آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          28 - سيدها - ساره كرافن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          19- أهديتك عمري - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          76 - أيام في العذاب - كارولين جينتز (الكاتـب : فرح - )           »          71 - طال انتظارى - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          413 - حبيبتي كاذبة - لين غراهام (الكاتـب : فرح - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-23, 07:50 AM   #261

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي


الحمد لله كيان خرجت من تحت ايديهم
فياض يتحرك بقااااااا
ميسبش حته سليمة في فارس


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-23, 07:51 AM   #262

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

المواجهة مع مؤيد بتقول ان سيادة غلطانة و هو مش عالج الغلط
يعنى الغلط على الاتنين


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-23, 07:52 AM   #263

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

رجال الغانم عايزين ايه من بينت فخر
ولا هم عايزين حد في بيت فجر
اصالة مثلا
منذر مثلا و لا مراته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ظظظظ


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-23, 01:26 AM   #264

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرين





يا بالغ الصعوبة إن تناهيدك الضارية كالنيران تلفحني
وأنين أهاتك الصاخبة يرن صداه في صدري فيجرحني
وجنون عينيك له هيمنة وسلطان وأهوال لا تبارحني
وغزوك العتي يعصف بالوجدان وبالعشق يفضحني
أيها المسافر في دمي ..المنقوش فوق عظام أضلعي
..العالق بخلايا أوردتي إن جموح هواك كالنصل يذبحني
ويصيبني بالخيبات في مقتل وعن قممي الآمنة يطرحني
ويكبلني بك فأقف أمامك صامتًا وقد تاه عني الحديث
وما عدت أملك للكلمات حروفًا تسري إليك و تشرحني
أيها العالق بكل التفاصيل والأشياء من حولي رغم الغياب، أخبرني متى سيكون عقابك عناق وفراقك قُبْل وغضبك يميتني حبًا.
ومتى تلجم وحوشك عني.. أرح قلبك وأرحني
فأنا أراك كوارثي التي لم أفر منها بل عدوت إليها متلهفًا
لعلها لقبس من نيران خبأها الهوي فيك تجود عليّ وتمنحني
وأنا من خَلَعت رياح القدر جذوري قسرًا وألقتني في أرضك
وتركتني ما بين ظلامك وظلمة فكري أنتظرك أن ترجحني
أيها الناشب تحت جلدي المتخلل لنبضي الساكن بأحداقي، بقليلك لن أكتفي فأنا أرغب بك وطنًا وزمنًا جاء يصالحني
يامن إليه لا ينتهي الشوق أبدًا ولا تنتهي الهتافات إني مللت
الألم ومللت الوداع ومللت صراعات عن الحياة تكبحني
مللت انتظارك أن تحتويني بشكل يرتب خراب قلبي
وأن تجعل ما بين ذراعيك لي مستقر ومقام وتعلن
ما بيننا هدنة تطول للأبد ثم تقبل نحوي وبود تصافحني
فليس عدلًا أن أرجوك بكل هذه القوة فلا أجد منك سوى
ثورة تضل بخطاي عنك وعن دربك الوعر تزحزحني
يا دهشة لا تشبه الدهشة واجتياح متخم بعنف المحبة
أشهد أن لا أحد غيرك بتمائم الغرام قادر أن يفرحني
وأشهد أن سهام عينيك نفذت ونفّذت مرادها فمتى
تضمد جرحي وترمم كسور قلبي وباللين تصلحني
أيها الوتد النازح في عمقي إني تائه بك فوجهني إلى قلبك لعلك حينها بعين غير عينيك تلمحني
ولعلك تراني في قلبك قريبًا أخترق مداك الفسيح
ومن قائمة أوجاعك التي تناضل للخلاص منها تمسحني
أيها الزاحف نحو صرح مشاعري إن كنت لا تقتل فستبقى قاتلي، فهل منحتني صك الغفران الذي به ستسامحني!
فإن كنت متيم …مغرم …محب بقدر إتساع السماء
وبقدر سعير الجوى في قلوب العاشقين ابدأ بالمسير
إليّ وستجدني في انتظارك متلهفًا أن تصارحني.
༺༻

الحب له مقادير تجري في أعنتها، وعنانها ينافي كل القوانين التي تدور من حولك، إنه يخلق بك نوعًا من المنطق الذي قد لا يدركه سواك، يشطرك إلى أجزاء جميعها يتعذب وجميعها يعيش في عذابه روعة لا آخر لها، يبدل عينيك بأخرى ترى تفاصيل الكون الفسيح في ملامح وجه أدمنت التيه في خطوطه، ويجعل الزمن الذي يمر ليس ساعات ودقائق بل دقات قلب يضج بالشوق الذي يحرق أخضره ويابسه، ويجعل المصير المجهول هو قيد خفي التف حول عنقك وقلبك يربطك بآخر حين يجافيك يكون كمن يضيق من حولك الخناق فتكون كمن يموت شيئا فشيء، الحب هو الحياة التي إن لم تغامر وتعشها فأنت لم تحيا بل وضعت على قوائم العابرين بخطوط الزمن دون هدف ودون دليل ودون مرافق، فجميعنا في النهاية سنموت …قلوبنا جميعا ستتوارى تحت الثرى، عينانا سيغادرها الضوء، وكفوفنا سيجتاحها البرد لكن وحدهم المحبين من سيشعرون حين الرحيل أن الرحلة كانت تستحق، كل لحظة كانت تستحق، أن يمروا بخطوط الزمن ويخوضوا في غمار الحياة.
وهوأحب بكل كيانه، حب بلغ منه مبلغه وجعله أسيرًا له، وقع في غرام صهباء تحرق حشاه لوعة منذ اللحظة الأولى التي صرخت بها المشاعر في صدره تطالبه بوصالها الذي ما وجد إليه سبيلا ففر بعيدا بأميال ما أقصاها تاركًا قلبه كما الحارس يشيخ على بابها دون أن تدري، وحين أسعده الزمان بقربها تكابلت كل الظروف عليها لتؤذيها وتؤذي قلبه بها، كل أذى يمر بها يعجل بموته، يعجل بأن يتوقف قلبه بغتة من فرط الخوف والألم، يعجل بمواسم الحزن والدموع التي ما تمنى أن تحل عليهما مطلقًا.
كان علِيّ يجلس في طابق غرف العناية كأنه يهرب من ضجيج الكون ويلجأ إلى قربها، كان مرهق كما لم يكن يومًا، يسند رأسه إلى الحائط البارد مغمضًا عينيه لعله يحظى بدقائق من النوم الذي يجافيه منذ أيام وهو يعقد ذراعيه على صدره ويمد ساقيه الطويلتين بتعب، عقله يسعى لأخذ وقت مستقطع من صراعه ولكن قلبه الذي يريد الركض عبر هذه الأبواب والارتماء في تجويف صدرها يعصف بين جوانحه دون هوادة، اعتدل علِيّ يفرك وجهه بعنف وهو ينظر لباب العناية ويقول
" هيا كنزي …هيا عودي إليّ…عودي وأنتِ واثقة أني سأختارك دائمًا، وأنكِ ستظلين بقلبي تعلين ولا يعلو عليكِ، لقد بت أبغض الأيام دونكِ، أبغض أن أرى كل الكون إلا عينيكِ،
عودي إليّ حبيبتي ولا تفكري مطلقًا في الرحيل فأنا لست أقواه "
أدمعت عيون علِيّ ليسمع وقع خطى تقترب منه فالتفت ليرى ثلاثة ممرضات يقتربن منه لتتوقف إحداهما وتقول
" سيدي لمَ مازلت جالسا هنا، ألم يبلغوك أن زوجتك ستخرج من العناية اليوم، بقائك هنا ليس له داعي، يمكنك انتظارها في الغرفة التي خصصت لها "
انتفض علِيّ واقفًا يقول بصدمة جلبت الابتسامة إلى شفاههن
" حقًا، لا لم يبلغني أحد، متى ستخرج "
قالت الممرضة
" الآن …نحن متوجهات إليها لنهيأها لذلك "
قال علِيّ
" هل بإمكاني رؤيتها "
قالت الممرضة
" نعم يمكنك الانتظار هنا لتكون أول من يستقبلها "
قال علِيّ وهو يلمح الممرضة تحمل ملابس مطبقة بعناية
" أهذه ملابسها "
أجابته الممرضة التي تحمل الملابس
" نعم لقد أحضرت صديقاتها كل ما نحتاج إليه، من فضلك انتظرنا هنا حتى ننتهي "
قال علِيّ بلهفة
" أيمكنني الدخول إليها معكن، الآن "
هزت الممرضة رأسها وقالت " سيدي هذا ممنوع بالطبع لأننا ….
قاطعها علِيّ وهو يخرج رزمة من المال بدا لا يعرف لها عددا ويقول
" إنها زوجتي وأريد الاهتمام بها، وهذا شيء بسيط مقابل تعبكن معها الأيام الماضية " قالت الممرضة بحرج بالغ
" سيدي ….
لتقاطعها التي تحمل ملابس كنزي وهي تسحب الرزمة منه بمرح وتقول
" سلمها الله لك من كل سوء، حسنًا لا بأس ولكن لنسرع قبل أن يتم ضبطنا متلبسين ونحن نخالف قوانين المكان "
التفتت لها الممرضة التي تقف أمام علِيّ والتي بدت أعلى منها شأنًا وهزت رأسها بيأس وهي تقول
" لا ينقصنا توبيخ من الطبيب مؤمن، فأعصابه هذه الأيام على المحك "
تحدثت أخيرا ثالثتهما والتي كانت مأخوذة بوسامة علِيّ ولهفته على زوجته وقالت
" زوجها ويريد أن يساعد، لا بأس ولكن كما قالت فلنسرع " بدى الرفض جلي على وجه الأخرى وهي تلتفت إلى علِيّ الذي ينظر لباب العناية كأنه لا يطيق صبرا وتقول
" حسنا …دعونا نتحرك ".
༺༻
بالداخل كانت كنزي قد استعادت وعيها كاملا، استعادت كل التفاصيل من أكثرها ألمًا إلى أقلها جرحًا، كانت تشعر أنها كمن عبرت بكابوس مرعب وخرجت منه تكاد لا تجد في ذاتها انفعال واحد طبيعي لتبديه، تشعر أنها مجمدة من الداخل ..لا تستطيع أن تبكي أو أن تحرك شفتيها لتصرخ كأنها في حالة خدر أو خمول بينما صدرها تشعر كأنما حدث به انفجار عنيف أحال قلبها إلى أشلاء تناثرت في كل حدب وصوب، الألم رحل كما الخوف وبقي الجرح الذي اتسع إلى حد مخيف ينزف دون توقف، هناك صدى أنين عنيف يدوي بين أضلعها دون توقف ولا تستطيع إخراجه منها علّها تتخلص منه، طفرت من عيون كنزي دموع لم تشعر بها بينما عينيها الساهمة في سقف الغرفة لم تطرف لحظة، كأنها تخشى إغماضها …كأنما أحداقها إن أطبقت تعيدها إلى ربوع فزع لا تصدق أنها نجت منه، تعيدها إلى قذارة لم تكن لتصدق أنها ستتعرض لها يومًا، تعيدها إلى صدمة تُغِير على قلبها الذي خرج عن طوعها وهرع إلى بنان رجل
ألقاه في الجحيم وعبر على رفاته، طرقات على الباب تبعها صوت خطى تداخلت من أصوات لم تلج إلى وعيها كما ولج صوته الذي شعرت نغماته تجري في أوردتها مطلقة فيها يقظة جعلت أحداقها تتوجه صوب وجهه الذي كان كما عهدته جميلا …بعيونه المتفهمة …وفمه الذي لا يجرح وملامحه التي لا تخون، أغمضت كنزي عينيها لينحني علِيّ صوبها مقبلًا جبهتها وهو يقول
" سلام على فسيح الكون في عينيك، فلقد ضاقت بنا رحاب الأرض حين كانت مغلقة " فتحت كنزي عينيها مجددًا تتأمله بقهر شديد من ذلك القرب وتتذكر صدره العاري والأخرى التي كانت بين يديه ليضربها تيار كما الكهرباء تهتز لها ملامحها كما لو أنها تتألم والدموع بدأت تنهمر دون حساب وارتجافة جسدها أضحت واضحة كأنما رؤيته تعيد لها كل المشاعر التي فقدتها، تعيد لها كل الألم الذي مرت به فنفرت عروق علِيّ انفعالا وهو يقول للمرضة
" ما بها …هل تتألم "
قالت الممرضة بخفوت شديد
" سيدي زوجتك حالتها النفسية ليست مستقرة وأرجو أن تتفهم ذلك "
نظر علِيّ لكنزي نظرة غارقة بالذنب والوجع وأمسك رأسها بين كفيه بقوة وقال لها
" كل الصعب سيمر حبيبتي، كل الشدائد سترحل، لأني لا أنوي تركك لها …أنتِ لي مهما كان صعبًا ..مهما بدوت مقصرا ….أنا أسف لأني لم أكن معكِ ولم أمر بكل ذلك الألم بدلًا عنكِ …أنا آسف كنزي، أسف أنكِ في محنتكِ لم تجديني جواركِ أحول بينكِ وبين الاذى لكني لا أعرف كيف حدث ذلك، لا أذكر شيء"
كانت كنزي تصارع ذاتها وهي معدمة الجهد، تريد الركض إليه ليضمها بشدة …ليعتصرها مخرجًا منها كل الألم، وتريد الركض فرار منه علّه يفلتها ولا يزيد عليها الألم وما بين هذا وذاك استسلمت لذراعيه اللتان جذباها لتجلس، يدعم جسدها مانعًا إياه من السقوط وقد أصابها دوار عنيف جعلها تميل برأسها إلى صدره، فيضم رأسها إليه وهو يباشر عمل الممرضات من حوله، ويبدأ في تمشيط شعرها بيديه فتشعر كما لو أنها طفلة يراعيها …كانت تشعر أنها تحتاج إليه وبقدر ما تحتاجه بقدر ما تريد البعاد عنه، شعرته كنزي يدفع بسترة ثقيلة عبر رأسها ثم يدخل ذراعيها فيها واحد تلو الآخر قبل أن ينظر إليها ويقول بتأثر بالغ
" تبدين مشرقة، إمرأة مثلكِ لا تنطفيء مهما نصب لها من مكائد "
لقد كانت منطفئة وتعلم …كانت كما الاموات وتشعر …لكن لمعة عينيه وهو ينظر لها زاحمت كل ذلك لتومض في صدرها أمل قتل من قبل أن يولد فأحنت رأسها لتتساقط الدموع تباعًا بينما هي تشاهد تساقطها كما لو أنها تقف خارج جسدها وتنظر للمشهد، تنهد علِيّ وبصدره تحتشد المخاوف ورغم ذلك انحنى يحملها ويضعها على الكرسي المتحرك ثم يتحرك بها مسرعًا ليغادر تلك الغرفة الكئيبة متوجهًا نحو المصعد كأنه يفر بها وإن كان لا يدرك إلى أين المفر.
༺༻

في نفس الوقت داخل أحد أجنحة المشفى كانت سارة تقف أمام تولين التي علق لها محلول ملحي وتقول بتوتر بالغ
" فاطمة اعتذرت عن القدوم، تقول أنها سترسل الحقيبة مع السائق، وتقول أن سلطان مريض، لقد بدى صوتها كأنها تبكي فلم أفهم منها شيء، لم أفهم كيف التقت بسلطان وماذا كان يفعل بالمجمع السكني أنه عادة لا يذهب هناك إلا للضرورة "
قالت تولين
" اهدئي يا سارة وهاتفي سلطان وافهمي منه ما حدث " تحركت سارة تجذب حقيبتها بانفعال وهي تقول
" هاتفه مغلق، لقد حاولت مئة مرة، سلطان بات غريب كأن به شيء ولا يفصح عنه، حاله أصبح يشغلني وأخشى أن يكون ما يحدث له بسببي " قالت تولين لسارة
" لا تحملي نفسك مغبة كل ما يحدث، سلطان قادر على التعامل مع الموقف أفضل منكِ، أعلم أن الوضع برمته كان ثقيلًا لكن في النهاية هو رجل ويبقى قادر على الصمود أكثر منكِ "
قالت سارة وهي تتحرك تجاه الباب
" لا رجل يصمد أمام المساس بكرامته يا حور، أنا بقلة عقلي وسوء إختياري من جعلته يمر بذلك، أتعلمين أني لم أر سلطان يومًا مريض أو عاجز …تخيلي إلى أي حد أوصلته "
وقفت ملاك وقالت لها بخفوت شديد كأنما تكبح نواح أشد
" إلى أين تنوين الذهاب "
هزت سارة رأسها بانفعال وقالت وهي تكبح دموعها
" سأجعل السائق الذي أحضر الحقيبة يعيدني إلى المجمع السكني، تعالي معي لتأخذي الحقيبة، كنت أتمنى أن أستقبل كنزي وأرى رد فعلها حين تعلم بخبر حمل حور لكن…..
قاطع حديثها طرق على الباب ففتحته بسرعة ظنا منها أنه أحد فريق التمريض لتتجمد حين رأت كنزي أمامها فتدفع الباب لتفتحه على مصرعيه مطلقة العنان لدموعها وهي تنحني لتحضنها بقوة وتقول
" حمد لله على سلامتك، كان كل شيء ناقصا دونك، هذه آخر مرة قد نحضر حفلا نحن لا نشبه هذه الأمور "
تمسكت كنزي بسارة بقوة ألمت قلب علِيّ الذي لم تتفاعل معه مطلقًا، لم تتمسك به بهذه القوة، لم تطبق كفها على كفه كأنها تتحامل على ذاتها لتتقبل لمساته، تحركت ملاك نحو الباب لتقول تولين بتأثر
" راعوا وضعي وادفعوا بهذا المقعد نحوي "
رفعت كنزي عينيها لأعين تولين ثم بكت كأنما تشكو إليها مصابًا عاتيًا فتبكي تولين بالمقابل وهي ترى سارة تبتعد عنها لتقترب منها ملاك تضمها وهي تقول
" كلنا كنا سنموت من القلق عليكِ "
تمسكت بها كنزي بقوة كأنها تريد الشعور بوجودهم خشية أن تكون النجاة حلم
فتدفعها سارة بالمقعد تجاه تولين التي نظرت إلى عينيها وقالت بحزن
" هل أنت بخير "
هزت كنزي رأسها برفض فمدت تولين يدها تجذها إليها بلطف لتصعد كنزي إلى السرير الضيق وتحشر نفسها ما بين الحائط وجسد تولين وتنكمش كما الجنين فتسارع سارة لتدثرها وهي تقول
" الأن سأرحل وقلبي مطمئن، لن أتأخر بإذن الله"
خرجت سارة تركض فتبعتها ملاك التي كانت خائفة وتائهه وحزينة، نظرت كنزي لعيون تولين تسألها عن سبب ركودها في هذا السرير دون أن تسأل مررت تولين كفها على بطنها وقالت ببكاء
" هناك ضيف قرر القدوم ولكن يبدو أنه ضعيف للغاية " توسعت أعين كنزي قبل أن تنهمر منها الدموع ويرتفع صوتها بشكل جعل علِيّ ينفعل وتنتفخ أوداجه وهو مسمرًا حيث هو غير قادر على الاقتراب لاحتوائها يموت كمدًا لأنها قررت البكاء والتفاعل مع كل من حوله ومنعته من أن يكون ملاذها، وضعت كنزي يدها فوق بطن تولين وبكائها يزداد حدة ليظهر الانفعال جلي على جسد علِيّ الذي انتفض حين سمع صوت رائف يقول
" أظن أنهما تحتاجان لأخذ مساحتهما الخاصة، يمكنك البقاء معي بالخارج "
ظهر الرفض على وجه علِيّ الذي استجاب منسحبًا للخلف بخطوات مزعزعة كأنه لا يقوى على الإلتفات، سحب علِيّ الباب يغلقه ولآخر لحظة كانت عيناه معلقة بها وإن كان قد عجز لسانه عن وصلها فبقيت العيون نواطق، أغلق الباب وانزلق جالسًا في المقعد الأقرب له غافلا عن رائف الذي يزرع الممر ذهابًا وإيابًا يحاول الاتصال بأصالة فلا يجد مجيب.
༺༻
ركضت سارة في مدخل المشفى وبيدها الهاتف تحاول الاتصال بسلطان الذي كان هاتفه مغلق ومن خلفها تركض ملاك التي تقول لها
" لا داعي لقلقكِ هذا، سلطان مؤكد بخير "
قالت سارة التي تعود لطلب فاطمة
" إن كان كذلك لمَ ستقول فاطمة أنه مريض، مؤكد به شيء
" استمر رنين الهاتف لتجيب فاطمة قائلة
" أنا أقف أمام المشفى يا سارة "
خرجت سارة تركض وحين رأتها سألتها بتوتر بالغ
" ظننتكِ ستسافري دون أن تمري بي "
قالت فاطمة
" كنت سأفعل بالفعل لكني فكرت أني لا أعرف متى سأتمكن من السفر ثانية لذلك جئت لرؤيتكِ والفتيات قبل رحيلي "
قالت لها سارة بقلق
" لماذا كنتِ تبكين حين حدثتيني إذًا ولمَ قلتِ أن سلطان مريض "
قالت فاطمة بانفعال تنكر بكائها بجمود كاذب
" أنا لم أبكِ ..لكن كما العادة لم يكن أخيكِ ليراني ويتركني لحال سبيلي، كأنما باتت متعته في الحياة الضغط عليّ "
قالت سارة بيأس
" هل تشاجرتما "
أجابتها فاطمة
" نعم …لأنه لا يكف عن اشعاري أني …
صمتت فاطمة تبتلع باقي حديثها كأنها تأبى أن تعري روحها وإن وجب عليها ذلك ثم قالت
" رغم أنه بدى مريض لكنه لم يتوقف عما يفعله "
قالت سارة لملاك
"ملاك خذي هذه الحقيبة إلى الغرفة من فضلك "
ثم التفتت إلى فاطمة وهي تركض وقالت
" وأنتِ فاطمة تعالي معي " قالت فاطمة وهي تسرع خلفها " إلي أين …سارة أنا لن أعود إلى مكان يوجد به أخيكِ، أنا أسفة لكن …..
قاطعتها سارة تقول وهي تتلفت بحثًا عن سيارتها
" فاطمة …أنتِ قلقتني بما فيه الكفاية صدقيني، لذلك أسرعي وابحثي معي عن السيارة لنتحرك "
قالت فاطمة
" سارة أنا لا أريد رؤيته بعد ما فعله "
التفتت لها سارة وقالت بانفعال شديد
" سلطان لا يمرض بسهولة يا فاطمة … أنا قلقة عليه من فضلك نحي مشاعركِ السلبية حاليًا واشعري بي واعلمي أني لن أحتمل الجدال معكِ، أنا متعبة "
تجمدت فاطمة في مكانها للحظة قبل أن تقول بتفهم والقلق يتفاقم في صدرها
" حسنًا سارة …حسنًا " ضغطت سارة مفتاح السيارة أكثر من مرة لكنها لم تسمع صوتها فبدأت تتلفت حولها كما التائهة وهي تمسك رأسها لتقول فاطمة
" أظن سيارتك التي تضيء بالخلف، لن تسمعي صوتها فنحن بعيدتان عنها بالفعل " ركضت سارة في الاتجاه الذي أشارت إليه فاطمة فتبعتها فاطمة وهي تشعر أن النيران التي نفثها سلطان مازال حريقها مستعر في أوردتها.
༺༻
في غرفة شاهين كان آصف ينام على السرير واضعا كفيه أسفل رأسه وهو ينظر إلى شاهين الذي يجفف شعره بالمنشفة وهو يتحرك ببطيء شديد حرصًا على ألا يشتد ألم أضلعه ويقول
" سيدرا لن تمررها لك، إنها لا تقبل بأن توضع أمام الأمر الواقع، وأنت كنت كمن يتحين الفرصة لوضعها أمامه، آصف هكذا لن تسير الأمور بينكما " قال آصف بهدوء
" لا تتدخل أنت فقط وكل شيء سيسير بسلاسة، بالمناسبة أظن أنك بحاجة لعمل زيارة سريعة لبقية الأسرة المقيمة في المركز الطبي لتصحيح بعض الأوضاع "
قال شاهين وهو يتحرك تجاه النافذة
" نعم هذا ما أفكر به، عليّ أن أقابل علِيّ ومؤيد ولا أعرف أي لقاء بينهما سيكون أصعب من الآخر "
اعتدل آصف يجلس فوق السرير وهو يقول
" نصيحة مني لا تؤجل لقائك بهما كثير وسارع لتسوية الأمور فوالدك عقدها بما فيه الكفاية "
قال شاهين بتعب
" والدي يرفض أن يفهم مغبة خسارة علِيّ ومؤيد، يرفض الاعتراف أنه الطرف المضلل، يرفض أن يرى ما بت أراه الآن…وللأسف لا أظنه سيراه مطلقًا "
قال آصف وهو يقف ليصلح هندامه بحركات واثقة
" والدك يتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة للعائلة وأنت عليك أن تتصرف بالطريقة المناسبة لما بت تراه أيضًا، فما دمت قررت أن تكون الكبير إذًا كن بقدر ذلك "
قال شاهين وهو يتنهد بتعب
" أنا لم أقرر ذلك من فراغ، فمؤيد الأحق بذلك لكنه محال أن يقبل بأن يعود لكنف والدي خاصة بعدما قيل على كنزي، مؤيد تحرر من حصار العائلة لسنوات وبات أمر العودة بالنسبة إليه تضحية كبيرة فعلها لأجل أخته لكن بعدما قاله والدي ستنتهي أسبابه جميعًا ولن يكون هناك أمل لذلك، أما علِيّ فبعيد عن كونه لا يهوى أن يدفع بنفسه لمعمعة العائلة حاليًا أصبح يملك حياة لن تكون مستقرة في أجواء العائلة التي مهما فرض وجود كنزي بينهم لن يتقبلوها، هذا الكره إرث سنوات وأنا أكثر من يدرك كيف يعمي البصيرة ويضلل الفكر و…..
صمت شاهين يعقد حاجبيه ويقرب رأسه من النافذة ليقترب منه آصف وهو يقول " لماذا تنظر هكذا "
قال له شاهين الذي ارتعد جسده
" سارة …هذه سارة "
طل آصف بعنقه وقال
" نعم لكن لمَ تبدو تائهة ومنفعلة بهذا الشكل "
تنهد شاهين بعمق ولم يبح لآصف بكونه بات من شدة ما يستحضرها بعقله، من شدة ما يلتقيها في خياله يخشى أن تكون قد غزت صورتها عينيه فجعلته يراها في كل البشر وقال
" يبدو أن هناك ما يحدث " قال آصف الذي يراقب سارة بجدية
" فعلا ..أتريد مني تفقد الأمر، أو ربما عرض المساعدة "
قال شاهين وهو يلتفت إليه
" ولمَ لا أفعل أنا ذلك "
أسرع شاهين نحو باب الغرفة
فأسرع آصف يوقفه قائلا
" شاهين ألم نتفق أن تبتعد عن الفتاة حتى ترتاح نفسيًا مما تعرضت له وبعدها ….
قاطعه شاهين وهو يفتح الباب ويخرج إلى الرواق قائلًا
" أنا سأطمئن عليها فقط، لقد كانت تركض …تنفعل …تتخبط …تزداد حزنًا، لعله أمر جلل "
هز آصف رأسه وهو يسير خلفه ويقول
" أنت بالمشفى ولست بمنزلك لتخرج متى شئت، عد يا شاهين وأنا سأتولى الأمر " ضغط شاهين زر المصعد وهو يقول بانفعال
" أنا من عليه أن يتبعها …فأنا ذلك الضائع الذي ترشد خطاها خطاه، ويدق قلبه في صدرها "
اقترب آصف يقول له
" تعقل واسمعني "
لكن باب المصعد الذي انفتح وخرجت منه ملاك تجر الحقيبة جعله يقول لها بلهفة شديدة بدت حدة
" ملاك ما بها سارة "
نظرت ملاك له بارتباك وحاولت المرور فقطع طريقها يقول وهو يحفظ المسافات بينهما
" لقد رأيتها من النافذة تركض وبدت منفعلة كأن هناك ما حدث "
قالت ملاك بتوتر
" من فضلك أنا لن أستطيع إخبارك بشيء يخصها أو التحدث معك لذلك أفسح لي الطريق "
قال شاهين وهو يتحرك بقلب يتمزق وتينه من هول الفزع عليها وهول الحنين
" على الأقل أخبريني أرجوكِ، هل هي بخير "
قالت ملاك دون أن تنظر له
" الأمر يخص سلطان، ولن أستطيع إخبارك بأكثر من ذلك "
قال شاهين بصدمة
" سلطان !!أهو بمشكلة " هزت ملاك رأسها وقالت
" لا جائها خبر أنه مريض ويجلس بالمنزل داجل المجمع السكني بمفرده، لذلك هرعت لتتفقده وهي تشعر أنه إن كان مريضًا ستكون السبب في ذلك بعدما عرضته له من انكسار بعدما حصل بالحفل "
وضعت ملاك يدها على فمها بصدمة أكبر وقد أدركت أنها قد باحت بكل شيء أما شاهين فاندفع إلى المصعد وتبعه آصف يرتكن إلى جانب المصعد بتعب وهو يقول
" تركض إلى أخيها كأنها لا تشتكي من شيء، يا إلهي كلما مرت بخاطري ..أو مرت أمام عيني …أو أضحت مسار حديثي يرتعد جسدي كأني محموم بها …مصاب بها ومصابي عظيم ".
༺༻
بعد قليل كانت سارة تقترب من المجمع السكني وهي تقول لفاطمة
" ألن تخبريني بما حدث بينكما "
قالت فاطمة
" فليخبرك أخوكِ الذي لا يرى نفسه مخطئًا تحت أي ظرف "
قالت لها سارة وهي تقود بسرعة كبيرة
" سلطان ليس بالقسوة التي تظنيها يا فاطمة، صدقيني هو فقط لا يجيد التعبير "
قالت فاطمة بغضب شديد
" بل أخوكِ قاسي جدا يا سارة، قاسي فيما يخصني تحديدًا لدرجة جعلتني أشعر أنه يتعمد ذلك، يتعمد أن يضعني في اختبارات مهينة، يتعمد جرحي بالكلمات، يتعمد أن يوضح لي أني أقل من أن أعامل باحترام، حتى شفقته عليّ تؤلمني لأنها تشعرني أني بلا أهل فعلا، لقد تمنيت أن يعاملني بلين وتفهم حاولت كثيرًا تقبل حدة طباعه ووضع مبررات له لكنه بكل مرة يثبت لي أن ما أفعله ليس سوى إيهام لروحي التي تنتفض ثائرة للإهانة التي أتعرض لها، سارة أنا قادمة معكِ لأني مدركة لكونك مضغوطة بما فيه الكفاية لكن لتعلمي أني قررت من اليوم ألا أعرف أخاكِ ولا يجمعني به مكانًا واحدًا "
قالت سارة بصدمة
" يا إلهي …ماذا فعل بكِ لتنفجري هكذا، هل وبخكِ لأنك سافرت بمفردكِ "
قالت فاطمة بقهر شديد
" ليته فعل لم أكن لأشعر بما أشعر به الآن، أخوكِ لم يحاول الاطمئنان عليّ بعد هذا الغياب، لم يحاول الاعتذار عما بدر منه وجعلني أترك له كل شيء وأرحل ووقف في وجهي يسألني عن رأيي في عريس أحضره لي "
قالت سارة بصدمة أكبر
" عريس !! "
قالت فاطمة
" نعم، وقف في وجهي بكل صلف يقول أنه رجل عصبي ..ينفعل …لا يجيد التعبير عن ذاته، كلماته أشعرتني بالرعب والحزن، لماذا بربك قد يرضي لي أخوكِ برجل كهذا، لماذا بدلًا من الاطمئنان على حالي، الاهتمام بأمري يبحث لي عن عريس، لماذا بدلًا من أن يشعرني بأنه يحترمني ويحميني يصر على إرسال طقم الذهب ورزمة المال كأني أنتظر منه أن يمن عليّ، أنا لا أريد منه سوى أن يقول أسف وهو ينظر في عيني وهو يعنيها "
أوقفت سارة سيارتها بحدة أمام باب المنزل وهي تقول لفاطمة بانفعال
" يا إلهي …وماذا قلتي له " قالت فاطمة
" فقدت أعصابي وثورت د، أنا لست عانس ليبحث لي عن عريس ولست منفلتة ليبحث لي عن رجل يقومني، أنا لست عبأ عليه لكي يكون زواجي كل ما يشغل رأسه، وفي النهاية يتهمني أني لا أقبل بالعريس الذي أحضره لأنه ليس ضابط، انظري إلى الصلف الذي أتعرض له " قالت لها سارة بغضب
" حماقة خالصة …أنتِ وهو حماقة خالصة، سلطان لم يكن ليبحث لكِ عن عريس لأن أخي الحجري يحبكِ ويغار عليك وبجنون، سلطان كان يتحدث عن نفسه لكن كما العادة لم يعرف كيف يصوغ كلماته وكيف يخبركِ بما يعانيه في غيابكِ، وأنتِ كيف لم تشعري بذلك …كيف لم تفهمي ما يصدر عنه " انفرجت شفتي فاطمة كأنما ما توشك على قوله تطاير من فرط الذهول وبدأت حمرة طاغيه تزحف إلى وجهها وقد توسعت عيناها وامتلأت بالدموع وهي ترفع يدها لتضعها على قلبها، ثورة الغضب التي بداخلها باتت كما كرة النار تتدحرج في شريانها، والانفاس تصارع ما بين شهيق وزفير فلا تجاري جنون النبض، ظلت فاطمة جامدة تشاهد سارة التي قفزت من السيارة بسرعة تجاه المنزل فوجدت الباب مفتوح كما تركته هي قبل رحيلها فدخلت تاركة إياها خلفها في حالة لا تفسير لها.
༺༻
ولجت سارة من باب المنزل الذي استغربت كونه مفتوحًا على مصرعيه لتجد سلطان نائم على الأريكة وبجواره القرص الزجاجي الضخم للمنضدة مهشم بالكامل ومتناثر أرضًا، بينما ذراعيه أحدهما يرتاح فوق خصره والآخر يتدلى نازفًا وأسفله بقعة دماء مهولة جعلتها تسرع نحوه بهلع وهي تناديه
" سلطان …سلطان، سلطان افتح عينيك، سلطان " كانت تهزه بقوة وقد بدأ خوفها يخرج عن السيطرة لتصرخ وهي تتمسك بسترته القطنية بقوة وتجذبه ليجلس وتقول
" سلطان …أجبني …سلطان افتح عينيك، سلطان أرجوك " أسرعت تخلع حجابها وتربط به يده النازفة بقوة لتدخل فاطمة مندفعة على صوت صراخها فتقف مصدومة وهي تقول
" يا إلهي "
ثم تسرع نحوهما تنظرلأيدي سارة الغارقة بالدماء وهي تقول
" ماذا حدث"
قالت سارة بصراخ
" اطلبي الإسعاف …اطلبي عيسي …طاهر …سيد …بشر، اطلبي أي شخص ليساعدنا، اركضي إلى منزل ليل، أحضري الأمن "
اقتربت فاطمة أكثر وانحنت تتفقد نبض سلطان بأصابع ترتجف وهي تبكي وتتمني أن يفتح عينيه وينظر لها لتجد نفسها لا تكاد تشعر بنبضه فتنهار على ركبتيها فوق شظايا الزجاج لتصرخ بها سارة
" لا تبكي هكذا كأني فقدته، هل تسمعيني…لا تبكي هكذا " وقفت سارة وهمّت بالاندفاع خارج المنزل دون حجابها والدماء تلطخ ملابسها ووجهها لتتفاجيء بشاهين يسد عليها الطريق وهو يقول بخوف
" لماذا تصرخي …ماذا حدث"
دفعته سارة بعنف شديد أطلق على أثره صرخة وقد أنت أضلعه وجعًا، صرخة جمدتها في مكانها تراقبه وهو يرتمي على الجدار من خلفه منحنيًا يصارع الألم فهمّت بإكمال طريقها لكنه صرخ بها بقوة
" إن عبرت قدمكِ خارج الباب بدون حجابكِ سأكسرها "
وضعت سارة يدها على رأسها ونظرت لعينيه بغضب وهي تبكي ثم ركضت إلى الداخل فأستقام شاهين بصعوبة وهو يشير لآصف الذي نزل من سيارته وأسرع نحوه يساعده ليقف لكنه ظل محنيًا وهو يتقدم إلى الداخل فيرى سلطان فاقد لوعيه وبجواره فاطمة تبكي ومن تحتها مشهد دموي جعله يستنبط الوضع ويقول لآصف بتعب
" ساعدني لننقله للمشفى "
خلع آصف سترته وهو يهز رأسه بعدم رضا ثم يقول لشاهين
" ابتعد أنت "
جمع آصف كامل قوته ليستطيع تحريك جسد سلطان الضخم ولكنه لم يستطع إخراجه فاقترب شاهين الذي يكتم خلف شفتيه صرخة عاتية ليساعده في اللحظة التي نزلت فيها سارة تلف من حول وجهها حجاب غير محكم وتركض خلفهم دون تفكير فتبعتها فاطمة التي لمحت ورقتها المالية التي نقصت من الرزمة ملقاة أرضًا بين الدماء فالتقطها تغلق عليها كفها بقوة وهي تتبعهم كما المغيبة ومازال عقلها سريع البديهة لم يستوعب الموقف بعد.
༺༻
على الجهة المقابلة كانت أصالة تخرج من منزل ليل تغلق الباب بنزق بعدما غلفت ووضعت بالمبرد كافة الطعام الذي أعدته لأجله، كانت منذ ساعات تعد الأصناف وتصنع الحلوى ظنًا منها أنه قد يشتاق لرؤيتها ويأتي ليطمئن عليها كما تشتاق إليه لكنها كانت تتوهم فقد ظل مرابطًا عند باب تولين كما طلب منه بشر جاعلًا نيران الغيرة تنشب في صدرها بكل قوة، كأنما تولين تحتاج من يحميها وهي التي تعرضت لمحاولات خطف واغتيال عديدة آمنة من المخاطر، عاد هاتفها للرنين فنظرت له بامتعاض وقالت
" فلتجيب عليك من قررت البقاء جوارها، ولتعد لك الطعام هذا إن كانت تستطيع الطبخ، فأنا لست متفرغة لك " زمت أصالة شفتيها بغضب وهي تنظر يمين ويسار وتقول " سيقتلني الملل هنا وبدلًا من إنقاذي يحرس ابنة أخيه، حسنا ليشبع بها "
كانت سمراء بالشركة هي وأسمهان والفتيات بالمشفى فقررت الذهاب لقضاء الوقت برفقة سما وفرحة اللتين مرتا عليها صباحًا وطلبتا منها أن تأتي لتمضي بعض الوقت لديهما لكنها كما الحمقاء ظلت تنتظره ليكن المقابل مكالمة هاتفية، ضمت أصالة آدم الذي أخذت له موعد بالمركز الطبي لكي يتم عمل فحص شامل له لتطمئن عليه، وعبرت الطريق وهي تقول
" لو أن له قلبًا يسأله عني لأتاني ليلقي نظرة عليّ ويرحل لكن يبدو أنه من الرجال الذين يفضلون عائلتهم على زوجاتهم "
هزت أصالة كفها التي تحمل الهاتف الذي يرن بانفعال شديد وقالت
" لن أجيب ..هل تسمعني " ثم توقف وهي تتنهد وتقول
" لقد نسينا طبق الحلوى يا آدم، لا حول ولا قوه الا بالله، أنساني اسمي ابن العزايزة " التفتت أصالة عائدة إلى منزل ليل لتجلب طبق الحلوى لتتفاجأ برجل ضخم يقف خلفها تمامًا، توسعت عيناها ونفرت عروقها وهي ترفع عينيها لأعلى ببطء شديد وحين رأت وجهه همّت بالصراخ لكنه بكتم أنفاسها لتشعر بالعديد من الأيدي تسحبها وآدم نحو سيارة سوداء ضخمة كانت على مقربة من المنزل.
༺༻
على بعد عدة أمتار كان فخر يقود سيارة ليل وبجواره سمراء التي تقول له
" حالتك هذه تعد جلد للذات وليس إصلاح يا فخر، بربك منذ متى وأنت رأسك يابس هكذا "
قال لها فخر باقتضاب
"أنا أستحق الجلد يا سمراء، ليل كان محقا بكل كلمة قالها " قالت سمراء بعصبية
" ليل كان محق لن أنكر لكنك تتعامل مع ما قاله بشكل خاطيء، يا فخر الجمود الذي تدعيه والخضوع المطلق ليسا ما ينتظره ليل منك "
قال فخر الذي كان يرضخ تحت وطأة ضغط شديد بانفعال مكتوم
" ما المطلوب مني إذًا يا سمراء ، لقد تعبت …تعبت وصدمت من ذاتي التي خذلتني وخذلت كل من حولي، أنا بت لا أدرك ما يجب عليّ فعله بت تائه مشتت أقف أمام الله بخزي بالغ وقهر أني لم أعد إلى ذاتي حين عصيته وكأنني لا أشعر بالكارثة التي ارتكبتها"
ربتت سمراء على كتفه وقالت
" ربك غفور ورحيم وكلنا خطائين يا فخر، المهم أنك استيقظت من غفلتك وأدركت خطأك وعدت لرشدك، هذا ما يريده ليل لا أكثر، ويهدين….
قاطعها فخر يقول بقهر
" يهدين حلم آلمني بما فيه الكفاية، يهدين سقطت سهوًا في هواها ثم علقت حيث كان يجب ألا أعلق، لقد بت أقف بالمنتصف ما بينها وبين ليل، هي طريقها ليس بالهين وليل لن يسامحني إذا خاطرت وخوضته، وأمام ليل تسقط جميع الخيارات "
نظرت له سمراء بقلة حيلة ثم التفتت لتصرخ فجأة
" أصالة "
أوقف فخر السيارة بحدة وترجل منها بسرعة وهو يقول لسمراء لا تغادري السيارة واطلبي أمن المجمع والشرطة " هزت سمراء رأسها برعب وهي تخرج هاتفها لتطلب المساعدة فيما ركض فخر بسرعة يسحب الرجل الذي كان يكمم فاه أصالة والذي يعتبر ضعف حجمه بقوة كبيرة أخلت توازنه خاصة وأصالة تضغط قدميها بالأرض فسقط أرضًا وأصالة فوقه تحارب لتتخلص من ذراعيه فجذبها فخر بقوة وهو يلكم الرجل في وجهه بعنف لتصرخ أصالة ببكاء
" آدم لقد آخذا آدم "
التفت فخر إلى الاثنين اللذين كانا يقفان بعيدًا عنه بعدة خطوات وقال للذي يحمل آدم " أعطني الطفل وسأتركك لترحل دون مشاكل فالشرطة على وشك الوصول "
نظر له الرجل بابتسامة مستخفة تحولت إلى ملامح شر خالصة وهو يقول لرفيقه
" تولى أمره "
تقدم الأخر منه ولكمه بعنف تراجع فخر على إثره عدة خطوات ليصتدم بصدر الآخر الذي كان قد وقف ورفع يده التي تشبه المطرقة أعلى ما يكون ونزل بها على رأس فخر فدار المكان من حوله وسقط أرضًا لتصرخ سمراء وهي تأخذ مكانها خلف مقعد السائق مقررة الإطاحة بذلك الضخم الذي انهال على فخر بضرب مبرح لينفتح منزل سما وتخرج منه فرحة تصرخ بأعلى ما يكون
" النجدة …انقذونا ….أبلغوا الشرطة "
فيما وقف إبراهيم من خلفها يسد طريق الصغار كيلا يندفعوا خارخ المنزل، وأصالة تزحف أرضًا تجاه أدم وهي تنوح، كان فخر الذي يفقد وعيه يرى كل ذلك بصورة بطيئة مشوشة ليفتح عينيه على وسعهما حين ارتفع صوت طلق ناري وبعدها شعر بذلك الضخم يسقط جثة هامدة جواره.
༺༻
اندفعت يهدين تطلق النيران دون تفكير حين رأت ما يتعرض له فخر، كانت تقترب كما السهم فوق دراجتها النارية يجاورها رشيد الذي كان يدرك مكان السيارة الأخرى فتوجه صوبها مباشرة تاركًا يهدين لتتعامل مع هؤلاء، أسرع رشيد نحو السيارة التي تقف على بعد أميال وقد بدأ رجال غنام في الترجل منها ثم قفز عن دراجته النارية تاركًا إياها لتزحف نحوهم ثم صوب رصاص سلاحه نحو خزان وقود الدراجة لتنفجر بقوة تلقهم على بُعد أمتار وتنشب النيران في حديقة منزل أسمهان لتظهر سيارة أخرى من العدم فيصوب رشيد سلاحه نحوه ويفرغ زخيرته بالكامل وهو يقول
" اللعنة "
قفز رشيد خلف سيارة ليل ليجد سمراء تحتمي خلفها وحين رأته صرخت به
" من أنتما "
غمز رشيد لها وهو يقول
" نحن الجانب الطيب سيدتي، هل مفتاح تلك السيارة معكِ " قالت له سمراء وهي تلتفت تجاه يهدين التي سقطت قلنسوة سترتها كاشفة عن شعرها وملامحها بينما هي مشتبكة مع أحد الرجال بعنف
" المفتاح في السيارة "
قال لها رشيد
" سأمنحك ثلاثون ثانية لتركضي إلى هذا المنزل وتحتمين "
قالت له سمراء بهلع
" وماذا عن البقية "
فتح رشيد باب السيارة وهو يقول بطريقة عبثية
" وحدك سيدتي من تعدين تحت التغطية وسيسرني أن تستغلي هذا الأمر وتذهبي لمكان آمن، قد يمكننا من اللقاء يومًا ما "
تراجعت سمراء للخلف وهي تقول
" أنت غير طبيعي "
كان رشيد يراقب الموقف بهدوء ثم قال
" اركضي …الآن عزيزتي " ألقت عليه سمراء نظرة مصدومة وهي تقول
" إن التقينا يومًا سيكون بيننا حساب عسير "
ثم ركضت ليبتسم رشيد وهو يقول
" يا للنساء "
ثم يضغط مكبح الوقود ويندفع بقوة تجاه السيارة الثالثة ليدفعها تجاه حديقة منزل تولين ثم يترجل من السيارة ويخرج ويركض تجاه يهدين وهو يصرخ بها
" أين سلاحكِ "
أجابته يهدين التي كانت تقاتل بقوة جعلت فخر المشتبك مع أحد الرجال مشتت يتلقى الضرب المبرح بصدمة بالغة وهي تقول
" سقط "
شتم رشيد بحدة وهو يتحرك نحو أصالة يسحبها بعيدًا عن الرصاص وحين همّ بالابتعاد عنها تمسكت به فالتفت إليها بنظرة سينمائية وهو يقول
" ليس الآن فأنا لست متفرغ عزيزتي "
توسعت أعين أصالة وهمّت بصفعه أمسك رشيد يدها وقال بهدوء
" تحدثي بلسانكِ فيدكِ الرقيقة لا يليق بها العنف "
أمسكته أصالة من تلابيبه تهزه وهي تقول
" أدم …الطفل …أرجوك " خلص رشيد تلابيبه منها وألقى عليها نظرة متفحصة قبل أن يركض نحو فخر ويقضي على الرجل الذي يبرحه ضربًا بحركة مباغتة ثم يحمل سلاحه ويقضي على الأربعة الذين كانو يركضون نحوه ثم صفر ليهدين التي التفتت له وتخرج سكينًا من حذائها وتدفع به إلى خصر مهاجمها وهي تنهت فيقذف لها رشيد السلاح لتلتقطه وتضرب حامل أدهم بين عينيه وتسرع لتتلقف الطفل، كانت الجثث والنيران في كل مكان كأنما تحول الحي الهاديء إلى ساحة حرب، ويهدين تضم الطفل بقوة والسلاح بيدها الأخرى وتنظر لفخر الذي كانت جبهته تنزف وهو يقترب منها سارقًا أنفاسها فلا تنتبه لصرخة رشيد الذي يحزرها من السيارة التي أسرعت لتطيح بها فيلقي فخر نفسه عليها ليسقطا معًا ولكن يدها بالغة التدريب ضغطت الزناد لتسكن الطلقة رأس السائق وينتهي الأمر.
༺༻
كانت لحظة فاصلة في زمن لم تعتد فيها الفواصل، كانت مطروحة أرضًا بينما فخر يرزخ بثقله فوقها منكمش عليها كأنه يحميها صوت صراخ الطفل يصم أذانها وعبق أنفاسه يخدر حواسها، رفع فخر وجهه ينظر إليها فالتحمت أنفاسهما وأصبح القرب بينهما خطر له مذاق لا يوصف، مشاعرهما في تلك اللحظة كانت عواصف تضرب بدنهما ولا تبالي بما تخلفه، كأنما للقرب حسابات أخرى تنافي كل الجنون الذي كان يحدث، شعرت يهدين أن تلك اللحظة تزداد وعورة فدفعت فخر بعيدًا عنها وهي تنتفض واقفة غافلة عن شعرها الابيض الذي تخصب بالدماء تضم الطفل لتقترب منها أصالة تسحبه بلهفة وهي تبكي وتقول
" لقد وصلوا لنا يا حبيبي، وصلوا لنا "
أشهرت يهدين السلاح في وجه أصالة وقالت لها وبيدها الأخرى ترفع قلنسوة سترتها لتخفي وجهها
" من أنتِ …وما علاقتكِ بهؤلاء الرجال "
وضع فخر يده على سلاحها يخفضه وهو يقول بصدمة بالغة
" ماذا تفعلين يا يهدين، إنها ابنة عمي "
التفتت له يهدين وقالت
" ابنة عمك جلبت إليكم رجال الموت لديهم كلعب الكرة " التفتت أعناقهم نحو سيارة تتوقف بحدة ترجل منها بشر وليل يركضان نحو فخر بهلع والمشهد البشع من حولهما يجمد الدماء في عروقهما، اقترب ليل ليتفاجيء من وجود يهدين التي أشارت لأصالة بسلاحها وقالت
" هذه الفتاة خلفها شيء جعلها تجذب هؤلاء الرجال، هذا المكان لم يعد آمنًا لكم "
ثم تحركت نحو دراجتها التي قد ركبها رشيد بالفعل فهمّ فخر بالاسراع خلفها لتوقفه كف ليل وهو يهدر به
" ماذا حدث "
ظلت عيون فخر معلقة بيهدين التي ركبت خلف رشيد والتفتت تنظر إليه قبل أن تنطلق الدراجة بها بعيدًا ليدرك حينها فخر لأول مرة معنى أن يحب إمرأة قوية كما الحرب ناعمة كما السلام حارقة كما الحمم رحبة كما وطن وخانقة كما محبس ما عاد لديه من الصبر ما يتجلد به قبل أن يلبسها إياه فيحكم زمامها قبل أن يموت كمدا من الفراق والغيرة.
༺༻
علي بعد كيلو مترات قال رشيد ليهدين
" أتعلمين كم رجل قتلنا لغنام…ألديكِ توقع لرد فعل حكم "
قالت له يهدين
" حكم لن يعجبه ما حدث " قال لها
" وهل يعجبه فتاكِ "
تنهدت يهدين وهي تقول
" لا ..يراه أرعن "
ابتسم رشيد وقال
" أهناك مهمة أخرى، أم نعود إلى المزرعة "
قالت يهدين
" بما إنك خبرة في حمل النساء لدي لك مهمة بالفعل " قال لها رشيد
" هذا ما أحتاج إليه بالفعل " قالت يهدين
" احذر فمن ستحملها تخص كبير السباع "
قال رشيد بعبث
" مرحى، هل لي أن أعرف وجهتنا "
قالت يهدين
" المركز الطبي حيث حذيفة".
༺༻
بالمزرعة كان هناك بركان يناضل كل من حوله لكبح انفجاره و لجم جنونه ولكم بدا ذلك لهم مستحيلًا، فويلات الغرام كانت كما الأسواط التي تنهال على قلبه فيزأر من شدة ما يعتريه كما لو أنه أسد حبيس ينتظر لحظة انطلاقه، يدور حول نفسه منذ ساعات …لا يتعب ولا يستريح ولا يتوقف لالتقاط أنفاسه، يهدد ويتوعد يكسر يزمجر يثور ويزداد انفعالًا وعنفًا مع مرور الوقت، وقف سراج في وجه فياض يقول له بغضب
" توقف والتقط أنفاسك، أنا أشعر أن قلبك سيقف "
هدر به فياض
" ماذا تنتظر مني وانتم تحبسوني بين هذه الجدران ولا أعلم ما يدور بالخارج "
قال له طايع
" انتظر حكم سيأتي ليشرح لك كل شيء، التهور لن يفيدك بشيء "
قال فياض
" وبقائي هنا لن يغير شيء "
دفع حكم الباب ودخل عليهم بوجه ممتقع يقول بحدة
" فياض، كفى "
التفت فياض وقال كما لو أنه شعلة من النيران تزداد أجيجا " كيف كفى والوقت يمر وهي بين أيديهم، أتتخيل ما الذي قد تكون تعرضت له، هل يصل لعقلك ما قد يفعلونه بها "
قال له حكم بقوة
" اجلس لنتحدث "
قال فياض
" لن أجلس "
جذبه حكم بعنف ودفع نحو المقعد وقال
" بل ستفعل لكي أخبرك بما تريد معرفته "
تمسك فياض بذراعي المقعد بقوة وهو ينظر إلى حكم بتحفز وقلبه الوجل يتأهب على أشده وعيناه الساهدة تجحظ بجنون والمشاعر كما الموج تتلاطم بشدة …لكنه موج من نيران سقر، انحنى حكم ينظر إلى عينيه ويقول
" يهدين خططت لهروب كيان وعلينا بالصبر لكي تمر الخطة بسلام، كيان نقلت من مبنى أمن الدولة إلى المشفى بوقت سابق "
سأله فياض بعيون يلمع بها الغضب
" هل سنخطفها من المشفى " استند حكم علة ذراعي المقعد الذي يجلس عليه فياض وقال " كيان الآن تخرج من المشفى بالفعل "
قال فياض باندفاع
" أهي قادمة "
قال له حكم بصوت جامد
" بل ذاهبة إلى المقابر لتدفن "
مر على وجه فياض مئة انفعال مبهم، جميعهم يتطايرن قبل أن يترجمهم عقل حكم الذي تفاجيء بصوت فياض الذي خرج مرتعشًا مكتومًا بالبكاء
" ماتت "
قال له حكم
" لا لقد أعطاها أواب حبة تجعل النبض يكن في أضعف حالاته لدرجة تجعل الطبيب يظن القلب توقف، ثم سيتم دفنها بشكل طبيعي لكي لا نثير الإنتباه إلى إمكانية تزييف موتها وبعدها سنذهب ونخرجها ونضع مكانها جثة بنفس المواصفات "
هز فياض رأسه كأنه لا يستوعب ما يقال والتفت ينظر إلى سراج وطايع كأنه يتأكد أن ما يسمعه صحيح وقال
" ستضعون كيان في قبر بين الأموات "
قال له حكم بقوة
" نعم لأن هذا الحل الوحيد الذي سيمكننا من إنقاذها، فعلى ملفها أن ينغلق نهائيًا لتستطيع أن تجد فرصة أفضل للحياة بعيدًا عن هذه البلد "
هاج فياض يقول
" ستغلق عليها قبرًا لتمنحها الحياة، أي جنون هذا "
أمسك حكم فياض من تلابيبه يرفعه لأعلى ليقف على قدميه وهو يقول بغضب شديد
" نعم أفعل لأني لا أريد أن نترك خلفنا هذه المرة أثر، من تمنحه منكم الحياة فرصة ليحيا سأساعده بكل قوتي ليغتنمها، لماذا كنت تخطط أن نخرجها من هناك بأي طريقة تجعلها مهدده على الدوام "
قال فياض وهو يصرخ ويتحرك بانتفاضة كما لو أنه نيران موقدة
" أي شيء إلا أن تغلق عليها قبرًا، إلا هذا يا حكم "
قال له حكم
" أفهم يا فياض …أفهم، ذلك الضابط لن يكتفي بدفنها بل مؤكدا سيعود لينبش القبر ويتأكد من وجودها، سيظل الشك ينخر رأسه بشأن موتها وأنا لا أريد لخطتنا أن تفشل، فأنا أريد إخراج كيان خارج الحرب التي على وشك الاندلاع وهذه فرصتي " انتفض بدن فياض كأنما صاعقة قد ضربته وصرخ قائلًا
" أين هي يا حكم، أين كيان …لا تفعل بها ذلك …لا تضعها في ذلك الموقف، لا تجعلهم يهيلون التراب على وجهها، لا تتركها لظلمة القبر، أخبرني يا حكم أين هي وأنا سأذهب لاحضارها وسأتحمل عواقب الأمر أيًا كانت، سأسلم نفسي إليهم إذا اقتضي الأمر، سأموت أنا فأنا لا أخشى الموت لكن كيان لا يا حكم …لا "
أمسك حكم ذراعيه بقوة وقال " لا أحد منكما سيموت هل تسمعني "
قال فياض بجنون وهو يبكي " دومًا ما كانت تخرج شياطيني والآن تبكيني على بكائها، لكني لن أبكيها يا حكم …و لن أحتمل أن يوضع جسدها بقبر، ولن أقف وأسلم بما تخطط له ط، أنا قد أؤلمها أحيانًا لكن هذا من فرط ألمي ولا يحق لبشر مساسها سواي، لذلك إما أن تخبرني بمكانها أو سأذهب لذلك الضابط وأقتله لأضحد كافة أسبابك التي ستجعلك تفعل بها هذا "
همّ حكم بالرد عليه ليدخل أواب من الباب يقول بعيون
يملؤها القهر والدموع
"ما عاد صراخك يفيد فقد نزلت كيان إلى القبر بالفعل، والآن علينا أن ننتظر لنرى ما سيفعله فارس وبعدها سأخذك لنجلبها لكن ادع الله ألا يضيع مفعول الحبة وهي بين الأموات وإلا سيتوقف قلبها من الرعب وهذه المرة لن يكون السبب أنت "
تحجرت الدموع بعيون فياض الذي قال بقهر
" إذا حدث لكيان شيء لن أسامحكم مطلقًا، فكيان ليست مجرد نبض سكن جوفي، أو ألم قيد روحي، أو جنون حل بعقلي، إنها التفاصيل التي تمنعني يوميًا من بتر عنقي … إنها الحكايا التي أريد أن ألفظ أنفاسي الأخيرة وهي بين يدي، إنها المصير المجهول الذي أرتضي أن أحياه ولو للحظة، إنها العناق الذي سيعيد رشدي، أقسم إن أصابها مكروه لأجعل من كل خططكم كوارث ودماء وقتلى"
تحرك فياض إلى ركن قصي من الغرفة ووقف للحظات ساكنًا قبل أن يصرخ بجنون
" كيان "
ثم بدأ بتكسير كل شيء كان قد كسره بالفعل ليقترب أواب ويقول لحكم
" أنا أسف "
شد حكم ذراعه وقال
" لا تعتذر فأنت لست بمأمن عنا "
ثم نظر إلى أواب نظره أنبأته أن حكم يخطط لشيء يخصه ثم تحرك خارج الغرفة وهو يقول
" حين يهدأ …اشرح لهم ما يتوجب عليهم فعله، ولا أريد خطأ واحد "
نظر أواب لسراج الذي بدا مصدومًا ولطايع الذي بدأ منهارا ثم قال
" أين رشيد ".
༺༻
في نفس الوقت وبعيدا بأميال وأميال عن المزرعة كان مجلس الشيخ هلالي يضج بالرجال الثائرين رفضًا لما يحدث فوق أرضهم، ويقف في منتصف مجلس شيخ الكواسر غازي ومن خلفه يقف موسى ويونس ورجاله الذين حشدهم كأنه لا يبالى بكون حضور رجال مسلحين لمجلس كهذا يعد إهانة لا تغتفر، كان غازي ينظر بخيلاء للوجوه العابسة من حوله ويقف بثبات جعل الريبة تسكن صدر الشيخ هلالي الذي كان يدرك أن غازي شر مبين، الأصوات تتداخل والاعتراضات تزداد حدة، كان المجلس مشتعلًا بالغضب الذي ملأ صدور الرجال، بينما وقف الجارح وعمير على جانبي الشيخ هلالي في صدر المجلس ومن أمامهم وقف غازي بحشده وعلى الجانبين كانوا الكواسر كجيش يلجمه الاحترام والتقدير لهذا المجلس عن الفتك بذلك القذر الواقف بينهم، نظر غازي للشيخ هلالي بعيون مستهينة تحذر وتنذر
ليفطن الشيخ أن ذلك الثعبان يتحين الفرصة لينفث سمومه وهذا جعله كالجالس على الجمر، رفع الشيخ هلالي يده فعمّ المجلس السكون ورغم ريبته بدى كما البنيان الراسخ يتحدث بقوة تناسب هيبة الشيوخ ويقول
" من المرأة التي تحتجزها لديك يا غازي، لقد رأها الجارح تفر منك وتحاول قتلك، ورأها رجال الكواسر تفقد وعيها هلعًا منك ومنهم، هل تظننا سنقبل أن تخطف النساء وتضطهد على أرضنا، أخبرنا أو سأحضرها هنا لتخبرني بنفسها "
قال غازي بأسلوب حاد
" قلت أنها زوجتي، وتفهمت ثورة رجال قبيلتك، وقبلت أن أخرجها أمامهم لكن أكثر من ذلك لن يحدث وزوجتي لن تخرج من منزلي ولا من طوعي تحت أي ظرف، وما يحدث بيني وبينها أسرار بيوت لن أقبل أن تلوكها ألألسنة في المجالس، اجعل رجالك يلزمون حدودهم يا شيخ وإلا سألزمهم إياه وإن كان السبيل لذلك هو الدماء " هاج الجارح يقول
" هل تهددنا في مجلسنا وفوق أرضنا يا نباش القبور "
ضحك غازي وقال
" نباش القبور !! "
ثم حاد بنظره نحو الشيخ هلالي وقال
" ما رأيك بهذا الحديث يا شيخ، أظن أن حان الوقت لتكبح جماح بكرك لأن هذا الحديث إن فتح ستهتز له هيبات رجال "
كانت صيغة التهديد واضحة للشيخ هلالي الذي قال للجارح " يا بني لا تجعل غضبك يعميك عن سبب وجوده هنا، فما جمع هؤلاء الرجال عليه أن ينتهي "
قال الجارح بانفعال
" يا شيخ …
قاطعه الشيخ الشيخ هلالي هادرًا في فعل لم يكن ليصدر عنه في وقت آخر
" جارح "
تلون وجه الجارح وظهرت صدمته جلية من صرخة أبيه التي جعلته يبدو كما الطفل الذي يوبخ وسط مجلس الرجال ورغم ذلك وقف بثبات مدركًا إلى أن توتر أبيه بلغ مبلغه وقال
" أمرك يا شيخ "
نظر الشيخ هلالي بعيون فاض كيلها وقال بحدة
" من الفتاة يا غازي "
أخرج غازي ورقة من الجيب العلوي لجلبابه الأسود الذي يرتدي فوقه عبائته الفاخرة وقال بصوت جهوري
" إنها زوجتي، وهذا عقد زواجنا، لكن لن ينظر له سواك يا شيخ وبعدها إن أردت أن يراه جميع من بالمجلس فلا بأس …هذا قرارك "
رفع غازي الورقة بين السبابة والوسطى بعنجهية ولم يتقدم خطوة مترفعًا على أن يكون من يتقدم فنظر الشيخ هلالي لعمير الذي اقترب من غازي يسحب الورقة من بين أصابعه بعنف ويناولها إلى عمه ألذي أمسكها بين كفيه ونظر لغازي بقلب منقبض ثم نظر للوجوه من حوله ورفع رأسه وهو يفتح الورقة ليسرع في إغلاقها وقد زادت حدت تنفسه وهو يقول
" أخلو المجلس حفاظا على الأعراض "
بدأ الرجال في الانسحاب وقد كانت كلمة الشيخ كفيلة لجعلهم يهدؤون، التفت الشيخ للجارح وقال بانفعال
" أريد الجميع خارج المجلس حتى أنت "
نظر الجارح لوالده باستغراب ثم تحرك هو وعمير تزامنا مع انسحاب رجال غازي الذين أشار لهم ليغادروا، ليبقى غازي والشيخ هلالي بالمجلس وجهًا لوجه فيقول الشيخ هلال بحدة
" منذ دخلت حاشدًا رجالك الذين يحملون السلاح علمت أنك لن تدع أمرك معي يمر مرور الكرام"
قال غازي
" ابنك هو من يتدخل فيما لا يعنيه، ويتجاسر بالحديث وأنا بات صبري قليل "
قال الشيخ هلالي بغضب
" أنت تلعب بعداد عمرك يا غازي "
ابتسم غازي وقال
" عمري سيمتد لأنك لا تجرؤ على المساس بي وإلا سأجعل سيرتكم على كافة الألسنة، سأجعلكم تسيرون لتداروا وجوهكم كما النساء لا تجرؤن على النظر إلى أعين البشر من حولكم، يا شيخ ورقة أرعدت جسدك فماذا بباقي ما لدي "
قال هلالي وهو يزغر غازي " متى زوجك إياها "
قال غازي
" منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا، منذ شبت عن الطوق وأردتها لنفسي، أخوك كان مهووس ببقائها جواره …كان يعلم أنها أينما تخطو توجد الكنوز "
وقف الشيخ هلالي وقال
" أخي كان مجنون ألقى بنفسه إلى التهلكة وألقى بنسل الشيوخ إلى نباشين القبور، اسمعني يا غازي لأن ما لدي لن أعيده مجددًا، انتهي من نبشك سريعًا وارحل عن هنا فرائحتك زكمت أنوف الكواسر، واعلم أني لا أهدد فها هي أنثى تحمل دمائنا كادت أن تقتلك "
أحنى الشيخ هلالي عينيه تجاه كف غازي المصابة باستهانة ثم قال
" ألا يجعلك هذا تفكر ما قد يفعل بك الرجال "
ثارت أعين غازي واشتعلت فبدت كما لو أنها نيران بمراجل وليس أحداق رجل
" هذه الفتاة إذا أتتني يومًا لقطعت رأسها كما قطعت رأس أخي، لكن لو أتتني برأسك سيكون الثأر قد رد وسأعيدها إلى كنف القبيلة لو كلفني ذلك عمري "
تصلب فك غازي وجذب قسيمة الزواج من كف الشيخ هلالي ثم قال له بصوت كأنه خرج من عمق الشر
" مريم زوجتي وستظل كذلك ولو كلفني هذا قطع رؤوس رجال الكواسر أجمعين "
خرج غازي من مجلس الشيخ كما البركان الثائر الأفكار تتقاذفه، الغضب يعميه، المخاوف تملأه، وقيود وحوشه تنحل مخرجة منه أسوأ ما فيه، توقفت سيارة غازي أمام منزله العتيق ومن خلفه سيارات رجاله، فترجل غازي منها بعنف والتفت إلى أخويه يقول
" لا أريد أحد بالمنزل الليلة، مهما حدث ومهما سمعتم لا أريد لقدم أن تعبر ذلك الباب " تبادل موسى ويونس النظرات أما غازي فقد دخل إلى المنزل وأغلق الباب من خلفه بالسلاسل الحديدية.
༺༻
كانت بتول تنام على أرض الغرفة المظلمة، تفتح عينيها باتساع رغم الظلام، متخشبة غير قادرة على الإتيان بحركة واحدة وقد خارت قواها لدرجة جعلتها تشعر أن كل الاشباح الجالسون في الغرفة من حولها مشفقون عليها، لا بكاء لا أنين لا مخاوف وقد رأت في وضوح الضوء أكبر مخاوفها متجسدة في ملامح وجه..لهجة قبائلية وملابس بدوية، كأنما أباها عاد من قبر ليعيد معها نفس المصير الأسود داخل ذلك البيت الملعون، كانت قد دخلت في ثبات من سلم للموت …للظلام…لأي شيء سينهي هذه المعاناة للأبد، تسمع الاصوات وترى الوجوه وتشعر بلمسات لكن لا يهتز بها شعرة كأنها لم تعد تجد في رهبتها للجن أي منطق والإنس أشد إفزاعا لها، خطوات جبارة كانت تقترب من الغرفة، شعرت من حدتها أن الأرض تهتز أسفلها لكنها لم تتحرك حتى حين فتح الباب وظهر منه غازي، كل ما استطاعت فعله هو إغلاق عينيها عساه أن يظنها مازالت فاقدة للوعي لتشعر به يجذبها بعنف لتقف ودون مقدمات يجرها خارج الغرفة عبر ممرات لم تكن واعية لتشابكها حتى وصل إلى باب ودفعه ثم دفعها إلى الداخل لتجد غرفة مقبضة أثاثها بدى أثري من الذهب الخالص وفراشها بدى من المخمل الأسود، لا تعرف لما انتفض جسدها وأصابتها قشعريرة مريرة جعلتها تضم نفسها وهي تنظر إليه بهلع بينما هو ينظر إليها بغضب ويقول بصراخ أصم أذنيها
" انظري الى تلك الورقة " فتح غازي الورقة وضعها أمام وجهها مباشرة وقال " هل أدركتي ماهيتها أم تحتاجين إلى توضيح "
قالت بتول بفزع
" ما هذا …هذه الورقة زائفة …أنا لم أتزوج منك "
قال غازي
" بلا زوجني إياكِ والدكِ، وليكِ …زواج شرعي مسجل "
قالت بتول
" هذا غير صحيح، أنا لم أوافق ..بل لم أعلم بهذا الزواج، وقد تزوجت بالفعل من رجل آخر "
قال غازي بجبروت أفزعها
" أحذرك أن تنطقيها مجددا يا مريم وإلا وحدك من ستدفعين الثمن، أنا لم أعد أطيق صبرا على أن تجاوريني في هذا الفراش وفي هذا العالم، أنا غاضب منك وأريد أن أعاقبك عقاب يطول لثلاثة عشر سنة قادمة لكني سأفعل وأنتِ بين ذراعي، من اليوم أنا لن أراكِ تهديد وأنت لن تريني فزع، سنمحو كل الحواجز ونصير زوجًا وزوجه "
ركضت بتول إلى أقصى الغرفة تصرخ به
" هذا العقد باطل، أنا لست زوجتك "
خلع غازي عبائته وأغلق الباب بالمفتاح ثم فتح أزرار جلبابه ليكشف عن صدره وهو يقول
" لا أريد أن تكون بدايتنا سيئة يا مريم، لذلك اقتربي طوعًا أو كرهًا ولا تدعيني أنا أقترب …فلن يخرج أحدنا من هذه الغرفة الليلة ".


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-23, 06:10 AM   #265

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

يا لهههههههههههههههههههههههه وى هو الفصل خلص
المنيل فيلو فين مراته هيتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-23, 08:32 AM   #266

همهماتى

? العضوٌ??? » 381805
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » همهماتى is on a distinguished road
افتراضي

الروايه تجننننننننن وحمااس بس الشخصيات كثيره وتشتتني
احب الجزء اللي يخص سياده👏🏻


همهماتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-23, 02:33 AM   #267

سما إسماعيل

? العضوٌ??? » 504389
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » سما إسماعيل is on a distinguished road
افتراضي

مبهر كالعادة يا شهيرؤ💐💐

سما إسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-23, 04:40 PM   #268

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al gameel rasha مشاهدة المشاركة
يا لهههههههههههههههههههههههه وى هو الفصل خلص
المنيل فيلو فين مراته هيتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
في الطريق يا روشا صدقيني 😅

Amira94 likes this.

شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-23, 04:40 PM   #269

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al gameel rasha مشاهدة المشاركة
يا لهههههههههههههههههههههههه وى هو الفصل خلص
المنيل فيلو فين مراته هيتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما إسماعيل مشاهدة المشاركة
مبهر كالعادة يا شهيرؤ💐💐
حبيبتي تسلمي ❤️❤️❤️

Amira94 likes this.

شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-23, 04:42 PM   #270

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همهماتى مشاهدة المشاركة
الروايه تجننننننننن وحمااس بس الشخصيات كثيره وتشتتني
احب الجزء اللي يخص سياده👏🏻
حبيبتي متشكرة جدا جدا
فعلا اشخاص الرواية كثيرة لكن اتمنى ان كل شخص يكون واخد مساحته داخل الاحداث
جزء سيادة هيظهر اكثر في الفتره القادمة بإذن الله
سعيدة جدا بمتابعتك اتمنى اكون عند حسن ظنك للنهاية ❤️❤️

Amira94 and nano mahmoud2 like this.

شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.