آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-21, 03:54 AM   #91

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


هى حصلت لمتسلل لاء الموضوع بيكبر اما دى فضة وخطتها او حد من العصابة اللى مع سى على

الحقد فى قلب على كبير جدا وسميحة مش قادرة تشوف نفورة منها بسبب فرحتها بعودته

عندنا كدا قلبين مكسورين بسبب ارتباط ادم وصفية

فداء اللى اتصدمت بارتباط ادم

وسي اللى كان حبيب وخطيب صفية بس تأثير ابوه وجبروته كان اكبر وتسبب فى خسارته ليها

عزيز والغيرة على غالية ياترى رد فعل ليث هيكون ايه اما يعرف بطلبه لغالية

تسلم ايدك ياجوجو


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 02:15 PM   #92

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

شكرا
وشكرا
وشكرا

بغير انتهاء
لما قراته هنا من عطاء


تحياتي ودعواتي لحضرتك


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 03:57 AM   #93

شغف123
 
الصورة الرمزية شغف123

? العضوٌ??? » 438815
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 768
?  نُقآطِيْ » شغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond repute
افتراضي



بداية توحي بالكثير و الغموض لطالما كان جاذب ، لكل بطل حكاية متفردة و اكثرهم مميزة إن شاء الله أني من المتابعات و في انتظار الفصل على نار و لي عودة بتعليق شامل إن شاء الله



شغف123 غير متواجد حالياً  
التوقيع
فقط حين ندرك ،حقيقة وجودنا في هذه الدنيا ،ونقتنع بالهدف من عيشنا سيزهر الإيمان في قلوبنا و سنفلح.
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 11:18 PM   #94

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع رغم الغموض الذي يحيط به علي وشخصيته التي فيها كثير من الغموض الشر الذي يحيط به وهناك فضه وما سوف تواجهه بهذه الحياة وصفيه وكيف سوف تتاقلم مع المحيط بها بجد فصل خرافي يسلم الايادي

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:10 PM   #95

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
فصل بجننن💗💗💗💗
نبدا بالسيد المستفز علي افندي اول ال اللي شو حنون هو بدوا يقوم بنفسه يحضر ل قضة معكرونة هي نفسها مستعدة تخليك خروف محشي و تاكلك😂😂😂😂 بنفس الوقت عدواة اللي تجمعه مع ابن هارون وصلت نقطة النهاية جمعتهم سيدرا و فرقتهم هي و وصلوا نقطة ما فيها عودة 💔💔💔 ، السيد سيف مش ع اساس صفية مش مناسبة الك و انه انت كثير عليها ليش هلا صار بدك إياها لمي جرحتها و كسرت قلبها و رفضتها و حتي سخريتك منها بنت الشعبية و لمي قررت تبني حياتها من جديد قررت ترجع ع ساحة و ترجعها الك واضح عنا معركة هون بنفس الوقت صفية هل عندها مشاعر اتجاه ادم او هو بديل حياة جديدة ادم يستاهل حدا يحبه لانه ادم بينما فداء شو تعاطفت معها و زعلت عليها و كيف انكسر قلبها خطوبة ادم 💔💔💔، سمية معقول مش منتبهة لتجاهل ابنها الها واضح انها ناوية تدخل ل بشر ع شغله حية و ما يصدق ينتقم من اخوه ع شيء بريء منه و ما اله ذنب يكفي عذابه هو يتحمل ذنب ضياعك بشر زعلانة عليه لا هو مرتاح برجعة علي و لا باختفاء علي 💔💔💔💔 يا تري ليث شو رح يكون موقفه و ردة فعله لمي عزيز يطلب يد غالية و خصوصا في شرط ابوه هل فعلا رح ينفذه او مجرد سكوت حتي يضمن غالية اله ❤❤❤❤ يسلمووو و كثير حبيبتي فصل حلو و بانتظارك ان شاء الله 😘😘😘😘

تسلميلي يا اماني مبسوطه جداااااااااااااااااااا إن الأحداث عجباكي ويارب الباقي كمان يعجبك ❤️❤️❤️❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:12 PM   #96

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
هى حصلت لمتسلل لاء الموضوع بيكبر اما دى فضة وخطتها او حد من العصابة اللى مع سى على

الحقد فى قلب على كبير جدا وسميحة مش قادرة تشوف نفورة منها بسبب فرحتها بعودته

عندنا كدا قلبين مكسورين بسبب ارتباط ادم وصفية

فداء اللى اتصدمت بارتباط ادم

وسي اللى كان حبيب وخطيب صفية بس تأثير ابوه وجبروته كان اكبر وتسبب فى خسارته ليها

عزيز والغيرة على غالية ياترى رد فعل ليث هيكون ايه اما يعرف بطلبه لغالية

تسلم ايدك ياجوجو
فعلا سميحه لسه مصدومه من رجوعه ومش قادره تركز مع مشاعره السلبيه ناحيتها

تسلميلي يا ام زياد مبسوطه جدا إن الفصل عجبك ❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:14 PM   #97

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
شكرا
وشكرا
وشكرا

بغير انتهاء
لما قراته هنا من عطاء

نورتيني حبيبتي مبسوطه جدا إن الفصل عجبك


تحياتي ودعواتي لحضرتك
نورتيني حبيبتي مبسوطه جدا إن الفصول عجبتك ❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:15 PM   #98

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شغف... مشاهدة المشاركة


بداية توحي بالكثير و الغموض لطالما كان جاذب ، لكل بطل حكاية متفردة و اكثرهم مميزة إن شاء الله أني من المتابعات و في انتظار الفصل على نار و لي عودة بتعليق شامل إن شاء الله


تسلمي حبيبتي مبسوطه جدا إن الأحداث عجباكي ويارب الباقي كمان يعجبك ❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:16 PM   #99

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء مشاهدة المشاركة
فصل رائع رغم الغموض الذي يحيط به علي وشخصيته التي فيها كثير من الغموض الشر الذي يحيط به وهناك فضه وما سوف تواجهه بهذه الحياة وصفيه وكيف سوف تتاقلم مع المحيط بها بجد فصل خرافي يسلم الايادي
تسلميلي حبيبتي مبسوطه جدا إن الرواية عجبتك نورتيني بوجودك ❤️❤️❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 09:17 PM   #100

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس



( قبل عدة ساعات )

أنفاسها تختنق كما لو أن الحائط يطبق على صدرها وعيناها زائغة في الفراغ وكأنها تبحث عن نقطة ضوء حولها ..
تشعر كما لو أنها حيوان بلا قيمة مغلول بزنزانة ووضعوا المفتاح أمامه بيقين تام أنه لن يجرؤ على الخروج منها ..
وحتى لو حلت عليه الجرأة فلن يستطيع لأنه وبكل بساطة عاجز ، مسلسل .. بلا حول ولا قوة !
دارت فضة داخل غرفتها حول نفسها بغضب شديد تود لو تحطم كل ما تطاله يدها أو لو أن لها أن تصرخ حتى يختفي صوتها تمامًا وتتلاشى هي بدورها فتنتهي معاناتها ..
معاناتها التي باتت تدركها وتدرك آثارها جيدًا وها هي الآن تواجه أحد تلك الآثار وتبحث عن منفذ للهروب منه ..
حالة مفاجئة من الاختناق الشديد والغضب الغير مبرر ورغبة عارمة في الايذاء !
تبحث عن شعورها السابق بقوتها التي سُلبت منها بغتةً ..
شعورها الذي كانت تؤمن به واستفاقت فجأة على لطمة أخبرتها كم هي ضعيفة مثيرة للشفقة ..!
زفرت بأنفاس مسلوبة وجنح فكرها إلى إعادة المغامرة السابقة مرة أخرى ..
ففي إحدى الليالي لم تستطع التنفس بعد أن انتابتها نوبة ذعر إثر كابوس لعين فخرجت تتخبط حتى وجدت أمامها دراجة بِشر النارية التي لم يعد يستخدمها ولحظها وجدته قد ترك بها المفتاح بإهمال ولم تشعر بنفسها الا بعد أن سحبتها بحذر إلى خارج المنزل ثم ركبتها معتمدة على دروس القيادة التي أجبرت ليث عليها فيما مضى حيث كان يتركها تقود دراجته النارية في الباحة الخلفية لمنزلهم حتى يرضي فضولها الذي لا يتوقف حول أي شيء .
شجعت فضة نفسها متذكرة شعورها الغامر بالراحة وصفاء الذهن بعد أن لفحها تيار الهواء البارد لفترة طويلة ..
تذكرت قيادتها المجنونة في تلك الليلة ، النسيم البارد الذي اخمد بعضًا من نيرانها ، أنفاسها التي رُدت إليها .. والأهم شعور الثقة الذي داعبها ليلتها بعد ما كانت حطام بكل ما للكلمة من معنى !
لقد اتبعت الأعراف ولم تحيد عنها للحظة فنُبذت بلا ذنب وجُردت من حياتها لذا آن الأوان لتخلق لنفسها عالم جديد تكون فضة العامري فيه هي الأهم والأبقى ..
هي .. ومن بعدها الطوفان
حسنًا يا فضة ..
لا ضير من مغامرة جديدة تُعيد إليكِ بعضًا من بعضِك
هكذا شجعت نفسها ثم أخرجت من خزانتها معطف بِشر الجلدي و قبعته الصوفية وقد احتفظت بهما بعد تلك الليلة وكأنها كانت توقن في قرارة نفسها أنها ستكرر الأمر ..
ثم أخرجت حذاء من الجلد الأسود برقبة طويلة كان بِشر قد ابتاعه لها مع بضعة أغراض أخرى بعد أن جلبها إلى هنا بلا ملابس أو اغراض تقريبًا .
و كأن اللعبة أعجبتها وأعادت لها بعضًا من جموحها القديم !
حذاء جلدي ، معطف جلدي ، دراجة نارية ..
فضة المتمردة ، التي لا تهاب شيئًا
لا تلك اللعينة التي وضعوها داخل غرفة مغلقة وباتت تنتفض من أي لمسة عابرة
ابتسمت بجنون وعقلها يؤيد الفكرة و يكررها أكثر ..
مشاركة سر مع فضة القديمة !
استعادة بعضًا منها !
ارتدت المعطف ثم وضعت القبعة ولم تنسى وضع سكينها معها تحسبًا لأي طارئ ثم خرجت من غرفتها على أطراف أصابعها فقابلها الصمت التام
" مؤكد اللعين غادر فهو لا يبيت في المنزل على أية حال "
غمغمت بها ببعض الراحة ثم تحركت ببطء وحذر نحو الباحة الخلفية للمنزل حيث يترك بِشر الدراجة عادةً وأمسكت بها تحاول جرها بقلب يخفق بمزيج غريب من الحماس والقلق .
وبالفعل أخرجتها ثم عادت لتغلق الباب الحديدي الخلفي حتى لا يشك أحد في خروجها لتجد نفسها في لحظة خاطفة مهددة بسلاح كالذي تحمله وصوته الكريه مثله يغمغم جوار أذنها بفحيح و اختلال :
" أنا لا أطيق زائري الليل "
انقبض قلبها وحاولت الإفلات منه وفي نفس اللحظة انتابه شعور بشيء خاطئ فأدارها بعنف وسلاحه لا يزال على خصرها يحفر موضعه بقسوة لتجد نفسها أمام عينيه التي اتسعت لثانيتين قبل أن تحتلها النظرة الماكرة والعبث وترتسم على شفتيه الابتسامة الخبيثة التي أصبحت تميزه بها أكثر من أي شيء ثم يتمتم بلغته الأم وبمرح غريب :
" أنظروا من سقط بين يدي ! "
أزاحت فضة ذراعه عنها بعنف دون أن تنطق بكلمة فاتسعت ابتسامته مما زادها غضبًا وهمهم من جديد باستفزاز لا حدود له بينما عيناه تمشطها من الاعلى للأسفل باستكشاف وقح :
" سيلفر ! ... هل قررتِ الهرب أم أنكِ تتحولين إلى Cat woman بعد منتصف الليل ؟!! "
تحركت فضة من أمامه بتجاهل وغضب لكنه سد طريقها بجسده ثم استطرد غامزًا :
" أم هو موعد مع عشيق سري ؟!! "
اتسعت عيناها بجنون حاولت السيطرة عليه ثم قالت من بين أسنانها بنبرة حادة وهي تحاول التحرك من أمامه مرة أخرى :
" اغرب عن وجهي "
لم يعير حديثها اهتمامًا وأغلق طريقها من جديد قائلاً :
" شاركيني سرك أولًا ، لقد أخبرتك سرًا والآن دورك "
تذكرت حين أخبرها بكل صلف بأنه من تسلل إلى المنزل سابقًا و هاجمها فلمعت عيناها بمقت ثم قالت بغضب أعمى :
" هذه المرة لن تخرج من تحت يدي سليم ، ابتعد أفضل لك "
اتسعت عينا آل قائلاً بمرح ووقاحة :
" اووووووووووه ... أنا أتوق لذلك "
ثم اقترب منها على حين غفلة يلعق شفتيه بحسية واستطرد :
" لما لا نبدأ من الآن ؟!! .. أنا موقن أن النزال معكِ ممتع "
ودت فضة لو تصفعه على قذارته لكنها كانت في أضعف لحظاتها فزفرت بضيق ثم قالت بنظرات كارهة وصوت حاد لكنه مهادن بعض الشيء :
" انت ماذا تريد مني ؟!! "
" مصادقتك "
ألقاها ببساطة وهو يرفع كتفيه بعفوية شديدة فقالت فضة بمقت من بين أسنانها وهي تحاول تفاديه مرة أخرى :
" وأنا لا أريد "
ومن جديد أغلق طريقها وكاد أن يتحدث فهدرت فيه بأعصاب منفلته :
" توقف عن هذا "
" شششششششش ... ستوقظين النائمين بصوتك المرتفع ، وأظن أنكِ لن ترغبين بالرد على تساؤلاتهن إذا استيقظن "
غمغم بآخر جملة بمكر لا ينتهى فرمشت فضة وشعورها بالعجز يكبلها لكنه عرض بشكل مفاجئ :
" ما رأيك أن أذهب معكِ ؟!! "
" أين ؟!! "
غمغمت بسؤالها وهي تود لكمه :
" حيث تذهبين "
كادت فضة أن تصرخ حنقًا وبالفعل خرجت حروفها تحمل انفعالًا واضحًا بعد أن ضغط على أعصابها بما يكفي :
" لما لا تحل عن رأسي ؟!! "
" يوجد بكِ ما يخصني "
ألقاها بجدية مفاجئة فنظرت إليه بارتياب ليعلو العبث حدقتيه من جديد ويغمغم بابتسامة تستفز كل خلية فيها وتدعوها لقتله بضمير مرتاح :
" لقد أعطيتك سرًا كما سبق وأخبرتك ولن اتركك الآن دون أن تشاركيني إحدى أسرارك "
" تبًا لك "
قالتها وهي تتحرك بغتة من أمامه أو هكذا ظنت لكنه ضحك بخفة ومشى ورائها فيما يقول بمرح بعد أن نال منها أخيرًا :
" سأعتبرها موافقة "
وقفا أمام الدراجة النارية فغمغم آل باستمتاع :
" من سيقود ؟!! "
نظرت له فضة بطرف عينيها تود لو تقتلع عينه من موضعها ثم قالت من بين أسنانها :
" أنا سأذهب بها وأنت اتبعني بسيارتك "
" لكن ....... "
طارت كلماته مع الهواء حينما قفزت بخفة وأدارت الدراجة فأخرج مفاتيحه من جيبه بسرعة وركض حيث سيارته ليتبعها بجنون محكم .
عيناه لا تغفل عنها ثانية وهي تطير أمامه غير مبالية بأي إشارات وكأنها مرحبة بالموت ..
لا يعلم إلى أين تأخذه ويظن أنها أيضًا لا تعلم .. !
إنما تفر من أمر ما ..
شبح يؤرق مضجعها ويسرق النوم من عينيها ..
شبح ... يشبه خاصته !
هذه الفتاة ليست مجرد زوجة ثانية أو عشيقة عادية للمدعو أخاه ..
بل هي سر !
أحجية تتحرك على قدمين ..
تحاوطها إشارات الاستفهام من كل جانب و تزداد مع الوقت
ولا أمهر منه في حل الأحاجي ..!
رآها تنظر إليه من المرآة الجانبية فابتسم بانتصار وغمغم بعينين قاتمتين لا تحيد عن هدفه :
" وبدأت اللعبة يا ابن أمي "
********
" كيف حالك يا عزيز ؟!! "
ابتسم عزيز بخفة محاولًا إخفاء توتره ثم غمغم ممازحًا :
" أعتقد أنك الأولى بالسؤال عن حالك "
أسبل ليث اهدابه ثم رد بهدوء :
" الحمد لله على كل حال يا عزيز .. والآن أخبرني عن الأمر العاجل الذي تريده مني "
قبض عزيز كفه و بسطه عدة مرات ثم همهم بعد لحظات :
" أنا أريد التقدم لإحداهن "
تهلل وجه ليث ثم هتف ضاحكًا :
" هل حُلت عقدتك أخيرًا ؟!! "
" أي عقدة ؟!! "
سأله عزيز مقطبًا باستغراب ليهمهم ليث متفكهًا :
" ترفض التعامل مع النساء طوال الوقت ، ترفض التقدم لإحداهن ، لا تنظر إليهن ، لا تعيرهن انتباهك ولا تتحدث معهن ... ماذا نُسمي هذا غير عقدة "
ارتفع حاجبي عزيز بتعجب ثم قال بضيق :
" هل أصبح رفضي للاختلاط دون رباط عيب بي ؟!! "
ضحك ليث مجددًا ثم هز رأسه نفيًا بينما استطرد عزيز بحاجب مرتفع :
" كما أن طباعك لا تختلف عني كثيرًا .. لا تتحدث كما لو أنك متعدد العلاقات "
رفع ليث كفيه باستسلام ثم عاد لبداية الحوار مهمهمًا بابتسامة واسعة :
" حسنًا يا صديق ... هل اخترت العروس أم لا زلت في طور البحث ؟!! "
انتابه التوتر من جديد ثم قال باندفاع كاشفًا كل أوراقه :
" اخترتها وأنت تعرفها "
وهنا حل الصمت على ليث للحظات وكأن الرؤية باتت تتضح قبل أن يسأل بصوت جاد وخافت :
" من ؟!! "
أرتجف قلب عزيز فتنهد ثم هتف مرة واحدة :
" أختك .. الآنسة غالية "
المشاعر المتعاقبة على وجه ليث جعلته يضطرب ..
فبعد الصدمة حل غضب غريب ظهر في صوت ليث وهو يتمتم بحدة مفاجئة :
" ومن أين تعرف غالية حتى تطلبها للزواج ؟!! "
ارتفع حاجبي عزيز بذهول ثم همهم ضاحكًا بتوتر :
" وكيف لي أن لا أعرفها ونحن جميعًا كبرنا سويًا !! "
لم يهتز ليث للحظة ولم تتغير ملامح وجهه وهو يسأل من جديد :
" ولما اخترت غالية بالتحديد يا عزيز ؟!! "
كاد عزيز أن يتحدث لكن ليث استطرد بعينين ناريتين :
" أنت مؤكد تعلم بظروفها كما يعلم الجميع ... لماذا وقع اختيارك على غالية ؟!! "
زفر عزيز وصمت حتى يجد ردًا مناسبًا ثم تكلم بعدها بتصريح عاشق :
" ربما لأنها السبب في عزوفي عن الزواج طوال الأعوام الماضية "
اتسعت عينا ليث ثم همهم بنبرة من يوشك على الفتك بمن أمامه :
" أنت .......... "
قاطعه عزيز هاتفًا بحرارة لا تُخطئ :
" أنا أكن لها كل الاحترام يا ليث ، وحين أردت أن أتقرب منها جئت إليك قبل أي شيء "
أطبق ليث فكيه ثم قالها صريحة :
" عزيز أنت تعلم أن غالية لن تنجب "
" وأنا لا أريد أطفال "
و الرد كان سريع حار بلا ذرة تردد مما أوصل مشاعره بوضوح إلى ليث الذي تمتم بملامح قاتمة :
" منذ متى ؟!! "
همهم عزيز بقلة حيلة وابتسامة خفيفة للغاية :
" توقفت عن حساب الزمن من وقت طويل "
زفر ليث محاولًا تمالك أعصابه ثم صمت لدقائق طويلة قبل أن يقول ببعض التروي :
" اسمع يا عزيز .. غالية أغلى عندي من أي شخص وأنا لا أستطيع أن أجبرها على ما لا ترغب به "
قطب عزيز ثم قال بوجل :
" و كيف تضمن رفضها ؟!! "
" لأنها تدرك جيدًا أن شروطها ستكون مرفوضة من اي رجل لهذا هي عازفة عن الزواج بشكل عام "
اقترب عزيز بجلسته منه ثم قال بصوت قوي محاولًا اخفاء توسلات قلبه :
" يا ليث .. أنا أعدك أن كل طلباتها ستكون مجابة بإذن الله كما أنني أخبرتك برأيي في قصة الإنجاب ، على الأقل اعرض عليها الأمر يا أخي "
" وما رأي عائلتك في هذا الأمر ؟!! .. هل أخبرتهم برغبتك ؟!! "
ألقى ليث أسئلته بتحدي ليفاجئ بعزيز الذي هدر فيه بتوتر بلغ ذروته :
" بالطبع يعرفون .. ماذا بك يا ليث لما ترفض الزيجة بهذا الإصرار ؟!!! "
هدر فيه ليث بدوره :
" لأنني لا أريد لها أن تُؤذى بكلمة و لا احد يضمن رفضك للإنجاب طوال العمر خاصةً وأن هذا حقك "
صرخ فيه عزيز بحنق :
" سأعطيها كافة الضمانات ، لا تتدخل أنت .. فقط وافق وقف جواري يا رجل "
كتم ليث ابتسامة كادت تشق طريقها إلى شفتيه حين دقق في ملامح عزيز الحانقة بطفولية ثم قال بعد صمت جعل عزيز على وشك لكمه :
" سأخبرها وفي النهاية الرأي الأخير لها "
قفز عزيز من فوق مقعده ثم عانق صاحبه بخشونة هاتفًا بضحكة صافية :
" حبيبي أنت والله "
أبعده ليث قائلاً بوجه جاد :
" إذا رفضت لن يُفتح هذا الموضوع مرة أخرى "
" ستوافق .. بإذن الله ستوافق "
هتف بها عزيز بأمل كبير وكأن قلبه هو من يهتف بها وليس لسانه .. !
عائلته وافقت ..
وانتزع موافقة ليث وإن كانت على مضض ..
والآن دورها ..
هي من بقيت ..
رهانه الأكبر ..
حلمه الأجمل ..
غالية قلبه التي سيفعل المستحيل حتى يحظى برضاها فينال مبتغاه .
*********
دلف إلى غرفته بهدوء شديد ..
ملامحه شاردة وينظر أمامه دون تركيز وعقله كله يدور حول طلب عزيز الذي زلزله به .. !
ترى هل ستوافق غالية على ارتباطهم أم ستتحكم بها مخاوفها ؟!!
تحرك بخطوات بطيئة نحو الأريكة وكأنه نسي من تتشارك معه الغرفة والتي كانت تغمض عينيها تمثل النوم بعد أن أنهكت طوال اليوم في استقبال المزيد من المهنئين ..
لقد تعبت ..
تعبت من لعب دور العروس الهانئة بينما هي أبعد عن ذلك بكثير ..
( أي أحمق أنا ! .. جلبتك إلى بيتي و حميتك في الوقت الذي استباح فيه الخسيس أخيكِ حرمة بيتي ، وبدلًا من أن أرد فيكِ فعلته كل ليلة أجد نفسي تعافك )
خناجره لا تزال مغروسة في قلبها العليل بعشقه المحرم ..
روحها تهفو إليه وتطلب العفو ..
ليته ينسى ويراها !
ليته يمنحها ولو قبس صغير من الأمل حتى تستطيع الصمود أمام ما تعانيه من أمه في غيابه !
هل تخبره ؟!!
غبية .. تظنين أنه سينصفك !
عقلها مشتت و روحها تختنق ببطء وصوته الكاره يلسعها بسياط نفوره ..
( وكأنك لستِ امرأة )
( وكأنك لستِ امرأة )
( وكأنك لستِ امرأة )
جملته التي نحرها بها ثم تركها تنزف وغادر كالعاصفة ليبيت ليلته في غرفة أخرى .
تنهدت بوجع ثم فتحت عيناها تنظر إليه فوجدته يجلس على الأريكة منحنيًا شاردًا في الفراغ وكأنه تحول لتمثال فآلمها قلبها على حاله وقررت أن تجازف وتجرب التحدث معه فنهضت وجلست على الفراش ببطء وارتباك ثم غمغمت بصوت خافت للغاية :
" هل أنت بخير ؟!! "
أجفل ليث على صوتها وكأنه قد نسي وجودها بالفعل فابتلعت ريقها بتوتر ملحوظ بينما تنهد هو و تمتم باختصار شديد وكأنه ينفر من إجراء مجرد حديث عابر معها :
" بخير "
صمتت ليالي لتفاجئ به حين تمتم بلا تركيز :
" أنا جائع "
" حالًا "
قالتها وهي تقفز من فوق فراشها لتركض أمام عيناه ثم تذهب إلى المطبخ وقلبها يعدو داخل صدرها وهي تحضر له أول وجبة طعام صنع يديها ..!
حتى وإن كان شيئًا بسيطًا يكفيها أنه سيتناول منه ..
ترى هل ستطال غفرانه يومًا ما ؟!!
تضرعت إلى الله سرًا أن يقذف اللين في قلبه تجاهها ثم أنهت ما تفعله بسرعة وحملت الصينية وعادت بها مسرعة نحو الغرفة لتجده لا يزال على حاله فوضعت أمامه صينية الطعام فيما تسأله بحذر :
" ألن تغير ملابسك ؟!! "
أومأ ليث ثم تحرك بالفعل ليغير ملابسه مما جعل عيناها تتسع بتعجب من حالته الغريبة ليجلس بعدها ويبدأ في تناول طعامه قبل أن يتوقف فجأة ويرفع نظراته إليها يسألها بعفوية جعلت قلبها يسقط بين قدميها :
" ألن تأكلي ؟!! "
وكأن مجرد سؤاله أمر نافذ إذ أومأت له بطاعة ثم تحركت نحوه كالمنومة وجلست أمامه تتناول النذر اليسير وقلبها يكاد يخرج من بين أضلعها دون أن تستطع التوقف عن رمقه بنظرات خاطفة كل عدة لحظات وكأنها تؤكد لنفسها بأن ما يحدث الآن حقيقة واقعة وأنها تتناول طعامها بصحبته بالفعل ..
ليث يجلس أمامها !
فارس الأحلام يشاركها وجبته !
التقت اعينهما بشكل عرضي فتوردت ونظرت إلى طبقها بصمت بينما كان ليث يدقق بها لأول مرة ..
جميلة لا ينكر
شعرها فاحم السواد بطول جيد ، عيناها واسعتين ومرسومتين بريشة الخالق ، بشرتها صافية تميل للبياض فتميزها عن بقية فتيات الوادي بلون بشرتهن الخمري عادةً .
لاحظت تأمله الصامت لها فتوقفت عن تناول الطعام وارتبكت ثم نهضت بوجه متورد وتمتمت بصوت متوتر :
" سأحضر لك شيء تشربه "
لم يعقب ليث وتركها تغادر ثم استلقى فوق الأريكة يزفر بإعياء شديد واغمض عيناه تاركًا عقله يأخذ غفوة من كل شيء حوله ..
فهو مستنزف جدًا ..
عقله مشتت جداً ..
وروحه تبحث عن سكون بعيد عنه جدًا جدًا جدًا
بعد عدة دقائق عادت ليالي تحمل قدح الشاي فوجدته قد غفي بوضع غير مريح
اقتربت منه بحذر ووضعت كوب الشاي الذي تحمله على الطاولة الصغيرة أمامه ثم جلست القرفصاء أمام جسده المستسلم تمامًا لغفوته ورفعت رأسه ببطء وحذر ووضعت وسادة أسفلها حتى يشعر براحة أكثر ..
انصتت لصوت جنونها واقتربت برأسها منه تستنشق بعضًا من رائحته المسكية إلى صدرها العليل بعشقه فتنتشي حواسها وتثمل جوارحها وتضوي عينيها بهيام لا شفاء منه !
نهضت بعدها وجلبت غطاء سميك ودثرته به ثم عادت إلى فراشها تستلقي على جانبها تتأمل ملامحه حتى داعب النوم أجفانها ..
العشق سكينتها ..
وقتها المستقطع الذي تسترقه وتزداد به حتى تستطيع أن تواجه مشقات حياتها ..
عشقها حصنها
قلعتها التي تحتمي خلف أسوارها
قلعتها المغلقة في وجه الجميع بانتظار فارس واحد لا سواه يغزوها ويحتلها ويتوج نفسه ملكًا عليًا فوق عروشها .
**********
دخلت فداء إلى مبنى الجامعة الفارغ نسبيًا في هذا الوقت من العام بخطوات ثابتة تلقي التحية وتبتسم لزملائها اللذين سيشاركون معها في المؤتمر الذي سيعقد بعد يومين في إحدى المدن الساحلية وعليه سينتقلون جميعًا إلى الفندق المقام فيه المؤتمر صباح الغد حتى يستعدوا لليوم المهم .
اتسعت ابتسامتها حين لمحت لجين التي اقتربت منها بملامح مترقبة ثم انتحت بها جانبًا تسألها باهتمام :
" هل أنتِ بخير ؟!! .. أكاد أجن عليكِ من البارحة وانتِ لا تجيبين على رسائلي الا بكلمات مقتضبة "
ومضت عينا فداء بقوة وكأنها أخرى لم تُهدم أحلامها الوردية ثم تمتمت بابتسامة هادئة :
" لقد أخبرتك أكثر من مرة أنني بأفضل حال ، أنتِ من ترفض التصديق "
كزت لجين على أسنانها فيما تقول بإصرار :
" لأنكِ لستِ بخير .. أنتِ تكابرين فقط يا فداء "
ضيقت فداء عيناها وزفرت بحنق ثم قالت بعد لحظات بثقة غير زائفة :
" أنا بخير يا لجين ، كما أظن أنني ناضجة بما يكفي حتى أستطيع تقييم ما أشعر به .. ومن الأساس الأمر لم يكن بهذه الأهمية "
هزت لجين كتفها ثم غمغمت ببساطة وقد ضايقها حديث صديقتها فقررت التراجع :
" حسنًا ، أنتِ أدرى بنفسك "
ابتسمت فداء ابتسامة باهتة ثم تحركن مع بقية الطلبة نحو مكتب عميد الجامعة حين أعلن موعد اجتماعه معهم حتى يرى سير الأمور للمرة الأخيرة لتتوقف خطوات فداء مجبرة وتتنهد بصبر يوشك على النفاذ ثم تلتفت وتنظر إلى من ناداها خصيصًا من بين الجميع فجذب انتباههم إليها :
" مرحبًا يا دكتور نائل .. كيف أخدمك ؟!! "
كانت نبرتها جافة ،ضائقة فابتسم نائل ببعض الإحراج وكعادته لم يستطع السيطرة على عيناه فنظر إليها بانبهار وكأنه لم يرى فتيات من قبل ثم تمتم بصوت خافت لكن نبرة الإعجاب كانت صادحة فيه :
" هل استعددتِ جيدًا للمؤتمر ؟!! "
اطبقت فداء فكيها ثم تمتمت من بين أسنانها وهي تتحرك نحو لجين التي كانت تنتظرها أمام مكتب العميد بوجه هادئ :
" الحمد لله يا دكتور .. بعد إذنك "
" إذا احتجتِ مساعدة تستطـ...... "
قاطعته فداء وهي تتخطاه بالفعل غير آبهة بإحراجه البادي على وجهه :
" شكرًا لك يا دكتور لقد تدبرت الأمر "
زفرت بحنق ثم دخلت مع لجين إلى المكتب و جلسن متجاورتين لتهمهم لجين بخفوت شديد :
" ماذا كان يريد من جديد ؟!! "
رفعت فداء كتفيها ثم همست بلامبالاة :
" لا أعرف ولا أريد أن أعرف "
لتستطرد بعدها بهمس ضائق :
" لم أرى في حياتي إصرار مثل إصراره "
ابتسمت لجين بلا معنى ثم همست بتفكه :
" سيادة المعيد رجل مكافح ، يحاول مع حسناء الجامعة منذ السنة الأولى وهي لا تعطينه وجهًا "
تمتمت فداء بامتعاض :
" إنه لا يتقبل الرفض ، رغم أنني أوصلته له بأكثر من طريقة .. الحمد لله أنه لن يصحبنا إلى المؤتمر "
كادت لجين أن تتحدث لكنها صمتت وانتبهن إلى صوت أحد رؤساء الأقسام الذي طلب من فداء أن تنهض وتعرض على الجميع بعض تفاصيل البحث الذي ستعرضه في المؤتمر حتى يتم تلافي اي خطأ فابتسمت بثقة ونحت أي أفكار من رأسها ثم نهضت وتحركت نحو شاشة العرض لتبدأ في مناقشة زملائها وعرض أفكارها على أساتذتها وسط ابتسامات راضية من معظم الحاضرين لسرعة بديهتها وذكائها الملفت غافلة تمامًا عن عينين تضمران لها السوء خلف ابتسامة ودودة .
*******
تجلس في إحدى غرف الكشف في المستشفى تنهي بعض الأوراق بهدوء و تراجع خطة علاج بعض مرضاها ليباغتها صوت بارد يسأل دون سابق إنذار :
" كيف حالك يا ابنة خالي ؟!! "
أخفت صدمتها بمهارة وسبت نفسها سرًا حين ارتجف القلم بين أصابعها ..
ما الذي أتى به إلى هنا ؟!!
فهي كانت موقنة أنه سيأتي إليها فور أن يعلم بخطبتها .. لكن أن يأتي إلى محل عملها هذا ما لم تتوقع حدوثه !
رباه .. ماذا لو اصطدم بآدم ؟!!
أخفت توترها لترفع رأسها وترسم ابتسامة واثقة فيما تتمتم بعملية شديدة إلى الممرضة التي تجاورها والتي كانت تتطلع إلى نجم السينما الذي هبط عليهم من السماء بفاه مفغور :
" تستطيعين الذهاب يا عزيزتي "
لتوليه انتباهها فيما بعد متمتمة بهدوء شديد :
" تفضل يا سيف .. بما نضيفك ؟!! "
نظر سيف الدين نظرة تقييمية للمكان حوله ثم نظر بطرف عينه إلى الممرضة التي غادرت بإحراج بعدما زجرتها صفية بعينيها حتى تتوقف عن تحديقها الأبله به ليتحرك بعدها ثم يجلس أمام مكتبها قائلًا بصوت هادئ وابتسامة ملتوية :
" جئت أبارك لكِ رغم عتبي الشديد عليكِ "
أسبلت صفية اهدابها ثم غمغمت بابتسامة حلوة أظهرت غمازتيها :
" بارك الله بك .. العقبى لك "
امسك سيف باللافتة النحاسية الصغيرة التي طُبع عليها اسمها والموضوعة على حافة مكتبها يتأملها بلا مبالاة فيما يقول بنبرة تمثيلية مستهزئة :
" شكرًا لكِ .. لم أتوقع أبدًا أن تتم خطبتك دون حضوري "
استمرت صفية في ادعائها الهدوء وكل عصب فيها يدعو الله أن لا يأتي آدم الآن ثم رفعت كفها تعيد غرتها للوراء فلمعت عينا سيف بوحشية حين وقعت عيناه على بنصرها المزين بمحبس الخطبة بينما ردت صفية بتكلف شديد واستهزاء أشد متجاهلة تمامًا نظرته الحارقة :
" لقد تم الأمر في جلسة عائلية .. لكن إن شاء الله ستكون أول المدعوين للزفاف "
" جلسة عائلية ! ... وهل أنا لست من العائلة ؟!! "
ألقاها بعينين ناريتين وفك مطبق لكن صفية لم تهتز وأجابت سؤاله بسؤال :
" وهل تعتبر أنت عائلتي هي عائلتك يا سيف باشا ؟!! "
صمت سيف الدين دون أن تحيد عيناه من عليها لتضرب هي ضربتها الأخيرة بعنفوان وجرأة لا تنقصها حين تمتمت بصوت كاره :
" المقامات محفوظة يا ولي عهد رفعت الوهابي .. أم لعلك نسيت ؟!! "
ترك سيف اللافتة بعنف وتأمل نظرتها الكارهة ليتمتم بعد لحظات بنبرة خفيضة لا تنم عن شيء :
" أنتِ لن تنسي قط يا صفية "
" هل أنهيتِ أعمالك يا صوفي ؟!! "
التفت سيف بحدة لم يستطع التحكم بها يتطلع بوجه مكفهر إلى من دلف بحميمية شديدة و يدلل اسمها أيضًا ..
شاب يبدو في منتصف الثلاثينات بهيئة تشير إلى ثراء واضح !
قميص أبيض أنيق يعلوه معطف أسود من الجلد وبنطال من الجينز الأزرق ..
جسده متناسق و ملامحه وسيمة بعينين رماديتين ملفتتان
يبدو في الحقيقة أفضل من الصور التي بعثها له الحقير سعد .. ! لقد أجادت الاختيار حقًا
شعرت صفية بالتوتر واختنقت أنفاسها وهي تنظر إلى آدم الذي دخل مبتسمًا بعفوية فنهضت بارتباك حاولت اخفاءه وتمتمت بصوت هادئ واثق وهي تنظر إلى عمق حدقتي سيف الذي كان يقيم آدم بنظراته :
" تعال لأعرفكما .. دكتور آدم زين العابدين خطيبي "
لتلتفت بعدها إلى آدم وتستطرد :
" سيف الدين الوهابي ..... "
" ابن خالك "
همهم آدم مستنتجًا فور أن سمع اسمه بينما لمعت عينا سيف حين تعرف على لقبه بسهولة ليدرك وقتها ما تحاول ابنة خاله المصون فعله بينما ضحكت صفية بعفوية مصطنعة وصححت له :
" ابن عمتي .. أنا من تكون ابنة خاله "
ابتسم آدم بتكلف لكن الابتسامة لم تصل إلى عينيه ثم مد يده الى سيف الدين الذي غمغم بشك وهو يصافحه :
" أنت نجل السيد إمام زين العابدين أليس كذلك ؟!! "
أومأ آدم بخفة فابتسم سيف الدين بغموض شديد وبارك له ثم التفت إلى صفية التي كانت تقف وراءه قائلًا بابتسامة كريهة :
" مبارك يا ابنة خالي .. اختيار موفق "
أومأت له صفية بابتسامة عريضة شامتة ثم قالت وهي تنظر نحو آدم الذي كان يرمقهما بهدوء شديد :
" بارك الله بك .. سننتظرك في الزفاف "
" مؤكد .. ومن سيشهد على العقد غيري ؟!! "
ابتسامة متكلفة اعتلت ثغر آدم وهو يهمهم بمجاملة :
" بالطبع يا سيد سيف ، لقد تشرفت بمعرفتك "
اومأ له سيف بابتسامة صفراء ثم نظر إلى صفية نظرة أخيرة قبل أن يغادر بعينين تحمل غضبًا لا يسهل وصفه ..
روحه تنازع بداخله ..
وكل خلية فيه تدعوه للعودة وانتزاع ذلك الخاتم اللعين من بين أصابعها ثم انتزاعها هي نفسها من بين براثن الآخر !
لقد أقسمت ولم تحنث بيمينها ..
أقسمت بأن تُخطب لمن هو أعلى منه شأنًا و ثراءًا وفعلت ..
أقسمت أن ترد كرامتها وتداوي جرحها الذي تسبب هو فيه بكل رعونة وغباء وفعلت ..
أقسمت أن تلملم شتاتها وتبني روحها من جديد وفعلت .
هل خسرها ؟!!
ربما ..
لقد رأى نظرتها للآخر ..
لم تحمل عشقًا ربما لكن التقدير فيها كان لا يُخطئ
كانت تبتسم وكأنها تهنئ نفسها على فوزها به
حتى عيناها كانت تبتسم للآخر بدفء وكأنها أغلقت صفحته بحق واستعدت جديًا لبدء حكاية جديدة يكون الآخر هو بطلها الأوحد !
نظرت له كامرأة تنظر لرجلها بإجلال
لقد تخطته صفية ..
ربما لم تتخطى ما فعله بها بدليل اختيارها لهذا الشخص بالأخص لكنها بدأت تتخطى مشاعرها نحوه ..
اختفى بريق عينيها الذي يخصه ..
ابتسامتها المدونة باسمه توارت خلف أخرى متهكمة شامتة ..
حتى لغة جسدها لم تعد تفصح عن توق أو حتى مجرد تأثر ولو بسيط برؤيته ..
لقد دفنت مشاعرها نحوه وردمت عليها التراب
تأوه بصوت مكتوم وهو يقف أمام سيارته يسب نفسه مرارًا لأنه سمح بحدوث كل هذا ..
كيف ترك الخيوط تفلت من يده ؟!!
كيف سمح لوالده بالتأثير عليه وصدق في لحظة غباء بحت أن صفية طامعة كعائلتها ؟!!
كيف لم يصدق قلبه وصدق عينيه التي خُدعت بغشاوة خبيثة جعلته يفقدها ؟!!
كيف ترك رعونة الحقير سعد وفساده يصنعا حائلًا يفصلها عنه ؟!!
ركب سيارته وأمسك بالمقود يحدق أمامه بنظرات قاتمة وعقله متوقف تمامًا عند سؤال واحد أخير ...
سؤال ستتوقف عليه حياته الفترة القادمة ..!
كيف سيعيدها إليه قبل أن تجن وتعقد قرانها على الآخر ؟!!
تنفس ببطء وحاول تصفية ذهنه قدر إمكانه مستعيدًا كل المعطيات التي يملكها ليصنع بها معادلة تضمن له الفوز ..
دقيقة ..
اثنان ..
ثم تلتمع بنظرة شيطانية ناسبت ما يدور بعقله ورسمت ابتسامة ملتوية على شفتيه ببطء شديد
تضوي عيناه كضارية لن يتنازل عن فريسته وقلبه يخفق بحماس لبدء الأمر ثم يغادر المكان بمزاج مختلف تمامًا عن ما جاء به أول الأمر .
************
" هل وافقته على هذا الجنون يا حاج ؟!! .. هل ستزوجه تلك المريضة ؟!! "
صرخت بها حليمة وهي تقتحم الغرفة فاستغفر مبروك بضيق ثم قال بتروي :
" اجلسي يا حليمة و دعيني اشرح لكِ "
لكن الهدوء كان ابعد ما يكون عنها وهي تصرخ بعصبية :
" ماذا ستشرح ؟!! .. ابنة العامري ستقطع نسل ولدي يا مبروك ماذا ستشرح لي بعد ؟!! "
" قلت اهدئي "
هدر بها مبروك فنظرت له حليمة بقهر شديد ودمعت عيناها ثم تمتمت بصوت متحشرج :
" أنا عشت عمري كله أنتظر اللحظة التي سيقر الله فيها عيني بذريته لتأتي أنت الآن وتوافقه على جنونه وهوسه فتحرمه وتحرمنا من رؤية أولاده ! "
كاد مبروك أن يتحدث لكنها قاطعته ببكاء وتوسل :
" حرام عليك يا مبروك .. تحدث معه بالله عليك واجعله يتعقل ، بحق الله ماذا تملك ابنة العامري ليجن بها هكذا ؟!! "
" تملك قلبه "
كادت حليمة أن تصرخ حنقًا مرة أخرى لكن مبروك هدر بصرامة :
" الآن اصمتي تمامًا واسمعيني جيدًا .. يا امرأة أنتِ تفوهتِ بها بنفسك ، ابنك بالفعل مهووس بها والآن أنا أعالجه من هوسه بتزويجه منها "
مسحت حليمة دموعها بظهر كفها وجلست جواره تهمهم باختناق :
" ماذا تقصد ؟!! "
تنهد مبروك ثم قال بضيق :
" ابنك واقع تحت تأثير جمالها منذ زمن ، ينظر لها كما لو أنها شيء خيالي وهي بترفعها الشديد وعدم التفاتها إليه ثبتت تلك الفكرة في عقله أكثر وأكثر .. لذا إذا تزوج منها سيفيق من خيالاته ويرى الصورة بمنظورها الصحيح ، مستشفيات وتحاليل دورية ، عقم ، إرهاق ومرض ، جمال بلا روح ... هكذا "
تطلعت إليه حليمة بعدم رضا بينما استطرد مبروك بما يراه منطقيًا :
" وقتها سيدرك اي مصيبة أقحم نفسه بها وسيدرك أن تأثيرها المزعوم كان فقاعة هواء وانقشعت وزال السحر تمامًا "
" قلبي ليس راضيًا يا مبروك "
تمتمت بها حليمة بصوت خافت بينما ابتسم مبروك بمكر فيما يقول :
" سيرضى حين تعلمين أنني انتزعت منه وعد بخطبة أخرى بعد مرور فترة على زواجه ممن يحاربنا لأجلها "
نظرت له حليمة بعدم تصديق فابتسم مبروك و اومئ مؤكدًا قوله السابق فهمهمت بصوت خفيض :
" وكيف تثق بأنه سيوفي بوعده ؟!! "
أسبل مبروك اهدابه ثم تمتم بغموض شديد وثقة أشد :
" سيفعل .. لا تقلقي "
*********
بعد انتهاء دوامها ركبت صفية السيارة جوار آدم ثم سألته وهي تعبث بالمسجل متجاهلة تأثير زيارة سيف المفاجئة عليهما رغم أنه لم يعلق على الأمر إطلاقًا وكأن سيف لم يؤثر به مثقال ذرة بل عاد لمرحه وشاكسها أكثر من مرة :
" متى سنسافر ؟!! "
نظر لها آدم باستغراب ثم سألها :
" نسافر ؟!! .. هل ستذهبين معي ؟!! "
أومأت له ثم قالت بمزاح :
" بالطبع ... وهل سأتركك بمفردك حتى تغازلك الفتيات هناك ؟!! .. لا يا دكتور أفق لنفسك لقد أصبحت ملكية خاصة "
ضحك آدم ثم صفق هاتفًا بمشاكسة :
" اللهم صل على النبي .. أخيرًا سمعت هذه الجملة "
نظرت له صفية بعدم فهم فأوضح ضاحكًا :
" لطالما انتظرت من ستأتي وتشعر بالغيرة عليّ وتخبرني بكل جرأة أنني ملكها ... العزوبية قحط يا صفية "
جلجلت ضحكاتها ثم عقبت من بينهما وقد زال شعورها بالتوتر تمامًا :
" أنت بائس بدرجة امتياز "
شاركها الضحك ثم غمغم :
" ليس بعد الآن .. والوغد بكر لن يعايرني بعنوستي من جديد "
ضحكت صفية حتى دمعت عيناها ثم سألته بعد لحظات :
" بالمناسبة .. كيف حاله لم أراه منذ فترة ؟!! "
رد عليها آدم وهو يعيد تركيزه للطريق أمامه :
" كالقرد .. يجلس مترقبًا لحظة انفجار زوجته "
ضحكت مرة أخرى وضربته بعفوية على كتفه فيما تقول بعتب :
" هذا بدلًا من أن تدعو لها "
ضحك آدم بخفة ثم رد عليها :
" أنتِ لم تريها بعد .. إنها تنظر للجميع بلا استثناء وكأنها على وشك الفتك بهم "
نظرت له صفية بعدم تصديق ثم سألته عن السبب فقال ضاحكًا :
" هكذا ، بلا أية أسباب .. جزاء مبرمجة دائمًا على وضع الهجوم "
ابتسمت له ثم قالت بعد لحظات بصوت هادئ :
" أتم الله حملها على خير وقر عينهما بطفلهما "
أمن آدم ورائها ثم غمغم بعد لحظات :
" صباح الغد سأمر عليكِ في السابعة صباحًا حتى نسافر قبل الزحام "
تأففت صفية بضيق و تمتمت بطفولية :
" كم أكره الاستيقاظ باكرًا .. لما لا يكون الدوام الطبيعي بعد الظهر أو العصر ؟!! .. بعد أن يكون الإنسان قد نال كفايته من النوم واستيقظ وبدء يعي ما يدور حوله "
ضحك آدم بخفة ثم سألها :
" ومتى سينتهي إذا بدأ بعد العصر ؟!! "
" في الحادية عشر مساءًا على أقصى تقدير "
غمغمت بها ضاحكةً بمشاكسة ليصدح صوت المسجل بعد لحظات بأغنية جديدة فيأتي صوت المطربة الشهيرة وهي تشدو بإحساس كبير ..

( القناعة كنز لـ يلي اقتنع بس نحنا مركبين ع طمع
عم جرب حب و وقف انا عم جرب مش عم اعرف
عم جرب الحق عقلي و المنطق شو بيقلي عم جرب مش عم اعرف
يا بتفكر يا بتحس لا ما فيك توقف بالنص
ولا فيك تاخد كلشي نقي واحد منن بس يا بتفكر يا بتحس )

اضطربت نبضات قلبها فلعنت نفسها ونظرت إلى آدم الذي كان يشدو مع الأغنية بانسجام فقاطعت أفكارها قبل أن تنحرف في اتجاه لا تريده وأغلقت الأغنية وهي تقول بفكاهة زائفة أمام عيني آدم المتسائلة :
" أليس لديك شيء أكثر حيوية ؟!! "
نظر لها دون فهم فقالت ضاحكة ببساطة :
" ماذا ؟!! .. أريد أن أفرح .. اشتقت للفرحة "
ضحك آدم ثم قال :
" ها هو المسجل أمامك .. اختاري ما تريدين يا فنانة "
ضحكت صفية ثم بحثت عما تريده لتنطلق موسيقى مختلفة تمامًا أكثر شبابية ومرحًا وتنطلق هي بدورها فتصفق بقوة و تشدو باستمتاع صوت مرتفع اقرب للهتاف مع اغنيتها بعد أن نحت تمامًا أي أفكار قد تعكر صفوها بينما آدم يراقبها في صمت ..

( مابنمشيش جنب الحيط احنا بنمشي في نص الشارع
‎مابخافش من التخبيط لو في كلاكس اعمل مش سامع
‎لو طلبت بيع هنبيع عمرنا يوم ما هنشتري بايع
‎علي الأرض نفسنا طويل و بنلعب للوقت الضايع )

*******
( بعد يومين )
( في المؤتمر )
وسط عدد كبير من الحضور وقفت على المسرح أمام شاشة العرض الكبيرة تلقي بحثًا عن التطور العلاجي لبعض الأمراض في الفترة الراهنة ..
تشرح للحاضرين بذكاء وسرعة بديهة ممتزجة باستمتاع شديد بما تفعله فاستحوذت على انتباه الجميع خاصةً مع جمالها الملفت والذي أجبر الكثيرين على التركيز بل والتفاعل معها .
ابتسمت بثقة وتعمدت أن لا تنظر حيث يجلس تجاوره خطيبته ثم بدأت بالإجابة على بعض الاستفسارات بوجه جاد ونبرة واضحة أجبرت الجميع على التصفيق لها بحرارة حين انتهت أخيرًا وشكرت زملائها المشاركين معها .
" ما شاء الله .. جمالها ملفت للغاية "
كانت صفية تنظر إليها بإعجاب واضح بينما كان وجه آدم مكفهر ، يمسك هاتفه بعنف شديد يكاد يحطمه ، تهتز ساقه بتوتر وغضب واضح جعلا صفية تلكزه بخفة فانتبه لها بإجفال مما جعلها تنظر له تتساءل عن ما حدث له فيجيبها باقتضاب أنه يشعر بصداع شديد لتعود عيناه وتتمركز على من وقفت بين زملائها تبتسم بثقة كبيرة فتلتوي شفتيه بازدراء بينما أعادت صفية حديثها بابتسامة معجبة وهي تنظر بدورها نحو فداء :
" يا لها من جميلة ! .. هل هذا لون عينيها الحقيقي ؟!! "
التزم ادم الصمت بينما استطردت هي حديثها أحادي الجانب :
" ما شاء الله عليها .. ذكية وجميلة ومجتهدة ، لقد سمعت أنها الأولى على دفعتها "
" صفية "
نداءه الحاد جعلها تنظر له بتساؤل فغمغم وهو ينهض من جوارها :
" سأذهب إلى دورة المياه "
أومأت له باستغراب وتابعته بعينيها حتى اختفى في أحد الأروقة لتنخرط بعدها في محادثة مع بعض زميلاتها تاركة تساؤلاتها عن ما حل به لوقت اخر .
أما آدم فدخل إلى دورة المياه ثم أخرج هاتفه يتصفح تلك الرسائل المتتابعة التي وصلت إليه منذ عدة دقائق ليُخرج بعدها ذلك الظرف الذي تركته عند باب غرفته في الفندق هذا الصباح بكل رعونة وصلف والذي طواه وخبأه في أحد جيوبه حتى لا تلاحظ صفية وجوده وتسأله عنه بعدما رأى ما بداخله ثم أخرج محتوياته ينظر إلى صوره التي تمت سرقتها من حسابه الشخصي على موقع التواصل وتم التعديل عليها فيجد نفسه يقف مجاورًا لتلك الفتاة يبتسم لها أو يلف ذراعه حول كتفها بحميمية
يقلب الصور بعينين يملئهما الغضب فيطالعه ما كتبته بكل وقاحة ..
( انظر كم نبدو لائقين ! .. يومًا ما سيتحقق الحلم )
عاد إلى هاتفه يقلب في رسائلها التي تخبره فيها بعدة مواقف كان لا يذكرها لكن لسوء حظها قد فعل الآن ..
مثل لحظة تعارفهما الأولى حين فقدت وعيها بين ذراعيه ..
ولقاء سريع لا يذكره في احدى المناسبات ..
سعادتها بقربه بعد أن علمت بأنه سيدرس لها أحد المواد لهذا العام ..
الوقحة الصغيرة تتابع كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ومنذ وقت طويل وبلغت وقاحتها بأنها بعثت له صورة إعلانه عن خطبته لصفية ثم كتبت تحتها ..
( جميلة .. لكني أفوقها جمالًا ونسبًا )
نظر إلى أخر رسالة بعثتها له بعينين غاضبتين ..
( أخيرًا سنتقابل اليوم .. أخيرًا سأرى عينيك عن قرب )
جعد آدم الظرف الفارغ بغضب ورماه في سلة المهملات ثم خرج و اتجه نحوها ناويًا على تهذيبها على تلك الجرأة والوقاحة قبل أن يتطور الأمر فيجد نفسه متورطًا معها بتلك الصور الحقيرة التي قامت بتركيبها لهما .
نظر أولًا حيث تجلس صفية فوجدها منهمكة تمامًا مع زميلة لهما في حديث سرى بينهن لتتحرك خطواته نحو من كانت تقف مع فتاتين في مثل عمرها وتضحك بكل صلف !
التقت أعينهما حين اقترب فتوترت وقفتها للحظة ثم شدت جسدها بصلابة زادته غضب ..
" مرحبًا .. هل يمكننا التحدث قليلًا ؟!! "
حديثه منمق بأسلوب جاف جعل عينا فداء تتسع بتوتر ثم تورد وجهها وهي تنظر إلى لجين التي كانت تنظر لها بعينين مبتسمتين بترقب لتتحرك فداء معه بارتباك فينزوي بها بعيدًا عن الحضور ثم يسألها بغموض :
" أنتِ شقيقة بِشر الشعراوي .. أليس كذلك ؟!! "
وكأن لسانها قد عُقد في حضرته أومأت فداء بوجه متورد فتمتم آدم من بين أسنانه بحدة و ازدراء واضح :
" وهل يعلم أخيكِ بما تفعلينه من وراء ظهره ؟!! "
اتسعت عيناها بصدمة ثم همست بعدم فهم وقلب مضطرب :
" عفوًا ! .. عما تتحدث ؟!! "
أخرج ادم الصور ثم وضعها أمام عينيها قائلًا بصوت غاضب مزدرى :
" أتحدث عن صوري معك يا آنسه ، صوري التي قمتِ بسرقتها من حسابي بكل وقاحة ثم تركيبها مع صورك "
اتسعت عيناها وامتقع وجهها بحمرة قانية وعقلها توقف عن العمل تمامًا ..
أما ضربات قلبها كانت كدوى المدافع ..
كيف وصلت هذه الصور إليه ؟!!
لقد كانت مزحة غير مناسبة تبادلتها مع لجين التي تهوى الـتصميـ.........
لجين !
التفتت بوجهها كالطلقة تجاه الأخرى التي تبدل وجهها في ثواني معدودة ..
من قمة الإخلاص لقمة الخسة والنذالة !
ابتسامة صفراء شامتة جعلت معدتها تنقلب ليجذب آدم انتباهها إليه مرة أخرى وهو يهدر بخفوت حاد :
" كيف تسمحين لنفسك بل كيف جرأتِ على فعل ذلك ؟!! .. هل تعلمين أنني أستطيع أن اقاضيكِ على تلك الفعلة وعلى تلك الرسائل التي تبعثينها لي ؟!! "
دمعت عينا فداء بقهر وشحبت ملامحها ثم تمتمت بصوت مهتز :
" أنا لم ابعثـ ....... "
قاطعها آدم و حدته تزداد وهو يرفع هاتفه فيزداد وجهها شحوبًا :
" توقفي عن الكذب والتمثيل ... أليس هذا حسابك ؟!! "
رمشت فداء عدة مرات وعقلها يجلدها بتذكير متأخر أن لُجين تمتلك الرقم السري لحسابها فطرفت عيناها بالدموع ثم همست بصوت خافت وقلبها يئن داخل صدرها من فرط المذلة التي تتعرض لها :
" أنا لم أفعل "
لمعت عينا آدم بنفور مزقها ثم قال بصوت باتر وهو يتحرك من أمامها :
" يعني مُصرة ! .. حسنًا سيكون لي حديث آخر مع بِشر "
اهتزت وقفتها ثم نادته وقالت بصوت باك وهي ترى الأمر يتطور بسرعة مهولة :
" انتظر من فضلك .. أقسم لك أنني لم أرسل لك شيء "
نظر لها آدم بطرف عينه وكاد أن يتحدث لكنها قاطعته هامسة ببكاء وهي تشعر بذل لم تشعره من قبل :
" أجل أنا أتابعك على مواقع التواصل لكني والله لم أبعث لك أي شيء ولا أضمر لك أي سوء ، أنا حتى لم أرى تلك الرسائل إلا الآن .... حتى انظر "
اتبعت حديثها بأن أخرجت هاتفها بسرعة وفتحت برنامج الرسائل ثم قالت بصوت باك متقطع :
" انظر .. أنا لا أملك حتى نسخة من تلك الرسائل التي بُعثت لك ولا أعرف عنها شيء أقسم بالله "
نظر لها آدم بعدم تصديق ثم قال بتهديد صريح وازدراء جعلها تتمنى الموت :
" رسالة واحدة أخرى كتلك الرسائل ووالله سأضع كل شيء أمام أخيكِ ليرى بنفسه ما تفعله أخته من وراء ظهره و يُعيد هو تربيتك من جديد "
ليتركها بعد ذلك ويغادر إلى القاعة بخطوات ساخطة بينما ظلت فداء مكانها تنظر في إثره بذهول مكلل بانكسار لم يمر بها من قبل ، ودموعها متدفقة بسخاء بعد أن تحول اجمل يوم في حياتها إلى أبشع يوم على الاطلاق .


نهاية الفصل الخامس

قراءة سعيدة ❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.