آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1100Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-21, 12:01 AM   #61

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى9 مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك
شكلها مختلف ❤❤

تسلمي حبيبتي كلك ذوق 🌹

زهرورة and جولتا like this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 04:42 PM   #62

أميرة مملكتي

? العضوٌ??? » 349909
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 176
?  نُقآطِيْ » أميرة مملكتي is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
زهرورة and جولتا like this.

أميرة مملكتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 09:24 PM   #63

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر..............
كانت تستمع للضجة المكتومة بالخارج عند باب الغرفة بدون ان تتبين مصدر الاصوات المتداخلة وهي تنظر امامها بعدم مبالاة بدون ان تمنع نفسها من القلق والذي كان ينهش دواخلها بقوة ، ليتبعها بعدها صوت فتح قفل الباب قبل ان يندفع الباب للداخل بقوة ليصدم عندها بالجدار بجانبه بعنف ، خرج بعدها صوت (مازن) وهو يقول بمرح مزيف
"رحبي بصديقتكِ العزيزة يا ماسة"

التفتت (صفاء) بصدمة نحو المستكينة بمكانها بجمود وهي تهمس بذهول مرتجف
"غير معقول ، ماسة هنا"

ردّ عليها (مازن) ببساطة وهو يقترب من جانب اذنها قائلا بخبث
"بل صدقي هذه التي امامكِ صديقتكِ ماسة ، وهي الآن موجودة تحت رحمتي وتستعد من اجل زواجنا المرتقب"

زمت شفتيها بحنق وهي تفيق من صدمة رؤيتها لصديقتها ، لترفع بعدها حدقتيها العسلية باشتعال باتجاه شقيقها وهي تنفض ذراعها بعيدا عن قبضته قائلة بتجهم عابس
"هل جننت لتفعل هذا بصديقتي ماسة ، هل وصل بك الجنون لتختطفها مثل المجرمين وتحضرها لهذا المكان الموبوء لتتزوجها رغما عنها ، حقا من ماذا انت مصنوع ايها الهمجي المتوحش البدائي....."

توقفت وهي تتأوه بألم ما ان امسك بقبضته بخصلات شعرها من الخلف بقسوة وهو يهزها منهم قائلا امام وجهها بتهديد خافت خطير
"اخرسي يا صفاء والتزمي حدودكِ معي قبل ان اقص لسانكِ الطويل هذا ، وألا لن استطيع بعدها كبح جماح غضبي عليكِ إذا وصل لمنتهاه والتي ستقضي عليكِ بدون اي رأفة بحالكِ وبأنكِ شقيقتي"

عضت على طرف شفتيها بألم من قبضته الساحقة والتي دائما ما تقتلع خصلاتها من مكانها ، لتنظر بعدها باتجاهه بقوة وبمقلتيها الدامعة بدون اي تأثر بقسوته معها وهي تتمتم بامتعاض خافت
"هذا الذي تفعله بحق ماسة خطأ شنيع ولا يغتفر ابدا، ولن اسمح لك بالتمادي معها اكثر فهي ليست لعبة بين يديك لتتحكم بمصيرها هكذا ، ولا تظن بأنك ستفلت بفعلتك هذه والتي ستوديك لمصير اسوء من السجن ، لذا اتركها وشأنها قبل ان يفوت الآوان وتدمر حياتك بيديك"

شدد (مازن) من القبض على شعرها بقوة وهو يقرب وجهه امامها هامسا بشراسة مقيتة
"هذا الكلام الفارغ والتهديدات الرخيصة لن توقفني عما افكر بفعله بصديقتك ، وانتِ ليس لديكِ اي فرصة لتستطيعي بها تدمير مخططاتي ، ولا تنسي ايضا بأن مهمتكِ هنا والتي احضرتكِ من اجلها هو ان تجهزي عروسي لتكون على اكمل وجه لتزفيها بنهاية اليوم لشقيقكِ الوحيد"

فغرت شفتيها الورديتين بعدم تصديق مشدوه لما تسمعه منه وعينيها متسعتين بوجل ، ليترك بعدها شعرها برفق وهو يربت على خصلاتها الناعمة قائلا بابتسامة مستفزة
"اذاً اعتمد عليكِ بتجهيز دميتي ، لذا لا تخذليني من اجل ألا تتعرضي للمزيد من نيران غضبي"

تابعت بوجوم تحركاته وهو يخرج من الغرفة مغلقا الباب من خلفه بقوة ، لتندفع بعدها بسرعة نحو الباب وهي تحاول تحريك مقبضه والذي اغلقه بالقفل لتضرب بعدها على سطح الباب بقبضتها وهي تقول بانفعال حانق
"توقف عن هذه التصرفات يا مازن ، وافتح الباب فورا ، فهذا الذي تفعله لن اسامحك عليه ابدا"

وعندما لم تجد اي ردّ تنفست عندها بارتجاف حزين وقبضتها ما تزال تضرب على سطح الباب برتابة خفتت نهائيا ، لتلتفت بعدها للتي ما تزال جامدة بجلستها بدون ان يصدر عنها اي صوت يدل على وجودها بالمكان وكأنها قد انتقلت لعالم الاموات .

سارت (صفاء) باتجاهها بارتباك قبل ان تجلس امامها على الأرض وهي ترفع نظرها لوجهها الجامد بدون اي حياة ، لتقول بعدها بابتسامة حزينة بندم وهي ترفع كفيها لتمسد بهما على ذراعيّ الجالسة امامها وكأنها تمدها بالقوة
"ارجوكِ ان تسامحيني يا ماسة ، فكل الذي يحدث معكِ بسبب شقيقي المجنون وما تتعرضين له الآن من ذل وتجريح واهانة كله بسببه ، ولكني حقا لم اكن اعلم بأن يصل به الأمر لينزل لهذا المستوى المنحط فقط لينفذ ما برأسه ، ولا اعرف كيف ابرر لكِ تصرفاته والتي تجاوزت هذه المرة كل الحدود ، صدقيني لم اقصد...."

قاطعتها (ماسة) وهي تنطق لأول مرة بهمس جامد بدون اي تعبير وهي ما تزال على نفس نظراتها
"لا عليكِ"

عقدت (صفاء) حاجبيها البنيين بتشوش حزين وهي تنظر بتوجس لصديقتها الجامدة بدون ان تعلم بما يدور بخلدها الآن ؟ لتنتفض بعدها بسرعة واقفة على قدميها وهي تهمس بتوتر متشنج
"ولكن لا تقلقي يا ماسة ، فأنا الآن موجودة بجانبكِ ولن ادع ما يخطط له ذلك المجنون يتحقق ، فأنا من سابع المستحيلات ان اشارك بهذه الخطة الحقيرة واسلم صديقتي المقربة لمصيرها البائس معه"

تحركت (صفاء) من امامها بدون ان تنتظر تعليقها على كلامها الأخير وهي تسير بخطوات متعثرة لتعود للباب لتحاول فتحه بدون اي فائدة ، لتتجه بعدها بلحظات للنافذة الوحيدة بالغرفة وهي تدوس على حطام زجاج النافذة تحت قدميها لتخرج عندها رأسها من النافذة المحطمة وهي تتمتم بتفكير خافت
"اعتقد بأنه لديكِ فرصة بالهروب من النافذة للخارج وبعدها سنستطيع اخبار الشرطة عن جريمة خطفه لكِ ، ولكن المشكلة هو بالزجاج والذي ما يزال عالق بإطار النافذة...."

قطعت كلامها بتأوه متألم ما ان جرحت راحة كفها من قطعة زجاج مدببة بارزة من إطار النافذة ، لتدخل بعدها رأسها بسرعة وهي تنفض كفها بألم قبل ان تمسح الدماء عنه بقميصها الخريفي المخضر .

تجمدت بمكانها ما ان عادت (ماسة) للكلام قائلة بهدوء غامض وكأنها تكلم نفسها
"ولكنه لم يخطفني ، بل انا من ذهبتُ معه بإرادتي"

التفتت (صفاء) نحوها بعبوس وهي تفكر بكلامها بإحباط ، لتعود بعدها للسير باتجاهها وهي تقف امامها قائلة بعبوس مستنكر
"أتريدين ان تقنعيني بأنكِ انتِ من وافق على المجيئ لهذا المكان بإرادتكِ الحرة ، وانتِ من وافق على الزواج منه بهذه الطريقة المهينة والمنافية لمبادئك وبدون اي اعتراض...."

قاطعتها (ماسة) بصراخ حاد وهي تنظر لها لأول مرة بحدقتيها الزرقاء القاتمة بجمود وببعض الدموع العالقة بأطرافها
"نعم موافقة ، هل لديكِ مانع"

اتسعت عينيها العسلية باهتزاز وهي تنظر لشخص آخر مختلف تماما عن صديقتها (ماسة) والتي كانت تعرفها منذ طفولتها ، لتشيح بعدها (ماسة) بوجهها جانبا بدون اي تعبير وجسدها يهتز بانتفاض طفيف شعرت به الواقفة امامها ، عادت بعدها بلحظات للجلوس امامها مجددا وهي تهمس بخفوت حزين
"لما تفعلين كل هذا يا ماسة وتعذبين نفسكِ بهذه الطريقة ، أتعلمين بأننا شعرنا بالرعب والتوجس عليكِ انا وروميساء عندما لم نجدكِ بأي مكان ، ونحن نبحث عنكِ بكل مكان يخطر ببالنا كالمجانين خوفا من ان يكون مكروه قد اصابكِ ، وحتى عندما اخبرني مازن بوجودكِ معه واحضرني لهذا المكان لم اصدقه وظننت بأنه يلعب معي لا اكثر ، اخبريني لما كل هذا التعذيب النفسي بحياتكِ يا ماسة"

حركت (ماسة) عينيها ببطء نحو صديقتها والتي كانت تنظر لها بعيون عسلية دامعة وهي ترى بداخلها طفولتها النقية والتي لم تحمل بقلوبهم الصغيرة آنذاك سوى السعادة والنقاء قبل ان تلوثها افعال القلوب السوداء لتحولها لمجرد خرقة بالية تنبض الدماء بداخلها فقط لتبقيها على قيد الحياة بدون الشعور بقيمة وجودها من الأساس .

تجمدت ملامح (ماسة) فجأة وهي تنفض الذكريات البعيدة عن رأسها قائلة بتصلب غاضب
"لأنه هذا هو مصيري منذ ان ولدت ، وانا قد قاتلته بالفعل وحاربته كثيرا حتى اجهدت قواي تماما ، والذي افعله الآن هو اني قد وافقت على مصيري مع شقيقك بكل رضوخ"

شهقت بصدمة وهي تحرك رأسها بالنفي بقوة لتمسك بعدها بيدها قائلة باستنكار خافت
"لا يا ماسة لا تقولي مثل هذا الكلام ، وانا اعدكِ بأننا سنجد حل آخر لا يتضمن زواجك من ذلك المجنون والذي كل ما يهمه هو امتلاككِ ليحول حياتكِ لجحيم"

اعادت وجهها نحوها بقوة وهي تقول بسخرية مريرة
"وهل حياتي لم تكن جحيم من قبله ، صدقيني هذه الحياة دائما كانت مقدرة لي منذ ان وعيت على الدنيا ، فأنا دائما سأبقى وللأبد دمية رخيصة بين ايديهم لا املك حق التحكم بنفسي"

امتعضت ملامحها وهي على وشك الصراخ بغضب قبل ان تسبقها (ماسة) وهي تنفض يدها بعيدا عنها هامسة ببرود
"ما بكِ يا صفاء ، الموضوع لا يحتاج لكل هذا الغضب ، ام انكِ لا تريديني ان اكون زوجة شقيقك"

ارتفع حاجبيها بصدمة وهي تهمس باستنكار عابس
"حقا يا ماسة ، هذا ليس وقت المزاح ، انتِ تعلمين جيدا من يكون مازن وما يفكر بفعله بكِ ، فهو ليس شخصا مثالياً والتي تحلم كل الفتيات بالزواج منه وليس رجل تفخر به كل انثى تربطها به علاقة ، وغير هذا فاشل كبير بحياته مثل عمي قيس تماما ، هل تريدين ان تعيشي المتبقي من عمرك مع قيس آخر"

نظرت لها (ماسة) للحظات بجمود مزج بين برودة احداقها الزرقاء مع دفء احداقها العسلية ليكونا اغرب مزيج يحدث بينهما بهذه اللحظة بالذات مع تخبط المشاعر بينهما ، لتقطعه بعدها (ماسة) وهي تهمس ببرود جليدي
"وانا لستُ فتاة مثالية ، ولا اختلف كثيرا عنه بكمية العيوب والتي احملها للعالم اجمع ، وهذا يعني بأننا بهذه الحالة سنكون متعادلين"

تنهدت (صفاء) بتعب وهي تقف على قدميها بهدوء قبل ان تهمس بحنق بالغ
"انتِ حقا حالة ميؤوسة منها ومفقودة الأمل"

اخفضت (ماسة) نظراتها وهي تريح ذقنها فوق ركبتها هامسة بلا مبالاة
"لا بأس يا صفاء ، فبعد زواجي من مازن سأريحكم عندها من وجودي نهائياً ، ويمكنكم عندها عيش حياتكم بطبيعية بعيدا عن احباطي والذي اجلبه لعالمكم"

زفرت (صفاء) انفاسها بحدة وهي تسير بعيدا عنها لتدلك على جبينها بأصابعها بإنهاك وهي تفكر بحل لهذه المصيبة والتي وقعت على رأسيهما معا ، بدون ان تهتم لراحة كفها المجروحة والتي كانت تحرقها بألم فهذا آخر ما تفكر به الآن بهذا الوضع والذي وصلت به حالتهما بدون اي مهرب او منفذ وكل الطرق مغلقة امامهما بمكان غير معروف اصله واين وجهته ؟

______________________________
كانت تضم قبضتيها معا بتوتر بحجرها وكل اعصابها مشدودة بتشنج وعينيها متسعتين بتوجس مرتجف وكل ما يدور برأسها الآن بأن يكون قد اصابها مكروه بالفعل ، لتبتلع بعدها ريقها بهدوء وهي تستهدي بالرحمان بخفوت وتدعوه ليحمي لها شقيقتها من كل مكروه قد يصيبها ، وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من الضغط والذي تشعر به منذ الصباح وكأن هناك من يعتصره بالندم والذي ينخزها بقوة ويؤنبها على ترك شقيقتها لوحدها والتي لم تفارقها بحياتها منذ ولادتها لتضيع منها بغمضة عين .

افاقت من افكارها على صوت اخترق غمامتها المتوجسة وهو يقول بجانبها ببرود
"هل حاولتِ الاتصال بها على هاتفها"

اخفضت نظراتها بحزن وهي تهمس بخفوت شاحب
"لقد حاولتُ الاتصال بها اكثر من مرة ، ولكن ليس هناك من مجيب"

حاد (شادي) بنظراته السوداء نحوها وهو يمسك بالمقود بقبضتيه بقوة ، ليقول بعدها بتفكير متأني
"ألا تذكرين إذا كانت قد اخبرتكِ عن مكان تود الذهاب إليه لاحقاً ، او مكانها المفضل والذي تحب الذهاب إليه عادةً"

عقدت حاجبيها بوجوم وهي ترفع كفها لتحك بها جبينها بارتباك قبل ان تتمتم بعبوس
"لا لا اذكر بأنها قد اخبرتني شيء من هذا"

تنهد (شادي) بهدوء وهو يعود بنظره للأمام ليقول عندها بجفاء بارد
"لا تعرفين اي شيء عن شقيقتك ، وتتوقعين منا ان نجدها بهذه السهولة بدون اي معلومات عنها توصلنا لها وكأننا نبحث عن قطة بكومة كلاب"

التفتت نحوه بدهشة وهي ترفع حاجبيها بتوجس لتقول بعدها بلحظات بارتباك عابس
"انت تقصد إبرة بكومة قش ، صحيح"

حرك (شادي) رأسه بملل وهي يقول بلا مبالاة
"اجل صحيح ، ولكني وجدتُ بأن تعبير القطط مناسب اكثر لحالة شقيقتك ، فهي تبدو بغضبها مثل القطط الشرسة تماما والتي تحوم من حولها الكلاب"

تصلبت ملامحها بغموض وهي لا يعجبها تعبيره الغريب بحق شقيقتها وهو يتكلم عنها ببساطة ، وكم يشعرها هذا بالفرق بينه وبين شقيقه الاكبر والذي يختلف تماما عن تفكيره وتصرفاته والتي سحرتها بلباقته ولطفه بعالم تجردت منها المشاعر والاخلاق والرجولة اصبحت مجرد كلمة لا تعبر عن مكنونها الحقيقي .

قالت بعدها بلحظات بامتعاض وهي تدير وجهها نحو النافذة
"شقيقتي ليست بمثل هذا السوء يا سيد شادي ، ولا تتكلم عنها هكذا فأنا لا اسمح لك"

ردّ عليها (شادي) ببرود وهو يحرك رأسه برتابة
"لا بأس لا امانع ، انا فقط قلتُ ما اشعر به نحو شقيقتك ، فأنا لدي عادة بأنني اقول بكل ما يعتمل بدواخلي بدون اي تردد او تفكير بمن اخاطبه ، لذا اعذريني إذا كنت قد جرحتكِ بكلامي يا زوجة شقيقي"

عضت على طرف شفتيها بارتجاف احتل كل اطرافها بلحظة وهي تشعر بنفس الانتشاء والإثارة ما ان يبدأ بتلقيبها بزوجة شقيقه وكأنه قد اصبح مكان خاص بها وحدها بدون ان تتزحزح منه .

انتفضت بعدها بلحظات ما ان قال (شادي) بتركيز وهو ينظر للطريق امامه
"أتذكرين آخر مرة رأيتها بها واين كانت قبل ان تختفي ، ام لا تذكرين ايضا"

عبست ملامحها بشحوب ما ان تذكرت آخر مرة تقابلت بها معها بذلك اليوم الكارثي وبكل شيء فيه عندما صرخت بشقيقتها وتشاحنت معها حول موضوع زواجها من (احمد) لينتهي كل شيء بخروجها من شقة (قيس) حزينة ومحبطة ، ليأتي بعدها اليوم التالي بدون ان تعلم اي شيء عنها وكيف قضت ليلتها تلك وهي ما تزال تبحث عنها للآن ؟

شددت من القبض على كفيها معا وهي تقول بشرود حزين
"لا اذكر فهي مختفية منذ خروجها للجامعة بدون ان تصل لها"

تأفف (شادي) بنفاذ صبر وهو يتمتم بجمود
"إذاً نحن الآن لا نعلم اي شيء عنها يوصلنا لمكانها ، ولا تجيب ايضا على اتصالاتها ، قد تكون غاضبة منكِ او لا تريد التكلم معكِ لذلك اختفت ولا تجيب على اتصالاتكِ"

التفتت نحوه بسرعة بوجه شاحب وشفتيها منفرجتين بارتعاش وليس بسبب استنتاجه الواقعي والمحتمل حدوثه بل لأنها قد دفعت شقيقتها لأول مرة بحياتها للابتعاد عنها والاختفاء عن العالم وكله بسبب شجارهما وغضبها عليها ، لتهمس بعدها بخفوت لا إرادي
"أتعتقد هذا حقا"

التفت (شادي) نحوها وهو يعقد حاجبيه بعدم استيعاب لما نطقت به للتو ؟ ليخترق بعدها صوت آخر الاجواء الغائمة من حولهما وهو صوت هاتفها والذي كان يرن بارتفاع صاخب ، ارتجفت بعدها بمكانها بانقباض وهي تُخرج الهاتف من حقيبتها بوجل ، وما ان نظرت للاسم المنير بالشاشة حتى فتحت الخط من فورها وهي تقول بارتباك شديد
"صفاء ، ماذا حدث معكِ"

انتظرت لحظات وقد ساد الصمت على الطرفين حتى ظنت بأنها تكلم نفسها لولا الأنفاس الخافتة بنشيج والتي كانت تصلها عبر الهاتف بوضوح وكأنها تستغيث ، وما ان كانت ستعاود الكلام حتى خرج الصوت الهامس بحزن شديد
"الحمد الله ، لأنكِ اجبتِ بسرعة على الاتصال"

عقدت (روميساء) حاجبيها بتوتر وهي تشعر بشيء غير طبيعي يحدث معها ؟ لتقول بعدها بتصلب وهي تحاول ضبط اعصابها المنهارة من كل ما يجري من حولها
"ماذا هناك يا صفاء ، ولما اتصلتِ ، هل هناك من جديد....."

قطعت كلامها بسبب صوت الشهقات المنتحبة والتي ارتفعت فوق صوتها وهي تصلها من الطرف الآخر ، لتزيد من تشنجها وهي تصرخ بها بانفعال حاد
"ما لذي يجري معكِ يا صفاء ، ولما تبكين الآن ، لا تزيدي من خوفي اكثر ، هل اصاب ماسة مكروه"

التفت (شادي) نحوها بانتباه ما ان نطقت باسم (ماسة) وهو يعطي كل تركيزه للمكالمة ، ليوقف بعدها السيارة على طرف الطريق بهدوء وهو يتابع ما يجري مع الجالسة بجانبه والتي تبدو وصلت لطرف الخيط والذي يوصلهم لمكان الأخرى .

بينما قالت (صفاء) ببحة حزينة وهي ما تزال تشهق بانتحاب
"مصيبة يا روميساء ، مصيبة وقعت على رؤوسنا ، مازن المجنون يريد الزواج من ماسة رغما عنها ، لهذا اختطفها واحضرها لمكان بعيد ، وانا الآن متواجدة مع ماسة بنفس المكان ، ولا اعلم ماذا افعل وزواجها سيكون بهذا اليوم... ، يا إلهي ماذا افعل لأوقف هذه الكارثة والتي حدثت بسببي...."

ارتفع حاجبيها بين الذهول والانفعال من بين كلامها وهي تتابعها بتركيز مشوش غيم عليها للحظات ، بينما كان (شادي) يراقبها بانتباه وهو لا يفهم علامات وجهها والتي كانت تتقلب بكل ثانية بدون ان يعلم المشكلة ؟

تنفست بعدها (روميساء) بقوة وهي تعود لصرامتها المعتادة قائلة بتصلب حازم
"اسمعي كلامي جيدا وتوقفي عن البكاء يا صفاء ، انا سأحاول المجيئ بأقصى سرعة للمكان المتواجدات به وعندها سأوقف كل هذه المهزلة عند حدها ، وانتِ ابقي بجانب ماسة وافعلي ما يقوله لكما بالحرف الواحد بدون اي تردد او اعتراض ، ولا تقلقي فأنا لن ادع اي احد يلمس شقيقتي بسوء"

هدئت شهقاتها قليلا حتى انحصرت بصدرها وهي تهمس بيأس خافت
"حسنا يا روميساء ، بالرغم من اني لستُ مقتنعة بكلامكِ ولكني سأفعل ما تريدين"

ردت عليها بابتسامة واثقة بارتجاف
"ثقي بي ولا داعي للخوف وانا اعدكِ بأن كل شيء سيكون على ما يرام ، والآن اخبريني بمكان تواجدكما"

قالت (صفاء) بعدها بلحظات بتلعثم مرتبك
"لا اعلم بالضبط ، ولكنه منزل بعيد بمنطقة جبلية ، وبنهاية الطريق الصحراوي ، وهو منزل محطم النوافذ وقديم بعض الشيء يشبه البيوت الحجرية"

حركت رأسها بتفكير وهي تحاول اعطاء كل انتباهها بالمكان والذي وصفته (صفاء) بطريقة مبعثرة غير منظمة ، لتتابع بعدها كلامها بصوتها الباكي الحزين
"روميساء عديني بأنكِ ستصلين بسرعة ولن تتأخري بالوصول ، ارجوكِ"

ردت عليها (روميساء) بابتسامة هادئة
"اعدكِ يا صفاء ، والآن ارتاحي واهتمي بشقيقتي جيدا وبنفسكِ ايضا ، حسنا"

فصلت بعدها الخط معها بشرود مرتجف وهي ما تزال تفكر بكلامها الأخير وما وصلت لها حالة شقيقتها من سوء ، لتفيق بعدها من افكارها ما ان قال (شادي) بعبوس حاد
"هل ستتكلمين ماذا حدث مع ماسة لأنني مللت حقا من الانتظار ، واشعر بأن ما حدث ليس جيدا ابدا"

اومأت برأسها بتشوش قبل ان تقول بعجلة وهي تدس هاتفها بحقيبتها بقوة
"هذا ليس وقت الكلام الآن ، فنحن علينا الوصول لمكان شقيقتي بأقصى سرعة قبل ان تحدث المصيبة الكبرى ويتدمر عندها كل شيء"

شغل السيارة وهو يعقد حاجبيه بعدم راحة قائلا بجفاء
"هذا يعني بأنكِ قد عرفتِ مكانها اخيرا ، ولكني لن اساعدكِ بشيء إذا لم تخبريني بالحال بما اخبرتكِ به تلك الفتاة والتي اتصلت بكِ الآن"

التفتت نحوه بارتباك وهي تشدد من القبض على يديها معا حتى آلمتها مفاصلهما ، لتقول عندها بخفوت هادئ وهي تحرك رأسها باهتزاز
"سأخبرك بكل شيء تريده ، فقط تحرك ارجوك لكي لا نتأخر اكثر من هذا"

ابتسم (شادي) برضا بارد وهو يحرك السيارة بعيدا عن طرف الطريق ، ليفكر عندها بحالة (ماسة) الآن وبتلك الأسرار والتي تخفيها عنه والتي لن يرتاح حتى يكتشفها وبمساعدة شقيقتها الأخرى ؟

يتبع................

زهرورة likes this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 09:50 PM   #64

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

نظرت للهاتف بعيون دامعة متأملة بأن يكون هو وسيلتهما بالنجاة من كل هذا الكابوس ومن حسن حظها بأنها لم تضع هاتفها بحقيبتها والتي صادرها منها (مازن) قبل ان تدخل للغرفة بدون ان يجرب تفتيش جيوبها والتي كانت تخفي بداخلها هاتفها بدون ان يعلم بذلك ، دست بعدها هاتفها بسرعة بجيب قميصها وهي تتجه من فورها للجالسة بمكانها بجمود لتمسك بذراعيها وهي تقول بسعادة مبتهجة لمع بحدقتيها الدامعة
"اسمعي يا ماسة ، نحن سنتحرر قريبا من هنا وهذا الزواج لن يحدث ، فروميساء الآن بالطريق وستصل قريبا"

مرت لحظات مشحونة بالمشاعر الغريبة قبل ان ترفع (ماسة) رأسها ببطء شديد وهي تبتسم لها بشحوب بدون تعبير وبدون ان تحدد سبب ابتسامتها الغامضة الآن ؟ بينما عقدت (صفاء) حاجبيها بريبة وهي تبتسم تلقائياً مترافقاً مع ابتسامتها برقة ناعمة والصمت يلفهما معا بهالة من الدفء ، ليخترق بعدها هالتهما صوت فتح قفل الباب مجددا والذي اعاد الجمود والذعر للأجواء مصحوبة مع تجمد القلوب برهبة وترقب لما هو قادم الآن .

اندفع الباب للأمام ليدخل صاحب الابتسامة المستفزة وهو يمسك بكفه كيس بلاستيكي كبير ويدس كفه الآخر بجيب بنطاله بكسل ، ليسير بعدها للداخل بخطوات متمايلة بعض الشيء وعينيه العسليتين تتنقلان بافتراس بينهما ببطء ، بينما العيون تتابعه بامتعاض غير ظاهر بملامحهما الهادئة .

وقفت بعدها (صفاء) امامه بارتجاف ما ان توقف امامها مباشرة وهو يقول بحاجبين مرفوعين بتركيز
"ماذا هناك ، لما تنظرين لي بهذه الطريقة"

زمت (صفاء) شفتيها بوجل وهي تخفض عينيها بارتباك من ان يفضح امرها بسبب تشنجها الواضح والذي احتل أنحاء جسدها فجأة ، لتشعر بعدها بقبضته وهي تمسك بذقنها بقسوة ليرفعها عندها رغما عنها قائلا بفحيح خطر
"لما تحاولين الهروب مني بعينيكِ يا صفاء ، هل تخفين شيئاً على شقيقك ولا تريدين اخباره عنه ام انني اتوهم هذا فقط"

ردت عليه (صفاء) بخفوت ما ان اصطدمت نظراتها بعينيه العسلية القاتمة والشبيهة بعينيها
"لا شيء ، صدقني لا يوجد شيء"

شدد (مازن) من القبض على ذقنها اكثر حتى شعرت به يكاد يخلعه من مكانه وهو يعيد كلامه بنبرة اكثر تهديدا تعرف نتائجها جيدا منذ كانت طفلة
"حقا يا صفاء لا يوجد شيء ، ام انكِ تحاولين اللعب معي الآن لعبة الغميضة والتي لطالما كنت انتصر فيها عليكِ واجدكِ بالمكان والذي كنتِ تختبئين به ، فأنتِ لا تجيدين اخفاء شيء على شقيقك الوحيد"

اتسعت عينيها بتوجس وهي تحاول تخليص ذقنها من قبضته الخشنة ، لتنظر بعدها بلحظات لليد والتي امسكت بذراعه بجمود من الخلف ليتبعها بعدها بصوتها وهي تقول لأول مرة ببرود خافت
"اتركها وشأنها يا مازن ، فهي تقول الحقيقة ، وإذا كنت تريد ان توجه سؤال لأحد ، فأنا موجودة يمكنك سؤالي"

التفت (مازن) نحو الواقفة من خلفه بعد جمود دام لدقائق ، ليخفض بعدها يده عن شقيقته وهو يقول بابتسامة متسعة بملل
"لا بأس لم اعد اريد ان اسأل ، وبالمناسبة انا سعيد جدا لأنكِ قد عدتي لحالتكِ الطبيعية والتي هي احب على ما في قلبي ان تكون بأحسن حال"

اشاحت (ماسة) بوجهها بعيدا عنه وهي تزفر انفاسها بغضب مكتوم ، لتعود بعدها للنظر له بقوة وهي تكتف ذراعيها فوق صدرها قائلة بابتسامة ساخرة ببرود
"انا بأحسن حال لا تقلق على حالي ، ولكن يبدو بأنك انت الغير واثق من نفسك وخائف من ان يضيع كل تعبك هباءً ، او ان يفسده احد منا بغبائه ، أليس هذا ما انت خائف منه"

ابتلعت (صفاء) ريقها بتوتر وهي تنقل نظراتها بينهما بجزع وكفها تمسد على عنقها بتشنج ، بينما كان (مازن) ما يزال ينظر لها بنفس الابتسامة المستفزة قبل ان يتمتم ببساطة وهو يرفع كفه عاليا بطاعة
"حسنا لا داعي لكل هذا العداء ، فأنا لا اريد منكما شيء سوى ان تتعاونا معي بطاعة تامة ، وعندما يصبح كل شيء بين يديّ وكما تمنيت فأنا عندها سأحرركما من قيودكما بدون اي مشاكل"

تنفست (ماسة) ببرود وهي تتمتم بنفاذ صبر
"توقف عن هذا الهراء ، وتكلم لما اتيت للغرفة ، هل هناك المزيد من الاوامر والتي ستلقيها على اسماعنا"

ارجع رأسه قليلا للخلف وهو يرفع الكيس بكفه عاليا قائلا بابتسامة باردة
"لقد احضرتُ لكِ كل ما تحتاجينه بهذا الكيس ، لكي تصبحي عروسي المنتظرة والتي عليها ان تكون جاهزة بمساء اليوم ، فأنا لا اطيق صبرا حتى اراكِ امامي عروس جميلة كما اريد"

تصلبت ملامحها وانفاسها تزداد حدة لتتسع عينيها باستدارتهما بقوة وجمود ، وقبل ان ينطق اي منهما بكلمة ارتفع صوت رنين الهاتف والخارج من جيب قميص الجامدة بمكانها بصدمة والتي انتفضت فجأة كل اطرافها بذعر غير مسبوق ، ليستدير بعدها (مازن) بوجهه نحو مصدر الصوت بهدوء خطير وحاجب واحد بدأ بالارتفاع بخفة .

رفعت (صفاء) نظراتها العسلية باتجاهه بتوجس ما ان قال بهدوء مريب وهو يرفع يده نحوها بأمر
"اخرجي هاتفكِ"

اخرجت (صفاء) بسرعة هاتفها والذي توقف عن الرنين من جيب قميصها بارتجاف شل حركة اطرافها لثواني ، لترفعه بعدها باتجاه يده الممدودة ببطء شديد وهي تودع وسيلة التواصل الوحيدة والتي كانت توصلهما لطوق نجاتهما ، انتشل (مازن) الهاتف من يدها بقوة وما هي ألا لحظات حتى رفع يده الأخرى عاليا وبلمح البصر كان يهبط بها على خدها بقسوة لدرجة اوقعتها جالسة على طرف السرير من خلفها وهي تمسك خدها المحمر بكفها بارتجاف احتل جسدها بأكمله .

تقدم نحوها بخطوة قبل ان يسد عليه الطريق بلحظات من وقفت امامه بشموخ وهي تقول بتصلب مشتد
"لقد اخذت هاتفها وعاقبتها ، ماذا تريد ايضا قتلها ، إذا كنت تريد ان يتم هذا الزواج المهزلة لتحصل عليّ فأنت عليك إذاً المحافظة على المسافة بيننا والالتزام بقواعد اللعبة وألا سيحدث عندها شيء سيكلفك كل ما تملك ، هل فهمت يا مازن جلال"

عقد حاجبيه بشراسة وقد اختفت الابتسامة عن وجهه تماما ليحل مكانها التجهم المتوحش وهو يشدد على الهاتف بكفه يكاد يحطمه بقبضته ، رفع بعدها قبضته نحوها قرب وجهها تماما وهو يهمس بفحيح منفعل
"إذا حاولتما اللعب معي مرة أخرى او خرقتما قواعد اللعبة والتي وضعتها لكما ، فلن تتوقعا عندها ما سيحدث لكما من شروري ، فأنا ما أزال لم اظهر لكما ذلك الجانب البدائي بداخلي وعندما يتحرر ذلك الوحش الكامن لن اميز عندها بين صديق او شقيق او حبيب"

كانت (ماسة) تنظر له بجمود تتحداه بعينيها الصلبة بدون ان يرف لها جفن او ان تتأثر بنبرة صوته الخشنة والتي تستطيع دب الرعب بأوصال عدوها ، بينما انسحب (مازن) من امامها وهو يلقي نظرة سريعة على شقيقته الجالسة بطرف السرير بدون اي حركة فقط تنشج بصمت .

تنفست بهدوء ما ان اغلق باب الغرفة من خلفه بالمفتاح مجددا ، لتخفض بعدها نظراتها للكيس الملقى ارضا والذي لم ينتبه احد لسقوطه من كف صاحبه ، ركلت الكيس بقدمها بعيدا وهي تسير نحو المرتجفة بسكون وكفها ماتزال متجمدة على خدها المصاب ، لتجلس بعدها بجانبها على طرف السرير بصمت وهي ترفع ذراعيها لتؤخذ رأسها بأحضانها بتصلب ، بينما اراحت (صفاء) رأسها على صدرها بسكينة وكأنها كانت تنتظره بفارغ الصبر وهي تدفن وجهها بذاك الصدر الصلب بشهيق اطلقت سراحه ، لتربت عندها بيدها على شعرها البني الناعم بهدوء وهي تستمع لبكائها الخافت بصمت لفهما معا برقة اعتادتا عليها مثل رفيقهما الثالث بهذه الحياة .

______________________________
كانت تتنفس بملل بين الحين والآخر فوق مائدة الطعام وهي تستمع لشهقات شقيقتها بجانبها والتي لم تتركها وشأنها للآن بعد كم من الأوامر الصارمة والتي حرصت والدتها على حشوها برأسها قبل وصول والدها ، لترغم شقيقتها بالنهاية على ترك غرفتها لتشاركهم بطعام العشاء بدون اي حياة وهي تبدو شاردة بعيدا عن الجميع منذ بداية الجلسة بدون ان تلمس الطبق من امامها .

قال الوالد فجأة وهو ينظر لابنته الكبرى بتركيز حاد
"ما لذي اصابكِ يا سلوى ، هل انتِ بخير"

انتفضت (سلوى) بألم ما ان شعرت بقدم والدتها تضرب على ساقها بقوة وهي تشير لها بعينيها بصرامة باتجاه والدها ، لتنظر بعدها بارتباك لوالدها وهي تبتسم له بنعومة حاولت تصنعها وهي تهمس بخفوت
"نعم يا ابي"

عقد الوالد حاجبيه بريبة وهو يكرر السؤال بصرامة خافتة
"لقد كنتُ اسألكِ عن حالكِ ، فأنتِ تبدين لي غير طبيعية ، هل انتِ بخير يا ابنتي"

اومأت برأسها بالإيجاب وهي تقول بابتسامة متزنة
"انا بأفضل حال يا ابي ، فقط حدثت معي بعض المشاكل الغير مهمة"

حرك رأسه بهدوء وهو ينظر لها بعدم اقتناع فهذه ليست ابنته المجنونة والتي يعرفها منذ صغرها ، لينقل بعدها نظراته لزوجته والتي كانت مشغولة بوضع الطعام بطبق ابنها الصغير بدون ان تمنع نفسها من ألقاء النظرات الحادة والموجهة نحو ابنتها بالخفية ، ليصل بنظره لابنته الثانية والتي كانت تتناول طعامها بهدوء تحسد عليه بدون ان تتأثر بالمشاعر المتنافرة والتي تحوم من حولها بكثرة .

عاد بنظره لابنته (سلوى) مرة أخرى وهو يقول بحزم صارم
"وما لذي اتى بكِ للمنزل هذه المرة ، لم يكد يمر يومين على زيارتكِ الأخيرة لنا ، ام انكِ احببتِ النوم عندنا بعيدا عن منزل زوجك"

عبست زاوية من شفتيها وهي تقول بمرح مزيف
"ماذا بك يا ابي ، هل مللت من زياراتي بهذه السرعة وتريد طردي من منزلك لترتاح من وجودي"

ردّ عليها والدها بتصلب بدون ان يهتم لكلامها الأخير
"لقد سألتكِ سؤال محدد واريد جواباً عليه ، ما لذي حدث معكِ لتتركي بيت زوجكِ وتأتي لمنزلنا مرة أخرى"

عبست ملامحها بتشنج وهي تحيد بنظراتها لوالدتها بارتجاف والتي كانت تنظر لها بتحذير مستعر ينطق بعينيها ، لتعود بعدها بلحظات بنظرها لوالدها وهي تهمس بوجوم خافت
"لقد حدثت بعض المشاكل بيني وبين احمد ، لذا تركتُ منزله وجئت لهنا طلباً لبعض الوقت حتى انسى ما حدث بيننا"

كان والدها ينظر لها بتفكير عميق ليقول بعدها بتصلب متزن
"انتِ تقصدين بأنكِ قد اتيتِ لتقري لوالدتك كل ما حدث بينكِ وبين زوجك وتطلبي منها النصيحة والتي لا تستطيعين المضي بدونها ، وكأنكِ طفلة لا تستطيع فعل شيء بحياتها بدون مشورة والدتها والتي تتحكم بها كما تشاء مثل الدمية وحتى لو طلبت منها عصيان زوجها وعدم الاصغاء له فستفعل بدون ادنى تفكير ، بالرغم من ان زوجكِ هو الذي لديه الحق بالتحكم بحياتكِ اكثر من والدتك"

فغرت شفتيها بارتعاش وهي تهمس بحنق
"هذا غير صحيح يا ابي....."

قاطعها والدها وهو يرفع كفه عاليا بأمر قائلا بنفاذ صبر
"هذا يكفي فقد اكتفيتُ من تصرفاتكِ الطفولية والتي لم تعد تطاق ابدا ، فأنتِ الآن قد اصبحتِ امرأة ناضجة متزوجة من عائلة من افضل عائلات المجتمع ، وهذا الهراء والسخافات وطريقة الهروب من بيت زوجك بكل مرة بسبب كارثة صغيرة عليه ان يتوقف الآن ، وليس اني غير مهتم بزياراتكِ الكثيرة ومشاحناتكِ والتي ازدادت مؤخرا مع زوجكِ يعني اني راضي عن هذا الوضع ، فنحن لم نربي ونتعب من اجل ان تتشوه صورتنا بالمستقبل بسبب اولادنا والذين لا يفكرون بمصلحة انفسهم ابدا"

تجمدت ملامح (سلوى) بصدمة ممزوجة بالذهول وهي لا تعلم بماذا تنطق الآن بعد ان اهانها والدها امام العائلة بصورة مخزية ؟ لتهمس بعدها بلحظات بعبوس واجم
"وما لذي افهمه من هذا الكلام يا ابي"

تنهد والدها بهدوء وهو يقول بجدية صارمة
"الذي عليكِ ان تفهميه هو بأن هذه الزيارات ستتوقف ، ومشاكلكِ والتي تحدث بمنزلك تحلينها مع زوجك وحدكما وبالتفاهم والتراضي بين الطرفين ، وآخر شيء ستعودين لمنزل زوجكِ غدا صباحا بدون اي تأخير"

ردت عليه (سلوى) بسرعة باستنكار
"لا يا أبي لا تقولها....."

قاطعها والدها بجمود وهو يضرب بيده على سطح الطاولة بأمر
"ولا كلمة يا سلوى ، ستفعلين كل ما اطلبه منكِ بدون اي اعتراض ، فهذه المهزلة والتي تفتعلينها دوما عليها ان تتوقف ، ولكي لا نصبح حديث الناس اكثر بسبب إهمالكِ وطفوليتك"

زمت شفتيها بغضب مكتوم والدموع عادت لتتجمع بمقلتيها من جديد وهي تهمس ببرود
"حسنا"

انتفضت بعدها واقفة عن مقعدها وهي تندفع بعيدا عن مائدة الطعام لتكمل بكائها بغرفتها بعيدا عنهم ، بينما كانت نظرات (جويرية) تتابعها بحزن وحنق مما تسببه لنفسها من غبائها اللامحدود ، وما ان نقلت نظراتها لزوجها حتى قال لها بتجهم وهو ينظر لها بضيق
"هل لديكِ كلام تريدين قوله"

ابعدت نظراتها عنه بعبوس وإيباء قبل ان تنهض عن مقعدها وهي تسحب ابنها معها رغم ممانعته الشديدة لتغادر المكان بهدوء مريب ، ليخلفوا من بعدهم صمت دام لدقائق وحزن خيم على الأجواء بمشاعر كاتمة .

رفع الوالد نظراته باتجاه ابنته الأخرى والوحيدة والتي بقيت حول المائدة ، ليقول عندها بهدوء وهو يمسك بالملعقة بشرود
"إذاً اخبريني كيف حال دراستك ، وهل ما تزال تنتابكِ نوبات الإجهاد من السير الطويل تحت الشمس وبساحات الجامعة"

حركت رأسها بالنفي بهدوء وهي مشغولة بمضغ الطعام قائلة بخفوت مبتسم
"لا كل شيء بخير ، ولم اعد اشعر بأي إجهاد كما كان بالسابق"

اتسعت ابتسامة والدها بتصلب حنون وهو ينظر لخديها الموردين وهي تمضغ الطعام بهما مرجعة شعرها القصير لخلف اذنيها بهدوء ، ليرفع بعدها الملعقة وهو يتناول الطعام باتزان هامسا بحنية
"وهذا كل ما ارجوه منكِ يا ابنتي"

_____________________________
كانت تمسك بشعرها الاسود الطويل وهي تلفه حول قبضتها بمنتصف رأسها قبل ان تنتزع المشبك عن رأسها لتمسك به خصلات شعر الجالسة امامها بإحكام لتثبت استدارته فوق رأسها بدون ان يمنع بعض الخصلات من التهدل على جانبيها باستكانة ، اخفضت بعدها يديها بعيدا عن رأسها وهي تهمس بوجوم خافت
"لا اصدق بأني افعل هذا حقا ، لقد تمنيت سابقا ان اقف بجانبكِ بهذه اللحظة المهمة بحياتك ولكن ليس بهذه الطريقة"

كانت الجالسة بمكانها تنظر للمرآة امامها بشرود ولانعكاس عينيها الزرقاء بدون اي حياة وكأنها احجار منحوتة بصدف البحر بدون اي عواصف او امواج فقط سكون تام احتل البحر بأكمله بطقس غائم جزئياً ، بينما باقي ملامحها هادئة تماما بشحوب لا لون له بيوم جف به بحر دموعها ليترك آثار جفافه واضحة عليها ، لتخفض بعدها بلحظات جفنيها المحمرين بإنهاك وهي تهمس بابتسامة هادئة
"ولكنكِ ما تزالين تقفين بجانبي بهذه اللحظة المهمة من حياتي ، أليس هذا كافياً"

عبست ملامح (صفاء) بحزن وهي تنظر لعينيها بالمرآة لتهمس بعدها بامتعاض
"ليس هذا ما كنت افكر به عن هذا اليوم المهم ، وانا متأكدة بأنكِ انتِ ايضا ليس هذا ما كنتُ تفكرينه بهذا اليوم والذي من المفترض ان يكون اسعد يوم بحياتك"

فتحت (ماسة) عينيها بحذر باتساع وهي تلمح بعض الدموع والتي ما تزال عالقة بأطراف حدقتيها بدون ان تسيل عن عينيها وكأنها تصر على تعذيبها بمكانها وهي تلسع عينيها بحرقة تشعر بها بكل أنحاء جسدها وكأنها تجلس على جمر من نار تندلع ألسنته بأعماق روحها ، لتقول بعدها بجمود وهي ترفع كفها لتمسح بها على خديها الثلجيين برفق
"ليس كل ما نتمناه يتحقق ، وليس كل ما نفكر به صحيح فقد يكون كل ما يدور بذهننا مجرد افكار تافهة تدور برؤوسنا بلحظة ضعف منا لتختفي بعدها ما ان تتحقق صحتها ومدى استحالة حدوثها بعمالنا"

زمت (صفاء) شفتيها بحنق وهي ترفع يدها لتلتقط من على طاولة الزينة مشبك آخر صغير قبل ان تمسك به بعض الخصلات الخارجة من عقدة شعر صديقتها وهي تتمرد عليها بسبب كثافته وطوله ، لتقول بعدها بابتسامة حالمة بأمل بعيدا عن كلامها الأخير
"بغض النظر ، ولكن هناك احلام جميلة وافكار من وحي خيالنا ، نتمنى حقا ان تتحقق لنعيشها على ارض الواقع كما نتمنى ، فليس هناك قانون يمنع عنا الخيال والتفكير بأشياء بعيدة عن عالمنا ، فكل ما اريده من هذه الحياة هو القليل من هذه السعادة برؤية ما احلم به يتحقق امامي وبرؤية كل من احبهم يعيشون بسعادة وهناء"

ابتسمت (ماسة) بمرارة وضعف ظهر على ملامح وجهها الشاحبة بانكسار وهي تستمع لكلام صديقتها الحالم والبعيد جدا عن عالمها البارد ، فهذا كان دائما التناقض بينهما وكل واحدة منهما تعيش بعالمها الخاص بها لوحدها والذي نسجه لها عقلها الباطن ، لتقول بعدها ببرود وهي تخفض قبضتها لتستكين بحجرها بجمود
"يبدو بأن القصص الخيالية قد اثرت على عقلكِ كثيرا يا صفاء ، وكل ما اخشاه هو بأن تنجرحي بقوة يوما ما من قسوة الواقع والذي نعيشه"

نفضت (صفاء) ذراعيها للأسفل بإحباط وهي تهمس باستياء
"ها قد عدنا مرة أخرى للكآبة ، ألن تتوقفي عن هذه الافكار الكئيبة يا عدوة المتعة ، أتعلمين انتِ وشقيقي مازن مناسبين جدا لبعضكما لأنكما مزعجين ولا يطاق التكلم معكما ابدا"

تنفست (ماسة) بهدوء وهي تعود للنظر لحدقتيها وللدموع العالقة بأطرافها بشرود بدون ان تتجرأ على مسحها وكأنها خائفة من ازدياد انهمارها والتشققات بها إذا اقتربت منها اكثر من الحد المسموح به ، لترفع بعدها قبضتها المتصلبة وهي تتلمس بأصابعها طرف طاولة الزينة هامسة بشرود وابتسامة صغيرة تحتل محياها بحزن
"أتذكرين يا صفاء عندما كنا اطفال ، كنتِ دائما تخبريني بأنني لن اتزوج احد غير مازن فهو الوحيد والذي يناسبني ويشبهني بكل شيء ، وانتِ ستتزوجين من امير يشبه الذي نراه على التلفاز وسيكون لقائكِ به بحفلة ملوكية لتصبحي انتِ اميرته وترقصين معه فوق الغيوم بسعادة"

ابتسمت (صفاء) بارتجاف وهي تتذكر افكار الطفولة البلهاء والتي لم يعد لها اثر بالواقع بعد ان تحررت من قيود برائتها لترتدي رداء الواقع القاسي والذي ليس له اي اثر من هذه الأحلام ، لتزفر بعدها انفاسها بنشيج متهدج ما ان تذكرت رقصها مع نفسها وهي تحرك قدميها الصغيرين بحركات متأنية وتلوح بذراعيها النحيلين بالهواء بانسيابية مع تطاير اطراف ثوبها ليشكل هالة حول نفسها وكأنها ترقص فوق السحاب وهي تعانق الغيوم بسعادة بينما ضحكات صديقتها الساخرة بطفولية تخترق غمامتها بدون ان تؤثر عليها وكأنها نغمة خاصة ترقص على ألحانها بلا مبالاة ، لتصبح مجرد ذكريات واراها الزمن ودفنها الواقع الكئيب لتبقى طي النسيان للأبد .

انحنت عينيها الدامعة للأسفل بوجوم والدموع تتجمع بحرارة بحدقتيها العسليتين بدون ان تمنعها ، لتحرك بعدها شفتيها الورديتين بارتجاف وهي تهمس باستنكار
"ولكنه كان مجرد كلام اطفال وتفكير محدود بالحاضر بعيدا عن المستقبل ، فنحن لم نكن نعلم بأن كل شيء سيتغير بلمح الصبر ما ان تمر السنين عليه ويظهر مدى سخفه بوقتها"

تنهدت (ماسة) ببرود وهي ترفع عينيها لصورة انعكاس صديقتها بالمرآة لتقع نظراتها على خدها المحمر من الصفعة والدموع تسقيه بحزن ، لتقول عندها بابتسامة ساخرة بمرارة
"ولكن يبدو بأن جزء من تلك الاحلام السخيفة قد تحقق ، فأنا الآن سأتزوج من مازن كما كنتِ تفكرين وتتمنين"

اتسعت عينيها بجزع وهي تحرك رأسها بالنفي بحركة غير ملحوظة ، لتندفع بعدها نحوها وهي تعانق كتفيها من الخلف بذراعيها بقوة قائلة بخفوت مرتجف وهي تريح جانب رأسها على كتفها
"لن يحدث فأنا لن اسمح بهذا ، وكل الذي دار بيننا بذلك الماضي سيبقى مجرد ذكريات لا معنى لها ، وانتِ ستكونين بخير اعدكِ بهذا ، وروميساء لن تترككِ ابدا وستفعل كل ما بوسعها لتساعدك"

اومأت برأسها بشرود بدون اي تعبير وكأنها قد سلمت لمصيرها المظلم أينما كان ، بينما استقامت (صفاء) بوقوفها لتمسح خديها بكفها بنشيج وهي تدلك بكفها الآخر على كتف صديقتها بهدوء ، لتسير بعدها بلحظات بعيدا عنها وهي تتجه للنافذة المحطمة بشرود لتنظر للسواد والذي ساد بالمكان بالخارج لتختفي عندها معالم المكان والغير معروف موقعه فقط اصوات جراد الليل هو ما كان يخترق السكون بالأجواء الكاتمة بغموض ارهق القلوب المنتظرة .

_____________________________
اوقف السيارة بجانب الطريق بهدوء وهو ينظر للمنزل امامه بتركيز وهو يحمل نفس المواصفات والذي اخبرته به تلك الفتاة على الهاتف ، كان المنزل صخري بمعنى الكلمة بدون دهان يخفي اشكال الصخور وصناعتها البدائية والتي تبدو تآكلها الزمن بدون ان يترك اي شيء سليم بها من نوافذها المحطمة ومن لون صخورها الشاحبة المتآكلة بالعفن والحشرات ، وهذا بحد ذاته يدعو للإحباط والاشمئزاز لما وصل له حال البشر ووجود مثل هذا النوع من البيوت على سطح الأرض .

التفت نحو الجالسة بجانبه وهو يقول بغموض
"ماذا حدث ، ألم تجب على اتصالاتك"

رفعت نظراتها نحوه وهي تحرك رأسها بالنفي لتخفض عندها الهاتف عن اذنها وهي تقول بإحباط
"لا لم تجب ، ولا اعلم لما اقفلت الهاتف الآن"

حرك رأسه باتزان وهو يفتح الباب بجانبه قائلا بجدية هادئة
"اعتقد بأنه قد صادر الهاتف منهما ، وعلى كل حال نحن قد وصلنا الآن ، ولا يفصلنا شيء عن تحريرهما من هذه القذارة ، فقط بعض الخطوات لنتعرف على غريمنا"

نظرت (روميساء) للمنزل امامها وهي تدس هاتفها بجيب بنطالها بهدوء ، لتخرج بعدها من السيارة خلف الذي سبقها وهو يقف امام المنزل بتجمد مضيقا عينيه السوداوين وكأنه يحاول حل معضلة ما .

وقفت (روميساء) بجانبه وهي ترفع قبضتها لصدرها المهتز تدعو ان لا يكون ما تخشاه قد حدث وفات الأوان على التدخل ، قالت بعدها بلحظات بابتسامة هادئة بوجوم
"ألم يكن علينا احضار الشرطة معنا ، من اجل هذه المهمة"

عض (شادي) على طرف شفتيه بعبث وهو يهمس ببرود يخفي من خلفه الكثير
"واين المتعة بالموضوع ، إذا تدخلت الشرطة فلن نستطيع عندها التسلي بتلقين ذلك الحقير والمسبب الرئيسي بكل مشاكل ماسة درسا لن ينساه بحياته"

حادت بنظراتها نحوه بعبوس وهي تهمس بجفاء صارم
"سيد شادي لا تنسى المهمة والتي علينا فعلها بهذا المكان وهو تحرير ماسة من براثن هذا المجرم ، وليس الحصول على المتعة والتسلية بالقتال معه فنحن لا نريد المزيد من المشاكل"

التفت (شادي) بوجهه نحوها وهو يرفع حاجبيه بخفة قائلا بتعجب ساخر
"هل انتِ دائما صارمة هكذا بالتعامل مع الآخرين ، ام انها وراثة عندكم بالعائلة فقد لاحظت بأنها موجودة عند شقيقتك ايضا بكثرة"

تجهمت ملامحها وهي تحرك رأسها بيأس من هذا المزعج والذي لا يتوقف عن قلب كل شيء يحدث معهم لمهزلة وهي اعصابها على وشك الانفلات منها بدون سخريته والتي ترفع ضغطها ، لترفع بعدها وجهها نحوه باستياء عابس ما ان همس بابتسامة متسعة ببرود
"ما بكِ لما تجمدتِ بمكانك هكذا ، ام لا تريدين انقاذ شقيقتك من ذلك المجنون ، هيا بنا بسرعة قبل ان يضيع كل شيء فعلناه هباءً وتضيع المتعة معها"

حركت رأسها بعيدا عنه بجمود وهي تسير باتزان باتجاه باب المنزل ، ليتبعها بعدها (شادي) بالسير خلفها بهدوء وعينيه مركزتين على المنزل بدون ان يحيد بنظراته بعيدا عنه ، وما ان وقفت امام المنزل وهي على وشك طرق الباب بقبضتها حتى اوقفتها اليد والتي امسكت بمرفقها وهو يقول بهدوء غامض
"انتظري قليلا ، فلم يأتي الوقت المناسب لتبدأي بطرق الباب"

التفتت نحوه بحيرة وهي تفلت مرفقها بعيدا عنه قائلة بتصلب
"ماذا تقصد ، ومتى يمكنني طرق الباب"

تنفس (شادي) بهدوء وهو يعود للخلف عدة خطوات بحذر لينزل درجات المدخل امام المنزل ، ليتوقف بعدها بلحظات على بعد خطوات منها وهو يحني بجذعه للأسفل بتحفز قائلا بابتسامة جانبية بافتراس
"يمكنكِ الآن طرق الباب"

انفرجت شفتيها ببلاهة للحظات وهي تراقبه بعدم استيعاب ، لتستدير بعدها بعيدا عنه بجمود مرتجف وهي ترفع قبضتها مجددا لتبدأ بطرق الباب بقوة ، وما هي ألا دقائق فقط حتى فُتح الباب بقوة امامها وهو يصدر صوتا مزعجا بسبب قدمه وهو يكاد يقع من مكانه ، اتسعت عينيّ الذي اطل عليها من خلف الباب وهو ينظر بعدم تصديق للواقف امامه بجمود ، لينطق بعدها بلحظة بابتسامة التوت بتصلب بزاوية شفتيه بانفعال
"مرحبا بروميساء ، ما لذي احضركِ لهذا المكان او بالأحرى كيف عرفتِ عن هذا المكان"

عقدت (روميساء) حاجبيها بحدة وهي تكتف ذراعيها فوق صدرها قائلة بصرامة قاطعة
"اريد شقيقتي ماسة"

ارتفع حاجبيه ببطء مستفز وهو يستند بكتفه بإطار الباب قائلا ببساطة
"اعتذر ولكني احتاجها الآن فعقد قراني بها سيبدأ بعد قليل وبعد وصول المأذون ، ولكني سأسمح لكِ بأن تكوني شاهدة معنا"

ارتفع حاجبيها بانشداه منفعل وشفتيها متصلبتين بشحوب ، ليتدخل بعدها صوت من خلفها جعل العيون تتجه نحوه وهو يقول ببرود متحفز
"سأريك الآن من سيسمح لك بعقد قرانك بها"

ابتعدت (روميساء) عن طريقه بهدوء ليندفع صاحب الصوت من خلفها باتجاههما وهو يصعد الدرجات بلحظات ليوجه قبضته للذي ما يزال متسمر بمكانه بصدمة لتصل لكمته له وهي تعيده للخلف بعيدا عن إطار الباب ، ليسير بعدها (شادي) لداخل المنزل ببساطة وهيمنة وهو يراقب من كان يمسح الدماء عن انفه ونظراته العسلية تتحول لنيران متقدة بلحظات ، بينما دخلت (روميساء) من خلفهما بسرعة لداخل المنزل وهي توزع نظراتها بأنحائه بهلع والرعب قد شل حركتها بالكامل وعقلها قد تشوش عن التفكير تماما وهي تتحرك بعيدا عنهما بحثا عن وجهتها .

وقف (شادي) امامه مباشرة وهو يفرد ذراعيه له باستعداد قائلا بجدية وبنبرة جامدة نحتت ملامحه الباردة بخطر
"تعال وارني ماذا تستطيع ان تفعل يا قليل المروءة والشرف ، لتجرب مرة اخرى خطف فتاة مجددا رغما عنها وكل هذا لتجبرها على الزواج من شخص دنيء مثلك ، اتعلم ما هي مخالفة هذه الجريمة وما يستحق مرتكبها"

ارتفع حاجبي (مازن) بتعجب قبل ان يبتسم بشراسة وهو يظهر انيابه قائلا بوحشية بدائية تظهر جانبه الاجرامي
"يبدو بأنك لا تعلم مع من علقت الآن يا مدلل ، فإذا لم تكن تعلم انا والجريمة لدينا ماضي ملطخ بالسواد سيعجبك كثيرا ان تتذوق بعضاً منه ، وهذه الفتاة والتي تتكلم عنها الآن هي ملكي منذ ان خلقت على هذه الحياة"

عقد (شادي) حاجبيه بغموض حاد من كلامه وهو يشعر بنيران بأحشائه بدأت بالاندلاع بداخله تدريجيا بدون ان تظهر اي منها على ملامحه الجامدة ببرود وهي تتدفق لباقي انحاء جسده بحرارة الحمم يشعر بها لأول مرة ، بينما اندفع (مازن) وهو ينقض عليه بهجوم مباغت ليلكمه بقوة بوجهه وهو يرد لكمته السابقة ، ليحاول الآخر التوازن بوقوفه وهو ينظم انفاسه قبل ان يشعر بيدين تقبضان على عنقه بعنف وهو يكتم انفاسه ليهمس الآخر امام وجهه بجنون الغضب
"من انت ، ومن تكون"

ردّ عليه (شادي) بابتسامة ساخرة باستهانة بدون ان يهتم بيديه الكاتمتين على انفاسه
"انا اكون ابن خالها شادي الفكهاني ، وماسة الفاروق تخصني انا وحدي"

زادت ملامح (مازن) شراسة متقدة وهو يعقد حاجبيه بطريقة خطيرة وكأنه قد فقد السيطرة على نفسه ، وبخضم صدمته لم ينتبه للقدم والتي ضربته بمباغتة بين ساقيه ليفلته عندها وهو يتأوه بألم ، ليستغل عندها (شادي) ضعفه وهو يضرب برأسه جبهته بقوة جعلته يترنح بعيدا عنه ، ولم يتركه عند هذا الحد بل عاد ليمسك بعنقه بيديه وهو يشدد من القبض عليه كاتما انفاسه كما كان يفعل به قبل قليل وكأن الادوار قد انقلبت بينهما ، ليهمس بعدها بلحظات امام وجهه بجمود خافت خطير
"مرة اخرى عليك مواجهة من هو بحجمك ، فليس من اللائق بهيبتك وضخامتك هذه ان تفرد قوتك على فتاة ضعيفة لا تصل لنصف قوتك ، وهذا من اجل كرامتك بالمرة القادمة"

بهذه الأثناء كانت (روميساء) تحاول فتح قفل الباب والذي اكتشفت وجود شقيقتها وصديقتها به وهي تضرب المقبض بدون جدوى ، لتخفض عندها ذراعيها بتعب وهي تتنقل بنظرها بارتباك لتقع على رزمة مفاتيح كانت ملقاة فوق طاولة الزينة بجانب الرواق .

ابتعدت بسرعة عن الباب لتلتقط المفاتيح من على الطاولة قبل ان تعود للباب وهي تتمتم باطمئنان شاحب
"لا بأس ، لقد وجدت المفتاح الآن"

لتحاول بعدها فتحه وهي تدس المفتاح تلو الآخر حتى سمعت بالنهاية صوت فتح قفل الباب اخيرا ، تنهدت ببعض براحة وهي تدفع الباب بكتفها بقوة ، لتتوقف بعدها بلحظات بتوازن مهتز وهي تتمسك بإطار الباب وانفاسها تخرج بتهدج منفعل ، نقلت نظراتها من (صفاء) الواقفة بجانب الباب تبتسم لها بسعادة غامرة وعينيها دامعة بشكل طفولي ، لتصل لشقيقتها الواقفة عند النافذة بجمود وليس هذا ما جمدها بمكانها فقط بل بسبب ثوب الزفاف الأبيض والذي كانت ترتديه وهو يصل لكاحليها واكثر وملتصق بكامل جسدها بتناسق رهيب ادهشها وهذا غير شعرها الطويل والملفوف فوق رأسها بمشابك صغيرة بيضاء بنعومة الثوب ليظهر عنقها الطويلة والمنحوتة مثل الرخام الابيض ، ولا تعلم لما تذكرت والدتها بهذه اللحظة بالذات عندما كانت بزفافها من زوج والدتها وهي تبدو صورة طبق الأصل عنها فقط ينقصها ذلك اللمعان والذي كان يغطي والدتها بالكامل وهي تزف لذاك الرجل الغريب بسعادة منقطعة النظير ؟

تقدمت عدة خطوات بعيدا عن الباب وهي تنظر لها بانشداه متوجس دام لثواني وعينيها ماتزال على اتساعها المستدير الشاحب ، وما ان كانت ستبدأ بالكلام حتى سبقتها من التفتت نحوها برأسها ببطء وهي تهمس بخفوت حزين
"لقد تأخرتِ كثيرا ، أتعلمين كم من الوقت انتظرت عودتك"

تصلبت بمكانها للحظات وهي تتنفس بنشيج وقبضتها مضمومة عند صدرها ونفس العبارة ضربتها من نفس الشخص عندما كانت تعود يوميا للمنزل بوقت متأخر بسبب عملها الطويل والذي كان يؤخذ منها كل يومها لتستقبلها عند الباب طفلة بعمر العاشرة وهي تصرخ بها ببكاء منتحب
"لقد تأخرتِ كثيرا ، أتعلمين كم من الوقت انتظرت عودتك"

افاقت من افكارها وهي تزفر انفاسها بابتسامة هادئة قبل ان تتسع ابتسامتها بسعادة شاحبة وهي ترفع قبضتها لتمسح بها الدموع المتجمعة بمقلتيها ، لتضرب بعدها جانب رأسها بنفس قبضتها وهي تهمس بخفوت هادئ
"اعتذر لن اعيدها مجددا"

ارتفعت ابتسامة (ماسة) بتصلب هادئ وقد بدأت بعض الراحة تزحف لملامحها الرخامية بشحوب حزين ما ان تذكرت نفس الحركة والتي كانت تفعلها دائما كاعتذار على تأخرها الدائم بالعمل ، اندفعت (روميساء) بعدها بلحظات وهي تقطع المسافة الفاصلة بينهما لتعانق شقيقتها بقوة وهي تحيط كتفيها بذراعيها بحنان هامسة باضطراب مترافقا مع ارتجاف جسديهما معا
"لا تقلقي انا هنا معكِ ، وسأبقى دائما بجانبكِ ، وكل شيء سيكون بخير"

تنفست عندها بهدوء وهي تومأ برأسها بشرود بحركة غير ملحوظة لتريح جانب رأسها على كتفها باطمئنان وكأنها قد وصلت الآن لبر الأمان ، بينما كانت (صفاء) تتابعهما بشهقات صامتة ودموعها تنزل بخفوت على خديها بانحدار حزين .

انتفضت بعدها من فورها الواقفة عند الباب وهي تلتفت برأسها للخلف بهلع ما ان سمعت صوت تحطم بالمنزل وصراخ شرس لوحوش تتناطح مع بعضها ، لتعقد عندها حاجبيها بتوجس وهي تنقل نظراتها للتي كانت تنظر لنفس الجهة بقلق متشنج وهي تستمع للأصوات المرتفعة بالخارج وكأن حرب طاحنة تدور بمنتصف المنزل ، بينما بقيت (ماسة) مستكينة بأحضانها بدون ان تفكر بما يدور من حولها من ضجة صمت اذنيها بألم منذ الصباح .

تحركت (صفاء) بالبداية وهي تخرج من الغرفة بسرعة لتلحقها الأخرى وهي تسحب شقيقتها معها للخارج ليكتشفوا مصدر الضوضاء ، لتقف بعدها فجأة التي شهقت بذعر ما ان رأت (مازن) مسجى على الأرض وشخص غريب يجثو من فوقه وهو يقبض على انفاسه يكاد يزهقها ، لتندفع بعدها لا إراديا وهي تمسك بذراع الغريب والقابض على انفاس شقيقها لتتشبث به وهي تصرخ به برجاء منتحب
"ابتعد عن مازن يا هذا ، اتوسل إليك ابتعد عن شقيقي"

تجمد (شادي) بمكانه وهو يرفع رأسه بعدم استيعاب للفتاة ذات الشعر البني الطويل والتي تبدو من قرابة هذا المجرم ؟ لينقل بعدها نظراته للواقفات بمكانهما بتجمد ولكن ليس هذا ما لفت انتباهه بل التي كانت واقفة بشرود وهي ترتدي ثوب زفاف ابيض زادها هشاشة وضعف وهو يظهر خصرها النحيل وكأنها مجرد شبح خرج من الحياة بدون ان يظهر عليها اي بوادر من الحياة فقط عينيها القاتمة والتي ازدادت برودا بلونها الغريب والمائل لألوان البحر بيوم غائم هي التي كانت تدل على الحياة والتي تدب بعينيها المتصلبة وهو يلمح بعض من الدموع المتدفقة عند اطرافها والتي كانت تحتجزها بداخلها بقسوة رآها من قبل ، بدون ان يفهم سبب كل هذه القسوة بعينيها البحرية ؟

حرك (شادي) رأسه بقوة وهو يعود بنظره للمسجى على الأرض اسفله وهو يهيمن عليه من فوق ، ليشدد عندها من القبض على عنقه بقوة وهو يقرب وجهه امامه تماما ناظرا لعينيه العسلية والتي اصبحت بأبشع صورها ، ليقول عندها بابتسامة جانبية باشمئزاز
"اسمع ما سأقوله جيدا وضعه برأسك الأحمق ، إذا حاولت الاقتراب مرة أخرى من ابنة عمتي ولو على بعد خطوات منها فلا تلوم عندها سوى نفسك لأني لن اتركك عندها تنجو من يديّ ، وتذكر بأني شخص لا يخطئ هدفه ابدا مهما كانت المسافة والتي تفصلني عنه"

ابتسم بعدها ببرود وهو يبتعد عنه لتتراجع عندها (صفاء) كذلك باهتزاز وهو يستقيم بوقوفه لينفض قميصه الابيض وشعره وكأن شيء لم يكن ، لتتصلب بعدها ملامح الآخر بشراسة قد عادت لتدب بجسده وهو يركل ساقه امامه حتى كاد يوقعه ليبعده عنه قبل ان ينتفض وهو يقفز واقفا بعد ان وثب على قدميه ، بينما وقف الآخر امامه باتزان بعد ركلته وهو يتنفس بهدوء متصلب شرس .

قال بعدها (مازن) وهو يمسح وجهه بذراعه بتعب قائلا بهمجية لم تتوقف بعد
"لا تظن بأني من الحماقة لأدعك تؤخذ دميتي وترحلون ، فهي الآن قد اصبحت ملكي ولا احد منكم استطاع اخذها مني لا من قبل ولا من بعد ، وانتم هنا فقط تضيعون وقتكم بلا جدوى بوجودكم بمنزلي"

تجمدت ملامح (شادي) بدون ان يظهر اي شيء على ملامحه الباردة وحاجبيه مرفوعين بترقب خطر ، لتتدخل بعدها (ماسة) لأول مرة وبعد ان استعادت قوتها السابقة وهي تقول بنبرة باردة بقسوة
"انا لست دميتك يا مازن ، ولا تستطيع التحكم بي وفعل ما تشاء بحياتي ، وكما اخبرتك انا لم اعد تلك الفتاة والتي يتآمرون عليها الرجال مثل الدمية ، لذا اوقف هذه المهزلة وتوقف عنها فقد اصبحت تدعو للملل والاشمئزاز"

التفت (مازن) نحوها بعبوس متجهم وهو يقترب منها عدة خطوات ليلوح بذراعه جانبا قائلا بشراسة همجية
"هل جننتِ يا ماسة ام لا تريدين ان تفهمي مصلحة نفسكِ ومع من عليها ان تكون ، هل حقا تريدين الذهاب بعيدا عن الشخص والذي دائما ما كان يوفر لكِ كل فرص السعادة والراحة ومن يعرف كل خفاياكِ وعيوبكِ....."

قاطعته (ماسة) وهي تبتعد عن شقيقتها واقفة امامه بشموخ وهي تهمس بجفاء حاد
"كفى لقد تعبت من اعادتك لنفس الاسطوانة امامي ، ألم تمل منها ام انك تحب كثيرا الهدر من كرامتك والتي لم يتبقى منها شيء على مدار سنوات"

تغضن جبينه بغضب مكتوم وهو يعقد حاجبيه بشراسة بدائية وانفاسه تخرج باشتعال يوشك على حرقها والفتك بها ، لتتابع بعدها كلامها وهي تغادر بعيدا عنه باتجاه باب المنزل بلا مبالاة
"عذرا ولكني متعبة جدا الآن ، واريد الذهاب للمنزل"

كانت الأنظار تحوم من حوله وقد تجمد بمكانه بتصلب للحظات قبل ان ينسحبوا واحدا تلو الآخر باتجاه باب المنزل ، ولكن ما لم يتوقعه احد هو السكين والتي اخرجها من جيب بنطاله ليصوبها باتجاه (شادي) وهو يصرخ به بوحشية قاتمة مع استدارته للخلف
"انتظر ، فأنا لدي هدية من اجلك يا مدلل"

ما ان التفتت الأنظار باتجاهه حتى ألقى بالسكين بعيدا بأقصى ذراعه بخط مستقيم ، ولم ينتبه احد للتي وقفت امام هدف السكين ليصيب نصلها طرف ذراعها قبل ان تكمل طريقها لتغرز بالجدار حتى علقت به بشموخ ، مرت لحظات خاطفة كاتمة للأنفاس قبل ان تقطعها شهقة (روميساء) وهي تهمس بانشداه مرتجف
"صفاء"

امسكت (صفاء) بجانب ذراعها بألم والتي غرقت بالدماء حتى سالت لطرف اصابعها لتقطر بالدماء والتي بدأت بالهطول لتسقي الأرض من تحتها ، بينما ارتجفت اطراف (مازن) فجأة بانقباض وهو ينظر باهتزاز لشقيقته والدماء والتي تغرق جانب ذراعها وقميصها والذي انشق منها مكان نصل السكين ، ليبتلع بعدها ريقه بتشنج مضطرب وهو يرفع كفه ليمسح بها على وجهه بغضب ناري قبل ان يندفع بعيدا عنهم بعنفوان وهو يخرج من المنزل بصمت دام لدقائق .

تنهدت (ماسة) بارتجاف وهي تتراجع للخلف لتستند بالجدار بتعب استبد بها من كل ما حدث معها للآن ، بينما اشاح (شادي) بنظراته باتجاه السكين المغروزة بالجدار وهو يفكر بمدى الضرر والذي كان سيتعرض له من نصل تلك السكين والتي تلقفتها عنه شقيقته كما رأى .

تحركت (روميساء) والوحيدة والتي قطعت السكون والذي لفهم معا لتتقدم باتجاه المصابة وهي تمسك معها بمكان موضع الجرح والذي سببه نصل السكين لتنظر لمدى اصابته .

قالت (صفاء) وهي تحرك رأسها بهدوء هامسة بابتسامة متشنجة
"لا بأس يا روميساء ، مجرد اصابة عرضية"

عبست ملامح (روميساء) وهي تعود لصرامتها لتشدد من الضغط بكفها على موضع الألم قائلة بجدية منفعلة
"هل جننتِ يا صفاء لتفعلي هذا وتقفي امام السكين ، من الجيد بأنها قد اصابت جانب ذراعك فقط وألا كانت ستقتلك يا مجنونة"

ردت عليها (صفاء) بارتجاف وهي تبتسم بحزن
"ولكن هذا افضل من ان تصيب احد منكم ، وعندها سأتحمل انا الملامة لأن شقيقي هو المسبب الرئيسي بهذه الاصابة"

نظرت (روميساء) بحزن لموقع اصابتها وهي لا تصدق مدى الضرر والذي تعرضت له من اجل شقيقها المجنون ، لتسمع بعدها صوت (شادي) وهو يقول من خلفها بتصلب جاد بعد ان عاد لبروده
"اعتقد بأنها تحتاج للذهاب للطبيب ، ويمكننا ان نوصلها معنا بالسيارة وانتِ يا روميساء ستذهبين معها للطبيب للاطمئنان على اصابتها ، وانا سأكمل الطريق مع ماسة لأوصلها للمنزل"

التفتت (روميساء) برأسها نحوه وهي تفكر بصحة كلامه وهو افضل شيء يفعلونه بحالتهم المتدهورة والاصابات والتي تملئ كل واحد منهم ، ليتدخل بعدها صوت (ماسة) البارد باهتزاز وهي ما تزال تستند بالجدار بإنهاك
"استطيع العودة للمنزل وحدي....."

قطعت كلامها وهي تتنفس بحشرجة واختناق لتخفض عندها رأسها للأمام باهتزاز وهي تحاول استعادة توازنها لطبيعته وكل شيء من حولها بدأ يدور بحلقات مفرغة ، لتشعر بعدها بذراع متصلبة تعيد رأسها للخلف بهدوء وهو يرفع ذراعها الضعيف ليسندها حول كتفيه ويمسك بجانب خصرها بذراعه الآخر وهو يبعدها عن الجدار ليقول عندها بابتسامة هادئة بثقة
"انا سأهتم بها جيدا واعيدها للمنزل سالمة ، فهي الآن تحتاج لأحدهم بجانبها ليسندها حتى تصل للمنزل بحالتها المتدهورة هذه"

كانت (روميساء) تتنقل بنظرها بينهما بتشوش ناظرة لشقيقتها والتي تبدو بحالة منهارة لأول مرة تراها عليها وهي تكاد تقع لولا الذراعين الممسكين بجسدها بإحكام ، اومأت بعدها برأسها بالإيجاب بصمت قبل ان ينسحب (شادي) من امامهما وهو يسير بخطوات متمهلة مترافقة مع خطوات رفيقته المتعثرة ، ليلوح بعدها بكفه الآخر لهما قائلا بعجلة
"هيا بنا لنسرع ونخرج من هذا المكان المشمئز فقد بدأت اشعر بالتقيؤ من هذه الأجواء"

لتتبعه بعدها الفتاتين وهما تخرجان من باب المنزل بسرعة والذي تركوه مفتوحا ليخلف من بعدهما سكون تام والهواء يلعب بفراغه وعتمته وما تزال السكين ثابتة بمكانها بشموخ بدون ان تهتز من الهواء والذي يحوم من حولها ببرودة جمدت المكان .

نهاية الفصل وبانتظار آرائكم بفارغ الصبر❤❤.............

زهرورة and najla1982 like this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 09:49 AM   #65

زهرة العود

? العضوٌ??? » 463123
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » زهرة العود is on a distinguished road
افتراضي

أحب الروايات ..وأتمنى أن تكون رواية جميلة
زهرورة likes this.

زهرة العود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 10:45 PM   #66

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة العود مشاهدة المشاركة
أحب الروايات ..وأتمنى أن تكون رواية جميلة

تسلمي حبيبتي واتمنى حقا ان تحظى الرواية على إعجابك ، قراءة ممتعة ❤

زهرورة likes this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 04:51 PM   #67

قطر الند
 
الصورة الرمزية قطر الند

? العضوٌ??? » 475572
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » قطر الند is on a distinguished road
افتراضي

الرواية كتير حلوة نتمنى تكمليها
زهرورة likes this.

قطر الند غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 04:53 PM   #68

قطر الند
 
الصورة الرمزية قطر الند

? العضوٌ??? » 475572
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » قطر الند is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييييييل حضور
زهرورة likes this.

قطر الند غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 09:14 PM   #69

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطر الند مشاهدة المشاركة
الرواية كتير حلوة نتمنى تكمليها

تسلمي حبيبتي وتسعدني كثيرا متابعتك ❤

زهرورة likes this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 09:15 PM   #70

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطر الند مشاهدة المشاركة
تسجيييييييييل حضور

دقائق وينزل الفصل الجديد 🌹

زهرورة likes this.

روز علي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.