آخر 10 مشاركات
عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-21, 08:05 PM   #381

Shimaa22

? العضوٌ??? » 367088
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 60
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shimaa22 is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي


لا حول ولا قوة الا بالله

Shimaa22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 11:28 AM   #382

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

السلام عليكم حبيباتي
صباحكم مسك وعنبر
سعيدة جدا بتعليقاتكم الممتعة على الفصول
حبيت أبلغكم أنه تم تغيير موعد الفصول إلى كل يوم أحد في تمام الساعة السابعة مساءاً بتوقيت مصر
إذا مفيش فصل النهاردة
ومعادنا مع الفصل 24 يوم الأحد أن شاءالله الساعة 7 مساءا
دمتم بود


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 09:59 PM   #383

Walaa hakam

? العضوٌ??? » 456718
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » Walaa hakam is on a distinguished road
افتراضي

الروايه اصبح السرد فيها كثير علي حساب الحوار بين الشخصيات وكانها كتاب نصائح اكتر منها قصه

Walaa hakam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 03:22 AM   #384

اهله وحنين

? العضوٌ??? » 148214
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » اهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رائعه كميه النصائح و الاوعيه وكمان طريقه مناقشه المشاكل حاجه كده 🥰🥰🥰
انا اول مره اتابع روايه غير مكتملة معنديش رفاهيه الانتظار نهائيا بتف١ل الأحداث مؤثره فيه لغايه ما تنتهي الروايه عشان كده بفضل المكتملة لكن دي حاجه تانيه الطب النفسي وكمان التوجيه الديني مدمجين مع بعض لخدمه مشكله ما اول مره اتابع مواضيع من النوع ده
أتمني لك التوفيق و السداد،🥰🥰🥰🥰🥰🥰❤️❤️❤️❤️


اهله وحنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:13 AM   #385

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اهله وحنين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رائعه كميه النصائح و الاوعيه وكمان طريقه مناقشه المشاكل حاجه كده 🥰🥰🥰
انا اول مره اتابع روايه غير مكتملة معنديش رفاهيه الانتظار نهائيا بتف١ل الأحداث مؤثره فيه لغايه ما تنتهي الروايه عشان كده بفضل المكتملة لكن دي حاجه تانيه الطب النفسي وكمان التوجيه الديني مدمجين مع بعض لخدمه مشكله ما اول مره اتابع مواضيع من النوع ده
أتمني لك التوفيق و السداد،🥰🥰🥰🥰🥰🥰❤️❤️❤️❤️
حبيبة قلبي يسلملي كلامك الجميل حقيقي تعليقك فرحني اوي ونورتيني ويارب دايما عند حسن ظنك ♥️


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:15 AM   #386

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

صباحكم مسك وعنبر

معادنا اليوم مع الإشراقة الرابعة والعشرين من رواية وأشرقت الشمس بعينيها في تمام الساعة السابعة مساءاً بتوقيت مصر

#تسريبة من الفصل

لقد اشتاق لها اشتياق مُلبي من أول شوط إلى أخر شوط في الطواف ..


فكرو من القائل لحين موعد الفصل👀😘


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:02 PM   #387

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

#تنويه
الفصل على تلت مشاركات تحت بعض ي بنات

الإشراقة الرابعة والعشرين


#جلسات_الأربعاء

لا تعطي أهمية لحديث الناس الذي لا قيمة له بالأساس
أسقطه بمهملات تفكيرك بالاجتهاد
كما تسقِط الخطايا عن نفسك بالصلاة
بالأخير لنتبع المقولة الشهيرة
هم يقولون ؟
دعهم يقولون !

إدراك قيمة الشئ يأتي من عمق الفقد !

" ماما انجديني يا ماما .. ياسين ...بابا انجدني يا بابا"

صوت صراخ هَنا العالي من غرفة ياسين جعلهم يركضون تجاهها بهلع متسائلين عما حدث لكن ما رأوه لم يكن أبدا في حسابهم
ابنهم ملقى أرضاً جسده شاحب مال إلى الأزرق
فمه نصف مفتوح ونصف مغلق ..عيناه غاربتان للأعلى والدماء تسيل من أسفله
بدأت هناء في وصلة صراخ هلع وهي ترتمي عليه بذعر تضمه لحضنها صارخة :-

" ٰابني ...ابني .. حبيبي يا ياسين يا قلب أمك رد علي "

تفتش في جسده كالمهووسة وهي ترفع عينيها الغارقتان في الدموع لابنتها صارخة برعب :-

" ماذا حدث ؟ ماذا فيه ؟"

تهز هنا رأسها باكية وهي ترفع (المطواة ) الصغيرة والغارقة بدمائه صارخة من بين شهقاتها :-

" ياسين انتحر يا ماما ياسين انتحر يا أمي "

بدأت هناء في وصلة صراخ وولولة مرة أخرى وهي تضمه لأحضانها وكلما تقع عينيها على منظر الدماء يعلو صراخها المذعور أكثر
بدت كالمجذوبة التي فقدت هويتها فأصبحت تعوي بصوتها حتى ينجدها أحدهم
طرقات الجيران على الأبواب أفاقت هنا فتحركت مسرعة عل أحد ينجدهم
وبمكانه هو كان في عالم أخر
يقف جامد العينين رغم بريق الدموع القاسية بهما
وكأن الطير على رأسه لا يستطيع الحراك
حلقه متشنج لا يستطيع حتى ابتلاع ريقه حتى أن فمه مفتوح قليلاً مصدراً صفيراً خشنا موجعاً
نغزة ألم في صدره غير طبيعية لكنه لا يستطيع الحديث
لا يستطيع الصراخ وإبداء الرعب الملم به كما تفعل زوجته رغم إنه مكلوم
هل تعلم الشعور ؟
كان شعوره أشبه بشخص ضرب الفشل خنجره في بطنه فعلق الشعور بحلقه ولم يعد يصدر منه سوى الأه
لكن حتى الأه خاصته جامدة قاسية لا تقبل بالخروج !

.....................................

بعد عدة ساعات

المشفى ...
كان شهاب واقفاً يضم أخته الباكية إليه بحنان رابتاً عليها وهو يهمس برفق :-
" لا تخافي حبيبتي سيكون بخير "
تهز رأسها نفياً بقوة وهي تنشج بعنف ثم تقول بتهدج وكأنها طفلة :-
" لقد كان لونه فاقداً للحياة يا شهاب
كان بين ذراعاي قلبه لا ينبض يا شهاب
ياسين يا أخي "
ترتعش بشدة فيضمها له شهاب أكثر وعيناه تستطيلان لما ورائها
بعيداً بعض الشئ
حيث راضي الذي لم ينطق بشئ منذ أن أتوا
صحيح أنه متماسك
ويعلم جيداً أن راضي شخصية قوية لا تعترف بالعواطف بعض الشئ لكن منظره هذا مقلق
بالأخير هو أب موجوع على ابنه
جسده حاضر لكن نظراته زائغة كما ذهنه غائب وكأنه السكران

صرف أفكاره خروج الأطباء من غرفة العمليات فالتفوا جميعاً حولهم يتسائلون بقلق فابتسم الطبيب مطمئناً:-
" حمداً لله استطعنا انقاذه لكنه لم يفيق بعد "
أطرق برأسه أرضاً ثم قال بنبرة تشديد :-
" لولا الدكتورة ريم والدكتور شهاب لكنا طلبنا الشرطة حتى يتم تحرير محضر "
اهتز جسد راضي اهتزاز كان ملحوظاً لعيني شهاب الذي شكر الطبيب قبل أن ينصرف
ثم تحدث قائلاً بنبرة حازمة :-
" لن يدخل لياسين أحد غيري أولا "
" أنا سأدخل له "
قالها راضي بصوت متهدج
صوت رجل يكبح مشاعر متعددة عنيفة
غضب .. قهر .. حزن .. ألم
وبالأخير بوادر بكاء مختنق لكن النبرة الرادعة هذه المرة لم تكن من شهاب
النبرة كانت من هناء التي التفتت بنظرة شريرة قاسية يظن شهاب لو رأها ابنها بكل هذه الشراسة من أجله لما فعل ما فعل :-
" أظن أنك فقدت الحق في هذا
أظن أنك فقدت كل الحق فيه يا راضي "
نبرتها كانت بالقسوة التي جعلت كف راضي يرتفع دون شعور مملساً على صدره بقسوة الألم لكنه وبكل الخزى لم يستطع الاعتراض !
......................................

يقولون الخال والد
وهو والد بالقلب والدم والأنفاس والحنو !

"لا يريد أن يتناول طعامه كما يرفض أن يدخل أحد له "
قالتها الممرضة لشهاب فأومأ برأسه وهو يشكرها رابتاً على كتف أخته وقال :-
" لا تخافي سيكون بخير أنا سأدخل له "
" ألن تعرف ما حدث يا خالو ؟"
هز شهاب رأسه نفياً وهو يقول بنبرة قاطعة :-
" لا
لا أريد أن أعرف أي شئ الآن "
فرقع أصابعه ثم تحرك إلى غرفة ياسين التي انتقل لها وطرق الباب ثم دخل
دمعت عينا شهاب واضطرب قلبه وهو يرى الصغير نائما على الفراش ضئيل الحجم وكأنه خسر وزنه في الساعات القليلة
المحاليل معلقة بأحد ذراعيه تغذية وذراعه الأخر مضمد به الرسغ كدليل على ما حدث
مغمض عينيه بقوة وكأنه يوصل رسالة لمن دخل أن يعود من حيث أتى
اقترب شهاب حتى جلس على الكرسي ملاصقاً للفراش ثم نطق بحنو وألفاظ مقصودة :-
" اشتقت لك يا ابني الكبير "
ارتجفت شفتي ياسين بشكل ملحوظ وامتلأت عينيه بدموع الخزى والألم
روحه مليئة بالكثير من الخزي أن يعرف عنه شهاب شئ كهذا
نفسه مليئة بالألم الطفولي الذي ينخز روحه
تحسر مرير من أنه ظل على قيد الحياة بعدما عرفوا ما عرفوا
المرارة توغلت بفحش بين ثنايا قلبه فنزلت الدموع من زوايا عينيه بسخاء
وقتها لم يستطع شهاب الصبر وهو ينتقل جواره على الفراش كاتماً تأوه الألم وهو يضمه لصدره بقوة شديدة غير سامحاً له بالخلاص مصمماً على شدة قوة الاحتضان حتى يهديه الأمان الذي يريد
يعطي نفسه بعض من الراحة التي ينشدها
" ابكي يا حبيبي ابكي كما تشاء "
انفجر ياسين في بكاء عالي جلب قلوب والديه حيث الغرفة وهما يتلصصان من الزجاج المشوش بقلق وأمه تبكي معه
راضي يشعر بالانزواء وكأن ليس له مكان
غيرة لا تليق بعمره تحقد على شهاب أن يأخذ منه دور ليس دوره فتراجع بخزي يفوق خزي ابنه يقف بركنٍ قصي وحده كالغريب
بالداخل ..
بعد أن هدأ ياسين قليلاً نطق بعنف وهويبتعد عن أحضان شهاب
" لما أتيت ؟
أنا لا أريد أحد
بالطبع أخبرك ..بالطبع أخبرك فهو لن يهدأ حتى يفضحني "
ونبرته العالية تخرج من الغرفة حيث أبيه فتكسره لكنه تماماً كالغريب لم يستطع أن يتحرك
تركه شهاب يفرغ طاقة الغضب ثم قال بحزم لا يخلو من الرفق :-
" لم يخبرني أحد بشئ يا ياسين
أنا حقاً لا أعلم عن ماذا تتحدث ولما يفضحك أحد ؟"
"أنت تكذب"
قالها ياسين بلا تفكير فخيم الصمت دقائق حتى رفع عينيه لعيني خاله بتردد وكأنه يستفسر عن ردة فعله
وجه شهاب الواقف متكتفاً كان صلباً حازماً ونبرته في الرد خرجت حازمة عاتبه :-
" خالك لا يكذب يا ياسين أنت تعلم ذلك جيداً
لكني سأسايرك في عدم ثقتك وأقول أقسم بالله العظيم يا ياسين وأنا الذي لم أحلف أبداً بلا سبب قوي يستحق أني لا أعرف لما فعلت ذلك "
ابتلع ياسين ريقه بصعوبة وسالت دموعه لكن رنة الثقة في نبرة شهاب أخبرته بصدقه فمسح عينيه بخزي قائلاً بنبرة صادقة :-
" أنا أسف يا خالو أسف لم أقصد ما قلت لا تغضب مني رجاءاً حقك علي "
" حسنا يا ياسين " كاد ياسين أن يبتسم لكن ابتسامته تجمدت وهو يسمع شهاب :-
" اسفك غير مقبول
لأول مرة يسبني أحد من ابناء اخوتي
ومن ؟
ابني الكبير ياسين الذي اتشدق دوماً أنه الغالي "
عاد ياسين يبكي مرة أخرى وشعور بالخوف داخله يغالبه الحزن من أن يغضب خاله منه
من أن يفقده
جلس شهاب بركبته على الفراش يرفع رأسه ماسحاً دموعه بكفيه وهو يقول :-
" لا تبكي يا ولد
الأمور لا تحل بالبكاء .. لا تحل بالغضب .. لا تحل باللسان الطويل "
توقف ياسين عن البكاء فربت شهاب عليه بحنو وهو يقرب صينية الطعام قائلاً بذكاء :-
" ربما أفكر في مسامحتك إن تناولت طعامك "
" لكني لا أشعر بالجوع "
" حسنا على راحتك " قالها شهاب وهو يهم بالوقوف مراهناً مع نفسه على ردة الفعل التي أتت سريعاً فياسين طفل بالأخير
" حسنا سأكل "
بدأ شهاب بإطعامه في حنو حتى انتهى ثم أعطاه دوائه وفرد عليه الغطاء منتظراً جواره حتى نام...
..........................................

للحب شواطئ وموجات وعليك الاختيار
إما أن ترسو على الشط
وإما أن تجرفك الموجة !

وقف عمار أمام المرٱة يمشط شعره مطلقاً صفيراً عالياً وهو ينتظر خروجها من الحمام فهم وصلوا فجراً من شهر العسل ولتوهم استيقظوا منذ ساعتين وهاهم يجهزون لاستقبال الضيوف
اسبوعين من العسل ذاق فيهم معها كل ما تمنى لكنه مازال مشتاقاً للمزيد
المزيد الذي مازال حاجزاً بينهم يتمهل معها حتى يتخطاه فهي شديدة الخجل والتحفظ رغم محاولاتها في مجاراته
لعق شفتيه بحسية وهو يلتفت على خروجها من المرحاض الذي خيب خيالاته فمط شفتيه رافعاً حاجبيه بلا شعور
لما تخرج من الحمام مرتدية كامل ملابسها ؟
ألا تسمع عن الخروج بالملابس الداخلية أو حتى بلا ملابس
والله ليس عنده مانع على الإطلاق
ابتسم لها وهو يلحظ توترها حين صفن بها فتقدم منها يجردها من ملابسها بعينيه فأصبحت وجنتيها كزهرة من الشمندر
وقف أمامها مباشرةً يطالع المنامة الستانيه ببؤس واضح ثم مد كفه يتلاعب بأزرارها هامساً ببوحٍ جرئ :-
"قلت أنكِ تخرجين بلا ملابس لأننا بالفندق لكننا أصبحنا بالبيت حبيبتي "
شهقة سنا بامتقاع هامسة وكأنها لا تصدق ما يقول :-
" بلا ملابس ؟"
امتقاعها ضايقه فظهر بنبرته وهو يقول :-
" لم أقصد المعنى الحرفي يا سنا أقصد بملابس النوم "
مال لاثماً وجنتها ثم تشدق بجرأة وهو يبتعد :-
" يعني أقصد ملابسك الداخلية "
اتسعت ابتسامته المكبوته ثم قال بنبرة لونها بالمرح :-
" حتى كلاهما محتشمان يا سنا "
دلكت سنا جبهتها ورغما عنها انتابها ضيق فاقتربت منه حتى تجاوزته إلى المرٱه ثم حدثته من خلالها قائلة بمواجهة :-
"لما أشعر أن ملابسي البيتيه لا تعجبك رغم أنك تشيد بملابس الخروج "
شعر أنه سيفسد أيامهم بالنكد فسارع بالاقتراب منها قائلاً :-
" أنتِ كلك جميلة حبيبتي "
نظرتها أنبأته أنها تكذبه لكنها جارته وهي تقول بنبرة عادية بسيطة تشبهها :-
" اخرج جهز أشياء التقديم حتى أبدل ملابسي "
حك مؤخرة وهو يبتسم لها خارجاً من الغرفة ليفعل ما طلبت
بعد نصف ساعة ...
فتحت الباب لأسرتها تحتضنهم بقوة مشتاقه وهي ترحب بهم معه للدخول
حتى جلسا معاً جميعا بغرفة الضيافة كانت أمها هي أول من تحدثت وهي تسألها باهتمام عملي :-
" متى ستنزلين عملك يا سنا ؟"
"لقد تحدثت مع المجلة أني سأبعث لهم مقال ليلاً وسيكون كإعلان عن عودتي للعمل بعد الغد "

التفت عمار بغتة على حديثها فرمقته سديل باهتمام وهو يسأل أختها بنبرة بدت لها مكتومة رغم ابتسامته المصطنعة :-
"بعد الغد كيف ؟
نحن أخذنا من الجريدة أجازة طوال الأسبوع "
ابتسمت سنا ابتسامة بدت لأختها بريئة وهي تلتفت له قائلة :-
" لا لم أقصد الجريدة التي نعمل بها سوياً قصدت جريدة ....."
أومأ عمار برأسه دون أن يرد ثم التفت لحميه مبتسماً بترحيب حتى اصطدمت عيناه بعيني سديل بدا وكأنها ترسل له إشارة تحذير لما لا يعلم لكنه لم يهتم بها وهو يستمع للحوار الدائر بين سنا ووالدها
حوار عملي بحت عن الجامعة والمواد
أشياء ربما نسيها فتبدو مملة لأذنيه حتى كان صوت والدتها وهي تقف قائلة :-
" خذيني معك للمطبخ حتى أساعدك في ترتيب الأشياء التي جلبناها لكِ"
بالمطبخ تقف هي ووالدتها وسديل يرتبان الأطعمة والهدايا
حتى كانت هديل تقترب منها هامسة باهتمام :-
" لما أشعر أنكِ متضايقة من شئ
هل عمار أغضبك ؟"
سارعت سنا بالنفي وهي تقول بنبرة صادقة :-
" لا والله عمار يتمنى لي الرضا يا سديل لما تقولين ذلك "
لوت سديل شفتيها بعدم رضا فابتسمت سنا تشاكسها :-
" أنتِ تغارين منه "
قاطع حديثهم اقتراب أمهم منهم والتي قالت لسديل :-
" انتظرينا بالخارج أريد أختك "
لم تعترض سديل وهي تتركهم وتخرج فهي تعلم أن الدكتورة مها الزيان تخاف أن تخدش أذنيها بحديث المتزوجين
ضوابط لا يمكنها الاعتراض عليها
ضوابط تخاف على أختها منها لكنها لا تستطيع الحديث
التفتت الدكتورة مها لابنتها قائلة بابتسامة أمومية :-
" تبدين أجمل عروس يا ابنتي "
" حقا يا أمي ؟"
قبلتها أمها وهي تقول :-
" لا شك في ذلك "
ثم شدتها يجلسان على كراسي طاولة المطبخ الصغيرة ثم قالت باهتمام :-
" لا تفرطي ببيتك يا سنا
بيتك وعملك لا تجعلي أي منهم يؤثر على الأخر
مسؤوليتك كزوجة يا سنا
علاقتك بزوجك أسسيها علاقه سوية حتى تكون على قوائم صحيحة من البداية حتى حين تصلان لعمري أنا ووالدك الأن لا تندمين فأنا وهو لم نندم لحظة على ما أسسناه "
أومأت سنا بطاعة وهي تقول مبتسمة :-
" لاتقلقي يا ماما "
بعد نصف ساعة...
أغلق الباب خلفهم فلاحظت تغير وجهه وهو يجلس على الأريكة فجاورته وهي تسأله باهتمام :-
"ماذا بك لما وجهك متغير ؟"
اعتدل عمار يواجهها وهو يقول بنبرة بدا بها شئ من غضبه :-
" أي عمل ستنزليه يا سنا ونحن بشهر العسل
لقد اتفقنا على ثلاثة أسابيع
أسبوعين للسفر وأسبوع للمباركة والراحة
من أين خرج لنا هذا العمل ولم تخبرني أيضاً "
حكت سنا جبهتها وهي تخبره شارحه :-
"إنه مجرد يوم يا عمار سأنزله وأعود وكنت سأخبرك والله لكني نسيت "
ناظرها بعدم رضا فاقتربت مقبلة وجنته وكأنها تراضيه مما جعله يغمض عين ويفتح الأخرى هامساً بمكر :-
" ليس هنا "
" عمار "
همستها بنبرة حييه تلفقها بنهم رجل شغوف حتى تعمقاً بعاطفتهم تماماً ولم ينفصل عنها إلا لرنين هاتفه برقم أحد أصدقائه والذي كان يبارك له
بعد أن أغلق معه التفت لها فوجدها تضبط هيئتها المشعثه شاردة فسألها باهتمام :-
" فيما شردتِ؟"
ارتبكت سنا بعض الشئ لكنها تلاعبت بأزرار هاتفها قائلة :_
"لا شئ "
ثم عادت وواصلت بنبرة أسبغتها بلامبالاة :-
"ألم تلاحظ شئ غريب ؟"
" أي شئ ؟"
التفتت له ودققت النظر في وجهه جيداً وهي تقول :-
" ماريان ليس عنها خبر منذ زواجنا حتى أنها لم تبارك "
قطب عمار فبدت ملامحه صادقة لأبعد حد
هو فعلا نسيها في غمرة شغفه دون إصطناع لذا تحدث بنفس الصدق فأثلجت نبرته قلبها الغيور :-
" لم أخذ بالي حقاً "
لكنها لم تكد تهدأ حتى اشتعلت تماماً وهو يعبث بأزرار هاتفه قائلاً بنبرة عادية :-
" جيد أنكِ ذكرتني سأهاتفها اطمأن "
أومأت برأسها رغم النار بداخلها وهي تركز جيداً معه وفي حديثه البادي منها أن أحد غيرها الذي رد عليه ومن الواضح أنها والدتها
بعد أن أغلقه رسمت ابتسامه باردة على شفتيها وهي تقول من أسفل ضرسها :-
"طمأنني ؟"
مط عمار شفتيه وهو يقول بحيرة :-
" لقد سافرت "
..................................

أحياناً يكون جل ذنبنا في الحياة أننا وُلدنا في بيئة لا تصلح لقلوبنا !

يشد على شعره حتى يكاد يقتلعه من جذوره
ذقنه غير حليقه ووجه أشبه بشخص يناجي الموت حتى أشفق عليه سراج فاقترب منه يقول بنبرة قوية :-
" اهدأ قليلاً هكذا ستقتل نفسك بلا فائدة "
" اهدأ ؟
هل من عقلك تخبرني أن اهدأ
زوجتي مفقودة منذ الأمس لا أعلم عنها شئ واهدأ "
تعصب سراج فجابهه قائلاً:-
" وهل فادك غضبك يا أكمل ها ؟
ماذا جنيت سوى شجار أخر مع البدوي لا طائل منه حتى أقسم على عدم مساعدتك "
ألقى أكمل هاتفه على بعد ذراعه ثم صرخ بصوت مختنق ربما لا يظهر سوى أمام صديقه ونادراً:-
" لعنة الله عليه يا سراج
لعنه الله هو السبب في كل شئ "
تحرك حتى جلس على أحد المقاعد ظهره منحني ويبدو منهك بشدة :-
"ماذا أفعل يا سراج ماذا أفعل
أنا السبب فيما حدث لقد كان من المفترض أن أقوم بتوصيلها لبيتها
انشغلت بهم عنها
كانت مسؤوليتي فأضعتها "
الغصة استحكمت بحلقه فتجرعها بتألم وهو يردف بنبرة قاسية
نبرة لا تليق بحديث ابن لأبويه وإن أحرقوه
" لعنهم الله يا سراج هم السبب
هم السبب
صدقنى إن حدث لها شئ لن يكفيني حرقه وحرقها سوياً"
لم يرد عليه سراج وهو يرد على هاتفه فربما تكون قد أتته أخبار جديدة
انتبه أكمل لنبرة سراج القوية مع محدثه :-
" ماذا عن نظام المراقبة الخفي ؟"
استمع سراج لمحدثه ثم قال :-
" حسنا لا يهمني أنه تم تعطيل مراقبة الاستراحات والطرق أنا أريد أن أصل لنظام المراقبة السري للفندق حتى أصل لمراقبة المرأب والحديقة
أريد أن أصل لجميع أرقام السيارات التي دخلت وخرجت من بداية اليوم "
صمت ثواني ثم أردف بلهجة حازمة تعيده لأصوله الجبلية :-
" قل لهم سراج نورالدين هو من أمر ولا أريد أن يتأخر الأمر عن الغد "
بعد أن أغلق التفت لأكمل وهو يقول بحماية ووعد :-
" ليلاً على الأكثر سيكون عندنا أرقام السيارات يا أكمل "

ليلاً ....
" أنا أريد منك خدمة " قالها أكمل بجفاء مباشر وهو يفتح باب غرفة المكتب على والده مما جعل البدوي يرفع حاجبيه ساخراً وهو يقول بتهكم :-
" طلباتك كثُرت "
ثم ضحكة ضحكة بشعة وهو ينظر لأكمل نظرة قاسية ثم قال :-
" بالأمس فقط قلت أنك لا تريد معرفتي مرة أخرى واليوم تأتي متبجحاً بالطلب "
صمت أكمل لثوانٍ وهو لا يحب أن يظهر بمظهر الضعيف ثم أجلى صوته قائلاً بفتور :-
" أنت مدين لي بهذا "
وربما ظن الصد أو السخرية لكن ما لاقاه أثار ارتيابه والبدوي يسأله بهدوء :-
" ماذا تريد ؟"
حك أكمل جبهته ثم أخرج ورقة من جيب قميصه المهدل وقال :-
" هذه أرقام السيارات التي كانت بالفندق أريدك أن تصل للسيارة التي أخذتها "
صمت البدوي مثيراً أعصابه ثم تحدث بنبرة فاجأت أكمل :-
" موافق لكن بشرط "
ابتسم أكمل بسخرية تبددت إلى جمود قلق وصوت البدوي يأتيه قوياً رغم رنة السخرية فيه :-
" هذه الفتاة أريدك أن تتزوجها سريعاً وتجعلها أسفل جناحك فيبدو أنها قنبلة مصائب متحركة"
قبل أن يرد أكمل كان البدوي يقذف شرطه الأخر قاصماً :-
" تتزوج بها هنا وتعيش معي في البيت
غير هذا انسى "
...................................

أحياناً يكون جل خطأنا أننا ثائري للحق غير واعيين لقدرتنا على نصره أم الإنهزام من أجله!

منذ يومان وهي هنا لا تعرف هل هي بداية موتها أم نهاية لطرق الضلال
تحركت بعينيها في الغرفة العفنة التي جلبوها بها وهي لا ترى حتى أى منفث يعطيها أمل في النجاة
عادت بذاكرتها ليوم زفاف سنا وما حدث بأخره
لقد كانت ذاهبة لمناداة عمها لكن ما سمعته من حديث أفقدها كل ذرة تعقل بداخلها
مازالت الكلمات العطنة تتردد بأذنها فتدمي قلبها ألماً على الفتاة الصغيرة
ببساطة كانت هناك عملية حقيرة لبيع فتاة من أجل الجنس
"فلاش باك"
" ماذا عن المبلغ لن أقبل بأقل من ......."
اضطجع ويليم في جلسته وهو ينظر للرجل بعنجهية مفرطة قائلاً بلغته الأم :-
"ليس المهم المال المهم عندي هي المتعة "
خبط الرجل الأخر على صدره قائلاً :-
"ليست أول مرة لها
هي متدربة على كل شئ حتى العنف تعلمه ونظن أنها لن تمانع إن أردت "
أومأ ويليم لاعقاً شفتيه بشهوانية وقد صدر منه نفساً متحشرجاً بضجيج الرغبة المقززة ثم سأل بتلهف :-
" كم عمرها ؟"
" ثلاثة عشر ونصف "
أومأ ويليم قائلاً :-
" حسنا موافق لكن علي بالتجربة أولاً فسابقتها سدت شهيتي"
وقتها كانت تشعر أنها دخلت أحد أكثر أفلام الرعب المقززة على الإطلاق
لكن رؤيتها للفتاة التي لا تتعدى عمر الطفلة تساق مع حيوان بعمر جدها ولن تقول والدها إلى أحد غرف الفندق جعل كل ذرة عقل داخلها تتبخر وهي تتبعهم
وهناك سمعت الهمس المثير لأحد أبشع الحيوانات البشرية على الإطلاق :-
" هل تعلمين ما أنتِ مقدمة عليه يا حلوة ؟"
رباه إن الحيوان يغريها وهو يدفعها دفعاً ناحية باب الغرفة
"انتظر "
نطقتها بغضب دون أن تفكر أو تترك نفسها للتفكير والتراجع
حتى هلعها الداخلي حين التفتت إليها عينان ثلجيتان بلون الخضار الأجنبي لم يستطع أن يثبط من حرتها وغيرتها الدينية لما سيحدث فنطقت بتهور :-
" إلى أين تظن نفسك ذاهب
أقسم إن لم تتراجع عن ما ستفعل لأبلغ عنك
أنا المحامية غدى البرعي وقد سمعت كل شئ من البداية "

وإن كانت ظنته سيتزحزح فهي واهمة لقد افتر ثغره عن ابتسامة قاسية جعلت معدتها تتلوى رعباً وهي تدرك انها ليست في حضرة رجل عادى
رجل أثبت لها بفرقة إصبع أنها لا شئ وعدد من الرجال يجتمعون حولها ثم بين ثانية وأخرى كانت تفقد الوعي

عودة !
عادت من ذكرياتها تبكي بندم
حتى عندما خطفها رفعت لم ينهشها الندم كما تفعل الأن
ربما لأنها كانت واثقة من وصوله إليها حينها
لكن من سينقذها الأن ؟
بل ماذا مصيرها
يدرب الرعب بدهاليز روحها فتفزع من فكرة أن يتعدى عليها أحدهم ولما لا
لقد وقعت تقريبا بين براثن أحد مروجي السياحة الجنسية
لقد قرأت عن هذه القضايا من قبل ويبدو أن القذر من مروجي السياحة الجنسية للقاصرين أو ببساطة البيدوفيليا
صوت ضجيج عالي وشجارات جعلها تنهض من مكانها مسرعة وقلبها تتعالى دقاته بوثب الأمل وهي يهيئ لها صوته
هل دوماً سيكون صوت أكمل البدوي الوغد مصدر أمنها ؟
صوت فتح الباب الحديدي جعلها تتراجع متخفية بأحد الجدران إلا أن صرخته الملهوفة باسمها جعلتها تظهر له لكن الأجسام التي دخلت من خلفه لم تمهلهم فرصة الإدراك
فجأة كان صوت صراخها يعلو وهي تراه يُضرب أمامها بشتى أنواع الضرب العنيف دون أدنى ذرة مقاومة منه
فزعت وتراجعت للوراء وأحد الرجال يتقدم منها إلا أن أكمل المترنح الذي سبقه واقفاً أمامها أرعبها
هل هي داخل أحد أشهر الأفلام الهندية ؟
لا تفسير سوى ذلك
" ابتعد "
قالها الرجل بأمر قاسي إلا أن أكمل قابله بالبرود وهو يقول :-
" اقتلني قبل أن أفعلها "
وقد كان
لقد كانو يضربونه بأبشع أنواع الضرب حتى أنها لم تعي لبكاؤها وهي منكمشة على نفسها بأحد الأركان ولسانها يردد أدعيه لا تدركها من فرط الهلع
كانت الدموع قد أعمت عينيها تماماً وهي تراه مسجي أرضاً مضرجاً بدمائه حتى أن هاجس مرعب انتابها بقرب فقده فغدت تصرخ باسمه حتى نالت صفعة انتفض لها جسده
صفعة كانت كرصاصة ردت روح القتال لجسده قبل أن يعود مرة أخرى للسكون التام
البرودة ألمت بجسدها وهي تسلم بنهايتها وهم يشدونها لأحد الأركان حتى أنها غدت تتوسلهم بذلل
لكن للعجيب كانو كالأصنام لم يكن لديهم أذانٌ يسمعون إليها ولا قلوبٌ يشعرون بها!
ألقوها جوار أحد الأعمدة الخرسانية ثم أبصرتهم بهلع يجرونه هو الأخر جوارها ثم قاموا بتقييدهم معاً

بعد مرور نصف ساعة تقريباً...

كانت تحاول التحرك من مكانها وهي مقيدة بهياج تريد الاطمئنان عليه لكنها لا تستطيع الحركة فبكت
نشجت فوصل نشيجها لأذنيه التي قد بدأت في استعادة الوعي حثيثاً حتى بدأ جسده المكدوم في الأنين من فرط حركتها
أصدر صفيراً متعباً كان كمسكن لقلبها فنطقت بنعومة من بين نشيجها
" أكمل "
مرت دقائق ولم يرد عليها فعادت للحركة مرة أخرى حتى أتاها صوته ساخراً مخشوشناً من فرط الوجع :-
"بالله عليكِ يا غدي أليس لديكِ ذرة دماء أو (مفهومية ) كما يقولون حتى تدركين أني لست بقادر على فرط حركتك ؟"
ضحكت رغماً عنها من بين دموعها لكنها قالت بفظاظة لا تناسب الموقف :-
" أنت يا غبي لما تركتهم يضربونك وأنا التي ظننتك جئت حتى تنقذني"
دقائق أخرى لم يرد عليها حتى أتاها صوته الخشن مشوب بالسخرية وهو يقول :-
" بخلاف أعدادهم الغريبة فلم أكن أجازف بأي فعل متهور قد يضرك أنتِ في المقابل "
هل هذه جملة عاطفية ؟
لا
إذا لما قلبها ينتفض بزوابع غريبة من مشاعر هائلة
رغم كل صولات أكمل البدوي في الغزل والوقاحة معها تعد هذه أحد أكثر الجمل تأثيراً لقلبها على الإطلاق
ببساطة هي امرأة لا تعترف بلغة الحب
هي امرأة تنشد برجلها تعريف الأمان
وهو كان درباً للاثنين !

بعد عدة ساعات

حائط عمودي تم ربطهم عليه بشكل متعاكس .كل منهم على حافته من كل جانب فتكاد وجوههم تتلاقى إذا التفت كل منهم للآخر
الظلام الموحش خيم عليهم فدب الرعب غريزيا في قلبها وهي بالكاد تتخيل ملامح وجهه المكدوم من كثرة الضرب ..

الأصوات المكتومة بالخارج تثير خوفها فتهمس اسمه باستجداء تظن أنه نائم إلا أن همسه الساخر أثبت لها العكس وهو يقول:_
"لا تخيبي ظني بشجاعتك يا أستاذة "

زمت غدي شفتيها بضيق هامسة :_

"غليظ على الدوام "

يرفع أكمل إحدى حاجبيه بعجب وهو يميل برأسه على حافة الحائط حتى يصلها همسه المنهك:_

"غليظ
إلى الآن غليظ يا غدي"

يتنهد بتعب أتعب قلبها المرهق وهو يواصل :_

"لقد أتعبتني معك يا ابنة البرعي ..أتعبتني معك "

"أنا خائفة "

تهمسها بضعف لهف عليه قلبه وكل شعرة من جسده تقف ثائرة لها فيهمس بحسم وحمية رجولية آسرة :_

"أديري نفسك حتى تقتربي مني "

تنظر للحبل الغليظ الذي يلفهم سويا بعجز فتقول :_

"الحبل مشدود للغاية لو فعلتها ربما يحبس الدم عندك وأنت لا ينقصك"

نصف ابتسامة ارتسمت على شفتيه وأصر هامساً بالقول :_

"فداءاً لكِ روحي يا أستاذة"

تصمت لدقائق من تلك المشاعر الثائرة التي تنتفض بداخلها متقافزة ثم تفعل ما قال وهي تكتم أنفاسها حتى اقتربت قليلا فواصل هو المتبقي بحذر حتى لا يؤلمها فهو جعلها البادئة حتى لا يصيبها أذى
تنهد بتعب وهو يركن رأسه على الحائط يزفر أنفاسه المنهكة فالتفتت غدي مشفقة لرأسه القريب هامسة:_

"تبدو متعب للغاية ماذا أفعل لك ؟"

فتح عينيه المغمضتين هامسا بسخرية من بين أنفاسه اللاهثة :_
"ما رأيك أن تقبليني
يقولوا أن التقبيل يعوض عن المُسكن!! "

تجاهلت الرجفة التي مرت بعمودها الفقري وهي تلوي شفتيها هامسة بعيد :_
"هل بك نفس لتمزح وأنت بهذه الحالة المزرية ونحن على وشك الموت"

يتشدق مواصلا سخريته :_

"أنا ممنون لهذا الحبل الذي جمعنا ولم يقدر فراش على فعلها" "
دبت الحرارة بوجنتيها فهمست بضعف وصله كاملاً:_

"سخيف ووقح"

كاد أن يضحك لكن كحة عنيفة هاجمته خلعت قلبها رعبا وهي تناظر جانب وجهه القريب المنهك فتناديه بخوف :_

"أكمل"

"يا روح أكمل وقلبه النابض"

همسها بحرارة مشتعلة مزلزلة تشك أنها زلزلت الأرض من أسفلها من قوة المشاعر التي ابتلعتها فلا تستطع الرد

همسه المستجدي لها باسمها جعلها ترفع وجهها له فيروعها وجهه القريب
أنفاسه المشتعلة
لمعة عينيه العاشقة
وحرارة جسده المنهك جوارها
صوته المتحشرج بالهمس اللاهب يرجوها :_

"دعيني أقبلك يا غدي"

"أذيبي جليد روحي بحرارتك يا نارية "

لم يمهلها الرد وهو يغمض عينيه يحقق جموح أحلامه بها
يسرق أنفاسها
يلتهم روحها
يذيب شكوك قلبها ويقمع جمود عقلها

يتبع 👇🏻


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:03 PM   #388

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

يقولون نار الحق تحرق شجرة الباطل
لكن ماذا لو كان الباطل أشجار ؟
أشجار من غابات كلما أضرمت النار في إحداها اشتعلت الأخرى حتى طالتك أنت النيران والتهمتك ؟

تحرك البدوي بكرسيه حتى وصل الشرفة متحدثاً :-
" لا يهم كسر عظامه "
صمت مستمعاً لمحدثه ثم نطق بنبرة مغلفة بالقسوة :-
" كسر عظامه وليس قتله
أنت تعلم جيداً أن مس شعرة منه بالسوء سأقتلك فيها ويليام باشا"
تحدث ويليم قائلاً :-
" لا أفهم نظريتك مسيو بدوي
أنت من دللت ابنك عنا وأنت أيضاً من أخبرتنا نقوم بتسهيل الدخول له
وطلبت مني أن أقوم بتربيته ثم ماذا ؟"
ضحك البدوي ضحكة ساخرة غامضة ثم قال :-
" والجديد أني سأرسل رجالي ليحرروهم منك "
" هل هذه تهريج مسيو بدوي ؟"
تأفف البدوي ثم قال بنبرة حازمة :-
" ويليم أظن أني أمنت لك خروجك من البلاد بعدما رمحت كما تريد
أثار لعابك جميعها تم مسحها ماذا تريد أكثر
تفاصيل لا تخصك لا تسأل فيها "
صمت ثم واصل بازدراء :-
" صفقة وشروطها كانت معروفة منذ أن وصلني أنك الفاعل "
تأفف ويليم ثم قال بنبرة خوف :-
" ماذا عن ما سمعته الفتاة ؟
لا تنسى أني معي الجنسية أيضاً"
قلب البدوي عيناه بملل ثم قال بنبرة قاطعة :-
" لا تقلق لن تتحدث أنا أضمن لك هذا "
ثم كشر عن ابتسامة بغيضة وهو يقول بسخرية :-
" فهي ستكون كنتي وتحت عيني "
بعد أن أغلق الهاتف ظل يحركه بين كفيه بحركة رتيبة وهو يفكر قاسياً
هو من أخبرهم ألا يمسوها بسوء حتى أخر لحظة يرهبوها فقط
هو أيضاً من راسل ويليم حتى يوصيه بضربه حتى تأن عظامه كلها
أكمل يجب أن يخاف
يجب أن يرى أن هذه الفتاة ليس من وراءها سوى الويلات
كما يجب أن تعرف هي حقيقة ابنه
لقد تخلص من ماهو أكثر منها تأثيراً
أيعجز أن يفعل بها هي والمعاق ؟
وهذا كله لن يتم إلا وهم تحت عيناه لذا رفع هاتفه يبلغ رجاله أن يصلوا إليه ليخلصوه
...............................

بيت أم سعد بالبلدة

بذور الماضي ترويها ويلات الحاضر
والبذور نوعان صالحة وطالحة
فصالحها ارتوئه فلاح .. نجاح .. بر
وطالحها ارتوائه مسموم حيث الخيبة والويلات
بالأخير يبقى لنا التحسر

" منذ أن عقد قرانه على تلك الفتاة وهو لم يأتي ولم يزورنا "
قالتها أم سعد بسخط وهي تحدث فاطمة ابنتها التي تغضن جبينها تقول بدفاع :-
" حرام عليكِ يا أمي إنه مشغول بعمله ودراسته "
لوت أمها شفتيها وهي تغمس لقمتها بصحن المسقعه الساخن ثم لكته وهي تقول بغيرة أمومية :-
" عمله ودراسته ؟"
أصدرت صوتاً مستنكراً بفمها ثم واصلت :-
" أنتِ الغبية التي لم ترى تلهفه الواضح بها وقت عقد القران
إنه حتى لم يأخذ رأيي يا فتاة
لقد أخبرنا كأي غريب فقط كي نحضر معه
وبالأخير أجد عيناه معلقتان بها "
تلوك لقمة أخرى ثم تواصل بكيد الحماوات :-
" هذا كله وهي عادية ماذا لو كانت ملكة جمال
هل كان سيتبرى منا "
تأففت فاطمة دون أن تظهر ذلك فهم في هذا الموال منذ خطبة أخيها
أمها نست أن علاقتها هي وأخيها متوترة بالأساس والعيب كله أصبح على المسكينة خطيبته
" ثم ماذا عن أهلها ؟
ما هذه الإنفة التي هم فيها
أشعر أن رأسهم في السماء "
ترفع حاجبيها وتواصل :-
" هل رأيتِ جدتها
المرأة تكبرني عمراً وكانت تلبس عباءة لم أرى مثلها في حياتي"
" يا أمي هم أولاد عز كما قال سعد "
ضربت أمها كفها وهي تقول بسخط :-
" اسكتي
ألم تشاهدي المتملق خالها
هذا الذي كان شاهداً على العقد ويدعى شهاب "
أصدرت فاطمة صوتاً منبهراً ثم قالت :-
" ألا تعرفيه إنه رجل مشهور يا أمي "
لكت أمها لقمة بفمها ثم قالت بغيرة تنضح من بين حروفها :-
" اصمتي لا مشهور ولا غيره انه سخيف
الفتاة وأهلها كلهم لا يعجبوني لا أعلم ما الذي أعجبه فيها "
...............................

المشفى

بعض آلام الأخرين تفتح في قلوبنا جروحاً لا تندمل !

أغلقت هنا باب الغرفة التي تشغلها لمرافقة أخيها فور دخولهم ثم التفتت له بانشداه
" سعد أتبكي ؟"
همستها برهبة وهي تبصر عينيه المغرورقتين بالدموع فور أن خرج من زيارة أخيها
وجهه أصفر بعض الشئ ويحاول أن يرد عليها لكن غصص البكاء مستحكمة بحلقه
بدا لها طفل صغير شديد الضعف وكم ألامها شعوره هذا
لم تكن تظن أن سعد متعلق بياسين أخيها هكذا
لم تكن تدرك أنه سيحزن من أجله هكذا
وإحقاقاً للحق هو كان حزين من أجل ياسين
لكن ليس ياسين المعني بالألم
لقد رأى في ياسين طفل صغير اسمه سعد قفز من النافذة ذات مرة فراراً من بطش والده به حتى كسرت قدماه وحتى حينها لم يرحمه أحد لقد ضربه أبيه بعد أن تم تجبيسه ثم تشاجر هو وأمه عن من يأخذه ليمرضه حتى كان قلب الحارس أرحم منهم فأخذه هو
"همستها المنادية باسمه جعلته يتناول قنينة الماء من كفها يتجرعها عله يخفف الألم قليلاً ثم همس بخفوت :-
" لا شئ فقط حزنت من أجله "
تأوهت هنا بتوله وهي تحتوي كفيه بين كفيها هامسة :-
" كم أنت حنون يا حبيبي "
نظر سعد إلى كفيها الصغيرين اللذان يحتويان كفيه الكبيران ثم عاد ورفع عينيه إلى عسل عينيها الذائب فتهاوت من عمق نظرته
عينيها كسبائك من ذهب الشمس تنسكب فيهما صفائح العسل الذائب
يا الله كم يشعر بالراحة جوارها
راحة وخفة وكأن الدنيا سقطت وانتهت جوارها
همس وهو يقترب حتى أصبحت في زاوية أحضانه وإن لم يمسها بعد :-
" أريد أن نتزوج يا هنا
أعرف أنه ليس وقته لكن لا أريد ما حدث أن يؤجل الزفاف أنا أريدك جواري "
اقتربت أكثر ونبرة الحوجة في صوته تمس أعماقها فهمست وكأنه تطمئنه
تعطيه بلا حساب
" لن يتأجل يا حبيبي لا تخف "
تأجج الشوق بشرايينه فمال يراسل شفتيها بسلامه الحار
لقد اشتاق لها اشتياق ملبي من أخر شوط إلى أخر شوط في الطواف
ترتكن إليه تبثه عاطفتها مغمضة عينيها باستسلام تاركه قلبها يتشرب العشق كما يريد !
................................
بيت عامر البرعي

أحياناً يكون دورنا بالحياة هو دفع ديون الأخرين !
"أنت كيف تفاتح أبي بأنك تريد الزواج العاجل هل جننت يا أكمل
لتوي رجعت من الموت بالأمس فقط
أتركك لأبدل ملابسي فأعود لأجدك تطلب هذا الطلب الغريب من أبي ؟"
رفع أكمل حاجبيه بملل وهو يحك وجنته الزرقاء إثر كدمات الضرب ثم قال ببطء مستفز :-
" هل انتهيتِ؟"
" لا تحدثني بهذا البرود يا أكمل لا تحدثني بهذا البرود أنت تعلم جيداً كم يستفزني "
صرختها بضيق وإن كانت صرختها خافتة حتى لا يسمعها أبويها فتكتف أكمل قائلاً ببرود :-
"أراكِ درامية صراحة وتصيبيني بالملل
نحن سنتزوج تحت أي حال فلا تفرق إن قدمنا الموعد "
طريقته ألمتها فهمست بعناد وهي تستدير :-
"أنا لم أتفق معك على الزواج "
ضحكة خافتة ناوشت أذنيها ثم صوته القاسي خرج مرعباً بعض الشئ وهو يجاورها في الوقفه وإن كان بعيداً حتى يبدو ورائها :-
" لا تكوني مثيرة للضحك أيضاً
عقد القران بيننا ليس لعبة
لقد وافقتِ على زواجنا وانتهى الأمر
ما تبقى هو شكليات مملة سنؤديها ثم تأتين إلى بيتي "
اضطرب نفسه بعض الشئ في كلمته الأخيرة لكنه صمت غير مبالياً بتألمها أو غير مفكراً فيه لكن ما تحدثت به أصابه بالاضطراب الداخلي وهي تبدل الموضوع قائلة بجمود دون أن تلتفت له :-
"أخبرني أنت قبلاً كيف توصلت لي
كيف تم انقاذنا ومن هؤلاء الرجال اللذين خلصونا ثم قاموا بإيصالنا ؟"
أطرق أكمل برأسه وأنفاسه تتعالى ببطء القسوة لكنه نطق بنفس نبرتها الجامدة :-
"أظن أنه لا يخصك
المهم أنه تم إنقاذنا من هؤلاء الأوساخ "
كشرت غدي عن ابتسامة شريرة ساخرة وهي تلتفت إليه قائلة ببرود يشبهه :-
" بل يخصني يا سيد أكمل لأني سأقوم بالتبليغ عما سمعت ورأيت "
كل ما رأته منه من قسوة ... برود .. عنجهيه .. سماجة شئ وما تحول له وجهه الأن شئ أخر
كان كلوحة سيريالية من الإجرام والشر حتى أن الشرار يتطاير من عينيه وهو يقترب منها فوقع الرعب في نفسها وإن لم تظهر
يمسك ذراعها في كفه هامساً بقسوة حذرة :-
" ماذا قلتِ أخبريني ؟
أي بلاغ وأي غباء أخر ستفعلينه "
كادت أن ترد ففزعت متقهقرة للخلف من صرخته الخافتة وكأنها هسيس النار :-
" هل لأني صمت عن غبائك وتورطك معهم قبلاً تظنين أني سأتغاضى كل مرة ها ؟
هل تظنين أن لا رادع لكِ أو أني لن أقدر عليكِ؟"
" لا تعاملني هكذا "
نطقتها بجمود إلا أنه عاد ومسك ذراعها مرة أخرى قائلاً من بين أسنانه بحزم :-
" حذاري يا غدي حذاري أن يوزك شيطانك وتبلغين عنهم من ورائي صدقيني أقسم لكِ لو فعلتيها يا بنت البرعي لأجعلك تكرهين اليوم الذي ولدتِ به "
"أنت لن ترهبني ليس لك كلام علي
لست أبي ولا أعترف بك زوجي " نطقتها بتهور فعادت عيناه تلمعان بغضب أهوج يحاول بشق الأنفس السيطرة عليه حتى أنه نطق بسخريه:-
"أه أبيكِ
إذن يا حبيبة أبيكِ اخرجي الآن وأخبريه عن غبائك الذي ورطك مع هؤلاء الأوغاد
أبيكِ الذي ستصيبه جلطة بسببك إن علم مع من كنتِ متورطة يا غبية
أبيكِ الذي خدعته بإصابتك الطفيفة وقد قمتي بحادث مزعوم وكلمته عمتي بطلب مني تخبره أنكِ كنتِ بإحدى المشافي مرافقه لها وأنها كانت معك وقد ضاع هاتفك "

"أبيكِ الذي أهانني الآن هو وأخيكِ وهم يظنون أني راوغتهم باسم المشفى أو مكانك ولم يشفع لي سوى إصابتي الظاهرة لهم "
طفرت الدموع من عينيها لقسوة حديثه فنطقت بقهر :-
" هذا ليس عدل
إنهم أوساخ يستغلون الأطفال والمراهقين لأغراضهم الدنيئة أنت لم تسمع ما سمعت "
لم يبالي بدموعها وإن ارتفع كفه تلقائيا ليسمحها فهمس بنفس الهمس القاسي :-
" الفضول قتل القطة يا غدي "

"هل كنت تريد مني ألا أتدخل ألا أحاول إنقاذ ما أرى "

" بل طلبت منكِ أن تفكري قبل أن تتصرفي
أن يسبق مخك أفعالك لا العكس "

تألمت وزادت دموعها ولأول مرة تفعل
جزء منها يصدق على منطقية حديثه والجزء الأخر ثائر بعنفوان العند
"لا تغتري بنفسك أو بعضالاتك كما يقولون فهناك من عضلاته أضخم منكِ
لا تغتري بكلمة معي الحق وسأنتصر
هذا الكلام هناك في دنيا الأحلام التي تعيشيها وليست بأرض الألغام التي نقطنها "
"أنا أكرهك هل تعلم ؟
لم أرى سوء في حياتي إلا بظهورك بها وكأنك لعنه "
نطقتها بكراهية مقصودة
كراهية صادقة وإن كانت ليس له تماماً لكنها ألامته بشدة حتى أن وجهه اربد كصفحة سوداء لكنها لم تبالي وهي تواصل الهمس المختنق ببكاؤها :-
" اذهب عني يا أكمل
طلقني واتركني بحالي
أعدك أني سأبتعد عن مجال المحاماة تماما "
" بل ستتركيه "
قالها ببساطة قاسية وكأنه صفعها على وجهها فالتففت وهي تقسو بعينيها هي الأخرى فواصل :-
" نعم يا غدي
أنت محامية ماهرة صحيح
لكنكِ غبية تستخدمين قدراتك بالطرق الخاطئة
تتدخلين فيما ليس لكِ فيه
إذا أنتِ لست كفؤ لمهنتك "
ابتسمت ساخرة رغم دموعها المنهمرة تهمس بتهكم :-
"وأنت الكفؤ صحيح يا سيد يا مبجل يا صاحب قضايا الشرف ؟"
خيم الصمت المشحون لدقائق حتى همس أكمل ببرود :-
" دعكِ مني
لكن فكري ماذا مثلا لو كنت وصلت فوجدتك مغتصبه "
اختُطف لونها حتى مال للإصفرار من بشاعة التخيل فسخر قائلاً:-
"ماذا يا أستاذة لما خفتِ هكذا ألم يفعلها رفعت من قبل ويحاول
تخيلي أن رفعت ليس بشئ جوار من كنتِ بين يديهم
ماذا كان سيكون مصيرك
فكري في أهلك الذين تفتخرين بهم جيداً ماذا كان سيكون حالهم ؟"
تحشرج صوته ثم أردف بخشونة :-
" تخيلي ماذا لو كانوا قتلوني ماذا كانوا سيفعلون بكِ ؟"
ارتعشت تماماً تحركت مبتعدة حتى جلست على الكرسي ورائها تدفن وجهها بين كفيها ناشجة ببكاء عنيف خافت من بشاعة التخيل
إنه لا يطلق الكلمات بل يجلدها بها
لكن مع هذا لم يأخذها بين أحضانه كما تلهف قلبه بل همس بجمود :-
" قولاً واحداً يا غدي خلال اسبوعين أو شهر بالكثير سنكون متزوجان
اقحميها في عقلك "
" لن أفعل " همستها بعند فتجبر قائلاً بجنون:-
" والله يا غدي إن لم تتعقلي لأخرج لوالدك واخبره أني كذبت عليه حتى لا يبطش بكِ فقط ثم أخبره عن ما أوقعتِ نفسك به بغباء وحينها هو من سيرسلك معي بعد أن يتبرى منكِ"

ابتسمت ساخرة ترفع وجهها له دون أن تبالي بمسح دموعها وقالت بغباء :-
" وماذا سأجد منك يعني
ماذا سيهمك عن ألم والدي بشئ كهذا
ماذا يهمك عن ألم أسرتي بأكلمها
ما أنت سوى مدلل والدك الذي يفعل لك كل شئ على طبق من ذهب ومهما قمت بأفعال رعناء سيخرجك منها "
رعدة قوية مرت بجسده و كلامها القاسي ما كان سوى رصاصة قاتلة مصوبة نحو صدره مباشرةً دون رحمة
وجهه المنحوت بالصلابة ، استحال إلى لوحة رخامية شاحبة
عضلة فكة ترتجف دون أن يشعر
عيناه قاسيتان ،،قاسيتان مطعمتان بألم لم تستطع إنكاره وهو يطبق أسنانه قائلاً بقسوة مريرة :_

"وماذا تعلمين أنتِ عن الألم يا مدللة ، ماذا تعلمين عن طفل وجد نفسه وهو في الخامسة من عمره منزوعاً من حضن والدته يساق كهدية إلى بيت عمته التى لا تنجب متنازلاً عنه أبويه بنفس راضية !"
يتبع 👇🏻


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:06 PM   #389

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

: مكتب رفعت ...

ماذا لو وطأ نفسك الضعيفة شيطان ؟
شيطان احتل عمادها ثم تسلل حثيثاً لأركانها
يسطو على أركانها بأسلحة مكره
وهاهو يريد ختمها بثق ملكيته !

انتفضت من مكانها بفزع ملحوظ لعينيه فور أن فتح باب مكتبه
ابتسم ابتسامة ذئبيه جذابة إلى حد لعين وهو يقول ببساطة مغوية :-
" لما فزعتِ يا نور هل يجرؤ أحد على دخول مكتبي غيرك
أنتِ الموظفة الوحيدة التي مسموح لها بالعمل داخل نطاقي الخاص "
لكن ماذا تقول له ؟
بما تخبره ؟
هل تخبره أنها تنجذب إليه كل يوم أكثر من السابق
هل تخبره أنها تغرق في عاطفته التي يغدقها عليها يوماً عن يوم
هل تخبره أنها حائرة ؟
مضطربة ؟
هل تخبره أنها تشعر نفسها مشتتة بينه وبين خالد
أم تخبر خالد عن ذلك
من فيهم يفهمها أكثر
لو طلبت الاحتواء ستجده عنده وأكثر
لو طلبت الدعم فهو يحاوطها كما لم يفعل أحد
لو طلبت العاطفة فهي تغرق فيه
لو طلبت الأمان فرغم أنف كل شئ هي تخاف منه
ابتسمت ابتسامة بسيطة وهي تقول بنبرة لم تقنعه :-
" لا شئ كنت منشغلة في العمل ليس إلا "
أومأ برأسه وهو يستخدم معها بالبداية سياسة التجاهل فيجعلها تصبح على محرقة الشوق فيقول بنبرة باردة :-
" حسنا اذهبِ إلى عملك "
امتقع وجهها من نبرته المجافية فاقتربت خطوتين تقول بتردد :-
" هل اخطأت بشئ ؟"
تقترب أكثر حتى أصبحت في محيط مكتبه ثم تقول بنبرة جلبت ابتسامة لنفسه كبحها :-
" لما تسألين في ذلك ؟"
هزت رأسها فتراقصت خصلاتها الناعمة دون أن تجذب عينيه ثم قالت بحيرة :-
" أشعر بجفائك "
رفع رفعت حاجباً منظراً بقية حديثها فواصلت ما كان ينتظره :-
" لم أعتاد على جفائك معي
لا أحبه "
مسك القلم بين أطراف أصابعه وهو يتحدث بنبرة أسبغها بالعتاب :-
" فقط لو تسألين نفسك فيما اخطأتي "
ضيقت عينيها بتساؤل فهمست بحيرة :-
" اخطأت "
افترى ثغره عن ابتسامة لعينة التوى لها قلبها وهو يقول بنبرة مثخنة بعاطفة مرعبة:-
" أظن أننا اتفقنا أن الحواجز مرفوعة بيننا
حتى سلامك علي لم تقومي به عوضا عن فزعك "
ميل رأسه ثم واصل:-
" لقد اتفقنا أننا طالما داخل إطار يجمعنا بعيداً عن الناس إذا لا حواجز "
تخضبت وجنتيها بالحمرة فرفع حاجبيه وعينيه تلمعان بتوقد هامساً ببحه وصلتها أمرة :-
" إذا أظننا تصافينا
ألن تسلمي علي ؟"
اقتربت بتوق مجنون ففتح لها ذراعيه دون حتى أن يقوم لها من على كرسيه
يضمها بين أحضانه متحسساً رقتها بكفيه لكن الجديد الذي أصابها بالتصلب حين حاولت الوقوف لم يفلتها
بل أجلسها على فخذيه هامساً بسحر :-
"اهدئي"
سكنت حابسة أنفاسها فرفع كفه يلمس وجهها بأطراف أصابعها
يقترب بوجهه منها قاصداً نيل ما يخطط له حثيثاً
فينثر قبلات بسيطة على وجهها هامساً بين الواحدة والأخرى :-
" اشتقت لكِ "
وحين حاولت التململ
الافلات
الهروب كان لشفتيها النصيب من جرعة الجموح
يلتهم ... يرتشف ...يلتحم
إلتهامه كان ضياع
إرتشافه ثوران
والتحامه ذوبان
حتى كان هو من انفصل
وقتها كانت تنظر إليه بانشداه
توتر وذهول
عينيها شديدتي الاحمرار ووجهها شهي إثر العاطفة حتى أنها قفزت كالملسوعة لا تصدق ما حدث
حاولت النطق بشفتيها المرتجفتين لكنها لم تستطيع فاختارت الهرب
وحين نقرر الهرب نبحث عن الأمان
وأمانها هي كان خالد الذي رفعت هاتفها لتحدثه
هي أنثى قضمت التفاحة وسقوطها كان النار
فتنشد بالرجل الأمان كي يعيدها إلى الجنة
...............................

لا ضير من بعض الاستغلال إن كان فيه النجاة !

هربت من رفعت بجنون ولم تهدأ أو تستقر حتى وجدت نفسها على أعتاب باب مكتبه
النظرات المختلفة التفتت إليها بتساؤل
كانت تبدو جاذبة للنظر جدا بهيئتها الغوغائية التي لم تبالي بهم وهي تفتح باب غرفة المكتب خاصته وتدخل عليه هامسة اسمه بتلهف
"خالد "
كسى وجهه تعابير الدهشة فنطق اسمها بقلق وهو يقترب منها متسائلاً عن ماذا حدث
هزت رأسها نفياً وعينيها معلقتان به
تقترب منه بقصد أنثوي ربما برئ وربما يبعد عن البراءة أميالاً تتمسك بسترته غير عابئة باجفاله :-
"تزوجني يا خالد
لا تردني أرجوك أن تتزوجني أنا أحتاجك "
" ماذا ؟"
همسها برهبة من نظرة عينيها التي وقعت في نفسه رغماً عنه
هل تعلم الشعور ؟
كانت تبدو كامرأة شريدة تبحث عن مأوى دافئ قابلت رجل في ليلىة شتوية تدعوه للخطيئة
ليست كأي مرة تطلبه فيها
كان بها شئ مختلف جذاب بلعنه
شئ أهوج
غوغائي بجاذبية مهلكة حتى أنه خلص سترته من كفيها قائلاً بتهدج طمأنها :-
" نور ألم نغلق هذا الأمر "
التفت حتى واجهته مرة أخرى ... عينيها تلمعان كنجمة تائهه في سماء مظلمة تدعو شهابها للحماية فتهمس :-
"الأمر قبلاً ليس كمثل الأن
نحن الأن أقرب إلى بعضنا من أي حد "
أخبرتها نفسها أنها كاذبة فعاندت وهي تواصل الهمس برجاء خلبه بسذاجة :-
"أرجوك يا خالد دعنا نتزوج "
وإن كان بكل مرة يرفض فهذه المرة وجد نفسه ينساق هامساً:-
"سأخبر والداي "
................................

ذات ليل !
ذات ليل يشعل عاطفة المحبين
ذات ليل يفجر حمم العاشقين
ذات ليل يسمع بوح الساهرين
ذات ليل يجمع بين كل جامح وحميم
كان هو رجل أحب بكل ذرة مشاعر بداخله حتى صم كل لغة سوى لغة الحب
وكانت هي امرأة محبة تجمع بين قوة العاطفة البسيطة رغم صدقها ووفرة العقل الراجحه

" عمار أنا لن أرتدي هذه الغلالة أنسى "
قالتها سنا بحزم وهي تقف متخصرة في منامتها الرقيقة فتذمر وهو يحمل المنامة بيده متسائلاً بغيظ :-
" لما يا سنا ؟"
ناظرته سنا بصدمه وكأنها تستنكر سؤاله ثم عاد استنكارها بنظرة عينيها للمنامة في يده
غلالة سوداء اللون من قطعتين رغم أنهم متشبكتين ببعضهم ببعض الخيوط
شفافه تماما بلا ترك أي شئ للمخيله حتى مأزرها الذي يعلوها يشف كذلك
احتقن وجهها بخجل وشئ من الغضب لم يظهر في صوتها وهي تقول :-
" أنا لن أرتدي هذا الشئ المبتذل يا عمار أبداً "
" مبتذل ؟" قالها بصدمه توازي صدمتها ثم سخر قائلاً وقد علا صوته :-
" سنا حبيبتي أردت تذكرتك أني زوجك وليس رجل غريب وأنه من حقي طلب منكِ أي شئ حتى لو أردتك الأن دون ملابس "
اندلعت السخونة بوجنتيها
سخونة بها من شرارة الغضب ما يوازي شرارة الحياء لكنها لم ترد أن تشعل شجارهم أكثر باعتراضها على حديثه فتحركت جالسه على الفراش بهدوء وكأنها تكظم غضبها ثم قالت بهدوء :-
" أنا أعلم جيداً يا عمار أنك زوجي وأعلم حقوقك جيداً
لكن أريدك أن تعلم أنت الأخر أن العلاقة بين الزوجين تتسم بالمودة والرحمة والإطار الطبيعي وليس إطار الجرأة والجموح الزائد عن اللازم فهذه الطريقة لا تكون للزوجة "
أطرقت برأسها ثم قالت دون أن تستطع كبح نفسها :-
" أظنها أقرب للعاهرة "
" عاهرة !"
نطقها بذهول فرفعت رأسها له وهالها ما رأت من غضب على وجهه فأدركت ما وصله من نطقها لذا سارعت بالاعتذار سريعاً :-
" أنا أسفة لم أقصد "
وكعادة أي رجل شرقي تأخذه العزة بالإثم فلم يتوقف عن إعتراضها أو معنى حديثها
رمى الغلالة بعيداً وهو يقول بتقرف :-
" اشبعي بالغرفة وحدك يا سنا "
بعد ساعتين
تتقلب على الفراش بلا راحة لعدم وجوده جوارها
بداخلها مشاعر متضاربة
مشاعر رافضة بتزمت الحياء بطريقته بأكملها
مشاعر أنثوية مرتبكة لعدم قدرتها على مجاراة جموحه
مشاعر حزن عاطفي لإغضابها له فهو لا يستحق ما قالت
المشكلة مشكلتها وليس مشكلته
جميع غلالات نومها محتشمة تصل إلى كاحليها بلا إي ابتذال ودوما ما قرأت بعينيه عدم رضاه لكنه لم يكن يتحدث أخذاً معها درب الملا طفة
هو حتى بدأ حديثه بمشاغبة اليوم وهو يفاجئها بالغلالة التي أخرجها من أحد أكياس الهدايا التي جلبتها صديقاتها
ولا تعلم أي وقحه بهم فعلتها وتعلم أنهم فعلوها نكاية بخجلها وتزمتها
تحركت من مكانها وهي تعزم الأمر متوجهه ناحية الخزانة تقلب في ملابس النوم حتى اختارت واحدة تتمنى أن تناسب ذوقه وذوقها
غلالة من الحرير لا تشف تصل لمنتصف ساقيها بحمالتين رفيعتين
تبرز قوامها النحيف ثم حين عزمت على الخروج لها لم تستطع منع نفسها من إرتداء مئزرها الساتر
تحركت على أطراف أصابعها تبحث عنه حتى وجدته نائماً على الأريكه أمام التلفاز الصامت دون إغلاق فمدت يدها تلتقط جهاز التحكم تغلقه ثم جلست على حافة الأريكة جواره تمرر كفها على وجنته برقه تيقظه لكن صوته الأجش الذي لا يخلو من الجمود فاجأها وهو يقول دون أن يفتح عينيه :-
"أنا مستيقظ يا سنا ماذا تريدين "
رفعت كفها بتردد تعقده بكفها الأخر ثم قالت بقوة غير مترددة في اعتذارها :-
" أنا أسفه يا عمار صدقني لم أقصد ما وصل لك إطلاقاً حتى أن هذه ليست طريقتي لا تحزن مني رجاءاً "
الحزن في نبرتها أضعف قلبه فلم تهن عليه واعتدل جالساً هامسا بعتاب :-
"عاهرة يا سنا تصفين حبي لزوجتي برغبة رجل بعاهرة "
عضت باطن خدها بندم لكنها رفعت عينيها له بشجاعة هامسة بصدق :-
"أسفة حقا لم أقصد ما وصلك
الأمر كله أني خجولة يا عمار "
ثم عضت على باطن وجنتيها الحمراوتين إحمراراً جذاب يشبه إحمرار الشفق في عينيه النهمتين :-
" حتى أني ارتديت هذه الغلالة من أجلك يا حبيبي "
لفظ حبيبي أشعل مشاعره المشتعلة بالأساس فجذبها بلا هوادة
يطفأ نار رجولته بماء أنوثتها الرقراق
يصول بعشقه مقتحماً دهاليز عاطفتها الحية عليه جائلاً بجموح هواه
يذيبها بأنفاسه وشغفه العازف على كل ما فيها
كان مُكراً في حنايا أنوثتها لا يفر
عاشقاً جموح يقبل بلا إدبار !
......................................

المشفى

" أنا لن أذهب معك أنا وأولادي أنا سأذهب عند أبي بهم "

قالتها هناء بجمود لزوجها فقست عيناه وهو يهمس بخفوت مهتماً ألا يسمع أحد حوارهم :-
" اقصري الشر يا هناء واجهزي انتي وابنك حتى نذهب للبيت "
" لن اذهب معك بمكان أنا سأعود لبيت أبي " قالتها بعند وبعض القوة التي تستمدها من أخيها الذي في الجوار والذي جذبته نبرة صوتها فأغلق مع عامر هامساً بالحمد بعد أن اطمأن على غدي فاتجه ناحيتهم وهو يجلس أمامهم قائلاً بتعب :-
" هل حقاً تتشاجران بالمشفى ؟"
تأفف راضي وهو ينتفض من مكانه قائلاً بعصبيه :-
" اسأل أختك التي تعاند كالطفلة
أنا أمسك نفسي عنها بصعوبة "
"أريني ماذا ستفعل " قالتها هناء بعند رفع شهاب له حاجبيه قائلاً بنبرة حازمة :-
" هل ترفعين صوتك على زوجك حقاً يا هناء وفي وجودي ؟"
تحشرج صوتها وهي تقول بتهدج :-
" لقد كان السبب في ضياع صغيري مني "
عاتبها شهاب بعينيه لقسوة الكلام خاصة بعد أن استقرت حالة ياسين ومن المفترض أن تهدأ ثم قال بنبرة تأنيب :-
" الخطأ فيما حدث لابنكم مشترك بينكم يا هناء فلا تبرأي نفسك "
طرق الباب قاطع حديثهم ولم يكن سوى محمد أخيهم الكبير الذي أتى بعد أن اطمأن على غدي ابنة عامر
سلم عليهم ثم جلس يسأل عن ياسين باهتمام حتى لجأت له هناء تقول بدلال بعد أن شعرت بعدم إنصاف شهاب لها :-
" أنا أريد العودة لبيت أبي يا محمد "
" وأنا قلت لن تذهبي إلا لبيتي ولن يخرج ابني من بيتي حتى وإن أتى أبيكِ نفسه وليس أخويكِ "

" راضي لا تتمادى "
قالها محمد بزجر فهو يكبره عمراً ثم عدل من وضع نظارته على عينيه وهو يقول :-
" أريد أن أعرف ما حدث "
أطرق شهاب برأسه وهو يقول :-
" أظن أنك تعرف بالفعل يا محمد فهناء رغم تحذيري لها ألا تقص شئ لجأت لك وحكت "
عاتبه محمد بالنظرة فوقف شهاب قائلاً :-
" اعذرني يا محمد أنا أتحدث الأن بدافع مهنتي وليس بدافع أخوتي لكم "
التفتت لهناء قائلاً ببعض( العصبية ):-
" أراكِ تلومين زوجك على ما حدث رغم أنكِ فعلتي نفس ما حذره ابنك منه
لقد فضحتيه عند خاله
حتى وإن كان محمد لن يتحدث في الأمر ما أدراكِ أن ذكاء ابنك لن يفطن أن خاله يعرف
لما تكسريه في نظر الأخرين يا هناء "
نظر إليهم سوياً ثم قال :-
" إن لم تكونوا ستراً له فمن يكون
لولا مهنتي
لولا أني أخاف عليه لكنت رفضت أن يقص علي أي منكم شئ "
"أنا أوافق شهاب "
قالها محمد ثم أردف :-
" لي ولدين رأيت منهم ما لم أرى هل عرف أحدكم شئ ؟
هل يوماً اشتكيت من عبدالرحمن أو خالد
كلاهما كانا مثلا للأخلاق والصورة المثلى أمامكم رغم أتعبوني جداً في تربيتهم "
فرد شهاب كفيه مواصلاً :-
" هذا ما أقوله، الآباء ستر أبنائهم "
نطق راضي الصامت أخيراً بسخريه :-
" هل وجدت أنت أحد من ابنائك في الصورة التي وجدت فيها ابني ؟
هل كان أحد من أبنائك قليل الأدب
هل كان أحد من أبنائك يضع رأسه برأسك "
هز رأسه ثم قال بتهكم قاسي :-
"لا تدعي المثالية يا محمد وإن كان ابناؤك أتعبوك لن يكون مثل ما فعل في ابني
لقد كسرني
لقد قرأت المحادثات بينه وبين المرأة المتزوجة مراراً وكل مرة أحمد الله أني لم أصاب بالشلل
ابني كسرني وأنا أفكر فيما قصرت معه لنصل لذلك "

" ابنك فرس غير مروض يا راضي وللأسف كان أول من خذله هو فارسه
كسرت الفرس وشوهت الفارس "
قالها محمد بأسف فقذف راضي كأس الماء من أمامه صارخاً بضيق :-
" أنا لا أفهم في هذا الكلام ولا أحبه
ما أعرفه هو ما تربيت عليه
أنا لم أتربى على الدلال يا أبناء البرعي مثلكم
أنا تربيت أن الشدة تشدد عضد الولد وأن الضرب طالما لم يميت فهو يقوي
أن الدلال لن يخلق رجل
ماذا جنيت أنا ماذا فعلت كي أصاب بابني هكذا "
أشفق شهاب المشفق عليه من بداية اليوم بالأساس فنظر لأخيه نظرة يستسمحه أن يصمت ثم اقترب من راضي يعرف كيف يتعامل معه وقال :-
" اهدأ يا راضي
من قال أن مصابك ليس بالهين
بالعكس أنا أعرف شدة وطأ الأمر عليك جيدا وأعذرك "
اسود وجه راضي بسياط الألم فمسح العرق عن جبينه وهو يقول ووطأة الألم تنتش قلبه :-
"أخبروني فقط ما هو شعور أي منكم حين يرى ما رأيت
أخبروني ما هو تصرفكم حين تكونوا بنفس الموقف
طالما لم تجربوا لا تتحدثوا رجاءاً "
تنهد شهاب وهو يقول بمهادنة :-
" يا راضي أنا لا ألومك في صدمتك وانفجاعك
أحقاقاً للحق أنا حتى لا ألومك لضربك فجميعنا تم ضربنا
الفكرة بالطريقة والأسلوب
يا راضي كان هناك ألف طريقة غير ما فعلته حين أقسم عليك ابنك ألا تخبر أحد
القسم يا راضي كان كإشارة في صالحك أنه يدرك خطأه
أنه يعرف جلل ما يعمل
هذه نقطة كان بإمكانك استغلالها في حل الأمر لكن بالأخير أنا مقدر شعورك جيدا "
أطرق شهاب ثم واصل :-
" عامة أظن الحديث لن يجدي الآن
جميعنا أعصابنا مرهقة
أنا استسمحك أن يأتي ياسين على بيت محمد حتى يصلب نفسه "
" سأذهب معه " قالتها هناء فرد عليها شهاب بحزم :-
"أنتِ لن تذهبي لمكان
ستعودين لبيتك من أجل زفاف ابنتك القريب ومن أجلها
وياسين لن نأخذه إلا لسبب واحد حتى يهدأ راضي ليس إلا
حتى لن نأخذه للبلدة فلن يعرف أحد عن الموضوع شئ يا هناء أبداً حتى والدينا هذا أمر "
كادت تعترض لكن صوت الجلبة العالية من خارج الغرفة بالمشفى أقلقهم جميعاً حتى تم فتح الباب بعد الطرق من قبل أحد عاملي المشفى الذي قال :-
" دكتور شهاب هناك شرطة بالخارج تريدك "
"شرطة ؟"
قالها محمد بقلق لكن شهاب تحرك ظاناً أن الأمر يخص ياسين فخرج لمقابلة أحد الضباط مرحباً به يسأله باهتمام :-
"خير يا سيادة الضابط "
" أنت مطلوب القبض عليك في الحال "
تدخل محمد في الحوار وهو يسأل بقلق :-
" لكن من حقنا أن نعرف السبب أو ماذا حدث على الأقل
هل أنت متأكد إنه شهاب البرعي "
أومأ الضابط برأسه ثم تنحنح قائلاً بحزم :-
" بالتأكيد أعرف لكنه أوامر من جهات عُليا مشددة أن يتم إحضار الطبيب في الحال "
"لله الأمر من قبل ومن بعد " قالها شهاب ثم تحرك قائلاً لأخوته :-
" اطمأنوا ليس هناك شئ
لا تخبروا رنا ولا والداي "
ثم التفت للضابط قائلاً:-
" تفضل أنا معك "
لكن ما فجعهم حقاً هي إخراج الضابط للأساور الحديدية يضعها في كفيه قبل أن يأخذوه ويذهبوا !
..................................


أحياناً يكون إستسلامنا ماهو إلا محض هروب من التهديد النفسي الذي تمارسه أرواحنا علينا!
واستسلامها هي كان عبر رسالة بثته بها اعتذارها
كذبها وتلفيقها للحجج الواهية التي تعذب ضميرها أكثر فأكثر
وهاهو اليوم المنتظر حيث هو معها منذ الصباح
عودته التي وعدته فيها أن تكون مختلفة بعد أن قضا عدداً من الليالي يتحدثان هاتفياً بانسجام
انسجام كانت تجيد تمثيله وكان يهيم هو به
لقد قررت أن تستمع لحديث حفصة
إما الطلاق وإما الرضا بالأمر الواقع
وبما أن الطلاق لن ينفع فالأمر الواقع كان الخيار
عادت تعليمات حفصة على مخها بتكرار وكأنها تحفظها
" الصلاة يا داليدا
صلي ركعتين بنية قضاء الحاجة قبلها حبيبتي واقرأي الأذكار
ادعي يا داليدا واطلبي من الله العون
اطردي عن نفسك أي فكرة نفور
ضعي نفسك طاعة ستقومين بها لله أتقدمينها لله بالنفور والمن
أم بالعطاء والرغبة في القبول ؟"
نظرت لغلالتها الزهرية في المرأة ثم حاولت الابتسام باهتزاز علها تبث بصيص من الثقة لروحها لكنها ارتعشت بعنف إثر طرقته
ابتسمت باهتزاز فقدته وهي ترى وميض الرغبة في عينيه وهو يقترب منها بابتسامة رجل سعيد
يا الله
لما الأمر ثقيل على روحها بهذا الشكل حتى أنها تريده أن ينهيه اللحظة
عينيه وامضتان وكأنه الحدث الأمثل له على الإطلاق
يبدو كعريس مستعد لليلة دخلته كما يجب أن يكون
تأملته في ملابسه الشبابيه فهمست بما نصحتها به حفصة
"إن لم تستطيعي مبادلته المشاعر القلبية فأطريه بالكلام
الكذب في العلاقات الزوجية مباح حبيبتي "

" تبدو رائع "
ابتسم بثقة حتى أنه خلل أصابعه في شعره الأسود بغرور رجولي تظن أنه كان يصرع به الفتيات قديما
يقترب منها بتؤده حتى لامس ذراعيها برقة فارتعشت إرتعاشاً أرضاه لكنه اتصل بعينيها قبلاً وهو يهمس بتأكيد رغم الأفق اللائح بعيناه ألا ترفض
" هل أنتِ متأكدة يا داليدا ؟"
أومأت برأسها ثم أطرقت لثوانٍ وأخيراً رفعت عينيها إليه تقول بتصميم كان موجه لنفسها لا
إليه :-
" نعم يا رأفت أنا أريد أن أكون زوجتك "
وقولها كان كمن قطع عرقٍ وسيح دمائه
فقد قطعت عرق أنوثتها اللحظة وسيحت دماء رغبته بقرارها !
اقترب دون تمهل
اقترب باشتياق يتذوق ما تنعم به من قبل وحرم منه دون إرادة
اقترب مرتشفاً رحيق لأنثى قدت من عسل
كان رجل عطش لم يزر المتعة منذ فترات وارتوائه كان عذباً من بئر فياض بالأنوثة
أنوثة عذرية متخبطة لا تعرف كيفية مجاراته لكنها تتمسك به بتلهف يثيره ويرشده بالتمهل رغم تأجج الشغف
هل تعلم الشعور ؟
شعوره هو كان بالثورة ... بالرغبة ... بالحب
يحلق في سماء سُحبها من أنهار تتلاطم فيها أمواج اللذة
نال المتعة مراراً من قبل لكن متعتها هي كانت سحر
شعورها كان أشبه بمن أصابه مرض الرغبة في الغثيان دون القدرة الملموسة على القئ
تحاول أن تستحضر كل كلمات حفصة علها ترحم عويل روحها لكن دون جدوى
تشعر وكأن جسدها تحول ترساً ضمن ألة الحرب الضخمة
الحرب التي تخوضها هي فتشعر نفسها كالآلة بينما كان هو الجندي المحب الذي يزرع جذور محبته بأراضي وطنه
جندي مخدوع لا يعلم أن وطنه اُحتل من قبل وما يراه من ازدهار ما هو إلا قشرة زائفة لبريقٍ صدأ
وعند اللحظة الأخيرة أغمضت عينيها ففرت دمعتين ظنهم هو ألم البراءة وشعرتهم هي ألم الرثاء
حتى انفصل عنها مقبلاً رأسها هامساً بالمباركة وتبدو أنفاسه المتسارعة أنفاس سعيدة
يأخذ جانبه وهو يضمها له بحنو وحين كادت ترتكن باكية ناشدة فيه حنان الأب اشمئزت من الفكرة التي للتو تشوهت صورتها
بينما هو كان سعيداً كما لم يشعر منذ وقت طويل
لقد كانت تماماً كما تمنى وأكثر
بعد نصف ساعة تقريباً كانت ترتكن إليه راسمة النوم كالجثة حتى شعرت بصوت انتظام أنفاسه فانفصلت عنه ببطء حابسة أنفاسها
تناولت المأزر أسفل الفراش تلفه حول جسدها سريعاً ثم تخطو إلى أطراف أصابعها حتى الحمام
وفور أن دخلت وأقفلت ورائها شعرت وكأنها أغلقت على نفسها باب من الجنه
هل يمكن ؟
هل يمكن أن يصل بالإنسان حالاً أن يكون له مساحة صغيرة لا تستخدم سوى لقضاء الحاجة أوسع لروحه من براح دنياه
انزلقت حتى جلست أسفل الباب ظهرها ملاصقاً له تضم ركبتيها لحضنها ودافنة رأسها بينهم تنتحب بقسوة دون القدرة على رفع صوتها حتى اختنقت بضجيج الشهقات ففرت زاحفه حتى دورة صنبور المياة تفتحه على أخره لتشهق بعويل زافرة أنفاس العذاب
عضت على جانب كفها هامسة تسب نفسها :-
" اصمتِ يا غبيه اصمتِ "
رفعت نفسها بتهالك حتى رمت جسدها داخل البانيو فاتحة (رشاش ) المياة عليها فتختلط قطراته بأمطار بكاؤها وكأنهم يتسابقان من الذي سيهطل الليلة أكثر
ومن بعيد كانت ترى روحها الذبيحة تقف أمامها
تارة ناهرة وتارة شامته
"اشربي من ما جنت يداكِ "
تراها هناك أمامها تكفن روحها التي غادرتها قبل قليل قائمة بمراسم الدفن كاملة حتى غدت تماماً تماماً جثة بلا روح !
....................................

صباحاً

سطو حرقة الهوان على القلب كسطو الشيطان على الفكر !

ترتدي مأزرها الحريري الأزرق وتضم ذراعيها إلى بعضهم البعض متكتفة وهي تتحرك بالغرفة بلا استقرار
ربما أعظم ابتلاء قد يبتلى به الإنسان هو إنعدام الراحة
شريط الذكريات المريرة يلف رأسها كالحمى فتترأى لها كل ذنوبها جلية
لكن أمام كل ذنب فعلته كان بنفسها صدى تبريره
أخذ ياسر حقوقه الشرعية منها غصباً وإن كان ليس باغتصاب وصدى تبريرها كان أن تتخيل حبيبها
كرهها لحملها وصدى تبريرها أنه كان سبب وبالها
لفظها لطفلتها وصدى تبريرها تفانياً من أجل حبها
اعترافها له بالأمر وصدى تبريرها تضميداً لجراحه
لكن ماذا جنت ؟
لقد سخرت نفسها من أجله طيلة عمرها فلفظها بسهولة كلفظ العين للرمش الغريب بلا تردد
هل هذا هو جزائها ؟
أتفني نفسها من أجل الحب فيلفظها هو وحبه
يعايرها بما فعلت من أجله ؟
الفكرة الأخيرة أرسلت شواظٌ من نار الجنون لقلبها فتحركت بهياج تستل الهاتف من الكومود ونيتها الصراخ عليه بجنون
ربما ستصرخ كثيراً وتتهمه بكل شئ
ربما ستبكي منهارة حتى يهفو قلبه لها كما كان دوماً
رفعت الهاتف لأذنها وهي تهز ساقيها غير عابئة بالوقت لكن صوته الكسول الذي أتاها متخماً بنبرة تعرفها جيداً
نبرة أعادتها لأيام أصبحت ذكراها تكويها بنارها
حيث ليالي كانت تهيم بها عاشقاً بجنون عاطفته
أيام ولت منذ زمن بعيد حتى أنها كادت تنساها
رمت الهاتف على طول ذراعها كمن أصابها المس
لكن ليته كان مس
لقد كان جنون مطبق ينهش روحها وسائر جسدها وهي تتخيل أخرى بين أحضانه يبثها ما كان ملكها
يفعل معها مثلما كان يصهرها
يكويها بنار عشقه كما كان يشعلها
يشبعها بعاطفته حتى يتخمان سوياً
كلها أفكار قاسية رفعت درجة حرارتها حتى قاربت على الأربعين تخيلاً ليس مادياً بل معنوياً كانت أعلى وأعلى
كل هذا كان كفيلاً باجتثاث ميولها الشريرة فهربت ناحية غرفة ابنتها
ابنتها التي فزعت من منظرها فسألتها بتلهف قلق وقد أغلقت الهاتف مع محدثها
" ماما ما بكِ هل حدث شئ ؟"
ابتلعت نجلاء ريقها المسموم بصعوبة ثم همست بنبرة متقطعة من فرط تقطع روحها :-
" هل تعرفين اسم الفتاة التي طلب منكِ صديقتك أن تتوسطين لها بالعمل عند والدك ؟"
قطبت نور من حالة أمها الغريبة وسؤالها الأغرب فتسائلت برهبة :-
" لما يا ماما وما الذي ذكرك ؟"
استندت نجلاء على إطار الباب بتهالك مطرقة برأسها وهي لا تريد لابنتها أن تعرف أنها نفس الفتاة التي تزوجها والدها
لا تريد لطفلتها ألم كالذي تعانيه الآن لذا رفعت رأسها هامسة بحزم مقتضب :-
"اجلبي لي اسمها فحسب فقد وجدت لها وظيفة أفضل "
......................................

هو رجل مشاعره لها عورة تستوجب في عرفه الستر!
وستره هو كان هروب
هرب منها ومن نفسه ومن المشاعر لكن طيفها كان كقرين تلبسه فأصبح يلازم صحوه ومنامه والأسوأ عمله
هي امرأة كمشهد السحر كل من يراها يقع في هوى رقتها

" هل تعلم أنك جعلتني أنتظر منذ ساعة حتى تقلني للبيت "
قالها عمر بامتعاض لرشاد وهو يركب جواره في السيارة
خبط رشاد على كتفه بقوة وهو يقول بسماجه :-
" اشتقت لك والله يا عمور "
ناظره عمر بتقرف ولم يرد عليه فبدأ رشاد بتحريك سيارته وهو يقول قاصد
اً ورغما عنه بداخله رغبة شقية تثيره لإثارة غضب ابن خالته
أو الأدق نكشه
تلك الفتاة الطيبة سنابل تستحق رجل معدنه أصيل كابن خالته لو صدق ظنه في مشاعره
ووقتها كان الله في عون العصفورة وعونه وعون البشرية بأكملها
" ليس عليك أن تغضب مني لقد كنت أقوم بإيصال خالتي حبيبة قلبي وقطعة بسكويت النواعم الشهير خاصتها "
" من قطعة البسكويت ؟"
حسنا
نظرة الإجرام على وجه عمر الآن تطالبه بالتعقل وإتقاء شره لكن ماذا يفعل بنزعة العفريت بداخله التي جعلته يرد بتشدق بعد أن افتعل شهقة سخيفة :-
" هل نسيت قطعة البسكويت يا عمر
خسارة إنها تسأل عنك "
ثم يذر على الاشتعال الملح أكثر فيقول :-
" قطعة البنبون
العصفورة التي تركتها في عشك وهربت يا سيادة الضابط "
" لست خفيف الظل بالمناسبة احترم نفسك يا رشاد واخدمني بصمتك حتى نصل فأنا مصاب بالصداع ولا ينقصني ثرثرتك الفارغة "

نطقها عمر بنبرة خشنة فظة فلوى رشاد جانب فمه مصدراً صوتاً يشبه صوت إستنكار الجدات قديما وهويقول بتشاقي :-
" (مسم )"
جعل عمر يخبطه بطاقية العمل خاصته فالتزم الصمت حتى لا يضغط عليه أكثر

بعد ساعتين تقريبا ..
البيت
نظرت أم عمر لسنابل التي ترتدي فستان باللون الأصفر خاطته لها مشغور بوردات صغيرة باللون (البمبي)
وجهها المستدير الذي تدب الدموية به على استحياء بتسريحتها التي تجعل شعرها على نصفين مع فارق في المنتصف
جسدها الذي يشبه البطة اجتذب حيويته فغدت أنثى جميلة مما جعلها تسمي عليها وهي تقبل وجنتها بحنو قائلة بنبرة محبة من يسمعها لا يصدق انها ليست ابنتها :-
" عيني عليكِ باردة يا حبيبة قلبي
ماهذا الجمال
الفستان سيأكل منكِ قطعة "
ابتسمت سنابل فبدت طفلة فرحة بإطراء أمها حتى أنها مالت مقبلة كفها وهي تقول برقة :-
"سلمت يداكِ"
ربتت أم عمر على كتفها ثم نظرت لطاولة الطعام وهي تقول بحبور :-
" لا أصدق أنكِ أنتِ من صنعتِ كل هذا الطعام
سلمت يداكِ حبيبتي "
ثم ربتت على قلبها وقد اغرورقت عينيها بالدموع وهي تقول :-
" لقد اشتقت له هذا العاق والله لن أجعله يذهب مرة أخرى أبداً "
شعرت سنابل بالغصة رغماً عنها
عودته تثير فيها شئ من الشجن المختلط بالحنين
شجن لحزنها أنها السبب في بعده عنهم فهو يبغضها ولا تعلم لما
وحنين للرسو ببر أمانه
عمر يمثل لها بر الأمان الذي لا تخاف في وجوده
صوت الجرس جعلها تدخل إلى الغرفة التي تقطن بها كي تلف وشاحها سريعاً وابتسامة ترتسم على شفتيها لسماعها صوته الخشن
عمر الأخ الذي لم تجده في أحمد أخيها يوماً
أحمد الذي سحلها !
ترقرقت الدموع في عينيها فمسحتها مسرعة حتى لا تنغص عليهم حلاوة اليوم حتى أنها ضحكت على صوت والدته المعنف له
لا تعلم كيف تعنف هذا الضخم
لقد كانت أمها تخاف رفع عينيها في أخيها
تنهدت تنهيدة مثقلة بالوجع لنكأ الذكريات لكن بالأخير خرجت
بالخارج
قبل عمر رأس والدته وهو يقول بمهادنة :-
" يا أمي ها قد عدت وأنا أمامك لما البكاء ..."
توقفت الكلمات على شفتيه وهو يبصر القامة القصيرة التي أتت من الداخل تقدم قدم وتؤخر الأخرى ونظراتها كأنها تختبر شئ
تأوه بداخله دون صوت من شدة ما صدمته مشاعره بالاشتياق الهادر
ألم ...ألم ... ألم عميق يمور بروحه لكن للعجيب أنه لذيذ .. مثير
هل يكون للألم وقع الحلاوة ؟
خانته عيناه بنظرة فكانت لعمق مشاعره كلسعه أحرقته
مشاعر متضاربة من رغبة جننته في أن يضمها له حتى يحمي هشاشتها بصلابته
وشوق مضني يبلغه كم كان يفتقد محياها الصبوح وكم هو مخطئ بعودته
مشاعره مختلطة يموج بعضها ببعض من شدة تضاربها
سيجن!
" يا سيد عمر ... يا حضرة الضابط
أنت يا أخ "
رمش عمر بعينيه وقد سرح أكثر من اللازم فقلب وجهه وهو يقول بقرف :-
" ماذا تريد ؟"
رفع رشاد حاجبيه وهو يقول بتبرم :-
" وهل قلبة الوجه تأتي عندي وتحلو ؟"
لم يعيره عمر اهتمام وهو يجلي حنجرته قائلاً بنبرة عادية خرجت فظة خشنة :-
" كيف حالك يا سنابل ؟"
نصف ابتسامة أخرجتها بصعوبة وخجل رهيب يسيطر عليها وهي ترد عليها حتى أنها هربت وراء والدته إلى المطبخ
ليس خجل ذكر وأنثى
خجلها كان طبيعي أشبه بأنثى تخجل في حضرة الرجل الغريب!
بعد مرور ساعات قليلة ...
نائماً على فراشه واضعاً ساعده على عينه يحاول أن ينام بلا فائدة
هل سيظل هكذا الأيام التي يجلسها هنا
لا هو مرتاح بنومه ولا صحوه
ألا يكفي سيطرتها عليه ؟
ماذا فيها ؟
لا يريد حتى أن يسترسل بتيار مشاعره الذي يتلاطم في جميع الاتجاهات وجميعها تصب ناحيتها
لقد هجرهم وذهب أبعد المدن لكن ليته نفع
هجرها كان غير جميل أبداً
طرقة أمه على الباب جعلته يعتدل جالساً وهو يبتسم لها تدخل عليه
والدموع في عينيها تزيد عذاباته فأفسح لها مكاناً جواره على الفراش وهو يقبل كفيها
ربتت أمه على كتفه وهي تسأله كعادتها معه دون مواربة :-
" هل وجود سنابل يضايقك يا عمر ؟"
" ماهذا الذي تقوليه يا أمي بحق الله ؟" سارع مباغتاً بالغضب رغم امتقاعه لكنها لم تستسلم وهي تقول بصراحه :-
" قل يا عمر هل ندمت لفعل الخير الذي فعلته
هل أصبحت تثتثقل مسؤوليتها لأنها أصبحت شخص مفروض علينا إن صح تفكيري ؟"
هل من المفترض أن يرتاح الآن رغم أن حديث أمه يشير لنذالته لكن أهون عنده من اكتشاف مشاعره الدنيئة ؟
تناول كوب الماء جواره يتناوله كله مرة واحدة ثم تنهد قائلاً :-
" ما الذي تقوليه يا أمي بحق الله ؟
من جلب لكِ هذه الأفكار التي لم تورد لي على بال"
خبطت على الفراش بارقة بعينيها قائلة بغضب :-
" إذا ماذا يا ابن بطني
ماذا فيك حتى أفهم ولا أجن "
تنهد تنهيدة شعرتها بقلب الأم مثقلة ونبرته التي خرجت مترجية أوجعتها وجعلتها تصمت :-
" فقط هاوديني يا أمي هاوديني "
................................

بعد يومان

ماذا لو كنت تنام قريراً فأضرم أحدهم بليلك نيران الفاجعة ؟
ماذا لو ظننت أنك أصبحت تعيش بدنيا الأحلام فصدمك الواقع بحقيقة الكوابيس !
" خالتي أين ابنك ؟"
قالها رشاد بصوت غاضب أرسل الخوف إليها فسألته بارتعاش
"ماذا حدث يا رشاد
عمر نائم "
تخطاها ولم يرد عليها وهو يتجه ناحية باب غرفة عمر يفتحه بغلظة صارخاً في ابن خالته :-

" استيقظ يا عمر استيقظ يا بني آدم "

فتح عمر عينيه بانزعاج صارخاً فيه ببحة النوم :_

" هل هذه طريقة توقظني بها ؟"

" ليس وقتك الأن أهل سنابل عرفوا بأنها على قيد الحياة "

الصرخة المذعورة من الخارج وقعت في قلب عمر وقع الألم فضربه بقبضته في كتفه وهو ينهض من الفراش متحركاً ناحية الباب يغلقه ثم سبه وهو يواصل هادراً بغضب :-

" يا غبي ألا تستطيع خفض صوتك "

"أي خفض أقول لك أهلها عرفوا عنها
هل تعرف حجم المصيبة ؟"

نظر له عمر نظرة أخرسته ثم تحدث همساً من بين أسنانه رغم اضطرابه :_

" اقسم يا رشاد لو لم تحافظ على انضباطك وتهدأ لأطردك "

تناول رشاد قنينة الماء يتجرع منها ثم وضعها قائلاً بخفوت غاضب :-
" لا أعلم كيف عرفوا عنها
يقولون أن سيدة خرفة أشاعت بالبلدة إشاعة هروبها ليلاً مع أحدهم فثار أهل البلدة على والده الذي فتح لهم مكان دفنها ولم يجدها "

" رباه " همسها عمر بانفجاع وقد اتسعت عيناه ثم همس بتساؤل غير عابئا لنداء أمه القلق من الخارج

" وماذا حدث ؟"

سب رشاد ثم واصل وهو يدور حول نفسه :-

" لا أعلم أصل الحكاية لكن أخيها نشر لها صورة على مواقع التواصل بحثاً عنها "
عض على شفته بحذر فسأله عمر بعينيه سؤالاً حذراً أن ثم ماذا ؟
زفر رشاد وهو يخبط قبضته بالحائط قائلاً بغيظ حذر وربما خائف من وقع الخبر على ابن خالته :-

" الصورة تجمعك معها يا عمر "

وثب عمر من مكانه بقوة كمن لدغه عقرب وهو يقول بغضب مستنكر :-
" ماذا ؟!"
اقترب منه والغضب ينبت من خلاياه قائلاً :-

" هل جننت يا رشاد ؟"

هز رشاد رأسه نفياً مقدراً وقع الأمر على شخص بن خالته حتى أخرج هاتفه يفتحه له على الصورة التي تجمعه هو وسنابل على الشاطئ القريب !
كانت المشاعر تتوالى عليه بشدة فتحرقه بنيران الغضب
أي رجل لا يحب أبداً أن يكون في هذا الموقف فكيف بعمر بن خالته
بن خالته العاشق وإن كان ينكر
بن خالته الرجل كما يجب أن يكون الرجال
بدد الصمت المشحون حولهم صوت خالته المنادي عليه بغضب
فتحرك رغما عنه ناحية الباب ليفتحه
الأمر يجب أن يعرفه الجميع حتى يستطيعوا التصرف
فور أن فتح الباب وخرج لخالته وورائه ابن خالته الغاضب قابلته خالته بالقلق وهي تقول :-

" ماذا حدث يا عمر ماذا حدث يا رشاد كيف عرفوا "

كانت سنابل منكبه بحضنها باكية
عينيها حمراوتان احمرار الخوف والهلع
نظرتها كانت أشبه بأول نظرة رأها منها بعد فاقت
نظرتها أشبه بشخص يحتضر فيُتلى الحزن على صفحة وجهه
حتى أنها يبدو لا تستمع لحديث أمه ورشاد
هي فقط تنظر له وكأنه تناشده تماماً كما أول مرة
وإن كان أول مرة نفذ من السحر فبهذه المرة شرب الترياق كاملاً حتى أن صوته خرج مخشوشناً أجشاً رغم تحشرجه وهو ينطق بوعد رجولي بدا كالقسم وربما لم يكن يدرك أنه سيكلفه الكثير الكثير !
" لا تخافِ لن يمسوكِ بسوء ما حييت "

انتهى

رجاءا انا في انتظار تعليقاتكم على أحر من الجمر في هذا الفصل لذا مستنية ارائكم كلكم حتى الصامتين


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 09:19 PM   #390

Duaa kamel

? العضوٌ??? » 461096
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 180
?  نُقآطِيْ » Duaa kamel is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍❤️❤️❤️❤️❤️♥️♥️♥️♥️♥️😘😘😘😘😘😘😘

Duaa kamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.