آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          124 - مر من هنا - آن شارلتون (الكاتـب : pink moon - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-09, 06:18 PM   #31

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سلمت الايادي يالغاليه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 01:58 PM   #32

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 5 ـ دعوة على العشاء

الفتاة المتوهجة الوجه المتألقة العينين في المرآة، هذه فتاة لا تعرها. وحدقت إلى نفسها دقيقة كاملة قبل أن تستطيع إقناع يديها المرتجفتين بأن تحاولا ترتيب مظهرها المشعث.
طفلة... لقد التصقت هذه الكلمة بذهنها ولم تعد تستطيع سلخها عنه. ربما لأنها اضطرت إلى الاعتراف، بأسف، بعد خمس دقائق فقط من التقييم المؤلم بأن هذه الكلمة لا تخلو من الحقيقة.
لقد تصرفت بشكل خاطئ منذ اللحظة التي لمسها فيها. ما الذي كان ينبغي أن تفعله؟ ما الذي كانت ستفعله أي امرأة طبيعية متزنة ذات تجربة لو كانت مكانها؟ هل كانت ستتقبل العناق بمرح، ثم تخرج من بين ذراعيه برشاقة بعد لحظة أو اثنتين لكي تلقي بتعلق عفوي عما حدث؟ بدلا من ذلك، كادت تأكله حيا، ثم بعد ذلك، اتهمته... لم تشأ أن تفكر في ما اتهمته به. وتأوهت وهي تعيد لفت خصلات شعرها المنفلتة بشدة آلمت جلدة رأسها.
لا بد أنه يظنها على شيء من الجنون. حدثتها المرآة أنها عادت مرة أخرى إلى شخصية السيدة ألن الهادئة الأنيقة الكفؤة، ظاهريا على الأقل. في الواقع، إنها تظن نفسها على شيء من الجنون عندما يتعلق الأمر بلوكاس كين. من المؤكد أن لديه القوة لتحويلها إلى امرأة لا تعرفها. امرأة مختلفة جدا عن تلك المرأة الباردة المتحفظة الحذرة التي كانت تعرفها في نفسها قبل أن تشتغل عنده.
كانت تعمل على الآلة الكاتبة، وعندما سمعت صوته في الممر في الخارج يتحدث إلى شخص ما، قفز قلبها في صدرها لكنها أرغمت يديها على متابعة الطباعة وكل حس فيها في انتظار اللحظة التي يدخل فيها من الباب.
ظنت الصوت الثاني يعود لمدير لوكاس العام الذي كان مكتبه في الطرف الآخر من الممر، لكنها لم تكن واثقة. ذلك أن معظم الأصوات تنخفض في حضور لوكاس.
ثم انفتح الباب. ورغم أنها أبقت عينيها على عملها، إلا أنها أدركت أنه ينظر إليها.
ـ كيم؟
كانت ترجو، لشدة جبنها، أن يتابع سيره وكأن شيئا لم يحدث، ولكن كان عليها أن تدرك أن لوكاس لا يخرج من الأمر بسهولة. فرفعت عينيها بالرغم منها لتقابل عينيه النافذتين وخفق قلبها.
ـ تعلمين أن علينا أن نناقش الأمر بشكل صحيح.
كان هذا بيانا وليس طلبا، لكنها أجابت، فقالت وصوتها من البرودة والحياد بقدر إمكانها:" لا شيء يستوجب النقاش"
ضاقت عيناه وقال:" إذا كنت من الاضطراب بحيث تتقدمين بذلك الاقتراح السخيف عن الاستقالة، فهذا يعني أن هناك ما يستوجب النقاش"
قال هذا عابسا وهو يجلس على زاوية مكتبها كعادته ولكن هذه الحركة كانت ترسل الحمى في أحاسيسها.
لماذا هو جذاب إلى هذا الحد؟ جذاب بهذا الشكل المدمر الذي لا يمكن تصديقه؟ إنها تراهن على أنه ما من امرأة في المبنى، وفي كمبردج كلها، تهدر فرصة للتقرب من لوكاس كين.
أترى لديه صديقة يخرج معها حاليا؟ لم يكن هذا التفكير ملائما على الإطلاق في هذه الظروف ولكنها لم تستطع منع نفسها من ذلك. وأخيرا قالت:" لقد... لقد غيرت رأيي'
ـ طبعا غيرت رأيك. ومع ذلك علينا أن نناقش ما حدث.
قال هذا وكأن فكرتها عن الاستقالة كانت من السخافة بحيث لا تستحق الذكر.
احمر وجهها مرة أخرى. وشعرت به يلتهب، ومع ذلك بدا من البرودة وعدم الإحساس كالصوان المصقول الذي صيغت منه عيناه. لكنه لم يكن باردا ولا غامضا عندما أحاطها بذراعيه. تفكيرها هذا زاد في التهاب وجهها.
قالت بثبات أشعرها بالزهو:" اسمع لوكاس، أنا مستعدة لاعتبار هذا غلطة تحدث غلبا عندما تشتغل امرأة ورجل معا مثلنا. وهذا لا يعني شيئا..."
ـ فليذهب رأيك هذا إلى جهنم.
لم يكن هذا الجواب الذي توقعته وقد قطع خط الرجعة على كل تعليل منطقي:" ماذا... ماذا قلت."
ـ كيم أي نوع من الرجال تظنينني؟ عندما عانقتك تأكدت من أن ذلك كان يعني شيئا بالنسبة لينا، نحن الاثنين.
قال هذا بنعومة، وأهدابه الكثيفة تحجب الغضب في عينيه.
ـ لم أعن أنني لم أتمتع بذلك.
قالت هذا بسرعة ومن دون تفكير، وعندما سمعته يجذب نفسا سريعا بصعوبة عادت تقول:" أعني..."
ثم تلاشى صوتها بضعف.
أنقذها لوكاس من ارتباكها بهدوئه الطبيعي:" أنت تشتغلين عندي منذ خمسة أشهر، وقد رغبت في معانقتك منذ أول يوم. لماذا تظنينني لم أخرج مع امرأة طوال ذلك الوقت؟"
قال لها هذا بنفس اللهجة التي يطلب بها طباعة رسالة، فسألته:" لم تخرج؟"
وسكتت فجأة. لم تكن التمتمة اللاهثة هي الطريقة التي تواجه بها هذا الأمر. وتابع يقول بصبر هادئ أكثر مما تعرفه عنه:" وكنت صابرا"
ـ ولكن...
ـ نعم؟
ـ أنا أعمل عندك.
تجاهل لوكاس كل المبادئ التي يعمل بها، وقال بهدوء:" أهكذا؟ أنت غير مرتبطة وأنا أيضا. هذا هو الشيء الوحيد المهم، أليس كذلك؟"
أتراه مجنونا؟ لقد أمضت خمسة أشهر تكافح مشاعرها، هذه المشاعر التي تخشى أن تدمرها... والتي كانت تخيفها أكثر مما كانت تبهجها، أو أن طاقته القوية التي تخيفها؟.
السبب الوحيد الذي جعلها تستمر في العمل عنده هو أنها أقنعت نفسها بأن الانجذاب كان من طرف واحد. ولكن أن تتورط في علاقة مع رجل مثله هو جنون ومن المستحيل حتى التفكير فيه.
حدقت إليه، شعرة بالضيق فجأة وهي ترى عرض كتفيه تحت قميصه الحريري، ثم رأت عينيه لا تفارقان وجهها فهبت العواصف في قلبها وهذا يثبت أكثر فأكثر أنه لا يمكن أن تفكر بعلاقة مع لوكاس، ما دام بإمكانه أن يؤثر فيها بهذا الشكل. فقالت بصوت مرتجف:" هذا مستحيل يا لوكاس"
أجاب على الفور:" أنا لا أقبل هذا. أنا لا أطلب منك أن تنامي معي..."
صرخ ضميره به بصمت (كذاب) بينما كان يتابع:" أريد فقط أن نتعرف إلى بعضنا البعض من دون ضغط العمل"
ـ لا... لا يمكنني ذلك هناك ميلودي.
ـ ميلودي ليست مشكلة.
تنفست بعمق وقد صفا ذهنها فجأة:" ليس هذا فقط. لا أريد أن أتورط بعلاقة مع رجل مرة أخرى لقد جربت ذلك فلم أنجح"
ـ أتعنين زوجك؟
سألها بلطف، وعندما أومأت هز رأسه وقل بصوت منخفض أجش:" لا تدعيه يفسد عليك بقية حياتك، يا كيم"
ـ أنا لا أفعل ذلك. لكنها حياتي الآن، وهي تعجبني.
واشتبكت عيناها البنيتان بعيني لوكاس بجد صبياني تقريبا:" لا أظنني... من ذلك النوع الذي يمكنه أن يعيش مع رجل"
وكان غراهام قد قذف هذا في وجهها وهو ثمل لكن السهم انغرز في عقلها.
ـ هراء... من أخبرك بذلك؟ الحلزون ذك؟
رفعت رأسها متحدية:" حلزون...آه غراهام؟"
قال غاضبا:"آه، لا تحكمي على كل الرجال بأسوأ نموذج يا كيم. وطبعا لا تحفظي عندك كل ما كان يقوله. كان رجلا مجنونا فلا تعجبي بما كان لديه"
ـ أنت لا تعرف كيف كان الأمر. ليس غراهام فقط، فقد كان..آه، أنت لا تعلم.
تنفس بصمت. إنها المرة الأولى التي تتحدث إليه.. تتحدث إليه حقا، ولم يشأ أن تسكت، فقال بهدوء:" لا... أنا لا أعرف كيف كان الأمر، فلماذا لا تخبرينني؟"
ـ لا أستطيع.
وشحب وجهها. كيف يمكنها أن تجعل رجلا مثل لوكاس يفهم كيف كانت حياتها، طوال تلك السنوات في ملجأ للأطفال؟ راغبة متلهفة إلى أن تكون لها أسرة، أن يكون لها من تدعوهم أهلها؟ ثم عندما دخلت طور المراهقة، وأدركت أن هذا لن يحدث، انطوت على نفسها، محدثة نفسها بأنها لا تهتم لذلك، وأنها ستصنع أسرتها بنفسها وتهجر بقية العالم. ثم تعرفت إلى غراهام في أول سنة من دراستها الجامعية، غراهام الوسيم الساحر فأغرقها بالعواطف والاهتمام.
لقد ظنته يحبها، وصدقت كل ما قاله لها. ولم تدرك إلا بعد زواجهما، أنه لم يتزوجها إلا لأن عددا من أصدقائه كانوا يريدونها. وقد اعتاد غراهام دوما أن يكون محط الإعجاب والحسد.
لكن غراهام منحها ميلودي، بالمصادفة، والحق يقال. وميلودي تستحق ما عانته هي مع غراهام مئة مرة فقد أصبح لديها أسرتها الآن ولا تريد شخصا آخر. لن تدع نفسها تحتاج شخصا آخر، فحاجتها إلى غراهام جعلتها ضعيفة ولن تعود فتمنح رجلا آخر هذه السلطة عليها أبدا.
وكان لوكاس يراقب تقلب المشاعر على وجهها الشاحب الضعيف، وعلم أنها لن تزيد على ما قالت.. ليس الآن ولا هنا على أي حال، فهي لا تثق به. حتى إنه ليس واثقا من أنها توده كثيرا لكنها لا يمكن أن تنكر الانجذاب بينهما. وتوقفت كرامته المجروحة عند هذا التفكير لكن هذا كان تعزية تافهة.
لم تعامله امرأة قط من قبل كما عاملته كيم. في البداية ظن أن التحفظ الذي حولها سيتبدد عندما تستقر في الوظيفة، لكنه أصبح أقوى. وتلك الليلة في بيتها شعر وكأنه يسير على البيض.. تبا لذلك. كل ما ظن أنه توصل إليه في الأسابيع الماضية، يبدو له الآن وكأنه غير موجود إلا في مخيلته. قد تبدو ضعيفة هشة، لكنها في داخلها بقوة الحديد. لماذا إذن لا يدعها وشأنها، ويهنئ نفسه على السكرتيرة الكفؤة الرائعة الجمال التي يبدو واضحا أنها لا تهتم بسوى وظيفتها، ويقف عند هذا الحد؟ فلديه ما يشاء من النساء، نساء ناجحات جميلات وواثقات من أنفسهن، نساء من دون معوّقات ولا كبت.
تصاعد طرق قوي على باب كيم الخارجي، ودخل جون باول الضخم، وهو المدير العام في الشركة، ما أنهى حديثهما بشكل فعال. وقف لوكاس بينما كان جون يلوح بملف قائلا:" هل هذه هي العقود الفرعية التي تريد من ذلك الحقير أن يتابعها؟ كنت على حق يا لوكاس، ما كان لنا أن نلمسها"
إنه توقيت رائع كالعادة يا جون.
فكر لوكاس في هذا في سره، لكنه قال بصوت موجز:" تعال إلى مكتبي يا جون وأخبرني بما لديك"
وأضاف مخاطبا كيم بنفس اللهجة:" قهوة عندما تكونين مستعدة لذلك، يا سيدة ألن"
جلست كيم عدة ثوان دون حراك بعد أن انغلق الباب المؤدي لى مكتب لوكاس وأصبحت وحدها.
العناق، حديثهما.. وكل المشعر التي ظهرت في النصف ساعة الأخيرة لم تعن شيئا بالنسبة إليه. فهو يعتبرها مجرد تحد له. إنها لم تقع بين ذراعيه بصفتها امرأة ميالة إلى لوكاس. لقد تجاهلت حقيقة أن ذلك كان بالضبط ما فعلته، جسديا ومجازيا ذلك الصباح...
نهضت ببطء، غضبة من نفسها ومن لوكاس. هل صدقت أنه لم يخرج مع نساء منذ بدأت العمل في شركته؟ أخذت تفكر في الأمر أثناء عدادها القهوة، ويداها الرشيقتان تتحركان بشكل آلي والعبوس يكسو وجهها. نعم،إنها تصدق ذلك، ولوكاس لا يكذب.
لوكاس لا يكذب؟ ما ن دخلت هذه الكلمة عقلها، حتى هاجمته. كون رئيسها صادقا إلى حد التحجر أحيانا بالنسبة إلى معاملاته التجارية، لا يعني أنه يتصرف بهذا الشكل مع النساء.
تذكرت كيم غراهام فجأة، لقد صدقته ووثقت به، فأين انتهى بها ذلك؟ غلطة واحدة مفهومة، أما الثانية فتدل على الغباء... وهي ليست امرأة غبية. وأغمضت عينيها فاستطاعت أن تسمع صدى المشاجرات الماضية. كان غراهام قاسيا، قاسيا بشكل بالغ حين يكون تحت تأثير الكحول. يُقال إن الإفراط في الكحول يكشف عن حقيقة الشخص التي يخفيها التهذيب الاجتماعي. وفي حالة غراهام لم تكن حقيقته سارة.
وعندما دخلت كيم إلى مكتب لوكاس، كانت تمثل خلاصة المرأة الشقراء الباردة بحركاتها المهذبة. وعندما وضعت الصينية على المكتب، رفع لوكاس رأسه ينظر في عينيها مباشرة:" شكرا"
وبالرغم من ضيقها البالغ، شعرت كيم بأن هناك اهتماما حقيقيا في عينيه الضيقتين اللتين كانتا تتفحصان وجهها.
وحالما عادت إلى مكتبها، أخذت تعنف نفسها لضعفها. لقد قالت سكرتيرة لوكاس السابقة عن رئيسها، إنه" زير نساء"... حسنا، ليس هذا بالضبط، وإنما كانت تعني أنه يبدل نساءه بسهولة، وقد تجاهلت هي ذلك أثناء مجازفتها هذه.
أخذت ترشف قهوتها ورأسها يدور، ثم رحت تتأمل كومة الأوراق التي تستدعي عنايتها وهي تلوي فمها آسفة. إنها هنا لأداء عمل وهذا بالضبط ما ستقوم به. ما جرى هذا الصباح كان أمرا مزعجا لكنه لم يكن أكثر من ذلك، وعليها أن تسيطر عليه.
لوكاس كين هو رئيسها لا أكثر. وعليها أن تضاعف حذرها وألا تتعدى على عزلته من الآن فصاعدا.. رغم أنها لا تظن أنها فعلت ذلك من قبل، وذلك كيلا تعطيه فكرة خاطئة عنها.
وما قاله عن رغبته في عناقها منذ أول يوم رآها فيه؟ رغبته في أن يزداد معرفة بها؟ حدثها بذلك صوت في أعماقها فتنهدت ببطء بالغ وهي تضع إصبعها على مفاتيح الآلة الكاتبة رافضة أن تدع الشعور بالذعر يتملكها. إنها لا تريد التفكير في ذلك. قد تكون هذه طريقة سهلة للهرب ولكنها ضرورية لسلامتها العقلية!
لقد أوضحت للوكاس شعورها نحو أي علاقة شخصية بينهما. وكان هو رجلا ذا كبرياء وهذا ما سيجعله يتجاهل كل ما حدث اليوم وكأن شيئا لم يحدث، وربما يركز اهتمامه على امرأة جميلة يتباهى بها أمامها ليثبت لها أن من السهل أن ينسى. نعم، هذا ما سيفعله.
غدر جون باول مكتب لوكاس بعد ذلك بعشر دقائق. وما هي إلا دقيقة أو نحوها، حتى أطل لوكاس من الباب الموصل بينهما:" لقد حجزت مائدة لاثنين في مطعم صغير لهذه الليلة. كوني مستعدة في الثامنة"
وانغلق الباب دون مزيد من الكلام.



***


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 02:01 PM   #33

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
افتراضي

نهاية الفصل الخامس


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 06:12 PM   #34

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيكِ العافيه يالغاليه..بانتظار التكمله

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 02:13 PM   #35

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 6 ـ تلك هي اللعبة

6 ـ تلك هي اللعبة


إلى أن وجدت كيم نفسها على عتبة صديقتها ماغي تسألها إن كان بإمكانها أن تجالس ابنتها الليلة، لم يكن لديها نية في الخروج مع لوكاس للعشاء.
وكانت قد أخبرته بهذا عدة مرات. شكل ذلك اليوم محنة حقيقية لها. ولم تعرف كيف تتعامل مع عناده. بهذا اعترفت لنفسها وهي تعود من بيت ماغي.
في السنتين اللتين تلتا موت غراهام، كان عليها أن ترد عدة خاطبين أرادوا الزواج بها. لكن ذلك كان سهلا. كلمة رفض مؤدبة مع الشكر، وإذا لم يكف هذا لإقناع أحدهم، هناك نظرة عنيفة ينتهي بعدها كل شيء. ولكن ما نجح في السابق، لم يستطع أن يحطم الجليد بالنسبة إلى لوكاس كين.
لقد حاولت ذلك النهار أن تجعل كل حديث بينهما قاصرا على العمل وحده. ولكن يبدو أن لوكاس وجد في تصرفها هذا مجرد شيء يبعث على التسلية.
لكنها ستصارحه الليلة بأنها لا تريد أن تبدأ علاقة مع أحد في المستقبل القريب، خصوصا مع لوكاس كين. الأفضلية في حياتها كانت لميلودي، أولا وأخيرا. وهي لا تريد أي شخص آخر.
عندما سألتها ماغي، بشكل طبيعي تماما، إلى أين هي ذاهبة ومع من، وذكرت لها اسم لوكاس كين، كادت عينا ماغي تخرجان من محجريهما.
وحين وصلت ماغي أخذت بذراع كيم وقادتها إلى غرفة الجلوس وهي تسألها بلهفة:" حسنا، ماذا هناك بينك وبين ملك المال هذا؟"
ـ أتعنين لوكاس؟
ـ هل هناك أكثر من رجل واحد رائع وأسطوري الثراء يدعوك للخروج معه؟
ـ إنه ليس رائعا.
كان جوابها بالغ السرعة وقد أدركت الاثنان هذا. وعندما رأت كيم عيني ماغي تضيقان متفحصة، قالت بمزيد من الحذر:" أعني أنه رئيسي فقط وهذا كل شيء"
فسألتها ماغي بشيء من التهكم:" وهو دعاك إلى العشاء لأي سبب؟ مجرد دعوة بسيطة لإحدى موظفاته؟ دعي عنك هذا، يا كيم. لا تنسي أنني ماغي. وأنا أسألك مرة أخرى، ماذا هناك؟"
قالت كيم بصوت كالنواح:" آه..ماغي يا لها من ورطة..."
ـ شعرت أنك تبدين متوترة في الأشهر الأخيرة، لكنني ظننت أن ذلك عائد إلى المسؤولية التي ألقيت على عاتقك في الوظيفة... لماذا لم تخبريني من قبل؟ لعلي أفدتك.
قالت هذا متعاطفة معها فرفعت كيم إليها عينين مأساويتين:" أعلم هذا، وربما أنا سخيفة في مخاوفي. فأنا ذاهبة لتناول العشاء معه فقط، ويسر أي فتاة أخرى الخروج مع لوكاس كين"
قالت ماغي برقة:" لكنك لست أي فتاة أخرى. وربما هو من الإحساس بحيث يدرك كذلك. ربما هو جاد في أمرك، يا كيم"
قالت كيم بصوت أصبح حازما فجأة:" أرجو ألا يكون ذلك. إنها وظيفة رائعة وسأكره أن أتخلى عنها"
ـ هل ستفعلين ذلك رغم إعجابك البالغ به؟
تنهدت كيم وقالت:" لا أريد رجلا في حياتي، يا ماغي. لا الآن ولا لاحقا. الضربة التي تتلقاها حاذر منها في المرة التالية"
قالت ماغي برقة:" لكنه لن يكون مثل غراهام. أنت تدركين هذا، أليس كذلك؟ إياك أن تدعي غراهام يدمر حياتك، يا كيم"
ـ غريب. هذا بالضبط ما قاله لي لوكاس.
وابتسمت كيم لماغي ابتسامة صغيرة مرة وأضافت:" لكنني لا أرى الأمر بهذه الطريقة. وهناك أمر آخر... إلى متى سيبقى رجل كلوكاس كين مهتما بفتاة مثلي؟ مدة شهر.. أو ربما اثنين؟ وربما ستة أشهر وإذا اقتضت الضرورة. أنا لست من عالمه يا ماغي"
ـ وكيف تعلمين هذا دون تجربة؟
ـ أنا أعلم هذا جيدا.
وشعرت كيم فجأة بأنها تريد إنهاء الحديث:" على أي حال، هناك ميلودي التي علي أن أضعها نصب عيني، أيضا. لا تنسي، لا أريد أن تشغف بشخص ثم تفترق عنه بعد فتره" قصيرة. وأنا لا أريد أن تعاني ابنتي من هذا كله"
كانت ماغي من الحكمة بحيث تعرف متى تتوقف عن الحديث، وقالت:" لا بأس، لا بأس على كل حال، إنها السابعة والنصف تقريبا والأفضل أن تبدئي بارتداء ثيابك"
حالما خرجت كيم من تحت الدوش، طرقت ماغي الباب، فنظرت في ساعة الحائط ثم صرخت برعب واندفعت خارجة من غرفتها وهي تنادي:" حليب وبسكويت ميلودي على صينية في المطبخ. طلبت منك أن تقرئي لها حكاية بينما تتناول عشاءها"
ـ لا مشكلة.
لاحقت نظرات ماغي صديقتها لحظة قبل أن تدخل المطبخ الأنيق، وقد بان القلق على وجهها. لقد قالت إن ما من مشكلة، ولكن ن لم تكن مخطئة كثيرا، فهناك مشكلة... ومشكلة كبيرة تختمر هنا.
كيم جميلة جدا، لكن الأهم من ذلك أنها جميلة من لداخل. غير أنها ضعيفة إلى حد مؤلم، وهي تخفي ذلك الضعف خلف سلاح تمكن لوكاس كين من اختراقه بشكل ما... سواء اعترفت كيم بذلك أم لا.
حملت الصينية وصعدت بها عابسة تفكر في أن عليها إمعان النظر جيدا إلى هذا الرجل الثري الذي لا يمكن مقاومته، فإذا رأت أنه من النوع الذي يريد أن يستغل كيم لمتعة عابرة... حسنا ستعرف الخبر اليقين...
لم تكن كيم في الطابق الأسفل عندما دق لوكاس جرس الباب عند الثامنة. وهكذا سارت ماغي إلى الباب لتفتحه بعد أن طلبت من ميلودي البقاء في سريرها.
ابتسم لوكاس للمرأة الصارمة الوجه التي استقبلته على العتبة:" مساء الخير. أنت ماغي بلا شك. أنا لوكاس كين"
ومد يده بباقة أزهار ضخمة وهو يضيف:" هذه الأزهار لك من باب الشكر لمجالستك الطفلة"
بادلته ماغي الابتسام وهي تأخذ منه الأزهار، وشعرت بلحظة ندم لاستسلامها السهل، ولكن كان عليها أن تعترف بأن لوكاس قد خطف أنفاسها بروعة شكله... واستطاعت أن تقول بصوت لاهث قليلا:" ألا تتفضل بالدخول؟ ستنزل كيم بعد دقيقة"
ـ إنها تحاول أن تجفف أظافرها لكن ذلك سيستغرق دهرا.
الكلام الأخير كان من ميلودي التي تركت سريرها وجثمت على قمة السلم تتحدث إلى لوكاس بعينين واسعتين.
وعندما نظر لوكاس وماغي إلى أعلى، أشرق وجه لوكاس بابتسامة عريضة وقال لها:" حقا؟ وكذلك أظافري تأخذ دهرا لتجف"
قال جملته الأخيرة برزانة فضحكت ميلودي بصوت خافت؛" يا للغباء! السيدات فقط هن اللاتي يصبغن أظافرهن"
فقالت ماغي باضطراب وهو شعور جديد عليها:" المفروض أن تكوني في سريرك، يا صغيرة. عودي وسأتبعك بعد دقيقة لإكمال الحكاية"
ـ انتظري خذي هذا قبل أن تذهبي.
ومد لوكاس يده إلى جيبه وأخرج شيئا ملفوفا قذفه إلى ميلودي، التي تلقته بمهارة. بينما تابع:" هذا لأنك فتاة طيبة مع الخالة ماغي. ستكونين فتاة طيبة، أليس كذلك؟"
ـ ميلودي فتاة طيبة دوما.
شعرت ماغي بأنها فقدت، لسبب ما، السيطرة على لوضع.
ـ أنا واثق من أنها كذلك.
وابتسم لوكاس لماغي مرة أخرى. وعندما صرخت ميلودي مبتهجة بالدب الصغير الرائع الذي كان في العلبة، أضاف بهدوء:" اصعدي أنت واهتمي بميلودي يا ماغي. أنا بأحسن حال هنا، في انتظار كيم"
حدقت إليه ماغي بارتباك:" حسنا، سأضع هذه الأزهار في المطبخ أولا"
ونظرت إلى هذه المجموعة الرائعة من الورود، ثم عندما نظرت إلى لوكس مرة أخرى، رأت فمه ملتويا. فقال بنعومة وقد قرأ أفكارها:" أعترف بأنني أحاول أن أكسبك إلى صفي. فأنا بحاجة إلى عون لكي أكسب ودّ كيم"
قالت وقد احمر وجهها:" سوف... سأضع هذه الأزهار في المطبخ"
وحالما غادرت الغرفة أخذت تعنف نفسها لأنها لم تسأله عن شعوره نحو كيم. لكنها لم تجرؤ على ذلك... وهذا، يدل على جبنها البالغ...


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 03:10 PM   #36

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 6 ـ تلك هي اللعبة

وفي غرفتها، كانت كيم تتأمل نفسها في مرآتها الكبيرة. لم تكن تعرف ما عليها أن تلبس... ما الذي تلبسه النساء في موعد مع ملياردير، على أي حال؟ كانت تفكر في هذا هازلة.
وأخيرا ارتدت ثوب سهرة اشترته منذ أشهر بعد أن منحتها شركة كين الكتريكال بدل ملابس. إنه ثوب أخضر بلا كمين مصنوع من الحرير والكاشمير وقد كلفها مبلغا ضخما. لكن عندما رأته كيم في إحدى واجهات المتاجر أدركت أنه مناسب تماما لأي عشاء عمل قد تحضره مع لوكاس بصفتها سكرتيرته. كان أنيقا محكما على جسدها ولونه يبرز التناقض بين لوني شعرها وعينيها، كما يظهر لون بشرتها العسلي الذهبي.
بماذا سيفكر لوكاس حين يراها؟ رفضت أن تفكر في هذا. ومع ذلك، بهجة الإثارة التي تبعثها الملابس الجميلة في النفس استمرت بالرغم عنها. وعندما وضعت عطرا على معصميها، وقرطين بلوريين في أذنيها كانت يداها ترتجفان.
مرت على ميلودي لتقبلها قبلة المساء، وما إن دخلت إلى الغرفة حتى اتسعت عينا ابنتها وسرور:" تبدين جميلة للغاية يا أمي، كالأميرة في حكاية العمة ماغي"
ـ شكرا يا حبيبتي.
وجلست كيم على حافة سرير ابنتها، واحتضنتها غير عابئة بثوبها الجديد. وفاضت نفس كيم حبا عندما طوقت ميلودي عنقها بذراعيها، فأغمضت عينيها وهي تضم ابنتها إلى قلبها ثوان قبل أن تعيدها إلى سريرها.
ـ تبدين رائعة. لكنك ستبدين كذلك حتى لو لبست كيس خيش.
ابتسمت كيم لصديقتها، فهي تعلم أن ماغي تجدها قليلة الثقة بنفسها وبمظهرها، لكنها لا تستطيع منع نفسها من ذلك. السنوات التي أمضتها في ملجأ الأطفال وما تبع ذلك من زواج مشئوم وشتائم، أتلفت شيئا في نفسيتها.
لكنها بدت بحالة جيدة الليلة، وشعرت بالرضا عن نفسها وهي تقول لماغي بصوت منخفض:" حسنا، ما رأيك؟"
فأجابتها ماغي على السؤال الصامت عن لوكاس بأن هزت أصابعها وكأنها احترقت:" أووو..."
ثم التفتت المرأتان إلى الصغيرة بذعر، وهي تقول بصوتها الحاد:" أظن أن لوكاس ممتاز"
وكلمة ممتاز تستعملها ميلودي لكل ما تراه جميلا.
ونظرت كيم إلى ماغي بقلق، فهزت هذه كتفيها:" ذكاء ملفت. ونحن نستحق هذا لأننا نظن أن بإمكاننا التحدث بالشفرة وهي موجودة"
أدركت ميلودي أنهما يعنيان بطلها الجديد بالحديث، فقالت:" نعم أظن أن لوكس ممتاز. انظري ماذا أحضر لي ي أمي"
ـ هذ جميل يا حبيبتي.
فقالت ماغي بصوت جامد إلى حد غريب:" لقد أحضر لي أزهارا"
نظرت إليها كيم بحيرة:" أحقا؟ لكنني لم أخبره بأنك ستجالسين ميلودي"
تبادلت المرأتان النظرات لحظة طويلة، ثم قلت كيم باستسلام:" الأفضل أن أنزل إلى أسفل"
كان باب غرفة الجلوس مفتوحا. وعندما وقفت كيم بالعتبة، التفت إليها منتبها من تأملاته الهادئة فشعرت برعشة عندما نظر إليها بعينيه الفضيتين الكثيفتي الأهداب. بقي صامتا دهرا لا يقول شيئا... كان يحدق إليها وعلى وجهه الصلب الجذاب قد ارتسم تعبير غريب للغاية.
حاولت كيم الابتسام بدت كرجفة في شفتيها:" مرحبا"
ـ مرحبا. تبدين جميلة بشكل غير عادي.
قال ذلك برقة بالغة اهتز لها كل عصب فيها.
ـ شكرا.
عنف نظراته ملأ جسدها شوقا، ولكي تحارب هذا الشعور وسحر جاذبيته الطاغي، قالت بهدوء:" جميل منك أن تحضر أزهارا لماغي وأن تفكر في ميلودي، لكن ذلك لم يكن ضروريا"
فقال مازحا:" هذا يعني أنها لم تعجبك"
ـ لم أقل هذا
ـ لست مضطرة لذلك.
بدا عليه عدم الاهتمام إلى حد آلمها للغاية. حدقت إليه، غير واعية لما تكشف عنه ملامحها، وفوجئت عندما تقدم نحوها بخطوات واسعة ثم أخذ ذراعها قائلا:" إذن سكرتيرتي الصغيرة الحساسة مستعدة للسهر مع الذئب الكبير السيئ. هل لديك معطف؟ البرد قارس في الخارج"
ـ إنه في الردهة.
كان ها قد تشنج عندما لمسها فرأت فمه يتوتر، لكنها لم تستطع منع ذلك. فقد كان...
بدت سيارته المتوقفة أمام البيت نافرة مع هذا المحيط المتواضع. ووجدت نفسها تأخذ عدة أنفاس عميقة صامتة وهت تصعد إلى السيارة ثم تنتظر صعود لوكاس.
ـ هل أكلت شيئا منذ وقت الغذاء؟
ـ ماذا؟
والتفتت تنظر إليه، فسأل:" الطعام. هل أكلت شيئا مؤخرا؟"
كان صوته الآن صبورا، وهذا ما جعلها تريد أن ترفسه.
ـ أكلت شيئا من العكرونة التي طهيتها لميلودي. آخر لقمة في المقلاة فقط.
ألقى عليها نظرة جانبية ساخرة:" إنها عادة خطرة. ستصبحين سمينة إذا اعتدت أكل بقايا طعام ميلودي"
ردت عليه بتوتر:" ليست بقايا بالضبط، وقد كنت جائعة"
في الحقيقة، كانت تظن أن الأكل قد يهدئ من خفقان قلبها الناتج عن التفكير في خروجها معه. ولكن ذلك لم ينجح.
ـ ذلك شيء حسن على أي حال، لأن أكلنا سيتأخر.
وتحرك بالسيارة وهو يقول ذلك إلى أن وصل بها إلى الطريق العام الهادئ خلف حديقة بيت كيم الأمامية.
أرغمت كيم نفسها على البقاء جامدة رغم أن كل حس فيها كان يصرخ بسبب رائحة عطره الزكية المثيرة.
رفعت رأسها وقالت بحذر:" هل سنجري ذلك الحديث أولا؟"
قال برفق:" إننا ذاهبان إلى المسرح أولا"
ـ إلى المسرح؟
كان سؤالها أقرب إلى الصراخ فقطب لوكاس جبينه:" نعم إلى المسرح"
ـ ولكن... لكنك لم تقل شيئا عن المسرح.
شعرت كأن هذا قد استحال إلى موعد غرامي حقيقي. فقال ونظراته على الطريق:" اعتبري ذلك مفاجأة سارة"
ـ أنا لا أحب المفاجآت.
كان في قولها هذا شيء من سوء الخلق لكن كيم لم تعد تهتم. ما الذي جعلها تجلس هنا بجانب لوكاس كين بينما هو يأخذها إلى مكان لا يعلم به سوى الله؟إنه يبغي ما يبغيه كل رجل، والمنطق يخبرها بأنه رجل ثري خطر وقوي وجذاب جاذبية صارخة.
ـ كفى ذعرا يا كيم! سأصحبك إلى المسرح ومن ثم إلى العشاء.
نظرت إلى جانب وجهه، لكن وجه لوكاس كان جامدا.
فتحت فمها لتنكر اتهامه لها بالذعر، لكنها عادت فأطبقته. لا يمكنها أن تربح معركة كلامية مع لوكاس. إنه يربح المعركة دائما. وعضت شفتيها بعنف وركزت نظراتها بغضب على الطريق أمامها. يبدو أنه على حق... كالعادة.
لا بأس، فهي لا تستطيع منافسته، كما أنها لا تنكر تأثيره فيها. ولكنها يمكنها أن تحفظ كرامتها طوال المساء. ستكون المرأة الثلجية التي تتحدث قليلا وتنظر كثيرا ولا ينتج منها سيء.
كلما ازدادت معرفته به ، ازدادت معرفة بالسبب الذي يجعله يختار نساءه من ذوات المهن المشابهة بأهميتها لمهنته. فهو ذكي بشكل رهيب، وهي ليست بليدة الذهن رغم ما حاول غراهام أن يقنعها، ولكنها أيضا لا تمتلك ما تمتلكه تلك النسوة.


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 04:08 PM   #37

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 6 ـ تلك هي اللعبة

أحبت دائما أن تكون لها مهنة، لكنها كانت تعرف أن البيت والأسرة يأتيان في المقام الأول. إنها، في نظره، مجرد تغيير لطعامه المعتاد... ولكل جديد لذة، كما يقال، وسرعان ما سيجدها مملة.
وهكذا... ضاقت عيناها أمام أنوار الشارع المتألقة عندما وصلا إلى قلب المدينة. ستتصرف بحسب شخصيتها ولكن بقدر كبير من التحفظ. وإلى أن تنتهي السهرة يكون الضجر قد استبد بلوكاس فيسرع بها إلى بيتها.
كانت المسرحية رائعة، لكن كيم لم تكن واعية إلى ما يحيط بها. كان لوكاس مثلها مرتديا ملابس السهرة، وعندما خلع معطفه في الردهة اضطرت، ووجهها يلتهب، إلى تحويل عينيها عنه بحزم لأنها أدركت أنها كانت تلتهمه بنظراتها، متظاهرة بأنها تظهر إعجابها بجمال الزخارف الرائعة.
عندما استقرا في مقعديهما، دفنت وجهها في البرنامج، مانعة نفسها من إظهار أي رد فعل كلما لمسها عرضا.
مال نحوها قليلا عندما ظهرت صور ممثلي المسرحية في البرنامج:" هل رأيت مجموعة الممثلين هذه من قبل؟"
ـ لا.. لم أرهم.
ـ إنهم جيدون.
وعندما عاد يستقر في مقعده، تنفست الصعداء بصمت وتمنت لو تبدأ المسرحية.
كيف يمكن لشخص محاط بالناس أن يشعر وكأن لا وجود للعالم من حوله. أخذت تتساءل بقنوط.
لم تكن تريد أن تشعر بهذا الاضطراب البالغ. لم ترد أن تكون مع لوكاس كين، فهو مثير للاضطراب.
ـ كفى عبوسا، لأن الناس سيضنوننا متخاصمين.
ألقت عليه نظرة جانبية فقابلت نظراته الساخرة، وقالت متزمتة:" أنت رئيسي وأنا سكرتيرك ولا يمكننا أن نتخاصم"
قال متأملا:" أحقا؟ ما الذي حدث إذن بعد أن عانقتك؟ صححي كلامي إذا كنت مخطئا. إذ لم يكن ذلك خصاما، إذن فلن أقترب منك عندما تكونين غاضبة حقا"
نظرت إليه بعنف. لم تشأ أن يذكرها بذلك العناق.
ـ أنت لا تريدين قامة علاقة مع أي رجل آخر مرة أخرى. وهذا من السخافة بحيث لا يمكن أخذه على محمل الجد.
ـ سواء كان سخيفا أم لا، فهذا ما أشعر به.
كان جوابا حادا... كل ما صممت عليه من هدوء وتحفظ وبرودة، ذهب مع الريح.
بدا الانتصار في العينين الفضيتين:" لا. أنت لا تشعرين بذلك، أنت تريدينني يا كيم، كيانك كله أخبرني بهذا هذا الصباح"
نظرت حولها متوترة:" لوكاس"
تابع يقول برقة:" وهذا ما سيحدث عاجلا أم آجلا"
أظلمت عيناه، وشعر بضيق بالغ وهي تزم فمها بعناد:" هذا لن يحدث، يا لوكاس. لدي ميلودي وهي الوحيدة التي أريدها في حياتي"
قال بحذر وحرص على ألا يدع الغضب يبدو في صوته:" ميلودي فتاة صغيرة رائعة، لكنها طفلة، وأنا أتحدث عن علاقة طبيعية بين شخصين راشدين"
ـ إذا كان شيء كهذا موجودا.
أفلتت هذه الجملة من فمها دون تفكير، وشعرت بقلبها يخفق ذعرا. كيف جعلها تقول أشياء كهذه؟
قال برقة بالغة وعيناه على وجهها المتوهج التعس:" بل هو موجود فعلا. وعندما يكون جيدا فهو أعظم شيء في العالم"
قالت بجفاء وبرودة:" لا أعلم شيئا عن ذلك، وبصراحة، لا أريد أن أعلم"
ـ بل تريدين. لكنك من الخوف والانطواء على نفسك بحيث تخافين الاعتراف بذلك. أنت تريدين مني أن أحتضنك يا كيم، وأن أعانقك وأعانقك وأعانقك...
ـ كفى يا لوكاس. لا تقل هذا.
كانت مشوشة مضطربة بسبب المشاعر التي حركها في كيانها صوته العميق.
كان من القرب منها بحيث شعرت بقوته وجاذبيته. فأخذت ترتجف.
ـ أرجوك يا لوكاس.
ـ أريدك يا كيم. أريدك أكثر مما أردت امرأة في حياتي. وبعد هذا الصباح، علمت أنك تريدينني أنت أيضا. لن أدعك تحرميننا، نحن الاثنين من ذلك.
جلوس شخصين بجانبهما، وبدء المسرحية أنهى كل حديث بينهما، لكنها بقيت ترتجف لدقائق. لم تستطع دفع ذهنها إلى الانتباه للمسرحية. وعند الاستراحة، كان المقصف مزدحما لكن كيم لم تهتم لذلك فقد منع أي حديث حميم بينهما.
ركزت أفكارها على العصير الذي في يدها آملة أن تبدو هادئة رابطة الجأش. ولكن مع ذراع لوكس التي أحاطت بخصرها بشكل عفوي، وجسمه الصلب الذي مال ضاغطا على جسمها بسبب الزحام، أصبحت رباطة جأشها سطحية فقط.
في ساعات قليلة فقط، استطاع لوكاس أن يحول علاقتهما من مجرد مخدوم وموظف إلى... وتوقف ذهنها عن التفكير. تحولت علاقتهما إلى ماذا بالضبط؟ سألت نفسها بصمت، حسنا، مهما كان، فهذا غير مهم. عليها أن تعيد علاقتهما إلى ما كانت عليه.
ـ عدت إلى العبوس.
واحتكت شفتاه بأذنها وهو يهمس في شعرها الحريري فشعرت بقلبها يتخبط بين ضلوعها:" أحقا؟"
ونظرت إليه بطرف عنيها وسكتت.
فقال بلطف:" نعم وأجرؤ على القول انك كنت تفكرين فيّ".
ـ رغم غرابة هذا، فأنا لا أفكر فيك دوما.
فقال بحزم:" هذا خطأ أنوي أن أصححه من الآن فصاعدا".
أخذت كيم رشفة من عصيرها، متمنية أن يمنحها الله الشجاعة والفطنة لكي تضعه في مكانه.
لكن هذا لم يحدث. مالت نحوه قليلا عندما داست امرأة بدينة، على قدمها اليسرى، مما أثبت أن لوكاس لم يكن بالبرودة والتحكم في المشاعر كما يبدو عليه فقد ارتجف كله لأنها لمسته رغما عنها.
أجفلتها خيانة جسده التي ارتسمت على وجهه، وبدت على فمه ابتسامة ملتوية جعلتها تعلم أنه كان واعيا لما تفكر فيه.
علمت أن وجنتيها تلتهبان، وتمنت من أعماق قلبها لو كانت من النسوة المحنكات المجربات اللاتي اعتاد عليهن. لكنها لم تكن كذلك. وعندما مد لوكس يده خلف ظهرها ليضع كأسه الفارغة، أخذها بين ذراعيه، مريحا يديه على خصرها.
ثم همس فوق جبينها:" يا لك من امرأة غير عادية، متمردة غاضبة حينا، وخجول مرتبكة حينا آخر. لم أعرف امرأة أخرى يحمر وجهها مثلك. أنت مميزة بحيث أشعر أن كل النساء بين ذراعي، ثم إذا بك تصبحين باردة لتمثال من الثلج. لقد خلبت لبي، يا كيم، هل تعلمين هذا؟"
ـ لا أريد أن أخلب لبّك.
قالت هذا بيأس مع أنها تعلم أن هذا ليس صحيحا. وهذا ما جعلها مجنونة، لأن التورط مع لوكاس كين يعني انتحارا عاطفيا بكل تأكيد.
تمتم لوكاس، وهو يميل إلى الخلف لينظر في عينيها البنيتين:" ربما هذا جزء مما جذبني إليك في البداية. العالم مليء بالباحثات عن الذهب يا كيم. أو بالرجال والنساء الذين يختارون شركاءهم في الحياة من ذوي المراكز لتنعكس عليهم المسألة احتراما وشهرة. تلك هي اللعبة"
ـ ليست لعبتي.
وحاولت التخلص من ذراعيه، ولكن لم يبد عليه أنه لاحظ.
قال رافعا حاجبيه بسخرية:" أعلم هذا. أحيانا تبدين بسن ميلودي. ولكن وجودها يعني أنك لست طفلة، وأنك كنت متزوجة وأنجبت طفلة. أنت امرأة من دون رجل، تعيل أسرتها بمفردها"
كان في صوته نبرة غريبة وكأنه لا يصدق ما يقول. كان عليها أن تشعر بالإهانة ولكن ذلك لم يحصل:" معظم الناس يختلفون في داخلهم"
وشعرت بيده تلامس خصرها الرشيق فتثير في جسمها مشاعر هي في غنى عنها.
أجاب بجفاء:" ربما، ولكن نحو الأسوأ عادة"
ـ ربما هذه حالتي.
قالت ذلك بمرح، ولكن في الأعماق كانت تشعر بهشاشة ثقتها بنفسها. وبدلا من جواب ذكي أو ساخر توقعت أن يقوله لوكاس، لم تسمع منه شيئا للحظات بل ضاقت عيناه فقط على وجهها الجميل.
ـ لو لم يكن ميتا لقتلته.
قوله هذا كان أشبه بوخزه في الصدر، وعندما نظرت في عينيه جمدت مكانها، وأصبحت كالخشبة بين ذراعيه.وشتم لوكاس بصوت منخفض لتسرّعه. لكنها ما لبثت أن استرخت مرة أخرى ببطء، وأزاحت خصلة شعر عن عينيها وهي تقول بهدوء بالغ إلى حد كان عليه أن يحني رأسه ليسمعها:" اعتاد أن يقول لي هذا، إنه يريد أن يقتلني. كان يعلم أنني سأتركه فكان يهددني..."
ـ ماذا؟
تحيّر لوكاس لسماعها تتحدث بهذا الشكل، وخاف أن يتكلم كيلا تعود إلى قوقعتها.
ـ اعتاد أن يقول إنه سيقتل ميلودي أولا، ثم أنا بعدها. وأنه سيعثر علي في أي مكان أذهب إليه. كان... كان يفقد اتزانه حين يسكر ويصبح قادرا على أي عمل. ولكنه، في أحيان أخرى، عندما يكون متزنا، كان يأخذ ميلودي إلى الحديقة العامة ويتصرف كأي أب طبيعي. لكنني ما شعرت بالراحة قط. وذات مرة خرج متزنا ثم عاد وفي أنفاسه رائحة الكحول. لم يكن ثملا لكنه كان يشرب وهو يرعاها.
رفعت عينين معذبتين إلى وجهه المذعور وهو يتأوه.
ـ لم أعد أتركهما وحدهما بعد ذلك. لم أعد أتركها لحظة بعيدة عن نظري. لم يعد مأمونا.
سألها برقة:" هل التمست المساعدة؟ المساعدة الرسمية؟"
هزت رأسها بمرارة وقد أظلمت عيناها:" ما كان غراهام ليعترف بأن لديه مشكلة. فأنا بنظره المخطئة دوما، فأنا مملة. وقد اعتاد أن..."
وسكتت فجأة وقد انتبهت إلى أنها قالت كثيرا، فهناك أمور، أمور سرية أقسمت ألا تخبر بها مخلوقا.
ـ اعتاد أن ماذا؟
ـ هذا غير مهم.
بدأت تبتعد عنه لكنه لم يستطع شيئا وسط مقصف المسرح.
ـ أيمكنني الحصول على كوب آخر من العصير؟
وكانت قد أنهت آخر جرعة في كوبها ثم ناولته إياه بابتسامة سريعة. لم تكن تريد حقا كوبا آخر لكنها أرادت أن تفعل ما يبدد هذا الشعور الذي تملكها لوضعه ذراعه حولها. هذا الشعور الذي جعلها تكشف عن أكثر مما نوت البوح به.
في الدقائق الأخيرة التي سبقت العودة إلى المسرح، أبقى لوكاس الحديث مسليا. وحاولت هي التجاوب معه بشكل ما، لكنها في داخلها كانت متوترة.
الآن وبعد أن تبدد السحر الذي أثاره قربه منها، لم تستطع أن تصدق كيف حدثته بكل ذلك... فهو الشخص الوحيد المفروض أن تبقيه بعيدا عنها. لم ترد أن يعلم شيئا عن حياتها، الماضية والحاضرة.
بالرغم من شكوكها ومحاسبتها لنفسها، وجدت نفسها تستمتع بالنصف الآخر من المسرحية، ثم أضيئت الأنوار واتخذا طريقهما إلى السيارة. الجو القارس في الخارج بعد الدفء في الداخل، جعل كيم ترتجف.
ـ أتشعرين بالبرد؟
ولم ينتظر جوابا، فجرها إلى جانبه بسهولة وخبرة بدا معهما الأمر طبيعيا. لكن تصرفه هذا كان مريحا للغاية وودودا وغير مزعج أبدا.
كان العشاء لذيذا في ذلك المطعم الإيطالي الصغير الرائع غير البعيد عن المسرح. وعلى عكس توقعاتها، وجدت نفسها مرتاحة ومستمتعة بطعامها.
وجد لوكاس نفسه يتحول بشكل جذري إلى إحدى شخصياته العديدة، وهذه المرة كان مرتاحا ظريفا لا يوحي بأي رهبة.
لم يأت على ذكر ما أفضت به إليه في المسرح، وكانت كيم من الإرهاق العاطفي ما منعها من الإتيان على ذكر الغرض الأساسي لموعد العشاء هذا.
كان لوكاس أكثر الرجال الذين قابلتهم إثارة للاضطراب والسخط، فهو متغطرس مستبد. بهذا كانت تحدث نفسها عابسة، واعية بألم إلى كل حركة تصدر عن هذا الرجل.
منذ أن بدآ رحلة العودة إلى البيت، لم ينطق بأكثر من كلمة أو اثنتين، فقد بدا أن انتباهه كله مركز على قيادة السيارة. لكن هذا الصمت لم يكن هادئا ولا مريحا بالنسبة إلى كيم. في الواقع كان جو السيارة مشحونا بتوتر انتقل إليها فجعلها منفعلة متوترة الأعصاب.
شعرت بضعف مخيف لأنها كشفت عن ماضيها، ولأنها استمتعت بوجودها معه. والأهم لأنها عرفت بأن قريبا، وقريبا جدا سيعانقها مرة أخرى. لكنها ستتمكن من التحكم بهذا العناق هذه المرة... نعم ستتمكن من ذلك. مهما كانت توقعات لوكاس، ستحرص على أن يكون عناقهما مجرد شكر مهذب، ثم تخرج من السيارة...وهي لن... تدعوه إلى الدخول لشرب فنجان قهوة.
كانت كيم تشعر بتوترها يزداد، ثم وصلت السيارة إلى الطريق المؤدي إلى الكوخ.
لقد وصلت إلى بيتها. سحبت نفسا عميقا، فالحديث القصير المهذب الذي تمرنت عليه طوال الدقائق الماضية، يحوم فوق لسانها. وفجأة ذهب جهدها هباء عندما قال لوكاس بلهجة هادئة سارة:" كانت سهرة رائعة، يا كيم. أشكري ماغي عني مرة أخرى لأنها ساعدتنا بالبقاء مع ميلودي"
هل انتهى الأمر؟ هذا غير ممكن أبدا وأخذت تنظر إليه بعدم تصديق وهو ينزل من السيارة ليفتح لها الباب ويساعدها على النزول.
ـ تصبحين على خير، يا كيم.
وكان وداعهما أكثر اختصارا مما صممت عليه من قبل، لكن من تحكم في ذلك هو لوكاس.
ـ تصبح على خير.
علقت هذه الكلمة على شفتيها عندما عاد إلى سيارته، ودخل إليها بابتسامة هادئة.
تملكها غضب صامت، كيف يجرؤ؟ بعد كل ما قاله، كيف جرؤ على ألا يعانقها؟
لم يكن هذا يعني أنها ستسمح له بعناق كذاك السابق. ولكن كيف جرؤ على ألا يحاول ذلك؟
كانت واقفة هناك، تغلي من الذهول عندما خرجت السيارة إلى الطريق العام، وقد اكتنفها الليل الرطب القارس بظلمته.
لماذا لم يعانقها؟ يعانقها عناقا حقيقيا؟ أتراه لم يعد يريدها؟ ربما تملكه السأم الليلة، ولكن أليس هذا ما تمنته؟ يقولون إن على الإنسان أن يكون على حذر مم يتمنى. تنفست تعبّ في رئتيها الهواء البارد المفعم برائحة التراب. وعضت شفتها كيلا تصرخ. هذه الطريقة تعفيها مما ستشعر به من حرج لاضطرارها إلى صده، ولإبعاده عنها قسرا.
إبعاده عنها قسرا؟ وابتسمت بمرارة. حسنا، لقد انتهى الأمر بينهما.
تابعت الوقوف عدة دقائق إلى أن انتبهت إلى أن معطفها أصبح مبتلا من رذاذ المطر الخفيف، فاستدارت فجأة ونصبت قامتها وسارت إلى الباب ثم أخرجت المفتاح من حقيبتها.
غدا هو يوم عمل عادي.



***


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 04:11 PM   #38

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11

نهاية الفصل السادس


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 06:25 PM   #39

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي يالغاليه على المجهود ...بانتظار التكمله

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 08:01 PM   #40

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 7 ـ نعمة النسيان

7 ـ نعمة النسيان

أمضت كيم ليلة تعيسة، تقلبت فيها في فراشها حتى تخلت أخيرا عن كل محاولة للنوم ونزلت إلى المطبخ لتحضر لنفسها كوبا من الشوكولا الساخن.
لم تشأ أن يخالجها هذا الشعور. لم ترد أن تتأثر بأي رجل مرة أخرى. ولكن، بشكل ما، استطاع لوكاس أن يقلب دنياها رأسا على عقب في الأشهر الخمسة التي عملت فيها عنده. وكانت هت تحارب هذا الانجذاب الغريب، هذا الافتتان المهلك الذي اكتسحها منذ اليوم الأول.
ما كان لها قط أن تقبل وظيفة سكرتيرة لوكاس هذه. كان ذلك جنونا، تهورا. ولكن، من ناحية أخرى، ما كانت لتتمكن من الحصول على هذا البيت الجميل، ومن وفاء ديونها نهائيا لتصبح مسئولة عن حياتها مرة أخرى.
يمكنها أن تسيطر على هذا الأمر، فهي بحاجة فقط إلى تدريب وطبعا سيكون الأمر أسهل إذا قرر أنها لا تستحق هذا الجهد.
طعنتها هذه الفكرة في قلبها، وأحنت رأسها وقد بدت الوحشة في عينيها. حدثت نفسها بتعاسة بأنها ستجن، وأن عليها أن تتمالك نفسها، فهي لن تفكر في تعريض نفسها وابنتها للخطر بإقامة علاقة مشئومة أخرى، وهذا سواء أكان لوكاس يريدها أم لا، فهذا عير هام.
بعد فنجان آخر من الشوكولا، قررت كيم بأنها اكتأبت بما فيه الكفاية. رسمت الحزم على وجهها، وقررت القيام ببعض الأعمال المنزلية لتلهي نفسها.
عندما انتهت كان ضوء النهار قد انتشر، فأعدت الحمام واستمتعت بالماء الدافئ والصابون المعطر.
أرادت أن تبدو اليوم في أفضل حالاتها. ولم تسأل نفسها لماذا، فهذا ما كانت تريده وحسب.
عندما أصبحت في غرفتها، أخذت تتأمل ملابسها مفكرة. إنها بحاجة إلى أن تبدو هادئة كفؤة ومسيطرة على نفسها. لا يهم إذا لم تكن تشعر بذلك. فمعظم الناس يجتازون الأزمات في حياتهم بالدعاء، وهذه هي أزمتها. لن تدخل المكتب هذا الصباح زاحفة كجرو جلد السوط. بل ستبدو امرأة ناضجة قادرة معتزة بنفسها.
بعد أن بعثرت ملابسها على السرير، شعرت بالذعر. فقد حان الوقت لكي تعد ميلودي للمدرسة.
وقد تأخرت. أغمضت عينيها ثم أخذت تتنفس وتزفر عدة مرات، علها تهدأ. إنه مجرد يوم عمل عادي لا أكثر.
ـ إلى من تتحدثين يا ماما؟ ولماذا هذه الكومة الكبيرة من الثياب على سريرك؟
قالت ميلودي هذا وهي تطل برأسها من الباب وتنظر إلى أمها بعينين متسعتين.
ـ ماما تفرز ملابسها.
ـ هل يمكنني أن آخذ إدوارد إلى المدرسة لأريه لسوزان وكيري؟
رأتها كيم تحمل تحت إبطها الدب الصغير، ولم يكن لهذا تأثير حسن على كيم، فقالت بما تستطيعه من الهدوء:" لا أظن ذلك يا حبيبتي. ماذا لو ضاع أو اتسخ؟ لماذا لا تضعينه مع بقية ألعابك؟، وعندما تعودين الليلة يكون هنا؟"
لوت ميلودي رأسها جانبا تفكر في الأمر، ثم قالت بحزم:" سأضعه على وسادتي، وهكذا ستعرف ألعابي أنه الرئيس"
ابتسمت كيم بضعف. بدا وكأن هذا يلخص كل شيء بشكل ما.
حملقت في صورتها في المرآة، ثم جمعت شعرها وضمته إلى الخلف بعنف، ثم وضعت على وجهها زينتها الخفيفة المعتادة، وعادت تتفحص نفسها في المرآة لترى النتيجة.
طقمها الكحلي الحسن التفصيل الرزين كان أنيقا وعمليا معا، وكل إنش فيها يشير إلى أنها سكرتيرة خاصة، وهذا ما كانت تريده.
ستذهب إلى العمل هذا الصباح كالعادة، وتؤدي عملها على أحسن وجه، ثم تعود إلى بيتها ****ة عن نفسها لأنها اكتسبت كل قرش من راتبها الممتاز بعرق جبينها. وإذا طلب لوكاس منها موعدا آخر، فسترفض بحزم وأدب. وهذه المرة لن تتزحزح عن موقفها.
دخلت كيم موقف سيارات شركة " كين الكتريكال" الفسيح في وقتها المعتاد، ثم حدقت بدهشة إلى مكان سيارة لوكاس الخلي. هذا يعني أن لوكاس غير موجود!
وعندما وصلت إلى مكتبها اتضح لها السبب. وجدت على مكتبها مغلفا كتب عليه اسمها بخط لوكس... وكانت الملحوظة الموجودة في المغلف مختصرة تتطرق إلى صلب الموضوع.
( كيم، اتصل بي أبي قبل منتصف الليل من المستشفى حيث أخذوه مع أمي بعد أن انفجر إطار عجلة سيارة كان يقودها بسرعة عالية. وقد أصيب الاثنان ببعض الكسور. لكنني فهمت أن الشجرة التي كانت من الحماقة بحيث وقفت في طريقهما، حالتها أسوأ. سأستقل لطائرة إلى هناك لأطمئن عليهما، راجيا أن أتمكن من العودة غدا. رقم هاتفهما في دفتر العناوين في درج مكتبي فيما لو احتجت إليّ)
وتحت المغلف وجدت قائمة بإرشادات للعمل. وهذا كان كل شيء.
أخذت تحدق في الكتابة بعض الوقت وضميرها يؤنبها لأنها بغيضة فظيعة إذ تفكر في لهجة الرسالة الرسمية في ظرف كهذا.
والداه في المستشفى، والواضح أنه قلق عليهما كثيرا ولعله لم يذق نوما وطعاما أو أي شيء آخر، بينما هي هنا منزعجة لأن الرسالة تبدو... باردة، جافة... ولكن لماذا لا تكون كذلك على كل حال؟ فهي سكرتيرته وهذا كل شيء. مجرد سكرتيرته، كما أخذت تعنف نفسها.
مر النهار طويلا مملا. ولم تعرف كي ما إذا كان ذلك لأنها لم تنم الليل، أم لكثرة المراسلات التي كان عليها أن تنهيها. لكن عندما غادرت مبنى الشركة كان رأسها ينبض، وكانت من الإرهاق بحيث ذهبت مباشرة إلى السرير حالما نامت ميلودي.
في الصباح التالي حاولت جاهدة أن تتجاهل التوقع الذي كان يرسل أحاسيس في جسدها وهي في طريقها إلى الشركة، ولكن مع مرور النهار من دون كلمة من لوكاس، وجدت نفسها تقفز كلما رن جرس الهاتف، وتحبس أنفاسها في كل مرة تسمع فيها أصواتا في الخارج.
حلت لساعة الخمسة أخيرا، وغطت كيم الآلة الكاتبة رافضة أن تسمح للسحب التي كونتها خيبة الأمل وجرح الكرامة ومئات الأحاسيس المشوشة بأن تظلم نفسها.
حدثت نفسها بحزم بأنها مسرورة لأن كل هذا حدث الآن. ربما... ربما حماقتها جعلتها تتأثر ببعض الأشياء التي قالها لوكاس أو فعلها.. رغبته فيها، رقته وعطفه عندما كشفت له قليلا مما عانته مع غراهام.و كيف أمضى الوقت أثناء العشاء وهو يحاول إضحاكها وبعث السرور إلى نفسها...آه، ومليون شيء آخر.
وتنهدت بضيق. ما زال أمامها كثير من الأشباح التي عليها أن تتخلص منها قبل أن تنسى الماضي. ومواجهة بعض تلك الأشباح ستكون صعبة للغاية.
نعم، كل هذا يصب حتما في مصلحتها، لأن لوكاس عندما يعود إلى المكتب، سيستأنف العلاقة التي بدأ ببنائها قبل ذلك العناق المشئوم، وكل شيء سيعود إلى حالته الطبيعية، وهذا ما لا تريده هي.
عندما نزلت مع ميلودي من السيارة بعد ذلك بقليل، وقفت كيم لحظة أو اثنتين على طريق المنزل تنظر حولها.
كان اليوم هو أول نيسان، والمساء كان رطبا منعش البرودة والنسيم يحرك أغصن شجرة البتولا الفضية القائمة في الحديقة الأمامية.
كان المنظر جميلا سارا. وهذا ملك لها، كما أخذت كيم تفكر باتزان. ولديها وظيفة، وهي وميلودي في صحة جيدة ومكتفيتان ماديا لأول مرة منذ سنوات.
لماذا إذن تشعر بهذا الثقل في قلبها وهذا الشعور بعدم الراحة؟
وتعاظم هذا الشعور عندما رن جرس الهاتف، وكانت المتصلة ماغي. ومن لهجة صديقتها أدركت كيم على الفور أن شيئا ما قد حدث:" سآخذ تلك الوظيفة في أمريكا مدة ستة أشهر يا كيم"
وكانت ماغي قد حدثتها منذ أسابيع عن ذلك العرض الرائع، لكنها كانت مترددة في مغادرة انكلترا.
فكررت كيم ما قالته لصديقتها منذ البداية:" إنها فرصة رائعة يا ماغي. ما الذي جعلك تقبلين بذلك؟"
قالت ماغي بفتور:" (بيت) لقد تحملت ما فيه الكفاية منه يا كيم. أخبرته بأنه حر في غيابي، ولكن إذ أرادني بعد عودتي فهذا يعني الزواج ولا شيء سواه. أريد أولادا يا كيم، وفي أقرب وقت"
فسألتها كيم قلقة:" هل أنت واثقة؟"
ـ لا. أنا خائفة حتى الموت من أن ينهي العلاقة. لكنني لا أستطيع الاستمرار بهذا الشكل.
تابعتا الحديث فترة قصيرة، وعندما وضعت كيم السماعة من يدها بقيت جالسة مكانها على أسفل السلم وهي تحدق في الفراغ.
ستفتقد ماغي، لكنها شعرت في أعماقها بأن صديقتها تقوم بالعمل الصواب. ستكون هذه مجازفة، ولكن في كل شيء هناك مجازفة.
قطبت جبينها فجأة، واعية إلى أن عقلها يحاول أن يخبرها بشيء لم تستطع أن تحدده. ثم قرع جرس الباب، فنظرت كيم إلى ساعتها. إنها السابعة. من الذي سيزورها في السابعة؟ تساءلت بضجر.الشخص الوحيد الذي يزورها هو ماغي، وماغي كلمتها منذ قليل.
جرّ ننفسها، وسارت نحو الباب تفتحه ورفض مؤدب يحوم حول شفتيها:" لوكاس"
وشعرت بوجهها يتوهج لكنها لم تستطع منع ذلك.


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.