آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree733Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-22, 08:23 PM   #291

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


بنون شافت بيارا نفسها المخذولة ومرامتها يالبي هدرها فراس وجدو لهيك كانت وقفتها مع روحها قبل يارا
تميم صدقت وقلت ابتدى يهتم فيها للاسف خذلنا مع بنون
برهان ياجمالو حبتو من اول مشهد
ومشهد اكل الشاورما خلاني اشتهيها وللاسف قرات القصل اباخر الليل وما في شاورما شو بعمل اتشبيه السندويشة والصوص للرواية وغلافها مبتكر وفعلا حبيت الو دلالتو
بدور ورابحة علاقة عم ينعاد بناءها عا أسس سليمة أختين قلبن عابعض
سلطان ياريت خبرت تسرين هلأ لأنو تركتها لرايخة تخلص فيها تارها منك وانتقامها للاسف نسرين ضخية الكل وخق رابحة تدافع عن كرامتها وخبها بس اخدت الطرف الاضعف او ياللي ما الو ذنب
عدي خطف قلبي بحنانو ودعمو لنهاد خصوصا لما الموت بيكون سيد الموقف برهبتو
رجل العناق هل هوي اخ من السيدة الارستقراطية وبتمنى ما يتسرع عدي لنشوف مقدار ثقتو فيها
ربابة اول مرة بسمع بهالحالة لكن قصتهاقصة كل فتاة بمجتمع ذكوري بتتاهد بحرم نا الها علاقة 5يه لكن هالمرة جواد بضهرها شو مصيرها بتمنى ما يكون ظلام او مجهول
ابدعت وتسلم ايدك.عال4صل رغم.ظروفك
وربنا يشفي خالتك وييسر امرك


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-22, 05:26 PM   #292

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 08-10-22, 11:20 PM   #293

ام سليم المراعبه

? العضوٌ??? » 342138
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » ام سليم المراعبه is on a distinguished road
Rewity Smile 5

تسجيل حضورررر ♥♥♥♥♥♥♥

ام سليم المراعبه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 06:11 AM   #294

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

خير ان شاء الله يا سارة

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-22, 03:23 PM   #295

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


زهرورة likes this.

قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 26-02-23, 12:13 AM   #296

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الواحد والعشرون

الفصل الواحد والعشرون

أرجو الدعاء لخالتي “إيمان” بالرحمة والمغفرة


………….
كل الطرق تؤدي إلى الأوغاد
مهما طال المسير
نلتقي بهم في النهاية





*******
وفي الطريق الطويل إما تكثر الحكايات أو يندفع سيل الذكريات؛ بحلوها ومرها كله تحت السحاب يمر... فهواء السفر يغسل الإنسان من بؤسه ويُنقيه ليجعله كما ولدته أمه... إلا عاشق كبله عشقه حتى بات يتقلب على جمر لا على يمينه راحة ولا على يساره نجاة!
"قبل عدة أيام"
ملامح جدتها التي تشي بالكثير جعلت قلبها يتوغل قبل أن يهوي أرضًا بجملتها المقتضبة
-لدي ما أخفيه وحان الوقت لأخبرك إياه
زمت شفتيها بعنف وهي تستشعر جدية جدتها التي لا تُخطئها عين، إن كان ما هو جلل فهو يظهر جليًا في حركة يدها المتوترة على العصاة وملامحها المنقبضة
-هل هو خاص بسلطان؟!
تفكيرها وكل خلجاتها تدفعها إليه دومًا، ما إن تتنصل منه حتى تعود كأنها دائرة بدايتها ونهايته عنده.. عنده فقط
امتلأت أعين فاطمة بالدموع لكنها لم تفلت إحداهن حتى انتهت من سرد الحكاية... الحكاية التي من المفترض أن تُقلل الألم لكنها لم تزده إلا قيحًا
إذًا زواج سلطان من ياسمين كان بغرض الانتقام من والدها لأجل عمها التي يحمل نفس اسم حبيبها!
وقبل أن تتفوه جدتها بشيءٍ يُزيد تعكير صفوها كانت تنطق بتهدج ورأسها يلتفت يمينًا ويسارًا كأنها تهذي كمجذوبة وما كانت إلا عاشقة أنهكها الحب
--سلطان لا يفعلها يوجد شيء أخر لم يقله لك يا جدتي، لن يُقدم على هذا الفعل متهورًا هو يدرس الأشياء جيدًا... لا ...لا
كانت ترتمي على الفراش خلفها وكلها يختض مما سردته عليها جدتها توًا، تلقفَ كفيها وجهها المصدوم وحنّت أصابعها ببعض اللمسات التي مسحت دموعها التي انهمرت
لن تُنكر أن شيئًا من الراحة تسلل إليها لمعرفتها أنه لم يذهب بإرادته الحرة، لكن شيءٌ ما مفقود في تلك الحلقة.. فسلطان ككف لن تجهله إلا إن قطعته وها هو كفها ثابت فقط مكانته مُزعزعة قليلاً... وكلا من لا يتزعزع
أشفقت عليها فاطمة، فالبأس لا يترك حفيدتها تهنأ ساعة، اقتربت منها وأخذتها في حضنها واجمة... هذه حفيدتها وهذا حفيدها لكن شتان بين قلبٍ مكلوم وقلب يهيم على وجهه لا يعرف أضلال طريقه أم صلاح!
-هو لم يرد هذا منذ البداية وأنا والله أشهد على ذلك.. لقد انتهى النقاش بينه وبين جدك باحتدام أنه لن يفعل، ما الذي حدث بعدها لا علم لي فجأة علمت مثلكم أنه تزوج و لم يخبرني حبيبتي... لو فعل لكنت نهرته ومنعته عن تلكما ألم تسبب به لكما
دفنت رابحة نفسها بحضن جدتها تنشد الأمان الذي لا تعرف له طريقًا إلا بين هاذين الذراعين الرقيقتين كصاحبتهما
وهنا تنصلّت من قوتها في حضرة ما تأتمن، خلعت رداء التماسك لتظهر بحقيقتها... أنثى ضعيفة، مُشتتة، غارقة في غياهب حُب لم يجلب لقلبها سوى الوجع والضياع
وهي من تعودت على الوضوح كل شيء أضحى بحياتها ظلام
وباهتزاز هتفت والدمع يلتمع في شمسيها الذي شارفَ ضوء عنفوانها على الغروب
-أحيانًا أشعر أنه لم يحبني قط، هو فقط أحب حُبي له... شعرَ بعظمة ما أقدمه له فاكتفى وأنا ما كنت أريده أن يكتفي يا جدتي.... أنا أيضًا امرأة تُحب أن يبادلها رجلها الحُب ولو قليل... والله لو بادلني بالقليل لرضيت فأنا كان يُرضيني منه الفتات لكن الآن حتى وجبته الكاملة لا تُشبعني
يا الله
لقد تعاظم الهم في قلب تلك الصغيرة، تُشفق عليها، فالحب يأتي بغتة ويستوطن الروح وخروجه ليس سهلاً فقد يقتلع ما استوطن و يهرب
ران الصمت دقائق حتى ظنت فاطمة أنها غفت، لكنها وجدتها تُتمتم بصوتٍ واهن يخلو من كل ما ينبض بالحياة فقط يتخلله رجاء باهت
--أعطيني دعوة من جمال كفوفك تطرق أبواب السماء المفتوحة لعلها تُستجاب وتشفع لقلبي المكلوم…. دثريني في حضنك يا جدتي فحفيدتك مُلتاعة
-بعيد الشر على روحك من الالتياع يا حبيبتي
شددت فاطمة من ضمها مُلبية النداء بلهفة قلب وجل يهفو لراحة حفيدتها التي تلألأت عينيها لمرأى ضوء السعادة وعندما امتدت يدها لتأخذ نصيبها خفتت.... فقد ظنت أن الضوء في أخر النفق نجاة لكنه لم يكن سوى انعكاس لمعان عينيها
فبين شقي الرحى اُهلكت وتبعثر كبريائها الشامخ ليواريه الثرى عند سفح الجبال
أغمضت عينيها فانقشعت الذكرى كأنها لم تكن، لتلوح أخرى أشد ضراوة... وتلك لو أغمضت عينيها ونامت أبد الدهر كله لن تختفي!
"نعم كما سمعتِ... أنتِ مخطئة سلطان لمسني ومن الممكن أن أكون حاملاً... أبشري قد يكون ولدًا"
قليل أن يُقال أن بداخل هذا القلب نيران كاوية، كأنها كانت ثابتة كجبل ودُكت الأرض تحته فماد وانهار.. وكم كان انهياره عظيمًا
وردة الفعل التي كانت تنتظرها ياسمين هي صراخ وسباب وقد تستخدم يديها لتضربها لا مانع لكن أن تضحك وتنظر في عينيها وهي تضحك كأنها تواجهها بما زعمت وتُخبرها بثقة أنها كاذبة
رباه
كيف تدحض كل ما قيل بانفراجة شفتين!
ومن بقايا الضحكات برز جحيمًا مشتعلاً تناثر على هيئة كلمات غير مُرتبة لكنها حارقة
"إذًا أنتِ ما زلتِ في ضلالك ولا تصدقين أنه تم التلاعب بك... لا رجل يريد طفلاً يربطه بالمرأة التي لن يعيش معها للأبد... وتذكري حبيبتي التي لا أعرف اسمها ولا أريد، سلطان لا يقدم على فعل شيء إلا وحسب كل شبر سيمشيه بتلك الخطوة... نصيحة مني لا تغرقي في ذلك العطب طويلاً "
تستشعر تلك اللحظات مرة أخرى فتنشب الأعاصير بخلاياها، لا تعلم كيف ألقت ابتسامة هازئة بطرفي شفتيها على ياسمين ثم خرجت بخطوات ثابتة متوجهة نحو غرفتها وكأن الأخرى ستراقب حركتها إذا اضطربت...
إلى تلك اللحظة تكبت غضبها داخلها، ملامحها تضحك لكن روحها باهتة
و استعجال عمها الذي أتى جعلها تترك انهيارها الوشيك وترتدي ملابسها، فنهاد تحتاج منها الدعم لا أن تزيد عليها حزنًا فوق حزن

أسندت رابحة رأسها على زجاج النافذة بعد أن قبّلت عالية ابنة أختها الغافية بحضنها، بينما شقيقتها –التي بحضنها ابنتها الثانية- انشغلت في أمر مع الأضواء المتلألئة على جانب الطريق كأنها الأخرى تودع ظلامها علّها نورًا
عمها أيضًا كان صامتًا يجلس في الكرسي الأمامي بجانب السائق، ربما هو نادم على أخذهما دون إخبار أحد، هو لن يأبه بغضب سلطان ولا سالم بل ردة فعل والده "كامل" هي ما تؤرقه..
وقبل أن يجرفها ألمها بعيدًا انحنت لتمسك ذراعه وتضغط عليه برفق
-هل أنت بخير يا عمي؟
ابتلعت ريقها وهو ينظر لها بحنان جارف، تُشبه نظراته خاصة جدتها، مُستكينة وهادئة تحتضن رقة العالم أجمع كأنها في مسؤولية لمنحه للأشخاص الموجوعين مثلها
وضعَ يده برفق على يدها وهزَّ رأسه بالنفي مع ابتسامة مُريحة تُزين شفتين التي لم تتفوه بما يُضايقها يومًا
-لا حبيبتي نامي أنت فالطريق ما زال طويلاً
جميع طرقي طويلة ومتشعبة عماه
لا أكاد أتعثر حتى يسقط فوقي حجر يرجمني وأنا بريئة...
ربما نصف بريئة.... حسنًا مخطئة لكنني لست الشريرة
لا أستحق الرجم من الشيطان!
-بدور ألن تأكلي شيئًا لم تضعي شيئًا في فمك منذ الصباح وأخاف أن تجوعي فجأة وتأكليني أو تأكلي ابنتك
همست لبدور بعد أن لكزتها لتنظر لها الأخيرة أولاً بانتباه ثم بامتنان لتميل عليها رابحة أكثر لكن برفق، وبنبرة أخفض من سابقتها قالت:
-أنا أقول هذا لأن ابنتك لن تجد لبنًا لترضعه لا لتسبلي لي بأهدابك كأنني زوجك تحشمي يا فتاة
انفرجت ملامح بدور بابتسامة جعلت من رابحة هي الأخرى تبتسم بخفوت كأنها حصلت على ما أرادت... ضحكة أختها بعيدًا عن القلق هي كل ما تريده
مهما حدث تعرف أن بدور تعشق سالم ولم تزل تحبه حتى وإن تألمت منه، فما بينهما لم يكن هينًا
هي الأخرى عشقت وذاقت مرارة العشق على يدي سُلطانها... كانت لتضيء له الدنيا من حوله وإن كانت الضوء هو لهيب احتراقها، لكنه تعجلَ وأشعل النيران منتظرًا منها أن تهديه جسدها حطبًا ليتدفأ
فليذهب للجحيم وهو ونيرانه ما عادت تأبه
وعلى ذكر الجحيم فها هو يتصل على هاتفها بينما بدور تتجاهله، وفي تلك للحظة كان هاتف رابحة بدوره يصدع بنغمة عالية لكن سرعان ما أغلقته حتى لا يوقظ الأطفال وبلمحة خاطفة علمت أن المتصل زوجها وبابتسامة مُنتشية كانت تغلق الهاتف نهائيًا حتى لا تستقبل مكالماته
ولم تفت دقيقة حتى سمعت عمها يتحدث بنبرته المتزنة
-نعم يا سلطان هما معي لا تقلق... أن من أصررت عليهما ليأتيا معي هل كنت أنتظر منكما أن تأذنا لفعل الواجب وبالكاد أراكم؟ ... من المفترض على طولكما أن تأخذا زوجتيكما للعزاء و تقف بجانب أخيك أنت وسالم وهما تواسيان زوجته... الحقا بنا
وبعدها أغلق
وبينما كان القلق ينبثق من عيني رابحة لرؤية سلطان وهي غاضبة مشحونة منه، كانت بدور لا تأبه ومازالت عينيها معلّقتين على الأضواء رغم سماعها للمكالمة جيدًا.
عليها فقط أن تركز على نهاد ومواساتها جيدًا فهي من تستحق جل اهتمامها الآن...
******
قبضَ على الهاتف بقوة ، جسده متحفز جرّاء كلمات عمه وتيبست ملامحه للحد الذي جعلَ سالم الجلس أمامه يتساءل بقلق
-ما الذي قاله عمي ..هل تم خطفهم؟
ابتسمَ سلطان ساخرًا وبنبرة كوميدية لا تتماشى مع جدية الموقف هتفَ
-خطفا؟ هاتين الشقيقتين تخطفان بلدًا بأكملها.... لقد أخذهما عمك لتقديم واجب العزاء في نسيب عدي .. و أشعر أن في الأمر رابحة هذه هي طريقتها
تمتمته الأخيرة لم يسمعها سالم القابع في شروده الخاص كأن الأمر لا يعنيه، بينما يترك ذلك الواقف يتحرق كأن الجمرات تنساب على جسده فلا تزيد روحه إلا اشتعالاً
أهذه هي طريقتها في العقاب؟... تلفظه نهائيًا تُشعره أن لا وجود له في حياتها!!..
لقد مرر لها الرفض مدركًا أنه تدللاً
لكنه لا يبدو كذلك من تصرفاتها التي تُبعده عنها أكثر..
يعترف بخطئه؟!
يحبها! ما بقلبه من أجلها لا يسعه العالم بأسره
يُريدها؟! كل خلية في جسده تنطق بخمسة حروف لا سادس لهم "رابحة" وبدونها أكبر خاسر وقد أدرك خسارته متأخرًا
زفرَ بقنوط من أفعالها الهوجاء التي تقتله، لكن لو كان ذلك في سبيل غفرانها لتمضي قدمًا لن يمنعها.. فليكن إذًا ولا تفارق
-هيّا يا سالم تجهز لنذهب إليهم ولنقدم أيضًا واجب العزاء
النظرة الغير مفهومة على وجه سالم جعلته يرفع حاجبه منتظرًا أن يُدلي بما يفكر فيه ولم يبخل عليه الأخير إذ تشدق بلا مُبالاة
-لم سأقدم واجب العزاء في شخص لم أره مرة واحدة أنا لا أريد الذهاب ليس لدي شيء أفعله هناك
زجره سلطان بعنف ناظرًا إليه بعينين شريرتين
-وهل تقدم الواجب لمن تراه فقط؟... جهز نفسك ولن أقولها ثانية سأقابلك بعد ساعة في سيارتي إن لم تأتي لن تلحق في معرفة ما سيحدث لك
-هل أنا طفل لتحدثني هكذا؟
الغضب الذي ظهرَ على ملامح سالم لم يمنع سلطان من أن يهدر فيه وكأن غيظه قد اتخذَ الفرصة ليخرج عن شرنقته
-نعم سأحدثك هكذا طالما تهذي بما لا يليق.. منذ متى وأنت رجل تفكر مرتين قبل أن تفعل الواجب ... افق لنفسك لأن حالك لا يعجبني بتاتًا وهذا أخر تحذير لا أريد أن أراك مشتتًا هكذا
ملامح سالم لم تزد إلا بُهتانًا وقبضته التي تشكلت لم تكن سوى غيظًا من أنه واضح لهذا الحد وهو الذي اعتاد أن يظهر بمظهر القوي دائمًا
وباستهزاء كان يأخذ ثأره بما هو أشد
-قل لنفسك أنت فحالك لا يختلف عن حالي فكلانا تائهان في نفس الصحراء ولا مورد ماء يروي ظمأ الندم الذي يتملكنا
صمت ليجد صدى كلامه تردد على سلطان الجامدة، شفتاه مزمومتان، مكبلتان من الرد على صحة ما يدعيه، وحدقتان فقدتا الأمان فصار الخوف كل ما يغزوهما
تقدم سالم خطوة حتى صار قريبًا وبهمسة أحرقت المستمع وأحرقته أضعافًا
-إنه حبل يقيد جيدنا بقوة لا تستطيع أن تلتفت لأي جهة لأنه سيخنقك أكثر وأكثر.... لكن الكارثة هي أنك من تُمسكه... أنت من تقيد نفسك بنفسك... فالحل هو أن تُفلت حبلاً قبل أن تُفلت عمرًا وربما تستعيده مرة أخرى
قطبَ سلطان حاجبيه
-لا أفهمك
ردَّ سالم بينما يبتعد
-ستفهم قريبًا فقد صار تخبطك في أوجه
*******
كل ما تملكه في هذه الحياة هو عقلك ودهائك الذي يُبقيك على قيد الحياة
كان يوم حافلاً بالعديد من الأعاجيب التي لو أخبرها أحد منذ شهر أنها ستفعل كل هذا لكانت ضحكت ساخرة أو رمته بزهرية فتحت رأسه

لقد تحدثت مع الغريب أغرب الأحاديث حتى أنها تشاركت معه الطعام، مرورًا بالموقف الذي جعلَ شخصيتها الحمائية تظهر فجأة وتُربكه، إلى قضية ربابة التي جعلتها تفترش سريرها ويُصيبها سهاد الليل
لم تكن لتظن أنه في أفظع كوابيسها أن تتواجد تلك الشخصيات على الحقيقة، أن تكون بمثل هذا الجبروت السافر فيتركون ابنتهم لهذا الحد تواجه الموت رغم أن الحل في أيديهم لكنهم يقبضون عليها بقبضة من حجر كقلوبهم!
تقبع على ظهرها كالصرصور المُنهك من اللف طيلة النهار، غير ارهاق عقلها بقضية ربابة المشؤومة.
سمعت صوت تميم بالخارج يحتفي بمجيء أحدهم وقد كانت على وشك اغماض عينيها لثقتها أنه برهان، لكن الصوت الرخيم ذو النبـرة المهيبة اقتحمَ قلبها مُسببًا انتفاضه بغير انتظام...
اتسعت عينيها دهشة واستقامت من فراشها مُنحية الغطاء، وتوجهت للباب تُطل بعينيها فقط للخارج لترى صدق حدسها وأذنيها!!
تلاقت أعينهما لوهلة قبل أن تخفضهما بنون وتغلق الباب، لا تستجيب لرجفة الحنين التي أشعلت في صدرها الاشتياق والحزن نحوهه، زفرت وهي تغلق الباب نهائيًا متجاهلة الفظاظة التي تعاملت بها للتو وتحركت من منبع جرحها المفتوح الذي لم يتشجع أحد ويردمه إلا بالملح فصار ينزف وتتأكل جدرانه مُخلّفة ذكريات سوداء..
-ألن تسلمي عليّ يا بنون؟
صوته القريب جعلها تجفل وتقترب من الباب الفاصل بينهما كما خمنّت هي أينما وجوده، فجاء مرة أخرى مُعبقًا بالاشتياق والندم يتقاطر من حروفه
-ألا تشتاقين لي؟...
صمتَ كأنه يرتب حروفه ثم استطرد
-إن لم تفعلي فأنا أفعل.. وأشتاق لكِ ولصوتك وعاداتك التي نهرتك عليها سابقًا أصبحت ذكريات هي سلواي في غيابك
تجمعَ الدمع في مآقيها وأطرقت برأسها أرضًا دون قدرة على الحديث أو اتخاذ رد فعل إما أن يصرفه أو يُدخله وفي الحالتين لا تعلم إن فعلت أي شيء هل سيكون تأثر وجودة في غرفتها أم قلبها؟!
دفعها الحنين نحو الباب ففتحته لتُطل على وجهه الذي كبر عمرًا فوق عمره بغيابها، وعلى حين غرة دون أن تتحكم في جسدها اندفعت بين ذراعيه تبكي في حضنه كما لو أنها ادخرت بكائها لتلك اللحظة، وهو بدوره لم يبخل عليها بحنانه كما لم يفعل قبلاً، امتدت يداه لتربت على شعرها وفمه يُلثم جبينها بقبلة ندية اشتاقت لها
-البيت مظلم من غيرك يا حبيبة جدك، سامحيني....
-أسامحك يا جدي... أسامحك...
ومضات من نور وأخرى من ظلام أنبئتها بتخشب جسدها في وقفتها أمام الباب وأن الصوت الذي سمعته والحديث الذي دار بينها وبين جدها لم يكن إلا محض خيال أرادته واقعًا ... لكن هناك شيء يمنعها ويعرقل مسامحتها لجدها
لو لم تكن تلك الأرض اللعينة التي كتبها لتميم حتى يراقبها لرمت نفسها في أحضانه تستنشق رائحة الرمال التي افتقدتها...
لو لم تكـــن!
ولهذا قررت أنها ستلتحف بغطائها وتترك نفسها للنوم فاليوم كان حافلاً ولا رغبة لها في مفاجأة جديدة...

*******
إنها تلك القروية التي بُهرت بأضواء المدينة اللامعة، وعاداتها التي تتناقض مع ما تربت عليه.. هنا الحرية والمشورة أما عندها الحبس والجحود
هؤلاء سيدات خرجن من بيوتهن في هذه الساعة وقد أوشكت الشمس على المغيب، وهذه فتاة أخرى تسير وحدها في الشارع دون أن ترتدي ما يُغطي وجهها...
ولو أنها تفعل ذلك تمردً من والدها وجدها لهفت نفسها لتجربة شيء كهذا..
-انطري يا بدور لتلك الفتاة الجميلة ولا تخبئ جمالها، أقسم لو ارتديت مثلها سأفوقها جمالاً ودلالاً
نظرت بدور لما تنظر له أختها المشدوهة والمُعجبة، لتلوي شفتيها وتردف بنبرة جدية
-لا أرى فيها ما يدعو لكل هذا الانبهار، فالجمال ليس بالملابس ولا بمساحيق التجميل...هي تجعلك أجمل لكنها لا تخلق جمالاً من عدم!
صمتت رابحة هنيهة تزم شفتيها وتفكر قبل أن تمط شفتيها وتتمتم وهي تتخطى أختها
-نعم أفضل اللحظات التي نعيشها دون ملابس
-يا قليلة الأدب والحياء والله لم تمر عليكِ لحظة تربية
رمقتها رابحة من فوق كتفها ونطقت وقلبها يشتعل
-لن نأخذ من الدنيا شيء كما ترين الناس يموتون في غمضة عين ... هيا حتى لا نتأخر على نهاد الفتاة بالتأكيد منهارة
سارت خلفها بدور حاملة ابنتها وفي عقلها ألف سؤالٍ لا يهدأ... إن كانت الحياة قصيرة لم تحارب باستمتاتة لارجاع شيء مؤقت!!... شيء ليس لها من البداية...
علاقة أنهكتها وبعثرت كرامتها كأنثى، قتبيت الليالي خائفة بين أحضان موجعها....
كانت تلك اللحظة الفارقة التي غيرت كل شيء داخل بدور....

**********
-نهاد حبيبتي أقارب زوجك بالخارج..
استدارت بعنف نحو جارتها التي تهتف بما أنقذها للتو، انسلت من بين أحضان الرجل الغريب تحت أنظار عدي الذي ما كادت تتحرك حتى أمسكَ رسغها وأوقفها أمامه مُحتدًا وقد استطاعت رؤية الشرار يندلع من حدقتيه
-إلى أين يا هانم ليس قبل أن تخبريني هوية هذا الشاب الذي كان يحتضنك كأن لا زوج لك
عصبيته التي يكبتها، وكزه على أسنانه أنبؤها أن الأمر لا يحتمل التشويق أكثر من ذلك، فأخبرته بهدوء وهي تنتشل يدها من قبضته
-إنه أخي..
لم تهدأ الحرب الشعواء بل تسربت واندلعت في سائر جسده، حتى هي استطاعت رؤية صداها من انتفاضة جسده الواضح وعدم التصديق الذي ينبجس من عينيه
-هل ترينني أحمق أم تدعين أنتِ الحمق؟... لقد كنتِ وحيدة والدك طيلة سنوات حياتك والآن تريدين مني تصديق أن لديكِ أخًا بهذا الطول؟؟!!
أغمضت عينيها غير قادرة على مجاراة هزاته العنيفة بذراعيها، كانت بصدد قول شيء إلا أن المدعو أخاها قد حال دون ذلك وتحدثَ هو بهدوء بجانب أذنه حتى يُنهي الموقف الذي جذب أعين المعزيات من النساء
-اتركها تأخذ عزاء والدها وأنا من سيخبرك كل شيء
هذه الجملة جعلته يترك يد نهاد لكن ليس لتذهب بل ليبقيها خلف ظهره، ويستدير لذاك الواثق لذي تُشبه ملامحه القاسية ملامح أبيه الراحل" لعنة الله عليه" كما أسرها عدي في نفسه
أسيترك زوجته المُتهمة ،ثم يذهب بكل أريحيه مع الشاب الذي يأمره؟!!.... بالتأكيد يمزح
استطاع أن يمنع قبضته من التوجه لفك الشاب وتهشيمه بلكمات متتالية، وبجملة شديدة اللهجة كان ينفعل
-لا تتدخل بيني وبين زوجتي لأن حسابك سيأتي أنت الأخر عندما أفهم ما الذي يجري خلف ظهري... لو كنت رجلاً انتظر وسأعود إليك... أو أخبرك!!
توقف هنيه ثم جذبه بعنف نحو غرفة بيد وباليد الأخرى كانت نهاد تُجر خلفه، ورائهم كانت والدة الشاب تُسرع بخطواتها حتى تلحقهم
ألقى الشاب بعنف داخل الغرفة، أما نهاد فأبقاها في يده لكنها لم تسلم من هزه المستمر ونظراته المستعرة نحوها كأنه يرميها بتهمة الخيانة البشعة
ولأول مرة في حياتها تشعر بالخوف منه
تلك اللحظة شعرت أن عدي جاد في تركها حقًا....
-أنت يا هذا أليس لديك عقل لتميز الشبه الواضح بينهما؟، ولو أنك عديم النظر فتريث حتى تفهم الأمر وترى الأدلة بأعينك
التفتَ عدي ليرى المرأة الأنيقة تحدجه بغضب، وتشهر بيده عدة أوراق
-اصمتِ يا امرأة ولا تتدخلي
برقت أعين الشاب وقامَ بدفع عدي
-لا تتحدث مع والدتي هكذا لأنني لن أصمت وأتركك تتهمنا بهذه التهمة البشعة... "ثم أشار عليه وهدرَ بوجه نهاد" هل هذا الذي راهنتِ على تفاهمه أمامي؟؟... هل هذا الذي عشتِ في كنفه هذه السنوات؟
شعرَ عدي بالإهانة وهذه المرة لم يستطع منع نفسه من لكمه جرّاء تطاوله
إلى هنا وقد طفح الكيل للجميع فنهاد التي وقفت تبكي في لحظة ضعف تحررت من جمودها واتجهت نحو عدي تصرخ بوجهه
-لم لا تستمع لمرة واحدة ... لم أنت هكذا... أنا أخبرك الآن وأمامهم لو وقعَ الاختيار بينكما سأختاره...
لحظة صمت لم يقطعها سوى تناثر الورق الذي كان بحوزة السيدة بوجه عدي المصدوم كليًا...
احتضنت المرأة وجه ابنها المكدوم، يريد الثأر من زوج أخته لكن والدته منعته
-يكفي.. هيا لتأخذ عزاء والدك.. لا أظنه سيخسر أكثر من هذا
قالها لتضع الملح على الجرح وتضغط بقوة
أما هو بعد خروجهما
يُثبت مقلتيه بخاصتها، وهي لا تتزحزح كأنها تؤكد حديثها السابق، تراطمت الحروف بحلقه فلم يقدر على ترويضها وتكوين جملة مفيدة، قوية كما عُهد منه لكنه لم يخرج سوى حروف تردد صدى وجعه بها، مترامية على أطراف شفتيه
-ستختارينه؟
-نعم
أكدت بلا تردد، كأنما كانت تنتظر السؤال لتتحرر .....
أكدت ب"نعم" وفي قلبها ألف "لا"

لم ينطق بكلمة واحدة وخرجَ مندفعًا للخارج صافقًا الباب، لتنهار أرضًا وتبكي... تبكي نظرته الموجوعة... تبكي إجابتها الكاذبة... وتبكي ضعفها الواهي... تبكي أخًا لم تره إلا بعدما تمكن الكره من قلبها للعالم...
********
لم تعلم ما الذي حدث لها في تلك الساعات، فبعد مجيئها إلى هنا ومواساتها لنهاد التي كانت صامتة اغلب الوقت وجدت نفسها أمامه اسيرةx بئره الأسود مرة أخرى، وبدور تهمس لهاx
-زوجك هنا
-أعلمx
فقد كانت في مواجهة صامتة معه، كان يرمقهاx كما لو أنهاx أخذت فصًا من كبده والتهمته، قلبت عينيها للجهة الاخرى وكم تعلم ان تلك الحركة تستفزه، لذا ربما عليها ان تُكثر منها وتُفاقم من غضبه نحوها حتى تستنفزه كليًا ويطلقها….

وبالفعل وجدت جسده يهتز بتحفز، وعلى وجهه امارات الغضب كانه على شفا حفرة من خنقها وقد كان في عقله يرتكب تلك الجريمة بالفعل
رابحة ما عادت تفكر في ربحه مثل سابق، رابحة اشترته بغالي الثمن ثم باعته بأبخسها…

أعطاها اشاره بعينيه ان تتبعه، كان في نيتها الرفض لكن النظرة التي رمقها بها جعلتها تنصاع خلفه لترىx ما الذي يريدهx
ركبت معه السيارة بعدما جرها خلفه كالبهيمة وأدخلها غصبًا، فهذه من الممكن أن تفضحه ولن يهمها أحد

-لو تكرمت تنازل قليلاً وعاملني بلطف

دلكت رسغها مكان قبضته، وعندما لم تجد ردًا سوى انفاسه الثائرة وجهت عينيها صوب النافذة وبقيت تحدق في المباني والشوارع التي تكتشفها لأول مرة بلمعان، كالغريق الذي وجدَ هوايته أخيرًا

-لم زجاج السيارة أسود؟x

سمعَ صوتها عندما بدأ يقود ولم يرد، يكفيه منها اليوم فلا يحتمل شجارًا آخر

-أحسن لا تتحدث معي لن أزيد إن فعلت

للحقيقة لم تكن تستفزه، على العكس تمامًا هي غير مبالية ومنسمجة مع الأجواء الجديدة وقد أعجبتها بشدة

دار الصمت قليلاً لا يقطعه سوى صوت السيارات، وضوضاء الشارع التي تخترق الزجاج أحيانًا لعلوها وتصل لها فلا تزيد عينيها سوى ابتسامًاx

-ما الذي تفعلينه؟!!! أقسم أنني سأقتلك يا رابحة أعيدي الوشاح على رأسك

صرخَ عليها عندما وجدها تحررت من حجابها وبقيت بشعرها المعقود باهمال خلف رأسها، إنها لا تنفك عن افلاته من عقاله، تعبث بأعصابه وتبتسم بعدها ببراءة…x

-حسنًا لا تصرخ لأن طبلة أذني كادت تموت

بكل برود أعادت الوشاحx على رأسها لكنها لم تحكمه، فأظهرَ رقبتها ومقدمة شعرها وخصلاتها النافرة منه فهدرَ مرة أخرى للفتنة المغوية التي قد يقع فيها ناسك من مظهرها الفوضوي العابث بالقلوب

-ارتديه جيدًا بدلاً من ألبسك إياه بنفسي، وإن وجدتك لا تسترين شعرك أو جسدك مرة أخرى ستلقي ردة فعل لن تعجبك صدقيني يا رابحة لأنني على الحافة منك

-احذر لا تقع!

وضحكت…!
نعم كل ما بدر عنها هو التلوي من الضحك لجملة لم يرها سلطان سوى أنا سخيفة جدًا لتُقال في موقف كهذا، فهو أشبه بمحارب يزعق في معركة أما هي فسيدة ارستقراطية تعتني بورودها في الشرفة

رمشَ بعينيه حتى يستوعب الرد الذي سمعه، وبدون تردد مرر يده على جبينها ووجنتيها ليُتمتم لنفسه

-ليست ساخنة!!

بللت شفتيها قائلة وأمسكت بكفه عندما أراد سحبها، ووضعتها على قلبها وقالت بينما تميل عليه باغواء

-اذا اردت معرفة حرارة جسدي جيدًا، فضع يدك على قلبي فكله أشواق حارة لا تخبت ولا تستسلم

-لا إله إلا الله!!!! هل العزاء يفعل بكِ هذا، وإذا كنتِ في فرح ما الذي كنتِ ستفعلينه؟؟؟

-سأرقص
غمزت بينما تُجيب في حماس، يُطالع مزاجها الرائق بأعين شغوفة، تنتقل من ملامحها لجسدها الملفوف بالعباءة والوشاح الطويل الذي اخيرًا احكمته

لهفته بلغت مبلغها، فهو طافَ في أرضها القفراء بحثًا عن رشفة اشتياق، ولم يجد سوى قلبها الخصب

وهو الليلة سينهل منه حتى يرتوي

وجدت نفسها تقف أمام شقة في الطابق الأول لتمط شفتيها قائلة
-التي في الطابق الرابع أفضل

همهمَ متسائلاً

-لم؟
-حتى اكشف رأسي للسماء مباشرة وأدعو عليك وعلى زوجتك الثانية من كل قلبي

قالتها وسبقته للداخل تاركةً إياه ينظر في أثرها مصعوقًا من طريقتها، هل كانت هذه رابحة منذ البداية؟ أم أنها ذروة حماس وستنطفيء حالما ينتهي انتقامها

وجدها تنتظره في الغرفة تقف بشموخ
xوقد حان وقت المواجهة
السخونة التي تستفحل داخلها منافية تمامًا لهالة البرود والنظرة الجامدة كالجليد التي يرمقها بها، من أين أتى بكل هذا التبجح الذي يجعله واقفًا على قوائمه السفلية بكل هذا الاعتداد بينما ذراعيه يتشابكان عند صدره العريض بفرض الهيمنة والتحفز!
أليس من المفترض أن تكون رأسها بدلاً من ذراعيه؟x
تجلس في حجره بدلاً من الوقوف ندًا له!؟
يُصالحها بقبلة لأنه انشغلَ عنها في هذا الليل وهي تتمنع موارية ابتسامتها؟!x
لم لم يحدث هذا معها؟… تجربة شيء دافء كاحتضان زوجها بعد يوم عملٍ مُتعب وتدليك كتفيه، أو التقاط نظرة ساحرة من عينيه كأنها جوهرة نادرة يخاف عليها…x
أن يُربت على كتفها ويحتوي ما ألمَّ بها من وجع جسدي أو نفسي
تساعده في اتخاذ بعد القرارت ويُشاركها هو أفكارها
كل هذا لم يكن قريبًا حتى من التجربة… كان حلمًا ساذجًا آمنت أن تحققه يومًا لكنها هوت في هوة كوابيس متلاحقة لم تستطع التقاط أنفاسها منهاx
لقد دمرَّ الشيء الوحيد الذي صدّقت عليه وأخذت تُعظمه كل يوم حتى أضحى بهذا الغرور ليزدريها …. لقد كان الحب اختيارها وهو من قتلها في النهاية!
بئس الحب هوx
وبئس المالكة هي
-أرى في عينيكِ نظرة لا أعرف ما وراءها لطالما فهمتك لكنني اليوم فاقد حواسي بك و أعلم هل لأنكِ تريدين قتلي في تلك اللحظة أم لأنني أشعر بالتخبط تجاهك
نبرته الخشنة التي جاءت بغتة احتلت أذنها دون مقاومة لتتدافعx مُسيّرة تيارًا داخلها أخلَّ بها لوهله، لكنها أمامه ثابتة… حازمة… لا تأبه لمشاعرها المتعثرة في حروفه فلتزل قدمها لكن لا تُكسر حتى لا تذوب داخل كلماته
تمتمت بعد وهلة وهي ترمقه بنظرة ثاقبة
-لطالما جهلت قرائتي يا سلطان رغم أنني لست بتلك الصعوبةx لقد سلّمتك عهدي و أنت فقط لم تجرّب أن تفتح صفحاتي الأولى التي لم يُخط فيها حروفًا سوى اسمك… لقد تجاهلت كتابي مراتٍ عديدة فلم تحاسبني الآن لأنني لن أعطيه لك مرة أخرى
دلّك جبينه بارهاق لم يخجل في الظهور على ملامحه، ولولا الجفاء بينهما لكانت هرعت إليه قلقة، مُستفهمة، لامسه لوجهه…. لولا الجفاء
-هل تظنين أنني سعيد بما يحدث بيننا؟ أن تكونين بعيدة عن ناظري ومضجعي هذا لا يحتمله رجل مطلقًا
-لا تتحدث فقط وكأننا زوجين بالفعل…. أنت لم تلمسني من … من أجلها
استدارت عن ناظرة بعدما بصقت كلماتها في وجهه ليزداد احمرارًا وغضبًا، في ثانية كان يقف أمامها يهدر ممسكًا كتفيها والشرار يتقد من مُقلتيه
-لا عاش ولا كان من يُملي عليّ أفعالي… ما حدث أننا تشاجرنا بعد الزفاف ولم أستطع أن أقربك وبعدها ابتعدتِ أنتx لكن هذا لا ينفي شوقي الدفين إليكِ في كل مرة أراكِ بها تهرعين أو تتهادين في مشيتك… حينما تبتسمين أو تعبسين… تستيقظين بنشاط أو ترتمي على الفراش بكسل
كل حركاتك العفوية كانت تجعلني جمرة مُشتعلة تريد إحراق العالم… وأنتِ كنتِ قطرة الماء التي ستمتزج معها لتُحد من تأثيرها.x
لا لا
هي لن ترتجف بين ذراعيه ليعرف مدى تأثيره عليها… تبًا هي ليست بهذا الضعف في حضرته… لو مال قلبها يا ويلها … يا ويلك يا رابحة هذه المرة سيكون قلبك على مقصلة الكرامة ولن يتوانى سيف الحب عن الفتك به
اطراقها برأسها كان علامة إيجابية كونها تفكر، لكن عند رفعها لرأسها رأى نظرة تمرد قاسية تتماوج في عينيها… موج العسل أضحى لهبًا كشمس أغسطس الحارقة لا تغوص في بحر الليل خاصته إنما تطفو آبيه الغرق
-هذا الكلام تضحك به على زوجتك الثانية، ستطير من الفرح بالتأكيد … لكن أنا تعودت دائمًا أن الشيء الذي أحبه ولا يقبلني أتركه ولا أعود له ثانية …x
قاطعَ حديثها مقتربًا هامسًا داخله يموج بعواصف وشفتيه ترفض الكلام إلا بما يوازن كبريائه
-أنا لا أستطيع اخبارك بما وراء هذه الزيجة لكن… دعينا ننسى وأنا سأعمل على مسامحتك لي جيدًا…. أنا أحبك يا رابحة وأشتاق إليكِx
كان يقترب في كل كلمة يتفوه بها وهي تبتعد بمقدار ما يفعل…. أغمضت عينيها ثانية ثم عاودت فتحهما ليختفي بريق الشمس ويحلّ مكانه قتامة الغروبx
-أنا أعرف كل شيء بالفعل… وهذه المرة أنا لا أقبلك عندي… أنا أفلتك يا سلطان بعدما وقفت أمام الجميع وتشبثت بك… لم تنتابني لحظة شك واحدة أنك ستقوم بالزواج عليّ مثلما فعل سالم مع بدور.. عهدتك مختلفًا لكنك فب النهاية رجل تدين لهذه القبيلة بالچينات المتوارثة التي لا تتزحزح عن خلاياك…. طلقني واذهب لزوجتك وانساني.. فأنا لم أكن في جُعبة اختياراتك الأولى من الأساس
لقد قتلته باعترافها ومزقت روحه ، كل ما يعيث داخله هو الجنون والوجيعة، ما تردد إلى الخارج كان قبضة تشكلت بأصابع ضُمت بقوة، وأنفاس لاهثة مشتعلة وفراغ قاتم يُحدق به من عينيهx
-عندنا الرجل لا يعيبه إن تزوج أربعة طالما يقدر فلم أنتِ لا تفهمين وقد عرفتِ كل شيء بالفعل؟x
أمالت برأسها مُطلقة ضحكة أنثوية بعيدة عن الفكاهة، ثم أشارت لنفسها باعتزاز رافعة رأسها بشموخx
-لأنني أنثى لا تقبل المشاركة…… شرع الله لا أناقشك فيه لكن أنا متضررة منه ولا أريدك… هكذا … أنت لا تستحقني يا سلطان… كثيرة أنا عليك
تحفزَّ جسده لثوان ثم سكن ليُجيب متمتمًا بسخرية لاذعة
-لم تكوني كذلك عندما طلبتني في المجلس… كنتِ متيمة غارقة في حبي لدرجة أنك احتملت الضرب من أجلي
عادت تلك الذكرى تجلدها بسياط الندم، ليتها ما فعلت… ليتها ما رأته ولا أحبته حتى لا تهن عليها كرامتها بهذا الشكل… ليت والدها قتلها هذا اليوم حتى لا تقف بكل هذا الخزي أمامه
كتمت أنينها داخلها وأردفت بحشرجة يفوح منها خيبة الأمل عتابًا على ما مضى، زاهدةً فيما هو أتي
-وأنت وقفت حينها ساكنًا دون حراك وتركتني… كما تركتني في كل مرة احتجت إليك فيها
دمعة وحيدة انسلت من عينها اليمنى ليتردد صداها في جوفه، نظرتها الثابتة مقابل اعتداده بوقفته ولا يدري أي منهما حلّق في سماء الكبرياء
لم الحب متعب؟
يطرق أبواب المشتاقين ليهرعوا مستقبلين له بحفاوة.. يروون عطش ليلx الطويل آملين فجرًا مشرقًاx
لكن الفجر لا يأتي
والعطشى لا يرتوون
ولم يزدهم تذوق الحب إلا ظمأً واشتياقًاx
-أنا لن أطلقك يا رابحة… ربما أدركت متأخرًا هذا لكنني لم أعرفك جيدًا كما تقولين… ربما بهرت بشكلك.. أعجبت بشخصيتك… لكن قلبي أحب قلبك وأنا لن أتنازل عنكِ مهما حدث… فانتظريني يا ابنة العم في جولة أخرىx
اقتربَ منها عنوة هذه المرة مقبلاً جبينها متتقلاً لشفتيها على غير توقع منها، أخذًا رشفات معدودة مرتويًا لظمأ الجفاءx
ليتها تغفر
وليته يتنازل
ولتبقى الشفاه المشتاقة في حالة استعداد لاجتياح آخر
سلاحها الوحيد للمقاومة لم يكن يدها التي ضربت صدره فلم يأبه، ولا دفعها لكتفه لأنه لم يتحرك انشًا
كانت دموعها التي تواترت هي من أوقفته وجعلته يبتعد لاهثًا، منتشيًا، غير نادمx
-أنا أكرهك
صرختها المتألمة سمرته ليتأمل وجهها المختض وعينيها اللتين تنطقان بما أسفرت عن الشفاه للتو
انتزع يدها التي تكبل فمها ليقربها مرة أخرى بعد ابتعاد لتنظر له بشراسة وقد كانت على بعد قول سبه لكنه همسَ بصرامة حُفت ببعض الحنو
-سنعود مرة أخرى لنروى حكايات الليل الطويل الذي انتهى بمعجزة التلاقي…. سيكون الجفاء هذا هو بداية الحكاية خاصتنا وسأكتب أنا نهايه… فلن أمل عن اجتاذبك لي ولتتمنعي كما تشائين فنفسي طويل يا ابنة العم… فبدونك أنا أكبر خاسر






************ x







……………….

تمنت لو تعيش هنا، تقوم على صوت العصافير الرنانة، ورائحة النيل القوية التي لا تعرف حائلاً يمنعها بل تنفذ للقلوب المتعطشة للوطن تسقيها، وتنام على قمر ضوءه ينبعث في صالة منزلها المنمق ذي رقم الطابق العالي
فقبيل نومها تراقب الليل وهو يشتد وفي غُمرة يومها المشغول تقتطع وقتًا لمشاهدة الغروب

لطالما سمعت عن القاهرة وسكانها، ومحافظات الدلتا لكنها لم تزرها يومًا، عاشت في البدو سنين عمرها ويبدو أنها ستموت فيه، لقد سئمت كونها قمرًا لم يمس السماء يومًا بل دُفن في أرض السافلين حتى ما عاد مُضيئًا

انتبهت على أعين سوداء ترمقها بحدة ما لبثت أن تحوّلت عنها لتقع على شقيقتها، انحنت هامسة لرابحة التي بدت منشغلة في مراقبة أحاديث النسوة التي لم تخلُ من النميمة
-زوجك هنا
-أعلم
رفعت حاجبها من تحت غطاء وجهها، ولم تعلق، مررت بصرها على المكان الواقف فيه سلطان فلم تجد ضالتها…
انشغلت بعدها في احكام الغطاء على جسد ابنتها جيدًا حتى لا يتسرب إليها البرد، تسربت رابحة وتبعت زوجها الذي كان على شفا حفرة من الانفجار، لتجد نفسها وحيدة وسط المعزيات من النساء تأخذ دور المستمعة مكان رابحة أما نهاد جلست في مكانٍ أخر مع أقاربها
-يقولون أنه كان متزوج اثنتين في نفس التوقيت
ردت واحدة باستنكار
-كيف هذا هو لم يترك عتبة داره حتى توفت أم نهاد
-يا أختي الرجل الناصح هو من يتزوج ولا تشك زوجته فيه بل يعيش معها كأنها الأولى والأخيرة

سخرت واحدة منهم
-وكأنها كانت ملكة متوجة، كانت تأخذ من هنا ومن هناك حتى تسد رمقه
-وليته كان فقيرًا، ابني الذي يعمل في البنك أخبرني أنه كل شهر يودع معاشه في حساب بنكي
تصعّبت إحداهن
- أم نهاد لم تذق الراحة إلا عند موتها
-أعوذ بالله منكن الرجل لم يمر عليه ليل في قبره وأنتن تذكرانه بالسوء

انسحبت بدور من بينهن، وتوجهت ناحية نهاد التي بدت في زمن آخر، مالت عليها قائلة بحرج
-أريد غرفة خالية أرضع بها إسلام لأنها جائعة
أشارت ا نهاد نحو غرفة في منتصف طُرقة صغيرة
-هنا حبيبتي خذي وقتك، وأقفلي عليكِ من الداخل حتى لا يدخل أحد عليك

أومأت بدور ثم ربتت على كتفها وتوجهت ناحية الغرفة، بينما تحمل ابنتها وحقيبة أخرى بها بعض ملابس الصغيرة، دلفت من السرير ووضعت ابنتها و الحقيبة عليه واتجهت تغلق الباب، لكن وجدت يد سبقتها وأغلقته وكما كانت تريد بالمفتاح…

وقفَ أمامها بجلبابه الأبيض وعبائته البنية، ونظراته التي تحتضنها بشغف، في ظرفٍ أخر كانت لتستقبله بحفاوة وترتمي داخل أحضانه تشكو إليه الساعات الخالية منه، لكن هذه الواقفة أمامه مهما كان شوقها فإنها كبتته، ولم تعطه ردة فعل أكثر من اتساع لحظي لمُقلتيها بسبب مفاجئة قدومه، ألقت عليه نظرة خالية المشاعر ثم استدارت حتى تُطعم ابنتها التي بدأت في البكاء…

تنهدَ طويلاً وبملامح عاطلة عن الراحة تقدمَ منها ثم جلسَ أمامها على الفراش، الأمر الذي جعلها ترتبك وتهتز يدها الممسكة ابنتها

-تتصرفين كما لو أنني غير موجود، عقاب أم دلال؟!

نبرته الهادئة، مع نظراته المُثبتة على ابنته، ابتسمت داخلها بسخرية قبل أن تُجيب بجدية

-قرار
استطردت عندما رفعَ رأسه بحدة
-أنا لا أجذب انتباهك بدلال، أو أنتظر منك مصالحتي بعقاب، لقد أخذت هذا القرار وسأتصرف بناءًا عليه يا سالم

من تقاسيم وجهه المشتعلة علمت أنه جاء وفي جُعبته الكثير من الغيظ، والعديد من القرارت التي اتخذها هو الأخر، لذا استغلت هي عنصر المفاجأة وأتحفته بما كان يظن أنه لن يسمعه أبدًا من فمها

وقبل أن يزعق أردفت بتحذير
-الوقت ليس مناسب لمثل هذا الحديث نحن في بيت الناس!

ضحكَ بلا مرح صاغرًا لمنطقية حديثها، ولن يكون سالم إن لم يصرح بما جاء إليه، حتى في أضيق الحدود
-المرة الأولى والأخيرة التي تذهبي لمكان ما بدون معرفتي وإذني، أنا لست اصيص زرع سيدة بدور…أما بالنسبة لقرارك الذي أخذتيه سنتاقش في ماهيته عند عودتنا للمنزل لذا أنهي ما تفعلينه والحقي بي

لم يترك لها فرصة الاعتراض وذهبَ مهرولاً مثلما جاء، ففي لمح البصر وجدت نفسها البالغة الوحيدة في الغرفة مع رضيعتها…وكم استفزها حديثه المغرور

-تبًا لك ولليوم الذي أحببتك فيه يا سالم
………….
طيلة الطريق كان صامتًا، وهي الأخرى كانت قلقة بأمر أهم من أن تشغل نفسها بالتفكير في سبب صمته والذي في النهاية سيؤول نحو غضبه منها

كلام النسوة أثار شيئًا أكبر من فضولها وهو الشك!

الشك الذي لن تتخلص منه إلا عند الطبيب، وتلك الفكرة تمزقها داخليًا، وتجلب الدموع لعينيها… فهي أم في النهاية ومجرد أن تخطو خطوة في هذا الأمر بمثابة خلع قلبها من مكمنه

أما هو كان غارق في حربه الضروس التي هو مُقدم عليها، ربما ليس التريث من طبعه لكن هذه المرة لا يريد أن يخسر نصف قلبه الذي يُحبها، لأن النصف الأخر الكرة الأرضية كلها تعلم أنه للأبناء الذكور

-انزلي
أمرها بلهجة شديدة ولم ينتظر فترجل هو أولاً وتبعته بعدما استفاقت من شرودها على صوته، حملَ عالية النائمة وهي خلفه تحمل رضيعتها حتى وصلا مدخل بناية عالية مكونة من أربع طوابق مُقسمة إلى عدة شُقق إحداهن التي في الأول مُضاءة فخمنت بدور أنها لسلطان الذي جلبَ رابحة عنوة لأنه ليس هناك طريقة تنفع معها إلا هذه

أمسكَ يدها ليسحبها برفق حتى وصلا للطابق الثاني أمام شقة فتحَ بابها سالم وأفسحَ لها مجالاً مشيرًا بيده حتى تدخل أولاً، حركة بسيطة من رجلٍ راقٍ تسلب الألباب لكن عيونه المستعرة التي تنضح بالوعيد لطخت تلك اللوحة اللطيفة

أنار الشقة، فانبهرت عينيها بالأثاث العصري والذوق الرفيع المختلف عن الطابع البدوي الأصيل، رغم مساحتها التي تُعد ربع مساحة بيتهم في القبيلة إلا أنه تم استغلالها بامتياز

وضعت ابنتها على الفراش وجلست بجانبها، لن تُنكر أن القلق قد استبدَ بها خاصةً وهي تسمع خطواته الغاضبة التي يطوي بها أرضية الشقة حتى وصل إليها، وكما توقعت كان كأسد يستعد للانقضاض على فريسته وبالفعل التفت أصابعه حول عضدها ليوقفها جعل شفتيها لا إراديًا ترتجان بعنف أمام هجميته

-أليس لديكِ رجلاً ليحكمك؟؟ تتصرفين من دماغك بل وصل بكِ الأمر أن تسافري دون علمي، يبدو أن دلالي لك جعلكِ تتجرأين عليّ !!!
لكن لا تقلقي أنا أعرف كيف أتعامل مع هذا التمرد جيدًا

ورد الفعل هنا صدمة، وسيصدم الجميع أيضًا حتى رابحة لو كانت موجودة لم تكن لتصدق أن هذا سيحدث

فبدور التي كانت سوف تنزلق دموعها وتتدلل عليه ليغفر لها ذلتها وينتهي الأمر، انفلتت ضحكة من بين شفتيها ولم تكن سوى انفجار كبتته عندما أتى على ذكر
“تدليله لها”
هذه الحركة أيقظت الشياطين الكامنة داخله، لتترامى في أنحاء جسده، فعيناه تطلقان شظايا دهشة حارقة، وأصابعه تجمدت وهله قبل أن تشتد لا إراديًا حول ذراعها، أما ملامحه كانت رواية أخرى…
جحيم لا تحب أن تطأه في أسوأ كوابيسك

وفي خضم ضحكها الساخر، وحالته المصعوقة استعاد حلقه الرشد وهتفَ بدهشة
-أيضحكك حديثي؟

هزت رأسها نفيًا، ولم يزده ذلك سوى غضبًا، فأضافت حتى ترحم ذراعها من كماشة أصابعة

-لم يضحكني سوى تصديقك أنك تدللني حتى تمردت…قل شيئًا غير ذلك وأنا أعدك أنني سألتزم الصمت حتى تنتهي لكن إلا هذا يا سالم إلا هذا…
-أولم أدللك يا بدور؟ على ما أتذكر أنني أذبتك بين أحضاني دلالاً وكنتِ راضية…راضية للغاية
خرجت الكلمات من فمه حادة، وموجعة، ولولا أن أقدامها هذه المرة ثابتة لانهارت

رفعت رأسها لتُقتبل عينيه وأردفت بدبلوماسية
-نعم يا سالم لا أنكر لك هذا، لكن أن تهتم بامرأتك لهو أمر يشمل جوانب الحياة جميعها وليس الفراش فقط

لقد أحرزت هدفًا اسطوريًا في مرماه، لكنه ليس بالخصم السهل ولن يترك لها فرصة الاحتفال بالنصر

قبضَ على فكها السفلي كأنه يريد منع هذا الفم من التفوه بأي كلمة أخرى، لقد أصبحت حروفها تثير استفزازه ودهشته في آنٍ واحد

لأنه لم يتوقع ….لم يتوقع أبدًا أن تكون هذه بدور!

بدور لن تحادثه بتلك الطريقة
لن تفرض عليه أسلوبًا ليتبعه معها
كانت تستقبل ما يمنحه لها بقناعة، لكنها اليوم تقف أمامه وتصرخ طالبة بما قد بدا لها حقًا مُكتَسبًا!!!

هدرَ من بين أسنانه:
-وهل أنا لا أكفيك؟ كما اعترفتِ لتوك فأنا جيد في الفراش! وأجيب كل مطالبك من مأكل وملبس ومشرب ولا أبخل عليكِ بشيء، وتعيشين في مكان مريح مع والدتك وأبيك ولم أحرمك منهماx

قاطعته وهي تدفعه بينما هو لا يتزحزح
-يا لعطفك!! ليس وكأننا لا نعيش في نفس المنزل

ضيّق عيناه بشرَّ وهسهسَ بفحيح لا يُطلق سوى حروفٍ مسمومة
-تعرفينني جيدًا… لو أردت لمنعتك من رؤيتهم حتى لو أنهم معكِ في نفس الحجرة

نفضها عنه لكنه لم يتركها لقلة الاتزان حتى تطرحها أرضًا، دعمها مرة أخرى حين اعتقل خصرها بين ذراعيه لوهلة حتى اتزنت ثم تركها…

ويا ويلها من تلك الوهلة التي عاثت فيها فسادًا لم تغفل عيناه عنه بل درسته جيدًا
مسحَ على وجهه بكفيه ثم أردف

-استغفر الله العظيم يا رب….
تابعَ وقد استعادت نفسه شيئًا من الهدوء

-سأغفر لك عصيانك لأوامريx ومجيئك إلى هنا، وسأتظاهر أيضًا أنني لم أسمع هذا الهراء الذي تتفوهين بهx لأنني أعرف جيدًا أن هذا ليس كلامك وأن رابحة لها دورًا في تعزيز هذه الثقة التي تتحدثين بها لذا لا تعيدي هذه الأفعال مرة أخرى وأنا لي حديث مع زوجها

-لا دخل لك برابحة هي لم تفعل شيئًا هذه أفكارك
دافعت عن أختها بشراسة ليرد

رفعَ كفه الأيمن عاليًا مشيرًا به
-أنا أعرفك ككف يدي هذه أنا لن أنتظر حتى تأتين وتصبحي نسخة منها، إن كانت هي متمردة فلها زوج مسؤول عنها… أما أنتِ فما عليكِ إلا السماع والطاعة لزوجك بدون تفكير وبدون نقاش…x

-نعم أنت الرجل الذي بإمكانه الزواج مرتين وما علي سوى أن ألقم فمي الحذاء وأصمت… بل أستقبلك نصف أيام الأسبوع في أبهى حلة وزينة !! وربما تأتي بالثالثة والرابعة أيضًا وكأن الثانية لا تكفي

كانت تتحدث بهستيرية وتضرب فمها بقوة، هي امرأة موجوعة، تشعر أنها مطعونة في أنوثتها، مُهانة حد الذل، كبتت قهرها وما عادت تقدر أن تواصل فانفجرَ مكنونها حتى لطخه بالحقيقةx

انتفضت الصغيرة المتوسطة الفراش على اثر صوت والدتها فاندفعع نحوها تهدهدا بين ذراعيها ولحسن حظها لم تستيقظ كاملاً فغفيتx
أما عنه،فكان صدره يعلو ويهبط بلا انتظام، كان جميع الأشياء الطبيعية في العالم فارقته تلك اللحظة ليحتل محلها الخيال
وهي بدور الصارخة…x
بدور التي كان صوتها لا يعلو أكثر من حيث أذنه

راقب جسدها المخضوض من فرط انفعالها، لكنه لم يستطع رفع صوته حتى لا تستيقظ الصغيرة مرة أخرى، فهتفَ بما يوجع دون علو

-لا يا عزيزتي تزوجتني وأنت تعرفين جيدًا مقدار رغبتي في الذكور، وانتِ لن تمنعي شرع الله الذي أحلَّ الزواج وليس من اثنتين بل أربعة،x وجميع الشروط متوفرة رجل مقتدر وسأعدل بينكما … والآن إذا كانت مشكلتك ليس معي فهل هي مع شرع الله؟ هل تريدين أن تخرجي عن الملة استغفر الله؟؟!!


هذه المرة انزلقت دموعها لكن ليس استجداءًا لعاطفته، ولا هربًا من عقابه، بل قهرًا صامتًا لم يجد من اللغة العربية تعبيرًا يصفه فعاونته الدموع لتحمله

الأشياء التي تُبعثر كرامتنا، وتُهيل عليها التراب هي من صنع يدينا، لا غريبًا، ولا عدوًا يؤذي بقدر ما يفعل الأقربون… فهم أولى بمعروف الأذية!

شعرت أنها ضئيلة بجانبه، وبلا هوية، وأن هذا الحب الذي سكن قلبها لم يكن سوى حبال بالية تعلقت بها واثقة فأسقطتها على جذور رقبتها صريعة!

رفعت عينيها المتألمتين، وناشدته بصمت وفرصة أخيرة أن يُخبرها أنه تم ضربه على رأسه وأنه لا يتذكر ما قاله، وأن ما فعله طيلة هذه الشهور كان غصبًا عن مقدرته

أرادت أن يُخبرها كم يحبها ويكتفي بها في قلبه، وأنه سيقبل بمشيئة الله … وحينها كانت ستعطيه هدية تُقسم أنها كانت مستعدةx
وبالفعل

ترجمت أحاسيسها وليدة اللحظة وهي تضع ابنتها مرة أخرى تقترب منه وتضع يديها على وجنتيه بينما دموعها الشجية تنهمر بصمت، وقفت صامتة، هو يحدق فيها بتحفز وقلب وجل وهي لا تكف عن ادهاشه في تبدل حالها، وهي قد اتخذت قرارها مُحدَدًَا بقراره

-تنازل هذه المرة يا سالم، لا تدع كبريائك يبني حاجزًا لن نستطيع هدمه وسيبقى بيننا للأبد… أرجوك وأنا أعدك أنك لن تندم… هذه المرة اتبعني مغمض العينين كما فعلت أنا طوال حياتي

كل خلية بها متحفزة، تناجيه بصمت أن يقبل، أن يثق، أن يحاول حتى!!x
كانت تنتظر إجابته بمزيج من صبر وقلق، اقتربَ منها وفي عينيه نظرة حب لم ترها منذ وقت طويل وأردف بهدوء

-أنا لن أقصر معكِ يا بدور

الخيبة تأتي بغتة وجوابه رغم أنه متوقع لكنه جمدها، تهدلت ذراعيها إلى جنبيها وأغلقت عينيها مبهوتة
وتحدثت وهي بحالتها
-لن تعدل بيننا يا سالم….. إن أنجبت لكx خنساء ذكرًا فلن تأتيني إلا كارهًا …. وأنا لن أقبل بنصف قلب أنا أستحق أكثر من ذلك

اقترب من أذنها هامسًا وهذه المرة داخله تصميم يُحركه

-انتظري وسترين، أنا لا أنسى من أحب يا بدور… وحتى لو لم تكوني الأخيرة ستظلين أول واحدة أحبها قلبي واعتنقتها عيني

كان يتحدث وأصابعه تمتد لزر عبائتها فتفضه، حجابها فتخعله، كرامتها فتسحقها. كلما كانت تمتد يده على جسدها كان يخلع عنها لِباسًا وجزءًا من تقديرها لنفسها كأنثى

لاحظ تشنج جسدها تحت ملمس يده السخية، التي في تلك اللحظة جادت بما ضنت به الشفاه أن تقول
-اتركي لي نفسك يا بدور وعيشي معي اللحظات السعيدة

ظلت مغمضة العينين وحال نفسها يقول”نعم أعيش معك اللحظات السعيدة لأن الحزن تلقاه وحدي”

لم تفتح عينيها حتى لا تحتقر نفسها أكثر لو نظرت ووجدت نفسها في هذا الوضع المهين في المرآة، كانت جسدها لا يستره شيء سوى سروال ضيق ابيض اللون وكنزة من نفس اللون

-لم يحن الوقت بعد، قد ولدتِ لتوك ولم تمض المدة المحددة

همست بشق الأنفس ولو كان يحبها كما يدّعي لوجد البكاء يتقاطر من حروفها

-أعلم


اكتفى بتقبيلها كتمهيد للفترة الطويلة التي سيقضيها دون أن يقربها، فقط بعض تلك القبلات

وهنا أدركت أنها خسرت مرة أخرى…
وأن الحديث الذي قالته اليوم لم يعد ذو فائدة، استماتتها، وثورتها أضحت هباءًا منثورًا

فهذا السالم بارع يعرف دهاليزها جيدًا ولديه مفتاح كل شخصية تتلبسها
تبًا له
وتبًا لها
وتبًا لحبه المُذل

ليته صفعها فتكرهه ولا تعطيه نفسها مرة أخرى
ليت رابحة تصفعها فتفيق من ترددها الآسر
ليتها تموت اليوم ولا تستيقظ ابدًا

وليت وليت وليس كل ليت مُجابة


انتهى الفصل


*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-23, 04:29 PM   #297

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمد لله عاسلامتك احلى سارة
ربنا يرحم.خالتك ويغفرلها
نهاد.وسر اخوهاوليش هلأ انكشف شو قصتن
عدي للاسف متهور برد فعلو
بدور هل رجع حبها يتحكم فيها للاسف يالم قادر بوعودو وكلامو يقنعها
سلطان لسى ما عرف انو خذلان رابحة فيه اكبر رغم.حبها
عدنا والغود اجمد تسلم ايدك يارب

زهرورة likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-23, 02:15 PM   #298

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف الف حمدلله ع سلامتك ..الله يرحم خالتك ويغفر لها ويسكنها فسيح جنانه .
اخيرا عدتي اشتقنالك كثير حبيبتي .
عجبتني رابحة مااستسلمت وخليها توريه العين الحمراء ..بس سؤال هو سلطان هل تمم زواجه بياسمين فعلا ولا هي بتقول كدة لرتبحة عشان تقهرها .
نهاد وعدي الصراحة تصرف عدي غبي وهو استعجل كلن مفروض يفهم منها ويعرف انها في حالة حزن وابتفكرش بمنطق ..يقوم يزعل .رجالة هم ..بس ماعرفنا ليش اخوها بعيد عنها وماعرفته وماقالت لعدي عنه .
بدور قهرت عليها ماصدقنا انها بدت شوي تتعافى رجعها لنقطة الصفر حقير سالم مابكيقه اتمنى تفوق ورابحة تديها دش بارد على خنوعها واستسلامها لانها طالما من جواها مش متقبلة الي بيصير حتوصل في يوم لمرحلة تكرهه فيها وتكره نفسها .
منتظرينك واتمنى ماتطولي علينا وتعوضينا بفصلين هدية الرجوع هههه ودمتي بخير .

halloula and Ektimal yasine like this.

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 01:08 AM   #299

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,157
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

بارت كانه يمهد لنقله رابحة
مبروك الرجوع ماصدقت ودخلت وقريت وهالنا ارد

halloula and Ektimal yasine like this.

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 04:54 PM   #300

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

Ektimal yasine likes this.

صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رابحة، سلطان، القبيلة، عادات، زواج، بالإجبار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.