آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          الجاغوار الأسير (68) بقلم majdalina "مميزة"... كاملة & روابط جديدة (الكاتـب : monny - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-22, 03:18 PM   #191

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
فصل رهيب وقعت قلوبنا مع ذياب والله قلبي نوجع عليه
كانل قمة الظلم والتجبر والهنجعية بتي حق حتى ورثة والدتو بياخدها اي قبيلة ياللي بتقبل بهبك ظلم خنساء ياللي وراها الله يورجيني فيكي يوم ولأ بكل وقاحة رايح لعند بنون لتقلها فراس الها مو عا اساس بدها سلطان
حبيت فوة بنون وحبيت برهان عسى بداية خير اله بتستاعل شخص قوي يقاتل كرمالها مو يتخلى عنها باول معركة
ثريا شو وراها الله يستر ما حبيت حنانها المفاحئ ياللي مو طبعها
بدور دق المي وهيي مي ندم عاموافقتها عاكلام رايجة وفاطمة لكن لما تفوق راح يكون الأوان فات
سالم كل حبك لبدور ما ببشفعلك ياللي راح تعملو فيها لنشوف الزواج التاتي هل راح يجيبلك الولد العزوة واذا جابو هل راح تكون مرتاح لانو غالبا بدور راح تتهشم
منحي لسلطان واخيرا قام بتلخطوة اللازمة وما حنث وعدو لرابحة لكن ياترى شو السرط ياللي كانل حطو عليه اكيد.كامل كل غرضو كسر رابحة هل خوي زيجة تانية مع رابحة ام شي بيخص الارث او اول ولد اذا بنت او صبي
صراحة رغم معرغتي بمدى جبروتو لكن هوي وابنو مو فاهمة سبب كرهن العميق لراية هل فقط تمردها او في شي تاتي
حماد ومحمد وثريا وخنساء ضد زواج رايحة منوسلطان هل فقط كلام ام في فعل الله يستر
ابدعت رغم انو فصل جدا قاسي خصوصا مشهد ذياب
أو في شي تاني؟!!
حبيبة قلبي متحرمش من كلامك ده أبدًا ...

Nora372 and Ektimal yasine like this.

*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 08:47 PM   #192

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعتذر عن عدم وجود فصل إنهاردة لظروف قهرية دراسية وروائية بحتة🥲
ومحدش يسألني ايه اللي فوق ده…
♥♥
وبإذن الله نرجع بفصل حلو ينشط الرواية لإني حسيت بخمول في الفترة الأخيرة، مش عارفة هل أنا اللي كده ولا الرواية كمان…
لكن وعد هيبقى رجوع قوي يليق بهيبة سلطان وقوة. رابحة💙
دمتم بالخير دايمًا♥


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-22, 10:53 PM   #193

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم
لاحظت في الفترة الأخيرة عدد المشاهدات بيزيد لكن المشاركات زي ما هي، الموضوع فقط أثار استغرابي ... واللي بيعلقوا معروفين كل مرة
لكن ممكن نعتبر ده تفاوض ونقول "أهلاً بالقراء الجداد... عاملين إيه؟ وإيه رأيكم في الرواية؟! ولا لسه مجمعتوش فكرة عنها؟!... وياترى هل أصابت أشغفكم اللي كنتم بادئين بيه ولا ضلت؟..."
وأنا سعيدة جدًا إنكم شرفتوني ولو سطور قليلة


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-22, 03:09 PM   #194

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 11:56 PM   #195

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر "المشاركة الأولى"

الفصل الثاني عشر
"ربحت بك"
كانت قد انتهت من زينتها ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها في فخر وسعادة لأنها حققت أخيرًا واحدًا من أحلامها التي أرادت امتلاكها
لم تشعر بمن دخل لكن عندما نظرت في المرآة انتفضت ورجعت خطوة للوراء قبل أن تستدير لتهمهم لنفسها بصدمة
-أبي
ليس الخوف هو من ملكها لكن الصدمة والمفاجأة هي التي احتوت مشاعرها في تلك اللحظة؛ فهي لا تأمن في حضرته أبدًا ورغم ذلك ليست خائفة، ربما عرف خطأه جاء يعتذر عما فعله بها
كانت ملامحه جامدة لم يتحدث ولم يُبرهن على وجوده لكنه قالَ جُملة جعلتها تتمنى لو أنه لم يأتي
-إذا أردتِ أن أعاملك جيدًا وتكونين ابنتي حقًا …اتركي سلطان ولا تتزوجيه
-موافقة
لمحت التعجب وما لبثَ أن تحول لعدم تصديق على وجهه، لتُكمل جملتها بثقة
-أنا موافقة أن أرفض الزواج من سلطان ولن أفتح الموضوع ثانية... لكن يجب أن تعدني بشيء
-ما هو
تساءلَ بتلقائية لتُكمل بملامح باهتة
-تُعطيني الأمان الذي سلبته مني صغيرة، تجعلني اُكمل تعليمي... تعتذر لي لأنك ضربتني وأهنتني أمام الجميع، تأخذ حقي ممن يضايقني وتمنع جدي من التدخل في أموري الشخصية... وأن تكون أبًا جيدًا معي وحينها سأجعلك أنت تختار ممن سأتزوج
ماذا اخترت يا أبي؟...

لا تعرف ما الذي حدث ففجأة دوت صرخة والدتها في أرجاء المنزل تلاها صوت بكائها، انتفضت من مجلسها واندفعت ناحية الصوت لترى أنه قادم من البهو الكبير بالصالة، أبصرت جدها ووالدها-الذي قلما يحضر- وهذا الضيف مجهول الهوية والذي شهدَ اخفاقها صباح اليوم، اقتربت أكثر لتجد والدتها تبكي وتحتضن أخيها المسجي أرضًا والدم ينساب من رأسه
صرخت حالما مرَّ بها الإدراك لما يحدث
-تميم
وجلست على ركبتيها أرضًا لتتفاجأ بدفع والدتها لها
-ابتعدي كل هذا بسببك سيضيع ابني بسبب نزواتك وحقارتك، لم تكتفِ بوضع رأسنا بالوحل بل طال الأمر أخيكِ أيضًا
شهقت مُجفلة حالما استوعبت حديث والدتها، وبدون وعي عاودت الاقتراب لتجد يد جدها تمنعها تلك المرة ويرمقها نظرة تنم عن كثيرٍ من حديث سيخوضانه بسريــة
وضعت رأسها أرضًا هربًا من نظرات جدها وازدردت ريقها بينما تستقيم في وقفتها تزامنًا مع التقاء نظراتها بهذا الغريب... وكأن ذُلها لم يكن ليكتمل إلا بوجوده!
أسنده برهان مع الحارس إلى غرفته تلحقهم والدتها التي أخذت تبكي وتنعي حظ ابنها العثر الذي أوقعه في الشر ، بينما هي وقفت أمام جدها تنتظر التقريع الذي تستحقه، سمعت يقول بهدوء
-اتبعيني..
تخطت مدخل الغرفة ببضع خطوات ووقفت وراء جدها الذي ولأول مرة لا ينظر لها ويحدثها من فوق كتفيه دون أن يُحدق بفضيتيها مودعًا أمانه فيهما
-بالتأكيد استشفيتِ من حديث والدتك ما حدث لأخيكِ، فسالم أخو فراس هذا هو من بعثَ رجالاً لتضرب تميم والذي لا أعرف إلى أي مدى وصلت إصابته
قطعَ حديثه الهادئ وأجلى حلقه ليستكمل بخشونة تلك المرة جعلت الدموع تتجمع في مآقيها
-أنتِ حفيدتي المفضلة يا بنون ومكانتك عندي عظيمة لم يبلغها أحد لدرجة أنني أفكر لما سيحدث لكِ بعد مماتي وأحاول تأمين مستقبلك حتى لا يمسسك أحدٌ بضرٍ حينها
سمعها تدعو له بالعمر والطويل والصحة، لكن غضبه كان أشد من امتنانه للدعوة هذه المرة، لم يلتفت إليها وظلَّ على حالته، وربما كان هذا الصواب لأنها لو رأت ملامحه لحزنت عليه أكثر من حزنها لنفسها
أردفَ سليمان بنبــرة خاوية، وقلبه يتقطع إلى الحال الذي وصلَ إليه أحفاده
-لقد احترمت رغبتك في عدم الحديث، وابتعادك عن الجميع طيلة هذه الفترة حتى تلملمي شتات نفسك وتأتي وتحكي لي كل شيء كالعادة، لو أنني لا أعرفك لقلت أنكِ لا تهتمين لأمري... لكنكِ لم تقدري على مواجهتي وإخباري بالأمر لأنه بكل الأحوال لن أباركه... لقد خذلتني يا بنــــون
قبضة قوية اعتصرت قلبها في آخر حديث جدها، تواترت الدموع على وجنتيها وحدجت ظهره بصدمة وتيه، لا ... ليس جدها من تخذله!
لو كان العالم في كفة وجدها في الأخرى لاختارت جدها وتبًا للعالم... لأول مرة تدري مرارة أن تخذل شخصًا كان يأتمنك، شعرت بالعلقم يجوب حلقها وآبت حروفها أن تخرج مُشبعةً به فآثرت الصمت لأنها لم تجد ما تدافع به عن نفسها
اقتربت منه محاولة أن تُغلف اعتذارها على هيئة احتضان، فباغتها بصرامة قبل أن تطوق ظهره بذراعيها
-اخرجي ولا تريني وجهك لفترة حتى أنسى ما حدث
-جدي
اعترضت بضعف ليهدر هو
-اذهبي يا بنون لأني لا أضمن نفسي، فالحديث الذي قلته لا يساوي شيئًا مما أشعر به الآن.. اخرجي
-أنا آسفة... آسفة حقًا لجعلك تشعر بشيءٍ كهذا
قالتها بشيءٍ من الهستيرية وشلالات دموعها لم تتوقف بل أصرت على الانهمار في تأزر لقبضتها الداخلية، بمجرد أن فتحت الباب وخرجت اصطدمت ببرهان الذي اعتذرَ فورًا وقدمَ لها منديلاً بلطف دون قول كلمة زائدة
نظرت ليده الممدودة بغيظ وتجاوزته مندفعة إلى غرفتها، فهي لا تحب أن يراها أحدٌ تبكي، وهذا الغريب الغير مُفسر وجوده أصبحَ عبئًا لدرجة أنها شهدَ على لحظات ضعفها النادرة
ظلَّ واقفًا برهة قبل أن يضع المنديل في جيبه مرة أخرى ويدلف على مقربة من سليمان الذي ما إن رآه حتى سأله على وضع تميم ليُجيبه بابتسامة مُطمئنة
-لا تقلق بعض الرضوض والكدمات وكسر في ذراعه ليس هناك شيء عضوي أو نزيف داخلي وقد تولى أمره الطبيب وأعطاه مسكنًا قويًا حتى لا يفيق ليلاً من الألم .. لا تقلق عليه
تنهدَ سليمان براحة لكن غُصة داخل قلبه منعته من النعيم بها ليتذكر فورًا حفيدته التي ألقت بنفسها إلى التهلكة راضية!
-لم تجدي إلى الهاشمي وتحبي ابنهم
همهمَ لنفسه ليعود سخطه مقاومًا لندمه الذي وخزه بعد قسوته عليها، نظرَ لبرهان نظرة ذات مغزى وقالَ له بجدية
-هل تعرف لم أنت هنا يا برهان؟
أجاب برهان بابتسامة مُشجعة
-والله لا علم لي يا شيخ سليمان ما قاله جدي لي لا يتجاوز حدود معرفتي بأن أمكث هنا بناءً على طلبه وأنت سترشدني
ربتَ سليمان على كفه قائلاً بمودة أظهرها بين طيات خبريته الثقيلة
-لقد بعثك جدك لتدير العمل المشترك بيننا مع حفيدتي بنون...
عقدَ برهان حاجبيه ليقول
-لم يخبرني جدي أن بينكما عملاً مشتركًا، وللحقيقة أنا من يدير العمل في الجزائر فكيف أمكث هنا؟
-إن كان العمل يحتاج شيئًا ما كان طلب منك جدك أن تترك قسنطينه وتأتي لهنا، جدك سيباشر الأمر هناك لأنه يحتاجك هنا
لم يقنعه الرد بل أزعجه أكثر وصارَ كمن يجلس على صفحٍ ساخن ناره موقوده أسفله، زفرَ بعدم ارتياح للأمر وطفقَ يُفكر في أيامه المقبلة في تلك البلد!

*******
يقف في خيمة واسعة امتلأت بالعديد من الرجال وسيطر عليها جو الطبول والغناء متأثرًا بعقد قران "ٍلطان الهاشمي" حفيد كامل الهاشمي شيخ القبيلة، تنوّعت مظاهر الفرح بين شوي الخراف على النيران بالطريقة التقليدية التي يفضلونها لتُصبح شهية المذاق، والأرز بالخلطة بلحم الضأن والسمن والمكسرات...
يوضع الطعام على الأرض ويتم الاجتماع حول الصواني على هيئة تجمعات دائرية يتحدثون ويصدح صوت أحدهم كل فترة وأخرى بالغناء
يقف مرتديًا جلبابه وعباءته في وقار ليتقبل المباركات من الجميع كان أولهم ما لا يُطيق
-مبارك
نطقها محمد في تجهم ليبتسم سلطان بانتصار مُجيبًا بخبث
-بارك الله لنا فيك يا عمي... صحيح لم تقل لي ماذا فعلت فيمن هدد تجارتك؟
-سأجده ... وحينها سأدفعه الثمن غاليًا
الغل كان واضحًا في حديثه لكنه لم يزد ابتسامة سلطان إلا اتساعًا ليقترب منه هامسًا في أذنه
-راقب تجارتك جيدًا يا عمي فربما يغور عليها أحد الشُطار مرة أخرى
ثم تركه وابتعد بعدما أوصلَ له الرسالة جيدًا ليفهمها
لن ينسى ما قاله عبد العزيز ذلك اليوم الذي طلب منه الزواج من ابنته، يومها عرف أن الضلع الثاني الذي اشتركَ في قتل عمه "سلطان" هو عمه "محمد" فهو الوحيد الذي كان يعرف بالعمل المشترك بينه وبين عبد العزيز وكيف ساومه الأخير وأغراه بقيادة القبيلة بعد وفاة أبيه حتى يُخطط معه لقتل أخيه..
بئس العم وبئس القرابة تلك!
كانت عيناه غائمة بالماضي القاتم قبل أن يقرر جده ووالده اقتحام فجوته وإعادته للحاضر السعيد
-مبارك يا فخر القبيلة ورجلها بعدي
كانت مُباركة جده في الصميم فهو لم يُصرّح بهذا الأمر سابقًا رغم أن أفعاله أوحت بذلك، فسرعان ما ابتهجت أساريره وافتر ثغره بابتسامة واسعة تزامنًا مع انحناءه وتقبيل يد جده باحترام ويتمتم بدعاء صادق
-بارك الله في عمرك يا شيخنا الجليل فنحن نسير ببركتك ومشورتك ولولاك لما كان زواجي تم
ربت كامل على كتفه وبادله ابتسامته بخاصته الوقورة مازجًا بين فطنة كهل ومكر شاب ومال عليه هامسًا
-هل ستنفذ شرطي إذن
وكأنه سيحتال على سلطان الخديعة من تعلّم على يده واتقن المهنة حتى صارت تتحرك بين أصابعه كخفة ساحر امتهن السحر صغيرًا
وبدوره أجاب سلطان بسؤال
-أي شرط؟
صدحت ضحكات الشيخ في المجلس وشاركه سلطان وكلاهما يرمقان بعضهما بنظرات ذات مغزى لا يخفى على الآخر
غانم هو من بقى ينظر لوجه ولده بشغف ولهفة أب، يتفرس في وجهه كيف أصبحَ رجلاً ذو هيبة وفخر، وتزوج وهو يتذكر يوم وُلد وآذّنَ في أذنه اليُمنى كأنه البارحة
-لا تتصور مدى سعادتي يا سلطان بك الآن، بارك الله في حياتك يا بني ورزقك ذرية صالحة تقر عينك وجعلك سندًا وسقفًا لعائلتك الجديدة
تأثر لكلام والده واقتربَ ليحتضنه بقوة مُعتذرًا عن تقصيره الشديد ناحيته، ولثمَ كف يده في حب بالغ واحترام لا يقل عن سابقه في شيء
-والله يا أبي ما اشتدَ عودي إلا لأنك في ظهري، أستقيم بوجودك فلا أنحني لعثرات زمنٍ أو تقلبات النفس، أنت النعمة التي دفعت عُمرًا لتزيح من أمامي نقمًا، تفديك روحي أبــًا ومُعلمًا
أتبعَ حديثه بتقبيل رأسه وكتفه في امتنان سافر، جعلَ الدموع تسبح في مُقلتي غانم ويشعر كأنما امتلكَ الدنيا بأسرها بشهادة ابنه وحُسن تربيته التي يراها في أفعاله
وإذا كانَ تعجيل أمر زواجه كمرارة العلقم لأن سلطان لم يشاركه أولاً برغبته في رابحة لكنه ابتلعها على مضض لأجله
وكأن سلطان علم ما يُفكر فأردف وعينيه تخطان أسفًا آخر لم يتدخر جهدًا في إنفاقه على والده
-بمناسبة طلبك لرابحة في المجلس ذلك اليوم.. أردت أن أعلمك أن الأمر جاء كما لن تحب سماعه فرابحة كانت على وشك أن تضيع مني ولم يكن لدي حلُ آخر سوى ذاك
تنهدَ غانم ليقول بتفكه
-أول مرة تتهور وتفعل شيئًا غريبًا على عقلك يا سلطان، من يراك في المجلس ذلك اليوم لا يراك الآن... هل تحب ابنة عمك
-نعم
قالها صريحة دون زيغ أو تهرُب، واضحة كقرص الشمس المتوهج داخل عينيها، حمراء كشفتيها الناضجتين، وشامخة كسنابل القمح الذهبي لبشرتها
"نعم" كنغمة خلالها الرنان لا يفتأ أن يعزف داخل قلبه
اطمئن غانم لإجابته وابتسمَ بحبور ليقول
-لقد اطمئن قلبي عليك يا بني وأراها في عينيك
ابتسمَ سلطان هاتفًا بمزاح
-هل أنا فتاة يا والدي لتقلق عليّ؟ ثم ما الذي رأيته في عيني أرى أنك أصبحت شاعرًا وستغرق ثريا في بحر شعرك
-أمك تُقيم العزاء من الآن فالعروس ليست على هواها وأنا أخرجت يدي من الأمر إن لم ترضها ستغضب عليك ليوم الدين
حالما مرر له والده ذِكر والده تحفزت عضلاته وملامحه لأنه سيخوض حوارًا ليس بهينٍ عليه، فمقدار رفض ثريا على عقد القران أكبر من حُبها له...
انتبه على يد والده التي تربت على كتفه فابتسمَ بمجاملة، وجده يُخبره بالحل في جملة مُبسطة فأرهف السمع
-لا تقسو على والدتك يا سلطان هي أرادت أن تختار العروس لك لأنها تعرف أنك لن تعز عليها طلبًا، صدمتها في اختيار رابحة كبيرة فهي لم تتوقع وللحقيقة لم يتوقع أحد، كما أنها لم تختر لعدي زوجته لهذا هي مُستاءة تشعر أن لا قيمة لها في حياة أولادها ... فارفق بها في الحديث وأخبرها كما هي غالية عليك ولن تصل إحداهن لمكانتها أبدًا...
ازدردَ ريقه ثم استكملَ برفق
-أعطها حقها كأم فهي تظن أنك سلبته منها بعد اختيارك لرابحة، هذا لصالحك أنت فلا تريد أن تصحو كل يومٍ على شجار بين أمك وزوجتك
أخرجَ الهواء كله دفعةً واحدة وصمت هنيه يُحلل كلام والده في عقله، ليتوصل في النهاية أن جزءً منه صحيح وأنه سيراضيها لأنها والدته وحتى لا تنشأ عداوة أكبر بينها وبين رابحة فينغصون عليه عيشته، وليت والدته تعلم أنها لو اختارت فتاة لا تُعجبه لن يتزوجها، فهو الأحق باختيار من ستكون رفيقة دربة
-سأفعل ... لكن لا تراوغني يا أبي ما الذي رأيته في عيني؟
-الحب... رأيت ما لم أره قط فيهما كأنك أحسست الحب دُفعة واحدة مؤخرًا ففاض لعينيك
بالتأكيد!
فحب واحدة مثل رابحــة لا يحمله قلبٌ فقط بل تشاركه الحواس جميعها....
وقفَ يأخذ المباركات من الجميع ويبتسم بسعادة حقيقية، ففي اللحظة التي وضع يده في يد والدها كانت من أمتع لحظات حياته بغض النظر عن عمه وفعلته الحقيرة
قلبه ينتفض سعادة لكنه لن يُظهر ذلك إلا عندما يبارك لها بنفسه. لفتَ انتباهه عدم وجود فراس بين الرجال ليقطب جبينه باحثًا عنه، انتبه على مُعانقة سالم له وهتافه السعيد أنساه ما كان يفعل بجُملته الآتية
-مبارك لك يا سلطان رزقك الله ولدًا صالحًا له هيبتك ومقامك... أنتم السابقون ونحن اللاحقون
تجعدت ملامحه قبل أن يهتف باندهاش
-من هم اللاحقون يا سالم؟ هل ستتزوج ثانيةً على بدور؟
حمحمَ سالم بخشونة وأجابَ واثقًا يمسح على طرف جلبابه
-أليس من حقي أن أفعل؟ لي زوجتين وثلاث وأربع وأنا رجل لا ينقصني شيء الحمد لله ...و بدور موافقة
احتدَ سلطان من إجابته السقيمة التي تفتقر للمنطق والشرع
-وافقت برضاها أم غصبًا سالم! وما السبب الذي يدفعك للزواج على بدور حبيبة عمرك فالجميع يعرف مدى تعلُقك بها، ألم تفكر بما ستشعر بين الجميع خاصةً وهي على وشك الولادة ألم تستطيع تأجيل الأمر حتى تلد وتنشغل بمولودها الجديد
وجدَ سالم أن الأمر ينفلت من يديه والحديث لا يرمي في صالحه، فأردفَ بنبرة قاطعة حملت الحزم
-حسنًا يا سلطان أنت ابن خالي واحترمك لكن هذا الأمر لا يحق لأحدٍ التدخُل فيه سواء تزوجت أم لا ... حتى لو كانت أسبابي غير معلنة فهذا حقي بعد كل شيء
اقتربت جفون سلطان في نظرة نافذة لأعماق سالم ليُجيب بجدية وقد قرر أن يتركه لضميره
-أخشى أنك تستخدم حقك خاطئًا يا سالم وتحتال به لتُبرر فعلتك وحينها ستندم، فالمرأة التي يتزوج عليها زوجها لا تعود كالسابق حتى لو أضاء لها أصابعه العشرة شمعًا
-لا أحتاج لمبرر فأمر الله واضح وقاطع سأعدل بينهما كما أنني لن أجور على بدور في شيء.....مبارك لك يا سلطان مرة أخرى
حديثه مع شخص كسالم لا ضمير له ليوخزه أسفر عن ارتفاع ضغطه من برودة مبرراته، رمقه بنظرة أخيـــرة قبل أن يستأذن من جده ووالده ويذهب وقد تمكن من سماع ما قاله أخيرًا
-أريد طلب يد ابنه الشيخ زهير على سنة الله ورسوله
**********
-أخبرني أبي أن القمر حزين ملازم لغرفته فأتيت لأطمئن
قالها سلطان بينما يقترب من والدته التي تجلس في غرفتها مُتشحة بالسواد كأنها في مأتم، أشاحت بوجهها بعيدًا ولم ترد ليزداد اصرارًا ويقترب أكثر مقبلاً رأسها
-لم أنتِ حزينة يا أمي هل هكذا تتصرفين في عقد قران ابنك؟
ما إن جلسَ بجانبها حتى تفاجئ بصوتها العالي يصدح في الغرفة ودموعها تتسابق على وجنتيها كما لو أن مات أحدهم لها بالفعل!
-ألا تعرف لم أنا حزينة؟ حقًا؟! ألهذه الدرجة أنستك عروسك الجديدة طباع أمك
لم تُعطه مجالاً للرد إذ استكملت حديثها الغاضب
-ولماذا أتحدث معك فأنت تسير على أهوائك سيد سلطان كأن ليس لك أم تشاورها أو تخبرها قبل أن تتزوج، كما لو أن الأمر أنك ستبتاع جلبابًا جديدًا...حتى هذا كنت تأخذ مشورتي فيه.. ولكن من اُحدث!! لقد تم الأمر سيد سلطان
لوحت بيدها في إشارة منها ليخرج وانتحبت مُشاركةً حروفها بالدموع المتسابقة على وجنتيها
-اذهب لزوجتك التي تحبها أكثر مني يا سلطان... اذهب لمن أنستك أمك قبل أن تتزوجها حتى
تابعت حديثها في همهمات ترثي بها حظها دون نية في إشراك سلطان على ما تقوله، اقتربَ منها مُقبلاً رأسها آخذًا إياها بين ذراعيه
-حاشا لله ما تقولينه يا أمي، تعلمين مكانتك المقدسة عندي فحتى تركت الرجال وأتيتك مسرعًا لأرى ما بك
رفعت رأسها بتلقائية هاتفة
-حقًا؟
-بالتأكيد وهل لدي أغلى منكِ يا ثريتي الغالية
انتشلت نفسها من بين ذراعيه وأبعدته عنها في حنق حقيقي قائلة
-اذهب لزوجتك الحبيبة التي خطفتك من أمك، لقد اخترت الوحيدة التي لا أطيقها... تركت خنساء ونساء القبيلة أجمعين وتمسكت بهذه، زوجة عدي إليّ أحب من هذه الرابحة سليطة اللسان
تنهدَ سلطان بنفاذ صبر فهو لم يُقابل رابحة حتى الآن والأمر يكاد يُهلكه
-والله يا أمي لم ولن يحدث شيء مما تقولينه، خطف ماذا الذي تتحدثين عنه ولم يخطف قلبي سواكِ
رمقته ثريا بطرف عينيها وعفويًا انفرجت شفتيها في ابتسامة، خبتها حالما لاحظها ليقترب منها مرة أخرى مطوقًا ذراعيها
-ألا ترين ابنك رجلاً حتى تتحكم به امرأة وتبعده عن أمه؟
أردفت بفخر تحول في النهاية لامتعاض
-أنت سيد الرجال يا حبيبي لكن ما دمت وقعت في شباكها لن تسلم، ابنة دلال ترسم على ثقيل ولم تهدأ حتى أخذت عقلك وتزوجتها
ضيّقَ سلطان عينيه وابتسم لحديث والدته المتناقض، وقبّلَ رأسها مرة أخرى مُجيبًا
-لست فتًا صغيرًا حتى تسحبني امرأة خلفها، ولست غرًا ساذجًا لأقع في شباك إحداهن، لكن لا عيب أن أقع في حب امرأة وأتزوجها ونعيش حياة سعيدة دون أن يتحكم أحدنا بالأخر!
لم يُعجبها قوله فاحتجت
-تزوج من أي فتاة إلا هذه... تلك المتبجحة التي وقفت في المجلس تطلب يدك أمام الرجال... كيف طاوعك عقلك لتتزوج بها أخبرني!!
جمدت ملامحه إثر ذكر النقطة السوداء في حياة رابحة والجحيم الذي لن يتخلصا منه كما كان يعتقد بزواجهما، أغمضَ عينيه كاتمًا انفعاله ردًا على والدته وأخرجَ بدلاً منه زفيرًا مشتعلاً آزر قوله الجامد
-أمي لا تذكري هذا الموضوع ثانيةً لأني سأسوي الأمر مع رابحة على طريقتي... وأرجوكِ لا تفتعلي معها المشاكل واحترمي اختياري ومشاعري ... باركي الأمر حتى أشعر أنه اكتمل، ألا تريدين أن يكون لكِ أحفاد صغار يجرون حولك؟
دقَ قلبها لأخر جُملته لكن أولها لم يُعجبها؛ فأخرج ورقته النهائية الرابحة
- لقد أتيتك يا أمي قبل الذهاب لرابحة لتعلمي أنني أحبك أكثر من أي شيء
تهللت ملامحها وهدأت قليلاً، ربما لم يبتلع جوفها الأمر لكن هذا ابنها وهي تُحبه، ومقامه عندها أغلى من حقدها على رابحة
أخذته في حضنها وملست على ظهره قائلة في خفوت
-مبارك لك يا ولدي الحبيب رزقك الله السعادة وراحة البال
ابتسمَ خلف ظهرها وأغمضَ عينيه بارتياح؛ فأولى مهامه قد تمت وعلى أكمل وجه..






********
وجدت يقف خارج غرفتها ينظر بحقد للباب أمامه، اقتربت ليحط كفها على كتفه فينتفض، حدثته بنبرة جامدة وزاجرة
-اتركها لحال سبيلها يا حماد تعرف مسبقًا أنها غير مقدرة لك لأن قلبها لا يريدك أنت فلا تتعب قلبك يا بني واتركها
لن يُنكر الرعب الذي أصاب قلبه لكنه حمد ربه أنها فاطمة، ربما لم يُعجبها ما فعل لكنها لن تخبر أحدًا
التمعت عيناه بشظايا جرح متبقية من كسر كرامته، ليهتف بلهجة ذُبحت كلماتها على نصل الغدر
-لن أغفر ما حدث فأنا لست غرًا ساذجًا حتى يعطوني كلمة ثم يسحبونها مني بكل سهولة، لن أكون حماد الهاشمي إلا ....
هتفت فاطمة بصرامة قاطعة حديثه
-احفظ احترامك عندما تتحدث عن الكبار يا حماد، انا مقدرة صدمتك لهذا أتحدث بهدوء لكني لا أسمح لك أن تقل من شأنهم مهما حدث... اذهب إلى منزلك وصلي ركعتين ربما يفرجها الله عليك ولا تشغل بالك بما حدث ولا قلبك بما ليس لك
أضافت بعدما وجدته لا يجرؤ على النطق بكلمة
-والآن ستتعقل وتخرجها من دماغك ثم تذهب عند الرجال ولن تقرب قدمك هذه الطرقة أبدًا وإلا أبلغت الشيخ... اذهب من أمامي... ها
حدجها بنظرة أخيرة لم تخلُ من احترام رغم الغيظ المُتأجج داخله، طوى الأرض تحته واندفعَ من أمامها بينما هي تُشيّع ظهره بحسراتٍ تملأ قلبها على شابٍ مثله لم يؤتى مُراده
-لم تقفين عندك يا جدتي تعالي فنحن بالداخل نحتفل
انتبهت على صوت رابحة الذي أخرجها من تفكيرها لترمقها بنظرات مبهور بينما تقول
-بسم الله ما شاء الله بدرٌ في تمامه يا حبيبة قلبي
خجلت رابحة من تصريح جدتها وقالت بما يتنافى مع شخصيتها الواثقة
حقًا!!
-حق الحق، ستسلبين عقله يا ابنة محمد
تخضبت وجنتيها بالحُمرة ولم ترد لتقول بعدها مُنحيةً الاحراج عنها
-تعالي معنا فوالدتي وبدور ونهاد بالداخل
أشاحت بيدها في تعب
ليس الآن يا رابحة خذن راحتكن فأنا تعبت من العمل طوال اليوم
تذمرت رابحة قائلة
-أخبرتك ألا تفعلي شيئًا وتجهدي شيئًا، فهناك جيشُ من النساء بالأسفل يقومون بالولائم
اقتربت منها وملست على شعرها بحبٍ بالغ
-لو لم أتعب يوم قرانك لمن سأفعل يا حبيبة قلبي، لقد انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر وإني أحمد الله أنه أتى وأنا على قيد الحياة
قبلت رابحة يدها في تأثر
-أطال الله في عمرك يا جدتي، ستعيشين إلى أن تحملي أولادي... فأنا ليس لي سواك
أردفت فاطمة غامزة بعينيها
-سواي؟ أليس سلطان بالدنيا كلها يا ماكرة، "ثم رفعت يديها بالدعاء" يا رب أرى أولادك يا رابحة لألمسهم ويحومون حولي، اعرف أنهم سيكونون أشقياء كوالدتهم
دمعت عيني رابحة وهي تهتف معترضة
-جدتييي
مسحت فاطمة دموعها وقالت
-هيا اذهبي وارقصي وافرحي لقد حققت مرادك أخيرًا
قبلت وجنتها مطولاً وتمتمت بسعادة حقيقية لأول مرة تزور قلبها
-أحبك يا جدتي أكثر من أي شيء.. لولاك ما كنت على هذا الحال أحمد الله أنكِ موجودة بحياتي
-وأنا أيضًا يا حبيبة جدتك، أنا هي التي تحمد ربها على وجود حفيدة شقية مثلك.. هيا أسرعي للداخل وسأبعث زوجك إليك
أطلقت رابحة ضحكة عالية متشدقة
-جدتييي
-يا ماجنة!
قالتها فاطمة وهي تسير في الطرقة المؤدية لغرفة سلطان ولحسن حظها وجدته يهم بالدخول لغرفته، اقتربت منه فانتبه لها وقال باسمًا
-لمن أدين بشرف هذه الزيارة الملكية يا جدتي
ربتت على كتفه في حنان وأردفت
-مثلك مثل زوجتك تغويان العقل بالحديث، ما علينا جئت لأبارك لك زواجك يا حبيبي رزقك الله بالذرية الصالحة وأتم عليك سعادتك
التمعت عينيها ببريق قبل أن تقول
-أوصيك برابحة يا سلطان فلا تُفلتها
نبرتها الضعيفة تُشبه كمن يُلقي وصية على فراش الموت، اختلجَ قلبه وساوره القلق مقتنصٌ رقبته بين كفيه، نفضَ عنه وساوسه وعين جدته تُطالبه بردٍ سريـــع حتى تهدأ فغمغمَ بما في قلبه
-لا تقلقي هي في عيني لن أفلتها حتى لو أرادت
-هيا يا ولد اذهب لزوجتك فهي تنتظرك
رفعَ حاجبه وقد نجحت في ابعاد القلق عنه
-ولد! ألا ترين يا فاطمة أنني أصبحت رجلاً وتزوجت لتوي!!... هل ستناديني هكذا أمام أطفالي فتضيع هيبتي
لكزته بعصاها ساخرة منه وهي تبتعد
-ولد وستظل ولدًا حتى لو أصبحت جد.. ليطل الله في عمري لأرى أولادكما يا حبيبي قلبي
لم يسمع جُملتها الأخيرة جيدًا لأنه كان على أعتاب غرفة رابحة ..
طرقَ بخفة ليأتيه صوت نهاد من الداخل
-من على الباب؟
حمحمَ بخشونة ليهتف بكلمة واحدة
-سلطان..
استطاع سماع الهرج الذي حدث وصوت الضحكات التي صدحت في الداخل لم يستطع أن يميزها كلها لكنها كانت تخلص نهاد وبدور على حد اعتقاده، كتمَ ابتسامته ووقفَ متأهبًا على بعدٍ قليل من الباب حتى يتسنى لهم المرور
وبعد دقيقة فُتح الباب وأطلت منه دلال وفور أن رأته أطلقت هي وبدور زغاريد عالية ثم تأبطت نهاد ذراع بدور و أخذتا تُغنيان إحدى الأغاني الجديدة التي يبدو أن لنهاد دورًا في تعليمها لهم...
خطى أولى خطواته غرفتها بقلبٍ تُحركه اللهفة ويغمره الاشتياق، وها هو على موعد مع انتصاره العظيم
فليس هناك أجمل من أن يجتمع قمرٌ مع نجمة بعدما تحديا الكون بأسره!
-لقد أرجيت مقابلتك للأخر حتى يكون ختامها مسكًا
أنهى جملته بهمس ليرى التماع عينيها، كأنها تتأكد أنه من حدثها!
تقف أمامه بثوبٍ كريمي من الشيفون اللامع ينساب على جسدها بنعومة، يقبض على خصرها وينزل بهدوء حتى يتسع عند كاحليها ليرفل خلفها مشاركًا إياها سعادتها، شق الأكمام من منطقة الكوع أعطى نظرة حرية أن يستكشف نعومة يديها من نظرة وكم توق لأن يمرر أصابعه على جلدها الظاهر من أسفل الفستان
كحل عينيها الفاحم تناغم من برقعها الذهبي الذي يتدلى على بدلال وجهها كأعمدة نور لم تزده إلا إشراقًا وروعة
بينما هي ثبتت نظرها على الواقف أمامها، مُتسعة العينين تخاف أن تحيد مُقلتيها عنه فتفقد صورته، عقلها لا يُصدق أنه واقفًا بهيبته ووسامته المحببة لقلبها منذ أحبته، يرتدي جلبابًا أبيض وعباءة سوداء يحف أطرافها تطريزًا ذهبيًا وعمامة بيضاء لّفها جيدًا بالطريقة المعتادة والمميزة للقبيلة، ازدردت ريقها بتوتر مقررة بشجاعة أنها سترمش بعينيها ولو كان ما تراه ليس حقيقيًا ستتقبل الفاجعة، رفرفت بأهدابها وفي المرة الأخيرة أغمضت عينيها برهة قبل أن تفرج عن الشُعلة الذهبية التي تحتل حدقتيها لتبصره بشكلٍ أعمق من ذي قبل فقد كان يبتسم ابتسامة رائقة أفرجت عن حواف أسنانه النضيضة البيضاء وكأنه تفطن لسبب فعلتها..
-ما لي أراكِ ساكتة يا رابحة لا أعتاد منكِ على الهدوء!
قالَ وابتسامته تتسع مُنتظرًا إجابتها التي لم تأتي ويبدو أنها لن تفعل فهي ما زالت لا تصدق ما حدث للتو!
عندما لم تُجبه أدركَ توترها، فاقتربَ منها بخطوات بسيطة حتى صارَ لا يفصله عنها سوى بضع إنشات، التمعت عيناه بوميض من السعادة والحب، ففي تلك اللحظة أدركَ كم أن لتلك الرابحة عليه تأثيرًا يأسره و لا يريد أن يُعتق منه، زفرَ بهدوء بعد اجتياح المشاعر الذي قاومها لفترة وأبعدها حتى لا تترك بصمتها عليه، لكنه اليوم يستطيع التعبير عنها كيفما شاء وبأكثر الطرق فعالية وحلاوة!
قبضَ على ذراعها بخفة ولثمَ جبهتها بقبلة يبث داخلها كل المشاعر التي تأججت داخله وقالَ بصوت يملئه العاطفة
-لم أكن سعيدًا في حياتي بقدر ما أنا عليه الآن، ربما تأخرت في الاعتراف لنفسي لكنه جاء أخيرًا وأعدك أنني لن أفرط بك أبدًا وأنتِ تعرفين وعودي
نبرته الهادئة وشفتيه على جلدها جعلَ ثباتها هشًا ومقاومتها عدم، لولا ذراعيه اللذين اعتنقا خصرها لكانت هوت من فرط المشاعر
-سلطان!
همست بضعف نزلَ على سمعه كاستجداء فقالَ مُلبيًا بينما يُحقق أمنيته في تلمس ساعدها الظاهر من شق الأكمام
-نعم يا حرم سلطان ..
تنفست بصوتٍ عالي وكلماته تفعل بها الأفاعيل، أطرقت برأسها أرضًا ويدها تلقائيًا تشبثت بطرف عباءته تحميها من السقوط أرضًا لا السقوط في حبه أكثر!
لفحها عطره القوي وتلقائيًا أغمضت عينيها في لحظة مهيبة لهذا العطر الفواح الذي أسكرها في ليالي شوقها البالغة...
كان متحفزًا لأي ردة فعل ستقوم بها لكنها فاجأته بصمتها، وهدوئها ... وخجلها!!
لم يعتد من رابحة الخجل أو ربما المواقف التي جمعته بها كانت تقف أمامه بشموخ كفرس عربي أصيل جامح، والآن من بضع كلمات وقبلة على الجبين تقف كمسلوبة الإرادة وتطيعه في لمساته القليلة!!...
احتكر ذقنها بين أصابعه ورفعَ رأسها ليُطل على قرص الشمس المتوهج داخل عينيها، ابتسم لصدمتها من حركته المباغتة ليقول بصوت هادئ عميق
-لقد أشرق صباحي للتو ...
تذبذبت دقات قلبها من قربه الشديد لتسمعه يُضيف بابتسامة هائمة
-لديّ شمسان تشرقان كل يوم إحداهما في كبد السماء والأخرى في عينيكِ
ولم يُمهلها فرصة أن تستوعب حديثه فمالَ على شفتيها مقتنصًا منها قبلتها الثانية برقة، وشغف وتمهل شديد كادت تذوب منه ومن يديه التي قرّبت خصرها أكتر إليه، آنت بضعف واستسلام وداخلها بركان هائج من اليرقات ثارَ عليها لتتحرر الفراشات من مخبأها وتملأ جسدها كله، أما عن قلبها فلم يكن سعيدًا بقدر ما هو عليه الآن.. كأن دقاته السابقة طرقات لكن تلك انتفاضة قوية لمن ذاق شهد وروعته
فصل القبلة مُجبرًا لكن حاجته للهواء أكبر من امتعاضه، أسندَ جبينه على خاصته فتلامس أنفيهما وبقى هو محاصرًا إياها بين ذراعيه؛ فإحدى كفيه قبعت على خصرها والأخرى كانت في منتصف ظهرها، أما هي يديها انتقلتا من تلابيب عباءته إلى صدره وكم أجفلتها تلك الحركة، كادت تسحب يدها لكنه أعادها مُحتجًا بخشونة
-أبقيها كما كانت عليه فهذا مكانها ومكانك كلك يا رابحتي
ربما لم تكن مُلمة بقواعد اللغة، لكــنها متأكدة أن ياء التأنيث التي ألحقها باسمها هي قاعدته وحده...
-هل أنا أحلم!!
غمغمت ليُجيب وأنفاسه تزور وجهها بين الحين والآخر
-ولو كان حلمًا سأحققه .. فأنتِ لن تكوني إلا لي، لا تسحبي عينيكِ بعيدًا وأبقي قلبك دائمًا بقربي فأنا لم أدرك حاجتي إليه سوى الآن
اتسعت عينيها وانفرجت شفتيها ببعضٍ من الدهشة، وبتلقائية كان الخجل ينسحب رويدًا لترفع يدها وتحط على وجنته قائلة بابتسامة عاشقة
-إن لم يُكرمك قلبي فمن سيفعل يا سلطان... فليس عليك حرج وأنت مالكه
صمتت وهلة تستحضر ما ستتفوه به قبل أن تستكمل بنفس النبرة وإبهامها يرسم أخاديدًا على ملامحه
-مالك قلبي ورفيق عيني وأنيس ليالي الشوق المُهلكة وفوق كل هذا زوجي الذي أحب!... نعم أنا أحبك يا سلطان ومنذ أن اعترفت لنفسي بهذا لم أرك سوى زوجي
تجمدت ملامحه لوهله قبل أن تلين بهيام، توقفَ عقله عند كلمة "أحبك" ولم يشعر بنفسه إلا وهو يهبط مرة أخرى على شفتيها دون ترتيب... دون قيود... دون مذهب يعتنقه حتى ينهل من الجنة ما يكفي حاجته.. ورباه من حاجته التي لا تنتهي إليها
بادلته على استحياء شديد داعمة وجهه بكفيها بينما يديه أسندت ظهرها وقربتها أكثر منه، لقد توقعت أمرًا مختلفًا عن المرة السابقة لكن تلك التي في الحلال لا تشوبها شائبة سوى مذاق مُحبب لا تمل منه بل يجعلها متعطشة للمزيد..
كان كمن يُفرط في تدليلها وهي كأنثى رقيقة تستجيب..
استجاب لنداء الهواء المُكرر بامتعاض ليقول من بين أنفاسه الثائرة
-أنتِ تفوقين كل الجمال والسحر يا رابحة.. أنتِ شمس مُشرقة وقمر ساطع وصحراء قوية وجبل شامخ، أردت الزواج من امرأة فرُزقت بادية مُهلكة
انتابتها قشعريرة إثر كلامه الخافت، كأن حروفه تسير حرفًا حرف على جلدها فتحرق أسفله ومن لم تقدر عليه فتسلبه أسيرًا لجموحها
-أنا آسف
همهمَ وأعينه مغلقة فبدا كمن يحارب شيئًا داخله، أكمل بقبلات متفرقة على أنحاء وجهها مُجيبًا الاستفهامات القلقة التي ارتسمت على وجهها
-آسف لأني لم أدافع عنكِ ذلك اليوم وتركته يمد يده عليك... آسف لأنني لم أكن متأكدًا من مشاعري حينها... وآسف لأنني تأخرت في البوح
وضعت يدها على شفتيه تمنعه من الإكمال لكنه أزاحها واستطردَ بحزم تحت سطوة عينيها اللتين تطوفان على ملامحه بلهفة
-دعيني أكمل فهذا اعتذار لا بد منه وقد أقسمت على الإدلاء به بعد عقد قراننا لأني أردته ملموسًا أكثر
ابتسمت بخجل تحت وطأة كلماته التي لفت قلبها بغلاف اللحظة الحميمية المسيطرة
-وقتها لو كنت تدخلت وأنا غير متأكدًا من مشاعري نحوك لحدث الكثير ولطخَ سمعتك القيل والقال الذي لن يهدأ حينها، لهذا عندما تأكدت فورًا طلبتك من جدي ولم أخشى شيئًا... فاغفري لي هذا الخطأ فهو ليس بيدي
افتر ثغرها بابتسامة واسعة، لن تكذب وتقول أن اعتذاره كان كالبلسم الشافي على ذلك الجرح الذي لم يحتج منه إلا لنظرة آسفة منه وليس اعتذار كامل..
مررت اصبعها على أهدابه لتلفحها لسعات جراءة وقتية وتقول
-أريد شيئًا شفهيًا غير أن يكون اعتذارًا...
وكأنها كانت دعوة صريحة ليُكمل ما بدأه من طوفان المشاعر الذي طوقهما بلا رجعة... وكم تمنيا أن يدوم لأبد
********

وفي الغرفة المجاورة بعدما وصلَ لبدور طلب زواج سالم من خنساء، دارَ بينهما شجار وتعالت الأصوات خارج الغرفة كعادة أمرهما في الفترة الأخير
صرخت بقهر، والدموع تؤازرها
-خنساء!!... خنساء يا سالم!!! صديقتي التي معها سري... ألم تجد سوى تلك
-ما الذي سيفرق عنه خنساء أم غيرها هي ستجلب لي الولد وهذا هو المغزى من الزواج لم أخترها لأني أحببتها أو شيء من هذا القبيل
انهكها الحديث فارتمت على الفراش بلا حول ولا قوة للمجادلة
- أنا أحبك لكني لا احتمل رؤيتك مع غيري هل ترضاها على نفسك ان اتطلق منك وأتزوج بأخر و...
أمسكَ كتفيها وردَ بعصبية بعدما فجرت براكين غضبه
-الامر ليس سيان يا بدور وانا لن اطلقك بل ستظلين زوجتي معززة مكرمة في غرفتك الفرق الوحيد انني سأحقق ما أتمنى
دفعته بعيدًا عنها وقد فاض كيلها وانسكبَ مغرقًا إياهما، هتفت شامتة بأمنية تمنت لو تحدث
-ولو لم تنجب لك الولد!! هل ستتزوج مرة أخرى
هدرَ بدوره وهو يلتقط ذراعه بقبضته وجذبها ناحيته ناسيًا أنها امرأة حامل وتحتاج لمعاملة خاصة. نظرت في عينيه لتجد أن النيران التي أشعلتها ستحرقها وهي تلك المرة مستعدة تمامًا!!
فليس بعد أن أعطته الحب وأودعته أمانًا على صدرها ليأتي سالبًا إياه منها كحق مكتسب!!
أفلتَ ذراعها ثم مسدَ عليه برفق وقبلَ مكان أصابعه وغمغم بحشرجة
-بدور أنتِ الحب الأول والأخير لي، إن كان هذا الزواج سيُعقد ليس الا لانجاب الولد مع نية الاستمرار بالطبع ..لكني احبك والله احبك وتنازلي هذه المرة من أجلي
انتحبت تلك المرة مودعة كل خيبة أملها فيها
-أنت لا تعرف ما أكابده يا سالم تجاه هذا الزواج وكم يستنزف من طاقتي ومشاعري ... لقد باتت مشاعري مهترئة من كثرة الضغط عليها وانت لا تتوان ابدًا اذا اتتك الفرصة
-بدور نحن لم نتربى في أحضان العاصمة أو على ضفاف البحر، لقد خُلقنا من رحم الصحراء وتجرعنا قسوتها تحت شمسها الجافية... فلا تأتين الآن وتغيري العادات التي يسير عليها سائر القبيلة لمجرد مشاعر غيرة، الزواج الثاني عندنا مشاع وبالتأكيد لن أشرح لك الأمور الطبيعية التي حولك
بطريق غير مباشر كان يُخبرها أن هذا هو واقع البدو حولهم ويجب عليها أن تستسلم ولا تحط من قدرها أكثر لأنه وصف مشاعره القهر والظلم الذي تعرضت له بالغيرة، الاستخفاف الذي قال به الكلمة كما لو كان يبصقها جعلها تتمنى الموت ألف مرة ولا تكون معه بعد ذلك
كم تبغض تلك العادات التي نغصت عليها حياتها وجعلت منها جارية سباها ملك ظالم لتقبع تحت أقدامه دون شروط أو نية للتحرير بسبب عقد زواج تدعمه خرافات تسمى "عادات القبيلة المُباحة"
انفلتت منها الدمعات تتسابق على وجنتيها في ماراثون الحزن الذي اعتصر قلبها، ولأول مرة تكره رؤية سليمة، وشم عطره المهيمن على حواسها... نظرت إليه فوجدته ساكن لا يتحرك حتى عندما رأي دموعها لم ترَّ سوى تحرك طفيف في عضلات وجهه ثم عاد لجموده مرة أخرى..
بقيا يحدقان في بعضهما دون نية في إخراج أي كلمات، وكلٌ يسبح في ملكوت خاص بها
هي تسير بلا هوادة في طرقات الخذلان، يجرح قدميها شوك الثقة الذي نثرته على هذه الأرض قبلاً ظنًا منها أنه ورد المحبة
وهو يقف في زنزانة المشاعر الضيقة التي يكبتها داخله لا مخرج منها سوى مفتاح الإفراج عمّا يعتمل داخله، لكنه وللعجب يملك المفتاح دون نيـة في أن يبوح فيضعف أمامها...
-لقد تحدثنا في هذا الأمر قبلاً و...
-موافقة يا سالم تزوج ممن تريد وسأدعو الله لك أيضًا ليرزقك بالولد الذي حلمت به .... لكـن!
لم يستطع منت اندهاشه من كلامها حتى قطعت حديثها على تصريحًا يبدو مهما جعلَ حاجبيه يرتفعان ليرد تلقائيًا
-لكن !؟
تهكمه في تلك اللحظة جعلَ نفورها يظهر على وجهها أغلقت عينيها وأعادت فتحهما مرة أخرى ببريق مطفي
-ستسمح لي بالعمل الذي رفضته سابقًا دون وجه حق
-هل تلوين ذراعي بوضع شرط تعرفين أنني رفضته سابقًا ولن أتوانى عن رفضه تاليًا؟
-هذه المرة أنا مصممة يا سالم، فطالما أنت ستفعل ما تحبه بالتأكيد لي الحق لأفعل ما أردته

فكرَ قليلاً وهو يرى نبرتها الهادئة ونظراتها المتخبطة حولها، أدركَ أنها تنتقم من ضعفها امامه بطلب هذا الطلب، ولوهله أرادها أن تفعل وتنتقم لنفسها الحبيسة، انفلتَ زمام قلبه في تلك اللحظة ووافق على مطلبها لكن قبل أن يهتف بذلك عادَ لرشده وأردفَ بنبرة خشنة
-زوجة سالم الهاشمي لن تعمل أبدًا بل ستبقى معززة مكرمة في منزلها وتأخذ بالها من زوجها....حسنًا؟
-لم أكرهك في حياتي أكثر من الآن يا سالم
قتمت عيناه واندفع مقتربًا منها ليعنفها لكن النفور الذي علا ملامحها كبله وجعله يقف مقابلاً لها بلا حراك يكتم انفعالاً داخله لو خرج سيكون فيضًا من حريق لفترة وجيزة من الزمن حتى ظنته لن يرد، لكنه كالعادة يفاجئها بردة فعله دائمًا
قبل رأسها بهدوء ثم ملس على شعرها تزامنًا مع قوله
-وأنا أيضًا أعشقك
ثم بدون أي كلمة أخرى خرج من الغرفة وذهب تاركًا إياها تقف بجمود
*********

البقية في المشاركة الثانية


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 11:59 PM   #196

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر "المشاركة الثانية"

-سلطان يا ابن ثريا توقف هنا حالاً
هزَّ رأسه بيأس وتوقف كاتمًا الضحكة التي ظهرَ أثرها على ملامح وجهه، لقد تذكرت حديث جده عن الشرط وتطالبه بتفسير، وقفت أمامه فتلاشت ضحكته نهائيًا ليحل محلها الجمود ويقول بنبرة خشنة
-لقد تعديتِ كل الحدود يا رابحة احفظي لسانك وإلا سترين وجهًا ثانيًا لن يعجبك
تخصرت ووقفت تسد عليه طريق الخروج وتشدقت بتحدي
-ما الذي تقصده هل تهددني يا سلطان؟
أجاب ببساطة
-نعم
اتسعت عينيها في تعجب منه وتحدثت كمن ينعي حظه
- يا إلهي!!! من أولها هكذا تفتعل المشاكل معي وتهددني ووجهًا ثانيًا ووجه أولًا ... يبدو أنه تم خداعي
رفعَ حاجبه باستنكار وردَ بابتسامة عابثة
-خداعك؟؟؟ وهل يستطيع أحدهم خداعك يا رابحة.. أنا لم أرَ في حياتي مثلك في الاقتدار والجحود
قلّبت عينيها بوقاحة أمامه ليزمجر قائلاً
-لا تفعليها ثانية يا رابحة وإلا أدبتك أدبًا يليق بفعلتك تلك
تشدقَ بعدما وجدها تبتلع ريقها وتدرك مقصده الخبيث لشفتيها
-يكفي أنكِ وقفتِ أمام الجميع وطلبتي يدي وتزوجتني.. وتقولين خداع؟ أنا هو المخدوع والمغلوب على أمره هنا يا رابحة!!
مسدت ذراعها وهي تتذكر ذلك اليوم
-أتتذكر هذا اليوم لقد أخذت ضربًا يؤلم جسدي حتى الآن... "غمزت" لكن كله فداك يا وجه القمر يا عشق القلب
اتسعت عينيه بصدمة ثم اقتربَ منها واضعًا يده على جبهتها
-هل أنتِ بخير؟ من أين تأتين بهذا الكلام يا شاعرة رابحة
التقطت يده من على جبهتها جعلته جسده يقشعر من ملمس كفه الخشن بين كفها الناعم، ووضعتها فوق قلبها وأردفت بهيـام
-من هنا، لقد استثنيتك عن الجميع وحدثتك من قلبي وليس من شفتي ..... هنا تلقفتك وأعجبت بك وأحببتك وعشقتك وكل ما يخصك نابع منه...
حروفها كانت ثملة، مُحملّة بنبيذ اللهفة الذي تخمر تحت وطق الانتظار
- يا رابحتي... بك ربحت و بدونك أنا أكبر خاسر
مسحت دمعتها المسكوبة فرحًا
-نعم أنت أكبر خاسر رأيته بحياتي لأنك لم تتزوجني أبكر من هذا وقبلتني قبل أن تتزوجني
انتابه الحرج إثر ذكر هذا الأمر، فحينها لم يعرف ما يفعل ليصمتها ويوصمها بملكيته إلا هذا
-لا تفتحي هذا الموضوع ثانيةً يا رابحة لقد انتهى وتزوجتك
حمحمت واقتربت منه ثم أمسكت بطرف عباءته
-ليتك اكتشفت مشاعرك قبل أن يحدث كل هذا
ربت على وجنتيها بحنو
-اعذري رجلاً لا يفهم من المشاعر سوى الخوف والحزن، ها أنت قد أتيتك الآن لتُعلميني شعورًا جديدًا يُسمى الحب
كان يهم باحتضانها حتى هدرت من بين اسنانها
-لن تلف وتدور عليّ يا ابن ثريا ما هو الشرط الذي بينك وبين جدي
رفع حاجبها من تغيرها المفاجئ ليهتف بدوره ببرود
- لن أخبرك... لقد تزوجتك وهذا ما يخصك فقط
-يخصني ونصف يا سلطان وأنت تعرف هذا... ما هو الشرط.... هل تزوجتني بمدة وستطلقني بعدها؟
ضحكَ عاليًا على سذاجتها ليهتف بعد مدة من بين بقايا ضحكته
-هل أنتِ حمقاء أم تدعين الحمق... لو حدث الزواج بشرط كهذا يكون باطلاً لأنه لا يقوم على نية الاستمرار... ومن هذا الذي يستطيع أن ينسل من بين مخالبك يا رابحة كنتِ لتأتين به من مؤخرة رأسك وتضعيه أسفل ذراعيك أو تحبسينه في غرفة وتغلقي عليه
شمخت برأسها هاتفه في غرور
-جيد أنك تعرف قدراتي جيدًا في هذا الأمر "ضيّقت عينيها" حسنًا سأتغاضى عن موضوع الشرط هذا لأني عاجلاً أم آجلاً سأعرفه
هلل لها مُضيفًا
-يا واثق!!
-هذه ليست ثقة
مسدت ترابًا وهميًا على كتفه ليغمغم من بين أنفاسه وهو يقبل يدها المحطوطة على صدره
-غرور؟
أسبلت أهدابها ثم سرعان ما رشقته بقرصيها الذهبين داخل حجريه الأسودين
-بل أعمق نرجسية...
انسلت ضحكة خافته من بين شفتيه ليهتف عقبها
-أنتِ عنيدة مثل عنزة تحاول الهروب من القطيع لكن بضربة عصا تعود مُطيعة
أفلتت منه وقد تجهمت ملامحها لتهتف غاضبة
-هل تشبهني بالعنزة يا سلطان؟؟؟؟ وتجرؤ يا ابن ثريا؟!!
-نعم أنتِ عنزة شاردة عن القطيع وتحتاج للتأديب حتى لا تهرب مجددًا
-هذه العنزة تكون....
حركت شفاهها في كلمتها الأخيرة، لكنه لم يفهم لأنها كانت تبتسم آنذاك
والكلمة لم تكن سوى "أمك"
*******
مرَّ اليوم بأفراحه وأحزانه وقلقه وسخطه وحقده اللامتناهي فقط لأنه يكره عموم الخير..!

كانت راقدة بالفراش تتذكر البارحة ولقائها مع أبيها الذي نغصّ يومها ثم لقائها مع سلطان الذي سلبَ أنفاسها
يا الله لم تعهده رائعًا إلى هذا الحد، لقد اعتذرَ لها في واقعة لم تكن لتتحقق سوى بأحلامه... هي الآن سعيدة تتلمس بيدها طريقها للحرية وامتلاك الأماني التي طالما حلمت بها
وجدت خنساء تقتحم الغرفة بأعين تقدح شرارًا وتصرخ بوجهها
-سعيدة وانتِ تسلبين حقوق وأحلام الاخرين؟؟ اتمنى ان تنامي على فراشك في الليل مرتاحة بعدما سلبتي آخر آمالك
انتفضت واقتربت منها مُشيرة بسبابتها في وجها
-اولاً لا تتحدثي على زوجي بتلك النبرة المتملكة ولو كان حتى زائرًا في أحلامك... ثانيًا لم يكن ليتزوجك يا خنساء لان فراس كان سيفعل وثالثًا انا لست متفرغة لحقدك ولدي ألف شيء أفعله قبل دخلتي
دارت خنساء في مكانها وهدرت بحقد كمن تهذي
-لم حصلتي انت عليه.... لماذا يكون سلطان من نصيبك بعد كل المشاكل التي تسببتِ بها.... لا ادري كيف سمح جدك بعد وقاحتك تلك ان يزوجك إياه
لن ينفع معها العصبية ستهدأ حتى لا تُعكر مزاجها الذي نامت به مرتاحًا
-إنه العوض يا خنساء كلمة لن تفهميها مهما حييتِ لأنكِ لستِ نقية القلب، تفكرين بالبذرة الشرير دومًا رغم انكِ لو تأملتِ في الأمر سترين أنني من أستحق سلطان
ألقت عليها خنساء نظرة سخرية لتهدر رابحة وقد انفلت عقال غضبها

-لا تنظري اليّ هكذا ... تعالي وعيشي ما اعيشه وبعدها احكمي ..لقد حرمت التعليم ونُبذت الف مرة ولم اعامل جيدًا مثلما يُعامل البقية، لا من جدي ولا أبي ولا أي شخص يساندني سوى جدتي حتى في لحظة ما فقدت حقي في اختيار شريك حياتي وفرض عليّ اخوكِ الذي لم يكن يناسبني فهو يريد ان يتملك رابحة المتمنعة عنه فقط لا ان يحيا حياة كريمة معي....كل هذا وتستكثرين علي أن أعيش مع رجل اهنأ معه في الشطر الاخر من عمري
-لا تتحاذقي علي انت لا يهمك سلطان بقدر اهتمامك بانه سيصبح رجل القبيلة بعد جدك .. اراها في عينيكِ لا تكذبي
ردت عليها باستهتار ليلقمها رد رابحة صدمة
-أو تعلمين! هذا صحيح سلطان كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي وكسبته بشرف حتى أنني إذا زدت من دلالي قليلاً أصبحَ خاتمًا في اصبعي.. انتظري وسترين وحينها ستعُدي انتصاراتي خلفي
ازدرمت النيران في جوفها فلم تدرِ بنفسها إلا وهي تقف أمامها ندًا بند
-اراهن انه لن يلمسك يا رابحة في ليلة زواجك
سخرت رابحة من حديثها بضحكة صاخبة جلجلت في أرجاء الغرفة، كان انتصارًا آخر يُحقق لها
-لن يقاوم عزيزتي ما سأكون عليه، ولن أتحدث معكي في الموضوع لأنكِ مازلتِ صغيرة اعدك في ليلة عرسك سأدلي لك بمعلوماتي القيمة
بصقت خنساء أرضًا ورمقت رابحة باشمئزاز
-اللعنة عليكِ
هل تعلنها!!.. بالفعل كما سمعت... لعنتها وهي التي أمسكت نفسها عن ضربها هذه المدة
على حين غرة أمسكت رابحة شعر خنساء ولم تُفلته بل كانت تصرخ وخصلاتها تتأرجح بيدها
-وعليك وعلى من يتشدد لكِ يا خنفساء الجحور ... أتعلمين ما مشكلتك؟ انكِ ابدًا لن تكفي عن الشر الكامن بداخلك.. لا لا انتِ هو الشر بذاته حتى ابليس يتعلّم منكِ.. قبل ان تأتي وتحاسبينني على الزواج من ابن عمي انظري لنفسك في المرآة وانتِ تتطلعين للزواج من رجل فقط لأنه يمتلك المال وسوف ينتشلك مما انتِ فيه ...
ضربتها على الوتر الحساس ولم تستكفِ فقد تحملت كثيرًا ولن تتركها تهذي بما لا يليق
-لا يهم ما يكون عليه وهل يناسبك ام سيذيقك المرار.. دعيني أخبرك ما أراه أنا في عينيكِ يا خنساء انتِ لا تريدين سلطان لأنكِ تحبينه او ترين نفسك زوجته بل لأنكِ ستعيشين معه عيشة رغيدة وانا لا اعترض على هذا فانتِ حرة لكن لا تأتي لتحاسبيني على زواجي ممن احب وانتِ لا يفرق معك سلطان او فراس او حتى سالم في ابعد الظروف.. انتِ هي اللعوب هنا
دفعتها بعيدًا عنها ووقفت أمامها بصدر يعلو ويهبط، وضعت خنساء يدها على رأسها لتقول بشماتة
-لقد طلب سالم يدي
فتحت رابحة عينيها غير مستوعبة
-سالم من؟ سالم خاصتنا؟؟!!
-نعم ...معك حق طالما أنا أبحث عن المال لم لا اتزوج من يقدر ان يفتح بيتين بالتأكيد يمتلك الكثير، وبما أن سلطان غير متاح بعد ان لففت عليه وفراس يحب ابنه السليمانية فسالم هو الاختيار الأمثل على الأقل سأكون ضرة صديقتي
صدمة رابحة لها بمثابة انتصار وتعادل مُحقق بينهما، ابتسمت ابتسامة بشعة ثم استكملت بوقاحة
-أتعلمين ما هو الجيد في الموضوع أنني حالما أتي له بالولد سأمتلك سالم وبدوره سيكون هو سيد القبيلة بعد الشيخ كامل بما أنه اول حفيد ذكر في العائلة وستصبح كلمتي مسموعة وحينها يمكنني أن أخبره ليطلق اختك فاصمتي ولا تتحدثي معي الا بما يليق لان روح شقيقتك في يدي
-لن تعيشي حتى تفعلي يا حقيرة
صفعتها على وجهها بغتة لتطرحها ارضًا وتجلس فوقها تكيل لها الصفعات وتشد شعرها
-روح من الآن التي في يد الاخر يا سافلة يا عديمة الكرامة والتربية ..سأقتلك ان لمستِ شعرة منها والله اقتلك يا خنساء
********
حينما ينبع القرار من العقل يكون ظالمًا للمشاعر مُحتالاً على القلب لكنه ينصف الكرامة ويوقظ الضمير، لكن إذا ما انقلبت الآية وآخذَ القلب رئاسة القرارات ضاعت الكرامة وصمت الضمير قسرًا لتكون للمشاعر السيادة
اشتدت أصابعها بقوة على مقبض حقيبتها وأخذت تطلع يمينًا ويسارًا حتى تأكدت من خلو الطريق، تصببَ العرق من جبينها واهتاجَ العرق الأزرق في رقبتها خوفًا مما قد يحدث إذا انكشفَ أمرها
ارتدت برقع على وجهها يُخفي ملامحها وارتدت فوق رأسها وشاحًا يُخفي الباقي من ملامحها زيادةً للتأكيد
حديث والدتها عن أنها السبب فيما حدث لأخيها وكلمات جدها التي أصابتها في مقتل أرغماها على تقبُل فكرة فراس والهرب.. الهرب من كل شيءٍ حتى نفسها
فهي لم تعهدها متهورة إلى هذا الحد!
اندفعت في طريقها للقاء فراس ولم تحسب حسابًا للأعين التي ترصدتها وقفت في منتصف الطريق وهي تلهث بعنف، وضعت يدها على قلبها وسرعان ما أجهشت بالبكاء وقد تيقظَ عقلها للتو
هل ستخذل جدها وتُهينه بتلك الطريقة الفجة أمام الغريب القابع في منزلهم؟
ستكون سعيدة وهي جالبة المصائب على رأس عائلتها؟
هل تثق في فراس حقًا؟

والإجابة كانت لا ضجت بعقلها و تيبست لها حواسها، لا كانت تقولها بملء فاهها واليوم هي حبيسة داخلها...
نظرت للسماء فوجدت غسقها قارب على الإشراق فأدمعت عينيها أكثر وابتهلت
-يا رب ... ازرع في نبض قوة لا يقف واحرمني من لذة حبٍ لا ينفعني
بقت برهة قبل أن تقرر العودة، استدارت على عقبيها وعادت للمنزل لكنها قبل أن تدخل وجدت هذا الغريب يسد طريقها، انتابها الفزع حينها وكادت تسأله لكنه لم يعطها الفرصة وأمسكَ يدها وجذبها إلى الجانب الآخر من المنزل
همسَ عندما وجد نظراتها الغاضبة
-جدك سيخرج الآن.... سأحدثه ليلتهي وأنت اجري بسرعة للداخل لم يستيقظ أحدٌ بعد حسنًا
لقد نست كليًا أن جدها يحب مشاهده الشروق، وهذا المتحذلق جاء يومين ويعرف كل شيء!!
عندما لم يجد منها ردًا رددَ بحزم
-حسنًا؟؟
هزت رأسها ليتوجه بسرعة ناحية الشيخ الذي هلل فور رؤيته
-برهان عزيزي لم استيقظت باكرًا
ردَ برهان وهو يضم ظهر سليمان جاذبًا معه للأمام
-أردت أن أشاهد شروق الشمس في البادية، ولم أكن لأفوت المشهد برفقتك أعلم أنك تستيقظ باكرًا...
لم تسمع بقية الحديث لأنهما ابتعدا عن بوابة المنزل، نظرت باستغراب لمُحدثها ذو اللهجة الجزائرية المميزة في حرفه المقلوب من راء إلى غين
ولا تعلم هل هي لدغة أم لهجتة هكذا!
زجرت نفسها على ما تُفكر به وانطلقت للداخل حتى وصلت إلى غرفتها وتنفست الصعداء، لم تكد تضع الحقيبة على الأرض حتى اندفعت نحو الشرفة ترى إلى أين ذهبا لتجفل حينما وجدت بصره مُعلقًا بشرفتها وحالما رآها حوّلَ بصره بعيدًا كأنه اطمئن على وصولها
أغلقت شرفتها جيدًا كأنما تمنع وصول نظراته إليها من الخارج.. بينما سجلها عقلة في غير سابقة!
*******
بعد أسبوع
استيقظَ من نومه على إثر جلبه خارج الخيمة، مزيجًا من الأصوات لم يُميز منهم سوى صوت خنساء ووالدته والآن أتى جده، لم يزر عينيه سوى قليلُ النوم وهاهم يسلبونه المتبقي منه!
ارتدى جلبابه وخرجَ تاركًا تلك التي تبتسم بخبث من تحت الغطاء، ولم تكد ابتسامتها تخفت حتى اتسعت مرة أخرى إثر صراخة عليها من داخل الخيمة
فما رآه بالخارج ليس بهينٍ أبدًا... فقد كانت هناك ملاءة مُعلّقة على باب الخيمة مُلطخة بالدماء.... دماء عُذرية رابحة!
انتهى الفصل


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-22, 08:50 AM   #197

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحووو
هلأ لفتح المنتدى جاري القراءة تسلم ايدك يارب


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-22, 10:19 PM   #198

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رووعة وشو هالقفلة هل رابحة ورا هالعملة
سالم الله يصطفل فيه مو سهل كسر الخواطر
خنساء أ.ف.ع.ى سلطان سالم فراس فلبها كبير
هارون هل راح يقدر يتقبل بتول رغم اعجابو فيها وقلبها مع غيرو ناطرينك يا عسل


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-22, 12:07 AM   #199

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مشهد

يُقسم أنه الوحيد في الكون الذي يشعر بتلك السعادة المطلقة، دمه يُهلل في شرايينه من القلب حاملاً البهجة لأعضاءه.... لا يستطيع وصف إلى أي مدى وصلَ شعوره فلقد فاق عنان السماء!
تذكر اليوم الذي أتت فيه ليُعلمها القتال وهو رفض وكيف كانت علاقتهما ذلك اليوم من شد وجذب، ابتهجَ لا شعوريًا لترتسم أجمل ابتسامة على شفتيه راضيةً عن التدرج الذي مرت به علاقته مع صاحبة قرصي الشمس خاصته!
في بادئ الأمر لم يحتك برابحة أبدًا وكل ما كان يصل له في حديثٍ عابر عبارة عن شكوى فحواها الأساسي هي، فتلقائيًا نبتَ داخله نفورًا وغضبًا من الفتاة الجريئة صاحبة الكوارث، وابتعدَ عن أي حديثٍ يذكرها في مجلس
حتى قررت هي اقتحام عالمه، والنقر على بابه لينتبه "ها قد أتتك مُسببة الكوارث..."
يوم أتته الصومعة الخاصة لم يدرِ بنفسه إلا وهو يجرحها ويُلقي عليها ما لا تُطيق فتاة، أخرجَ غضبه المكتوم منها دُفعة واحدة غير آبهًا بما قد تشعر...
ولأن الأقدار إذا أرادت أن تجمع بين روحين تشابكت خيوطها فقد تكررت اللقاءات بينهم بشكل متواتر فلا يكاد يخوض معها حديثًا حادًا حتى يُلاحقه آخر...
حتى جاءت اللحظة الذي استمعَ لحديثها مع جدتها، أدركَ حينها أن النبرة المنكسرة التي كانت تتحدث بها ليست لصانعة مشاكل أبدًا بل لفتاة تحتاج من يمد لها يده ليجعلها تستقيم، وقد كان! لكنه لم يحسب حسابًا أنها ستتشبث به بقوة حتى يختل توازنه وتسحبه إلى بئر حبها العميق
تلك الجميلة التي سلبت قلبه غير واعيًا، وأودعت له نبضًا جديدًا عليه، خُلق من بين حجرات قلبها ليتردد صداه داخل جدران قلبه...نبذه في الأول لكن في النهاية وقع صريعًا!
وأصبحَ السلطان هاويًا
كان الحماس يتقد في كل خلايا جسده ليُقرر أن يبدأ صباحه بها ويُخبرها موافقته لتعليمها القتال، توجه نحو غرفتها التي ستهجرها خلال أيامٍ قليلة وتنتقل لخيمته لمدة أسبوع إلى أن ينتقلا لغرفته، دلفَ من الباب يطوي الأرض تحته على أمل يتجدد لقاءهما مثل البارحةx ليندفع نحو الباب حالما استمعَ لصوت شجار قادم من الداخل، وقفَ على أعتاب الغرفة ورفعَ يده ليطرق لكن قبضته لم تصل للباب فقد أعادها إلى جانبه قابضًا عليها أكثر بينما أسنانه كانت في معركة طاحنة فيما بينها إزاء الانفعال الناشب بجسده
-أو تعلمين! هذا صحيح سلطان كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي وكسبته بشرف حتى أنني إذا زدت من دلالي قليلاً أصبحَ خاتمًا في اصبعي.. انتظري وسترين
وحينها ستعُدي انتصاراتي خلفي

انتابته الصدمة من قولها الصريح دون أي تلعثم أو نية في الرجوع، وهذا جعلَ عروقه تنفر ويتفاقم الغضب داخله أكثر، فكل ثانية تفكيـر تُزيد من شعوره

هل كان مُجرد بيدقًا في لُعبة نسائية قذرة من ذوي الكيد!، أتراه بهذا الرخص لتقول الكلام كأنها تبصقه! بل وتتفاخر أيضًا؟!
تبًا لها سيريها من هو الخاتم في الاصبع ومن سينتصر في الأخير

اقتحمَ الغرفة فجأة ليراها تضرب خنساء، لم يهتم بما يحدث أكثر من الأسئلة التي تدور في مخيلته وتدفعه للهاوية الآن
أبعدهما عن بعضهما ونطقَ كلمة وئيدة بينما يحدج رابحة بشرار يتقد من عيني
-اخرجي
-لقد تهجمت علي وضربـ.....
حاولت خنساء الشرح بنبرة باكية لتستميله لكنه صرخ بنفس أمره السابق
-قلت اخرجي
أطاعته خنساء فورًا وخرجت من الغرفة تجر أذيال خيبتها
كانت عيناه لا زالتا مصوبتين على رابحة، يرمقها بشرٍ سافر يخفي بين طياته وجعًا وخذلانًا
ابتلعت رابحة ريقها من منظره فقد كان كأسد غاضب...غاضب بشدة !
-لم كل هذا الغضب ألم أتركك البارحة في حالٍ سعيد؟ ما الذي حدث؟!
كانت أول من قطع الصمت والنظرات بينهما فهي لم تحتمل كل هذا النفور من عينيه، كانت تقترب مع كل كلمة حتى وقفت قبالته لا يفصلهما سوى يدها التي تعبث بياقة عبائته في دلالٍ واستمالة
أزاحَ يدها عنه في عنف وهتفَ بكل ما يعتمل داخلة من اهتياج
-لماذا؟!!!
-لماذا ماذا؟
سألت على سؤاله ليقبض على عضدها بقسوة ويجيب من بين أسنانه
-لماذا أنتِ وضيعة لهذا الحد، لماذا صدقت أكاذيبك اللعينة التي كنتِ تلقينها على مسامعي على الدوام... لماذا كنتِ تحومين حولي وأنتِ لم تريدنني من الأساس؟ أم أن اللعبة الممنوعة أعجبتك؟
بهت وجهها واصفر من الصراخ الذي تبع حديثه بالأخير، والآن أدركت أن سبب اشتعاله هو سماعه لها بينما تتحدث مع خنساء
فتحت فمها للحديث لكنه أغلق بزعيقه الغاشم، وأخذَ يهزها بين حينٍ وآخر
-كل هذا الحب الذي رأيته في عينيكِ واعترافك الصريح كان في النهاية تحدي بينك وبين نفسك!... لقد خدعت فيكِ حقًا وأنا الذي ظننتك مختلفة عما يقولون .. أثبتِ لي العكس تمامًا
تهدج صوته في جملته الأخيرة، كان كمن تعرض لسُمٍ غادر يُحرق الأحشاء ويُفتت الروح وكل هذا من شخصٍ ائتمنه على حياته!
-نعم لقد تحديت نفسي لأفوز بك وإن عاد بي الزمن سأفعلها ألف مرة، أنت لم تكن سهل المنال ولستَ هينًا ليكون وصولي إليك مجرد حدث عابر...
قطعت حديثها وتقدمت منه، تنظر لعينيه بثقة تامة وقوة لم تفارقها يومًا بينما كل ما قابلها في خاصته هو الذهول وشظايا انفعال حارقة
أكملت، وقد خفضت صوتها عن النبرة العالية السابقة
-ليس عيبًا أن تصل إلى ما تريده بالتحدي يا سلطان، على الأقل ستجد دافعًا يُسليّك حين تتذوق مرارة السعي ...
كلماتها الأخير كانت كرسالة مُبطنة لما لاقته حتى تصل إليه، وبالرغم من كل هذا لم يُرضه حديثها بل ازداد غضبًا
ارتكزَ سبابتها على جبهتها ودفعها حتى لا يصطدم بعينيها فيضعف ثم تشدق بنبرة هادئة لا تعكس براكينه الداخلية
-أنت تهذين وتقولين أي شيء حتى تغطي على فعلتك الحقيرة، لكن اسمعي جيدًا كل ما تفعلينه لا يدخل عقلي ولو بنطفة
تنهدت في نفاذ صبر واقتربت منه ممتعضة، فلقد تعكر صفو حياتها للتو بسبب جملة بلهاء منها بعدما كانت تتذوق السعادة ....إنها لم تشبع حتى!!!
حاوطت وجهه بين راحتي كفيها وأخذت تتشرب ملامحه بنظراته الهائمة الصادقة، اقتربت منه أكثر وطبعت قبلة على ذقنه ثم أسندت رأسها على صدره وأردفت في دلال عاتب
-انسى كأنني لم أقل شيئًا فنحن مازلنا في أول زواجنا وليس كلامًا لا معنى له ما سيحدث الصدع بيننا
ارتفعَ حاجبيه في دهشة وازدردَ ريقه من قربها المهلك، حسنًا سيُلاعبها على نفس حبالها ولنرى أيهما سيكسب!
كانت قد اطمأنت لفرض تأثيرها عليه إلى أن بادر بقوله وهو يربت على رأسها
-أدرك ما تفعلينه يا رابحة ... تعلمين أنني لن أذهب أكثر من هذا في غضبي طالما تدللتي ... وتعلمين أيضًا أنني أحبك لهذا لن تذرفي أي دمعة حتى لو كنت أنا سببها، ما تفعلينه هو أنكِ تفرضين سيطرتك بنظرة، أو كلمة وربنا ابتسامة تسلب العقل لا أنام بعدها وأظل ساهدًا في الليل أتذكرها
بدت مرتاحة على صدره وهو يُلقي على مسامعها إمارات حُبه لها،بل الأمر فاق الارتياح لقد كانت سعيدة بشدة، فسلطان يخصّها بهذا الكلام وحدها!!
وبدوره ابتسمَ ابتسامة جانبية لمعرفة مدى تأثيره و سحبَ رأسها من على صدره ودفن شمسيها في بئره الأسود العميق مُتبعًا ذلك بقوله
-لكني رجل لا تمتلكني امرأة حتى لو كانت من أعشق
امتقع وجها فكانت كمن حلّق عاليًا ونزل على أرضٍ صلبة، وهو العكس! أصابه الانتشاء لرؤية نظراتها فأوضح بعد ذلك في تشفّي
-ما قلته لم أحاسبك عليه بعد... انتظريني وحاولي أن تتلاشيني تلك الأيام حتى الزفاف لأن ما أجهزه لن يعجبك


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 02:54 AM   #200

حمدة بنت عثمان
 
الصورة الرمزية حمدة بنت عثمان

? العضوٌ??? » 489609
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » حمدة بنت عثمان is on a distinguished road
افتراضي

حرفيا روايتك قطعة فنية ♥وشرفي كبير لي بالانضمام لها

حمدة بنت عثمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.