آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6009Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-18, 12:05 AM   #1781

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5


أغلق سيد الهاتف واتصل ببعض معارفه يطلب منهم تقصي مصدر الشائعات ثم وقفيفكر من من الممكن أن يفيده ..



لمح برقوق من بعيد يقف وأمامه مجموعة من النسوة يبدو من هيئتهم ومن ملامحهن المألوفة له أنهن من البائعات في السوق فاقترب منه وهو يخمن ما يمكن أن يربطهبتلك النسوة الآتيات كل هذه المسافة إليه .. فالسوق بعيد نسيبا حيث الشوارع الخلفية للحي في المناطق القديمة الفقيرة منه .


حين اقترب وجد أن برقوق يناولهن عملات معدنية كثيرة ثم تبادلوا التحية وانصرفت النساء .. فرفع سيد حاجبه وسأله "ماذا تفعل ؟"..



اتسعت ابتسامة برقوق البنية ورد بسماجة" أورد لهم الفكة التي أخذها من الصبية وهم يحتاجون الفكة في معاملاتهم فيأتون ليفكوا مني العملات الورقية"


أمال سيد برأسه قليلا لينظر لداخل الغرفة التي استعادت نشاطها بعد أن أظلمت أثناء سفر أحمد ليجد الصبية يفترشون الأرض يشاهدون ما يبثه تلفاز القهوة من مباريات.. فمط سيد شفتيه بامتعاض وغمغم لنفسه وهو يطحن ضروسه ويطبق على قبضته بقوة " يجمد العملات المعدنية التي يكسبها من الوصلة التي أدفع أنا ثمن الاشتراك الشهري فيها !!!.. الحل الوحيد أمامي قتل إبن سماحة "


ضيق برقوق حاجبيه وسأله "هل تقول شيئا؟"


رد سيد " لا ( ثم هرش في أنفه ليكمل ) هل تعرف بالشائعة الخاصة ببنت سماحة"


مط برقوق شفتيه وسأله ببرود " تقصد زواج ابن الشيخ من قريبته "


نظر له سيد وقال بلهجة خطرة " هل لديك معلومات عمن سربها ؟"


وضع برقوق يديه في جيبه ومال بجسده ببعض الزهو ليقول بلهجة العارف الواثق " بالطبع .. الشائعات بدأت من ثلاث أشخاص .. السيدة أم العروس المرشحة للزواج أخبرت بعض النسوة في السوق أن ابن الشيخ ينوي الزواج من ابنتها وحاولت أن تبررالزواج بأنه شيخ والشيوخ يميلون لتعدد الزوجات .. وأنها مؤمنة بالله ولا تريد أن تخالف شرع الله .. فمادام مقتدرا ويريدها فما المانع .. وأنه كان يريدها في الأساس لكن والدها كان يرفض ولهذا لجأ للزواج من بيت سماحة شفقة على حالها وبعد إلحاح كبير على والدها وافق أخيرا"


رفع سيد زاوية شفته العلوية استهجانا ثم قال بلهجة آمرة "أكمل"


هرش برقوق في ذقنه ثم قال بنفس اللهجة الواثقة " ثم هذه المرأة الفضولية أم عادل حينما سمعت هذا في السوق من النسوة لم تترك صابرين الفتاة التي تعمل عند زوجة الشيخ الا وعرفت منها بعض المعلومات وأنت تعرف أم عادل ذات فم كبير"


سأله سيد " ومن أطلق إشعاعة أن ابنة سماحة لا تنجب"


رفع برقوق كتفيه ورد " هذه لا أعرف أنا سمعتها مثلكم لكن لم أعرف مصدرها .. ( وأكمل بحماس ) إن كانت معلومة مهمة أستطيع أن أبحث ..."


قاطعه سيد حين جز على أسنانه وغمغم لنفسه "استطيع أن أغير مبدئي وأضرب النساء ما المشكلة !"


فسأله برقوق " ماذا قلت ؟"


رد سيد بصوت عالي وهو يشيح بيده " لا شيء .. لا شيء "


وابتعد وهو يجز على أسنانه ويفتح هاتفه ويتصل بعمرو وحين لم يرد كتب له رسالة على الواتساب يخبره بما سمع .




***


قبل دقائق :





فوجئ عمرو بوجود خاله عاطف وأسرته وعمته مفيدة التي لها مكانة كبيرة بالعائلة .. وهي أكبر اخوتها بعد وفاة الشيخ وبعض من أبناء عمومته التواجدين بالعاصمة .. ولاحظ أن سماح تستقبله بحالة من الحماس وأنها تكثر من زينتها بشكل ملفت ..




ألقى السلام وشعر أن هناك شيئا ما يدبر غير مريح فتكلم يقول "ما هذه المفاجئة !.. أسعدتمونا بالحضور .. لو كنت أعلم بحضوركم لكنت حصلت على إجازة لاستقبالكم بنفسي "
ردت عفاف بارتباك " حضروا فجأة للتهنئة بخروجي من المستشفى"




تمتمت العمة مفيدة بعبوس " هل سننتظر كثيرا لتجهيز الغداء الذي اصبح عشاء .. لا أريد أن أتأخر يا عفاف أنا أحب النوم مبكرا ولولا أنك ألحيت على للحضور ما كنت حضرت "


نظرعمرو لوالدته بنظرة غاضبة فلاح عليها الارتباك وتمتمت " حالا (وعلت صوتها )هيا يا صابرين "


فقامت سماح بكل نشاط تقول " سأساعدها أنا"


نظرت لها عفاف بحنان لتقول " بارك الله لك يا بنيتي"


تلكم عمرو بلهجة خطرة " سماح من فضلك اجلسي أريد أن أتحدث مع الجميع "


تجمدت سماح ونظرت لوالدتها بقلق ثم عادت لتجلس فقال عمرو للجميع " هناك أمرا أريد أن أعلم مصدره .. من أفتى بأني سوف أتزوج ثانية؟"


نظرت له عفاف بتحدي فأكمل " منذ أمس وهناك اشاعة بذلك في الحي "


اندهشت عفاف وقالت" الحي ؟ !! ومن أخبر الناس بأمر كهذا ؟؟؟"


ونظرت لسلوى التي دارت حرجها وتصنعت الانشغال بأي شيء .. بينما ردت العمة مفيدة" وما المشكلة أن يعرف أهل الحي؟ أي زواج لابد أن يتم اشهاره أم ستتزوج من إبنة خالك في السر؟!!! "


لاحت نظرة خطرة في عيني عمرو وصاح " من قال هذا الكلام ؟؟!!.. من قال أني أفكر في الزواج ثانية ؟!! "


ارتبكت عفاف لكنها تحكمت في ملامحها وقالت بتحدي "أنا؟!"


طحن عمرو ضروسه يبحث عن رد فعل مناسبويتحكم في موجة غضب تجتاحه.. وقدصعد الدملرأسه .. فتكلمت العمة مفيدة تقول بعصبية " لا أفهم ماذا يحدث .. لكن مادامت زوجتك لديها مشاكل في الانجاب فالله حلل لك أن تتزوج مرة أخرى "


رد عليها عمرو بغضب بارد " هذا إن كنت أفكر في الزواج مرة أخرى "


نظرت العمة مفيدة باستنكار" لا تفكر !! .. إذا لمَ نحن هنا يا عفاف؟!!.. ولم أصريت أن أحضر وقلتي أنك تريدين مناقشة أمر زواج عمرو بسبب حالة زوجته وأن وجودي مهما ".



طحن عمرو على ضروسه ينظر لأمه متقبضا يحاول استحضار كل أدوات ضبط النفس
بينما قالت عفاف بشموخ وهي تنظر لابنها " بيني وبينك العائلة .. أيرضيكم وأنا في سني هذا .. وحالتي الصحية هذه .. أن يحرمني ابني من أن أرى حفيدي لأنه مدله في حب زوجته "


تكلمعمه صادقبدلبوماسية " أرى أننا ليس لنا الحق في التدخل في هذا الموضوع فهذا شأن لهما"


أطرق عمرو برأسه مفكرا لثوان ويديه في جيب بنطاله ثم رفعها يقول بصرامة موجها الحديث للجميع " اسمعوني جيدا .. أنا عمرو القاضي متزوج من سيد فاضلة من بيت سماحة .. ولست أفكر في الزواج من إمرأة أخرى حتى لو قدر الله لنا الفراق .. وليسمن شأن أحد إن كنت أحب زوجتي أو لا أحبها .. فهذا أمر يخصني وحدي .. ( ثم تحولت لهجته للهجة خطرة ) ومن أطلق هذه الأشاعة في الحي سأحاسبه بنفسي "


قاطعته مفيدة بحدة " مادامت زوجتك لن تنجب فعليك أن تفكر في اسم والدك واستمرارية عائلة القاضي .."


رد عمرو بجلافة " كنتِ أخبرتِهذه النصيحة لأخيك رحمه الله حين ظل ثمانية وعشرون عاما صابرا على زوجته الأولى التي لم تنجب .. عموما هذا شأني وحدي ولست مجبرا على تحقيق أمنياتكم "


هدرت فيه العمة " هل هذه لهجة تتكلم بهذا معي يا ولد!! .. أنا مغادرة "



وأمسكت بعصاها تتوكأ عليها منحنية فقام أخاها الأصغرصادق يسندها.. ليتقدم منها عمرو نادما ويقبل رأسها .. فأشاحت بيدها عنه بعصبية فقال عمرو بلهجة لينة خافتة " لا تغضبي يا عمتي لكني مضغوط هذه الأيام .. عموما زوجتي ليس لديها مشاكل في الانجاب والحمد لله .. الموضوع كله أننا نؤجله قليلا حتى تهتم بعلاجها أولا .. وأنا لم أكن أريد أن أتحدث أو أبرر إن كانت زوجتي عاقر أم لا فهذا أيضا شأني وحدي ولا أسمح لأحد أن يتكلم فيما يخصني أنا و زوجتي خاصة في عدم وجودها"


سألته باستنكار" لم هي ليست موجودة إذن ! "..



رد متألما " لأن أمي أهانتها هي وعائلتها أمامي .. وتتهمني حين أدافع عن زوجتي بأني إبن عاق لا أبرها .. ( ونظر لأمه نظرة حزينة ثم أكمل ) وصغّرتني أمام عائلة زوجتي كما تصغرني أمامكم الآن حين تقرر زواجي دون موافقتي ووضعي أمام الأمر الواقع .. وكأني طفل في الخامسة من عمره"


حدجت العمة مفيدة عفاف بنظرة موبخة .. فلاح الحرج وبعض الخوف على ملامح الاخيرة فقالت مفيدة بإصرار" أنا مغادرة.. فلن أتحملك يا عفاف ولن أتحمل هوسك بابنك .. كلمتك كثيرا في هذا الأمر .."


استقامت عفاف وتقترب منها وقد لاح عليها بعض الوجل والتبجيل للعمة مفيدة وقالت "انتظري يا حاجة "
اشاحت العمة مفيدة بيدها في عصبية وقالت بقرف" تعبت منك ومن طيشك .. وحذرت الشيخ رحمه الله أن تدليله الزائد لك سيفسدك "


ردت عفاف بحنق" أنت لا ترين كيف هو مدله في حبها "


هدر عمروبعنف أجفل الجميع" أمي !! .. ما هذا الذي تتحديثن عنه أمام الناس !! "


استندت العمة مفيدة منحنية قليلا على عصاها تقول لعفاف متهكمة "وماذا كان يفعل معك الشيخ إذن!!.. ألم يكن مدلها في حبك ودللك إلى حد أن أصبحت غير مسئولة .. هل عندك عقل راجح حين تأتين بنا هنا لتجبري رجلا بطول الحائط أن يتزوج على زوجته التي لم تكمل عاما على ذمته .. "


شحب وجه عفاف وتحولت أمام العمة مفيدة لطفلة وهي تقول بهمس معترض"حاجّة مفيدة !"


قصفتها العمة بقلة صبر وقالت " كفي عن الغيرة يا عفاف هذا آخر ما سأقوله لك .. واتق الله في فيما منحه الله لك من نعم .. وأعلمي أن عبد الرحمن حتما لم يكن ليرضى بهذا أبدا "



انسحب باقي أفراد عائلة القاضي مغمغمين بعبارات متحرجة بينما عفاف تحاول اثنائهم عن المغادرة قبل الطعام .. لكنهم أصروا على الرحيل بينما عمرو ينظر في الرسالة التي وصلته من سيد فجحظت عيناه وطحن ضروسه .




واستدار ليجد خاله يقول بحرج " هيا بنا نحن أيضا يا سلوى يكفينا إهانة"


رد عليه عمرو متهكما " أخيرا سمعنا لك صوتا يا خالي !!"


رد عاطف بوجه محتقن" هل سيطالني لسانك أنا أيضا يا عمرو .. يكفينا هذا الحرج الذي وضعتنا فيه "


رد عمرو بصرامة " أي حرج تتحدث عنه !!.. بل قل فضائح .. لقد تركت أختك وزوجتك يخططان وقلت بعدهم آمين"


صاح عاطف " أتهينني في بيتك!!"


رد عمرو بحدة " بل أنت من قبلت الإهانة حين تركتهما تتحدثان عن زواجي من ابنتك دون أن أتحدث أنا معك في هذا الأمر"


وقف عاطف معقود اللسان بينما صاحت سلوى "هل هذا احترامِك ومعزتِك لنا يا عفاف .. جِئت بنا لنهان في بيتك "


استدار إليها عمرو يقول "اتركي أمي في حالها .. ولا تقلقي .. فهي لا تحتاج لشكوتكإنها تقوم بعقابي وتعذيبي دون أي سبب .. وأخشى أن أفقد عقلي بسبب ما تفعله بي وأترك لها البلد كلها وأهاجر "


احتقن وجه عفاف وجحظت عيناها لتجلس على المقعد المجاور فقدميها لم تعد تحملانها وهي تردد بذهول خافت " يهاجر !! "


بينما صاحت سلوى " هل هذا أسلوب تتحدث به عن والدتك .. هل هذا بر الوالدين يا ابن الشيخ .. اتق الله "


هدر عمرو بانفعال" بل اتق الله أنت .. واعلمي اني أحترم وجود خالي .. واحترم صلك الرحم حتى هذه اللحظة "



صاح عاطف بذهول " هل هذا احترامك لي .. هل هذه هي صلة الرحم ..!!"


رد عليه عمرو يقارعه " وهل حين نشرت زوجتك اشاعة في السوق أنني طلبت يد ابنتك للزواج وانت رفضت .. ولهذا تزوجت من بيت سماحة شفقة على حال إبنتهم.. وأنني عاودت وطلبتها منك وأنت تفضلت علي بالموافقة كل هذا كام احتراما لي ولك وحرصا على صلة الرحم بيننا!! .. أيعجبك أن تقول عني أني أرغب في الزواج من اثنتين لأني ملتزما .. أيرضيك أن أبدو أمام الناس بهذا الرخص فيتلخص التزامي في أنيأرى في الالتزام مبررا لتعدد الزوجات" .



نظرت عفاف لسلوى متفاجئة فتأتأت الأخيرة تقول" لم .. لم.. يحدث "


هدر عمرو بجنون " لا تستفزيني .. استطيع أن أحضر النسوة من السوق للشهادة"




انفجرت فجأة سماح الصامتة طول الوقت في البكاء .. وتحركت نحو باب الشقة هاربة بينما نادت عليها والدتها بجزع . . فأغمض عمرو عينيه قليلا يستعيد هدوءه بينما همت سلوى باللحاق بإبنتها لكن عمرو سبقها ليخرج وراءها .. وحين لم يلحق بها في المصعد نزل على السلم بسرعة ..
عند سيارة أبيها وقفت تغطي وجهها وتبكي فاقترب قليلا وقال بجمود " سماح علينا أن نتحدث قليلا "


اجفلت لوجوده ومسحت عيناها ونظرت له بعيونها الخضراء في كبرياء زائف فقال بلهجة جادة " أنا لم أقصد اهانتك ولا أحب أهانة أحد .. أنت ليس بك عيبا واحدا .. لكنها قسمة ونصيب .. ونصيبك لم يأتي بعد .. فلا تتعجلي عليه حتى لا تقعي في الاخطاء .. ولا تنظري للأمور بعيون والديك وخاصة حين يكونان بهذه السذاجة .. "


نظرت إليه في صمت.. فأكمل " أنت تستحقين رجلا أفضل مني .. وسأدعو لك أن تجدينه في القريب العاجل .. وإياك أن تتزوجي إلا رجلا مستعدا لتخطي الصعاب من أجلك .. إن لم يفعل ذلك فبيت ابيك أولى بك . "


صاحت سلوى بعصبية من ورائه "هيا يا سماح نخرج من هذا الحي .. اشعر بالاختناق "


بينما استدار عاطف صامتا كعادته يصعد لسيارته وتحرك بها وهو يستمع لصراخ زوجته العصبي دون رد . . فزفر عمرو بإجهاد وصعد مسرعا يدعو أن تكون والدته بخير .


***


دخل عمرو ونظر لوالدته بتوجس فوجدها تجلس على مقعدها ساهمة بوجه مقلوب وساق تهتز في عصبية .. وتعجب من شعوره بالراحة أن وجدها بهذه الحالة فهي أفضل من أن تمرض ..





رفعت وجهها إليه بغيظ لكنه نادي على صابرين فجاءت مرتعبة .. لينظر إليها بنظرة خطرة ثم قال بهدوء مرعب " من أخبر أم عادل بأن لدينا مأدبة اليوم وسببها؟"


نظرت صابرين لعفاف بحرج وعادت تنظر لعمرو ثم أطرقت برأسها أرضا فقال عمرو بصرامة " كم حسابها يا أمي؟"


تكلمت صابرين بتوسل " لم أقصد .. المرأة سألتني ووجدت نفسي أنطق دون وعي .. سامحني يا باشمهندس .. لن أكررها .. أعتذر لن أكررها .. أنت تعرف ظروفي "




نظرت إليها عفاف في صدمة وخيبة أمل .. ولم تقوي على قول شيء .. فقد كان مجهدة .. متعبة .. مرهقة المشاعر .. متألمة القلب .. مكسورة النفس ..





رد عمرو بنفس التجهم" سأمنحك فرصة واحدة أخرى .. إذا علمت أنك خنت أمانة وأسرار البيت الذي تعملين فيه لن أستطيع أن أثق فيك مرة أخرى .. غادري الآن وتعالي غدا في موعدك "


حركت صابرين نظراتها بينه وبين عفاف ثم أخذت حقيبتها وغادرت وهي تمتم بالشكر والامتنان .


مر فترة صمت قبل أن تقطعه عفاف بلهجة خائبة الرجاء " يبدو أنك قد حسمت أمرك ولن تتزوج بسماح "


رد بهدوء " أنا أمري محسوم يا أمي من أول لحظة .. أنت من لا تريدين رؤية الحقيقة "


قالت بحزن " إذن فضلتها علي أمك "


صاح بعصبية " أين التفضيل يا أمي ؟!! أين التفضيل ؟!! .. أنتي أمي .. وهي زوجتي "


ردت بحدة " لكنك تعصي أمك من أجلها .. تعصيني وأنت تعرف أنك ترتكب ذنبا .. ولم يهمك صحتي .. لم يهمك أن أموت .. قلت لك أمنيتي وحققها لي .. قلت لك أخي مريض ويخشى أن يموت لم يهمك"




قال محاولا السيطرة على إنفعالاته " يا أمي أنت ستظلين أمي وحذائك فوق رأسي .. لو تطلبين مني أن عيناي سأعطيها لك وربي يشهد على ما أقول .. لكن كرامتي يا أمي أمام زوجتي .. وأمام الناس .. أنت تكسريني .. وتصغرين صورتي كرجل .. وتجعلي مني أضحوكة أمام الجميع "


هتفت باستنكار " أنا ؟؟؟!!"


رد بصبر " أجل يا أم عمرو .. لا تريدين أن تعترفي أني صرت رجلا .. أني أصبحت في الرابعة والثلاثين ولم أعد طفلا"


قالت متهكمة " ولأنك في هذا العمر أصبحت لا يهمك رضائي من عدمه.. ولم تخشى أن يتكرر ما حدث ذلك اليوم وأسقط فاقدة للنطق هذه المرة .. كيف ستعيش وأنت السبب في موتي "


رد بحزم " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. وانت تطلبين مني ما أنا عاجز عن تنفيذه .. بعيدا عن أني لست بحاجة لزوجة أخرى ولا أفضل تعدد الزوجات .. ولا يوجد سببا جوهريا لأن استخدم تلك الرخصة التي منحها الله للرجل في حالات معينة .. فأنت من تطلبين مني أن أعصى الله.. تطلبين مني أن أظلم إنسانة ليس لها ذنبا .. اتزوجها لأرضيك وانا لا أميل لها ولا أريدها ولا أراها غير أخت أصغر .. وأظلم إمرأة هي زوجتي بالفعل ( وود أن يقول أنا رجل ممتلئ بزوجتي بكل جزء من كيانيولا يوجد عنديمساحة لأخرى لكنه أثر عدم إثارة غيرتها أكثر فأكمل يقول ) الزواج مسئولية و سأحاسب أمام الله على زوجتي (فمن كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل).. صدق رسول الله .. وما تطلبينه فوق طاقتي .. وإن كان كلامي ليس مقنعا يمكنك سؤال شيوخ الدين أن كنت أعصيك في عدم الزواج ممن تريدين أم لا .. ( وقال بلهجة مؤكدة وهو يضغط على كل حرف ) وأنا متزوج بالفعل يا أمي .. أنا متزوج من أروى سماحة "


ردت عفاف بحقد " وأنا لا أحبها"


آلمه قلبه وشعر بالتعاسة فأطرق برأسه قليلا فتأملت عفاف ملامحه .. وندمت على انفلات لسانها والمجاهرة بعدم حبها لأروى .. وآلمها قلبها وهي ترى وجهه يزداد تخشبا..



تكلم عمرو بحزن " أعرف أنك لا تحبينها ولا أجد ما قوله ( وأكمل بلهجة متألمة لم يستطع إخفائها ) ولا أعلم كيف أحل الأمر .. أنت تتحاملين على أروى يا أمي .. وتستعجلين أمر الانجاب والأمر كله بيد الله .. أنا وأروى كنا قد قررنا نواصل لمدة عام تمريناتها خاصة أن ظهرها يستجيب للعلاج الجديد .. واذا لم يمن الله عليها بالشفاء العاجل سنفكر بالإنجاب ثم نعود للتمرين من جديد ... لكنك تصرين أن أموت كمدا إما فراقها أو فراقك .. عموما سأقول لك ما قلته قبل زواجي من أروى إن لم تكن أروى فلا حاجة لي بالزواج .. ولا حاجة لي في النساء بعدها .. فتحملي ذنبي أمام رب العالمين "


نظرت إليه عفاف تهز في ساقها بعصبية والدموع محبوسة في عينيها .. تتسأل أي سلطان تملكه هذه الفتاه عليه .. ليتمسك بها هذه الإستماتة ..فقالت مقهورة وهي تستقيم على قدميها ببعض الإجهاد"ألم أقل لك أنك تغيرت .. ولم تعد أبني الذي أعرفه ".


تركته ودخلت غرفتها.. فرفع عمرو وجهه ورأسه للسماء وفركهما بكفيه بخشونة يطلب من الله الصبر والمدد ثم ذهب وراءها ليجدها مستلقيه على السرير .. فأولته ظهرها تداري دموعها ليستلقي بجانبها يحتضنها " فقالت تبكي كطفلة صغيرة " أتركني لأموت حتى تحل مشاكلك وتعود لحياتك مع إبنة إلهام .. فأنت لم تعد حتى تخشى أن أموت "


تمتم وهو يشدد من إحتضانها " بعيد الشر عنك يا أم عمرو .. قراري هذا هو ما يرضي الله أما تابعات القرار سأتحملها مهما كانت .. فلا خير فيم يغضب الله .. وأعتذر إن كنت قد انفعلت .. لكني أعيش حاليا أسوأ أيام حياتي .. واخشى من انفلات اعصابي المتكرر الذي لم أعهده في نفسي من قبل .. "


ازدات نشيجها تبكي بحرقة .. فأخذ يقبل رأسها عدت مرات ويربت عليها حتى هدأت ونامت أخيرا .




فاستقام يبدل ملابسه واستلقى على الأريكة شاعرا بالإجهاد أن يقوم بالبحث عن شيء يأكله .. فلم يفعل سوى التطلع لهاتفه.. فلربما أخطأت واتصلت به .. أو فتحت هاتفها ليتصل بها .. وحين لم يجد شيئا من هذا .. غطى عيناه بذراعه وأخرج نفسا حارقا من صدره يتمتم " يا أروى "




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 12:17 AM   #1782

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6



في وقت متأخر من نفس الليلة دخل أحمد على عائلته يلقي السلام واضعا يديه في جيبه باسترخاء وسأل بلؤم " لم أنتن ساهرات حتى الآن يا نساء بيت سماحة ؟"




ردت إلهام تدعي اللا مبالاة " لا شيء محدد يجافيني النوم .. وآية وأروى قررا مشاهدة الفيلم معي "



حدق في الشاشة وقال "لم أكن أعرف أنك تحبين أفلام الرعب هذه الأيام يا إلهام "




حدقت بدورها في الشاشة تتأكد .. لأنها لم تكن تعي ما يعرض بالضبط وهي تصبر نفسها ويأكلها القلق لتعرف ما حدث في بيت القاضي .. ثم تمتمت لأحمد الذي يتبادل نظرات صامتة مع أروى التي تدعي هي الأخرى أن كل شيء على ما يرام غافلة أنها تبدو كالأموات" هل كنت عند وائل ؟"



فأومأ برأسه بنعم .. ثم أشفق عليها ليقول " أدخلي نامي قريرة العين يا إلهام فصهرك أبا قردان حسم الأمر تماما أمام عائلته وأوضح لهم أنه متزوج ولا نيته له في الزواج بأخرى .. وواجه زوجة خاله بما فعلت .. ( ونظر نحو أروى التي تزدادت شحوبا وأكمل ) ثم أخبر والدته إما أروى أو لا حاجة له بالنساء وسيحملها ذنبه إلى يوم الدين .. ( وأضاف ساخرا ) والحمد لله أمه لم تمت حتى الآن "



حركت أروى كرسيها نحو غرفتها بسرعة فأسرع أحمد وراءها بينما قوست إلهام فمها كالأطفال تقاوم البكاء تتمتم بتأثر وآية تربت عليها " حسبي الله ونعم والوكيل فيك يا عفاف "



أما الحاج الذي كان يدعي النوم في غرفته استرق السمع حين وصل أحمد ثم عام لسريره يتمتم بالحمد والشكر لله..




دخل أحمد ينظر إليها فاستدارت إليه بكرسيها تقول مازحة بجدية كعادتها وهي ترفع إليه ذراعيه " حان الأن وقت البكاء على كتف الكونت .. لكن إياك أن يغريك الأمر فتبكي على كتفي أنت الآخر فلا مناديل تكفي لكلينا "




وبكت ..

بكت كثيرا ..



بكت بحرقة على كتف أخيها دموعا لا تعلم هويتها .

دموع فرح .. أم حرقة قلب .. أم اشتياق .. أم شكرا لله على حب رجل لها لا يتزحزح .. حتى وإن فرقت بينهما الأيام ..




***



بعد أسبوع :



تمطى وائل بانتعاش وهو يقول " مريومتي .. ها أنا أصبحت وسيما من جديد عمرو قلم لي أظافري وشعري وذقني "




ردت عليه بدلال " أنت وسيم دائما يا وائل "




سحبها إليه يقول بشقاوة " وأزدت وسامة الآن فماذا سآخذ في المقابل .."



ابتعدت عنه ضاحكة وقالت " هل غادر صاحبك؟"



رد عليها " لا أعلم لكني أتوقع أن شكلي الآن نظفيا ووسيما فهو ماهر في هذه الامور وعادت ما كان يدللي بهذه الطريقة وأنا في أيام المرض .




تمتمت بهيام" يبدو أنه يحبك "



رد بثقة " وأنا أحبه "



قال عمرو وهو ينتهي من تنظيف ذراعه بمنشفة مبللة حين دخلت ماجدة الغرفة" ها قد أصبح العريس جاهزا ما رأيك في وسامته ؟.. "



هتفت مريم مهللة "إنه مازال موجودا"



فمط وائل شفتيه بإمتعاض وهو يراها تلصق أذنيها بجدار الغرفة.



بينما لاح شبح ابتسامة غير مكتملة على وجه ماجدة باتت تصدر منها في الأيام الأخيرة بعدما رأت ذلك التفاني من ثلاثتهم في رعاية صاحبهم فقد اقتسموا معها ومع أمير أيام المبيت.. ووضع جدول فيما بينهم لمرافقته وكلهم أمل أن تنتهي غيبوبته سريعا .. فاعترفت لنفسها أنها كانت طوال الوقت تغار منهم لأنهم الشئ الوحيد الذي كان يربطه بالحياة.. لا أسرته .. ولا بناته .. ولا هي .. فقط هم من من أجلهم تمسك بتوازنه النفسي على قدر ما استطاع .



تكلمت ماجدة تقول بارتباك خافت " شكرا يا باشمهندس أتعبناك "



قال عمرو بحرج " لا تحرجيني بهذا القول يا أختاه فلم أفعل ما يستحق الشكر "



رفع وائل حاجبا وقال ساخرا يقلدها " شكرا على تعبك يا باشمهنس !!.. ما هذا الترقق في الحديث مع الرجال ؟!!.. وما دخلها أصلا كيف يدللني أصحابي"



سألت مريم" ما بك يا وائل؟"



قال بحنق" لمَ لا تنتظر في البيت مثل أمي والبنات وتترك رعايتي للرجال لا أفهم ؟!!!"



هتفت مريم مدافعة " أهذا جزاء المرأة !!.. إنها لم تتركك منذ وجودك هنا في المعبر .. اشعر بها تتحرك حولك في صمت .. الجميع كانوا يتحدث معك إلا هي .."



مط شفتيه ورد" لكنها باتت تتبادل الحديث مع عمرو وسيد .. وتكثر من الحديث مع الأطباء"



ردت مريم باستنكار " وما المشكلة ؟!!"



قال بحنق" لا توجد مشكلة .. لكن وجودها يوترني .. يضايقني .. أريدها أن تبقى في البيت "



دخل سيد يلقي السلام بذلك الصخب الذي يصاحبه ثم قال " إذهبي أنت للراحة يا أم ميري سنقضي نحن اليوم معه ( ونظر لعمرو وتكلم بلهجة ذات مغزي ) فأحمد أيضا سيأتي بعد قليل فقد أصريت عليه أن يأتي وسنجلس معه نحن الثلاثة ونعيد الأيام الخوالي "



ابتسم وائل في فرح وقال " أخيرا الثلاثة مجتمعين .. لا أعرف لم لم يجتمعوا ولا مرة واحدة معي .. اشتقت لتجمعهم يا مريم "



ابتسمت مريم واسترقت السمع من جديد فقال عمرو يداري سعادته بموافقة أحمد على الحضور أخيرا في وجوده "سأذهب لأصلي وسأعود .."



بعد أن تركهم أمسكت ماجدة حقيبتها ووقفت خجلة مترددة .. وتحركت نحو الباب مغادرة.. ثم عادت تقول بحرج " سيد أريد أن أتحدث معك في أمر خاص "



عقد سيد حاجبيه ورد" طبعا هل تحتاجين شيئا ؟"



وقفت على باب الغرفة وأطرقت برأسها في ارتباك فاندهش سيد أن يجد تعبيرا مفهوما على وجهها الجليدي أخيرا ..



وازدادت دهشته أن يرى ذلك الخجل والتردد يلوح على وجهها فذكره بها قبل خمسة عشر عاما .. الفتاة الخجولة المرتبكة المرتعبة دوما دون سبب .. قبل أن تتحول لتلك المرأة المتخشبة الملامح بعد أن تزوجت وائل .



هتف وائل باستنكار " خااااص .. تريد أن تخبره بأمر خاص !!"




واستقام يتسمع باهتمام لكن الصوت كان بعيدا .. بعيدا جدا .. فلم يتبين ما يقولونه .. فصاح بإنزعاج "ماذا تريد منه ؟!! .. وما هو هذا الشيء الخاص الذي تريده من سيد بالذات؟؟!! .. لقد باتت تأخذ راحتها في الحديث مع الرجال بكل أريحية "



قال سيد مشجعا " تكلمي يا ماجدة هل تحتاجين لشئ لا تترددي .. تمتمت بكلمات غير مفهومة قصدت بها الشكر ثم أخرجت من حقيبتها علبة مخملية صغيرة وقالت" كانت في غرفة وائل وجدتها وأنا أنظف الغرفة واحتفظت بها منذ أن وجدتها .. معتقدة أنها .. ( أعتصر الألم قلبها وأكملت ) أنها محبسين زواج ... يخصان وائل .. و .. ( وصمتت قليلا لم تستطع نطق إسمها لم يعد لديها طاقة تحمل وستنهار وتبكي .. فابتلعت البكاء وقالت ) لكني كنت انتفحصها صدفة منذ عدة أيام وأكتشفت أنهما يخصاك "




رفع سيد حاجبا وسألها وهو يأخذ العلبة منها" أنا !!"



فتح العلبة فوجد محبسي زواج عاديين تطلع بتجويفهما الداخلي فلم يجد أي حفر عليهما بأي أسم .. فنظر لماجدة باستفهام فقالت له" مكتوبا فوق الخاتم وليس تحته "

ركز سيد مجدد في الخاتمين وبالتحديد في تلك الرسوم التي حسبها نقشا ليجد مكتوبا بالخط العربي بنفس الطريقة التي كتبت بها آية ونقشها وائل على محابس عمرو وأروى .. وجد المحبس الكبير منقوشا عليه إسمها .. ( آية ) .. والصغير عليه ( سيد ) ..




ازدادت ضربات قلبه .. وارتعشت يداه وهو يقرب المحبسين مجدد من ناظريه ليتأكد من الأسمين .. أخرج نظارته وضعها على عينيه ليتأكد.. ولم يدر أن ماجدة قد غمغمت بكلمات غير مفهومة واختفت من أمامه ..




أخذ وائل يجز على أسنانه بعصبية ويتمتم " أين أختفوا؟ .. ماذا تقوله له ماجدة كل هذا الوقت ؟.. هل تحكي له قصة حياتها؟ .. إنها لم تحكي جملتين طويلتين مرة واحدة من قبل ؟. "



بينما سيد مسمرا يقاوم فرار دمعات من عينيه وهو لا يصدق أن وائل قد صنع المحبسين واحتفظ بهما على أمل أن يهديهما لهما يوما ما فتمتم بخفوت" يا إلهي لقد كان لديه أملا فينا رغم كل شيئ ".





اقتراب أحمد جعله ينتبه للمكان والزمان.. ولإنصراف ماجدة .. فوضع العلبة في جيبه بارتباك فسأله أحمد " ما بك لما وجهك أحمر هل أخذت دواءك ؟"



تنحنح سيد وهرش في أرنبه أنفه ثم اشاح بوجهه يمسح طارف عينه وهو يغمم بلا شئ لكن أحمد كان محدقا في عمرو الذي يقترب وهو ينظر إليه.. فتلاقت أنظارهما بعد أكثر من شهر ..






اقترب عمرو منه أكثر وكلاهما ارتفع الادرنالين في دمائهم وازدادت ضربات قلبيهما بينما.. وقف سيد يراقبهما بتوجس .. حتى اقترب عمرو من أحمد وقد أدرك الآتي جيدا ..




عند توقف قدمه أمام أحمد كانت قبضة أحمد تنفجر في وجه صاحبه.. فارتد للخلف ليرتطم بالحائط وراه .. بينما هدر سيد" ما الذي تفعله ؟!".. هل أحضرتك لتتشاجر معه .. أم لنسعد وائل بتجمعنا حوله "




لم يرد أحمد واستمر يحدق بجمود في عمرو الذي اعتدل و مسح الدماء من زاوية فمه يقول " وعليكم السلام والرحمة يا صاحبي ..اشتقت لك يا رجل ! "




فرد أحمد وهو يهم بدخول الغرفة " لا تؤاخذني كنت أنتظرك لتحدد موقفك أولا لأحدد أنا موقفي تجاهك هل سأقتلك أم سأكتفي بضربك ..( وأكمل بامتعاض ) عموما أنا أيضا .. اشتقت لك .. بكل أسف ( وأشار للحيته ) وهذِّب لحيتك هذه التي أضحت كالمِكنسة .."



تركه ودخل فمسح عمرو زاوية فمه مرة أخرى وهو يحوقل ليربت سيد على كتفه ويدفعه لداخل الغرفة ببعض الخشونة وهو يقول" آن الأوان لطرح مشاكلنا جانبها وألا نتصرف كالصبية الصغار"




هتف عمرو بحنق صبياني" هل تخبرني أنا هذا الكلام !!"





ربت سيد على كتفه يسرضيه ويقول" غاضبا على أخته يا رجل.. لو كنت أنا مكانه لعلقتك كالذبيحة على باب الحي "

حجظت عينا عمرو وقال وهو يدفعه في صدره بتحدي" من تعلقه كالذبيحة !! ..( واستعرض صدره أمامه رغم فارق الطول والعرض يقول ) هيا أريني كيف ستعلقني .."




فجأة مال عليه سيد ممسكا بوجهه بين كفيه وتمتم " أنت حبيبي يا عم أمين "



وطبع قبلة متوحشة عالية الصوت على خده .. فدفعه عمرو بقوة يمسح خده بقرف .. بينما ضحكة سيد الخشنة ترج الجدران فقال أحمد وهو يجلس بخيلاء على الكرسي الصغير بجانب سرير وائل الموصل بالكثير من الاجهزة والخراطيم المختلفة الحجم" ما كل هذه الرومانسية "



ردت سيد من بين ضحكاته " الرجل محروم منذ أكثر من شهر فأطيب خاطره بأي شيء "



قهقه وائل بقوة وقال" يبدو أن أحدا منهم يخاصم الآخر .. أحيانا حين كنت أراقبهم لا أصدق أبدا أعمارنا ولا أتخيل عدد السنين التي نحملها فوق أكتافنا.. فنحن نتصرف فيما بيننا كما نتصرف طيلة عمرنا بنفس التنافس والصبيانية والارتباط الشديد..رغم اختلافنا .."




جاءه صوت عمرو يقول "هل تعتقد أن بانة ستعود ؟"

لاح الألم في صوت أحمد يرد عليه " لا أدري يا عمرو .. لكن كلما مر الوقت كلما ضعف أملي في عودتها "



جحظت عينا وائل وقال بدهشة " هل سمعت ما سمعته يا مريم؟؟.. يقول (عودة بانة) .. هل عاد من غيرها؟!!!!.. هل عاد من غيرها الغبي؟!!"




اقتربت منه مريم تقول مهدئة" إهدأ يا وائل لتفهم أولا.. ولا تضيع عليك فرصة تجمعهم .. فلا نعلم أين ستكون حين يتجمعون المرة القادمة"




قال لها باندهاش "ماذا تعنين؟"




ردت " أعني اننا في المعبر كما قلت لك.. وقد تغادر في أي وقت .. سيخونك جسدك يوما ما .. فجسدك ليس كأصدقائك .. وليس كماجدة وأمير والخالة أنجيل والبنات.. إن الأجساد لا تتحمل الرقاد الكثير .. ( واقاربت منه تقول إغواء ) وهذا يعني أنه قريبا جدا سنتحرر أنا وأنت ."



لم سيتجيب لإغوائها هذا المرة .. بل شرد في كلامها وشعر بالخوف ..




أين سيذهب؟ ولمن ؟.. ومن سيقابل؟ ..




تملكته الرهبة وتساءل .. هل أعد شيئا لما بعد الموت !!



في الغرفة قال أحمد معترضا " يا سيد لا تغني أغاني كئيبة بالله عليك أعصابي لن تتحمل .. لمَ يتآمر الكون على ذبحي بدم بارد !! "



رد سيد بثقة" صاحبكم الاكسلانس يحب الأغاني الحزينة ونحن متجمعين على شرفه .."



بعد قليل كان يجلي صوته ويغني بخفوت مراعيا وجوده بالمستشفى .. بينما صفق وائل بكلتا يديه يقول لمريم" اسمعي يا مريم .. ستكون سهرة ممتعة ".



نسيت النوم واحلامه

نسيت لياليه وايامه

بعيد عنك ..... حياتي عذاب

متبعدنيش بعيد عنك

مليش غير الدموع أحباب

معاها بعيش بعيد عنك

غلبني الشوق وغلبّني

وليل البعد دوبني

ومهما البعد حيرني

ومهما السهد سهرني

لاطول بعدك يغيرني

ولا الايام بتبعدني .. بعيد عنك




أدخل سيد يده في جيبه يتحسس العلبة المخملية ويقاوم دمعات تريد أن تفر من طارف عينيه .. يشعر أنه سيمرض قريبا .. وربما انتهت حياته واستراح .. فلم يعد قادرا على التحمل أكثر .. الأيام تمر ولا تنسيه بل تزيده عذابا ..




يتمنى أن يستفيق وائل سريعا حتى يسافر .. لا يعرف كيف سيفعلها لكن لا مفر من ذلك .. أحيانا يضعف ويود أن يتصل بها .. بأي حجة يتصل بها .. يتحدث معها .. بل إن أفكارا مراهقة تأتيه أن يتصل بها من رقم جديد ولا يقول شيئا ..



فقط ليسمع صوتها .. بات يوقظ رحمة في جوف الليل ليتحدثا في أي شيء حتى الصباح .. حتى لا تغلبه مشاعره فيتصل بآيته .. يشتكي لها وجعا لم يخبرها من قبل بتفاصيله .




مازالت تزوره في احلامه لكنها كالعادة ليست أحلاما ورديه بل كوابيسا .. كل ليلة كابوس جديد .. ينتهي بالفراق .. وكأن الفراق ملازما لهما .. حتى في الأحلام ! ..




لا نوم ولا دمع فى عينيا .. ما خلاش الفراق فيا

نسيت النوم واحلامه .. نسيت لياليه و ايامه

وبين الليل و آلامه .. و بين الخوف و اوهامه

بخاف عليك .. و بخاف تنساني

والشوق اليك .. على طول صحاني




أما أحمد فمهما كان يتوقع كيف سيكون حاله وهو يأخذ قراره بالرحيل لم يكن يتخيل ولو نقطة في بحر عذاباته .. فالواقع أكثر عذابا وألماً ..



هل تنوي العودة ؟.. أم ستختار أبيها ووطنها ؟..




همس لنفسه " أهنت عليك يا بانة !!.. اعطيني ولو اتصالا واحد يصبرني .. يخبرني أنك ستعودين .. خذي ما شئت من الوقت لكن إمنحيني أملا في العودة يا بنت الخازن "



ليتها تعرف كيف يمر عليه نهاره ..

وكيف ينفرد به ليله ..

وكيف يدور يلملم رائحتها من الشقة ..

ويلمس حاجياتها .. ويتذكر كل تفاصيلها .. وكل لحظاتهما سويا ..




افتكر لي لحظة حلوة عشنا فيها للهوا

افتكر لي مرة غنوة يوم سمعناها سوا

خد من عمري عمري كله الا ثواني اشوفك فيها

م الشوق اه م الشوق وعمايله ..

ياما باداريها ياما .. ياما باحكيها ياما

باخاف عليك .. وباخاف تنساني ..

و الشوق اليك على طول صحاني




بينما الشوق يعتصر قلب عمرو .. فمن العذاب أن يمر من أمام بيتها ولا يستطيع أن يصعد ليرى زوجته .. حاول مرارا وتكرارا أن يبادر بالذهاب إليها لكنه لا يقوى على النظر في عينيها فيجدها غاضبة أو حزينة بسببه .. ويخشى أن تصده مجددا ..




ما أقسى الشعور بأنك بين شقي الرحى ..




يدعو الله كثيرا أن يلم شملهما من جديد .. فلم يعد أمامه سوى الدعاء .. والاستمرار بالاتصال بهاتفها ربما فتحته .. ربما أعطته الفرصة لأن يراها ولو لثوان ..



وتساءل .. هل يترجى أحمد ليمنحه فرصة لقاءها؟..

هل يتوسله أن يراها لخمس دقائق ؟..




أم إن خطوة كهذه ستأزم الوضع أكثر مما هو متأزم ؟..

لا يريد لأروى أن تنهار .. فهو يعرف أنها صامدة حتى الآن .. ويدعوا الله ألا تضعف وتسوء حالتها ..




لذا عليه أن يبقى مكانه ولا يفرض عليها وجوده.. يكفيهما عذاب الشوق الذي يعلم جيدا أنه يعذب كليهما .






كنت باشتاق لك و انا و انت هنا .. بيني و بينك خطوتين ..

شوف بقينا ازاي.. يا حبيبي ..

انا فين .. ياحبيبى و انت فين ..

والعمل ؟ ايه العمل ؟ .. ما تقول لي اعمل ايه؟

والامل انت الامل ؟.. تحرمني منك ليه !

عيون كانت بتحسدني على حبي ..

ودلوقتي بتبكي عليا من غلبي ..





رسالة على هاتفه فتحها عمرو بسرعة لتجحظ عيناه وترتعش يده ..




فاستقام واقفا فجأة ليجفل صاحبيه فيسأله أحمد " هل حدث شيء ؟!! "




فهمهم بصوت متحشرج " لا شيء سأذهب للحمام"




خرج يحدق في الهاتف من جديد ليجد رسالة على الماسنجر .. من Mimin..



Mimin : انيو هاسيو ..كيف حالك عمرو القاضي ؟ ( وجه يفجر قلوبا حمراء )




غطى فمه بيده يحاول السيطر على ارتجاف جسده .. وحاول الكتابة لكن ارتعاش يده منعه .. فنظر حوله يريد أن يبتعد عن الجميع




بعد دقيقة كان في الحمام يقاوم إرتعاش يديه ويكتب بصعوبة :



عمرو القاضي : الحمد لله ميمين .. كيف حالك أنت طمئنيني عليك ؟.



Mimin : الحمد لله .. أين أنت؟




عمرو القاضي : مجتمعين عند وائل بالمستشفى .. وأنت ماذا تفعلين ؟.



Mimin: انا لا أفعل شئيا قمت بالكثير من التمارين اليوم واشعر بأني منهكة .. واشعر بالوحدة .. فهل ستسليني يا صديقي الوسيم ذا اللحية التي استطالت كما أخبروني ؟..

آلمه قلبه .. آلمه بشدة .. فضربه رأسه في الحائط عدة مرات .. لو توافق سيكون عندها في لمح البصر .




عمرو القاضي : بالطبع أنا صديقك وزوجك وحبيبك وكل الصفات التي أشعر بها ولا أعرف كيف أعبر عنها .



بعد فترة من الصمت كانت طويلة جدا ينتظر ردها .






Mimin : لم استرد عافيتي النفسية بعد يا عمرو لكني اشتقت لك فلم أجد إلا ميمين لأتحدث إليك من خلالها .. فهلا تحملتني كميمين قليلا .



عمرو القاضي : اتحملك بأي صورة .. بأي شكل يا حياة عمرو وروحه .. حتى تصفحين عن عمرو الذي لا يعرف فيم قصّر وفيم أخطأ .. لكني مستعد لأن أعتذر لك إن كان هذا سيرضيك..




Mimin : لم تفعل شئيا خاطئا يا عمرو لكني آثرت أن أجنبك عذاب الاختيار .



عمرو القاضي : أنا لا أعرف كيف أحلها يا أروى صدقيني .. أنا بين شقي رحى تسحقني سحقا .. إن كان لديك حلا أبلغيني .



Mimin: أنا أيضا لا أعرف.. ولا أريد أن أكون سببا في خسارتك لوالدتك.



عمرو القاضي : لا تتركيي يا أروى .. لا تتركيني .. تحملي معي قليلا .. لا أريد أن أزيد جرعة الضغط على أمي .. أعطيها فرصة لأن تتأكد من أني جاد فيما أقول .. ودعينا نتواصل بأي طريقة .. بأي طريقة توافيق عليها أنا مستعد"..



Mimin : لا تقلق .. أنا لم أعد استطيع التحمل دون التواصل معك أكثر من ذلك.. ولولا خوفي من حالة والدتك الصحية لكنت عدت منذ مدة ".



عمرو القاضي : سامحيني يا أروى لم أكن أتوقع أبدا أن أكون صغيرا أمامك بهذا الشكل يوما ما .



Mimin: سارنجهيه




عمرو القاضي : وأنا أيضا أحبك يا جنتي وجحيمي.






يتبع









Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 12:23 AM   #1783

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

في غرفة وائل :



بكى وائل .. بكى بحرقة قلب .. بكى متألما حزينا معذب الفؤاد هو يسمع سيد يعيد ويعيد في نفس المقطع المبكي ..



وفين انت .. يا نور عيني .. يا روح قلبي فين؟
فين اشكي لك فين ؟.. عندي حاجات و كلام و حاجات
فين دمعك يا عين؟ .. بيريحني بكايا ساعات؟







اقتربت مريم منه تقول" لمَ تبكي يا وائل؟"



انتبه لدموعه ومسحها يقول " الأغنية مبكية وحزينة .. "


فردت " لكني معك هنا أنسيت ؟ .. ألم تكن تبكيني من قبل فلمَ تبكي الآن؟!!! "



ابتسم في حرج ورد " لا أعرف لكن الألم في قلبي عميق وغائر ولا أستطيع أن أبصره"



مطت شفتها بعدم فهم ثم سألته" لم تقل لي لمَ تضايقك حين تكلمت ماجدة مع سيد ؟.. وماذا يمكن في رأيك أن يجمع بينهما؟ .. ( وهمست بلهجة ماكرة ) هل تشك فيهما ؟"


رد وائل بثقة " مطلقا .. لا اشك في سيد .. ولا اشك فيها أبدا "


سألت " إذن لمَ تضايقت"



بحث قليلا عن رد منطقي ثم قال " لأنه ليس هناك مبررا أن تتجاذب أطراف الحديث مع الرجال فلتترك أمير يتصرف .. لا يعجبني أصلا وجودها هنا .. قلت لك تربكني "


سألته وهي تضيق عيناها الزرقاوين" أتغار عليها "


هتف باستنكار" ماذا !!! .. أنا !!"



تكتفت تطالعه بشك وقالت " وما المشكلة أليست زوجتك ؟"


قال بسرعة " أنا أحبك أنت يا مريم"



مطت شفتيها تقول " غريب ! .. لكنك لم تعلق حين أخبرتك أكثر من مرة أني معجبة بعمرو واكتفيت فقط بالامتعاض .. بينما تشعر بالغيظ لأنها تتبادل بضع كلمات مع عمرو وسيد ".


ضايقه كلامها ..
أربكه ..



أشعره بدوامة الحيرة التي لا يحبها .. فقال بعصبية " ما الذي تقصدينه .. أنا أحبك أنت .. ولم أخن هذا الحب أبدا "



اطلقت ضحكة ساخرة ثم قالت " كل هذه النساء في حياتك ولم تخنني !! "


رد بارتباك " أنا أقصد أن قلبي لم يخونك"



ردت تحرك كتفيها بلا مبلاة" لكني مِت "


قال بانفعال " أنا احببتك .. وبسبب حبي هذا عاندت أسرتي .. و رقد أبي .. واشتعلت الفتنة بين عائلتين .. وجرحت انسانة ليس لها ذنبا بزوجي منها .. ثم مات ابي حسرة على ما فعلت .. وانتِ.. ( وشعر بالتوتر ) انت انتحرتِ"


ردت ببساطة " ولهذا قررت أن تبقى على حبي إلى الأبد ؟"


صاح باندهاش" قررت !!!! .. ما معنى قررت ..وهل الحب قرارا !!! "


قالت " قررت أن تثبت لنفسك أنك على حق .. وأنه حب العمر .. لهذا استحق كل الخسائر التي حدث بسببه .. أليس كذلك ؟.."



صمت يمسك برأسه متألما.. يحاول التركيز فيم تقول .. لا يعجبه ما تقول .. لا يعجبه .. رأسه تطن بدوامة الأفكار مجددا ..



أكملت مريم دون رحمة " لكن السؤال الذي يحيرني .. كيف جاء التوأم إلى هذه الحياة مادمت تقول أنه تفانيت في حبي .. فوائل الذي أعرفه ( وأكمله بلهجة ذات مغزى ) أو الذي كنت أعرفه .. لم يكن ليؤذي عصفورا .. أم أنك حاولت أذيتها بمعاشرتها أول يوم "



شعر بالارتباك ..



ماذي تقوله ؟؟



إنه لم يؤذي أحد .. لم يؤذيها ..



تمتم بهمس " لم أؤذي (جوجو ).. أقصد .. ماجدة.."


وضغط على رأسه من الألم..





أكملت مريم " لوكنت لا تريد أنت تخونني كنت امتنعت عنها من الليلة الأولى .. كما تفعل طوال أربعة عشر عاما.. فلمَ عاشرتها أول الأمر ثم انقطعت عنها بعد ذلك بهذه القسوة ؟!! "



هدر فيها بانفعال " ماذا تريدي أن تقولي لا افهم ؟؟؟؟



صاحت فيه بتحدي " أنا اسألك مادمت تقول أنك تحبني .. ومخلصا لي .. فلم عاشرتها أول الأمر ثم هجرتها ؟".





سمع سيد يقول بعد أن توقف عن الغناء " إياك أن توافق يا أحمد على طلاق عمرو وأروى .. إياك .. ستكون القطيعة بيني وبينك "


رد أحمد بصوت حزين " وهل سأحب أن أعذبهما وأتعذب معهما .. لكن الوضع قد يفرض ذلك إن لم نجد حلا مرضيا لجميع الأطراف .. فلن نستطيع الابقاء عليها في بيتنا دون أن نعلن للناس الموقف صراحة "


قال سيد محذرا " إياك يا أحمد .. إذا حدث سينتهي عمرو .. إلا الطلاق"



أزدادت ضربات قلب وائل وقال متألما "هل سيتطلق عمرو وأروى .. سيتطلقان !!! ...
سيتطلقان يا مريم !!..
سيتطلقان يا مريم !! ..
يا الله ! ..
يا رب السموات ..
لمَ كل هذا الشقاء .. حتى عمرو وأروى!! ..


المساكين .. المساكين ."




علا صوت صفير الأجهز التي تحيط بوائل فجأة .. لينتبه صاحبيه .. ويقفزا من مقعديهما في رعب ..



بعدها لم يدريا ماذا حدث .. فالصفير يزداد .. بينما تلك الشاشة التي تشير لضربات القلب قد استقامت وتخلت عن تعرجاتها كما تخلى صاحبهما عن التمسك بما تبقى من الأمل ..



الأطباء يقتحموا الغرفة .. وسيد يصاب بهستيريا الرغبة في التحطيم رؤوس الاطباء عند التوتر ..



وأحمد يحاول السيطرة عليه .. ثم يخرجا من الغرفة بأوامر الأطباء..



صدر وائل عاري .. ارتباك بين الأطباء .. وصوت جهاز الصدمات ...


واحد .. اثنان .. ثلاثة.. وصدمة كهربية ..



عمرو يأتي يتهادي بثمالة .. لتتحجر عيناه فجأة من منظر صاحبيه أمام الغرفة .. فيرتعب ويسرع إليهما ..



واحد .. إثنان .. ثلاثة .. وصدمة كهربية ..



الطبيب يصرخ في مساعديه ..

وسيد يصرخ بينما صاحبيه يحتجزانه بقوة في خارج الغرفة " إياك يا وائل .. إياك إبن مجدي موريس .. إياك يا صاحبي "



واحد .. إثنان .. ثلاثة .. وصدمة كهربية ..



فيعود القلب للخفقان ..



وتعود الاشارات المتعرجة من جديد برتابة ..


فيزفر الجميع الصعداء .. بينما أصحابه الثلاثة في أرض الممر يسجدون لله شكرا على قلب صاحبهم الذي عاد يدق من جديد .




***




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 12:30 AM   #1784

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8

بعد يومين :



استيقظ عمرو من نومه على الأريكة في غرفة والدته ليلقي عليها الصباح ويدللها قليلا لتتخلى عن الوجه المقلوب .. ويستعد للذهاب لعمله وهو يشعر بالإرهاق .. يقضي ليله على الأريكة وأحيانا ينزل لشقته ليصلي ويتحدث مع أروى قليلا .. ويقنع نفسه بأن يرضى بمجرد سماع صوتها ..
في المصعد تفحص هاتفه ليجد أروى قد أرسلت له رابطا إلكترونيا .. فضغط عليه بفضول ليصدح فجأة في وجهه صوت أغنية راقصة أجفلت جميع مع كانوا معه في المصعد .. واحرجته أمام الفتيات المراهقات اللاتي كن يقفن خلفه يرتدين زي المرحلة الثانوية .. فأسرع ليغلق الهاتف وهو يتنحنح في حرج ومن جمود وجهه يزيد من عقدة حاجبيه .. بينما صوت الهمسات من خلفه والضحكات الصغيرة المكتومة .. لم يغفل عنها .



خرج من المصعد بأذنين حمراوين ووجه متجهم يحاول تذكر أين سيارته.. وحين استقر فيها اتصل بأرزى لترد عليه ناعسة فصاح يقول " ألم تجدي سوى هذه الأغنية لترسليها إلي .. نبهيني قبلها بأي جملة تخبرني أنها أغنية .. "


ردت عليه بصوت ناعس مخدر أجج الجمر الذي بات يميته ويحييه في جحيم اشواقه " ماذا حدث!"



صاح بغيظ " أتتسألين بمنتهى البرود ماذا حدث ؟!!.. لقد ضغطت على الرابط بفضول وأنا في المصعد ليصدح الصوت أمام الفتيات الصغيرات .. هيبتي ضاعت بسببك .. ولحيتي اصبحت مزيفة أمامهم "



قهقهت بنعومة ألهبت أعصابه قالت " أهذا يعني أن علي أن أحترس من فتيات الثانوية في المبنى أيضا .. حسنا لقد غيرت رأيي .. لا تهذب لحيتك يا عمرو .. دعها مشعثة كما هي حتى لا تعاكسك الفتيات .. "


رد وهو يركز على الطريق أمامه " تضحكين بمنتهى البساطة .. هيبتي في العمارة ضاعت بسببك أروى هانم "



فهمهمت ببضع كلمات بنعاس ليقول " قومي يا كسولة"



ردت " سأقوم .. سأقوم .. إنني لا أفعل شيئا هذه الأيام سوى التمارين والنوم .. انام كثيرا .. "


رد بحنان " ربما لأنك تشقين على نفسك بالتمارين أحمد أخبرني أنك تتدربين كثيرا وأخشى أن تؤذي نفسك "


ردت بتثاؤب " لا تقلق أنا أتابع مع طبيبة العلاج الطبيعي بل إنها زارتني أكثر من مرة هنا في البيت " .



قال هامسا " سأتركك تنامين وقتا أطول يا جنة عمرو .. ابلغيني حين تستيقظين "



قبل أن يغلق كانت أروى قد استسلمت للنوم من جديد بينما شغل عمرو الرابط ليأتيه صوت أغنية راقصة خمن انها باللهجة الكورية .. من الفتاة صغيرة الصوت التي تغني ولم يفهم منها شيئا غير أنها تعيد وتكرر كلمة ( كيومي ) فرفع حاجبه واتصل بسيد .


قبل دقائق :



هتفت بسمة بصدمة " نسافر !! "



رد سيد بهدوء بنعم..



سألته باندهاش " لمَ .. ما الداعي .. وهل ستترك ما وصلت إليه من شهرة لتسافر وتترك كل شيئ"



قال بصوت مجهد " أستطيع أن أتواصل مع بعض المطريبن عبر الانترنت .. وإن كان هذا سيحجم من شهرتي قليلا لا أدري لكني بحاجة للسفر والابتعاد يا بسمة .. في أرض غير الأرض ( وود أن يقول أرضا لا تمشي عليها آية لكنه أكمل ) أنا وأنت رحمة وسأحاول أن أخذ زهرة معنا "


فكرت قليلا ثم قالت" ولمَ كل هذا؟"



رد بعصبية" لنبدأ أنا وأنت من جديد أحتاج للابتعاد عن هنا "


صاحت باستنكار " وما ذنبي أنا أن أترك أهلي وأبتعد .. خارج البلاد لأرض لا أعرفها "


تدخلت رحمة بدبلوماسية تقول" أنا أيضا أشعر ببعض الرهبة يا بسمة .. لكن ما دام هذا سيريحه فلنشجعه عليه"



قالت بسمة بعصبية " وماذا لو لم يريحه .. لن نستفيد وقتها بشيء سوى الاغتراب "



قالت رحمة بغيظ " يا بسمة دعينا نبتعد ونبدأ حياة جديدة لم تعاندين لا أفهم "



تكتفت بسمة وقالت " لأني لست ملزمة بأن أغترب عن أهلي ولا أراهم لسنوات .. أنت لن تشعري بشعوري فليس لك أهل سوى سيد لكني سأحرم من أهلي وهم على قيد الحياة"





لاح الألم على وجه رحمة وابتلعت غصة في حلقها بينما ندمت بسمة على تهورها .. ولعنت نفسها أن باتت سليطة اللسان بشكل لم تعهده في نفسها من قبل فتمتمت بحرج " آسفة لم أقصد "




تكلم سيد بحزم " اسبقيني للسيارة يا رحمة وسألحق بك بعد قليل " .


خرجت رحمة ليقول سيد " ماذا تريدين يا بسمة؟"



رن جرس الهاتف فأشار لها ورد " نعم عمرو؟"



فسأله عمرو بجدية " هل تعرف أغنية أسمها كي يو مي "


رفع سيد حاجبا مستنكرا وقال " نعم !! أغنية ماذا؟!!"


رد عمرو بثقة" كيومي يا سيد "


سأله سيد بتهكم " بأي لغة هذه الأغنية يا روح سيد ! "


رد عمرو ببرود " بالكورية على ما أعتقد"



جز سيد على أسنانه ورد " اذهب يا عمرو .. إذهب بالله عليك الآن .. فالرد الحاضر في ذهني لن أستطيع أن أتفوه به حاليا "


واغلق الخط وتمتم باستنكار " كي يو مي!! لقد جن الشيخ ! "



وعاد لبسمة التي كانت تقف تشيح بوجهها شاردة ويبدو عليها التحفز خاصة ما ساقها التي تهزها بعصبية فكرر سؤاله " ماذا تريدين يا بسمة ؟"


ردت ببرود" لا أريد أن أترك أهلي وأسافر .. لن أستطيع .. وليس لي ذنبا فيم أنت فيه لتجبرني على ذلك "


حك سيد جبينه وتقبض يذكر نفسه بذنبه تجاهها ليطفى نار غيظ منها تشتعل في صدره . . وقال وهو يلتقط هاتفه ومفاتيحه مغادرا " عموما كما قلت لك أنا منتظر إستفاقة وائل فل أستطيع أن أفعلها وهو في هذه الحالة .. لذا أمامك فرصة للتفكير "


سألته بعند" وإن رفضت ؟"


هرش حاجبه وهو يطحن ضروسه ثم تصنع الهدوء يقول " لن أجبرك على شيء ولن أسافر .. على أن أغادر الآن .. سأوصل رحمة للجامعة ثم عندي أكثر من موعد إذا ما احتاجت شيء أتصلي بي أو ارسلي رسالة السلام عليكم"


اغلق الباب وراؤه فوقفت تحدق في الفراغ ..


تشعر أنها باتت غريبة عن بسمة التي تعرفها .. لم تعد بسمة القديمة ..



ولا تعرف بسمة الجديدة التي يصدر منها أمورا لا تشببها ..



تشعر بالضياع ..
بالفراغ ...
بالخواء ..
ترفض اقترابه ..
وتنزعج من إبتعاده ..



حدقت في الفراغ وسألت نفسها نفس السؤال للمرة الألف " وماذا بعد يا بسمة ؟" .




في المصعد ضرب سيد بقبضته الجدار بعنف وهو يشتم ويلعن نفسه وحياته .. فتشققت المرآة أمامه وسالت الدماء من قبضته .



خرج من المصعد يمسك بيده التي تنزف فجاءته رسالة ليفتحها بلهفة ليجد عمرو قد كتب" ساعدني في إيجاد معنى هذه الاغنية يا سيد أو قل لي اسم أغنية لأرسلها لأروى بالله عليك" فألقى الهاتف في جبيه بعصبية وهو يخبر حارس المبنى بأنه سيدفع ثمن مرآة المصعد التي انكسرت ..





***


في آخر اليوم ركن عمرو سيارته أمام المبنى الذي تقع فيه شقته في شارع سماحة .. وعاد لمشاهدة الأغنية الكرتونية التي تدعى كيومي مجددا وهو يبتسم .. فلم يهدأ حتى بحث عنها على الانترنت ووجدها مصورة ومترجمة بالعربية ..



فلاحت أسنانه البيضاء وسط لحيته المشعثة متبسما وهو يشاهد الأغنية .. ثم أنتبه أنه مازال في السيارة فاستعاد وقاره وجديته ليخرج من السيارة ويتصل بأروى ويقول " هل أستطيع أن أراك لخمس دقائق فقط .. لم أعد أحتمل "



ردت بنعومة " أين أنت الآن ؟"



رد بسرعة وهو يسرع الخطى نحو بيتهم وقلبه يتراقص في صدره كمراهق يوشك أن يقابل حبيبته " سأكون تحت بيتكم خلال دقائق "



ردت بدلال "لا بأس "


فأغلق الهاتف وأسرع نحو بيت سماحة وقلبه يسبقه.
حين فتحت الباب .. تسمر يحدق فيها .. يمرر ناظريه على كل تفاصيلها بشوق .. بينما ارتعشت الدموع في عيني أروى وهمست غير قادرة على التمنع أكثر " اشتقت إليك يا عاقد الحاجبين "


حين ظل متسمرا ينظر إليها قالت" أدخل لا أحد في البيت سوى أمي وهي تأخذ قيلولتها "


مال ليسحب كرسيها خارج الشقة وجلس على درجة السلم وكرسيها أمامه وهمس " إذن نحن عاشقان يتسللان من وراء أهليهما ليلتقيا سرا "



تحسست لحيته المشعثة فأغمض عينيه لثوان ليستشعر لمستها بكل ذرة من كيانه ثم فتح عيناه ليجدها قد أحاطت كفيها بوجهه وألصقت جبينها بجبينه فاختلطت أنفاسهما و تلاقت العيون وقد تراقصت فيها الدموع..





تحرك أحمد يدخل من البوابة التي وجدها مفتوحة على غير عادة لتلتقط أذنه صوت همهمات على السلم.. فتسحب بهدوء يحاول أن يخمن ماذا يحدث ثم فوجئ بعمرو وأروى فجحظت عيناه باستنكار لكنه عاد ينزل بخفة وهو يبرطم بهمس" وقاحة .. اقسم بالله وقاحة وقلة حياء .. يلصق جبينه بجبينها ويتهمسان .. ولا أعرف من منهما يحيط الأخر بذراعيه .. لولا رأفتي بحالها لكنت اشبعته ضربا أمام عينيها .. منتهى القرف !!"



فتح هاتفه كعادة أصبح يفعلها كل ربع ساعة ربما يأتيه أتصالا دوليا يريح قلبه .. وحين لم يجد شيئا أسرع إلى سيارته يهيم على وجهه كذئب وحيد .



همس عمرو " يقتلني الشوق إليك يا جنة عمرو وأشعر أني على وشك الموت بدونك "



همست وهي تطوق ذراعيها حول عنقه وتغرق نفسها في حضنه " بعيد الشر عنك .. يا عمري .. بعيد الشر عنك "


تأوه بألم .. بشوق .. بوجع .. وهو يضمها .. ويغرق فيها .. وفي نعومتها وعطرها وملمسها وكل ما يخصها ...


دفن وجهه في رقبتها فشددت من إحتضانه .. ليسمح ليده أن تتجول بشوق على تفاصيلها .. ثم ابتعد عنها فجأة وتأملها من رأسها لأخمص قدميها فنظرت إليه بتساؤل ليقول بعدم تصديق " هل إزداد وزنك يا أروى !!!!"


تحكمت في ابتسامة ملحة وفردت ذراعيها تقول تقول بخيلاء "قليلا "


حدق فيها بذهول وهتف باستنكار" قليلا !! "


مطت شفتيها بتسللي وقلبها يتراقص من الجنون الذي اشتعل في عينيه وقالت " أنا بت آكل أكثر قليلا هذه الأيام .. ربما بسبب التمارين أصبح عندي عضلات "


ردد باستنكار " عضلات !! ( وضغط على ذراعيها ليكمل ) لم أعرف أن العضلات لينة وناعمة بهذا الشكل !"


ضحكت فانتفض واقفا يقول بغيظ " أنت لئيمة يا أروى .. لئيمة .. هل هذا انتقامك مني .. أهكذا قررت أن تعذبيني"


قهقهت وقالت من بين ضحكاتها وهي ترفع وجهها إليه " أخفض صوتك ستفضح لقاءنا السري على السلم "


عادت عيناه ترسم تفاصيلها .. تستكشف بعض التغيرات الواضحة فيها فخبت ضحكتها وأخذت تتأمله بوجع الشوق إليه .. لينتبه لنظراتها ويختفي المرح بينهما ويحتل الألم الوجوه ..



تمتم بهمس " ذهبت للحاج سماحة اليوم .. واعتذرت له إن كان صدر مني في لحظة إنفعال ما لا يليق .. وما أثلج صدري أن ووجدته متفهما لوضعي .. واستأذنته أن أمر عليك وأن يصبر علي قليلا حتى يبدرها الله من عنده "



قالت بهمس" سأنتظرك حتى لو اضطررت لانتظارك طيلة عمري "



فسألها بهمس هو الآخر " هل سأرك في زفاف أمير وكريستين ؟"


أجابت" أشعر بالكسل في الذهاب "


قال بترجي" تعالي من أجلي .. فبضع دقائق أخرى أراك فيها ستقلل حتما من معاناتي"



غمغمت وهي تتأمل تفاصيله ونحوله الواضح "إن شاء الله "




***



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 12:46 AM   #1785

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 9 والاخيرة

بعد ثلاثة ايام :



مسد أمير على ذراعه يقول بصوت باكي" كنت أحلم بهذا اليوم في وجودك .. حتى أني كنت أتخيلك بحُله فاخرة تقف تتلقي المباركات وبيدك ذلك السيجار الفاخر الذي تحبه ..بينما أنا بتحرجي الذي تعلمه أقف بجانبك واتمنى لو تنشق الأرض وتخفيني من الحرج .





لكني اليوم مضطرا لأن أفعلها بدونك .. ولن تكون موجوداً لتقف بجانبي وتطمئني .. أخوالك وأصدقاءك الثلاثة بجانبي أنا أعلم لكنهم أبدا لن يملؤا مقعدك الخالي .



سأفعلها بدونك اليوم فكما تعلم لقد اتفقنا مع الكنسية على الموعد فحدد أيمن أخو كريستين مواعيد سفره وفقا لموعد زفافنا والامر بات معقدا عندما اقترب الموعد فلم نريد أن نحرم أخوها من حضور زفاف أخته ولن نستطيع الانتظار لعامين على الأقل حتى يستطيع أخيها الحضور .. فأصدرت أنجيل فرمانا عسكريا بأن يتم الزفاف في موعده ..


سنقوم بالمراسم الكنسية ونذهب لبيتنا .. فقد ألغيت الحجز مع قاعة الافراح في الفندق الذي اتفقنا عليه ..( وأسرع يقول ) ولا تعترض على إلغاء الحفل فمن منا سيكون لديه القدرة على الفرح بدونك .. ( انهمرت دموعه وانحنى يقبل كتفه وأكمل ) الاحتفال ليس له معنى بدونك أخي ..



أتعلم يا وائل .. يوم أن مات أبي وكنت وقتها في التاسعة من عمري لم أشعر بفداحة الأمر .. فكنت كنت دوما بالنسبة لي الأب الوحيد الذي أعرفه .. ربما تشعر انت بتقصيرك تجاه بناتك لكني اقول لك انك كنت دوما الساق الطويلة التي اتشبث بها لأصلب عودي ..





فتخيل كيف يكون شعوري إذا ما قررت انت الرحيل...
لم اخبرك بهذا من قبل لأن مرضك السابق لم يكن بيديك فلم أريد أن اثقل عليك بما أتمنى .. لكني الأن مازلت أحمل نفس الأمل الذي تحمله أمك أنجيل وهي تؤكد لنا أنك ستستفيق .. وستعود إلينا .. فأنجيل تحارب يأسك بأملها .. وفلا تخذلها ولا تخذلني ولا تخذل كل القلوب التي تحبك ..



( وتصنع المرح ليقول ) سأسامحك هذه المرة على غيابك في مناسبة كهذه .. لكني لن أسامحك يا وائل على الغياب في المناسبات القادمة ..



أنا ذاهب للكنيسة الأن لإتمام زواجي بكريستين .. أراك على خير يا أخي وأبي وصديقي الوحيد "




انهمرت الدموع من عيني أمير فإقتربت كريستين بفستان عرسها الأبيض المنفوش تسحب أمير وتعدل له حلة العرس وهي تقول " كفاك بكاء يا عريس .. أنا من علي البكاء لا انت "


مسح دموعا رجولية حارة وابتسم لها لتوجه الحديث لوائل " هيا استيقظ يا أبيه .. حتى أجد من أشكو له افعال أخيه المغيظ هذا الذي يرفض أن يرتدي رابطة العنق في ليلة عرسه "


أعطاها أمير ذراعه فتأبطتها وهي تتأمل وجهه الاشقر وغادرا الغرفة بابتسامة .. ولم يلحظا .. تلك الدمعة الساخنة التي سالت من طارف عين وائل .




***




عند بيت سماحة خرج أحمد من البوابة حاملاً أروى .. بينما الحاج يحمل كرسيها وتعاركه آية لتحمله عنه ليتفاجؤا بعمرو الذي ينتظرهم في الشارع .. والذي اسرع ليأخذ الكرسي من الحاج ليضعها أحمد عليه أمام البوابة فتتبادل الابتسامات المختلسة بينها وبين عمرو..


مط أحمد شفتيه بإمتعاض يقول لعمرو بلهجة خطرة " هذه آخر مرة سأحملها.. فلتحملها أنت بعد ذلك.. فليس من العدل أن أحمل أنا وأزعج ركبتي لتأتي سيادتك وتأخذ الابتسامات المختلسة منها في النهاية "



اتسعت ابتسامة عمرو فاتغاظ احمد يقول " إبتسامتك السمجة هذه تذكرني ببرقوق ( ثم استدار للجميع يقول ) من سيركب ومن سيمشي؟"


ردت إلهام بسرعة بل كلنا سنمشي فالكنسية ليست بعيدة والشارع ممهد بالنسبة لكرسي أروى "


قال أحمد ببرود " فالتمشوا كما تريدون أما أنا فأذهب بالسيارة "


وتحرك نحو سيارته بينما تحرك عمرو بجانب كرسي أروى وهي ترفع نظرات مختلسة له من حين لآخر أما إلهام فتأبطت ذراع الحاج في مشية استعراضية أمام سكان الحي ولم تقاوم النظر في وجه أم عادل الي وقفت أمام بوابة المبنى الذي تقطن فيه تتفحص المشهد باهتمام .. فعدلت إلهام من عباءتها بخيلاء وألقت سلاما على المرأة يحمل في طياته رسائل مبطنة .. بينما اقتربت منها آية تقول بلهجة مسرحية " من فضلك يا خالة أصلحوا الاجزاء المتكسرة أمام بوابتكم فأختي سيتعثر كرسيها أذا ما مرت يوما من أمامكم مع زوجها .. (وضغطت على الكلمة الأخيرة ثم استطردت ) اخشى أن يتبرع هو بإصلاحه من ماله الخاص.. فهو لا يتحمل عليها اي شئ"



ابتسمت أم عادل في بلاهة ولم تدري بم ترد وهي مازالت تراقب ابتعاد عمرو وأروى .. فاشارت لها آية بالوداع لتسرع الخطى وتلحق بوالديها .. لتتبادلا هي وأمها الضحكات المكتومة المتشفية .. بينما يحوقل الحاج ويقول باستنكار " يا إلله على عقول النساء !.. ليتني ركبت مع أحمد "



وأسرع الخطى يتركهما بحرج فقالت إلهام لأية بزهو " إبنة إلهام بحق "


لتتسع إبتسامة آية وهي تغمز لها ..



تمتمت إلهام بقلق " أخشى أن تخبر عفاف ويتأزم الوضع من جديد .. أريد الحي كله يعلم إلا هي .. "


قالت إية وهي تنظر خلفها إلى أم عادل التي مازالت تراقب المشهد " هل تريدي أن أهددها .. أستطيع إخراسها .. هذه سهلة "



قالت إلهام وقد عادت الهموم تثقل على صدرها من جديد " لو لم تتكلم هي سيتكلم آخرون ( ورفعت وجهها للسماء ) اللهم أهدي عفاف بنت زليخة ولم شمل أروى بنت إلهام وعمرو إبن عفاف ولا تشمت فينا عدوا ولا حبيبا يا الله "



سألتها آية باندهاش " ولماذا ذكرتهم بأسماء أمهاتهم "



ردت إلهام بثقة " هكذا تقبل الدعوة .. بأسم الأم لا الأب "



فاطلقت آية ضحتها بينما أمها تتأبط ذراعها وهي تراقب أروى وعمرو وتمتم بالرقية الشرعية ..




***



في الكنسية مرت مراسم الزواج وتبادل العهود بهدوء وإن كان هناك بعض التحفظ في إعلان الفرحة بسبب حالة وائل أخو العريس ..



ووقف الأصدقاء الثلاثة دون رابعهم بجوار أمير بينما تقدم أخواله الصفوف .. أما أنجيل فجلست في المقدمة بكامل هيبتها تستند على عصاها وتتلقى المباركات والأمنيات لوائل بالشفاء العاجل بتماسك ..



بينما انزوت ماجدة بعيدا ولاح عليها الاضطراب بجانب التوأمتين اللتين قد سيطر عليهما الوجوم أيضا .. بعد قليل اقتربت أروى بكرسيها من ماجدة وقالت" مابك ؟"


فنظرت ماجدة للفتاتين وردت" فيما بعد .. سأخبرك فيم بعد.. فأنا أحتاج فعلا لمن أخبره"



شعر أروى بالقلق عليها .. إنهما تتبادلا الاتصالات منذ تلك الليلة التي زارتها في ماجدة ليلة حنتها .. وازدادت الاتصالات بينهما بعد دخول وائل في غيبوبة .. حتى الفترة التي كانت تغلق فيها الهاتف كانت تستخدم هاتف آية لتطمئن عليها .. سألتها أروى " ألم تتحدثي مع وائل حتى الآن ؟"


حركت ماجدة رأسها بلا فقالت أروى بغيظ "ستقتليني يا فتاة قلت لك تحدثي معه .. فضفضي .. أخبريه بما يدور في رأسك .. فإن كان يسمعك كما يحدث في بعض حالات الغيبوبة لقلتِ له ما تريدين أن تقوليه .. وإن كان لا يسمعك ستشعرين بتحسن كبير بعدها صدقيني بعض الأمور حين نتحدث عنها ونخرجها من صدورنا نراها من زوايا أخرى ".


فركت ماجدة كفيها ثم سأتها وهي تشير برأسها ناحية عمرو "هل من جديد؟"



زفرت أروى وقالت "لا جديد يبقى الوضع على ما هو عليه "


سألتها" هل ستفعلين ما كنت تفكرين فيه ؟"


ردت " لا أعرف مترددة .. ولا أعرف هل هذا تصرفا سليما أم لا.. سأنتظر لأرى كيف ستتطور الأمور "


اقتربت أحدى المهنئات من ماجدة فنزل قناع الجليد على وجهها مرة أخرى لتقف متخشبة تسلم عليها في صمت .





على الناحية الأخرى من القاعة كانت إلهام تهدئ آية التي لم تتوقف عن البكاء منذ دخولها للقاعة ورؤية مقعد فارغ بجوار أنجيل الكبيرة تركته الأخيرة عمدا وكأنه مقعد وائل في مقدمة الصفوف .. بينما خلعت أنجيل الصغير سلسالها الذهبي الذي يحمل صورة أبيها ووضعته على ظهر المقعد المزعوم.. فلم تتمالك آية دموعها طوال الوقت .. بينما يختلس سيد النظرات إليها .. وود أن يسمح له بالاقتراب منها والاطمئنان عليها..
كان يشعر بالاختناق هو الآخر ولولا أن أمير سيحزن لما حضر .. فالحدث بدون صاحبه ليس له معنى .. صاحبه الذي لا يترك فرصة للفرح والسعادة دون أن يغرف منها حتى الثمالة .



بمجرد أن انتهت المراسم وقبل أن تنتهي التهاني قرر سيد الرحيل فأخبر صاحبيه أنه لن يستطيع التحمل أكثر وخرج من باب الكنسية ليتفاجأ بآية تسير شاردة في حديقة الكنيسة.. فتقبض يجبر نفسه على التقدم للأمام نحو بوابة الكنيسة الخارجية لكنه لمح رباط إحدى فردتي حذائها الرياضي مفكوكا يجرجر ورائها وتتعثر فيه في شرودها ..




توقف لثوان يقبض على مشاعره ليراها تجلس بنفس الشرود على أريكة خشبية جانبية تولي ظهرها لمقدمة الكنيسة وتحدق في الشجيرات القصيرة أمامها.. فأجبر نفسه بقوة للتقدم في خط مستقيم نحو البوابة الخارجية .. لكنه عاد واستدار يسارا نحوها في هدوء .


تطلعت آية للشجيرات القصيرة أمامها في الظلام تقنع نفسها بأن بضرورة إمتنانها لوجود سيد على قيد الحياة يتنفس ويتحرك حتى لو لم تستطع الاقتراب منه أفضل من أن يكون في حالة وائل ..



ناهرة نفسها أن شعرت بالغيظ والغضب من بعض الفتيات اصدقاء كريستين اللاتي كن يتهامسن عن الشباب الحاضرين وأختصوه هو بجزء كبير من تنهداتهم أو ربما أذنها لم تعد تلتقط إلا ما يخصه .. فشعرت أنها سترتكب جريمة فآثرت التعقل الذي باتت تمارسه في الفترة الأخيرة رغم كرهها له وخرجت تستنشق بعض الهواء ..





خرجت آية من شرودها حين تفاجأت بذلك الجسد الضخم الذي أدرك قلبها هويته قبل عقلها يركع أمامها فجأة في صمت لتتوقف أنفاسها وينعقد لسانها في خرس .. وهي تشاهده يلتقط طرفي رباط حذائها ويعقده في صمت دون أن ينظر إليها .. فازدادت ضربات قلبها ومددت يدها دون أن تدري لتتحسس شعره بلهفة .. لكنها جمدتها في الهواء فوق شعره دون أن تلمسه .. مذكرة نفسها بذلك التعقل البغيض .. مشفقة عليه أن تربكه وتتسبب في تشتيته من جديد ..




انتهى سيد من عقد رباط الحذاء ساحبا خلالها أكبر قدر من عطرها إلى رئتيه .. يلمس دفء حضروها بقلبه .. واستقام في صمت ليتركها دون أن ينظر نحوها .. ليعود لنفس النقطة ويجبر نفسه على الخروج بخطوات ثقيلة ساحبا مدنه القابعة في الظلام بعيدا عن شمسه الصغيرة ..




في داخل القاعة قال عمرو لأروى " أنا متفائل بإذن الله .. لقد جاءني أبي أمس في المنام وأعطاني بشارة "


سألته بفضول " أي بشارة؟ "



رد عليها بغموض " سأخبرك حين تحدث بإذن الله "



اقتربت إلهام منهم تقول .. عليك بالذهاب الآن يا عمرو "


فتنحنح بحرج لتكمل إلهام " عليك بالمغادرة قبلنا وقبل الجميع .. فلن يكون منطقيا أن يراك الناس عائدا معنا ثم كل منكما يبيت بعيدا عن الآخر .. لذا عليك الانصراف الآن وكأن لديك موعدا هاما تريد الحاق به ".



أطرق عمرو برأسه وأومأ بالطاعة وهو يشعر بالحرج أن يوضع هو وزوجته في موقف هكذا فسلم على الجميع متعللا بموعد هام كما اقترحت إلهام .. ثم تبادل نظرات بائسة مع أروى قبل أن يغادر .. عائدا لبيته مطعون القلب والكبرياء .


***



بعد منتصف الليل :



تنبيه رسالة وصل على هاتف كلا من عمرو وأحمد في نفس الوقت ليفتح كل منهما الرسالة كل من موقعه .. ليجدا سيد قد غير أسم مجموعة الواتساب التي تجمع الأصدقاء الأربعة لتكون باسم ( البؤساء ) بدلا من ( شلة الخن ) وقد كتب إليهم " من هذه اللحظة سأبث لكم كل أغاني الشقاء والتعاسة مادمتم دائمون سؤالي عن الأغاني التي تعبر عن حالاتكم .. وبما أن أربعتنا نتشارك النحس نفسه هذه الأيام فيسعدني أن أرسل لكن أغنية تعبر عن الوضع الحالي .. ليلتكم كئيبة يا اخواني "



أرسل سيد إليهم الأغنية وجلس في الخن كعادته مع وائل بعد كل مناسبة .. لكنه كان وحيدا هذه المرة بدون شريكه .. لا يملك سوى أن يفكر في آية ويتنفس ببطء حتى لا تغادر بقايا عطرها صدره .


الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين إلي سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن .. كلها مشتاقة لك





كان أحمد مستلقيا على سرير بانة في شقته عاري الجزع يدخن في الظلام بصمت كئيب تعصف به الأفكار .. حين استلم رسالة سيد فشغل الأغنية يستمع إليها قليلا قبل أن يطفئ السيجارة وينقلب على بطنه.. يغوص في سريرها أكثر يستجدي رائحتها بين القماش وبقايا دفء ربما تركته صاحبته قبل أن تغادر..



كل شي حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آه من تطري علي
الأماكن .. كلها مشتاقة لك


تلقى عمرو الرسالة في شقته .. وكان قد فرغ من قراءة القرآن وهم بالاتصال بأروى حين أتته الرسالة .. فلم يقدر إلا أن يرسلها لها .. ردا على رسالتها الشقية من يومين .. وكتب لها " أنا أستمع إليها الآن فاسمعيها معي ".




المشاعر في غيابك .. ذاب فيها كل صوت
والليالي من عذابك .. عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني
لحظة يذبل فيها قلبي
وكل أوراقي تموت
آه لو تدري حبيبي
كيف أيامي بدونك
تسرق العمر وتفوت
الأمان وين الأمان
وأنا قلبي من رحلت
ما عرف طعم الأمان
ليه كل ما جيت اسأل هالمكان
اسمع الماضي يقول .. اسمع الماضي يقول
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن .. كلها مشتاقة لك


كلمات الأغنية طعنت قلب أروى في الصميم .. وانهت على دوامة الأفكار التي تطيح برأسها منذ أن عادت تتحدث مع عمرو .. لتحزم أمرها ..



برغم أنها مغامرة غير محسوبة العواقب لكنها الحل الوحيد المنطقي في الوقت الراهن ..



فلم تعد تسطيع التحمل أكثر .. غير قادرة على نسيان نظراته لها وهو يتركها في الكنسية .. كانت كلها استجداء وترجي رغم وجهه المتحفظ الذي يخدع به الجميع إلا هي ..


فحسمت أمرها بشجاعة وتوجهت إلى غرفة أبيها تخبره بقرارها.




الأماكن إلي مريت أنت فيها
عايشه بروحي وأبيها
بس لاكن ما لقيتك ..
جيت قبل العطر يبرد
قبل حتى يذوب في صمت الكلام .. وأحتريتك
كنت أظن الريح جابت .. عطرك يسلم علي
كنت أظن الشوق جابك .. تجلس بجنبي شوي
كنت أظن .. وكنت أظن
وخاب ظني
وما بقى بالعمر شي .. وأحتريتك
الأماكن .. كلها مشتاقة لك







أخرج عمرو قلمه وبحث عن مكان في المساحة البيضاء في اللوحة لم يكتب فيه بعد وخط بأنامل متألمة مشتاقة " يا آروى "



وبحث عن الهاتف ليتصل بأروى بعد أن إنتهت الأغنية .. لتنتبه حواسه فجأة لصوت باب الشقة يفتح .. كذب مسامعه لكنه أجفل حين سمع الباب يغلق فتساءل هل نزلت إليه والدته ؟


أم .. ...!!!


قفز واقفا يجري نحو باب الغرفة ومنها الي الصالة عبر الممر الذي لم يلحظ أنه طويلا إلا في تلك اللحظة ليراها أمامه ..
هي ..
أروى أمامه ..
وحدها ..
هنا في بيتهما ..


وقف متسمرا معقود اللسان يحدق فيها بعينين متسعتين وضربات قلبه تضرب في صدره بعنف وكأن قلبه يريد أن يقفز إلى حجرها ..



كانت ترتدي بنطالا من الجينز وبلوزة حتى ركبتيها وبادرت تقول مرح "حملة تفتيشية من ميمين لتفقد الوضع الزوجي .. لمَ تقف هكذا ؟.. هل جئت في وقت غير مناسب؟.. وستخرج لي إمرأة ملفوفة في ملاءة سريري وتخبرني أنك تزوجتها في السر.. بعد أن يئست من عودتي ؟"





لم يضحك ..
ولم يسمع ما تفكهت به ..

لكنه اندفع نحوها يحيط خصرها بذراعيه ويحملها فأصبحت فجأة تلف ساقيها حول خصره وذراعيها حول عنقه ووقف يحدق في وجهها أمامه .. يتأكد من عبير أنفاسها الذي يدخل صدره أنها هنا بالفعل..



قالت بهمس وانفاسها الدافئة تلفح وجهه " لم أعد استطيع تحمل الابتعاد عنك .. لم أعد يا عمرو .. غلبني الشوق وكواني ..فاستأذت أبي للعودة ووافق خاصة بعد أن رآنا الناس اليوم معا .. "




أطبق على شفتيها يخرسها بقبلة عنيفة محمومة بينما صوت هاتفها يرن .. فخلصت شفتيها منه و قالت وهي تنهت " عمرو هاتفي يرن .. إنه أبي بالتأكيد .. ( أخذ يطبع قبلات سريعة مجنونة على رقبتها فأكملت ) إنه تحت أمام المبني أوصلني بعد أن عَنَد أحمد الغليظ ورفض إيصالي .. عمرو .. عمرو أبي يرن علي أن أطئمنه أني صعدت بخير وأنك بالشقة .. "




رفع وجهه إليها حين سمع باسمه لكنه ظل يحدق فيها لا يستوعب ما تقول.. فضحكت تمسد على لحيته وقالت " عمرو أرجوك أبي سيقلق .. أنا اقنعته أنك بالتأكيد ساهرا في شقتنا"



همس بشحرجة يحاول الاستيعاب ببطء "ما به الهاتف ؟"


ضحكت وأشارت برأسها للحقيبة على كرسيها .. فنزل قليلا لأسفل وهو لا يزال يحملها لتمد ذراعها تحمل حقيبتها ثم استقام لتخرج هاتف وترد على والدها بأن كل شيء على ما يرام وأن عمرو معها ثم أنهت المكالمة تقول " شكرا يا أبي على كل شيء .. أطال الله في عمرك "





بعدها لم تدري ماذا حدث .. وكيف كانت في سريرها وهو يخيم فوقها .. يخبرها الكثير عن شوقه .. عن لوعته .. عن عذابه في فراقها .. ينهل من شهد شفتيها بجوع وتحكي له عن ليالي الوحدة .. والوجع .. والحرمان .. يقبل تفاصيلها .. ليتفقد جميع ممتلكاته .. ويغمرها بين ذراعيه لا يعلم سواها أرض أو وطن أو عنوان..


بعد بعض الوقت كان يختبئ كالطفل في تجويف رقبتها ..



فهمست تقول " عليك بالعودة لشقة الدور العلوي الآن "



رفع رأسه عنها بتساؤل لتقول " هذا شرطي للعودة .. سأبقى هنا دون أن تعلم والدتك بوجودي .. فلم أستعد بعد للعودة والمواجهة .. أتركها تسترد عافيتها في هدوء وأتركني أنعم ببعض الهدوء بعيدا عن أي حروب نفسيه "







نهاية الفصل الرابع والثلاثين



منتظرة رأيكم

وسامحوني على أخطاء الكيبورد

كما ترون الفصل طويل طويل واسبوع وقت قصير لكتابته وتدقيقه



شكرا جزيلا


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 12:52 AM   #1786

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 317 ( الأعضاء 174 والزوار 143) ‏Shammosah, ‏Sara8, ‏شيماء عبده, ‏nes2013, ‏احلام حزينة, ‏pearla, ‏Ana menna, ‏um habiba, ‏BeaU^^, ‏oopps, ‏منو6, ‏رغيدا, ‏هوبة السيد, ‏نزف جروحي, ‏ندى معتز, ‏بيون نانا, ‏زهرورة, ‏Hagora Ahmed, ‏سميرة احمد, ‏لينا وساره, ‏Zainabalghazi, ‏دندراوي, ‏نونني نوننا, ‏Cecilia, ‏مارينا جمال, ‏زهرة الحنى, ‏حب الدنيا, ‏ريبكا, ‏عطر الوردة, ‏Aya-Tarek, ‏فتاة من هناك, ‏sarah anter, ‏كنزة ملك, ‏Laylaayoubi, ‏تاتا26071978, ‏امونتى المسكرة, ‏كيس فاضي, ‏smsmezz, ‏ام رمانة, ‏داااانه, ‏miromaro, ‏فتاة طيبة, ‏Hiba mohamed, ‏اميرة دعبول, ‏alyaa elsaid, ‏ميمونة meryem, ‏Um Ghaeth, ‏نهى حمزه, ‏heba azmy, ‏سوووما العسولة, ‏dinosaure, ‏ريما الشريف, ‏bobosty2005, ‏منيتي رضاك, ‏Nanyotb, ‏الإغريقية, ‏ayaammar, ‏imane abbadi, ‏هبه صلاح, ‏Noor Alzahraa, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏سمية احمد, ‏dekaelanteka, ‏princess of romance, ‏neno 90, ‏nada alaa, ‏وفاء خطاب, ‏هبه رمضان, ‏Flowerikram, ‏الصلاة نور, ‏الميزان, ‏amana 98, ‏Tott, ‏اويكو, ‏العضو الخيلي, ‏زهوري الحلوة, ‏Amal_388, ‏sosomaya, ‏totamohamedusama, ‏B.A.M, ‏amatoallah, ‏دينا اسماعيل, ‏rontii, ‏غروري مصدره أهلي, ‏rare heart, ‏Samaa Helmi, ‏منوني1, ‏jassminflower73, ‏غرام العيون, ‏زرقاءاليمام, ‏عبير سعد ام احمد+, ‏nanash, ‏Hager Haleem, ‏halimayhalima, ‏مريم@, ‏ندى المطر, ‏دودي وبـس, ‏nagah elsayed, ‏غنى محمد, ‏Amani bani fadel+, ‏اشراقه حسين, ‏Noors, ‏Sayko, ‏saff06, ‏خفوق الشوق, ‏أميرة الساموراي+, ‏aseralroo7, ‏najla1982, ‏fevo fofa, ‏dalia22, ‏وسام كمال, ‏هامة المجد, ‏Acaars, ‏Hala yehia, ‏فديت الشامة, ‏Hagar Magdy, ‏م ام زياد, ‏ام ياسر., ‏willoucha, ‏mayna123, ‏leria255, ‏Doaa said, ‏Khawla s, ‏Asmaa nasser, ‏مييييج, ‏مرح جبارين, ‏Gehan hassan, ‏abirAbirou, ‏AdamDado, ‏زهرةالكون, ‏RazanB, ‏زهرة الغردينيا, ‏om aya, ‏zainabeisa, ‏طماطم يس, ‏lobnaaaa, ‏ام تالا و يارا, ‏هبة الله 4, ‏rowdym, ‏Aloa, ‏سومة111, ‏م&س$ك, ‏zjasmine, ‏أم أحلام, ‏انثيالات مطر, ‏داليا حسام, ‏من هم, ‏Time Out, ‏awttare, ‏ToOoOmy, ‏yasser20, ‏حروف ضائعة, ‏راديكا, ‏jadayal, ‏الود 3, ‏hoba2017, ‏salwa habiba, ‏Rachad, ‏رانيا خالد, ‏wild flower, ‏frau zahra, ‏lama., ‏ward77, ‏الظبي اللعوب, ‏صابرة عابرة, ‏رروووح تغار, ‏sayed tota, ‏shadow fax, ‏basama, ‏شيمو العاقلة
Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 01:10 AM   #1787

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 964
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

ينصر دينك يا شيخة على الفصل الجميييل دا وكمية التفاؤل اللى فيه

بس كنت مستنية دور اكبر لماجدة ووائل في الفصل وبكاء امير ابكانى جداا


nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 01:10 AM   #1788

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياالله علي،جمال الفصل شيمو تسلم ايديك
الفصل روعة.
اروي ايوة كدة انتي صح وقرارك صح
لسة بانة كان نفسي الفصل يكمل برجوعها
حاسة ان سيد واية هيفرحوا قريبا


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 01:11 AM   #1789

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

مش لاقية تعليق والله.....يعني مريت بكل العواطف و الحمد لله زوجي و بناتي نايمين حتى ما يقولو جنت ماما هههه.....غنيت ...ضحكت....بكيت....اتحمست. ....حزنت .....فرحت.....شتمت. ...دعيت .....غضبت....حلمت.....فعلا روعة و بارك الله في قريحتك و قلمك اللي قادر يعطي هالجمال كل اسبوع.....تبارك الله ماشاء الله.....سلمت يداك

najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 01:18 AM   #1790

nagah elsayed

? العضوٌ??? » 266456
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 922
?  نُقآطِيْ » nagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nagah elsayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.