آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-22, 07:34 PM   #351

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع والعشرون

نظرة ..
مجرد نظرة مباغتة جعلت كل تماسكها المزعوم ينهار وتذروه الرياح !
نظرة ريحها سام زلزلت أعماقها وهزت كل ثوابتها ..
نظرة من مقلتين اشتعل فيهم السعير فأهلك استقرارها النفسي المتهالك دون شيء وأذاب ما بقي من قدرتها على الوقوف صامدة فترنحت وقفتها وهربت عيناها من اللقاء بخزي يليق بما تسببت به .. !
أما فضة فكانت تسبح بجحيمها الخاص ..
تلك الثواني المعدودة على أصابع اليد الواحدة مزقوا رداء ثباتها المهلهل ووضعوا في رأسها افكار شيطانية رأت فيهم نفسها تمزق وجه ليالي بأظافرها وتجردها من ثيابها مثلما حدث معها .. !
لكن لمسة غالية على كتفها وتبعتها لمسة أخرى من ليث تحمل كل الدعم الذي قد يقدمه إنسان جعلوا شيطانها يتراجع فتغمض عينيها تبتلع جمراتها بصمت .
كانت لحظة تشبه الموت والبعث في آن واحد .. !
لحظة الهلاك الأخير لفضة القديمة ولحظة انبعاث الأخرى التي تطمح لبنائها ..
خرجت زفرة حارقة منها وهي تبتعد عن غالية ثم أشارت لهم جميعًا بالدخول دون أن تسمح لأعينهن بلقاء آخر وكأنها تقطع على نفسها طريق الانهيار قدر امكانها ..
أما ليالي فنظرت إلى ظهرها بعينين غائمتين بالدمع والأسى ليقتحم ليث الصورة يحذرها بنظراته من انهيارها الوشيك فأومأت له بصمت حزين وتبعت خطواته كطفلة تتشبث بجلباب والدها حتى لا تنهشها الضباع !
اختارت الجلوس على مقعد منفرد تاركةً الأريكة لليث وفضة التي كانت تلتزم الصمت بشكل مريب وكأنها دخلت في معركة نفسية لا يدرك أحد أبعادها ..
حاول بِشر إلهاء عزيز في محادثات مختلفة حتى لا يلاحظ توتر الأجواء بينما عرضت غالية على شقيقتها بابتسامة مرتبكة أن يصنعن القهوة سويًا حين لاحظت حالتها ..
وما أن اختفين عن الأنظار حتى خرجت زفرة ارتياح من ليالي واسترخت قبضتها المضمومة بشدة فوق ركبتها فمنحها ليث نظرة دعم قابلتها هي بابتسامة شديدة الارتجاف وهي تكاد تعد اللحظات للهرب من هذا البيت .
أما فضة فما أن دخلت إلى المطبخ حتى انحنت على الحوض تتنفس بإنهاك شديد وكأنها تقبع أسفل ضغط عصبي غير مسبوق
كانت تحاول قدر إمكانها أن لا تصرخ بحديث طويل تلدغ به من غدرت بها وباعتها إلى شقيقها دون أن يرف لها جفن !
اقتربت منها غالية ونظرت إلى وجهها المحتقن بعينين موجوعتين لأجلها ..
فكل خلية من شقيقتها الصغيرة كانت تبكي إلا عيناها !
نظراتها كانت متحجرة ، صلدة وكأن كل أحاسيسها قد تجمدت خلف بركان الغضب الذي تكتمه .. !
لحظات أخرى وتبعهم ليث ودون أي مقدمات أدار فضة إلى حضنه يجبر من كسرها ما استطاع ، يقبل رأسها بلا انقطاع وكأنه اعتذار ضمني لما تمر به الآن بسببه ..
تنفست فضة بتحشرج فوق صدره وارتجف جسدها بعنف المشاعر التي تكتمها فمسح ليث على ظهرها عدة مرات وهو يهمس بمساندة :
" لا بأس .. تنفسي "
حاولت فضة البكاء عل البكاء يريحها لكن حتى الدموع أبت أن ترحمها فتشبثت في قميص ليث بعنف تكاد تمزقه وانفاسها تتسارع كأنها تعيش أحداث ليلتها السوداء من جديد .. !
نزلت دموع غالية بينما قطب ليث حين شعر أنها همست بشيء ما لم يصله فمال برأسه نحوها وقال :
" ماذا تقولين حبيبتي ؟!! "
" اصفعني "
همست بها فضة بصوت شديد الخشونة وكأنها تعاني لتخرجه من حلقها فاتسعت عينا ليث بينما استطردت فضة بنصف وعي :
" اصفعني .. اجعلني أستيقظ "
تبادل ليث النظرات مع غالية التي كتمت صوت بكائها بمعجزة فحاول ليث التصرف ومشي بفضة إلى أن وصل بها إلى الحوض ثم أدارها بعد أن فتح الماء وضرب به وجهها عدة مرات فشهقت بصوت مسموع وبدأت تستعيد وعيها بالمكان ببطء شديد بينما يمسح ليث على وجهها بالماء هامسًا بألم وهو يقبل رأسها دون توقف :
" هوني على نفسك ، والله سيزول هذا الوجع "
وأخيرًا أصابتها رحمة ربها فبكت ..
بكت فضة بعنف ووجع مما جعل غالية تهرول وتغلق عليهم باب المطبخ بينما كانت الأخرى تكتم صوت بكائها بكفيها ليزيح ليث كفيها عن فمها قائلًا بصوت متحشرج :
" لا تكتمي صوت ألمك عني يا تاج رأس أخيك "
واستقبلت ضلوعه شهقاتها المرتفعة والتفت ذراعيه حولها يكاد يخفيها داخله وقلبه يتمزق مع كل دمعة تذرفها ..
ليت بيده إعادة xxxxب الساعة لكان حماها من كل عين نظرت لها
لكان قتل الخسيس حين ولدته أمه
لكان فداها بروحه وصنع لها عشًا آمنًا لا يطالها فيه اصبع !
وقعت عيناه على غالية التي كانت تبكي بدورها فأشار لها أن تقترب ثم سحبها إليه بذراعه الآخر فتشبثت به هي الأخرى ثم عانقت فضة تشاركها ألمها فاغلق ليث ذراعي حمايته على شقيقتيه بشدة وهو يبتهل لربه أن تمر أيامهم الصعبة دون مزيد من الخسائر .. دون مزيد من الألم .

*************

يتبع ....


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:34 PM   #352

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( المستشفى )

يقف وحيدًا يراقب الممرضة وهي تبدل المحلول المغذي لطفلته بملامح نال منها الإرهاق ..
فقد ذهب بِشر لاستقبال اشقاء سيلفر على وعد بالعودة مرة أخرى
وللحق الرجل لم يتركه للحظة منذ ما حدث ..
حتى الإجراءات الروتينية والتحقيقات وما إلى ذلك تكفل هو ومعارفه بمعظمها منحيًا عن كاهله كم كوارث غير طبيعي كان سيسقط به وهو لا يملك أي طاقة الآن لمجرد التفكير في حل مشاكله ..
أما النوم فلم يداعب جفونه كالبشر منذ ما حدث وكأن انتقام السماء منه في ابنته قد أوقف كل نشاطاته العقلية فبقي خاويًا زاهدًا في كل شيء حتى لحظات الراحة !
أصبح كل ما يرغب به أن تمر الأيام سريعًا ويعود بطفلته من هذا المكان الموحش ..
" علي "
صوت أمه جعله يلتفت نحوها وقد كلل البرود محياه
لا يدري من أين أتت ولا يريد أن يشغل عقله الآن بغير ليندا .. !
تنهدت سميحة باستسلام ظهر في سؤالها الواهن :
" ألن ترتاح قليلًا يا بني ؟!! "
رمقها آل وكأنها مختلة ثم همهم بصوت نافر :
" I will not leave my daughter "
نظرت له سميحة بألم ثم قالت بدفاع :
" أنا لا أقول لك اترك ابنتك ، كل ما أريده هو راحتك "
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها وعاد بكامل انتباهه إلى صغيرته فأغمضت سميحة عينيها بيأس ثم جلست على احد المقاعد ومرت عدة دقائق ووصلت فداء التي اقتربت منه بحذر طفيف وقد استعادت السيطرة على أعصابها وحللت كل الأمور بعد أن اختلت بنفسها الايام الماضية !
" كيف حالك يا آل ؟!! "
وهذه المرة انتشله صوتها الخافت فالتفت إليها ومد ذراعه نحوها فابتسمت بتردد وتقبلت عناقه لها بتشنج وصله وضربه بقسوة عاتية فابتعد عنها على الفور وتهربت فداء من لقاء عينيه فيما تقول بنبرة شديدة الهدوء وكأنها تتعامل مع غريب :
" لقد قابلت الطبيب وأخبرني أن حالة طفلتك في تحسن مستمر "
أومأ لها آل بصمت وقد تيقن أن الأمر الذي تجنبه طوال الوقت قد حدث وقد رفعت فداء الحواجز بينهما بعد ما طالها بسببه..
وهل يلومها ؟!!
لقد كانت هانئة في حياتها إلى أن اقتحمها بكوارثه وبلاياه !
ظل ساكنًا للحظات وشيء داخله ينازع كالطير الجريح لكنه اختار الجمود قناع له وقال بنبرة لم تسمعها فداء منه من قبل وكأنه اختار الابتعاد والتواري عنها بدوره :
" Thanks "
" ألا يجب أن تتصل بزوجتك وتخبرها بما حدث ؟!! "
خرج السؤال من سميحة التي اقتربت منه مرة أخرى وكأنها تتحين الفرص للتحدث معه فعبس آل للحظات ثم كرر بعدم فهم :
" زوجتي ! "
أومأت له وغمغمت :
" يحق لها أن تعرف بما تعرضت له ابنتها "
نظر آل نحو فداء ثم إلى أمه وهمهم بنبرة جامدة :
" أنا لست متزوج "
اتسعت عينا سميحة بصدمة كبيرة بينما ظلت فداء كما هي ..
فقد كانت تشك في الأمر منذ البداية .. !
سألته سميحة بوجه ممتقع :
" إذًا من تكون هذه البنت ؟!! "
أجابها آل بتهكم غير مستوعبًا لما تدور حوله :
" Linda , my daughter "
ضربت سميحة على صدرها ثم همهمت بصوت مولول :
" يا ويلي .. ابنة سفاح ! "
قطب بعدم فهم بينما توترت حدقتي فداء كارهةً فتح باب النقاش في هذا الأمر في مكان عام فتدخلت وقالت لأمها بصوت محذر :
" ليس وقته يا أمي "
دمعت عينا سميحة وهي تضرب على صدرها وتولول بخفوت :
" يا ويلي .. احفظنا يا الله "
كان آل لا يفهم ما يدور أمامه وكاد أن يستفهم لكن الطبيب بزغ أمامه في بداية الرواق فتحرك نحوه مؤجلًا استفساره عن ما تعنيه سميحة لوقت لاحق فيما يسأله بقلق بالغ :
" How is she ?!! "
ابتسم الطبيب في وجهه ثم قال بتفكه :
" أعطني فرصة أدخل إليها واطمئن عليها انا اولًا "
زفر آل بضيق فتوقف الطبيب ثم قال بعد أن أشفق على حاله :
" هل ترغب في الدخول معي ؟! "
وكان مجرد التخيل بأنه سيراها عن قرب كفيل بأن يغمر روحه بفيض من السكينة فالتمعت عينا آل بلهفة شديدة وهو يهز رأسه ايجابًا فابتسم الطبيب له وطلب من الممرضة تحضيره للدخول إلى الرعاية ورؤية ابنته .
دقائق بسيطة وخطى آل إلى الرعاية بقلب مرتجف ..
رائحة المعقمات تزكم أنفه ..
البياض الشاهق للمكان يصيبه بالكآبة
وأصوات أجهزة المراقبة حوله توتره !
وهي هناك ..
على مسافة صغيرة منه
بينه وبينها خطوة لكنها شديدة البُعد عنه .. !
قلبه يسبقه إليها ثم تتوقف خطواته أخيرًا أمام فراشها يحدق في ملامحها التي لم تفارقه للحظة ..
قطعة قلبه الأغلى ونور حياته
نائمة عارية تحاوطها الأسلاك من كل جانب وجهاز التنفس يغطي نصف وجهها تقريبًا .. !
ابتسم لها آل وكأنها تراه ثم نزل على عقبيه جوار الفراش بحذر ومد سبابته يحركها ببطء شديد على بشرتها الناعمة ثم همس بصوت شديد الخفوت :
" بابا آذاكِ كما لم يؤذيكِ أحد من قبل لذلك تخاصمينه ولا تريدين رؤيته .. أليس كذلك ؟!! "
لمس شعرها الخفيف باشتياق ما بعده اشتياق ثم استطرد بعد لحظات بصوت متحشرج :
" Daddy is waiting for you to come back "
ليعود ويهمس جوار أذنها :
" اشتقت إليكِ حبيبتي ، لا تطيلي النوم "
ربت الطبيب على كتفه بمواساة فمال آل وقبّل جبين ابنته عدة مرات ثم استنشق رائحتها لتكن زاده في الأيام القادمة والتي اختلطت الآن برائحة المعقمات فضايقته ثم نهض وسأل الطبيب بجمود خبئ وراءه ضعفه :
" متى أستطيع أن آخذها ؟!! "
" عن قريب بإذن الله .. فور أن تستفيق ونتخلى عن التغذية الوريدية وتستطيع الرضاعة بشكل طبيعي "
تنهد آل ثم أومأ باستسلام وألقى نظرة أخيرة نحو طفلته ثم خرج بخطوات بطيئة وعاد إلى هيئته الأولى يراقبها من بعيد تاركًا قلبه أسفل قدميها ..
يبتهل قلبه دون توقف بينما لسانه عاجز بخزي عن طلب شيء من ربه بعد كل ما اقترف .

**************

يتبع ...


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:35 PM   #353

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دخلت صفية إلى منزلها بخطوات مترددة تبحث بعينيها عن أمها بقلب يرتجف من الخوف .. !
لقد اقترفت الكارثة وحان وقت تحمل النتائج ..
في تلك اللحظة خرجت أزهار من المطبخ تجفف كفيها من الماء ثم وقفت بصدمة حين وجدت صفية أمامها فسألتها بتعجب :
" ما الذي أتى بكِ مبكرًا بهذا الشكل ؟!! "
تهربت صفية بنظراتها من أمها لكن أزهار قد لاحظت تبدل حال ابنتها طوال الأيام الماضية فوقفت أمامها وأمسكت بوجهها لتتقابل أعينهن عنوة فيما تسألها بصرامة :
" ما الذي يحدث معك يا صفية ؟!! "
ازداد توتر صفية ثم قالت بخفوت :
" هلا نجلس قليلًا يا أمي ؟!! "
رفعت أزهار حاجبًا مستهجنًا ثم جارتها وقالت بينما تتحرك نحو الأريكة :
" نجلس يا روح أمك "
تبعتها صفية بخطوات مهزومة ثم جلست أمامها تحمل ذنبها على كاهلها ثم قالت بعد لحظات بسيطة بصوت متردد :
" لقد علمت أن سعد خلف ما حدث لزوج عمتي "
اتسعت عينا أزهار بجزع بينما بدأت تحكي لها صفية باختصار عن تورط سعد مع الراقصة فشهقت أزهار بصدمة وضربت على صدرها ثم وقفت تولول بلا انقطاع وهي تتوعد سعد بسخط ممتزج بالرعب من مصيره ثم عادت وجلست أمام صفية التي لم تحرك ساكنا فيما تقول بخوف :
" إذا علم سيف قد يقتله "
أسبلت صفية أهدابها ثم همهمت من بين أسنانها :
" لقد عرف وانتهى الأمر "
ومرة أخرى ولولت أزهار وضربت فوق صدرها عدة مرات وهي تتمتم ببوادر انهيار :
" سيقتله هذه المرة .. ابن عمتك مجنون وشقيقك لا يتوقف عن استفزازه لكن هذه المرة مختلفة عن ما سبق ، يا ويلي ماذا أفعل ولمن الجئ ؟!! .. ساعدني يا رب .. ساعدني "
تبعت حديثها بأن نهضت وهي تقول لصفية على عجالة :
" هيا يا صفية ، تعالي لنذهب إلى سيف لعلنا نستطيع التأثير عليه مع أنه والله يملك كل الحق لشق رأس ابن الـ*** شقيقك "
أوقفتها صفية وقد وصلت للجزء الأصعب من هذه المحادثة فقالت بصوت يكاد يُسمع وعيناها تنذر بالدمع :
" لقد ذهبت إلى سيف يا أمي وقمت بتسوية الأمور معه "
وبالفعل توقفت أزهار ثم حدقت في ابنتها بمزيج من اللهفة والحذر مع بعض التوجس ثم همست بخفوت :
" كيف ؟!! "
نزلت دمعة من صفية والتزمت الصمت فشعرت أزهار بالخطر لكنها تماسكت وسألتها من جديد تشدد على حروفها :
" سألتك كيف قمتِ بتسوية الأمور معه يا صفية ؟!! "
همهمت صفية بهمس غير مفهوم فهدرت فيها أزهار حتى تتحدث بشكل طبيعي فتمتمت صفية ببكاء مرير :
" تزوجت به "
ضربة غادرة تعرضت لها أزهار فترنحت فيما تكرر ورائها بهذي وعدم تصديق :
" تزوجتِ به ! "
ثم صرخت بها بجنون مطبق وهي تهز جسد صفية بعنف شديد بين ذراعيها :
" تزوجتِ به يا صفية ! .. كيف ومتى وأين كنت أنا ؟!! "
بكت صفية بكل ما تحمل من وجع ثم قالت بانهزام :
" رغمًا عني ماذا أفعل ؟!! .. لقد هددني بحبس سعد واتصل بالمحامي أمامي ليقدم بلاغ ضده "
صفعتها أزهار بغضب فيما توبخها بانهيار :
" بعتِ نفسك له بلا ثمن يا ابنة منصور ؟! .. أي قضية وأي جنون ؟! .. تلك القضايا عقوبتها بسيطة يا غبية "
نهنهت بالبكاء وهي توضح لأمها حجم الكارثة التي أوقعها بها سعد :
" البلاغ ليس عن التشهير بوالده يا أمي ، لقد كاد يلفق له امامي قضية مخدرات "
شهقت أزهار من جديد ثم ترنحت وقفتها فأسرعت صفية وساندتها وهي تبكي بمرارة بينما همهمت أزهار بصوت مرتعب وهي تجلس فوق الأريكة :
" أي مخدرات يا صفية ؟! .. هل جن ابن عمتك ليبلي شقيقك بهذه المصيبة ؟! "
انهمرت دموع صفية بصمت ثم همست بضعف :
" ما فعله سعد هذه المرة لا يُغتفر يا أمي "
رفعت أزهار عينيها الدامعتين نحو ابنتها وقد استوعبت أخيرًا هول الكارثة التي اسقطهن فيها الأرعن الذي انجبته فجذبت صفية تضمها إليها تهون عليها مصابها وهي ادرى الناس بعزة نفس ابنتها والتي اُصيبت في مقتل بتلك الزيجة المهينة ..
لحظات وحاولت أزهار إظهار التماسك من أجل ابنتها ثم قالت بصوت قاس :
" لا تخافي يا صفية حتى وإن عقد قرانه عليكِ .. نجوم السماء أقرب إليه منكِ "
تنهدت صفية بوهن ثم همست بصوت خائر :
" ماذا سنفعل وسجن سعد كالشوكة في الخاصرة ؟!! "
اعتلى الجبروت ملامح أزهار ثم قالت بصوت صارم يلفه الغموض :
" لسنا نحن من سيفعل "
رمقتها صفية بتساؤل يحمل بين طياته الأمل لتتبع أزهار بوعيد :
" وليريني ابن رفعت الوهابي كيف سيمس شعرة منكِ وأنا حية أرزق "

***********

يتبع ...


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:36 PM   #354

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تجلس تفرك كفيها بتوتر وهي تتجنب النظر لأي من الجالسين ..
تشعر أنها منبوذة بينهم وكأنها تعاني من مرض معدي !
ليث تنحى بشقيقتيه داخل المطبخ وعزيز يلعب دور المنهمك في حديث ودي مع بِشر لكنه ليس بغبي حتى لا يدرك الشرارات المتطايرة في الأجواء .. !
حتى زوجة بِشر الاولى تجلس جوار زوجها تعبث في هاتفها بملل مصطنع متجنبة النظر نحوها .
وضعت كفها فوق بطنها تمسدها بألم نفسي أكثر منه جسدي
لو لم يسكن هذا الطفل احشائها لما جلست الان في هذا المكان وعانت من النبذ بتلك الطريقة المهينة .. !
لو كان تركها في الوادي مع والدته بمفردها لكان أهون عليها من مشقة تلك الزيارة ..
كتمت أنينها وشعرت بعدة انقباضات في بطنها فمسدت عليها بشرود حزين أخرجها منه ليث الذي أجفلها بعودته بمفرده فجلس جوارها يرمقها باهتمام ثم مال عليها يسألها بخفوت :
" هل ما زلتِ تتألمين ؟!! "
نظرت له ليالي ثم سألته بخفوت أشد :
" كيف حال فضة ؟! "
تنهد ليث ثم أجابها بضيق :
" ليست بخير "
وتلك كانت المرة الأولى التي يشاركها فيها في أمر يخص عائلته فسألته ليالي بصوت واهن يحمل الاستجداء بين حروفه وكأنها تسأله أن يرحمها من هذا التعذيب :
" ألا يمكن أن أغادر ؟! "
وكأن بِشر شعر بما تعانيه إذ تدخل فقال موجهًا حديثه إلى ليث بتهذيب وهو يشير إلى أحد الغرف :
" إذا كانت زوجتك متعبة من الطريق أدخلها لترتاح قليلًا في هذه الغرفة يا ليث "
رمقها ليث يسألها بعينيه فأومأت بلهفة تستجدي بعضًا من الوحدة والسكينة فنهض ليث ثم صحبها إلى الغرفة المعنية فدخلت ليالي تنظر حولها باستكشاف ثم جلست على طرف الفراش وهمهمت بصوت شديد الخفوت :
" تستطيع الذهاب .. أنا بخير "
رمقها ليث قليلًا يشعر أنه ممزق بينها وبين فضة فكلا منهن تعاني بطريقتها وتواجه ألمها بشكل مختلف عن الأخرى ..
فضة منهارة علنًا وليالي لا تجد الجرأة للإعلان عن وجعها !
تحرك ليث ثم وقف أمامها وامرها بصوت حان :
" استلقي قليلًا يا ليالي حتى يزول ألمك "
رفعت إليه عينيها بنظرة مباشرة وجدت طريقها نحو قلبه فأجفلته ثم همست دون شعور :
" لن يزول أبدًا ، لا يوجد علاج لهذا الألم سوى الاعتياد عليه "
ومن جديد لمست شيئًا داخله فربت على رأسها وغمغم بدعم :
" الوقت كفيلًا بعلاج كل شيء بالتدريج "
لمع عدم التصديق في مقلتيها فتنهد ليث ثم ساعدها لتستلقي فوق الفراش وهمهم بلين :
" أغمضي عينيكِ واسترخي حتى يحين موعد ذهابنا "
أومأت له بطاعة وبالفعل أغمضت عينيها تهرب من كل ما يحيط بها إلى ظلمة اختيارية هي لها أرحم بكثير من واقع ينهشها في كل لحظة
تستجدي استراحة محارب تلملم فيها ما بقي منها لتتمكن من الوقوف على قدميها من جديد .


*****

يتبع .....


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:37 PM   #355

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عادت غالية إلى المطبخ بعد أن قدمت القهوة بدلًا من فضة ثم اقتربت منها تسألها بتوتر :
" كيف تشعرين الآن ؟؟! "
" أنا بخير "
همست بها فضة بجمود فمسحت غالية على رأسها ثم جلست جوارها بصمت فنظرت لها فضة للحظات ثم قالت بصوت خافت :
" تبدين مرهقة "
لوحت غالية بكفها فيما تقول بلا مبالاة :
" بخير ، مشقة الطريق فقط "
حدقت فيها فضة للحظات ثم قالت بلا مقدمات :
" أنتِ كاذبة "
ارتبكت عينا غالية بينما استطردت فضة بخشونة :
" على من تضحكين ؟! .. أنتِ لستِ بخير على الإطلاق "
رمقتها فضة للحظات تتفحصها بتمعن ثم اكملت هجومها المباغت باستنكار ممتعض :
" أتظنين أن لعبتك تلك تنطلي عليّ ؟! .. رجوعك لعزيز أكبر دليل أنكِ لستِ بخير أبدًا يا غالية "
همهمت غالية بتردد وارتباك شديدين :
" أنا لا أفهم ما ترمين إليه "
وكأن اوجاعها تحولت إلى قسوة بحتة همست فضة ببأس :
" على العكس ، أنتِ تفهمين تمامًا ما أقصده يا غالية لذلك تتهربين من النظر لي مباشرةً .. انت تلعبين أمام الجميع أنكِ بخير في حين انكِ تودعينهم بطريقتك الخاصة "
ولأنها أصابت ارتبكت نظرات غالية أكثر وأكثر ثم قالت بغضب واختناق :
" أتظنين أن الأمر هينًا عليّ ؟!! "
هزت فضة رأسها نفيًا ثم قالت بصوت مكتوم :
" مطلقًا .. أنا أدري أنكِ تعانين في كل لحظة ، لكن ما أرفضه هو كتمك لمعاناتك بتلك الطريقة التي ستقتلك قبل اي شيء "
دمعت غالية ثم همست بعد لحظات برضا مكلل بالانهزام :
" أنا ألتهم زادي منهم ، لأن لا شيء واضح فيما يخص وضعي "
أمسكت فضة بيدها وأغلقت عليها بتشبث قوي ثم قالت بنبرة ظاهرها الصلابة وباطنها كل الجزع :
" لن يصيبك شيء يا غالية ، أنتِ لستِ أول امرأة في حالتك تحمل طفلًا بين أحشائها ، الكثيرات نجين وأنتِ ستنجين بدورك "
رمقتها غالية للحظات ثم ابتسمت لها بسكون مخيف وكأنها فاقدة للأمل تمامًا فرمشت فضة بتوتر انتابها وسيطر عليها فكررت باهتزاز واضح :
" ستنجين "
ربتت غالية على وجنتها بخفة ثم قالت بصوت هادئ :
" كل منا يعاني بطريقته يا فضة "
عبست فضة ثم سألتها عن ما تقصده فهمهمت غالية ببعض الحذر :
" أقصد أنه كما تعانين أنتِ غيرك يعاني "
اكفهر وجهها ثم قالت من بين أسنانها :
" أنتِ لا تقصدين ما فهمته أليس كذلك ؟!! "
أمسكت بها غالية عنوة ثم غمغمت :
" لا تستنزفين نفسك ومشاعرك على بغض سيؤذيكِ قبل أن يؤذي غيرك .. وصدقيني ليالي دفعت ثمن خطأها غاليًا "
أطلقت فضة ضحكة شديدة التهكم ثم شرست نظراتها وهتفت من بين أسنانها :
" دفعت الثمن ! .. لقد أتاها حلم حياتها على طبق من ذهب "
قطبت غالية بعدم فهم فقالت فضة بغضب سيطر عليها :
" لقد تزوج بها ليث وهي التي كانت تتمنى ولو نظرة عابرة منه "
اتسعت عينا غالية بصدمة بينما استطردت فضة باستهزاء مرير :
" عن أي ثمن تتحدثين ؟! "
همست غالية تسألها بصدمة ألمت بها :
" ليالي كانت تحب ليث ! "
أطلقت فضة ضحكة ساخرة أخرى ثم غمغمت بملامح شديدة السخط :
" إنه سرها الذي تظن أن لا أحد يدركه ، ليث بطل أحلامها منذ سنوات .. والآن حلمها تحقق على حسابي أنا ، أي أن لا خاسر غيري في هذه المعادلة "
ظلت ملامح غالية على صدمتها فهمست فضة بتهكم :
" ماذا ؟! .. هل صدمتك ؟! .. حسنًا دعيني اصدمك أكثر وأخبرك أنني لم أعد أستبعد أن تكون ضربت عصفورين بحجر واحد فتكون هي من عرضت على والدها أمر الزواج من شقيقك حتى توقف الثأر بين العائلتين وحتى تحظى بحب حياتها في آن واحد "
" مستحيل ، مستحيل أن تتمادى لهذه الدرجة "
غمغمت بها غالية بذهول فهزت فضة كتفيها ثم قالت بمرارة :
" لقد شطبت كلمة مستحيل من قاموسي بعد ما مررت به "
رمقتها غالية تحملق في القسوة التي جسدت ملامح وجهها فبادلتها فضة التحديق دون أي نية في التراجع عن رأيها حتى وإن كان مجحفًا غافلين تمامًا عن من كان يقف مبهوتًا جوار الباب وقد وصله كل حرف قيل خلف تلك الجدران .

*****
( بعد عدة ساعات )

دخل ليث إلى الغرفة فوجدها قد نامت أخيرًا ..
فهو قد بعث غالية إليها منذ وقت بعد أن تم إعداد الغذاء لكنها رفضت الخروج من الغرفة تمامًا متعللة بتشنج معدتها فتركتها على راحتها بينما تجنب هو الدخول إليها منذ أن سمع حديث فضة !
لا ينكر أنه صُعق للوهلة الأولى لكن بعدها استرجع بعض الومضات السابقة بينهما فشعر أن الأمر كان واضحًا بعض الشيء لكنه لم ينتبه بسبب ظروف زيجتهما المعقدة .. !
تحرك ليث بحذر إلى أن وقف قبالتها ثم جلس على طرف الفراش جوار ساقيها وبعدها ..
تأمل وجهها مرة أخرى وكأنه يستكشفها من جديد
أيراها بعين شقيق فضة أم يراها بعين غريب يكتشف فيها كل يوم أمر جديد .. !
من البداية اعترف أنها جميلة لكن جمالها كان لعينيه باهت ..
ثم موقف وراء موقف بدأت قشرتها الباهتة تتصدع شيئًا فشيئًا وتُظهر له أكثر مما تخفيه .. !
جمال عينيها الواسعتين يخفي وراءه سيل دموع قهر يجعله يتوقف دائمًا قبل أن يتفوه بحرف يؤذيها ..
أهدابها الكثيفة تعمل كحارس متفان في ستر مشاعر صاحبته ومواراتها
ملامحها الساكنة دائمًا بألم مستمر تصيبه معظم الوقت بالضيق من نفسه ومنها لأنه يرى فيها ما اقترف بحقها
أما ابتسامتها ...
اللعنة .. لم يراها أبدًا من قبل !
تبًا له ليته ما اقترب منها ..
ليته ما انصاع لغضبه وجعلها تحمل طفله بتلك الطريقة الحقيرة التي ستظل دائمًا أكبر نقطة سوداء في تاريخه !
تنهد ليث ثم مد كفه بحذر ووضعها على كتفها ثم همس باسمها مرة واحدة فانتفضت ليالي بذعر أجفله ..
نظر لها بقلق ثم ربت على رأسها محاولًا بث الطمأنينة في نفسها :
" اهدئي .. هذا أنا "
ها .. وكأنك أمانها المنشود !
يصفعه ضميره بذلك الخاطر فيؤرقه أكثر بينما سألته ليالي بصوت خافت :
" هل سنغادر ؟! "
اضنته اللهفة في سؤالها فأومأ لها بصمت ثم أمرها بعد لحظات بلطف :
" اغسلي وجهك وارتدي حجابك لنغادر "
هزت رأسها بطاعة ثم نهضت تنفذ أمره بسرعة حتى ترحل عن هذا المكان ..
ألم تعد نفسها أن تتوقف عن الشعور بالذنب بسبب ما اقترف شقيقها ؟!!
ألم تقسم أن تحيا لأجل نفسها ؟!
ألم تعد صغيرها أن تقتل ذلك الوهن الذي سيطر عليها منذ ما حدث وتستعيد روحها القديمة خاصةً وأنها دفعت الثمن غاليًا جدًا ؟!
أين كل ذلك من ركضها الذليل الآن ؟!
أين وعودها لنفسها وقسمها الذي حنثت به منذ أن تورطت في هذا اللقاء ؟!
ضربت ليالي وجهها بالماء عدة مرات وهي تشتم نفسها التي عادت لضعفها المقيت ثم حملقت في صورتها في المرآة للحظات فرأت نفسها امرأة شاحبة خانعة ذليلة تهوى التواري كأي مذنب جبان رغم أنها سددت دينها ودفعت ثمن جريرتها !
اللعنة عليها لقد تحولت إلى أكثر امرأة مثيرة للشفقة والاشمئزاز قد رأتها عينها في ساعات معدودة .. !
طرق ليث على باب الخلاء حينما تأخرت فعاد تركيزها إليها ثم جففت وجهها بسرعة واخبرت ليث انها بخير لترتدي بعد ذلك حجابها وترتب هيئتها ثم تخرج له فيسألها بصوت قلق :
" لما تأخرتِ في الداخل ؟!! "
هزت كتفها دون معنى ثم قالت بصوت متماسك عن ما قبل :
" أنا بخير ، لقد كنت أستعد لا أكثر "
رمقها ليث بتعجب من تغير حالتها لكنه لم يعقب ثم خرجا بعد ذلك وودع ليث شقيقته ليُفاجئ بليالي قد وقفت أمام فضة التي كانت تتجنب النظر نحوها ثم همست بصوت يكاد يُسمع :
" ربما لن يعني لكِ الأمر شيئًا .. لكني أتمنى أن تسامحينني يومًا ما "
ثم غادرت دون أن تعطي فضة الفرصة حتى لاستيعاب ما قالته فحاول بِشر وليث تدبر الأمر وانسحبت فضة إلى غرفتها بينما تكفل بِشر وسندس بتوديع البقية ثم غادرا بدورهما إلى بيتهما المقابل لبيتها تاركين فضة تواجه نفسها بمفردها للمرة الأولى وتختبر معنى أن تكون مسؤولة عن نفسها واختياراتها .
أما ليث فرمق ليالي التي اختفت داخل سيارته بعينين غامضتي النظرات ثم ركب بدوره وانطلق حتى يذهبوا إلى شقته ليقضوا ليلتهم فيها حتى موعد الطبيب في الصباح محاولًا التكيف مع كم المفاجآت التي اكتشفها اليوم في ما يخص زوجته التي انتبه للتو أنه لا يعرف عنها شيئًا سوى اسمها .

*********

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:38 PM   #356

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( اليوم التالي )

دخلت فداء المستشفى التي تعمل بها بخطوات متوترة تكاد تتلفت يمينًا ويسارًا لتصطدم عيناها بوجوده وكأنه ينتظرها في صالة الاستقبال !
أومأت له باهتزاز ثم مرت من جواره بسرعة فقطب ادم بعدم فهم ليتضح له لاحقًا أنها ركضت لتوقع حضور قبل انتهاء الموعد الرسمي فانتظرها بصبر إلى أن انتهت ثم اقترب منها وقال بابتسامة خفيفة :
" الحمد لله على سلامتك يا دكتورة "
تلقائيًا ودون سبب معلوم لها توردت فداء وردت عليه بصوت مهتز ثم حاولت التحرك من أمامه فتحرك ادم معها بعفوية مصطنعة وهو يغمغم بصوت مشاكس :
" لن أسألك عن حالك لأنكِ لا تعلمين "
تذكرت فداء المكالمة الأخيرة بينهما فابتسمت بإحراج وقالت بخفوت :
" شكرًا لسؤالك يا دكتور "
ابتسم لها بحنو ثم غمغم بعد لحظات :
" لقد قلتِ أن سبب تغيبك الأيام الماضية ظروف عائلية ، هل لي أن اعرفها ؟! "
شعرت فداء بالارتباك بعد أن عاد إلى أسلوب الاستاذ والتلميذ من جديد فقالت بتوتر :
" ابنة شقيقي مريضة ومحتجزة في المستشفى "
توقف ادم وقد جمدت ملامحه بشكل مفاجئ ثم قال بنبرة إتهام :
" على حد علمي بِشر لم ينجب بعد "
ازداد ارتباكها وهي تهمهم بتشوش من تغير حاله المفاجئ :
" ليس بِشر ، شقيقي الآخر .. علي "
رفع ادم حاجبيه ثم كرر باستغراب :
" علي ! "
ثم أتبع :
" لم أكن أعرف أن لكِ شقيق آخر "
وضحت له فداء وهي تتحرك بصحبته مرة أخرى :
" إنه شقيقي التوأم وقد كان يعيش خارج البلاد ثم عاد منذ عدة أشهر "
ومن جديد كرر آدم بصدمة :
" توأم ! "
أومأت له فداء متعجبة من حاله الذي انقلب للمرة الثالثة لكن هذه المرة كانت المشاغبة هي ما تتربع على عرش ملامحه وهو يسألها :
" هل يشبهك ؟! "
أجابت عفويًا :
" أجمل مني "
" مستحيل ، لا أصدق "
شعرت بتقلص بسيط في معدتها وتوردت وجنتيها بشكل فاضح فهمهمت بكلمات غير مفهومة ثم تحركت من أمامه بخطوات متعثرة واختفت لبعض الوقت بين أروقة القسم تعمل بجد حتى تعوض ما فاتها الأيام الماضية ..
ومن جديد اصطدمت به أثناء عملها فتجنبت النظر نحوه لفترة لا بأس بها إلى أن وقف آدم جوارها وهي تدون بعض الملاحظات ثم سألها بشكل مفاجئ :
" ما اسم المستشفى التي حُجزت بها ابنة شقيقك ؟!! "
رفعت له فداء عينيها وقد تفاجأت بوقوفه جوارها ثم همست بإسم المستشفى بتشوش فقال بابتسامة خفيفة :
" لدي بعض المعارف هناك .. سأوصي بكم "
ابتسمت له فداء بامتنان ثم كادت أن تشكره لكنه قاطعها مهمهمًا بصوت حار :
" قمر "
حملقت فيه بصدمة وقد ازداد معدل ضربات قلبها للضعف فنظر لها ادم ببراءة ثم أشار لطفلة مريضة تجلس ورائها :
" انظري إلى القمر "
وبالفعل التفتت فداء تنظر إلى ما يشير نحوه ولا تزال الصدمة تؤثر على ثباتها فوجدت الصغيرة تبتسم لهما معًا بينما قال آدم بضحكة مكتومة وهو يتحرك من جوارها ليتابع أحد الحالات :
" بالإذن منكِ يا دكتورة .... اعتني بالقمر "
قال آخر كلماته بهمس خافت فنظرت فداء إلى ظهره بوجه مخصب بالحمرة تكاد تقسم أنه غازلها للتو لكنها لا تملك أي دليل على ذلك بينما افتعل آدم الانهماك في العمل وهو يرمقها من حين لآخر متحينًا كل الفرص للاحتكاك بها دون أن ينتبه لمن تراقبهما معًا وتنتظر فرصتها لرد اعتبارها ولو على حساب سمعتهما .

***********

يتبع بالمشهد الأخير ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 07:39 PM   #357

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( مساءًا )

ما زال موضعه
يقف .. ينتظر .. يترقب
المعطيات تُبشر بالخير لكن من اعتاد الخوف يرى في الطمأنينة فخ !
عقله يستعيد كل شيء من البداية في ومضات سريعة كفيلم سينمائي ماسخ ملل
لقد حارب كل الجبهات في وقت واحد فكانت خسارته كاسحة من كل الجهات حتى أنه خسر نفسه وخرج في النهاية يجرجر أذيال هزيمته ، يحمل قلبه بين كفيه متمثلاً في جميلته الأغلى !
لقد كان غافلًا واستفاق ..
جعل نفسه ملكًا بلا تاج ، محاربًا دون سيف
فتحول مع الوقت إلى أضحوكة تسلى بها سفيان لبعض الوقت ثم طعنه في قلبه طعنة الموت فأختبر مذاق الاحتضار ثم تشكلت أمامه رحلة بعث إلى حياة أخرى جديدة لكنه لم يجد الجرأة ليخطو خطوته الأولى اليها بعد !
لا يزال جسده حبيس الموت مرهون باستفاقة ليندا
سمع صوت خطوات قادمة فأدرك أنه بِشر فنظر نحوه بصمت دام للحظات إلى أن وصل بِشر إليه وسأله بصوت مرهق :
" لا جديد ؟! "
هز آل رأسه نافيًا وقد بدأ اليأس يتسلل إليه فربت بِشر على كتفه ثم قال :
" ستنجو ، يقيني في ربي يخبرني أنها ستنجو "
لمعت عينا آل ببعض الامل بينما غمغم بِشر من جديد :
" سأشتري قهوة .. هل تريد ؟! "
أومأ له آل موافقًا فتركه بِشر وذهب بينما حضرت بعض الممرضات وبدأن في نقاش حالة المرضى لتغيير المناوبة فدخلت إحداهن إلى داخل العناية تراقب العلامات الحيوية للصغار ثم تحركت نحو فراش ليندا ومرت دقيقتين قبل أن تضغط على زر استدعاء الفريق الطبي فهرول الجميع إلى الداخل بينما هوى قلب آل بين قدميه وقد أدرك أنها النهاية .



نهاية الفصل الرابع والعشرون

قراءة سعيدة ❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 08:51 PM   #358

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

تقريبا احنا في مرحلة النكد 😂
بس عاوزه اقول حاجه عن صفيه مش عارفه ليه حاسه انها دخلت القفص الي حد ما بمزاجها وسيف عارف انها هترضخ لما يلعب بورقة آخرها شويه زياده
آدم اتهبل خلاص الحمد لله 😂
وتقريبا الصديقه الزفت لفداء ناويه ترجع حقها باين 😏
فضه طول عمرها راكنه على قوة أهلها وشخصية اخوها وعزوتهم في بلدهم من اول بشر مرورا باهوها ليث لحد كل واحد في عيلتهم وكان بياكد على احساسها بالقوه كلام امها كانت متخيله ان مفيش حاجه تهدها
لكن هل هي تحملت ايا مسؤوليه او مواقف عصيبه تقول انها شخصيه قويه
ربنا معانا منك يا هاجر 😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 05:24 PM   #359

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك جوجو فصل روعة روعة روعة

ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 07:28 PM   #360

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

والله تستاهل لقب التميز بجداره وتستحق ان تكون روايه مميزه والله بنطر من اسبوع لاسبوع بس علشان الفصل اللي بتحفيزات به يسلموا ايديكي وتعبك معانا

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.