ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة*

[نورهان الشاعر]

حبيباتي الغاليات إشتقت لكن كثيرا، و لم أقدر على بعدكن أكثر، أحببت أن أبارك لكم العيد بطريقتي و أنزل إعلان الرواية الجديدة التي بإذن الله سأبدأ بنشرها الأسبوع القادم. رحلتي معكم و مع هذه الرواية ستكون مختلفة، و طويلة إن شاء الله، هذه الرواية بالذات تعني لي الكثير و هي قريبة جدا من قلبي، أتمنى أن تنال إعجابكم و حبكم و تصل إلى قلوبكم يا غالياتي.
أحب أن أوجه شكرا و إمتنانا خاصا، للغالية و الحبيبة شيزو التي رفقتني من أول مسيرتي في الكتابة، و الحبيبة جدا ألحان الربيع و التي بفضلها رسمت الإبتسامة كثيرا على شفتي، و إلى الجميلة لبنى الذي كان مرورها الجميل أشبه بنسيم حلو يعطر الرواية.
و طبعا إلى حبيبة قلبي نسرين نينا الغالية، صاحبة القلب الكبير التي ساعدتني و لاتزال تساعدني في الكثير.
و أخيرا إلى فاتنة القلوب، الحلوة الجميلة و الرقيقة و المبدعة، حبيبتي الغالية جدا فاتن نبيه، و التي كانت تصميمات الرواية هذه المرة من إنجازها، طيبة القلب مبدعة و حبيبتي.
شكرا لكن جميعا، الشكر لكل من تابع و سيتابع روايتي، أحبكم جدا، و من كل قلبي أتمنى أن تسمتعو بالرواية و تحبها كما أحبها أنا.
عيدكم مبارك سعيد أحبتي، أهله الله عليكم باليمن و البركات و لكل ما تتمنون.
أختكم نورهان

وهذا إقتباس صغير


جلست أمام مرآتها، تتحسس بشرتها البيضاء الناعمة، ناعمة كبشرة رضيع صغير، إبتسمت بحزن و الجملة تجتاحها من الماضي، ماض سحيق جدا، بعيد جدا، إستيقظت فجأة من قبور ذكرياتها. و هل هي المرة الأولى أصلا؟ أشباح ماضيها لا تنفك أبدا تبحث عن الفرصة التي تزورها بها، اشباح ماضيها تتخبئ دوما في عمق ذاكرتها تتربص بها بين حين و أخر. لا، هي لا تختبئ، بل إنها من خبأتها فقط عن أعين الأخرين، بينما الذكرى حية ترزق في أعماقها، وضعت قرطيها الفضيتين، بينما تزيح شعرها الأشقر إلى الخلف، شعرها الأشقر الذي لم تعد شقرته طبيعية كما الماضي، فبعد أن غزاها بعض الشيب، أصبحت تضطر لتلوينه كي تخفي أثر السنين عليه،لم تكن كبيرة حقا، كانت بالكاد في أواسط الأربعينات، لكن سنين الألم التي عشتها، جعلتها تشيخ قبل الوقت، تلك السنين التي تأبى إلا ان تترك بصمتها على كل شيء، تأبى إلا أن تمضي و قد حفرت ذكرياتها، و وضعت لمستها على كل شيء، رفعت أصابعها الرقيقة لتلمس جانبي عينها، السنوات لم تكتفي بسلب اللون من شعرها و حياتها، بل إنها قررت رسم خطوط دقيقة على وجهها الطفولي، خطوط لا ترى بوضوح إلا لعينيها الحزينتين، عينيها التي رأت من مرار الدنيا الكثير، لكنها تعترف انها كانت قوية، قوية جدا، قوية لتعتني بأختها الصغيرة بعد وفاة والديها، لقد كانت في سن الخامسة عشرة فقط عندما ودعت طفولتها للأبد، بعد وفاة والديها في حادثة سير، وجدت نفسها المسؤولة على أختها الصغيرة التي كانت تصغرها بخمس سنوات فقط، لم تتدمر دفنت حزنها بسرعة، لتهب في بناء نفسها من الصفر، عانت بكت تعبت، لكنها لم تتوقف، تحقق نجاحا بعد الأخر، بدأت بحجرة خياطة صغيرة فقط، حتى أصبحت مصممة الازياء العالمية التي هي عليها الأن، كانت تظن أن كل أحزانها ستختفي عندما تعرفت على حبيب عمرها محمود، غامت عينها العسليتين بحزن دفين، و قلبها يرتعش ألما لمجرد ذكراه، حبيبها الذي أذاقها من جميع فنون الحب و السعادة، حبيبها الذي فتح لها أبواب النعيم على وسعها، و أغرقها في بحور من الحنان و الأمان، أحاطها بحب لم تعرف بوجوده،و أراها جانبا مشرقا من الحياة، كانت تظن أن الحزن لن يقربها يوما ما دامت معه، ذلك الشخص الأسطوري الذي ما ظنت أن له وجود في هذا العالم الأسود، لكنها صادفته، و قد كانت محظوظة جدا، أن ربحته و ربحت حبه، حتى إختفى فجأة من حياتها، لتسقط من سماء السعادة منكسرة ذليلة، و كأن كل ذلك الوقت لم يكن إلا حلما جميلا جدا، إنتهى بسرعة و صار مجرد سراب، و كأنه كان وهما غزله خيالها المحتاج للحب و الأمان،



موعد التنزيل كل إثنين إن شاء الله








روابط الفصول

الفصل 1
الفصل 2
الفصل 3
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27
الفصل 28
الفصل 29
الفصل 30
الفصل 31
الفصل 32
الفصل 33
الفصل 34
الفصل 35 الأخير