاعته قائلة:
-من إعنيا يا سيد الناس
استدارت لتجلب الماء لكن في ثوانٍ تذكرت حديث والدتها لتمثل التعب قبل أن تتحرك مرددة وهي تضع يديها على بطنها:
-آه يا بطني ياني
التفت برأسه لها ليسألها بجبين معقود:
-مالك يا بت؟
عاودت النظر إليه لترد بدلال ممتزج بتعبٍ مصطنع:
-أصل نسيت أجولك يا حاج
سألها بخشونة اربكتها داخليًا لكن تابعت مهمتها مجيبة ببهجة مزيفة:
-الحكيمة الصبح شافتني وجالت إني حبلة!!
فور أن انتهت كان قد انعقد لسانه وتصلبت نظراته عليها غير مصدق ذلك، لقد تخطى العقد السابع وفشلت محاولات إنجابه، فكيف هذا؟!، نهض من مكانه وهو يرمقها بنظرات وترتها فقتل الهلع زينب من الداخل لتظن بأنه كشف كذبتها، خاطبها السيد جعفر باستنكار:
-إنتي حبلة بجد يا بت؟
ردت على الفور بتوتر دفين:
-أيوة يا حاج، حتى ابعت الحكيمة تشوفني
زاغت عينيه وعقله لم يستوعب حتى الآن، بدأت أنفاسه تعلو لتظهر ابتسامة خفيفة على ثغره وهذا ما أراح زينب، تمتم هو بامتنان:
-أخيرًا هيكون ليا عيل من صُلبي ويشيل اسمي!!
ظل يردد ذلك لتتابعه زينب بترقب، غاب عن واقعه بذهنه ليتخيل الوضع بوجود ولد له حين وقف عند الشرفة يتطلع على الظلام أمامه مغمغمًا بانتواء:
-أنا هدعس على الكل برجليا لما العيل ده يجي!
عاد الخوف يدق باب قلب زينب وهي تقف من خلفه وتراقب ردود أفعاله بشأن ما قالته، فإن علم بخداعها له لن يرحمها مطلقًا، رددت في نفسها بخوف:
-أنا عملت اللي جولتي عليه ياما وربنا يستر...........!!
______________________________________

هرولت للمطبخ وحين ولجت حاولت تهدئة أنفاسها، انتبهت خالتها لارتباكها فانعقد حاجبيها لتستفهم باهتمام:
-فيكي أيه يا غزل وشك مخطوف كده ليه؟
وجهت بصرها نحو خالتها ثم ابتلعت ريقها في توتر لتجيب بعد فترة قصيرة منتبهة:
-الحقي يا خالتي
ثم تحركت غزل نحوها لتكمل بنبرة مضطربة:
-فيه واحد من المعازيم كلمني وبصلي بصات استغفر الله العظيم
شهقت فتحية لتهتف بقساوة:
-لمسك يا بت؟!
ردت نافية بشدة:
-أبدا يا خالتي، أنا محدش يحط إيده عليا
تنهدت فتحية بغبطة لتأمرها بحزم الخائف:
-خليكي هنا ومتخرجيش برة، ساعدي الطباخين ولا اعملي أي حاجة
هزت رأسها موافقة فذهبت فتحية لتكمل عملها، وقفت غزل مكانها للحظات تتذكر حديث الرجل معها ليحثها شيء ما بأنه فرصة لها، لكن أدركت بأن نواياه سيئة من نظراته المباحة فتراجعت، رددت بعد زفرة عابسة:
-شكلي يا ما هشوف هنا.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تركت ما بيدها ثم تحركت لتقف بجواره ضاممة ذراعيها حول صدرها، خاطبته بصوت خفيض:
-لسه زي ما أنت مش هتتغير!
أظلم أنيس عينيه غير متفهم عن ماذا تتحدث فتابعت قسمت ببسمة ساخرة:
-بس دي عيلة صغيرة، وإنت كبرت
ثم اتسعت بسمتها الساخطة ليرد هو بمكر حين تفهم مقصدها:
-أصل بأحب أوسع العيلة بتاعتي، السوق عاوز التجديد
لم تعلق على فُجره الظاهر فهي تعرفه من زمن، نظرت أمامها لتقع عيناها على هدى زوجة أخيها المتوفي، أخفت بسمة خبيثة وهي تعاود التحدث قائلة بقتامة:
-شوفت هدى بقت عاملة إزاي، جمالها راح وشكلها بقى مريض
بحث أنيس بنظراته عليها حتى رآها، دقق النظر فيها بألفة ليراها ليست كما السابق، ناهيك عن ارتدائها الحجاب وهيئتها الحزينة، نظرت له قسمت بطرف عينيه لتردف بأسى مزيف:
-هي كده من سنين، من وقت ما أهلها اتحرق البيت بيهم وماتوا كلهم، بس لسه شيك وأنيقة
جف حلق أنيس وارتبك، رد نافخًا بضجر مصطنع:
-ما تسيبك من الأخبار الزفت دي وشوفيلنا حاجة تفرفشنا شوية
رحبت بفكرته قائلة بلؤم:
-من عنيا، إنت لسه مشوفتش حاجة مني، الفرفشة كلها معايا
زادته تلميحاتها توترًا لتهتز نظراته وتدور الأسئلة في رأسه حول ما تضمره، ابتسمت قسمت بانتصار لتتوعد له بداخلها قائلة:
-آه يا أنيس، هتدفع تمن اللي عملته فيا غالي بعد ما هسويك على نار هادية............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وصل ضرغام للقصر ثم تحرك ليدلف للداخل باحثًا عن رب عمله السيد مراد، وجده وسط مجموعة رجال يتحدث بلباقة فتقدم منه، لمحه مراد فبدا منزعجًا فكيف له أن يأتي ويترك المخازن؟، استأذن مراد من الضيوف ليتوجه نحوه، وهو يدنو منه حدثه بنبرة خفيضة عصبية:
-سايب المخازن وجاي ليه؟!
اندهش ضرغام ليرد باستنكار:
-إنت يا مراد بيه اللي بعتلي آجي حالاً لسيادتك
هتف مراد بتشنج:
-أنا مبعتلكش، معقول هخليك تسيب المخازن وأنا موصيك عليها، اتجننت يا ضرغام علشان تصدق حاجة زي كده
بدا على مراد الاستياء فذُهل ضرغام ليفطن بأنها خدعة، حين وعي مراد للموقف قلق ليأمره بصريمة:
-ارجع دلوقت للمخازن، قلبي مش مطمن وحاسس إن فيه حاجة حصلت مش كويسة
أومأ الأخير برأسه ليتحرك سريعًا ليعود من حيث آتى، لكن قابله أحد رجاله الذي ولج القصر وهو يلهث، فورًا كان ضرغام مستنبطًا بأن ما توجس منه حدث، هتف الرجل بعويل:
-المخازن اتسرقت يا ريس ضرغام بعد ما مشيت، والرجالة كلها اندبحت قدام عنيا، أنا فلت منهم بأعجوبة
كان مراد من خلفه يستمع لما يقوله الرجل ليصرخ بصوت جهوري جعل الكثير يرجف:
-اللي يتجرأ ويسرق حاجة ليا يبقى كتب شهادة وفاته بإيده
توقفت بعدها الموسيقى وحل الصمت الذي تخلله بعض الهمسات الجانبية الغير مُفسرة، الأمر الذي أجج فضول السيد رشدي والذي نهض بمعاونة زوج ابنته ليفهم ما يحدث، لكن كان مراد قد غادر الحفل ومن بعده القصر ككل برفقة ضرغام، استفهم السيد بتجهم:
-أيه اللي بيحصل، وفين مراد؟
دق قلب ماهر وأضحى كالطبول لكنه تماسك فحتمًا سيكون المتهم الأول، اقترب أحد رجال مراد ليخبر السيد في أذنه فانصدم مرددًا:
-مش معقول، دا تسليمها قريب
ثم تنفس بتقطع ليستند على هدى متابعًا بإعياء:
-أنا السبب، يا رتني كنت أجلت الخطوبة شوية
ردت هدى متطلعة عليه بنظرات قلقة:
-متتعبش نفسك يا عمي، ما فيش حاجة مستاهلة وكله بيتعوض
بدا عليه التعب ليعاونه كل من ماهر وهدى كي يصعد للأعلى وينال قسطًا من الراحة، لكن أمر السيد ماهر باقتطاب:
-روح يا ماهر عند مراد وبلغني بكل اللي بيحصل
ازدرد ريقه في توتر ثم اطاعه رغمًا عنه قائلاً:
-حاضر يا عمي، هطلعك أوضتك وبعدين هروح أشوفه.....

في الأعلى وصل ما حدث لـ هدير لتترك والدتها متوجهة لرؤية ما حدث، استندت على الدرابزين العلوي فلاحت الصدمة والحزن عليها فقد فُسد حفل خطبتها ورحل المدعوين، لمعت العبرات في عينيها لتغمغم ببؤس:
-كان قلبي حاسس، الكل مكنش بيباركلي، كان بيحسدوني!
جاءت والدتها من خلفها لتربت على كتفها قائلة بتهوين:
-مش عاوزاكي تزعلي، مراد ليكي إنتي وبس
استدارت هدير ناحيتها لترتمي عليها باكية، ردت بنحيب:
-خايفة مراد يقول وشي وحش عليه ويبطل يتجوزني، وكمان اللي حصل مش شوية
خشيت سميحة أن يكون زوجها له علاقة بذلك فتوعدت له بغيظ في نفسها وقست نظراتها، بعد وقت انتبهت لحالة ابنتها فهدأتها قائلة:
-خلاص اسكتي، إنتي لسه عيلة يعني مستعجلة على أيه، قولت مراد مش هيتجوز غيرك........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
لم تعرف سبب البسمة التي زيّنت وجهها من أين أتت فور علمها بعدم إكمال الخطبة، لا بل أطلقت ضحكة شاردة تعبيرًا عن تشفيها في تلك الفتاة وأمها، قالت غزل لنفسها:
-تستاهلي، ربنا ينكد عليكي زي ما كسرتوا بخاطري
ثم انفزعت صارخة حين خبطت فتحية على كتفها، هتفت فتحية باستغراب:
-بتكلمي نفسك، يلا قومي شوفي وراكي أيه
نهضت غزل من على المقعد لترد بسخط:
-ما خلاص الفرح باظ والناس غارت هاعمل أيه تاني
عاتبتها فتحية بعدم رضى:
-عيب يا غزل، الله يكون في عون البنية دي زمانها مقتولة من العياط
ردت بعدم اهتمام:
-دي بت بوذها فقر، أنا لو من البيه مبوصلهاش تاني
قرصتها فتحية من صدغها قائلة بتحذير:
-لسانك الطويل ده تلميه، ويلا روحي شوفي هتعملي أيه مع الخدامين
لم تتألم غزل من فعلتها لتقول مسلمة أمرها بتأفف:
-حاضر هروح، وأنا اللي فاكرة هرتاح
دهشت فتحية من دلالها الزائد لتحرك رأسها للجانبين بقلة حيلة منها، قالت بتمنٍ ممتزج بالقلق:
-ربنا يهديكي يا بنتي، كله خايفة لتتعلقي بأي حاجة هنا........!!
_____________________________________

أطرق رأسه في خزي فكيف ينخدع بتلك السهولة؟، رمقه مراد بنظرة شقته لنصفين وتمالك ألا يعنفه أمام الجميع فهو ذراعه الأيمن ومحل ثقة، ناهيك عن عُمره الكبير الذي شارف على الستين، لم يقول مراد شيء له حيث أتت الشرطة بعدما تم إبلاغها، توجه الضابط نحو مراد ليسأله بروتينية:
-بتشك في مين يا سيد مراد؟
بالطبع لن يعلن مراد عن من يشك في أمرهم، رد بحنكة:
-أنا ما باشكش في حد يا حضرة الظابط
رد الضابط بتفهم:
-بس لازم تساعدنا بأي حاجة علشان نوصل للي عمل كده
رد مراد بجمود:
-وأنا قولت اللي عندي، والمفروض دا شغلكم، إنكم تعرفوا مين عمل كده وتعاقبوه
استفزه مراد بالحديث فتنحنح الضابط في حرج قائلاً:
-الموضوع كبير، سرقة وقتل عدد من الأرواح، لازم وراهم حد كبير علشان يقصد يعمل كده في مراد بيه الخياط
تعامل مراد مع الموقف بذكاء ليرد باقتضاب:
-الله أعلم!!
لم يحصلُ الضابط على شيء مُجدي ليهز رأسه متجهًا نحو أفراد الأمن وترك مراد برفقة ضرغام، وقف ضرغام من خلف السيد مراد يتطلع عليه بندم، اضطرب حين قال مراد وهو يوليه ظهره:
-هتبوصلي كتير ولا أيه؟
ارتبك ليرد بتلعثم:
-سـ سامحني يا بيه، أنا جولت حضرتك فعلاً عاوزني، علشان شيعتلي يونس سواق الحمولات
التفت له مراد لتتجهم كامل ملامحه وتستشاط نظراته، ردد بغضب:
-يونس!!
هز الأخير رأسه مؤكدًا فـ صر مراد أسنانه بغل ليدرك خيانة هذا الحقير، تحكم في انفعالاته متابعًا:
-وأنا مش هاسكت، مسِير اللي سرق البضاعة يبان
-ما إحنا عارفين مين ممكن يعمل كده
رد مراد بحرس:
-لازم اتأكد، علشان لما انتقم يبقى على حق..........!!
____________________________________

وقفت في شرفة غرفتها تنتظر مجيئه الذي طال لكن هيهات من ذلك فقد انتظرت كثيرًا، ملت هدير وزفرت بضيق، حدثتها والدتها بمعنى :
-الصباح رباح يا هدير، بكرة اتكلمي معاه، على الأقل يكون راق
ردت الأخيرة بعبوس وهي تتحرك لداخل الغرفة:
-خايفة قوي، كنت عاوزة أشوفه علشان أواسيه ويعرف إني واقفة جنبه ويشغلني أمره
ابتسمت سميحة لتقول لها بدراية:
-طيب نامي دلوقت وبكرة قوليله كل اللي نفسك فيه، تلاقيه دلوقت متعصب وزهقان ومش هيكون عاوز يسمع حد
اقتنعت هدير لتجد حديثها الصواب، ردت بامتثال:
-حاضر يا ماما هستناه وأمري لله..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،
دلفت من غرفة السيد رشدي متنهدة بكآبة، لمحت فتاة الصعيد تمسح المزهرية فنادتها بجفاء:
-تعالي يا بنت هنا
ردت غزل بانتباه وهي تهرول نحوها:
-تحت أمرك يا هدى هانم
ردت هدى بحزم:
-ولاد مراد بيه هيناموا دلوقت، روحي حضريلهم كوبايتين حليب علشان يشربوهم قبل النوم
امتثلت غزل لأمرها على الفور ثم ركضت نحو المطبخ لتعد المطلوب....
انتهت غزل بمعاونة خالتها لتحمل كوبين الحليب على الصينية ثم صعدت لغرفة الولدين، فتحت الباب لتجد فتى طويل ليس كما توقعت فقد ظنتهم أطفالاً صغارًا، تدرجت للداخل فنظر لها شريف بتفحص ثم أظلم عينيه، اقتربت غزل منه مزيفة ابتسامة وهي تخاطبه:
-أنا جبت اللبن يا سعادة البيه الصغير
دلف حسام الابن الآخر من المرحاض ليتأفف مما تحمله غزل، رد عليها شريف مبتسمًا بخبث:
-شاطرة، يلا بقى ورينا همتك واشربيه
نظرت له ببلاهة شديدة لترد موضحة:
-دا ليكوا يا بيه
رد بأمرٍ صارم لا يليق بعمره:
-قولت اشربيه، ولو سألوكي قولي شربوه وناموا
وجهت غزل بصرها للفتى الآخر فوجدته كأخيه، وجدت نفسها أنها أمام أشقياء، ردت موزعة أنظارها المتحدية عليهما قائلة:
-وإن قولت لأ وبلغت الهانم، هيحصل أيه؟
هنا رفع حسام أحد حاجبيه ليقول بإجرامٍ طفولي ذهلت منه:
-بسيطة، اعملي كده وهتلاقي نفسك في السجن، علشان هنقول إنك بتعذبينا وضربتينا
شهقت مصدومة لتتراجع عن تحديها لهما مرددة بتخوف:
-هشربه، ولو عاوزني أشرب اللبن اللي في القصر كله هاشربه
ثم شرعت في تناول الحليب حتى انسكب بعض الحليب على ما ترتديه، ابتسم الفتيان بانتصار حتى انتهت، بعدما انتهت قال شريف باعجاب:
-كده تعجبينا وهنحبك
في تلك اللحظة ولج مراد ليطمئن على أولاده فقابلوه بمحبة جلية، تابعتهم غزل بصمت لتمعن النظر في هذا الشاب عن كثب فقال لهم مراد بود:
-ليه منمتوش لحد دلوقتي، الوقت اتأخر!!
رد حسام بكذب أغاظ غزل:
-إحنا يا بابي كنا بنشرب اللبن وهنام دلوقت
ابتسم لهم مراد ليقول بحنوٍ:
-طيب يلا تصبحوا على خير
توجه الفتيان كل منهما على تخته كي ينام تحت مراقبة غزل لهما، اضطربت حين خاطبها مراد بحدة:
-هتفضلي واقفة، يلا على شغلك
سريعًا كانت متحركة لتغادر الغرفة، ألقى مراد نظرة أخيرة على أولاده ثم تحرك ليتوجه لغرفته كي يريح جسده.......!!
_____________________________________

سكب له بعض الكحول في هذا الكوب الصغير أمامه ثم سكب لنفسه، رفع الكوب أمامه قائلاً:
-في صحتك يا جعفر بيه
أمسك جعفر بكوبه ليتجرعه دفعة واحدة وهو يقول بحقارة:
-سبحان الله، كل حاجة حرام بيبقى ليها طعم خاص بيها
قهقه أسعد لتخرج ضحكاته من قلبه قائلاً:
-باحبك وانت بتذكر ربنا كتير
رد بوقاحة:
-المهم تكون طاهر جِدام الناس، حد شايف جواك أيه
لم يبالي هذا الأهوج بأن هناك من يطلع على ما يفعله، رد أسعد بضلال:
-عندك حق!
استفهم جعفر بجدية:
-هتتصرف كِيف في البضاعة، لازم تَعرف إن خروجها الفترة دي هيكشفنا
رد الأخير بعقلانية:
-أنا مش محتاج اتصرف فيها دلوقت، خليها عندك في المخازن على ما الجو يهدى
رد جعفر بمغزى:
-زي ما اتفجنا، هتبجى بالنُص
-اللي تؤمر بيه طبعًا، أنا مبرجعش في كلامي
هتف جعفر بعد نفخة مغتبطة:
-النهار ده الأخبار الحلوة بتترمى عليا، ناوي اسهر للصبح
سأله أسعد بفضول:
-مش هتفرحني معاك
وضع ساق فوق الأخرى ثم أسند ظهره بوضع مريح ثم قال بعلو جعل أسعد يفغر فاهه بصدمة:
-أصل البت مراتي حبلة........!!
_____________________________________

في الصباح الباكر حيث بزغ النهار للتو انتهى يوسف من عمله الذي يفعله في الليل والنهار وهو روي الأراضي، شغل نفسه ريثما يذهب لـ غزل ويجعلها تعود معه فهو إلى الآن لم يعرف أذن تقطن وليس بحوزته ما يكفي من المال، رغم اعماله المتراكمة تظل مسيطرة على فكره طوال الوقت، وهو في طريقة للبيت واضعًا عباءته على كتفه كانت تمر بعربتها الحنطور من نفس الطريق، أمرت نوال العربجي بحزم:
-وقف الحصان ده بسرعة
اوقفه السائق ثم ترجلت لتخاطب يوسف بطلب:
-استنى يا يوسف عاوزاك
عاودت منادته كي ينتبه وهذا ما حدث حين التفت لها عابس الوجه، تابعت بتغنج وهي تسير نحوه:
-إنت لسه زعلان مني ولا أيه؟
تجاهلها ليكمل طريقه لكن أسرعت لتوقفه قائلة بتلهف:
-استنى بس دا أنا عاوزة مصلحتك
قالت ذلك وهي تقف أمامه لتحيل دون سيره، اردفت بشغف:
-إنت خسارة هنا ومحتاج حد يقدرك زيي
انعقد جبينه حين لم يعي مقصدها، اتسعت بسمتها لتردد محمسة إياه:
-خليك معايا وإنت تكسب، إنت هنا مدفون بالحيا، هنروح البندر ونعيش انا وإنت وهتعيش في شقة كمان
وجد في حديثها بأنها تريد معاونته ومنها فرصة سائغة له ليذهب عند غزل ويتحدث معها لكن ظهرت بذائتها حين تابعت بحب مباح محاولة وضع يديها على صدره:
-حن عليا وهاعملك اللي تؤمرني بيه، أنا يا يوسف من وقت ما جيت البلد وشوفتك وانا مش بنام غير وانا بافكر فيك
نفض يديها من عليه ليكون جافًا حاد التعامل فانزعجت، رد باستهجان:
-عاوزاني ابجى معاكي في الحرام وترميلي جرشين، أما صحيح ست جليلة الرباية
ردت باستياء:
-أصل لو اتجوزتك أهل جوزي المرحوم هياخدوا مني كل حاجة، حتى ابني
نظر لها باحتقار ليزيحها عن طريقه ثم تحرك ليتركها، قالت من خلفه بحل وسط:
-طيب نتجوز عرفي، رأيك أيه.....................................!!
x x x x x x __________________________
x x x x x x x x x x __________________
x x x x x x x x x x x x x ___________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-20, 11:05 AM   #24

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

بارت مشوق هل تقابل البنت امها وهل تتعرف عليها امها هل ام مراد هي من اخذت الطفله ووضعتها في الطريق وتابعت ما تفعله الاسره مع الطفله

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 02:36 AM   #25

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل السـابـع
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

تركت خالتها غافية على التخت لتنسحب من جوارها بهدوء، حيث أفاقت غزل باكرًا من نومها فقد بات فكرها مأنوس بالأفكار والتخيلات الحالمة عن هذا الجو الفتّان من حولها، خرجت لشرفة الغرفة المُقاربة للمطبخ تتأمل الحديقة من حولها وتلك الرائحة النقية التي توغلت لداخل رئتيها لتزفر بعدها بعُمق، حدثت نفسها بانبهار:
-أنا عاوزة أفضل هنا على طول، دا أنا قبل كده مكنتش عايشة
انتوت ذلك ليغلبها تلهفها هذا في تناسى أبيها وأمها وأخوتها ولم تهتم، تحركت لتعود أدراجها لكن لفت انتباهها ذلك الرجل المدعي مراد يقف في شرفته ويبدو عليه أنه منغمس في تفكيره، ابتسمت وهي تتأمله حين توارت قليلا كي لا يراها أحد لتمتم بحلم:
-وهي الواحدة عاوزة أيه غير واحد زي ده تتجوزوا وتعيش في العِز دا كله
قطع مشاهدتها له تلك الفتاة تأتي من خلفه، عبست غزل وهي تراها تقترب منه وانزعجت بشدة ولا تعرف لما تحقد عليها ثم أخذت تتابع بضيق ما يدور بينهما.........!

وهو في شرفته استشعر وجود أحد خلفه فاستدار ليتفاجأ بـ ابنة عمته هدير تبتسم برقة له، خاطبها باندهاش:
-هدير!
ردت بحرج وهي تقف أمامه باحترام:
-آسفة إني دخلت أوضتك كده، أصل مقدرتش أنام طول الليل وكنت عاوزة أشوفك
سأل باقتضاب:
-خير؟
قلصت المسافة بينهما لترد بخجل وتوتر:
-أصل خايفة تبطل تتجوزني بسبب اللي حصل، وأنا باحبك قوي ومش عاوزاك تتجوز غيري
زيف ابتسامة لها ليقول بمعنى:
-اللي حصل ملكيش دعوة بيه، وموضوع جوازنا هيتأجل شوية علشان بجد مش فايق الوقتي
ردت بتلهف شديد:
-يعني مش هتسيبني يا مراد وتقول عليا وشي وحش عليك
ابتسم بسخط ثم قال لها بجدية:
-خلاص يا هدير، ممكن تسيبيني شوية أشوف هاعمل أيه!
لم تظهر حزنها من بروده معها لتوافق مزيفة بسمة صغيرة، تحركت لتغادر الغرفة فتنهد مراد لينظر للسماء والأفكار متشابكة في ذهنه معلنًا حنقه، قرر بالأخير التوجه لوالدته ويطمئن عليها ومن بعدها يذهب لجده فهو لم يره منذ الأمس.....

حين ترك الشرفة ظهرت غزل لتسأل نفسها ماذا دار بينه وبين الفتاة من حوار؟، لكن تمنت ألا يعود إليها، شعرت بالاختناق وكلحت، اقصت التفكير جانبًا حين نادت عليها خالتها، ردت غزل بانتباه:
-أنا هنا يا خالتي وجاية أهو...........!!
_____________________________________

ركضت بكل ما بها من قوة لتهرب من الأوغاد الذين يقصدونها وهي تخرج من شارع وتدخل في آخر، خشيت الفتاة أن يلحقوا بها ومن ثم تقع في براثنهم وتتلوث، وهي تركض بتخبط اصطدمت برجل ذي بنية قوية جعلها ترجف بخوف، نظرت له بنجدة وهي تخاطبه:
-الحقني، فيه تلت رجالة بيجروا ورايا وعاوزين يخطفوني
تأملها ضرغام بتفحص وهو يسألها بحذر:
-إنتي مين يا صبية ورجالة أيه اللي بيجروا وراكي؟
فتحت شفتيها لترد لكن وصل الرجال ليراهم ضرغام، تفهم بعقله الواعي الوضع فكشر قسماته ليسحب الفتاة خلفه لتحتمي به فوقف الرجال عند مسافة كافية تفصل بينهما، بنبرة غليظة هتف أحد الرجال:
-خليك بعيد وهاتها
تأجج غضب ضرغام منهم ثم أخرج سلاحه الناري من جلبابه فتراجع الرجال حين شهره في وجههم، ردد بقساوة:
-هي بجت في حمايتي، واللي هيجرب منيها مالوش عندي دية!
سعدت الفتاة بما قاله لتجد الأمان، وبالفعل تزعزت قوة الرجال ليستسلموا حين قال أحدهم بغيظ:
-خليهالك، بس مسير الحي يتلاقى وهناخدها
لم يبالي ضرغام بهم ليرمقهم باحتقار، رحل الرجال فوضع ضرغام سلاحه موضعه، التفت للفتاة ليجدها صغيرة في بداية عقدها الثالث بملامح هادية مقبولة، حدثها بتودد:
-متخافيش خلاص مشيوا
تنهدت براحة ثم شكرته:
-مش عارفة اقولك أيه بس إنت انقذتني منهم وانا متشكرة قوي
-أنا معملتش غير الواجب
ابتسمت بامتنان له فتابع بمعنى:
-يلا تعالي، أنا مش هسيبك غير لما اروحك بنفسي
أسرعت في القول موضحة:
-دول عارفين ساكنة فين وأكيد هيرجعوا يضايقوني
أضافت بعد ذلك بحرج:
-ممكن تشوفلي مكان أبات فيه الليلة على ما النهار يطلع وانا هدور على سكن تاني ليا!!
تردد ضرغام ثم نظر حوله فهو لم يعرف شيء حيث يقطن بمفرده في هذه المنطقة الشعبية، بعد وقت من تفكيره وهو يراها شبه تتوسل بنظراتها له قال بقلة حيلة:
-أنا مهينفعش أجعدك إمعايا، أنا راجل صعيدي، بس فيه مكان عند الست فُتنة اللي ساكنة تحتيا، دي ست كبيرة وعايشة لواحديها
تهللت الفتاة لتوافق على ذلك مرددة بشغف:
-ربنا يخليك يا رب، يلا نروح عندها
تنهد بقوة ليقول باستسلام:
-يلا يا بت الحلال................!!
____________________________________

شاركت الخدم في العمل حين طلبت منها خالتها أن تضع معهم طعام الإفطار على الطاولة، وهي تضع أحد الأطباق لاحظت قدوم هذين الفتايين يتقدموا منها، حين اقتربوا ليجلسوا على المائدة غمز لها حسام فابتسمت بحرج، همس له شريف في أذنه بعدم رضى:
-إنت خدت عليها قوي!
برر الأخير هامسًا بحنكة:
-دا علشان نشربها اللبن كل يوم، افهم بقى لازم نفكر في المستقبل
هز شريف رأسه متفهمًا ليؤيده ثم شرعوا في تناول فطورهم للذهاب بعد ذلك للمدرسة، لحظات وانضمت سميحة لهم فنظرت لها غزل بنفور لم تظهره، جلست سميحة وهي مزعوجة وذلك بسبب رحيل زوجها دون أن يخبرها لتشك بأنه على علاقة بما حدث ثم تناولت طعامها في صمت.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
بداخل غرفتها فرحت بهما من حولها، ناهيك عن احترامهما لها والذي أشعرها بأنها قد أدت رسالتها على أكمل وجه معهما، قالت هدى بهدوء رزين:
-مافيش أحسن من دا صباح، لما أشوفكم قدامي مببقاش عاوزة حاجة أكتر من كده
رد مراد عليها بود:
-وإنتي حياتنا يا ماما، ومش ممكن في يوم ننسى نيجي عندك
ابتسمت له ثم نظرت لابنها يزيد، أدركت بأنه ليس على ما يرام فسألته باهتمام:
-مالك يا يزيد، لسه برضوه مشغول بموضوع مراتك؟
وجه مراد بصره له فتوتر يزيد ليرد بنفي كاذب:
-خلاص يا ماما أنا طلقتها وكل حاجتها هبعتهالها
هتف مراد باستياء:
-البت دي باحس إنها بتستغلك، اوعى تضحك عليك وترجعها تاني
سأله يزيد بعبوس:
-إنت بتكرهها كده ليه، كل ده علشان طلباتها كتير
انتفض مراد من مكانه ليقول بتجهم:
-كلامك معناه إنك لسه بتفكر فيها
ابتلع ريقه لينفي بارتباك:
-مش صحيح، أنا بس مش عاوز اظلمها، خصوصًا إنها بتحبني
بسمة مراد الساخرة بعد حديثه جعلته يتابع بضيق:
-قولت حاجة غلط، لو كانت مش بتحبني مكنتش بعتت أبوها يترجاني أرجعها
نهض مراد ليقف مقابيله فدب الهلع بداخل يزيد، نهضت هدى هي الأخرى لتحيل دون حدوث شجار بينهما، خاطبه مراد بتهكم:
-شوف يا يزيد، اعمل اللي يريحك، بس وقتها متجيش تندم لما يحصل اللي في بالي
ألجم لسان يزيد فتدخلت هدى قائلة بتفهم:
-الموضوع مش مستاهل يا مراد، الجواز ده بيبقى حظ وهو حظه كده، مش عاوزين نضغط عليه ونسيبه يشوف حياته وهو ونصيبه
احترم مراد كلامها فرد عليها بطاعة:
-اللي تشوفيه يا ماما
ثم نظر لـ يزيد مكملاً بحنق داخلي:
-اعمل اللي يعجبك يا يزيد، عاوز ترجعها اتفضل مش بنمنعك
لم يعلق يزيد ليراه مراد أحمقًا، قالت هدى مهدئة الأجواء:
-يلا نفطر كلنا سوا...........
_____________________________________

تسللت بحرس شديد وهي تهبط الدرج ومنه توجهت ناحية المطبخ، حين اقتربت عرجت للقبو بكل هدوء وصمت قاتل حتى أنها تحكمت في أنفاسها، وجدت باب القبو ثم وضعت أذنها عليه لتتجسس وتستمع عما يدور بالداخل........

بالداخل صرخت بعنف حين أطفأ سيجارته في رسغها ثم بكت بشدة، تجاهل ما تشعر به وقسا عليها، قال بعدم احساس:
-وكل مرة من ده لحد ما تجولي الفلوس فين
نظرت له باشمئزاز وكراهية قائلة:
-جتلت أبويا وأمي وبتي ومستني أجولك فين الفلوس علشان تخلص عليا زييهم، آني لو هتعذب طول عُمري مهجولكشي حاجة
كلامها العنيد زاده غضبًا ليركلها في صدرها فصرخت بألم، هتف ليثير حنقها:
-كنتي بتدعي عليا تنجطع ذكرتي من الدنيا، ربنا ما استجبش ليكي ومرتي حبلة وبكرة تجيبلي واد من صُلبي
اغتاظت من وجود ما يسعده لذا ردت بغل:
-ربنا جادر ومطلع على كل شيء، وجلبي حاسس إنه هينتجملي منك وكل ده هيروح منيك
ادرك بأنها في حالة حقد عليه لذا قال باستفزاز:
-بوصي لنفسك إكده ولا عميتي، انتجام أيه شوفي صحتي كيف ولا شكلي، دا أنا أصبى منك
لم تجادله كثيرًا لفكره العقيم والغير حامد لما هو عليه، صمتت لتنعي نفسها وتنتظر وتحتسب فتركها الأخير متباهيًا بنفسه وبما يملكه.......

فورًا كانت زينب مغادرة لتصعد الدرج وهي مندهشة ككل مرة تتنصت عليهما وتسأل نفسها عن أصل هذه السيدة، وقفت بالأعلى تتابع خروجه بتوتر، تحيرت فيما يحدث في سرايته قائلة:
-مين الست دي وحكايتها أيه، أنا خايفة أجول لحد عليها يجتلني
ثم صمتت للحظات متابعة:
-خليني إف حالي أحسن منجصاش مصايب، كفاية الكدب بتاعي عليه، استر يا رب...............!!
_____________________________________

حملت الإناء المليء بالماء الدافئ ثم صعدت للأعلى به قاصدة غرفة السيد رشدي الذي طلب أن يتم غسل قدميه، حيث صممت غزل أن تذهب به بنفسها رغم رفض خالتها ذلك، لكن أرادت التقرب من الجميع حتى السيد الكبير..........
طرقت الباب وقلبها ينبض من مقابلته ثم ولجت لترسم الاحترام ببراعة، تدرجت للداخل حيث يجلس ثم وضعت الإناء عند قدميه، قالت بتلجلج:
-المية يا بيه!!
لم تستطع غزل التحدث أكثر لذا دون مقدمات وضعت قدميه في الماء لتغسلهما برفق شديد وهي تدلكهما، قطب السيد جبينه وهو يسألها:
-شكلك مش من القاهرة، إنتي فلاحة؟!
نظرت له مجيبة بتوتر:
-من الصعيد يا بيه وجيت لخالتي هنا علشان اشتغل معاها
هز رأسه بخفة فأكملت هي تدليك قدميه، مرت فترة لا بأس بها شعر خلالها بغبطة فقدميه تؤلمه منذ أفاق من نومه، استجمعت غزل شجاعتها لتفتح حديث معه رغم رهبتها منه:
-إن شاء الله رجليك هتبقى كويسة، دا أنا حاطة فيه ماورد(ماء ورد)، وعلى طول هاجي اغسلهالك
توقفت عن الحديث مترقبة رده، لكنه لم يبوبخها واكتفى ببسمة صغيرة، لكنها تركت أثرا طيبًا بداخلها، تسعر ارتباكها بولوج مراد وعفويًا نظرت له حين تحدث ببشاشة:
-صباح الخير!
نظر له السيد رشدي مبتسمًا بمحبة مرددًا:
-صباح النور، أخيرًا حنيت وجيت عندي
ضحك مراد ظاهريًا ثم اقترب منه لينحني مقبلاً يده، تأمله السيد بحنوٍ قائلاً:
-بتعجبني لما بشوفك متماسك، وأنا ببقى عاوزك كده، مش عاوز حد يكسرك أبدا
جلس مراد بجانبه هاتفا بثقة:
-متخلقش لسه اللي ممكن يكسرني
أعجب به السيد فقال مراد بقلق وهو ينظر لما تفعله غزل:
-سلامتك يا جدي، مال رجليك؟
رد السيد متنهدا بقوة:
-أصل صحيت لقيت رجليا بتوجعني ومقدرتش امشي
-ألف سلامة عليك، أنا هكلم الدكتور يجي يشوفك
تابعت غزل حديثهما وهي في قمة سعادتها، لأول مرة ترى أمثالهم وقريبة منهم هكذا، تذكر السيد ما تفعله ثم خاطبها:
-خلاص كفاية كده
توقفت عما تفعله ثم جففت قدميه مرددة حين نهضت:
-أي خدمة تانية يا بيه؟
دق قلبها حين رد مراد عليها:
-إنتي غزل؟
نظرت له بتوتر قائلة:
-أ. أأيوة يا بيه
زم شفتيه قليلاً وهو يمرر نظراته عليها فشعرت بالخجل لكن ذلك رضت عنه، قال بمفهوم:
-الولاد شكلهم حبوكي وبيشكروا فيكي
لم تصدق أذنيها لترد بتهلل:
-أنا والله يا بيه باحبهم قوي ودخلوا قلبي
رد مراد بجدية:
-طيب اعملي حسابك عندهم تمرين بعد الغدا وهتروحي معاهم علشان تخلي بالك منهم
رحبت بذلك قائلة:
-إنت تؤمرني يا بيه!
ثم استأذنت ودقات قلبها تنتفض فرحًا، نظر مراد لجده فوجده يتابع خروجها فنظر له بظلمة قائلاً:
-عجباك ولا أيه؟
انتبه السيد ليبتسم قائلاً:
-طولها حلو ومشدودة، فرسة
ضحك مراد وكذلك السيد لمغازلته العلنية لفتاة مثلها، بعد وقت تنهد مراد ثم قال بابتئاس:
-طيب نتكلم جد شوية، قولي اعمل أيه يا جدي في الألوفات اللي راحت مني دي..........!!
_____________________________________

حين استدعاه لمكتبه بالمخزن هتف بتبرم استفزه:
-خير يا ماهر، مكلمني الفجر وبتقولي تعالى، ينفع كده من عِز نومي تصحيني علشان تتكلم معايا
انفجر ماهر ليردد بحنق:
-عاوز تعرفني يا منتصر إن معندكش علم باللي حصل لـ مراد
رد ببرود:
-وهو أيه اللي حصل، شوية بضاعة اتسرقوا، ما إنت عارف من زمان إن العين عليهم
قالها بتلميح وظلمة ليستفهم ماهر بتوجس:
-يعني إنت ليك يد في سرقتها؟
رفع يديه ليقول مدعي الفضيلة:
-حاش لله، الرجالة هما اللي سرقوا وراحوا لأبوك بيها
-ابويا!!
قالها ماهر بدهشة متابعًا:
-وأبويا مش خايف لو عرف مراد ولا عمي
-أبوك مبيخفش من حد، طول عُمره عايش بدماغه
رد بتحير:
-بس انا مكنتش متخيل إن الموضوع يتم بالسهولة دي
ابتسم منتصر بثقة وهو يقول:
-البركة في يونس السواق، خلى المسألة تمشي زي ما إحنا كنا رسمينها
سأل ماهر بترقب:
-إنت كنت قولتلي إنك هتخلص على ضرغام علشان مراد بيكبّره عليا، نسيت ده ولا أيه؟
رد بتأكيد:
-قولت هخلصك منه طبيعي وقد كلمتي
تأمل ماهر أن يحدث ذلك عاجلاً، عاود منتصر الحديث مستفهمًا بتشفٍ:
-مقولتليش صاحبك عامل أيه؟
ابتسم ماهر بتهكم ثم رد عليه باستياء:
-سيبك منه وخلينا في اللي بيعمله أبوك، وصلني إنه بيجيب بنات صغيرة عند السراية، صح الكلام ده؟! ..............
_____________________________________

لامس عنقها وهي جالسة عند قدميه ونظراته مباحة عليها حين أتت إليه، خاطبها أسعد بتمنٍ:
-إنتي حلوة يا بت
ضحكت أمل بدلال وهي ترد:
-ربنا يجبر بخاطرك يا بيه، هاجي أيه جدام الهوانم اللي بيجوا السراية
قال بمفهوم حقير وما زالت يده عليها تداعب عنقها المكشوف:
-يوم فرحك هتشرفيني هنا في السراية
توترت من ذلك لتوافق السفاهة:
-وأنا تحت أمرك، دا يوم هنايا، هو أنا كنت أطول بيه في مجامك يبوص لواحدة زيي!!
رد برغبة دنيئة:
-دا إنتي هتشوفي السعد هنا، بس مش عاوز حد يعرف اللي بينا ده
ردت برضى تام:
-موافجة على كل اللي تؤمرني بيه، ومحدش هيعرف واصل بأي حاجة، جدامهم هبجى مرت عوض
ابتسم باعجاب ليقول بمعنى:
-الواد عوض زمانه عندكوا دلوقت، يلا روحي قوليلهم موافقة اتجوزوه علشان نخلص بدري بدري
نهضتت مهندمة هيئتها ثم رددت بابتسامة واسعة غير مصدقة نفسها:
-عنيا يا بيه....
ثم رحلت لتتركه يتخيل تلك الفتاة الصغيرة برفقته، قال بضيق مزيف:
-البنات هنا أحلى من بتوع البندر، بس نقول أيه في حظهم الهباب ده...!!

كذلك خرجت أمل من السراية متلهفة في حصولها على عيشة هنيئة، حرام كانت أم حلال لا يهم!، تحركت بخطوات سريعة نحو بيتها وهي تتمتم بسغف:
-معجولة ربنا هيتوب عليا من العيشة الفجر دي خلاص...........!!
_____________________________________

حزنت وهي ترى وضعه يسوء أكثر بسبب غياب غزل، من زاوية باب غرفته المواربة قليلاً، وجدت بأنها فعلت الصواب لحماية الأخيرة كي لا تفشي سرها، ولجت سعاد عليه الغرفة لتفاتحه في تلك المسألة كي ينفضها من رأسه وتنهي كل ذلك....

لكن فكر يوسف كان مشغول باقتراح نوال عليه، وكل ذلك يصب في النهاية في الوصول لـ غزل، قلبه المتعلق بها جعله يوافق، لكن عقله الواعي حثه على الرفض فكيف يتزوج هكذا؟، تحير كثيرًا ليظل مترددًا في أخذ القرار الحاسم فيها، لكن المفروغ منه أنه سيأتي بها فهي قطعة من قلبه ولن يستغني عنها وإن كلفه حياته، انتفض حين حدثته والدته بضيق:
-مش كفاية بجى يا يوسف اللي إنت فيه ده؟
تفهم مقصدها لذا رد باصرار:
-لا مش كفاية، وغزل هوصلها وهتعرف كل حاجة، خلاص كفاية لحد إكده
ردت باكفهرار:
-إوعاك تجولها، غزل مش لازم تعرف إننا مش أهلها، لو بتحبها حجيجي متجولهاش
رد بمشاعر صادقة:
-وعلشان باحبها هتعرف ياما
-إنت أناني ومش بتفكر غير في نفسيك وبس
توقف عقله عن التفكير في أي شيء آخر ليقول بحسم:
-خلاص ياما كلامك مبجلوش أهمية، غزل هتعرف كل حاجة
سألته بنظرات حانقة:
-طيب بعد ما تعرف، إفرض مجبلتكش وجالت برضو أخوي، هتعمل أيه وجتها؟
تلك النقطة هي التي توجس منها ثم نظر لها بجهل، رأت سعاد لمعة الحزن في عينيه فرق قلبها ثانيةً، حين فتحت شفتيها لتواسيه أوقفتها صرخة مألوفة من الخارج، اضطرب كلاهما ثم هرع يوسف أولاً نحو الخارج وهو يهتف:
-دا أبوي
من خلفه ركضت سعاد مضطربة، دلف يوسف ليتفاجأ بأحد رجال السيد جعفر يسقطه أرضًا وذلك بعدما صفعه دون رحمة، توجه يوسف نحو ابيه ليطمئن عليه بخوف، انضمت لهما سعاد تولول وتنتحب، نظر حسن لابنه قائلاً بألم:
-بيسألني عن غزل!
احتقن وجه يوسف بغضب ثم وجه بصره للرجل، سبّه بلفظ لاذع قائلاً:
-بتضرب راجل كبير يا*********
لفظه الجارح جعل الرجل يتحرك نحوه ليؤدبه لكن أوقفه جعفر قائلاً بتغطرس:
-سيبه يا بيومي، دا عيل برضيك
ثم نظر لـ يوسف مكملاً:
-ولا إنت مستغني عن عُمرك يا يوسف
ترك يوسف والده مع أمه ثم نهض ليوجه له الحديث قائلاً باحتقار:
-آنت راجل ناجص و*******
تحولت نظرات جعفر لشرٍ مستطير من تطاوله عليه ثم أمر رجاله بصوت مرعب:
-أدبوه يا رجالة، مش عاوزوه عايش النهار ده............!!
___________________________
____________________
______________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 02:39 AM   #26

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الثـامن
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

نظرت لها ببسمة ساخطة وهي تهبط الدرج على مهلٍ وتقاعس تعمدته ثم تحركت بعدها نحوهم وهن جالسات يتبادلن الأحاديث، كانت أول من لمحتها السيدة هدى لتردد بتوتر داخلي:
-سميحة جات أهي تسلم عليكي
مالت السيدة سامية رأسها ملتفتة للأخيرة ويبدو عليها بعض الاستياء التي تجاهلته سميحة وخاطبتها ببرود:
-أهلاً يا مدام سامية، شكل الولاد وحشوكي جاية بنفسك تشوفيهم
ردت الأخيرة بحنق ملفت:
-مش ولاد بنتي الله يرحمها
انضمت سميحة لتجلس برفقتهن قائلة بلؤم:
-طيب ما هو مراد بيبعتهم ليكي على طول ومش مقصر
ثم أدارت رأسها ناحية هدى مكملة لاوية فمها:
-ومكنش ليه لزوم تتعبي نفسك
استشاطت السيدة سامية منها ورمقتها بعدائية، بينما تأجج توتر السيدة هدى من حوارهما لتتدخل قبل أن يتأزم الوضع قائلة بمعنى:
-مدام سامية تيجي تشوف أحفادها في أي وقت والقصر مفتوح ليها منين ما تحب تشرفنا
مرة ثانية لوت سميحة فمها وهي تدير رأسها كي لا ترى هذه السيدة السمجة مغمغمة بغيظ:
-ودي جاية تشوفهم برضوه، تلاقيها مطاقتش نفسها إن مراد هيتجوز بنتي....
لحظات وولج الصبيّان برفقة غزل التي تحمل حقيبتهما بين ذراعيها وهي تبتسم من خروجها الحالم ورؤيتها لما كان يتخيله عقلها المتأمل، نهضت السيدة سامية لتستقبلهما قائلة بمحبة وهي فاردة ذراعيها لهما:
-شريف، حسام، وحشتوني يا ولاد الغالية!
ركضا نحوها بتهلل للترحيب بها، وقفت غزل على مقربة تبتسم بهدوء وهي ترى احترام الصبيّان للجميع، وسط ابتسامة هدى ونظرات سميحة المتأففة تحدثت السيدة سامية مع الصبيّان بود، انزعجت سميحة حين خاطبتهما بتلميحٍ:
-عاوزاكم على طول شايلين صورة مامتكم معاكم علشان تفتكروها، وإن ربنا من حبه ليها مش هيخلي حد ياخد مكانها
أيقنت سميحة تشفي هذه الفظة في إفساد خطبة ابنتها على مراد لذا لم تكمل الجلسة لتنهض دون كلمة واحدة ولكن فطنوا ضيقها، تعمدت السيدة سامية تجاهلها فهي بالفعل غاضبة من زواج مراد رغم مرور سنوات على وفاة ابنتها لكن لم يعجبها الأمر فقد ضحت ابنتها بحياتها كي تنجب له................!!
_____________________________________

لم يصدق عينيه المبهورة وهو يرى بسالة هذا الشاب في مقاومة رجالة ليردعهم عنه، فبكل عنف أكال لهم يوسف من الضربات ما يستحقون رافعًا أمام نظراته صورة غزل وأيضًا والده الملقي أرضًا ينزف، هتف السيد جعفر بغل:
-مش جادرين عليه يا بهايم، جولت موتوه
تشدد الرجال فكوّنوا حلقة ليتمكنوا منه فتعالت صراخات سعاد وهي تصك على صدرها طالبة العون لكن هيهات فلم يلتفت أحد لتظل المعركة التي امتدت لتقل قوة يوسف من كثرتهم عليه حتى أصبح يتلقى بعض اللكمات والدماء تسيل من أنفه وتمكن بعضهم من الإمساك به....
قبل أن يتمكنوا منه كليًا كان قد وصل السيد أسعد بنفسه ممتطيًا جواده ومن خلفه كانت تقف أمل تنهج بشدة فهي من استنجدت به حين رأت أخيها وعائلتها هكذا، زجره أسعد بصوت غاضب:
-خلي رجالتك يبعدوا عنه يا جعفر
انتبه جعفر لحضوره فاندهش لينظر له باستنكار، تابع أسعد أمره له بامتعاض:
-بقولك وقفهم وتعالى عاوز اتكلم معاك
نظرات أسعد القاسية والملمحة جعلت جعفر يأمر رجاله على مضض:
-سيبوه يا رجالة
تركوه الرجال ليتراجع يوسف للخلف ناظرًا بشراسة لـ جعفر فركضت نحوه أخته أولاً فوالدته، قالت أمل وهي تتأمله بحزن:
-أخويا يوسف، جرالك حاجة يا حبيبي
مسح بكفه الدماء ورغم ما مر عليه كان متحاملاً كأنه لم يصبه شيء، رد كاتمًا كرهه:
-آني كويس، المهم أبويا
ثم تحرك ناحية والده ليطمئنوا عليه وهن من خلفه، عاونه يوسف لينهض الأخير متكئًا عليه ثم سار به نحو البيت، هتفت أمل باهتياج:
-كله من وش النحس اللي دخلت علينا وبجت منينا وهي بت حرام، ناجصين يوحصل فيا إكده
عبس يوسف ليصرخ بها بزجرة أرجفتها:
-معاوزش اسمع حسك إنتي فاهمة، و غزل ملكيش صالح بيها واصل لقسمًا بالله أجطع لسانك ده
ابتلعت أمل ريقها بارتعاد من نبرته ونظرته الحادة نحوها لتصمت مجبرة فنظرت لها والدتها بعتاب، تابع يوسف السير بوالده للداخل محدثًا إياه بتوعد:
-شد حيلك يابا، وغلاوتك عندي ليدفع التمن الـ***** ده........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حين وصل السيد أسعد لسرايته برفقة جعفر هتف الأخير بتبرم:
-إكده يا أسعد بيه تخلي عيل إصغير خدام عندي يجف جصادي وما أخدشي حجي منيه؟!
رد أسعد باقتطاب وهو يجلس:
-اقعد يا جعفر الأول، أنا عملت كده علشان هيبتك، عاوز الناس يقوله جعفر علوان بيحط راسه براس عيل زي ده
لم تكن تلك نية أسعد لكن ترجى إمل من دفعه للتدخل، جلس جعفر بعد زفرة عميقة مزعوجة ثم هتف بغموض:
-بس لو إعرف راحت فين؟
عقد أسعد حاجبيه ليستفهم بجهل:
-بتتكلم عن مين؟!
انتبه جعفر لنفسه ليرد بتضليل:
-لا دا فرس إكده كان عِندي ومش لاجيه، فراجه مأثر فيا حبتين
زم الآخر شفتيه بلا مبالاة ثم سأله بحيرة:
-بس مقولتليش أيه اللي بينك وبين الواد ده علشان تؤمر رجالتك يعملوا فيه كده؟
حاذر في الرد عليه مجيبًا:
-أصله مبيشوفِش شغله إمنيح، وأنا مهحبش اللي يجصر في حاجة تخوصني
بدا على أسعد عدم الاقتناع من رده ففضل عدم الخوض كثيرًا، قال بعدها بمفهوم:
-فيه رجل أعمال بيسافر لبيروت عرضت عليه يشتري البضاعة ووافق..................!!
_____________________________________

حين ولجت على والدتها غرفتها هتفت بحنق:
-أيه اللي جاب الست دي عندنا يا ماما، أنا مبطقش أشوفها قدامي
بكل طمأنينة ردت سميحة وهي ترتشف من قهوتها:
-هي مفكرة إنها بكده هتخلي مراد ميتجوزكيش، بس دا بُعدها، أنا لسه جاية من عند بابا وقالي مراد مش هيتجوز غيرك وقريب هيعملكوا حفلة خطوبة تانية!
ابتسمت هدير بتأمل ثم دنت منها قائلة بتمنٍ:
-طيب ليه مطلبتيش من جدي نتجوز على طول، عاوزة أضمن إن مراد هيبقى ليا
بثت فيها التفاؤل حين قالت:
-جدك لما بيقول حاجة لازم تتنفذ، وخلاص عاوزاكي تطمني
-طيب واللي حصل مع مراد؟، حضرتك قولتي ممكن بابا ليه دخل بكده و...
قاطعتها بتحذير:
-مش عاوزة اسمعك بتجيبي سيرة الموضوع ده، خليكي بعيد عن الأمور دي، من إمتى بتتدخلي في شغل الكبار
هزت هدير رأسها لتطيعها قائلة:
-حاضر يا ماما
قالت سميحة بسخط:
-اتشطري كده وخلي مراد يحس إنك تستاهليه واهتمي بالولاد، شوفتي الخدامة النهار ده بتعملهم أيه
ردت باستنكار:
-دول ولاد كبار يا ماما مش صغيرين، هاعملهم أيه دول؟!
هتفت بامتعاض:
-طيب ما اللي كانت معاهم دي من سنك، وخرجت معاهم والولاد مبطلوش كلام عنها
اغتاظت هدير بشدة لتردد بانكار جم:
-بتقارنيني بخدامة يا ماما، دي بتشوف طلباتهم
نهرتها والدتها بعدم رضى:
-مراد بيحب ولاده، وبيحب اللي بيهتم بيهم، خليكي قريبة من الولاد تكسبيه
حملقت هدير أمامها ثم قالت بانتواء:
-هاشوف الموضوع ده، والبت دي هخليها تبعد عنهم خالص........!!
_____________________________________

-هو فين ضرغام، دا مش بيفارقك؟
ردد يزيد تلك العبارة على مراد ليستفهم منه عن غياب ضرغام المُحير، بينما ظل مراد مشغولاً في قراءة بعض العقود والأوراق أمامه متجاهلاً إياه، بتردد عاود يزيد التحدث معه مستفهمًا:
-مقولتليش يا مراد، بسألك فين ضرغام؟
هنا رفع مراد بصره نحوه ناظرًا إليه بظلمة لبعض الوقت، رد باقتضاب:
-واخد أجازة؟
ما حدث مؤخرًا جعل يزيد يستفهم بفضول:
-أجازة ولا استغنيت عنه بسبب اللي حصل؟
فكر مراد بخبث في ذلك ليؤكد ذلك قائلاً بحرس:
-زي ما قولت كده، استغنيت عنه!
-دا كان دراعك اليمين!!
تأفف من كثرة حديثه عن ذلك ثم رد باختناق:
-يزيد مش عاوز اسمع سيرة اللي حصل كفاية اللي فيا
وجد يزيد نفسه غير مرغوب به فنهض قائلاً:
-طيب همشي علشان عندي شوية شغل كده
لم يعلق مراد واكتفى بالنظر إليه، انحرج يزيد ليغادر فورًا، بعد دلوفه تمتم مراد بتهكم:
-عاوزني أقولك علشان الكلام يوصل حماك، المفروض آخد حذري من هنا ورايح، ويا ترى هتسترجل إمتى؟، مراتك غابت شوية هتتجنن ترجعلك
ثم صمت للحظات ليتابع بضيق:
-ما أنا مراتي بقالها سنين متوفية ومفكرتش اتجوز ولا فيه واحدة شغلتني.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهو يجلس على مكتبه بالمخزن صدح هاتفه ولرعونته أجاب على الفور، قال باشتياق:
-وحشتيني يا حبيبتي
ردت الأخيرة بحزن مصطنع:
-لو وحشتك يا سي يزيد كنت رجعتني على طول، مش تطلقني علشان ترضي اللي حواليك
غلبه شوقه للرجوع إليها ثم قال:
-والله عاوزك يا سُمية وإنتي وحشتيني قوي، أنا بنام لوحدي وبقيت مضايق ونفسي نرجع
سألته بمكر:
-طيب يلا ردني علشان متنامش لواحدك وتعرف قد أيه كنت بتتونس بيا
ردت مبتلعًا ريقة برغبة ظاهرة:
-هيحصل، أنا محدش هيغصبني على حاجة، وكلمت باباكي واتفقنا خلاص
تمنيه رجوع زوجته بالأمر الطبيعي كغيره من الرجال ضعفاء العزيمة، ملذة لعينة دفعته للعودة إليها كاسرًا الحواجز بينهما وإن كانت علاقتهما غير موفقة أو سيتجدد الخلاف بينهما.............!!
______________________________________

على طاولة بسيطة وضعت هذه السيدة الكبيرة زي الملامح الحسنة والهادئة بعض الطعام من جبن وخبر على رأسهم، وجهت بصرها للفتاة التي انضمت لتقاسمها العيش دون سابق إنذار قائلة لها بتودد واجب:
-يلا يا بنتي الأكل جاهز
أبعدت الفتاة نظراتها عن النافذة المطلة للشارع ملتفتة لها، لم تعقب على طلبها بل سألتها باهتمام:
-هو سي ضرغام متعود ميرجعش البيت كل ده؟
مطت الأخيرة شفتيها لترد بجهل:
-أنا معرفش عن شغله حاجة وعمري ما سألته، شاغلة بالك بيه ليه ما إنتي قاعدة معايا!!
تنهدت الفتاة بيأس من انتظارها الغير هادف، تحركت نحو السيدة فتنة لتتناول معها الطعام، جلست مزيفة ابتسامة وعقلها مشغول بالأخير الذي تركها هكذا، بعد وقت من تناول الطعام سألتها السيدة بمعنى:
-هو صحيح مقولتليش هتعملي أيه في وضعك ده؟
ابتلعت الطعام بصعوبة ثم تركت ما بيدها من خبز قائلة:
-أنا مش هطول متقلقيش، هحاول أشوف مكان بعيد عن هنا أعيش فيه
لامت السيدة نفسها حين توقفت الفتاة عن الأكل قائلة بلطف:
-كلي يا بنتي مش قصدي إني مضايقة من وجودك، أنا بسأل بس
ابتسمت الفتاة بعشم ثم ردت بمفهوم:
-لما يوصل الريس ضرغام هطلب منه يساعدني ألاقي مكان أعيش فيه، أصل زي ما قولتلك وحيدة وأهلي ميتين كلهم
تذكرت السيدة حديثها ليلة أمس عن حياتها لذا رأفت بحالتها قائلة بطلب:
-طالما كده خليكي عايشة معايا، أنا كمان ماليش حد وعايشة لواحدي وهكون مبسوطة بقعدتك معايا
كمن وجد طوق النجاة لتسرع الفتاة قائلة بامتنان معلن موافقتها:
-دا أنا اللي مش عارفة أقولك أيه، ربنا يكرمك يا رب
اتسعت بسمة السيدة لتستأنس بوجودها قائلة بألفة:
-يلا بقى علشان نتعشا ونشرب الشاي
تابعت الفتاة أكلها متهللة ليستريح فكرها من التفكير في ذلك، تنهدت براحة كبيرة لينشغل فكرها بالأهم...............!!
____________________________________

استغرب ارتباط أبنائه السريع بها لكن لم يعلق، بل قرر التوجه لهما ليطمئن عليهما كعادته، في اللحظة التي حملت غزل فيها الصينية وعليها كوبين الحليب الفارغين ولج مراد الغرفة، اضطربت من حضوره المباغت لتبتلع لعابها بفضل تجرعها الحليب كاملاً كما اعتدل الصبيان على التخت حين رأوه، تدرج للداخل مبتسمًا لابنائه ثم قال بمحبة:
-هتناموا خلاص!
ثم سار في الفاصل بين تختيهما متابعًا وهو يجلس على طرف فراش شريف:
-عملتوا أيه في التمرين النهار ده؟
-كله تمام يا بابي
هتف بها حسام بشغف وقد أحب أن يتسامر مع والده، كذلك اعتدل شريف أكثر ليقول بحماسٍ أشد:
-اتعلمت حركات جديدة يا بابي، بقيت باعرف أدافع عن نفسي
لامس مراد خده قائلاً لهما بلطافة:
-برافو عليكم، أنا كده مبسوط منكم، ودا علشان محدش يضايقكم
باندفاع شديد تدخلت غزل في الحوار الدارج بينهما دون استئذان معقبة على حديث مراد:
-دون شاطرين قوي يا بيه وضربوا الولاد اللي كانوا بيحاولوا ياخدوا مكانهم
جف حلق الصبيين ثم حدجوها بنظرة وعيد لتدرك خطئها، بينما لم ينزعج مراد من تدخلها بقدر ازعاجه من وجود ما يضايق أبنائه، وجه حديثه المتبرم لهما مستفهمًا:
-أيه اللي حصل؟
بارتباك شديد جاوب شريف الجالس بجانبه:
-دي مش خناقة يا بابا، دا واحد كده كان عاوز يقعد في مكاني بس أنا كلمته ومشي
لم يقتنع مراد بتاتًا لكن أكمل شريف ناظرًا لأخيه:
-مش دا اللي حصل يا حسام؟!
استجمع حسام كلماته ليؤكد حديثه:
-أيوة بس كده، دي غزل باين كبرت الموضوع
تنهد مراد بعُمق ليُجمد نظراته عليها مرددًا بتنبيه:
-مرة تانية مش عاوزك تدخلي في اللي ملكيش فيه، ولما حد فينا يتكلم تسكتي، وشغلك بس اللي تشوفيه
أطرقت رأسها لترد بأسف:
-تحت أمرك وأنا أسفة مش هدّخل في حاجة
نهض مراد ليخاطب الصبيين بجمود:
-يلا تصبحوا على خير!!
ثم تحرك ليغادر فتنفس الصبيان الصعداء ثم نزلوا سويًا من على تختيهما ليوبخوها في صوت واحد:
-كنتي هتودينا في داهية يا غبية
ثم تابع حسام بانزعاج:
-عارفة لو قولتي بيحصل معانا أيه؟، يبقى هنفذ تهديدنا القديم ليكي، أظن فكراه!
وزعت أنظارها عليهما لترد بتردد:
-مش هقول حاجة، بس مش فاهمة ليه خبيتوا عليه؟، المفروض يعرف علشان يأدب الولاد دول
استشاطوا من تدخلها الزائد فنهروها بتحذيرٍ جم:
-شكلك مش ناوية تسمعي الكلام
فورًا كانت تهز رأسها لتقول بطاعة كبيرة:
-لا هسمع، ومن النهار ده مش هفتح بوقي بكلمة.............!!
___________________________________

عرج بمخيلته لأبواب منغلقة يتعثر عليه فتحها محاولاً بشتى السُبل العبور وعينيه تتلصص على ما خلفها متمنيًا الوصول لمبتغاه؛ ومن غيرها التي يتمناها؟!، جلس يوسف بمفرده وسط الأراضي والظلام يغطيه من كل الجهات سوى بصيص نور أمامه جاء بفضل ضوء القمر، لم تمر لحظة إلا وهو يتذكرها، التمعت العبرات في عينيه لاعنًا حظه السيئ، كان يمدحه في الماضي وهي معه، لكن الآن خدعه اللعين لتتركه الأخيرة، وأين الحظ هنا؟.....
جاء عرض المدعية نوال ليجده السبيل، حين وافق بقلبه ذمه عقله قائلاً بعتاب:
-وهتسيب أبوك المريض ده وأمك لوحديهم، واختك كمان هتتجوز وهتفارجهم، ودول كبروا
رد بقلبه اللذي يحفزه على الذهاب قائلاً:
-أبويا مهيعرفش عنوانها، وأنا مهغيبش، هروح أدور عليها أنا معايا الرجم بتاع خالتي اللي كانت بتكلمنا عليه وهلاجيها بسرعة وهنعاود سوا، وهي لما تشوفني مهتجولشي لا!!
ثم زادت عليه الحيرة والتخيير ما بين تركه لوالديه هكذا وبين مكوثه الذي سيقتل قلبه شغفًا على الأخيرة...
دفن وجهه بين راحتيه نافخًا بقلة حيلة، ردد بضياع:
-ما أنا لو خليتني إكده هموت وبرضيك هسيبهم.............!!
_____________________________________

شهقت بفزع حين وجدت من يقبض على عضدها فور خروجها من غرفة الولدان، اندهشت غزل مما تفعله هذه الفتاة معها لذا خاطبتها بحذر:
-خير يا هانم، أنا عملت حاجة ضايقتك؟
مررت هدير نظراتها المحتقرة عليها ثم همست بغيظ:
-ملكيش دعوة بشريف وحسام، ولو شوفتك بتقرّبي من أوضتهم أو بتكلميهم هطين عيشتك
-ليه يا هانم؟
هزتها هدير بعنف من عضدها مرددة بانفعال خافت:
-هو كده ومتسأليش، سامعة يا بت إنتي؟
لم تتأثر غزل من قبضاتها عليها كونها تفوقها في الطول ويبدو عليها أنها عافية البدن فجسدها بالمتوازن، أيضًا استنكرت معاملة هذه الفتاة معها لتمتثل لرغبتها دون نقاش آخر:
-اللي تقولي عليه يا هانم
رمقتها هدير بنظرة أخيرة ساخرة لتتركها متحيرة تنتفض من الداخل حنقًا مما فعلته هذه الغليظة، زفرت بقوة مزعوجة لتتحرك مكملة طريقها نحو غرفة خالتها فقد تأخر الوقت وغفا الجميع تقريبًا...
وهي تتهيأ لهبوط الدرج اخترق أذنيها صوت ما يتأوه بتعب، توقفت موضعها تستنتج من أين يأتي الصوت، لم تجد سوى غرفة السيدة هدى فهي تعرفها جيدًا، تحركت صوب الغرفة محاولة الاستماع جيدًا حتى عادت الصوت المتألم من جديد لكن مكتومًا، أحست غزل بأنه ربما تأذت السيدة فركضت لتفتح عليها الباب فارتعدت السيدة من رؤية أحدهما لها بهذه الحالة..
كانت شبه جالسة على الأرضية ويبدو عليها التعب المقلق والعرق يتصبب من وجهها ككل، تجرأت غزل لتتقدم منها وترى ما بها؟، لكن قبل أن تنطق بكلمة واحدة خاطبتها السيدة هدى بحزم أدهشها:
-لو حد عرف حاجة هقتلك........................................ ..!!
x x x x x xx __________________________
x x x x x x x xx _____________________
x x x x x x x x x x x ________________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 05:25 AM   #27

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

هدى من ما تتالم هل سميحة تضربها اذا كسرت لها كلام وضربتها لمارحبت بجدة التومين
هل البينت احد مروحها لضرغام


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 10:49 PM   #28

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل التـاسع
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

وقفت تتابع ما تفعله بغرابة شديدة تكاد تكون غير مستوعبة ردة فعلها في أمرٍ كهذا، اقتربت سعاد أكثر من ابنتها التي تضب بعض أغراضها في لفة من القماش مرددة بعدم فهم:
-أيه اللي بتعمليه دا يا أمل؟، هو صحيح مش هتعملي فرح زي بجيت البنات
وهي تتابع ما تفعله ردت أمل بانشغال:
-فرح أيه ياما!!، كلها مظاهر، هيعقد عليا وبس إكده
ردت سعاد باستنكار ممتزج بالتحسر:
-ودي تبجى جوازة يا أمل، مش لازم افرح بيكي يا بتي، وكمان فيه جهاز لازم نجيبه!
لوت أمل فمها ساخرة من حديثها فمن أين ستجلب لها؟، ربطت اللفة جيدًا ثم نظرت لها قائلة بسخط:
-منين بس ياما!، عوض جاهز من كلياتو، وكمان لو هقعد على ما تتصرفي في جهازي يبقى شعري هيشيب وجتها
عاتبتها سعاد باقتطاب:
-مين جال إكده؟، دا أنا عاملة حساب يوم زي ده
بدا على أمل عدم الفهم لتخرج سعاد من صدرها منديلاً محكم على شيء مبهم زاد من فضول أمل أن تعرف ماذا تخبئ لها والدتها، ابتسمت سعاد لابنتها وهي تكشف عن القرط ثم رفعته نصب أعين الأخيرة قائلة بمغزى:
-أيه رأيك بجى؟
لم تصدق أمل عينيها لتأخذه سريعًا من يدها مرددة بصدمة:
-دا ليا ياما؟!
بألفة جمة وتعطف ظاهر ردت سعاد:
-هو أنا عندي أغلى منيكي يا حبيبة أمك!
اتسعت بسمة أمل ثم حاولت ارتدائه، فشلت لعدم ثقب أذنها فهي لم ترتدي من قبل، تضايقت قليلاً فقط كون والدتها اقترحت عليها بمحبة:
-هلبسهولك، الخرم في الودن مهيوجعشي مهما كبرتي
بخوف قليل تركتها أمل تفعل ذلك، حين انتهت سعاد لم تشعر أمل بألم لتقول بفرحة:
-حلو في وداني ياما
-هياكل منيكي حتة
لامست أمل أذنيها مسرورة ولم تفكر في شكر والدتها قط، بالطبع هذا ما تستحقه سعاد فقد استباحت ما ليس لها حق فيه، نعم إنه القرط الخاص بغزل وقد خبأته عن الجميع حتى تناسوا أمره، قالت سعاد بتمنٍ:
-بس كان نفسي نعمل فرح وأشوفك بفستان أبيض
شغف الأخيرة في الحصول على عيشة مترفة جعلها لم تبالي بكل هذا لتردد بقبول:
-بس أنا مبسوطة ياما، هو مش ده اللي تتمنيه
حدقت بها والدتها بعدم رضى شاردة في رغبتها تلك، بعد وقت من تفكيرها ردت باستسلام:
-طالما إكده مريحك خلاص
دنت أمل منها لتقبل وجنتها فرحة بموافقة الأخيرة، والفرحة الأكبر كانت من نصيب حلول اقترابها من السيد أسعد، حملت بعدها اللفة قائلة بشغف:
-زمان عوض جايب المأذون دلوق علشان يكتبوا العقد، هستناه برة
ثم دلفت متهللة وسط اندهاش والدتها فكيف تتزوج هكذا؟، سلمت سعاد أمرها متمنية من داخلها مستقبل آمن وسعيد لابنتها الوحيــدة..............!!
_____________________________________

لم تفكر كثيرًا ولم تعطي الأمر أهمية لتأخذ قرارها بعد انجذاب سحرها مما تعايشت معه، أمام مرآة قديمة وقفت غزل تتطلع على نفسها وشعرها ينسدل على كتفيها، أعجب بشكلها الجميل ووجهها الحسن وهي هكذا، تمتمت باقتناع:
-أنا حلوة قوي كده، ليه مبقاش زي اللي عايشة حواليهم
نظرات معتزمة وشبح ابتسامة كان كفيل بفهم ما انتوت عليه تلك الطائشة، أجل استغنت عن حجابها لتعتزم عدم ارتدائه، دفعها شيطانها لفعل ذلك ورسم الطريق الوردي أمامها لتتناسى بأن هناك من يطلع عليها وسيغضب من ذلك!!، تنهدت بقوة قبل أن تتحرك من أمام المرآة لتخرج هكذا بشعرٍ مكشوف.......

توجهت للمطبخ مرتبكة قليلاً كون خالتها ستتفاجئ بالتأكيد، ولجت متوترة وعينيها تبحث عنها، حين لمحتها الأخيرة فغرت فاهها لتهرع ناحيتها قائلة بتنبيه:
-شعرك باين يا غزل مش واخدة بالك
ردت بنبرة مشدودة:
-واخدة يا خالتي، وفيها أيه؟!
كشرت فتحية فتابعت غزل بعزيمة:
-أصلي مش هلبسه تاني، أنا حابة أبقى كده!
عابت فتحية عليها بحنق:
-هتعري شعرك للرايح والجاي كده، فاكرة نفسك أيه؟!
جاءت غزل لتزكي فعلتها فنهرتها فتحية بعبوس:
-كنت حاسة إن وجودك هنا هيغيرك، وبان من أولها أهو، زعلتيني منك يا غزل!
حزنت غزل من ضيق خالتها فقالت باستجداء:
-وحياتي عندك يا خالتي سيبيني على راحتي، متغصبنيش على حاجة أنا مبسوطة بكده
رفضت فتحية تصديق ما يحدث لتقول دون رغبة:
-أنا مش هدخل يا غزل، واللي شيفاه اعمليه، بس كده غلط وميصحش
حاولت غزل الترفيه عن الموقف قائلة بمرح:
-حبيبتي يا خالتي، ربنا ما يحرمني منك، أصلاً في حياتي كلها مش بقول غير خالتي فتحية أحسن واحدة
قابلت فتحية الرد عليها ببسمة خفيفة لكن من داخلها غير راضية، هتفت غزل بمسرة:
-هروح بقى أشوف شغلي
ثم تحركت سريعًا من أمامها لتردد الأخيرة بقلة حيلة:
-اعمل فيكي أيه بس، أنا خايفة مقدرش عليكي لواحدي لو عملتي حاجة تانية................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
بعد طرقها لغرفة السيدة ولجت غزل لتراها فائقة وشبة جالسة على تختها، خاطبتها بشيء من الحرج:
-صباح الخير يا هانم، يا رب تكوني بخير
نظرت لها هدى ولم ترد عليها بل استفهمت باجهاد:
-فيه حد صحي ولا لسه نايمين؟
تحركت غزل لتقف بجوارها قائلة بعدم معرفة:
-باين لأ يا هانم، ما شوفتش حد وأنا طالعة، لسه بدري!
تعمدت هدى ألا تتحدث عما حدث ليلة أمس لتغلق الحديث عن ذلك تمامًا، لكن فضول غزل جعلها تسألها:
-هو إنتي مريضة من زمان
حدجتها هدى بنظرات حانقة لترد بفظاظة:
-دول شوية دوخة، خلاص سمتيهم مرض
نظرت لها غزل بعدم فهم واستغراب، فالدواء الذي اعطته لها أمس خاص بمرضى القلب، لم تجادل غزل لتلتزم الصمت، في الحين خشيت هدى أن تهذي هذه الفتاة عن ما حدث فهي لا تريد إخبار أحد بمرضها، لذا بتحذير ووعيد خاطبتها:
-زي ما قولتلك لو حد عرف مش هيحصلك كويس
بنبرة سريعة قالت غزل بتأكيد:
-سيرك في بير يا هانم
تنهدت هدى لتنتبه لشعرها، قالت لها بجبين معقود:
-هو إنتي محجبة ولا لأ؟
ردت بنظرات واثقة مغطاه بمظاهر خداعة:
-لا مكنتش محجبة..................!!
_____________________________________

توجهت لتفتح الباب للطارق ثم شهقت بصدمة حين وجدته آخر من تتوقع مجيئه، لم تتحدث بل سحبته من ملابسه ليلج ثم اوصدت الباب عليهما فشعر يوسف بالاحراج، قال بتوتر محاولاً تجاهل نظراتها التي تأكله:
-إصباح الخير يا ست نوال
اقتربت نوال بشدة منه لتلامس جسده فارتبك قائلاً برفض:
-عيب يا ست، أنا مش زي ما أنتي فاكرة
ثم دفعها لتبتعد عنه فردت بجراءة:
-أصل أنا مش مصدقة إنك قدامي، قولت ألمسك يمكن أصدق
زفر قائلاً بتجهم:
-هتجعدي تسمعي ردي عليكي ولا أمشي ويا دار ما دخلك شر
امتثلت فورًا لكلامه فربما جاء ليعلن موافقته ثم قالت بلهف:
-اتفضل اقعد وهاسمعك وأنا هس هس
ثم أشارت ليجلس في صالونها البسيط، جلس يوسف وهي ثم صمتت لتستمع له، بتردد بدأ الحديث مستفهمًا:
-هو مش إنتي جاعدة إهنيه مع أهل المرحوم جوزك، كيف يعني هتجولي إنك هتسافري البندر وتعيشي إهنكه؟
ردت بجدية على سؤاله:
-أصل الواد ابني هيدخل المدرسة السنة الجاية، وواخداه حجة علشان اقعد هناك ويتعلم وسط العيال الحلوة، وهما عاوزينه زينة الناس ووافقوا
مط شفتيه متفهمًا، قال بعد تفكير:
-آني مهجبلشي الحرام، يعني جوازنا يبقى على يد مأذون
-بس أنا خايفة يعرفوا ويحرموني من ابني، دا كل دنيتي
قالتها بتوجس فرد بعقلانية:
-محدش هيعرف منيهم بس لازم مأذون، حاجة على الضيج إكده
سرحت بفكرها قليلاً لتقرر بعدها بتلجلج خشية فشل الأمر:
-موافقة، أنا عندي شقتي هناك بتاعة أمي، مقفولة من وقت ما ماتت، هنعيش فيها هناك مع بعض، ما هو المهم إني هابقى معاك يا يـوسف!!
نطقت جملتها الأخيرة بنعومة ونظرات متمنية، نهض متأففًا ليقول بتضجر وهو يتهيأ للرحيل:
-لما نتجوَز................!!
_____________________________________

في حديقة القصر على الأرضية المفروشة بسطت هدير بعض الطعام والمشروبات حيث تحبذ هذه الجلسة المتواضعة وسط الزروع، دعت مراد والصبيان لمشاركتها تناول الشاي والعصائر والبسكويت فلم يرفض مراد دعوتها، قالت له بلطف:
-القعدة دي أحسن من الخروج في أي مكان
ثم تأملت مراد بنظرات محبة ليبتسم لها فقط، بعد وقت من صمته الذي ازعجها سألته بحرج لاهتمامها:
-هو إحنا هنعمل خطوبة تاني إمتى؟
وضع مراد كوبه أرضًا ليرد بابهام:
-لو اتنفذ اللي خطط ليه النهار ده هتبقى الإسبوع ده
قطبت ملامحها لترد بتأفف:
-بلاش كده، مش عاوزة تربط شغلك بيا، أنا خايفة أكون وشي وحش وتبوظ الخطوبة تاني
ضحك مراد بخفوت ليقول لها بظلمة:
-مستعجلة ليه، على فكرة إنتي صغيرة علشان تكلميني في كده، كنت أبيه من كام يوم!!
اختلجت بشدة وتذبذبت نظراتها لتخجل من نفسها لتتمنى أن تختفي من أمامه، لتغاير الحديث وجهت بصرها للولدين ثم سألتهما بتوتر دفين:
-أصبلكم برتقان....!

من نافذة المطبخ تابعتهم غزل بتفحص ثم تيقنت غرض هذه الفتاة بابعادها عن الولدين، قالت في نفسها بامتعاض:
-قولي كده، عاوزة تبيني إنك مهتمة بالعيال، لئيمة بس على مين
ثم افزعتها خالتها حين نادتها بنبرة قلقة:
-غـــزل!!
إلتفتت لها الأخيرة مندهشة فاكملت فتحية بتخوف:
-الست قسمت طلبتك بالإسم، عملتي أيه يا غزل؟!
مثلها جهلت غزل ما تريده السيدة منها لتردد بتحير:
-معملتش حاجة، هتكون عاوزاني في أيه يعني
-أنا مش مرتاحة شكلها مكنش مريحني!
لم تعطي غزل الأمر أهتمام أكثر لتردد:
-هروح أشوفها عاوزة أيه، ويا خبر بفلوس..........!!
_____________________________________

قام والديهما بتوصيلها لمنزل زوجيتها كما هو معروف ليتركوها مع الآخر على راحتهما، انزعج عوض من عدم اهتمامها به وتأففها من وجودها معه لتظل واقفة عند النافذة تنتظر أن يأخذها السيد أسعد، لكن لم يجحف عوض دونيتها بقبول استغنائها عن شرفها ليقول لها باستهجان:
-مش على بعضك كده ليه، مستعجلة البيه ياخدك، قد أيه إنتي رخيصة جوي
انتبهت أمل لحديثه ثم استدارت لترد عليه بانفعال:
-جرا أيه راجل إنت، لو كنت رخيصة يا أخويا فأنت أرخص، حتى اللي عملته ده عيب على شنبك
تحرك نحوها ليعنفها فحذرته بتحدٍ أوقفه محطم القدرة:
-خليك مكانك علشان البيه لو عرف إنك عملتلي حاجة هيدفنك مكانك
اكتفى عوض بحدجها باحتقار وغل لتستهزء به متابعة:
-مفضلشي غيرك علشان اتنيل واتكتب على اسمه، كنت ناجصة فقر إياك
ثم عادت للنظر عبر النافذة وهي تقلل منه ليقف خلفها محدقًا فيها باستشاطة، أحس الآن بـ ذُله وانتقاص قيمته ليندم على قبول ذلك، لكن ماذا عساه أن يفعل؟ فليرتضي بنصيبه الوخيم المستقبح...
في ظل انهماكه في توبيخ نفسه انتبه لها تهتف بصريخ:
-فيه حريجة كبيرة جوي، يا ترى أيه اللي مولع؟!
هرول عوض ليرى ماذا؟ فوجد النيران تندلع من مخازن السيد أسعد فهتف بهلع:
-دي مخازن البيه!
ثم ركض للخارج فنظرت أمل للأدخنة المتصاعدة مرددة بحسرة:
-مخازن البيه!، دا أيه الحظ المجندل ده، يا مرارك يا أمل..............!!
_____________________________________

تفحصتها السيدة العجوز وهي مضطربة وخائفة من الداخل لوقوف السيد جعفر يتابع بعينيه ما تفعله، مثّلت السيدة أنها انتهت لتنهض قائلة برهبة داخلية له:
-حبلها حلو الحمد لله يا سعادة البيه
غمزت لها والدة زينب لتنفيذ المتفق عليه فتراجعت السيدة عن حديثها مصححة:
-اجصد هيبجى حلو لو في فترة حبلها مجربتش منيها
لم يتفهم لما كل ذلك؟ ليقول بمفهوم:
-لو تعبانة جوي أسفرها مصر لدَكتور كويس
ارتبكن كثيرًا وبالأخص زينب، سريعًا اختلقت السيدة ردًا محنك للخروج من هذه الورطة:
-حتى السفر غلط عليها، دا أنا بجولك ترتاج تجولي نسفرها علشان العيل يسجط
تنفست زينب براحة لتمدح في نفسها السيدة، بينما وافق جعفر على مضص أن لا يقترب منها، لكن ما جعله هكذا نيته في إحضار ابنة السقا لتشاركه فراشه، سأل بشغف:
-وهنعرف ميته إذا كان واد ولا لا قدر الله بت!
قبل أن ترد السيدة هتفت والدة زينب بتهلل:
-هتجبلك واد، أصله دا تعب صوبيان
وجه جعفر بصره لـ زينب الراقدة ليخاطبها بانتواء:
-حجّه يا بت لو جبتيلي الواد اللي نفسي فيه لهخليكي ست البنات كلياتهم
قلق زينب من ذلك منع فرحتها لتبتسم بصعوبة راسمة الامتنان له، توترت أيضًا والدتها لكن حدثته بحماس مزيف:
-واد يا حاج اطمن، أنا ضمنالك................!!
_____________________________________

حضرت لفيلته طالبة رؤيته، حيث ظلت قسمت واقفة تتأمل مفروشات الفيلا الحديثة والرائعة، لكن ليس بانبهار بل بسخرية فقد اغتنى هذا الشحاذ، على مقربة منها وقفت غزل تجوب الفيلا بنظراتها وأيضًا منتظرة تعليمات السيدة التي طلبتها للذهاب معها لا تعرف لماذا؟.
حين وصله خبر وجودها هبط الدرج ليقابلها وهو يحكم الروب عليه ويبدو أنه لا يرتدي شيء أسفله، انتبهت له غزل ثم اخفضت رأسها خجلة لكن تذكرته جيدًا فهو من رأته في الحفل ولم تنكر توترها من رؤيته ثانيًا، كذلك لاحظته قسمت لتبتسم بسخط من بذائته، وذلك حين لاحظت هبوط فتاة في العقد الثالث تهبط من خلفه الدرج متعثرة بعض الشيء وتنمق ملابسها، استحقرت قسمت مايفعله فهذا طبعه، هتف هو بترحيب حار:
-الفيلا زادها نور بتشريف قسمت هانم
ثم دنا منها ليقبل يدها باحترام يجيده وهو يمسك بها كشيء ثمين
لكن سحبت قسمت يدها لترد بعدم اهتمام:
-سيبك من كل ده، أنا كنت جيالك في موضوع مهم
-خير!
حين نطق بتلك الكلمة لفت انتباههِ وجود غزل فتصلبت نظراته عليها، كانت قسمت مسرورة من ذلك كثيرًا لتبتسم بغموض، كمن سال لعابه وهو يمرر نظراته عليها باستباحة من سحرها المتناهي قال أنيس برغبة:
-معقول جيبهالي بنفسك........................................ ........!!
____________________________
____________________
_____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 10:52 PM   #29

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل العـاشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

عاد الأخير من سفره ليبشره بما اجتهد في تنفيذه، رغم تشفي مراد في من سرق ما يخصه لم يعلن مجرد فرحة ولم يبتسم حتى، بل التزم الصمت وبدا كئيبًا، تفهم ضرغام حالته ولذلك خاطبه بمعنى:
-على الأجل افرح يا مراد بيه فيهم، إكده حجك رجعلك!
أغمض عينيه لبعض الوقت ثم تنهد لينهض من مقعده فنهض ضرغام هو الآخر متكهنًا رد فعله، وقف مراد منتصف الغرفة قائلاً بأسى:
-فرح أيه بس!، فلوسي اللي تعبت فيها اتحرقت
من خلفه وضح ضرغام ما قام به قائلاً بحزن طفيف:
-آني معرفتش أنجل البضاعة مع الرجالة والوجت كان ضيج، دا الراجل اللبناني كان هيستلمها ليلتها، كان صعب علينا يا مراد بيه، وعلشان إكده نفذت تاني اتفاج بيناتنا
أخرج مراد زفرة عميقة ليرد بعدها هازًا رأسه بتفهم:
-خلاص يا ضرغام، يمكن ربنا عاوز كده وخير
-ونعم بالله
استدار مراد بعدها له متابعًا بجدية:
-عاوز أنسى اللي حصل ده، خدني معاك الليلة في المكان اللي بتسهر فيه
هتف بتعابيرٍ بشوشة:
-المركب هتنور يا مراد بيه، من زمان ما جيتش إمعايا!!
ابتسم مراد ليرد باستهزاء ملمحًا لما حدث معه:
-ما أنا بروح وقت ما بكون فاضي، وحاليا أنا معنديش اللي يشغلني، كله راح.............!!
_____________________________________

ولج بغتةً عليه ليندهش الأخير من طريقته المستفزة، لم يعطيه منتصر الفرصة ليتذمر ليهتف هو باهتياج:
-الحق يا ماهر، جعفر بيه لسه مكلمني وبيقول مخازن القمح كلها اتحرقت
انتفض ماهر من مكانه لينهض مرددًا بصدمة:
-يادي خراب البيوت، ودا حصل من أيه؟
بقلق وامتعاض أمره منتصر:
-يلا قوم هنسافر الصعيد وهناك هنعرف، أبوك كمان في المستشفى ومعرفش عنده أيه!
رد ماهر بجزع:
-هي السرايا كمان ولعت؟
وضح الأخير بنفاذ صبر:
-قولت هناك هنعرف، اللي عرفته دلوقتي إنه اغمى عليه ومستحملش الدخان، علشان المخازن جنب السرايا!، وودوه أقرب مستشفى هناك
دار ماهر حول مكتبه ليقف امامه متسائلاً بهمس:
-المخازن دي اللي فيها بضاعة مراد؟
لم يرد منتصر بل أومأ رأسه بنعم، سريعًا شك ماهر بأن مراد من تسبب في ذلك، قال بتخمين:
-يبقى مافيش غير مراد اللي عملها
-أكيد هو، هيكون مين يعني!
حدق ماهر أمامه ليردد بغل:
-مراد ده كل يوم بيزيد كُرهي ليه، مش كفاية أكبر منه وبيعاملني كأني بشتغل عنده وصبي من صبيانه
ضجر منتصر من تكراره إذاعة شكوته، هتف بتجهم:
-هنقف نتكلم كتير، بقولك أبونا في المستشفى..................!!
_____________________________________

جمع ملابسه في لفة صغيرة ثم ارتدى جلبابه متهيئًا للسفر فقد انتوى ليرفع اللفة على كاهله متحركا لخارج غرفته، جلست سعاد على الأرضية في ردهة البيت تبكي حين علمت بذلك، كذلك والده الذي لم ينطق ببنت شفة ليصمت وهو جالس بجانب زوجته، وقف يوسف أمامهما ثم تطلع عليها قائلاً بتردد:
-آني مش هتأخر، هجيبها وهرجع على طول
نظرت له والدته بأعين باكية مستفهمة:
-هو إنت تعرف مكانها، مصر دي كَبيرة وخايفة عليك تتوه إهناك
رد بجدية:
-أنا مش إصغير ياما وأعرف كِيف أوصلها
-راسك ناشفة من صُغرك، بس دلوج بجيت راجل ومهقدرش أجولك لأ
وجه يوسف بصره لوالده ثم حدثه بهدوء حزين:
-معايزش تجولي حاجة يابا؟!
لم يرد حسن ليظل كما هو واجمًا وناظرًا للفراغ، انتظر أن يجيبه يوسف لكن لم يفعل، تنهد قائلاً بتوديع:
-فوتكم إبعافية!
ثم أغذ في السير ناحية الخارج فازداد نحيب سعاد مرددة:
-آدي اللي نوباه من جعدتها معانا، يا ريت ما شوفناها............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بخطوات زموعة توجه يوسف لمحطة القطار، وهو في طريقه لمح هانم السيدة المخبولة تركض من أحدهم ثم اختبأت خلف شجرة، وقف موضعه يتذكر غزل وهي تتودد إليها، بتشوق سافر قال في نفسه:
-وعاوزيني أنساكي، مجدرش يا غزل مستحيل، كل حاجة إهنه بتفكرني بيكي
ثم أكمل سيره بطيش فكري متمردًا مسحورًا لا يرى سواها وإن فعل أي شيء لا يتقبله أحد، وصل يوسف بعد وقت ليجد نوال بانتظاره، لكن لم يتحرك صوبها كي لا يلفت الأنظار عليهما بل اتخذ مكان بين الناس منتظر موعد مغادرة القطار...................!!
____________________________________

لم تستطع إخفاء فرحتها بنظراته الراغبة نحو الأخيرة، لذا أملت عليه شروطها والتي جعلته يرد عليها باستياء:
-كتير يا قسمت، دي حتة فلاحة!
ردت بإصرار شديد:
-هو دا شرطي
وجه أنيس بصره نحو غزل يطالعها بنظرات متفحصة من رأسها لأخمص قدميها ومن ذلك استنتجت غزل بحدسها أن الحديث عليها، ارتبكت وزاد فضولها في فهم ما يدور بينهما لكن أحست بأن الأمر مقلق فابتلعت ريقها متوجسة فهذا الرجل يبدو عليه عديم الحياء، بدت حذرة لحدوث أي شيء وراقبتهما باهتمام شديد، جعلته قسمت ينظر لها حين حدثته بمكر دفين:
-البت حلوة ولسه صغيرة ومن النوع اللي يعجبك، مالك بقى متردد ليه مش كنت هتموت عليها أول ما شوفتها!
ردت شبه متوسلاً:
-كتير، ما تنزليهم شوية، دا أنا لما كنت معاكي ومتجوزين في السر مخدتيش حاجة
جملته الأخيرة بدلت ملامحها كليًا لتتجهم وهي تتذكر ماضيهما معًا، ما قاله هذا جعلها تزداد عدائية له فما تفعله ما هو سوى انتقام!، تماسكت ألا تخرب ما وصلت إليه فكل ذلك مدبر لتثأر منه، نهضت قسمت من مكانها مزيفة ابتسامة ثم قالت بتصميم:
-فكر وابقى قولي، بس موضوع ارجع في شرطي لأ
نهض أنيس ثم خطف نظرة لـ غزل، قال بمعنى:
-طيب هفكر وهارد عليكي، بس شرطك ده بيبين قد أيه لسه مقهورة من اللي حصل زمان
ردت بتأكيد دون أن تجادل:
-هو زي ما بتقول كده!!
-خلاص يا قسمت سيبيني أفكر
فور انتهاء رده كانت متحركة نحو باب الفيلا الذي تقف عنده غزل، امرتها وهي تدلف:
-ورايا
تأجج اندهاش غزل من غموض ما يحدث لتتساءل عن سبب حضورها المجهول معها إلى هنا مغمغمة بتحير:
-يا ترى وراكوا أيه، قلبي مش مطمن.............!!
_____________________________________

لم تفارقه منذ جلبوه لهذا المشفى، فكيف لها أن تتركه وهو منقذها لتظل معه، حين أفاق السيد أسعد من غيبوبته المؤقتة وجد السيد جعفر يقف أمامه مبتسما، لا بل خاطبه بمزح:
-جوم يا راجل شد حيلك، شوية دخان يعملوا فيك إكده
بصعوبة ابتلع أسعد ريقه، رد بصوت أبح نتيجة اختناقه:
-شوفت الحريقة كانت قد أيه، السرايا كلها كانت دخان
تذكر أسعد هول المنظر حينها وكذلك ضياع آلاف الجنيهات بفضل احتراق محاصيله وكذلك البضاعة، تابع بتعب وحسرة:
-كله راح، زي ما يكون كل ده مقصود، في اليوم اللي اجيب البضاعة من عندك علشان اسلمها يحصل كده
هتف جعفر بامتعاض:
-جولتلك تتسلم من عندي، كان آمان ومكانش حد هياخد باله من حاجة
ابتأس أسعد ليغمض عينيه باعياء، لاحظ جعفر وقوف أمل وتتابع الحديث بينهما فزجرها:
-واجفة من ميته يا بت إنتي؟
ارتبكت أمل وتلعثمت في الرد، بينما انتبه أسعد ليرد عليه بمفهوم:
-متخافش منها يا جعفر، دي آمان
عقد بين حاجبيه بغرابة لكن شعر بوجود علاقة سرية بينه وبين الفتاة، حين تفهم جعفر بحنكته العلاقة بينهما ابتسم بمغزى، هتف أسعد بألم:
-يا فرحة رشدي فيا، أنا خلاص بانتهي
تدخلت أمل لتخفف عنه بود:
-متجولش إكده يا بيه، فداك كل حاجة المهم تكون بخير وتجوملنا بالسلامة
تأملها أسعد بنظرة خبيثة ليتناسى ما به، رد بنفس نبرتها:
-هجوم يا بت علشان خاطرك
ابتسمت باستياء مصطنع فتأفف جعفر قائلاً بجدية:
-خلينا في المفيد يا أسعد، مين اللي ليه يد في حريج المخــازن.......!!
_____________________________________

جلست شبه ملتصقة به حين انتهى عقد رجوعهما مرة أخرى، اتسعت فرحة سمية ولم تختفي ضحكتها من على وجهها، لم يختلف الأمر كثيرًا عن يزيد ليقول بشوق وهو يمسك بيدها:
-أنا باقول آخد مراتي ونروّح بقى
بلؤم جم قالxالسيد حمدي:
-أنا مش عاوز يحصل طلاق تاني يا يزيد
رد يزيد بنظرات محبة ناحية زوجته:
-خلاص كده، سمية حبيبتي ومش هيحصل حاجة وحشة بينا
-وأيه يضمنلي بقى؟
سأل بمكر جعل يزيد يجهل ما يريده حين استفهم:
-ضمان أيه مش فاهم؟
أخبره مقصده بمغزى:
-طبعًا مش هقولك اكتبلها حاجة ولا الكلام ده، كل ما في الموضوع إن بس تمضيلي على الشيك الفاضي ده ضمان صغير منك إنك مطلقهاش تاني
نظر يزيد لـ سمية كأنه لم يعجبه هذا وقد بدا غير قابلٍ، حفزه السيد حمدي على الموافقة حين اكمل:
-شكلك بيقول إنك مش قد كلمتك، علشان لو في نيتك سمية تعيش معاك على طول كنت مضيت
-بس أنا مش هطلقها ومش بأحب موضوع امضي على حاجة
رد السيد بطيبة مزيفة:
-دا أنا أمنتك على بنتي معاك، وإنت مش قادر تحط توقيعك على ورقة هتفضل في خزنتي ضمان بس
تكدرت فرحة يزيد بسبب ذلك ليفكر في نفسه، بينما غمز حمدي لابنته أن تتدخل وسريعًا كانت تردد بدهاء:
-يزيد هيمضي يا بابا علشان عمره ما هيطلقني، إحنا بنحب بعض ومش هنبعد أبدًا
ثم قبلت كتف يزيد وهي تنظر له بعشق مزيف لتحثه على الموافقة، بالفعل وافق يزيد بعد كلامها المعسول قائلاً بتردد داخلي:
-طيب همضي.......................!!
_____________________________________

حملت كوبين الحليب الدافئ بنفسها ثم ولجت على الصبيين، باشراق ابتسمت هدير لهما وهي تخطو للداخل قائلة بمحبة:
-جبتلكوا اللبن بنفسي!
ابتلع حسام ريقه شاعرًا بالغثيان، كذلك شريف الذي تأفف داخليًا ثم قال لها:
-إحنا هنام خلاص، الصبح نشربه
وضعت هدير الصينية على الكومود الفاصل بين التختين مرددة بعدم رضي:
-مينفعش، لازم تشربوا اللبن زي ما طنط هدى عودتكم، عاوزاكم تعتبروني زيها
سأل حسام باندفاع:
-هي فين غزل؟
اكفهرت هدير من ذكره لاسمها قائلة:
-على فكرة الحليب طعمه مش هيتغير لو غزل اللي جبته، وكمان من هنا ورايح أنا اللي هشوف طلباتكم
تبادل الصبيّان النظرات المشمئزة لتجبرهم هدير على تناول الحليب، بعدم رغبة تجرعوه كاملاً بصعوبة، ابتسمت هدير باعجاب لهما ثم غادرت بعدها ظانة بأنها هكذا ضمنت تعلقهما بها، لكن هيهات فقد اعتدل شريف ليهدر بضيق:
-غزل لازم ترجع، أنا مش عاوز اشرب اللبن
وافقه حسام ذلك قائلاً:
-بكرة هقول لبابي عاوزين غزل وبس تشوف طلباتنا، دا أنا ما صدقت تيتة هدى مبقتش تجيبه
هتف شريف بعزيمة:
-صح كده، أحسن ما نتفضج في أي حاجة تانية، غزل سر.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،
أصبحت شبه عادة عندها لتتجول قليلاً في القصر تجلس هنا وتضاحك نفسها هناك كأنها برفقة أحدهم، كذلك لم تبخل في تزيين وجهها ببعض المساحيق، أيضًا كانت فرحة بهذا الثوب الذي اعطته لها السيدة قسمت، تذكرت ما منحته لها الأخيرة فقالت:
-الست قسمت باين عليها طيبة، أكيد بتعطف عليا دي اداتني حاجات كتير
ثم تأملت الثوب ببسمة متسعة لتنتظر وعد السيدة بأنها ستعطيها المزيد، بعد فترة لا بأس بها وهي تتحرك في البهو قررت الخروج للحديقة وتنفس بعض الهواء النقي، لذا ارتدت وشاح صغير عليها وشعرها منساب للخلف، سارت غزل بحرية نحو الخارج فقد تعلقت بما حُرمت منه واضحت لن تعود كما كانت مطلقـًا....

في الخارج ترجل مراد من سيارته بعد قضاء سهرته مع بعض رجاله على متن مركب كبير نسبيًا، شعر مراد بصداع في رأسه ففركها بقوة وهو يلج من باب القصر، فجأةً ارتطم بها فانفزعت، اختل توازنه هو قليلاً نتيجة تحاشيه إياها فأسرعت بالامساك بيه قائلة:
-اسم الله يا بيه على مهلك!!
اعتدل مراد فابعدت يديها عنه مجددة اعتذارها:
-سامحني يا بيه
تنحنح متسائلاً بمعنى:
-أيه اللي مصحيكي لدلوقت؟
ردت بتوتر طفيف:
-قولت أشم هوا برة أصل مش جايلي نوم
دون إرادة خانته نظراته في تأملها، بالأخص هاتين العينين اللامعتين التي تتحدث، وشعرها الأسود المنسدل بهيئة أمواج جذابة، ناهيك عن ملامحها البريئة والملفتة، طال تأمله لتخفي غزل بسمتها، وعي مراد لطيشه فانحرج قائلاً بثبات مزيف:
-هتخرجي كده قدام الناس؟
وضّح مقصده بنظراته التي تشير على شعرها البائن وما وضعته على وجهها، ردت غزل بنبرة استفزته:
-أنا حُـــرة!!
رمقها بقساوة ليتفهم أنها تخلت عن حجابها، الأمر الذي أزعجه كثيرًا، هادر فيها بتبرم:
-إنتي إزاي تخلعي حجابك؟
تخوفت غزل من ردة فعله بشأنها ولم تجد ما تقوله، لكن الرد الصادم جاءه من هدير التي كانت تنتظر حضوره وتابعت ما دارَ بينهما هاتفة بمقت:
-وإنت داخلك أيه يا مراد.......................................... .....!!
x x x x x x ________________________
x x x x x x x x x __________________
x x x x x x x x x x x x ____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 06:33 AM   #30

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

يعني قسمت تحاول تغير شكل غزل البريء علشان ولد اخوها يصرف النظر عنها والا علشان يطيح في عشقها ويتزوجها
البارات حلوة وقوية والله ظنين ان اسعد لما شاف الحاق يتذكر صاحبته الحق الاصليه ام غزل


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.