آخر 10 مشاركات
سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-22, 04:52 PM   #201

نجمة القطب

? العضوٌ??? » 395783
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » نجمة القطب is on a distinguished road
افتراضي


سلام عليكم
الرواية تخبل والأسلوب يهبل وكل الشخصيات حلوة ومبنية صح
اممم رح أبدي رأيي بكل شفافية
سلطان ما يستاهل رابحة وفي نقطة ما تمنيت حماد هادا يطلع كفو وتتزوجه لكن خسارة ما يستاهل
ليش ؟ لأن رابحةة طول حياتها تحلم به زوج، سهرت الليالي تحلم وتخطط،صبرت على جفاه وحاولت تلفت انتباهه وما نفع ،قامت بعملية انتحارية وطلبت إيده وراسها مرفوع من شدة هوسها به وبعد كل هالمصايب اللي مرت فيها يجي ياخذها باردة مبردة و يقنع جده بسهولة ، حقدت عليه ليش ياخذ اللي يبي وهي المسكينة تسف التراب ولا تطوله لو ما هو حن عليها
فراس غلطان مو لأنه ما يقدر يواجه جده ،لكن لأنه من البداية حب بنون وخلاها تحبه، أنا ما أؤمن بالحب من اول نظرة ،يمكن اعجاب لكن الحب لازم نظرة واثنين ولقاء وحكاوي حتى نحب يعني من الآخر الحب قرار ، ولما أنت تحب وحدة وتخليها تحبك وأنت ما تقدر تتزوجها فأنت بكل بساطة غلطان ومية غلطان
برهان أنا في صفه ظالما أو مظلوما لأنه ابن بلدي، ههههه أمزح لكنه مسكين مايدري وين الله حاطه وإيش هالأحداث الغريبة اللي تواجهه
نهاد لازم تفهم أن المهم المحاولة ،تاكل أكل صحي وتعمل رياضة وإن شاء الله عمرها ما خست لأن لما نعمل اللي نقدر عليه الناس اللي حوالينا يلاحظو جهدنا حتى لو ما وصلنا للنتيجة مية مية ،حتى ثقتنا فنفسنا تزيد لما نعمل اللي نقدر عليه


نجمة القطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 07:54 PM   #202

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة القطب مشاهدة المشاركة
سلام عليكم
الرواية تخبل والأسلوب يهبل وكل الشخصيات حلوة ومبنية صح
اممم رح أبدي رأيي بكل شفافية
سلطان ما يستاهل رابحة وفي نقطة ما تمنيت حماد هادا يطلع كفو وتتزوجه لكن خسارة ما يستاهل
ليش ؟ لأن رابحةة طول حياتها تحلم به زوج، سهرت الليالي تحلم وتخطط،صبرت على جفاه وحاولت تلفت انتباهه وما نفع ،قامت بعملية انتحارية وطلبت إيده وراسها مرفوع من شدة هوسها به وبعد كل هالمصايب اللي مرت فيها يجي ياخذها باردة مبردة و يقنع جده بسهولة ، حقدت عليه ليش ياخذ اللي يبي وهي المسكينة تسف التراب ولا تطوله لو ما هو حن عليها
فراس غلطان مو لأنه ما يقدر يواجه جده ،لكن لأنه من البداية حب بنون وخلاها تحبه، أنا ما أؤمن بالحب من اول نظرة ،يمكن اعجاب لكن الحب لازم نظرة واثنين ولقاء وحكاوي حتى نحب يعني من الآخر الحب قرار ، ولما أنت تحب وحدة وتخليها تحبك وأنت ما تقدر تتزوجها فأنت بكل بساطة غلطان ومية غلطان
برهان أنا في صفه ظالما أو مظلوما لأنه ابن بلدي، ههههه أمزح لكنه مسكين مايدري وين الله حاطه وإيش هالأحداث الغريبة اللي تواجهه
نهاد لازم تفهم أن المهم المحاولة ،تاكل أكل صحي وتعمل رياضة وإن شاء الله عمرها ما خست لأن لما نعمل اللي نقدر عليه الناس اللي حوالينا يلاحظو جهدنا حتى لو ما وصلنا للنتيجة مية مية ،حتى ثقتنا فنفسنا تزيد لما نعمل اللي نقدر عليه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ازيك حبيبتي يار تكوني بخير، شكرًا جدًا على تحليلك الجميل والشخصيات ومبسوطة إن الرواية عجبتك
بالنسبة لرابحة وسلطان في المشهد اللي نزلته من الفصل الثالث عشر وضحّت كل مشاعر سلطان تجاه رابحة من الأول لحد اللحظة الأخيرة وإزاي إن كان معروف عنها المشاكل والتمرد فطبيعي قبل ما يعاملها ويعرف شخصيتها الحقيقية كان بينفر منها ومن أسلوبها
بالنسبة لفراس وبنون الاتنين شتان بينهم... زي الشرق والغرب لا يجتمعان بصراحة وشخصياتهم مختلفة، بنون زي رابحة قوية ومحتاجة شخصية أقوى منها قصادها
برهان مكمل معانا باقي الرواية وهو شخص جميل
نهاد زي ما قلتي مشكلتها مش مجرد السمنة بس مشكلتها كمان في الخلفة والمشاكل اللي بتواجهها لإن عادات القبيلة تقتضي وجود أبناء
وأحب أعرف رآيك في حبكة سالم وبدور
شكرًا حبيبتي


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 07:55 PM   #203

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدة بنت عثمان مشاهدة المشاركة
حرفيا روايتك قطعة فنية ♥وشرفي كبير لي بالانضمام لها
أتمنى تعجبك للنهاية يا قمر شرفتيني حقيقي


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 09:18 PM   #204

نجمة القطب

? العضوٌ??? » 395783
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » نجمة القطب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سارة عاصم* مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ازيك حبيبتي يار تكوني بخير، شكرًا جدًا على تحليلك الجميل والشخصيات ومبسوطة إن الرواية عجبتك
بالنسبة لرابحة وسلطان في المشهد اللي نزلته من الفصل الثالث عشر وضحّت كل مشاعر سلطان تجاه رابحة من الأول لحد اللحظة الأخيرة وإزاي إن كان معروف عنها المشاكل والتمرد فطبيعي قبل ما يعاملها ويعرف شخصيتها الحقيقية كان بينفر منها ومن أسلوبها
بالنسبة لفراس وبنون الاتنين شتان بينهم... زي الشرق والغرب لا يجتمعان بصراحة وشخصياتهم مختلفة، بنون زي رابحة قوية ومحتاجة شخصية أقوى منها قصادها
برهان مكمل معانا باقي الرواية وهو شخص جميل
نهاد زي ما قلتي مشكلتها مش مجرد السمنة بس مشكلتها كمان في الخلفة والمشاكل اللي بتواجهها لإن عادات القبيلة تقتضي وجود أبناء
وأحب أعرف رآيك في حبكة سالم وبدور
شكرًا حبيبتي
حبيبتي أنا فهمت أن سلطان عنده أسبابه حتى ينفر منها ،أنا ما ألومه لكن تمنيت لو هو اللي شاف الويل حتى يتزوجها مو تجيه باردة مبردة،أدري أن الحبكة كذا وأحترم هالشي ورغم كل شي راح يكونو كوبل حلو
سالم يبينلنا كيف ممكن شغلات تتربى عليها في صغرك تخليك تتجاهل المنطق والعقل ،العقل يقول أنه هو المسؤول عن جنس الجنين فليش يتصرف مثل عجوز فالسبعين حياته ما فتح كتاب هادا و هو يحب يدور وساوى فيها هيك فكيف لو ما يحبها، بدور اتنازلت كتييير حتى وهي اللي خلته يتمادى،وبعدين كيف تاخذ بكلام عرافة،ياويلي دبة مثلها مثل زوجها الدب،أتمنى يطلع ولد لكن يدور تنفصل عن سالم ولو مؤقتا،خل يتربى
سارة حبيبتي زوجي برهان وبنون وخل الجبان يشوف ويتحسر


نجمة القطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 05:22 PM   #205

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 06:49 PM   #206

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة القطب مشاهدة المشاركة
حبيبتي أنا فهمت أن سلطان عنده أسبابه حتى ينفر منها ،أنا ما ألومه لكن تمنيت لو هو اللي شاف الويل حتى يتزوجها مو تجيه باردة مبردة،أدري أن الحبكة كذا وأحترم هالشي ورغم كل شي راح يكونو كوبل حلو
سالم يبينلنا كيف ممكن شغلات تتربى عليها في صغرك تخليك تتجاهل المنطق والعقل ،العقل يقول أنه هو المسؤول عن جنس الجنين فليش يتصرف مثل عجوز فالسبعين حياته ما فتح كتاب هادا و هو يحب يدور وساوى فيها هيك فكيف لو ما يحبها، بدور اتنازلت كتييير حتى وهي اللي خلته يتمادى،وبعدين كيف تاخذ بكلام عرافة،ياويلي دبة مثلها مثل زوجها الدب،أتمنى يطلع ولد لكن يدور تنفصل عن سالم ولو مؤقتا،خل يتربى
سارة حبيبتي زوجي برهان وبنون وخل الجبان يشوف ويتحسر
فهمتك... بإذن الله الباقي من رابحة وسلطان يعجبك
بالنسبة لسالم هو اتربى على كده مخه جزمة قديمة ...
برهان ده قلبي متقلقيش حبكته بإذن الله تكون مرضية للجميع عشان ده الركن الحنين


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-22, 07:59 PM   #207

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر
الفصل ده معظمه فلاش باك...x قراءة ممتعة
فلاش باك
يُقسم أنه الوحيد في الكون الذي يشعر بتلك السعادة المطلقة، دمه يُهلل في شرايينه من القلب حاملاً البهجة لأعضائه.... لا يستطيع وصف إلى أي مدى وصلَ شعوره فلقد فاق عنان السماء!
تذكر اليوم الذي أتت فيه ليُعلمها القتال وهو رفض وكيف كانت علاقتهما ذلك اليوم من شد وجذب، ابتهجَ لا شعوريًا لترتسم أجمل ابتسامة على شفتيه راضيةً عن التدرج الذي مرت به علاقته مع صاحبة قرصي الشمس خاصته!
في بادئ الأمر لم يحتك برابحة أبدًا وكل ما كان يصل له في حديثٍ عابر عبارة عن شكوى فحواها الأساسي هي، فتلقائيًا نبتَ داخله نفورًا وغضبًا من الفتاة الجريئة صاحبة الكوارث، وابتعدَ عن أي حديثٍ يذكرها في مجلس
حتى قررت هي اقتحام عالمه، والنقر على بابه لينتبه "ها قد أتتك مُسببة الكوارث..."
يوم أتته الصومعة الخاصة لم يدرِ بنفسه إلا وهو يجرحها ويُلقي عليها ما لا تُطيق فتاة، أخرجَ غضبه المكتوم منها دُفعة واحدة غير آبهًا بما قد تشعر...
ولأن الأقدار إذا أرادت أن تجمع بين روحين تشابكت خيوطها فقد تكررت اللقاءات بينهم بشكل متواتر فلا يكاد يخوض معها حديثًا حادًا حتى يُلاحقه آخر...
حتى جاءت اللحظة الذي استمعَ لحديثها مع جدتها، أدركَ حينها أن النبرة المنكسرة التي كانت تتحدث بها ليست لصانعة مشاكل أبدًا بل لفتاة تحتاج من يمد لها يده ليجعلها تستقيم، وقد كان! لكنه لم يحسب حسابًا أنها ستتشبث به بقوة حتى يختل توازنه وتسحبه إلى بئر حبها العميق
تلك الجميلة التي سلبت قلبه غير واعيًا، وأودعت له نبضًا جديدًا عليه، خُلق من بين حجرات قلبها ليتردد صداه داخل جدران قلبه...نبذه في الأول لكن في النهاية وقع صريعًا!
وأصبحَ السلطان هاويًا
كان الحماس يتقد في كل خلايا جسده ليُقرر أن يبدأ صباحه بها ويُخبرها موافقته لتعليمها القتال، توجه نحو غرفتها التي ستهجرها خلال أيامٍ قليلة وتنتقل لخيمته لمدة أسبوع إلى أن ينتقلا لغرفته، دلفَ من الباب يطويx الأرض تحته على أمل يتجدد لقاءهما مثل البارحةx ليندفع نحو الباب حالما استمعَ لصوت شجار قادم من الداخل، وقفَ على أعتاب الغرفة ورفعَ يده ليطرق لكن قبضته لم تصل للباب فقد أعادها إلى جانبه قابضًا عليها أكثر بينما أسنانه كانت في معركة طاحنة فيما بينها إزاء الانفعال الناشب بجسده
-أو تعلمين! هذا صحيح سلطان كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي وكسبته بشرف حتى أنني إذا زدت من دلالي قليلاً أصبحَ خاتمًا في اصبعي.. انتظري وسترين
وحينها ستعُدي انتصاراتي خلفي

انتابته الصدمة من قولها الصريح دون أي تلعثم أو نية في الرجوع، وهذا جعلَ عروقه تنفر ويتفاقم الغضب داخله أكثر، فكل ثانية تفكيـر تُزيد من شعوره

هل كان مُجرد بيدقًا في لُعبة نسائيةx قذرة من ذوي الكيد!، أتراه بهذا الرخص لتقول الكلام كأنها تبصقه! بل وتتفاخر أيضًا؟!
تبًا لها سيريها من هو الخاتم في الاصبع ومن سينتصر في الأخير

اقتحمَ الغرفة فجأة ليراها تضرب خنساء، لم يهتم بما يحدث أكثر من الأسئلة التي تدور في مخيلته وتدفعه للهاوية الآن
أبعدهما عن بعضهما ونطقَ كلمة وئيدة بينما يحدج رابحة بشرار يتقد من عيني
-اخرجي
-لقد تهجمت علي وضربـ.....
حاولت خنساء الشرح بنبرة باكية لتستميله لكنه صرخ بنفس أمره السابق
-قلت اخرجي
أطاعته خنساء فورًا وخرجت من الغرفة تجر أذيال خيبتها
كانت عيناه لا زالتا مصوبتين على رابحة، يرمقها بشرٍ سافر يخفي بين طياته وجعًا وخذلانًا
ابتلعت رابحة ريقها من منظره فقد كان كأسد غاضب...غاضب بشدة !
-لم كل هذا الغضب ألم أتركك البارحة في حالٍ سعيد؟ ما الذي حدث؟!
كانت أول من قطع الصمت والنظرات بينهما فهي لم تحتمل كل هذا النفور من عينيه، كانت تقترب مع كل كلمة حتى وقفت قبالته لا يفصلهما سوى يدها التي تعبث بياقة عبائته في دلالٍ واستمالة
أزاحَ يدها عنه في عنف وهتفَ بكل ما يعتمل داخلة من اهتياج
-لماذا؟!!!
-لماذا ماذا؟
سألت على سؤاله ليقبض على عضدها بقسوة ويجيب من بين أسنانه
-لماذا أنتِ وضيعة لهذا الحد، لماذا صدقت أكاذيبك اللعينة التي كنتِ تلقينها على مسامعي على الدوام... لماذا كنتِ تحومين حولي وأنتِ لم تريدنني من الأساس؟ أم أن اللعبة الممنوعة أعجبتك؟
بهت وجهها واصفر من الصراخ الذي تبع حديثه بالأخير، والآن أدركت أن سبب اشتعاله هو سماعه لها بينما تتحدث مع خنساء
فتحت فمها للحديث لكنه أغلق بزعيقه الغاشم، وأخذَ يهزها بين حينٍ وآخر
-كل هذا الحب الذي رأيته في عينيكِ واعترافك الصريح كان في النهاية تحدي بينك وبين نفسك!... لقد خدعت فيكِ حقًا وأنا الذي ظننتك مختلفة عما يقولون .. أثبتِ لي العكس تمامًا
تهدج صوته في جملته الأخيرة، كان كمن تعرض لسُمٍ غادر يُحرق الأحشاء ويُفتت الروح وكل هذا من شخصٍ ائتمنه على حياته!
-نعم لقد تحديت نفسي لأفوز بك وإن عاد بي الزمن سأفعلها ألف مرة، أنت لم تكن سهل المنال ولستَ هينًا ليكون وصولي إليك مجرد حدث عابر...
قطعت حديثها وتقدمت منه، تنظر لعينيه بثقة تامة وقوة لم تفارقها يومًا بينما كل ما قابلها في خاصته هو الذهول وشظايا انفعال حارقة
أكملت، وقد خفضت صوتها عن النبرة العالية السابقة
-ليس عيبًا أن تصل إلى ما تريده بالتحدي يا سلطان، على الأقل ستجد دافعًا يُسليّك حين تتذوق مرارة السعي ...
كلماتها الأخير كانت كرسالة مُبطنة لما لاقته حتى تصل إليه، وبالرغم من كل هذا لم يُرضه حديثها بل ازداد غضبًا
ارتكزَ سبابتها على جبهتها ودفعها حتى لا يصطدم بعينيها فيضعف ثم تشدق بنبرة هادئة لا تعكس براكينه الداخلية
-أنت تهذين وتقولين أي شيء حتى تغطي على فعلتك الحقيرة، لكن اسمعي جيدًا كل ما تفعلينه لا يدخل عقلي ولو بنطفة جدي حجة أخرى
تنهدت في نفاذ صبر واقتربت منه ممتعضة، فلقد تعكر صفو حياتها للتو بسبب جملة بلهاء منها بعدما كانت تتذوق السعادة ....إنها لم تشبع حتى!!!
حاوطت وجهه بين راحتي كفيها وأخذت تتشرب ملامحه بنظراته الهائمة الصادقة، اقتربت منه أكثر وطبعت قبلة على ذقنه ثم أسندت رأسها على صدره وأردفت في دلال عاتب
-انسى كأنني لم أقل شيئًا فنحن مازلنا في أول زواجنا وليس كلامًا لا معنى له ما سيحدث الصدع بيننا
ارتفعَ حاجبيه في دهشة وازدردَ ريقه من قربها المهلك، حسنًا سيُلاعبها على نفس حبالها ولنرى أيهما سيكسب!
كانت قد اطمأنت لفرض تأثيرها عليه إلى أن بادر بقوله وهو يربت على رأسها
-أدرك ما تفعلينه يا رابحة ... تعلمين أنني لن أذهب أكثر من هذا في غضبي طالما تدللتي ... وتعلمين أيضًا أنني أحبك لهذا لن تذرفي أي دمعة حتى لو كنت أنا سببها، ما تفعلينه هو أنكِ تفرضين سيطرتك بنظرة، أو كلمة وربنا ابتسامة تسلب العقل لا أنام بعدها وأظل ساهدًا في الليل أتذكرها
بدت مرتاحة على صدره وهو يُلقي على مسامعها إمارات حُبه لها، بل الأمر فاق الارتياح لقد كانت سعيدة بشدة، فسلطان يخصّها بهذا الكلام وحدها!!
وبدوره ابتسمَ ابتسامة جانبية لمعرفة مدى تأثيره و سحبَ رأسها من على صدره ودفن شمسيها في بئره الأسود العميق مُتبعًا ذلك بقوله
-لكني رجل لا تمتلكني امرأة حتى لو كانت من أعشق
امتقع وجها فكانت كمن حلّق عاليًا ونزل على أرضٍ صلبة، وهو العكس! أصابه الانتشاء لرؤية نظراتها فأوضح بعد ذلك في تشفّي
-ما قلته لم أحاسبك عليه بعد... انتظريني وحاولي أن تتلاشيني تلك الأيام حتى الزفاف لأن ما أجهزه لن يعجبك
زفرت بضيق وذكرى صباحًا تجثم على صدرها دون حائل لمرور الهواء، لقد اختارت أغبى الكلمات لتُشكلها في جملة رخيصة لم تستطع أن تمتص بها غضب زوجها، لقد أخذها على حين غرة دون ترتيب للحديث الذي كان سيحد من الكارثة فبالتأكيد لم يكن ليخرج من غرفتها غاضبًا بهذا الشكل!
انتفخت أوداجها حنقًا من نفسها واقتربت من المرآة ترسم كحل عينيها البديع، ليمنحها جمالاً فوق جمالها وإبرازًا لقرصي الشمس كما يصفهما سلطان، وعند هذا الخاطر هتف لنفسها بتذمر
-الرجل لا ينفك عن قول قرصي شمس ورابحتي وأنا ألقمه حديثًا كالصخر في جنباته ... اللعنة عليكِ يا خنساء والله سأريكِ انتظريني فقط...
مرَ إدراكها لاذعـًا عندماx تذكرت نفس جملة سلطان لها، لوت شفتيها وبنبرة غلبَ عليها البكاء المصطنع
-سأنتظره هو الآخر والكل سينتظر بعضه ... ستكون ليلة مليئة بالانتظار والضرب المبرح
ملّست على ذراعها مكان قبضته وبلحظة غيظ دعت عليه في سرها لتدارك نفسها وتتراجع مستغفره، وضعت وشاحها الأسود على رأسها المماثل لعبائتها ذات النقوش البسيطة وبالطبع لم تنسَ خلخالها الفضي الرنان، فبكحل عينيها وهذا الخلخال تريد صنع تحديًا مع سلطان.. همست من بين أسنانها بينما تغلق باب حجرتها وتتجه للأسفل
-أنت من سينتظرني يا ابن ثريا وسترى من هي رابحــة الهاشمي
******
ملست أشعة الشمس على وجهها فأفرجت عن حدقتيها المكلومتين بكسل يُدنسه تعب الروح التي أوشكت على الاحتراق
نظرت بجانبها لتجد مكانه خاليًا وكم امتنت له تلك اللحظة حتى لا يرى ضعفها المُهين، انزلقت دمعاتها دون أن تشعر وعلى غير العادة رافقتها ابتسامة تشي بالانتصار والراحة ... فالبارحة كانت المرة الأولى التي تتمنع عن سالم وتُخبره بكل قوة "لا أريد"
ورجلاً كسالم كرامته فوق كل شيء لن يطلب منها ثانيةً، حتى نظرة الشغف التي كبلت مُقلتيه أزاحها عنوة وحلَّ محلها الازدراء....
لديه قدرة عظيمة على التماثل للوح رخام جاف رغم أنه يشتعل من الداخل، يظهر بمظهر اللامُبالي وحروبًا شعواء لا تهدأ بعقله!
أغمضت عينيها بضيق منفضةً الذكرى القاسية من عقلها، وقامت من الفراش تدلف نحو المرحاض تتأوه من وجع ظهرها المُشير لولادة قريبة
ما كادت تخرج من المرحاض وهي تجفف وجهها بالمنشفة حتى فاجأتها عالية باندفاعها نحوها وحاولت تطويق خصرها إلا أنها لم تستطع بسبب تكور بطنها فدفنت وجهها بها وهي ترتجف!!!
لف الرعب تقاسيم وجه بدور و بذعر أحاطت ابنتها وربتت على شعرها بهدوء تبث لها الآمان وندمًا حارقًا يُشعل المرارة في جوفها بسبب تقصيرها معها
نطقت بقلق بينما تسحب عالية معها نحو الفراش لتضمها لصدرها ما إن جلست عليه
-اهدأي يا حبيبتي... اهدأي أنا هنا.. أمك هنا
كانت تلك الشرارة التي فجرّت بكاء الصغيرة، تغرق وجهها في عُنق أمها وشهقاتها الناعمة تُغرق الغرفة من حولهما، بدورها بدور اضطربت أوصالها ولم تعرف كيف تُسكت الصغيرة الباكية والتي يبدو أن أمرها جلل
أخذت تقبلها من جبهتها عدة مرات متتالية هامسةً لها بكل تهويدات الحب الأموية، تخلل أصابعها في شعرها وتفرك فورتها برقة بالغة؛ لتخلق جوًا من الدفئ لطفلتها التي تفتقد للأمان والحنـان ... فأب ناسيًا وجودها وأم تهرع خلف زوجها تسترضيه حتى لا يتزوج عليها...
كم هي مُثيرة للشفقة
زفرت بضيق والرعب يرسم ثقله على صدرها خوفًا من المستقبل، انفلتت دمعاتها ماحيةً شرودها لتفيق على همهمة طفلتها البائسة
-هل تحبين ابنتك الجديدة أكثر مني؟ .. هل أصبحتِ لا تريدينني؟ هل سأكون بلا أم كما أنا بلا أب
التاعت وانتفضَ جسدها بحدة، فالأفكار التي تغذت على طفولة ابنتها وتركت لها وابلاً من الظنون ليس بهينة أبدًا!!... إنها كفيلة بطرد أي رحمة أو مودة قد تجمع بين الأم وابنتها.
ضمتها أكثر ورفعتها لصدرها حتى بات مستوى وجهها داخل عنقها، ربتت عليها بحنو وعيناها تغمرها بكامل حنان
-لم تقولين هذا يا عالية تعرفين أنني أحبك ولن أحب أحدًا أكثر منكِ، أنتِ ابنتي الأولى وأول فرحتي
ازداد صوت نحيب الصغيرة وهزت رأسها نفيًا بعصبية وأردفت من بين بكائها الغزير
-لقد تركتني أنام وأدخل المرحاض وحدي، نسيتني وأنتِ تعرفين أنني لن آتي لغرفتك طالما أبي موجود
-حسبي الله فيك يا سالم... الله ينتقم منك
كزت على أسنانها هامسةً، وحديث ابنتها يلسعها بسياط الندم والحرمان، لقد ربىّ لها سالم حالة من الرعب بوجوده، فطفلتها لا تقرب الغرفة إذا كان متواجدًا.
مسحت وجه عالية من الدموع وقبلتها من جبهتها وسائر وجها في آسف بالغ
-أعتذر منك يا حبيبة قلبي أنا لا أنساكِ أبدًا فأنتِ روحي وقطعة مني أعدك ألا أتركك ثانيةً وقبل أن تنادين ستجديني بجانبك
أنهت حديثها بترقب مانحةً نفسها نظرة لوجه ابنتها الأحمر جرّاء البكاء والذي استكان من كلامها الهادئ تاركًا شهقات طفولية طفيفة تزجرها لما ارتكبته عظيمًا في حقها
سحبتها في عناقٍ دافئ، وحاوطتها لتحميها من فم الزمان الغادر، ابتهالاً لعدالة من أبٍ لا يُقيّم الأمور سوى بنظرة ذكورية بحتة، أمسكت أصابعها الصغيرة ووضعتها على بطنها المكورة وأردفت بنبـــرة حنون تسلب بها حزن الطفلة الباكية
-هذه أختك حبيبتك، لن تأخذني منك ولن تأخذيني منها... ستكونان سندًا لبعضكما وستعيشان في كنفٍ واحد، أنتِ الكبرى التي يجب عليها أن تحمي أختها الصغيرة وتعلّمها العادات الطيبة، وتأخذ بالها منها إذا لم أكن موجودة...
رمقتها عالية في سكون بعينيين تُشبهان عيني جروٍ صغير
- تخبرني كل يوم أنها تحبك وتسألك هل تحبيها أيضًا؟
قالتها بدور بمرح وهي ترمق صغيرتها التي رمشت بأهدابها المُعلق بها كريستالات دموعها، وكأنما استوعبت للتو اقتربت من بطنها هاتفة للصغيرة بالداخل
-أنا أيضًا أحبك وأحب أمي، سأحميكِ من ضرب أبي لأنه لا يحب الفتيات لا تقلقي
انبثقت الدموع من أعينا ترثي آلم ابنتها المسكوب على رقعة كبيرة من لوح طفولتها. أودعتها بدور قبلاً عديدة وهي تراها تضمها بقوة أكثر كأنها تحتمي منها من براثن العالم، تعقد معها صفقة روحية بأنها قبلت أن تكون الأخت الكبرى الحامية والمتصدي الأول للأب المتجبر
لا تريد لابنتيها أن يكونا مثل علاقتها بأختها رابحة... لا تريد لعالية الأنانية التي تحلت بها عندما كانت صغيرة!
لا تريد صدعًا قد يرشق مخالبة في الحبل الرابط بينهما فيقطعه ويرتد ابنتيها على أحجارٍ قاسيةٍ لا حجرٍ دافئx يتلقفهما
ازدردت ريقها في توجس وتحدثت من بين رماد روحها بما يمكن أن يصلح تلك العلاقة الخربة
-والدك يا حبيبتي لا يقصد أن يضايقك هو يحبك لكنه لا يستطيع التعبير ... لقد أخبرني بذلك
جُملتها الأخيرة قيلت بتردد دليلاً على اختلاقها للأمر، قاربت عالية بين حاجبيها وهي تجيب في حدة طفولية
-لم يفعل أنا أعرف
رفعت بدور حاجبها مشوشةً على أمر كذبها وقالت مستفهمة
-كيف تعرفين يا لولو؟؟
-أحسست بذلك عندما قلتها يا أمي
رغم أن الآمران مختلقان تمامًا إلا أن الصغيرة ما هو أقرب لشعورها النقي...
من قال أن الأطفال لا يشعرون بمحبة وكره الطرف الذي أمامهم؟!، فالمُضغة النقية التي تقبع بين جنبات صدروهم أقوى من إدراك كرهٍ دون سبب أو حبٍ خالص....
استنشقت عبيرها العبق وقبلتها مرة أخرى قبلة حانية وأردفت بما يُشبه المرح
-هيا لننزل للأسفل حتى نحتفل مع خالتك رابحة بالتأكيد لا أحد فرحٌ بقدرها هذه الأيام.... هيا يا حبيبتي
*******
يستعمرني داخل وطن قلبه
فيغمرني بنبضاتٍ تُحييني..
يُلهبني بعشقٍ دنا من روحي فأسعدها
و يجذبني بقوة الأمل نحوه ليغرقني
وما لي سواه يُغنيني
اتكأت بمرفقها على الطاولة الزينة الخشبية ترمق -زوجها الراقد بالفراش شاردًا- بكثيرٍ من التساؤلات التي لا تتوانى عن الطنين بعقلها وتذكيرها بمقامها في قلبــه
لقد عادت لنقطة الصفر بعد تلك الليلة التي ذهبَ فيها عدي لجده وعاد يطلبها بأن تدثره بحضنها، يومًا علمت أن شيئًا تغير... شعرت أن النهاية قريبة
وكشخصية قلوقة مثل نهاد احتاجت أن يطمئنها أحدهم ويخبرها أنه مازال يحبها، فالمشاوير التي انهالت على عُدي مع جده مضمونها هو التجهيز لعرس سلطان ورابحة أثارت داخلها العديد من الشكوك... منذ متى وعدي قريب من جده؟!!... ومنذ متى والآخر يصطحبه؟! ألا يكفيه سالم!!
نقرت على الطاولة عدة مرات بنغمة متواترة وعندما لم تجد منه ردًا طرقت بقبضتها مرة واحدة حتى استجاب قائلاً باندهاش
-ماذا يا نهاد لم تطرقين كأنكِ تدقين على دف
"سأدق عنقك لا الدف"
ابتسمت ابتسامة سمجة وأجابت
-لا شيء فقط ألفت انتباهك لي لأنه أصبحَ لا يتضمني في شيء
قامَ من رقدته واقتربَ منها محاوطًا كتفيها بذراعيه بينما هي جالسة تناظره في المرآة، أحنى جذعه ولثمَ رقبتها بغتة لتحمر وجنتيها بينما تسمعه يقول في كسل
-اعذريني يا حبيبتي فجدي لا يتركني إلا للنوم، العمل هنا كثير خاصةً أن سلطان مشغول في زواجه وسالم أيضًا يحذو حذوه والحمل يقع على عاتقي
التفتت إليه ببعض العصبية ووجنتيها تحمل انفعالاً من الدم الأحمر المتدفق إليها
-لا والله!! منذ متى يا عدي وأنت قريب من جدك لدرجة أن تحمل أعمالاً ليست لك، أصدقني القول هل ستتزوج عليّ أنت الأخر؟؟
رمقته بشك ليضحك ضحكة جلجلت في أرجاء الغرفة وتردد صداها في قلبها وهي تنظر له في المرآة بانشداه، فلأيامٍ لم تره يضحك بهذا الشغف!
بدا كساحر يُلقي بسحره حتى ينومها فتغدو آسيرته!... وما عليهx إلا أن يضحك لتكون طوع يده!
نظرَ إليها بدوره عبر المرآة وهتفَ ببقايا ضحك تزور كلماته بين حينٍ وآخر
-لا تقلقي يا عيوني لست متفرغًا لأتزوج عليكِ فالليل الذي يتبقى بعد العمل لا يكفيكِ أنتِ وبالتأكيد لن يُكفي أخرى
ارتدَ الكرسي للوراء بعد استقامتها العنيفة، تقدمت نحوه والشرر يندلع من عينيها يوحي بعاصفة قادمة، ابتلعَ ريقه وابتسمَ بتوتر عندما لمحَ غضبها الواضح
-أقصد أنني لا أرى سواكِ يا حبيبتي ولا يملأ عيني غيرك، لا تأخذي على كلامي فأنا أهذي من فرط التعب
وجدها مازالت تتقدم أكثر ولا يزال الانفعال مرابضًا على وجهها، وعلى حين غرة وجدَ عينيها تمتلأن بالدموع بينما تهمهم
-أنت لم تعد تحبني صحيح!.. لم تحبني من الأساس كنت فقط الركن الذي التجأت إليه حينما تركت قبيلتك
امتقعَ وجهه إثر ذكر الأمر المنغص لحياته واقتربَ منها أكثر حتى باتت أنفاسه تضرب وجهها بقسوة من شدة تنفسه
-لم تذكرين الأمر الآن يا نهاد لقد انتهينا منه قبلاً وها أنا رجعت لعائلتي وأنتِ معي
انسكبت دموعها بتواترx وردت محتجة
********
-حسنًا يا جدي أنا جاهز لتنفيذ الشرط
نبرة التصميم التي اعتلت صوته مرورًا بملامحه الجامدة، وعضلات وجهه المشدودة أخبراه أن الأمر عند حفيده جلل فهو لن يتنازل عن كلمة قالها إلا إذا اختلَ الطرف الآخر مثلما حدث معه
الأمر بالنسبة إليه جاء مصلحة كما يقولون لكنه لم يستطع كبح فضوله عن السبب فسألَ بحنكة
-أراك قد غيّرت رأيك يا سلطان فيما تحدثنا فيه قبلاً، هل لي بسؤالٍ عن السبب
اختلجت عضلات فكه فأصبحَ حادَ يُرى خطه، ولم يخرج من فمه سوى كلماتٍ معدودة كأن الأمر ليس بأهمية أن يُنفق عليه حروفًا كثيرةً
-لنقل أن الأمر لم يكــن بذات الأهمية
ربتَ كامل على كتفه في مؤازرة ورمقه بنظرة عميقة اخترقت روحه كما اخترقته كلماته
-لا يا سلطان قلبك بذات الأهمية وأكثر ولولا معرفتي أنك لا تريدني أن أتدخل لكنت أخذت حقك بما يقتضيه قلبك
لو تعلم يا جدي أن الحريق الناشب بين أضلعي لا يُطفئه ثأرًا، وما يقتضيه سوى أنني أعود في اللحظة التي أحببتها فيها وأمنع نفسي من ذلك الحب السام
آثرها في نفسه وقالَ بلهجة ظهرت بها العصبية بعض الشيء
-و هل أنا لست رجلاً لأتصرف في أموري ويحلها جدي بدلاً مني، أنا الآن أفعل الصواب وسأنفذ ما وعدتك به قبلاً... وسأتزوج من ابنة عبد العزيـــز وأنتقم لموت عمي
اضجعَ على الوراء وجسده كله حافل بالإشارات العصبية المتحفزة لأي لمسة، علمَ كامل من امتقاع وجه حفيده وعصبيته الزائدة أنه واقع لأخره في حب ابنة عمه، فما حركه تجاه هذا الزواج الذي رفضه هو استفزاز سببه الأول والأخير رابحـــة
وسلطان ازدادت قتامة عيناه وباتَ كحجره الأسود كبحر تتلاطم فيه الأمواج العاتية مُفتتة الصخور التي تقابلها دون نيــة في الهدوء!
نطقَ أخيرًا بنبرة خالية من المشاعـــر
-سأتزوجها اليـــوم وقبل زفافي على رابحــة
-الليلة!!
نطقها كامل متفاجئًا ليومئ سلطان برأسه إيجابًا ويقول بهدوء
-نعم، لا داعي للتأجيل... فصاحبنا الآخر وصلَ اليوم عندنا ... والآن هو مرتاح في خيمته
زوي كامل بين حاجبيه وهتفَ منفعلاً
-هل جننت يا سلطان؟؟؟ تأتي بمأمون وعبد العزيز هنا؟! تريد وضع الزيت بجانب النار لتحرقنا كلنا
ثورة جده تلك أكدت أنه على صواب، فاللعب على أعصاب عبد العزيز ومأمون كليهما سيكون أمرًا ممتعًا بالنسبة له
-لا تقلق يا جدي لقد عملت حسابًا لكل شيء وأنا اليوم سأزور الاثنينx لأنني أريد أن أنتهي من هذا الموضوع وبقية الأعمال قبل زواجي، وزواج سالم
حكَ ذقنه بأصابعه في تفكير ليقول بنبرة بدت عليها الضيق
-لا أعرف ما الذي ورطَ به سالم نفسه
-ليس هناك ورط أو شيء .. هو رجل ومن حقه أن يتزوج ليُنجب وريثه الذي سيكون سنده ورفيقه عندما يكبر
لمحَ نظرات جده إليه في رسالة مُبطنة ليُماثل سالم في فعلته، لكن سلطان استقبلها استقبالاً باردًا
سخرَ من نفسه فالبارحة فقط كان يزجر سالم لأنه تزوج من أجل الولد، بينما هو يتزوج من أجل الثأر!!
ثأره لعمه وثأره لنفسه... وتبقى رابحة في المنتصف لا تجد من يثأر لها كرامتها!
********
تجمعَ الفتيات بالأسفل في مجلس النساء الواسع، فاليوم هي الليلة الأولى من بين خمس ليالٍ قبل الزفاف، تجتمع النسوة ليزينوا المجلس ويقوموا بتحضير الطعام في النهار ... وبالليل تبدأ حفلات الرقص والغناء، فالعروس تجلس على مخدعها والبقية يرقصون حولها بينما ترتدي زي تقليدي للزفاف البدوي
وفي الليلة الخامسة تأتي سيدة تقوم برسم الحناء للعروس في أماكن متفرقة من جسدها لكن بما لا يكشف عورتها المغلظة
جلست بدور بجانب رابحة ونهاد التي كانت حمراء الوجنتين والأعين من البكاء وهذا دفعَ رابحة تسألها بنبرة بدت جافة
-ما بكِ أنتِ أيضًا سيدة نهاد لم كنتِ تبكين
ردت نهاد في حنق وقد عاودت الدموع نغز عينيها
-لقد تشاجرت أنا وعدي ويبدو والله أعلم أنني أغضبته "لم تنتظر أن يسألاها عن السبب فاندفعت تحكي" كل هذا بسبب ظنوني الغبية وشكي في حبه، لقد أخبرني أنه لو بقيت هكذا سيتراجع عن حبي حقًا
بدأت تبكي مرة أخرى وتعض على شفتيها ندمًا لما فعلته بالأعلى، ربتت عليها رابحة وضمتها لصدرها قائلة
-هذا الغبي كيف له أن يحدث رقيقة مثلك بهذه اللهجة الشديدة، لا تقلق عدي طيب وسيصالحك حالما يأتي... وأنتِ أيضًا لا تفتعلي معه شجارًا دون شجار لم لن يحبك وهو متزوج منك وعاش معك ثلاث سنوات؟؟ والأكثر من كل هذا أنه وقفَ أمام والدته من أجلك!!
ازدادت تشبثًا بوشاح رابحة وهمهمت دون رضـــا
-أصبح يغيب كثيرًا عني ولا يأتي سوى متأخرًا إما أكون نمت أو وقتما لا يتبقى من الليل شيئًا لنتسامر فيه، أشعر أن هناك مكيدةً خلف ظهري وسيتزوج علي مثلما فعل سالم فهو وباء في العائلة
لم تحسب وزر ما قالته إلا عندما لمحت تجهم وجه بدور وتجمده وهلة قبل أن تنزل عينيها في الأسفل متهربة من نظرات الشفقة الموجعة لكرامتها، شدت رابحة شعر نهاد للتأوه الأخيرة وتمد يدها تربت على قدم بدور
-أنا أسفة يا بدور لم أقصد ما قلته والله،x سالم هو الخسران صدقيني فهو لن يجد امرأة مطيعة لا تجادله في شيء وتعشق التراب الذي يسير عليه مثلك..
زادت الطين بلة فوقع الكلمات على بدور جعلَ ملامحها تشتد تجهمًا وكرامتها تتبعثر نهائيًا، فالحديث صحيحٌ مائة بالمائة هي فقط من أدركت ذلك متأخرًا
-هل أتيتِ تكحلينها فعميتها نهائيًا؟؟؟
كزت رابحة على أسنانها بينما تقرص وجنتي نهاد القابعة على صدرها وتنظر لأختها في آسفٍ بالغ، تحدثت بدور أخيرًا في استسلام بدا من وهن روحها
-لا عليكِ يا نهاد فما تقولينه صحيح وسالم لا يستحقني فعلاً
هزت رابحة رأسها في مساندة
-خير ما قلت يا حبيبتي سيندم أشد الندم
-نعم أريده أن يندم على تركي هكذا
تبادلت الأختين النظرات إحداهما قوية كالشمس تحرق لا تتفاهمx والأخرى منكسرة تعترف بوهنها مطالبة بالترميم
وجدت نهاد أن الوضع يتأزم أكثر بالحديث عن مشكلة بدور فهتفت صائحة باحتجاج
-حلا مشكلتي أولاً وبعدها لننتقم جميعًا من سالم
تأففت رابحة ورمقتها بغيظ وقالت
-أنتِ...x هل هذه فترة دورتك الشهرية؟؟
أومأت نهاد لتبعدها رابحة بحدة عنها وترمقها بحنق بينما تهتف
-تخلصي من هرموناتك أولاً وبعدها تحدثي مع زوجك كامرأة عاقلة وليست طفلة باكية تشكو من قلة معاملة والدها لها
تحدثت نهاد بزهو وهي تبعد خصلة علقت على جبهتها للخلف
-أولاً لست طفلة أنا امرأة ناضجة وأعرف جيدًا كيف أتعامل مع زوجي حبيبي ثانيًا هو من فشل في احتوائي هذا خطأه ليس إلا، لذا وعليه سأظل مخاصمة له حتى يصالحني لدي طرقي الخاصة
نظرت رابحة لبدور التي هتفت بصدمة مصطنعة
-أنتِ معتوهة للغاية
لم تلتفت لهما نهاد وأكملت في حماس
-استمعي يا بدور ونفذي ما أقوله ولنضرب عصفورين بحجر واحد، البكاء يأتي بنتيجة وهمية أمام الرجال اسمعي مني، ابكي أمام سالم ولمّا يسألك عن السبب تدللي ولا تريحيه في إجابة محددة سيجن ويحتضنك ... وكلما تزيدين في البكاء زادك احتضانًا واحتواءً
ظلت بدور تستمع لها بصمت وتركز فيما تقول والأخرى حماسها لم يخفت بل بدت كخبيرة تدلي بسيل معلوماتها القيمة، أنهت نهاد حديثها بسلام وران السكوت حتى صدحت ضحكة بدور مجلجلة في الأرجاء جعلت من رابحة ونهاد ينظران إليها بتعجب وسرعان ما شاركاها الضحك
-سالم؟؟!!... واحتضان؟؟... يا إلهي لا أستطيع التنفس
بدت كمن انزلق في بحر الضحك ولا تستطيع الخروج منه، حسنًا في ظل ظروفٍ أخرى كانت لتصدق ما تقوله لكن تلك الأيام وتشاجرها الدائم مع سالم لن يجعلوها تفعل الخطة المحكمة من وجع نظر نهاد
-يا حبيبتي لدي خططًا أقوى من البكاء ولن تهدري بها دمعة واحدة من عينك... الشغف فقط
ثم مصممت شفتيها وهي تتهكم
-قولي عصفور وجحش ...عصفور وبقرة ليس عصفورين أبدًا
ضربتها رابحة على رأسها لتقول
- اصمتي قليلاً ولا تسخري من زوجك أمامنا، لا أخفيكِ سرًا لقد اخترعت له ألقابًا عديدة لكني اسرتها في نفسي وانتِ ايضًا وليس أمام الناس

تنهدت وهي تقول باقرار،

-حسنًا حسنًا مع أنه يستحق كل شتيمة تقال في حقه
تهللت اسارير نهاد عندما لمحت عالية آتيه
-انظروا من جاء اهلاً اهلاً حبيبة قلبي... ماهذا الجمال يا علول هل أنتِ العروس وستنافسين خالتك رابحة ام ماذا
استقرت عالية في أحضانها وأطلقت ضحكات طفولية بينما تدغدغها نهاد، انضمت رابحة للحديث وهي تقول بمرح
-لولو حبيبة قلبي بالتأكيد ستكون أجمل مني
-أمي أريد الذهاب للحمام
قطبت بدور حاجبها بينما استعدت للقيام
-ما بكِ يا عالية تذهبين كل دقيقتين للحمام هل هناك شيء يؤلمك يا حبيبتي؟
أوقفتها نهاد قبل أن تقوم وعرضت قائلة
-سأخذها أنا اجلسي انتِ لأني أريد أن أذهب لجدتي فاطمة أيضًا
ذهبت عالية مع نهاد وبقيت بدور مع رابحة التي رمقت ظهر عالية بشك
-ابنتك خسرت الكثير من الوزن ووجهها أصفر وتقولين أنها تذهب للحمام كثيرًا أرى أنكِ يجب أن تذهبي للطبيب قبل أن يتطور الأمر الذي لا نعرفه
همست بدور بشرود
-معكِ حق ... لقد قصرت معها بما فيه الكفاية بسبب شخصٍ لا يستحق إهمالي للبقية من أجله لكن الحمد لله قد عدت لرشدي

كبلتها بدور بنبرة الضعف التي تعتنق حديثها وتبخس قدرها، أمسكت يدها وحدجتها آملة أن تنتقل بعضٌ من قوتها إليها
-المهم هو أنكِ أفقتِ من هذا الكابوس، لا تفكري في ااماضي لأنه لن يجلب لكِ سوى الهم والغم وأنتِ لن تظلي تعيشين حياتك فيه، فكري في مستقبلك وارسمي خططك القادمة ولعل الله يدخر لكِ خيرًا كثيرًا لا تعلمينه من تلك الزيجة
ابتسمت بدور بتكلف ولمحة من الانكسار تصرخ بملامحها كاسرة كل القوة التي حاولت تصنعها
-لقد أحببته كثيرًا وأعطيته من روحي، لم أبخل عليه من عطائها ليكون جزائي أن اُلقى هكذا بلا حولٍ أو قوة
زجرتها رابحة فورما أتمت كلامها
-لا يا بدور انتِ لستِ وحدك الله معك ونحن أيضًا، أنا هنا خلف ظهرك وجدتي وأمي ونهاد وعمي وفراس وجدي إن طلبتِ منه شيئًا لن يرفضه لكِ فهو يحبك... وسلطان سأخبره أن يكون في صفنا عنوة
ابتسمت بدور تلك المرة ابتسامة حقيقية وغمغمت
-أدام الله سعادتك معه يا حبيبتي
-وأنتِ أيضًا يا بدر البدور
قالت بدور في دهشة
-هل مازلتِ تتذكرين هذا اللقب من الكُتّاب
أومأت رابحة ومحت دمعتها التي كادت تعكر صفو وجنتيها الجافتين
-نعم كنت أغتاظ منك لان لديكي اسمين وأنا اسم واحد،كانت أيام ...
ردت بدور في شوق
-ليت الحلو منها فقط يعود
خرجت منها تنهيدة عميقة أعقبتها بحديثٍ جدي ادخرته ولم تقدر على انفاقه وتو ما جاءتها الفرصة لم تتراجع
-رابحة.... أريد العديد من بكرات الصوف وبكرات الخيط وإبر عادية وإبر الكروشية والتريكو
-سأسأل جدتي من أين أتي بهم لكن لماذا؟؟ هل ستشغلين وقتك بالحياكة؟
-لا سأعمل عندًا في سالم وحتى يكون سيولة خاصة بي إذا ما اقتضى الأمر شيئًا يحتاج مالاً
نظرت لها رابحة في فخر وصفقت عاليًا وقالت بينما تخبط على ظهر اختها بقوة
-هذه هي أختي من لحمي ودمي ... سلم تفكيرك يا بدور الهاشمي
-منكِ نستفيد.. لكن أين سأخبئ الأشياء وأين سأعمل؟ بالتأكيد ليس في غرفتي فسالم سيشك
-خبئيهم في غرفتي واعملي بها.. فأنا سانتقل لغرفة سلطان... استخدميها كما تشائين هناك مفتاحين واحدًا معي سأعطيه لكي عندما أتركها والأخر مع جدتي
-أنتِ أروع وأحن أخت بالعالم أنا أحبك كثيرًا ولن أستطيع أن أرد لكِ هذا الجميل أبدًا
-أنا أيضًا أحبك ثم إن هذا واجبي نحوك يا بدور فلو لم أساندك يا حبيبة قلبي من سيفعل .. لا تقولي جميلاً وهذه الأمور فسعادتي بكِ عندما تأخذين حقك من سالم وتجعليه يعرف قيمتك وأنا أخبرك أنه قريبًا سيدركها
-يارب يارب
-لازلتِ تحبينه
-لن أكذب وأقول لا ... أحبه وأعرف أنه يحبني لكن عقله لا يحب سوى نفسه وتلك العادات الخبيثة
-ليت عادات القبيلة تموت ونتحرر... فما ذقناه منها ليس بهينٍ أبدًا
.....................
**********
حينما يتملك منا اليأس، وترسو سفينة الظلام بعقولنا، يُصبح الأمل معجزة لا تتحقق إلا بالتضحية
منذ أن علمت بقدومه وهي تقف خارج الخيمة مُتقدة على صفيحٍ ساخن، فكل الزيارات التي جاءها سلطان لوالدها لم تكـــن سرية لهذا الحد، تأففت بضيق بينما ترمق المناطق الجبلية ورمال الصحراء حولها في محاولة بائسة منها لإشغال نفسها عما يحدث في الداخل...
رمقتx ببؤس ملابسها التي اختارتها بدوية لأجل زيارة مفاجئة كتلك، لقد اختار جلباب منقوش من عند الأكمام بخيوط صفراء وبرتقالية تحمل طابع بدوي أصيل وكما أطرافها عند الياقة والأسفل عند كاحلها..
وضعت على رأسها وشاحًا أسود لم يغطي سوى نصف شعرها فقد تركت غرتها الأمامية تطير في الهواء ملاطفة وجهها بلمسات ناعمة
وضعت سماعتها في أذنها وشغلّت أغنيتها المفضلة ومرة أخيرة التفتت ناحية الخيمة المغلقة وحراس أبيها يقفون للمراقبة تحسبًا لأي شيء
-إنه لم ينظر لي حتى وبالتأكيد لن يتذكر وجهي فمجيئه مرتين لا يعني أنه سيعرفني
في خضم احباطها الذي تملك جوفها فُتحت الخيمة وأطل وجه سلطان منه يرسم على ثغره بسمة مُجاملة بينما والدها يُصافحه بقوة كأنه أنقذَ حياته للتو!!
وقد فعل!!..
فالاتفاق الذي دار بينهما بزواج سلطان بابنته بمثابة عقد صفقة لأن يكون تحت حمايته خوفًا من بطش أخو زوجته الذي يعمل بالمافيا
"غُرة من السفلة"
كان هذا ما دار في عقل سلطان بينما يُصافح يد عبد العزيز في الفراغ المحاوط لخيمته البعيدة كليًا عن الأنظار
-ما أنني أصبحت صهرك مقدمًا سيكون لك منزل وحاشيتك ستبقى معك إلى أن تقرر العكس ولأمانك وسلامتك انت وابنتك يجب أن يكون عندي خبر مُسبق بجميع تحركاتك سواء داخل القبيلة أو خارجها.. أو خارج الدولة
ضحكَ عبد العزيز قائلاً بسماجة
-هل أنت مخابرات وسوف تسلمني لأخ زوجتي أم ماذا
-ممكن
غمغمَ بها سلطان ليحتل ملامحه المكر قبل أن يشارع عبد العزيز الضحك المجامل، لمحه يُشير لابنته لتتقدم ويعلو ملامحها الاستغراب والانبهار ممزوجًا بالخجل، فنظرات الاعجاب من أنثى رقيقة كياسمين لرجلٍ مثلة لن تغفل عليه
رفعَ بصره نحوها ورمقَ ما ترتدي باستحسان ليُكافئها بابتسامة عذبة ترددت على شفتيها فورًا بأجمل منها وأرق!
ولبرهة شعرَ بأنه يظلمها ويجور عليها في حقها، فهو يعلم أنها معجبة به بينما هو يتخذها زوجة له لأسباب أخرى لا تمت للإعجاب بصلة... يخاف أن ترشقه في مرة بكلمات الحب الذي لن يستطيع أن يردها أو يسقط قتيلاً لها
أنثى يافعة وجميلة مثل زهرة الياسمين كمثل اسمها، ناعمة وخلاّبة من المحتمل أنه لو لمسها ستنكسر في يده.
عكس رابحة؛ الفرس العربي الأصيل، جامح وشامخ بأنفه لا ينحني أبدًا.. وإذا ضُرب يمتنع عن الطعام آبيًا أن يهدر كبرياءه
أسبلَ أهدابه منفضًا رابحة من ذاكرته فهو في حضرة ياسمين لم تغزوه رابحة الآن!!
وجه كلامه لعبد العزيز بينما ينظر لياسمين بود
-موعدنا الليلة إن شاء الله
أخفضت بصرها بحرج بلا دراية لمغزى كلامه لكن يكفي أنه نظرَ لها!، راقبته يغادر بصمت لتفيق بعدها على يد والدها وهو يسحبها معه نحو الخيمة ليُخبرها بما اتفق مع سلطان
********
صوت نباح الكلاب الشرسة هو من أنبأه أنه في الوجهة الصحيحة، فمأمون عاشق للكلاب مُحب لتدريبهم وعنفهم الواضح فهو لا يختار أنوع الكلاب الضعيفة بل ينتقي أكثرهم قوة وشراسة
أطفأ محرك سيارته وترك هاتفها فيها ثم ترجلَ منها وتقدم نحو خيمة مأمون ليُبادر إليه حارسين معهما كلبين من اللون الأسود ويبدو من مظهرهما أنهما سينقضان عليه إذا تحركَ حركة لا تعجبهما
-الباشا ينتظرك
قالها رجل ضخم البنيةx بعدما انتهى من تفتيشه؛ كان الرجل يحمل بندقيه على ذراعه ولديه سماعة داخل أذنه يأخذ منها الأوامر
رافقه ومع أحد الكلبين للداخل وكما توقعَ وجدَ واحدًا آخر ذو لون رمادي لا يختلف في شراسته عن الآخر
وجدَ مأمون يجلس بأريحيه ويفرد قدمه أمامه في استقبالاً وقحًا لا يليق بمقامه وهو ضيف عنده لكن في أرضه!!
همَّ سلطان أن يجلس دون انتظار إذنه ليُبادره مأمون قائلاً بسخرية أقرب للمكر
-ظننت أنك لن تأتي
-لماذا لا أفعل؟
-ولماذا تفعل؟؟ هل تضع يدك في يد مجرم مطلوب من العدالة ويعمل بالمافيا كما أنه عدو لك باعتباره عدوًا لوالد زوجتك
انفرجت شفتي سلطان في ابتسامة خافته وتحدثَ بهدوء يقطع برهة من الصمت بين كل جملة وأخرى
- لن أضع يدي في يدك أبدًا حتى لو اتفقنا، أنا أتيت لنفس السبب الذي يجول في خاطرك الآن كون له علاقة بوالد زوجتي
ضربَ بكفيه مسندا الكرسي وقبضَ بأصابعه التي تحمل وشومًا عديدًا منها لصقور أو لمفتاح الحياة وعبارات بالروسية والإنجليزية، كما زيّنها عدة خواتم من مظهرها تبدو باهظة الثمن
أشارَ لنفسه وتحدثَ بازدراء عنيف بينما كلمته الأخيرة أتت باللغة الروسية
-لكنني لن أحمي هذا السافل.... أبدًا
"بربك ... أيكما أكثر سفالة!!!"
قالها سلطان ساخرًا في نفسه،x ثم أردفَ بخشونة وملامحه تأخذ وضع الجدية
-من قال أنني أحميه؟
-ما الذي تقصده
تساءلَ مأمون وقد تحفزت حواسه، ليُجيب سلطان بينما يضجع للوراء مرتاحًا في جلسته وراضيًا عن استفزاز مأمون
-ما قصدته أن لديّ ثأر معه وزواجي من ابنته سيُسهل عليّ الأمر، لكني أريد مساعدتك... لكن أبعد كلابك عن الغرفة فأنا أكاد أسمعك من نباحهم
والمغزى كان أن سلطان لا يُميز حديثه من نباح الكلاب فكلاهما يتشابهان في ازعاجه
-هل أنت خائف؟ لا تقلق لن يهجموا طالما لم أعطهم الإذن بذلك... لو أحببتك سيحبونك ولو لم أفعل .. اعذرني حينها
رفعَ يده ونطقَ باستسلام هازئ ليبتسم سلطان ابتسامة غامضة ولم يُعقب بينما حدجه الرجل بترقب وكل منهما على وشك الانفجار في وجه الآخر
-في المرة القادمة سأجعلك تحترمني أكثر من هذا
*******
يوم الزفاف....
اليوم الذي طالَ بين روحٍ آبية حاربت لتفوز وأخرى ما كادت تتذوق السعادة حتى سُحب بساطها منها
تستعرض أنوثتها أمام المرآة بفستان زفافها اللامع، كان هادئًا منسابًا للأسفل باستحياء يُخاطب كاحليها بود ويلمسه بنعومة
كان بسيطًا في تصميمه، بأكمام طويلة ذات اسورةx ذهبية أنيقة أضافتx رونقًا وضاءً على مظهرها الآسر، ارتدت فوقه وشاحًا غطاها بالكامل بالإضافة إلى البرقع اللامع الذي استرسلت حلقاته الذهبية على وجهها تاركًا غي عينيها الكحيلتين يسلب القلوب
رددت بقلبٍ خافق وهي تقبض على طرحتها في زهو

يا ويل حالي من نظرة العيون الكحيلة
و يا ويل قلبي من همس شفايفها الحمر
فديت الطول والإيدين النحيلة
ولمست أغنتني عن كل البشر الغرور بمشيها شابه الخيل الأصيلة والجدايل لسترسلت أوصلت لين الخصر
في خضم غرورها واعجابه بنفسها دلفت جدتها على مقربة منها لتنتبه على صوت خطواتها
نطقت بفرح اعتمل على وجهها
-جدتي كنت أنتظرك
احتضنتها فاطمة وأطبقت ذراعيها حولها بأسر تريد أن تحميها من الجميع، أو ربما شعورًاx جديدًا بالحنين طرأ عليها قبل أن تتركها
-مبارك لك يا حبيبة قلبي أتمنى لكِ حياة سعيدة بقلبٍ أحق بحبك الكبير وشقاوتك المثيرة
-يا إلهي سأبكي
قالتها رابحة بمرح بينما عينيها تتأثران بالدموع، أردفت فاطمة بجزع وهي تقول أمنيتها الأخيرة
-عديني أنكِ ستكونين قوية دائمًا ولن تسكتي عن حقك.. عديني أن تكوني نفسك مهما اختلفت الظروف ومهما احتل قلبك من اللين
-أعدك يا جدتي
اختنقت الكلمات بحلقها فلم تفرغ سوى عن وعد تأمل أن يتحقق وتبقى هي نفسها... رابحة كل شيء تريده!
استمعتا إلى صوت زغاريد قريبة لتدخل نهاد بصحبة بدور ودلال اللاتي أخذن يثنين على جمالها ورقتها
-يا حظك يا سلطان وقعت واقفًا
لاعبت نهاد بين حاجبيها هاتفه لترد بدور قائلة بمجون
-لو أنا بمكانه لا أخرجها قبل أسبوع من الخيمة
ضربتها دلال في كتفها بعدما وجدت رابحة تبتسم بخجل
-اخرسي يا قليلة الأدب لا تفتحي عيني أختك على أشياء سافلة
أطلقت بدور ضحكة مجلجلة ثم قالت وهي تتأبط ذراع نهاد
-معكِ حق يا أمي سأترك لسلطان تلك المهمة
أخفت رابحة وجهها من الخجل في كتف والدتها التي احتضنتها مشددة عليها
-مبارك يا حبيبتي أنا سعيدة جدًا من أجلك
كان لقاءً لا يتكرر بين الأم وابنتها فالحضن الدافئ لم يكن من شيم دلال بما أنها لم تكن متفرغة لتلك التراهات
فمحمد ووجباته والمنزل وأعماله... وقليلٌ من الوقت لبدور وصفر من اللحظات لرابحة!
-لا أريد سوى رؤيتك سعيدة ومستكينة في بيت زوجك
أغمضت رابحة عينيها لتسقط دمعة منها، مستنسقة عبير تلك اللحظة الجميلة
-أعرف يا أمي أعرف
-خالة دلال... الحاج محمد بالخارج يريد رابحة ليعطيها لسلطان
لا تعرف ما شعورها في تلك اللحظة لكنها تريد أن تتخطى كل شيء!
تتخطي أبيها وتذهب نحوهه تتدثر في صدره وتتنشق رائحة الحرية!
اشتعلت وجنتيها حالما وجدت أبيها يخطو للداخل ويقف أمامها بنظرات لم تفسرها، اقتربَ منها وقبلها على جبهتها وبنبرة حانية أثارت استفهامات عديدة أردف
-مبارك لك يا ابنتي
والوجع الذي طافَ بروحها كان عظيمًا لا ترياق له سوى الزمن!
سيأتي يومًا وتنفض ذكرى قسوة أبيها كغبار لا قيمة له لتبتسم بعدها لحاضرها المطبب لروحها
لم ترد ولم تنفر منه بل أحاطت ذراعيها بذراعه الممدودة وخرجت معه من خيمتها نحو خيمة زوجها
............
خطواتٍ قليلة تفصلها عنه، أمنية الماضي وتميمة الحاضر، ومُعجزة المستقبل، دونه لا يصّح ليلها وبالنهار هي أسيرة نظراته!
تواترت المواقف التي جمعتها به أمام عينيها الجيد منها والسيء، قبلته التي انتظرتها صابرةً ومناغشته التي جاءت حاملة لدواء قلبها
وهو في حضرتها مُتيم عاشق، لا يغفل عن تفاصيل محبوبته المليحة
لا يرى ملامحها من الغطاء الأبيض الموضوع حول رأسها لكن هالة من الحب أوصلت بين قلبيهما
ورغم ما فعلته به وزواجها هو الأخر من ياسمين إلا أن لتلك اللحظة هيبة يصمت لها جميع العاشقين!

أخذها من يد عمه ورفعَ غطاء رأسها الأبيض ولثم جبينها بقبلة هادئة بعثت في نفسها سكينة وفي نفسه جوعًا لما هو أكثر...
جلسَ العريس في خيمته مع الرجال، يقعدون على مخادعهم البدوية بينما سلطان ينتصف بينهم وهنا يبدأ الرقص والغناء وتقديم الطعام من مشاوي الخراف أو الأرز بكبد الماعز والإبل

وللنساء خيمة يرقصون فيها ويغنون ورابحة تجلس ترتسم على وجهها ابتسامة انتصار وحب لا مثيل له
تُمني نفسها بأن هذا اليوم أخر عهدٍ للشقاء ولتبدأ حقبة جديدة كلها دلال!
.........
بعد انتهاء الزفاف
نادمة لأنها أحزنته قبل الزفاف، بسبب خطأ غير مقصود بلسانها الفالت وعقلها الغبي الذي سوّل لها ذكائها بأن تناطحه
تلك المرة لو كانت اعتذرت واحتوت الحوار لما هذا قد حدث
فمنذ دخولهما لخيمتها التي سيقضيان بها أسبوعًا وهو يتجاهلها كأنها غير موجودة
حتى أنها ارتدت قميص نوم نبيذي مُهلك لم يلتفت لها!!

وجدته يجلس على المرتبة الموضوعة بمنتصف الخيمة التي تراص على حوافها العديد من الوسائد العربية مرورًا بصينية طعام كبيرة عليها ما لذ وطاب من عشاء الزفاف
نطقَ ببرود بينما يوليها ظهره ويضجع على المرتبة
-تصبحين على خير
هتفت بغباء
-هل ستنام
بجفاء أجاب
-ماذا ترين؟
-الا تعرف ما هو اليوم؟
-الخميس
دفعته في كتفه بغيظ وصرخت
-بالله!!!! هل تمزح معي يا سلطان قم وحدثني كرجل وامرأة ناضجين لننهي الأمر بيننا
لم يُعطها اهتمام بل أردفَ بهدوء غريب على عادته
-اخفضي صوتك والا قمت لكِ وكتمته نهائيًا ثم هل سأخذ رأيك لأنام؟
لوت شدقها في ضيق متمتمة
-ليتك تقوم وتكتمه بطريقة شفهية
لم يرد عليها لتهتف باسمة عدة مرات متوالية لكن دون فائدة
-سلطان ... سلطان! ...سلطان!!
القهر ينغز قلبها، روحًا محترقة ... تشعر انها قليلة
-لقد اخبرتني انك تحبني لكني لم اعرف ان الحب عندك مجرد كلمة وفي اول موقف بيننا تفتت حروفها.
ظهرَ صوته أخيرًا مثقلاً
-أخبري نفسك واعترفي بخطأك
-اعترف ليت لساني قطع حينها لم اقصد والله
-تأخر الوقت على أسفك يا رابحة
لو تدري ما ارتكبه بحقها بسبب امتناعها يومها عن الاعتذار
لو تدري ان اسفه الان ليس على تركها يوم الزفاف فقط!!!
لو تدري بندمه الآن الذي يهضم قلبه حتى صار مهترئًا
نزلت دمعة من عينيها ترثي حبًا لا يكد يصلب طوله حتى يضمحل وينثني من تقلبات الحياة
خطئها كان في وضعه بمكان مُقدس لا تطأه قبل خلع كل ذنوبها، تتلمس معالمه كما لو أنها تتعبد في محراب عِشقها البائس
مع أنه أنسان يرتكب الاخطاء، ويُحزنها وعلى قدر ما تحبه يولد وجعها من رحم قسوته
-خنفساء لن تتركني بحالي
التقطت عيناها طبق الفاكهة الموضوع علىx الطاولة يُزينه سكين لامع نصله، تناولته بيدها والفكرة المجنونة التي رأتها في أحد الأفلام تلوح أمام عينيها في مشاهد متواترة فلم تشعر بالدماء التي انبثقت من فخذها لتسرع آخذةً الملائة المحطوطة جانبها وتكتم بها دماءها
لم يكن الجرح عميقًا أو طويلاً فقط خدش بالسكين اخرجَ كمية من الدماء مناسبة لحاجتها
ورغم انها شعرت بدناءة ما تفعله لكن هذا سيخرس خنساء للأبد
قامت وخرجر ووضعته على عمود الخيمة ثم دخلت ونامت بجانبه بانتصار قريرة العين كأنها تنتقم منه على تركها في تلك الليلة...
.....................
استيقظَ من نومه على إثر جلبه خارج الخيمة، مزيجًا من الأصوات لم يُميز منهم سوى صوت خنساء ووالدته والآن أتى جده، لم يزر عينيه سوى قليلُ النوم وهاهم يسلبونه المتبقي منه!

ارتدى جلبابه وخرجَ تاركًا تلك التي تبتسم بخبث من تحت الغطاء، ولم تكد ابتسامتها تخفت حتى اتسعت مرة أخرى إثر صراخة عليها من داخل الخيمة
-رابحاااااه
التمعت عيناه بغضب قاتم وطوى الأرض تحته مندفعًا نحوها، فما رآه بالخارج ليس بهينٍ أبدًا... فقد كانت هناك ملاءة مُعلّقة على باب الخيمة مُلطخة بالدماء ومن الواضح أنها دماء عُذرية رابحة!
علمت أنها ساعة الحسم وما عليها سوى البوح بالحقيقية لئلا تقع في نفس الخطأ مرة أخرى، انتفضت واقفة وابتعدت عن مرماه لترتدي الروب أولاً لكنه بحركة خاطفة قبضَ على ذراعها جاذبًا إياها نحوه لتصطدم بجسده الصلب
هسهسَ من بين أنفاسه التي تحرق بشرتها، ليكن هذا تمهيدًا لما سيحدث، ومدَّ يده بالملاءة الملطخة بدماء فخذها
-سأسألكِ سؤالاً واحدًا هذه الملاءةx أنتِ من وضعها أم لا؟
مررت عينيها بذعر على ملامحه التي تنطق بالشر وابتلعت ريقها في توجس قبل أن تهمهم بتوتر
-خنساء هي من استفزتني أولاً قالت.....
اشتدت قبضته على ذراعها لتتأوه مُعلنة عن تألمها الواضح من قسوته، أما هو برزت عروقه وقد بدا بمظهر رجل بربري لا سعة له للتفاهم
أعاد السؤال بطريقة أكثر حدة وانفعال
-أنت أم لا؟
اتخذت قرارها سريعـًا وأردفت تتحلى بقوتها المعهودة لكنها لم تجد سوى قشور رمزية تحفظ ماء وجهها أمامه
-نعم... إنها أنا
اتسعت عيناها بدهشة وتوجست حالما رأته يبتعد عنها ويترك ذراعهاx بردة فعل هادئة لا متوقعة!... وقفَ أمامها يضع يده على فمه وتعبيرات غريبة غير مفهومة تحتل وجهه، وسرعان ما حك ذقنه بعنف قبل أن يقترب منها ويُباغتها بصفعة...
صفعة ألمّت بروحها واخترقت كيانها القوي مُهددة بزلزلته
صفعة توقف عنها الزمن وانحنى لتتبعثر ثوانيه وتفنى ساعاته لتُسجل لحظة هوان لم تكن على البال
-هد مددت يدك عليّ للتو؟!!!
كان إقرارًا أقرب منه تساؤلاً، وما كادت تُنهيه حتى قبض على ذقنها بقسوة قائلاً بهدير ينم عن انفجارٍ وشيك
-وأكسر عظمك طالما ليس لديك عقل لتميزي به تصرفاتك، ألهذه الدرجة غيرتك أعمتك لتقومي بهذا التصرف... المشين!!
بصقَ أخر كلمة باشمئزاز ودفعها عنه، لا يطيق رؤية وجهها بعدما فعلت
رفع سبابتها أمام وجهها وحذرها بشراسة
- لو رأيت طرفك خارج الخيمة سأقتلك يا رابحة... ستجلسين هنا إلى أن أحل تلك الكارثة التي افتعلتها مفهوم!!!
-انت لن تحـ.....
اقتربَ ليهم بامساكها لكنها ابتعدت بسرعة وهي تردد
-حسنًا حسنًا أنا هنا أنتظرك
قبضَ على شفتيه السفلية بأسنانه ورمقها بنظرة متوعدة قبل أن يُدير وجهه ويتوجه للخارج
أطلَّ من الخيمة ليجد جده ووالدته وخنساء من يقفون بانتظاره وعلى ملامح فضول مُميت. تنحنح بخشونة قبل أن يُوجه الحديث لجده
-ما حدث سوء تفاهم يا جدي فرابحة فهمت حديثي عن نشر الملاءة خطئًا
قابله كامل بابتسامة مرردًا بتفكه
-خير ما فعلت... فهذا وسم تضعه على صدرك برجولتك وعفة حفيدتنا، تمنيت لو تركتها حتى يستيقظ الناس ويرونها
زمجرَ سلطان بخشونة
-أنا لا أقبل بهذا يا جدي على حرمة بيتي فهذا حرام ولا حق لأحد أن ينظر لشرف زوجتي ولو بنظرة عابرة
طرقَ كمل بعصاه وهدرَ محتجًا
-إنها الأعراف يا سلطان حدث هذا مع والدتك وجدتك وكل نساء القبيلة
-حتى لو كانت الأعراف هي القانون طالما تحكم بالحرام الباطل لن أسير عليه وأقبله كأن شيئًا لم يحدث، الحرام بيّن والحلال بيّن يا شيخ كامل
ثم ألقى بنظراته الساخطة تجاه خنساء التي سرعان ما خفضت بصرها وانكمشت على نفسها، تشدق ببرود اجتاحته شعلات جمرٍ متقدة
-ومن يتدخل بين المرء وزوجته للتخريب بينهما فهو آثم وسيُحاسب حسابًا شديدًا في الآخرة .... غير أنني لن أرحمه... سيكون عبرة لمن اعتبر
أنهى حديثه ليحدجها بازدراء ثم التفتَ إلى أمه وتحدثَ بخشونة
-لا أريد لأحدٍ أن يعلم بما حدث اليوم، النساء والرجال كلاهما سواء، فحمدًا لله أنه لم يراها سواكم ..
ربتت ثريا على كتفه وظهره قائلة بوجل
-حسنًا يا قلب أمك لا تقلق يا حبيبي ادخل انت لزوجتك ولا تخرج ثانيةً وسأبعث لك الطعام عندك
قبّلَ يدها في مودة وفعل بالمثل مع جده الذي قبضَ على كتفه بنظرة قوية استقبلها سلطان صاغرًا ثم توجه ناحية الخيمة بعدما دعى على خنساء في سره
............................
عيونك الأبية تشعل بين ضلوعي حنينًا مستترًا ، لا هو بقادرٍ على البوح ولا لمثله سكون!
ذبذبات الجو تؤازر الصمت المشحون، التوتر والترقب هما الشعوران المناسبان لوصف حالة بنون وبرهان الماثلين أمام سليمان
يرمق حفيدته بنظرات مستنكرة خائبة بينما هي لم ترفع وجهها من الأرض كأنها استسلمت لخطئها هذه المرة
فمنذ ذلك اليوم وهي أغلقت صفحة فراس نهائيًا وأحرقت كتابه حتى لا يفتنها بذكريات خائبة
أرسلت له رسالة قاسية تخبره فيها أن يبتعد عنها بعد عاثَ فسادًا في حياتها ثم قامت بحظره من البرنامج الذي تُحدثه عليه ثم نهائيًا من الهاتف
لو طالت أن تُخرج قلبها من جسدها لتنزع حُبه، وعقلها تنزع من الذكريات لفعلت كي لا تذق مُرّ الهوان!
وجانبًا مضطرب أكثر وهو وجود هذا الغريب كما تُسميه يقبع على الكرسي أمامها ولقد امتنعت عن رؤية وجهه، فمنذ ذلك اليوم الذي أنقذها فيه وهي تخجل من مقابلته ولو صدفة
صدحَ صوت سليمان قائلاً بصرامة
-ارفعي رأسك يا ابنة السليمانية فالهامات الخفيضة لا تليق بك
كان أمرًا بمثابة إفراج، رفعت رأسها بحدة وناظرت جدها الذي طمأنها هو الأخر فاندفعت نحوه محتضنة إياه ليربت عليها ويُقبل رأسها قائلاً بحنان
-سأحرص على ألا يتكرر الخطأ مرة أخرى ... ولهذا ومن أجل مصلحتك ستذهبين للعاصمة مع أخيكِ وبرهان حتى تباشري أعمالنا
انتهى الفصل


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-22, 11:38 PM   #208

نجمة القطب

? العضوٌ??? » 395783
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » نجمة القطب is on a distinguished road
افتراضي

يسلمو الفصل جميييل
صراحة انبهرت من جرأة رابحة ،إيش هالمخ اللي عندها
بدور أتمنى تتوفق في مساعيها وتخرج شوي من مدار سالم اللي طول حياتها تدور فيه

Nora372 likes this.

نجمة القطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 12:21 AM   #209

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.. وجدت ان الفصل 13 تكرر 3 مرات حذفت المكرر ..
Nora372 likes this.

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 01:52 AM   #210

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي

ثريا قداح
فصل ولا أروع كل ثنائي بيشد أكثر من الثاني
بداية موفقه

Nora372 likes this.

soso#123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.