آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          مهلاُ يا قدر / للكاتبة أقدار ، مكتملة (الكاتـب : لامارا - )           »          وكانت زلة حياتي(111)-قلوب شرقية[حصريا]للكاتبةفاطمةالزهراء عزوز*الفصل14ج1**مميزة* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          عروس دراكون الهاربة(157)للكاتبة:Tara Pammi(ج3من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صدمة الحمل(32)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الأول من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سحر الانتقام (13) للكاتبة المُبدعة: بيـــــان *كاملة & مميزة* (الكاتـب : ورد احمر - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-23, 10:03 PM   #441

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


مسا الورد
رواية عظمة تسلم ايدك يارب
واخيرا انكشف له بيان المشهد.كان موجع لعلي وطني فعلا مؤيد خلا ثقتها بكل عيلة الجوهري صفر وهاد كان ظلم لعلي
حبيت موقف شاهين
سارة ويتعين أخيرا فرصة تانية الو
سلطان العصبي الطيب وسوء فهم لفاطمة
اصالة وتملك غير طبيعي بس هاد ياللي بيخلص رائف يشعر بقيمة وانو في شخص قلبو فيه
منذر شاف توأم روحو اسمهان ما قدرت وتفهمو ولو كان معها حق يطلبها الطلاق بهية قدرت ترمي جرح روحو وهوي كان عندها
يا ويلي عا المشاهد سديم.كنت يتمنالها موتة أصعب بيع لأحلى لحوم البشر ولنخاسين و إجبار القتل وسحر وشهوة وللاسف حمزة كان ضحيتها كنت ناطرة يشفى من تأثيرها
اوغب ورشيد و سيراج وفياض وكنان كل الوجع أكتوبر وجع من نوع آخر
غازي ويوسف وجهين لعملة واحدة انتهى امرن أخيرا
شيراز وجع آخر يا ويلي عليها
ليل وآخر احلى علاقة اخوة واخيرا نلت المراد يا فخر بس
يهدين عاشو عم تخطط وهل اكتشفت مين السيد وشو علاقات بالعزايزة وكلامها عن انو ان الاوان لو أدى الأذى الحبيب شو قصدها فيه هل بيقرب لفخر هل هوي بشر أو ليل غموض فاق الحد بس الله يستر من القادم.عظمة عاعظمة تسلم ايدك يارب وكل عام وانت والجميع بالف خير يارب

hope galem likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 04:37 PM   #442

يضحو

? العضوٌ??? » 491035
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » يضحو is on a distinguished road
افتراضي

سلام طمنينا عنك كتبتنا المبدعة
اشتقنا للرواية وابطالها


يضحو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 05:01 PM   #443

سلمى عامر
 
الصورة الرمزية سلمى عامر

? العضوٌ??? » 410692
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 290
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سلمى عامر is on a distinguished road
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
نعيب زماننا والعيب فينا وما لا للزمان عيب سوانا ونهجو الزمان بغير ذنبا ولو نطق الزمان لهجنا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فين الفصل

سلمى عامر غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 07:57 PM   #444

زهره الرماد

? العضوٌ??? » 337244
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » زهره الرماد is on a distinguished road
افتراضي

موفقه ان شاء الله

زهره الرماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 08:00 PM   #445

زهره الرماد

? العضوٌ??? » 337244
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » زهره الرماد is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

زهره الرماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 08:41 PM   #446

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون

يا رجل لم أنج من دجى الليل في عينيه
أخبرني ما الذي قالته عيناك لقلبي فاستجاب
أخبرني سيدي من أي سحر سرمدي نسجت تلك النظرات التي فتن بها قلب عن الحب قد تاب
أخبرني كيف لأحداقك أن تصبح خنجرا يسافر نحو قلبي الذي حين ناديته لبى النداء وأجاب ….
وكيف تبرئ نفسك أمامي من كل الذنوب وتبرر
ورطتي فيك بأن حكم الهوى على الفؤاد غلاب
كيف تعانقني بكل جرأة وتجتاح مني كل حدب وصوب ولا تهتم بأننا نبني صرح مشاعرنا فوق ويلات …ودموع …وظلام …وسراب
يا مهربي الوحيد قل لي كيف استحالت قبلتك التي تدمرني إلى إجتياح وجنون لصقيع أوتاري أذاب
وكيف إستحال الإحساس بأنفاسك حين تعانقني يشق طريقه في شرياني دون حساب …
يارجل تنهيداته العميقة باتت بطعم النار اعبث بعقلي كيفما شئت ما دمت ستمنحني لقربنا أسباب
ما دمت ستعانقني بتوترك بإرتجافتك بسرعة أنفاسك
حتى تتهاوى حواجز نفسي التي مازالت منك ترتاب
يا من بت أميزك عن كل البشر رغم كل نقصك
إني لأعترف أن عشقي لك لا يحمل شيئًا من الصواب
ورغم ذلك أسير دربك لنعد النجوم سويًا بلا هدف
ويدك تعانق يدي وتمنحها دفيء وملاذ الأحباب
ورغم ذلك سيدي تتوه لغتي أمام كلماتك القوية
ويتهاوى حذري منك في خدر مريح خلاب
يارجل كما اللغز العصي كفاك تماديًا بغزوي
فقد رفعت لك رايات استسلامي التام وكلي
عاجز عن التفسير وشرح أسبابي بإسهاب…

༺༻


على طريق المدينة الساحلية……..

جميعنا نخشى من الظلام ونحارب بإستمامة كي لا نقع فريسة له فماذا لو تمكن الظلام من قلوبنا واستوطنها إلى أين يكون المفر حينها ونحن نشعر تحت ضوء الشمس الحارق بالظلمة تجتاحنا، نستشعرها ونحياها وإن غابت لأنها باتت تسكننا وتجلب في إثرها أشياء كثيرة ملأتنا بالرهبة والهلع كالصقيع والوحشة والجمود الذي يجعلنا بشر نختلف عن البشر حتى وإن لم تلتقط أعين من حولنا ذلك الاختلاف، كانت تلك الأفكار تدور بعقل فيلو الذي يشعر بعدم الارتياح لحرارة الجو التي تحاصر جسده وتذكره بذلك الشعور الحارق الذي كان يلفه حين كان يضرب بالسوط دون رحمة في صغره، تذكره بأعقاب السجائر التي كانت تطفأ بجسده، تذكره بالمشروبات الساخنة التي كانت تقذف بوجهه، تذكره بالأسياخ المدفئة الحديدية التي تركت علامات بالغة على أماكن متفرقة من جسده، اختنق فيلو من تلك الذكريات التي تتدافع بعقله وأسرع يغلق نوافذ السيارة ويشغل المبرد على أقصى قوته رغم اعتدال الأجواء ثم التفت لبتول التي كانت تضم نفسها على المقعد المجاور له والذي أخفضه لها لتحظى بجلسة مريحة وتدخل في نوم عميق لم يعد بقادر على إحتمال استسلامها له وتركه لوحدته يعاني الكثير مما لا تعلمه، مد فيلو يده يرفع شعرها المتماوج الغزير عن وجهها كأن رؤية ملامحها الساكنة قد تمنحه بعض الطمأنينة ليجد نفسه يتمسك بجانب وجهها بقوة كأن لمساته تناديها لتستفيق وبالفعل انتفضت بتول بوجل واضح تسأله بإهتمام
" هل أنت بخير"
ابتسم وهو يزفر براحة لسماع صوتها الذي بدأ يشوش كل أفكاره وقال لها بهدوء " إنتفاضتك هذه تشعرني أن كافة مسببات هلعك قد انتهت ولم يبق سواي "
تنفست بتول بعمق وهي تريح ظهرها للخلف وتقول
" ظننتك تعبت من القيادة، لقد طلبت منك أن نسافر من خلال الطيران الداخلي لأنه سيكون أريح وأسرع لكنك من أبى رغم إدراكك أن المسافة طويلة وقد تتعب وقد نتوه أنا لا أجيد القيادة "
قال لها فيلو وعيناه تتحرك بينها وبين الطريق
" لقد أخذت مسكنات للألم قد تسكن فيل ضخم لا بشري مثلي، كما أني بدأت أتعافى بالفعل ولا مانع لدي أن أتوه معك، فالتيه معكِ أوصلني سابقا لذاتي ولقد أحببت شعور الوصول بل وأشك أني أدمنته "
كان فيلو يرمقها بنظرات شغوفة تبدأ من عمق عينيها وتنتهي بمقدمة صدرها المكشوف من خلال أزار فستانها الصيفي المزركش فسارعت بتول تعتدل بحرج وتسارع لتغلق أزار فستانها وهي تقول بارتباك
" ما الذي تنويه بهذه الزيارة "
قال لها فيلو
" لقد تواصلت مع بشر وكل تفكيري منصب على أن أنقاش معه أمر إختفائي وتأثيره على شراكتنا والسعي لتحسين موقفي العملي أمامه حتى لو عنى ذلك أن أتحمل شرط جزائي ضخم نتيجة عدم التزامي ببنود العقد، وبعدها سنسافر لباريس لأخلي طرفك أمام الحكومة وأستعيد كافة أموالي، وربما حينها سأحاول التواصل مع أبناء عمي لأبلغهم أني بخير وأني قررت الاستقرار بباريس وسأعدهم بزيارة كل مدة إذا تمكنا من ذلك لكني رأيت أن الأمر مع بشر ومأمون سيتخطى أمور العمل فمؤكد ذهابك لهم أثار بداخلهما الكثير من التساؤلات "
قالت بتول بتفكير
" هذا صحيح، فأنا كنت أبحث عنك كما المجنونة ولم أحكم عقلي لحظة وأتريث قبل أن أنقل لهم ما وصلني من ذلك الضابط فارس "
أمسك فيلو كف بتول ولمها في قبضته بقوة وقال لها
" ستبقين الإنسانة الوحيدة التي اهتمت لأمري لتلك الدرجة، ستبقين لحظة الغفلة التي حين أتت إليّ خالف الليل فطرته وأنار، وأسدلت النجوم ستارها من حولنا، فكيف ظننت أني في غاية البعد وهنا قدر سيسوقنا لبعضنا "
قالت بتول
" أنا كنت أموت رعبًا عليك فيلو "
رفع فيلو يدها ووضعها فوق قلبه لتستشعر بتول نبضاته الهادرة بكف يرتعش فترفع عينيها إليه وتسأله بتوتر
" فيلو بالنسبة لأبناء عمك هل تأكدت من عودتهم لليمن، أليس من المحتمل أنهم مازالوا بمصر "
قال لها فيلو
" لقد راودني بعض الشك أنهم مازالوا بمصر خاصة أنهم لم يسجلوا مغادرة من الفندق لذلك تركت لهم رسالة بالاستقبال وضحت بها تفاصيل مختصرة لما حدث وطريقة التواصل معي فكافة هواتفهما مغلقة "
سألته بتول
" هل ترتاح لهم، أسفة بالسؤال لكني ….
قاطعها فيلو يقول بصراحة
" أظن أنني أفعل قليلا، فبرغم غلظة حرب إلا أنه صريح وواضح وغير متلون وهذا كافي لجعلي استريح له، لكني تعلمت أن أتواخي الحذر حتى من ذاتي، فأنا لا أعرفني حين تظلم أحداقي "
اهتزت نظرات بتول بخوف وصمتت للحظات قبل أن تسأله بشكل مباغت
" هل قتلت والدتك "
رأت بتول العروق النابضة بعنق فيلو المكشوف تشتد وتنفر قبل أن يقول
" تمنيت لو بإمكاني أن أفعل لكنها للأسف بمصحة نفسية تحت حراسة مشددة "
قالت له وإحساسها بنبضه الهادر تحت كفها يجعل نبضها يتفاعل معه كأنهما في صراع غير مفهوم
" هل هذا هو السبب في عدم وصولك لها، أم أنك لم تحاول قط "
صمت فيلو وطال صمته حتى ظنته لن يجيبها مطلقًا ليصدمها بقوله
" بل حاولت ووصلت ووضعت فوهة سلاحي في رأسها ثم شعرت أني إن أقدمت على فعلها سأكون قد أزهقت آخر نقطة بيضاء في صدري، أنا لم أخش عليها تلك اللحظة قدر خشيتي على ذاتي، خشيت ظلمة نفسي التي ستزداد وسأزداد غرقًا بها، أنا لست مضيئًا لكني كنت أحتاج شعاع بسيط جدا ليرشدني حين يظلم الكون من حولي، حينها فقط فهمت أني أحتاج للنور حتى وإن ألفت الظلام وامتلأت به "
تنفست بتول الصعداء وهي تحرك أصابعها بنعومة كأنها تربت على قلبه وتهمس
" الحمد لله "
وهي تفكر أن إجابته تلك نزلت بردا وسلاما على روحها التي لم تكن لتحتمل فزعا جديد ليسألها فيلو
" وأنتِ بتول، أين أمك "
انكشمت بتول بشكل غير إرادي والتصقت به تريح رأسها على كتفه وأصابعها الهشة مازالت تربت على قلبه وهي تقول
" لا أعرف، لقد تركتني وأنا مازلت رضيعة أو ربما أكبر قليلا، في الحقيقة لا أتذكر شيء عنها، لا ملامحها ولا رائحتها ولا دفيء ذراعيها، لا أعرفها ولا أشتاق إليها لكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أسامحها أن نجت بنفسها من جحيم أبي وتركتني كأنها لا تهتم "
قال لها فيلو بصوت منفعل
" هل آذاكِ والدك لتلك الدرجة "
قالت له بعيون شاردة في الطريق الممتد " لم يفعل، أو أني كنت أصغر من أن أفهم ما يفعل، ربما لأني كنت لا أختلط ببشر سوى تلك المرأة التي كانت تهتم بي لم أعرف يوم كيف يعامل الآباء أبنائهم حقا، وربما لأنه كان يعاملني بشكل يبدو في ظاهره اهتمام بالغ لكن الحقيقة أني كنت أعلف كما الحيوان حتى يحين موعد نحري، مهما وصفت لك لن تتخيل أبدًا ما عانيته وأبي يسحبني من يدي ويسلمني لهؤلاء القذرين ويشاهدني بإبتسامة ظفر وأنا أصرخ وأبكي وأترجاه بينما أوضع على تلك الطاولة الحجرية ينتظرني مصير مخيف وكل هذا ولم يهتز به شعرة كأني ما مثلت له يوما سوى أضحية تخيل أنه لم يتأثر بينما يوضع السكين على عنقي، والدي ابن الشيوخ الذي يعرف الحق والباطل تزوج من أمي وأنجبني في السر طمعًا في بركات الزوهريبن، فهناك أسطورة تقول أني مميزة وأينما حللت جلبت معي الحظ الجيد أتمنى ألا تظن العكس "
نظر لها فيلو نظرة إحتلت في عينيها كل فراغ وتصدرت كل مشاهد الألم في حياتها وقال
" أنتي حيثما حللتِ يأتي نورك القوي الذي يخترق كل طاقة الظلام التي قد تقترب منك أو تتجمع من حولك، وهذا ما أشعر به دومًا، اجتياح من طاقة عنيفة الاستقامة قادرة على أن تعادي طاقة السودوية في ذاتي بابتسامة فما بالك بكل ما كنت تفعلينه معي "
استرخت بتول من عمق كلماته وقالت
" كل طريق معك كل كلمه منك، كل قرب وكل لحظة تمر أشعر فيها إني أغرق بك هل لديك نفس الشعور "
قال لها فيلو وهو يميل برأسه نحوها
" نعم بتول، فمنذ أن دخلت مداري وهذا ما يحدث لي كل يوم، أنا لأول مرة أشعر أني أحمد الله بيقين لم يكن لدي أنكِ نجوت من والدكِ وفررتِ من هذا العالم لينتهي دربك على عتبة مكتبي "
قالت له بتول بشجن
" مهما وصفت لك شعوري وأنا أمسك تلك الحقيبة وأركض بقوتي دون أن ألتفت لن أصفه، كنت أسقط بقوة وأعود لأقف وأكمل ركضي حتى شعرت أني أموت ولا أعرف لكم من الوقت فعلت ذلك حتى وجدت نفسي أسقط مستلسمة تحت الشمس الحارقة وصوت سيارة يقترب مني، لقد كانت مجموعة من الشباب والفتيات متجهين لمزار أثري مصادفة وأخذوني في طريقهم ظنًا منهم أني تائهة من فوج كان يمر، لا أعرف كم ظللت فاقدة للوعي لكني حين استفقت وجدت نفسي بين عدة فتيات يحاولون الاهتمام بي إحداهما محجبة وتمسك الحقيبة بقوة كأنها أمانة لديها، جلست بصدمة كبيرة أحاول استيعاب ما يحدث حولي وكلمات الفتيات المهدئة تخترق وعي لتقول لي إحداهن أأنتِ تائهة من مجموعة سياحية أخرى، أنتِ تبدين صغيرة كأنها أعطتني إجابة تمسكت بها وأنا أطلب منهم أن يأخذوني معهم لمكان أستطيع منه التواصل مع أهلي، أعطتني الفتاة الحقيبة وطمأنتني أنهم سيساعدوني وبمجرد أن أمسكت بالحقيبة فتحتها فوجدت بها مبلغ ضخم لم أكن أدرك مقداره حينها فقد كان متعدد العملات، ووجدت ورقة خط بها عنوان ورقم هاتف وعدة تعليمات، وأوراق أخرى لم أفهم كهنها لكن أتعلم لما كنت شاكرة في تلك اللحظة "
نظر لها فيلو متسائلًا بصمت فأجابته
" كنت شاكرة لكوني أستطيع القراءة،
لكوني رضخت لمربيتي وتعلمت القراءة والكتابة وحفظ القرآن كانت إمرأة صالحة رغم قسوتها، ثم ظللت أقرأ التعليمات مرارًا وأحفظ الرقم والعنوان قبل أن أمزق الورقة تمامًا وبمجرد أن وصلت لأول مكان مكنني من التواصل تواصلت هاتفيا مع الرقم وأخبرته أني في الطريق إليه لم أكن أعرف لماذا أنا ذاهبة لكن هذا كان ضمن التعليمات، سألني محدثي عدة أسئلة وجاوبت ثم بعد يومين من أشق ما يكون وصلت للعنوان الذي كان بأحد حواري العاصمة لأجد رجل طاعن في السن ينتظرني في محل عمل ضيق وبمجرد أن تأكد من كوني محدثته طلب مني أن أقول كلمة السر التي كنت أحفظها عن ظهر قلب ليأمرني بعدها أن أتبعه فسألني هل أجيد لغة غير العربية فأنكرت فأخذ مني الحقيبة ثم طلب مني أن أعدل مظهري قدر الإمكان ليلتقط لي صورة، كانت أول صورة تلتقط لي في عمري، صورة باهتة كأنما ظلال مخاوفي تحاوطها، ظل لساعات يعمل في صمت وأنا جالسة أمامه دون أن أصدر حركة واحدة كأنني أنتظر أن يقرر مصيري قبل أن ينظر لي بابتسامة تحمل مكر العالم وهو يقول هذا جواز سفرك، وهذا عقد عمل لك بأحد الفنادق و الذي ستعملين به كعاملة نظافة، وهذا حجز طائرتك التي ستتحرك بعد عدة ساعات ثم ناولني رزمة من عملة عربية لا أدركها وقال هذه ستحتاجين إليها أما البقية فلي، وقفت بيد تمسك جواز السفر والعقد وحجز الطائرة ويد تمسك رزمة المال أنظر إليه بضياع ليظهر الضيق على وجهه وهو يخرج بإنفعال مبلغ وأمرني أن أشتري لنفسي بعض الملابس ثم طلب مني المغادرة دون حتى أن يخبرني عن طريق المطار، خرجت أسير دون هدى عقلي يكاد لا يستوعب كل ما يحدث معي حتى وجدت نفسي في سوق مزدحم بالبشر الذين يتدافعون دون سبب واضح فتحركت بشكل إجباري لمسافة طويلة حتى رأيت محل يعرض ملابس نسائية فقاتلت الزحام لأصل إليه وهناك وجدت سيدة لطيفة باعتني بعض الملابس وحين علمت أني أريد الذهاب للمطار عرضت علي أن يوصلني زوجها مقابل مبلغ نقدتها إياه دون تفكير فلم يكن التفكير والحذر خيارات متاحة، وصلت المطار لأكتشف بعدما سألت كل من بطريقي أني سأسافر لبلدة عربية وبمنتهى الاستسلام صعدت لتلك الطائرة وغادرت مصر " ارتسم الألم بإحتراف بالغ على وجه فيلو الذي سألها
" كيف اجتمعت طرقنا بتول، كيف قادك القدر لبابي "
قالت بتول وهي تهز رأسها من سواد الذكريات
" لقد ظللت أعمل بالفندق كعاملة نظافة لخمس سنوات وكنت أتقاسم غرفة الإقامة مع شابة أمريكية ساعدتني لأتقن اللغة الإنجليزية، وحين قررت أن تسافر لميامي بعدما وفر لها حبيبها وظيفة بأحد الفنادق طلبت منها أن تصطحبني معها وبالفعل ساعدتني بالانتقال ونظرا لسنوات خبرتي وتحفظاتي الكثيرة فيما يخص العمل بذلك الفندق توسط لي حبيبها لأتولى تنظيم الحفلات على الشاطيء وهناك التقيت تولين أول مرة وكانت المرة الأولى التي أتواصل فيها مع عرب منذ مدة طويلة وهذا دفعني للتفكير الجدي بترك عملي والذي كنت أرى به مناظر لم أعد بقادرة على تقبلها وأنتقل لبوسطن وربما ألجأ إلى والد تولين والذي كان لطيف جدا ليساعدني بإيجاد عمل لي ليظهر لي اسم كارما من العدم …كلما فكرت في ظهور ذلك الاسم في طريقي أشعر أني كنت منساقة إليك دون أن أدري، أشعر أنها فقط وسيلة قصرت تلك المسافة بيني وبين الشخص الذي ستكتمل قصتي لديه، لأجدني أمامك أقف على بداية جديدة لذات القصة القديمة التي لم تنته، بداية كل المسافات فيها مخيفة "
قال فيلو بعتب لم يعلنه كبريائه
" كيف تخشين من المسافات بيننا وذاتي هي أول شر حميتك دون أن أعرفك أو أقترب "
أشاحت بتول بوجهها تنظر من النافذة نحو الطريق المكفر وهي تقول
" الخوف الذي يحيط بنا صعب علينا تخطيه، ستبقى ذكراه ذات تأثير بالغ علينا وإن رحلت كل أسبابها وتلاشت "
ظل فيلو ينظر إليها للحظات بنظرات هادرة كما الموج قبل أن يوقف سيارته فجأة على جانب الطريق، التفتت بتول إليه بعيون متسائلة لكنه لم يمهلها فرصة وهو يجذبها نحوه بقوة شهقت لها يحيط عنقها بكفه اليمنى فيما تثبت كفه اليسرى ساقها اليمنى بهيمنة باتت تؤثر بها وبمشاعرها وظل يجذبها نحوه أكثر وأكثر حتى تعانقنت أنفاسهما بشكل يفتفت حواجزها الواهية وهمس لها
" صدقيني بتول ما عاد عليك أن تشعري بالخوف مطلقا فيما بيننا، فقط الخطر حاليا هو ما يفرض ذاته، الخطر ولا شيء سواه، فالمسافة بيننا باتت تمثل خطر ….الابتعاد خطر …والقرب خطر لا يوصف، خطر أشتهي التورط به فهلا سمحتي لي "
ارتجفت شفتي بتول وهمست له
" أنت تأخذنا لطريق لا رجعة فيه، هل تدرك ذلك "
همس لها
" امضي معي وسيكون هذا الطريق خياري الابدي أعدك "
قالت له بخفوت
" أنت تعلم أني مضيت فيه بالفعل "
قال لها
" ليس بكلك بتول امنحيني ذلك الجزء المتردد، احضري بقوة، سلمي لقرارك، تنفسي صعداء وصولك الآن "
شهقت بتول بخفوت وعمق تلتقط أنفاسها وهي تقول
" قل لي أنك تحبني "
همس لها بصوته الاجش وهو يدرك احتياجها لذلك الاحساس الذي لم يمنحه لها مطلق بشر لا أم ولا أب ولا رجل غيره ..همس بدفيء لأول مرة يشع من حروفه الباردة، دفيء اجتياحها الهادر له وقال
" أنا أحبك وأحتاجك أكثر من أنفاسي الهادرة هذه "
قالت له
" هل تقسم على ذلك "
قال لها وهو يلف كفه على وركها بخشونة لم تنفر منها أبدًا ويجذبها أكثر وأكثر كأنه لا يعي أنها تلتصق به "
أقسم لكِ قسما لا تحلني منه سوى دمائي بتول "
قسمه بمنتهى اللا منطق نزل على روحها كما الاحتلال الغاشم فهمست له بإرتجاف " لنمضي فيلو "
نظر لعينيها بقوة أشعرتها أن هناك إشتعال أضرم بهما وقال
" اجعلي اللحظة تناسب اعتراف حبي الاول، فكلمة أحبك الذي قلتها كانت باهتة لا تسرق الأنفاس، لا تأجج النبض، لا تفقد العقل السيطرة، لا تضرب المشاعر بهياج عتي، لا تميت المخاوف ولا تحيي الشغف، لقد كانت كلمة بائسة "
همست له
" وكيف أفعل ذلك "
ابتسم لها بعبثه القديم وقال
" دعيني أنا أفعل ".
༺༻

متملك بك إلى حد يسحبني إلى حدود الهذيان ثم يعيدني بغتة إلى ذراعيك اللذين يمثلان لي حدود الوطن والزمن والرحلة.

༺༻

في نفس الوقت كان علِيّ يتحرك بسيارته نحو فيلا والده وهو يرمقه بنظرات قلقة ويقول
" أبي التدهور الذي حدث لك فجأة غير مطمئن، حديث الأطباء عن كونك بخير لا يريحني فوجهك ليس على طبيعته، أبي من فضلك دعنا لا نفوت موعد الطائرة فهذا سيكون أفضل لك لكي أخضعك لفحص شامل بالخارج "
قال شاكر وهو يخشى أن يفطن ابنه لإدعائه المرض
" أنا لا أقوى على إجهاد السفر "
قال علِيّ بإصرار
" أنا قلق عليك يا أبي "
قال له والده
" لا تقلق دعني أرتاح بمنزلي وأنت بجواري وسأكون بخير "
هم ّعلِيّ بالاعتراض ليعقد حاجبيه وهو ينظر لبوابة الفيلا ويقول
" أليست هذه سيارة شاهين، ماذا يفعل هنا "
توتر شاكر وقال
" الله أعلم، لعله جاء ليطمئن عليك "
حرك علِيّ رأسه بإنفعال وأوقف سيارته وترجل منها يتلفت يمينا ويسارا بحثا عن شاهين الذي لا يوجد له أثر حتى دار حول مقدمة السيارة متوجها للبوابة لتتوقف قدماه قسرا وتتمكن الصدمة منه وهو يرى كنزي تجلس أمام البوابة المغلقة أرضًا وتبكي، صدمته استحالت قلق وخوف وهو يراها تنتفض واقفة تنظر له بضياع جعله
على وشك الركض نحوها وأسرها بين ذراعيه شوقًا لكن وجعه منها ثبته بمكانه وجعله يقول بصوت جاف وهو يقترب منها متوجها نحو البوابة ليفتحها
" ما الذي تفعلينه هنا، لابد وأن زيارتك الكريمة لمنزلي خلفها سبب كارثي، فهذه أول مرة تخطين بها نحو منزلي "
قالت كنزي ببكاء ألم صدره
" لقد ظننتك رحلت، ظننت أني لم أستطع اللحاق بك "
انفعل علِيّ وهو يدفع البوابة ليفتحها على مصراعيها ثم استدار ينظر لها بغضب ويقول
" ولماذا كنت تريدين اللحاق بي "
أجابته من بين دموعها بإندفاع
" لأنك ستسافر "
قال علِيّ بحدة
" نعم سأسافر ولولا تعب والدي لكنت الآن أنهي إجراءات مغادرتي هذا البلد، لكن الوقت لم يفت فأنا أنوي اللحاق بالطائرة ووجودك يمثل لي عطلة لا داعي لها فإن لم يكن لوجودك سبب واضح ومهم من فضلك غادري حالًا "
نظرت كنزي لعلي بقهر وإنكسار واضحين وشعرت بإهانة لم تستطع التعامل معها فتحركت تلمم ذيول قلبها الذليل وتتجه نحو سيارة شاهين ليسرع شاكر الذي ترجل من سيارة علِيّ بتوتر بعدما سمع صوت انفعال ابنه ليمنعها وهو يقول
" انتظري يا ابنتي، إلى أين ستذهبين، دعينا ندخل ونتحدث بالداخل بهدوء "
همّ علِيّ بالاعتراض فسارع شاكر يقول له " لا تنطق بكلمة واحدة واهدأ، الأمور لا تؤخذ بهذه الطريقة، ابنة عمك تقف على بابك أكبر لها وقدر تلك الخطوة منها " نظرت كنزي بإمتنان لشاكر وهي تمسح دموعها وتقول
" أسفة على إزعاجك وأنت متعب يا سيد شاكر، أقصد يا عمي … فرصة سعيدة و….مع السلامة "
همّت كنزي بركوب السيارة ليجذبها شاكر من ذراعها بلطف ويقول
" تفضلي يا كنزي، هذا منزلك "
ثم نظر لعلِيّ وقال
" وأنت استعذ بالله وتحكم في انفعالك فما تفعله لا يصح "
قال علِيّ بغضب
" ما لا يصح هو أن تعطل الآنسة معنا يا والدي فمؤكد لديها أشياء أهم مني بكثير إلا لو كانت قادمة لتلصق بي تهمة جديدة قبل أن أسافر "
نظرت له كنزي بقهر شديد ثم قالت بإنفعال مماثل وهجومه وقسوته يطرحان وهنها أرضا في معركة غير متكافئة
" لا يا علِيّ اطمئن أنا لست قادمة لأتهمك بشيء بعدما ظهرت الحقيقة وتوضح لك قسوة ما رأيته وضعف موقفي، وبعدما أدركت أني كنت صادقة ولم أختلق الأمر لأوجد مبرر واهي وأنفصل به عنك، أنا كنت قادمة ل…
صمتت تنظر لعينيه التي لا تلين وشعرت أنه محال أن يسمع لها فقالت بحرقة تختلق سببًا من العدم
" لقد جئت لأعيد لك خاتمك فلم يعد له داعي، تفضل "
خلعت كنزي الخاتم من اصبعها بعنف جرحه وقد شعرت أنها تقتلع جزءً منها دون رحمة ليقول علِيّ بقهر
" لأول مرة تقولين شيء صحيح، خاتمي في يدك لم يعد له داعي "
تقدمت كنزي ووضعت الخاتم بيده منتظرة منه أن يطبق على يدها كما دأب أن يفعل منذ بات قريبا منها حد إمتلاك ذاتها لتصتدم بواقع تخليه التام كأنه قد باع القضية وانتهى من بيعته، ركضت كنزي نحو السيارة بإندفاع تام فلم تدع فرصة لشاكر ليمنعها وركبتها وانطلقت لمسافة خمسة أمتار قبل أن توقف السيارة بحدة وتترجل منها لتركض نحو علِيّ بإنفعال وتصرخ به وهي تبكي
" هذا الخاتم خاصتي ولن أتركه لك، إنه حقي الآن فهو كان خاتم زفافي الذي أنهيته ظلما والآن قررت أن تسافر، قررت أن تتركني وتسافر بعدما علمت بالحقيقة وعلمت بكم العذاب والوجع الذي تعرضت لهما "
جذبت كنزي الخاتم من كفه بحده وقالت " تخليت عني وطلقتني والآن تريد أن تسلبني خاتمي، لا يا علِيّ أنا لن أتركه لك، فهذا الخاتم حقي هل تفهم ذلك " أخفت كنزي وجهها خلف كفوفها المطبقة واستسلمت للإنهيار ليقف أمامها علِيّ مصدوم منفعل وعاجز وموجوع يقول لها " إذا أفهم من كل ذلك أنك لا تهتمين سوى بأمر الخاتم، وأنك أتيت إلى هنا خصيصًا من أجل أن تخبريني أنه حقك، وأنكِ قطعت كل تلك المسافة لتؤكدي على أني من تركك وطلقك، كنزي لو أن مشكلتك هي الخاتم فأنا لم أطلبه، وإن كانت مشكلتك بسفري فيبدو أنك نسيت أن هذا ما تتمنيه وتطلبيه دون توقف منذ مدة، ها أنا أرحتك مني تمامًا ومن الزيجة التي انجبرت عليها، ومنحتك حريتك فلمَ أنتِ منهارة لذلك الحد "
رفعت كنزي رأسها بغضب وقالت
" أنت هو المجبور على تلك الزيجة ومن تحين الفرصة ليتخلص مني "
توسعت أعين علِيّ بغضب وقال
" أنا ؟؟ أنا من تحين الفرصة ليتخلص منك !! هل تسمعين ما يلقيه لسانك بوجهي، هل بعد كل ما علمتيه من حقائق مازلتي تكابري يا كنزي "
قالت كنزي وهي تضربه بصدره بعنف
" كل هذه الحقائق لم تكن سوى طوق نجاة لك لتطلقني وتدفعني بعيدًا عنك كأني لا أعني لك شيء وتلتفت لتكمل حياتك كأن شيئا لم يكن، تريد أن تسافر …تفضل ارحل وابتعد وحاول أن تنساني كأني لم أكن في حياتك سوى فترة ومرت بحلوها ومرها فأنا لن أفرض نفسي عليك مجددا " أمسك علِيّ كفها وهدر بها بحدة جمدتها
" من تخلى عن من؟، هل أنتِ واعية لما تقوليه "
قالت له بحزن
" واعية أن ما هذه سوى الحقيقة "
قال لها علِيّ
" حقيقة ماذا ؟! هل بت في النهاية الزوجة المغدور بها وأنا الزوج الندل الذي تركك وقرر السفر "
قالت له كنزي
" نعم لقد رميت عليّ يمين الطلاق دون أن تسمع ….
قاطعها علِيّ يقول بغضب
" رميت الطلاق دون أن أسمع ؟ وهل تكلمت وأنا لم أسمع، كنززززي ماذا تريدين الآن لأن صبري نفذ وما عدت قادر على التحكم في ردة فعلي، انطقي ماذا تريدين مني "
عمّ الصمت وتحول بكاء كنزي لشهقات منفعلة قبل أن تقول بلهجة إنفجارية أخرجت فيها كل ضغط مشاعرها دفعة واحدة
" أريدك أن تبقى معي، أن تبالغ في محبتي، أن تتمسك بي، أن تحن عليّ، أن تحتويني، أن تفرط في قربنا، أريدك ألا تسافر يا علِيّ "
بهت علِيّ وهز رأسه منفعلا وقال بصراخ عنيف
" الآن تقولين هذا، الآن تطلبين هذا بعد ماذا، بعدما …..
أسرع شاكر يقاطع علِيّ قائلا
" إلى هنا ويكفي علِيّ، ادخل أنت وابنة عمك بالداخل وتحدثا بهدوء، فكما قلت الانفعال لن يحل شيء "
دفع شاكر كنزي بلطف نحو باب الفيلا لينظر علِيّ للبوابة المفتوحة وسيارة شاهين التي تقف بمنتصف الطريق وسيارته التي تركها والده مفتوحة أيضا ولم يتمالك ذاته وهو يستدير ليتبعهما مسرعًا.
༺༻


يا رجل لم أمنح شخص سواه حق التمكن من تفاصيلي، خذني من إرهاق الشوق وبعثرته وإليك لمني.
༺༻

في نفس الوقت بالمدينة الساحلية كانت يهدين تقف بعيون دامعة أمام حكم الذي رفع لها كفيه فأسرعت تتمسك بهما كما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة وتشد عليها بحركة تقول الكثير مما عجز لسانها عن قوله لتلمع عيون حكم بإنبهار وهو يتنفس بعمق شديد وقد تمكن منه التأثر لمرأها بفستان الزفاف تمسك بيده ليعبر بها لبر الأمان ليقول لها
" إن كنتِ تراجعت عن قرارك فأنا جاهز "
طفرت الدموع من أعين يهدين التي هزت رأسها برفض واندفعت تلقي بنفسها بين ذراعيه ليضمها حكم بحنان بالغ وهو يقول لها
" إملأئي قلبك بشعور الأمان لكي تهدئي فالقمر في عليائه لا يهتز من نظرات البشر "
ابتعدت عنه يهدين تسأله بخفوت ووجل
" هل أنا جميلة "
قال لها حكم الذي بدا كأفضل أب قد تملكه فتاة يوما
" ساحرة كقمر تنازل عن عليائه ومنّ على كل الحاضرين بوجوده بينهم " أغمضت يهدين عينيها تحاول التحكم في هلعها وارتجافتها وهي تكرر كلماته بداخلها ليرتفع صوت زغاريد الفتيات اللاتي اقتربن ومعهن سلات مليئة بأوراق الورود
فيقول حكم
" لقد حان الوقت"
ثم بحنان لف ذراعها على ذراعه وتحرك بها يشعرها تلتصق به كأنها تتوارى وتحتمي به حتى وصلا إلى الشاطيء ليعبران من بوابات ضخمة من الورود البيضاء، بينما صوت الموج وصخب الحضور والابتسامات المنبهرة جعلاه يشد على كفها بدعم وهو لا يدرك أن كل هذا لم يخترق وعيها المنصب على فخر الذي وقف مبهوتا من جمالها الذي أشعره أنه كمن يقف ليتلقف هديته الكبرى ليتلقى حلمه البعيد وكافة أبجديات العشق عصية على أن تصوغ كلمة واحدة تعكس هول الشعور الذي يتوه في مدارته التي وجدت من العدم بين أضلعه،
وصلت يهدين ترفل بفستانها الملكي وهي تعانق ذراع حكم بذراعيها بقوة جعلته يرفع كفه الحرة ما بين لحظة وأخرى ليربت على كفها مطمئنًا …داعمًا …حاميًا …ومحتويًا نحو الطاولة الممتدة المزينة بالورود والتي يجلس عليها المأذون وعلى ذراعه اليمنى يقف ليل متأهبا وعلى ذراعه اليسرى يقف فخر الذي انتفض يتحرك نحوها دون تريث فلم ينتظر أن يصل إليه حكم ويسلمها له حتى وقف أمامها متجاهلا تندر الجميع على لهفته المفضوحة بينما هو مأخوذًا بعشق يعربد بجنون داخل وتينه مسببًا كوارث وجنون فاقا كل المشاعر الإنسانية روعة، مد فخر يده تجاه يهدين بإبتسامة واسعة كأنه يطالب بها علنًا دون خجل ليرمقه حكم بحاجب مرتفع ثم يتجاوزه بهيمنة نحو المأذون، ركض فخر نحو الطاولة يسبق يهدين كأنه لا يرى شخص سواها ويسحب لها المقعد الذي كان يجلس عليه قبل دخولها فأهدته نظرة كان لها في روحه استنفارعظيم قبل أن يصل بها حكم نحو المقعد ويهمّ بترك يدها فتتمسك به برفض ليربت على كتفها قائلا بهدوء
" أنا هنا "
ارتخت يهدين لوهلة وأبعدت يديها المتمسكة بحكم فيما تحرك ليل للخلف مفسحا المجال لحكم ومن خلفه شباب العزايزه جميعًا يطوقون الجانب الأيمن من الطاولة فيما وقف السباع مقابلين لهم يطوقون الجانب الأيسر منها، كانوا يقفون كما الأوتاد الصلبة خلف يهدين التي أسبلت عينيها وأمسكت طرف الطاولة بقوة محاولة أن تسيطر على إرتجافتها فلم تلمح فخر الذي جذب المقعد من خلف رشيد وألصقه بمقعد يهدين وجلس بجوارها يهمس بحماس بالغ
" أنا لا أصدق "
رفعت يهدين عينيها ببطء تنظر إليه بنعومة وهي تبتسم قبل أن تقول بصوت جاد وخافت
" هل ستسمح لي بعد إنتهاء الحفل أن اختطفك "
حرك فخر رأسه يمينًا ويسارًا وهو ينظر لها بذهول كأنه مازال لا يصدق أنه يعيش تلك اللحظة قبل أن يمد لها معصمية من أسفل الطاولة وهو يقول بخفوت
" اعتبريني رهينتك منذ الآن ولكن أمهليني وقت لأعقد القران، لأكن رهينك من اليوم وإلى الابد ..رهينة مرهون نبضها بك"
حينها مدت يهدين كفها نحو كفه تتمسك بأصابعه وتقول بشيء من الجدية التي اختلطت بانفعالات مبهمة
" أنا لا أمزح فخر، أعطني موافقتك، ها أنا أمنحك حرية الاختيار، القرار الآن لك"
قال لها فخر بخفوت
" لو علم الشباب بما يدور هنا لأهلكوني تنمرا، أنتِ لا تفهمين ما فعلوه بي اليوم، لكن أنا موافق وبدون مقاومة حبيبتي " ابتسمت يهدين بظفر لمع في عينيها التي بدأت ترتجف كأنها تفقد السيطرة على ذاتها الهلعة من هذا الجمع لتتحرك حدقتيها بتوتر فترتطم نظراتها بنظرات ليل الذي كان يسلط عينيه على عينيها بتركيز بالغ.
༺༻

ستدرك يومًا أني أحببتك بطريقة لن يفعلها شخص آخر، أحببتك حب مر بألف عائق وصمد..

༺༻

بفيلا شاكر الجوهري …..

دخل علِيّ الفيلا خلف والده وهو يشعر أن عروقه يجري بها حب ونار، يشعر أنه غاضب وناقم ورافض ومشتاق وملتاع، يشعر أنه متمزق ما بين ذاته العصية وذاتها التي هي أحب إليه من نفسه ليسمع والده يقول لها
" يجب أن تتصارحا وتتحدثا معًا بهدوء وبعقل، وعلى كل واحد منكما أن يخرج ما بداخله للآخر، أنتما الاثنان ضحية ولا أستطيع لوم أحد منكما لكن لا تجعلوا خسارتكما أكبر مما هي عليه بالفعل بأن تتفرقا فلكل شيء حل مادام الحب موجود "
هزت كنزي رأسها بطاعة فاعتدل والده والتفت ينظر إليه بنظرة محذرة وهو يقول
" سأذهب أنا لأدخل السيارات فقد منحنا الحارس إجازة ظنًا منا أننا سنسافر، وأنت حذاري أن أسمعك ترفع صوت على ابنة عمك هل تسمعني "
نظر علِيّ لكنزي دون أن يجيبه فتحرك شاكر مغادرًا ليعم الصمت بالمكان للحظات قبل أن يتحرك علِيّ ليجلس على أريكة مقابلة لها لكنها بعيدة عنها بأمتار وظل يرمقها بنظرات آلمتها وجعلتها تقول " علِيّ "
تنهد علِيّ بتعب ثم أجابها قائلا
" نعم يا كنزي "
قالت له بتوتر
" هل حقا طلبت يدي من مؤيد قبل سنوات وأني أنا سبب قطيعتكما وسفرك للخارج"
قال لها علِيّ بضيق
" نعم "
قالت له بحزن
" لماذا لم تخبرني بهذا من قبل "
قال لها بجمود
" لأنك لم تكن لتصدقيني وتكذبين أخيكِ وإن حدث وفعلت يا كنزي فما الذي سأستفيده إن واجهتك بحقيقة أن أخاك لا يريدنا معا، بحقيقة أنه حتى هذه اللحظة يدعمك بكل قوته لتبتعدي عني، أنه حتى هذه اللحظة يخذلني ويصدمني فيه، أنا لم أعد من غربتي لأبني معكِ حياة على أنقاض الماضي الذي ليس لكِ يدا به أنا عدت وأنا لا أعلم ما أنا منقاد إليه لكن حين علمت أن الطريق أخره أنتِ ركضت دون حسابات وانظري إلى أين وصلنا " قالت كنزي بنهنهات خافتة
" وصلنا لبعضنا يا علِيّ، وصلنا بطريقة صعبة ومعقدة ومليئة بالعثرات لكننا وصلنا ولا أريد لذلك الوصول أن ينتهي " تحفز علِيّ على مقعده وقال
" حديثك هذا تأخر شهور كثيرة تذوقت بها المذلة والوجع "
قالت كنزي
" لا وجع مثل وجع قلبي الذي تعلق بك رغم خوفه وعدم منطقية مشاعره، رغم كل ما مر بنا، رغم هروبي وبكائي وصراخي وتمردي، رغم إرادة مؤيد التي ما كسرتها يومًا إلا اليوم وأنا أترك كل شيء خلفي وأركض لأمنعك من أن تبتعد، لأمنعك من أن تحرق قلبي مجددا فكفاني حرقته ووجعه وانكساره من طلاقنا أنا هنا لأني أحبك علِيّ وأريد أن أغامر لأجل هذا الحب أريد أن أعيشه مهما كانت العواقب، أريده وأريدك وإن عنى ذلك أن …..
صمتت كنزي لوهلة قبل أن تشهق بعنف وهي تقول بألم
" أن أقف أمام مؤيد لأرفض إرادته للمرة الأولى بعمري "
أمسك علِيّ يد الأريكة بعنف كأنه يقيد انفعالاته وقال
" ستتمردين على أخيك لأجلي "
قالت كنزي بإنفعال
" أنا لا أجرؤ على التمرد على مؤيد لكني فقط سأرفض أمره بالبعد عنك "
قال لها
" ماذا لو كان محق وأني سأؤذيكِ يومًا ما "
قالت كنزي
" سأندم أكيد لكن ليس كندمي إن تخليت عنك لخوف مرضي يتملك مني "
قال لها
" ماذا لو خيرك مؤيد بيني وبينه "
وقفت كنزي وقالت بهلع
" محال أن يفعل مؤيد بي ذلك، محال أن يضعني في هذا الموقف، أنا واثقة أنه لن يفعل "
قال علِيّ بحزن شديد
"ليتك تثقين بي ربع ثقتك بأخيك، لو كنتِ تفعلين لأدركت أني لم أكن لأقبل أن تقفي بوجه أخيك لترفضي له أمرا كنزي، ولم أكن لأقبل أن تكسري كلمته وتأتيني " قالت كنزي بحزن
" لقد فعلت ذلك لأجلك علِيّ، لأني أحبك ولا أريد أن أبتعد عنك "
أغمض علِيّ عينيه للحظات ودارت بخلده معارك ضارية انهزم بها جميعا قبل أن يفز واقفا بإنفعال ويفتح لها ذراعيه فتركض نحوه مندفعة حتى ترتطم بصدره فتريح رأسها عليه وهي تبكي وتقول
" أنا أسفة على كل ما فعلته لكني كنت أتألم وأنا لا أجيد التعامل مع الألم، لا أجيد مطلقا مداواة جروحي بإتزان، لا أجيد محاربة مخاوفي "
قال لها علِيّ كأنما عقله توقف عند إعترافها الحزين وقال
" قولي أحبك مجددا كنزي، قوليها مجددا"
قالت كنزي وهي ترفع عينيها إليه
" أنا أحبك يا علِيّ، أحبك كثيرا "
ضمها علِيّ بقوة كأنه يريد أن يحبسها بداخله وقال لها بإنفعال
" هل ستقولين هذا لمؤيد وللعالم أجمع، هل ستتمسكين بي دائمًا وستبقين بجواري، هل ستعودين زوجتي لنهاية العمر، هل ستمنحينا معا الفرصة لنحيا بسعادة غامرة لا يعكر صفوها خوف أو شكوك، هل ستثقين أني أحبك رغم أنف عائلتي والعداوة والثأر وجحود قلوبهم، هل ستسطيعين أن تمنحيني كافة الدفيء الذي أنا متعطش إليه منذ سنوات طويلة، هل ستكونين قلبي وعقلي وركيزتي وقهوتي المرة التي لا يبدأ صباحي دونها "
قالت كنزي ببكاء
" نعم سأفعل علِيّ، أعدك أن أفعل هذا وأكثر، أعدك ألا يثبط براكين عشقك بصدري أية مخاوف أو شكوك وأن أكون لك مثلما أريدك أن تكون لي وأكثر لكن أرجوك ليكن كل ذلك برضا مؤيد فأنا لا أقوى على إغضابه "
نظر علِيّ لعينيها بصمت فقالت كنزي بتوتر
" لا تنظر لعيناي هكذا أرجوك "
قال لها علِيّ " لماذا كنزي، ألم تخبرك نظراتي أني أريدك، وأني قد أتلفني شوقي إليكِ حتى بت عليلا يرهقني الشغف ويستنزفني "
ارتجفت شفتي كنزي وبكت فقال لها علِيٌ " هل ستقبلين بما سأطلبه منك "
أجابته كنزي دون تفكير
" بالطبع، أطلب أي شيء"
قال لها
" إبقي هنا وأنا سأذهب إلى مؤيد "
هزت كنزي رأسها بهلع ورفض فأحنى علِيّ رأسه حتى لمس جبهتها بشفتيه وهو يهمس لها
" لمرة دعيني أقف أمامه وأنا أضمنك في صفي، أنا محال أن أكسر مؤيد بكِ لكني سأرمم شرخ رجولتي وكبريائي بأن أقف أمامه واضعًا إياه أمام الأمر الواقع كما فعل معي مرارا، هذه المرة دعي كل شيء يسير كما أريده وأريحيني، أنا أخشى في فورة غضبه من كسركِ لكلمته أن تزيد الأمور سوءً "
قالت كنزي برفض قاطع
" إلا مؤيد يا علِيّ أنا لن أقوى على فعل ذلك به "
قال لها علِيّ
" أنتِ لن تفعلي به شيء لكني لا أأمن جانبه، تطرف مؤيد في حمايتك قد يجعله يخفيكي عني أو يفعل ما هو أسوأ وهذا قد يشعل الحرب بيني وبينه، ابقي هنا وامنحيني فرصة لأضع في تلك الحكاية حد فاصل يمنحنا البداية التي نريدها " تمسكت كنزي به وهمست بوجل
" إلا مؤيد يا علِيّ "
رفع علِيّ رأسه لأعلى وأغمض عينيه يحاول ألا يبوح لها بأنه خائف أكثر منها لكنه يدرك أن هذا هو الاختبار الاخير لقصتهما فإما أن تتماسك وتكون بقدر التحدي وإما أن تخذله وتنهي كل شي.

༺༻

أنا لم أتجمل لأجلك لكنه الحب من جدد لمعة عيناي وحمرة شفتاي وأشعل وجنتاي، هو من أعادني لربيع العمر بعدما مر ورحل لأرمم كسري علني أليق بك …..

༺༻

بالحفل …..

ارتفع صوت الصخب عاليًا، أصوات الشباب الحماسية اختلطت بزغاريد صادحة ليرتفع صوت الموسيقى وفخر يقف ليمسك يد يهدين بقوة ويرفعها عاليًا وهو يصرخ قائلا
" باتت زوجتي، باتت زوجتي يا بشر " ثم قرب كفها من يده يقبله بقوة عدة قبلات متتالية ليقول رشيد بتهكم
" كنت أعرف أنك ستكون عنيف القبل وأخبرتها لكن لم تصدقني "
التفتت يهدين تزغر رشيد ليشير لها بخفة أنه سيغلق فمه ليرتفع صوت أسد وهو يقول
" توقف وإلا ستلتهم الفتاة حية "
أسرعت يهدين تخفي وجهها بكتف فخر وهي تكاد تذوب توترا وخجلا لينظر حكم لفخر ويقول له بتوبيخ
" تأدب "
لاحظت سمراء الحصار الذي يحاول فخر الفرار منه فلا يعرف، فاقتربت تقول له
" هيا يا عريس خذ عروسك للمكان المخصص لكما لكي نستعد لدخول العروس الأخرى، لا تقف هكذا "
تحرك فخر يجذب يهدين بيد ويده الأخرى أحاطت رأس سمراء يقبلها بتقدير وهو يقول
" لا حرمني الله منكِ "
قبل أن ينحني ليرفع ليهدين فستانها المرصع الطويل بيده ليسهل حركتها كأنه لا يريد لأحد أن يقترب منها سواه ورغم ذلك أشارت يهدين لفاطمة التي كانت تجلس بجوار نورسين وملكوت وشيراز حول طاولة قصية وقريبة من المائدة المفتوحة لتقترب، فوقفت فاطمة بوجه تحاول أو تفك تجهمه بصعوبة بالغة وتحركت بخيلاء تجاه يهدين تضوي في فستانها النحاسي المطرز ذي التصميم الأنثوي الذي يحدد تفاصيلها بدقة أشعلت أعين ذلك الذي كان يقف بين الرجال يراقبها عن بعد راضيا بأن تلتزم أقصى المكان راضيا بأن تتوارى عن الأنظار، راضيا بأن تحجب فتنتها عنه وعن غيره لكنها كسرت كل ذلك الرضى دفعة واحدة وهي تسير كما الغزال القتال عابرة حدود كل العيون التي صوبت نحوها كما عيناه التي أسرتها دون رحمة، تحرك سلطان بخطوات منفعلة نحو فاطمة التي اقتربت من يهدين تسألها
" هل أنتِ بخير، هل تحتاجين إلى شيء " قالت لها يهدين
" من فضلك يا فاطمة أخرجي حقيبتي وحقيبة شيراز وحقيبة سيادة إلى السيارة دون أن تخبري أحد وجهزي سترتي لأني من ستقود في رحلة العودة ولا أحبذ القيادة بهذا الشكل"
قالت لها فاطمة بإستغراب
" ألا يمكن أن نؤجل هذا لآخر الحفل " قالت لها يهدين
" لا فأنا أخطط أن يكون إنسحابنا مفاجيء فهلا فعلتي ذلك من أجلي "
قالت فاطمة
" بالطبع سأفعل، الامر بسيط "
تحركت فاطمة متوجهة نحو المنزل ليغير سلطان مساره ويتبعها في اللحظة التي خفتت بها الاضواء وارتفع صوت حسين الجسمي يقول:

""ادخلي عمري بخطواتك اليمين
ضوي أيامي وعتمات السنين
قرة عيوني بشوفتك مقبلة
يا الملاك اللين العذب الرزين""


وقف رائف يفصله عن أصالة التي ظهرت تتمسك بذراع منذر الذي كان سعيد بشكل لا يوصف وهو ينظر لبهية التي تضم نادية التي تقف على أحد المقاعد بجوارها، وهي تزغرد وتبكي أسفل نقابها وتنظر له بإمتنان بالغ ولأصالة بسعادة لا توصف تلك البوابات التي تختلط رائحة الورود بها برائحة البحر مانحة إياه رائحة مميزه ستظل عالقة في ذاكرته للأبد، كان على وشك البكاء وهو يرى حلما آخر يتحقق، وعدًا أخر يتحقق، كانت السعادة في صدره تتفاقم بشكل جعله متوترا، مهزوزا، وعاشقًا كما أراد أن يكون دومًا، مغرمًا بها يحبها بلا وعي ويستسلم للغرق في ذاتها التي تفتنه وتملأ روحه بضجيج نبضه الذي عاش هامدا من قبل مجيئها عمرا بأكمله، بينما أصالة تكاد لا ترى شيئا سوى ذلك الذي يرتدي حلته السوداء وينتظر وصولها بقلب يرتجف، كان أميرها النبيل في عصر انتهى به زمن الأمراء وولى النبل، كان حنانًا يسير على قدمين في زمن أصبحت القسوة فيه صاحبة السيادة، كان حبها الذي تجسد في رجل بات يمثل لها ذلك الكون بكل ساكنيه، وصلت أصالة إليه ووقفت ترتجف وقد داهمتها نوبة بكاء وفي عينيها يمر الزمن الجميل الذي جمعهما لتصبح كل المآسي التي مرت عليهما فجأة ما هي إلا لحظات حب، تقدم رائف منها مرفوع الرأس شامخ يأخذ يدها عنوة وعلى رؤس الأشهاد فينحني ليقبل جبهتها ثم يقبل يدها قبل أن تتخلل أصابعه أصابعها وهو يتحرك بها نحو المكان المخصص لهما وهو يهمس لها بحب
" أنت جمعي وجميعي ومجمعي، أنت الركيزه الأخيرة في عالمي "
لمعت الدموع بأعين أصالة التي همست له
" وأنت كل عالمي "..

༺༻

تحركت سمراء بسعادة غامرة تحمل صينية عليها أنواع فاخرة من الشيكولاته وتتحرك ما بين الحضور كما لو أنها أم العريس التي يجب أن تضايف الجميع رغم أنه كان بإمكانها أن تحضر عاملين أكثر لفعل ذلك و بجوارها تبارك التي تحمل صينية بها حلوى غربية وتقول لسمراء
" لا تقلقي عاصي أخبر أبي بأمر زفاف فخر فأمر كهذا لا ينسى خاصة وأن ليل قد شدد عليه وعلى نزار أن يبلغوه بالأمر لكي لا تحدث مشاكل "
قالت لها سمراء وهي تبتسم بترحيب لكل من تمر به
" تأخيركم وترني، لقد ظننت أن والدك منعكم من القدوم ليحميكي أنت وغفران مما ينتويه لنا "
ابتسمت تبارك وقالت لها
" أنا أفهمك لكن في الحقيقة والدي بدا كاره لسماع أي شيء عنكم لدرجة أنه كان كمن يقول يا داهية خذي الداهية وظل يهدد ويتوعد إذا صدر منكم أي شيء يثير فضيحة جديدة، أنه سيبطش بكم ولن يبالي "
نظرت سمراء لتبارك وقالت
" ما هذه السعادة، هل تكونين متحمسة هكذا كلما وبخنا والدك…
همّت تبارك بأن تجيبها ليقاطعها صوت رشيد الذي قال
" مبهر جدا أن أرى حلوى تحمل حلوى "
التفتت سمراء تنظر له مليًا قبل أن تقول " أهذا غزل يا سيد"
قال رشيد وهو يلتقط قطعة شيكولاته ويرفعها نحو فمه
" إطراااااء سيدتي، فمن المعيب أن أغازل إمرأة متزوجة "
قالت سمراء وهي ترفع حاجبها
" ويوم المعركة هل كان الأمر إطراء أيضا أيها السيد "
قال رشيد بإبتسامة تزيده وسامة
" إطراء حماسي سيدتي ففورة الادرينالين لدي كانت على أوجها "
قالت سمراء
" فورة الأدرينالين لدى زوجي أيضا تكن على أوجها خاصة حين الإطراء "
ضحك رشيد بقوة لفتت نظر ليل الذي كان يقف مع عاصي وإياد ونزار فتحرك نحوهم ليقول رشيد
" لا داعي لتهديدك المبطن سيدتي فأنا سليم النوايا وأكن لكِ كل الاحترام وخاصة أننا صرنا أنسباء "
قالت تبارك بجمود
" لما لا تقدم الاطراء للرجال أيضا، ربما سيكون مقصدك مفهوم حينها "
ضحك رشيد مجددا وقال وهو يلتقط قطعة شيكولاته أخرى
" بل سيفهم مقصدي بشكل خاطيء جدا أنستي "
قالت تبارك بحزم
" سيدة "
قال رشيد وهو يضيق عينيه
" هذا أمر غير متوقع فأنت تبدين صغيره "
همّت تبارك برد لازع ليقاطعها ليل الذي قال من بين أسنانه
" ما الأمر الذي يدعوا لكل هذا الضحك "
قالت سمراء وهي مازالت تنظر لرشيد الذي يضع الشيكولاته بهدوء
" السيد كان يقدم إطرائه لضيافتنا التي يبدو أنها نالت إعجابه "
قال ليل بنزق
" يكفي إطراء لهذا الحد ودعينا نرحب بمأمون وزوجته ومؤمن وزوجته فقد وصلا "
ناولت سمراء رشيد الصينية بشيء من التهديد الغير معلن وقالت
" تفضلها، كلها لك "
قال رشيد بابتسامة واسعة
" هذا رائع سيدتي "
ثم حمل الصينية وتحرك تجاه طايع الذي كان قد حل رابطة عنقه ووقف ينظر لشاشة هاتفه بحزن شديد وهو يقلب بين صور نيلوفر ويتذكر يوم زفافهما الذي كان أكثر صخبا وروعة من هذا اليوم ..

༺༻

على بعد أمتار كانت شيراز تهم بالوقوف لتمسكها نورسين من يدها بسرعة وتجبرها على الجلوس وهي تقول
" إلي أين أيتها الصهباء "
قالت لها شيراز وهي تفك يدها المتمسكة بها بلطف
" سأذهب لأبارك للعروس "
هزت نورسين رأسها برفض وقالت
" ومن سينقل لي الأحداث التي تدور من حولي فملكوت تحركت لتصوير الحفل وفاطمة غادرت منذ قليل "
قالت شيراز وهي تربت على كتفها لتطمئنها
" أنا لن أتأخر "
قالت نورسين
" في الحقيقة أنا لا أضمنك خذيني لطاولة الطعام المفتوح واتركيني هناك لكن لا تتركيني هنا "
قالت لها شيراز
" وهل طاولة الطعام هي من ستنقل لك الأحداث من حولك "
وقفت نورسين وقالت
" مادام هناك حلوى مالي ومال الأحداث، ليحدث ما يحدث "
قالت شيراز بقلق
" أنت لا تعرفين المكان وقد تؤذين نفسك "
قالت نورسين
" ليس من الجيد تذكيري بأني عمياء كثيرا، ألا تعلمين ذلك "
وقفت شيراز بتوتر وقالت
" أنت تدركين أني لا أقصد ذلك، حسنا هيا بنا "
أمسكت شيراز كف نورسين وتحركت بها نحو المائدة المفتوحة ومنحتها طبق وقالت
" ما الذي تريديه فهناك …..
قاطعتها نورسين تقول
" مهمتك انتهت اتركيني وأنا سأتصرف أليس هناك عاملين "
نظرت شيراز للثلاثة عاملات أمامها وقالت
" بالطبع "
قالت نورسين
" أنا وهم سنتفاهم "
قالت شيراز
" محال أن أتركك واقفة هكذا دعيني أجهز لك طلبك وأعيدك لمقعدك "
قالت نورسين
" أحضري مقعدي هنا فإن فرغ الطبق من الذي سيملأه لي "
قالت شيراز
" سأوصي العاملات أن ينتبهن لك " قالت نورسين
" ولمَ كل هذا اجعليني أجلس بجانبهن ألا تتحدثن العربية "
همّت شيراز بالتحدث بحزم ليقاطعها صوت رجولي يقول
" مساء الخير سيداتي، هل هناك مشكلة " عقدت نورسين حاجبيها تحاول ان تركز في الصوت الذي تشعر أنها سمعته من قبل لتقول شيراز بإبتسامة لبقة
" لا مشكلة، شكرا لاهتمامك "
قال أمير، أنا أقف منذ فترة وشاهدت ما حدث، ويمكنني المساعدة أنا أيضا أحب البقاء بجوار الطاولة المفتوحة لأطول وقت ممكن "
جذبت نورسين ذراع شيراز لتجذبها نحوها وتهمس لها
" من هذا، هل هو أحد العاملين "
توسعت أعين شيراز بحرج وهمست لها
" أنه أحد الضيوف، اصمتي"
ثم نظرت لأمير وقالت
" عفوا منك أختي ثرثارة وغريبة الأطوار "
قالت نورسين
" أختك من أين أتقسمين الآن أن فرق السن بيننا تخطى الخامسة عشر عامًا " قالت شيراز باندفاع
" ماذا، أنا أكبر منك بخمسة عشر عاما، كم عمرك أنت "
قالت نورسين وهي تضع يدها الحرة بخصرها
" ثمانية عشر، ها أنا قلت …هل لديك الجرأة لتقولي سنك "
قالت لها شيراز
" بالطبع فأنا …..
قاطعها أمير الذي كانت عيناه لا تتزحزح عن وجه نورسين الذي يشع بالشقاوة والمكر قائلا
" سيدتي اسمحيلي أنا أساعد أختك حتى تباركي للعروس، لا مانع لدي "
نظرت له شيراز بقلق فقال ممازحا
" يمكنني أن أريك هويتي "
ابتسمت شيراز وقالت
" لا داعي، دقيقة وسأعود "
نظرت شيراز للعاملات وقالت
" من فضلكم تحملن عبثها لدقيقة "
ابتسمن لها بلطف فقالت شيراز لنورسين " دقيقة وسأعود لا تصنعي كارثة "
لم تبال نورسين بما قالته شيراز وهي تقول
" أريد أحد أن يخبرني بالاصناف الموجودة وبهدوء وكأن أمامنا الليل بأكمله "
اقترب أمير منها يقول
" تحت أمرك أنستي، من أين تريدين أن نبدأ "
قالت نورسين بحماس
" من الحلوى بالطبع "
قال لها أمير
" لتتحرك رغم أني أشك أن الحلوى بجوار حلاك الليلة سيكون لها أية طعم " توقفت قدمي نورسين قسرا من كلماته التي لم تسمع مثلها من قبل ثم قالت له
" هل أعرفك أيها السيد".

༺༻

إن كنت تظن أن قلبك قد يقبل بسلطان آخر فعبثا أن تغادر مجالي حيا، إما أنا أو الموت …أيهما إليك أقرب ……

༺༻

داخل منزل منذر…

فتحت فاطمة باب الغرفة لتخرج منه وهي تجر حقيبتين من الحقائب التي ستنقلها للسيارة بصعوبة لأن فستانها والكعب العالي يجعلون حركتها أصعب لتشهق بصدمة وهي تجد سلطان يقف على باب الغرفة عاقدا ذراعيه فوق صدره يحرك عينيه ما بينها وما بين الحقائب قبل أن يقول بحدة
" إلى أين "
قالت له فاطمة وهي تعقد حاجبيها بصدمة حتى باتت كعادتهما كنسخة أنثوية منه
" لماذا تقف لي هكذا، هل تتبعني، ماذا لو رآك أحد تقف هكذا على باب الغرفة، ماذا سيقولون عني، ماذا دهاك أنت "
قال لها سلطان بحدة
" كنت أنتظرك لأخبرك أن عليك تغيير هذا الفستان حالا، انظري لنفسك بالمرآة وستدركين ماذا دهاني، كيف جرؤتِ على ارتداء هذا الفستان "
قالت فاطمة بصدمة كبيرة
" بأي حق تتدخل في ملابسي، من أين تأتي بكل تلك الجرأة …ولكن ماذا أقول ؟؟ لك حق أن تفعل أكثر من هذا فمن رضخت ومسحت طلاء شفتيها بناء على أمرك قد تفعل أكثر من ذلك لكن لا يا سلطان أنا لن أغيره وبدلا من أن تركز معي انظر لما ترتديه أختك "
صمت سلطان للحظة ثم قال
" أنا لا أرى سواكِ "
نظرت له فاطمة وقالت
" لماذا لا ترى غيري يا سلطان "
تصلب فكه ولم يجب فقالت له فاطمة بغضب
" إبحث إذا عن أخرى غيري قد ترضخ لأمرك هذا، فزمن رضوخي لأمرك قد انتهى "
همّت فاطمة بالتحرك ليسد سلطان طريقها بجسده الضخم وهو يقول
" لا شيء قد انتهى ما دمت ترتدين هذا الشيء، أنتِ لن تتحركي خطوة واحدة بهذا الفستان "
قالت فاطمة
" ما به الفستان أنا أرى أنه محتشم ومناسب لي وأبدو جميلة به، ماذا تريد أنت "
هدر بها سلطان
" ولماذا تريدين أن تبدين جميلة في حضرة كل هؤلاء الرجال "
قالت فاطمة بغضب شديد
" أنا أريد أن أكون جميلة في حضرة ذاتي لأني أنثى وكل أنثى تسعد لشعورها بالجمال، هؤلاء الرجال عيني لا تراهم ولكن عينك أنت هي ما تتصيد لي أشياء واهية لتستطيع أن تجرحني دون أن يرف لك جفن، أنت قاسي يا سلطان …قاسي جدا "
بهت سلطان من كلماتها وقال
" قاسي …أنا قاسي …لمَ يا فاطمة "
فاء التفخيم التي تزيد اسمها عزا بين شفتيه أرسلت في جسدها رجفة وهن نفضتها عنها وهي تقول
" أرجوك ابتعد عن طريقي "
قال لها بحرقة غير معلنة
" أنت تعرفين أني لن أفعل فلمَ الجدال، غيري هذا الشيء ولأكن في نظرك وحشا بريا لا يهمني "
قالت فاطمة بعتب
" حتى الوحوش لا تقسو على من يخصها يا سلطان "
قال لها سلطان
" تعترفين إذًا أنكِ تخصيني "
قالت له
" مؤكد ألست ابن عمي وفي …وفي مقام أخي "
ضرب سلطان الباب المفتوح بجوارها بقبضته الضخمة وقال
" أنا لست أخ أحد خاصة أنت "
قالت فاطمة بحدة
" هل وصل بك الأمر لتتنصل من قرابتنا، ماذا فعلت لك لكل هذا، ألم تفهم شيء من جملة لقد كنت خائفة عليك " ضرب سلطان على الباب مرة أخرى يخرج شحنات انفعاله بعنف نفضها وقال " أنا لا أتنصل من قرابتنا لكن لا أحد يطلب أخته للزواج "
قالت فاطمة
" ظننت أمر الزواج هذا قد إنتهى لأنك تراني المخادعة الخائنة، لذلك رأيت أن نكتفي بعلاقة الدماء بيننا والتي لا تمنحك حق التحكم بي "
هدر بها سلطان
" كيف تتحدثين بكل تلك الاستهانة عن زواجنا، هل تظنين ذلك القرار عائد إليكِ"
قالت فاطمة
" بالطبع عائد إلي، ماذا هل ستزوجني غصب عني "
قال سلطان
" بل سأتزوجك غصب عنك إذا حكم الأمر، هل تظنين نفسك بلا ضابط أو رابط "
قالت له
" ومن التي ستقبل بهذا الوضع "
أجاب سلطان
" أنت ستفعلين وبمنتهى الهدوء "
قالت له وهي تعقد ذراعيها حول صدرها مثله
" ولمَ قد أفعل ذلك "
أجابها وهو يجذب ذراعها ليفض تشابك ذراعيها اللذين يحددان صدرها أكثر وقال " ستفعلين لأني قلت يا فاطمة وفكري بالتمرد أو رفض أمري أقسم بالله أن أتزوجك غصبا وأضعك في منزل بلا أبواب أو نوافذ حتى تعرفين أن الله حق " هدرت به بعصبية وهي تجذب ذراعها من قبضته
" كفاك تحكما وتسلطا وتماديا في إهانتي يا سلطان وإلا قسما بالله لن ترى وجهي مجددا "
توسعت أعين سلطان بصدمة كبيرة وهدر بها
" هل تهدديني يا فاطمة، هل تقسمين على معاندتي "
قالت فاطمة بقهر
" نعم أفعل يا سلطان لأني لا أقبل بتجبرك هذا، لا أقبل أن تهينني وتتمادى بضغطك عليّ كأنك واثق أني لا أملك من يوقفك عند حدك، أني لا أملك من ألجأ له لينصفني عليك، أنا محال أن أربط مصيري برجل حين غضبه يبطش ولا يبالي وحتى كلمة أسف يترفع عن قولها " هدر بها سلطان
" من منا عليه أن يقول آسف "
قالت فاطمة
" ليس أنا بالطبع فلمَ قد أعتذر عن إهتمامي وخوفي عليك، لمَ أعتذر على حمايتي لك "
تنهد سلطان بتعب شديد وقال
" ولمَ قد أفعل أنا "
ترقرت الدموع في أعين فاطمة التي قالت بحزن
" أنا لا أطلب منك قول كلمة تقلل بها من ذاتك يا سلطان أنا أطلب أن تعتذر عن إيلامك لي فكرامتي مجروحة منك وبشدة ، كيف تريد مني أن أتزوجك إن كنت لا تعتذر حين تخطيء إن كنت تترفع عن كلمة أحبك وتستبدلها بكلمة تزوجيني، أنت حتى لم تعترف لي بحبك لم تقولها صريحة لم تريح قلبي أنك تحمل نحوي مشاعر تجعلني مطمئنة أن مكانتي لديك لا يضاهيها شيء "
صمت سلطان للحظات قبل أن يقول
" تزوجيني "
طفرت دموع فاطمة وقالت له
" إن لم تكسر حاجز الصمت هذا لن أستطيع يوما أن أقول لك وأنا أيضا، أرجوك يا سلطان إن لم يكن لديك ما تقوله أتركني لأمضي "
هز رأسه بإنفعال وقال
" ليس خيار متاح يا فاطمة، بعدما حدث لي لم يعد ذلك خيار متاح "
نظرت له فاطمة بحزن فقال لها
" غيري هذا الفستان يا فاطمة "
قالت فاطمة
" مشكلتنا لا تكمن في الفستان يا سلطان "
قال لها
" أنتي محقة تلك مشكلتي وحدي لذلك غيريه حالا "
همّت فاطمة بالرد فاستدار يعطيها ظهره وظل واقفا يسد الباب بجسده كأنه سيظل يقطع طريقها حتى تنفذ له ما يريده فقالت فاطمة بغضب شديد
" اسمعني يا سلطان أنا فتاة حرمت من الحنان مبكرا جدا وأحتاج لرجل حنون ليحتويني وإن لم تصلح من ذاتك القاسية تلك أنا لن أقول موافقة وأرني كيف ستخرج تلك الموافقة مني دون إرادتي " ثم أغلقت الباب بعنف فقال سلطان الثابت بوقفته كما الجبل
" سأريك يا بلوة سلطان "
فتحت فاطمة الباب تسأله بذهول
" ماذا قلت "
هدر بها
" هل مازلت بذلك الفستان "
قالت له فاطمة بغضب
" أخبر إيماءات صمتك أن عينيك استسلمت فمتى تستسلم الكلمات لأن هذا كثير وأنا تعبت "
ثم أغلقت الباب بسرعة ووقفت خلفه تقول
" بلوة سلطان، يا له من حنان غامر، صبرك يارب على هذا الجلمود الصخري الذي سيقتلني كمدا ….صبرك يارب "..

༺༻

مختل عقلي ومخيفة مخيلة العاشق بداخلي والتي تجعلني لا أراك سوى لعبتي المفضلة التي لا تمر دقائقي دونها ولا يستطيع أحد أن يسلبني إياها مهما حدث..

༺༻


تحركت شيراز تشق طريقها بين هذا الجمع المبهج تجاه يهدين وهي تبتسم برقي هنا وهناك ليستوقفها صوت فياض المنفعل والذي كان يقف خلف المائدة المفتوحة بعدة أمتار يدور حول نفسه كما المجنون وهو يصرخ بهاتفه
" أجيبي عليّ وإلا سأقتل شخصا ما من شدة غضبي، أجيبي وارحميني مما أنا فيه "
نظرت له شيراز بشفقة وبدلا من أن تكمل طريقها نحو يهدين استدارت متوجهة إليه تحت أنظار حكم الذي كان يراقبها عن بعد فتحرك مسرعًا بقلق نحوهما خاصة حين لاحظ انفعال فياض والذي يدرك كيف يمكن أن يتطرف في ردود أفعاله حين يخرج غضبه عن السيطرة،
اقتربت شيراز من فياض ونادته قائلة
" فياض "
لكنه بدا كأنه لا يسمعها وهو يكمل صراخه بالهاتف قائلا
" أريد سماع صوتك فقط "
فعادت تناديه قائلة
" فياض أظن أني أستطيع مساعدتك "
لم يلتفت لها فياض وظل على هياجه فاقتربت منه أكثر تربت على كتفه لتلفت نظره وهي تقول
" اسمعني فقط "
توسعت أعين فياض وهو يمسك اليد التي حطت على كتفه بعنف بالغ ويستدير لينظر لها بعيون جاحظة فتألمت شيراز بشدة وحاولت سحب يدها من يده لكنه بدا منفعلا يرتجف بعنف وقد نفرت عروقه وانتفخت أوداجه وأصبحت عيناه حمراء بلون الدم لتقول شيراز بخوف
" فياض أترك يدي "
كانت قبضته تشتد على كفها حتى سمعت صوت قرقعة عظامها فامتلأت عيناها بالدموع ليظهر حكم من العدم فجأة يمسك فك فياض بعنف ويهزه وهو يقول
" أترك يدها حالا …فياض، أفق وأترك يدها "
تنبهت نظرات فياض الذي بدا كما المغيب في نوبة غضبه لينظر لكف شيراز الذي طحن بقبضته ويتركه كما الملسوع وهو يقول
" أنا لم أقصد "
لمت شيراز كفها لصدرها وهي تشعر بألم بالغ ليهدر حكم بفياض
" سيطر على ذاتك فياض، لقد أذيتها " قال فياض
" لم أقصد حكم، لم أقصد "
قالت شيراز
" لم يحدث شيء يا حكم أنا المخطئة، لقد اقتربت منه في وقت انفعاله بدون تفكير " ظهر الألم جليا على وجهها ليهدر حكم بفياض
" اعتذر لها حالا "
نظر فياض لشيراز بندم لكنه ظل صامتا يضم شفتيه بقوة حتى صارتا كخط رفيع لتسرع شيراز قائلة
" لا داعي حكم فياض بمثابة أخي وأنا واثقة أنه لم يقصد "
ترك حكم فياض وهو ينظر لكفها بقلق فهمّ فياض بالابتعاد منفعلا لتقول شيراز بسرعة
" انتظر فياض "
توقفت أقدام فياض قسرا فيما نظر لها حكم بتساؤل لتقول له
" لقد أردت أن أقول لك أني أعرف طريقة ستجعل كيان هي من ستستميت لتحدثها " رمقها فياض بنظرة اختلط فيها البؤس بالوجع بعدم التصديق ليقول حكم لشيراز " لا تتدخلي بين فياض وكيان يا شيراز " قالت شيراز
" أنا أحاول المساعدة فقط، هل ترى تلك الفتاة نورسين "
التفت فياض ينظر لنورسين بعدم فهم ثم قال بصوت منفعل
" ما بها "
قالت له
" التقط لها صورة وأرسلها لزوجتك وسترى ما سيحدث "
رمقها فياض بنظرة غاضبة فقالت له
" جرب فقط لن تخسر شيئا "
زم فياض فمه أكثر وهز رأسه موافقا ثم تحرك تجاه نورسين يفكر كيف سيلتقط للفتاة صورة عن بعد كما المهووسين ليندفع حكم يقول لشيراز بعنف
" هل فقدت عقلك، كيف تقتربين من فياض وهو بتلك الحالة "
سالت دموع شيراز التي لم تعد تتحمل ألم معصمها وقالت
" لقد تألم قلبي لأجل حاله ففكرت بالمساعدة "
أمسك حكم كفها بقلق وقال
" علينا الذهاب للمشفى حالا، فربما فصل رسغك من بعضه "
قالت شيراز بهدوء
" أنا لن أترك الزفاف يا حكم، ألا ترى الأجواء، أنا لم أتواجد في جو مبهج هكذا منذ زمن ومؤكد لن أتركه وأذهب للمشفى "
قال لها حكم
" أشعر برسغك يتورم، يا إلهي من أفعالك، تميتني كما تميتيني "
نظرت شيراز لحكم بعيون دامعة وقالت " لا أحد سواك أشعرني يوما أن ألمي ألمه، ليت طرقنا اجتمعت منذ زمن طويل لكنت حميتني من كل ألم ألمّ بي، وحاوطتني بنظراتك التي يتكدر صفوها لألمي أكثر مما تفعل حين تتألم "
قال حكم وهو يحتوي كفها بين كفيه
" لا أحد قبلي ولا أحد بعدي سيفعل فأنتِ بت ملكي وملكي الذي سأحيا لأحميه من كل ألم "
ارتفع صوت أغنية رومانسيه فقالت شيراز
" هلا منحتني معك ذكرى رائعة أمام البحر، هلا راقصتني حكم "
اعتدل حكم وقال لها
" كبير السباع لا يراقص امرأته علنا بل ….
صمت حكم فنظرت له بإستفهام ليقول
" يباغتها بأمر لم تكن تتوقعه "
همّت شيراز بقول شيء لكن اقتراب طايع يقول بقلق
" ماذا حدث "
جعلها تجيبه قائلة
" لا شيء "
سحب حكم رابطة عنق طايع المحلولة ولف بها كفها ورسغها بإحكام ثم التفت لطايع وقال له
" أحضر لشيراز شيء لتشربه "
قال طايع بطيبته المعهودة
" حالا "
قالت شيراز لحكم
" بت أخجل من كلمة شكرا "
قال لها حكم الذي لم يترك كفها
" غيريها إذا شيراز "
قالت له
" وهل هناك كلمات قد توفيك حقك حكم "
قال لها حكم وهو ينظر في عينيها
" نعم، إنها فقط نعم لا شيء أكثر "
ذابت شيراز خجلا وقالت له
" تبدو لي تلك النعم في تلك اللحظة تهورا غير محسوب العواقب "
قال لها حكم
" تهوري إذا وامنحيني الفرصة لأريك تهوري أما اكتفيت من العقل بيننا "
شهقت شيراز بحرج فقال لها حكم
" لا تسحبيني لبحرك ثم تشهقين من تلاطم أمواجي "
قالت له شيراز بقلب هادر
" حكم من فضلك كفى "
قال لها حكم
" الكفاية لمن اكتفى أما أنا فلم أبدأ حتى " همّت شيراز بالفرار ركضًا من حصاره ليباغتها صوت وائل جسار يشدو قائلا.


"" الدنيا بترتب صدف

وكل قلبي واحساسه

فجأه الطريق بينا بيقف

والحب بيجمع ناسه

واحنا اتقابلنا وجه اوانا

شوفتك بقلبي اللي اتمني

وريتني ايام الجنه

ومليت بحبك اوقاتي

حلم حياتي

وصحيت وياك على يوم عيدي

حضنك قلبي ولمساك ايدي

والفرحه اهي عرفت مواعيدي

كتري يا سنين منها وهاتي ……

༺༻

وكأنك ريح قوية هبت في سكون عالمي بإصرار بات يقتلع كافة المعالم من حولي ويترك كل شيء مدمرا مستسلما لاجتياحك ليعيد إعماره..

༺༻
اقترب منذر بنظرات عشق مكشوفة لكل من حوله، نظرات ما حاول لحظة أن يداريها كأنه لا يهتم أن يراها الجميع في أحداقه ترمم ما تدمر قبل مجيئها، اقترب من بهية التي تجلس على الطاولة التي تجلس عليها فتيات العزايزه وتهمس لنادية التي تلتصق بها بشيء ما فتهز الصغيرة التي يبدو أنها تجاهد لتألف الأجواء من حولها رأسها بطاعة فتضمها بهية لصدرها وانحنى نحوها يقول
" بهية "
التفتت له تقول بحنان
" هل تريد شيء يا حبيبي "
قال لها منذر بارتباك
" أريد أن أرقص معكِ "
توسعت أعين بهية وكل الجالسات على الطاولة لتقول بهية بصدمة
" نرقص كيف، منذر هل تمزح، أنا لا …
.لم يدع لها منذر فرصة لتعرض وهو يجذبها ليتوسطا الحفل فيبتسم باتساع ويرفع ذراعيها ليضعهما حول عنقه ويحيط هو خصرها أسفل خمارها الفضفاض ويتمايل معها بسعادة وهو يقربها منه ويقول بكل حماس وانفتاح مع الأغنية المنطلقة
" حلم حياتي "
بالبداية كانت بهية ترتجف بحرج بالغ لكن سعادة منذر التي تغمره جعلتها تتمايل معه ودموع سعادتها تنهمر لأول مرة بغزارة، كانت تبكي في تلك اللحظة نعم ولكن من فرط السعادة التي تحياها، كانت تشعر وكأن نصيبها من السعادة والراحة قد وصل إليها أخيرا، لمحت بهية الثنائيات وهي تتجمع من حولهما لتقول بهية لمنذر " الجميع ينظرون إلينا، أرجوك منذر أنا محرجة جدا، أنا لم أفعل هذا من قبل " قال لها منذر
" وأنا سعيد جدا ومن حقي أن أستغل كل لحظة فرح معك، أنسي الجميع بهية، تذكري فقط ما بات يجمعنا وبر الأمان الذي وصلنا إليه ودعينا نحتفل لنكن اليوم نحن أيضا عريس وعروس "
ذابت بهية خجلا ليقول لها منذر
" صدقيني لقد اشتقت إليك "
أحنت بهية رأسها وأنفاسها تتقطع من الخجل قبل أن تقول
" وأنا أيضا اشتقت اليك منذر، اشتقت لمنزلنا الهاديء وتفاصيل يومنا العادية التي تمنحني الحياة …تمنحي أجمل ما في الحياة، أنت "
قبّل منذر وجنة بهية من فوق نقابها لتشهق بحرج فيقول أسد الذي كان يضم عزيزة من الخلف ويتمايل معها نظرا لحجم بطنها
" وأنا من كان يلوم على فخر الغر، يبدو أن رجال العائلة جميعا مشاعرهم الجياشة حضرت اليوم وبقوة ".
༺༻

بالخارج …..

كانت سيارة زكريا قد وصلت إلى منزل منذر لتترجل منها سيدرا وهي تحمل العلبة المخملية الصغيرة بحماس تبخر تمامًا حين وجدت آصف يقف بإسترخاء مستندا على مقدمة سيارته يرمقها بنظراته المهيمنة ليمتقع وجهها وتنظر له ببرود العالم الذي تستدعيه للضرورة القصوى في حضرته وتقول بأسلوب هاديء ظاهريًا حاد داخليا
" هل شاهين من أخبرك بقدومي "
اعتدل آصف ورفع الهاتف وقال
" بل هذا، فأخوك اليوم كان منشغلا بجرح عميق إثر شجار جديد "
اقتربت سيدرا منه تقول بحنق لا تقوى على إظهاره
" أتدري سيد آصف، لقد لاحظت أنك تستمتع بمشاهدة فضائح وكوارث ونكبات عائلتي بل وتحرص على أن تكون أول الحاضرين هل هناك مغزى خفى خلف ذلك "
قال لها آصف وهو ينظر بعمق عينيها
" النسب يتطلب دراسة مطولة وخاصة حين يكون هناك إصرار من الطرفين " قالت سيدرا تدعي الذهول
" هل تقصدنا بالطرفين، سيد آصف في الحقيقة أنا لا أعرف عنك سوى طولك، واسم العلامة التي تشتري منها بدلاتك الفارهة ونوع سيارتك وعنوان منزلك لذلك مؤكد أنا لست طرفا مما تتحدث عنهم "
قال لها آصف
" الخاتم في إصبعك يقول عكس ذلك سيدرا "
قالت سيدرا وهي تحاول تخيل ذاتها مرتفع ثلجي أعلى قمة ايفرست
" لماذا أنت هنا سيد آصف "
قال آصف بهدوئه
" لأخبرك أني لست راضي عن عدم إخبارك لي أنك ستسافرين كل تلك المسافة ورغم ذلك فكرت في استغلال وجودك لأدعوك للعشاء ….
همّت سيدرا بالرفض ليقاطعها آصف قائلا " لقد تواصلت مع السيد منصور وأبلغته بنفسي "
ضمت سيدرا شفتيها للحظة ثم قالت
" ومؤكد والدي وافق
"
قال آصف مؤكدًا
" وافق بالفعل "
طحنت سيدرا دروسها بصمت وقالت
" وأنا ألا داعي لرأيي "
قال آصف
" بالعكس رأيك مهم ولكن مؤكد لافتة كهذه ستسعدك لذلك لم أتردد في أخذ الخطوة وانتظارك، وبعدما وصلت تيقنت أننا نحتاج للتحدث فهناك بعض التفاصيل التي لم تعرفيها عني "
شعرت سيدرا أنها ستصاب بنوبة قلبية فأخذت نفس عميق والتفتت لزكريا الذي يقف مذهول من الحديث الذي يدور أمامه وقالت بحدة
" أين أخيك "
أشار لها زكريا على باب المنزل فالتفتت سيدرا لأصف وقالت
" عذرا منك سأذهب لأخي "
قال لها آصف برسمية تتخطى رسميتها معه
" تفضلي، سأنتظرك "
شعرت سيدرا أنها ستنفجر فابتسمت له بسماجة وأمسكت جانبي بلوزتها الوردية وأرخت ركبتها كأنها تقدم تحية ملكية وقالت بإنفعال
" شكرا لك"
ثم استدارت تضرب الأرض تحت قدميها بعنف لو أخرجته في وجهه لارتكبت جريمة ليرتفع طرف شفاه آصف بإبتسامة وهو يضع يديه في جيبه ويرتخي للخلف ليتأملها برضى تام وراحة .
༺༻

وسأظل مهوس بك منبوذ من العالم بأسره لاجيء إليك، عدو لا يستهان به في كل المعارك ولا يخفي على أحد عزيمتي منك.
༺༻

في نفس الوقت بحديقة منزل فياض بباريس كانت كيان تجلس متكومة على أحد الارائك بجوار رودين التي ترمقها بنظرات غير راضية بينما هي تضم الهاتف لصدرها وتبكي بصمت
ليهتز الهاتف بين يديها منبها إياها لوصول رسالة فتغمض كيان عينيها بألم وقد قررت عدم سماع رسائله التي مؤكد يكمل بها صراخه وتهديده ووعيده لها لتلتفت لها رودين بإنفعال وتقول
" أجيبي على الرجل، أنت هكذا ستفقديه عقله "
قالت كيان بحزن شديد
" أنا حزينة منه لدرجة لا أستطيع وصفها، فياض لا يجيد شيء بهذه الحياة بقدر إيلامي "
قالت لها رودين وهي تدفع نظارتها التي انزلقت على أنفها للخلف
" أنا مقدرة غضبك منه لكن كما ترين خصامك له لن يحل شيء، بالعكس أنا أرى أن علاقتكما بتلك الطريقة ستتأذى، جدي عقابا يروضه عن جموحه الذي يؤلمك لكن وهو بجوارك فهناك أشخاص البعد لا يعد في قاموسهم خصاما بل يعد هجر وزوجك هذا إن ظن أنك هجرتيه سيصور قتيلا "
قالت كيان وهي تلمس قلبها بألم
" أنت لا تفهمين كم يصعب عليّ أن أحدثه وأسأله عن أمور كثير يفعلها فلا أجد لديه إجابة غير كوني أنا السبب، كم يقهرني أني لا أجد لديه إجابة واضحة يجبر بها خاطري ويحل بها كل المشاكل بيننا، أنه يضعني كمشجب لكافة أفعاله الغير منطقية حتى مرضه وأنا يقهرني أن أسمع نفس الكلام الموجع كلما اكتشفت عنه حقيقة صادمة "
قالت لها رودين
" انفعال زوجك إن دل على شيء فإنه يدل على أن كل شيء يؤلمك فهو يؤلمه، وقد برر لك الرجل أنه كان يفعل المعروف بهؤلاء الفتيات ليحفظك الله له، أخبرك أنه كلما وجد فتاة على بابه تمنى لو كانت أنت ألا يكفيك هذا لتدركي أن حب رجل مثله سيتطلب منك أن تتقبلي كل عيوبه وأن تقفي على أرض ثابتة في علاقتك به وأنت راضية بكل شيء فيه " بكت كيان وقالت
" أنا راضية بكل شيء فيه ورغم ذلك أتألم كلما تذكرت كل ما جمعنا، هذا الوجع ليس بيدي "
قالت لها رودين وهي تتنهد بتعب
" يا عزيزتي بغض النظر عن ماضيكما الحافل أنت الآن بت زوجته وأكثر شخص يريد أن يرى نفسه شخص جيد في عينيه وفي الحقيقة أنتِ لا تمنحيه فرصة مطلقا " وقفت رودين وقالت
" سأصنع لنفسي شيء دافيء وأنتي فكري فيما قلته لك "
ابتعدت رودين لترفع كيان عينيها الباكية للسماء للحظات قبل أن تنزل ساقيها عن الأريكة وتفتح تطبيق الرسائل فتفاجأ بصورة لنورسين وهي تقف بحفل ترتدي فستان فيروزي ناعم وتضحك بإنطلاق بينما يقف بجوارها أمير فانقبض قلبها بهلع وسارعت تهاتف فياض الذي لم يجبها فعادت تهاتفه مجددا مرة تلو الأخرى وترسل له أكثر من رسالة تترجاه فيها أن يجيب.
༺༻
كان فياض يقف كما المنتشي ينظر للهاتف المهتز بين يديه وللرسائل المتتالية التي تصله وكأنما صوتها فيض غامر أطفيء لهيب غضبه فماذا إذا أجاب، سحب فياض مقعدا وابتعد به بعيدا عن ضجيج الحفل وجلس عليه يتأمل الهاتف وهو يتنفس بعمق شديد وينظر للسماء قبل أن يضغط زر السماعة الخارجية ليصله صوتها ملهوفا يقول
" فياض "
لم بجبها فعادت تناديه بلهفة أكبر
" فياض رد عليّ "
قال لها فياض بتنهيدة عبرت خلال الأسير لتستعمر محيطها البعيد جدا عنه
" لماذا الحب حاد كالزجاج ورغم كل الحذر يشق أعماقنا بجروح مهما داويناها ستظل غائرة تترك أثر "
تسارعت أنفاس كيان التي أغمضت عينيها تستشعر كلماته قبل أن تقول له
" لا حب حاد غير حبك فياض، حب باقي البشر لا يؤلم لتلك الدرجة "
قال لها فياض
" ماذا أفعل في نفسي، هذا أنا ولا أعرف هل سيأتي يوما قد أتغير به أم سأحيا وأموت ذلك المجنون الذي تتمنين الفرار منه "
قالت له كيان
" من قال أني أريد الفرار منك فياض، أنا أحبك كيفما كنت مزاجي …عصبي …عنيد …وبداخلي لأجلك عشقا مرتاعا يجعل حتى رجفة أحداقي عما أعانيه تتكلم، أنا أتألم لن أنكر لكن أحتاج أن تداوي لا أن تتعامل مع جرحك لي أنه ما جنته يداي، هذا صعب يا فياض صعب، وإدراكي أن لك وجها آخر يستطيع التفهم والاحتواء والدعم ورغم هذا لم أره صعب، أنا اكتفيت جنونا وغضبا وألما، أخبرني متى سأرى اللين والحنان والعطف "
قال لها فياض
" إن سامحتني أعدك حين أعود أن نحاول معا إدراك تلك المشاعر الرائعة بيننا، سأجتهد لفعل ذلك، أعدك وأعدك أن أحاول أن أكون شخص أفضل "
قالت كيان
" وعودك قد تتبخر في نوبة غضب " قال لها فياض
" أعلم ولكنك ستصبرين عليّ حتى تمر وستذكريني بها "
قالت كيان برجاء
" عليك أن تكمل علاجك يا فياض، ارجوك "
صمت فياض ولم يصلها سوى هدير أنفاسه فقالت بسرعة
" هذا سيكون أفضل لنا تخيل أن يرزقنا الله بطفل ويراك في تلك الحالة، أو يقترب منك فتؤذيه وأنت لا تشعر "
انتفض فياض معتدلا وقد تلاشى استرخائه والمشهد الذي تذكره يحضره بقوة كأنه يرى نفسه يدفع صغيره في لحظة غضبه بقوة تؤذيه، فقال لها بقوة
" أنا محال أن أفعل "
قالت له بحزن
" لن يكون الأمر بيدك، فأنت لن تكون واعيا لما تفعل "
وقف فياض يقول
" أنا لن أأذي طفلي أبدا "
قالت له
" سبق وفعلتها بأمه يا فياض "
قال فياض بحرقة
" الأمر يختلف "
قالت له
" حبك لي لم يمنعك من إطلاق النار عليّ "
قال لها
" لقد رفضتيني وتخليتي عني "
قالت له
" لم يكن سببا يدعوك لقتلي"
قال لها
" أنا سأتغير "
قالت له
" بل تحتاج أن تخضع للعلاج العاجل " قال لها
" لن أفعل "
قالت له
" لأجلي "
قال لها
" أنا أحبك ورغم ذلك لن أفعل "
قالت له
" لأجل طفلنا "
قال لها
" طفلنا لم يأت بعد "
صمتت كيان للحظات ثم قالت له
" فياض أنا حامل "
انتفض فياض واقفا بصدمة ثم سألها بإنفعال
" ماذا قلت "
قالت كيان
" أنا أشك أني حامل لكني لم أتأكد لكن أعراض الحمل كلها لدي "
صرخ فياض بها
" أقسمي أنك لا تتلاعبين بي، أقسمي أنك تحملين طفلي بداخلك، أقسمي لي أننا أخيرا فعلناها وكونت أسرة صغيرة …كياان أقسمي "
قالت كيان بصراخ
" أقسم لك أني أشعر أن هرموناتي التي دخلت في حالة هياج ومعدتي المضطربة وشعور الغثيان خلفهما حمل كنت أريد التأكد منه قبل إبلاغك "
دار فياض حول نفسه عدة مرات وقال
" تأكدي حالا …حالا سأترك المكالمة مفتوحة حتى تتأكدي "
صرخت به كيان
" وكيف سأتأكد في هذا الوقت، أتدري كم الساعة "
قال لها فياض
" سأرسل لك فريق طبي حالا، لا تتحركي …كيان هذا حلمي أرجوكي حافظي عليه، أرجوكي "
قال له
" كيف تترجاني لأجل طفل لم تره ولا ترجوني لأجل ذاتي يوما "
قال لها
" طفل مني …طفلنا الاول "
شهقت كيان كأنها تذكرت شيء وقالت
" فياض نورسين هل هي بخير، ذلك الشاب الذي يقف بجوارها قريب ذلك القذر فارس أرجوك احمها منه "
قال له بإنفعال
" سأقتله حالا لا تقلقي ولا تنفعلي ولا تتحركي، سأرسل لك دعم طبي كامل ومؤكد ستبلغيني اليوم ببشارة خير…أنا أحبك كيان …أنت حبيبة فياض "
قالت له
" وأنا لم أحب سواك عمري "
أغلق فياض الهاتف ثم سقط جالسا على ركبتيه ينظر للسماء وهو يفتح ذراعيه يستقبل رياح الرحمة التي عصفت بعالمه البائس يحمد الله دون توقف، يعيش أول لحظات تحرره من الكابوس يعيش أجمل واقع قد يحياه يوما…
༺༻

منذ اختلط حبك بدمي أزهرت في شراييني غابات متوغلة جميع ورودها تفوح منها رائحتك التي طبعت في ذاكرة قلبي ……

༺༻
دخلت سيدرا تبحث عن أخيها بوجه متجهم وسط أجواء الحفل الساحرة وصخبه المتقد لتلمحه يحوم حول سارة التي كانت تقف بجوار ملاك وتولين قريبا من جلسة العرسان يشاهدن معا الثنائيات التي ترقص برومانسية وإندماج لتقترب منه وتقول بحنق
" تبدو سعيد جدا يا ابن الجوهري "
تفاجأ شاهين بوجودها فضمها إليه بسعادة وهو يسألها بإندفاع
" متى وصلت، هل زكريا معك "
هزت رأسها وقالت
" زكريا والطاووس الهندي الذي بليتني به يقفان بالخارج، تفضل هذه هي الحلقة الذهبية الخاصة بسارة وهذا الخاتم كنت سأهديه لها في يوم خطبتكما الذي لم يكتمل قرأيت أن أجلبه معي لأدخل على قلبها الذي لا أفهم كيف لان ورضخ وعاد لك السرور "
وضعت سيدرا العلبة المخملية في كف أخيها بعنف فقال لها شاهين
" أخوك لا يرفض، المسألة كانت مسألة وقت لا أكثر…عليك أن تثقي في قدرات أخيكي أكثر من ذلك "
نظرت له سيدرا نظرة مستخفة وقالت
" من الذي أدمي جانب وجهك يا صقر أل الجوهري "
قال لها شاهين بحماس
" كانت معركة حامية دافعت فيها عن سارة، انتهت المعركة من هنا ووجدتها تقول دعنا نعود لبعضنا شاهين "
هزت سيدرا رأسها بيأس وقالت
" إن أقسمت لي أن هذا ما حدث لن أصدقك "
سحبها شاهين من رسغها وقال
" لا يهم، تعالي لتلتقطي لنا بعض الصور "
اقترب شاهين من سارة التي التفتت تنظر له بابتسامة وهي تصفق بهدوء وتغني مع لحن الأغنية الرومانسية ليرفع لها شاهين الحلقة الذهبية بين إصبعيه ويحركها بإنتصار جعلها تلتف له بكلها فقال لها
" أعطني يدك يا سارة العطار "
قالت سارة بذهول
" لا أصدق أنك أحضرت إخوتك كل هذه المسافة من أجل حلقتي الذهبية رغم أنك تعلم أني سأعود الليلة للعاصمة "
قال لها شاهين
" لم يعد بي صبرا، أعطني يدك "
تورد وجه سارة التي نظرت لسيدرا وقالت لها
" كيف طاوعتيه وأتيتِ "
قالت لها سيدرا
" بل كيف طاوعتيه أنت وعدت له " قالت لها سارة
" لم يدع لي مفر "
قالت سيدرا بيأس
" هذا هو شاهين الجوهري "
لمعت عيون سارة بتأثر وهو يقف أمامها ويصرخ بقوته
" هلا استمعتم لي من فضلكم "
التفت الجميع إليه فتحركت أسمهان لتخفض صوت الموسيقى بينما تتوسع أعين سارة بسعادة وصدمة وهي تسمعه يقول
" زفافي على سارة العطار بعد شهر من الآن بالحارة، شهرواحد فقط العد التنازلي فيه بدأ للتو وهذا حسب كلام أخيها سلطان العطار وأبلغكم جميعا بهذا لأنكم مدعوون فردا فردا هذا أولا وثانية لأضعها هي وأخيها أمام الأمر الواقع فلا أدع فرصة لهما للتراجع، وأجعلكم شهود على ذلك " جذب شاهين يد سارة ووضع فيها الحلقة الذهبية ثم حمل الخاتم الذي كان على هيأة صقر مجنح يحمل بين منقاريه جوهره ووضعه فوق الحلقة الذهبية كأنه يمنعها بكل الطرق من الارتفاع ولو ملي واحدا قبل أن يقول ببهجة
" هلا منحتونا أغنية حماسية لنحتفل فأجواء الرومانسيه هذه قد تمنح أخيها الحجة ليقتلني وقد حصلت لأجلها على عاهة مستديمة منذ ساعات "
قال رشيد المستمتع بالاجواء من حوله
" القتل للرجال "
ضحك الحاضرون ليرتفع صوت أغنية حماسية فيمسك شاهين كفي سارة دون تردد كأن السعادة أذهبت عقله وبدأ يرقص أمامها فيما تضحك سارة بسعادة وتهز رأسها بعدم تصديق لما يفعله وهي تحاول جذب يديها من يديه وتبحث عن سلطان بعينيها هنا وهناك لكن حماس الشباب الذي ارتفع حولهما والسعادة التي ملأت الأجواء جعلتها تنقاد دون تفكير داخل هذا الجنون وهي تقول له
" ما الذي تفعله يا شاهين "
قال لها
"شاهين منجذب وغارق وعاشق إلى ما لا نهاية فأنت نفس يتجدد في صدره في الدقيقة الواحدة ألف مرة "
قالت له
" ما تفعله سيتسبب في قتلنا معا "
قال لها
" السعادة جعلتني في حالة فوضى عجيبة، ربما نحتاج سلطان العطار للسيطرة على الموقف فعلا "
قالت سارة
" ليت سعادتنا هذه تدوم "
تمسك بيديها بقوة وقال
" ستدوم ما دمت معي، ستدوم ما دمنا معا ".
༺༻

أيها المتناقض في كل مشاعرك انتشل روحي من داخلي وارحل لأجد سبب أركض به خلفك وأتبع به خطاك وأقنع به عقلي أني أفعل ما يتوجب عليّ فعله.

༺༻

امتلأت الأجواء بموجة فرح وبهجة جعلت ملاك تبتسم لأول مرة منذ مدة طويلة جدا وهي تراقب ما يحدث بين سارة وشاهين وتبدأ في التفاعل مع المشهد الذي يدور أمامها لترفع هاتفها على غير العادة من أجل توثيق تلك اللحظة التي قد لا تتكرر مجددا، وقعت أعين ملاك بعينا أيوب الذي كان يحمل كأس من العصير ويقف بالجهة المقابلة بجوار طاهر الذي تركه وتحرك نحو سما الواقفة بجوار المائدة المفتوحة، حاولت ملاك أن تتجاهل عيونه التي تحاصرها بالنظرات جعلتها تشعر بالتوتر والارتباك، وحاولت أن تدفن فضولها الذي أشعله في عمق صدرها لكن كافة محاولتها بائت بالفشل حين وجدت نفسها تتحرك نحوه كالفراشة المنقادة نحو الضوء لا النيران، في البداية فكرت في أن تدعي أنها ذاهبة للمائدة المفتوحة وبالفعل مرت من أمامه وسارت بضعة خطوات نحوها لكنها عادت بخطوات مترددة ووقفت بجواره حين لم يحاول تجاذب أطراف الحديث معها كما ظنت أنه سيفعل، ظلت ملاك تحرك عينيها ما بين رقص الشباب وبين وجه أيوب الهاديء للحظات لتقترب أكثر وتسأله بتوتر قائلة
" سيد أيوب، هلا أخبرتني ما السر الذي أخفاه رب عمل جدك عنه"
قال لها أيوب وهو يرفع الكأس نحو فمه " سرد الحكاية قد يطول "
قالت له
" يملأني الفضول لأعرف ما يخفيه "
قال لها أيوب
" حسنا دعينا نلتقي غدا بمكان عام لنتحدث وأخبرك بذلك الجزء من القصة، يمكنني استئذان والدتك إن لم يكن لديك مانع "
قالت ملاك بإحباط
" للأسف، غدا لدي ضغط عمل فقد أهملنا جميعا العمل منذ فترة ولم يعد الوضع يسمع بأي تقصير"
قال لها أيوب
" لنجعلها بعد العمل إذا، يمكنني أن أمر لأخذك في الوقت الذي تحدديه "
ترددت ملاك للحظات ثم قالت
" حسنا موافقة لكن صدقني الفضول سيقتلني هل يمكنك إخباري بتفصيلة صغيرة الآن"
قال لها أيوب
" حسنا ولكن بشرط "
توترت ملاك وقالت
" لمَ قد تضع شرط لطلب بسيط كهذا " قال لها أيوب وهو ينظر لها بإستمتاع
" أنه شرط بسيط كطلبك "
قالت ملاك بخفوت متخبط
" حسنا لا بأس، ما هو الشرط "
ابتسم أيوب ابتسامة تقسم أن بها من سحر الجان فقد بقيت تحدق في وجهه كما المسحورة وهي تسمعه يقول
" عليك أن تخبريني عن أكلتك المفضلة ومطعمك المفضل "
قالت ملاك بخجل فهي لم تتوقع السؤال مطلقا
" في الحقيقة أنا ليس لي مكان مفضل فأنا كنت أذهب مع الفتيات حيث يذهبن لكن المكان الوحيد الذي نرتاح أن نأكل به هو مطعم عاشور مؤكد تعرفه "
توسعت أعين أيوب وقال لها
" مطعم عاشور خاصتنا "
قالت ملاك
" نعم، نحب جو المكان عن الأماكن الفارهة "
قال أيوب بإبتسامة
" مؤكد لن أخذك في خروجتنا الأولى لمطعم عاشور، ما رأيك أن أختار حسب ذوقي "
قالت ملاك
" لا بأس الأمر بسيط جدا بالنسبة لي " قال لها أيوب
" ليس بالنسبة لي"
تورد وجه ملاك بخجل وفركت كفيها بقوة وهي تقول له
" ألن تخبرني بأية تفصيلة عن الأمر " صمت أيوب للحظات أرخى فيها جفنيه قبل أن يرفع عينيه بعينها ويقول
" رب عمل جدي كان رابط الوصل بين جدي والجنية التي تزوجها "
شهقت ملاك بصدمة قبل أن يلتمع الحماس في حدقتيها وتقول
" لا تخبرني، هل كان من الجان هو أيضا …كيف لم أتوقع ذلك "
ضحك أيوب بإنطلاق ضحكة بدت سينمائية آسرة جعلت ملاك تقف أمامه مبهوته من قدرته على جعلها تغرق في أدق تفاصيله دون أن يتقدم منها خطوة واحدة.

༺༻


في فلكي ألف نجمة تدور لكن يظل قمري واحدا ويظل عشقي له لا يحتمل الشك أو الظنون.

༺༻

انتابت تولين التي وقفت وحيدة تنظر لسارة المنجرفة مع شاهين، وإلى ملاك التي تفاجأت أنها في لمح البصر باتت بالجهة المقابلة تتحدث مع أيوب بحماس نوبة بكاء شديدة
فانسحبت بهدوء تبتعد عن هذا المشهد الذي يذكرها بوحدتها ووحشة روحها وافتقادها الموجع لبشر الذي استجمعت كل قوتها لكي لا تنظر تجاهه حتى كأنها تساعده في عقابه لذاتها التي باتت سادية تحاصرها بالرضوخ التام لذلك البعاد الذي فرضه دون أي رحمة، ابتعدت تولين حتى توقفت أمام طاولة فارغة وضع عليها صنية شيكولاته فجلست وبدأت تأكل الشيكولاته بنهم بينما خط ناعم من الدموع يسيل على وجنتها، لتشعر بظل ضخم يحجب عنها الضوء فرفعت وجهها ببطيء لتجد سراج يقف أمامها بإبتسامة لبقة ويقول
" مساء الخير سيدتي "
تركت تولين قطعة الشيكولاته التي كانت تهم بوضعها في فمها وقالت بحرج
" مساء الخير، أنا أسفة …أهذه الشيكولاته خاصتك "
قال سراج بلطف
" في الحقيقة لا لكني رأيتك تبكين فظننت أنك لست بخير "
أسرعت تولين تمسح دموعها وتقول بحرج وتوتر
" حفلات الزفاف باتت تؤثر بي على ما يبدو، لكني بخير شكرا لك "
قال لها سراج
" حفلات الزفاف شيء مميز وتفاصيل لا تنسى، ومواقف مؤثرة …لديك كل الحق يبدو أني من لا يفهم بتلك الأمور …هل تسمحين لي أن أسألك عن شيء "
قالت تولين وهي تضع قطعة شيكولاته ضخمة بفمها دفعة واحدة
" بالطبع "
قال سراج بارتباك
" صديقتك …الآنسة كنزي، هل هي بخير، لم أجدها بالحفل رغم أني لمحتها حين أوصلت الفتيات بداية اليوم، كنت أريد الاطمئنان عليها فأخر موقف جمعني بها كانت حالتها فيه سيئة "
قالت تولين بصوت غير واضح وهي تجاهد لتلوك الشيكولاته التي بفمها
" أي موقف تقصد "
همّ سراج بأن يخبرها بمقصده لتقاطعهما ملكوت التي اقتربت بآلة التصوير خاصتها وهي تبتسم بلطف وتقول لسراج " هلا نظرتما إليّ "
التفتا إليها لتصدر الكاميرا صوت يدل على أنها إلتقطت لهما عدة صور قبل أن تقول
" عفوية جميع من بالحفل ملهمة، لقد أخذت عدة صور رائعة "
ابتسمت لها تولين بلطف فيما بقى سراج ينظر لها بصمت لتتوتر وتدعي الانشغال بألة التصوير قبل أن ترفع عينيها له وتقول
" هل يمكنني أن ألتقط صورة لك قرب البحر "
حركت تولين عينيها بينهما تلتقط شرارات الصمت المشحون
ليهز سراج رأسه بهدوء ويقول
" حسنا ، أين تحبين أن….
وقبل أن يكمل حديثة كان رشيد قد ظهر من العدم يقول بصخبه المعتاد
" لماذا تقفا هكذا، الجميع يرقص، تعالي ملكوت شاركيني الرقص فجميع الجميلات هنا متزوجات "
همّت ملكوت بالرفض لكن رشيد لم يدع لها فرصة وهو يجذبها تحت عيون سراج التي اشتعلت وظل يتابعهما بعينيه ويراقب كيف تفاعلت ملكوت مع الأجواء ليقول لتولين دون أن يلتفت لها
" عذرا منك "
ثم ابتعد فعادت تولين تنظر للشيكولاته بحزن لتسمع صوت يأتي من خلفها ويقول متسائلا
" لماذا تجلسين بمفردك "
تنهدت تولين بحزن والتفتت تنظر لبشر الذي كان يقف خلفها تماما، كان قريبا بشكل يجعلها تريد أن تتعلق بعنقه وتطوي ذراعيه من حولها ألف عام ورغم ذلك بقيت مكانها وقالت بأسى
" الكل منشغل بحاله فشعرت أني وحيدة وفكرت بأن ابتعد عن الصخب "
سحب بشر المقعد المجاور لها وجلس عليه ثم قال
" وحيدة وأنا موجود "
نظرت تولين للسماء تجاهد لكي لا تبكي مجددا وهي تقول
" وجودك لم يعد يعني أنه مسموح لي بالاقتراب منك، لقد التزمت بحدود العقاب التي ترضيك لأني واثقة أني لن أكسب شيء إن ضايقتك بطلبي السماح، أنا سأفعل لك ما تريده حتى لو عنا ذلك أن نتعامل هكذا كما الغرباء تجمعنا الاماكن لكن لا تجمعنا كلمة واحدة "
قال لها بشر
" محال أن نصير غرباء تولين، محال أن يصير قلبي غريبا عني "
قالت تولين ببكاء
" ليس محال يا بشر، انظر لما وصل إليه حالنا، لقد بت أجلس بجوارك وكلي خشية أن يفلت لساني ويترجاك أن تضمني إليك فتقابل طلبه بالصد والنأي،
يوميًا أستيقظ من نومي وأنا في أمس الحاجة لحضنك لا أكثر، حضن دافيء صامت طويل، حضن مليء بالاحتواء
وبعدها فلتكمل عقابك كيفما شئت، أفكر كثيرا بمهاتفتك لتترك عملك الذي بت تمنحه كل وقتك وتأتيني فاتحًا ذراعيك لكني أخشى أن تكسر قلبي برفضك فأمنع نفسي قسرا وأصبر بصمت لتنهي عقابك لكني لم أعد أحتمل، كيف طاوعك قلبك لتقسو عليّ لتلك الدرجة، نعم أخطأت …نعم أستحق العقاب لكن لا أستحق ألا أجد ذراعيك حين أحتاج إليهما "
تنفس بشر بعمق محاولا أن ينحي كل قهر قلبه جانبا والتفت يسحب جسدها الهش الذي أشعره أنها لا تزن شيء حتى باتت تجلس على قدميه فقال لها
" لا وقت ولا مكان العتاب يا تولين لكني أيضا تعبت، وأحتاج لذلك الحضن الدافيء الصامت الطويل "
بكت تولين وهي تحيط عنقه بقوة وتضم نفسها إليه كأنها كانت في سفر بعيد وقد عادت للتو ليلف بشر ذراعيه حولها بقوة ويربت على ظهرها صعودا ونزولا كأنه يواسيها ويواسي ذاته بها ويهمس لها
" ملامحي المنكسرة لم أر يوما إنعكاسها سوى بعينك كأنما كل البشر مروا بجواري فلم يروني ووحدك من وقف ونظر وحدك من منحني إحساس الوجود تولين "
أمسكت تولين وجهه بين كفيها وقبلت عينيه بحنان لتنتفض على صوت عاصي يقول
" ماذا تفعلان بالضبط "
أخفت تولين وجهها في كتف بشر بحرج ليلمها بشر الذي تجلس على قدميه كأنها طفل صغير ويقول
" تولين تعبانة قليلا "
قال عاصي
" خذها للداخل لترتاح وتعالى لنتتفاهم مع مامون بشأن ما ستقولاه لفيلو فهو على وشك الوصول "
قال له بشر
" اذهب أنت وسأتي خلفك "
قال عاصي
" أشك بذلك، فتلك الجلسة مؤكد ستطول، تحرك يا بشر "
وقف بشر يحمل تولين بين ذراعيه ليتفاجأ الجميع بألعاب نارية ضخمة تملأ المكان، رفعت تولين عينيها تتأمل منظر السماء الرائع ثم نظرت لأعين بشر الذي كان ينظر لها كما المأخوذ وهمست له بشفتيها دون صوت
" أسفة "
مال بشر يقبل جانب وجهها وهو يهمس لها بأذنها
" أحبك "

༺༻


أيها المتناقض في كل مشاعرك انتشل روحي من داخلي وارحل لأجد سبب أركض به خلفك وأتبع به خطاك وأقنع به عقلي أني أفعل ما يتوجب علي فعله …….


قبل دقائق …..

كان فخر الذي يتمسك بكف يهدين التي لم تعد تستطيع الصمود أكثر يحاول أن يدعمها ويهون عليها الدقائق التي كانت تمر عليها كساعات طويلة وهو يختلق لها ثرثرة مريبة المواضيع لكنها كانت تقدرها منه، لقد حدثها عن جميع الحاضرين والذين لم يقترب أحد منهم منها ليبارك لها بأمر من ليل الذي شدد على الجميع ألا يضايقوها بالاقتراب منها أو التحديق فيها حتى أنها تفاجئت أن جلستها كانت جانبية مريحة لا تتصدر المشهد، اقتربت تولين وبجوارها جواد وخلفهما رحيل ونوراي وهنا لتنظر تولين لفخر وتقول
" فخر لماذا عروسك مختلفة عنا، إنها تبدو مشعة أكثر من رحيل "
زاد توتر يهدين وتمسكت بكف فخر بقوة جعلت أظافرها تغور في كفه دون أن تشعر ليقول فخر بسعادة
" يهدين تشبه القمر، وحاولي أن تعامليها بلطف وتكسبين ودها لأنك ستحتاجين إليها "
نظرت تولين للقمر ثم ليهدين وقالت
" إذا كانت هي تشبه القمر فأنا واثقة أني أجمل منه، تولين قالت لي ذلك كثيرا وبشر وأسد ونزار وبطة وعاصي، الجميع قال لي ذلك، أنا أجمل من عروسك ولن أحتاج إليها "
قال جواد
" أكيد لن تحتاجي إليها "
قال فخر
" بل ستفعل، جميعكم ستفعلون، فيهدين قرصانة تستطيع أن تسيطر على أي موقع الكتروني وتجتاز أي لعبة مهما كان مستواها صعب، وتتجسس على أي شخص، تستطيع استخدام الأسلحة الآلية والدرجات النارية وتجيد كافة فنون الدفاع عن النفس، إنها إمرأة خارقة "
قال له جواد بذهول
" هل تقسم على ذلك "
قال فخر
" أقسم لك ولدي أدلة "
ضم جواد كفيه في حركة يبانية معروفة وانحنى لتسحبه تولين بغضب ليعتدل وهي تقول لفخر
" لن أصدقكك دون أدلة "
قال لها فخر بجدية
" بالطبع لن يكون معي دليل في الزفاف لكن لنتفق على يوم أجهز به أدلتي "
نظر الصغار لتولين بحماس فقالت
" موافقة أمامك سبعة أيام إما أن تحضر دليل وإما لن نصدقك "
مد لها فخر كفه وقال
" موافق "
سلمت عليه تولين كأنهما قد عقدا صفقة ثم رمقت يهدين بنظرة مستخفة وابتعدت لتقول يهدين لفخر بصدمة
" ما الذي قلته للصغيرة، أسلحة ماذا وقرصنة ماذا "
قال لها فخر
" قلت الحقيقة …يهدين ألا يمكنك أن تتجرأي قليلا وترقصين معي، هذا زفافنا والجميع يرقص إلا نحن "
مالت يهدين نحوه وهمست له
" لا تتعجل إحتفالنا لأني واثقة أنه سيعجبك أنا ربما لا أستطيع مجاراتك علنا لكن سيكون لدينا من الخصوصية ما يتيح لنا أن نفعل الكثير "
هز فخر رأسها بصدمة وقال
" أنا مبهور "
أخفت يهدين وجهها بحرج
ليسألها فخر
" متى سنرحل "
فتبتسم بخجل دون أن تجيبه……

༺༻

على بعد خطوات منهما كان رائف يميل نحو أصالة ويهمس لها
" ابتسمي أصالة جميع من حولنا قد لاحظوا عبوسك "
قالت له أصالة
" اتركني يا رائف، فأنا سأنفجر، هذا ليس فرحي، هذا احتلال واضح لأحلامي، كل شخص جاء ليسترد حبيبته ويحقق أحلامه في زفافي، أنا لا يجعلني صامدة سوى وعدك لي بزفاف آخر "
قال لها رائف
" ليسوا وحدهم من انتصروا واستردوا أحبتهم وحققوا أحلامهم فقد فعلت ذلك أيضا اليوم أصالة، شكرا أنك تحملت ذلك الزفاف الثقيل على قلبك لتمنحيني لحظة الانتصار التي لا أظن أني سأمر بما يماثلها عظمة يوما، منحتيني الاحترام والعز والكيان والدفء والحب وأنت تتعلقين بيدي أمام هذا الجمع "
توسعت أعين أصالة ولاحت فيها دموع التأثر الشديد وهي تقول له
" لا تغتر في صمت شفاهي فقلبي يقول عنها كل شيء رائف، يقول حديث أعجز عن قوله لكني أمل أن تشعر به، أنت من اليوم بت أهلي ووطني وكل البشر من حولي، بت حد الكفاية الذي يغنيني عما سواه "
رفع رائف يده يمسك ذقنها الناعمة ويجذبها برقة نحوه ثم ينحني ليقبل رأسها فيتفاجأ بكف عنيفة تمسكه من تلابيبه وتجذبه عنوة وصوت أسد يقول بمرح
" لما لا ترقص يا عريس، هل ستتزوج كل يوم "
كان رائف يهم بلكمه لكن نظرات أسد المازحة جعلته يهدأ ويتقبل ذلك المزاح الذكوري الغليط بطيب خاطر بل ويجاريه ويندمج معه وهو يشعر بسعادة غامرة..

༺༻

في نفس الوقت كانت أسمهان تقف بعيدا عن الصخب وهي تحمل محسن الذي قد غفا وعينيدتها متركزة قسرا على منذر وبهية وفي عقلها تدور طواحين أفكار مدمرة، كانت غاضبة ومنفعلة وعاجزة عن استيعاب ماهية السعادة التي تملأه رغم أنه يجب أن يمضي حياته بذنب خيانته الذي دمرها وجعلها تقف مع الحياة على مفترق طرق أم مسؤولة ومطلقة، لا تفهم كيف تناسى كل ما جنته يداه وعاش كأن شيئا لم يكن، تزوج واستقر وتكفل بطفلة بينما هي باتت وسط الجميع وحيدة تم خيانتها كأنها أقل من كل النساء، لماذا قد يجد هو السعادة رغم كل أفعاله وتبقى هي في بؤرة تعاستها عالقة تشاهده يتقدم في الحياة بينما تبقى هي مكانها واقفة لا تقوى على المضي لأسباب كثيرة أهمها أنها مطلقة، أسبلت أسمهان أهدابها تخفي نيران غضبها لتسمع صوت إياد يقول
" لمَ لا أحمل محسن عنك، أنت تقفين به هنا منذ مدة "
قالت أسمهان
" لقد غفى وأخشى أن أضعه بأحد الغرف فيستيفظ ويبكي دون أن أسمعه، وأخشى أن أقترب من الضجيج فيفزع لذلك أقف هنا "
قال إياد بلطف
" دعيني إذا أحمله عنك "
قالت أسمهان
" شكرا إياد لا داعي أنا معتادة على ذلك "
قال إياد لها
" لا تجادليني أسمهان فالكعب العالي وحمل الطفل سيضران ظهرك، أنا أفهم بتلك الأمور، جيجي ربت رجل مراعي " ابتسمت أسمهان وناولت محسن لإياد لتصدر تأوها خافتا فقال لها إياد
" قلت لك "
قالت أسمهان
" لم يطاوعني قلبي أن أتركه بالداخل " عمّ الصمت بينهما ليقول إياد فجأة
" لقد تنبهت لكونك تحبين الجدائل، حتى في المناسبات تتفنين في صنعها وتزينها " أمسكت أسمهان جديلتها التي ترتاح على كتفها بتوتر وقالت
" نعم أحبها "
فقال لها وهو ينظر لعينيها
" تبدين جميلة مع كل جديلة جديدة " ازدادت أسمهان توتر من إطرائه وأسرعت تقول
" العقبي لك "
نظر إياد للحفل الصاخب أمامه ثم نظر لها وقال
" ولك أسمهان "
امتقع وجهها وهزت رأسها وقالت
" ولي ماذا، أنا مطلقة إياد أم نسيت "
قال لها إياد
" ما الذي يعنيه هذا "
همّت أسمهان بالرد ليقاطعها صوت الألعاب النارية التي ملأت السماء فرفعت عينيها تشاهدها وهي تبتسم ولم تفطن أن إياد كان يشاهد تلك الألعاب النارية في إنعكاس بشرتها الزجاجية اللامعة..

༺༻

في تلك اللحظة نظر طايع للسماء بحزن شديد والالعاب النارية التي تدوي تذكره بالألوان التي هجرها كما هجر نيلوفر التي لا تتوقف عن الرقص في شريانه رغم الغياب وهمس
" لقد وصل أواب "
نظر طايع لحكم الذي أشار إليه لينسحب لتحدث حالة من الهرج والصياح حين أمسكت يهدين يد فخر وركضت تجاه المنزل بينما يقذف لها رشيد مفتاح السيارة ويتبعها وهو يرى سراج يدفع ملكوت لتتبعه بلطف فيما كان فياض يمسك كف نورسين ويتبعهم بعدما هدد أمير بالقتل ليقف حكم بمنتصف الحفل ويقول بهيمنة
" نخن مضطرون أن ننسحب وشكرا لحسن ضيافتكم "
ظهر الغضب على وجه ليل الذي اندفع ليفهم إلى أين سيأخذون أخاه ليمسكه بشر ويقول
" لا تقلق على فخر إنه واحد منهم الآن" ليضحك مأمون وهو يقول
"اترك أخاك ليعيش حياته كما يريد وركز معي فيما أقوله ففيلو على وشك الوصول والسيد بشر لا يبدو حاضر الذهن مطلقا " قال بشر
" أنا أفكر في أخذ إجازة فقد عاد منذر للعمل وليل لم يعد منشغلا بشيء وأمور الجميع استقرت وأظن الوضع مناسب لهذا "
قال مأمون
" إن كان هذا ما تخطط له افعلها بسرعة لنستغل وجود الشباب ليسدوا في غيابك، العمل في الفترة الأخيرة كان يرزخ بثقله على أكتافي وأكتاف إياد وأسمهان وهذا ظلم "
قال بشر
" من الآن اعتبروني في إجازه فقد عوضت عن غيابي بتكريث نفسي للعمل الفترة الماضية لكن الآن أحتاج للبقاء في منزلي …أشتاق لذلك فعلا "..

༺༻

بعد عدة ساعات …..

كانت بوابة المزرعة تفتح على مصراعيها ليعبر منها أسطول سيارات السباع الفارهة والذين كانوا طوال الطريق في سباق ممتع الجميع يستعرض فيه مهاراته وقدراته على القيادة الجنونيه، كانت لحظات مسروقة من الزمن …وضحكات مسروقة من عمق الألم، وذكريات مسروقة من أطياف الليل الذي بدأ ينسحب من السماء الضبابية فيما هاجت الرياح بحماس ملأ الصدور بعبق حياة قوي، ليترجل حكم من السيارة ينظر لرجاله الذين تجمعوا تحت المضيفة الجانبية يقفون كما الجنون المتحفزة وبينهم يجلس شخص لم يتبينه
فتقدم حكم بخطوات قوية يتحقق من هوية الجالس الذي كان يتوسط رجالة لتتوقف قدميه ويلتفت ليهدين بعيون متسائلة فقالت له
" ما كنت لأنتظر الصباح يا حكم، ما رأيك بهذه المفاجأة ".
༺༻
انتهى الفصل قراءة ممتعة للجميع ❤️????


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-23, 09:50 PM   #447

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

مين ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟السيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟
ايه الفصل الحلو ده


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-23, 02:24 AM   #448

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

مكاشفة فيلو و بتول خطوة للأمام في علاقتهم لكن لسه في أكثر من نقطة غامضة
زفاف يهدين و فخر مشع مبهج جميل لكل الثنائيات
شيراز و حكم اتوقع الموافقة قريبة
منذر و بهية على الطريق الصحيح
اسمهان و إياد هل هي بداية قصة جديدة بتحديات جديدة
اخيرا مواجهة علي و كنزي
سلمت يداك على الفصل و ان شاء الله تتيسر امورك و ما عاد تطولي علينا الغياب


najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-07-23, 08:23 AM   #449

جيزانيه

? العضوٌ??? » 439207
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » جيزانيه is on a distinguished road
افتراضي

ايش السالفه ومين قصدها يهدين
ليكون كلمه يهدين بالخطف تشمل اشياء وراها
اكيد فيه شي وراء فخر عشان كذا وافقت عليه
فيه شي له دخل بماضيهم وهويه السيد
عندي احساس وماابغاه يصير ان زواج ساره وشاهين مابيتم
وبيصير شي يخربه من طرف الشافعين
واخيرا تصالحوا احلى شي في البارت صلح
تولين ???? بشر
كنزي ????علي


جيزانيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-23, 01:06 AM   #450

سما إسماعيل

? العضوٌ??? » 504389
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » سما إسماعيل is on a distinguished road
افتراضي

????????????????????????????????❤️❤️❤️ أحسنت وأبدعت كالعاده يا شهيرة .. فصل أكتر من رائع... بالتوفيق يا رب

سما إسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.