شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   كيف لي أن احيا بدون حُبك؟ * مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t412064.html)

الريم ناصر 18-05-18 02:36 AM

كيف لي أن احيا بدون حُبك؟ * مكتملة*
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(السلام عليكم ورحمه الله وبركاته )
الى منتدى روايتي القريب إلى قلبي جداً
أحب أن اهديكم روايتي الأولى
وأتمنى أن تنال إستحسانكم ورضاكم
.
.
(الريـم )



.
.
.
.
كيف لي ان أحيا بدون حبك ؟
الرائع ؟
والسخيّ؟
كغيمة شديدة البيضاء في سمائي السوداء
تهطل في كل الفصول؟
كيف لي أحيا بدون حبك؟
ياهذا؟
،


سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر ❤
.
.
.


.
.
الفصل الاول
(1)



‏”رغم كل هذا الثبات الذي أظهره إلا أني بحاجة إلى كلمة واحده تميل قلبي وتهزم خوفي وتزيل عن صدري ثقل العالم.”
.
.
.
يقف ببلاه وضجيج مُزعج يطنن في أذنيه ويشعر وكأنه في حُلم مزعج مزعج جداً يتمنى لو يستيقظ فوراً ..
ولكن هيهات هيهات يبدوا أن الحُلم يأبي أن يكون كذلك ..
: عمر تعال ياوليدي بنشيل الجنازه ..
ألتفت لخاله الذي يحدق به وعقد حاجبيه ويحاول فهم مايقول ليردد متسائل : جنازه؟
: إي جنازه أمك ..
ليشتد ذلك الازعاج في أُذنيه ويصبح لا يُطاق وذاكرته بددت تستوعب وتسترجع ماحدث ..
والدته توفيت ، سرقها الموت غفله منهم
لا لم يكن غفله كان يتربص بها رويداً رويداً ..
كانت تعلّم ذلك هي ومُستيقنه انه ستموت لامُحال لم يعلموا والله لم يعلموا
،
حمّل الجنازه معهم فكان زياده عدد لا أقل ..
وهم يتجهون نحوى المقبره ..
نفس الاحداث ، نفس السيناريو القبيح يُعاد
لم تمر سنه كامله على موت إبيه الذي يشمّ رائحه موته في الاتجاه الذي يمشون فيه
أنزلوها في القبر ، كمّا أنزلو والده وضعوا التراب عليها ، كمّا وضعوا على إبيه
وكان يُّشهاد فلم مّعاد فلا يُظهر إي حمّاس للاحداث ، فيعرف ماذا حدث وماذا سيحدث من ألم !
واقف ينظر ببلاه وكأنه لا يهم الامر ..
لم يبكيي ، لم يصرخ ، لم يبعد الاشخاص الذين يرمون التراب عليها ، فكما قال لكم وكأنه فِلم مُعاد وليش شيّق البته ..
،
،
يقف تارةً وتارةً يجلس يجيب تعزيه فُلان بهدوء مُخيف ..
وجهه الاسمّر اصبّح مُظلم من شده ما يعصف في قلبه وروحه وجسده ولكن داخلياً !
عندما عاد من المقبره أستوعب اخيراً أن والدته ذهبت بلا رجعه !
،
لم يكن يعلّم أنه تلك السعاده المؤقته ستحول لحزن دائم !
فَ قبل شهر كانوا سُعداء جداً جداً
فوالدتهم رجعت اخيراً اليهم ضاحكه سععيده تُغدقهم بحنانها الذي لم يتذوقوه بعد وفاة والدهم.!
كانت تحبس نفسها في غرفتها دائم وكأنه في عالم أخر عنهم ..
ولكن فجأه !
رجعت إليهم والدتهم وكانت سعادتهم فائقه
ولم يُدرك ان المرض كان يتربص منها
ليأخذها منهم بلا رجعه
،
يشعر بالاختناق وكأن إيدي فولاذيه تعصر قلبه ولكن مع هذا قلبه يضخ بالدماء لكامل جسمه ليكون على قيد الحياة
أه لو أن تلك الايدي تملك سكيناً بيسارها وتُمسك قلبه بيمنها وتنحره وتقطعه إرباً إرباً وتمنع ضخ الدماء ، ليفقد الحياة ويرتاح ويرتاح !
مسح وجهه براحه يديه لينظر للذي جلّس بجانبه في مجلس خاله الواسع
: مأجور ياعمر ، الله يرحمهم جميع ويغفرلهم ويصبرهم ويجمعكم بها بجنّات الخلد
تمتم : امين ..
ليستطرد ذاك الرجال الذي يكون خال والدته : الصبر ياوليدي الصبر ، اصبر يابوك واحتسب الاجر وقوّ نفسك وراك انّفس تبي لقمه وتبي حنان !
عقد حاجبيه فذاكرته لا تستوعب الاشياء بسرعه هذه الاّيام !
ماذا يقصد ؟
يبدو أن ذاكرت هذا الرجل هي من تعطلت وليسٓ هو !
تجاهله ورفع ناظريه الي أعمامه الاربعه الذي دلفوا الى المجلس الواسع ..
وأستقام ليتقبل التعازّي منهم ..
بهدوء شديد !
جلسوا اخر المجلس ولم يكملوا النصف ساعه ليخرجوا جميعهم وكأن الامر لا يهمهم !
نعم يبدوا أنّهم لا يهتمون ل وفاه أمرت اخاهم الغير شقيق !
لم يهتم فَ علاقتهم معهم أنقطعت بعد وفاهً والدهم !
ضج هاتفه من جيب ثوبه ليخرجه وهو ينظر الى المتصل ليُرد بهدوء : هلا خالتي
ليأتي صوتها وتغطيه نبرت البكاء بشكل واضح : هلا عمر ، شلونك ياعيني !
لست بخير!
هذا ماراد قوله حقاً
أزدرء ريقه ليحاول أنّ يبعد الغصه المتكومه في حلقه : بخير ، أمري؟
: مايأمر عليك عدو ، بس عمّاتك بيعزونك تعال لحوش الحريم
، أغلق هاتفه قديم الطراز!
ليستقيم واقف ويخرج خارج المجلس !
كان ايضاً قسم الرجال مُكتض !
،
مشى بهدوء وهو يشتت ناظريه للجالسين
يالله !
وكأن الزمن لا يتغير !
يالله ! وكأنه وفاة أبيه لم تمر عليها سنه
وكأنها الامس ! واليوم هي وفاه والدته !
يالله!
وكأن الزمن يعيد نفسه !
: عمر !
ألتفت لينظر لوجه ابن خاله
: على وين؟
زفر ليقول : يعني على وين ؟ بروح للخالتي ساره دقت عليً !
ليعقد حاجبيه ويقول : باخذ لك طريق طيب !
هه هذا ماكان ينقصه ليقول بضجر : ترى البيت كلّه حريم ماتعرفهم شلون بتاخذ لي طريق؟
وخرّ وخزّ !

أبعده ليتجه نحو المكان المقصود !
دلف ليرى خالته ساره تقف
وبجانبها عماته مزنه ومنيره !
ومزنه تحيط بذراعا كائن بحجم ضئيل يهتز أثر شهقاته المتواصله !
أصابه ذلك بمقتل !
فلم تكن سوي أخته مريم التي تصغره بخمس سنوات !
يالله للتو أستوعب حديث ذاك الرجل !
كان يقصد أخواته الاربعه وهو خامسهم !
إسودّ وجهه
ليتقدمهم بهدوء ويستقبل تعازّي عماته
لتقول إحداهن : ياعيني ياعمر الحمدلله الحمدلله مكتوب ومقدر مالكم الا الصبر الا الصبر !
،
لقد ملّ الصبر من الصبر !
هذا ماداوه في جوفه !
انه جازع وقانط ايضاً يعترف بهذا!
يريد الصراخ وتحطيم الاشياء وقتل حتى الاشخاص ياعمتي !
ولكن داخلياً داخلياً ، وهذا مايؤلمه جداً جداً !
تمتم بهدوء : الحمدلله على كلّ حال !
والقى ناظريه ل أخته اللي تهتز بخفوت وهي مغمضه العينين !
سأل خالته : خالتي وين اخواني؟.
لتجيب خالته المحببه للقلب : بيتي صعبه يجون بالعزا !
سأل ؛ ومنّ عندهم؟
: بنتي ريما وحنان والشغاله
هزّ رأسه بتفهم لتّكمل عمته مزنه : عمر ياعيني لا تقطوعنا ترى حنا عمامكم وغلاكم مثل غلا فارس والله الشّاهد تكفى !
لم يُجيب للحضه وهو يفكر بالتي بجانبها
لم يرها بعد الخبر المُفجع ولا حتى أخوته
لم يتقاسموا رغيف الفقد بعدّ
لم يفضح لهم ذلك الألم الذي بداخله بعّدد
والله يُريد الصراخ بِكُل ماأوتي بقوة !
ليأخذ نفس وهو يستدير راجعاً : ان شاءالله !
،
دلّف إلى البيت أمرأتان واحده كبيره والثانيه يبدوا أنها ابنتها غض بصره ليتجه لقسم الرجال
: مأجور ياعمر الله يرحمه ويغفرله ياعيني
وقف وقال : الله يأجرنّا ويّاك
ألقى نظره للعمّاته وخالته
رأي اخته تستدير وتدلف داخل !
تنهد وأكمل طريقه !
ولكن للمره الثانيه يستوقفه صوت !
ولكن صوت وكأنه أأتيّ من بعيد
صوت يعرفه جيداً
: مأجور ياعمر ..
عقد حاجبيه وكان يهمّ بالرد !
واستدار !
ليرى ان ظلّ السواد دّلف للداخل !
ولم يبقى أحداً من النسوة !
،
هل سمع حقاً هذا الصوت ؟
امّا يتهيئ له؟
لا يعلم ولكن هذا الصوت ..
جعل من الايدي الفولاذيه تخّف وطئاً بقلبه !
ولكن لم تتركه !
..........................................

مُغمضه العينين وتُريح رأسها على كتف جدّتها الحنونه ، إنها التاسعه والنصف مساءاً هذا ماسمعته من خاللاتها ، المكان بدأ يخف تدريجاً من الناس لم يبقى سوى المقربين ..
،
تخاف ان تفتح عينها ويظهر لها العالم بشكل فضيع ،، تخاف ان تفتح عيناها وتفقد من تحب تلو الآخر ، يدور في خيالها الصغير أنها لو فتحت عيناها سترى كل شخص تحبّه مكتوب على جبينه انه سيفارقها ، ويُعاد لها ذاك الألم القاتل !
،
يالله !
كيف تركتهم والدتهم هكذا ؟
كيف بعد أنّ حسّوا انها عادت إليهم كيف ؟
لقد سقطت مغيشاً عليها
لا لا لم تفقد وعيّها بل أُزهقت روحها امامه هي بالضبط ، كانت تحادثها ونبرتها تتخلخلها السعاده وتريد ان تطير وان ترقص وتغني طرباً
ولكن للحضه رأتها تسقط امامها ارضاً
صرخت وتبددت تلك السعاده الى خوف وَ خوف
بصراختها إيقضت الصغيران ناصر وسلمى وأتت لمياء مُسرعه من المطبخ فكانت تعّد لهم قهوه وحماسها كان يسبّقها !
واتى عمر الذي كان في غرفته !
،
لم يعرفوا ماذا يفعلوا الفتيات يصرخن وعمر يحاول إيقاظها يحاول ويحاول ولكن دون جدوى !
اهتز جسدها أثر تذكرها ماحدث !
يالله لو تنسى لو تنسى وجه والدتها المُغطى بالدفن
أصرت ان تراها !
أن تُقبلها قبله الوداع !
: مريم ..
فتحت عيناها بهدوء لترى خالتها امل تضع صينيه تحوي عصير وبعض الشطائر لتقول : قومي كولي ، من امس ماكليتتي شي ..
،
نعم فاأخر مادخل في جوفها طعام والدتها
مّسحت دموعها واعتدلت بهدوء وتشعر بإن الجميع يحدق بها لتقول : ماني مشتهيه
لتسطرد جدّتها : ماهو زين يانظر عيني كولي لك كلمه تقوّي عظمك !
،
لا تريد تريد أن يبقى في جوفها طعام والدتها فقط تُرييد ان يبققى للأبد لو امتنعت عن الطعام للأبد !
: مريم وشفيك تنتفضين؟
عقد حاجبها لتقول : مادري
فتشعرر وكأن جبال العالم فوق كتفيها
لتضع جدّتها يدها فوق جبيناها لتصرخ : يمه بسم الله حرارتها مرتفعه وأمرت : امل قومي جيبي بندول وكمادات
،
خالاتها الاربعه ينظرن لها باألم شديد كان حجمها الضئيل مخيف لسنّها !
أتت امل لتجلس بجانهلها : اشربي العصير عشان تاكلين البندول ونروح فوق أكمدك
هزت رأسها ب لا
لتقول خالتها ساره بنفاذ صبر : مممرايم قومي كولي مو زين لك يكفي حرارتك مرتفعه لا يجيك شي ..
ومع هذا هزت راسها بعناد وهي تنظر لهم ببلاه ..
لا يحقّ لهم أن يهتموا بها!
لا يحق لهم ابداً !
فمن لهم الحق قد رحلوا !
وتركوها !
تفعل بنفسها ماتشاء!
استقامت لتقول : بروح انام ..
اختل توازنها ولكنها تماسكت لترقى الدرجات بهدوء
وخالاتها امل اتت ورأها تحمل الكمّدات على الاقل !
،
عندما اختفت قال الجدّه بألم : حالهم يوجع القلب !
لتمسح دمعه طفرت من عينها لتسطرد احدى بناتها : ااي والله وانا اشّهد ! على الاقل مريم طلعت اللي بقلبه بس عمر عمر ! حاله مايسّر الخاطر !
: الله يهديك ياسحر ماسويتي بنفسك خير ولا بعيالك !
: مكتوب يمه مكتوب !
لتقول بغضب ممزوج بحزن : درايه انه مكتوب بس وحدة تسّوي سواتها ! تتدشر عيالها وبه مرض شين بقلبه ومانبي تتعالج ! عشان رجل! هذا انا مات ابوكم بس عشت عشانكم عشت عشان اشوفكم قدامي واشوف ثمره صبري !
،
لتقول الكبرى وهي تتنهد : يمه تكلمنا للمين قلنا بس مانفع معه ! مرضه غبّته عننا كلنا هي عايفه الحياة غقب فارس ..
: الله يرحمك ياسحر الله يرحمك ..
،



- ،
- ‏"وأُلقي بهمّي على صدر همّك
- ‏ونبكي ونضحك في غُربتين."*
،






قفزت بخوف والعرق يغطى جسدها !
لترفع نظرها كانت الساعه نشير الى 12 مساءاً !
هل نامت حقاً؟
لم تعيّ بنفسها ،
اعتدلت بجلستها وهي ترى الكمادات فوق المنضده اشاحت ببصرها وهي تتذكر ،
،
والدتها قبل وفاته بيوم قبلتهم واحداً تلوى الاخر
اخبرتهم انها اسفه ..
اخبرتهم اّنها تحبهم كثيراً ، وتتمنى لو تعّوض ماحرمته منهم ..
شهر واحد فقط !
تغيرت ..
جميعم كانوا سعداء !
حتى اخيها الصغير ناصر الذي لم يعتاد عليى والدته كان في حجرها كان يقبلها ويشّم رائحتها
،
اخبرتهم ان يعشوا الحياة بحلّوها ومرّها معاً !
ان يحتدّوا ان يكونوا معاً للأبد !
كانت تعلم انها ستذهب.!
، استقامت واقفه للتتجه الى خارج الغرفه !
،
كانت جسد بلا روح
وجنتيها اصبحت ورديه اثر البُكاء المتواصل !
نزلت للاسفل لتسمع الاصوات تأتي منّ الغرفه المخصصه للجلوس للتجه إليهم .. ،
،
وعندها وقف الزمن للحضه ..
وكأن مشهد سقوط والدتهم حدث للتو !
وكأن اخبار الطبيب لهم ان توفيت مايقارب النصف ساعه حدث للتو !
والخوف نفسه
والفقد نفسه
لنتهار وتصرخ : عمّر
،
التفت ليهب واقفاً ويتجه إليها ويأخذها بي احضانه !
،
مشهد درامي بحتّ!
بّكائها المتواصل جعل الجالسين يبكون وكأنه حدث للتو
!
خالاتها الأربعه وجدّتها !
لم يتمالكوا انفسهم..
،
كان يضمّها باأقوى مايملك !
ألم يقل انه حتى لم يقاسم رغيف الفقد مع أخوته بعّد؟
هاهو يقطعها قطع صغيره ويطعم أخته ولكن العنيده تلفضه بشده!
ولكن هو أعند!
طالما اتسمّوا بالعناد !
يطعمها عنوه القطعه تلوى الأخر ..
،
: اخخ عمر راحت راحت امي راحت اخخ
راحت وتركتنا ! راحتتتت !
ربّت على رأسها وهو يقول : خلاص اشش مرايم خلاص الحمدلله على كل حال خلاص
،
لم يخفّ بكائها من حدّته !
وماصابه بمقتل!
يالله.!
إنهما صغيران على هذا الألم صغيران فهم لم يكمّل الثامنه عشر بعد !
وهي لم تكمل الخامسه عشر ايضاً
منذ نعومه اظافرهما اعتادوا على الحرمان والفقر ..
ولكنهم حتى الان لم يتعادوا على الفقد
الفقد مُوجع مُوجع !
أستقام واقفاً ليساندها لتقف وهي تفلت شهقه من حين والاخر ..
: تعالي تعالي عندي يانظر عيني ..
أوصلها لجدّته ليجلس بعيد عنّهم !
،
سمع جدّتها تُهديها وهو يشتت نظره للجالسين حوله !
ماذا بعد؟
ماذا بعد وفاه والدتهم؟
ماذا سيفعلون؟
،
كانت مثال للأم الرائعه في نظره
المُتفهمه !
حتى وفاه إبيه !
إنهارت وصرخت وحتى كادت تقتل نفسها
وهو ايضاً بكى كأن لم يبكى بعدها ولا قبلها !
كانوا مثال للأسره المثاليه رغم فقرها!
ولا كانت السعاده في قلوبهم ، حتى اخذ الموت إبيهم عنوة ، لتتحول تلك السعاده الى حزن وكابه فضيعه ..
كانت تحبس نفسها لأيام يعتني باأخوته بكل ماأوتى بقوه ..
لتخرج لهم يوماً تنظر لهم ببؤس وهذا مايزيد كيل الألم في قلوبهم ، وتستدير لتدخل غرفتها تاركه اولادها يعانون ..
،
ولكن كل هذا تغير
سنه واحده من الحرمان والألم
لتخرج لهم يوماً ويرى في عيناها فرحه !
اكانت تعلم ان تسلتقي بوالدهم ؟
اكانت تعلم انها ستفارهم ؟
اكانت تعلم ان ستلتحق ب نظر العين فكانت دائما تردد ( راح نظر عيني راح نظر عيني وش ابي بالشّوف من بعده)
،
كانت تحبّه
وماتت من شدّه حبه له !
: عمر كليت شي؟
تنهد ليرفع ناظريه الى خالته الكبرى : لا خالتي ماني مشتهي
لتعقد حاجبيها : مو زين من فجر الله وانت صاحي قم كل لك لقمه ونام بكرى بتقوم بدري بعّد !
أستقام واقفاً ليقول : لا بس بنام ماني مشتهي ..
نظرت اليه خالته الصغرى امل: عمر ، مريم حرارتها مرتفعه حط جوالك قريب منك اخاف يصير شي ندق عليك !
أومأ برأسه وهمّ بالخروج ليدلف خاله لتقول جدّته : جابو اجلس بكلممك بموضوع!
عقد حاجبيه واستدار ليجلس في مكانه
جلس خاله ليقول : هلا يمه امري ؟
،
لتقول : مايأمر عليك عدو ياعيني ، بس عيال سحر بيجلسون عندنا لمين ربك يفرجه
عقد حاجبيه : صعبه يمّه نوره تتغطى عن عمر ومريم ماهي بصغيره ، بتتغطى عن عيالي
لتقول بحدّه : اجل وين بيجلسون؟ هاه وبعدين عمر بيجلس بالمحلق ومريم توه صغيره !
: لاا يم
لتقاطعه بحدّه : بيجلسون كم شهر لمين ربك يفرجه ياجابر !!
استقام بضيق ليقول : على خير !!
ليددلف خارجاً
،
إستقام هو الأخر وليخرج ولم ينبس ببنت شفه
،
،
قالت امل بضيق : يمه قولي لجابر يأجل الزواج شهر زياده ..
لتقول سلوى الاخت الوسطى : وليش يتأجل؟ باقي 3 شهور ان ربي احياناً وأن اجلنا مااستقدنا شي
: اي ياوليدي وشوله التأجيل؟
لتقول بضيق : بس ولو يمّه احسن مالي خلق
: ياأمل من هينا لبعد 3 شهور بيصير لك خلق وتتوقعيين بيوافقون مااظن !
لتوافق على مضض : يصير خير ..
،
في تلك اللحضه دلف 3 فتيه في سنّ عمر
ماأن رأتهم حتى اعتدلت بهدوء واسندت ظهرها الى الورى
: مأجوره يايمه الله يرحمه ويغفرله
: الله يجأرنا وياكم ياعيني انتم عسّاي مااذوق يومكم
ليتلف احدهم : يمّه تبين نمشي ؟
استقامت الخاله ساره لتقول : اي ياعيني يالله الحين ريما مشتطه واقتربت لتقبل رأس والدتها ووجها الشاحب زاد شحوباً عندما وقعت عيناها من تسند رأسها وتكمل : مريم تبين تجين معي ؟
لم تعلق لتقول الجده : لا انتي خلي عندك الصغار هي بتنام بحضني الليله
: ساره اذا وصلتي للبيت دقي علي عشان حسين بياخذ عيالي
لتقول : خليهم عندي اليوم
: لا لا يزعجونك بسم ربي عليهم بس ارسلي لي
لتقول الكبرى : وخلي حنان واخوانها يجون ، ويالله تتحملين عيال سحر
أؤمن برأسها ،
لتخرج هي وابننها
جلس سالم إبن ساميه بجانبه والدته
وأمّا الثاني جلس بجانب جدّته ليقول : عساك ماتعبتي يمه قومي نامي
لتنظر له بحنان : لا ياعيني ماتعبت وهه بقوم انام لتستقيم بمساعده المُسمي بمحمد فهو أغلى أحفادها لتأمر ابنتها الصغرى : روحي جيبي اكل لمريم واغصبيه عليه !
هزّت برأسها وهي اجيب والدتها ..
،
اما تلك تُغمض عيناها وتشعر بكأبه فضيعه وحزن لن ينجلى في صدرها ..
تسسمع اصواتهم لكن لا تفقه ماذا يقولون بالضبط !
: مريم !
فتحت عيانها لتقع على خالتها امل لتقول : اشربي العصير يالله !
لم ترفض واخذته وشربته دفعه واحده ولتمدّ لها ايضاً المسكن والماء فعلت مايطلل منها واستقامت لتخرج
: مريم على وين ؟
التفت لترى تساؤلات الجميع باديه على وجههم الا واحداً فهو ينظر لها بكرهه
: بطلع بالحوش شوي !
،
،
لتبكي الكبرى باأسي : حالهم يقطع القلب !
ليهدئها ابنها بخفوت !
لتستطرد سلوى : إي والله يقطعون القلب الله يرحمك ياسحر الله يرحمك
لتجهش ببكاء مرير ..
: ياليته مارجعت لهم ياليته بقت على حاله ، زادت الحسره بقلوبهم !
،
ليستقيم واقف وهو عاقد حاجبيه
:محمد
ليتلفت : هلا عمتي ؟
: ترى ابوك يبيك ويسأل عن فهد وراجح
ليقول : مادري عنهم ، انا باخذ غرض من المجلس وأروح لمّه
وخرج
لتقول سلوى وهي تمسح دموعها : بروح أشوف مريم حرارتها ماتطمن
قالت ساميه ناهيه: خليه شوي تطلع اللي بقلبه
جلست على مضض
،
،
أمّا تلك تنظر للفناء بحسره تشعر بإن قلبها سيخرج من شدّه ماتشعر به
لتسترجع ذاكرتها الخوف عند سقوط والدتها ولألم عند اخبار الطبيب لهم بإنها فرقت الحياة
أجهشت ببكاء مرير ،،
أنفتح الباب المؤدي للصاله الداخليه لتلتفت وهي تمسح دموعها لترى ابن خالها الكريه يرّمقها بنظرات إعتادت عليها لتستقيم وهي تنوي الذهاب .،
أختل توازنها لتشعر بدوار قوي والدُنيا اظلمت لتسقط بوهن ..
...............................................
.
.

‏لماذا حين يتعلّق الأمر بك يأتي الحزن في موعده تمامًا .. ؟! .. لماذا لا أجد المساحات الكافية للكتابة ..؟! .. لماذا لا أستطيع أن أتحدّث عنك .. إلا بحجم الجرح الذي تركته في قلبي ثم تشعّب حتّى وصل إلى أصابعي .. ؟! .. كلّما سلكت طريقًا للضوء .. فاجأتني ظلمة رحيلك .. فلا أرجع ولا أمضي..
..

تم !

أرائكم أنتظرها ❤

روابط الفصول

الفصل الاول ... فى نفس المشاركة

الفصل الثاني .. اسفل الصفحة

الفصول 3، 4، 5، 6 نفس الصفحة
الفصول 7، 8، 9، 10، 11، 12 نفس الصفحة
الفصول 13 ،14 ،15، 16، 17 نفس الصفحة
الفصول 18، 19، 20، 21، 22، 23 نفس الصفحة
الفصل 24، 25، 26 نفس الصفحة
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل 29، 30 نفس الصفحة
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل 32، 33
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الأخير

bobosty2005 18-05-18 08:34 PM

مبروك روايتك الأولى💐 فصل كله اوجاع يا ترى ماذا سيفعل عمر واخواته بإنتظارك بالتوفيق بالقادم 👏

توين الحربي 18-05-18 09:42 PM

مبررروك رواية الاولى ، بدااااية موافقة 🌷

الريم ناصر 18-05-18 10:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 (المشاركة 13330735)
مبروك روايتك الأولى💐 فصل كله اوجاع يا ترى ماذا سيفعل عمر واخواته بإنتظارك بالتوفيق بالقادم 👏




الله يبارك فيك يارب❤
شكراً لحسن مرورك 💛💛

الريم ناصر 18-05-18 10:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توين الحربي (المشاركة 13330807)
مبررروك رواية الاولى ، بدااااية موافقة 🌷



الله يبارك فيك ويخليك ❤
شكراً لحسن مرورك ❤
💛

rola2065 19-05-18 06:44 PM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضع له علاقة بروايتك يمكنك مراسلة الاشراف عن طريق ارسال رسالة خاصة ...

rola2065 19-05-18 06:47 PM

بداية موجعه للاسره مو بس فقدوا الاب لا كمان الام
حال ابناء يوجع القلب وشكله عمر هيشيل شيله تقيله يا رب يكون قدها
اممم مين اللي سمع عمر تعزيتها له ؟ وليه قريب مريم بيبصلها هيك بكره شو شايل في قلبه منها ؟
بانتظار القادم وموفقه حبيبتي

الريم ناصر 20-05-18 07:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rola2065 (المشاركة 13332609)
اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضع له علاقة بروايتك يمكنك مراسلة الاشراف عن طريق ارسال رسالة خاصة ...





اهلاً بك اكثر❤
شكراً لك أفادني مروركِ كثيراً 💛

الريم ناصر 20-05-18 07:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rola2065 (المشاركة 13332619)
بداية موجعه للاسره مو بس فقدوا الاب لا كمان الام
حال ابناء يوجع القلب وشكله عمر هيشيل شيله تقيله يا رب يكون قدها
اممم مين اللي سمع عمر تعزيتها له ؟ وليه قريب مريم بيبصلها هيك بكره شو شايل في قلبه منها ؟
بانتظار القادم وموفقه حبيبتي



شكراً لحُسن مرورك عزيزتي ❤
واسألتك سترين اجابتها في الفصول القادمه بإذن الله 💛

الريم ناصر 21-05-18 04:52 AM

الفصل الثاني
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أحب أنوة انه سيتم إنزال الفصول يوم الخميس والثلاثاء بإذن الله
وإن حدث ظرف ساأقوم بالتنويه عنه
ملاحظه
( م.ق تُعبر عن الاشياء المقتبسه وليست من كتاباتي )

،

،
،

الفصل الثاني
سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر


.‏(نَحْنُ نتماسك بقوة .) م.ق
.
.
إستقامت واقفه وهي تصرخ : ناااصصصوررري تتععاللل
كان يدور في إنحاء الغرفه وهو يضحك ملئ شدقيه وهي تحمّل ملابسه معها
لتقول بضيق :: يالليل ياناصصرررر
لتباغته في لحضه وتُمسكه لتبدل ملابسه التي أبتلت بالماء جراء لِعبه بها !
،
مرت أسبوعين على وفاه والدتها !
تعشر بإن مزاجها تحسّن قليلاً وبدأت تتناسى ذاك الاألم !
خالتها ساميه وسلوى ذهبن كل واحده منهن مع زوجها الى مدينه أخرى فهما لا يعشن هُنا بسبب ان العام الدراسي سيبدأ بعد أسبوع بالضبط.
،
كل واحده منهن وضعت في يدها مبلغ بالمال فكلتيهمت حالتهما ميسوره بعكسهم !
ولكن ماأن عرف عمر حتى حلف باأغلظ الأيمان ان تُردها اليهن ولم تملك سوى ان تردهن !
وايضاً لم تتواني كل واحده منهن مع جدّتها ايضاً ان توصيها تحافظ على صحتها وتأكل جيداً
فجراء فقدنها للوعي قبل اسبوعين كانت مصابه بفقر دم حاد وارتفاع في درجه الحراره !
تشعر بالتحسن تحمد الله على ذلك !
،
حملّت ناصر وهي تنوي الننزول للأسفل فجميعهم يجلسون في الخارج لان الجوّ جميل !
كانت تمسك بيد ناصر الذي يبلغ من العمر سنتان وهي تنزل معه درجه درجه !
وصلت لأخر الدرجات لترفع بصرها ويقع على شخص تكره جداً جداً
تشعر بإن الحزن اللي لازال في قلبها يتحول لكره عارم !
ولم ينتج بدون سبب لاا !
فهو يضايقها منذ ان كانت صغيره ويحقدّ عليها جداً لسبب لا تعرفه!
وايضاً لا يتوانى عنّ قوله بأنهم زياده عدد في هذا البيت ووجودهم يضايقه ويضافيه ذويه !
الحقير !
عبست لتمشي بجانبه وهو واقف يتحدث بالهاتف وعندما أنتبه لها !
لم يتواني ان يضع قدمه لتتعثر وتسقط وناصر كاد يتعثر لتصرخ ؛ يالحححيييووااننن !
سمعته يضحك : عميّا انتي ماتشوفين طريقك ؟
لتعتدل وهي تعدل بجامتها البيتوتيه وتقول بزنق : والله مالأعمى غغيرك! واعرف حركاتك انك قاصد ! لتعرف يديها للسماء ؛ ياعلّ تطيح بشارع عام وتجي سيارة تصدمك !
وامسكت بناصر وهي تنوي الخروج ليمسك بزندها بعد ان اغلق الهاتف وهو يقول : عيدي عيدي ؟
؛ اترك يدي !
: ماني بتارك استغفري أول!
: ماني مستغفره !
ليضغط على يدها باأقوى مالديها كادت تبكي ! ولكنها تماسكت وهي تنظر له بحقد ترك يدها ودلّف للخارج
تحسست مكان اظافره : الحقيير !
وهي تأخذ نفس لكي لا تبكي !
خرجت للخارج
كانوا يشكلون دائره جدتها خالها وأمرته وابن خالها راجح الكبير ذا الوجه البشوش !
بعكس اخاه ، وفهد الذي يكبرها ب سنتان فقط وخالها يُأبخه بصرامه : مرة ثانيه اجي للبيت الساعه 10 بالكثيررر وانت مانتا فيه والله والله ماتلّوم الا نفسك !
: يبه عششر ويين بدري! وبعدين محمد وراجح متى مابغوا رجعوا ليششش انا؟؟
ليصرخ : راجح ومحمد أكبر منك هذا شي ! الشي للثاني لادقيت عليهم علطول يردون ماهو انت اجلس ادق ادق طول الليل !!
: خلاصص جابر خلاص خلاص كلّن درى وش هو مسوي خلاص !
وهي تنظر لها بحمق !
عقدت حاجبيها وهي تعشر بإن عائله خالها لا تحبها هي وأخوانها ابداً !
وهي تبحث على امل وأختها لتسأل بخفوت : جدتي امل وين ؟
لتجيب الجدهً : عند عمر بالملحق !
لتستدير وهي تنوي الذهاب وناصر لازال ممسك بيدها لتسمع امرت خالها تقول :عاد لا يحوسون اخوانك المحلق زي المره اللي فاتت هاوشيهم !
لتتمت بخوفت : ان شاءالله !
............................................
.
يجلس في المحلق المخصص له فهو يعتبر مسكنه للوقت الحالي!
وخالته امل تحادثه و عقله مشغول جداً !
،
جلوسه هُنا يضايقه كثيراً
لا يأخذ راحته بتاتاً !
ولا يرى أخوانه كثيراً الا فترته العصر !
وايضا نومه غير مُريح بهذه الارضيه القاسيه !
واشياء أخرى تجعله يكره جلوسه هنا كثيراً

رفع ناظريه ليرى اخته مريم تدخل ومعها ناصر وملامح وجهها لم تعجبّه لتجلس وسألها : بك شي؟
ماأن قال هذا حتى اجهشت ببكاء مرير ليصرخ بخوف : ووووششششببككك؟؟؟
لتقول مابين دموعها : محمد الحقير بس يعاندني وحتى مرت خالي احسّها بس تدور الزّله !
ليتنهد وهو يقول : علبالي بك شي قوي وبس هذي ؟
لتقول خالته : لا صدق عمر حركات محمد ماتعجبني مع مريم ، ولا نوره ماتقدر تسوي شي قوي تلقين الحين امي تهزأه
ليهز راسه وهو يقول : خالتي اكرمينا بسوكتك ، وبعدين يامريم ططنشششي اذا محمد بإي مكان انتي اطلعي منه واذا حارشك ولاا سوّا إي ماكأنه موجود على أنه كبّري بس تراه عقليته عقليه بزر ! واذا على مرت خالتي اي شي تبيه سوّي عشانه ولا تراددين ترى اعرفك ! وبس !
لتجيب بغيض وهي تمسح دموع التماسيح :عمر هذا كلام ينقال؟ يعني بدال ماتدافع عندي تقول اطنش وبعدين محمد بكل مكان اطلع لك ومجردّ مايشوفن هه شف وش مايسوي !!
: يابنت الحلال حنا ساكنين عندهم تعرفين شلون ساكنينن ببيتهم !! مانبي نسبب مشاكل ماله أول ولا تاا
لتقاطعه خالتها : ومن قال انكك..
: خخالتي خليني اتكلم ! ليكمل : يعني حنا بالكثير بنجلس مده مو طول العمر خلينا يذكورنا بالخير مو بالشر
لتجيب : والله عم..
ليدخل راجح ويقاطع حديثهم ..
ليأشر لها : خلاص قومي ادخلي داخل
لترفض وهي تسكب لنفسها الشاي : والله ماتقهويت زين باااكككل !
وهذا ماأغضبه !!!
ليددقق بملابسه التي لا تُناسب بيت خالهم ابداً
سيحاسبها لاحقاً !
ومايضايقه وجوده هُنا انه اخته ببيت يحويّ 3 شباب !
ويرونها أكثر ممّا يراها !!!
: راجح امس ناصر دخل عنك؟
لينظر لها باأبتسامه : اييه الساعه 1 كيذا وانا كنت صاحي وجلس عندي شوي وقال انه يبيك وطقيت عليكم الغرفه ويالله بالله فتحتوا
لتجيب لمياء: ايه انا فتحت
شعر بإن هناك شئ يحترق في إنحاء جسده!
يالله كيف يتحمّل ؟
ليقول بحده : خلاص لمياء مريم قوموا الحين يجي رجل يالله
ليكمل راجح : اي واحد من أخوياي بيجي بعد المغرب
لتقول مريم : عمر ترى ناصر ماعنده لا حليب وسلومه بعد حليبه بيخلص ،
: خلاص ادبر لك
عندما خرجن تنفس الصعداء !
لم يروق له حديث مريم مع راجح بكلّ عفويه ابداً ابداً !!!
دخل فهد بعدها وهو يتمتم : بالله راجح هذي حاله ؟؟؟
ويجلس باأخر الغرفه
راجح: والله يافهد انت غلطان يوم انا كبرك ابوي سوا اشّد بس اسمع كلامه واحاول اداريه لمين خلاني على راحتي
: عجزنا وحنا نداري هالشيبه !
لينهره راجح : هذا ابوككك احترم نفسك
ليدخل الشيبه وهو يقول : بالله قوموا توضوا الحين يأذن !
ليخرج بعدها !
،
اهه يافهد ايضايقك تشديد اباك؟
أياّ يشد على عنقك بقوه؟
اهه والله اني أحسدك أحسدك
ياليته هُنا ويمنعي من الخروج
ياليته هُنا وأقضي جميع ايامي وساعاتي وحتى الدقائق امامه ارتوي من ملامح وجهه الطاهر !


"لا زال موته اكتشافًا كل يوم، كأنّ أبي يموتُ كلّما نسيتُ أنه مات وبحثتُ عنه في صدر المجلـس" ) م.ق

،
...........................................
ماأن أختفى ابنها وسبقه اولاده
ودلفت امل واولاد ابنتها المرحومه لتقول بلطف: نوره خليك شوي رحوم مع هاليتامي مااحسبك كيذا
لتجيب بغيض : والله احاول ياخالتي بس طفشت طفشت ازعاج وحاله ماحنا متعودين على البزران ياخالتي !
لتقول : احتسبي الاجر وماتدرين يمكن هالخير اللي تسوين بهم يرزقك ربي بالضنا
لتجيب بغضب : ربي يرزقن بلايّاهم
ليفيض كيل الجدّه وتقًول بحدّه : استغفري هذولاي يتامي دعوه منهم ربي يخسف فيك الارض وماعليه استغفري ! ومانتي كيذا يانوره مادري وش غيرك واشوفك مره ثانيه غاثتن هالمساكين لتشوفين شي ماشفتيه !
: خالتي وش جاك؟ كليتني بقشوري وبعدين حتى جابر كاره جلستهم لو يروحون ببيتهم والله اريح لهم ولنا ، بالحوش حتى ماتقدر اطلع الا بشرشف ماهي حاله !
: سدي حلقك اقققول ! البيت ماهو مكتوب باأسمك واسم رجلك ! تتنطمون غصبن عليكم وجابر حسابه معي بعدين !!
،
ليصدح صوت الحق معلناً دخول صلاه المغرب
لتردد خلفه حتى أنتهى لتقول وهي تستند على عصاها ؛ كلامي حطيه حلقه بإذنك
،
لتدلف للداخل !
لتمتم بحقد : ششدعوى عيال سحر مابوه شي
ماناشبونا عليه !
.................................................. .....
: عمر لمتى وهالقرمبع واقفه عند بابنا؟
تمتم بضيق : وش أسوي ياخالي يبي له سحطه وحاله والسطحه تبي فلوس
: دبر فلوس باأسرع وقت وأبعده من قدام بيتنا !
،
كانوا للتو انتهوا من صلاه المغرب ليدلفوا للداخل البيت
دلف للملحلق !
وايضاً هو جلستهم الدائمه وعانى ماعانى في الاسبوعين السابقين يسأل الله الصبر
.
.
.

وفي الساعه ال 10 مساءاً
كانوا يشكلوٌن دائره حول المائده ولم يكن معهم بعدما انصرف صديق راجح
: راجح بكرى الصبح ابيك تقوم تودي اغراض لمزوعه خوي سامي
: أبشر يبه ، كم الساعه ؟
: 7 وربع كيذا
،
ليتذكر شئ ما ليقول ببساطه : خالي الله يعافيك ابي اوراق اخواني الثبوتيه وصرافه امي جدتي تقول عندك
ليرد عليه : خليهم عنّدي أزين لكم هينا وين تحطهن
ليؤم بالموافقه ويكمل : أجل بس عطن الصرافه
: ليه وش عندك ؟
عقد حاجبيه : ماعندي شي بس أبي الفلوس اكيد الضمان نازل له يومين
(الضمان راتب يصرف من الدوله للأرمال والمطلقات وغيرها)
: الشهر الجـاي أعطيك
ليتمتم بخفوت : ليش ماهو هالشهر ؟
: والله هالشهر احتجتهن والشهر الجاي اعطيك بدال 2000 ،4000
،
أنقبض قلبه ليقول بضيق : بس خالي انا محتاجهن قوه واخواني اكيد محتاجين اغراض
ليقول بضيق : عاد والله أحتجتهن وهالشهر دبروا أرواحكم !
!
ماذا يقول ههذاا ؟؟
ماذا يقول خاله بالضبط ؟
وبقمه البساطه!!!!
ليقولل بإندفاع وهو يترك الملعقه جانباً : خالي مااظن انك أحوج مننا وبعدي اسمح لي خالي بإي حق؟
ليعربد بقوه : لا والله ؟؟ بإي حق هذا اسلوب تككلم خخالك كيذا ؟؟؟؟
: خالي على العين والراس بس ياخالي الله يهديك محتاجين الفلوس اخواني الحليب ماعندهم
لزمجر بقوه : قلت لك دددببررر نفسك ولاا خذ من جدتك
ليستقيم من شدّه الانفعال : ششلون أخذذ من جدتي وانت ماخذ فلوسنا؟ ماني وسيع وجه
: عاد والله خذيتهم وخلصنا
ليخرج ،
ولم يتوانى أن يلحق به بغضب
: خالي اصبر
ليتلفت بنفاذ صبر : والله لو اني سارق كل حلالك ابوك واجداد كلّهم 2000 ياورع !
،
كان يريد ان يتحدث معه بهدوء تلاشت فكرته ليصرخ بغضب : اي هذا حلالي وحلال ابوي واجداد ابوي بعد ! لا تحسب اني مثلك راتبك على حدّ علّمي 10 الالف اذا مازاد !
: كل تبن يا...
: هي هذا قدرك ماعندك الا توكلن تبن ، بس والله والله ياا
،لم يكمّل كلامه حتى أنقض عليه محمد وفهد بقوة
: حدّك على أبوي ي الكككلب
،
لم يتوانى ان يدافع عن نفسي بقوه وهو يشتعل غضب !
..........................................
،
جالسه في المطبخ وهي ّ تتحدث بهدوء : سلومه عيني اذا بغيتي شي تعالي قولي لي أنا ولا لخالتي أمل شوفي كبيتي الزبادي ومرت خالي زعلت ، خلاص حبيبتي ؟
لتهز رأسها بهدوء وتخرج
تنهدت وهي تنحني لتمسح الزبادي على الارضيه ..لتسمع صراخ بالخارج !
عقدت حاجبيها بخوف وهي تتممتم : الله يستر وش السالفه
خرجت من المطبخ لترى خالتها امل خرجت من المجلس ل تتقابلان : وش السالفه ؟
: مادري تقل صوت عمر !
لتقول بخوف : عععمممررر؟؟؟؟
خرجن للخارج وثمّ توجهن الى قسم الرّجال
ليرن فهد ومحمد وعمر يقاتل كل منهما الاخر وراجح وخالها يحاولن ان يبعدونهم عن عمر!
،
عندما تبين لهاوجه. أخيها الملطخ بالدماء لم تحملّنها قدميها لتقف وهي ترتعد خوفا
وتتمتم : ععمر ععمر
لتركض امل وهي تصرخ : وش جاااكم فكوا بعض فكواا بعضض !!
ابتعدوا عن بعض ليصرخ : الله لا يوفقكم ولا يحللكم الله ياخذكم !
ليصرخ خاله : اطلع برى اطلع برى ياناكر الجميل برى بيتي !
: وتحسبني بجلس بالبيت النجس؟
ليخرج وهو يرتدي خفّيه بسرعه
ولمّ يلتفت الى جدّته التي تناديه بصوتت عالي !
،
،

: ولد بنتك هذا ناكر جميل انا قايل من زمان ماابيه عندي بالبيت خلي بس الصغار بس ماسمعتيني يايمه
: ليش وش سوا قلّ لي وسوا؟
: اسأليه!
ليخرج خارج المجلس !
كانت منطويه في أخر المجلس وهي تمسح دموعها وترى خالها يخرج غاضباً
وأمرته تلحق به ، و امل تحاول الاتصال به دون جدوى
لتقول بخوفت : جدتي عمر مايسّوي شي والله ، اصلاً العصر يقول لي انّه حاول تصيرين محترمه يعني وطنشي مااتوقع مااتوقع !
لتوافقها امل : هي صادقه مرييم ! في شي بروح اسأل العيال !
،
خرجت لتخرج هي بعدّها لتدلف الى المطبخ لتبلل ريقها بماء بارد !
ياألهي ماذا حدث بالضبط؟
كيف يذهب عمر ويتركهم هكذا كيف ؟؟؟
،
شعرت بإن الركن الذي تستند عليه في هذه الحياة يختفي ليحلّ محلّه الفراغ ؟
كيف ستعيش بدون عمر كيف ؟
لا تعلم ولكن إي شي يقلقها تشعر بإن اخيها المارد السحري اللذي سيحلّ كل شي يخصهم هي وأخوانها !
،
: وخرييي ، الله ياخذ اخوك وانتي معّه
ابتعدت وهي ترى محمد يغسل يدّه ودماء قليله تخرج منها
لم تهتم لكلامه لتقول وهي تضم يديها لصدرها : محمد صدق وش صار بالضبط ؟
: ماصار شي !
ليتدلى فكّها للأسفل قليلاً لتقول بعد برهه : بس صدق وش صار ؟
لم يقلّ شئ حتى إنتهى من غسل يدّه وجرح في أعلى جبينه ليلتفت لها ونظره غضب تعتلي عينه ليقترب ومنها : اخوك تلفظ على أبوي وماأحترم أنّه جالس ببيتنا معزز ومكرّم
:: لاا
ليقول بسخرريه : لاا؟ لوى ان شاءالله
لم تحتمل لتسكب الدموع من المقلّ
:وانا احسب هالدموع خلّصن على امك !
ليقرّب يده
وتبتعد بشكل غريزياً
: محمد يالحيوان جاي تكمل على هالمسكينه؟
تقلصت يده ليتلفت ل أخيه : سد حلّقك.
أقترب بغضب ليدّفع بقوه : وخر وخر
أبتعد وهو يهمّ الخروج : بوخررر بووخر وهى يلقي نظره على من تمسح دموعها
،
: سوّا لك شي؟
قالت بصوت مبحوح: لا ، بس صدق راجح وش سوا عمر والله عمر اخوي اعرفه يعني مايغلط مايغلط
: تعالي تعالي
أمسك بيدها ليساعدها على الجلوس على الكرسي الموضوع ويقول بهدوء ؛ ترى الوضع عادي عمر وابوي صارت مشكله بسيطه بينهم وبتنحلّ أن شاءالله إنتي أهديّ !
: طيب وش صار بالضبط ؟ ليش محد يقول لي والله عمر مستحيل يسّوي شي مستحيل
: عارف عارف مشكله بسيطه وبتنحلّ لا تخافين !
مسّح على رأسها بهدوء : قومي نامي تأخر الوقت وانا بدّق على عمر وان شاءالله ينام اليوم هينا ، قومي يالله قومي ..
أستقامت واقفه لتقول : ياليت ينام هينا ياليت !
وهي تدّرك جيداً انه لن يأتي!
.............................................
!
لا يعرف أين سيذهب الساعه تشير الى 12 وثوبه الملطخ بالدماء يثير الريبة!
تجوّل ساعاتين بلا توقف !
جلس على أحد الكراسي الموضوعه في حديقه مهجوره من الناس في هذا الوقت !
وهو يفكر إين سيذهب ؟
حتى مفتاح بيتهم من شدّه غضبه لم يأخذه !
ادخل يده في جيبه ليخرج هاتفه ليرى 3 مكالامات من امل و1 من راجح !
تنهد بيأس !
ليرن هاتفه وهو ينوي إغلاقه ولكن تبين له اسم يحتاج جداً
إتصل عليه !
،
: هلاوالله خالد !
: هلاوالله بالصوت وينك ماتنشاف؟
: والله لاهي بالدنيا ، انت وينك الحين؟
: بالبيت أمر؟
: تعال لحديقه .... ضروري
: عسا ماشر وش بك؟
: تعال واعلّمك السالفه
: طيب طيب خرشت قلبي !
،
،
: عمر قلّ وش صار ؟
: يابن الحلال مابي شي بس ودنّ لم بيتنا بحاول أطب !
خالد : عمر والله ماأتحرك لمين تقول وش صاير لك !
قال بنفاذ صبر : مانبي بقايل ، بتوديني ولاا اروح كعّابي؟
: طيب طيب ، الحين ماعنّدك مفتاح تعّال عندي اليوم! وبكرى بتقول لي غصب عليك
؛ قلت لك ودنّ لبيتنا ما..
ليقول بغضب : عممرر والله لاتقول وش سالفه هالدم ووش صاير لي انا خخااالد خخالد ! والله أنّ ماقلت اخر مره بتشوف وجهي وهذا انا قلت !
ليشغل السيّارة متجاهلاً إمتعاظى الاخر !
،
عند وصولهم الى بيته
نزل من السيارة بلا إعتراض ف خالد كل الحق معه فهو خالد !
فتح الباب : حيّاك !
لتطير كرة عند أقدامهم وتعالت الاصوات وتراكض اطفال يردون الكورة !
وتراجع عمر غريزياً عندما رأي فتاة بعمّر اخته مريم
: اسسسيللللل بززر إنتي ادخلي داخل مع..
: خاللد اصصبر، لتصرخ وهي تركض وراى الكُورة : يزدديد بسرعه ورى الكورة بسرعه
،
أمّا عمر تراجع الى الخارج وهو ينتظر ان تتنهي هذا المباراة !
انتظر 5 دقائق ليأتيه خالد وهو غاضب : ادخل ادخل عمر الله أبو هالبزران واختي اكبرهم أهبلهم !
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه شكلّه حاميّه
،
دلفوا الى المجلس الداخلي
: حيّاك عمر غسّل شف هذا المغاسل وبجيب لك ثوب تغيّر
: لاا
: أقول سوّ اللي قلت لك وانت ساكت !
أختفى خالد ليتجه الى ماأشار إليه وفتح الصنبور ولسعه الماء البارد أثر جُرح متوسط في يده : الله ياخذك يافهد !
غسل يدّيه وفمّه الذي تلطخ بدماء كثيره
ألقى نظره الى وجهه كان مثير للشفقه بحق !
ومُخيف !
بعد ماأنتهى ذهب ليستريح
،
ماذا سيفعل الان ؟
هذا ماخطر بباله فقط!
،
دخل خالد وهو يحمّل ثيّاب معه
: جبت لك سروال سنه وفنيله وثوب قم غيّير !
أخذهم واتجه إلى الحمام ليغير ثيابه خرج بعد دقيقتان ليجلس بهمّ
سأل خالد : يالله قلّ وش اللي صاير لك ؟
قال بهمٌ :مادري شقول وش أخلي ! خالي اخو أمي خالي جابر اللي أمي تشرق من غلاه ! قلت ابي صصرافه امي اكيد الضمان نازل تخيلي وش قال؟
: وش قال؟
: قال محتاجهن هالشهر وخذيتهن!!! والله راتبه على حدّ علمي 10الالف يعني وش بيحتاجهم فيه؟ لو هو جاي وقايل لي والله حلال عليه! بس قلت له حنا محتاجين يقول دبّر روحك ولا خذ من جدّتك!
قال خالد بغضب : صادق أنت؟؟؟
: اجل اكذب عليك؟
خالد: لحضه عمر خليني استوعب !
يعني مدري شقول بس شي يقهر ! بأي حق ياخذهن؟
ليضحك بمرارة : يوم قلت له قال كيذا تكلم خالك؟ هذا خال الله يل..... اللي عرفته فيها !
وأسند ظهره بقلّه حيله !
واكمّل بحرّقه ليفصح مافي قلبه: والله أنّي مغبون ياخالد تخيل ماخذ الفلوس عيني عيّنك ولو أنّي ماسألت كان كل شهر يمكن ماخذهن ! يعني مافكر ولو شوي انه حنا محتاجين ؟ يعني مدري مدري ليشتت ناظريه : اصلاً مشوين فكرت وش بسوي مدري وش بسوي مدرري ! مستحيّل ارجع لبيته ومستحيل اترك أخوان !
وضع راحه يده على وجهه ليأخذ نفس وأبعدها ليُكمّل : أخواني اللي شوفتهم تدق قلبي دق اليتم اشوفه بعيونهم اشوفه والله ! يعني موتت امي ماهي بالخاطر ولا بالبال ! يعني احسني متشتت ! مريم داخل البيت وفيه 3 عيال هذا الشي يحطم قلبي يعني انا رجل وعارف شلون اختي يشوفونه عيال خالي أكثر مني ! ولمياء اللي ساكته وادري انه بتموت من داخل ! وسلومة وناصر توههم صغار والله صغار ! يعني مدري ياخالد مدري احسني مدري وش بسّوي !
،
حقاً لايعلم ماذا يقول او كيف يواسي صديقه !
يريدّ ان يواسيه او يطبطب عليه ولكن ماذا ستنفع؟
،
هو لن ولم يكون مثل عمر ابداً تحمّل المسؤليه منذ العام الماضي تغير جداً كَبُر فجأه !
وتغيرت شخصيته ليأتي موت والدته ليقصم ظهره!

امّا فهو شبّه مدلل من امه وأخواته ال 5 ! أمّا النصيب الاكبر من الدلال فهو ل اخته اسيل التي ستدخل المرحله الثانويه قريباً !
امّا أخوانه ال 3 وإبيه هم من يتحملّون أعبأ عائلتهم كلها فاأقصى مايفعله ويهتم لإجله ان يلبي إحتاجات والدته وصغيرتهم اسيل !
،
يالشجاعتك ياعمر!
لو كان بمكانه يوماً لهرب !
نعم هذه الفكره التي خطررت بباله لتو وستخطر بباله لو حصلت!
: مالي إلا حلّ واحد ! أخذ اخواني واروح بيتنا الحمدلله بيتنا مُلك ولا شرايك!
،
هاهو عُمر يدهشه مرة أخرى ليقول : صادق انت؟ بتسكنون لحالكم ! وانت سيّارتك على حدّ علمي يالله تمشي صعبه عمر صعبه ماهي سالفة حذني جيتك مسؤلية كبيره عليك !
ليقول بسخريه : يعني شلون تبيني اسوي؟ ارجع لخالي ؟ لو يمّوت مافيه الا هالحلّ بكرى بدق على اخواني اخذهم لبيتنا والله لو نجلس سنه مانطلع عادي !
: ياحبيبي فكر يادلخ! ومنين لك سياره! وشلون بتاخذهم؟ والمقاضي؟ والكهرب ؟ والاغراض الثانيه هاه؟
،
هو حقاً لم يفكر بتلك الاشياء كَكل !
ولكن جُل إهتمامه ان يخرج من هذه المشكله باأسرع وقت!
: يحلّه ربك ..
ليقول بغضب : عمممرررر فكر الدراسه الاسبوع الجاي بتبدأ ! ومن بيودي اخوانك؟ وانت شلون بتروخ المدرسه؟ وبعدين على حدّ علمي اخوانك اوهم صغار من بيجلس عندهم؟ عمر بلا خبال!
،
ليقول بغضب : يالله قلّ لي وش أسوي؟؟؟؟ يالله عطن من حلّولك سيد خالد ؟؟؟؟ تبي اترك اخواني هناك ؟ وانا وين اعيش؟ وطول عمّرنا نصير مشتتين؟ هاه؟ قللللاا لييي يالله!!!!!
ليصرخ الاخر : انطم وقصر حسّك !!! انا مااقول كيذا اقول فكككر فكككر شلون بتعيشون لحالكم شششلون فككررر
ليضع يده على خدّه بحركه هزلّيه : هاه يالله فكرنا ! سيارة ماعندي سياّاره وازيدك من الطين بلّه ماتشتغل ! واخواني صعبه اتركهم ببيت خالي طول العمر ، وانا وين اعيش ؟
،
أحسّ بالحيرة هو ايضاً ليقول بهدوء : اترك اخوانك عند خالك وانت اسكن ببيتكم !
: هه اترك اخواني؟ وعند من؟ هاه شكلك ماتعرف عمر ياخالد !
: الا أعرف عمر اعرفه ادري انك بتسوي اللي براسك وادري انك مستحيل بتترك اخوانك ادوروويييي !!!
ضحك بسخريه مريره : هه ليش تناقش اجل؟
،
: بس بتسكت كيذا بدون لا تاخذ حقك منه ؟
ليضحك بسخريه : لا والله ماراح اسكت بروح بكرى وباخذ صرافة امي من عيونه وباخذ اخوانك وببرد غليلي بعياله الزفت!
،
: بروح أجيب لنا فرش ونرجع نتناقش !

.........................................
.
تُريح رأسها على الاريكه في الصاله الواسعه وهي تنظر لاخيها ناصر الذي يلعب هُنا وهنّاك
والساعه تشير الى 2 ونص صبباحاً !
لا تستطيع تحريك جسمها من شدّه التعب تُريد النوم فقط وليحدث مايحدث !
،
ولكن هيهات عند صغيرهم هاهو لا يتواني ان ينام في الاوقات الضائعه ليستيقظ طوال الليل وهي الضحيه !
،
تُريد ان تبكي وتصرخ ! خائفه من أنّ عمر يتركهم يذهب !
ماذا لو حصل له شئ ؟ ماذا لو اتت سيارة مسرعه وهو يعبر الشارع وحتى الان لم يعرفوا مماذا لو ...
بكت بصمت ياللهي ألطف بي !
،
ماذا ستفعل حينها؟
كيف ستتحمّل ؟
هي صغيره جداً على تحمّل هذا الالم الكبير!
ياليتها لم تكن الكُبرى!
ياليتها كالمياء اللتي لا تشعر بشئ ولا تهتم لشئ
لو كالسلمى صغيره على كل شئ !
او كالناصر مثلاً ! صغير جداً ويحتاج من يهتم به
لماذا هي عليها ان تتحمّل كل هذا لماذ(ا؟
!
لا احد يشعر بها
تريد والدتها !
،
إيقضها من سُبات افكاها صوت حطام !
لتهبّ واقفه وهي تهرول نحوى المطبخ !
يبدو انها استرقت بالتفكير ولم تنتبه لناصر الذي اخذ يلعب ويلهو كمايريد !
،
قالت بصوت باكي : ليششش ياناصر ليشششش ياررربييييي !!!
‏وهي ترى انه حطم بعض الاكواب اللتي فوق الطاوله !
أخذ يضحك و‏يا تراجع للخلف
نظفته بسرعه وهي تحاول إلا تجرح نفسها !
عندما انتهت حمّلت ناصر وهي تحادثه : نصوري ليش كيذا؟ ههيه ياحبيبي متى بتنام؟ متى؟ الحين بيأذن الفجر واحنا مانمنا؟
لتحادث نفسها : اذا قيت فوق بالصاله ازعجت خالي ومرته واذا دخلت للغرفه ازعجت امل وخواتي
وهينا ازعج جدتي !
لتنظر لها : وووييننن نررروووحح؟؟؟؟
تمتم بكلمات غير مفهومه ليهديها قبله عللى خدّيها اعتذاراً على ماحصل ..
،
خرجت من المطبخ وجلست على نفس الاريكه وحاولت ان تنّومه ولكن لم ينفع انزّلته ليلعب قليلاً : وتشوف ياناصر الشرير بكرى اذا خلّيتك تنام لو دقيقه !!!
ضحك بصوت عالي وهو يدور على نفسه ..
اخذت لتجلس هي وهو على القرفصاء : عطني يدّك !
لم يفهم اخذت يده لتفتحها وتضم اصابعها واخداً واحداً : هذا مريم هذا عمر هذا سلمى هذا لمياء هذا ناصر والدبايه تتدبي تتدبي
وهي تدتدغ يديه
انطلقت ضحكاته لتضحك هي بدورها : ثاني؟
اجاب بنعم بسرعه !
لتفعلها مرة اخرى ومرتين ولكن شعرت بالملل !
: خلاص قم طفشت !
اخذ يبكي ! تجاهلته لتجلس على الاريكه وهي تقول بأمر : ناصر لك 5 دقايق اذا ماخدرت ترى بضضضربك طفشت والله طفشت ابي انننااااااممممم ماهي حاله!!!!
،
إنفتح باب الصاله ليشدّ انتباه الاثنان
ودخل منّه أبن خالها فهد وهو ينظر يمين وشمال ليسألها بهدوء : أبوي نايم؟
،
نظرت الى وجهه وهي ترى اثار العارك اليوم تغلغل الحقد في قبلها وهي تذكر حديث خالتها امل ( راجح ماقال لي كل شي بالضبط بس اللي فهمته ان جابر هو الغلطان وومحمد وفهد هجموا على عمر وهم دارين بغلط أبوهم )

لتجيب بغلظه : ششدراني؟؟
: شفيك مانمتي للحين
: كيفي
تجاهلها ليقترب من ناصر واخذه ليلاعبه قليلاً أنزله وقال: نصوري تبي حلاااوة للوة؟؟
أجاب وهو يضحك
اخرج من جيبه وخبأها بيده وهيّا تراقببه ليضعها في يد اخيها
صرخت : فههههددد يالحييوان
ضحك ملئ شدقيه وماكانت الحلاة سوا سيجاره !
اخذتها بسرعه لترّمميها عليه وتقول بحنّق : خببل انت ، اذا انت راعي سوالف اخوي توّه بزر!
: شفيك تراني امزح !
: مززرححححكك ثقيل زي وجهك !
تلّمس وجه بيديه وتجاهلها ليتجه الى الاعلى !
أخذت السيجارة ورمتها بسرعه
،
جلست على الاريكه نفسها وتأخذ ناصر الذي أخذ يبكي ويريد الحلوى !
،
طالما كان فهد بعيد عنهم تماماً ولا تربطه صداقه بأحد !
هو ليس كالراجح بشوش الوجه وطيب القلب
ولا ليس كا مُحمد كرّيه الوجه والحاقد بلا سبب
هو تشعر بإنه غريب الاطوار ومبتعد عنهم كثيراً !
تجاهلت تفكيرها هذا ؟
وصوبت تفكيرها حول عمر وماذا سيحدث لعمر وماذا سيحدث لهم !
...........................................
فُتح باب الغرفه ليططّل منها إخيه ليقول بنزق: كان تأخرت شوي بعد !
تجاهله ليرمي بسجده على السرير
ليكمّل : فهد اعقل لا أعلم ابوي عليك !
: ماتسوّيه ! واصلاً ابوي مشغول بشي اعظم !
:شقصدك ؟
التفت إلى أخيه ليقول بهدوء: محمد لا نلعب على انفسنا ابونا غلطان ولو كنت بمكان عمر كان تفلت بوجهه ! وحنا دافعنا عنّه عشان نغطي هالغلط!
لم يعلق وتنهد بيأس
فهد معه حق ولكن هو أبيهم قبل كل شئ !
سأل : تقل سمعت اصوات تحت فيه أحد ؟
ليُجيب وهو يتثاوب :ايه مريم وناصر جالسين تحت !
رفع حاجبيه بمكر وهو يفكر ليستقيم واقفاً : بروح اشرب ماء واجي
ليقول بملل : ماسألتك !
تجاهله وهو يخرج من الغرفه ،
لا يضر تسلّيه قبل النوم !
نزلى للأسفل وهو يراها تنظر الى ناصر الذي أخذ يلعق اصبعه الابهام
: ليش مانمتي ؟
انتفضت لتقول بغضب : خرشت قلبي !!!!
رفع حاجبه بمكر : وماشاءالله للحين حيّه ؟
لم تفهم وعبست لتقول بضيق : محمد ممكن تنقلع فوق وتريحنّا منك ؟
إبتسم بمكر: جاي اشرب ماء والبيت بيتي اجلس بالمكان اللي فيه
: الله ياخذذ هالبيت
ليكمّل وهو يجاهل كلامها: ماسمعتي شي؟ ترى الصاله محد يجلس فيها بالليل دايم نشوف اشياء بس كلنا ساكتين كل واحد مايبي يعترف!
وهو لا يزال واقف عند الدرج بميلان
إتسعت عيناها بخوف : محمد لا تكذب!
: كيفك !!! وترى دايم نسمع اشياء تطيح مثل اكواب واشياء ثانيه ! واذكر امي فكرت تجيب شيخ بس صارت تزيد ويوم شالت الفكره من راسه خفت! ليحك حاجبيه وهو ينظر لها بمكر: بس اذا جلس احد بالصاله!
،
إزدرت ريقها بخوف وهي تفكر!
للتو وقع بالمطبخ الاكواب !
ولكن ناصر كان هُناك ! صحيح
ماذا لو سقطت بنفسها وهي تَحسبها من ناصر!
تجمعت الدموع بعيناها وانتفضت يدّيها !
لتقول بمكابره : اصلاً انت كذّاب!
رفع حاجبيه بملل وهو يتثاوب : كيفك
واستدار ليصعد الدرجات بمهل !!!!!

،
امّا هيا لأتقضت بخوف وهي تحمّل ناصر : الله ياخذك يامحمد لو انك ماقلت لي !!
وعندما اختفى عن ناظريها صعدت الدرج بسرعه ودخلت الى الغرفه ووضعت ناصر بسريره وهي تقول : والله لو تصيح من هينا لبكرى مانرجع للصاله!
وأندست بفراشها وهي ترتعش من الخوف !

أما في الجانب الاخر
كان يقف بمحاذاه باب غرفتهم هو وأخيه
ويبتسمّ بمكر !
تلك الصغيره لا تعلم كمّ يسعده ان يراها خائفه دائما وتلك العقد في حاجبيها التي لا تتواني ان تظهرها عندما تراها ، كمّ تسعده !

.
.
.



‏(اسمع صوت قلبك .. فهو لا يُنبئ بأمرٍ عبثًا. راقب أفكار عقلك بدقة .. فهي لا تتزاحم إلاّ لتدلك على الحقيقة .. و الحقيقة لا تحضر دائمًا إلا متذبذبة بين الشك و اليقين!)م.ق

......
تم

warda baghdadia 21-05-18 01:22 PM

رمضان كريم وبداية موفقة

modyblue 21-05-18 03:05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الريم ناصر 21-05-18 06:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warda baghdadia (المشاركة 13336082)
رمضان كريم وبداية موفقة


علينا وعليك يارب
شكراً لمرورك الرائع 💛

الريم ناصر 21-05-18 06:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13336253)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


شكراً لمرورك الرائع ❤

الريم ناصر 25-05-18 12:45 AM

الفصل الثالث
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الفصل الثالث
،
سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر💜
.
‏(لم يعد يُغرينا صوتُ الهديل
‏ولا مرتعُ الريّـم
‏ولا أحصنةً لها صهيل ..
‏ولا مطراً يهمسُ للنديم)م.ق
،
،
،

دلفوا الى الداخل بعدما انتهوا من صلاة الظهر ويسأل خالد بتعجب : محمد ولد خالي تعرفه ؟
: إي يصير خوّي من إيام الابتدائي بس يوم نقلت للثانوي شفتك
: بس لحضه انت كنت معي بإبتدائيه المجد ؟
أشار له أن يجلس وهو يجاوبه : وصح نقلت يوم صرت بخامس ؟
: ايه !
: هناك تكونت صداقتنا وهالوقت وحنا على تواصل وشفته بعزى إمك
: والله توي إدري !
: المهم اجلس هينا بجيب الغداء وجاي
!


عندما خرج أراح رأسه للخلف وهو مغمض العينين
بالأمس لم يتوصل الا إلى حل واحد
يأخذ اخوته ويعيشون فيه بيتهم! !
وتناسى الموضوع وأخذوا يستمتعون بوقتهم !
والان يجب عليه إن ينفذ قراره!
اخرج هاتفه من جيبيه وازال القفل ليباغته إتصال من خالته أمل
أجاب وهو ينوي أن يخبرها باأنه يريد أخذ اخوته اليوم
: هلا خالتي
ليأتي صوت عتيق جداً ومحبب لقلبه : عممممرررر
: هلا جدتي هلا والله
: وينك يانظر عيني وينكك؟؟؟
أجاب بهدوء : ببيت واحد من أخوياي
: ومنهو ولّده ؟ وشلون رحت لمّه ومامعك سيّاره ولا شي ؟ وليش امل تدق عليك طول أمس ماترد ، أخوانك تيموا للمره الثالث من بعدّك !
عقد حاجبيه بضيق : والله ياجدّتي لو أني ميت كلّه يوم اللي غبت عنهم ، وانا ببيت خالد ال.. تعرفين أمّه انتي صح؟
أجابت باأطمئنان : اي اعرفهم اعرفهم ، لتتحدث بهدوء : قلّ ياعمر وش اللي صار ؟
رفع حاجبيه بسخريه : ليش ولدك ماقال لك ؟
: لا والله ماقال لي ، قال اسألي عمر !
: مدامّ انّه ماقالك لك ، ماابي اغثك ومدامك اتصلتي بقولك اني باأخذ اخواني العصر
لتقول بخوف: وين بتاخذهم؟
:لبيتنا ..
: عمر قلّ وش صار !
ليقول بصبر : جدّتي خليه مستوره وانا باأخذ اخواني والوجه من الوجه أبيض
: والله ماتاخذهم
نفذ مكيّال الصبر : ججدتي الله يهديك لا تحلّفين ماخذهم يعني ماخذهم ، وخلّي الخال ينبسط ببيته وبوسط عيّاله
: اسمع ياعمر ، انا مااعرف اتفاهم معك بالجوال تجي العصر وتقولين وش صار واخوانك مايتعدون عتبه بيتي
: جدّتي ماني بجايّ ولا تنتظري..
: بتجي يعني بتجي ، ولاا والله ياعمر انك لاانت ولّد بنتي ولا اعرفك
تضايق بشدّه ليشتم في داخله : جدّتي هذا كلام ينقال؟؟؟ بيت ولدك والل..
: لا تحلّف بتجي يعني بتجي
: وكككرامتي ياجدّة؟؟؟ اذا ماله عندك قيمه كرامتي فوق كل شي !
: والله والله ياعمر واللي خلقن انّي لاا ارجع لك كرامتك ومانيّ سلمى بنت عيّاد ، لتستطرد بعدها : تعال يانظر عيني تعال ونتفاهم واخوانك يشوفوك ، كلهم فقدوك
تنهد بأسى : بس ياجدّتي باأخذ اخواني ماني تاركهم بجلس اراعي لهم هو بعيوني !!
لتقول بغضب: وتبي نترك السالفه للزمن ؟؟؟ تبي القطاعه ياعمر! هاه؟؟؟ ماارضاه على عيّالي والله ماارضاه !! وجابر اذا هو غلطان بحقك ابشر باللي يربيه وهو شيبّاته وش كثرهن بشعره!
: بس ياجدتي ماادخل البيت نتفاهم ببيت خالتي ساره امّ..
: خالتك سارة هذي هي عندي ، عقب صلاه العصر صلّ وعين من الله خير وخويك يجبك عندنا !
: بس ياجدّ..
: ياعمر اسمع كلامي ومانت خسران ! وتعال عشاني وعشان اخوانك !
،
،
أغلق بعد مانتهى المكالمة بكلمات بسيطه
جدّته تجعله يفعل مالايحب
: وش صار؟
رفعع ناظريه الى خالد الذي اتى منذ قليل ومعه صينيه تحوى الطعام
: تقول تعال للبيت نتفاهم وحلّفت عليّ
سأل : بتروح؟
تنهد : مادري مادري ، بس اظن اني بروح بشوف وش يصير ..
قال مؤيداً : والله أفضل لك تروح ويمكن خالك يعرف خطاة !
: اي وش ورانا بنروح
: تعال تغدا قرّب
.................................................. ....
قفزت من نومها وهي ترتعد خوفاً
وضعت يدّيها على وجهاها
: بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله !
اخذت نفس وأبعدت يدّيها وهي تتفحص المكان وألم قوي يجتاح رأسها ..
كان الغرفه مظلمه نوعاً ما لولا نور الشمس الذي يطل من النافذه
استقرت عيناها حول دلّو يحوّي ماء وبعض الكمادات بجانبه وضعت يديها حول جبينها وإنزعجت عندما تبيّن لها حرارة جبينها
،
أستقامت واقفه ودوار خفيف إجتاح رأسها ونظرت الى الساعه التي تتوسط غرفه خالتها أمل
: الله الساعه 2 ونص !!! والفجر ماصليته ولا الظهر !
إتجهت نحوى دوره الميّاة التي باأخر الغرفه وهي تتمتم : مدري شصار على عمر..
،
،
بعد ماأنهت صلاتها
عدّلت منامتها البسيطه وشعرها الطويل وهي تشعر كمّن دك اضلاعها دك !ً
نزلت للأسفل كانت الصاله هادئه وتذكرت ماحدث بالامس ، ارتجفت بخوف وذاكرتها تذكرها بالكابوس الذي هبّت خائفه منه !
:حسبي الله عليك يامحمد !
،
شدّتها الاصوات التي في غرفه الجلوس إتجهت نحوها ..
لترحب بها خالتها : هلا والله صحّ النوم !
إستتقاما لتحتضنها وهي تسأل : ماشاءالله من من متى جايين؟
وهي تُرسل قُبله ل إبنت خالتها ريما اللتي تصغرها بسنه واحده
جلست بجانب خالتها : وش صار ليش ماقومتوني؟
: يوم قامت أمل الظهر وكانت بتقومك كان عليك حرارة وكمّدتك والحمدلله وجهك احسن الحين
: اي الحمدلله ، وين اخواني وامل؟
: يسقون الزرع ..
: ريما ياعيني قومي جيبي غدا مريم خلّيه تاكل
لتنفي : لا جدتي انا اقوم
لتباغتها ريما : بنندّلعك عشانك تعبانه وغمرت لها ..
إبتسمتت هي بدورها
: جدتي وش صار على عمر؟
كانت الجدّه تُراقب تصصرفاتها منذ دخولها
وهي تتحسر بداخلها هذه الفتاة واخوانها يذبلون يوماً بعد يوم !
: ابشرك بيجي العصر وبنتفاهم لا تشيلين هم
،
ترقرت عيناها فرحاً : صدق ياجدةً ؟
ابتسمت بهدوء : اي ياعيني
: الحمدلله ..
،
مسحت الخاله سارةّ بطرف إصبعها دمعه طفرت لاشعورياً منها
،
أتت ريما بالغداء وجلست امام مريم لتقول : كوليه كلّه يالله أشوف
: ههههههههههههه خالتي سارة الثانيه
بدأت بالاكل لتقول ريما : مريم شرايك تجين تنامين عندي قبل لا تبدأ المدرسه ؟
،
شعرت وكأن اللقمه علقوم يجرح حُنجرتها
وذكريات عتيقة تمطر بعقلها بقسوة
لتقول بحزن : لأ ماأقدر
قالت بطفوليه : ليشش ياسخفك خلينا ننبسط قبل لا تجي الدراسه
قالت والدتها: البنت ماتبي غصب؟ وبعدين بعد إسبوعين اذا ربي كتب بتروح انا وامل للمدينه وتنام عندك
إبتسمت بركاكه : وبعّل تسبدك بعد
: أزين علّه والله
،
دخل في هذا الاثناء اخوانها وثيابهم مليئه بالاوساخ وبُكاء ناصر يسبقه
: وش فيه ؟
قالت لمياء بملل : بيلعب بالتراب وخالتي أمل دّخلتّه الشمس حارّه !
،
إقترب من مريم وهو يبكي بقوه ويمسك بيدها ويجرها
؛ خلاص نصوري بعد شوي نروح خلاص؟
: نا نا نا
نفى بقوة وهو يبكى
تأففت : نصصوري خلاص حبيبي خلاصصصصص !!!
،
وماله حيّله سوى البُكاء !
إنسدت نفسها وهي تريد ضرب ناصر ولكنها تماسكت !
أخذته خالتها وهي تضمّه وتعطيه هاتفها يتلهى به وسرعان مانسى مايُريد !
،
،
،
،
.. دلفت الخاله أمل لتقول : اشوى الحين مريم. ؟
: اي الحمدلله
: مريم ادخلي خوذي لك شور يخخف الحرارة
اجابت بنعم لتستقيم وهي تأخذ أخويها لتغيسر ملابسهم!
،
كانت ريما منشغله هي ولمياء في هاتفها
لتستقيم فجأة !

: لمو وين بتروحين؟
سألت الخاله أمل لتجاوب بهدوء كهدوء شخصيّتها : بروح أشرب مويا ..
وذهبت بخطوات رزينه !
تنهدت الخاله امل : انا ماوجع قلبي غير هاللمياء ياساره ! ماتتكلم كثير ماتبكي زي مريم ماتشكي وهذا اللي مخوفني ..
: والله حتى مريم تقطع القلب كلّ مالها وتصير أصغر تحسين الفقد بعيونها باين ..
: ياسارة مريم على الاقل تبكي تفضفض أشوى من لمياء ! تدرين من وفاة سحر ماشفتها تبكي؟.
لتجيب سارة بهمّ : طيب وش السوات معها ؟ ماهو زين الكتم بزياده !
لتقول بأسى : مدري مدري ، يعني مرات أفكر اقول لمريم إنتبهي لها بس مريم تبي من ينتبه لها هي ..
..
ساد صمت بينها وهما تتحسران على حال هؤلاء الاطفال !
لتقول سارة : تهقين أخذ ناصر أربيه؟ يعني سلومه صح صغيره بس على الاقل اشوى من ناصر ، ناصر يبغى مسؤليه كبيرة ..
: وتشتتين شملهم ياسارة ؟ واذا كبر ناصر بيحسبك أمه وهم بيتحسسون انه تربى بحنان وهم لا ، خليهم جميع وربي بيساعدهم وحنّا بنحاول !
: تهقين ؟
: إي ياسارة صعبه صعبه ، مارّده لاخوانه ..
: وإنتي صادقه ، ومريم وحراراتها اللي ماتنزل !
: يقول الدكتور شي نفسي وكل ماكبرت تخف !
لتقول بضيق : ياربي ياربي إنت أعلم ، كل ليلة بنام مقدر وانا أتذكر حالهم ! وسالفه جابر وعمر زاد أزود
لتقول بتفّهم : ماعليك إمي ماراح تخلّي السالفه كيذا ..
: اذا كيذا الحمدلله
،
: السلام عليكم
قطعن حديثهن وهن يردّن السلام على راجح !
: هلا والله عمتي تو مانور البيت
إستاقمت لتسلم عليه وهي ترّد : يانظر عيني منور بوجودك شلونك شخبارك؟
: بخير الحمدلله إنتي شلونك ، ونظر إلى ريما ليقول بإبتسامهة بشوشه : شلون ريّما ؟
لترد بإبتسامه: بخير الحمدلله
ليكمل : عمتي أمل عندك قصاصه أظافر؟
لتجيب : شوف بغرفه إمي توها قامت تقيّل
: لا تسلمين انا أخذ من إمي
رفع ناظريه ورأها تنظر لعينيه إبتسم وردت له الأبتسامه بمحبه..
،
..................................................
كانت تُرتب هيندامه والاذان يصدح بالافق لتقول بهدوء : الغلط غلط ياجابر وصح هالشئ مضايقني انهم ساكنين عندنا وحارميني من حريتي بس ماارضى ناكل مال حرام!
،
عقد حاجبيه بضيق وهو يقول : وأنا برجعها ماني ماخذها طول العمر يانورة !!!
؛ بس ولو هم محتاجين ، تبي تصير من الموبيقات السبع؟
تمتم بزفر : لا والله !!! حاشى لله
لتقول بحكمه : صح كانت مشاكل بيني وبين سحر قبل لا تموت بس الحق حق ! أعططهم الفلوس والوجه من الوجه أبيض !
:
!
أخذ مفاتحيه من الطاولة ووضعها بجيبه ليقول بضيق : البلا بأمي وش بتسوي؟
لتقول بثقه : ماعليك بترضى !
نظر إليها قليلاً ليخرج بعدها!
لتقول على مضض : الله يعديّ هاليوم على خير
.............................................
،
: أسمع خالد اذا دقيت على لا تتأخر بأخذ اخواني وبطلع.
: إبشر ! وصح هالقرار ماهو بجايز لي بس الشكولله
فتح باب السياّرة وهو يقول: لا تكلمن بالموضوع هذا شي وإنتهينا منّه !
خرج وهو يتنهد بعمق ستكون المواجه عصيبه ..
دخل البيت ومن ثم للمحلق اللذي ضمّ ليالي عصيبه ليرى جدته وخاله فقط
: السلام عليكم !
: هلا هلاا والله بنظر عيني هلا والله بالغالي اللي ماخيّب جدّته
إبتسم لترحيبها الحّار : هلا فيّك ياجده !
لتحثّه على الجلوس : إجلس اجلس خلينا نتفاهم!
ليقول بصرامة : ماابي أردك بس مانبي بجالس باخذ أخواني وبطلع ياجدّةً!
لتقول بصبر : وش قلنا ياعمر؟ هاه بتجلس اذا عندك لي خاطر!
،
جلس على مضض لتقول بعدها وهي تنظر لابنها: وش صار ياجابر؟
لم يتفوه وشتت ناظريه وكلام زوجته يدور في خلدّه!
،
إنتظر قليلاً ليقول شيئاً ولكن الصمت سيد الموقف
ليقول بعدها : ياجدّتي شي ماينقال ووولدك مايبك تطيحين من عينيه ، عشان كيذا نادي اخواني والوجهه من الوجهه أبيض والله بياخذ حقي !
لتقول بغضب ممزوج بحزن: وش تقول ياعمر؟ تبيني اسكت وأمشي الموضوع؟ لا والله عشان كيذا ياعمري قلّ و صار قل
: مانبي بقايل خليّ ولدكّ يقول هه
ليبتسم بسخريه مريرة : الخال !
،
نظر في عينيه ليتحدث بشجاعة: اسمع ياعمر ماني باأصغر عيالك تنقص قيمتي عند إمي! وانا اغلطت والغلط واضح والله يسامحني بس تنقصن من قيمتي ماارضاة على نفسي
!
: انت اللي خليتي قيمتك تنقص ياخال! وانا مابي شي وربي بياخذ حقي ! ابي اخذ اخواني وبطلع من هالبيت !
: عمر! طلعة مانت بطالع!
ليقول بنفاذ صبر : تبين تربطيني هينا عشان مااتحرك! طلعة بطلع ! ومااجلس ببيت مطرود منه
قال بجزم : عمر هذا البيت امك فيه نصيب لها يعني بيت إمك ! وبيتك بعد !
! : بس مابي اجلس بالبيت تهنوا فيه وانا بطلع!
!
نفذ مكيّال الصبر منها لتقول بأسى : طيب ياعمر اجلس شهر شهرين لمين تقدر تزين سيّارتك وعلى الأقل!
: مامعي شي ياجدّه ابداً !!
لتقول بغضب : وتبي تسكن بعد لحالكم!
سكت لدقائق لتكمل: مامعك سيارة والفلوس ماهي معك وتسكنون ومامعكم شي ! واخوانك شلون تبيهن يرجعون للبيت وسحر ماهي فيه والله يتضيق صدورهم
: بس هينا مااققدر أجلس
لتقول بحزن: وش تبين نسوي لك عشان تجلس؟
،
حزّ بخاطرة كلام جدّته لم يريد أن يحزّنها ابداً او يضايقها ولكن اخرج الكلام بلاهدف نتيجه مافي قلبه
لتنهد ببطئ : عشانك ياجدّة عشانك! ، بس ماهو طول العمر بنجلس للزواج خالتي أمل وبعدّها بنمشي!
!
كان الخال يعلّم أنه مخطئ ولكن كان يودّ ان يخرج ويرتاح !
ليقول وضميرة يأنبه بلا رحمة : السموحه ياولد سحر السموحة!
ورمى النقود مع الصرافه لييقف بصرامة: عساك رضيتي عنه يايمه؟
: الله يرضي عليك ويخليك ،
،
وخرج للخارج !
لتقول : السالفه سالفه فلوس أجل!
تنهد بضيق وأخذها : السالفه راحت ، وانا ماجلست الا عشانك والله ، بس ياجدتي بعد زواج خالتي أمل طالع طالع ! والله يعين قلبي !

.........................................
ضحكتا ملئ شدقيهما ونسمّه هواء لطيفه تُداعبهن
لتقول الخاله بحزم : ريما يالله يكفي كلام مهند ينتظر بالسيّارة ..
: طيب طيب لتلتفت وتقول لها : ترى احتمال مانجي الا الاسبوع الثاني فااشتاقي لييي ووواجد
عقد حاجبيها : والله لو إنتي: لتقصر صوتها وتكمل : زوجي
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه قليله أدب يالله ببياااييي
،
خرجت من الباب واستدارت هي بدورها للداخل
كان يوم ممتع جداً بصحبه ريما والاهم أن عمممررر عععااااددد ..
،
ولكن مُجرد ماأن دخلت للداخل ومن ثم للمجلس لتجدهم ملتمّين حتى شعرت ان سعادتها تلاشت وشئ من الكابه يعتلى بصدرها بدون سبب
جلست بجانب خالتها امل وهي تستمع لحديثهم
ناصر كان يتوسط خالتها امل وسلمى ولمياء تظن انهما بالحديقة الجانبيه للبيت ..

؛ والحين سامي خويّك ليش بيشاركك بالمزرعهً
حك ذقنه بهدوء : تخبرين ماعنده ظنا وقال لو بموت بعد عمر طويل ابي واحد يورثن
لتسأل الخاله امل : وليش ماعنده اهل يعني عيال اخواني ولا عمام ؟
:ابدنّ ! ليكمّل : امه وابوه توفوا من يومه صغير وتربى عند جدّته ام امه ، وابوه وحيد اهله ويوم توفت ورثه ويوم تزوج ماكتب الله له عيال!
،
لتقول الجدة بتتأثر : ياشيب عيني الله يعوضه بالجنه
: امممين ..
في هذا الاثناء دخلت مرت خالها نورة لتقول بضيق : مريم خلي خواتك يدخلون مابقاش ويطلعن بالشارع !
تضضايقت بشدّه واستقامت لتقف ولكن الخاله سألت : وليش هن وين جلسات؟ اظن بالحديقه !
تنهدت وهي تشتت ناظريها لزوجها ليساندها : اي بس ولو العيال بالمجلس !
لتقول الجده بتنهيده : روحي يامريم خليهم يدخلن الساعه 9 الحين ..
،
خرجت بهدوء مثل مادخلت
...............................
.
.
تجلس بالدرج اللي يؤدي للفناء الخارجي
وهي تعدّ الممربعّات التي تشكل الفناء ..
تنهدت ونظرت الى حولها لترى سلمى إختها تلعب بلا توقف ..
،
وتسأل نفسها
لماذا الحياة حولها لونها هكذا؟
رمادي باهت! بلا لون !
وبلا حياة !
لا ابيض ولا اسود.
محطمة للاعصاب !
نعم اعصابها تحطمت لا تعشر بشئ ولا تهتم بشئ !
تنهدت بعمق
إنفتحت الباب ورائها لتسمع صوتها اختها : لمياء ادخلي إنتي وسلمى داخل !
تجاهلت ماقالت !
وجلست بجانبها : شفيك؟
نظرت له لمده طويله وهي تفكر !
باأشياء لا معنى لها : يهمك؟
واستقامت لتدخل للداخل !
،
فغرت فاها بذهول : شفيها علي هذي؟
لكمل : سلومه وش تلعبين فيه؟
لتقول بفرحة : خالتسي امل عطتني هديه !
ابتسمت : تعالي أشوف !
،
في هذه الاثناء دخل إبن خالها فهد غيرت الصغيره إتجهاها وذهبت إليه وحملها مُداعباً
إندهشت وهي ترى المنظر
اقترب وهو يحملها وجلس بجانبها وقال شئ في إذنها جعلها تضحك خجلاً !
عندما جلس قالت بسخرية: لايكون تعطيه زقاير من ورانا عشان كيذا تحبك ؟
نظظر إليه بذهول ليطلق ضحكه صغيره: لاا انا ماأعطي إلا للرجال !
قالت بغيض: عاد صدق فهد بلا إستهبال لا تعطي ناصر ترااه بزر ولا قلت لعمر يتفاهم معك!
تجاهلها وهو يلعب من الصغيره بإنسجام ..
تنهدت بلا حيله لتقول : ترى ماهو زين التدخين بيضرك وبيصير فيك سرطان بعدين ..
: متعلمته من كتابكم النسويه؟
: هه شدخل النسوية ، عشان مصلحتك ! لتستقيم وهي تقول : عاد وش دخلني أنا بالطقاق
: سلومه يالله روحي من إختك !
أطاعته بسرعه وأمسكت بيدها لتدخلا للداخل !

،
نظر للمكان الذي كانت فيه ليقول : مصلحتي؟ هه لو تدرين وش اللي بسوية بعد!
وضحك بسخريه !
.................................................. .........
كان يجلس كالعادة في المحلق ..
يفكر ..
،
هو حتى الأن لم يفكر ماذا يفعل بعد !
وبماذ سيتصرف اذ عادًا إلي بيتهم
وكل يوم .. يوقن إن هُناك جِبال من المسؤليه على عاتقه!
،
تنهد بيأس
: السلام عليكم !
رفع رأسه ورأى راجح يدلف الى الغرفه رد عليه ..
وجلسا بصمت لدقائق ..
قطع الصمت تنهيدة راجح وقوله : أمسحها بوجهي عمر !
نظر لعينيه وشتت ناظريه ولا يعرف ماذا يرد عليه !
: إدري أبوي غلطان من راسه لساسه .. بس عشاني
ألتفت قائلاً : بحاول !
،
تنهد راجـح ولم ينبسس ببنت شفه

قطع صمتهما صوت الجرس !
استقام راجح بخوف : الله يستر .. الساعه 1 !
: الله يستر .. أمش نشوف وش فيه!
خرجا .. ولا زال صوت الجرس يصمّ أذانهما
: طيب طيب !
فتح الباب
لتشلّهم الصدمه وَ ظل شخص يركض ويختفي بسرعه !
وفهد .. ملقى على الأرض وجسمه مغطى الدماء
يبدو إن لا يشعر بشئ !
.................................................. ..

(" يتناول أيامه مثل خضار المستشفيات المسلوقة ")
‏ |سلمان الجربوع |

تم!

modyblue 26-05-18 12:34 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الريم ناصر 28-05-18 08:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13345211)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



شكراً لمرورك ❤❤

الريم ناصر 31-05-18 05:57 AM

الفصل الرابع
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
(الفصل الرابع )
سُبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله ❤
.
.
شلّتهم الصدمه لثواني
وماهي الا صرخ راجح بخوف : فههههددد !
كان فهد مُلقى على الارض وجسمه مغطى بالدماء .. ويبدوا أنه لا يشعر بشئ !
انحنى عمر بجانبه وهو يضرب جبينهُ : فهد فهد
ونظر إلى راجح : راجح وش نسسسوي؟؟؟
: ممادري ممادري ، اخخاف ماااتتت
طمأنه : لا يتنفس وأردف وهو يحثه : امش خلينا نشيلّه ندخله داخل !
: لا لا اخاف احد يشوفه والله ابوي مايرحمه وامي بتجيها سكته !
: طيب وش نسوي؟؟ ندخله اشوى من الشارع!
: دقايق وجايّك !
،
اختفى دقائق وعاد وهو يحمل مفاتيح سيّارته : مالنا الا الاستراحه العيال ساعدني عشان ندخله السيارة!
: بلبس ثوبي واجيك !
وايضاً ماهي الا دقائق وهم يحملونه الى داخل السيّارة !
ليقول عمر بقلق : مانوّديه المستشفى؟
غللّ يديه في شعره بقلّه حيله : ممادري صصعبه تحقيق وحاله وبتاصل لأبوي !
: راجح ابوك داري داري!
عقد حاجبيه : لا موبلازم يدري! !
لم يعلق !
وهى يرى خوف راجح يشعّ من عينية
هو لا يلومه منظر فهد مخيف بحق!
،
عند وصلوهم الى الاستراحه كان فهد بلا روح فقط تنفسه البطئ الذي يريحهم !
،
حملوه بوهن وكانت الاستراحه شبّه فاضيه !
ماعدا القليل من الشباب الذي هرعوا يساعدونهم وهم يستفهمون ماذا حدث!
أدخلوه إلى غرفه جانبيه وصرخ راجح : احد يجيب مويا او عطر او اي شي يصحيه !
سأل احدهم : رراجح من هذذا وششش صار؟
لم يجيب كان في موقف لا يسمح بالرد على استفسارتهم !
اتى احدهم وهو يحمل عطر : راجح امسك يمكن يصححى !
وضع في يده وضع يدة عن إنفه وماهي دقائق حتى فتح عينيه السليمه ببطئ وهو يأن
اقترب راجح اكثر وهو يقول: فهد فهد تسمعني؟
: اهه
: فهد انا راجح اخوك من اللي سوا فيك كيذا؟
حاول ان يعتدل ولم يستطع يبدو الألم كبير
:محـ...د ، اهه
قال راجح بتأثر : وش يوجعك؟
: كل جـ..سمـ..ـي !
: راجح قم نوديه للمستشفى حالته خطيرة !
: دقوا على فيصل يمكن يعرف وش فيه !
،
وخرج راجح بعدها !
امّا هو كان جالس يراقب الوضع بصمت !
،
كان فهد لازال يأن بخفوت والشباب واقفين بعيد عنهم ينظرون إليه بشفقه!
أتى راجح وهو يحمل كوب من الماء ويقترب منه قائلاً : فهد اشرب موايا ..
قرّبه إليه ورشف رشفه وإمتعض وجهه من الألم وبسقه على ثوبه وكانت دماء من فمه !
قال راجح بصوت باكي : فهد من سوا لك كيذا منننهههمممم قلّ لي!!
وإجابته كان الانين بخفوت !
إقترب أحدهم منه ليقول : راجح قم نوديه للمستشفى حالته حاله !
نظر إليه لثواني : خلينا ننتظر فيصل!
،
إقترب عمر منه ليقول: راجح واذا اهلك فقدوة؟
:دقيت على عزوز ولد خالتي وتفاهمت معه انه عندهم !
:وخالتك اخاف تعلّم؟
: قلت لعزوز يدبر الوضع
هزّ رأسه بتفهم ، وإنتظروا فيصل الذي متخصص بالطب وماهو سوا مُبتدئ في السنه الثالثه!
،
كان راجح ينظر لأخيه بألم !
ياألهى ماذا تُخبئ يافهد؟
عمرك الصغير وعقلك الكبير امرّ يصعب تفهمه
كان ولازال المدلل لدى والديه لانه اصغرهم
ولكن ماذا بعد الدلال؟
اصبح لا يهتم لأحد ويفعل مايريد سوا كان صائب او خطأ !
والدته تحاول قدر الامكان ان تغطي عليه
لانه إبيه نفذ صبره منه !
ولكنهم اخطئوا بتدليله لحد الضياع!
!
تنهد بيأس وماهي الا دقائق ودخل فيصل وهوً يقول : تراني توي بالسنه الثالثه تحسبون صرت دكككتور
شهق بخوف: شفيه هذذا؟؟؟
: اخلص علينا شف وش فيه !
،
كان عكس مايقوله اجّاد عمله !
فحص عينيه وحركّ عضلاته والقليل من الاشياء المهمه ليقول لحزم : لازم نوديه المستشفى اخاف فيه كسر وجروحه عميقه يمكن تلتهب أكثر !
: بس مانقدر !
قال بتفّهم؛ راجح إسمع كلامي والله الولد رايح فيها اهم شي نظمن سلامته ياابن الحلال!
إلتفت لعمر بقلة حيله: شرايك عمر؟
: والله نودية أفضل!
تنهد وأستقام ليقول: حديكم يروح معي وفيصل رجع عمر معك
ليقول عمر : لاا خليني اروح معك !
: لا عمر بكرى وراك دوام وصعبة عليك واخاف تطول !
،
وهذا ماحدث ذهبوا اثنان منهم مع راجح
وهو ذهب مع فيصل لبيت خاله
ولازالت صورة فهد المغطى بالدماء محفورة في ذاكرتة!
.....……،…...............................
،

!
كانت تصارع غصّه في حلقها!
اليوم وهي تستيقض صباحاً تشعر بإذن فقدها لوالديها أكبر !
اليوم كان ألمها أعظم !
كان إبيهم يصبحهم بوجه البشوش!
ويلقنهم أذكار الصباح واحدً تلو الاخر!
ووالدتهم تصرّ على إيقاظهم ولكن بهدوء!
وايضا تحضر الفطور وهي تسرق قبله من إبيها لتكمل عملها بنهمّ!
كان لا يخفى عليهم حب والديهم !
الذي زُرع في قلوبهم منذ الصغر!
ليفقدوه دفعه واحدة !
،
،
كانت التي بجانبها لا تقلّ حالاً منها!
كان تُقطع اضافرها باأسنانها وهي تهزّ برجليها!
وهي تتذكر صباحات الدوام السعيد
وتقارنه باليوم البأس!
وهذا فقط صباح دوام!
وكيف هي بصباحات العيد ؟
وصباحات رمضان؟
و.. و..
: اهه
خرجت اهه من حنجرجه جافه
حنجره تمتلك العديد من الشوائب!
،
ياألهى هذا الالم اكبر من قلوبهم الصغير
يارب إرحضعهم !
: اهه

كانوا في السيارة مُتجهين إلى المدرسه برفقه خالها !
سأل : وين مدارسكم ؟
تلعثمت : مـ..ادري ماأد..ل!
تأفف بضيق وهو يحادث إبنه : دق على عمر يعطينا الوصف !
جاوب بهدوء: تو سألته أنا أدل !
!
تمتتمت التي بالخلف : كان قايل من قبل!
،
،
: متى تطلعين لمياء؟
: خالي أطلع يمكن 12 ونص
: وإنتي؟
: يمكن 1 بالضبط
: خلي اخوكم يمرّكن !
نزلن من السيّارة بهدوء !
،
.
.
لم تعلم عدد الدقائق وهي تنتظر إحدى ما !
يُرجعها الى البيت !
ملّت من الإنتظار والمعلمه الوحيدة التي تنتظر معها!
وتتذمر بشأن العائله المهمله !
بالطبع تلك المعلمه .. لم تعلم إنها يتيمة الأب والأم!
وأخاها .. يكون نسّيها حتماً !
!
تجرعت طعم دموعها مِراراً وهي تدعو الله إن يأتي أحدهم !
إقتربت منها المعلمه : ماتعرفين رقم إحد يالطالبه ؟
: ل..لا ..
تأففت بصوت مسموع .. لتردف : تبين أوصلك ؟
: لا م..أدل !
!
تذمرت مرةً أخرى .. وهي تبكي بصمت !
أخيراً لاح لها سيارة خالها تأتي من بعيد لتقول بفرحه : جو إهلي
: اخيييراً !
توقفت السيّارة .. لتنظر الى إبن خالها الكرية !
ليزيد عليها .. سوء اليوم !
إستقلت السيّارة بهدوء !
لتسأل : عمر وين ؟
: ماطلع من المدرسه .. وانا من شين حظي جايّبك !
مسحت سيّلان الانف والدموع لتقول : والله ياحظك .. ولمياء فيه أحد جابها ؟
أومأ برأسه !
،
ولم يعلق !
يبدوا إنه بمزاج حسن لذلك لم يزيد الأمر سوء عليها!
لانه لو كانه مزاجه سئ .. لزاد الامر سوء !
يالله .. لو تعلم لماذا هو يكرهها هكذا !
يحب إن يزعجها دائماً بلا سبب !
ويضيق عليها الأمر دائماً وابداً!
...
كانت السيارة تمشي بسرعه عاديه حتى أسرع قليلاً وضرب بالبانزين ليرتد رأسها للأمام وهي تصرخ بصوت مكتوم
وضحكته تصدح بالسيارة
: احح .. الله يا..خذك
إعتدلت وهي تمسك برأسها بغضب : ماتعرف تسوق إنت ؟
إكمل المسير ليقول : أحس اليوم ماأزعجتك .. هذي تكفي وتوفي !
عضت شِفاها بحنق : أكرهك !
إبتسم إبتسامه عوجاء وهو يميل رأسه ناظراً لها : والله حتى أنا !
!
لم تعلق .. وهي تحبس أمنيه بقلبها إن يختفي هذا من حياتها !
تشعر بإنه حجر كبير .. يعكر صفو ماءها دائماً وابدا!
!
توقفت السيّارة ليردد على مسامعها : بكرى خلي أخوك يجيبك فاضي انا ؟؟؟
!
لم تعلق ودخلت الى البيت طالبه النوم !
ويبدو إنه أخويهما قد أزعجا البيت بأكمله !



............................:.::

كانت متوترة وليست مطمئنه البته !
نظرت للساعه في هاتفها انها 4 عصراً
!
: وشفيك يانورة؟
نظرت الى الجدة لتقول: فهد مايرد علي ياخالتي !
: مجالي هو عند ولد اختك!
: مادري ياخالتي قلبي قارصني يوم قالت لي لطيفة تقول ماشفتهم بس عزوز قال لي ! اخخاف فيه شي !!!
: يابنت الحلال إستهدي بالله ماهنا الا الخير!
: ان شاءالله ان اشاءاالله !!!

،
جلست تهزّ رجليها بتوتر لم تحتمل !
ذهبت للأعلى وهي تفكر باأسوء الاشياء!
دخلت غرفه إبنها الاكبر !
ولم يأتي الا فجراً !
وغاط في نوم عميق ..
: راجح راجح راجح رررراااجججججححح
: سمي يمه!
: سم الله عدوك يانظر عيني ، قم صل وبنروح نجيب فهد من خالتك اخاف ابوك يدري ويسوي لنا سالفه ! وقلبي ماهو متطمن!!!!
،
كان لا زال النوم في عينيه ولكن عندما إلتمس خوف والدته طار نومه ليعتدل وهو يقول : وشفيك يمه انا موصله عند عزوز امس
: ليش مايردون طيب؟ وحتى لطيفه فاقده عزوز تقول مدري وينه؟ وين راحوا؟ راجح قلبي ماهو متطمن ! تقول انهم بالمجلس وهي طالعه وماتدري ..
،
نظر لثواني لوالدته وهو يفكر ماذا يفعل!
: يمه انا اجيبه ارتاحي
لتقول بقله صبر : طيب قم يالله!
إستقام بقلق ودخل دوره المياة وخرج وهيي لازالت موجودة!
صلّ فرضه بغير تركيز .. ماذا سيفعل!!!
عندما إنتهى
: يالله يمّه رح يالله ..
سمعوا صور يأتي من الأسفل وماجعل الاثنين ينتفضون رعبااً !
انه صوت ! والدهم !
: جابر قام !! وش اقول اذا سألن عنه!
: يمه مادري !
وأردفت وهو يشتت ناظريه: يمه لازم اقولك الصدق
صرخت بجزع : وششش فيييههه؟؟؟
قال بكذب : فهد صار له حاادث
: ووشششششششووووووووو يمه وليدي قلبي حاااسسسسس
ندم على قوله وهو يرى إنهيارها : يمه يمه إستهدي بالله يمه بسم الله عليك
،
إنهارت على الارض وهي تنتفض : اهه ياربي فهد !!
جلس بجانبها : يمه مافيه الا العافية الا شوي رضوض وهو بالمستشفى والحين نروح نطلعه !
نظرت إليه ببؤس : صدق؟
: إيه يمه والله قومي ألبسي عباتك الحين نروح يالله !
إستقامت بوهن وهي تحاول مسح دموعها : ياربي ياربي ..
خرجت للغرفتها ..
بينما هو تنهد بيأس غير ملابسه وهو يتذكر ماحدث بالامس ..
!
كسور في كلتا يدّيه !
وجروح عععميقه ووصلت ل 5 غرز!
في إنحتء متفرقة من جسدة !
وبشق الانفس وجدّ كذبه مثل ماكذب على والدته
يالهي يافهد ماذا تُخبئ؟؟؟
وعندما افاق في الثالثه فجراً اصر ان يخبره من فعل به !هكذا قال بكل بساطه انه لن يخبرة ممهما حدث!
،
،

........................
،
كان الجو مشّحون في السيارة
بكاء والدته يربكه وإبيه يصارع في داخله !
وجدّته تستفسر وهو يجاوب بكل هدوء..
ويخترع قصص !
بالطبع فهد لن يكذّبه في صالحه كذبه هو!
!
وصلوا الى المشفى اخيراً !
ونزلوا وتبعوه الى الغرفه في الطابق الثالث!
: اصبروا بدخل عليه بقول انكم جايين عشان مايخاف!
دخل عليه وكان ينظر الى الفراغ
: رراجح وينك طفشت !
تنهد : اسمع امي وابوي جايين السالفه انك سويت حادث مع واحد من خوياك
ليعترض : ليششش جبتهم؟؟
: اسكت اسكت ..
،
فتح الباب ودخلوا ..
إندفعت الام بخوف لتصرخ بجججزرزعع :: فههههدد فففههددد يانظر عيني
لم تستطع ان تحظنه لشدّه ماألّ به !
؛ ياوليدي ليش كيذا اهه بسم ربي عليك !
لم تستطع صياغه جمله مفيده وهي تلتمس وجهه بهدوء وعينها تسكب الدموع بسخاء!
زجرها زوجها: خلاص يانورة بنشوف الولد !
،
كان هو بنظر بلا مُبالاة وكان فلم سخيف مجبر على مشاهدته !
تقدم إليه والده وهو يقول : الحمدلله على سلامتك يافهد وش اللي صار ..
نظر إلى راجح بمعنى تحدث بدالّ عني !
وهذا ماحدث: يبه قلت لكم بالسيّارة ..
اقتربت الجده والعمه امل وهن يتحمدن له بالسلامه لتقول الجدّه وهي لا تقل حالاً من والدته : ياعيني ياعيني الحمدلله على سلامتك الحمدلله الحمدلله !
!
: وليش مادقوا علي؟ ليش ماعرفت للحين ؟
تلعثم راجح وهو يفكر ماذا يقول !
: انا قلت لهم يدقون على راجح مابغيت اخوفك بالليل انت وامي ..
: ليتك داق والله امس نومي كله حلوم شينه وقلبي قارصني ، الحادث شكله قوي..
قال بصوت مبهم : قوي يايمه قوي!
وهو ينظر لراجح بنظره بلامباله !
ولكن هذا مازاد ألم والدته تحتضن رأسه الملفوف بشّاش وهي تسمّي عليه !
لتقول الجدة: خلاص يانورة الحمدلله هذا هو قدامنا ا
لتستفسر بفطنه: وخويّه شلونه؟ !
تعلثم : مـ..ادري أتوقع أهله نقلوة لمستشفى ثاني!
إبتسم راجح بسخريه وهي بفكر ان كذبته فادت جداً!
فوال لم يدقق كثيرا!
: متى يطلع ؟
سأل والدة
أجاب: يقول الدكتور امس الافضل بكرى بس هو مايبي !
اصرّ والدة : لا اجلس اليوم وبكرى نجي نطلعك
قال برفض : لاا يبه طفشا هينا واكلهم مافيه ملح مابي!
: خلاص ياجابر خلينا نطلعه وانا اطبخ له واراعي له ازين من جلسته بالمستشفى !
؛ بس
: لأ يجلس اليوم أفضل!

وهذا ماحدث خرجوا من عنده قلبوهم تتفطر عليه !
.
،
......................
تغني إغنيه معروفة وهي تضع اخر قطعه من الفراوله المجمّدة على قالب الحلوى .. : والله إني فنّانه!!!
وضعتها في الثلاجه لستدير وهي تقول : كايا حطي شاهي وقهوة وفناجيل وكاسات
: إن شاءالله ، عشان صديق انتا يجي ؟
: هههههههه اي يجي
،
إبتسمت لتخرج من المطبخ وترتقي الدرجات لتذهب الي غرفتها الرائعه !
فوالديها فاجؤها بغرفه جميله حديثاً !
تشعر أنها محظوظه ومدللة كثيراً
لانه الفتاه الوحيده في عائلتها
لديها مهند وهيّ وعبد المحسن وأنس الصغير وتشعر ان والدتها حامل وتتمنى انه صبي ليتم دلالها !!
ضحكت على تفكيرها السخيف
وغيّرت ملابسها لتخرج وتنتظر إبنت خالتها مريم التي تكبرها بعام !
والدتها وخالتها امل ومعهم راجح ذهبوا الى المدينة فجراً وسيأتون يوم السبت بإذن الله
وستنام عندها للترفية عن نفسها هي وأخوتها ..
،
رررييييمممممممااااااا
قالت بضجر : نعم؟
وهي تنظر لأخيها عبد المحسن ممتلئ الجسم وذا الوجه الدائري المليئ بالنمش الذي يصغرها ب3 سنوات
: ابي من الكيكه اللي بالثلاجه !!
لتقول بملل ؛سويت لكم ثاني انت والعيال يالدبوب
،
كانت هي تجلس في الأريكه الموضوع في الصاله الواسعه والتي تحوى اثاث يدل على ثراء هذه العائله ..
اقترب منها ليقوم بغرز اصابعه في يديها اللتي تعبث في هاتفها : تقولين دب مرة ثانيه لا اذبحك
صرخت : يازف وخر! والله علمت أبوي عليك
أبعد يديه ليقول بسخرية : دلوعة أبوها انقلعي قولي له
لتصرخ بغضب: ففارق !
إبتعد منها وذهب الى الخارج !!
وهو يتذمر !
تحسست مكان اظافرة اللعينه لتقول : احح يوجع !
،
نظرت الى ساعه هاتفها : بيذن المغرب ومريم ماجت !!!
إنفتحت باب الصاله لتدخل وهي تلهث
اقتربت منها بفرح : مابغيناااا تجون !
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،
يجلسان في غرفه الجلوس المخصصه للرجال وهما يتحدثان بنهم عن المباراة اللتي ستبث بعد نصف ساعه
: والله اتوقع هلالية بإذن الله
: بإذن الله ، بس مستوى الهلال اخر شي ززززففتتت والمدرب فاشل يقهر والله لو يطير افضل
: والله صصصصادق ، بس فلللوووسسسس عشان كيذا جالس
قال بغيض : اي هذا اللي يقهر !!!
،
دخلت الخادمة وهي تحمل صينيه تحوي القهوة والشاي والكعك!
: الله الله وش هالدلع؟ مااذكر خالتي امل فيه
ضحك مهند ليقول : هذي ريما راضيه علينا اليوم ومزينته
وضعته لتخرج للخارج ..
: ياثوور اصبر بيجي محمد وناكل مرة وحدة
قال عمر وهو يتلذذ بطعم الكعك: اقول انقلع انا وياه هالمحمد ناشب لي بالبلعوم ، صب صب قهوه بمخمخ ..
: مادري متى بتعقلون !
: اناااا عععاقل بس هو مدري متى يكبر !
ارتشف من القهوة بتلذذ ليقول : ليت اختي مريم تتعلم من ريما هالزين !
قال بسخريه : ترى مرة بالسنه تسويه ولاا بعد تجلس تتمنن
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
،ليكمل: قرب بس اذا جاء محمد له رزقه .
،
اهتز هاتفه ليخرجه ويقول: هلاا خالد
: عمر عادي اجي ببييت خالتك احس مالي بالاعراب مكان !
قال بأستخفاف : اصبر بشاور المعزب ليتلفت الى مهند : خالد بيجي عادي ؟
أشر مهند بمعنى ان يضع الهاتف سبيكر !
: تعال لا اهفك باللي عندي
اتاهم صوت محمد من بعيد : عجزت وانا اقنع به راس الثور !!
ضحك : طططيبب الحين بنجي انا ومحمد مرينا المعارض وشوي وجايين
: اي بسرعه تعالوا قبل لا تبدأ المباراة
: طيب فمان الله
،
اغلق الهاتف
: اخوانك مالهم حسّ
: ماتعرف اخواني ؟ اذا جوا بيتكم ينسون انفسهم من كل حدب وصوب لعبه !
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه وانت صادق !
،
دخلن في هذا الاثناء الفتاتان ليقول مهند بملل: وش تبغون؟
تجاهلت كلامه لتقول : بس أنتم هينا؟
: لا بيجي محمد وخالد صديقهم فَ من غير مطرود !
قال عمر بضيق : يالله الباب
،
كانت ريما سعيدة لسبب ما !
اقتربت من الكعكه لتقول لعمر الذي بدئ يأكل : عمر شرايك؟ وبعدين اصبر لمين يجون كلهم!
: حلو .. علمي مريم
ليقول مهند بغضب : ريما شقلت انا؟
: طيب ترى انا مسويته لا اخليك ماتاكل
رمى الوسادة علية ليقول بغضب: أنقلعي تجاهلن حديثه وهي تستقيم لتذهب الى مريم التي دخلت الى دورة المياة التي تقابل الغرفة !
وتنظر الى وجهها في مرأته : يالله امشي نتقهوى
تثاوبت : يالله ، بس بزين شعري وجايتك اسبقيني
،
،
امّا هيّ قد حلّت ربطه شعرها لتعيد ربطه من جديد لانها لم تحكمه منذ قليل ،
عندما انتهت فُتح باب الخارج ليدخل الاثنان
، وقعت ناظريها عليهم !
لتركض للداخل
سيقتلها عمر!
،
،

دخللاا ..
والجميع صامت !
سِلم على مهنّد بحفاوة !
وجميعهم متجاهلين ماحدث !
وعُمر يقضم شفتيه بحنق !
: الله وش هالزين حلاا وحركات ؟؟
ضحك مهند : يالمشافيح تقل ماعمركم ذقتوا حلاا
اجلسوا اجلسو اصب لكم قهوة ..
جلس الاثنان ملتمين حول بعض ..
سأل مهند: وش صار لقيت اللي يعجبك ؟
: اي لقيت الحمدلله بس هالثور يقول وش تبغى فيه
قال مهند بلا مبالة : ماعليك منه اشتر اللي تبي
قال خالد وهو يقضم قطعه من الكعك : بدينا بالغلط مهمد تراني ضيف !!!
: ضف وجهك اقول ليسأل: وش لقيت موديل؟
محمد بحماس : لقيت موديل 2011 و 2012 كلهن زينات ووكاله والقصد 1000!
: 2011 ,2012 كلهن القصد1000؟
ألتفت لعمر ليقول : ايه
اكمل : اجل اشتر 2012 بالررراااحة ازين لك وافضل
:والله يامحمد لو تشتري الكامري البيضا على قدك وبعد 2012 !!.
قال بضجر : خالد تراك صجيت راسي انا معجبني الربع معجبني خلك على جيبككك ازين لك
قال بحزن : اه لو على كيفي كان شاري الكامري البحريه بس ابوي عشان عائلتنا المتشعبه وش ييكفيهم
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
: احمد ربك اقققووول
: الا عمر شصار على سيارتك؟
: والله يامهند وديناه انا وخالد الصناعيه قبل يومين كيذا قال المكينه خربانه ويبي له وقت يعني ان شاءالله الشهر الجاي بتصير ززابطه
،
قال خالد بفخر : اي ياعمري انا اعرف راعي البنشر لعيوني سوا دسكاون
مد عمر قدمه ليضربه ويقول : قل....
: ههههييييه ياح...
قاطعهم محمد قائلاً: بدت المباارة !
،................................................ ....

تنظر الى الغرفه بتمعن وهي تقارنها في غرفتهها! اللتي يشاركها إخواتها جميعاً
هه !
لا وجهه للمقارنة ابداً!
نظرت للوجها في المرأه وفكت ربطه شعرها ليتسلل شعرها الطويل بنعومه !
هي ليست جميله مثل ريما ! اللتي تملك بشرة رائعه وعيون جمليه !
وليست كاحياتها المليئه بالسعاده !
تمتلك ابوين رائعيين !
وغرفه جميله جداً
لها شخصيتها وهي ..
بملامحها التي لا تعجبها وحتى إن سمعت إطراء يخصّها! وبذات شعرها!
ويتمها ! ومسؤليه
وَحظها التعيسس و و و !!!
شعرت بإن قلبها ينقبض بصورة مؤلمه !
رفعت شعرها وشكلته بذيل حصان بأهمال
: مرييم ماقلتي لي شرايك بغرفتي ؟
وهي تحمل الطبق الذي يحوس الكعك وخلّفها الخادمه تحمل الشّاي والقهوة !
تجرعت الضيق لتقوب بإبتسامه : حلوة ماشاءالله ..
وضعت الخادمه الشاي والقهوة !
وجلستا في جلسـه خاصه !
لتباغتها : وش الموضوع اللي قلتي بقولك مهم ! متحمسه !
توردت وجنتيها لتقول : اصبري مريم خلينا نتقهوى وبعدين أقولك !
نظرت بتمعن : لاا شكله الموضوع قوي ولاا ؟
ضحكت برقه : شوفي بقولك بس يعني .. مادري احسني استحيت !
ضحكت : لا ريما الموضوع قويي شوي وش اللي يخلي ريما تستحي !
: ترى ماأقول تأدبي!
:ههههههههههههه طيب بتأدب !
عِضت شِفاها وهي تسبل أعينها برقه : أنا .. احـ..ب!
نظرت بصدمه : أمّا !!!!!! من ؟
وضعت يديها على وجهها بإستحيا : توقعي ؟
تعدلت في جلستها : وش أتوقع قولي أخلصي
إبعدت يدّيها لتقول : مريم يالله توقعي !!
: طيب من يعني من عيال خوالي ولا من عمامك؟
: لاااا عيال عمامي كلهم كبار ومتزوجين .. من عيا خوالي
: راجح ؟
:لأ .. أخوة
: فهد ؟
: برضو لأ
شهقت بصدمه : مححححمممدددد؟؟؟؟؟؟
: إي !
: لا ريما لا تقولينه مالقيتي إلا محمد ! محمد !
قالت بإعتراض : ليه شفيه محمد ؟ والله إنه أجمل عيال خوالي وفوق كييذا ياربي يعني مدري يجنن
: قال إيش قال أجمل عيال خوالي ! مالقيتي الا محمد ياريما !
: أف منك يامريم .. انا ماقلت لك عشان تسبينه!
: لا بس يعني .. منصدمه.. والله راجح اشوى منه بس محمد .. لو تشوفين شلون راجح يعاملني وشلون محمد يعاملني تشوفين الفرق !:
: الحين انا وش إبي فيك واللي يعاملك زين هههه لتردف بيأس : بس تدرين والله يعني أتمنى محمد يعاملني على الأقل زيك !
إستنكرت قولها : شتقولين إنتي ؟ والله مجنني فوق ماتتصورين لو إتكلم من هينا للسنه الجايه ماراح أوفي !
: إدري .. واصلاً من يوم وحنا صغار كان يحب يزعجك .. ويقعد لك بالكلمه
: هذا إنتي أعترفتي ! ترى محمد يكرهني والله ي ك ر ه ني !
: بس انا ولا ششي .. ولا ششي يعني لا خير لا شر كأني ماني موجودة
..
لم تعلق ..
لتردفت : والله مرات أحسدك !
إزدرئت ريقها !
أ تحسديني ياريما على هذا ؟
ماذا لو .. أخبرتك بالأشياء الكثير التي أحسدكِ عليها !
لسقطتي صريعه !

.............................................
،
ودّعهم وهو يتذمر ويرد على إتصالات والدته
: هلا يمه ؟
: وينك ياخالد قايله لك الساعه 7 ونص بنروح !
إستقلت سيّارته : جاي جاي يمه بالطريق !
!
إتجه إلى بيتهم !
وركن سيّارته الجيب ، وإتصل على والدته لترد !
وتخرج هي وإخته
: ساعه على ما تجي !
.. تجاهلها: ، شلونك يمه ؟
: بخير يانظر عيني ، وين كنت ؟
: رحنا للمعارض انا وخوّيي محمد وبعدين رحنا لبيت ولد عمته ولد جارالله ال .. ويصير ولد خاله عمر
: اي عرفتهم ! ووش عندكم؟
: عشان المباراة
: من فاز خالد؟
قال بغيض : تعادل!
لتكمل والدته : ووشلونه عمر وأخوانه ؟ عسّاهم سلوا؟
تنهد بضيق : والله يايمه مدري ..بس تحسّين انهم مشتتين ! وتدرين وش مشكله عمر !
انه عنيد وراس يابس وعزيز نفس ! تدرين كل صبح وش يقول لي؟ ادري ازعجتك ومدري إيش يحسسني انه صدق ثقيل علي وهو والله ماهو ثقيل علي ! وصح بعض الأيام يضطر يقول لي أرجع خواته معي ! والله ينحرج مرة !
لتقول بحكمه والدته : غصب يانظر عيني لو يحس ويقولك اللي عزيزة نفسه مايحب يتشحد من الناس لو كان شي بسيط ، بس ماطلب منك انت هالشي الا انت غالي عندة ، وانت احتسب الأجر وودايم قلّه انا خويك لا جار الزمن غليك ..
: إي والله أقوله ، بس مايفهم
:مالومه . والله لا يحطك محطه متحمل مسؤليه من صغرة !
: ولاا يمه بعد يبي يسكنون ببيتهم ومعند!
:ووليش؟
: وشلون ليش يمه ؟ مسؤليه اكبر عليه !
تنهدت : الله يعينه بس ، تدري انه ابوه صديق خالك سعود ، الله يرحمهم جميع
: امين
،
كانت منسجمه في هاتفها تُحادث صديقها سما بحماس لتقول فجأه : عاد سبحان الله مريم دايم اشوفها بالمدرسه ومأحسبها هي يعني بنت سحر مرة نسخ منها ماشاءالله وارثه منها جمال شعرها مُلفت بشكل وكلها اصلاً حلوة تنوكل ..ومرة هاديه ماينسمع صوتها، وسكتت!
وأكملت دردشتها مع صديقتها بحماس
،
وكأنها ألقت كلامها ليكون سهم في قلبه ..
وهو يتذكرها في صِغرها !
ويتذكر ماحدث منذ قليل !
هو لم يرى إلا ظِل أسود!
أكان شعرها الطويل المُلفت ؟
استغفر بصوت عالي !
انه أخت صديقك !
مابالك خالد؟
انها صغيره اتفكر بِها هكذا؟
ماذا لو عمر فكر بأختك اسيل ؟
اترضى؟
وهو ينظر الى بيت جدّة الذي يقترب شيئاً فشيئاً ،

: أستغفرالله وأتوب إليه .. يالله أنزلوا!
نَزلت والدته واخته لينزل معهما متجه الى قسم للرجال !
،
،
ماأن دخلن للداخل لتمسك بيدها بغيض : وش الكلام اللي قلتيه مشوين؟
قالت بدهشه وهي تبعد يد والدتها ببطئ : شفيك يمه بسم الله ! وش قلت انا؟
: لا تطرين البنت عند خالد لا ببخير ولا شر تفهمين ؟
: يمه اعصباك ! عادي ماقلت شي !
؛ تمدحين البنت قدامه وماقلتي شي؟ لا البنت ولا بنات خلق الله لا تمدحين احد قدام اخوانك عيب اكبري وأعقلي !
وتركتها ، وحيدة امام المدخل تفكر بكلام والدتها بدهشه!
،
هي لا تعرف ماذا ترمي إليه والدتها بالضبط!
ولكن والدتها مُحقه بماتقول!
هي تدرك عقل الرجل!
حتى ولو كان مُجرد مراهق !
لن تترك عقله لساعات ، أو لأيّام ! او حتى لسنوات!
........................................
.
.
تمّ
(‏- ذلك الشعور الذي عَبرك مُسرعًا ،
‏سيبقى للأبد .)م.ق

الريم ناصر 07-06-18 05:30 AM

الفصل الخامس
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
،
الله صلّ وسلم على نبينا محمد ❤
،
الفصل (الخامس)
.
.
.
.

يجلسـون في الغرفه المخصصه للرجال !
هو وزرج خالـته وأبناءه !
محمد وخالد .. قد ذهبا مُسبقاً
إستفسر أب مهند : يعني راجح عطاك سيّارته ؟
أجاب : آيه أفضل ماتصير واقفه
ليسأل : ووش صار على سيارتك ؟
قال : وديته البنشر .. وتتصلح ان شاءالله
: زين .. إلا مارحتوا لعمامكم ؟
جواب بنفـي : لاوالله .. مافضيت
: عاد لهم حق !
: إنقطعت علاقتنا بعد وفاة إبوي .. لاهم يجون ولا حنا نجي ! بس بعز امي يمكن خمس دقايق وراحوا !
:مشـاغل ياعمر !
إجاب على مضض : يمكن !
ليقول بتبرير : بس إبوك الله يرحمـه .. حط هالحاجز بينه وبينهم
ليكمل : وهمّ أعجبهم الوضع .. وبعدين اذا جيت الصدق أبوي أخوهم من ابوهم يعني بعيد شوي
: لا ماهو بعيد ..أبوك اللي خلاة بعيدةً!
ليقول بنزق : الحيـن إبوي الغلطان ؟
تنهد لينظر له : إي هو الغلطان ! لانه سحب نفسه منهم مرة وحده وفوق كيذا كان مايجيهم الا بالسنه مرة بالأعياد .. طبيعي بيلهون عنكم !
إعتدل في جلسـه وهو ينظر لمهند تارة وإلى عبد المحسن تارة المنشغلون بهواتفهم : ماني معك ياأبو مهند ! يعني عشان أبوي بعيد عنهم ... صمت ... ليستطرد : عاد والله زارونا ولا لا ماهمني !
قال أب مهند بصرراحه : عمررر .. الصدق حالتكم ماتسّر الخاطر .. عمامك لو يدرون مستحيل بيخلونكم كيذا !!!!
تدلى فكّه بصدمه : الحين تبيني أروح لمهم عشـان يتصدقون علي ؟
: أنا ماقلت يتصدقون .. بس يساعدونكم جلستكم عند خوالك ماراح تتم طول العمر ! وإنت طالع لي بتسكنون بيتكم وإنت الريال مامعك خليني نكون واقعيين شوي !
!
كان كلامه سكين تجرح قلبه
ولكن .. قال الحقيقه المُرة!
قال بصوت مبحوح : والله لو تطيح الأرض على السماء ماخذ...
: أستغفر عمر أسستغفر !
قالها بحزم !
ليستطرد: إنا والله ماحسبك مثل إبوك !!!!! أبوك الله يرحمه ويغفرله وش فادته عزة النفس ؟ قلّ لي !!!
: مات عزيز نفس !
تنهد وهو يمشط لحيته بيدة : عمررررررر ! مشكلتك إنت وأبوك فاهم عزة النفس غلط !!!!!!!! بغلط!!!!!!!
ضحك بسخرية وهو يقول : وش عزةً النفس ياأبو مهند؟ قلّ لي !!!
!
ياألهـي أعني على هذا العنيد !

قال : شف عمر إنت لا سيارة معك ولا قرش معك مافيها شي لو رحت لعمكم وعطوك وعشت بحال أفضل ! وعزة النفس هذي ماهي بفايدة بكرى اذا كبرت وربي قدرك وصرت ميسور الحـال هكالوقت ماراح تنسى جميلهم ! ويمكن إتوقع مية بالميه بترجع الفلوس ! وأبوك الله يرحمه كانوا يحاولون يسعادونه يحاولون يحاولون بس يصدّهم بكلّ مرة بكل مرة ! بعدين هم إستسلموا ! والحمدلله إبوك ماعليه دين بقدرة قادر ولكان أكلتها الحين !
!
أجاب : مستحيل مستحيل باابو مهند .. مدام أبوي ماسوّاه انا مستحيل أسوي .. انا يمكن ماتعرف عني هالشئ اعرف وين اصرف فلوس .. وربك كريم !
: إدري ياعمر ربي كـريم .. بس إنت أعمل بالأسباب !
أجاب بثقه : ومن قال إنك ماراح أسوي الأسباب مابقاش ادخل الجامعه تنزل لي مُكافأة ومع الضمان .. وإحتمال أدور شغل وتزبط الأمور لا تخاف ! !
إعتدل بجلسته بزنق : يصير أذبحك ؟؟؟؟
ضِحك بقوة : افا ليششششش ؟
لم يعلق !
ليستطرد : ماعليك ياابو مهند بتنحل !
: ياعمر تعرف غلاتك بقلبي مثل عيالي والله ! وبحاول فيك لمين هالراس يفك التعنيد !
: ماعليك ماعليكككك ياببو مهند بتنحل!
تنهد : الله كرييممم. !
!
تنهد بضيق !
وهو يفكر كيف وكيف ..
سيحيّا هو وأخوته غداً وبعد غد ؟
...................................

: يالله فهد بس هاللقمه عشاني خاطري !
قالتها بنبره مكسوره
ولكن صّد بضجر : يمه من مشوين وانتي تقولين هاللقمه خلاااصص ممابي !
وضعت الطبق في الارض وهي تتنهد بضيق : بكيفك .. لتردف : طيب بروح اجيب دواك خلاص
عقد حاجبيه بضيق : مابي يمه شبعان الحين
؛ بس لازم بعد ..
: يييممماه تكككفين
: خلاص خلاص !!
!
إستقامت وهي تحمل الاطباق وتتجه إلى المطبخ وعقدة بين حاجبيها لم تفتك
حاله ولّدها تضيق ذرعاً بها وهو ! لا يهتم ..
تنهدت وهي تغسل الاطباق بتمهل
؟
إعتلت نبرة جوالها محدثه ضجه أفاقتها من سرحانه
ردت بهدوء : هلا عزيزة
رد الطرف الاخر بهدوء : هلا فيك نورة . وشلونك وشخباركم ؟
: والله كلنا بخير ، إنت وشلونك وشلون عيالك ..
: الحمدلله بخير ونعمه ، وشلون فهد ؟
قالت بضيق : اهه هالفهد شلونه ماغير عاقد النونه وبس ساكت .. مضيق صدري ياعزيزة !
: الله يهديه ، ماتكلم من اللي ضربه ؟
: لا والله ، وفوق كيذا ذابحني ماياكل زين ولا يشرب غاثني والله ...
سكتت ونبرة بكاء إستوطنت حُنجرتها ..
قالت أُختها بهدوء : لا تنغثين يانورة هذا هم العيال الله يهديهم غصب بيملّ وفوق كيذا كل يدينه مجبصه ماينلام
: انا مو لايمته بس مدري من مسوي فيه كيذا مادرييي ،،
: تدرين ولدك يبي له شدّه ، ازعلي عليه يوم يومين
: ماورى جابر بس ماينفع
: حنا بلانا جابر ، دّلعه دلع وبعدين شدّ عليه
: وش أسوي طيب وش اسوي؟
قالتها ببلا حيله
: شدّي عليه مثل ابوه يشوفك ترخين له الحبل وترحمينه بيزود خليه يحسّ
: مااقدر ياعزيزة ،
: مرة مرتين ثلاث بتقدرين ان شاءالله
: ان شاءالله ..
: وعيال سحر شلونهم ؟
قالت بضيق : لا تذكرين فيهم مرتاحه انهم رايحين بيت سارة وأردفت بصوت غليظ : ررراحه وهدوء
: ياعمري والله ينرحمون الله يكون بعونهم
؛ يختي الله يفكنا منهم
قالت اختها بتعجب : نورة وشفيك عليهم؟
؛ بععذذري ياعزيزه بعذذري
: وش اللي بعذرك يانورة! هذولا إيتام خافي ربك ، وأستطردت بحدّة : كلنا ندري ان بينك وبين سحر مشاكل الدنيا ويوم ماتت تقومين تتسلطين عليى عياله !
: وش عز..
؛ تحسبين ماعرفك يانورة ! هذولي إيتام لا تخلين الشيطان يوزّك ! إنتبهي سحر ماتت والله يرحمه ويغفرله ! ارفقي بعياله يانورة حرام عليك
قالت بدفاع: وش فيك قبيتي علي اكبر حقوقي اني ..
: وش حقوقك وشششي؟؟؟
قالت بصوت غاضب ..
صمتت لتقول بتردد: انهم مايعيشون عندي اني ارتاح ماني متعوده على الصجه ، والله لو تشوفينهم الضحى البيت ماينظف!
: الله وأكبر عليك يانورة الله أكبر ! احمدي ربك واشكريه على نعمه اللي ماتعدّ ولا تحصى احمديه واشكريه ، تخيلي لو من غير شر غفت عينك وعيالك صاروا عند أهلي ومرت فيصل تسوي بهم سواتك ترررضضضيين؟
قالت بخوف: لا بسم الله علي
قالت : شفتي ! ، ارفقي بهم وأحتسبي الاجر والله بتلقين الخير قدامك ، يمكن ربي يرزقك باأشياء من سواتك ، شوفي فهد يمكن من سواتك ربي وش سوا فيه ..
،
شعرت بكلام إختها سِهام تعيد لها وّعيّها لتكمل بأصرار : والله اذا انتي بتكبرين الموضوع بيكبر واذا بتصغرينه بيصغر حطي ببالك انهم مثل النسمه ويبذكرونك لمين يكبرون ، واذا حطيي ببالك انهم ازعاج وصجه ولجه بيصير ، خليهم يدعون لك مايدعون عليك سمعتيني !!! وعيني عيالك ورجلك على الخير ، شوفي سحر الله يرحمه وش لقت ؟ ماأقول الا الله يغفرله ..
: والله كلامك صح ياعزيزة ، وبحاول قد مااقدر والصدق سحر قبل لا تموت جت واستسحمت مني
: شفتي كيف ابن ادم ضعيف ، واحمدي ربك على العافيه والنعمه، واذا قصدك الشغل قولي لجابر يجيب شغاله ، حتى حماتك على وجه زواج بترتاح !
: إي والله صادقه ، الله يجزاك خير ياعزيزة غصب الشيطان..
: داريه ياعيني ، بس الواحد يحاول ابن ادم وش يبي من هالدنيا غير الذكر الحسن صح ولا لا؟
قالت بصوت مبحوح: صح صح .. بس مدري وش فيني هاليومين النفسيه على راس خشمي ..
: اقري قران كثير وصلي الوتر ، وادعي ربي يسخر لك جابر وعيالك ويحنن قلبك على عيال سحر بالدعاء كل شي يتحقق !
: اي والله مقصره بحق ربي ، بإذن الله اني بصلي ، وٓ

،
: يمه
؛هللاا محمد هينا ، يالله عزيزه أكلمك بعدين هذا محمد جاء ..
: مع السلامة
،
دخل الى المطبخ وهو يحمل كيس الادوية التي وصتها عليه والدته
: جبت اللي قلت لك؟
أجاب بالأيجاب
سألت : تبي عشا؟
: إي والله ياليت
: رح للمجلس الحين احط لك ..
ذهب الى غرفه الجلوس وجلس امام التلفاز وإخيه فهد ينظر الى السقف بملل !
قال بعدما وجه ناظريه له
: ياخي ياحظك تطلع وتروح مّليت ..
نظر إليه بنظره غاضبه : اللي من إيده الله يزيده
قال بتوتر : شقصدك؟؟؟؟
رد بنزق: قصدي اللي قصدي ..
،
عقد حاجبيه بضيق وإستقام ليذهب الى غرفته ..
على دخول والدته وهي تحمل العشاء
: على وين فهد
قال بضيق : بنام
وتهرب من عيني اخيّه التي تُراقبه بحدة !
: اصبر لاتنام بجيب دواك
: طيييب ، وخرج
،
جلست والدته أمامه وهي تضع الاطباق بهدوء
تنهدت وهي تفكر بكلامه أُختها بتمعن
وهو يأكل بهدوء
: محمد ..
: هلا يمه
: تحسّ إني قاسيه مع عيال سحر؟
عقد حاجبيه : وش مناسبه هالسؤال ؟
:ممادري ، الواحد يسّوي الشي ويندم بعدين بس غصب علي مادري هاليومين مدري وش فيني ..
وبكت !
شعر إن اللقمه لسيت سوى زقوم إبتلعها على مضض ليقول : يمه وش فيك مايحتاج الوضع انك تبكين !
مسحت دموعها وهي تقول: والله مدري وشفيني تو دقت علي عزيزة تقول إنتي قاسيه على عيال سحر ، نظرت إلى عينيه لتكمل بحزن : بس وش أسوي غصب علي مدري وش فيني هاليومين ..
قام من مكانه ليجلس بجانبها وهو يمسك بيديها وهو لا يعرف ماذا يقول بالضبط: يمه طيب حاولي تصيرين طيبه وو... ي..
: بحاول بحاول ، لتردف بنبرة مكسورة: فهد ماقالكم من اللي ضربه ؟ انتم عيال وتفهمون بعض ..
قالت بتنهيدة وهو لا يزال ممسك بيديها : لا والله حتى سئلنا خوياه بالمدرسة مايعرفون وعزوز ولد خالتي يقول مادري !
إبعدت يديها عن يده الدافئه وهي تمسح عينها بقوه لتقول : الله يهديه ماغاثني غيرة ، قم كل ياعيني نشبت اللقمه بحلقك قم ،، وأستقامت لتقول: بروح انام واذا طلعت بس حط الصحون بالمطبخ وطف اللمبه !
وخرجت ..
تنهد ويشعر بإن شهيته إنسدت بسبب بكاء والدته ..
فعل ماطلبت منه دون إن يكمل عشائه ..
وذهب الى الأعلى وتحديداً غرفته
.. البيت هادئ على غير العادة .. !
دخلها وهو يرى إخيه لازال مستيقظ
قال بضجر : فهر خفّ على امي شوي تراها منغثه منك ..
نظر إليه بملل واغمض عينيه يحاول النوم ..
تنهد بضيق واستلقى على سرير هو الاخر ..
،
......................................………… ……
،
،
إحتملت الألم قليلاً .. لتقول لمياء التي تذاكر دروسها : لميـاء انزلي قولي لعمر مريم تبغا الصيدليه بسسسرعه !
تمللت في جلستها : إنتي روحـي !
عقد حاجبيها بغضب : إنتي ماتنفعين يعني ! اقولك أنزل وإنتبهي لصوص وسلومه بسسرعه !
إستقامت وهي تشتم بداخلها !
!
وهي تتلوى من الألـم !
مرت إجازة نهايه الاسبوع من أفضل ماكان!
قضت وقت ممتع بصحبه ريما !
وعاد الروتين من جديد .. خالاتها لازالت لم تُقلع طائرتهن حتى الان .. وسيكونون على وصل في الساعه الحاديه عشر ..
!
كتمت صرخه .. وهي تنتظر لميـاء ..
أتتها لتقول : يقول إنزلي .. بس ترى الجو مطر برى إنتبهوا !
أخذت عبائتها ونزلت للأسفل
و ذهبت الى غُرفة جدتها السفليه لتخبرها
لتطل عليها بإبتسامه ..

: جدتي بروح للصيدليه تبين شي؟
:لا ياعيني ، وش تبغين بالصيدليه؟
عقد حاجبيها بإستحياء لتقول: هذيكي جتني وابي..
قالت بإبتسامه : طيب معك فلوس؟
وإخذت شنطتها التي بجانبها واخرجت المال !
لتعارض بشدّة ؛ لا ججدتي والل
: اقولك خوذيه ولا زعلت
: والله جدتي اكيد عمر مع...
: اقولك خوذي والله لتاخذين ، اشتري اللي تبغين وزياده اذا فيه شي ناقصك
: بس
: لا بس ولا شي خوذيها
إخذتها بحياء شديد .. وقالت بصوت هادئ: شكراً جدتي
وخرجت مُسرعه
،
كانت تجلس في غُرفتها اللتي في الطابق السفلي
وذاكرتها تأبى ان تتركها بسلام
،

تنهدت وهي تشعر بألم يفتك قلبها
تفكر وتفكر ..
تفكر بمن رحلوا تاركين ورائهم قلب أو قلوب محطمه
من زِعموا ان الموت راحه لهم ، نعم صدقوا
ولكن لم يفكروا بأن حياة من هم على قيد الحياة هي رؤيتهم
..
زوجها ، وإبنتها وزوجها ،
ومن ستفقد ايضاً ؟ هل هي من تُفقد ياتُرى؟
سقطت دمعه وحيده على خدّها المتجعد تزامناً من صوت حبات المطر التي بدأت تهطل بقساوة
معلنه إن فصل من الشتاء قادم وشديد البرودة ...
وفصل من الاحزان لأبد له إن يأتي ..
مسحت تلك الدمعه وهي تذكر الله في سرّها وتحمده كثيراً وتسبحه بكرةً واصيلاً ...
........................،،،.................... ،............
الساعه العاشرة والنصف مساءاً
.
.



لم تقوى على الحركه وهي تأن وتبكي بجزع!
والمطر والبرد والألم النفسي والجسدي واخيراً .. الخوف
تعيد ماحدث للتو وهي تنتفض خوفاً !
ماذا لو ؟؟
لو حدث شي جعلها هي واخاها أموات؟
ماذا سيفعل كلاً من إخوانها الصغار ؟
ألا هذة الدرجه الموت مُخيف؟
لكن لماذا والديها رحلوا؟؟؟
مُخيف مُخيف !
أنّت وهي تتذكر والدتها الحبيبه وسقوطها امامها
إنّت بنشيج لا ينسمع بسبب صوت المطر الغزير والرياح الشديدة ..
مبتله من المطر والدموع والألم .. والضياع
هي ضائعه بلا إمها
وبلا إبيها ! التي لن تنسى تلك البسمه الجمليه التي تعلوى شفتيه مهما كان المصاب ..
،،
مشاعر إختلطت لديها
من خوف ، وألم ، وشوق لم رحلوا !!

،
كانت تستند على الباب الخـارجي المغلق وتجلس القرفصـاء وهي تمسح دموعها الغزيره وصوت المطر دب الخوف في عظامها ..
وألم اسفل بطنها لا يرحمها !
،
إستقامت بوهن وهي تمشي خطوة وترجع خطوتين من الرياح الشديدة..
اخيراً وصلت الى باب الصاله المزخرف ودخلت لتذهب الى غرفتة جدّتها التي ماإن سمعت صوت الباب حتى نادت بصوت يملئه الخوف!
كانت تظهر نصف وجهها لكي لاترى جدتها حالتها المُزريه
: هلا جدتي
: وشبكم طولتوا خرعتوني ، ومحمد ركض يطلع إحسب فيكم شي
،
إبتلعت غصّه تكومت وهي تحاول جعل صوتها طبيعي : مافينا شي بس المطر شوي كثير ويالله نمشي
: اي الحمدلله ، روحي غيري ملابسك وحطي لك ولأخوانك عشا ،
جاوبت بنعم بخوفت
وإستدارت إلى ناحيه الدرج وهي تحمل الكيس الذي كان سبب ماحدث وايضاً سبب لإحراجها كثيراً وكثيراً
،
دخلت الى غرفه خالتها لتجد إخوانها يغطون في نوم عميق وحتى لمياء معهم ..
غيرت ملابسها ونشّفت شعرها وإندست في فراشها تريد الدفئ ، ولا زالت شهقه تخرج من حُنجرتها واحدة تلوى الأخرى ..
تُريد النوم فقط ،
.......................................
.
.
.

كان يُريد الصُراخ والشتم والركل ليخرج مافي قلبه ولم يجعلها إمنيه فقط بل حقّقها !
ركل مُقدمه السيارة وهم يشتم حظّه : يعني شفت حظ شين اقشر بس مثل حظي ما شفت !
وأردف وهو ينظر الى الاثنان اللذان ينظران له بقلّه حيله : كنت مخطط الشهر الجاي تزين سيّارتي وارتاح ونسكن بيتنا بس بس ...
وركل بقوه : كل شي بحّ كككككلللل شششششييييي
مسك رأسه بكلتا يديه ليقول وعينيه تحمّر بشدّه : ليش حظي كيذا؟
،
يتسأل ويسأل الاثنان ..
خالد أمامه ومحمد خلف في المرتبه الخلفيه ..
يجلسون في سيارة خالد على جانب الطريق والمطر بدأ يخف تدريجاً ..
يجلسون بلا قلّه حيله ..
لم يجدّ جواب ليتحدث مكملاً : أخر 15 ريال تو راحت كنت مخطط لكل شي كنت .. الحين انا ازين سيّارتي ولا ازين سيّارة راجح اللي توي جاي ومبسوط؟؟؟ ششششلللللووون بقابل وجهه ششششلللللوووونننننن؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟
قال خالد بهدوء خِلاف ثورة صديقة : ترى الضربه ماهي بقويه عمر يعني تتصلح وأبشرك بعزّك نعيم ونعاون واللـ..
:الحين كنت مفكر الالفين الجايه اضغط على نفسي واخواني واطلع سيّارتي ونرجع لبيتنا وبعدّها اشتري لاخواني كل اللي يبون ،، الحين ناصر يبغى حليب وسلومه امس جايه تقول ابي ملابس جديد ولمياء و.. مريم ...
،
نظرا الاثنان الي بعضهما بريب
وكأنه يتحدث الى نفسه ليس لهما
يخبر نفسه بإن قليل حظ ، بإن الحياة لا تأبى ان تعصفه بلا رحمه
للتو خرج من موت محتمّ لولا لطف الله !
لتأتيه مُصيبه بحادث الذي اعدم كيان السيّارة التي كان يحلم لو كانت له . ..
هدئ وهو ينظر الى الاسفل وكأن ثورته لم تكن
ليسأل مخبراً نفسه : ليش أنا؟ لينظر لهما: صدق عيال ليش أنا؟
،
الذي في الخلف لم يحتمل إن يراه هكذا اقترب منه ليقول بغضب : عمر وش هالكلام؟؟؟؟ كل شي مكتوب ومقدر لا تقنط من رحمه الله !!!
ليأتيه ردّه بصوت جريح : هذا اشوفكم كل واحد مرتاح بحياته إنت ، وهو يأشر عليه ليكمل : يامحمد إمس شاري سيّارة من أحسن السيارات هذا بجلس سنين إحلم فيها
وإنت .. لينظر الى خالد : عندك كل شي ومن إحسن مايكون .. وشتت ناظريه ليقول : انا مأحسدكم والله بس اقول ليش انا؟
.
.
قال خالد بهدوء : عمر ربي اعلم وأدرى ربي مايختار الا الاحسن والافضل لكل شي يمكن لو واحد مننا صار اللي فيك يمكن .. يمكن ماتحمل ، بس إنت لك قدره تتحمـ..
قاطعه بتهكم: ومن قال لك إني اتحمل ؟
لينفض يديه ويردف بحدة: طاقه التحمل خلاصصص، صصصفر صصفر
تحدث خالد : طيب طيب عمر انت حظك اقشر وخايس وانت مقرود وكل شي طيب وبعدين وش بتستفيد من هالكلام ؟
قال ببساطة : اعترف بالحقيقه ..
،
إنقض عليه محمد وهو يمسك بكلتا يديه بياقة ثوبه ليقول : عمر والله اذا قلت هالكلام ماهو بصاحلك بدال ماتجلس تتحلطم على قلوبنا احمد ربك إنك طلعت سالم من حادث احمد ربك إنك للحين عايش واختك عايشه ..
إبعد يديه ببرود ليقول : جاي تنصحني وابوك سارق فلوسي ؟
عض شفتيه لينقض عليه بقوه ليكمل: ابويييييي ومارضى إنك تتكلم عليه لو بكمله لو هو غلطان تفففهممم؟؟؟
قال بصراخ: وخر وخرور
: خلاص ياعييياال مالكم داعي وخروا عن بعض !! إبعدهم بقوة وهم يكمل : ماهو وقت هواشكم إبد إبد !!!
عدل ياقة ثوبه ليقول : عشان مايسوي فيهـ...

رّن هاتفه رأى المتصل ليرميه في حضنه !
وسأل: مهند صح جاب خالاتي؟
جاوب بهدوء : إيه ..
وأردف : بنزل يالله بروح معك للبيت
وكأن ثورته لم تكن!
،

كان هاتفه يرّن بإلحاح ولم يأبه ..
حتى سكت فجأه ليرن هاتف الاخر
ردّ : هلا عمتي .. ايه ايه .. طيب دقيقه ،، نظر الى عمر ليقول بهدوء: عمتي امل تبيك
قال بإنزعاج : وش تبي؟
: مدري!!
أخذ الهاتف ليجاوب بملل: هلااا
أتاه صوتها المهتز والخائف لتقول : عمر مريم تعبانه تعال خذها للمستشفى
سأل بملل: شفيها؟؟؟
قالت بخوف: حراراتها مرتفعه ويدّها توجعها مرة وتورمت .. إخاف كسر
قال وهو يطمأنها : هذي حرارتها ماتخف ابد كمدّيها ويدّها حطي عليـ...
لتصرخ: عمممر البنت بتموت عندي اذا مانت جاي خل محمد يجي
تنهد ليقول : طيب طيب جايين انا ومحمد ..
إغلق ليمد له الهاتف وهما يترقبان ماذا سيقول : إختي تعبانه وديني محمد للبيت نودّيها للمستشفى فاضيه تتوجع علينا ..
ليقول خالد بدفاع: عمر ترى الضربه كلها على الباب اليمين يمكن جايها شي
: مدري ، إنت توكل خالد حنـ..
:جاي جاي معكم
: اق..
:محمد إنت رح للبيت انا أودّيها
قال بإستسلام : اوكيه ..
عارض هو بشّدة: خالد والله شُغلانه انت رح للبيـ..
: انزل محمد يالله بنمشي ..
إستسلم عمر ..
وخرج مُحمد الى سيّارته الجديدة التي بجانبهما ..
،
وهو مستغرب من إهتمام صديقه !
رفع كتفيه بلا مُبالاة وإتجه الى البيت ..
....................................
،
لم تعلم عدد الساعات او الثواني التي نامت فيها أو حتى لم تنم .. إيقظها ألم مروع أقل من يقال عنه !
ألم جعلها تشهق باكيه !
جعل خالتها التي ترتب إشيائها بهدوء تفزع : مممرريم شششففييككككك؟؟؟؟
!
إزرق فمها لتنتفض خائفه وتقترب منها : مريم شششفيك؟
كانت تمسك بيدها اليُمنى : ييـ..ـدي يـ..ـدي يمه توجع
: بسم الله وشفيها ؟ يمكن نايمه عليها ولا ..
إحتمال خاطئ فوجهها مريع وهي تتألم
: اه مدري .. مدرـ..ـي لتتذكر فجأه : اه الحادث
مازاد كلامها إلا خوفاً لتقول بجزع : وششش حادثه مريم وشفيكم؟؟؟؟
: خالتـ..ي بعدين اه وش اسـ..ـوي
: اصبري ادق على عمر .. نوديك المستشفى يديك تورمت !
،
،
بعد عدةً دقائق كنّ امام الباب الخارجي و ينتظرن عمر ..
إتت السسياراتان جميعاً ..
إشار لهما ان يركبن ..
،
هي كانت تكتم شهقاتها بجزع ..
وخالتها تقراأ عليها وتُرد على عمر تارة..
وإمّا الرابع كان متوتر جداً لسبب يجهله!
،
توقفوا اخيراً امام المشفى الحكومي .. وإلى الطوارئ
،

يقفان امام قسم الاشعه وخالته تسأله ..
: وش صار بالضبط عمر؟
تنهد : كنّا طالعين بنروح الصيدله والمطر صار قوي ونزلنا للصيدليه ويوم رجعنا الدنيا ماتشوفينها من المطر ركبت وكان الطريق فاضي بس إنزلقت السيارة من الماء وماشفت الماصوره اللي قدامي وصار اللي صار .. والضربه كله على اليمين ..
:ياربي ستّرك الحمدلله اللي هذا ولا غيرة ، ومهند جانا بالمطار وجهه أسّود حسيت فيه شي
تنهد ليستطرد: اي بلشت بنفسي ومريم ودقيت عليهم كلهم وقالي انه بالطريق للمطار وماقدر يجي وجاني محمد وخالد .. تنهد ليكمل : مدري وش أسوي.. عاد ب الصباح بنروح المرور ونشوف وش يصير وكم تكلف
قالت مطمئنه : ان شاءالله ماتكلف شي وحنا نعي..
قطع كلامها خروج الممرضه مع مريم التي تمشي ببطئ ..
دّلتهم إلى غرفه الطبيب ليدخلوا
ماعدا خالد الذي يجلس في استراحه الرجال ينتظر ..
،
عدّل منّ نظارتة الطبيه وهو يرى الاشعه من شاشه الكمبيوتر ؛ يامريم إنتي فيكي كِسر للإسف الشديد ، هو شو اللي حصل بالزبط؟
: يادكتور حادث وكانت الضربه على يدّها ..
هزّ راسه ليكمل : حنحوط فيها الجبص وان شاءالله بعد تلات اسابيع نشوف ، وأهم شي التغذيه غذي نفسك عشان تطيبي بُسرعه ، وكتب في الورقه ليكمل: وحتديكي شوي فتيمانات بتئوي عضمك
لتقاطعه: بس دكتور انا عندي فيتامات يعني كان فيني فقر دم والدكتوره عطتني كثير ادويه
:هو باين من وشك انك مافيش دممم خالص!
ابتسمت بخوفت ليكمل: مدام عندكِ اللي بتئولي اذا خلصوا كولي اللي معايا
،،
هزّت رأسه مجيبه بالإيجاب
وغصه تتكوم حول حلقها ..
أمر : ئومي معاي عشان نحط الجبص ..
،

،
بعد نصف ساعه كانت تركب السيارة بمساعدة خالتها
وصلوا الى البيت اخيراً .. نزلن بهدوء
ليقول خالد: بكرى امرك نشوف السيارة؟
قال بحرج: لا خالد انا أدبر روحي .. انت ورا..ك دوام وازعجتك معي
قال بحزم: 8 ونص انا جايك بلا هالكلام اقول .. انقلع يالله ..
إبتسم بخوفت وهو يخرج من السيارة ..
ودخل الى المُلحق ليستلقي طالباً النوم والنوم فقط ..
................................................

12 والنصف ظهراً ..
كان يأكل التمر بهدوء خِلاف مايُشعر به وهو يستمع إلى والديه وجدته وهو يتحدثونه الى سيارته هو ! التي تحطمت في غيابه
: والله اني حاسه امس ماطولو عبث .. امل ومريم راحوا للمستشفى بدون حس مادريت بهم ، بس الحمدلله هذا ولا شي أزود
لتتحسر والدته وهي تكتف يديها : اي والله .. بس عمر منين له يزين سيارة راجح ! والولد بيبلش وراه جامعه ومشاوير !!!
قال والده مؤنباً : والله هذا المكتوب والحمدلله اللي ماهي قويه .. توي شايفه يقول بس الباب اليمين هو اللي متضرر ومايحتاج تصلييحه فلوس واجد ..
لتؤيده الجدة: اي والله الحمدلله ماهي قويه ، والله السيارة فدا بالحديد ولا فيهم ، يكفي مريم اللي طول الليل تولول !
،
حسناً سيقول لكم مايشعر به ..
هو .. يشعر بالشفقه إتجاه ولد عمته صحيح !
ولكن .. شعور بالغضب والندم يتسلسل الى قلبه ويخبرة لو أنه لم يسلمه مفاتيح سيّارتة .. لو أنه ذهب الى المدينه بسيارتة .. ولو .. ولو ..
ولكن لا جدوى من كلمة لو !
إستقام ليقول له والدة : راجح تبي أستأجر لك سيارة على ماتزين سيّارتك ؟
حك حاجبيه ليقول : مايحتاج يبه امشي نفسي لمين تزين
: أخاف ماتزين ياراجح وتطول وانت بلا سيارة ..
هذا ماقالته والدته أجاب: مخالف ولا أضغط على ابوي يكفي سيارتة محمد اللي توه شاريه ، امضي نفسي بسيارة محمد والعيال ..
وخرج ذاهباً الى غرفته ليذهب بعدها الى الصلاة ..
،
: كم تكلف السيارة ياجابر ؟
عقد حاجبيه ليقول : رفض يقول لي عمر ! يقول انا بدبر !
: ومنين له ياحافظ ؟؟؟
جحدتها بنظرة لتقول بهدوء : انا بعاونه بكم فلس لمين تزين أمورة، الولد من النوع اللي مايبي ياخذ من أحد بس بعطيه غصبن عنه !
قال: وانتي يمه منوين لك ؟
: عندي كم قرشين مخليتها للحاجه ..
:. براحتك يمه ..
وهبّ واقفاً ليخرج ..
،
إجتاحها ألم في أسفل بطنها وسُرعان ماأختفىً!!
مابالها هذه الايام ؟
تنهدت بضيق وساعدته والدة زوجها التي أمرتها على القيام وذهبت الي غرفتها ..

.................................................. ...

لم يتقابل هو وراحج بعد !
كم هو مُحرج وخِجل ،، ذهب صباحاً هو وخالد الى المرور من أجل السيارة ومن ثم الى ورشه السيارات ولم يتنهو سوا الساعه الحادية والنصف ضُحى !
وسيارة راجح تُكلف 400 الالف !
لايعرف من إين سيجلب ال 4000 !
كم هو مشتت ، وضعيف ! ..
وافكار سوداء تضرب رأسه بلا رحمه !
حسناً سيعددها لكم لكي يرتاح قليلاً !
اولاً : سيارة راجح التي لا يعلم من إين سيحصل على المال لإصلاحها!
ثانياً : وسيارته هو ! التي تكلف اكثر كيف سَيُصلحها؟
وايضاً تخطيطه ان يعود هو وأخوته الى بيتهم !
واخواته التي يحتاجون اشياء كثيرة !
واخيراً : كيف سيواجه راجح؟

كان يجلس في المسجد الذي بَبعُد عن بيت خواله مسافه 200 متر !
لكي لا يواجه راحج صدفه!
كان المسجد فارغ من المُصلين ماعدا هو والأمام الذي يقرأ القران في المقدمه ..
نظر حوله ليرى المصاحف مرتصه بجانبه أخذ واحد وهو يسأل نفسه متى أخر مرة قرأ فيها القران؟
متى أخر مرة أحدهم حثه على صلاة او قرأة قران !
بعد وفاة والدة وإنتكاسه والدته ووفاتها ..
كان فارغ .. مشتت فقط مُتأهب للمصاب الذي يحدث ..
لا والد يحثه على صلاة لا والدة تخبرة بتعاليم دينه التي سيناسه حتماً إن لم يحثه أحدهم !
هو مجرد مُراهق ..
قرأ بتمهل وهو يحاول ان يخشع
قرأ حتى أحسّ بإن شئ من المطأنينه يتسرب الى قلبه !
أغلقه بإحكام ..
وأسند رأسه على العامود المنتصف في المسجد ..
: مانت طالع ياوليدي الساعه بتقرب الوحده والنص
نظر والى الأمام الي واقف امامه : شوي وبطلع ..
جلس بجانبه وهو يقول ببشاشه وجه : وجهك غريب علي مانت من هالحارة ؟
إحتار فيما يخبرة قال بتردد: اي أول مرة أدخل هالمسجد ..وَ ...صدفه صليت فيه .. و
: قم ياوليدي الحين أمك تنتظرك على الغدا قم !
: لا والله بجلس شوي .. شوي واطلع
: وش فيك ياوليدي عيونك حزينه !
ضحك: عيييوني؟؟ .. مافيني شي ..
: جلستك هذي تقول فيك أشياء ..
تنهد : والله ظروف صايرة لي اقوى مني وهذي الدنيا ..
: مافيه شي أقوى من رب العالمين ، اذا هالظروف قويه عليك فيه رب أقوى ..
: ونعم بالله
: الواحد بالدنيا لولا إيمانه بربه ويقينه ان رب العالمين هو مسيّير حياته وخيرة له كان ماعشنا يقول الرسول صل الله عليه وسلم ( عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". وأكمل وهو ينظر لعينه مِباشرة : اصبر ياوليدي واحتسب الاجر وهي سحابه صيف وتمر ..
إعتدل بجلسته وهو يشتت ناظريه : بس .. كل شي مجتمع علي يعني مدري كيف اقولك ..
: لا تقول لي يا..
: عمر ..
إبتسم وأكمل : لا تقولي لاني ماراح أنفعك بشي ولا راح أغير ظروفك لو اجتمعت انا وأهل الارض ، ياعمر عليك بالدُعاء ادع ربك بيقين إدع ربك ، حتى لو ماعرفت تصيغ الكلام إسجد وقل كل اللي بقلبك قل يارب انت أعلم ، بعض الضروف ربي يحطه بطريقنا عشان نتقرب له ، وضع
يديه على فخذه ليستطرد : قرب من رب العباد وحياتك بتتغير كثير كثير .. وكثر من الاستغفار الاستغفار يفتح الأقفال ..
: ان شاءالله ياشيخ ، الله يجزاك الجنه
: امين امين ، قم صلّ لك ركعتين وناد ربك وربي ماراح يخيبك سُبحانه !
وذهب ..

،،
وكأن الله أرسل له هذا الأمام ليطمئنه بهذا الكلام
إستقام وكبّر وقرأ الفاتحه وماتسير من القران ومن ثم ركع واخيراً سجد ..
( ياربي يارحمن ياعظيم ياربي مدري شلون اوصف لك شعوري بس انت اعلم ياربي مدري وش أسوي مدري ،، مامعي ولا قرش وسيارة راجح وسيارتي يارب ارزقني من غير لا احتسب وفرج همي يارب يارب .... )
................
.... ‏ولقد بكى من فرطِ ما فيه
‏ذاك الذي لا شيء يبكيهِ م.ق
،
،
تم ❤

الريم ناصر 23-06-18 12:36 AM

الفصل السادس
 
السلام عليكم ورحمه وبركاته
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر❤
،
الفصل السادس


جالسه تُسقي شجّرتها الجميله في الحديقه الصغيرة التي ستَذبل حتماً بعد زواج خالتها أمل ..
وهي تمسك بالدلو بكلتا يدّيها لانها بالأمس قد فكّ أسرهما اخيراً ..
مضى شهران على كِسر يديها ..
وغداً هو زواج خالتها امل .. وايضاً سيذهبون الى بيتهم اخيراً واخيراً !
،
،
طوال الشهرين كُنت ولا زلت اشعر بغصه لن تختفي مهما حيّت !
انا لم أتغير ابداً واعتقد اني اصبحت اكثر هشاشه واكثر سُرحان واكثر تسامح حتى ..
فحتى محمد الكرية الذي لايأبى أن يزعجني وحتى وانا مصابه ! وأدى الى اصابه يدي مرة أخرى اظن اني لا أهبه به ولا أفكر به ايضاً ..
عمر الذي ايضاً لم يتغير ..
وأن كنتم فضولين نحوى ماحدث ساأخبركم !
عمر الذي يعتقد ان لديه عزة نفس كبيرة جداً ستُوقعه يوماً !
ف أعمامي ماأن سمعوا بماحدث ..
قاموا بشراء سيارة جديدة له !
وتصليح سيّارة راجح ..
عمر أخي ، رفض بالبداية وأحتج ولكن رضخ بالأخير وايضاً اصبحنا نزورهم كل يوم جُمعه!
صله رحم لا أكثر !
فأنا لا استمتع ابداً !
واكرة يوم الجمعه لاني سأذهب إليهم !
اتعرفون لماذا؟
اولاً : اشعر بإنني لاشي ! امام بناتهن ال(كشخه) وال(واو)
وثانياً : نظرات الشفقه التي تلاحقني عندما أطارد ناصر الذي يزعجني دائماً ! أو الاهتمام بسلمى او إي شئ ..
وايضاً البكاء يكون على جفا حُفرة عندما ارى إنني أقل منهن مادياً وايضاً ..
لنغير مجرى الحديث ستتعبون حتماً عندما احدثكم ماأشعربه ..
، إخواني سلمى وناصر وليماء مازالو كما هم !
وَايضاً ماذا؟؟؟
اه نسيت
جدتي ستسكن معنا!
ف عمر رضخ ان يجلس أطول في بيت خوالي اكثر بسبب يدي !
وَ اخيراً سنذهب الى بيتنا !
واخيييراً !!
وايضاً سأقول لكم اخر شئ
إمرت خالي .. حملت ولكن تبين إنه لديها ورم في أرحامها .. لهذا السبب اصبحت لطيفه معناً مؤخراً..
ولكنها بخير الان اطمئنوا ..
وأبناء خالي وخالي كما هم ايضاً
فقط فهد تعافى واصبح اكثر غموض ..
راجح بشوش الوجه كما هو
وايضاً محمد الكرية .. لم يتغير ولم تتغير معاملته لي !
ولا زالت ريما تُحبه هه !
...............................
: مريم وينه؟؟؟ ناصر يصييح
سألت لمياء بتذمر ..
: ممادري تلقينه برى تسقي شجرته لتكمل : روحي جيبيه يمكن جوعان ..
،
كانوا جالسين في غرفه الجلوس في بيت الجدة
جميعهن ..
في جلسه أخويه محببّه
لتقول الخاله سلوى بحديث عفوي بين الاخوات : أمل خلصتي جلسات الليزر ؟
قالت على مضض : ايه خلصت
: ماخلصتي الصدق أمل ؟
تأفأفت : خلصت ماخلصت يختي بالطقاق عاد الباقي !
تكتفت بزنق: والله كيفك بكرى بتندمين وانتي باقي لك كم جلسه حسافة الفلوس بس !
قالت بنفاذ صبر :يختي بالطططقاق انتي بتدفعين الفلوس ولا اناا افففففف يختي مابغا اسوي كيفي
!
ألقت الكبرى نظاريها حول اخواتها وهي تستغرب: وش فيك أمل ؟
قالت بملل : مافيني شي !! بس طفشتوني خلاص ماابغا اسوي ليزر كككيفي ، لتقول وهي تحاول أن لا تبكي : ترى من جيتوا وليش وجهك فيه نفر ليش ماخصلتي باقي الحوسه وليش وليش ترانييي طفشششت ططفشششتتتتتتتت افف !!
وهي تداري دمعه كادت ان تفلت منها
أقتربت الكبرى منها وهي تحضنها : اسفين ياأموله اذا حنا قلنا لك كلام يعور قلبك والله اسفين ..
لتقول ودموعها تنزل : والله تراني طول هالشهرين وانا جالسه أتحمل مسئوليه اكبر مني والله تعب خلاص !!!
أحتضنها اكثر
لتقول الخاله سارة ؛ والله عارفين ياعمري إنتي مابين عياال سحر ومابين حوسة زواجك ومفروض حنا نراعي نفسيتك ..
مّسحت دموعها لتكمل : والله عيال سحر اول الايام عادي بس خلاص تعبت ودي يصير عندي عادي ودي بس شي فوق طاقتي
ساميه : ماتنلامين ياأمل ابداً وانتي بتززوجين وبتكونين أسرة وبترتاحين ! وشلون هالطفله اللتي تحملت شي أكبر منها
: والله أدري ياساميه وأضغط على نفسي عشانه وعشانهم بس ..
: لا تلومين نفسك ابداً ترى مانتي ملزومه ابداً ،
إعتدلت بجلستها لنتظر إلى أخواته واحده واحده : أدري والله بس والله لو تعيشون بس يوم عندنا بتشوفون مريم جالسه تقطع قلبي مرة حساسه احسني متضايقه عشانها مو عشاني ، احسني تعبت نفسياً لا اشوفها كل يوم تذبل البنت ..
صمتن لدقيقه لتقول الخاله ساميه بحكمه : والله ياأمل كلنا تتقطع قلوبنا بس هذا شي مكتوب ومقدر ولازم تصبر .. صح هي صغيرة بس الصغير يكبر ويتعلم وانتي يحق لك تعيشين حياتك وتنسين عيال سحر ومشاكلهم .. وحنا نحاول قدر مانقدر ترى نساعدهم ، هذي امي بتسكن عندهم وكل وححده مننا أم لهم !
وإنتي يحق لك تستانسين بليله زواجك !
تنهدت لتقول : اي والله بحاول ..
قامت الخاله سلوى وهي تقول بلهجه محببه : قومي خلينا نرقص
،
وشغلت أغُنيه وحثت اخواته واطفالهم على مشاركتهم البهجه ..

..
إتت مريم ومعها ناصر ولمياء
لتحثها الخاله ساميه : يلااا مريييووم عطينا رقصه ..
ضحكت بخجل : لااا
: اقولك عطيني ناصر وعطينا رقصه بسسرعه بمناسبه فكت الجبص ..
سرحت شعرها لتتمايل قليلاً به وسرعان ماججلست بجانب ريما وحنان ..
: يلا لمووو عطينا رقصصصصه يالله ..
رفضت بشدّه وهي تجلس بجانبه رغد التي تكبرها بستة أشهر فقط ..
..
دخلت عليهم الجده وهي تتذمر : وش هالاصوات ازعجتوني
إقتربت الخاله سلوى وهي تمسك بكلتا يدي والدتها لتقول بمرح: يمه هذا زواج القعده لازممم تفرحين وترقصين معه
ضحكت لتبعدها وتقول: ارقص وانا عجوز وش كبري

وجلست في صدر المجلس
،
أعترضت الخاله سارة : ليه يمه توك بعزّ شبابك وش حليلك
لترد عليها بسخريه : ويني ويني الشباب خلف الله !
لتنهر بشدّة: سكري هالاغاني ليله جمعه الله لايبلانا
الخاله سلوى: يييمممه خلينا ننبسط !
: اقولك سسسكريه
ضغطت إيقاف التشغيل في هاتفها وهي تتذمر
..
لتقول بعدها : أمل روحي قولي للشغاله تسكر البيبان الساعه 11 ماورى اخاف البزران يطلعون !
: لا ييمه انا اقوم خلينا ندلع العروسه اليوم والشغاله اكيد نايمة انا أسكرهن
وهي تنظر لأمل بإبتسامه ..
ذهبت
: ومتى بترحن بكرى للقصر ؟
سامية : انا وأمل بنروح للقصر الساعه 12 الظهر وسلوى وسارة والبنات بتجيهم الكوفيرة هينا واذا خلصوا يجون القصر وانتي معي يمه لتقول للخاله سارة بتأكد : اهم شي قولي للعيال يفضون لنا بكرى ورانا خبّه وحوسه والكوفيرة لازم احد يجيبه
لوت حنان فمها بحنق: وليشش بعد فاضين نبلشه فيها؟
: شنسوي عاد !
لتقول بإعتراض: والله حسافه يمه نجيبه ونوديه وندفع لها بعد!
: لا بس حنا نجيبه تقول السواق يرجعها سواقهم
: وليش مايجيبه ؟
: تقول مشغول مدري عنه
: يمه والله إحسني مو متطمنه
: ححنان لا تصجين راسي عاد
: بكيفك والله ! اذا انزنقتوا بكرى ماليي ددخل
لتسأل الخاله امل : وحقتي من بيجيبها؟
: لا هي بتجي للقصر علطول
: أشوى
،
كانوا ملتمين حول بعض الجده وبناتها وأحفادها سوى إمرت إبنها لم تكون موجودة ..
والأطفاال يشكلون جواً من الازعاج
لتقول ساميه لسارة: متى بترحوين سارة؟
: مادري توّي مهند منبسط مع العيال وابونا عند مرته الثانيه ،، كانت تقولها وهي تلوى فمها بحنق
إبتسمت لتقول: زيين اجل ياحلوات ، وهي تنظر الى الفتيات الثلاث : قوموا سوا لنا قوة وجيبوا الحلا اللي بالثلاجه بس لا تقربون من صياني الزواج بكرى
: حلا باليل قومو ناموا ..
: يمه تونا اجلسي تقهوي معنا واذا جيت 1 نامي
لترفض بشدة: لا والله تبيني أساهر الليول لا أن شاءالله
وهي تستقيم لتذهب الى غرفتها: انتم تقهو وانبسطوا تتصبحون على خير
: وإنتي من اهله يمه لتكمل : يلاا حنان مريوم ريما قووموا
إستقامن : طيب يالله
،
عِندمـا خرجن !
تحدثت الخاله أمل بخوفت !
: احسني اشتقت لسحر مرة
جحدتها ساميه بنظرة وهي تأشر الى لمياء التي بجانب رغد في هاتفها ..
تنهدت وهي تخفض من صوتها :والله تمنيت إنه معي باللحضه تمنيت انه تجلس تضحكنا وتهاوش وتوسع صدورنا تمنيت انه بيننا وتحش بمرت جابر انه فوتت جمعتنا تمنيت .. وخنقتها غصّه ولم تستطع إن تكمل
لتقول الخاله سلوى التي أتت بعدما إنتهت من اغلاق الابواب وهي تُداري دمعتها: لمياء ورغد قوموا شوفوا اليزران وش يسوون فوق ..
إستقامن بملل !
لتكمل سلوى : وش تحسبين ياأمل كلنا مشتاقين له كككلنا ، وامي معنا والله كل شوي تترحم عليها وتمسح دمعتها
تنهدت وهي تقول : احسني مو فرحانه لزواجي تمنيت يتأجل بس رفضوا رفضوا
: ياأمل الحياة تمضي يعني بتتوقف على موت سحر و؟

،
: وجبنا القهو... لتسأل: ششفيكم؟
وهي تنظر لوجوههم المُريبة!
الخاله ساميه بضحكه وهي تمسح دمعة طفرت: عروس وجالسه تنفس علينا وش نسوي؟
وضعت حنان القهوة وهي تقول : زينا احلى قهوة لاحلللى عروسس عششان النفسيه تصير زي الفُل
إبتسمت على مضض وهي تحث ريما ومريم على الجلوس : نشوف هالقهوة !
،

،
حسناً الجو رائع والحديث لا يمل مع خالاتي
ولكن انا وهن نفقد والدتي كثيراً ..
اشعر وهن ايضاً ان القهوة التي نشربها مُرة أكثر مرارة دونها ، وإن قالب الحلوى ليس سوا شي حالي لكن لا نتذوقة بالمعنى الصحيح ،،
وَ ضحكتنا بينها طيّات حُزن مدفون !!
والدتي كانت شُعلة البيت ..
كانت ذات صيت ..
وذات مكانه عاليه بين إخواتها
ولكن بعد وفاة والداي عانت كثيراً ، وجدتي وخالاتي عانين بسبب نفسيتها المُتعبه وبعدها الموت !
اضحك وأنا أحاول الا أنظر الى وجه لمياء الذي يخبرني الى إي حد موت إمي موت !
اضحك واتحاشى النظر الى جميع أعين خالاتي ..
لكي لا أرى الحُزن في عيونهن ..
،
،
......................................
،
البيت هادئ اخيراً !
كالعادتها مؤخراً تذهب الى اكثر الامكان خفيه لتبكي حتى يرحمها النوم ويأتي !
او إنه أعتاد ان لايأتي حتى تبكي !
وبماأن البيت مكتض وقد يكون هُناك شاهد عيان على بكائها أختارت مكان مُناسب جداً ، وهو تحت السّلم الذي يؤدي الى الاعلى ، مخفي وضيق ويفي بالغرض !
،
عندما إستوت على القرفصاء بدأت عينيها تذرفان الدموع وضيق يجتاح صدرها شيئاً فشيئا !
قد يعتقدن خالاتها انها لم تسمع كلامهن عن والدتها !
وقد تغفل اختها مريم ايضاً انها لا ترى الحُزن في عينها
وايضضاً جدتها أكبر كاذبه اذ أدعت ان إحمرار عينيها بسبب الحساسيه ! وليس بسبب البُكاء
،
ياأالهى كم هو موجع فقدان والديها
كم هو فضيع الألم الذي تشعر به !
إنّت بخفوت وهي تحاول كتم شهقاتها ..
حزينه ومُكتئبه ايضاً
مرّ شهران على وفاة والدتها وسنه و 3 أشهر على وفاة والداها
ومرّت الايام وهي تنفقد سعادتها شيئاً فَشيئا !
،
ياألهى اُلطف بي
ياألهى اني افقد صوابي شيئا فشيئاً
يارب .. يارب ماذا افعل !

،
خطوات جعلتها تَجفل وتثبت بمكانها ..
واصوات أتيه من المطبخ جعلتها توتر! وتمسح دموعها بسرعه

،
: سسالمم جب الصينيه بسرعه!
: محمد انقلع انت جبه
: طيب سكر الباب لاحد يشوفنا !
،
ماأن سمعت إغلاق باب المطبخ اسرعت الى الأعلى لتندس في فِراشها تطلب النوم !
وتؤجل إنهيارها الى وقت أخرى!
: لمياء ليش ابطيني؟
: رحت اشرب مويا !!
وإعتدلت في نومها ..
تاركها أُختها تنخبط كما تتخبط هيّ بذاتها !
......................................
: محمدد جب الصينيه وحط فيها كاسات بسسرعه بنسوي شاهي
: سالم ياخي ماني مشتهي بيض !
: أحمد ربك وش تبي غيرة ؟؟؟
: مششتهي مكرونه دق على حنان تجي تسوي لنا تكفى
تجاهله وهو يخرج البيض من الثلاجه: تبي حنان تتكرم وتسوي لنا هه ضحكتيني
جلس على طاول المطبخ وهو يقول بملل : جربّ طيب يمكن توافق والله تونا الساعه 2 يالله سسسويلم
: انت دق عليه ، ولا كلمه بالواتس
إخرج هاتفه وإتصل عليها قائلاً : لا بالواتس اب يمكن ماترد
،
: الو حنان ، نايمه ؟ بسسسرعه تعالي ابيك بموضوع مهمممم بسسسسسرعه بسسسرعه اي موضوع مايتأجل ، يالله مع السلامه ، اي مخالف خليها تجي عادي يخصكم انتم .. بسرعه .. تلقينا بالمطبخ اي بسرعه
: ياخسيس ههههههههههههههههههههههههه هه
: والله بتشوتني بس كيفه ..
،
ماهي ثواني الا وهيّ تطل عليهم ومعها ريما لتقول : وششششفيييكمممم ؟
نزل من الطاولة واقترب منهم مماجعل ريما تزدرء ريقها توتراً وهي تترقب ماذا يُريد : حنان تحبين اخوك ؟
: لأ
: لوئ لا ستغفرالله ، انتي اختي وماتستاهلين اقول عنك شي
قالت بملل: محمد أخلص والله داريه ماعندك معند جدتي وش تبييي؟
: سوي لنا مكرونه تكككفييييننن
نظرت الى ريما لتقول لها : ماقلت لك محمد نصّاب !
: وش لّي ؟
: لك تبنن
نهرة: سسسالم اسكت ! يالله وش قلتي ؟
قالت بملل: طيب قلّ لريما تسوي لكم !
نظرت اليها ريما بصدمه وهي تريد قتلها لتقول بتلعثتم : ان..ا ماعرف انتي س..ويّ
!
: طيب بسّوي لكم بس بشرط ؟
قال سالم الذي يستند على الطاوله بملل: وشو ياست حنان؟
قالت بدلال : شوفوا صح حنا من بكرى يعني بعد زواج خالتي بنروح المزرعه صصصح؟
جاوب: ايه ؟
لتُردف: شوفوا عاد مدري وش ابي وقته بس تنفذون لي !
: لا والله عاد انقلعي حددي شي واحد وبعدين مكرونه ماهو ششييي وووااو
رفعت اكتافها بلا مُبالاة: كيكفكم ماتبو..
نظر محمد الى سالم: خلاصص ان شاءالله
إخرجت هاتفها من جيب بجامتها الواسعه لتقول: مااظمن يالله دليل
فتحت مُسجل الصوت لتقول : يالله رددوا ، بنسوي لكم اللي تبون
: بنسوي لكم اللي تبون .. لتستفسر : عمر وين؟
: عمر نايم من 12 !!!!!
ليقول سالم بملل: ماصارت مكرونة .. واكمل: يالله امش محمد وهم يسوون وتلقوننا بمجلس الرجال مو بالملحق ننتظركم
: طيب !
،
ماإن خرجوا حتى إنهالت عليها ضرب: حححنان وش هالكلااممم ليشش قلتيي كيذا؟
أبعدتها بقوة وهي تقول: ريما شدعوى عشان امرنك تتكلمين معه دايم هاجده وبيشك
: بس مو كيذا ، حرام عليك
تجاهلتها وهي تُخرج ماتحتاج من ادوات
: تعالي ساعديني بس ..
،
: وششش تسسسووونننن؟؟؟
إلتفت ليرن الخاله أمل : خالتي ليش مانمتي؟
جلست على الكرسي لتقول : والله عجزت هواجيس الله وكيلك
إبتسمت ريما: ياعمري ياخالتي مالومك والله
: اي الحمدلله ، المهم وش جالسين تسوون؟
: والله سالم ومحمد يبون مكرونه وبنسوي لهم ، وحنا يمكن ناكل تبغين معنا خالتي؟
: اي والله سوا لنا معكم ، إجل مريم ماهي معكم؟ غاطه يعيني هيّ
: ايه ، اصلاً لو درت انه لمحمد ماراح تسّوي معنا
: هالمحمد مسّوي لها رعب !
قالت ريما وهي تفتح كيس المكرونه : يمكن هي تبالغ !
: تببالغ! حرام عليك يكفي هو كسر يدّها مرة ثانيه
تضايقت ريما جداً ولكنها حاولت ان تغير مجرى الحديث : وش نسوي مكرونه عاديه ولا بجبن؟
: عاديه اسهل ،
: اي ريما عاديه وأكملت : وهو حيوان امي طلّع بلسانه شعر وهي تقوله يامحمد هالبنت يتيمه أتركها بس مانفع .. وانا كلمته ماندري وش نهايتها معه
حنان التي إنتبهت على ريما: اي خالتي ماعلينا منهم المهم شتبين قلتي جبن ولا عاديه؟
ولكن الخاله لم تفهم : شلون وش علينا منهم أقولك مطين عيشتها مالنا الا جابر يتفاهم معه
: اي صح عليك .. خالتي وش شعورك لبكرى؟
تنهدت :اه شقول شتكلم خلينا سـاكتين!
:
،
أخذت المكرونه ساعه وهن يحضرنها ببتمهل وبعدما أنتهين : ريما روحي ودّيها لهم وتعالي بسرعه !
: حنان بلا سخافه تعالي معي
: يالليل ..
: ريما انتي روحي وش فيّها
نظرت الى حنان بنظرة قويه لتكمل: مخالف تجي معي وش فيها
تأفأت حنان وهي تقول : يالله تعالي !
خرجن من المطبخ وأتجهن الى البباب الداخلي الذي يؤدي الى غرفه الرجال
دخلن : السلاممم
: وعليكم السلام هلا بالحامل بالمحمول تعالي
وضعت ريما الاكل فوق الطاوله وهي تقول : ذوقوا ورونا رايكم !
وامسكت بيد حنان التي كانت ستذهب
تذوق سالم بتلذذ : تجنن
: وإنت محمد شرايك؟
قال وهو يتلذذ : طططبعاً اي شي تسسوييه اختي حلو !!!
قالت بسخريه : ترى انا مو اختك اختك اخوي الصجي فهد وييينننههه؟؟؟
: فهد نايم عند خالتي
: يالله ريما
: حنان روحي جيبي ملعقه زيادة راجح بيدخل الحمام ويجي
تأففت : خليه هو يجي ياخذ مصّختوه عادد مافيه احد بالبيت
وخرجن ..
: يمه حنان امسكي قلبي !
مسكت قلبها بطريقه مسرحيه : ييييمممهه حنان شوفي قلبي .. ريما والله شكلك يضحك شوي شوي
أبعدت يدّها : حيوانه .. لتسأل بعدها بتشّفق : واضح مرة ؟
: مرررة
: احححلفي .. انتي يختي أشري لي قولي لي ريلاكس
:ههههههههههههههه طيب
دخلن المطبخ وجلسن على طاول الطعام مع خالتهن أمل
وهن يتحدث بشأن الغد ..
،
دخل عليهن راجح بوجه البشوش وألقى السلام
ردّن
ليكمل : شلونك ريما؟
إبتسمت براحه : بخير الحمدلله انت شلونك ؟
لمعت عيّنيه : بخير بخير الحمدلله
فتح الخِزانه وهو يُخرج ملعقه ليقول : من مزين المكرونه؟
: طططبعاً اختك اذا جارت الدنيا عليك
ضحك : وريما زينتيه معه ؟
: اييه بس هيي كل شي تقول انا انا
: الله يعينك عليه
قالت بحنّق : فارق فارق اقول
ضحك بشّدة : شفتي ريما تطرديني من بيتنا؟
وخرج وهو يضحك ..
ويتمنى لو يجلس ويتأمل ويتأمل
.................................................

ضريبه نومه مبكراً صارت من نصيب خالاته ..
هاهو واقف ينتظر خالته ساميه وأمل وجدّته ليذهبوا الى قاعة الزفاف ..
والساعه تشير الى الثانيه والنصف ظهراً ..
وباقي الشباب لا زالوا نيّام في الملحق وتقطعت حُنجرته وهو يحاول إيقاظهم
: عمممر تعال شيل معنا
إستدار الى خالته ساميه وذهب ليحمل الاغراض الكثيرة
تحمل معه وهي تتذمر بشأن إبنها وباقي الشباب : عجزت وانا اقوله لهم بكرى ورانت زواج ناموا بدري حتى صلاة الجمعه ماصلّوا الله يخلف بس
: والله حتى انا عجزت اصحيهم
إنتهوا اخيراً وركبوا السيارة ليتّجه الى قاعه الزفاف
،
مرت شهرين على الاخر الاحداث على مايبدوا
سيّارته التي يركبها الان دين على رقبته مدى الحياة
ابدا لن يسمح لنفسه ان يفرح بها
لانه ليست سوى صدقه بنظرة ..
والد مهند جار الله اصبح وسيط بينه وين عمامه ويعتقد انه هو من اخبرهم ، وكذبته انه إحدى اولاد عمومته قد رأى إسمه فالمرور لم تدخل في رأسه ابداً!
قابل عمه الاكبر عبد المحسن واخبرة كم هو غالي ووالدة المرحوم غالي ولن يسمح إن( تحوجه) الدنيا وهم مازالو أحياء!
إشترى له سيارة ورفض حتى ان يستخدم سيّارة ابيه القديمه ، وباعها
وعمه الاخر عبدالله أصلح سيّارة راجح هديه منه !
رفض بالبدايه
ولكن رضخ اخيراً لانه محتاج!
ولان الامر ليس بيدة !
،
واصبح يزورهم كل يوم جمعه ويتمنى لو صدفه تظهر امامه لو لمحه !
لمحه تجعله وقود لأيامه التاليه !
،ً
جلوسه أكثر في بيت خواله اصبح شي مُلزم بسبب يدّ اخته التي جُبرت مرتان بسبب محمد !
لم يقتص منه ولم يفكر قد حدث امامه وهو لم يقصد او انه قاصد لم يهتم حقاً ..
وخاله لازال معاملته له كما كانت
السلام وعليكم السلام .. فقط..
،
وذاك الامام الطيب اصبحت روئيته شئ روتيني
لانه اصبح يصلي صلاته في مسجدة
،
حقاً يعترف حياته تغيرت قليلاً بسبب سيّارته او الدين الذي في رقبته ...
،
وصلوا اخيراً الى القاعه
وانزل الاشياء الى داخل القاعه
: خالاتي تبغون اجلس معكم؟
: لا مايحتاج الحين بتجي الكوافيرة رح انت مشكور ياعمري تعّبناك معنا
: شدعوى خالتي ماسويت شي
ودّع خالاته وجدته وخرج مُتجه الى البيت
،
عندما وصل رأى سيّارة مهند
دخل ليراه يحاول ان يوقظ البقيه وسلم عليه
وجلس في اخر الملحق : عجزت عنهم
: هه تبيني اخليهم انا أوريك
وهو يأكل من المكسرات في يده
: سسسسسساااللمممم ررراججججح ممممححححمممممدددددددددددد دد ياششششباب ققققوموا راجح راجح قم . سسسالم سسسالم يالله قم
: مهند اسكت !
قالها محمد بغضب
رمى القليل الى عمر وهو يكمل : وشش اسكت قم الحين بيذن العصر لا صلاة ولا عبادة الله لايبلانا قومواا يالله
قال راجح بغيض: والله يامهند اذا ماسكتت اني لا اذبحك
: اتحححححدددااااااككككككك
إستقام سالم فجأه مماجعل مهند يجفل
واستدار الى الخارج ..
لينظر الى عمر بضحك
واستمر في عمليه الإيقاض المزعجه !
: يالله محمد راجح قوموا يالله يالله
إعتدل راجح وجلس وهو يحاول ان يستوعب الأمر : الله ياخذك
: وياخذك ..
واستقام ليخرج
: باقيييي عاد ححححمممووودد ححححححمود يالله قمّ
ضحك عمر ليكمل : حمود حمود قوم اقعد من النومه
: عععمررر ذكريات ، واكمل: حححمود حححمود قم اقعد من النومة ق...
واستقام هو الاخر بلا حول ولا قوة ،،

وضحك الاثنان ..
اهتز جواله ليرد : هلا
جاءة صوتها مهتز : عمر وينك ؟
: بالمحلق شتبين؟
: تعالي انا واقفه عند باب الوسطي ابييك بسرعه
أغلق وأتجه الى الباب الذي يفصل قسم الرجال والنساء
رأها تقف وهي ترتدي ملابس عاديه وشعرها الطويل محرر بأكمله ومسرّح بطريقه جميله جدا
ابتسم اخته جميله حقاً ..
: شعندك ؟
ألتفت إليه لتقول بتوتر : عمر معك 150 ؟
: شتبغين فيها؟ ممداي معطيك 150 لك ولمياء!!
إرتبكت ولم تعرف ماذا تقول : ش..ف عمر شسمه
: وشو اخلصي علييي
تنهدت لتحاول ان توضح له : الكوافيره علبالي انه تبغى بس 100 بس تبي زيادة 150 لي
: وليششش زادت ؟؟؟ ليششش ؟ قال بغضب
: لان شعري تقول طويل فاخذ منك 200 ولمياء خذت منها 150
: بس مامعي ولا قرش الراتب خلص بحّ
قالها بلا حيله
تلئلئت عينيها بدموع لتقول : شسوي ؟؟؟ عمر ومستحيل اخذ من خالاتي !!!
: لانك لو بتاخذين بذبحك !!! انا أدبر لك ادخلي داخل واتصل عليك
: بس هي تبيهم قبل الساعه 6
قالت بنفور : تونا 2 ادخلي وانا ادبر
: طيب ..
إستدارت لتدخل
وهو واقف ويخخلل شعره الاسود بيده
من إين سيجلب المال ؟
،
إتجه الى سيارته وهو يأمل أن يجد مايبحث عنه
بحث كثيراً .. ولكن لم يجد ..
تأفأف : ياليل منوين اجيب له !!!!!!!!!!!!
.
نزل من سيّارتة بهمّ ..
رن هاتفه جاوب بهدوء : هلا خالتي سلوى
: هلافيييكككك ، اسمع عمر ترى حليت سالفه الكوافيرة
قال بإعتراض : خالتي انا الحين ج..
: عمر مابيينا تراني مثل أمك ،
: خالتي انا متكفل بإخواني وانا الل..
: عمر اسمعني والله داريه بس انا خالتك والله زي أمك مابيينا ..
سكت لثواني ليقول على مضض: طيب طيب .. مع السلامه
،
تنهد بضيق ..
في كُل مرة يعتقد ان لا يعتاز أحدهم تحد إيامه أن يعتاز ..
.......…………………………

.
.
كانت قاعه الزواج مزّينه بالورد الطبيعي المتداخل مابين الابيض والبنفسج والطاولات مُزينه بملائات بيضا وورد بنفسجي .. وكل طاوله عليها عُلبه من الماء والشاهي والقهوة ..
،
كان الزواج في قمه البساطه والجمال ..
بدون تكلفه وبدون أزاهيج .. بسبب وفاة اختهم
...
.
حـال الدُنيا غريب جدا ..
الناس لا تتوقف حياتهم على موت أحدهم ابداً
تمضي الحياة .. بكل وصب وشاكئه
تتجرع الغّصه الواحدة تلو الاُخرى .. وهي تسمع ماتراوده الالسنه بين نسـاء .. فارغات
: ياربي ممدا اختهم ميته وماأجلو العرس مالهم داعي !
: ممادري يقولون .. اهل المعرس مستعجلين .. وبنتهم له سنه واكثر تعبانه والموت أريح له الحياة ماهي واقفه ..
قاطعت حديثها عندما رأتها تمر أمامها !
: شوفي ششوفي هذا بنت سحر مريم
،
إبتلعت غصّتها عندما مشت في المرر الذي يصل الى المسرح حيث كانت تُريد خالتها سارة التي واقفه تُشرف على العاملات
: ياعمريي شكله يكسر الخاطر .. بس تشبه سحر كثير
: تحملت مسؤليه اخوانه ويقولون انه تعبانه بعد
: وش هالعائله يحول حظهم ردي
،
انتهى الحديث عندما وصلت الى خالتها سارة التي بعيدة عنهم .. ولم تستمع ماتبقى
: خالتي
ألتفت : هلاا ؟
: خالتي أمل تبيك ضروري ..
: طيب .. امشي نروح
،
مشت بجانبها الى غرفه العروس .. وتوقفن عندما وقفت امامهن إحدى النساء التي تعرفها الخاله سارة
سلّمت عليها بحفاوة : هذي مريم ؟
هزت رأسها الخاله سارة ..
مشّطتها بنظرة شفقـه واضحه جداً ..
لتقول: ياحييياتي تششبه سحر الله يرحمه
قالت الخاله سارة بضيق : اي والله الله يرحمه ويغفر له .. يالله نستأذنك غاليه بنروح للعروسه ..
،
هل هي حساسه وتعطي الموضوع اكبر من حجمه او أنه يستحق ؟
لا تلعم ..
وهي تمشي مع خالتها وترتدي فُستان بلون الزمرد عاري الاكتاف وَ يلف جسدها الضئيل بكسّرات أعطتها اصغر سناً .. وشعرها الطويل مسرح بطريقه رائعه وتُزين شفاها بلون الزهر .. توترت وهي ترى نظرات الشفقه هيثما تمّر ..
الامر فضضيع .. ياألهي !
وصلن الى غرفه العروس اخيراً ..
: سسارة .. شوفي التاج حلو ؟
ضحكت : الحين داعيتني عشان كيذا ؟
قالت بتوتر : ايي ممادري .. احس ماعجبني
: بلعكس حلو .. تري شوي ويدخلون الرجال استعدي نفسياً
: اهه
إبتسمت بوجه خالتها سارة التي ترتدي ثوباً لؤلؤي بقماش مطرز زادها رونقاً
وخالتها أمل ترتدي ثوب الزفاق الطويل والجميل وتُزين شعرها القصير بتاج من الفضّه ..
: يالله مريوم امشي نطلع ..
.
.
خرجت وهي تبحث عن حنان وريما ..
: مريم ..
ألتفت لترى اسيل ووالدتها
: خالتي تعالي شوفي هذا ام خالد وبنتها
ألتفت خالتها وهي تُحيّ بإم خالد التي تربطهم قرابه من بعيد
: هلا والله حيّ الله ام هشـام
: الله يحيّك ياعمري ، تبركون بزواجكم
: الله يبارك فيك ..
..
عندما إنتهت ألتفت الى مريم لتقول: اخخيراً شفناك يامريم
ضحكت وهي تسلّم عليها بحفاوة
.. ذهبت والدة اسيل مع خالتها وبقيت هي وأسيل
: شالاخبار ؟
: بخير الحمدلله انتي شخبارك ؟
: بخخير .. الحمدلله
: تعالي أسيل نجلس
جلسن وأنضم اليهما حنان وريما
،
اللتان ماسُرعان مااصبحا صديقتين ..
وهي تشعر بخيبه أمل .. وشعور غريب لا تعرف ماهو بالضبط ..
تنظر الى ريما الفائقه الجمال بنظرها .. ومن ثم حنان التي ايضاً هي جميله، ومن ثم اسيل وإنسجمهما معاً
،
لا تلعم حقاً ماهو شعورها ابداً ..
..
أتت سلمى التي ترتدي فُستان اصفر اللون وتُزين شعرها القصير بطوق ورد جعلها قابله للأكل ..
: ييمه مريم هذي اختك سسلمى؟؟؟ ماألوم خالد لو يهذري فيها
ضحكت وهي تحث سلمى على السلام عليها
: شُـلونك سلومة
: طي..به قالتها بإستحياء
: ياحلوها ..
: ياعمري بعيونك
وجلست فوقها وهي تنظر بإستحياء ..
،
حسناً لنترك الثلاث المِرح ونستكشف الوجوه حولنا
خالاتي جمعهم متأثرات .. جداً
بكين كثيراً هذا اليوم .. مماجعل الغضّه في قلبي لا تزال كما هي ..
........................................
إنتهى الزواج اخيراً ..
وفق الله خالته امل حيثما أحلت وأرتحلت .. صديقه الجميع
خرج هو وخالد وعيال خواله الى إستراحه ياسر إبن عمه
يقضون وقت ممتع ..
..
إنقسموا الى من يلعب كُرة قدم ومن يلعب كُرة طائرة أو يلعبون بالبلاستيشن
أمّا هو جالس مع إبن عمّه ياسر وهو يحـكي له ماسبب الخدوش التي في وجهه ..
: واحد من خويّاي معي بالمدرسه اسمه ناصر المهم قالي امش معي لاستراحتنا ازين من اسراحتكم البيض اللي كلكم مؤدبين وله يمكن اسبوع وهو يقول قلت انا بسكته وبروح وبشوف وش عندهم !
قالها بسخريه
: إي كمل
: اي رحنا للأستراحه ودخلنا والناس تشيش وتدخن وفيه غرفه مسكرة دريت الوضع يمرش .. وجلست شوي وعجزت لا اجلس ماش وقلت لخوينا ترى بطلع .. وانا ماشي صبخت بواحد طنشته وكملت إمشي إلا ويجيك يقول : ياههووو ؟ طنشت برضو مادريت الا جايني وصبخني ققاصد وبرضو طنشت يعني للمرة الثالثه بس هو براسه شرّ ويوم شافني مطنش ويجيني يمكن من ورى ويقول لي شكلك ماتعرفني ومدري إيش ومن إنت تطنشيني انا عجزت امسك نفسي وتطاققت معه وتخيل جانا فهد ولد خالك جابر معهم بالاستراحه بس ماشفته شكله عرفني قال عشاني يامرعي ومدري إيش هذا واحد اعرفه .. انا قلت لا تدافع عني وخر هو مسكه وكلمه كلمتين ووخر عني انا انقهرت قلت وش ماني ضيعف ! بس قلت ياسر اقصر الشر .. طلعت وركبت سيارتي الا اشوف ثنين والله قدام عييوني ياعمر يطقون أبر قدامي
: كككككذاب
: والله العظيم ، قلت ابلغ عليهم بس وأنتقم بس هونت يوم تذكرت ولد خالك قلت اخاف تتبهذلون اهلك وطنشت
: والله مشكوك بوضعه هالاستراحه
: ماهو مشكوك الا أكيد ! وياليت تتكلم مع ولد خالك لان باين انه جديد عليهم
: لو هو جديد كان ماأقنع ضاري ! وترى ولد خالي بعيد عننا دايم لحاله ولا مع ولد خالته !
:بس هو صغير لازم تتنتبهون له !
: اصلا منزمان وانا شاك فيه احس فيه شي! بوصل هالكلام لاخوانه وهم يتصرفون معه
: اي مالك الاكيذا ! الا اقول ليش ماتجي معنا هينا؟
:صصعبه ، انت تعرف الظروف فيه أشياء اهم واخواني ماأقدر اتركهم
:شدعوى عمر وش هالكلامم تعال بلايّا قطّه
: لاووويينن
: اقول تاكل تبن وتجي مابيننا هالكلام
: اشوف اذا قدرت ..
:قم نلعب معهم كورة
: انت رح أسبقني وجايّاك
،
بحث عن ابن خاله بعيّنيه وجدة يشرب الماء من البّراد
ذهب اليه
:محمد
ألتفت له : هاه؟
:اسمعني فهد اخوك ترى وضعه يمرش تو قالي ياسر انه شايفه باستراحه فيها طق أبر واشياء ثانيه
:ككككذاب !
:والله!!! فاأنتبهو له قبل لايدري خالي والله مايخلي فيه عظمه سليمه او تبلغ عن الاستراحه ويروح وطي!
أتاهم خالد متسائل : شعندكم تتساسرون؟
صمت عمر .. ليتكلم محمد : شدخلك بيني وبين عمتي !
شتمهما خالد بغضب
إما عمر فهم إن محمد لا يريد التحدث بالموضوع حتى وهو خـالد صديقهم
الذي بفضل الله اولاً ثم هو أصبحت علاقته بمحمد جيدة جداً !
............................………،
إنتهت المسرحيّه التي قناعها السعاده !
وإنتهى التخبط في إعماقها
ولا شهّود عيّان في هذا الوقت
ولا ألسن تقذف في إذُنها شئ تكره سماعها جداً
،
.
بعدما إنتهت من تبديل ثياب إخوانها وتنويمهم كان الساعه تشير الى 6 صباحاً !
كل سكان هذا البيت بالطبع نيّام
هذا البيت .. ستغادره اخيراً
محمّلة بالفقد ، والخيبه ، وقليلاً من الذل!
ولكن يبقى البيت الاحبّ الى قلبها !
لاسباب ضئيله ك وجود جدّتها وشجّرتها الصغيره ..
،
دلفت الى دورة المياه التي تقسم الطابق العلوي الي قسمين جناح خالها وأمرته وغرفه راجح واخيراً غرفه محمد وفهد ..
لا تستطع نزع القناع في داخل غرفتة خالتها امل وفقّها الله !
هناك يجود خالتها سلوى واطفالها ايضاً
مع إخوانها !
أغلقت الباب بهدوء ..
ونظرت بالمرأة الى نفسها لتنفجر ببكاء مرير ..
،
لم تعلم عدد الدقاىق او الساعات اللتي بكت بها
وذاكرته العقيمه التي تأبي أن تنسى سقوط والدتها امامها!
وكلام النسوة في حفل الزفاف ..
وكل الاحداث اللتي مّرت بها في هذا البيت !
وتمّطر عليها بقسوه !
،
دوران المقبض وشتيمه وطرقات على الباب
جعلها تجفل قليلاً
وهي تحاول جعل صوتها طبيعي: من ؟
: انا افتحيي بسرعه !!! عندكم حمّام بالغرفه يالله !!
أنه محمد لا غير !
ماذا ستفعل؟.
كان وجهها مخيف ف الكحله الخفيفة التي وضعتها خالتها تلطخت، وعيناها تلونت باللون الاحمر !
إخذت نفس ستجد وسيلة ما!
تنحنت قليلاً !
وغسلت وجهها ثلاث مّرات !
ومن في الخارج يطرق بشدّه
اللعين تكرةة، !!
،
فتحت الباب بهدوء ليظهر لها وجهه الغاضب
: بفهم فيه حمام بغرفه خالتي ليشش تدخلين هذا؟؟؟ ليششش
!
ستبكي لا مّحال!
تجاهلته وهي تمشي بجانبه !
وهذا ماأثار إستغرابه ايضاً !
،
ولكن كعادته لم يجعل هذا يمّر مرور الكِرام !
؛ هيّه تعالي نظفي الحمام بعدك !
،
وقح !
تدعيّ ربها ليلاً ان يتذوق مايذيقها اضعاف ! ...
،
إلتفت له واتجهت الى دورة المياة !
وعندما همّت بالدخول امسك بيدها ونظرت له بملل : ليش عيونك كيذا؟
،
قالت وهي تشتت عيناها : من الكحلة ، وخرّ
: إنتي تصيحين داخل ؟ .... ليـش ؟
عبست وهي تنظر له بحقد : مالك دخل!
..............................................


.
.
جالس مع جدّته ياكل التمر ولا زال النوم عالق في عينيه
: ماقاموا هالعيال؟
تثائب: لا عمتي ساميه عجزت وهي تقومهم
تمللت وهي تقول: ياربي وحنا ودنا نروح بدري !
شرب من فنجانه وهو يقول : ياليتهم يصيرون مثلي قايم بدري ومناحليلي ولا ياجدتي ؟
قالت بتذمر: اقول اسكت بس اسكت والله حنا لو نسلم من راسك اليابس وتحرشك بالمسكينه اللي نكدت عيشته
: يالليل ياجدتي وش جاب طاريه خلاص !
: لا ماهو خلاص !! البنت يتيمه وانت بالطالعه والنازله ناشب له بالبلعوم !!! يالله هانت يومين بالكثير وتروح بيتهم ونرتاح
تنهد: اي والله نرتتتاااااحححححح
،
طلت ريّما لتقول بصوت منخفض : جدتي تقول امي متى بترحون ؟
: ممادري خلي يقومون هالعيال .. واردفت : تعالي كولي لك تمرة
أقترب بتوتر لتجلس بجانب جدّتها وامامه بالضبط وأكلت من التمر بتلذذ ..
رفعت عيناها لوجه وهو .. ينظر لهاتفه .. يالهي ارحم قلبي ..
رفع عينيه بغتة وسارعاً ماشتت ناظريها ..
وهي تبلل شِفاها بتوتر ..
لم تستطع ان تجلس أكثر ..
أستقامت خارجه بكُل ماؤتيت من سرعه !
،
يالهي تشعر بإن حُبه ليس في قلبها فقط
بل بشراينها .. وأوردتها وحتى اعصابها ..
يارب .. كم تُحبه !
..........................................
.
.
.
لم يتوقعوا ان تحدث هذه الرحله العائليه الى كارثه في اليوم التالي وتحديداً فجراً !
الجمـيع خائف .. ومُترقب !
وصوت المطر .. يضرب النوافذ بلا رحمه
ويضرب أفئدتهم ايضاً
..
جابر واولاده ماعدا فهد
وعمر واخته ..والخاله سلوى لم يتصلوا حتى الآن !
قالت الخاله ساميه : ياربي مارد عليكك نورة؟
جاوبت: لا يعطيني مشغول ! الله يستر والجو يخرع !
: لهم ساعه ونص وللحين مافيه رد!
قالتها الخاله سارة بتحسر وهي تضع ناصر على يمينها وناصر بشمالها .. وهم نائمون !
:المشكله ماندري وش اللي صاير بالضبط .. لا محمد تكلم ومريــ..م .. وأردفت بغصه : مانوخذ منها كلام منهارة !
: الله يستر الله يستر ! لايكون محمد مسوّي لها شي
عارضت والدته بشدٌة: لاويين ساميه وش بيسوي لها !! هو طول الوقت نايم بالمجلس !
: بس هوو اللي طلعها من المخزن !! وسألت ابنتها : مافقدتن مريم ابد!!! شدعوى عليكن !!!
ردت حنان بصوت مهتز: يمه علبالي عندكم بالغرفه الثاني !
: وانا علبالي عندكن ! ياربي الله يجيب العواقب سليمه !
: البنت فيها شي مو طبيعي إنهيارها .. ياربي الله يستر
وبكت بقلة حيّله !
نهرتها اختها: سارة مو وقت الصياح الحين !!!
مسحت دموعها عنوة : بعذري بعذري شفتي وجهها شفتي شلون ماتقدر تاقف وتصيح بقوة ؟ تقولين .. وأحتارت كيف تصف الأمر : مادري فيها شي !
..: الله يستر ..
خرجت من الغرفه التي تقع يمين الصاله الجدّه وهي تسبح وتسأل برجاء: ماأتصلوا؟
: لا..
: بحاول أتصل بجابر مرة ثانيه
: وسلوى بعد ناسيه جوالها !
وهي تتحسر !
..
جميعهم الانظار متجهه نحو نورة إمرت أخييهم وهي ترجو إن يُرد ويطمئنهم !
.. اخيراً
: هلا جججاببر !!
: الحمدلله رد .. اسأليه وش صاير !!
قالتها الخاله سارة بإنفعال!
: وش صار ؟ .... قالت بجزع : ششتقول !! صدمه نفسيه ؟؟؟؟.. صادق إنت .. شالسبب؟؟ ........... لاتقولها ياجابر .. طيب طيب بننطر للصبح ..وأغلقت
سألن بتشفق : وش اللي صصاير ؟؟؟؟
شتت ناظريها لتقول بحلق جاف : محمـ..د ولدي الله يهديه سكر على مريم المخزن ونسى يفتحه طول الليل ! .. وجتها صدمه نفسيه ...
.................................................. ..................

‏"عيناك يا قمري اعتذاراتُ السماء،
‏عن كلِّ ما عانيتُ أو سأعاني". | أحمد بخيت


تم!

modyblue 25-06-18 09:55 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفصول جميييلة جدا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الريم ناصر 03-07-18 08:58 PM

الفصل السابع
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
.
.
الفصل (السابع)

فتحت عيناها بخوف وهي تلهث لترى الظلام يغط المكان !
اهه الكوابيس مجدداً !
إعتدلت لتجلس وهي لا ترى ظلام في ظلام!
يالهي هل الكوابيس ستعود لها مجدداً ؟
!
إستقامت لتخرج للصاله !
اه النور اخيراً !
جلست على الأريكه التي بجانب الغرفه تماماً !
وهي تنظر حولها بتمعن !
،
مرت 3 سنوات على كوابيسها!
سنه من العذاب والكوابيس الامُنتيه والخوف !
وسنتان .. مقاومة !
: اه !
مسحت على راحه يديها في وجهها وهي تستقيم لتنظر للساعه انها ال3 صباحاً !
فتحت غرفه إخيها لتراه فارغه !
لم يعدّ بعد !
جلست بنفس مكانها وهي تنظر لنقطه غير مرئيه !
،
انها كماهي ولكن بعقل أنضج !
وعمر أكبر ! وقد يكون عقلها اكبر من عُمرها!
3 سنوات مّرت بمرارتها اكثر من حلّوها!
كم من البُكاء ! وكم من الخوف وكم وكم !
هي لن تسامحه ماحيّيّت !
ابداً !
كانت ضربة القاضيه مافعل بها !
يالهي !
تشعر وكأنها في صندوق مُظلم طوال عمرها لينفتح الصندوق وترى شقّ النور وتبتهج !
ولكن الصندوق أبى ان ينفتح ! وينغلق عليها مرة أخرى!
إنها خائفه أنها لازالت في صندوقها !
انها تخاف ان تعود لها حياتها البائسه !
يالهي !
حاولت قد المستطاع ان ترى النور في شق الصندوق وتمتلئ بالأمل !
لانها ستخرج منه !
تجاهد نفسها في الشهور الاخيرة!
تحاول قدر المُستطاع
ليأتي !
كابوس واحد يجعلها تشعر بهذه الاحاسيس التي تتناسها !
كابوس واحد فقط فقط!
كابوس لانها نامت قبل ان تقرأ وردها اليومي
الذي بفضله اصبحت تنام جيداً !
نست الألم بالامس !
ونامت بعمق حقاً إنها نامت بعمق !
ليأتي كابوس متشكل في الغرفه المظلمه تلك وأحدهم يهمس بإذنها بهمهمات مخفيه مخفيه جداً !
،

مسحت دمعه طفرت ببطئ !
لتنزلق بعدها اكثر وهي تمسحها بهدوء !
: يارب !
تريد ان تصلي ولكن لا تستطع !
لديها عُذرها الشرعي ! وهذا مازّاد عليها ضيقها !
،
: مريم ..
إلتفت للكائن المتوسط الحجم !
لتمسح دموعها بسرعه : هلا حبيبتي !
إقتربت لتقول : ليش قمتي ؟
إبتسمت : شبعت نوم ..
: وانا بعد !
إستقامت لتمسسك بيدها وتقول: تبين نسوي شي ناكله؟
: اي ابي أنددومييي
: يالله !
،
انها اختها سلمى في الصف الأول !
جميعم نضجوا قبل ان يكبروا اعوام !
حتى صغيرهم ناصر !!
وكبيرهم عمر !
أمّا لمياء فتزعجهم بتمرّدها الغريب !
،
عندما انتهت من تحضير ال ( إندومي )
جلسن امام التلفاز ..
وهن يأكلن بصمت لتقول الصغيره بهدوء : مريم الابله قالت لنا خلٌو امهاتكم يجون ، لترفع كتفيها : بس انا ماعندي ام !
!
مابال هذه الصغيره تفتح جروح لن تندمل!
ولكنها ترشّها بملح لتكون ملتهبة اكثر ..
: انا زي امك ..
ردت بنفي: لأ جواهر اللي بالفصل تقول انتي ماعندك ام هذي اختك ، شلون يصير عندي أميّيّن ! لتضحك بخفوت ..
قالت بإبتسامة هادئه : الام هي الي حمّلت فيك بس راحت للجنه انا اللي ربيتك يعني زي إمك !
: ههههههه شلون؟
لتقول بضجر: اذا كبرتي تعرفين سلومة ، بس انا زي الماما !
: بس ابغا ام واخت زي وجدان عندها ام وخوات ..
تنهدت بضيق : سلومة وجدان ربي رزقها باأم وخوات وانتي اخت وام بنفس الوقت والواحد يحمّد ربه على كل شي يعطيه ! تخيلي لو ماعندك لا ام ولا اخت؟
لتقول بنفي : لا لا الحمدلله !
لتستطرد: طيب والابو ! كلنا ماعندنا لا ام وابو ! وانتي مريم من يصير لك أم ؟
،
اه ياصغيرة !
تلكئين جروحي بيديكي الصغيره وانتي لا تُدركين
كم وكم الفقد ينحر بقلبي !
: الجدّه سلمى امي !
: الحمدلله ، لانه احس انوه بتصيرين وحيده عشان ماعندك ام !
لتكمل : والابو؟
: عمر مثل ابونا ..
: صح !
!
إكملت الاكل ..
لتسألها : متى اليوم اللي قالت لكن المعلمه؟
: قالت الاحد من الاسبوع الجاي
إبتسمت : شاطرة لانك حفظتي كلامها
: إي الابلى دايم تقول انتي ذكية
لتقول بمضض: اي ذكيه ..
،
إنفتح باب الشارع ليسمعن خطوات ويطلّ إخيهم ووابيهم كما تدعي !
: ماشاءالله شعندكم واعيين !
لم ترد !
: جججوعانين !
وإبتسمت بدورها !
جلس في جانبهم على الكنب الذي يشكل دائري على الصاله بأكملها
لتسأل بهدوء : ليش جاي متأخر.
قال بملل : جلست تحاسب عاد بجي متى مابغيت واروح متى مابغيت !
نظرت اليه بلا مُبالة : اعصابك وش قلنا؟ ، وبعدين تجلس تنام ونجلس بالموت نقومك عشان تودينا !
: عندي إختبار بروح مواصل !
: عمر لا ترهق روحك مرة !
قال بملل وهو ينظر للساعة في يدة : باقي 10 على الصلاة !
لينظر لها وهو يسأل: ماقلتي ليش قايمه ؟
!
: قمت فجأه كيذا
ليسأل بحذر: كوابيسك مرة ثانيه ؟
لتقول بضيق: إيه !
: قريت قران قبل تنامين؟
قالت وهي تشتت ناظريها بحياء: لا !
: عشان كيذا ! أقريه دايم !
: ان شاءالله ! لتأمر : سلومة قومي غسل يدّيك !
ذهبت الصغيره ..
ليقول وهو يشتت ناظريه : ماطلقتك الكوابيس؟
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه حلوه هذي ! منوين متعلمها! ؟
: من محمد !
نظرت له بنظرة ذات معنى !
ليكمل: مانسيتي؟ ولا سامحتي؟
قالها بهدوء وهو يننظر لعينيها !
: سكر على هالسيرة لو سمحت !
: ترى والله ندمان ! محمد تغغغير واجد من زي أول !
: تغيره لنفسه انا وش يخصني؟
: بس !
: عمر انت اكثر شخص تعرف وش جرى لي منّه ! تتذكر ولا اذكرك ! هه ويكفي اليوم وش قومتي غير كوابيسه !
: تحلمين فيه؟
: ييعني ماتذكر؟
: لا اقصد يعني تشوفينه هو بالذات يعني؟
؛ لا اشوف اشياء جعلك ماتشوفها ! وجعله يش..
: لا تدعين !!!!
: اي حبيب القلب مايندعى عليه وانا ..
شبك يديه ببعض ليقول : مريم والله أحسّك الموضوع ماخذته اكبر من حجمه !
نظرت إليه بصدمه وهي تشعر بإن قلبها هوى ارضاً !
!
: عمر انت ماتحس! ماتحس ماتحس!!!
قالتها بصوت يحمل عبرة مريرة!
قال بحنق: لاني اشوف الولد يتعذب قدامممي والله ! اششوفه بتصرفاته بعيونه كأنه يحاول يعتذر يحاول يح...
لتشنّ هجوم عنيف: انا المتضضررة بالسالفه عمر ! مستحيل راح أتفهم موقفه مستحيل وجعله يتعذب ازود وازود !
: مااحسب قلبك قاسي زي أخوك !
لتقول بسخريه: هه شفت كيف!كلنا قاسيين! بس ياعمر انت بكيفك! خالي للحين وانت ماتطيقه وولده اللي وش سوا وفيني تحبّه وتقدرة!
: خالي غير ! ومحمد غير! ليكمل بحزم: محمد وقف معي وقفه رجال بكثير مواقف ! ولا تحاسبينه على اشياء كان صغير ولا هو قاصد يوم يسويّها !
إستقامت لتقول بغضب وأنهيار : قد إيشششش انت متناقضض ! متناقض ! وانت اكثر شخص شفت اللي صار بي بس ماتحس فيه ! ماتحس فيه !!! يعني الحين محمد ماشاءالله اللي سوّاها فيني كان بصغير؟ .. وتضررت منه وسامحته !! وخالي لا والله ماتسامحه ! قد إيش التناقض بشخصيك مستفز!
ردّ : لان محمد ماكاننن قااااصصصدد ! بس خخخااللي قاصد قاصد !!! وسوّاها مرتين فيني !!
: عمر لهدرجه هو اغلى من إختك؟
قال بتعجب: تستهبلين علي؟ إنتي تسوين عيوني وكنت كل مرة اشوفك تتعذبين كان قلبي يتقططع وكنت اروح لمه من بكرى واطلع حرتي تدرين؟؟ تدرين الحين يسألني يقول تجيّها كوابيسها والله والله ندمان !
قالت بحرقه : اذا سألك قل له انت اكثر شخص حسسّتها بالخوف بالحياة ! واكثر شخص حسستها بالفقد !
ليقول بقله حيلة: ماكان قاصد والله !
: اذ سامحت خالي ومديرك سامي واحمد ولد عمي تعال عشان ذيك الساعه اسامحه !
: انا حقود ! انتي غير مريم والله غير !!!
: مو بغير ! انا بشر واحس وهو كان اسوء كوابيسي ! واذ شفته احسّه شيطان قدامي !
قال بحرقه : والله لو يسمع منك هالكلااممم بي..
: خلاص عمر سكرّ على هالسالفه ! ! وقم ذاكر لك شويه كلمه افضل لك !
!
وحملت الصينيه وذهبت للمطبخ !
ومن ثم للرواق تتفقد اختها التي ذهب لتغسل يديها ولم تعدّ بعد !
ولكن جيد لم تبكي !
نقطه لصالحها !
! ....

!
امّا هو أسند راسه !
ليتنهد بضيق !
هو متعب متعب من كل شي !
متعب من الدين الذي في رقبته !
متعب من نفسه!
متعب من شدّه إيامه التي لا ترتخي !
يالله متى سيرتاح؟
متى؟
يشعر بإن قيد المسؤليه الملتف حول عنقه يكتمه ويجعله يتنفس دخان حريق !
يخنقه !
: يالله !
،
الله اكبر
الله اككببرر ..
ردد خلف صوت الحق
ليدعو بدعاء صامت !
يارب وانت العالم يارب !
،
مرت 3 سنوات على موت والدته !
واربع على موت والده !
وكأنه بالأمس !
مهما إزداد عمراً ، او نضجاً !
لايزال يتألم لشده فقدهما
إنه صعب صعب صعب !
لدرجه كاد يؤدي بحياته مرة !
ولكن تذكر نار جنهم اولاً ! ومن ثم إخوته!
لازال يصارع اشياء في داخلله لازال عقد في داخله ولا زال يتألم بصمت !
هو حقاً متعب !
الاحداث التي مّرت سابقاً
مؤلمة ، وطويله عليهم جميعاً
جعلته يقوى عوده
جعلت قلبه أسود !
وجعلته يؤمن ان اخوته يحتاجونه جداً !
،
إستقام ليذهب للصلاة !
وهو يستغفر بضيق !
وكلام إخته زاد من ضيقه !
الصغيره وتحسبُّ إنها كبيرة هه !
انه يخاف عليها كثيراً !
وكابوسها اليوم لم يضيقها وحدها بل ضايقه كثيراً!

.............................................
يوم الاثنين .. 7:30 صباحاً
،

جالس في سيارته وهو ينظر الى الساعه تبقى 20 دقيقه على مُحاظرته خرج مبكراً اليوم !
أسند رأسه على الموقود بتعب وهو يطلب الراحه !
فجأه دون سابق إنذار كالعادة
تطري في بـاله .. وكانها تتصيد اكثر الاماكن فراغ لينشغل تفكيره بها وحولها !
..
هو من كان سبب لخوفها لسنه كامله حَسب ماكان ينقله أخاه له .. كُل يوم صباحاً يأتي ويشتمه أو يشكي له مخبراً أنها لم تنم تلك الليله جيداً !
وهو يستمع له متهجم الوجه ومُتعب الضمير !
يتذكر تفاصيل تلك الحادثه كُل ليله .. ويستشعر ماتعانيه حتى اصبح طاريها واجب على عقله .. وايضاً قلبه !
،
أخذ يتساءل متى اصبحت نبضات قلبه تهتز بعنف عندما يراها؟
متى أصبح اسُمها ليش مُجرد إسمع عابر !
بل إسم يتشفق أن يسمع عنه أكثر
ومتى اصبحت اعضاء جسدة تتصلب عند رؤيتها أو ذِكر اسمها؟
ومتى تحوّل تأنيب ضميرة إلى شئ أعمق ؟
أهو من ذاك اليوم ..
قبل سنتان
عندما رأها تُخرج من بيتهم وهو كان واقف امامها بالضبط في الفناء !!
كانت تسدّل شعرها الطويـل الذي كان ينتقدة ققديماً
عندما تفّوه قائلاً ( شلونك .. )
وعندما لم يسمع ردّ .. أردف (انا أسف ) بصوت يملئنه الندم
،
كان كُل شيئ جميل عندما نزلت من الدرجتان بتمهل وهو لم يرفع عينيه عنها يدقق في ملامحها لأول مرةً لقلبه !
ونبضات قلبه يسمعها في أُذنيه
كان كل شي جميل وهو يراقب تفاعلات وجهها
حتى فجأه وقفت أمامه وهي تقول بصوت مُهتز ومن أعماقها ( الله ينتقم منك اضعاف ماسويته فيني .. الله ينتقم .. والله إني أكرهك يامحمد أكرهك )
..
وأكملت في سيّرها ..
كانت هذة أول صفعه يتلقاها منها ..
صفعه كوت قلبه كثيراً وكثيراً!
وهزّت أعماق قلبه !
ذاك اليوم عندما كانت السماء صافيه والنسيم العليل أخر يوم رأى في وجهها !
بعدها منعته أن يراه عندما اصبحت تتغطى عنها بحكم الشرع !
،
وتساءل ايضاً ..
منذ متى اصبح يُحبها ؟
هل منذ أن عرف الشكولاته اللي تُحب ؟
أو عندما كان يلقى عليها السلام وتهتز نبضات قلبه يطالبها بالإيجابه ؟
ولكنها كان تبخل عليه حتى في هذا !
ومرة قال لها ( السلام سنّه والرد عليه واجب)
بعدها .. اصبحت ترد عليه السلام !
وتختفي بعدها !
وعندما تراه وكأن شيطان رجيم تفرّ هاربه بعكس بنات عماته وخواله !
وهذا ماكان يجرح قلبه بسكين من نارّ !
..
هو تغيير كثيراً ..
وتغير قلبه معه ..
ولكنه يُدرك يوماً بعد يوماً
أنها لن ترى هذا التغير يوماً
ولن تسامحه يوماً
،
وقد إنتقم الله لها
في إن يُصبح ميتمّ في حُبها !
حُبها الموجع .. والمستحيل
..
رفع رأسه وهو ينظر الى الساعه ..
إنتهت عشرون دقيقه كلها في التفكير بها !
يألهي كم هو متعب التفكير بها
كم هو مُتعب !
،
نزل من سيّارته وإتجه الى داخل الجامعه التي يدرس فيها بقسم خدمة إجتماعيه ..
إهتز هاتفه أخرجه من جيبه وهو يرى إتصال من اخيه راجح بإحدى البرامج المجانيه التي تتطلب إتصال في الانترنت فقط ..
رفض وارسل له رساله ( راجح بدخل محاظرتي اذا طلعت دقيت عليك )
،
راجح إخيه الاكبر الذي بتفوقه ونجاحه بُعث في الخارج السنه الماضيه ..
واصبح هو تقريباً الاقرب لوالديه وجدّته
وامّا أخيه الاصغر .. فهد !
فبعيد عنهم كُل البعد .. !
،
،
،
بعدما إنتهت الُمحاظرة التي قضى ساعتان يستمع بلا تركيز ،
خرج الى إحدى الأروقه وجلس واتصل بأخيه
: هلا راجح
رد: هلا محمد شلونك شخبارك ؟
: بخير الحمدلله انت بشرني عنك؟
: بخخير ولله الحمد .. شلون اهلي كلهم ؟
: بخير ويسلمون عليك .. ترى امي مشتاقه لك دق عليها
: ان شاءالله اذ فضيت بدق .. المهم محمد مااطول عليك معك سلف ؟
: كم تبي بس؟
: اللي معك .. توي ساحب وانصرقن !
قال :صصصاددددقق!! خلاص ان شاءالله بكرى تطلع مكافأتي واحولها لك علطول !
: ماتقصر .. وان شاءالله اذا زانت الاحوال ارجعها لك
: متى مارجعت ياخوك خذ راحتك
: زين زين .. مع السلامه
: مع السلامه !
..
تنهد بضيق !
هو ايضاً محتاج للمال ولكن اخيه أحوج!
مشى في ممرات الجامعه مُتجه الى محاظرته التاليه ورأى في طريقه خالد الذي يشترك معه في نفس المادة
: هلاا بو جابر
: هلافييك شلونك؟
: بخير وانت؟
: بخير
:وشفيه وجهك متهجم على هالصبح؟
قال بملل:فيه احد يجي للجامعه مبسوط ؟ وفوق كيذا تو دق علي راجح يبي سلف وانا محتاج المكافأه ومستحي اخذ من أبوي !
: أزهلها يابو جابر نص مكافأتي بيني وبينك
: انقلع اقول ماقلت عطن
: انت اللي انقلع اققول لو تبي كله عطيتك
: يصير خير ..
: اي بإذن يصير خير ونص لي ونص لك .. وإبتسم بسخريه : وعلى طاري النفس الشينه شف خوّينا شلون هو مكشر !
،
بحث عمّا يتحدث عنه .. وتهجم اكثر عندما رأه يمشى ولم ينتبه لهم
ناده خالد بصوت عالي : ععععممممررررر ..
ألتفت وأقترب منهم : هلاا شلونكم؟
: وشفيك على هالصبح وجهك كيذا ؟
عقد حاجبيه : والله مواصل والاختبار زفت والدنيا مسكرة بوجهي شتبي اكثر من كيذا؟
وهو ينظر لمحمد بنظرة ذات معنى!
: والله اذا واحد خرا مايذاكر وش نسوي فيه ؟
: ماتعرف تنطم ؟ يالله ماشي انا
: اليوم عندك ل2 وين بتروح؟
: والله ميت نوم وبنام ! يالله سلام !
..
: هالكلب ساقط ب 3 مواد وبعد يسحب !
تنهد بضيق: ماتعرف عمر .. امش تأخرنا على الزفت الثاني !
.
.
دخلا الى القاعه ليباغتهم الدكتور بعصبيه : أظن الساعه بأت 10 ونص متأخرين ليش؟
قال خالد : والله يادكتور خذتنا السوالف وماانتبهتا للوقت
: لا واللهي؟
: اي والله
: ازا خدتكم السوالف عن محاظرتي بأة إنتا وهو برا مااستئبل حد زيكو!!
قال خالد بطوله بال: بس يادكتور حنا مستحيل راح نفوت شرحك الجميل .. عادي نجلس ولا تحطنا حضور !
وجلس في المقعد وهو يحثّ محمد على الجلوس
..
هو كان يفكر بعمر .. وماهي المصيبه الجديدة التي قالها بطريقه غير مباشرة : انا بطلع!
وخرج تارك خالد يحاول ان (يرقع الموضوع)
.........................
:
غاضب وحانق !
يريد ركلّ الأشياء ليرتاح !
والشمس الساطعه في كبّد السماء تزيد الأمر سُوءاً !
والنوم يداعب عيّنيه بقوة !
ورؤيته لصديقيه أثارت حنقه أكثر !
وتحديداً إبن خالتـه .. وعقله الأخرق ربط ماحدث بالأمس !
لا بلّ منذ أقل من 7 ساعات !
إستقل سيّارته وهو يزفر وسارّ بها حيث مدرسة لميـاء إخته !
لانه الوحيدة التي يتكفّل بإرجعها من المدرسه !
وولن يتكبّد العناء ليستيقض الساعه 12 مجدداً لإجلها!
!
رنين هاتفه زاد الأمر سوء !
رفعه ليرى إبن خاله يتصل به !
ماضرر إن يُخرج مافيه قلبه من حنق ؟
أجاب : شتّبي ؟
: شفّيك؟
قال بحنق ممزوج بإنزعاج: وش اللي وشفيك مافيني شششيي .. تبي شي؟
: لأ .. بس فيكم شي ؟
: لا مافينا .. يالله سلام !
وأغلق !
!
منـذ تلك الحادثه توطئت عِلاقته أكثر مع إبن خالته !
وإنهيارات اخته المروعه كانت السبب في ذلك !
كمّ من الليالي التي فارق النوم أعينهم ليركض صباحاً يخرج .. غضبه عليه !
وهـو ينظر إليه .. بوجوم !
وكمّ من الأيام .. كان محمد خير صديق يخرج حنقه !
وايضاً .. خالد .. ولكن هو وإبن خالته لم يفصحوا عن تلك الحادثه بالتحديد !
.. ولكن مع تعافيّ أخته قليلاً .. أصبح لا يركض صباحاً إليه ليشتمه تارةً .. وتارةً يندب حظه !
وتارةّ يشتم إخته !
هـو ليس غاضب منه !
بل مافعله كـان غير مقصـود البتةً !
ويشعـر إنه إخـذ حق إخته بتعابير إبن خاله المليئه بالندم !
!
ولكن المشكله تكمن في أخته التي لا زالت تكرة جداً وجداً !
وهـو لا يلومها !
وتحسّنها قليلاً يريّحه ويثير الريبه قليلا في نفسه !
وأكبر دليل .. كابوس زارها منذ أقل من سبع ساعات !
!
توقفت السيارة أمام مدرسه إخته العنيدة وذات الوجهه المكفهر!
ليترجـل .. وينهي الاجراءات الروتيـنيه !
لتخرج بعدها وتستقل السيّارة بجانبه لتقول بحنق : إنت ياهرف ياذرف ياتلطعني لـ 2 يا تستأذن لي 10 !
قال بإنزعاج : سدّي حلقك ماني برايق .. وأحمدي ربك مانمت وسحبت عليـك !
قالت بسخريه : لا والله بعد ناوي تسحب ! تقل انا مو إختك !
ونبرة بكاء بين طّيات صوتها قد سمعها !!
تنهـد ليقول : لمياء .. والله مواصل والنفسيه واصله لهينا ! وهو يُأشر على أنفه : فَ خلينا حبايب الله يرضى عليك !
لتقول بحنق : طيب !
وأكمل المسيّر بصمت !
حتى وصـلوا للبيت ليترجلا من السيارة !
ودخلا البيت لينعطف الى غرفته !
وهو يـريد إن ينام وَ ينام فقط!


.................................................. ....
.
.
فتحت كِتابها بملل وهي تنظر للمعادلات الكميائيه وتسأل نفسها مِرار وتكرارً ( ليششش دخلت علمي؟)
ولكن حين إتخذت ذاك القرار كانت فكرة في رأسها أن تُشغل نفسها عن التفكير قدر المُسطاع ونجحت بنسبه 50٪ !
ولكن لا زالت تخاف الأمكان المُظلمه
والامكان المغلقه .. وايضاً القطط ..
وايضاً تخاف من الأشياء العادية
وتثير في نفسها الرعب ..
وابسطها صوت الرياح .. والمطر
هي لم تُشفى بعد من صدمتها ولكن صورت للاخرين انها بخير .. وكثيراً
يكفي ماعانوا بسببها .. ومن إنهياراتها
وهي لا تزال تقاوم وتسقط ، وتقاوم وتسقط وتقاوم وتقاوم !
،
ضجيج جرس البيت جعلها تترك كِتابها وتذهب الى الباب ، لان جدتها قد إتصلت وقد اخبرتها انها كالعادة ترسل مأدبه البيت مع خالها !
فجدتها الحنونه والتي رجعت لبيتها عندما تحسنت هي قليلاً ،، ولم تترك عادتها ان ترسل لها حاجات البيت ومأدبه الأكل والشرب .. وتخفيف العبئ عن عمر
الذي يذهب للجامعه صباحاً .. ويشتغل بدوام جزئي مساءاً !
فتحت الباب وهي واقفه ورائه وخالها ينزل الاغراض بهدوء
ببعدما إنتهى قالت : خـالي تفضل تقهوى ..
: انا محمد
لم تعلق وضع حافظه الطعام وهو يقول : هذي عشا من أمي ..وبالعافيه
واقف منتظر منها رداً
ولكن
أغلقت الباب بقوة وهي متعمدة بوجهه!
إنحنت وهي تفتح حافظه الطعام : الله طبخ مرت خالي ماينفوت
ونادت بصوت عالي : لميياء سسلمى نناصر تعالوا شيلو معي ..
متجاهله قلت أدبها !
هذا أقل مايستحق ، لو كانت جدتها هُنا لا ألقت عليها مُحاظرة طويـله عريضة !
وقد فعلتها مرة في حضورها
مما جعلها تسشيط غضباً على حفيدها الغالي !
حملت الحافظه لتقع ناظريها على شي تُحبه جداً
أستبشرت وهي تنزل الحافظه : ياعمريي جدتيي شدراه إني احبه !؟
أخذت كرتون الشوكلاته المحبّبه الى قلبها وهي تفتح الكرتون وتقول بصوت مبهج: وكرررتوننن بعد !!!
أكلت بتلذذ تشعر وكأنها في الجنه !
،
حملت الحافظه مرة أُخرى لتذهب الى المطبخ وتضعها وتصرخ مرةً أخرى : لمياء تعالي شيلي معيييييي ..
لا رد !!!
عضت على شِفاها بغضب وهي تبحث عن الصغيران خرج من غرفتهم صغيرهم لتأمر: ادع لمياء وتعالوا شيلو معيي
وأستدرات الى الرواق
تنهدت بملل : وش بيلف بالحوسه هذي ؟؟
: عيت !!
نظرت الى صغيرهم الذي وقف ينظر الى الأغراض ليقول بصوت طفولي : الله كككنددرررر
،
خطفت الكرتون لتقول بتحذير : هذا حقييي ، شوف فيه بساكيت وهي تأشر بيدها : خذ واحد
أعترض ببكاء وهو يقول : مابيييييي ابي كندددرررر
تجاهلته وهي تحمل الأشياء بكلتا يديها
وتضعها في المطبخ ..
ذهبت الى غرفتهم لترى اختها تجلس وحوالها الكثير من الأوراق لتقول بغضب: لمياء وش جالسه اقول؟؟؟؟ اقول تعالي شيلي معي الأغراض كثيرة
رفعت ناظريها لتقول ببرود : والله عندي واجبات لراسي فَ مُش فاضيه !!!
،
العنيدة الحمقاء!
: ماهو ضارة لو تشيلي وترجعين انا وراي كيمياء بكرى وماذاكرت للحين قومي !
: طيب شيلي نصهن وانا نصهن
أستشاطت غضباً : شلون نصهن ششلون يازفت تعالي !!!
!
: ياربي مريم قلت لك شيلي نصهن واجي اششيل نصهن
..
مريم أستنشقي الكثير والكثير من الاوكسجين واسترخي
تعلمين انها عنيدة !
لذلك قالت بهدوء: اوكيه انا بشيلهن واحطهم بالمطبخ وإنتي ترتبينهن اوكيه ؟
،
رمت هاتفها على السرير لتستقيم وهي تقول بتذمر: بشيل معك لاني طفشت وانا اذاكر
...
خرجن من الغرفه التي تجمعهم ماعدا عمر لتسأل: سلمى وينه ؟
: بالحمام ..
لتتذمر: وسلمى ودخلت الحمام الله ييعيننن
إتجهت الى الرواق المؤدي الى مجلس الرجال ودورة المياة التي تخصهم ، وفي أخر الرواق الباب الخارجي
،
طرقت بعنف وهي تسمع هدير المياة لتقول بصبر : سلومه اطلعي .. سسسسلمى اططلعيييييي
ماهي دقائق وتخرج اختها متلبسه بالجرم
لتقول وهي تنظر الى شعرها وملابسها المبتله بالمياة : انا وش قايله لك ؟
..
شتت ناظريها وهي تضع السبابه : اه
لتقول بصبر : شوفي سلومه هالمرة مالي خلق اهاوش بس المرة الثانيه اشوف داخله الحمام وعافسته علي تراني بقول لعمر مايشتري لك اللي تبين وماأروح معك لحفل الأمهات !
أعترضت : لا اا خلاصصص والله اخر مرة
: نشوف ، يالله روحي غيري ملابسك بسسسرعه !
،
ركضت بإتجاه الغرفه وهي أكملت طريقها نحوى الفوضى الاخرى!
تهللت أساريها عندما رأت صغيرهم يحمل مع لمياء الأشياء متناسي غضبه اقترب لتقرص خدك بلطف : وه وه بس يلوموني فيييككككك !
تعالت ضحكته : انا شاطر صح ؟
: اي شاطر وبطل بعد
: منوين العشا؟
،
ألتفت الى لمياء التي تقف بجانبها وهي تمسك بكرتون الشكولاته المحببه خطفتها بسرعه لتقول: ترى هذا لي لا اشوفكم ماخذين منه ! والعشاء مرت خالي جايبته !
: الحمدلله والشكر وش نبغا فيه كرّم الله النعمه !
،
تجاهلتها وإتجهت الى غرفتها لتخبئه بين طيات ثيابها !
..
خرجت لتنظر الى كِتابها المرمي وهي تتذمر : متى بذاكر انا ؟
،
منذ إن عادوا إلى بيتهم أصبحت المسؤليه الكامله على عاتقها !
احياناً لا تجـد وقت تُذاكر حتى دروسها !
ولا تفعل أبسط الأشيـاء مثلما تتحدث عنها ريما !
يضيع وقتها بين طيّات الأنشغال المفرط !
والمسئوليه الكبيرة !
...................…………................... .....
إستيقظ بمزاج عِكر كالعادة
متى إستيقظ وهو بمزاج جيدا اصلاً ؟
إستحم وصلى صلاته الفائته بقلب ميت
ولبس ثوبه ونزل للأسف ويرجو إلا تراه جدته ووالديه !
ولكن ..
:: فهد
تأفأف بصوت قصير وأستدار حيث تجلس : سمّي يمه
: تعالي تقهوى معي
جلس أمامها وهي تمد له الفنجان وتقول بصوت ضعيف : وشلونك تدري لي يوم كامل ماشفتك ؟
: بخيير يمه الحمدلله
وأرتشف من القهوة بإنزاعج أكثر
لتكمل : لمتى يافهد وإنت على هالحاله ؟ لا شغل ولا مشغله .. دور لك شغل تتنظم حياتك حتى صلاتك ماتصليها بوقتها !
قال بجامله وهي يريد ان ينتهى من هذا الموال المكرر: جالس ادور لي ماعليك يمه .. اصلاً من بيوظف واحد معه شهادة ثانوي ؟
: يافهد الواحد مايطمح فوق فوق يشتغل اي شغله شوي شوي لمين ربك يحلّه !
: طيب طيب ماعليك يمه جالس أدور
قالت بحسرة : وييين تدور قلي ويييننن ! وانتي صبحك ليل وليلك صبح هاه؟؟؟ بس تسكتني بكلمتين !!!
: يايمه ماطفشتي من هالمّوال ؟ خلاصصص خلاص قلت لك بدور بدور !!!
إنكمشت بحسرة وهي تقول بصوت تحمله العبرة : يافهد يانظر عيني ماتبي تتطمن قلبي واشوف حياتك صح ! تحسب ماأحس فيك وانت تجي تالي الليل والصلاة باقي له دقايق وتنام ! وابوك يتعب وهو يقومك ! ولا حياتك اللي بس طالع لا تجلس معنا ولا تسولف علينا والله راجح واللي مبتعث اني متطمنه عليه أكثر منك !
تنهد وهو يرى عينيّ والدته المتلئلئه بالدموع مماجعل قلبه يحنّ : ياميمتي بحاول اسوي كل اللي تبين ماعليك بس أنتم لا تضغطون علييي ! انا متى ماشفت اني طفشت بدور لي وظيفه ماعليك !
: سنتين وانت عاطل باطل يافهد متى بتطفش متى ؟؟؟؟ العمر يركض ياولدي يركض !
: يمه عمري طلبت منكم شي ؟ عمري قلت يايمه ابي فلوس ماعمري !
: وهذا اللي مجننني !! من وين تجيب الفلوس منوين وانتي لا شغله ولا مشغله ؟ والسيارة اللي انت مدري من وين جايبه ؟
بللت شفتيه وشتت ناظريه وقال : يمه انا تراني اطقطق يعني اوصل ناس وأمشي حالي مو شرط اني متوظف وادوام دوام رسمي ! والسيارة قلت لك واحد من خوّياي مهديني !
قالت بعدم تصديق : ومن هالخوي اللي يهدي خويه سيّارة أخر موديل !
،
إستقام وهو يقول بإنزعاج : يمه ماتبين تصدقيني لا تصدقيني بكيفكك !
تنهدت بإسى : مصدقتك وغصب عني بصدقك ! بس تكفى يافهد اجلس معي شوي ابيك كل هالحزة تتقهوى معي وتسولف علي !
،
: السلام عليكم ..
هلّت به وهي تسبشر : هلاا والله بنظر عيني ياهلاا
إبتسم وقبل رأسها وهو ينظر الى أخيه الواقف وجهه واجم !
: شفيه هذا؟
: يالله يمه انا استأذن ولا تحطون لي عشا واحد عازمني .. ومحمد ولدك عندك يسولف عليك ..
: فه...
لم تكمل وخرج مُسرعاً الى الخـارج !
،
لماذا لا يتفهمونه ؟
لماذا دائماً هو على المجهر ؟
هو لديه طموح كبير جداً وجداً
لا يقتصر على وظيفه بدوام ممل !
وراتب لا يكفي حاجته ، هو ينظر إلى أبعد وأبعد!
وسيحققه عاجلاً او أجلاً !
،
إستقل سيارته الجيب .. التي لفق كذبه عليهم أجمع وهو يتصل على من يشاركه الطموح ..
: هلا مرعي
: هلاا والله باأبو جابر شالاخبار؟
: تمام ، وإنت؟
: عال العال ! يافهد جهزّ حالك الصفقه الجايه فيها فلوسسسس !
إبتسم بنشوة : صصادق ؟
: إي والله تعال نلتقى بالاستراحه الشماليه !
: تمّ!
،
أغلق وهو سعيد جداً
ويرى مستقبل كبير ومُبهر أمامه !
متناسى ولكن لم ينسى !
دموع والدته !
...........................................
.
.
: لمتى يامحمد وهو على هالحاله لمتى ؟
قال بصوت تحمله العبرة : ياميمتي يياعيوني انتي يكفي خلاص .. إنتي أدعي له بالهداية
قالت وهي تنظر لعيّني ولدها الأقرب دائما وكأن العوض من ربَّ العالمين : والله اني ادعي له وادعي لكم كلكم واحد واحد والله كريم .. وأمسكت يديه بحنان ورجاء: تكفى محمد تكلم معه يمكن يسمع كلامك !
: ابشري يمه صح انتي تكلمت معه مرة بس بتكلم مرة مرتين وثلاث
مسحت دموعها وهي تتنهد : الله يخليك يانظر عيني والله انت العوض من ربي العالمين عسا ربي يسعدك وين ماكنت .. ويسعدكم كلكم يارب
قبل يدّيها : الله يقدرنا على بركم يايمه ..
،
مسحت دموعها وتنحنت عندما دخل زوجها ووالدته
إستقام وهو يقبل رأس جدته ووالدة
جلست جدته وهي تسبح لتسأله: وديت الاغراض يامحمد
،
: اي
: والعشاء؟
: ايه ..
وهو يتذكر من أغلقت الباب بوجهه بالباب عمداً .. وبقوة !
: والله اني كل ماتذكر ان هالبنات وهالولّيد لحالهم بالبيت اتواكل .. عمر الله يهديه يخليهم طول الليل لو يجيهم شي
؛ يايمه ماعليك لا تخافين يقفلون بابهم ووش بيجيهم ؟
والجيران حواليهم ماهم مقصرين وحنا بعد
وأردفت زوجته : ومريم ماشاءالله كبيرة وعاقله ماعليك ياخالتي ..
تنهدت : اي والله أدري بس غصـب الواحد قلبه ماهو بيدة وهالبنت تخاف من إي شي واخاف عليه !
،
هه قد بدأت جدته تتحدث عن الجرح الذي في قلبه
: والله ياخالتي ماشاءالله البنت تغيرت ماهي زي أول وأردفت : وشلون المزرعه ياجابر ؟
،
أخد والده يتحدث عن مزرعته التي تغيرت للأفضـل
ويزيدون عليهم برش ذكريات تأبي ان تتركه !
تلك الغرفه المظلمه والمُخيفه لا زالت هُناك !
لا زالت ولكن بشكل أفضل ونور أقوى !
أستقام تاركهم يتحدثون مايشاءون وذهب وهو يسمع صوت الحق يصدح في الأرجاء
مُعلن دخول صلاة العِشاء !
.................................................. ...........
.
.
.
مُستلقيه في فراشها وهي تثبت الهاتف امامها وتتحدث من إبنت خالتها القريبه لقلبها ، وتمسك بيدها اليمن ميداليه مُشكله على حرف من يسكن في يسار صدرها
لتجاوبها بسخريه : وبالله شلون بتعطينه؟
إبتسمت لتجيب: طبعاً حبيبتي إنتي بتعطينه !
: لا والله !
: والله !
: وشلون ؟
: الترم مابقاش يخلص وإنتي تعطينه !
: واذا سأل منوين ؟
: شوفي اذا أعطيتيه خلاص ! هالوقت ننفذ اللي قلت لك
: وشلون أقتنعتي ؟
: شوفي نهى أقنعتني وقلت هذي الطريقه اللي تأكد عشان ماعيش بسراب
: الله يعطيها العافيه ، عجزت وانا اقنع فيييكك !
:بس خايفه
: من إيش ؟
تنهدت وهي تششت ناظريها : أخاف أنه مايحبني مثل ماأحبه !
جاوبت برزانه : شوفي انا ماراح أعشمك واقولك لا تخافين بيحبك ومدري إيش لا ! بس لازم انك تتقبلين احتمال مايحبك ! لان محمد تغير كثيير
قالت بدفاع: بفهم هالتغير اللي كل شوي تقولينه يعني اكيد بتغير كبر وبتغير أكيد !
قالت على مضض ؛ اي صح عليك .. يالله حبيبتي باييييي وراي بحث وانا فاضيه تسولفين علي !
: باي !

،
إمّا على الإتجاه الأخرى .. أغلقت منها وهي تتنهد
هي خائفه ايضاً على قلب إبنت خالتها ..
الرقيقه والحساسه ومرهفه المشاعر !
هي أكيد بإن محمد تغير .. أخاها هو
يتحدث معها كثيراً .. ويسألها كثيراً عنمّا تغير بسببها !
بسبب من تسبب بخوفها واالفويبا التي تعانيها بسببه !
،
هي تتمنى أن يكف عن لوم نفسه كثيراً
وحديثه المؤنب لنفسه كثيرا ً
هي خائفه أن يصبح تأنيب ضميرة .. شيئاً أخر
شئ يتعبه كثيراً ...
،
.................................................. ...................
(
.
.

.
.
فرك صدغه بكلتا يدّيه وهو يفتح الباب بهدوء
ياألهي كمّ هو مّتعب !
البيت هادئ الا من صوت الشيخ المعيقلي الذي يبث من التلفاز .. ليعطي الجو هدوءاً أكثر
،
أعتادوا تلك العادة من جدته وحتى هذا اليوم
ليبث في البيت شيئاً من الروحانيه ..
،
إتجه الى الصاله التي تتفرع منها 4 غرف
واحدة للمطبخ على يمينه وبجانبه بمسافه غرفته هو !
وبجانبها ايضاً غرفه لجلسات النسوة المزعجه !
وأمامها غرفة إخوته
وبعدها الرواق المؤدي إلى مجلس الرجال وامامه دورة مياة .. وأخر الرواق حيث الباب الخارجي
،

إتجه الى غرفتهم ليطرق الباب بهدوء ويفتحه كالعادة
: عمر جيت ؟
جاوب على أخته لميـاء : لا توني بالطريق
: ظريييففف
: وش تشوفيني يعني قدامك
: تبغى عشا ؟
: لا بنامممم منتهي !
،
وألقى نظرة أخيرة ععليهم جميعاً
ليستدير اخيراً ذهباً إلى غرفته ..
أستلقى بهمّ .. بدون حتى أن يغير ملابسه
،
لتبدأ الهواجيس تزدحم في علقه و تترجم في تقطيبه جبينه ..
،
الذهاب الى الجامعه صباحاً
ومن ثم الذهاب الى عمله الجزئي مساءاً
وتحصيله الدراسي من السئ للأسوء
يورقه جداً !
كيف سَيعيل أخوته وهو هكذا ؟
كيف يكرمهم بحياة هانئه ؟
وإنشغاله الدائم يعيقه أن يلتفت إلى دراسته !
التخرج ، والوظيفه ، والزواج هل يستطيع تحقيقهن؟
إنهم صعبات عليه !
والزواج هه هل سيفكر بالزواج حقاً ؟
إنه شيئا مُحال والله مُحال !
،
راتبه الجامعي توقف بسبب رسوبه المستمر
وبذلك أضطر أن يعمل بدوام جزئي لعله يُساعد !
والراتب الذي تصرفه الدوله .. لم يعد كافاً لقضاء حوائجهم ابداً
،
ياالله يشعر وكأنه في دوامه الاامنتهي من البحث عن الرزق .. يشعر بإنه يركض بلا توقف
يلهث طوال ركضه ولا يجد وقت حتى ليستريح قليلاً !
،
يتجرّع كؤوس من التعب كل يوم
ويراه يتجرعه وكأنه الزقوم !
،
يكفي ياعمر !
يكفيك تفكيراً لا يزيد الأمر إلا ضيقاً
الله سبحانه مدبر أمورك جعل في عُلاه
توكل عليه وأمضى في طريقك !
،
فكر في شئ يجعلك تنام مُستر الخاطر
ويفك عقدة حاجبيك هذه !
،
تهللت أساريرة عندما طرت في باله
كَ فراشه ذات ألوان بهية تتنقل بين دماغه
لتفك عقدة الحاجبين تلك
وترسم إبتسامه جميله على ثغرة ..
،
وتسدل جفونه بأماني يتمنى إن تحقق يوماً !
وينام بعمق .. وبفرحه قد تتحقق له يوماً !
...................…………………………� ��…………

.
.
أختنقت من تحت الغطاء !!
لتزيحه بفتور وهي تتنفس بصعوبه بالغه !
اخيراً خلدت لمياء الى النوم !
تلسست الى خارج الغرفه لتذهب حيث المكان الاقصى في البيت ولا أحد قد يسمع عويلها !
،
دخلت الى الغرفه التي تخص الرجال لتغلق الباب بهدوء
وتجلس بوهن .. وعيناها تذرفان من الدمع الكثير والكثير
،
ياألهي ستختنق من شدة بُكائها
ياألهي انها خائفه أن تنام والكوابيس تزورها
تخاف ان تنام مرتاحه البال ليتشكل له كابوس بالغرفه المظلمه تلك ويقطع نومها
،
أصبح البكاء قبل النوم وبعد نوم الجميع
عادة أتخذتها منذ أن قررت أن تصّور للأخرين انها بخير
..
هي بخير
تأكل جيداً .. تضحك .. تستمتع بيومها كثيراً
ولكن .. وقت النوم تزيل قناع السعادة تلك
يؤسفها أن لا أحد لا أحد .. يشعر بها
ولكن خطأها .. اصبحت تكتم الحزن في قلبها من أجل الاخرين !
ولكن ايضاً
الاخرين سئموا !
وقد فرغ دلو صبرهم عليها
وحتى الشفقه !
ليس لديها أم لن تمّل أو تكل إن بكت في احضانها
وأب ، سيفعل المستحيل من أجلها
أ تشكو لأخيها الذي يكتم وجعه بدون كلمه ؟
أمّا لإختها التي هي ايضاً مثله ؟
أم للصغيران ؟
لا أحد .. سيشعر بها !
وقدّ ذاقوا بمايكفي من إنهياراتها
،

خوفها من الأشياء الاخرى شي مُحال أن تكتمه
ترتعد فرائضها عنـدما ترى الاشياء المغلقه
والهمهمات تُخيفها حد الجنون !
ترتعب عندما ترى القطط
يقشعر بدنها لإي صوت !
..
كتمت نشيجها وهي تغطي وجهها بيديها
وهي تتذكر ماحدث وكأنه الأمس ..
،
عندما أمرت الجده أن يذهب أحدهم الى تلك الى الغرفه ليضع بعض الكراتين الغير مرغوب بها
رفضن حنان وريما .. لتقول بخيلأ : (يالخوافات انا اروح جدتي )
وايضاً اخبرتها أن تعود سريعاً وتنام مع الجميع
في مزرعه خالها الجديدة !
وياليتها لم تذهب أنذاك !
خرجت لتذهب الى تلك الغرفه وقلبها مطمئن ..
سمعت خطوات خلفها جفلت قليلاً
لتراه ورائها كَ ذئب مفترس يتصيد لفريسته !
جادلته كثيراً وغضب منها
ودخلت الى الغرفه لتضع الكرتون وهي تقول بملل : محمد يالبزر متى بتكبر ؟؟
ولكن تصيدّ لها عندما أغلق عليها الباب ليقول بصوت والله سمعته وكأنه حفيف أفعى ( عشان مرة ثانيه تتأدبين معي اجلسي هينا لمين ارضى )
،
جفلت وانهارت عندما ذهب وصوت ضحكته تصدح بالمكان !
وتخف تدريجاً
طرقت الباب بقوه .. وهي تتمنى أن أحدهم يستمع لها !
ولكن تلك الغرفه بعيدة جداً .. عن البيت
صرخت صرخه عندما سمعت موائ قطه
،
7 ساعات وهي محبوسه في ذلك المكان
7 ساعات من الخوف !
7 ساعات وهي تتعارك مع كائن قد يفعل إي شي من إجل سلامته !
،
: اه !
: حسبي الله ونعم الوكيل عليك يامحمد حسبي الله اهه
سيلان الانف والعينيان جعل التنفس لديها صعب !
حاولت إخذ قدر كبير من الاوكسجين بفمها ولكن لم تنجح !
ستختنق هُنا حتماً
ولا أحـد يعلم !
وحيدة !
وحزينه
وبائسه
.................………………..…………
،
هل تعتقدون إني لا أشعر بإن احدهم يبكي بسببي ؟
هل تعتقدون الا اشعر بألم في يسار صدري يفتك بي ؟
هل تعتقدون ان انام بهناء هكذا ؟
وهي قد تكون تبكي ترتجي النوم ؟
وقد تكون نائمه متناسيه ماحدث !
ولكن انا الظالم لم أنسى
أ المظلوم ينسى ؟
،
مستلقي على سريرة ينظر الى السقف
يترجى ان يرحمه التفكير وينام !
لكن .. أبى واستكبر ان يتركه قريرع العين مُرتاح البال !
،
يشعر وكأنما أحدهم يعصر قلبه كَ ليمونه للتو قُطفت صفراء لذيذة !
..
كامرض مزمن مايشعر به !
يفتك به ليلاً !
ونهاراً !
،
ولكن وللشدّة الأسف
يراه يعجبه الأمر كثيراً !
يقف عنده ولا يتخطاه ولا يتناسى
يسلمه جسدة له ليفتك به ليلاً ونهار
وهو يبتسم بسرور !
ويسار صدرة يراه يتألم !
ولكن .. هو يحب ذلك !
وكأنه يعاقب نفسـه !
يضرب نفسه بسوط من عذاب
ليرتاح !
ولكن لا يرتاح !
.................................................. .......
.
.
تم!
،
‏هَل وقعـت مرَّة في الحُب؟ إنَّـه مريع، أليسَ كذلك؟ يجْـعلك هشّاً تماما. يفتَح صدرك، ثمَّ يفتحُ قلبـك، وهذا يعْني أن أحدهُم يستطيع أن يدخل هناك، ويعبث، دون أي قدرة تمتلكها لإيقافـه."

الريم ناصر 12-07-18 06:51 PM

الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر❤
الفصل(الثامن)
،

‏ولو سألتني عن الحبّ .. لأخبرتك كيف يتحوّل شخص من حالة الثبات .. والإتزان .. وتحكيم العقل .. والمنطق .. إلى حالةٍ من عدم التوازن .. وفقدان الثبات .. والتمرّد على قوانين العقل والمنطق .. بمجرّد عبور شخص آخر أمامه .. أو صوته .. أو حتّى اسمه .م.ق





.
.
أستقلت السيارة لتلقى السلام على خالتها واولادها وهي تنتظر بقية أخوتها ..
عـندما ركبوا وساعدت الصغير على الصعود ..
،،
إنه الخميس يوم إجتماع العائله في بيت جدتها او بيت خالتها سارة أو أمل واحياناً بيتهم !
وغداً .. يوم الجمعه إجتماع عمامهم !
وهي مضطره أن تذهب غداً لتغيبها ثلاث اسابيع هي وأخاه المشغول جداً وّ جداً
، ولم يستطع الذهاب معهم اليوم أو حتى إيصالهم ممازاد ضيقها !
تشعر بالخجل من خالتها !
التي تتكفل بإخذها من البيت الى المدرسه والعودة ايضاً !
وايضاً تتكفل بأخيها الصغير عند ذهابها المدرسه
واخيراً .. أخذهم الى بيت جدتها أو حتى مكان أخر !
ودون حتى .. دفع راتب السائق معها !
،
تجرعت هذا الشعور وهي ترد على خالتها التي سألتها
: عمر ويينه ماينششاف ؟؟؟
تنهدت لتقول : حنا مانشوفه ياخالتي عاد مو إنتي ! يروخ الصبح للجامعه ومن 4 ل 12 بداومه المسائي وعاد شوفي متى يرجع احياناً يروح للأستراحه العيال ومايرجع الا 3
: الله الله ! ليش يرهق نفسه كيذا ؟
قالت بإنزعاج : واذا قلنا شي قال مالكم دخل !
: ياربي عمر من يومه عنيييد عنيييد ! لتستطرد : طيب ليش مايدور له وظيفه اشوى له من المطعم كم راتبهم اصلاً ؟؟؟
:خالتي والله مادري عنه اصلاً .. ماعمره قال كم الراتب
: والله على مااظن انه مايسوى !
وصلوا اخيراً لتنزل وتُكمل :ليش مايوظفونه حدا عمامك.؟
إنزلت الصغير بلطف لتضحك بسخريه : ماتعرفين عمممر ! يقول ماتوظ...
بترت عباراتها عِندما ترأه له وجهه ..
وكأنه يذكرها دائماً وابداً بأكبر مخاوفها وإنهزامها ..
..
تناست الخاله حديثهم ونزلت هي وأولادها وهو الذي بدأ يحّييها بود : ياهلا والله بعمتي
صافحته بمحبه : ياهلا فيكك زود ، شلونك وشخبارك ؟
: بخير ونعمه وإنتم شلونكم ؟
؛ بخير ياربي لك الحمد ..
،
هيّ كالعادة تفرّ هاربه كّ فأر رأى قطه في الجوار
وايضاً ماصفتها تقف أطول !
إمّا بالنسبه لأبنت خالتها التي تسمّرت مكانها تتنظر لو سلام !
وهي تشعر بنبضات قلبها سَتخرج !
مماجعلها تضم يديها الى صدرها خشيه فقدان إحدى نبضاته ..
،
تبادل الحديث مع عمته مطولاً ليسألها: وين مهند ماله شوفه !!!
كانوا يقوفون بمحاذاة الباب الرئيسي للبيت ..
هو سيخرج ، وهم سيدخلون
ولكن توقفوا لأكمال الحديث
: مهندد وينه وين الطلعات حتى ! ياعند مدرس ياعندة اختبار والله حنا مانشوفه
ضحك : خليه يتحمل مايجيه هو يبي الطب
: إي والله ..الله يسهل عليه طبيب جراح ماهي سهله
: امين امين
لتسأل : الا ابوك فيه ؟ منزمان عنه
: لا والله رايح المزرعه يضبط به اشياء
: ماخلص الترميم ؟
: لا هو بيحط فيها مسبح ومابقا له شي وتضبط ان شاءالله
: الله يسهل عليه يارب
: امين ، يالله عمتي تبغين شي ؟
: سلامتك يانظر عيني
وأكملت طريقها الى الداخل مع إبنتها التي سيغشى عليها لولا تماسكها !
وظنّها أنه توقف طويلاً لأ أجلها
،
،
أرئيتم ماحدث ؟
بكافه التفاصيل ..
كيف تهرب مني ؟
أرئيتم كيف تعرقت يدي التي تُمسك بمفاتيح سيّارتي ؟
أمّ جفاف حلقي ونبضات قلبي الهائجه !
أمّ تصلب جسدي ، الذي جعلني أقف طويلاً لعله يلين !
يبدو إنكم تجهلون ، حسناً يجب عليكم إمعان النظر مرة أخرى عندما ، تمّر من أمامي أو يذكر إسمها أو حتى طيفها !
،

تجرع كأس من العلقم المُر !
وَ خرج بإتجاه سيارته

.................................................. ...

،
إبتسامه جميله تُزين الثغر الملّون بلّون الزهر وهي تصب لجدتها وَ حماتها المستقبليه بظنّها ووالدتها وخالتها القهوة والسعادة تُقيدها !
وبعدما إنتهت جلست بجانب إبنت خالتها متهجمه الوجه لسبب تعرفه !
ولكن لا تتطرق له
لانها يُسعدها !
: شلونكم شخباركم؟
: نُشكر الله وإنتي؟
لتقول : بخير الحمدلله .. شعندك غايبه إمس؟
وضعت فنجان القهوة لتقول بملل: بس كيذا !
: ششفيك معصصبه طيب ؟
قالتها بضحكه !
: مافيني شي !
،
صمت على مضض !
وهي تُدرك أن ابنت خالتها لم تعد كالسابق
ونظراً للظروف التي هي تعيشها !
بعكسها طبعاً
،
لتقول بملل: مريم فضّي هالخلقه الشينه جايين ننبسط مو طول اليوم مادة البوز !
ضحكت : طيب طيب اسسسفين ! بس تعرفيني اذا مانمت زين
: متى عمرك نمتي زين اصلاً !
،
نعم متى نامت جيداً هي ؟
تجرعت كلمتها التي ليس بقصد لتقول بصوت حاولت ان يكون طبيعي : والله النوم أهم شي بالحياة ياحبيبتي! يقول اذا شان نومك شان يومك !
لتقول وهي تأخذ من التمر وتأكل ببطئ : والله إنتي بزيادة مرة ! كلكم اصلاً نومكم مرة ثقيل
: اي واضح ! والله لو تشوفين ناصر نومه نوم دجاجه
ضحكت : هين ناصر شغلته ينكد عليك
: هههههههههههههههههههههه صادقه !
: تذكريني يوم بالعيد اللي فات يوم ينام ساعه ويصحصح طول النهار وإنتي مواصله !
قالت بإنزعاج : لا تذكريني تكفين كل ماتذكرتها أرحم نفسي !
: لاا ومدري ليش انا وحنان معك !
:ًههههههههههههههههههههه وأخر شي تركتوني ورحتوا نمتوا !
قاطع حديثهم جلوس لمياء بجانبهم وهي تسأل : وش عندكم تضحكون؟
أجابت ريما : يوم ناصر ينام ساعه ويقوم ومريم مواصه وتحلس عشانه بالعيد اللي فات !
: إي ماني معكم
لتقول بحنّق : اي عمري شغلتك تذّبين علي المسؤليه
تجاهلتها وهي تشرتشف من فنجانها !
،
أشارت له الجده أن تأتي بجانبها لتقول ريما : حبيبه قلب جدتي شافطه كل حظنا !
ضحكت : انقلعي اقول !
..
جلست بجانبها وأحتضنت ذراعها بحنان وهي تنظر الى يدّيها المزينه بخاتم ذهب والحنا تُغطيها
: شلونك مرررايييممم ؟
: بخير ياجدتي انتي شلونك ؟
: انا بخيير بخيير ، ابي شلونك شلونك ؟
ضحكت وهي لاتزال تنظر ليدّها : شلون شلوني شلوني؟
: اللي خبري خبرك ؟
،
اوتسألين ياأمّ أمي ؟
اوتسألين كيف حالي ؟
اوتسألين كيف اقضي اليالي العصيبه ؟
أم ذاك الشبح ، وهو شبح الخوف يُطاردني ؟
بماذا أُجيب !
وبماذا أطمئن قلبك الطاهر ؟
،
أجابت بهدوء عكس مايعصف بداخله !
وعكس تلك الغصه التكومة بحلقها : بخير الحمدلله لا تخافين علي
: ماتخافين اذا عمر طّول ماجاكم بالليل ؟
: لأ
: تجيك الكوابيس للحين؟
: لأ
: تقرين قران قبل لا تنامين ؟
: ايه
: تنامين بالظلمى ولا بالنور ؟
: عادي اصلاً انام مااحس بروحي واقوم لمياء مطفيتها.
لتسطرد وهي تعتدل وتنظر لوجه جدّتها الحبيب : لمتى بتخافين علي جدتي خلاص كبرت ! وكلها شهور وادخل الجامعه !
نظرت لعينيّها الشبيه بعّينيه إبنتها !
لتقول والحزن قد خيّم على صوتها : والله لو اشوفك عروس قدامي وعيالك بحضنك ماتكبرين بعيني يوم أنا عندكم كاللياالي الله لا يعودها دريت انك صغيرة وصغيرة على كلل شششيي ! من تحمل المسؤليه لكل شي لكل شي ! بس شنقول دبرت الله ! والحمدلله على كل حال !
،
لم تعلق !
وماذا تقول اصلاً؟
انزلت عيّنيها الى حيث حضن جدتها !
توّد والله توّد لو تبكي بحضنها
وتخبرها كم وكم هي تحاول !
ولا يجدي ذلك نفعاً !
،
لتكمل الجدة بتنهيدة : لا تحسبين اني غافله او متناسيه وش اللي سبب اللي فيك ! واللي انا كنت سبب فيه بس أمر الله !
:ج..دتـي مكتوب !
: أدري أنه مكتوب والله أدري ! ، والله إني كل ليله كنتي تتعبين اقول اذا شفته وش بسوي فيه ! بطلع حرتي فيه بس بس !
: بس إيش ؟
: بس اذا شفته ماقدر ! لانه ندمان ياوليدي ندمان ، وياما جاء يقول استمحي منه ! بس وش يفيد وش يفيد ! بس انا اقول سامحيه عشان .. خاطري وعشان..
: مقدر جدتي اسامح! والله ماأقدر !
أخذت نفس طططووويييل جداً
لتغير مجرى الحديث ولا زالت عيّني جدتها حزينها
: إلا أقول جدتي وش دراك إني احب الكندر؟؟ ولااجايبه لي كرتون بعد ؟
وحاولت أن تجعل صوتها مرح !
ولكنها فشلت!
: وش كندرة بعد ؟
ضحكت : الشكولاته اللي كرتون احسبك تعرفين اني احبه
:مادري والله مرت خالك كتبت الاغراض وارسلت محم..د يجيبها ! اسأليها !
: والله احسبه انتي ، يمكن صدفه ! لتستطرد : ياجدتي تراني بخييير الحمدلله لا تهتمين ولا ينشغل بالك ابد وشسمهً.. مع الوقت بسامحه لاتخافين .. واص..لاً السال..فه له ثلاث سنين نس..يته !
،
قاطعه صوت خالتها أمل الحاد : وش عندكم تتساسرون لكم ساعه ؟
أحتضنت جدتها لتقول بدلال : جدتي وكيفي شتبغين إنتي ؟
:



.................................................. ...............
.
.
ضيق تنفس وجفاف حلق ويدان من فولاذ تخنقه وتكتم انفاسه أكثر وَ أكثر وصدره يهبط وينزل ورجلاه تتعاركان ويشعر بإن يداه مربوطان ولا يستطيع حتى فك تلك اليدين !
واخيراً
فتح عينيه بخوف وهو يلهث وأعتدل في جلسته والعرق يغطي جسمه وتزامناً من صوت الاذان الذي دبّ في قلبه الخوف !
أعتدل بسرعه وقام بتغشيل الإنارة وهو ينظر للساعه (السادسه والنصف مساءاً )
تنفس بسرعه وهي يمسح وجهه بيده وريقه جاف !
إزدرء ريقه بصعوبه وهو يتجه الى دوره المياة ليغتسل ويصلي صلاته الفائته !
،
عنـدما إنتهى بدل ملابسه وخرج نازلاً للأسف وصوت الاطفال يصدح بالارجاء !
عقد حاجبيه بضيق وهو يتساءل ماهو اليوم ؟
تنحنح داخلاً الى حجره الجلوس التي تضم عمته امل التي تصلي المغرب وفتاة تغطي نفسها
يظن إنها ابنت عمته سارة !
جال في نظرة يبحث عن والدته لتباغته من الخلف : قمت فهد ؟
إستدار وهو يراها تقف تنظر له بتمعن وهو يقول بتردد : ايـ..ـه فيه قهوه ؟
أستغربت سؤاله لتجاوب بموده: اي ياحبيبي رح للمحلق وجايتك الحين
:طييب
،
إتجه الى الخارج ولكن إستوقفه كأن صغير الجسم ولكن يحبه لسبب لا يعرفه
تلعب لعبه مع امثالها مع الصغار ولم تنتبه له
: سسلومه
إبتسم بعينه ولكن لم تصل لشفتيه بحق
وهي تركض بإتجاه وترتدي فستان بلون البنفسج وربطه بيضاء تزين شعرها المسدول
امسك يديها وهو يحاورها : شلونك ياسلومه الحلوة ؟
قالت بإستحياء : طيـ..ـبه إنت شلونك ؟
إبتسم هذه المرة : وانا طيب ! كم عمرك الحين
أستبشرت ملامحها وهي تقول بفرح: اول إبتدائي
: ماشاءالله كبرتي بسرعه وانا احسبك للحين ثلاث سنين
لتصرخ : لاااااا انا كبيرة !
حملها وهو يقول : والله ماتكبرين بعيني
وطبع قبله صغيرة على خدها ليقول : تبغين نروح البقاله ؟
،
أعتراض وصله من الكائنات الصغيرة جعله يرى من علو ابناء عماته ليقول في اذنها : اذا راحو اوديك بس انتي خلاص
لتجاوبه وهي تقول بإنه : خلاصصص ، بس ناخذ نصوري اخوي
: طيب و
وانزلها بهدوء ليباغته اخيها : انا ابي بروح البقاله
: طيب بعدين بعدين ..
،
أستقام وهو ينوى الخروج والفرار من هؤلاء الاطفال ولم ينتبه لوالدته التي كانت واقفه تحمل صينيه القهوة والتمر !
لتقول بإبتسامه حزينه : ياعساني اشوفك تشيل عيالك !
اقترب منها ولم يعلق على دعوتها بل قال: جيبي اشيلها عنك ! وأكمل : تبغين تجين معي ؟
تساءلت : وين ؟
: مدري ، وشتت ناظريه : مو إنتي تقولين كل يوم هالحزه نتقوى
إبتسم بحب : اجي وليشش ماجي
،
واكملت المسير خارجاً الى المحلق !
،
وإبتسامه زينت وجهها العابس
أ الله أستجاب دعواتها كل يوم وفي كل صلاة ؟
.................................................. .....................
،

تزدرء الغصه تلوى الأخرى وتُجاهد ألا تبكي وهي تنظر الى الأوراق الكثير والكتاب كثير الأوراق !
وتجلس على السرير لنصف ساعه وهي تنظر لهذا المنظر المروع !
إستقامت لتأخذ الكتاب وتقول بصوت عالي : ححححناننننن إنتي قدها وقدود يالله اذا خلصتي الكتاب يبقى لك الاوراق الشويه .. والله شـ..وية!
،
جابت غرفتها ذهاباً وإياباً وهي تحاول إن تدخل معلومه لو واحده وتجاهد الا تنفجر باكيه !
وتذكر نفسها إنه ببدايه المشوار فماهي ليست السنه الثانيه بالطب بتخصص الصيدلة!
،
:النف..
إنفتح عليها الباب : حننننان تعالي انزلييي
!
تسأءلت اختها وهي تراها واقفه في منتصف الغرفه وتغمض عينيها : شششفيييكككك!
: ترى الصيحه هينا واقفه ، وهي تؤشر على حنجرتها لتكمل : ويالله بالله قمت احفظ تجييين تفتحيين الباب كككيييذذذااا ليييه؟؟؟
جاهدت الإ تنفجر ضاحكه وتقتلها لتقول : اس..فه بس عمامي ججوا وامي تقول إنزلي !
تنهد وفتحت عيناها : انا قايله ماقدر أنزل علي ميد يوم الأحد وشوفت عينيك كثر الأوراق !
نظرت اختها الى الاوراق الكثيييرة والتي تدب في نفسها الرعب لتقول : ابوي قال لك سلمي وأرجعي !
رمت الكِتاب بغضب : هوو عشششان ابوي بسسسس !!!!!!!!!!! اطلعي بغير !
،
ماأن خرجت حتى أنفجرت ضاحكه من اعصاب اختها المنفعله من شدّة الضغط !
ونزلت الى الاسفل !
..........................................
.
.

.
.
.
حقـود !
صِفه متصفه به منذ الأزل !
بسبب سواد في قلبه على مايُضن ومثل ماتقول أخته على ( مزاجه ) يحقد على شخص ما أو لأ ! ولكن اخته تلك لا تعلم !
إنه لايحقد على شخص ما بسبب شي سخيف ! أو شي لايهمه!
ولكن عندما تكون الضربه من قـريب أو شخص تعدى حدودة مرتان هُنا يتجلى قلبه بالسـواد !
هو لم ينسـى ابداً مافعله خالي اخ والدته !
قطعاً !
ولكن نِسى مافعل إبناءة فهو لا يلومهم!
فهو أباهم بعد كل شي ، وهو يدرك ماهو الأب !
، ة
نظر إلى إبن عمه احمد ! بحقد بإجتماع الإسرة الذي تغيب عنها 3 أسابيع !
وهو يقول بدونيه بنظرة : عمر ليش ماتتوظف عند عمي عبد المحسن بدال ماشغلتك بالمطاعم والحاله !
رفع إحد حاجبيه ليقول : والله ماشكيت لك الحال !
تلعثم وشتت ناظريه ليقول : داري بس يعني أفضل لك !
: وظيفه عمر عندي بس خليه يتخرج وأبد مكانه محفوظ !
،
إبتسم بمحبه لعمه عبد المحسن والله يشعر بإنه كأبيه وأكثر !
رد عليه الأبتسامه بصدق وهو يؤمي براسه بمعنى ( هدّ شوي !)
،
: ماعليك منه يارجال!
ألتفت يوسف إبن عمه عبدالله ليرد : ماطق لي خبر بس الواحد اذا تمادى يبغى له تسكيته
إبتسم : وانت كفو! ليستطرد مدافع عنه : بس ترى أحمد على نياته يعني لا تاخذ بكلامه !
: يارجال كل ماشافني صجني بالشغل وانا صادق ماشكيت له الحال ليقول بضيق : الاشكال اللي ماتثمن كلامها ماأحبها!
وضع يدة على فخذة قائلاً : طنش ياعمر كل شي بدقق عليه بتتعب !
،
نعم هو مُتعب بحق !
ليرد عليه : وإنت صادق نحاول ! قالها بإبتسامه عوجاء
: بس الله حق لا تخلي كلام أحمد ولا كلام إي شخص يأثر فيك أبد لانك رجال من ظهر رجال كأنك عمي فارس الله يرحمه
تتمتتم : الله يرحمه !
ليُكمل : الله يشوف كيف إنك تصرف على أخوانك عشان مايحتاجون يندهش والله !
قال بضيق : انا ماأسـوي هذا الشي عشان ادهش الناس واسويه عشان هذا اللي لازم يصير !
: وإنت صصادق !
،
: عمر !
نظر الى ياسر صديقه الوحيد من بين ابناء أعمامه الكثيرين بسبب إن إمرت جدته متزوجه من رجلين جدة ورجل أخر !
وجده تزوج بجدتة وإنجبت ابيه وتوفيت بعد ذلك بفترة
جدة وجدته وحتى إمرت جدة توفوا رحمه الله عليهم
ولكن .. لا زالت تلك الاسرة متماسكه جداً !
،
إستقام ذاهباً الى ياسر الذي دعاه إلى حمل العشاء الى الغرفه المخصصه !
إجتمع هو وابناء من أعمامه ومع العاملين لجهزوا الشعاء !
،ً
وقف بجانب ياسر الذي يتحدث الى هاتفه بزنق !
: ماريا بعدين أقولك !
،
م ر يّ ا
إسم من أربعه حروف فقط !
كفـيل بجعله نبضات قلبه تنفجر
كم وَكم لم يرى ذاك الوجه البدري المحفور في ذاكرته
وتلك النظرة التي تعتلى ذاك الوجه بدلال يحق لصاحبته !
،
ماريا إبنت عمه عبد المحسن
حبيبة الطفوله !
والمراهقه المّرة
والشباب المّر
وكُل الحياة ! بإذن الله !
،

هي محفورة بقلبه في أخر مخازن القلب !
كَ عجوز تضع الاواني المحببه لقلبها في العّليه تحفظها في صندوق مزخرف بزخارف فائقه الروعه
تنتظر الوقت المُناسب لكي تقدمها لظيوفها !
هّو مثلها تماماً !
إنشغاله في متهاهات الحياة جعلته يحفظها لحين وقتها
لحين ما ......
ما .. ماذا ياعمر؟
إلى متى ياعُمر ؟
،
عقد حاجبيه بضيق وفك إزارير ثوبه يريد التنفس !
: عمر أمش نطلع على مايخلصون الرجال
،
أستدار هو وياسر خارجاً
: بتحضر المبارة بكرى ؟
أجاب بضيق : لا ماأقدر
: لاا عادد عمررر نهائيه !
: شسسسويييي مايمديني أبد
: طيب حاول من هينا وهينا !
: بحاول ماأظن مدرينا الزفت بيوافق !
.................................................. .........
.
.

أغلقت الباب خلفها والصغيران خلفها وسلمى تتحدث بنهمٌ : مريم شفتي صديقتي ارييام مرة ححللللو شعرهاا ولا صديقتي خوله امها لابسه ملابس زواج
وضحكت بخفّه !
قالت بضحكه : ياربي ياسسلمى يكفي كلااام صجيتي راسي روحي غيري ملابسك يالله ونامي تونا
ركضت بإتجاه الغرفه : ططيب ياأحلى اخت بالدننيا
،
إبتسمت بحبّ
وهي ترى صغيرهم سيغشى عليه من التعب
هذة الايام لا تعلم ماباله يبدو ضعيف وجسدة الضئيل يرهق تفكيرها جداً إنحنت لتقول : نصوري يالله رح نام شوي !
: ماقدري شيليني
عقد حاجبها بضيق : وش اششيل كبر الحمار رح يالله
جلس القرفصاء وهو يتملل: ممابي تعبان ماقدر امششييييي !
تجاهلت ذاهبه الى دورة المياة وهي تقول : والله لك رجلين ويدين إمش أقول !
،
اليوم حفل الأمهات الخاصه بأختها سلمى !
الذي إستنزف جميع طاقتها ومشاعرها !
لا زالت تتجرع غصه فقدان والدتها ولو كانت موجودة لذهبت هي ّ !
: الحمدلله على كل حال !
ولكن ماهوّن عليها هو فرحه سلمى بوجودها !
،
خرجت من دورة المياء لتذهب الى المطبخ وتعد الغداء الخفيف ، وقد إتفقت سلفاً مع خالتها سارة إنها هي من سيعدة لانها اتت من حفل سلمى مبكراً
،
عمر ولمياء هما أخر من يأتي !
عمر عندما ينتهي من محاظرته الساعه 2 يذهب ليحضر لمياء التي عندما تصلّ البيت منفعله الاعصاب وحالفه باأغلظ الأيمان الا تجلس وتنتظر عمر !ً
ولكن سُرعان ماتستلم !
ولان مدرستها بعيدة عن مدرستها هي وسلمى والخاله سارة وسائقها تتكفل ببهما !
،
أعدت مكرونه خفيفه فهي ليست جائعه وستعدها لعمر ولمياء والصغيران تظن إنهما مثلها ايضاً
فقدت الصغير فهو لم يدلف الى الغرفه حتى الان ذهبت الى الرواق لتفتح فمها بصدمه كان نائم بمكانه !
أقتربت منه لتحمله وهي تقول: وش هالحركات نويصر هاه ؟؟؟
ووضعته في سريره بلطف !
،
عندما إنتهت كانت الساعه تشير الى الواحد والنصف أستقلت على سريرها وأغمضت عيناها حتى يأتي أخويها
فهي لا تنوي أخذ قيولوله ابداً ، وتحاول قدر المستطاع أرهاق نفسها حتى الليل !
لتغط في نوم بدون تفكير ولا هواجيس ولا كوابيس !
،
رهن هاتفها جاوبت بهدوء: هلا عمر !
أتاها صوته جاف مهتز : مريم إنتم مريتوا لمياء مع سواق خالتي ؟
،
لم يكن يكون ماقاله سؤالاً ابداً كان رجاءاً !
أعتدلت في جلستها لتقول بخوف : لأ عمر ! لتستطرد بخوف : ليشششش ؟؟؟؟؟
: ليييي نصص ساعه واقف مافيييه أحدددد !
إدزءت ريقها : عمر يمكن داخل وشفيك؟؟
: انا ومستخدم المدرسه مافيه مكككككااان بالمدرسه مادورنا فيييه ليقول بإنهيار : البنت مادري ويييينن راحححتتتت !
.................................................. ...........
،
قد إنتهى من محاظراته مُبكراً غير العادة ليذهب الى مدرسه أخته لمياء وقد ذهبن أغلب الطالبات وفي بعض المرات يراها واقفه هي وحدها تتنتظرة!
ولللكن اليوم !
لم تكن موجوة تتنتظرة أخبر مُستخدم المدرسه إن يُنادي عليها لا جواب مما شلّ اعضائه !
وخرجت أخر معلمه قائله ان المدرسه فارغه من إي مخلوق !
،
تصور في عقله أسوء الكوابيس لم يهتم لأعتراض حارس المدرسه وتهدئته بل دخل الى المدرسه يبحث عنها بكل جوارحها !
دورات الميـاة ، الفصول ، المكاتب ، كل شي ولم يجد له أثر !
قلبه فِزع وتأنيب ضميرة أرهقه !
إين تذهب ياألهي ؟
إتصل على إخته راجياً أن تجاوب بنعم !
ولكن رفضت ، ولم يستطع التماسك بل إنهار !
كان يدور في الشوارع لعله يجدها !
أو يلمحها ظِلها !
لكن وللأسف الشديد .. ليس لها أثر !
.........................................
تم !



‏.. ثم تكبر ، تكبر كثيرًا ، تتغير ملامحك ، يزداد حجم جسدك ، تكبر جدًا على كل شيء إلا على همومك ! م.ق

الريم ناصر 25-07-18 04:08 AM

الفصل التاسع
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
الله صلّ على نبينا محمد ❤
.
.
الفصل (التاسع)
.
لم يتوقع في يوم الأيام أن يوضع في هذا الموقف !
إن يختفي أحداً من عائلته مجدااً أمر مريب !
موت .. نعم هو فقد ولكن نوع مريح
ولكن .. أختفاء .. شي لا يتصور .. مروع لدرجه الإنهيار!
،
يركن سيارة امام المدرسه وهو ينظر لكل شي بدقه لعّله يراها ! او يرى ظلها !
لايعلم إين يذهب !
او بمن يتصل !
تصورات في عقله كادت تصيبه بالجنون !
إختطاف ، قتل ، إغتصاب !
،
يالله أرجوك ياألهي
الأ تمتحنني بهذا الأشياء ابداً يارب
إني لا زالت اصارع في كل يوم فقد والدايّ
يارب يارب .. لا تريني بأساً بإخوتي يارب !
يارب .. إني أعيش لأجلهم .. فقط
يارب ريحني برؤيه ذاك الوجه المكفره والناقم بلا سبب أو بسبب !
وذاك اللسان السليط يارب يارب !
،
أسند رأسه على الموقود ليباغته إهتزاز هاتفه رفعه ببطئ .. كانت رساله محتواه (فضلاً إتصل بي )
،
إتصل ليقول بهدوء: هلا مريم ..
ليأتيه صوتها المشدود ونبرة فرح تخلخه: عمرررر جتتتتت لمييياءء جتتتتت
..................................................
،
،
نِصف ساعه هي فقط التي أتصل فيها إخيها مخبرها بإن لمياء اختفت !
أختفت !
لم تستطع الاستيعاب .. ياألهي !
كانت تجوب البيت بلا توقف
تستودعها ربي الاكوان ، فهو ألطف بهم جميعاً !
والرعب قد دب في أوصالها .. وأنتهى !
والصغيران .. لا يعرفان مابها ومشدّودين لمنظرها المروع !
،
رنين الجرس جعلها تركض بسرعه وتفتح الباب لتراها أمامها بشنطتها المدرسه والعباءة السوداء !
شهقت بفرحه .. ولم تستطع الوقف وإنهارت جالسه على الأرض وهي تصرخ: وييين كنتييي لمياء ويين كنتيييييً؟؟؟؟؟
،
إمّا تلك ماأن رأتها هكذا دب الخوف في أوصالها وأغلقت الباب ورائها لتقول : شششفييييكككك ؟ مريم شششفيييكمممممم ؟؟؟
لم تستطع الرد عليها لتقول لسلمى: سلمى بسسرعه ججوالي جيبيه بسسسرعهههه
ركضت الصغيرة أتيه بهاتفها ولا زالت تسأل بخوف: مريم خوفتيني وشفيه ؟؟؟
،
كانت هي مستندة على الباب بخوف وتضم يديها الى صدرها .. وأختها تحتضن الأرض بإنهيار !
لم تجاوب عليها حتى إتصل أخيها : عمر جتتتتت لمييياء جتتت !
،
لتستطرد: مممادري ممادرييي أنت تعال ونتفاهم !
وأغلقت لتنظر لها أخيراً بصوت مبحوح : إنتي وين كنتي ؟
إنحنت لتقول : اول شي قومي بعدين أقولك !
ولكنها رفضت قائلاً : ششششتققولين شششتقولين لمياء لنا نص ساعه وحنا خايفين عمر راح لمدرستك ومالقاك !
: مريم بالعادة عمر مايجيني إلا 2 بالضبط وقالت وحده من صديقاتي تعالي اوصلك وبطريقنا تغديينا !
تدلى فكها بعدم تصديق : إنتي وش ... تقـ..ـولين ؟
لتستطرد : وماتوقعت بنتأخر كيذا وقلت يعني اذا جيت ادق على عمر اقوله اني جيت مع وحدة من صديقاتي !
: وبكل برود تقولين كيذا؟
تعجبت لتقول : ليه وشفيه ؟
،
إستاقمت بوهن لتقول وهي تتجه نحوى الداخل : اذا جاء عمر يتفاهم معك ... خـ..ـلاص انا مافيني حيل .. خذيتي كل.. حيلي !

،
لم تستطع الفهم حقاً !
مابالهم وكأنها فعلت جريمه!
عقدت حاجبيها بضيق !
وإتجهت هي ايضاً الى الداخل تنتظر جلادها ماذا سيفعل !
وجلست على الاريكه تنتظر .. وأختها أمامها تمسح دموعها !
،
دقائق وصوت الباب يُفتح وأخيها يطّل عليهم وهو يقول بإنهيار : لميييييييييااااااااءءءءءء ءءء
،
إنهم مجانين .. حقاً مابالهم !
ردت ببرود: نعم !
توقف بنصف الصاله وهو يحاول أن يستوعب أنه امامه بخير .. ووجها المّحمر من الشمس كمّا هو .. وتلك النظرة كَ نظرته للحياة تعتلى عينيها ليسأل بصوت مبحوح : وين كنتي ؟
لترد بتعجب : عمر بالله شفيكم كيذا ! اقولك انت تتأخر علي صح دايم !! ومااتوقع ولا مرة خفت علي ان يصير لي شي وش معنى هاليوم يوم عاد رجعت مع صديقتي ورحنا تغدينا .. والمدرسه طلعونا 12 تدري يعني إيش 12 يعني بنطق ساعتين إنتظرك ! وشوف الساعه لو إنتي منتظرك كككان انت للحين توك تاصل ! ،
ألتفت وهو ينظر الى الساعه العتيقه !
متوسطه جدار بيتهم .. ومن ثم أدار رأسه ليقول : انتي صادقه ولا تستهبلين ؟
: هههههه ليشش أستهبل والله عمر صادقه !
لم تتوقع أن ينفجر هكذا حقاً.!
ليقول بغضب : تدرين يابنت الك@@ استغفرالله لي نص ساعه أدور بين الشوارع تقل مجنووون مافيه عامل نظافه ماسألته عنككك مافيه زباله ماطليت فيها مافييييههههه حواري الا دخلته وبكل برود تقققولين لييي والله رحت أتغد مع صديقتي ! أذبحك ولا أذببحكككك ؟؟؟؟
ووجه السؤال الى اختها التي تضم يديها الى صدرها بخوف : مرييييم أذبحهااا؟؟؟؟؟
ورمى شماغه بغضب !
إستقامت لتقول : عمر هد شوي .. انا ماقصدي اني اخوفك .. بس انت دايم تتأخر علي يعني و..
ولم تدري ماذا تكمل !
ولكنه لم يهدء بل قال من شدّة الخوف الذي أل به : شوفي يابنت الناس اقسم بالله العلي العظيم تسوينها مرة ثانيه تشوفين شي ماعمرك شفتيه وهذاني احذرك !
،
هي ساخطه دائماً
لا يعجبها العجب مؤخراً !
ولم تكن هكذا عندما كانت صغيرة ولكن .. كبرت وتغيرت لتقول وهي ترفع حاجبها الايمن: انا طفشت من كثر التأخير دايم تتأخر تتأخر ط ف ش ت .. وصديقتي عرضت علي كل يوم بتوصليني وخلي يكون عندكم علم بتوصلين للبيتنا ترى !
: لا والله ؟؟؟ وتمرون كل يوم مطعم وتتغدون على كيفك؟
: إي على كيفي كيف ميييينننننننن؟
،
لقد تعدت الخط الأحمر تعترف بهذا !
ولكن .. هي لن تهتم !
: كيفيييي انا يابنت ال...
،
: لمياء إنتي صادقه ولا تستهبلين هاه ؟؟؟ تبين بنت الناص توصلك عيني عينيك؟
ألتفت لاختها التي تحدثت لتقول : وشفيها عادي صديقتي ترى وبعدين اشوى لي من انتظر بالشمس كل يوم وكل يوم وكل يوم !!!!
وهي ترمي شنطتها بعنف لتكمل وغصّه تعتلى حنجرتها : انا طططفشششت تعبتتت ماتفهمون وعشان بس رحعت مع صديقتي سويتهوا سسالفه !!!! والله حاله !
،
وإتجهت بإتجاه الغرفه بغضب ولكن يد إخيها الغليظه أوقفتها ليقول بحنق : لمياء إتقي شرّي لا أسوي فيك شي والله ثمّ والله إنك لا تندمين يابنت إمي وأبوي ! وبتلطعين بالشمس غصبن عليك !
إدزرءت ريقها لتقول: لا مو غصب علي .. أمك وابوك اللي هم مسؤلين عنّي .. ماتتتتوا يعني انتم مالكم دخل بي !
،
لكن تمادت ..وكثيراً جداً وَ جداً
أفلت يدّها بعنف : اوكيه .. براحتك تروحين مع صديقتك ترجعين معها .. انت مالي دخل فيك ..وألتفت إلى مريم مِكمل : انا اكد ليل ننهار واتعذب صبح ومسساء وتجيني هذي وبكل برود تقولي مالك دخل بي .. اوكيه مالي دخل فيكم كلكم ..كلكم !!!!
،
وإتجه إلى غرفته مغلق الباب بكل قوته ..
إزدرت ريقها وهي تنظر لاختها الجالسه بوهن : أعجبك؟ إنتي جانيتي على نفسك .. عمر .. ولا انا نتساهل هالكلام والله ..
..
وأستقامت الى المطبخ وتحث الصغيران اللذان يجلسان بخوف في زوايه الصاله .. وذاك الموقف الاول في حياتهم شتت أمنهم!
.. تاركه تلك تزدرء ريقها وتأنيب الضمير يأكل قلبها .. ولكن هي قطعاً لم تفعل .. شيئا خاطئاً !
.....................................
،
يستند ظهره على سيّارته وسيجارة وحيدة في شفتيه وهو ينظر الى الغيوم التي تغطي السما بسخاء ..
تملل في وقفته وانحنى محادثاً الذي كان في سيّارته : ابو حور متى يجون الساعه 3 ونص شوي ويأذن العصر
رد عليه : شوييي يبغا لهم 3 دقايق بالكثير ليبتسم : ممملياننه يبغى لها مدارة
رد عليها بإبتسامه مُزيـفه وأعتدل في وقفته ينتظر تلك الشاحنه التي سينقلها الى إحدى المحافظات .. لإول مرة !
إنه خائف .. ومُترقب تلك المغامرة الخطيرة
إما الفوز .. أو الخسارة !
؛ جو جو
ترجل رفيقه وقف بجانبه ينظران الى الشاحنه الكبيرة المحمّله بالأشياء الممنوعه !
،
توقفت بجانبهما على الارض المسطحه والتي لا شجر ولا ثمر فيها .. فقط الترابب ..
ترجل صاحبها وتصافحا بود ليقول : من بيسوق ؟
:ًانا !
: زيين بس إنتبه ترى فيه دوريه على بدايه المجمعه بس
سأل : وين المكان ؟
: شف إنت اول ماتدخل المجمعه تمشي حوالي 200 متر تلقى محطه .. وإنت تعرف الباقي !
أومى برأسه وإتجه اليها وهو يوصي رفيقه على سيّارته !
،
باغته إتصال جعله يتوقف امام الباب .. ردّ بإنزعاج : هلا يبه؟
: وينك ؟
تنهد : ماقالت لك أمي؟
: الإ ققالت .. وين بتروح؟
: بوصل واحد للخرج ..
: صدق ؟
تنهد بإنزعاج أكثر : اي صدق يبه .. مانت مصدق ؟
: لا والله
: يبه الله يهديك صدق صدق ..
: والله مايندرى عنك يافهد .. الله يستر عليك ويحفظك !
: ماعليك يبه ماهنا الا الخير .. مع السلامه
،
أغلق بإنزعاج أكثر وهو يستقل الشاحنه الكبيرة التي يسوقها أول مرة بحياتة!
وإمّا .. الموت .. أو الحياةً!
،
وصاه رفيقه بالحذر والحذر الشديد
وإنطلق .. نحوى الهاويه !
.................................................. ...............
.
.
نظر الى إبيه ممتعض الملامح وهو يضع هاتفه جانباً ويكمّل غدائه بضيق !
لم يعلق أو ينبس ببنت شفه ..
ولكن ابيه قال : هالفهد والله مادري وش وراة!
،
أه ياأبتِ لو تعلم !
مايخبئه إبنك لجُننت حتماً !
،
قال : يبه لا تخاف ماهنا الا الخير ان ششاءاالله
تممتم : ان ششاءاالله ..
،
هو يعلم .. واخيه راجح يعلم وجميعهم يعلمون ماعدا أبويه إنه إخيهم فهد ليس سوا مروج للمخدرات !
حاول إن يتحدث معه بهذا الشأن .. ولكن رفض
وراجحً.. تحدث وغِضب وهدد ولكن لم يبالي ابداً
أخيهم سيندم حتماً .. ولكن يتمنى هو وأخيه .. الأ تحين تلك الساعه .. ويصيب والديهما بمقتل!
،
: يبه بتروح المزرعه ؟
سأل عندما رأه يتقسيم متجه الى خارج الغرفه : إيي بششوف العمال وش صار عليهم ودي تخلص قبل إجازة الترم..
، وخرجً..
حمـل الصينيه ووضعها في المطبخ وإتجه ولكن إستوقفت تلك الأريكه التي بجانب الدرج تماماً !
وهي يتخيل أو .. يتذكر من كانت تجلس هُنا ذات يوم !
ولكن بعد أن قَص عليها حكايه مخيفه !
إعتزلت تلك الأريكه ..
،
ومن ثمّ إعتزلت مزرعة إبيه بعد تلك الحادثه
هو .. ابد لم يكون كارهاً .. لها ابداً
منذ أن كانت صغيرة كان يُحب أن يزعجها ويحب ان يرى تلك العقدة التي بين حاجبيها
وتكون ذروة التسليه عندما تبدأ بالبكاء وطلب النجدة من إخيها ..
وحتى عندما كانت تعيش عندهم هي وأخوتها .. لم يكن يكرهها أو يحقد عليها بالمعنى الصحيح لا ابداً
بل يحب أزعاجها ..
وايضاً .. عندما كّسر يديها مرة أخرى
لم يكن .. يقصد ابداً ابداً
،
وتلك الحادثه يعترف إنه كان فاقد لسلاطه لسانها وعقدت حاجبيها .. لم يتوقع أن تسوء لتلك الدرجه!
كانت .. هادئه على غير ماأعتاد ..
حزينه أكثر ماينبغي ..
وبأئسه .. وعينيها .. تنطق بحزن ..
عندما رأها تحمل ذاك الكرتون .. وحاول إزعاجها ونجح !
جادلته بمزاج جيد !
ولكن هو .. زاد مكيال الازعاج كثيراً و كثيراً
..
إتجه الى تلك الأريـكه .. والهواء الخفيف الذي يدخل من النوافذ المفتوحه ..
جعلته يتذكر تلك الحادثه .. وقد تكون الالف بعد المئه !
،

(كبّر وهو يحاول نزع النوم من عينيه ولم يستطع ، أنهى الركعه الأولى بتمهن !
وهو يقرأ الفاتحه في الركعه الثانيه امطرت ذاكرته بمافعل ليله الامس!
،
لا يعرف كِيف أنهى صلاته حتى وخرج مسرعاً :محمد شفيك؟؟؟؟
لم يرد وهو يركض إتجاه المخزن الخارجي الذي يظن إنه يِبعد مئة كيلوا!
وليست 10 مترتقريباً ..
الغيومم تغطي السماء ..
وزقزقه العصافير التي إستيقظت للتر زادت توترة !
إزدرئ ريقه بخوف وهو يفتح قفل الباب بخوف ويديه ترتعد بقوة
فتح الباب وظلام مخيف يغطيه ..
فتح اللمبه الوحيدة في المكان الضيق التي تحدث لوناً اصفر يكتم الأنفاس ..
ولكنها لم تكن تعمل !!
اقترب الى الظل الأسود في هذا المكان ليرتعد عندما قفزت محدثه جلّبه بالمكان
لم تكن سوى قِطه خائفه .. تركض خارجاً عندما رأت النور الخفيف من الباب
إين هي؟
يألهي ..
: اهه اهه
أنين خفيف جعله يُدرك إنه لم يكن وحيداً بهذه الغرفه الضيقة !
إستدار ليرى ليرى ظل مُنحني ويأن بخوفت ..
إقترب خطوه خطوتين ثلاث رابعه والخامسه اخيراً وصل : مريم
صرخت وهي تضم يديها الى صدرها خوفاً
صرخه جعلت اذانه تصدر طنين !
صرخه جعلت أعماقه تهتز
قال وصوته ذهب أدراج الريح : مريم انا محمد مريم بسم الله عليك مريمممم
كان تبكي بهتسريا وهي تُبعد جسدها عنه وكأنه تريد ان تخترق الجدار ..
: مريم بسم الله عليك انا محمد مممررريم
صرخ : مريم !!! اصحي انا محمد مريم
وكأن صرخته إيقظه أعماقها ايضاً
أكمل : قومي نطلع قومي
لم تدرك ماقال وهي تأن بخوف وتتكلم بهمهمه خفيفه
وتأشر على مكان ممما في الظلام
: اه كان... ك..ا اه
هزّها مع كتفيها وهو يقول بصوت يحمل الكثير : مريم مافيه شي قومي مريم قومي معي نروح برى عن الظلام قومي مريم قومي
،
كانت على حالها تنظر إلى نقطه غير مرئيه وهي تأن !
شكلها كفيل بجعله يتحطم !
لا يعلم ماذا يفعل الانً و
،
إستقام وهو ينوي الذهاب ليجلب احداً يسانده ويساندها !
فهو اكتشف انه مثلها خائف ولا يعرف ماذا يتصرف !!
،
خطوه واحد هي التي مشّها !
لكنها أسرعت لتمسك ببنطاله ..
: لا تـ..رروح وتـ..خليني ،، لـ..ـتقـ..ـفل علـ..ـي !
.
إنهار قلبه
وجسده ايضاً امامها !
امسك بيديها التي تمسك ببنطاله ليقول : والله ماأخليك والله ، قومي معي مريم قومي !
: لا تـ..كذب بتـ..ـقفل عـ..ـلي
: والله ماأقفل والله ! قومي وأمسك يديها يحثّها على الوقوف !
،
دووى صوت جُند من جُنود العزيز الحكيم
لينزل الغيث بأمره
دوى صوت الرعد !
لترتعد خوفاً وتصرخ وهي تصم أُذنيها
،
ابعد يديها عن إذنيها و يسم عليها ليقول : مريم امشي نطلع امشي انا اسـ..ـف والله اسـ..ـف ! وأبتلع ريقه بغصه : الله يخليك امشي نطلع
!
كان يحاول حثّها ولكن كانت ترجع الى الخلفف !
يضع يد حول كتفها والاخرى ممسك بيدها اليمنى وهو يحاول سحبّها بقوه
وهي تبكي بُكاء قطع نّياط قلبه ..
: كـ..ـان في شي يتحـ..ـرك كـ.. ـان
: اششش اشش مافيه شي امشي !
،
خرج من المخزن !
والغيوم قد سكبت بسخاء !
كان يحاول بها ان تمشي بهدوء لكي لا تسقط !
!
ياألهى ماابعد البيت !!!
لازالت تبكي وهي ترتعد خوفاً وبرداً
وتهمّهم بكللام لم يفهمه
: الله يـ..ـاخذ محمد ، الله ينتـ..ـقم منه !
!
أسواط من نار ضربت أعماقه بلا رحمه عندما سمع ماتقول !
هي ليست بوعيها حتى الان !
لم تدرك انه هو من يمسك بيديها
فُتح باب الصاله وهو يرأى عمته سلوى تركض بأتجاهم
: ممممحححممدددددد وووشششفيه ؟؟؟
أفلتها لتكون في أحضان عمتّه وهي تعيد صراخها وتبكي بلا توقف !
وأنينها اللعين يضرب أُذنيه بلا رحمةً
: محمد وش صار ؟؟؟
لم يتكلم ولم يقلّ شيئا !
: محمد محمد قل لي وش صصار ؟؟؟
تحدث اخيراً وصوته يحمل بحة : عمتي ادخلوا عن البرد ازين البنت بتموت ..
وإبتعد خطوتين ..
،
بالطبع صُراخها إيقظ الجميع ..
رأى عمته تسمي عليها وتحثّها للداخل حتى إختفت من ناظريها ..
،
وهو واقف كا قائد في معركه خسر معركه الأولى والاخيرة ..
،
مالذي إستحقت لتفعل هكذا يامُحمد ؟
مالذي فعلت لك ؟
تلك اليتيمه ، كانت تردده جدّتك دائماً
إرفق بها يامُحمد
ولكن لم ترفق بها ابداً !
كنت تفعل مايرضي غرورك فقط!
إيها الاحمق ، إيها الجبان !
كانت في غرفه ضيقه مع مخلوق قد يفعل إي شئ لاجل خوفه !
ليله كامله من الخوف والبرد والوجع !
ويحك يامحمد ياسمّي أفضل الاخلق !
ماذا فعلت بحق الله ؟
وماذا سَيجازيك الله بفعلتك بيتيمة ؟
،
كان المطر يهطل بلا توقف يبلل جسده بأكمله
وهو ينظر الى الباب المؤصد امامه بالضبط!
من دخلت منذ بضع ثواني ..
،
إنفتح الباب ليندفع إخيها إليه بقوه
ولم يدرك شيئا حتى سقط ارضا وهو فوق ويلكمه بلا توقف : وشششش سسسسويت يالحححيوان وششش سسسوتتتتتت وششش سويت ؟؟؟
ركله بلا توقف وهو ينظر إليه بهدوء
يستحق مايفعل يتسحق !
،
أبعدوه عنه وصرخ راجح : عمر ماهو وقته رح شغل السيارة بنودينها المستشفى ..
!
مستشفى !
لماذا؟؟؟؟؟
أعتدل وهو يراهم يحملونها وهي بلا روح
مرّ بجانيه عمته امل وسلوى ! واخيراً إبيه وهو يشتمه !
لم يهتم وهي ينظر إليها وهي تبتعد وأخيها يحملها !
خرجوا من بوابه المزرعه ..
ليخرج قلبه معهم ...
،
: محمد ..
إستدار لينظر الى والدته وهي تكمل : ادخل عن البرد والمطر ..
لم يسمع كلامها واستدار ليتجه الى سيّارته
وصوت والدته يختفي .. )
.،،،،،،،،،،
تنهد بضيق .. مضت 3 سنوات ولا زالت تلك الحادثه مرسومه بعقله !
وبعدها .. لم يعلم ماذا تغير بِه !
بلل شفتيه بضيق .. وهو يستقيم باصماً على تلك الأريكه بوجع !
سيعود إليك مجدداً
متذكراً ..ماحدث بالضبط !
،
إرتقى الدرجات وغصه حبيسه الأضلع تخنقه !
ياألهي .. إني تائه!
فدلني يارب ..
.. دخل غرفته وهو ينوي الأتصال بإخيه الذي رد بسرعه
: هلا فهد ..
: هلا محمد ششعندك اخلص؟؟؟ علبالي واحد مهم !
سأل بسخريه : ومن هالمهم ماشااءالله ؟
قال بإنزعاج : مااظن لك دخل !
.. صمت لدقيقه ليقول : الطريق طويل ؟
: شقصدك؟
: إنتا فاهم قصدي .. بتوصل واحد ولا بتوصل بضاعه ؟
لم يسمع ردّ ..
وأستطرد بحنيّه : فهد تكفى عشان امي وابوي أرجع واترك عنك هالسوالف .. تكفى !
: تدري وش المشكله ؟
: وش ؟
: إنكم مستحيل تفهموني ابد.. يالله فمان الله !
وأغلق !ً
رمى هاتفه بضيق !
وهو يرجو الله الإ يحدث شيئاً له !
من كل قلبه !ً
،،
هو يرجو الله ويدعو لأخيه ..
ولكن .. لماذا هي تقفز بعلقه ؟
وكأنها الشئ الأهم ؟
.................................................. ........
.
.
حملت كِتابها الكبير وهي تتنهد بضيق ستختنق حتماً !ً
اليوم تُكمل إسبوعان منذ بدايه الامتحانات وتبقى لها إمتحانين ايضاً !
وينهى الترم الأول .. وتأتي الاجازة اخيييراً !
صحيح أنه إسبوع ولكن سيفي بالغرض ! و ستستمع حتماً !
،
وتحسد أُختيها جداً فَ غداً هو أخر يوم لهن!
،
نزلت الى الأسفل بتكـاسل لتتوقف قليلاً تنظر الى البيت من علّو !
وهي ترى طيف من رحل تاركاً فراغ كبير بداخلهم !
إختنقت ورددت : الله يرحمك ياسالم الله يرحمك
وهي تسمع اصواتهم العاليه من غرفه المعيشه ..
إكملت النزول وهي تمسح دمعه طفرت !
:السسسلامممم عليييكممم
ردنّ بمضض وهن يكملن كلامهن بحماس وهي جلست وتأكل من المعجنات اللذيذة
ولكن تدلى فكها بصدمه عندما سمعت أختها رغد تقول : يمه حجزنا الخميس؟
جاوبت والدتها بالموافقه وهي مُنشغله بهاتفها
لتقول بإعتراض : خيير خيير وش حجزة؟ ؟؟؟
وهي تنظر لثلاثه بصدمه
،
لتقول رؤى ببساطه أختها الصُغرى : حجزنا للرياض!
إستقامت بإنفعال: وشششش خير تحجزون بقى لي اختبارين على كيفكم إنتي وياه !!
: والله من بينطر للاثنين عشانك
: لاوالله ؟
لتقول والدتها ولا زالت تنظر لشاشه هاتفها : محد قالك أدخلي طب واعصي امك
تجاهلت كلام والدتها لتقول بجديه : لا يمه وين تروحون وتتركوني على كيفكم
: اجلسي عند عمك هاليومين ماهو بضار
: يمه صادقه إنتي ؟

تركت والدتها الهاتف بملل : عاد والله وش نسوي فيك حنا ؟ انا مشتاقه لأمي وماراح انطر 4 ايام عشانك
إدزءت غصّتها لتقول: يمه طيب يضركم لو الاثنين تحجزون ؟ !
:مالنا شغل والله
إنفعلت وهي تضرب الارض برجليها : يمه حراام عليكككك ششلون ترحوم واجلس هينا أكرف !
،
دخل والدها وهو ينظر لها بتعجب : وش فيه ياحنان ؟
: يبه صدق بترحون الخميس وانا اجلس هينا عند عمي؟
جلس بجانبه صغيرته وهو يقول : ايه
جلست بجانبه وهي تقول : يبه اهون عليك ؟ !
ليقول : والله ياحنان انا عندي شغل اصلاً بالرياض فاأقترحو يرحون معي ! والبنات خلصوا فقالوا بنروح معك وحجزت
: وانا ؟ من يوديني للرياض ؟
،
نظرت لها والدتها لتقول : عمتك الجوهرة بيمشون الاثنين بالليل عشان هلا روحي معهم
!
: يمه صصادقه إنتي. ؟؟؟ لتنظر الى أباها بعدم تصديق : يبه شفيكم جد اليوم يعني بيضركم تنطرون يومين
صححت : 4 أيام ! غير الخميس والجمعه
،
إبتسم والدها ليقول : حنونه هدي ياعيوني .. البنات بيخلصون ويطفوشون وانا الصدق قلت لهم يجلسون لمين تخلصين بس ورفضوا .. وعمتك الجوهره هي أقترحت علي وش بيضر يعني ..
،
إدزرءت ريقها وهي تحاول إلا تبكي !
والله .. يكفي ضغط الامتحانات والله !
ويأتون ويزدون المكيال ايضاً !
،
: يمه اسمعيني !
قالتها بهدوء
لتستطرد بعدما نظرت اليها والدتها بملل : الحين شلون اروح مع عمتي الجوهرة واضايقهم؟ يعني اقول على الأقل أحجزوا لي الاثنين الشكو لله !
: وتروحين بلحالك ؟ وطيارة بعد !
: واجلس 4 ايام هينا وإنتم هنااااككككك ؟ يهون عليكم ؟؟؟
قالت رغد : والله مانجلس هينا عشان حضرت جانبك ماخلصتي o
: انتي اسكتي لا أحط حرتي فيك !
،
قال والدها باحثاً عن حل : طيّب ياساميه إجلي هالسفرة!
قالت متحديه : والله ماأجل ولا شي ! هي اللي جنت على نفسها وإنت معاها !
ضحك : البنت الحين تتخرج وللحين على موالك !
رفعت كتفيها بلامباله : وكيفكم عاد !
،
: ان شاءالله اذا تخرجت ورفعت راسك كالوقت تقولين ياليتي مانكدت على بنتي ليل ونهار ! بدال لا تدعين لي تقوم...
ولم تكمل .. لان الغّصه تُجرمت على دموع غزيرة !
وإستقامت وهيّ تحمل كِتابها وتضرب الارض برجليها وهي تمشي بإتجاه غُرفتها !
،
قال زوجها مؤنباً : رضيتي الحين يوم نكدتي على البنت ، رضيتي !
!
لم ترد .. وإستقام ذاهباً إلى فلذة كبدة التي حاربت حاربت لتحقق هدفها .. ولا زالت تُحارب !
.................................................. ...........

تم
.
أنت بعيد ولن تقرأ ، وأنا موجوع ومشغول بمداراة نفسي ، وهذا لا يمنع من مداراتك أنت أيضاً ، لطالما كُنتُ الكتف المتاح لك دائماً . المهم ، إن مر الحزن قلبك ، هات ثقلك ، تخفّف منه ، لا تقلق ، لن أسقط ، ليس قبل أن أُخلصّك ، إنه الدور الذي أجيده ، بجانب أشياء أخرى ستدهشك لو تعرفها عني م.ق

الريم ناصر 05-08-18 12:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13406746)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفصول جميييلة جدا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



،
شكراً لمرورك
أسعدتني ❤

الريم ناصر 07-08-18 03:26 AM

الفصل العاشر
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
سبحان الله وبحمدة ، سبحان الله العظيم
،
الفصل (العاشر )
،
،

كانت تستند على الجدار وهي تقضم اظافرها بخوف وتنظر للعدد القليل من رواد مدرستها
هل نسّاها عمر؟
أمّ تناساها ؟
،
من بعد ذلك اليوم وهو لا يراها شيئ !
او بالمعنى الصحيح لا يراها !
يتحدث الى مريم وسلمى وحتى ناصر وهي لا وجود لها !
مماأصابها بمقتل !
عندما يأتي مساءاً لا يدلف الى غرفتهم كالعادة ليطمئن عليهم وبالأخص ليطمئن بإن أختها تغط في نوم عميق !
!
لانه لا يريد أن يراها !
مسحت دموعها من تحت الغطاء وهي تتذكر كيف هو متجاهلها تماماً !
! وقد أخبرته صباحاً بعدما أضطر أن يوصلها انها لاتستطع الرجوع مع صديقتها !
وهي تنتظر خائفه أن يُكمل العِقاب بحاذفيرة ولا يأتي !
،
هي نادمه أشّد الندم على ماقالته !
وأكتشفت هي لا شئ بدون عمر ومريم !
وحتى أختها ايضاً تكافت مع عمر لِعقابها
لا توظقها الى المدرسه .. ولا تحادثها الا لضضرورة
وهذا أبسط الأشياء طبعاً
!
كانت دموعها تُبلل غطاء وجهها وهي تدعو الله أن يأتي !
وهي تراى سيّارة مليئه بالشباب المُستهترين يحمون حول مدرستها !
.................................................. ....
.
.
ترجـل من سيارتة بهدوء ليتّجه الى تلك الواقفه وتنتفض برعب واضح : إمششي قدامي !
إستقل السياّارة وهو يتحسر على هؤلاء الشباب !
: سوا لكِ شي؟
جاوبت : لـ..لا !
!
إنه غاضب !
ليش من نفسه فقط !
أو من إخته التي ذكرته إنه عبثاً يحاول !
بل من الحياة بأكملها !
لم تعلم سليطه اللسان بكلامها إكتشف كيف هو يحاول ولا ينجح معه إي شي !
كيف هو يتعب ولا يرتاح ولكن .. دون فائدة !
إنه .. أعتقد انه بعمله هذا سيصل بمرتبه الأب على الأقل لدى إخوته !
ولكن إكتشف .. إنه عبثاً يحاول !
تجاهله لها .. دّل على شي في داخله !
إن .. كل يوم في حياته يكتشف إنه عبثاً يحاول !
،
: عمـ..ر انـ..ا اسفــ..ـه
!
لم يعلق ولم تتغير ملامح وجهه ابداً !
بل يرُكز على الطريق بوجوم !
إخته تلك سلطيه اللسان التي تششببه كثيراً لم تستطرد الحديث مبررة !
بل لفّها الصمت كمّا لفّه هو !
!
ركن السيّارة إمام بيتهم واطفى السيارة وهمّ أن يترجل .. ولكن .. قُبله على كِتفه جعلته يجفل لتردد على مسامعه : عمر انا ولا شي بدونك .. اسفه من كل قلبي على كلمه قلتها لك !
وترجلت .. بهدوء ..
..
لم يتحرك ولم تتحرك وضعيته !
وتلك القبله يشعر وكأنها قّبلت قلبه !
وليس كِتفه !

.....................................،،،،،،� �،،،،،،،،،،،،،.
.
إستقلت السيارة بهدوء وهي تقليّ السلام عليهم جميعاً
وعمتها تُرحب بها : ياهلا والله بحنونه والله بتبارك الطريق بوجودك
ردت بصوت قصير : ياعمري عمتي يتبارك فيك
!
غاصّ قلبها في أضلاعها خجلاً وهي تنظر لعامر إبن عمتها يجلس في المرتبه الأماميه وعمتها وإبنتيها هلا وَ خلود وهي بالمرتبه الخلفيه .. وتحديداً خلف السائق إبن عمتها الأكبر .. الوليد !
،
إنها تُضايقهم فسيارة إبن عمتها صغيرة بالكاد تأخدهم جميعاً ! وهي تزيد الحمل !
ياألهي .. أرجوك ان نصل بسرعه البرق
يارب
: شفيك ققامططه ترى الوضعي إيزي !
ألتفت الى ابنت عمتها هلا التي بنفس سنّها : اي واضح الايزي ماشاءالله مرة مضايقتكم! اه الله يهدي إمي بس
وهي تتنهد بضضضيق !
: انقلعي لا أهفك بجزمتي والله لو اسمعك قايله هالكلام لا اقول لامي ععاد وش يفكك من لسانها
ضحكت بخوفت : ياعمري ياعمتي والله اني احبها
: وهي تححببك بعد !
لتسأل عمتها : عساك نجحتي ياحنونه ؟
إزدرءت ريقها لتقول بخوفت : إي ياربي لك الحمد .. بس باقي لي أخر مادتين ماطلعوا
: الله يوفقك وييسر لك يارب ويفتح على قلبك يارب العالمين
!
اه لو إن والدتي تتأخذ من بعض دعواتك !
: يمه وحنا ماتدعين لنا؟
قالتها خلود بإمتعاض!
لتضحك عمتها : ادعي لكم بس حنونه غير عندي
إبتسمت بحبّ ولم تعلق !
!
هي منحرجه لدرجه البُكاء !

!
توقفوا عند إحدى المحطات ليقول السائق بصوته الرخيم جعل قلبها الخَجِل ينتفض رعباً ولا تعلم لِما! : عامر انزل للبقاله وشف وش يبغون البنات !
ليستطرد : ترى ماراح نوقف ابد
!
ياألهي صوته مُخيف !
الوليد .. ابن عمتها الأوسـط !
مُعيل الأسرة الكبيرة بعد وفاة والدهم !
درس وإجتهد ليخرج عائلة عمته من الفقر الى الحال الايسر !
زوج خواته الأكبر سناً !
وتحمل مسؤليه كبيرة جداً !
شخصيه هادئه وغامضه وحليم ولكن عند تجاوز الحد يصبح شخصاً أخر!
وإن وضع هدف في عقله وَصل إليه حتى لو كان أبعد من النجوم !
،
هذا ماكانت تسمعه بلسان اخته !
وماعِلق في ذهنها حتى الآن !
: حنان شتغبين ؟
أفاقها من سَرحانها صوت هلا لتجاوب بخفوت : عادي مثلكم .. وإبي بايسون!
: شف عامر نبغى بطاطسات وشكولاته منوعه ويعني اشياء تكفي لكل الطريق عاد إنت ذوقيق ماشااءالله عليك ..
ألتفت عليهم عامر ذو 13 ربيعاً : وش تبغون مشروب ؟
: 2 بيبسي 1 بايسسون وامي عصير
!
أتى إعتراض عمتها وهي تنهر إبنتها: هلااا وش تبغين بالبايسسسونننن ؟؟؟؟؟ لا تشتري لها عامر
!
غاص قلبها خجلاً وتوردت وجنتيها وهي تغمض عينيها تستمع باقي الحوار : يييمه هذا لحنان !!! ماهو لي
خَفضت عمتها صوتها لتقول : لحنونه بعد ؟ وش تبغين فيه ماهو زين البايسون !
قرصت إبنت عمتها وهي تجاوب : اي صادقه .. جب لي إي شي
: هههههههههههههههههههه شدخلني انا تقرصيني ؟
:إنطمي اقول!!!
!
وهي تعض شِفاها خجلاً!
!
طوال الطريق كانت تتحدث بهدوء شديد بعكس شخصيتها طبعاً !
ولكن الظروف تحكم الشخص احياناً !
!
هدئت السيارة .. بعد احاديث طويله متناوبه بين عمتها وأبناءها وإجابات قصير جداً من السائق !
لتسند رأسها وهي تحاول النوم مثلهم !
!
لم تستطع النوم وأستندت رأسها على النافذة وهي تفكر !
كانت السيارة تغط في الظلام الداسم !ً
لو أخرجت هاتفها يصبح وضعها اسوء .. لاتريد ان يعلم إبن عمتها انها لم تنم
!
رنين هاتف عمتها جعلهم يتمللون في نومهم وعمتها ترد على هاتفها لتمدّ لها : امك تبيك حنوونه!
تدلى فكّها بخجل !
: هلا ييمه !!
ليأتي صوتها المنهار : ليشششش ماترردين على جوالككك وقفتييي قلبيييييييييييي تبغين تجننين إنتي !
قالت بخفوت : يمه وش فيك جوالي طافي مامعي شاحن بسم الله عليك !
: إنتي مالك قلب
ماتقولين إمي ماتخاف علي مو يعني زعلانه علي ماتكلمين تقومين تسوين فيني كيذا تبين تفجعيني مثل ماأنفجعت بأخوك !
!
هكذا إذن !
هيّ فتحت جروح والدتها كالعادة
وايضاً هي فُتحت جروحها
لتقول بغصّة : يمه اسفه والله جوالي طافي .. مافيني شي والله
بكاء والدتها المتواصل جعلها تبكي هي ايضاً لتقول : يمه والله اسفه خلاصص ..
سمعت تنهيدة والدتها لتقول بصوت مبحوح : افتحي جوالك وشوفي كم مكالمه مني .. طيحتي قلبي والله حتى مادري .. مافكرت بعمتك الا اخر شي .. والله ماحسبتك الا سالم يوم يصير له الحادث ومايرد على جواله .. لتأخذ نفس طويل وتستطرد : حسبي الله على عدوينك ! وينكم الحين ؟
:مـ..ـادر..ي
: اسألي عمتك
أبعدت الهاتف عن إذنها لتسأل : عـم...تي حنـ..ا وين؟
بالكاد نطقت !
: والله مادوي يانظر عيني .. وين حنا يالوليد ؟
: باقي 90 كيلوا وناصل
،
وضعت الهاتف في مكانه : باقي 90 كيلو
: زيين الله يوصلكم بالسلامه .. وافتحي جوالك لاني ماراح انام لمين تججون.. واذا وصلتي دقي علي نفتح لك الباب .. أستـ..ودعتك الله
!
وأغلقت
: وش فيها إمك ..
مدّت الهاتف الى عمتها لتجاوب وتحاول جعل صوتها طبيعي : جوالي مقفلته ومادريت عليها تحسب فيني شي
: ياعمري ياساميه والله ماتنلام بعد سالم !
!
أرجعت رأسها حيث النافذة وهي تبكي بصمت !
منذ وفاة إخيها مايقارب السنتان بسبب حادث مروري
وفويبا الحوادث لدى والدتها امر فضيع !
!
تضطرب عندما تتأخر إحداهن !
وبماإن هيّ جامعيه وقد تتأخر للساعه الرابعه مساءاً احيانا !
هُنا والدتها لا تكف عن إتصالتها حتى تصل هي للمنزل فتطمئن!
ودائماً تُردد على مسامعها (إنتي تاخذين قلبي معك وتنسينه وتخليني هينا بدون قلب!)
مسحت سيّلان الأنف والانف !
والدتها .. التي حاربت إلا تدخل التخصص التي تُريدة !
وهي ايضاً حاربت ولا زالت تُحارب !
مايحز بخاطرها إن والدتها .. لا تطرب إسماعها بدعوات مثلما تدعي لإختيها !
وتخبرها مِراراً وتكراراً إنها عصت كلامها فليس مجبورة بإن تدعي لها !
وايضاً .. لا تطل عليها في إيام الإمتحانات تتطمئن عليها بعكس أُختيها !
بعكس أباها طيب القلب .. الذي أقنعته بسهوله ووقف بصفها!
!
هي ولا شي بدون دعوات والدتها ابداً !
تمللت أبنت عمتها في نومها ..
: هلا عطيني موياً
!
غاص قلبها مرةً أُخرى وهي تسمع صوته الرخيم
ألتفت الى ابنت عمتها التي لم تسمع ماقال!
ونائمه بعمق !
وعمتها ايضاً خلدت الى النوم !
أ قال شيئاً حقاً ؟
أو كانت هي تتوهم ؟
..
عاد الصمت يلف السيارة .. وهي لا زالت لم تستوعب !
إنحنت لتلتقط الماء لتضعه بين المرتبتين بسرعه وتعتدل في مكانها!
رأته يأخذ الماء .. ويوقظ أخيه ليفتح له العبوة ويشرب الماء دفعه واحدة !
!
أرجوك ياحنان أُخلدي الى النوم
أرجوك !!!!!!
،
،
،
: حنان حنناننن !!!!
تملّلت : هاه ؟
: وجعاه قومي وصفي لنا بيت خوالك بسرعه !
إعتدلت بسرعه لتقول : معرف !
: لا والله ؟
: اصبروا ادق على إمي !!!!
إخرجت هاتفها بصعوبه لتتصل على والدتها : يمه وصفي لي بيت خوالي !!!!!
لتجيب : اصبري بعطيه العيـال بالملحق دقيقه !
!
كانوا يقفوون بمحاذاه الطريق السريع وإبن عمتها يطرق النافذة بتوتر !
عضت شِفاها بضيق !
وهي تنتظر والدتها !
: إمسكي محمد !
: هلا محمد بسرعه وين بيتكم ؟
ليجيب بضحكه : عاد ماعرف إلا إنتي عطيني السّواق !
مدّت الهاتف الى إخته لتوصله الى إخيها !
!
مشّت السيارة تزامناً مع تعليمات محمد !
حتى وصلوا اخيـراً !
: يالله مع السلامه عمتي .. واسفين على الأزعاج !
لتنّهرها عمتها بلهجه محببه : وشهو إزعاج والله إنه عسل على قلوبنا .. مع السلامه ياعيوني سلمي على جدتك وامك وخالاتك ..
أجابت بـ: ياصل .. الله يسلمكم !
ترجّلت بهدوء للتجه إلى شنطه السيارة وتأخذ شنطها الكبيرة نوعاً ما !
إنفتح الباب ويستقبلها أخيها محمد سلّم عليها بحفاوة وهو يأخذ الشنطه منها !
كانت تتحدث بسرعه !
ليقاطعها : وخرّي بسلم عن الرجال والله من كثر القرقر !
تصنّمت !
لتلتف وترى إبن عمتها يتّرجل ويصافح محمد !
وهي لا زالت واقفه !
!
همّت بالإنصراف ولكن : حنان!!!
تقدمتّ الى عمتها بالسيارة : هلا عمتي ؟
: امسكي جوالك !
: هههه نسيت مع السلامه !
قالتها بإحراج !
والله يكفيّها ماحدث !
!
هي غبيه تعترف بهذا !
وستوبخ نفسها لاحقا تعرف هذا ايضاً !!!
رفعت ناظريها الى إبن عمتها وهي تسير متجهه الى الداخـل !
وتلاقت عينيها بعينيه اللوزيه .. وهو يرفع حاجبه الايمن بإستنكار واضح وتكشيرة تعلوى وجهه الوسيـم !!!!
....



.................................................. ....

.
.
لإكتمال الأحجيه الزائفـه وهاهيّ تضع أخر قطعه بقلب يتدلى في الأضلع خوفاً .. وشفتان إدمت من ضغط الأسنان عليها !
،
تجلس في المرتبه الأماميه في طريقها الى المزرعه لأول مرةً بعد غياب !
القلب يتدلى في الأضع خوفاً !
وريقها جفّ !
وتضم يديها الى حجرها وتهزّ أرجلها توتراً !
!
الصمت يلفّ السيارة والصغيران يلعبان بهاتفها وعمر متوجم الوجه كعادته .. ولمياء لاتعرف ماهي تعابير وجهه حتى الأن !
وأمّا هيّ تأكل نفسها بنفسها !
إن فكرت .. لأشي يدعو للخوف ابداً !
لن يستطيع احداً كان مُحمد أو أحداً غيره أن يقفل عليها !
لن تحمل الكرتون ذاهبه الى ذاك المخزن !
لن .. يحدث شيئ ابداً !ً
لكن .. لماذا هذا القلق والخـوف ؟
إزدرت ريقها .. والله تريد التقيؤ خوفاً !
!
هل جربتم شعور التقيؤ خوفا ؟
أريد أن ألفظ هذا الخوف لترتاح معدتي ..ومعها قلبي !!
للتو .. قبل يومين نمت جيداً .. لم تزورني الكوابيس .. ولكني خائفـه .. إن يكون ذهابي هُناك بدايه لوجع جديد يأخذ سنه من حياتي البائسه!
..
توترها كـان واضح لدرجه إن إخيها تأكله القلق ليتحدث بصوت هادئ : تبين نرجع؟
ألتفت له بسرعه وهي توقف إهتزار رجليها لتقول : لـ..لا هه لـ..يش نرجع ؟
: اذا ماتبين نروح والله عادي نرجع !
قائلها مؤكداً !
لكن الصغيرة التي بالخلف قالت بإعتراض : لااااا مانبي نرجععععع ..
لم يعلقاً..
لتتقدم الى الامام وهي تسأل : عمرر بنرجججعع ؟؟؟
: لـ..ا سلومه ماحنا راجعين
: أكـيد ؟
أومأت برأسها : أكيد عمر ! وأردفت : سلومه عطيني جوالي من ناصر
بدأ بالبكاء الذي ضج بالسيارة وهو تقول بضيق: نصوري خلاص يكفي جوال !
لم يستمع بل بدأ بالصراخ والشجار مع سلمى !
تأففت وهي تمد له الهاتف ، ولكن عمر حذرها: لا تعطينه يصيح ويسكت !
عّدلت جلستها .. وتركته يبكي قليلاً حتى هدأ !
،
وهي تنظر الى الطريق .. الطويل قليلاً !
: كم بقى ونوصل ؟
،
وكم تبقى لحين موعد الأجل؟
وكم تبقى مسافه .. لتسترجع ذاكرتها الخرقاء ماحدث بالضبط !
فذاكرتها عصّيه وعنيدة تأبى أن تنسى أبسط الأشياء وكيف أضخمها !
كسقوط والدتها مثلا ؟
وَ كَ ليله مُظلمه ..
: مابقا شي ..تقريباً دقيقتين ونوصـل
،
إختنقت أكثر .. ..
هاهي المزرعه .. تقترب منهم شيئاً شيئا .. حتى رأتها بوضوح وإنعطفت السيارة يميناً داخلها حيت أبوابها المُشرعه !
أنبهرت وهي ترى المكان المزدهر .. والذي تغير كثيراً وأصبح أكثر جمالاً !
ولكن .. عند مرورهم ليتجوه الى المدخل .. حبست شهقه داخله صدرها وهي ترى .. ذاك المخزن كمّا كان .. ويخرج منه .. هو !
مؤكداً .. انه الماضي كما هو !
والخوف .. لا زال هو !
.................................................. ......
،
،
لماذا في كل مرة أخسر معاركي معك ؟
لماذا في كل مرةّ أعود خالي الوفاض كمالعادة!
،
وانا في كل مرةً أدرب جيوش القلب ليلاً !
وأُسلم لكل واحد سلاح فتّاك !
واردد على مسامعهم إلا يضعفوا ولا يهنوا !
لتأتيني عصراً وتُبدينها بغازك السّام فتموت صريعه!
..
انا قد خسرت معركتي الأول معكِ ياهذة ..
ألا تسمحين لي أنا افوز ولا مرةً واحدة ؟
..
إزدرء ريقه وهو يرى سيّارة إبنت عمته تتوقف ويترجل منها هو وإخوته .. وهيّ تترجل بهدوء فكان الباب الأيمين إمام ناظريه بالضبط .. لترفع ناظريها وتنظر له .. بما يصفّها ياترى .. ليسن حُزن .. أو .. خوف او إزدارء حتى !
بل كّرة !
،
وإتجهت الى الداخل !
هُناك معركه أخرى ياأبنت العمه !
مابين تأنيب الضمير .. والحب ..
يتعاركان إيُهما يفوز .. ويصبح الشعور !
فهو بهذة اللحضه .. لا يعرف شعورة !
هل دقات قلبّة الهائجه دليل على عشقكِ؟
إما ذاك الوجع الكامن في منطقه الصدر هو تأنيب ضمير لا يرحم ؟
..
فاأنا بوجودكِ أجهل نفسي !
أصبح خالي الوفاض مني ..
لا أعرفها ولا تعرفيني !
..
نظر الى إبن عمته ذّا الوجه الأسمر عاقد الحاجبان بسبب أو بدون سبب الذي يتجـه نحوة قائلاً : ماضاقت تاقف عند هالمكان الا يوم جينا ؟
كح وهو يريد إخراج صوته طبيعي متجاهلاً كلامه : حيّ الله من زار مابغينا تجي ونشوفك !
وتصافحا .. : والله مدامكم حطيتوة جمعه جاي .. امّا غير الجمعه لا تكلمني ..
وأردف .. وهما يسيران جنب بجنبب متجهين الى قسم الرجال : لا تهتم ابو جابر .. أختي بخير .. !
،
هل حقاً ياإبنت العمّه قد شفيني من علّتك التي كانت بسببي ؟
هل حقاً اصبحتِ لا تبكي مساءاً ..
هل اصبحت الكوابيس منفيه من نومك ؟
أرجوكِ .. إيجيبتي بصدق !
لإحدد شعوري إتجاهُك على الأقل !
لإِبّعد تأنيب الضمير ..
وإمضضي في حُبك .. المستحيل والموجع !
.................................................. ......
.
.
أنا بخير.. لاتقلقوا ابداً ..
فقط قليل من الدموع خرجت ... عندما دخلت إحدى الغرف لأخلع عبأتي .. واصفصف شعري .. واضع شنطه الصغيران .. وحتى أختى لم تنتبه لي .. لا نها لايدعو لقلق !
..
وهاأنا أجلس بصحبة خالاتي .. الذين إجتمعن بعد طول وقت !
وجدّتها تتوسط الجلسه .. وهي تتذمر بشأن ..: سوات جابر ماسوت فينا خيير وشوله المسبح ؟ً
: لعلمك جدتي بسبح انا بعد
نهرّت: بعدد مرتن شكبرك تسبحين !!
لتقول لها بضحكه : ياجدتي السباحه رياضه ررريااضه
..
طال الجدال وهي تضحك على حنان مستفزّة الجدة ..
مرّ إسبوع الاجازة جميل .. ورائع .. وخِتامها كان ذاهبهم الى .. هنا المزرعه !
إتتها سلمى : مريم بنسسبح
: وأنا ..
نظرت للأثنان بتفكير وألتفت للجدة : جدتي بعد ناصر وسلمى بيسبحون عادي؟
!
نظر الصغيران الى الجدة بترقب !
وإبتسامه صغيرة على مُحيّاه
لتقول الجدة بتذمر : لا ويلي بالبرد !!!!
نظرت الى الصغيران لتقول : ماما سلمى عيت وش نسوي؟
تذمرت الصغيرة : ليش ليشش ليششش ياربي
: لانه برّد .. شوفي اذا جاء الصيف كلنا نسبح مو بس انتي وصوص .. شوفي كلنا لابسين ملابس شتويه وجاكيتات مايصلح !
مدّ الشفتان بإعتراض : متى يجي الصيف ؟
: بعد شهر .. يالله روحوا ألعبوا وإنتبهي لناصر !
إستدارت ذاهبا بغيض ..
والصغير الأخر قال بلذاذاة : مريم خلي يجي الصيف بسرعه تكفين!
،
إستاقمت وهي تضحك : خلاص من عيوني الحين اقوله يجي .. انتا رح ألعب يالله ..
وركض بإتجاه الخارج ،
وهي إتجهت تبحث على حنان وريما !
وتقابلت مع ريما لتسأل: بنطلع نتمشى تجين ؟
: مادري ..
إنظمت حنان لهما لتقول: أقول قدامي روحي جيبي لك غطا بنطلع !
ضحكت : ياربي غصصب ؟؟؟
: إي غصب يالله! !
: طيب ططيبببب
!
دخلت للغرفه حيث شنطتها تاركه الإثنتان يقفان بوسط الصاله لتسأل : متى تبين أعطيه ؟
إزدرءت وريقها : يمه حنان متوترة مرة وش بيصصصييرررر !!!
قالت بملل : ترى والله ريما طفشتنيني لا أكنسل أبو الدعوى ترى !
: طيب طيب .. بس وش تقولين له ؟
تمللّت في وقفتها : يعني وش اقوله له مثل ماتبين أعطيه الميداليه واذا رحت للشرقيه تكلمينه لتستطرد: طيب ياغبيه ليش مااقوله الحين مرة وحده !
: تخيلي قايله له ريما تحبك تخيلي بسسس !
: إجل وش بتقولين ؟؟ فهميني ؟
قالت بتفّهم : انتوا رحوا الشرقيه هالوقت وانا أتفاهم معك هناك ماعليك !
: طيب طيب .. إمشي ندخل نجيب غطاوي !
.. دخلتا للغرفه نفسها وهي تران إنت خالتهما مشغوله بشنطتها !
لتقول : ومتى بتعطينه ؟
: مدري خلينا بالليل عشان يصير الجو شاعري
:ههههههههههههههههه إبوك يالمخ !
،
: شعندكم إنتي وياة ؟؟ احس وراكم شي عظيم !
: هههههههههههههههههههههههه اه لو تدرين يامراييم !
وغمزت إلى ريما بإبتسامه !
: صدق وش فيه ؟
: ريما شاريه هديه لحبيب الألب !
!
مغص ماّ حستا به الإثنتان .. واحده حُباً والأخرى .. خوف !
إقترب وتقول : إمّا صصادقه ؟؟
: والله !
: وش الهديه ؟
إنحنت ريما حيث شنطتها وإخرجت منها الميداليه المزخرفه بشـكل m !
: ههههههههههه ريما شرايك تهديني أنا ؟
: إنقلعي اقول !
لتردفت بصوت غليظ: والله مايستاهل هاللي بتعطينه !
!
نظرت حنان لريما نظرة ذات معنى !
قد إتفقنا سلفا إلا يخوضوا بحديث يخصّه إمامها ولكـن هي تحسنت كثيراً .. لذلك تناسيا الموضوع كُلياً !
لتقول حنّان : القلب ومايهوى ياقلـبي ! !
قطع حديثهما دخول لميـاء ورغد ورؤى وإبنت الخاله سلوى هند !
: بتطلعون تتمشون بنات ؟
جاوبت ريما : إيه !
وأردفت حنان : شوفوا يابنات المتوسط إنتم لحال وحنا لحال
قلدّتها اختها : انتم لحال وحنا لحال .. منزينكممم عادد
ضحكت ريما: امشوا بس نطلع كلنا جميع ماعليكم منه !
وخرجن إلى الخارج ..
!
تلك من تمسك بالميداله التي خبئتها سريعا من ثيابها !
راجيه من الله إن يُبادلها ذاك الحبيب شعورها !
وقلبها ينتفض .. إثارة !
،
وتِلك كانت .. ولا زالت تنظر لـريما بغبطه !
وقلبها .. ينتفض حسره ..
،
،
كانت المزرعه جنّة الله في أرضاها كانت عيناهن تدور حول المسطحات الخضراء الجميلة .. والإشجار المثمرة وبعضها لأ بسبب فصل الشتاء ..
والإزهار .. التي تملك رائحه زكيه ..
توقفن عند شتل الزهور .. لتقطف ثلاث وردّات وتضعها خلف إذنها وتمدّ الى مريم وريما !
تجاوبت ريما ووضعتها خلف إذنها !
وإما هي إستنشقت رائحتها لتقول : احس ردت روحي يوم شفت الورد .. ينعش.
إبتسمت حنان : مرة !
،

.................................................. .................

،
،
،

يـجلس مع إبناء خواله وأزواج خالات وخُـاله !
الذي لا زال .. يحمل إتجاة شئ من العدوانيه !
ولولا إصرار الجدة على مجيئه لم يفكر أن يأتي .. نظر الى فهد الذي عـاد للتو من رِحله خياليه للخارج !
بعد .. ويتوقع نجاح إحدى الصفقات ..!
هذا مايظن .. لانه من سيجلب المال لكي يذهب رحله الى برشلونه ؟؟
إبتسم بسخريه .. طريق سهل جداً للحصول على الاموال الطائله!
بدون .. جفاف حلق وتعرق جبين ونوم متقطع !
،
أّ يـسلك ماسلك إبن خاله ويرتاح ؟
ويعيش هو وأخوته بحياة كريمه ؟
سأل نفسه مِراراً هذا السؤال !
!
ولكن إيسمح لنفسـه وإطعام إخوته مال حرام ؟
هو .. بالطبع لن يسمح .. تربيه والدة قطعاً لن تذهب إدراج الرياح !
!
كان يجلس بجانب أب مُهند القريب جداً لقلبه !
يشعر بإنه أخاه الأكبر !
وإبنه مهند يتذمر على رأس محمد بالضغط الذي يعيشه
،
: شلون الشغل عمر ؟
نظر لأب مهند وهو يتنهد : والله ماشي الحمدلله .. بس المدير الحيوان شوي اتاطقق معه مستفز !
ضِحك : عاد فلّتت الأعصاب عندك سهله!
إعترض : لا والله اني صابر عليه صابر لمين يجي يوم وأدق خشمه !
:هد عمر.. هذي رزق أصبر عليه وتتسير بإذن الله
: اي والله صابر عليه ..
ليقول : طيب ليش ماتدور شغله افضل من هالمطعم !
قال بضيق : من له خلق ياأبو مهند انا ماهقيت على الله ألقى !
: عمر ترى نزلن الدرجات منزمان !
،
نظر إلى محمد وهو يقول : داري ساقط ليش اضيق على نفسي
: ابو مهند ماودك تعطي عمر من دفارة مهند ولدك ؟
شرق مهند بفنجانه وهو يقول : يازفت قل ماشاءالله !
: شكلك ياعمر مأنت هاوي دراسه !
: لا والله يابو سالم .. بس إني مألقى وقت اذاكر !
:والله هو ذكي لو يقرأ الكتاب مرة جاب فلّ مارك بس ماله خلق
: محمد ششفيك تنطلنا قل ماشاءالله
نظر إلى مهند بضحكه: ماشاءالله ماشااءالله
تحدث زوج خالته ساميه: إسمع عمر أهم شي الواحد يعرف وش يبغى ووش هو يحب انا سبحان الله ربي ماعطاني بالدراسه ابد وأبوي الله يرحمه كان وراي بالعصا بس مانفع كان ميولي تجارة .. إما اخوي صصالح كامةن دافور على قوله محمز
: والله صادق يابو سالم .. كلنّ وميوله !
!
: وإنت يافهد وشو ميولك ؟
عقد حاجبيه ورفع ناظريه حيث إبيه الذي وجه له السؤال .. جاوب : انا ميولي .. أكبر وسادتي وانام !ً
:هههههههههههههههههههههه بتجلط أبوك كيذا يافهد !
تنهد أبيه بضيق : والله صادق ياأبو يزن بيجلطني ! ولا بعد توة جاي من برا ! مخاوي له واحد ولد نعمه يحسب الدنيا واقفه عليه !
توترت نظرته وهو ينظر للأزواج من العيون تنظر له بريبة !
: طيش شباب يابو راجح .. إلا على طاري راجح شلونه بالغربه ؟
تههلت أساريرة : والله مـاشي الحمدلله
تمتم : الحمدلله .. وإلتفت الى عمر وقال بصوت هادئ : عندي لك ششي ذكرني معي بالسيارة !
سأل : وشـو ؟
:كتاب
: كتاببب ؟؟؟؟ الحين انا هاج من الذاكرة تجيب لي كتاب ياأبو مهند .. قالها بإبتسامه
ردّ له الإبتسامه : انا مانويته لك الا إنتي عارف انه بفيدك .. وبتحبه
: والله ياأبو مهند ياليتك مستخير انا يالله احك راسي وتبغاني اقرأ كتاب !!!
تنهد : انا هالعناد بيجلطني .. قلت لك خله عنددك ومتى ماصار لك وقت اقرأ صفحه وحدة بس!
تممتم بمجامله :ههههه طيب طيب !
..
لا يعلم لِما شعر بالمسؤليه إتجاه هذا الشّاب !
وكأن إبنه .. وليس إبن أخت زوجته !
دائما يتمنى له الافضل .. مثل مايتمنى لأولادة وإبنته
تمتمم بسره ( الله يسهل لك طريقك ياعمر ويرزقك من حيث لا تحتسب )
،
،
.................................................. ....................
،
،
خرجت بعدما إتفقت مع ريما واخيراً !
وهي تنظر حولها تبحث عن أخيها .. بالرضاع
: شعندك حنونه ؟
إستدارت لتنظر إلى والدتها بالرضاع ايضاً لتقول بإبتسامه : والله ولا شي .. تبين تتمشين معي شوي ؟
أومأت بالموافقه .. وهي تنظر للسماء التي أسدلت سِتار الظلام ..
: وشلونك ياحنونه وشخبار دراستك ؟
: والله الحمدلله ماشيه .. ونجحت بأخر مادين ياربي لك الحمد
: الحمدلله .. والله لو ربي رازقني ببنت ماأغليتها مثل غلاك
: ياحيياتيييي ياإمي الثانيه ..
..
لّفهما الصمت لدقائق وهّن يمشيان على العشب الأخضر لتسأل بتوجس: يمه فيكِ شي ؟
نظر لها : هاه .. ليش باين علي ؟
: شوي .. قولي لي وش فيك تراني بنتك ولا نسيتي ؟
تنهدت : مادري والله وش اقول لك .. كثير اشياء بقلبي من راجح اللي بالغربه اللي قلبك خايفه عليه .. ولا من محمد اه يامحمد يحسبني ماأحس فيه .. وأخرتها فهد .. عاد فهد مسكت !
جف حلقها لتقول : راجح لا تخافين عليه طول عمرك رجل وإنتي إدعي ربي يحفظه بحفظه .. وفهد والله طيش شباب وبيعقل لا تخاف..
: وينه وين الشباب .. الحين رجل هو .. لا شغل لا مشغله مادري متى بيعقل !
: يايمه ياحبيبتي لا تضيقين صدرك إنتي ادعي له بالهدايه وربك كريم ..
: الله كريم ..
لتسأل بتوجس : بس محمد وش فيه ؟
تنهدت بضيق : محم..
!
:ماشاءالله شعندكم تتمشون ؟؟
نظرن الى ذاك الذي يمشي بإتجاهن ويلبس ثوب شتوي وفوقها فروه تحمّيه من البرد .. ويتلثم بِشماغه وصل إليهن أخيرا ليقبل رأس والدته : الام والبنت إجل هاه ؟
إبتسمت حنان وهي تحتضنها : اي حبيبي وبعد بقلب راسي إمي عليكم واحد واحد
ضحك ملئ شدقيه : تخسين وتعقبين .. ولا يمه ؟
بادلتها الإحتضان قائله : شكلها والله .. لاني طفشت من الجنس الذكوي ابغا بنت نفس تفكيري !
: يمه صصادقه؟؟؟ اهون عليك محمد حبيبك ؟
قالها بصدمه !
قالت بضحكه : اي تهون ليش ماتهون من كبرك على أمي ؟
نظر لحنان بشرز وهو يقـول : انتي انقلعي للشرقيه يوم جيتي قلبي إمي علينا !
ضحكت وهي تبعدها بلطف : والله كلكم غاليه انت طالع من بطني وهي راضعه صدري من أغلى من هذا ألا هذا؟
قبّل رأسها ليقول : الله يخليك لنا ..
: ويخليكم لي .. عاد إنتم سولفوا بروح أدخل انا!
أعترض: لا يمه تعالي إمشي معنا !
: لا والله بدخل .. مابي حيّل أكمل !

وإستدارت ذاهبه الى الداخل وهمّا يتتبعانها بناظريها .. عندما إختفت ألتفت لها : اي وش كنتي تبغين ؟
رفعت كتوفها : بسولف معك .. يعني لازم شي ؟
وهي تحثّه على السير !
: لا .. موبلازم .. كيف الدراسه؟
: اه يامحمد ضغط ضضغط فوق ماتتصور!
تنهد بملل: جانا مهند الثاني ! خلاص صجيتوا روسنا تقل مادخل طب غيركم !
تخصرت بغضب : لا والله ؟؟؟؟؟ اي عمري ماأحد دخل طب غيرنا .. ااه وين مهند هو اللي عارف المعاناة !
ضحك: شكلي بجمعكم بغرفه واسكر عليكم عشان تطلعون هالطاقه اللي بكم ونرتاح
:ههههههههههههههههههههه .. والله بنشّرح بعض من زود الحماس !
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههه

أكملا السّير ..
: إشتقت له !
تنهد وهو يحبس غصّة في قلبه : والله حتى أنا ! .. الحمدلله على كل حال .. مالنا إلا الدعاء ياحنان. !
إزدرئت غصّتها : الله يرحمه ! ..
لفّهما الصمت قليلاً ..
ليقول بصوت خافت : شلونها ؟
رفعت ناظريها له وعيّنيها تحبس دموع: من ؟
: اللي خبري خبرك !!
: مبسوطه .. فوق ماتتصور .. لا تهتم
وأردفت وهي تفتح يديها ويتدلى منها الميداليه : ششرايككك ؟؟؟
إبتسم : حلوة .. لي ؟ ولا لها ؟
إختنقت لتقول : لا لك ..!
:منك ؟
: لا !
: من ويين ؟
: من شخص .. مجهول حالياً .. بس يجي يوم وتعرفه وقريب بس طبعاً مستحيل اللي ببالك !
ألتقط الميداليه وهو يضحك بسخريه: داري ! بس من هالشخص ؟
: قلت لك مجهول حالياً .. بس بتعرفه قريب .. وأردفت : محمد تكفى خلاص وقف هذا اللي قاعد تسوي .. طالبتك!
!
لم يرد عليها وتعلقت عيّناها بتلك الميداليه .. لدقائق وبعدها قاال: إمشي ندخل برد !
..
وذهب كل واحد منهما بالطريق المعاكس !
الان .. وبهذة اللحضه أدركت إن محمد يريد تعذيب نفسه فقط!
وأثبت لها .. مايجول في خاطرها!
هيّ ستكمل مثل ماإتفقت مع ريما .. لأجل ريما !
وحسمّ الأمـر .. قبول .. أو رفض !
وهي ترجح الأخير .. ولكنه الافضل من إجل ريما !
،
،
عندما ولّجت الى الداخل كانت في إنتظارها !
لتسأل بتشفق : شششصصار ؟
إبتسمت بجامله : كل خير أعطيته .. ونكمل الباقي اذا رحنا للشرقيه !
.................................................. ........



تم!
‏"أشعر بالخوف، أشعر بالفزع، حين أدرك أني أحب شيئًا ما، ولا أريد الوصول إليه"م.ق

modyblue 07-08-18 02:38 PM

‏"أشعر بالخوف، أشعر بالفزع، حين أدرك أني أحب شيئًا ما، ولا أريد الوصول إليه"
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الريم ناصر 09-08-18 08:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13519034)
‏"أشعر بالخوف، أشعر بالفزع، حين أدرك أني أحب شيئًا ما، ولا أريد الوصول إليه"
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




*موفقه * فاأنا فتاة😂❤
شكراً لمرورك أسعدني ❤

الريم ناصر 09-08-18 08:59 AM

الفصل (الحادي عشر)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
،
الجزء (الحادي عشر )
.
.
،
‏"بينما كانت خطواتي ثقيلة جداً مع الجميع، ركضت نحوك"م.ق
،
،

تنـظر الى القدّ الرويـان والمتناسق !
والشعر الكثيف والطويل والملامح النّاعمه التي تتحدث معها بلطف ! أو يتوجم ذاك الوجه ويكمّل عمله !
لاتعّلم لِما تكن بعض مشاعر البغض لهذه الفتاة !
هل هو بسبب إنه تشبّه والدتها شكلاً فقط!
إما خُلقاً .. فشتّان بينهما !
تلك الحماة ... سـحر رحمه الله عليها !
تلك المدللـه سلطيه اللسان بقلة إدب !
عندما إقترن إسمها بإسم هذة العائله كانت تلك الفتاة على مشارف الشباب !
عنيـدة .. ومدللة .. وَ .. . قوية !
منذ دخولها ولم تستطيع تقبل تلك الفتاة !
وحتى بعد إنجابها إبنها الأكبر .. هُناك مشّادات بينها وكلّ واحدة منها تريد إثبات من الأقوى !
حتى .. تزوجت .. برجل يقع صريعاً أمامها !
ترى السعادة .. تشّع من عينيها .. ولا تكُف عن الحديث عنها وإشهار سعادتها وحُبها !
ممّا زاد البغض أو .. غيرة!
تعترف كـانت تغار من تلك الحماة !
التي تمتلك جميـع المقومات التي كانت تُريدها بشخصيتها !
وحياةً مليئه بالحب ..
ولم ترى ذلك بزوجهـا ..
،
حتى وفاة زوجها .. إنقلب حياة تلك الحماة رأساً على عِقـب!
أصابها إكتئاب حاد !
حتى توفيت بعدها بسنه من وفاة زوجها!
لتترك خمسـه أطفال ورائها !
: خالتي .. تبغين نحط العشاء الحين ؟
إنتشلها من سرحانها الصوت اللطيف لتقول : لا شوي للحين ماجاء جابر .. مشكورة مريوم تعبتك معي !
إبتسمت بلطف : العفو .. ماسـوينا شي !
وإستدارت خـارجه إلى الخارج !
!
تلك الفتاة .. الرقيقه وبائسه الملامح !
من كانت تقسو .. مامضى عليها .. حتى تدارك الوضع ولم تُكمل .. ظلم اليتيم !
تنهدت .. وهي ترجو من الله .. إن تبتسم الحياة بوجهها .. ويسعدها وهي بعيدة عنها !
!
: السـلام عليكم .. شلونك يمه ..
وهو يقبّل رأسـها !
إستدارت بإبتسامه واسعه : وعليكم السلام ياعيوني بخير إنت شلونك !
: بخييييير الحمدلله .. بتحطون العشا ؟
: ننتظر إبوك .. تبي إحط لك ؟
: أبوي توة ج..
،
:خـالتي خخالي جاء تبين نح... !
بتّرت عِبارتها عندما رأت الشخص الواقف ويعطيها ظهرة !
الطويل ذو الأكتاف العريضه !
،
وبعدها إستدارت راكضه !
إبتسمت بلطف وهي ترى وجه إبنها الذي تغّير : تعال سعادني نحط العشاء !
!
: مرة ثانيه تنحنح اذا دخلت وبذّات يوم الخميس تدري خالاتك يجون .. عاد اليوم إلا سارة ماقدرت تجي !
أومأ برأسه وهو يحمل الطبق خارجا ولم يعلق !
،
قضمت شِفاها بتفكير !
إبنها الاوسـط !
القريب لقلبها جداً !
بسبب لِطفه .. ولّينه وَ قلبة الرقيق !
كمّ وكمّ كان الحضن الدافئ لأوجعها !
كمّ .. إشتكت بسبب شئ ما كان هو من يستمع لها دون توقف !
منّ ينتشلها من حزّنها .. دائماً وابدا!
منـذ إن كان صغيراً .. كان الاقرب !
،
ولكن .. إبنها .. تخاف عليه إن تلك الحادثة لازال تؤثر عليه !
مضت تلك !
والفتاة تحسنت .. وترجو من الله إن إبنها قدّ كفّ عن تأنيب ضميرة !
.................................................. ...
.
.
.
إمُنيه توسطت بقاع الروح !
بعيدة .. جداً .. كبُعد النجوم عن إرضه !
تمنّاها .. تلك اللحضـه عِندما .. دخلت ليأتي صوتها رقيق وحاد ذا سكاكين من ورد ليخترق قلبه !
ماذا لو .. مضت السنون .. وتبدلت الأحـوال .. وأصبح خاصّته هو!
تسـاعد والدته .. وهو يأتي وينظر للمنظر الفائق الروعه !
!
إستيقظ ياهذا!
أتفكـر بهذا !
إنها ... صغيرة !
ولكن تكبر ..
صحيح !
ولكن .. يجب عليكَ إن تدرك جيداً !
إنها .. لن تصبح خاصتك مهما حدث !
.................................................. ....................
.
.
.
تنهدت للمرة المليون !
وإزدرئت ريقها مِراراً وتكراراً !
وشِفاتها دميت من شدّة قضم الأسنان
إما .. قلبها .. فمات صريعا !
من شدّة التوتر !
والتّرقب ! ..
تُمسك بهاتفها وهي تحادثه !
تخيلوا إنها هي بصفتها تحادثه وتنتحل شخصّيه حنّان أخُته بالرضاع مثلما إتفقتا سَلفاً !
بدأت بالسلام والسؤال عن الأحوال .. وجاوبها بِكُل أريحيه !
لتباغته : (ماقلت لي شرايك بالميداله ؟)
(تهبل )
وبعدها أرفق صورة ..وهو يضع الميداليه في مفاتيحه !
لم تستطع كبّت سعادتها وهي تصرخ بفرحه !
وتضـحك برقه !
ليسأل(متى تقولين لي من وين هالميداليه؟)
توترت أكثر لتحسم أمرها (قبل كل شي ... بسألك سؤال )
(اسألي)
لتقول (لا اقصد .. سؤالين )
(ههههههه طيب اسألي .. فيك شي إنتي اليوم أسلوبك متغير !)
عضّت اصبعها البنصر بخوف لتقول (هههه عشان ماعندي إختبار تحسّه متغير )
(هههههههههههههههههههههههه� �هههه )
ليردف (وش السؤالين؟)
تنهدت ( أول شي .. إنت تحب ؟)
(والثاني .. عشان أجاوبك !)
إزدرئت ريقها ( لو شخصيه تحبك راح تبادلها هالشعور؟)
(لااا حنان فيك شي .. من متى تسألين هالاسئله وإنتي عارفه البير وغطاه ؟)
إنقبض قلبها بشك( مافهمت !)
ليردف ( والله توقعتك .. بتفهمين وهي ططايرة )
لم تعلق !
وهي تحاول إن تستوعب !
ليقول(ماقلتي لي من ويين هالميداليه؟)
!
رفعت حاجبيها لتحسم إمرها وتكتب شيئا ستندم عليه لاحقا بلاشك ! لتقول ( محمد .. الميداليه من ريما .. وأكيد أنت تفهمها وهي ططايرة!)
( من ريما ...؟؟؟ شالمناسبه؟)
(أفهم يافهيم !)
( لحضه لحضه ... الميداليه .. من ريما يعني ...؟)
(؟)
( حنان بلا إستهبال فهميني !)
( أول شي إنت فهمني عشان أفهمك !)
(لا تجلسين تتلكعين إنتي فاهمه كل الموضوع ! وريما.. أعتبرها زيك بالضبط ! والله أخت !)
!
يبدو إن قلبها لم يمت بعد !
بل لازال هُناك روح !
وستلفظه بلا شك !
( حنانً.. مايحتاج حتى أشرح لك وانا علبالي طول الوقت فاهمتني ومااقولها صريحه! ..يعني دايم أسألك عنها .. شوفي محادثتنا فوق !)
!
كانت المحادثه قد حذفت مِن قبل حنان !
أكان هُناك شئ تخبئه حنان ياترى ؟
إزدرئت ريقها وهي ترى حروفه ( وحتى روحي قولي لها عشان تفكني من تأنيب الضمير .. قولي لها ان محمد من زود شين حظه حبّ وحده تكرهه !)
!
شهقه خرجت لتسأل بيأس وقد تبين لها من تلك !
( وريما ؟)
( رييييما.. قلت لك اعتبرها زيك والله .. ولا عمرها طرت على بالي .. بس إنتي قولي لها بطريقه حلوة عشان ماتنجرح ..)
وأردفت" ( وبرضو روحي قولي لهذيك .. ان محمد ربي عاقبه باللي سوّاه فيك .. ان قلبه يحبك !) !
!
: اه
رمت الهاتف وهي تستقيم وتتنفس بسرعه ..
وتجوب الغرفه ذهاباً وإياباً لتستوعب !
حاولت إن تزدرء ريقها .. ولكن الغصه أقوى !
لتسكب الدموع وهي تتنفس بقوة !
إنهارت أرضاً .. وهي تبكي وحروفه أبت أن تُفاوق عينيها !
!
طوال حياتها لم تبكي مثلما بكت الان!
طوال حياتها لم تشعر بالألم مثلما شعرت به للتو !
قلبها ينقبض بألم وهي تضم يديها لصدرها وتبكي بجزع !
وكأنه قد فقدت .. الشي الجميل بالحياة !
(ولا مرة طرت على بالي)
كانت الجملة الأشد وقعهاً على قلبها !
ولا مرة !
ولا مرة .. ياحبيبي !
اه لو تعلم كمّ وكمّ كنت إنتا سيّد تفكيري !
كنت أنت محور كوني !
لتأتي بلا مباله وتخبريني بهذا !
أ خبرك كمّ وكمّ سامرت خيالي ؟
أ خبرك كم ضميتك بدعائي لتعيش بسعادة وصحّه ؟
أ خبرك كمّ وكمّ كانت رؤيتك كفيله يجعل يومي سعيد ؟
أ خبرك كمّ وكمّ وكمّ .. وكمّ وكمٌ
: اهه ياربيي اههه
!
فتاة مدللة حتى النخاع !
يُجاب ماتطلب!
ويأتي لها كُل شئ .. قبل إن تأمر حتى !
شئ .. كهذا .. كفيل بتدميرها!
وإحسسها إن كل شي جميل .. لم يعدّ جميلاً !

إستاقمت بوهن ولازالت هُناك غصه في حلقها
لترفع هاتفها اللوحي ولازالت على محادثته
( قولي لها .. شلون انا ماأنام الليل من كثر تفكيري بها)
( قولي لها .. تسسسامحني .. تكفين .. مو بلازم تحبني بس .. تسامحني .. )
( واسأليها بعد شلونها الحين ؟)
( عشان .. أحدد شعوري ياتأنيب ضمير .. ياحب !)
( اهه ياحنان ..كل ماأتذكر وجهها ذاك الي..)
!
بكت بقوه وهي تخرج من المحادثه وتخرج من حساب حنان !
وهي تحاول إبعاد الدموع من عيّنيها لترى أفضل
وتنتقل لمحادثه حنان ( حنان طلعت من المحادثه)
!
إتجهت الى المرأة ..
لتسأل سؤال تعجيزي : ليشش هيّ .. وأنا ؟
.................................................. ....…،...................

.
.
.
إما تلك !
كانت تشّن حمله تنظيف منذ الصبـاح الباكر !
وهاهي الساعه تشير الى الحاديه والنصف وهي للتو قد إنتهيت وحضرت العشاء ..
وتجلس هي وإخوتها ماعد عمر الذي نام مسبقاً
بعدما أشبع زقزقه عصافير بطنـه !
،
اليوم يوم السبت !
اليوم الأسوء لديها في جميع الأحوال !
تكرة جداً .. وتحاول قدر الأمكان إشغال تفكيرها لِألى تغوض في أشياء .. تكرهها !
إستمعت لثرثرة لمياء في غير العادة ويبدو إن العقاب الذي إتفقا عليه هي وعمر فادّ كثيراً !
فتلك العقّدة الي بحاجبيها قد إنكفت
وذاك التذمر على كلشي بات قليلاً !
ولكن لم يختفي وهاهي تتذمر : ياخي ليش طيب وش فيها اذا رحت مع صديقتي .. عمر للحين يالله يكلمني ترى !
قالت بعدما نبّهت سلمى أن تأكل جيداً : إنتي ليش ماتفهمين زين ؟ عمر مو مشكلته تروحين مع صديقتك مشكلته إنك رجعتي معها بدون لايدري وفوق كيذا طوالت لسسانك !!!
تقوس فمها لتقول : طيب داري لسساني ططويل وتأسفنا .. بس للحين مايكلمني زين طفشت
:خلاصصص مدامك تأسفتي وعرفتي خطاك بيتكلم معك ..وبعدها أردفت : وبعدين الحين يتكلم مع ععادي !
إعترضت : اي واضح العادي يالله يتكلم
: ياربي يالمياء خلاص السالفه لها أكثر من إسبوعين اهم شي تأسفتي وبيتكلم معك ..
.. أكملت الذمر قائله : ياخي حرام عليهم إجارة اسبوع ممدانا نستانس جاي الترم الثانييي طفششت
: أقول لمياء تراك صجيتي راسسسيي كولي وإنتي ساكته !
طبقت فهمت بغيض ولم تُكمل التذممر!
رمى الصغير الملعقه وإستقام : صوص وييين ؟؟؟
لُيجيب: ابي موييياااا
قالت سلمى والمعلقه في فمّها: جببب لييي معك صوص
: مابي انتي قومي جيبي
لحقته الصغيرة وهي تقول : ليششش ماتسمع كلامي ؟؟؟؟
رسمت إبتسامه على مُحيّاها لتردفت: ماتحسين صوص صاير هالأيام ..مادري احسه تعبان
: إنتي تددقين بزيادة شففيه لسانه يولط إذانه
: هههههههههههه يازينه إمس يقول لي شفتي لمياء وحش اذا صرخت
شرقت في أكلها لتقول:هههههههههههه تبن ! أمس عجزت انام منه وقمت وزأرت
أكملت بضحكه : ايي جاني يركض لمياء وحش وحش
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههههه
،
بعدما إنتهن من العشاء : لمياء إنتي شيلي المواعين وغسلي تراني من الصبح قايمه !
: مدري شعندك حمله هالتنظيف كل سبت
: لأني عندي اخت ماتسوي شي ماغير فالحه بالنوم ..وبعدين أكره السسبت ماأحب أجلس فيه فاضيه
إستقامت الأُخرى لتعارضها : اه يازين الفضاوة أقول !
،
: يالله سلومه النوم إنتي وصوص الساعه 12 يالله
بدأ الاعتراض جلياً على وجهيهما وهما يتذمران !
: يالله أقول .. سسلومه بكرى وراك مدرسه لازم تصيرن رايقه !!
تبعّها بتذمر وهم يدخلوا الغرفه التي تجمعها جميعاً ..
بدأ باللعب فوق الأسرة وهي تلتقط هاتفها تتلهى به قليلاً !
الذي كان هديه من خالتها ساميه بتخرجها من الإعدادية
ولمياء بالمثل .. بدون إي مُناسبه
إستغربت وهي ترى 5 مُكالامات من حنان !
إتصلت عليها وهي تنتظر الأجابه : هلا حنان ؟
: إنتي وينك لي ساعه أدق عليك !
: مافضيت والله اليوم .. ليه شعندك ؟
: الحين فاضيه إنتي ؟
: ااا مادري يعني .. ليش فيه شي ضروري ؟
: اي ضروري مايتأجل !
:طيب بنوم اخواني وبرسل لك كلومي
: اي إستعجلي !
!
أغلقت وهي تستدير لتتنتهد بصبر : شقلت انا النوم يالله !!!!
أرغمتهم على التوقف عن اللعب والنوم !
وَ دثرتهما جيداً !
لتردد : يالله صوص سلومه .. بسم الله الرحمن الرحيم .. أعوذ بكلمات الله التامات من شيطان هامه وعين لامه
رددا معها ! اذكار النوم المبسطه
ولفحت حنين زارت إرضها القالحه !
وهي تتذكر والدتها من كانت تردد تلك الأدعيه قبل النوم وعند الاستيقاض!
غصّه .. تكومت في حلقها !
ورغبه بالبكاء إستوطنت قلبها لتذرف دمعه طفرت لا شعورياً !
اه يارب إرحمهما وإجمعني انا وإخوتي بـجنةً عرضها كعرض السموات والأرض ! !
،
أغلقت الباب بعدما أخذت هاتفها وهي ترى لمياء تتجه اليها : ماراح تنامين؟
: لا شوي .. حنان تبغاني بسالفه نامي إنتي !
: ترى بطفي اللمبه اذا جيتي تنامين شغليها !
أومأت برأسها .. ودخلت الى الغرفه الأماميه لغرفتهم !
وماهي الا زيادة عدد !
،
رفعت الهاتف الى مسامعها وهي تّرد : هلا حنان شخباركم ؟
: بخير الحمدلله .. وإنتم ؟
: بخير الحمدلله .. إيوة شعندك ؟
: مريم مدري شلون اصلاً أبدأ بالموضوع بس موضوع مدري !
: مدري .. أبدي !
تنهدت لتقول : مريم .. محمد اخوي .. دايم يسألني عنك !
ألم شعرت بإمعائها الغليظه !
لتستطرد : دايم يقولي شلونها ..للحين هي تعبانه .. وحاس بتأنيب ضمير .. لتسأل : مريم إنتي للحين تعبانه ولا لا ؟
ضيق إجتاحها صدرها وتركته يُترجم : اي للحين اخاف من الظلمى .. الأشياء المغلقه .. صوت المطر .. والبساسه .. وكل شي بالحياة اخاف منه !
: مريم .. هذي اشياء يعني عاديه .. صح اكيد الخوف .. مو شي سهل .. بس اقصد الأنهيارات الي تجيك ونوبه الهلع !
لتقول بصدق : لا خفت الحمدلله .. بس للحين اكرهه !
إختنقت تلك الأُخرى : مريم .. محمد حاس بتأنيب ضمير .. وهالتأنيب تحول لشي أكبر أكبر !
عقد حاجبيها : أكبر ! مثل إيش ؟ وهالتأنيب من دعوتي يمكن ! لاني .. كل مرة أرفع يدّي بدعي عليه ماقدر! بدعي عليه يصير فيه شي أكبر مقدر .. لسساني ماينطق ولا قلبي .. مدري ليش .. انا أكرهه تعرفين شلون أكرهه ! بس عجزت عجـ..زت إدعي .. دعوتي الوحيدة ان ربي يوريني فيه شي يحسسني بالأنتصار ! مدري وش يخليّه ماينام الليل !!! شي يخلي تفكيره منحصر عليه ! بس وشو مدري مدري .. حتى حسبـ..ي الله ونعم الوكيل ماعمري قلتها ! وإن قلت .. علطول استغفر بيني وبين نفسي
تلك الأخرى كادت تنفجر باكيه لكن تماسكت لتقول : وربـ..ي إستجاب دعوتك ! لان محمد محمـ..د
يحبك !
عقد رسمت بين حاجبيها : يحبني ؟؟؟ تستهبلين حنان ! وريما ؟؟؟؟؟ وحبه وش أسوي فيه انا ؟
: لان ريما صارحته .. صارحته وقالت له ان .. هي تحبه ... بس قال انا ربي بلاني بحب وحدة تكرهني !!!
: تمزحين معي حنان ؟ مقلب هو !!!
: مريم والله العظيم ماهو مزح ولا مقلب والله
إزدرئت ريقها لتقول بخفوت : يمكن هو يكذب !! وش دراك ؟ هو يكرهني من يومني صغيره وشتم فيني وكل شي وتذكرين وش سوا فيني ؟ لتعليّ صوتها قليلاً: تذكرين ولا اذكرك ؟ ليومك هذا ماأنام الا والقران صوته بكل الصاله ، ليومك هذا وانا اخاف من الظلام والاصنصير والاشياء المسكره ، ليومك هذا وانا اخاف ويجيي هذا يقو.. تحدرج صوتها بغصه : وي..قول يحب..ني ؟؟؟؟
: مريم كل شي تغير الحين كل شيييي !!! محمد من بعد ماصار كالسالفه ! وهو يحسّ بتأنيب ضمير .. تدرين وش يقول يقولها قولي لها تسامحيني مو بلازم تحبني !
!
إحتد الصمت لثواني !
لتقول برجاء: بس ريما تحبه .. شلون هو يحبني ؟ .. وبعدين .. مادري ماتخشّ العقل والله ..
: مريم .. دعوتك أُستجابت .. يقول ماتمر ليله إلا هو يفـكر فيك .. مجرد مايشوفك تأنيب الضمير يتأكله
قالت بنفي وكأنها اماها : بس هذا مو حب .. ابد ..
: وش الحب أجل يامريم ؟ تعرفينه ؟
: لـ..لا ماعرفه !
: إجل لا تجادلين بشي إنتي ماتعرفينه! .. بس ريما يامريم منهارة !
تكومت غصّه في حلقها : بروح أشوفها بكرى .. بس شقول ؟ ششقـ..ول حنان .. أواسيهـ..ـا ولا شلون ؟
وتلك الأخرى لم تلك بحال أفضل لتقول : مادري يامريم .. انا مادري .. فوق كيذا لو تقرين المحادثه توجع القلب !
: هي شلون تكلمت معه؟
: دخلـ..ت حسابي بالتويتر وكأنها انا .. وقال اللي قال .. اصلاً .. لو تشوفين كِتابته بالتويتر .. تصدقـ..ين !
،
لم تستطع إكمال المحادثه لتودع حنان وتوعدها بمكالمه بعد إن تستوعب !
ربما غد أو بعد غد أو .. لا تعلم !
!
تنظر الى نُقطه غير مرئيه !
وهي تحاول ان تستوعب !
وتحاول فهم ماذكرته حنان !
فماقالته .. طلاسم كَ طلاسم مادة الكيمياء اللعينه !
التي تستصعب فهمها .. ولكن بعد محاولات تفهمها !
ولكن .. ماذكرته حنان أبسط .. وأوضح ولكن عقلهاا توقف عن العّمل .. ويجيب تزويده بمعادات خارجيه لعّلها تعمل !
أوّ تطفئه .. وبالغد قد يعمل بالشكل الصحيح ويفهمها ذاك العقل !
!
إستاقمت وهي تترنح لتذهب الى سريرها .. فهي مُتعبه وقد تكون احاديث حنان ليست سوى تُوراهات وعندما تستيقظ سيعود كل شي كما كان !
!
وستنسى كل ماقيل
بالطبـع يجب عليها أن تنسى !
سنتسى .. و تنسى !
!
إندست في سريرها بعدما قامت بإشعال الضوء !
ليذكرها بماحدث ..
!
عقلها اللعين بدأ يستجمع قواه ويعمل بسرعه فائقه ويستوعب ماحدث شيئا .. فشيئاً !
!
( يفكر فيك طول الليل)
أأستجبت دعوتي ياربي ياحبيبي ؟
إنك تعلم ماحلّ بي وتعلم تلك الليالي التي كنت انت شاهد عليّ فقط !
ترى وسمع أنين ودعواتي .. ..
ولم أتوقع ياربي إن تكون دعوتي هكذا !
أن تُستجاب بالشكل هذا !
ولكنك .. يارب العالمين عليّم بالخفايا
وتعلم .. إني ومع كُرهي وحقدي وبُغضي لم اريد أحداً من كان أن يعيش ماعشته يارب .. حتى لو كان هو !
!
ولكنـي يارب أشعر بنشوة الإنتصار !
مثلما تمنيتها !
إن ينشغل تفكيره بي شئ لم أتوقعه !
ولم أتمناه !
ولكن شي لذيذ ...
.... شبيه بشعوري عندما أتلذذ بحلواي التي أُحب !
!
ساأطاريك ياهذا إينما ذهبت وإيما خطت رجلاك !
كَ شيطان يأبي أن يُفارقك يوسوس لك لتخلد نار جنهم !
وتخلد في نار الحب !
نار حُبي!
أن لم أُجرب الحب ياهذا !
ولكن إن كان للحب عذاب مثلما أسمع وأقرى في روايات
ساأعذّبك بحبي !
وسأرسلك عليك لعنه .. ستدمرك .. وتدمر حياتك !
!
.................................................. .......................
.
.
.
أبعد السيجارة بضيق وهو يردد : وش فيك عزوز؟ والله أزعجت راسي !
: لانككك ماتسمع الكلام !!!!! مدري ليش ماتفهم علي اقولك والله مرعي بيودك بداهيه بداهيه !!!!!!
تملل في جلسته وعقد حاجبيه بضيق : انا بيوديني بداهيه إنت وش دخلك ؟
:لاني خايف عليك ياثور !
قال : شف بقولك شي .. أنا ماراح يصير لي شي أبد .. لاتخاف .. وبعدين تراني من ماني زوجتك تخاف علي اوكيييهه!!!
إستقام إبن خالته صديق الطفوله .. والمراهقه والجنون وإخيه ايضاً بالرضاع !
،
بجسدك النحيل وهو يلتقط السيجارة من يدة ليضعها في فمه : الله يعين زوجتك والله !
أخرج هاتفه ليقول : قصدك زوجاتي ههه ذكرتني فيهم ..
نظر إليه بضحكه : اي والله والزوجات ما وراهن الا وجع الراس !
: اذا أوجعوا راسييييي قفلت جوالي وفتحت جوالي الثاني سهله ياحبيبي !!!
رفع حاجبيه وهو لازال يُمسك بالسيجارة : هه بلاك ماجربت وحدة تجيب راسكك .. بنت اللذينا شكله هي تبدّل الجوالات ماهو انا !!!
إنفجر ضاحكاً وهو يمد يدة ليساعده ..وساعدة ليقف بجانبه جنباً إلى جنب : ماعاشت اللي تجيب راس بو جابر!!!
: اهه يوم سعّدي اللي أشوف وحدة جايبه راسك يابو جابر !
: ماحزرت !
!
كانا يقفان بمحاذاة المسبح المتوسط الحجم .. في مزرعة إبيه إقترب إحدى اصدقائه سائلاً : هابو جابر أبوك مايأجـر ؟
أجاب وهو يلتقط السيجارة من إبن خالته : لاا والله .. بسس كل مابغيت بوسعد قلي وأبوابه مفتوحه !
: تسلّم ! ..تمتم بإعجاب : صراحه المزرعه أقل مايُقال عنه خورافيه !
: تفداك والله !
ردد : حبيبي .. يبغى لنا جيه بالصيف نسبح وننبسط !
: ان شاءالله !
!
وإتجه ثلاثتهم حيث الجلسه التي تجمع باقي الشباب !
مسكه مع ثوبه ليقول : ابراهيم شوي وجاينك !
أكمل السير ليقول : شفيه عزوز ؟
!
: شفت هذا تراة ضضابط إنتبه ! ومرعي لا يطب المزرعه !
أبعد يدّه وهو يرمي السيجارة وَ يدوس عليه بقدمه اليمين : عزوز تراك اذ ماسكرت على هالسالفه بفقع راسك !
قال بجدّيه : والله ماأسكت لمين تهون ! هالمرة زبطت المرة الثانيه ماراح تزبط فهد !
نظر لعينيه ليقول بثقه : أنا ماراح إنمسك ! وماراح أهون وانت اكثر شخص تدري شلون وصلت للمرحله هذي بدون إدمان !
تكتف وهي يردد على مسامعه : طبعاً أعرف وأعرف ! شلون جلدوا إبوك اللي جابك عشان يختبرونك وشلون مثلت أنا ! عليهم عشان تاصل للمرحله ! ونددمان قد شعر راسي !
إنفجرت أساريرة وهي يبتسم : والله إنك كفو يلومني فييييكككككككك !
وهو يحتضنه نصف إحتضان !
أبعدة بقوة وهو يقول : إسمع اذا إنمسكت انا مالي دخل أشوفك قايل اسمي والله لا ..
سخر منه وبسمه عالقه في شفتيه : وش بتسوي ؟
ليردفت وهو يحثه على إكمال سيرة : انا ماراح إنمسك كم مرة قلت لك ؟
: طيب واذا مسكوا مرعي والش...
نهرة وهو يقول : عززززووززز خلاصصصصص قلت لك ماراح إنمسك ماتفهم !
ضحك بسخريه : نشوف يالواثققق !!!!
!
وسبقه وهو يضرب برجليه بالارض حانقاً !
!
لا يعلـم من إين تلك الثقه !
ولكن .. بالطبع لن يذهب تعبه سُدا !
.................................................. ............
!
!
لم تستطع النهوض والذهاب الى المدرسه !
لم تستطع مُجابه كسر قّلبها حتى الان !
ولم يجبر .. ولا تظن أنه سيجبر !
!
كذبت على والديها بشأنها مرضها وإن مُتعبه !
ولم تخرج من غرفتها وهاهي تتدثر بحزن !
وتنهيدة تخرج .. كل ذا حين !
لم تستطع حتى فتح هاتفها .. !
!
طرقات خفيفه على الباب جعلها تغمض عينيها وتتصنع النوم بإتقان !
وهي تسمع خطوات خفيفه تتجه نحوها وصوت رقيق : ريما .. صاحيه !
!
ألم إجتاح رأسها وقلبها عندما تبين لها من الداخل !
لم تُحرك من وضعيتها .. وهي تدعو أن تخرج لكيلاّ تنفجر باكيه !
يبدو إن تلك إستدارت لتخرج وتغلق الباب ورائها !
فتحت عينيها وهي تتنفس بقوة
: عارفه إنك صاحيه!
جفّلت عندما رأتها واقفه بمحاذاة الباب وتستند عليه وتنظر لها !
إعتدلت بجلستها لتقول بصوت بحوح : كشفتيني يعني ؟
إقتربت منها بهدوء .. لتجلس على حافاة السرير وهي تنظر بتشتت : شلونك ؟
!
سؤال تعجيزي كسؤال نفسها بالمرأه بالأمس!
وجنتيها الورديتين وعينيها المتلونه بلون الدم والأنتفاخ الفضيع تحت عيّنيها تبين للجالسه إمامها إنها ليست بخير البتة !
!
لم تستطع إن تجاوب على سؤال !
ولفّها الصمت وهي تنظر لنقطه غير مرئية !
لتحدث تلك بهدوء : قالت لي حنان اللي صار .. ريما لا تضيقين صدرك .. هو والله مايستاهل والله تبكين عشانه ! ..
لم تعلق !
لتُكمل تلك :وربي يعوض..
قاطعتها : تكفين مريم اذا جايه تقولين لي هالكلام مالي خلق أسمعه ! وأبي أنام !
!
وإستقلت على سريرها تاركه تلك يتدلى فكّها بألم !
إستقامت بألم وهي تتجه إلى الباب .. ولكن إستدارت قائله : ريما صح إنتي يحق لك تبكين وتحزنين وماألومك لو مابتشوفين وجهي .. بس تذكرين انه مايتساهل ابد ! وإن انا مالي دخل .. مجرد طرف ثالث ماله إي قيمه .. وانا ماأبي أخسـرك ومابي أخسر صديقتي عشان واحد مايتساهل !
!
وإتجهت الى الباب هذة المرة وخرجت تاركه تلك بحُزنها!
!
تنفست الصّعداء وهي تضم يدّيها على قلبها !
قد قالت مالقنّته أسيل بحاذفيرة !
لانها لم تعلم مـاذا تقول !
وقد إتصلت بها عصراً تُخبرها بشأن ماحدث !
وتلقنّها وتوعدها بزيارة تتناقشان بذاك الموضوع!
!
إتجهت إلى الأسفل حيث خالتها وإخوتها ..
لتسأل خالتها بتشفق : ماقامت ؟
إجابت بالنّفي !
لتستطرد : والله قلبها نار عليها مدري وشفيها ! تقول راسي يوجعني شكّله برّاد لانها تروشت ومانشّفت شعرها !
: يمـ..كن !
بالكاد قالتها !
والله إنها تنصهر وقلبها يُدمي وجعاً
عِندما تلتمس خوف الأمهات الذي فقدته !
وتكون على جُرف هاويه عند لطف الأباء !
ويبدو إن خالتها تريد إن تُزيد مكيال الوجع !
يكفيّها ورب الكعبه : وحتى جارالله إمس يقول البنت دايم تشتكي راسها بنوديها للمستشفى نشوف وش فيها !
: إلا إنتي وش اللي فيك ؟؟؟
عقد حاجبيها لتقول : شفينـ..ي خالتي مافيني شي !
تنهدت الخاله : تحسبين إنك غير عن ريما ! والله إنك بحسبّتها ولو تبطك شوكه ماأنام الليل ! وشفيه وجهك أصفر ؟
لتستفسر أكثر : جتك الكوابيس ؟
لأ .. بل أعظم !
الكابوس تشكل على حقيقه !
تنحنت لتقول: ياربي خالتي إنك عند متلازمه التدقيق والله مافيني شي .. بس ضايق صدري علي ريما .. لتردفت : الا أقول خالتي مداك تددقين واجد .. ناصر اخوي هاليومين مدري شفيه !
سألت بقلق : شفّيه ؟
قالت وهي تنظر للمياء : مادري بس يتعب ويالله يتنفس ومدري .. وأقول لمياء تقولي مافيه شي !
علقت لمياء : مريـم إنتي اللي تدقيين مو خالتي !
!
آثار الصمت .. ولم تعلق!
لتردف خالتها :مافي شي مريوم ان شاءالله
: إن شاءالله !

،
تركت لمياء وخالتها يتحدثان وهي إنخرطت في تفكيرها بمن في الأعلى حزينه!
هي من كانت تتغنى البارحه بعذاب الحُب !
وتقسم بداخلها إن تُذيقه العذاب !
تشكل لها باإبنت خالتها الرقيقه !
لتخـاف أكثر!
وينجلى سِتار العزة ليحل مكانه الضعف!
هي ضعيفه عندما رأت إبنت خالتها هكذا
هشّه لا تقوى على المجابه وأحـدهم يتعذب!
لاتستطيع إكمال مخططها
وإبنت خالتها وصديقتها فيه ..

.................................................. ...
تمّ

لم أنجُ من الليل ، لقد بَقِي تحت عينيّ ..

الريم ناصر 23-08-18 03:39 PM

الفصل (الثاني عشر)
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
سبحان الله وبحمدة، سبحان الله العظيم
،
،
الفصل (الثاني عشر )
.
.
.
فتح هاتفه ليتصل على أول رقم أمامه !
ليأتي صوتها الهادئ : هلا عمر !
رد : مابغا عشا ... لاتحطون لي
قالت بإنزعاج : كان قايل من قبل جبت لك من خالتي عشا وش أسوي فيه ؟
فتح باب سيّارته ليتجه الى الداخل ولا زال الهاتف على أُذنيه : خليه لبكرى مايضر ..
لتسأل بتوجس: عمر بتطول ؟
: شوي
قالت بنبرة ضعيفه : لا تطـول واجد .. خايفه !
!
تجعد جبينه ووقف عند مدخل الإستراحه ليقول بضيق : انا اذا جيت بوخر الخوف عنك ؟ .. أقري قران ونامي لا تنتظريني !
: طيب !
وأغلقت!
ضيق إعتلى صدرة ليتجه الى الداخل .. ويرى القله في هذا الوقت يجـلسون ملتمين حول بعض !
: السلامم عليكمكم !
رحبوا به .. ليباغته أحدهم من الخلف بنبرة غليظه : من طول الغيبه جاب الغانيم !
إستدارى ليرى صديقه وإعتلت نبرة سخريه على شفتيّه : إي واضح الغانيم !
إقترب ليحتضن ليقول : منزمان عنك ياخ...
أبعده بقوة ليجلس وهو يصب له من الشّاي الموضوع أمامه !
!
إقترب منه ليجلس أمامه : وش فية النونه معقودة ؟
إرتشف من الكاس بتلذذ: يعني واحد توي جايه من كرف وبكرى وراة دوام وش تبيني أرقص لك ؟
تنهد ليسحب (المركى) ويسند مرفقه ليرد عليه : لا ماأبغاك ترقص لي .. ليردف : خبرنا عن أخبارك لنا ثلاث أسابيع ماشفناك!
:قبل يومين جيت للأستراحه مانت فيه !
قال بسخريه : للأسف سيّد عمر ماني بحافظ جدولك !
: وش أقولك عن أخباري نفس الروتين الخايس .. جامعه دوام نوم اكل .. بس !
!
نظر إليه بتمعن !
ليقول بغضب : خالد وش هالنظظررة ؟
رد بهدوء : لأ بس احاول اشوف شي بداخلك بس مالقيت
: بتلقى سواد بسواد .. يالغامض ياأسير الشوق ماعرفتك والله
إبتسم بسخريه : كل تبن .. إلا أقول شلون أخوانك ؟
قال بشفافيه : توي دقيت على الأخت وضيقت صدري .. خايفه !
!
دقه .. ثلاث .. والرابعه !
حـاول بقدر الإمكـان إن لا تهتز تعابير وجه وينفضح أمام صديقه !
قد تتسألون كيف نبأه قلبه بها !
هو يعّرف كافه تفاصيل تلك الحادثه من والدته !
ولكن أضمره سِراً .. لإجل صديقيه اللذان ابقياه سراً عنه !

ليرد عليه : إنت تطول عليهم عمر ! شف كمّ الساعه الحين ؟؟؟؟
قال : والله هذا وقتي .. يكفي كل يومي لهم .. وش بيجيهم يعني ؟
: عمر بس ولـو !
ليردف بمعاتبه : كلهم صغار بيخافون وانت طول اليوم برى على الأقل إرجع بدري !
ليتحدث بسخريه : وانا متى بعيش حيـاتي ؟ متى بشوف خوّياي واطلع واستانس !
إعتدل في جلـسته : عمر ميه مرة قلت لك أطلع ممن شغل المطعم !
ليردفت بإنفعال : صح راتبه زين .. بس يبعدك عن أخوانك وماتنشاف بتقلى مكان أفضل من هالمطعم اللي ماخذ وقتك ! فكر بأخوانك قبل لا تفكر بالقرش !
!
هو الأخر إعتدل في جلسـه بإنفعال أكبر ليقول : انت الحين جاي تقولي افكر بأخواني ؟ من إنت عشان تقول كيذا ؟
: انا خاااالد ! وعارفك وفاهمك زين إنت تفكر صح بمصروفهم تفكر كيف بيعيشون بس ماتفكر .. ماتفكر .. إنهم ..
قاطعه : إنهم إيش ؟؟؟ هذا أقل شي أقدر اسويه لهم ! لاتجلس تستشرف علي ياخالد .. يكفي إني ليل ونهار أكد !
!
قال بحدة : عممممر إنت توك تقولي اختك خايفه مافكرت انه يمكن الليل ماتنام .. مفروض راجع لها ومطبطب عليه !
رد عليه بنزق : لا والله يعني زود ماأنـي اكد ليل ونهار اجلس اطبطب على كل واحد منهم ! أنا ..وانت تعرفني ياخالد اخواني اول شيي عنديييي ! بس سالفة إني كل واحد أجلس أشوف وش فيه انا ماقدر ! طاقتي تنتهي كيذا !!!
ليردف بسخريه : و بالله متى أعيش حياتي؟ انا أصير أم ولا أبـ..و ولا أخـ..و؟ ولا زفت !!!!!!
!
وهو ينظر للأتجاه الأخرى بغضب !
: عمـ..
!
: شفييكم إنتم ؟
!
تنهد خالد بضيق وهو يرى أحد أصدقائه أقترب وجلس بجانبهم ليستفسر مرة أخرى : شفيكم عسا ماشر ؟ وهذا إنتم منزمان عن بعض .. لو معكم محمد كمل الصراخ !
،
كانا في أوج نِقاشهما !
وكأنهما غابا عن بعض !
ليشحنان إنفسهم بما يغضب الأخـر !
!
خالد لم يكـن من النوع الإنفعالي ابداً
هو مع صديقه بكل وصب وشائكه !
هو.. من عاش إنهيارت هذا ال عمّر
هو من شدّ على عضـدة ليكمل !
هو .. من يرى الحزن في عينيه !
هو غاضب .. من أجل صديقه !
ومن تلك النظرة البائسه التي تعتلى عينيه !
ومن .. تخلّيه عن كُل شي قد يجمل حياته !
هو .. لا يلومه .. ولكن يتمنى لو إن ينظر للحياة من منظورة أخر !
أكثثر بهجه !
وأكثر سعادة !
وأكثر .. من نظرته السوداويه !
!
هو عــاطفي جداً !
بينما عمر عملي بحّت !
!
وتلك نقطه من النقاط التي لا يتفقان عليها !
!
إستقام فجأه : انا ممماشششييي!
!
ليصرخ : عممممر وييننن ؟؟
ولحقه بسرعه !
تاركاً الثالث ينظر ببلاه!
!
كان يهرول بغضب حتى وصل سيّارته ليستقلّها بغضب !
والأخر تدارك الأمر وأستقل بجانبه
ليقول بغضب : خاااللد تراها واصله فَ لو سمحت الخلا يكفي الكلام اللي يسّم البدن ! أنزل !
: مانـي نازل لمين تهدئ !
ألتفت عليه بكامل جسدّة : خااالدد أنزل .. بروح اشوف الاخت الخايفه ونطبطب عليه مو هذا اللي تبي ؟
لم يعلق !
ليستطرد نوبة الغضب : وبعد نشوف الرعيه الباقيه اذا ضضايقه صدورهم ولا شي واجلس اطبطب وانا .. الكلب أبن الكلب مافيه أحد يقدر إن...
وصمت فجأه !
أكمّل عنه : ماأحد يقدر إنك تنكرف ليل ونهار عشانهم .. عارفين ياعمر وفاهميينننن كلّ اللي بتقوله .. ومقدرين إنك تتعب وتكد ليل ونهار .. وأخوانك للموت ماراح ينسـون انك إنت تسّوي الهوايل عشششانهم .. ندري .. والله .. ندري !
قال بألم : إنـ..ت عارفني خالد .. هذي إستطاعي .. هذا اللي أقـ..در أسـويـ..ـه !
!
وضع يدة على كتفه ليردف : إنت قدّها عمر قدها وقدود .. وبيجي الييوم اللي تشوف ثمر هالتعب والله !
!
!
ياصـديقي !
لا أظنه سيأتي !
نظرتي السوداويه للحياة الي تمقتها.. ليست سوى حقيقه !
.................................................. .......................

.
.
.
أطـالت في سجودها حتى الأختناق .. وهي تدعو بألحاح وشهقه تُفلت كلاّ ذا حين !
قامت من سجودها وهي تتنفس بقوة .. وأكملت صلاتها بالتسليم .. !
جلسـت على مُصلّها وهي تمسح سيلان الأنف والدموع ..
رددت : الله يرحمك الله يرحمك ياحبيبـ..ـي .. الله يرحمك ياسـالـ..ـم !
!
إستقامت وهي تبعد .رداء الصلاة... بلطف ..
وقفت عند المرأه الكبيرة التي تتوسط غُرفتها وهي تمسح دموعها .. بعنف !
لو رأتها والدتها هكذا ستنهار ايضاً !
..
مرت الإيام على فقدك ياحبيبي ..
ومرت .. ومضينا ولا زلت إرتقب روئيتك في منام !
لأراك اليوم في أفضل حُلّه .. وبسمتك الرائعه تُزين ثغرك ياحبيبي ..
لأستيقظ بعدها .. سعيدة .. ومُنهارة !
وأبتهل لله عزوجـل إن يغفرلك ويرحمك .. ويصبرنا !
!
يالله .. كيف إن الفقد مّوجـع !
مميت !
إزدرئت ريقها تحـاول منع موجه بكاء حارقه !
!
هي فقط إخيها الذي فُقد ؟
كيف باإبناء خالتها رحمها الله !
فقدوا .. ماأوصوى الله في كتابها على رضاهم !
ياألهي .. إنت أرحم بنا جميعاً !
إشملنا برحمتك وعفوك يارب العـالمين !
وأرحم فقيدي .. وخالتي وزوجها
وأمواتنا وأموات المسلمين
!
إستدارت حيث الباب المغلق لتتجه حيث الأسـفل
كانت الساعه تشير الى الرابعه عصراً !
البيت هادئ .. إلا من أصوات الأواني في المطبخ !
دخلته بهدوء لترى والدتها مُنشغله لتلقي السلام : السلام عليكم.
إستدارت والدتها لتقول : وعليكم السلام صحّ النوم
إتجهت الى الثلاجه وهي تفتحها وترّد : صح بدنك
: شوفي فيه غداء حاطه لك
لتغلق الثلاجه وتقول : مالي نفس .. وش تسوين ؟
وهي تقترب منها وهي تعجبن بمهارة !
: عمتك سلطانه مشتهيه فطايري .. وحام عليهن وبرسله شوي !
إبتسمت : ياحليلها لتُردف : وانا لي أسبوع اطلب تسوي لي تارة الفلافل ماسويتي وهيّ !!! منك لله ياماما !
ردّت عليها : فسري عن كمومك وسوي لك .. بكرى بتروحين لبيت زوجك وماتعرفين تسوي شي بس جايدة لي بطلاسم مدري وشي !
وهي تحمل الصينيه وتضعها في الفرن وتستدير حيث مكانها لتُكمل !
جاوبت بضيق : يالله عصر خير .. يمه اذا تزوجت يحلّه ربك .. زوجي يجيب لي ططبباخه !
تخصرت : لا والله طباخه !! وإنتي شحضرتك ؟
: زوجه .. مو إنكرف !
لتقول : تكفين إسكتي كلامك يسدّ النفس !
لتقول بغضب : ليشش ليشش كلامي يسدّ النفس ليش ؟
لم تردّ عليها وهي تُكمل عملها .. وتستغفر تاركه تلك تتخصر بضيق !
!
إتجهت حيث الطاوله وهي تجلس على الكرسي لتقول : يمه تخيلي اليوم الدكتور عطانا إختبار من 6 شباتو تخيلي !!!! مدري شلون أنا بستوعب ! لتُردف : ععاد هو سعودي شديد يايمّه وفوق كيذا شششايفه نفسي بزعمه انا جنّتل مان وهو من جنبه !
: وش تبغين فيه احفظي اللي قالـ.. لتردف : اسكتي عني بكمل شغلي !
!
تنهدت بضيق !
هكذا هي والدتها .. شخصـيه صعبه !
كادت إن تسترسل معها الحديث .. لتغير رأيها فجأة !
!
إستقامت وهي تجول المطبخ بملل إستدارت والدتها حيث وجهها لتقول : اقول حنـ... عقد حاجبيها لتقول : وش فيه وجهك ؟
!
أرأيتم !
إزدرئت ريقها لتقول : شفيه يعني يمه توي صاحيه وعلى مليون اختبار وبحث وزفت !
!
أكملت عملها بعدما إقتنعت لتقول : انا كم مرة قايله لك لا تجلسين تتحلطمين من الشي اللي دخلتيه غصبن عني .. وعسا وعسا ربي يوفقك فيه وانا ماني راضيه ! لتستطرد : والله ماظظنتي !
!
كادت تبكي ولكن تماسكت !
: شكـ..راً يمه مرةة شششكراً الله يجزاك الخير على الكلام اللي يفتح النفس ..
!
وخرجت وهي تضرب الارض بقدميها بغضب !
!
عندما تركتها غاضبه !
تظن إبنتها الكبر العنيدة إنها لا تهتم !
تظن إنها لا تبتهل الى الله إن يسهل عليها !
.. ولكن هيّ تقول لعّلى وعسا إن تتراجع!
لعّلى وعسـا !
.................................................. ...............

.
.
.
إنتصبت شمس الظهيريه عاموديه على ظهرة وعقد بين حاجبيها إشتدت !
هاهي نسمّات الصيف تستقبله بإوج نشاطها !
!
إتجه حيث سيّارته في المأرب وصديقه خلفـه متباطئ بسبب مكالمه .. وصل أخيراً ليقول : خخالد بمشيي تبي ششي ؟؟
أبعد الهاتف عن إذنه قليلاً : أصبـر بيجي ياسر
!
تراجع وإستند على باب سيّارته وهو يتأفف: بسرعه وش يبغى .. جوععان وبي ننومم !
!
أغلق هاتفه وإتجـه إليه ليقول : ممادري عنه !
!
صمتا قليلاً .. ليسأل : عمر ماشفته ؟
رفع ناظريه ليقول : إلا جاء للأستراحه قبل يومين وكالعادة النفسسيه زفت !
رفع حاجبيه الأيمن بضيق : ليش هو يـرتاح عشان تصير النفسيه عال العال !
ليقول : بس ودك يفهم الحياة ماهي كل شغل ! ليُردفت : خلانا منه وش صار على البحث ؟
عبست ملامحه ليتحدث بغضب : الدكتور الزفت تدري طيّره بوجهي وقال صفر !
: أمّا صصادق !
قال بنزق : والله !!!! خلي يحط لي سسسالب صفر ان شاءالله ماهمني .. وانا شاءالله أسقط بس والله ياأني بنشب ببه بالبلعوم وإشتكي عليه !!!!
: هو كلـ## كنت ماخذ عندة مادة الترم اللي فات ياهوو جنّن أبوي اللي جابن !
شتم بغيض : اهه بس لو على كيفي كان بردّت حرتي فيييه وضربته ضضضرب!!!!!
قال مُعاقباً : تكككفى قل لي قبل لا تنوي معك !
ضحك : قدامممم !
!
: السسلام عليكم !!!
ألتفت الاثنان من كان يتجه لهم !
صديقهم .. الرابع !
مُكمّل مربعهم !
!
إبن عم عُمـر .. الذي تعمقت صداقتهم منذ ثلاث سنوات !
: ووعليكم السلام .. هلااا والله مابغينا نشوفك !
تثاوب وهو يقـول : ليش الواحد يقدر يفضي من الجامعه .. لتلفت قائلاً : كالعادة عمر ماهو فيه !
: اككييد.!
: دق عليه مامعي رصيد عازمكم على الغدا!
: اوووهه بططران الأخو ماذكر المكافأه طلعت
قال بسخريه : لا حبيبي شكلك فهمت خطأ اقصد عازمك يعني بدّل على مطعم جديد بس انا تدفى
قال بإعتراض : ليشش على كيف أمك التحححرريييفً؟؟؟؟
إبتسم وهو يقول : اي ياحبيبي لازم تفهم معجمي اللغوي ليُردف : دق دق عليه ودّله على المطعم !
تحدث محمد : ياشباب اعذروني غدا امي مايتوفففت وتعرفوني انا اكل صحي !
!
إعترض ياسر بغضب : محمددد يالثور ماشبعت من حنان إمك للحين امشش اقول .. وضع يدي على صدرة مُردف : وأبد غداك علي !
: ياسسسر يازفت وانا ؟؟؟ ليقول بسخريه : أجل حتى انا بروح بتغدا عند إمي !
: دق على عمر وإنت ساكت اقول !
: كل##
: كل##
قال محمد بملل : ترى هينا موت حر تقل ضبان واقفين هينا .. ويالله ممماششي انا مابي غداكم !
!
لم يسمع إعتراضهم وإستقل سيارته !
وهو يرى ياسر يبسق على سيّارته بغضب !
تجاهله بسخريه .. وإتجه إلى البيت !
......
امّا الاثنان بعدما أجاب عُمر بنبرة غليظه غاضبه كاالعادة : شتبي خالد ؟؟
تنهد : يالله ظهر خير .. وينك خلصت محاظراتك ؟
: توي واقف عند البيت ليش شتبي ؟
؛ تعال ياسسر عازمنا على الغداء!
!
تردد للحضه ليقول : مقدر
قال بغضب : ليشششششششش ؟؟؟
: مرة ثانيه .. مع السلامه
وأغلق !
بسق على هاتفه : الزفت الك###....
ليُردف : شكله صفت علي انا وياك فَُ إعزمني أفضل !
!
قال بغضب : شباب الفلس والله كنسل فكرة صديق رح لبيتكم بس
إعترض وهو يحثّ: افا ابو حسسسون أنا ماني مالي عينيك يالله إمشي نتغدا وهم بحريييييققققه!!!!
!
ضِحك : بحررريييقققههه .. وترى بنروح لسيارتك وبعدين ترجعن للجامعه عندي محاظرة !
قالت بتعجب : لا والله ؟
: والله .. ليش أخسر بنزين !
: يالقعيطي تخسا والله .. اقول انا كنسل فكرة !
وإستدار تاركه وحيد .. وعلى شفتّيه إبتسامه ساخرة !
.................................................. ..:..........
.
.
.
رفع هاتفه مُجيب : هلا يمه !
: هلا ياجديي .. اسمع انا وأبوك وفهد رحنا للمزرعه وحطيت لك غدا تغدا يانظر عيني
إبتسم بسخريه .. لو عرف ياسر سيقلته !
سأل : وجـدتي ؟
: راحت عند أمل تتغدى .. يالله إستودعتك الله
!
وأغلقـت !
تأفف والشمس على ناظريه بالتحديد أخذ نظارته الشمس ليردتيها ..
!
توقفـت السيارة بسبب الأشارة وأستند ظهره وهي يمّرن عضـلاته ويتثاوب ببطئ !
سقطت عينيه .. على الميـداليه المعلقه بمفاتحيه !
لتهرب نبضـه .. نبضتان .. ثلاث !
!
إزدرء ريـقه وهو ينظر لها بتمعن !
تلك الميـداليه .. كـانت سبب لإعترافه الصريح !
وايضـاً .. تأنيب ضمير جديد !
فأبنت خالته .. ريما الرقيقه كمايذكرها !
واقـعه في حُبه !
وأمّا هو ! .. واقع بحبّ تلك !
ياتُرى .. ماهو شعورها عنـدما أخبرتها حنان !
ياتُرى كيف كانت تقاسيم وجهها !
!
لم تُخبـرة حنان الموجز كمّا ينبغى !
بل قالت له بالمختصر ( هي بخير يامحمد .. وترى يمكن قولتك إنك تحبها ماراح تأثير فيها .. وقالت .. إنه كلما نوت تدعي عليك ماتقدر ) !
!
وجدّ نفسـه يبتسم بسخريه !
أُكنت تنوي الدُعاء عليّ !
أكُنتِ تُرديني أن ينتقم الله لك !
ولكن لم تستطعي ياهذة!
!
ماهو السبب !
فاأنا أستحق !
فاأنا ظـالم !
وأعترف بهذا !
!
ولـكن إن كنت لاتعلمين بإنك معـي .. في عقلي وفي قلبي وفي إحاسيسي !
تُطارديني إينما حللّت وإينما أرتحلت !
هكذا قبل إن أُفصح لكِ بحبي !
!
وبعدما علمتي!
ستكونين أعمق !
ستمشين بشرايني .. وأوردتي وَ تمّصين دمي !
!
هو شهّد مرة واحـدة نوبه هلع أصابتها !
لأ!
بل مرتان !
المرة الأولى حيث أخرجها من الغرفه المظلمه تلك !
والمرة الثـانيه ..
!
كلمّا تذكرها شعر بنصـل سكين بقلبه !
إختنقت إنفاسه !
وإتجهت سيّارته عندما أضائت الاشارة باللون الاخضـر !
لتحاول قطّع تفكيره !
بها .. وحولها !
.................................................. ............
.
.
.
تمـالك أعصابه للمرة الألف وهو يتثاوب بملل !
الطريق طويل متى سيصل !
!
أرغمه أبيه على الذهاب معهم الى المزرعه !
والنوم يداعب عينيه وهو يمسك بالموقود !
فهـو لم ينم ألا الساعه 3 صباحاً !
وحديث والديه الغيـر مهم .. ممل ممل !!!
!
بعدّ طـريق طويل اخيراً وصـلوا !
نزل ليساعد والدة بحمل الأشياء الى الداخل !
!
تجـول في المزرعه قليلاً .. وإستنشق الورود الجميله بملل !
يشعر بإن حياته هذة الفترم ممله !
لأ شي جديد !
لأ .. صفقات ضخمه !
لأ .. شي يجعل الحمّاس يدّب في أوصاله لأشي !
!
وحتى .. مايمسيهّن زوجاته !
من يحادثهن سِرا عند والديه !
وجهراً عند أصدقائـه .. أصبح الوضع ممل !
يحـتاج الى التجديد !
!
إستدار الى الداخـل عندِما سِمع نداء والدته !
جلس القرفصـاء بجانبه والدته ووالده أمامه !
وهو يأكل بهدوء !
ولكن يبدو إنه إبيه بعكس هدوئهً!
إذ تحدث بغضب : إسمع فهد خويّاك السلنتح مابيهم يدخلون المزرعه تفهم !!! أخر مرة قلبوه وصخه !!! تفهم!!!
تمالك أعصابه : أبشر يبه !
ليُردف على وتيرة الغضب : والقعدة اللي مامنه فايدة اما بلقى له حـل .. لاا لاقي له حل !
تنهد ليرفع ناظريه اخيراً لأبيه : وش الحل يبه ؟
: هينا تجـي وتساعد العامل وأعطيك الف وخمس وشرايك ؟
إمتعض وجه ليقول : لااا يبه مابي !
: ليش أنا مشاورك ؟ غصب عليك سالفة إنك ماتجي الا على وجه الصبح وماتقوم الا العصر ماتمشي معي .. من بكرى تجي وتساعد العامل .. الشغل ماهى عيب !
سيختنق لاااا با إختنق !
قال وهو ينظر لوالدته المتوجسه تارة والى وجه إبيه الغاضب تارة ليقول : يبه .. إنا مكاني ماهو هينا
ليقول بسخريه : وشّ مكانك ؟؟ وزيير ولا أميرر ؟؟؟
!
قضم شفتيه بغضب : يييببه !
: وحطبه إن شاءالله !
تحدث والدتها بخوفت : خلاص ياجابر !
ليقول والدته بغضب : لا ماهو خلاصصص عجزنا عندك لا حياة زي العالم والناسسس تجي من يكرى يافهد تفهم !
!
تحدى إبيه ليقول : واذ ماجيت !
!
صمت والداه بصدمه !!
ليقول : شتقول !!!!
تنهد وهو يزدرء غضب : أبشر يبه أبشر !
!
إستقام تاركـه والده بغضب !
ووالدتها تتوجس بقلق !!
،
ذهب حيث يغسل يديه وهو يشتم بغيض !
إهتز هاتفه في جيبه ليرد بغضب : ننعم ؟؟؟
ليأتيه صوت غريب : ونعامه ترفسك ان شاءالله !
أبعد هاتفه ليرى المتصل وبعدها إنفجر ضاحكاً : عزوز وش فيه صوتك ؟؟!
ليأتيه صوته المُتعب : شفيه صوتي يالثور منك ومن سواتككك !!! تجيي الحين تاخذيني للمستشفى .. ليصمت ويُردف بعدها : إلا شعندك صصاحي كنت ناوي أزعجك !
عقد حاجبيه بيضق : ابويييي إنتلن من فراشي وقالي إمش للمزرعه .. ولااا أزيدك من الشعر يبيني كل صبح إجي أشتغل مع العامل.
الأخر إنفجر ضاحكاً بصعوبه : زين يسـوي فيك
: كل @@@
: ياكله أفمك ليُردف : اسسمع عاد اذا جيت تجي تاخذني للمستشفى مافيني حيل اتحرك واسوق تفهم !!!
تأفف : افكر !
: غص...
!
أغلق الهاتف في وجهه !
وخـرج خارجاً
مار من عند والديه !
ووالده أكد عليه : بكرى ان شاءالله من الساعه 8 ل 6 المغرب .. وشفاق يعلمك كل شي !
!
تنهد بضيق !
ياألهـي لماذا لا أحد يفهمه !
هو .. نابغه !
مثلما يدعوة الرأس الكبير !
هو .. بسبب تفكيرة وسُرعه بديهته !
نجـح بإيصال 5 بضائع وهو جالس خلف الشاشه !
هو ينتمي لعصابه .. كبيرة .. لديها كل شي كل شي
هو يُريدة !
ولكـن .. هُناك حواجز كثير !
تجعله الحياة التي يُرديها صعب عليه إن يعيشها !
بسبب والديه !
!
يـجب عليه إن يجد حلاً !
ليغطي عيّنيّ والديه عن أمواله الطائله !
ليقنعهما .. من إين يأتي بالمال !
خرافه .. إن لديه صديق غني .. أصبحت باليه !
.................................................. .........:
.
.
.
الفـرحه لا تسعّه !
لا يعرف كيـف يصف فرحته !
شعور لذيذ يدغدغ خلايّا المخ .. والمرئ والمعدة .. والأهم القلب !
القلب فاضّ فرحه !
قال وهو يحادثه أخته : خلّيها على حسـابي !
تخصرت بتعجب : شعندنا خويلد راضي علينا؟
إبتسم إبتسامه واسعه : تعرفين من يومي كـريم!
ضحكت بسخريه : اي واضح .. أنتظرك بالسيّارة وحاسب ياكريمم !
!
اه لو تعلّمين !
ستأتي بيتهم !
مجرد تخّيله إنها ستأتي وتتجول في بيتهم أمر فائق الروعه !
عندما إتصلت عليه أخته مخبرته إنها تحتاج لبعض الاغراض لأني إحدى صديقاتها ستزورها!
سأل من باب الفضـول .. لتقول له إنها هي ستأتيها !
!
إنتهى لّيتجه نحـو سيّارته ..
: غريبه عمر ماقال أن اخته بتجي !
: ممادري .. بس سواق خالته هو اللي بيجيبه لان عمر ماهوو فاضضي !
تنهد : اه ياعمر مدري متى يفضى لأخوانه !
: شلون تبيه يفضي وهو من جامعته لدوامه !
قال : قلت له ياعمر أترك عنك شغل المطعم ودور غيرة معنّد !
:ياخـالد ماينّلام هو متمسك بالشغله لانه خايف مايلقى غيرة ..
: يلقى والله يلقى .. تدرين كل عمّامه يقولون له وظيفتك عندنا بس هو معنّد معنّد صراحه مدري شلون يفكر عجزت افهمه .. حللّي شخصيته مدامك نفسيه
نهرته بغضب : خالد اسمه علم نفس علم نفسس مو نفسه خذا الله هالوجه !
إنفجر ضاحكاً : اعصصابببككك اعصصابك !
قالت بنزق : احترم التخصص اللي داخلته لو سمحت !
أومئ برأسه وهو يمسك بالموقود بكلتا يدّيه : ابشري ابشري .. يالله قولي لي شلون يفكر عمر
: ااا عاد تراني مو ذاك الزود يعني .. بس عمر إنسان عملي وتحمـل المسؤليه من يومه صغير .. عنده يوكل اخوانه ويأمن مشربهم ومأكلهم أهم من إنه يحضنهم أو يطبط عليهم .. بعكسك طبعاً!
إنفجر ضاحكاً: والله إنك صادقه تدرين قبل يومين متهاوشين دقت عليه اخته خايفه قلت له رح لمهم حرام عليك قبّ علي وحالته لله !
أكملت : اييووه.. تلقاه من داخل متقطع بس مايعرف كيف يواسي عنده حلول منطقيه ياأيه يا لأ .. سالفه وسط لأ .. تلقاه قايله لها انا وش اسوي لك ماراح يوخر الخوف عنك .. وعندة يكدّ ليل ونهار ولأ يتمنن أحد .. طبعاً يمكن فيه جوانب ثانيه .. بس هذا اللي حسّيته من كلامك وكلام إخته !
: والله ياأسيـل صادقه بكلامك !!! طيب وانا وش شخصيتي ؟؟؟؟؟
ضحكت ؛ إنت عاطفيي بحت رحوم وطيييببب وعندك الناس مرتاحين كأنك انت مرتاح .. يعني إحتمال إنك تبدّي الناس على نفسك وهذا شي ماهوو زييننن !!!
قال بسخريه : انتي شكلك ساحرة !
إنفجرت ضاحكه : لا أنا ساحرة ولا شي .. هذا علـم ! ويومني فهمت نفسي قدرت افهم اللي حولي !
!
قطع إسترسال حديثهما عندما وصلاّ إلى البيت ليقول : اذا بغيتي .. إي شي دقي علي .. انا بجلس بالبيت
: ياخويلد كل هذا عشانه إخته عمر !!!
!
لم يعلق ..
وترجـلت هيّ تاركته ينظر إلى نقطه غير مرئيه !
!
ذات الشعر الطـويل لم ينّسها منذ مراهقته !
قد ظهرت في وجهه مرتـان صدفه !
ليفيض القلب بها حُباً !
!
لم يفصح ولم يقلّ لأحدهم !
كتمه بقلبه .. وهو يتمنى تحقيقه !
تلك .. التي يتحدث عنها عمر قليلاً .. ولم يعلم صديقه إنه يأسرة أكثر بها !
صديقة إخـته !
وأخت صديقه !
!
.................................................. ..
.
.
.
إستقلت السيّارة بهدوء لتتجه إلى منزل صديقتها بعدما أخبرت عُمر سلفاً !
بالطبع .. لم يستطع إيصالها .. وأخبرت خالتها لترسل السائق وزوجته لأيصالها حيث وجهتها !
!
مسحت دمعه طفرت .. بسبب مشاجرة عميقه بينها وبين لمياء .. بسبب شي تافه !
وتمّسك ناصر بها .. وإزعاجه لها !
تنهدت بضيق وهي تردد : لا حول ولا قوة إلا بالله !
!
وصـلت اخيراً .. لتترجل بهدوء وتتصل بها لتستقبلها أمام المدخل إحتضنتها وإتجهن حيث غرفه الجلـوس
: والله تو مانور بيتنا ياقلببب قلبيييييييي
إبتسمت بحبّ : منورة فيكككك ياعمري إنتي
لتقول : إجلسي وخوذي راحـتك الحين جايتك
أومأت برأسها وهي تخلع عبائتها وتجلس بهدوء!
!
صديقتها أسيل !
لم تتوقع إن تتعمق صداقتهما معاً
بعـد زواج الخـاله أمل وإنتكاستها .. زارتها مرة هي ووالدتها لتطلب رقم هاتفها .. هي لم تُبادر بالطبع !
إما تلك .. كانت خير صديقه لأحزانها !
هي .. الوحيدة من تستطع فضّ الحزن لها !
لتتقبله بصدر رحب .. وإبتسامه !
بعكس صديقاتها بالمدرسه وبعكس ريما وحنّان !
من تتجلد أمامهن براد الامُباله احياناً !
،
قطـع إسترسالها في التفكير دخولها وهي تحمّل الشاي والقهوة : عاد اليوم اخونا بالله متكرّم عشانك وموديني وبعد على حسّابه بس عشانك جايتني
ضحكت : من ؟
جلست أمامها ومدّت لها الفنجان : خخالد .. عشان عمر
:ههههههههههههههه ياحليله خالد
لتقول : اي قولي لي شلونك شخبارك شلونكم كلكم ؟ واخوانك وينهم قلت لك جبيهم معك !
: خليتهم عند لمياء .. صح إنه زعلت وطنقرت بس كيفه ماراح اطول !
: وش وش ماراح تطولين حبيبتي بتجلسين لمين أشبع منك .. مدري متى أخر مرة شفتك !
رشفت من فنّجانها وهي تأكله من الشكولاته : لا وين أسيل مقدر وبكرى دوامات
: ياششيينك اققول .. المهم كيف المدرسه ؟
: مشّي حاله وإنت كييف الجامعه ؟
إبتسمت : الحمدلله زيّ الفل !
: الحمدلله ..
!
: احس بقلبك كلامممم واجد
إبتسمت : يافاهمني .. بس ماودي إنكد عليك بالبدايه خلينا شوي
ضحكت : اقول قوليي بسس .. كل هالجيه عشان ترتاحـين !
: ماودك نروح لغرفتك أزين ؟
: ترى مافيه أحد بالبيت .. بس خالد بمجلس الرجال جالس وداري إنك بتجين ومستحيل يجي !
: يعني اقول وانا مرتاحه ..
إبتسمت : قوليي ياقلبييي !
!
تنهدت لتقول : والله مدري شلون أبد وشلون اقول .. يعنـ..ي اه شفيني صحت بالبدايه !!!
وهي تمسح دمعه طفرت !
: مدري عنك ههههههههههه
:هههههههههههههههههههههههه� �ههههههه
: يالله بتكـلـ..م جـ..د تنهدت لتردف : شفتـ..ـي يوم قالت لي حنان إنهرت يااسيل
: ليش ؟
: مـ..ادري .. مادري شلون أوصف لك .. يعني يوم رحت وشفت ريما شلون هي منهارة وتعبانه انهرت اكثر احس مو عشانه كثر إني حاسدته ان هذا اكبر همّه .. ويوم قالت لي حنان ان محمد يحبـك حسيت اني مدري ...مدري .. وهو نذل بإي اساس يحبني وهو سبب كل شي فيني !
وصمتت !
لتتحدث بهدوء : مريم .. شوي خلينا عن سالفة حبّ محمد .. وخلينا نتكلم عليك عنك .. لمتى وإنتي كيذا !
!
رمشت اكثر من مرة لتسفتسر : شلون يعني ؟
: لمتى وإنتي للحين بسالفه له ثلاث سنين !
ضحكت بسخريه ودمعت استرسلت : اسيل من جدك !! تدرين للحين وانا اعاني .. انتـ..ي اكثر وحدة تدرين .. يعني فوق ماأنا متحمه مسؤليه أكبر منـ..ـي وهذا الشي معي صح إني تخطيت بعض الأشياء بس للحين للحين معي .. ويــ..ـوم قالت لي حنّان ان محمد ولد خالي جابـ..ر يحبني .. حسيت مستحيل راح يتركـنـ..ن الخوف والكوابيس هه لانه تشكـل..ت واقع .. تدرين اكرة يوم السبت لان صار بنفـ..س اليوم .. اكرة الليل عشـ..اني دايم انهار .. اكرة كـ..ل شـ..ي .. أو بالمعنى الصحيح اخـ..اف ! .. والمزرعـ..ه ذاك اليوم كنـ..ت شوي واموت والله الموت أرحم من اللي احس فيه !
: مريم انا فاهمتك .. وعارفه كل شي .. بس ماسألتي نفسك لمتى انا كيذا ؟ ماتتمنين انك تتغيرين؟
ضحكت بسخريه : اسيل شلون اتغير ششلون ؟؟؟ اصلاً مافي شي يساعد التغير .. يعنـ..ي لا أم لا أبو .. تدرين انا كأني الام بالبيت .. كل شي علي كل شي فوق راسي شلون تبيني اتغير .. حتـ..ى يوم اتعب اذكر امك قالت ليش ماتودونها طبيب نفسـ..ـي رفضوا ! كل ماتذكر الحين اقول ياليت لو إني رايحه يمكن .. خافه .. بس ماكان فيه أم ولا أبو صارمين بقرارتهم عشـ..ـاني .. صح خالاتي وجدتي ماقصروا ! بس انا اعترف للحين تعبـ..انه .. أمـ..س أعترفت لنفسـ..ـي ! .. وفوق كل شي يجيني هو ! يقول يحبني بكل سلاسه ! يعنـ..ي مدري شقول لك ياأسيل !
إعتدلت في جلستها لتتحدث بهدوء : أسمعيني مريم انا فاهتمك وعارفتك أكثر من إي شخص ! وأقولك بوجهك انك تمشين بالطريق الخطأ ! والحين اقولك فيه طريقين قدامك ! ياإنك تتغيرين ! ياأنك تبقين مثل ماأنتي ! وانا ماهمني حبّ محمد لك كثر مـاهمني إنتي !!!
مسحت سيلان الأنف والعيّنين : فيه طريقه تخليني أتغير ؟
: فيه يامريم فيييه .. وأذا إنتي تبين تتغيرين مستعدة أمشي معك خطوة خطوة !
ضحكت بخسريه : بالله شلـ..ون ؟
: يوم تروحين للممزرعه جاك شي ؟ إنحبستي بالمخزن ؟ إنهرت مثل قبل ثلاث سنين !
: لأ !
: شفتي شلون إنتي عممتي كالحادثه على كل شي بحياتك!
: ياأسـيل .. مو بـ..س اللي صار لي هو اللي مسّود عيشـ..ـتـي لأ .. اصـ..لاً إنتي تعرفيم البـ..ـير وغطاة ! وسالفه إنه محمد ولد خالي يحبني أحس زودت كل شي كل شي !
.................................................. ..................
.
.
.
.
.
أكان دخوله إلى البيت ومرورة من غرفه المعيـشه قدر !
ليسـمع الكلام خِلسـه وتتبخر فرحته بالأجواء !
ويتدلى القلب بين الأضلع جزعاً !
وحنجرته تجف !
تراجع إلى الخلف ليتّجه خارجاً !
وَ( محمد ولد خالي يحبني احس زودت كل شي )
تتردد في ذهنه ..
إستقل سيّارته .. بهدوء وهو يفكر بهدوء !
ويحـاول فهم محتوى مايدور في عقله رويداً رويداً !
صديقهم محمد .. يحب إخت صديقهم ..
وهـو !
إختنق ليكح ....
..
تتطايرت الفرحه لتتحول إلى بؤس !
خيبـه رسمت بدقه على ملامح وجهه !
ليّختنق أكثر !
!
عضّ شفتيِه بقوة حتى أدمتّ !
( محمد ولد خالي يحبني )
( محمد ولد خالي يحبني)
(محمد ولد خالي يحبني)
(محمد ولد خالي يحبن)
ضرب رأسه في الموقود وصرخه أطلقتها حُنجرته !
!
هدء فجأة !
ليحادث نفسه : خااااالـ..د شفـ..ـيك مجنـ..ـون ؟؟؟؟؟ إنت مجنـ..ون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وش قاعـ..ـد تسوي؟؟ عشـ..ـان شـ..ي مايستـ.ـاهل ؟؟؟؟
!
( الا يستاهل يستاهل ياخالد .. محمد يحبها !!! يحبها!! تدرين شلىن يحبها !!!! )
أجاب بصوت عالي : لا لا لاااا عادي جداً عادي .. اصلاً انا لا زم انسى انسـ..ـى
( وش تنسى ان محمد يحبها ولا حبك لها ؟)
!
:اه
خرجت بلا حيله منه !
ليشغل سيّارته متجهاً الى إي مكان !
إي مكان !
ليستطيع النسـ..ـان !
وهل يستطيع؟
.................................................� ��.............
تم!

‏"بقى صامتًا لفرط ما كان يمُر به من شعور."م.ق

الريم ناصر 30-08-18 08:47 AM

الفصل (الثالث عشر)
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،

ملاحضه (سيتم إنزال الفصول كل خميس بإذن الله)
الجزء (الثالث عشر )
.
.
.
...لتسترسل بضعف : شعـ..ور النقص يلازمني وين ماأروح .. أشـ..وف صديقاتي كـيف هم عايشين حياتهم بطـ..ول بعرض أشـ..وف حنان وريـ..ـما كيف هي عايشه مددللـه .. ويوم شفتـ..ـها تبكي عشان شي سخـي..ف اه .. جلست اعدد الأشياء اللي كنت ابكي عليها ووللحين ابكي .. حتـ..ـى إنتي اشوفك كيف .. عايشه حياتك مبسوطه .. انا ماقول كيذا اني احسدك ولا احسدهم ولا أقول كيذا عشان أثير شفقتك .. لأ واللـ..ـه بـ..ـس عشان تعرفين قد إيش اشياء كثيرة كثيرة تاقف بطرقي عشان أتغـير .. اصلاً كيف اتغير ؟ هذا شي من الله ماراح يتغير !
!
كانت دموعها تغطي الوجنّتين وأنصبغ وجهها باللون الاحمر القاني ..
وتلك كانت ستبكي لأجلها ولكن تماسكت لتقول : كملي مريم كملي .. وانتي ماقلتي لي خصيص لانك تدرين قد إيش انا فاهمتك ! ومستحيل راح احس بالشفقه !
!
نعم تعلم جيداً كيف تمتلك هذة الصديقه القدرة على إمتصاص حُزنها كثيراً وكثيراً !
،
مسحت سيلان الدموع لتحكي : يعنـ..ـي اذا قلتي خلينا من سالفه محمد لأ يمكن محمد واللي صار احاول اشتغل تفكيري فيه عشان ماعدد الأشياء اللي تضايقني .. وبرضو أحـس بشئ يقطع قلـبـ..ـي والله ! احس يوم قالت لي حنان كأنه تقول لي انتي ماراح تنتهين من خوفكك وكوابيسك ! كأنه تقولي إنتي لو حاولتي مستحيل ! اصلاً على إي اساس يحبني ؟ وش يبي فيني اصلاً ؟؟ الله يـاخ.. استغفرالله ..
تنهدت لتُردف : صح السالفه له ثلاث سنين وثلاث سنين مو شـوّيه عجزت عجزت أتخطى .. اصلاً اتخطى إيش ولا إيش ؟ .. تدرين بعض الايام احس اني انانيه اقول اكيد لمياء تحس مثل احساسي بس ماتقول .. وانا جايتك افضفض .. وعمـ..ر اكيد بقلبه اشياء وأشياء .. والصغار اللي اذا شفتهم يكبرون بدون إمي وأبوي امـوت والله ! اقول على الأقل انا اعرف وجه ابوي ووجه امي بس همّ لأ ! ..
لم تستطع أن تُجابه مافي قلبها بالحديث !
ماتشعرة أعظم وربّ البريه !
لن تكفي الكلمات والأحرف بوصف ماتشعر به !
: وأرجـ..ـع .. وأقـ..ول ان محمد يحبني .. القشّـ..ـه التي قصمت ظهر البعير !
!
وهي تمسح دموعها وتتنهد ليخرج صوتها طبيعي : وهذا نص ماأحس فيه والله .. ويمكن اخواني يحسون أشدّ ماأحس فيه !
!
تلك إستمجمعت قواها وحِبالها الصوتيه لتستعين بالله وتتحدث لتقول : شوفي مريم أنا بكل كلامك ماراح ألومك ولا بكلمه وحدة ابداً ومقدرة شعورك وكل شي تحسين فيه .. بس !
: بس إيش ؟
:بس إنتي لازم تواجهين كل شي شوي شوي .. أول شي تواجهين خوفك وتواجهين نفسك اولاً .. بعدين تواجهين حياتك ! انا ماقول لك بيتغير كل شي بسرعه لأ بتاخذين وقت ططويل .. والاشياء الجيدة بتكون اصعب من الاشياء السيئه وأكبر مثال خوفك .. سهل جداً إنك تبكين وتندبين حظك بس إنك تتغيرين وتغيرين تفكيرك بيكون صعب !
إعتدلت في جلستها لتسترسل : خلينا أول شي على الخوف .. إنتي اللي صار لك عمّمتيه عليه بكل حياتك ! وأكبر دليل يوم تروحين المزرعه جاك شي ؟ أنحبستي؟ إنهرتي ؟
أجابت بهدوء : لأ ! حتى انا اقول لنفسي انه ماراح يصير شي .. بس مقدرت .. الاحداث تنعاد بمخي !
: اييوم عقلك يرسل إيحاءات ويذكرك ولانك ليل ونهار تفكيرين بهذا الشي طبيعي إنك بتخافين .. بس أسمعي مريم إنتي اجلسي مع نفسك شوي اسألي نفسك هل أنا بتغير ؟
لتقول برجاء : والله ودي مااخاف ودي ! بس ماقدر
: لا تقولين ماأقدر .. إنتي تقدرين وربي ماخلقك عشان ماتقدرين إنتي كامله الأعضاء والخُلق على إي اساس ماتقدرين ؟
!
شتت ناظريها لتقول : مادري ..
: شوفي امسكي ورقه وقلم وأكتبي كل الاشياء اللتي تخافين منه وغمضي عيونك وتخيلي إنك تعشين الاحداث المأساويه لمين تبكي .. بعدين قولي عادي عادي من كل قلبك .. بعدين تخيلي حياتك بدون خوف شلون هي جميله ومُريحه ! بمكان هادئ !
ضمّت نفسها بألم : والله اني ادعي ربي كل يوم إني مااخاف ادعي ربي إني يروح الخوف مني والله !
: يامريم ياعيني وش يقول الله تعالي ( : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ربك يقول ياعبدي توكل وأعمل الاسباب وانا معك!
قولي يارب إني احاول فأعني احاول قد مااقدر اعني .. قبل ماتنامين واجهي عقلك قولي انا قريت اذكاري ووردي اليوم على إي اساس تجيني الكوابيس ! قولي إنك رحتي المزرعه ماصار شي كيف بيصير شي الحين مثلاً ؟
وبعدين يامريم إنتي لازم تسامحين نفسك وتسامحين محمد كلكم بشر ! أول شي تسامحين نفسك انك تحسين بالنقص ولا تبعدينه اكثر إنتي انسان وكل شخص يحس بالنقص وحتى انا وصديقاتك وريما ! يمكن انتي عندك اشياء ماهي عندهم !
ضحكت بسخريه : مثل إيش ؟
: إنتي ماتشوفين نفسك لمّا تدخلين لمكان كيف الشخص ينبهر فيك إنتي واخوانك ! شلون لبسكم مرتب على بساطتكم وكييف دخلتكم لها طلّه تبارك الرحمن وشلون إنتي قدرتي تربين اخوانك الصغار هذا اكبر إنجاز ! والله العظيم امهات ماقدروا ! ماشفتي نفسك إنتي شلون هدوئك وإسترسالك بالحديث تخّلي الواحد علطول ينجذب ! .. ولا عمر تبارك الرحمن يكفي عندك اخوي زي عمر والله العظيم ! يعني والله لو إي شخص غيرة اقل شي بيصير بينحرف للطريق السئ ! كيف هو يحاول قد مايقدر يصرف عليكم ويعيشكم ماأنتبهي ؟ .. إي شخص بيشوف شلون هو يسّوي عشانكم بينبهر وبيقولون يابختهم ! ربي عوضهم بأخو ! وبإخت بعد !
!
شقت البسمه طرّيقها الى الثغر العبوس لتقول : صدق ياأسيل .. فيني هالاشياء .. لتردف : صصادقه والله عمر الودّ ودّة يعطينا عيونه !
ردت الإبتسامه : شفتي كيف اذا شفتي وش عندك وحمدتي وبك شلون بتصير حياتك حلوة ! كل يوم اذا قمتي تذكري خمسه اشياء تحمدين ربك عليها وشوفي شلون حياتك بتتغير وماراح تفكير بالنقص ! وأذا حبيتي نفسك يامريم وغيرتي بنفسك راح تأثرين على أخوانك بالأشياء الأيجابيه شوي شوي ! حبّي نفسك اول شي .. طوري نفسك وتخلصي بخوفك .. انا مستعدة اعطيك حسابات تطوير الذات تدخلينها وشوي شوي بتتغيرين .. وطبعاً قبل كل شي وقبل كل هالكلام اللي قلته .. إيقني إيقان تااام إن خالقك سبحانه ماحطك بالمكان هذا الا هو رايد لك الخير ! ربي يشوفك من فوق وعارف نهاية الطريق ! موت أمك وابوك خيرة وقدر لازم ترضين فيه !
!
تنهدت بإنشراح : والله احس قلبي ارتاح ياأسيل ! .. بس محمد ماقدر اسامحه
ضحكت : رجعنا لطير ييليّ
:هههههههههههههههههههه !
: شوفي مثل ماقلت لك محمد بشر واخطأ ورب الاكوان يسامح على إي اساس حنا يالبشر مانسامح ؟ والشي الثاني لا تقولين ريما تبكي على شي سخيف لأ ! انتي عندك شي سخيف بس هي لأ ! ابداً ابداً يامريم لا تستخفين من حزن غيرك !
أطرقت رأسها لتقول : صح .. بس مادري احسني ماقدر
قالت بغضب : لاتقولين مااقدر لا أهفك بالنفجان
:ههههههههههههههههههههه طيب طيب بسم الله ! لتردف : بس ياأسيل بعض الأشياء ماتتغير !
: غيري تفكيرك تتغير حياتك خوذي هذي القاعدة .. إحتمال يامريم يصير شي بعدين لاتقولين وين كلام أسيل ومدري إيش انا بشر وماأعلم الغيب ورب العالمين هو مسيّر حياتي وحياتك .. وكل شي ربي يحطه بطريقك خيرة .. خلي ثقتك برب العالمين كبيييرة وان سبحانه هو أعلم فيك وأعلم بإخوانك وحياتكم سبحانه قادر يغير حالكم وحالنا بغمضه عين .. ادعي ربك ولو تأخرت الإيجابه ربي مايأخرها الإ لحكمه !
صمتت قليلا !
لتقول : ماودي تسكتين .. كلامك فيه راح عجيبه
إبتسمت : ومن قال لك بسكت اصلاً هههههههههه معجبني الوضع
ردت الإبتسامه لتقول : كلامك كله صح بحاول امش على اللي قلتي لي .. بس فكرت ليش محمد حبّني اصلاً ؟ والله ريما تطقني بصبع !
: من كثر مايفكر فيك ولاّ ؟
إزدرئت ريقها : يفكر فيني ؟
: ولاّ منزمان يحبك .. انتي مشكله الإستحقاق عندك صفر !
عقد حاجبيها : وش ذا الإستحقاق بعد ؟
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههه ، اصبري جاي الدور على الإستحقاق وتعرفينه ! أول شي نبدأ بخطوة تتخلصين من خوفك ! وبعدة كل شي شوي شوي ! .. وتذكري يامريم إنتي تقدرين ومافي إي شي يقدر يوقف بوجهك!

....................……........................ ......................…
استنشق الكثير والكثير من السيجارة .. الخامسة على مايبدو .. ونظرة باردة تعلو عينيه
..
واقف امام بيت خالته ينتظر أبن خالته صديق الطفوله والصبا والرشد ..
وهو يتأمل البيت بملل ..
اخيراً خرج وورائه ثلاث عبائات سوداء !
عقد حاجبيه واستقل ابن خالته ليجاوب عن سؤاله وهو يراهن يستقلن سيارتة ايضاً ،وصوته بالكـاء يخرج !
: بنودي خواتي وبنت عمي للسوق ، ازعجوني ومافيني حيل اسوق كل منك ومن هال##....!
إبتسم بضحكه وهو يومئ برأسه وهو يتلقى السلام من إبنتين خالته التي تُصبحان إختيه من الرضاع !
خالاته لايكفن عن هذة العادة ابداً لديه ثلاث خوات من الرضاع !
ولكنه شئ جميل بالنهايه !
لتسأل إحداهن :شلونك فهد
جاوب بهدوء: بخيير الحمدلله انتم شلونكم ؟
: طيبين الحمدلله
: إي سوق تبون؟
سِمع تهامس بالخلف وصوت حاد يخترق اذنه بقول: حلا قايله لك نبغى غرناطه !
لترد حلا : سُلاف انقلعي نبغى مارينا ولا شرايك ضحى؟
ردت ضحى الكبرى : عادي كيفكم
ليأتي الصوت الحاد مُعانداً: حلا يالزفت قايله لك أبي مية مرة غرناطه !
: سُـلاف تعرفين تنطمين ؟
ألتفت إبن خالته لهن بكامل جسدة ليقول بغضب وصوته بالكاد يخرج : إسمعن والله العظيم اذا مارسيتن على بر لا أنزلكم الحين بسرررعه شتبون !!!!
،
ذات الصوت الحاد : عزوز غرناطه !
: مارينا
:غرنا..
أوقف سيارته جانب الطريق وهو يرمي سيجارة ويشغل ثانيه : يالله اذا اتفقتوا خبروني !
: فهد ماعليك منهن امش نحطهن بالبطحى بنات ماينعطن وجهه !!!
:خلاص غرناطه !
،
إذن على قرار ذات الصوت الحاد!
شغل سيارتة ولا زالت سيجارة تعلو شفاة وهو يحادث ابن خالته : عزوز تبي أوديك المستشفى يعني ؟
: لا شرايك يعنيي حراراتي مرتفعه وحلقي يوجعني أروح الـبنك مثلا؟
إنفجر ضاحكاً ليقـول : ياحبيبي إنت اللي خسرت مالنا دخل !
إقتربت حلا بين المرتبتين لتستفر بضحكه : ليش فهد شسالفه !
: مالك دخل !
أجابها إخيها !
تجاهله ليقول : اخوك متحدينه تحدي وخسّر ! وانا والعيال غرقناه ثلج !
:هههههههههههههههههههههههه� �ههه
قال بغضب : ضاحكه بلايّا سنون !

،
توقفت السيّارة بسبب الإشارة الحمراء !
وصمّت لّف السيارة .. وسّعال إبن خالته يثير الصمت وَ صوت حاد سمعه يقول بإختناق:: حلا أنكتمت قولي لولد خالتك يوقف تتدخين
: افتحي النافذة !
فتحت النافذة قليلاً .. ولكن جاءها الاغلاق من التحكم بالأمام : حرانين تبغون اطول المكيف ؟؟
: لاا عادي
: قولي له يوقف سجاير !!!!
: سُلاف انطمي
: والله اذا انكتمت بالسوق ونكدت عليكم !!! مالي دخل
: شفيها هذي ؟
قالتها ضحى التي تجلس ورى اخيها !!
: انكتمت من الدخان ..
: فهد الله يعافيك وقف تتدخين ..
،
هو كان مستمع جيد لحديثهن وَ لكنه تساءل بجهل
: ليشش؟
: سُلاف فيها ربو
: من سُلاف ؟
تذوق الأسم بتلذذ غريب !
: هذي بنت عمي ناصر اللي قلت لك تو !
قالها عزوز متعجب !
: اهها .. طيب نوقف ليش مانوقف !
رمى السيجارة خارجاً وتعمد أن يفتح نافذتها ..
،
أم تلك عقد حاجبيها لتقول بإنزعاج: ولد خالتك سخييف !!
: هههههههه ليش؟
: يعننّي مايعرف اني معكم بالسيارة لتقول بنفس نبرته : من سُلاف !
ضحكت بخوفت : زينك ساكته بس
،
أطبقت فمّها بضيق !
ورائحه السيارة المتشبعه بالسجاير وعطر رجالي قوي جعلها تفتح النافذة اكثر لكيلا تقع مصير أزمه ربو حادة .. ولكن للمرة الثانيه أُغلقت تزامناً مع سيّر السيارة !
تأففت بضيق وشعور حارق حاولت ان تكتمه !
وشتتّ ناظريها بفضول حول السيارة الفارهه !
لتقول بصوت حاولت إن يكون خافت ولكن لم تستطع : ولد خالتك غني ؟ سيّارته ولا بالأحلام !
ردت تلك بخوفت اكثر : تدرين انه ماعندة وظيفه ولاشي .. بس مصادق له خويّ فلوووس وهو مهديه السيارة
قالت بصدمه لم تستطع إخفائها : أمّا عادد
: سُلاف وجع شفيك !
قالتها ضحى بنزق !
ردت: ولا شي !
رفعت حاجبها بإستنكار لتكمل عمليه النظر بفضّول ورفعت عيّنيها للمرأة الأماميه وهي تنظر لعّينيّ واسعه وحاجبان كثّيفان معقودان !
إزداد فضّولها وهي تريد إن تعرف لماذا عاقد حاجبيه هكذا !
وكأنه منزعج !
إمعنت النظر الى عيّنيه وكأنه ستحَل تلك العقدة !
تلاقت عينيه بعيّنها بغّته لينتفض قلبها خوفاً !
وشتتّ ناظريها هاربه من نظرة مخيفه !!!
،
توقفت السيارة أمام السوق الكبير لتترجل بسرعه وتتنفس الصعداء بسبب إختناقها في تلك السيارة !
،
امّا هو ادار سيارته عندما رأهن يدخلن السوق وهو يفكر بحدّيث من كانت خلفه !
إنزعج بسبب صدمتها !
وكأنها تزّيد حِمل عليه غريب غريب !
: شفيك ساككت ؟
: بنت عمك إسمها غريب ! سُلاف !
:فهيدانن إبعد عنها عارف حركاتك !
قال بحذر : هاه ؟
أسند رأسه بتعب : البنت صغيرة ومسكينه وتعتبر من محارمي .. إبعد تراني عاجنك وخابزك !
عقد حاجبيه بضيق أكثر ليقول : كل@@@ ، عشان قلت اسم البنت غريب سويت لي سالفه ! !
،
لم يعلق !
..
وهو إجتاحه ضيق غريب !
وعينيّ صغيرتين وحادتين لا زالتا عالقه في ذهنه
واسم غريب ولذيذ لا يقاوم ان ينطقه مِراراً وتكرارً في داخله .. سُلاف !
.................................................. ................
توارى مِن خلف الاعمدة لينطلق نحوى سيارته متجاهلا نداء صديقه !
ولكن لشّدة الأسف كان الأسرع حيث هرول ليمسك بمرفقه : خخخخاااالللدد !
!
إستنشق الكثير من الاكسجين ليزفرة بغلظه ويرد عليه بـ: هاه وش تبي ؟
ذاك إستنكر فعلته لأ بل منذ إسبوع ونصف وهو مستنكر أفعاله كلها !
رفع حاجبيه ليقول : شفيك إنت ؟
رد بغلظه : مافيني شي ..وخر بروح تعبان !
!
: لااا إنت مانت طبيعييي هاليوميننن !!!!
قضم شفتيه لينظر له وطنين تلك الكلمات أبى ان يفارقه ليتحدث بحلق جاف : محمد والله العظيم مالي خلق ولا خلقك وخرّ يديك بمشي الوالدة تبيني !
ترك مرفقه ليقول : خالد فيك شي ؟ الاهل فيهم شي ولا خبرتني ؟ لك اسبوع ماتنشاف لا بالاستراحه وحتى محاظرة الدكتور فهمي تجي اخر شي وتطلع اول واحد ! ادق عليك ماترد ارسل لك ماترد صدق شفيك ؟؟؟
!
نعم فهو منذ ذاك اليوم المشؤوم لا يستطيع النظر لوجهه صديقه !
لا يستطع رؤيته كمالسابق !
لا يستطيع إن يتحدث بإريحيه معه !
وأبسط مايمكنه فعله إن يختفي لِكيلا يراه !
وإن رأه صدفه يحاول إن ينصرف !
رد بهدوء : لا مافيني شي ولا الاهل فيهم شي ..يالله سلاّم !
دون حتى إن يرفع ناظريه وينظر لعينيه!
!
ذهب حتى بدون إن يعلق على كلامه !
هناك خطب ما في صديقه !
يشعر .. لا بل مُتأكد !
فخالد معه إينما ذهب !
يتقابلان صباحاً ويتودعان في الظهريه ليتقابلان مساءاً مرة أخرى !
إفتقده بشدةً !
فهو ليش كَ عمر الذي يختفي بسبب إنشغاله ليأتيهم بوجهه المكفهر وحديثه المتهكم وينصرف تارك قلوبهم تتآكل من إجله !
وليس كَ ياسر المنشغل بإصدقائه القدامى وقلهً مايراه !
!
رفع هاتفه ليتصل على عمر !
فهو على كثرة إنشغاله فإنه قد يعرف ماخطب خالد !
إجاب : هلا محمد شعندك ؟
تنهد : مافيه شلونك شخبارك ؟
قال بملل : شلونك شخبارك ؟ ارتحت ؟
إبتسم بسخريه : تقولها من ورى خشمك .. بخير وإنت ؟
: ماشي الحال .. شتبي ؟
: وينك إنت ؟
: بطريقي للبيت ليش ؟
: بس اسأل .. الا ماشفت خالد ؟
أجاب بإستنكار : خالد ؟ لا والله مفروض انا اللي اسألك عنه ليه ششفيه ؟
ليقول بحيرة أرهقته: مادري هاليومين احس فيه شي .. خالد اللي 24 ساعه وجهي بوجهه ... مايجي للأستراحه ولا اشوفه بالجامعه والمحاظرة اللي تجمعنا يجي أخر شي واول مايطلع هو .. حتى ماقدر ألحقه .. وتو يالله مسكته مايناظر لعيوني ياعمر .. احس فيه ششي والله ! مادري احسه يتهرب مني !
لم يعلق ليردف : ماقالك وشفيه ؟
: لا والله يامحمد اصلاً اخر مرة شفته قبل إسبوعين او اكثر مدري .. يمكن فيه شي بس مايقدر يقوله !
: مثل وشو مثل وشو ؟؟؟ وانا شدخلي يتهرب مني !
:مادري والله .. حتى انا احترت !
: يعني ماتدري وشفيه ؟
: لأ .. بس بجي للأستراحه اذا قدرت اليوم وبدق عليه ونشوف وش الوضع !
: زين .. مع السلامه
!
.................................................. ....................

هل الاحلام لها دافع خفي في حياتنا؟
سألت نفسها وهي تفكر بالاحلام التي تراودها مؤخراً
والتي تتمحور حول شخص واحد !
: ريما شلونك؟
أفاقت من سرحانها على صوت والدها الذي أتى للتو من السفر وإجابت بإبتسامه : الحمدلله
إعتدل في جلسته وهو يأكل من الكعكعه التي زينتها خصيصاً لأجله : شلون الدراسه ؟ ..
:ماشي حاله .. الثانوي صعبه شوي
: بلاك ماجيتي للجامعه ! توك مشاورك ططويل !
قالها إخيها مهنـد بسخريه
: بنتي قدّها وقدود ولا ياريما ؟
إجابت بإبتسامه واسعه : إلا والله !
..
قاطعها مهند وهو يتحدث الى والدهم ليقول : يبه شفت التويتر الموضوع اللي يخص المستشفى اللي اطبق فيه ؟
جاوب والدة : اي اشوف وش سالفته؟
انحصر اهتاماهم أجمعهم الى مهند الذي أخذ يتحدث بنّهم : يوم الاربعاء كان عندي مناوبة ليليه جيت عادي والمستشفى فاضي مافيه احد وألقى مريض كبير بالسن حاطينه بالممرات وباين تعبان انا استغربت قلت ليش حاطينه والمستشفى فاضي ؟ دورت غرفه وحطيته فيها وشفت حالتته كان بس فيه هبوط بالسكر يعني مافي شي قوي الحمدلله المهم ... وكتبت له خروج من بكرى وشفت الدكتور اللي ماسك حالاته وكان ماهو فيه يعني بالليل .. يوم جاء الخميس رحت للدكتور وقلت له كيت وكيت ، تخيل وش قال؟
: وش قال؟
: قام شرشحني وحالتي لله وهددني وان بحط درجاتك بالميداني زفت ومدري إيش ! انا أنلخمت قلت يعني وش سويت انا؟
: طيب ليش هى يهاوشك الحمدلله والشكر؟
سألت والدتها بحمّيه
: اندري يمه ؟ اصبري اكمل .. ايه قلت له انا سويت واجبي يعني وشفت انه فيه غرفة فاضيه وحطيته
وقال من بأمرة ؟
: المهم اني تشرشحت وجادلت وحالتي لله ووصلت للشيطان الرجيم ..
: واي وش صار بعدين؟
: جاء مدير القسم وقال وش السالفه؟ وقلت له والحمدلله صار بصفي وقال اصلاً هذي مُبادرة حلوة من طالب تطبيق وعاد مدري من مصور الهوشه ..
قالت والدته بخوف: مصورينه؟؟؟
: ايه يمه والحمدلله يمكن خيرة مدير المستشفى قال نبغى تحقيق وحققوا معنا والحمدلله صار كل شي بصفي
تنهدت : اشوى ياربي لك الحمد
: اي اشوف صديقاتي يتكلمون عن الموضوع بس ماتوقعت انه انت
قال والدة : طيب الدكتور ليش حاطه بالممر؟
: إهمال منه ! ومايبغى احد يشوف اهماله
لتسأل : الحين مهند ليش تطبق من الحين ؟ اشوف حنان للحين ماطبقت!
: هذي مادة عندي مامنّه فايدة رئيس القسم قرر يحطه ميداني عشان نستفيد حنا !
: اها!

،
تركتهم وهو يتحدثون وجلست فوق الاريكه في اخر الصاله .. وهي تتصفح هاتفها !
!
تنهدت بضيق وهي تتذكر ماحدث !
ويبدوا إن عائلتها لم تلاحظ الضيق الذي يعتلي وجهها حتى الآن !
!
تحاول إن تتناسى ولكن لا تستطع !
تحـاول إن تحادث إبنت خالتها ولكن لا تقدر !
تشعر بحاجز شفاف بينها !
تحاول تلك إن تتحدث معها !
تلقي السلام عليها عندما تستقل السيّارة صباحاً لتودعها ظهراً !
وهيّ تشيح بوجهها الى النافذه وغصّه تعتلي حُنجرتها. !
تعدد الفروق بينها وبين إبنت خالتها !
وهي من ترجح الكِفه لها !
!
لم تزور جدّتها الأسبوع المـاضي لانها تخاف إن تراه هو !
فتنهـار !
وهاهو الأسبوع أوشك على الإنتهاء وهي مرغمه إن تذهب !
إيقظها من سرحانها صوت هاتفها معّلن عن رساله
( ريما شلونك ؟ )
تنهدت لترد على حنان إبنت خالتها ( ماشي حالي إنتي شلونك ؟)
!
( فاضيه بكلمك ! )
رفعت ناظريها لتستقيم : يمه بروح غرفتي تبين شي ؟
: لا !
!
إتجهت الى غرفتها لتتصل بـها : هلا حنان !
: هلا فيك .. شلونك اليوم ؟
تقّوس فمها للأسف لتقول بإستسلام : يعنـ..ـي !
ودمعه وحيدة إستقرت بين عينيها !
: ريما حبيبتي والله خلاص خلاص ! عشاني تكفين !
لتنهمر الدموع بغزارة : حنان والله العظيم إني ماقدرت اتخطى الموضوع اه كرهت نفسي وحياتي وكل شي ياليتني ماكلمته ياليييتتتت !
: ريما شقلنا هذا مكتوب ومقدر وخيرة لك والله العظيم عشان تنّسينه وتشّيلينه من بالك ! الحياة ماتتوقف على ان محمد مايحبك ولا إنتي توقفين حياتك خطأ والله !
: تقولينه حنان تقولينه لانك ماجربتي !
لتقول بإستنكار : اي انا ماجربت صح بس إنك توقفين حياتك وسعادتك عشان محمد هذا أكبر خطأ ! هذاني مشيّـ..ـت حياتي بعد سالـ..ـم الله يرحمه وامي مشت حياتـ..ـها وهذولا عيال خالتي سحر الله يرحمه مشّوا حياتهم ماوقفوه ابد! وإنتي تكرهين حياتك عشان شخص ! ماتوقعته منك !
!
مسحت دموعها لتقول : اسـفـ..ـه حنـ..ان صح كلامك بس ..
: بس إيش ؟
: بس والله قلـبـ..ـي يوجعني !
تنهدت لتتحدث بإقل حدة : والله ياريما انا مالومك بس لك اسبوع كامل وإنتي ياعين هلّي فادك ؟ مافادّ ! خلاص إنسينه بتحاولين مرة مرتين ثلاث لمين تقدرين! لازم تنسنيه وربي كاتب لك الافضل !
: إن شـاءالله !
قالتها بعدم إقتناع !
: وعلاقتك مع مريم ترجع زي أول اسبوع كامل وانا ساكته عن الموضوع ومشّيته عشان نفسيتك بس خلاص ستوب ! البنت شذّنبها ؟
: ذنبها إنه يحبّها!
قالت بنزق : لا والله ؟ صادق بكلامك ! من كل قلبك تقولينه ؟
لم تعـلق !
لتردف حنان بحدة : البنت جالسه تآكل نفسها بنفسها عشانك ! وإنتي تقولنه كيذا بكل بساطه ؟ فكّري زين ياريما مريم مالها ذنب !
: حنان بسكّر .. امي تبيني !
!
وهكذا أغلقت لتنفجر باكيه وهي تحتضن وسادتها !
حنان لا تشعر بها !
لا تشعر بالنّار اللتي تأكل قلبها !
لاتشعـر لاتشعر !
.................................................. ....................
.
.
.
أخبرتها سَلفاً جدتها بإنها ستزورهم بعد صلاة المغرب !
إنتهت من التنظيف مبكراً !
وهـي تعلم بإن جدتها ستلقي محاظرة طويله عريـضه عنّ امور يجب عليها وعلى لمياء إن تعرفنها !
وأشياء كثيرة بالكاد تستوعبها هي ولمياء !
،
سرحت شعرها وهي تتحدث بصوت عالي : لمياء بسرعه خلصي القهوة جّدتي شوي وتجييي
ليأتيها صوتها متذمراً : افففف سويتها لازم حاله إستنفار بالبيت اذا بتجي اففف!
قالت بضحكه : تعرفين جدتي لازم تحوس بالبيت وتلقي نظرة على الرّعيه !
إنتهت ولم تسمع ردّ من لميـاء !
خرجـت الى الصـاله !
ولا تزال بقايا بسمه على ثغرها .. ولكن إختفت عندما رأت المنظر امامها!
عقدت حاجبيها بخوف وضمت يديّيها غريزاً عندما رأت إخيها ناصر يترنح .. وذاكرتها العّصيه تذكرها بموقف ما !
بنفس المكان !
وبإختلاف الازمـان !
صرخت بعمق وهي تراه يسقط بتعب : نااصصصصصررررر !!!!!!!!!!
!
إختيها التي كانتا بالمطبخ خرجتها بخوف!
لتقف الصغيرة بمكانها !
ولميـاء تتقدم ببطئ !
: مريم ناصر شفيييهه !
إمّا هي كانت ترتجف وهي تحـاول ان توقظه ولكن لا جدوى !
: ناصر ناصصصررر .. صوص صصوص يمه يمه يييمه مات مات مثل ماماتتت إمي مات بيني يديني ممماتتتتت !
وهي تحتضنه بجزع !
إنتفضت لمياء تزامناً مع جـرس الباب الذي رن لتركض الصغيرة وتفتح الباب لتقول وهي تصرخ : ناصصصصرر مات ناصصصرررر ممممات !!!!
،
،
لاتعرف كيف حدث الأمر سريعاً !
وكيف هي وإختيها وجدتها و هو!
يقفون إمام الغرفه التي أُدخل فيها صغيرهم !
في المستشفى القريب من حيّهم !
!
لم تستـطع التمـاسك ولا الثبات في هذا الموقف !
المشهـد يُعاد ليشكل حُزن يأبي إن يفارقهم !
جدّتها تحتضن الصغيرة وهي تجلس على الكراسي الموضوعه وهي تقف بجانبه بابا الغرفه وبكاءها لم تستطع إن تكتمه !
ولميـاء كعادتها تقف أمامها مشدّودة تقضم شِفاها حتى تدّمي !
تعرف إختها جيداً لا تظهـر مشاعرها بلّ تكتمها حتى تصبح كالبركان لتنفجر لاحقاً !
بعكسها هيّ !
: يامريم قولي لا إله الا الله ماهنا الا الخير ياوليدي إستهدي بالله ! لتردف : دق على عمر يامحمد طّول!
: دقيت جاي بالطريق !
!
!
،
إمّا هو !
كمّن صُب عليها دلو ماء حـار !
إنتفض جزعاً عندما صرخت الصغيرة بالموت
ولا يعرف كيف دخل البيت ليرها تحتضن الصغير وبكاءها يدقّ حصون قلبه لتصبح كعادتها هباءاً منتثورا!
ولا يعرف كيف صرخ في وجهها لتتركه ويحمله الى سيّارته بسرعه !
وكيـف لحقت به هي وإختيها وجدته ليصلون اخيراً الى المشفى ويقف هو .. بإنهزام امام بكاءها لا .. بل أشبه بالعويل !
!
اه فقط لو يستطع التربيت على كتفيها المتدّليه بضعف !
أو فقط .. مواستها بكلمات تخفف من وطئ الموقف عليها !
اه .. لو يستطيع !
!
: محمـد !
رفع ناظريه ليرى إبن عمته يركض بإتجاههم وهو يرى الموقف ليسأل بجزع : وش صار وش فييهه نناصصصررر !!!!!
همّ بالتحدث لتسبقه هيّ : اه عممممـ.....ـررر ناصر طاح بين يديـنـ..ـييي مثل ماطاحت إمي اه ناصر ممات ممات !
!
إنتفض إخيها جزعاً ليقترب ويقول بحدة : مريم إستهدي بالله وش هالكلام ناصر مامات ناااصصصررر مامات تفهميننن !!!!!!!
!
: قلـته قبل بموت إبوي .. وحتى إمي .. بس ماتوا!
!
.................................................. ...
تمّ!


‏"من أخبرك أن صدري متين،
‏وأن ظهري جدارٌ لا يُهد ولا يلين؟
‏من أخبرك أن روحي لا يتعكر لونها،
‏ وأن قلبي لا يُكسر كجرةِ طين؟"م.ق

الريم ناصر 07-09-18 04:48 AM

الفصل (الرابع عشر)
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الفصل (الرابع عشر)
.
،
اللهم صل على نبينا محمد ❤
،
،
.
كـانت تنظر الى المشّهد الذي امامها بنظرة مختفله جداً !
تختلف عن نظرة إختها التي تبكي بجزع !
أو نظرت جدّتها التي تذكر الله طالبه منه تخفيف مايحدث عليهم !
وتختلف عن نظرة الصغيرة المليئه بالخوف .. والرهبه ..
..
نظرتها هي باردة شاحبه كّ شحوب وجهه إخيها منذ قليل !
لماذا تبكي تلك الحمقاء على شي حدثّ سلفاً وإنتهى ألمه ؟
فّ موت والدّيها كان أعظم شئ وأقوى ألم قد جربوة جميعها
أ موت الصغير .. شئ كبير ؟
لا .. بل ليرتاح ..
فالعيش على هذة الدُنيا .. شقّاء .. وسوّاد يلّف شمالها وجنوبها وشّرقها وغربها !
إذن ليرتاح .. صغيرنـ..ـا !
،
تحدثت ببرود عندما رأت إخيها مشدود ينفي حدوث شئ يجب عليهم الإعتياد عليه لتقول : قلـته
قبل بموت إبوي .. وحتى إمي .. بس ماتوا!
!
وهكذاً صمّت عمّ الارجاء لثواني وصدى كلماتها يتردد في الرواق الواسع .. حتى فتحت أبواب الغرفه المؤصدة وتخرج ممرضه لتقول : وين وليّ امر الطفل ؟
،
إقترب بعجز وهـو خائف .. نعم خائف : انا ..
قالت بسرعه : ياليت تتفضل معاي نسّوي الاجراءات والدفع عشان لازم نسّويه له تخطيط قلب وأحتمال وتنويم !
وإتجهت الى أخر الرواق .. لحقها بسرعه وورائه إبن خاله وهو يقول : لحضه شوي ياانيرس لحضه ..
توقفت ليتحدث : اول شي وش فيه بالضبط .. وبننقله مستشفى حكومي ..
: لحد الان ماعرفنا بس احتمال ضعف بنبضات القلب ولازم نسوي له تخطيط قلب بإسرع وقت وإحتمال نقله لمستشفى حكومي بيطول وبيأثر على صحته !
!
نظر إلى إبن خاله يستنجدة تحدث بخوفت : عمر بس توكل على الله وخلينا نكمل هينا .. وبعدين نراجع بالحكومي ..
تردد لثواني : بسس .. ليتحدث بضيق : طيب طيب يالله نكمل هينا بس اذا استقرت حالته بنطلعه لمستشفى حكومي ..
أومأت الممرضه برأسها لتتحدث : مثل ماتبي واول مانشوف وش فيه بالضبط راح نحوله لمستشفى حكومي ..واذا على التكاليف لا تخاف راح نراعيكم بالإسعار !
!
قضّم شفّتيه بحنق !
نعم فكّل مايجول بخاطرة ويجعله يتردد هو المال وَ المال!!
!
.. ليتحدث ابن خاله : عمر لا تضيقها نعين ونعاون اهم شي اخوك !
أجاب وهمّا يمشّيان خلف الممرضه : انتم ليش مارحتوا لمستشفى الحكومي طيب ؟
: عمرر الولد ميت بيني يدّينا مافيه اقرب مستشفى إلا هذا ! زين اللي لحقنا عليه !
مسّد جبينه بضيق : الله يستر بس لا يصير فيه شي قوي .. والله مانتحمّـ..ـل !
وضع يدة على كِتفه مواسياً : ماهنا الا كل خير ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
تنهد بضيق : ونعم بالله !
!
أنهى الإجراءات وعادا إلى حيث ماأتى عِندما رأتهما إقتربت وهي تضم يديها الى صدرها بتوجس لتسأل
: عمر ششصار ؟؟ وش فيه ناصر قلّ ؟
ذاك إرتد الى الخلف بنبضات هائجه !
وهو يرى الخوف يطّل من عينيها !
إما اخيها أجاب عليها : مادري يامريم .. للحين ماقالوا شي بيسون له تخطيط قلب وبعدين بنشوف !
: يعنّـ..ـي مامات ؟
!
ألم إجتاح القلب والأوردة والجهاز التنفسي ليتحدث بصعوبه : لأ
يارب !
ألطف فينا !
يارب ..
يارب ..
تحدث بعدما ألتقط انفاسه : محمد خذ خواتي وجدتي للبيت ..
لتعترض : لاا انا بجلس هينا ..
فرك صدغه ليتحدث بضيق : يامريم وش يجلسك ؟..
: لا عمر اكيد بيقوم وبيجلس يصيح وهو لحاله لاا والله مااروح !
تحدثت الجدّة بعدما ألتقطت أنفاسه من شدّ الخوف لتقول مطمئنه : ان شاءالله انه مافيه الا عافيه والله لا يفجعنا .. تنهدت بعدها لتردف : انا بروح انا ولمياء وسلومه وإنتي يامريم إجلسي اخاف يترقد الله أعلمً!
لتجيب بسرعه بصوت باكي: لااا ليش يترقد ؟؟
تنهد عمر بضيق : اذا بتجلسين تتبكبكين علي روحي معهم ماني بناقص !
أطرقت رأسها وتمتم بكلمات لم تصّلهم !
،
إستقامت الجدة وإنسلت الصغيرة من حظنها لتذهب بخطوات ركيكه إلى عمر : عمـ..ـر .. يعني نصوري مامات ؟ بيرجع يلعب معي بالبيت ؟
!
إنحنى إليها وهو يقول بإطمئنان : لا مامات ياسلومه وبيرجع معنا للبييت بعد شوي لا تخافين !
!
وهكذا إستدارت حيث جدّتها وتمسك بيدها لتتجهان الى الخارج !
لمياء كان واقفه بمكانها !
تحـاول تكذيب قولهم وتصديقه حدّسها !
لتتحدث بصوت خافت : انا بجلس بعد !
: لا روحي مع سلومه بتخاف.. انا اكفي ..
!
وهكذا إستدارت هي الاُخـرى بقلب ميّت !
!
تقدم محمد منه ليقول : بوديهم بيتنا وأرجع لك !
إعترض : لا مايحتاج ! ان شاءالله انه بسيطه !
: ان شاءالله .. اجل انتظر منك إتصال !
أومئ برأسه ..
وإتجه حيث خارج الرواق .. وقلبه لايزال ينظر لمن تؤمي رأسها بضعف !
إحتضانها والتربيت عليها .. لا تزال أُمنيه بعيدة المدى عن عالمه !
.................................................. ...
: لميـاء إنزلي جيبي اغراض لك ولسلومه بشنطه ..والشنطه الثانيه لناصر ومريم .. اخاف مريم تحتاج اغراض ..
نزلت بهدوء وخلفها الصغيرة .. لتتحدث بوجوم : ياربي تلطف بهم .. يارب ... والله شوفتهم تكسر الظهر .. البنات من جهه وعمر من جهه ..وكملت هالصغير عاد ..
،
.. لم يجدّ من الكلام ليواسي جدته .. بلّ هو من يحتاج المواساة !
،
لتردف ودمعه سقطه لتداريها بيدها المجعدة : والله مرات أقول لو إنهم يجون يسكنون عندي أطمئن لقلبي وأريح .. بس عمر عنننيد عنننيدد راسه يابس .. احاول اساعدة بالفلوس يقولي لأ أقوله .. اجي عندكم بالبيت يقول انت تتعبين .. هالولد مشقّيني والله مشقّيني .. اه ماتت سحر .. وخللتهم امامه عندي .. وياليتي حفظته ياليتي !
: ياجدتي يانظر عيني ومن قال انك مقصرة بحقهم ؟ والله انك مثل الام لهم .. بس على قولتك عمر عنيد ..
: اه بس .. هو البلا .. يحسبّنه يقدر على كل شي لحاله .. الواحد يبي احد معه يساعدة بالدنيا ، يحسبّنه يقدر على كل شي ..!
..
قطع حديثها فتح باب السيارة وركوب الفتاتان ..
.. وإتجه بسيارته الى بيتهم ..
: محمد ارجع للمستشفى وعط عمر هالشنطه اكيد مريم بتحتاج اغراض .. يله يالبنات انزلن ..
،
،
رؤيتها مرة أخرى في نفس اليوم ونفس الإنكسار فكرة ليست جيدة البته !
فهاهو يحاول إن يتشافى من رؤيتها هكذا ضعيفه !
وصوت بكاءها
اه يابكاءها ..
يدك حصون قلبه دكاً !
له جولات وصولات من بكائها ..
لن ينسـى إنهيارها تلك الليله .. وليله أخر كان شاهد على بُكاءها خِلسه !
ليأتيها اليوم ويكون الضربه القاضيه !
!
يريد ان يختلى بنفسه اكثر وقت ممكن
ليطمئن قلبه الذي ينبض بلا توقف وبهيجان!
يظن انه هو من توجد مشكله بقلبه وليس ذاك الصغير!
،

،
إنهيارها امامه بالمشفى جعله يتمنى لو انه عمر للحضه لو أنه يستطيع ان يطمئن قلبها الصغير ،ويربت على أكتافها !
ويرمي قُبلاته على عيناها المُبلله !
ووجها النحيـل سابقاً .. قد أصبح ممتلئ وعينّيها الواسعه لا زالت كمّا هي!
يالله !
لـم يعلم كيف حُفرت ملامحها بعقله بهذة السرعه !
كان عقله مشتت لم يسعّفه إن يبحـر في ملامحها التي أصبح أنضـج وأجمل.
ولكـن .. وللعجب قلبه كان بالمرصاد ، لن يفوت فرصه كهذة!
بدأ يسترجع ملامح وجهها الباكيه .. كمشهد من فِلم حزين بلقطه بطيئه تخطف الإنفاس !
هل الحزن البائس .. سرّ بجعلها تخطف الإنفاس هكذا ؟
،!
إبتسم بسخريه مريرة ليتحدث بخوفت : واقف اكثر من نص ساعه !
،
وإنطلق بسيارتة مرة اخرى متجه .. إلى ذاك الحُزن ذا الملامح الجميله !
،
هو حزيين بالطبع .. حزين من إجل عمر ومن إجل الصغير اللطيف .. حزين لإن صديقه مُتعب !
حزين لانها .. هي توجد في متهاهات الحُزن !
حزين .. لأجلهم جميعاً !
.................................................. ................
،
لم تستطع التوقف عن البكاء لهذة اللحضه !
تقسم إنه لا تقوى إن تكفّ دموعها وتصبح أقوى !
!
فمنذ إنهاء الإجراءات وتخيطيط القلب لصغيرهم ورؤيته هكذا بجسدة النحيّل ويرقد على السرير الأبيض كفيله بإنهيارها
وهي تحمد الله انّ ناصر حيّ يرزق !
ماذا ستفعل لو أنه مات؟
ستجن حينها !
ستفقد حياتها معه !
انهُ صغيرهم المحبب ، والغير مدلل
فحالتهم لا تسمح لهم بتدّليله ولو قليلاً !
صغيرهم الذي لا يتوانى ان يرسل قبلاته اينما كان !
ولا يتواني ان يحتضنهم جميعهم قبل ان يخلد الى النوم ..
صغيرهم المشاكس جداً
وصوت بيتهم ، وسعادته ..
،
انهمرت دموعها أكثر عندما تذكرت وجهه وهو ينظر الى الفراغ ويمسّك بقلبه ويعجز عن التنفس !
يالهي يالهي ألطف بنا !
ياألهي ارحم قلبه الصغير ، وإشف شفاءاً لا يُغادر سقما !
: يكفيّ يابنت الحلال يكفي !
رفعت ناظريها إلى إخيها مسّود الوجه لتحاول مسح سيّلان الدموع : عـجــ…ـزت والله !
!
تنهد بضيق !
هو ايضاً يتمنى لو يبكي !
يتمنى لو إن دموعه ترحمه وتسترسل على خدّة الحنطي!
يتمنى لو ينفث هذا الوجع ليصبح هباءاً منثورا !
يتمنى .. لو إن والديه هُنا !
يحملون عبء مايشعر به !
لو إن إبيه هُنا يمسك زِمام الأمور بدلاً عنه !
لو إنه والدته هُنا .. تخفف الوجع الكامن في صدورهم !
لو .. ولو ..
إستعاذ من الشيطان ليتحدث بصوت عميق : مريم يكفي الصياح .. وإن شاءالله مشكلته بسيطه ماهي قويه لا تـخافين !
!
: كـ..ـنت حاسه انه فيه شي .. يالله يتنفس اذا لعب مع سلومه يتعب علطول .. بس تعبان وبس يبي ينام ، كنت اقولهم بس ماصدقوني والله ! والله !
!
: اه ..مكتوب .. الحمدلله الحمدلله على كّل حال ! .. من متى وانتي تشوفينه كيذا ؟
: مـ..ـادري بس أخر إسبوعين اللي لاحضت اخر شي .. تخيّل ألقيه نايم بإي مكان .. ماياكل زين بس تعبان ..
تنهد : الله يطمن قلوبنا ولا يفجعنا !
!
طرقات الباب .. زعزت شحنّات الحزن المخزونه بالغرفه البيضاء !
ليدخل الطبيب وورائه الممرضه .. وهي إعتدلت في جلستها وأحكمت غطائها ..
: بشّر يادكتور ؟
: سوينا له تخطيط قلب .. فقط ..يحتاج فحوصات أكثر مثل الأشعه السيّنيه .. واشياء كثير بس مكلفه ..ومثل ماطلبتو راح نحول لمستشفى حكومي ويقومون بالجواب وإحتمال يكون هبوط بنبضات القلب ولكن من الفحوص تتأكدون ..
: طيب هبوط القلب قوّي .. يعني مرض خطير لا سمح الله ؟
: والله ماحب اطمنكم بزيادة ولا اخوفكم يعني .. بس نقول ان شاءالله انه مافي خطر عليه قوي .. بس احتاج اسأل الام وينه ؟
..
قال بجفاف حلق : متوفيه
تمتم : الله يرحمها .. بس هل الأم كانت في فترة الحمل كان معها دا السكري او إكتئاب او تاكل ادويه معينه ؟
إجاب : والله مادري يادكتور .. بس كان معها إكتئاب بعد ماجابت ناصر ..وهي توفت بمرض القلب !
أومئ برأسه : اها .. احتمال يكون المرض وراثي من عند الام ! او انه الام كانت تمر بمرحله إكتئاب في فترة حمله أو سبب ثاني .. واتمنى له الشفاء العاجل ..
،
مدّت له الممرضه ورقه لتقول : هذي ورقه تحويل لمستشفى حكومي
ليردف الطبيب : وياليت من الحين ترحون .. لانه المريض يحتاج لسرعه ! ، وراح تنقل سيّارة إسعاف لمدينه الملك فهد الطبيه بعد 15 دقيقه !
،
حديث الطبيب لم يكون مطمئن البته !
إرتدت فرائضهم خوفا !
وعمر يردد : لا حول ولا قوة الا بالله !
رن هاتفه ليّجيب : هلا محمد ؟
: وش صار طمنّي .. واي غرفه جاي ومعي اغراض!
: الحين بننّقله لمدينه فهد الطبيه .. شكل السالفه قوّيه !
إجاب بخوف : صادق !!
: والله .. الله يستر اوقف عند نفس بوابه الطورائ .. شوي وجاينك ! مع السلامه !
!
كانت تنتفض جزعاً !
وهي ترى وجهه الصغير شاحب ..
إنتظرا حتى دخل طاقم طبي وهم ينقلونه بعنايه !
تحدث احدهم : ياليت تستعجلون ونصير على نفس الوقت هناك .. واللي حاب يركب بالإسعاف
: لا بنصير وراكم بالسيارة ..
..
خرج الطاقم الطبي .. وهما خلفهما
ليقول بسرعه: بروح انهي كل الإجراءات وإنتي إنزلي عند باب الطوارئ سيارتي هناك ..
إجابت بالموافقه .. متناسيه الخوف الكامن بين أضلاعها .. حتى توقفت عند باب المصعد .. لترتد فرائضها الى الخلف .. دارت عينيها تبحث عن عمر ..ولكنه إختفى بين زِحام الأورقه الكثيرة ..
عضت شِفاها بـخوف .. لتقترب من إحدى الممرضات : لوسمحتـ..ـي وين الدرج ؟
: شوفي بعد المصعد امشي شوي تلقينه على يدك اليسار ..
إتبعت تعلمياتها بعدما شكرتها وهي تتنفس الصعداء على تصرفها السريع والمُبهر !
نزلت بهدوء .. حتى إنتهت وهيّ تلهث بتعب !
ياألهي .. انه مُتعب !
ولكن أفضل من مصعد مُغلق ومُخيف.
!
وقعت ناظريها عليه .. يجلس على إحدى الكراسي الموضوعه .. ويبدوا إنه لم ينتبه لها !
توترت أكثر .. لتجلس بعيدة عنه قليلاً بجانب إمرأتان !
!
يالله لتو تتذكر ماحدث !
وكيف هو دخل الى بيتهم وصرخ في وجهها!
ليأخذ ناصر من بيني يدّيها !
وإنهيارها أمامه !
يالله .. ..
مشاعر الكره والبغض التي تعصفها عِندما تراها .. قد تغيرت قليلاً .. لتذهب إلى مُنحنى أخر .. لا تعلم ماهيه تفسيرها .. !
لتضحك بسخريه : اجل يفكر فيني طول الليل .. يسستاهل لو هو كان نازله من الاصنصير بدون لا أتعب !
،
!
!
ياألهي أهو وقت تفكرين به بهذة الأمور ؟
هُناك اشياء أعظم !
وأكبر !
ويحك يامريم !
!
إنشغلت بتفكيرها بأخيها .. وصحته
وهي تدعو بسّرها لإجله !
!
رأت عمر يقف امام ذاك البليد وهو يبحث عنها .. ولكن إستقامت لتتجه حيث ماكانت يقفان .. لتقول بخوفت : عمر انا هينا ..
ولكن كان ينظر للجه الثانيه وهو يضع الهاتف على إذنه .. يبدو إنه يتصل بها .. هاتفها لم يكن موجود معها اصلاً !
لتقول بصوت أعلى : عمممررر !
!
ألتفت الإثنان عليها ..
وذاك الشعور الغريب أحسته يفرك أمعائها
ليتحدث اخيها : وينك انتي .. بسرعه يالله !
..
سارت خلفهما بخطوات بطيئه .. وهي تنظر الى كتف عمر فقط. !
لكيلا تضيع الطريق !
حتى وصلا الى السيارة !
إستقلت وبعدها إخيها .. ليأتي هو بعدما إختفى حاملاً معه شنطه تعرفها !
وفتح الباب الخلفي ليضعها ويتحدث : يالله عمر انا وراكم !
!
: وش هالشنطه ؟
لم تستطع كبت تساؤلها!
: اغراض لك ولناصر ..
لم تعلق ...
وسارت السيارة حيث المشفى !
.................................................. ...................
، ،
طوال الأسبوع المنصرم كانت خالاته وإخته مريم يتنابون عند ناصر بالمشفى .. وطوال هذا الأسبوع كان صغيرهم مجهّد لكثره الفحوصات التي يمّر بها !
وقلوبهم الوجله تكاد تُفلت مابين الأضلع !
!
وهاهو الآن امام الطبيب المختص ليّوافيهم بحالته متحدثاً : أول شي الحمدلله على سلامه الطفل ! ثانياً تم تشخيصه ثقب القلب بين البطينين وهو ثقب يصيب الجدار الحاجز بين البطين الأيمن والبطين الأيسّر .. ..
قاطعه وإبتسامه بلهاء تزين ثغرة : دكتور .. انا ماني فاهم وضحّ شوي !
!
كان هـو وحدة أمام الطبيب ذا النظارات السميكه!
كان هو وحدة ليستوعب الكمّ الهائل من المعلومات التي ليست شيقه ابداً!
تنهد الطبيب ليقول : إسمع ياأخ عمر .. راح احاول أبسط لك الموضوع قد ماأقدر وان شاءالله تفهم معي .. المريض ناصر وشّوف معي الأشعه ..
رفع ناظريه إلى الشاشه والطبيب يكمل : كان موجود الثقب عند الولادة ولكن حسب ماتبّين ماشخّص اثناء الولاده والثقب كان صغير جداً يمكن يتسكر مع الوقت .. بس بدأ يتوسع للمتوسط وإن شاءالله مافي خطورة كبيرةً! ويمكن هذا الشي وراثي وحسبّ ماقلتوا إن الوالدة توفيت بسبب مرض القلب فأكيد وراثي ! .. هذا الثقب بدأ يتوسع وبدأت هالاعراض على الطفل مثل صعوبه وتسارع في التنفس ،شحوب لون البشرة وغير الأعراض الاخرى وبعد الطفل مايزاد وزنه بالمعدل الطبيعي ! ..! .. راح نستمر معه بالعلاج حتى نشوف إستاجبه جسد المريض .. وبعّدها نشوف اذا يحتاج تدّخل جراحي اولا .. وإحنا ماراح نستعجل على الجراحه لان الثقب تقريباً ماهو كبير للحد اللي يخوفنا ! واهم شي تراعون صحه الطفل !
،
كان ينظر ببلاه !
ليكمل الطبيب : وراح نكتب له خروج الحين ..وصرف الادويه ضروري خلال اليوم ..وموعدنا بعد إسبوعين !
!
وهكذا خرج بعدما إنهئ الطبيب حديثه وإعطاءه وصفه ممتلئه من الخربشات الغير مفهومه !
!
تنهد بضيق !
وإتجه الى الغرفه الكئيبه التي يرقد فيها إخيه !
لّيفتحها بهدوء ويجدّ خالته سارة وأمل ليقول : تجهزوا كتب له خروج !
وألقى نظرة عليـه وهو شاحب الوجه وينام بعمق !
: طيب وش قال لك الدكتور عمر بالضبط ؟ طمنّ قلوبنا !
: بالسيارة اقولكم .. يالله بروح اصرف العلاج
!
عِندما خرج تحدث امل : وجهه مايطمن اخاف فيه شي قوي !
: والله مايندري ..من بدايه تعب ناصر ووجه مايطمن ! الله يستر يارب !
قامتا بلّم الأغراض سريعاً
: أصحيه ولا اشيله؟
لترد : لا صحيه يمشي افضل ، بس نصبر ليمن تجي الممرضه تشيل المغذي وهالحوسه
لتقول بتردد: سارة اخاف يصيح يبي مريم !
لتقول وهي تحكم الغطاء : لا اذا شاف عمر بيسكت اهم شي واحد من أخوانه !
!
إنتظرتا قليلاً حتى دخلت الممرضه وهي تحيّههن وتقوم بعمالها بتّفان !
بعدما إنتهت إقتربت لتوقظه بهدوء وكعادته سهل لين الطبّاع إستيقظ بسرعه وألبسه فردّتي حذاءه وخرجن الى خارج المشـفى ذا الرائحه الكريهة !
!
تقابلا هن وعمر وإتجهن الى السيّارة !
وبعدما إستلقن سألت الخاله سارة بقلق : هاه عمر ماقلت لنا وش صار ؟
تنهد بضيق : يقول ثقف بالقلب ..
: لاا صصاادقق!!!!!! ياربي رحمتك !
ليردف : وكان فيه من يوم صغير بس لان ماشخّص اثناء الولادة مادرينا وبدأ يكبر وهاللي تعب .. ويقول بنعطيه أدويه وبعدين بنشوف النتيجه !
تمتمت بإسى : الحمدلله على كلّ حال ..
لتردف الخاله أمل : الطفل لازم اول مايولد يكشفون على كل شي ..وعشان كيذا مادرينا .. زين اللي لاحقنا قبل لا يضيع من بين يدّينا !
ليستططرد بقيه التفاصيل : الثقب الصغير يمكن يتسكر مع الوقت .. بس يقول بدأ يتوسع للمتوسط ويقول إن شاءالله مافيه خطورة كبيرةً!
: طيب والسبب!؟
: احتمال وراثه من إمي !
لتجيب : ايه امك كان فيها قلب بس مادرينا الا صدفه تخيّل ! وهي كانت تتعب كثير بس كانت تحاول تخبّيه .. بس شفت ورقه المستشفى صدفه !
ليجيب بغصّه : كانت بايعه الحياة بعد إبوي اصلاً .. وقبل لا يموت وانا احسّ فيهم شي بس مادري وش بالضبط ! وبعدها توفى فجأه كيذا وهو بكامل صحته الله يرحمه ويغفرله أجمعين ..وبعد سنه .. هيّ توفت !
: امين .. كان إبوك يعرف اللي فيها بس توفى قبل لا يكمولون العلاج وبعدها هي إصابه إكتئاب والنفسيه كان بالحطيط بعد وفاته !
!
إحتد الصمت دقائق وهم يتذكرون تلك الأيام العصيبه وريّاح الحُزن على حالها يفتك إجسادهم .. كانت تقظم أظافرها حُزناً وصمتاً وتحبس نِفسها بغرفتها .. حاولو جميعهم إخراجها ممن إكتئابها ولكن لم يستطيعوا ! كان جُل ماتفعله النظر بلا مُبالاة وكأن هُناك حاجز زُجاجي يفصلها عن من حولها ... حتى قبيل وفاته بشهر لترجع إلى ذاتها القديمه وتلّبس ثياب الفرح البالي .. لتصدمهم برحيلها الفاجعّ!
:الله يرحمهم جميع ويغفرلهم ..
: امين ..
،
توقفت السيّارة امام بيتهم لينزلن وتحدث بتعب : انا بروح لشغلي اذا بغيتوا شي دقوا على محمد ولا إي احد مااضن اقدر إجي !
: طيب إنزل كل لك لقمتين على الإقل !
رد بالنفي : لا مايمدي .. يالله مع السلامه ..
،
وتوّجه بسيارته حيث مقرّ عمله !
ولحسن حظه المدير تساهل معه جداً خلال الاسبوع !
وبعد خروج إخيه لابدّ له من الرجوع حيث سابق عهدة !
،
هـو حزين .. وبائس .. وغمامه سوادء فوق رأسه !
وشعور بإنه لايستطيع تغير حالهم إلى إحسنه يقتله !
شعور إنه مكبّل اليدين هكذا .. أمر مروع بالنسبه له !
ولكن .. كعادته يلوذ بالصمت عند الحزن والقلق والخوف .. يخبئ حزنه بالصمت ذاته الذي حدث به كل شي ...
،
ترجلّ من سيارته متجهه الى مقرّ عمله !
حيث يعمل في أرقى الأسواق في إحدى المطاعم ذات الشعبيه الواسعه ..
إستلم عمله كمالعادة .. وقليل مايرتد الزبائن في هذا الوقت حتى بعد صلاة العشاء يكتض السوق !
!
أنهى صلاته العشاء في أحدى الاماكن الضيقه في المطعم
وسأل من يعمل معه : إلا هشام وينه ماشوف ؟
تحدث بلجه مكسرة : هذا روح جيش
تعجّب : يعني إستقال ؟
أجاب بالموافقه : يس .. من يومين وهو روح جيش عشان فلوس كويس !
!
تعجب !
ف هشام زميل له يعمل معه في المطعم !
ولم يرتاد الجامعه بسبب درجاته المتدّنيه !
.. تناسى أمر عندما تبين له في وجه الزحام شخص يعرفه ، وماهي خطوات حتى أتى امامه ليرحب به بحفواه : ياهلا والله بسالم
أجاب: هلا والله عمر وشلونك وشخبارك؟
: بخير الحمدلله إنت شلونك؟ وشلون عمي فهد و الاهل؟
إبتسم بهدوء : كلنا بخير يابي لك الحمد .. ماشاءالله تشتغل هينا أجل ! والحمدلله على سلامه أخوك !
: إي والله ، الله يسلمك يارب ، أمر على حسابي اليوم
ضحك : لا والله ماهي عليك ، مواعدين ناس بنعشّيهم .
:صدق ؟ اجل ماني بداخل بينكم ..
إبتسم وقال : دقيقه بنّادّيها الله يسلمك هذي إختي ماريّا عدت بااختبار وحالفه لا نعشّيّها كل واحد يوم
وإستدار .. تاركاً ذاك يتخبط !
....
رؤية أحد من أهلها شي يسعده ..
ولكـن إن يراها وحتى لو كانت الحجاب يغطي معالم وجهها سوى العينين !
كفيله بجعل دقات قلبي تتخبط!
وكفيله باأن ينسى ألم مرض أخيه
وتعبه !
وايضا تسّعدده لايام !
،
تنحنح ورتب هندّامه جيداً
وهو يرى سالم وهي ورائه تمشي على إستحياء غض بصره وانشغل بيديه
: وش تبغين ؟ عجزت إنطقها!
،
وصوتها بعد!!!
حتى أحلامه لم تكبر لتصل الى تلك الدرجه
إتى صوت رقيق ويضنه افضلل صوت سمعه لهذا اليوم في حيّاته
وهي تملى إليه ماتريد وتختمها ببيسي مثلج !
،
:153 ..
لا يعرف كيف نطق الارقام بسلاسه !
ذهبوا بعد ما أعطاهم الفاتوره !
وشعور يشعر يدغده في انحاء صدره!
،
وماهي دقائق حتى إتى أخها وأخذ الطلب ليقول : نشوفكم يوم الجمعه بإذن الله ..
إبتسم بسعادة غريبه : إن شاءالله !
،
،
تلك الدقائق من السعادة اللذيذه ذهبت!
ولكنّها ستبقى في ذاكرته لا مُحال!
.................................................. .................
.
.
.
دخل إلى البيت وهو يترنح من شدّة التعب !
يالله ..والدة يريد قتله بعمل الصارم !
فهو يذهب إلى المزرعه صباحاً ولا يأتي إلا مساءاً !
تاركاً ملذات الحياة ورائه بسبب إبيه !
وأبن خالته لا يكّف عن السخريه منه !
وحتـى عمله .. أصبح مستعبد من المهمات الكثيرة بسبب مايفعله !
ولشّدة الإسف لم يستطع إغضاب إبيه ومالديه سوا إن يرضخ بمضض !
توجّه الى غرفته ولكن والدته إستوقفته وهي تجلس في الصاله وتحادث أحدا ما في الهاتف ..
تنهد بضيق .. وجلس أمامها وهو ينتظر إن تنتهي مكالمتها الممله !
.. كان يغمض عينيه وهو يستمع لثرثرة والدته ولكن سمع إسم كان يؤرق نومه منذ إيام! ..
: وشلونها سُلاف يالطيفه عساها مرتاحه عندكم ؟؟ ... اي ياعمري الله يشفيه امه ويردة لها سالمه ... اي اييي اشوى اشوى .. اي عاد اذا رحنا المزرعه الاسبوع الجاي جيبيها معك ..زين فمان الله
!
واخيراً حادثته والدته لتقول: هاه شلون الشغل فيهدان ؟
بإبتسامه مليئه بالسرور !
قال بسخريه : ماشاءالله من حلاوته ماودي ارجع البيت !
ضحكت ملئي شدقيها ؛ والله سوات ابوك وش زينها شف وش حليلك تقوم مع الناس وتنام بالليل حتى وجهك صار وش زينه !
قال بملل: اي واضح .. المهم يمه وش كنتي تبين !
لّوت فمها بحنق من إسلوبه الجاف لتقول : مابي شي بس بشوفك وبسولف معك !
: يمه والله بي نوم حتى مقدر إسولف !
ليستقيم وهو يتثاوب : بروح أنام ...
لتقول بخيبه إمل صاحبة صوتها : طيب ماتبي عشا؟
: لااا كليت بالمزرعه ، وبعدها سأل : اقول يمه خالتي لطيفه عندها بنت إسمها سُلاف ؟
إجابت وميض حزن إرتسم على ملامح وجهها : لاا هذي بنت عمهم امها تعبانه ومسافرة تعالج وساكنه عند لطيفه !
: اها ..وعزوز شلون تتغطى عنه ؟
: مادري .. بس ماتوقع عزوز حسبت إخوها وإتوقع هي صغيرة مدري شكبرها .. وهي فترة وبتروح يعني !
ليستفسر إكثر : وطيب خوالها وينهم ؟
: مالها أحد بالرياض كلهم ماهم فيه هينا !
ليقول بتأكيد : وهي تجلس عند خالتي يعني ؟
لتقول بتعجّب : فهد وش فيك على الأسئله ؟
ليقول بتدارك : لا لا مافيني شي !
،
إبتسم بخّفه .. وإستدار حيث الدرج والى غرفته !
!
وميض تحدّي يبرق في عيّنيه !
اصبح الوصول لها ... أقرب ممّا يتصور !
،
وإم هي تتقاذف ألسنه الخيبه الحـارقه إلى صدرها بحسرة !
وهي تدعو بسّرها ، وتتحسر !
.................................................. ....................
،
،
طوال الأسبوع المنصرم كانت تترنح من شدّه الإرهاق والسَهر !
فإنها إما تكون عند إخيها وتكون مسيقظه طوال اليوم خوفاً من يفقد نفسه بغثة !
أو .. تتناوب هي وخالتها وتعود إلى البيت لتبقى ايضاً سَاهرة خيشه إتصال ما يخبرها بحدوث إمر !
!
وعندما أخبرتها خالتها مابه .. إطمئنت نعم !
لم تجزّع ولم تبكي مثلما كانت تعتقد لأ !
بل إطمئنت عندما عرفه مابه بالضبط !
ستعتني به جيداً .. متأكدة إنها ستسهر وتسهر اياماً أُخر من إجله !
وتلك الساعتان التي تنام فيها مرغمه ستكون وقود لإيام أُخر من إجل صغيرها !
فُ والله تشعر بإنه خارج من رحمها !
وتشعـر بألم ولادته كل ذا حين !
فهو .. ليس إخيه فقط .. بل إبنها إن صحّ التعبير !
وهـو في حجرها ينظر الى السقف بهدوء .. وخالاتها يقنعنها بشئ لن ترضخ له بالطبع !
والعِناد الذي في إخيه عمر .. إنتقل إليها !
لتقول بإصرار : لااا لو مدري إيش ماراح أجلس عند خوالي أو تاخذين ناصر ياخالتي .. أنا اخته واراعي له عادي !
لتقول الخاله سارة بمحاوله إقنعها : بس يامريم إنتي تتداومين وتتعبين أرحمي نفسك ششوي ! وبعدين على الاقل بس بالداومات وبالأجازة عندك !
لتقول بلا مبالاة : عاديي .. أغيب اذا تعب وونتناوب انا ولمياء بس تاخذينه ياخالتي لأ لو مدري إيش !
إشتعلت الخاله أمل غضباً : طيب على الأقل اجلسي عند امي .. فكري بإمي على الاقل ترها ماتنام الليل عشانكم اذا إنتم عندة بترتاح والله العظيم مريم فكري زين !
لتقول بتحدّ : وراحتي انا وإخواني هاه ؟؟ لاا واللي يسلمك جربت اعيش عندهم ووش شفت لاا والله ! وانا كم مرة اقولكم وصلو لجدّتي لا تخاف وش بيجينا طيب !
تنهدت سارة قائله : اصلاً لو أقنعناك وش بيقنع عمر !
: طيب وش السوات الحين !
: يالله ياخالتييييي وش سواته عادي ترى قلت لك تناوب انا ولمياء شدعوى .. ولا شرايك لمياء ؟؟؟؟؟
،
كانت تجلس معهم بصمت لتقول : انا مع مريم .. وهي صادقه تناوب عادي !
تنهدت امل : العائله كلها عناد بعناد !
: تتذكرين سحر سبحان الله طبق الإصل من العناد اللي فيها !
لم تعلقا .. لتقول بعدها : طيب انا عندي شور ..واذا ماطعتوني لتقول بتحدّ : لاا غصب عاد بتطيعوني مالي دخل !
: وشو؟
: شغالتي تجي عندكم لمين نهايه الدوام !
لترفض بعنف : لااااا لو مدري إيش ياخالتي يكفي السواق اللي يودينا ببلاش لااا مستحيل .. قلت لك والله عاد..
: مريم ترى والله العظيم بزعل وادق على ساميه تلعن جدفك !!!! مافكرتي بنا كلنا ؟ مافكرتي بسلوى وساميه اللي قلوبهم تتواكل غشانكم ! مافكرتي بس وبإمل اللي نحاول بكل شي وانتي واخوك على عنادةً! مافكرتي بإمي ياعيني هي .. ترى ماتنام الليل عشانكمم حرام عليك ! على الأقل الشغاله تراعي لناصر وانتي بالدوام .. وبعدين مافكرتي بمستقبلك إنتي ولمياء وكثرة غيابكم وبعدين ناصر طول هالأسبوعين يحتاج راعيه خاصه ! وإنتي ولمياء وراكم دوام ومستقبل والله لو انا وأمل نقدر تناوبنا بس صعبه عشان كيذا كايا شغالتي تجي كل صبح وترجع بعد العِشاء إفضل ومتأكدة ماراح تقول شي ! هي تحب ناصر وبتراعي له بعيونك ماعليك !
تنهدت بتعب: طيب طيب خلاص خلي الشغاله تجي بس نطلع من بيتنا مستحيل .. بس قولي لعمر قبل ! ..وهي بترضى طيب ؟
لتقول بهدوء : محلوله ماعليك .. كايا تحب ناصر وبترضى ..والنوم بإي مكان وش دعوى ..وعمر عاد يرضى غصبنً عليه !
.. لم تعلق ..
تعلم جيداً بإن اخيها لن يرضى !
ولكن .. تتمنى لو يرضى حقيقةً !
،
إتصال هاتفها إزعج الصغير قليلاً إلتقطه لترد بهدوء : هلا
ليأتيها إمرت خالهت : هلا والله بمريم شلونك ؟
إجابت : بخير الحمدلله .. وإنتي شلونك ؟ ؟
: بخير الحمدلله .. خالاتك بيطولون؟ !
:اي إتوقع ، حياك خالتي تعالي ؟
: ياعمري الله يحيك ، بس برسل مع محمد عشا لكم زينت وكثير ، وجدتك ماتشتهي اللحم وجابر بنام
لتقول بإحراج : طيب تعالي تعشي معنا مرة ازين لك ؟
لتقول : لا ماش مااحب اخلي محمد يتعشى لحاله مرة ثانيه إن شاءالله
لتتمت بلطف : ياعمري ياخالتي ماقصرتي الله يجزاك الجنه
:ماسويت شي حق وواجب ..
وهكـذا أغلقت
لتستفسر الخاله أمل : وش تبي نورة ؟
إجابت : بتجيب عشا مع محمد
: ياعمري ماتقّصر
لتُردف الخاله سـارة بحب : والله محمد اللي مايقصر ياعيني هـو ، اذا شفتيه تقولين أخو عمر طول الوقت معه .. والله ماأتمنى الا عبد المحسن يصير زّيه ولاا مهند بين كتبه والله ماهو لّمي
أطلقت الخاله امل ضحكه رنّانه : حرام عليك مهند فيه الخيـر والبركه بس دراسته ، ومحمـد ياما كان شقي بس سبحان الله تغير كثثييرر عن أول .. إحسه يشبه ابوي اكثر شي بطبعه
،
قضمت شِفاه بحنـق وهي تشعر بالغيض إتجاههن !
لتتحدث بنزق : واضضح الصدق بالمستشفى لازق عجزت أخذ راحتي !
: ههههههههههههههههه حرام عليـك
: هيّن عاد مريم إنتي ومحمـد مو يومكم صغّار متنافرين
نفخت هواء ساخن من شفتيها لتأكد : وحتـى الحين !
!
: بنزوجك إياه !
أطلقت صـرخه من إعماقها : لن شاءالله هذا اللي بقاء ! لتردف بسخريه : اخاف يجلس يقفل علي البيبان وينّساني !
إنفجرتا ضاحكتين لتتحدث لميـاء : تهقين خالتي والله لايقين لبعض خلينا نخطط نجمع راسين بالحلال
:هههههههههههههههههههههههه� �ههههههههههه
إبعدت الصغير بلطف ليتعدل وإعتدلت بجلستها لترفع السبّابه بغضب : والله لو هو اخر شخص بالدنيا ماخذيته ولو سمحتوا لا تفتحون هالسيرة معي تدرون إني اكرهه من كل قققلبييييي
عقدت حاجبيه الخاله أمل : شفيك مريم والله نمزح
كتفت يديها بتهكم : مااحب المزح الثقيل !
تنهدت الخاله سارة وهي تتثاوب بملل : والله الصدق لو يجي يخطب ريما ماراح أرفض ، يالله الجنّه احسه كل مايكبر يزيد غلاه بقلبي ! وانتي خلي كرهك لك
!
إرتد قلبها بنبضات عاصـفه عندما لّكئت خالتها الجرح الطـري ، لترتسـم خيبـه خفيه على شفّاف قلبها ليكون التجاهل هـو مايجب عليه فعله !
،
أغمضت عيّنيها لتفتحها بوجع ، وهي تتذكر تجاهل ابنت خالتها بسبـه !
من كان يُلاحقها بنـظرات فاضحه بالنسبه لها ، وخفيه للاخرين !
يجعلها تتلكئ في خطواتها وتصرفاتها يحكمها التوتر !
تمقـته ذلك البليـد !
فَ بسببه .. قطع إسترسالها في عمق الشعور قول لميـاء بسخريه : خـالتي شوفي ضاق صدرها شكلها غارت !
فتحت عيّنيها بوسعها لتستقيم بغضب : إنطمي اقققول الحمدلله والششكر !
تزامناً مع جـرس الباب مُعلن وصوله !
لتزيد إختها : روحي إفتحي الباب لزوجك المستقبلي ..
،
سارت بإتجاه غرفتها محمّله بغضب ناري لتقول : انقلعي إنتي افتحييه !
وَ صوت ضحكاتهن ثير غيّضها أكثر !
،
أغلقت ورائها الباب بغضب !
وهي تكتف يدّيها ، وتفكر بحديث أسـيل سابقاً ( مريم إنتي لازم تسامحين محمد هو بشر يغلط يصيب شي لابد منه هو أخطأ بحقك واعتذر هو اللي يقدر عليه سّواه وهو ماكان قاصد لك الاذيه ! الحين الخطأ منك إنك تلومنينه بكل يوم وكل مرة وتكرهينه أكثر سامحيه وإبدي بتغير نفسك للأفضل ، وإنسي الماضي ، حرام عليك تعيشينه بتأنيب ضمير أكثر من كيذا !)
،
تقاذفت الإفكـار برأسها مدمرة حصون التجاهـل !
هي تكرةّ تقرّ بذلك ، تمقته وتمقت تصرفاته اللعينه !
تكره حظـورةدائماً وابداً ليذكرها بفعلته الشنعيه التي لا زالت تلملم دمارها كلّ ذا حين !
،
ولن تستطيع إن تسـامحه حتـى لو أفصح بحبها له أكثر!
تصرفاته اللعّينه بالمشـفى لن تدك الحصـن المنيع لقلبها ، مهما حيّيـت !
!





.................................................. ........................
،
،
،
عند عودة والدتها من بيت خالتها وحديثها عن إبناء خالتها شعرت بتأنيب الضمير !
وكيف هي تحقـد عليها بسبب تافه جداً ، بينما تلك تداري مصائبها كلّ ذا حين !
وكِلاهما بنفس السن تقريباً .. وإختلاف التفكير والظروف !
كيف هي بتفكيرها الساذج !
بينمّا تلك تفـكر كيف ستعتني بإخيها .. بدلاً من بتفكير بشئ سخيف مُسمّى بالحب !
ولكنها .. لا تعرف كيف سَتواجها!
كيف تكون معها عوناً بما حلّ بها !
خائفه من ردة فعلها ! بعكس حنان التي كانت معها طول ماكان إبن خالتها بالمشفى !
تحادثها وتطمئنها !
بينها هي ... .. تآكل نفسها بنفسها !
لم تزورهم بالمشفى وحتى بالبيت .. ممّا اثار استغراب والديها ولكن .. أقنعتهم بحجّه ما !
..
وهاهي بغرفتها والهاتف في حجرها ..
وفكرة الإتصال عليها .. أو لأ ..
تربكها ! .. والمواجهه صعبه بالنسبه لها !
هي سَ تواجها بالتأكيد !
ولكن .. ليس الان ..
وإجلت تلك الفكرة .. وإندست فيي فراشها طالبه النوم !
!
ولا زال الألم من ذاك الشخص .. يؤرق تفكيرها !
وأخذت عهداً على نفسها بإن إبنت خالتها وصديقتها ليس ذنب بماحدث !
وهـو!!!!
عضت شِفاها بألم ودمعه واحدة إسترسلت بضعف!
.................................................. ....................
،
،
هي ذات صدّاقات محدودة جداً !
لا تملك سوى صديقه واحدة في المدرسه ..
وَ صديقه واحدة عند عمامها !
وتلك الصديقه حفيدة عمها فهد .. سهى !
لا تعلم كيف .. أصبحن صديقتين بظروف قصيرة !
فّهي قليلاً ماتراه .. ولكن مّجرد ماتراها تنسى نفسها معها وتستمتع كثيراً !
هي بعكس ظروفها وبيئتها وحتى شخصيتها .. ولكن قلوبهما تألفت ..
وقد إتصلت عليها ودعتها الى بيت جدّها والذي هو عمّها .. وتسكن عندهم بسبب طلاق والديها منذ أشهر .. لترّفهان عن نفسهما كثيراً !
إستحبّت الفكرة كثيراً !
وحتى عندما أخبرت عمر راقت لها جداً وَ جداً بغرابه !
وحتى إنه إستئذن من عمله لإجلها مما اثار إستغرابها أكثر!
وحتى مريم حثتها أن تذهب وترفه عن نفسها !
!
وهاهي في السيارة متّجه الى بيتهم !
توقفت السيارة عند بييت عمه الكبير والجميل !
وحسّرة في قلبها خبئتها بصعوبه !
: متى تبين أجيك؟
: مممادري والله .. بس شف بدق عليك وأقطع اذا ماجاز لي الوضع وانت دق علي وكنت مستعجل وكيذا
ضحك : عز الله مايعجبك العجب ! واذا عجبك الوضع ؟
: اممم 12 كيذا
فتحت باب السيّارة ولكن توقفت عندما سمعت طرقات على نافذة عُمر ألتفت لترى إحدى أبناء عمها وعرفت بإنها سمّي والدها عندما حيّاه عمر بإسمه !
،
ترجلّت هي وأستدارت لتمر بجانب إبن عمها مرغمرة وتدخل الى الداخل ..
وإتجهت الى الباب الرئيسي وهي تنظر الى الحديقه الجميلة .. والخلابه وتتمتم : ماشاءالله !
دخلت الى البيت وكان هادئ جداً ! لم تعرف ماذا تفعل بالضبط ! فَ هي قبيل خروجها من البيت أخربتها بإنها ستأتي قريباً!
وقفت بتوتر !
،
إتصلت مرة مرتان لكن لا رد!
وإستصعبت ان تصعد إليها .. وايضاً وقوفها هُنا أصعب ..
: تبين أنادي لك سُهى؟
..
جفلت عندما سمعت الصوت ألتفت لتراه يقف بعيداً عنها قليلاً وإبتسامه لعوبه تزين ثغرة ..
..
تجاهلته وهي تعاود الأتصال مرة ومرتان !!!!
وهي تقطع شِفاها بإسنانها بحنق ..
: يابنت العم تبين أنادي لك سُهى؟؟ جاوبي تراني ماأخوف !!!
!
لم تردّ !
وهي ترتجف بخوف !
كان تضم يدّيها خوفاً وهي تسمعه يقول : شكلها طرماء !
لم تستطع السكوت أكثر همّت بالتحدث
ولكن أنقذها نزول ماريّا ابنت عمها وهي ترحب وتسلم عليها لتقول : شوفي المجلس هذاك ادخلي الحين جايتك سُهى !
ذهبت حيثما اشارت لها ماريّا .. ليأتيه صوته : ماريّا شكل صديقه سهى طرماء ياحرامم !
!
لم تستطع كبّت دموعها ابدا !
دخلت الى المجلس الواسع وإستندت الى الجدار وهي تمسح دموعها بقوة !
،
ليس الوقت ولا المكان مُناسب لإنفجار البركان المنحبس منذ قرابه الشهر !

،
فُتح الباب وهي لا تزال تحاول كبّت دموعها !
: هلااا والله حيّ ..
ولكن بتّرت عبارتها عندما رأت وجهها الباكي لتقول بخوف : لمييياءء ششششفيييككككك ؟؟؟؟؟
،
إنفجرت باكيه وإقتربت لتحضنها : لمياء بسم الله الرحمن شفيك خوفتيني والله !!!! ناصر فيه شي ؟؟؟ اهلك فيهم شيي ققوليييي !!!!
إبعدتها بلطف وهي تسمح دموعها بقوة : لـ…ـلا والله مافيـ…ـني شي بس ..
: بس إيش والله خوفتيني .. وهذا اول عزيمه شكلي بكنسل اذا الدعوة فيها صياح !
ضحكت من بين دموعها لتقول : انقلعي الشرهه على اللي يجيك !
: اجل قـوليي لييي وشش..
!
قطع حديثها طرقات الباب العنيفه .. فتحته بعنف لتجدّ عمها يقف وهو يحاول إختلاس النظر أغلقت الباب لتقول بلؤم : فارسس وش هالحركاتتتت !!!!
رفع حاجبه ليقول : بشوف صديقتك الطرماء حلوة ولا لا !
شهقت لتضربه بعنف : طرماء في عينك !!! لايكون قلت لها شي ؟؟؟
: والله هي خوافه وجلست ترتجف تقل بذبحها هالاشكال هذا تدرين ماحب يصيريون صديقاتك كيذا ابي وحدة شحّليلها تسولف وتاخذ وتعطي معي نوبربلومً!
تخصرت لتقول : لا والله ؟؟ اجل اخو صديقتي بطق معه سوالف مـث...
: عشان أذبحك !
: لا والله !
: والله !
لتقول بنفاذ صبر : إخلص وش كنت تبغى ؟؟؟؟؟
: عدّلي اسلوبي معك ولا مافيه عشا ياحلوة !!
: ههه لاا عاد حبيبي عمي فروسي تدرين انا اضيع بدونك !
: اننن اننن اقول الخلا ..
إحتضنته بلطف : فارررسسسسس !
تنهد : شسوي قليبي يحّب البنيات وش تبغون عشا؟
ضحكت : عز الله .. بعد صلاة العشاء تعال ولا ادق عليك اوكيه !
: اوكيه ياحب !
وإستدار الى الخارج ..
،
وإما تلك كانت تستمع لحديثهم ولا زالت تبكي !
هي لا تبكي لإن إبن عمها ضايقها !
هي تبكي من إجل عمر الذي حاربها لمدة !
هي تبكي من إجل كلامها القاسي له
تبكي من إجل ناصر وماحلّ به !
تبكي من إجلهم
تبكي والديها !
وتبكي وتبكي ...
دخلت سهى لتقول : للحين وانتي تبكين لمياء شفيك والله خوفتيني .. عمي فارس قالك شي اعرفه طبعه دفش شوي !
لتتحدث بصراحه : شفتي هالبكيه تراني حابستها من شهر تقريباً ! وتوّها تطلع هه من بركات عمّك !
إقتربت لتجلس بجوارها : ياعمري إنتي والله اذا البكاء يريحك إبكي ولا تكتمين !
إبتسم لتقول : لااا ابشرك طلع كل اللي بقلبييي !
لتقول بعدها : شفتي بركات عمي حلوة !
لتقول بصراحه : واضضح .. الصدق عمك كرهته من الحين اقولك !
إنفجرت ضاحكه : ترى هذا هو طبعه والله لو تشوفين اذا جاوا بنات خواله يارباه بس لّازق فيهم وعندهم !
قالت بنفور : ررجاءاً قولي له لايقرب اكره هالحركات مرة. !!
: ههههههههههههههههههه من عيوني ولا هم البنات مرة مبسوطات عليه !
: هو وش كبّرة اصلاً ؟
: اكبر منّنا بثلاث سنين تقريباً !
أومأت برأسها ..
،
تحدثتا كثيراً .. ومضى الوقت دون إن يشعرا حتى طُرق الباب وإنفتح ليظهر عمّها مُرحب بها : ياهلا والله حيّ الله من جانا وانا اقول ليشش البييت منّور اثاري بنت فارس فيه ؟
!
تغرغرت دموعها وإحتضنها ليقول : عزالله إنك ياسهى صادقتي ناس يحبهم قلبي !
!
تأثرت بقوة ولم تعلق .. إخذ يسألها عن إخوانها وصحّت إخيها وخرج بعدما أوصى حفيّدته لأجلها لتقول بغضب : اجججالي يالمياء جدي يوصيني عششانك اخر زمن !
ضحكت ملئ شدقيها : ياحياتي هوو اي عيوني اخاف انتي وعمك كل ماجيت بكيت منكم !
:ههههههههههههههههه اذا من عمي الله يستر ! والله لو تدرين يوم قلت لابوي وجدي مرة استانسوا وعطوني من الميه للأف اشتري لصديقتك والي تبون !
تأثرت بعمق لتقول : الله يحفظهم يارب !
: امميييننن!
،
تأثرت بقوة لإن عمها يذكرها بإبيها كثيراً !
ياألهي .. إن الشوق ينحر قلبي !
أرحمهما وإجمعني بهما في جنات عرضها كعرض السموات والإرض !
،
عادتا الى الجلـوس لتتحدث صديقتها مكّمله : عاد تدرين صح عمي فارس بثّر وثقيل طينه بس والله مايرضى عليى اصلاً الله يسلمك حنا بالبيت احزاب انا وفارس وماريا وسالم اذا جلسنا بمكان واحـد بدّت الحرب !
: ههههههههههههههههههههههههه ههههه ، وياسر ؟
عقدت حاجبيها بتفكير : شعرفك فييهه هاه ؟
تحدثت بملل : ياأفكارك الشاطحه ، لانه صديق عمر ويعني مرات اشوفهم مع بعض
: لاا هين ياسر ههههههههههه مع حزب جدتي
إنفجرت ضاحكة : وعمي ياحياتي ؟
: عمي صديق الجميع ، إمس تخيلي عمي سالم راح هو وماريا يتعشون وشوفيني انا بغيت اموت ، وفارس حلف يعوظني وإنتي معاي
لتقول بإستنكار : مع مييين ؟عمك هذا اللي باقي !
أنفجرت ضاحكه : هههههههههههههه والله عادي فكري فيها ، هو ياخذ طاوله وإحنا طاوله !
!
رنين هاتفها قطع حماسها بالحديث لتقول بضحكه : شوفي هذا هـو
وضعت السبيكر ليتحدث : سهى وش تبغين عشاء انتي وصديقتك الطرماء ؟
عقدت حاجبيها بنزق لتتحدث بطفوليه : ماني بطرماء !
إنفجرا ضاحكين
ليتحدث مابين ضحكته الخشنه : لا ابشرك مانتي بطرماء تعرفين تتكلمين !
عبّست بضيق لتستقيم وتتحدث بنزق: سهى اذا خلصتي ناديني بروح الحمام !
ليأتي صوته : افا يابنت العم قدر صوتي حمام ؟؟؟؟
،
عضت شِفاها بغضب من صوته المستفز لتخرج مغلقهً الباب بوقتها !
،
ألتقطت إنفاسها من شددةّ الضحك لتقول : فارـس اه هههههههههه استغفرالله .. ترى لمياء ماتحب هالحركات لا تحسبها زي جيهان وتهاني !
: مادري وش تبغين بالأشكال !
لتفصح عنّما في قلبها : عمي تدري إن هي اكثر انسانه احسها فاهمتني واحسني اسولف معها وانا ماحس بنفسي ، ترى جيهان وتهاني اللي تقول صادّقيهم عجزت أتقبلهم والله
أثـار الصمت لثواني .. لتردفت بحب : والله مدري شلون قلوبنا تالفت بسرعه ، يعني احسني افتح قلبي لها ومتأكدة إنها بتسمعني لانها تحبني مو فضول ! ، .. مدري شقول افهمني وخلاص ..
تحدث بتنهيدة : شنسوي عشانك بنتحمّل خلقتها الشينه شنسوي ؟ المهم أخلصي شتبغون ؟
: اصبر ادق عليك بعد شوي بشوف وش تبغى ؟
ليقول بصرخه مكتومه : اه تتشرط بعد عمتنا !!!! اوفف يالله إنتظرك !
،
إغلقت وإستقامت ذاهبه لتلك التي ستنفجر من شدّة الغضب ، ولا زالت بسمه عالقه بين شفتيها ..
.................................................. ...............

تم !
‏"هل تراقبني بشغف ؟ كما أفعل أنا .. لا أعتقد ، أنا دائماً من يبالغ"

الريم ناصر 14-09-18 06:31 AM

الفصل الخامس عشر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل (الخامس عشر )
،
سبحان الله وبحمدة ، سبحان الله العظيم ❤


،

مستلقيه على سرير إبنت عمها وهي تمسح دمعه يتيمه وتقول بصوت مبحوح : يمه اشتقت لك
لم تريد أن تزيد مكيال الألم عليها !
ولكن هي .. فاض الشوق والله علليييم!
ليأتي صوت والدتها عبر الأثير يشّن هجوم عاصف على خلايها الدمعيه لتفيض المقل بسخاء : يانظر عيني وانا بعد اشتقت مرة اشتقت لك .. ربك كريم ياسُهى ككرر ييييممم
: الله يقــ..ـومـ.ـك بالسلامه وترجعون يارب
: امين يانظر عيني ، شلونك ببيت عمك مرتاحه ؟
إزدرت ريقها لتغطي نبرة البكاء بصوت طبيعي وتمسح الدموع بيدّيها الصغّيرتين : مرررتاحه فوق ماتتصصورين والله خالتي والبنات كلهم شايلين فوق روسهم وعمي ياحياتي بس امري وتدلليي وحتى عزوز بعد !
تنهدت براحه : الحمدلله الله يطمنك والله داريه فيهم راعيين أصل .. كحت بتعب لتقول : عاد سوسو ماوصيك خليك عاقله ومؤدبه وصلاتتتتكك عيوني اهم شي ولا تنزلين إلا وإنتي لفه الطرحه زين .. تحملي لمين يفرجها الله !
: إن شـ..ـاءالله يمه !
لتتحدث بتنهيدة مُتعبه : يالله جو النيرسز نكلمك بعدين وابوك يسلم علييكك كثير بس مايقدر يكلمك الحين!
: وانا بعد سلميلي عليه .. وقـ..ـولي مرة مرة مشتاقتله مرةة .. وكلكمممم بعد !
:وحنا ياضو عيوني .. يالله مع السلامه أستودعتك الله !
أغلقت بعدما إستودعتها رب الأكوان ايضاً
،
لتجهش ببكاء مرير !
ياألهي ألطف بجسد أمي !
صب عليها العافيه صباً يارب !
يارب إني لا أحتمل يارب !
عـانت والدتها قبل وولادتها من مرض مُزمن لتتشافى بعدها !
والأن يباغتها من حيث لم تحتسب ، يدك حصون المناعه دكاً لتصبح على شرفه الهـاويه !
وَذهابها هي ووالدها للعلاج إلى الخارج كان الحلّ الأصعب !
ليتركوها وحيدة ، وبائسه هُنا وحدها !
وعنايه عمها وزوجته وأولادة تتلقفها كل ذا حين !
ولكـن تجّدها غصّه بين بلاعيمها !
،
رساله أتتها جعلتها ترفع هاتفها بإرهاق لتمسح دموعها وتنطلق شهقه مابين شِفاها !
( مرحبا )
عقدت حاجبيها لتقول بتعّجب (اههلين من معاي ؟)
رد بجرأة (معاك فهد .. كيف الحال ؟)
،
إعتدلت بجلستتها وهي تشعر ببعض الإثارة والتساؤل (ومن فففههد ؟ وش تبغى ؟)
( ابغى اسولف معاك ممكن ؟)
،
نظرت لحروفه وترددت ماذا ترد !
إبتسمت بإثارة لتكتب وتمسح وتكتب وتمسح !
واخيراً ردت ب ( لأ دور وحده تسولف معاك مااحب هالحركات هذذي !)
بعدما تذكرت مراقبه الله لها !
ووالدتها متعبه وهي تتسلى مع هذا؟
لايصح !
أجاب (هههه توقعت ردت فعل أقوى .. من وحده صوتها حححاد بس إنكسحت شوي )
تدلى فكها قليلاً لتقول بإنبهار (إنت تعرفني ؟)
رد ( يمكن ؟)
زاد إستغرابها لتقول( شلون يمكن ؟ تعرفنني إيه ولا لا ! )
( قلت لك يمكن !)
،
عضت شِفاها بحنق لتقول ( شكلك فاضي وماعندك شي وبزععمك بتطقطق علي لاا ياحبيبي دورها على غيري ويلاا ضف وجهك قبل لا أصكك بلوك الحين.)
،
أجاب برد جعلها تستغرب أكثر وتشك بإنه يعرفها حقاً
(ههههههههههههههه هذا الكلام اللي أنتظرة منك والله تخيلته بصوتك الحاد !)
لترد (لا والله ؟)
( والله)
إستقامت لتجوب الغرفه ذاهباً وإياباً وهي متعجبه منه حقاً !
من هو ؟
ومن هو ليعرف صوتها الحاد!
هل صوتها حاد حقا ؟ ، لم تعرف الإ من هذا الشخص المجهول ! أو قد يكون كاذباً !
سُلاف !
يجب عليك الا تنجرفي ورائه أو ورائه من يجرحون قلوب الفتيات بلا رحمه !
لديك شئ أكبر وشئ أعظم !
لترد بحزم ( شكلك تبغى البلوك صح ولا لا ؟ )
ولكن فاجأها
( لأ )
وقفت في منتصف الغرفه لتقول ( طيب احترم نفسك )
( انا محترم نفسي ماقلت شي يغلط بحقك حتى الان !)
يثير جنونها هذا المجنون !
( اوكيه طيب، من الأخير إنت وش تبغى مني ؟)
( قلتك لك نسولف )
(طيب انا ماابغى ! )
(اوكيه براحتك ،، بس لا تسوين لي بلوك خلينا حبايب )
ردت بإستفهام ( ححححببببااايبببببببببب ؟؟؟؟؟ بإي صفه ؟ )ً
،
كانت تقضم شِفاها بحنق !
وهي تنتظر إجابته !
إنتظر دقيقه إثنتان ثلاث !
حتى خمس عشرة دقيقه لارد!
من يظن نفسه !
،
تحركت أصبعها فوق جهارها اللوحي لتذهب الي صفحته بالتويتر ولكن لا تغريدات .. لا اضافه ... فقط هي ..
همّت بالضغط على الحضر ..
ولكن .. شي ما .. جعلها ألا تفعل !
،
إستقامت حيث طرحتها الموضوعه جانباً لتلّفها حول وجهها الدائري الصغير بإتقان ، تحسباً لدخول إبن عمها عزوز .. لتخرج خارجاً حيث هم بالإسفل !
لتجدهم ملّتمين حول بعض بحميميه قتلتها وتتدثر بالحزن في إحدى الأراك المنفردة بالصاله الواسعه !
حثها عمها إن تقترب وتشاركهم قهوة السماء ولكنها تلصصت منه بإعجوبه وهي ترمي عليـه اعذار واهمه!
،
ليسألها عمّها بإسى : كلمتي إمك مشوين ؟
إطرقت برأسها وغصّه عصّيه تستغل مساحات حلقها !
!
فذبولها الواضح وإطراقت رأسها الضعيفه دليل على ذلك !
فإنها ذات مزاج ناري وضحكتها تشّع مِرحاً مابين جدران بيتهم ، ولكن سُرعان ماينجلي أثر محادثها لوالديها كل ذا حين !
لينقلب المزاج بفتعود لشخصيّتها ذات المراس الصعب وَ اللسـان الحـاد !
إزدرء عمها ريق بصعوبه : ربك كريم ياسُلاف إن شاءالله فترة وتعّدي قولي يارب !
نطقت بصعوبه وهيّ تمسح دمعه طفرت على خدّها الندي : يييياااارب!
!
تجلى الصمت في الإرجـاء ليقطعه دخول إبن عمها بفظاعه وهو يقول بصوته الجهوري : السسلاااممم علييييكممممممم !
إجابوه جميعهم لينزوي بجانب والدته بدلال !
لتتحدث طريدّته بفتور : اوووه جانا عاد دلوع الماما !
مدّ لـسانه بغيض : اووه يالغيور بدينا !
كشّرت بغيرة واضحه : اغاااارررر؟؟ ومن من ؟ من عزوز واااع
لتبعدة والدته بلطف وتقول : بدينا بالمعاند مدري متى تكبرون !
ليقول وهو يلتقط إحدى التمرات ويتلقفها فمه : والله يمه بنتك غيور وش نسوي فيها !
لتردد على مسامعه : الحين بالله لمى ماسوت بأمي مالزقت فيها زيك تجي إنتي تسوي كيذا !
!
لتركض الصغيرة ذات السبع أعوام وتحتضن والدتها لتردد: هذاني سويت زي مايسّوي !
إنفجر ضاحكاً ؛ لّقطييي وجهكك ! كررركككررر !!!
لتتحدث ضحى ببسمه : والله بزران !
لتعقد حاجبيها : ياربااه يعنيي بتخرج خلاص كبرتتت !!!
لتنقلب الدّفه ضد الكبرى حينما وقف بصف طريدته : ولاا ياليتها بعد تتخرج على وقتها كل سنه تاخذ صيفي عشان تتخرجج بدري يعنيي بكبّر بسرعه !
!
لتنفجر معهم ضاحكه !
لتقول الكُبرى بغيض : يبه شف عيالك !
: الحين بفّهم ضد بعض تو شلون قلبتوا على ضحى ؟
لتقول بدلال : شف يبه انا وعزوز بكيفنا واحد يدخل بينا نو نو !
لتتحدث والدتهم مُنهيه النقاش : اقول تراك يوم الجمعه بتودينا مزرعه رجل نورة !
عبّس بضيق : طيب وإبوي ؟
لينهرة والدة : وإنت شعندك ؟
ليقول بتأفف ؛ ماعندي شي بس فهد مايفضى الا الجمعه منزّمان عنه!
؛ هالفهد اللي غثيتنا فيه تجمعوا بالمزرعه يوم الجمعه وقّضينا !
،
قفز الإسم إلى عقلها ليطرد شرودها !
وميض إثارة إعتلى عيّنيها الصغيرتين والحادتين ك حدةّ صوتها لتسأل بتحايل : وش مزرعتة خالتي ؟
!
وكأنهم ينتظرون منها كلمه لتتلقفهم إعينهم الحانيه أو الشافقه كَ نظرتها !
لتقول : مزرعه رجل إختي تهبل تبارك الرحمن بنروح كلنا !
إطرقت برأسها ليسأل عمها : ودّك تروحين سُلاف ؟
!
سدّلت مِزاجيتها المتقلبه على خِصالها ليختبئ الحُزن خلف الستار حين موعدة !
لتستقيم وهي تربض بجانب عمها وتتحدث : اي معكم بغّير جو روتين المدرسه وااع !
إحتضنها عمها بلطف : وعسّاك شادة حيلك بالمدرسه بس ؟
لتنّفجر ضاحكه : مرة شادّة حيلي النسبه بالحطيط !
: يبه ورى ماتمشّطها بعقالك عشان تتأدب وتذاكر زين ؟
قالها بعدما إسند مرفقه على المركى !
لتقاطع عمّها بيدها : اصبر عمي بردّ عليه ! والله أشوف الضرب بالعقال ماخلاك تفلح !
إنفجرت الكبرى مع والديها لتقول : طارت جبهتكك كككاكككك
بسمت لّونت شفتيه ليقول : هذي ماينقدر على لّسانها!
مدّت لسانها بغيض وهي تتجاهله مركزه إنتباهها الى عمها الذي إستقام : هذا سُلاف بنت مازن الواحد يحسب حساب اي كلمه يقول لها !
ليردف :يالله لطيفه اذا بتروحين !
:وين يمه ؟
إستقامت خلف زوجها لتقول : سرّ !
: وراكم اليوم بس تطيرون جبهتي ؟
: لانك ملقوف !
!
حينما أقفى عمها وزوجته سألت : حلا بسألك صوتي حـاد ؟
عقدت حاجبيها : وش معنى هالسؤال ؟
تحايلت وهي تقول : لا بس وحدة من صديقاتي تقول صوتك حاد
تحدّثت الكبرى بوضوح : إنتي مو حاد مميز أعرف صوتك من بين ألف وحده حتى عزوز يعرف صوتك
تشفّقت لتسأله : صدق عزوز ؟
رفع ناظريه بعدما أغلق هاتفه ليقول : هاه ؟
لتستفسر مرةً أُخرى : انا صوتي حاد ؟ ولا مميز ؟
ليقول بملل : إنتي صوتك يخترق الاذن إختراق والله لو إنتي مابين مية مرة إدري انك انتي
لُتردف حلا بضيق : ولااا إسمع اذا تهاوشت مع لمى كأنك دجي عرس !
؛ ولا اذا قومتيني يارباه ودي إذبحك
!
إنفجرت ضاحكه لتقول : صدق ؟؟؟
: أجل كذب ؟
!
لم تعلق !
وهيّ تفكر بعمق !
هي ذكيه لم تتغافل عن ذاك المشوار الذي أوصلهم المسمى بفهد !
والذي يصبح صديق إبن عمها المقرب والذي يتغنى به ليلاً ونهاراً !
ولتربط ما .. حدث اليوم !
ولكنّها .. تتساءل مالذي يريدة منها ؟
وكيف وصلّ الى حسابها على برنامج التويتر ؟
!
وميض من إلاثارة يغلي مابين عيّنيها! !
.................................................. ................
،
ميّض أسى مرتسم على ملامحها الجـميله وغصّه تكومت في حلقها تحاول إلا تنفجر ثانيه.. وهي تضع ثيابها في شنطه صغيرة .. لتـذهب إلى عمتها الجوهرة فهي الحل الإنسب والأحنّ لتبيت لديهم إجازة نهايه الإسبوع !
فَ والدتها وكما العادة تصدمها بإفعالها التي تزيد مكـيال الإسى والضغط لديها !
.. لينفذ دلو الصبـر والإحتمال لينفجر بكميات هائله !
!
فسفرهم المفاجأ الى مدينه خوالها لرؤيه ابن خالتها الصغير .. كان الضرب القاضيه !
هي كانـت تحتاج رؤيته ورؤية إبنت خالتها !
ولكن دراستها الصعبه ..تستحيل عليها ذلك !
وتمطرها والدتها بضحكه ملتويه وعيّنين شامتتين
كان ذلك كّ خيط رفيع مابين تماسكها وإنهيارها لتنهار بعدما ودّعتهم صباحاً قبيل خروجها الى جامعتها التي بادت تكرها احياناً !
ولكـن .. ميّض الإصرار في عيّنيها والتحدّي أبى إن ينجلي وهي تتوعد .. نفسها أولاً إن لا تنهزم تحت الضغط الهائل وأن تثبت لوالدتها .. بإن قادرة يوما ماً على رؤيه الفخـر بين عينيها !
!
أطلقت تنهيدة بفتور وهي تلتقط هاتفها الذي أصدر رنينه محدثاً ضجيج في غرفتها الواسعه
: هلا هلوش
لتجيبها بمرح : هلاو فيج عيوني إطلعي حنا عند الباب
لتكون بعكس حماسها وتجيبها بصوت فاتر : طيب بلبس عبايتي وجايه .. بس ترى مثل ماقلت لك عندي مدرسه ..وشـ..
: اي ماعليك عارفه إنزلي ونتفاهم بالسيارة !
!
ألتقطت عباءتها لترتديها بعجله وتأخذ حاجيتها وتنزل متجه إليهم !
.. ايضاً مايزعجها وجودها في بيت عمتها بسبب إبنها ذا المزاج المتحّجر ... وتلك التكشيرة التي إرتسمت على وجهه ذاك اليوم لم تنسه !
ولكن .. للحاجه أحكام !
فعمها الذي يسكن بجوارهم .. ليس متواجد بسبب سفرة الدائم !
!
إستقلت السيارة لتسلم بهدوء وتتنفس الصعداء عندما رأت السائق لتّحييه : شلونك عـامر ؟
لـيجيبها بإقتضاب : الحمدلله !
: هاه حنان وين مكان مدرستك ؟
لتجيب : معي اللوكيشن .. والله داريه إني د..
قاطعتها بملل وهي تعيّ جيداً ماذا ستقول : حنان تكفين إستكتي صجيتي راسي ماتدرين شلون انا وامي وخواتي فرحانين بجّيتك
: ياعمري داريه .. بس حتى بكرى الصبح عندي من 10 لـ12 عشان الميد يوم الأثنين .. فعشان كيذا اقولك ادق على سواقي الجامعه
لترد عليها : يابنت الحلال وش فيك إنتي ؟ ماعليك بكرى بتلقين الصبح من يويدك ويجيبك اصلاً امي بتزعل اذا رحتي مع سـواق واخواني موجودين !
!
أثارت الصمـت لتشيح بوجهها الى النافذة !
وحـاجه تولدت بين ثنايها .. عندما هبطت ذِكراه الى روحها .. ليزاد مكيال الحُزن في قلبها المثخن بالألم !
لتتمتم بسّرها : الله يرحمك !
.. لو إن إخيها كان مـوجود .. لم تضطر لخوض هذي التعيقدات من الإحراجات اللاّمُنتهيه !
!
توقفت السيارة عِند المبنى القديم بعدما إرسلت موقعه إلى إبنت عمتها
لتسألها : متى تخلصين ؟
لتجيب بـ : 10 ونّص !
لتقول بتعّجب : الله 3 ساعات !
لتقول بتعب : شفتي ! شسوي وراي اشيـاء كثيرة لازم تنشرح عشان الميد !
: الله يوفقك ويسهل عليك يارب !
لتجيب بـ: آمين !
وتترجلت ذاهبـه إلى وجهتها !
،
حقاً عند دخولها وبدء المعلمه ذات الجنسيـه العربيه بالشرح لم تفقه ماذا تقول بالضبط !
وساعدها .. الملخصات المبسطه التي تتسهل عليها مراجعتها لِاحقاً !
!
رنين هاتفها عند إنتهاء المعلمه بدقيقه اثار إستغرابها لترد بـ: على الوقت ماشاءالله !
ليأتي صوتها المُقتضب : حنا واقفين ننتظرك !
!
نزلت للإسفل لتترجل السيّارة وهي تقـول : تكفين هلوش بمر الصيدليه باخذ بندول راسي بينفجر !
وهي تغمض عيّنيها وتفرك صدغها بتكـاسل !
..
اثار الصمّت إستغرابها لتفتح عيّنيها ليرتد قلبها مابين أضلعها خوفاً عندما تبين لها السـائق !
وتتلكئ الحروف في فمها .. ليكون الصمّت الحل الإنسب !
: ههههه ماعليك عندي بندول بالبيت ..
كان جواب ابنت عمها .. لتغطية الجو المشحون بالإحراج من قبلها ... والصمت من قبل إخيها !
!
ألصقت وجهها بالنافذة وهي تعض شِفاها بحرج !
حتى وصلت إلى البيت لتترجـل بسرعه فائقه متجهه الى غرفه إبنت عمتها ولكن كانت عمّتها بالمرصاد ، لترغمها على إكل العشاء برفقتها .. ودخوله إلى الغرفه وهي يحيّ والدته ..وخلفه إخته .. جعلها تنكمش بمكانها .. وَ تشيح بنظرها عنهما !
!
ياألـهي ماذا يُريد !
يستطيع الإنفراد بوالدته بعدما هي تذهب !
مالحاجه الى وجودة وهي تأكل !
تشعر بإن الطعام توقـف في مريئها مانع الهواء إن يصـل إليها !
لتختنق أكثر بعّدمـا تحدثت عمتها : حنان بكرى متـى وقت مدرستك الخصوصيه ؟
!
إنحبست الكلمات في چوففها وهي تحاول إستساغت تلك اللّقمه المنحبسه والإختناق كان في أوجّه !
: 10 ولا حنان ؟
أومأت براسها ..وهي تشكر إبنت عمتها في سرها !
: زين أجل الوليد قبل لاتروح لصـلاة الجمعه توديها مع هلا !
!
أخيراً حاولت إبتلاع تلك اللقمه العّصيه لترفع ناظريها إلى عمتها وتقول بحرج : لا عمتي مابي أكلف عليكم فيه سـواقي الجامعه يقدر يوديني !
لتقول عمتها بغَضب : وشهوو ! تروحين مع سواق لحالك لاا ياعيوني مايجوز والحمدلله الوليد حسبت إخوك وهلوش محرم لك !
!
تلّونت خدّيها بالإحمرار والغِطاء يكتم إنفاسها أكثر وتتلكئت الحروف بين شفتيها ليصعب عليها جمّعها وتكـوين جمله مفيدة !
لـيكون الإنسحاب الحل الإيسر لتستقيم وقشعريرة سرّت في أنحاء جسدها عنـدما تبين له وجهه المّشيح بعيد عنها .. لتحاول إن تكّون جمله مابين الإحرف الهاربه .. لتقـول : ان شاءالله !
وتفـر ..هاربه مابين سطوت حضروه الممّيته لقلبها !
!
دخلت الغرفه إبنت عمها ولحقتها بعد حيّن وهي تقول بغضب : حنان قايله لك إمي ماتحب السواقين
إبعدت الغِطاء عن وجهها .. لتلهث بوجوم وتقول : ليش ماقلت لي إنه هو بيرجعنا ؟ والله فششله وفوقها بكرى بيوديني تكفين أقنعي عمتي تكفيينن واللـ..
لتبتر عِبارتها وهي تجلس على حافه السرير لتقول : اذا أقنعتها من بيقنع الوليد ؟
لتقول بتوجسّ : ليش ؟
: شلون ليشش الوليد مستحيل يخلينا نروح مع سواقين وتبينه يوافق إنتي تروحين ؟
لتقول بفتور وهي تخلع عبائتها : اوكيه إنتم خواته بس أنا ماله دخل فيني يعني سـوري !
لتقول بسخريه : اصلاً إنتي ماشفتيه يوم تقولين بروح مع سواق ؟ شوّي ويذبحك !
عضت شِفاها بحنق وتخصرت : لا والله ! إسمحي لي هلا إخوك ماله داعي بحركاته هذي !
لتقف بصّف إخيها قائله : هو عندة حدود مايحب إحد يتعدها وماهو مقصر علينا بشي ومحترمين حنا هالشي !
: انا ماقول شي بكيفكم إنتم وإخوكم حرّين بس انا ماله سلطه علي وماله حق حتى يناظر لي بنظرات اللي بيذبحني على قولتك عشاني بروح مع سواق ! صح الخلوة محرمه مع رجل إجنبي بس للضرورة إحكام !
.. لم تعلم بإنت تتحدث بغضب وبفتور حتى نبهتها قائله : شفيك عصبتي حنان ؟ اقول كيذا عشان تعذرينه إن هو مايحبّ إي أحد يتعدا الحدود اللي هو حاطه !
: قصدك فارضها عليكم !
أشاحت بوجهها لتقول : وحنا راضين !
!
شتّمت نفسها بضيق بسرها وهي تدرك بإن قد تعدت حدودها في الكلام لتقول بتبرير: اسفـه هلا ماقصدت .. بس اخوك يذكرني بإمي وبحركاتها عشان كيذا إحسني تنرفزت شوي !
: وإنتي كالعادة تعددين حدودها!
!
عقد حاجبيها بضيق وهي تعيّ سير محور الحديث الذي إنجرف لمنحـدر تكرهه لتتحدث بحلق جـاف: صح عليك ! وكالعادة عشان حدودها اللي تحطها بطريقي تضايقني وماأتحملها أقفز من فوقها وأطيـح على وجهي
وأعقبتها بضحكه ساخرة !
!
نظرت له لتقول بأسف : وتدرين إنك بتطحين على وجهك ومستمرة تتعدينها ! حنا وخواتي نحترم الوليد فوق ماتتصورين ونقدّره يكفي إنه يسوي كل شي عشاننا وعشان راحتنا وسعادتنا وحنا من واجبنا على الإقـل نحترم الحدود اللي يحطها واللي ترضيـه بس أكيد مو على حساب إنفسنا ! فهمتي ؟
رفعت حاجبها الإيسر ورفعت كتفيها بلا مُبالاة : فهمت .. انا ماشيه بتعدد الحدود .. وراضيه وإنتي بكفيكم !
!
لتغير مجرى الحدّيث : خلود وينها ماشوفها ؟ وخواتك ليش ماجو اليوم خميس !
: خلود تعبانه بغرفتها ..واه خواتي بكرى بيجون من عصرهم عندك لا تخافين !
أطلقت ضحكه رنّانه لتقول : شكلي بودّع النوم عندكم !
: تحملي ماجيتي عندنا إلا بوكيند الله يعينك !
حضنت القرفصـاء جسدها النحيّل لتقول بشئ أدركته : تدرين اخوك يشبه ولد خالتي عمر أهم شي إخوانه يعني تخيلي يضغط على نفسه عشانهم !
: اللي أمه وابوه توفوا !
أطرقت راسها بحزن : إيه ..وفوق كيذا اخوه تعبان .. يعني حالتهم حاله !
: ياعمري .. الله يرحم حالهم ويساعدهم
تمّتمت بـ : آمين ..
،
إعتلت نبرة هاتفها لتلتقطه من شنطتها .. تقوس فمها للأسفل لتـرد .. وتتمنى لو إنها لا ترد ..ولكن ستعرف ماذا ستؤول إليه الأمور لو لم تُجيب والدتها : هلا يمه ..
: وينك ؟
تنهـدت : عند عمتي يعني ويني ؟
:يووك شكلك زعلانه ولاّ ؟
لتقول بسخريه : لـيش يمه يهمك زعلي يعني ؟
لتقول بضحـكه : متى عمرك رضيتي عشان يهمني زعلك ولا لا ..
عاد ذاك الشعور الذي تكره يقتحم جوانب صدرها لتقول بإقتضاب مغيرة مجرى الحديث : شلون جدتي وخالاتي وناصر ؟
: كلهم بخيير ويسلمون عليك .. وشلون عمتك ؟
: طيبه ..
: رحتي للمدرسه ؟
: إي
: وبكرى من بيوديك ؟
: هلا ووأخوها
: وله إخوين من؟
: الـولـ..ـد
: زين .. يالله مع السلامه !
!
رمت هاتفها جانبـاً .. وتقوس فمها للإسفل وهي تحتضن وجهها بين يديها لتزفر وجع يكّمن بين جوانب صدرها .. على إنظار إبنت عمها المتطلعه على الموضوع بإكمله .. !
.................................................. ..............
،
توقفت سيـارته أمام الإستراحه التي تجمعه بإصدقائه وبعض الزمـلاء .. بعدما إتفق هو وعمر ان يتقابلا بعد نهايه دوامه .. وسأله بتوجس ان كانت هُناك مشكله بينه وبين محمد .. التي لا زالا على حالهما !
ليرفض الأمر .. ووعدة بحـديث طويل سيكون بينهما .. ولكن رؤيته لسيـارة محمد المصطفه بجانب سيارة عمر.. جعلته يجلس في سيّارته لوقت أطول !
!
لا زال طنين تلك الكلمات يلاحقـه إينما ذهب وَ برج أحلامه الزائف يسقط من عُلايئه ليشكل دمار قاسي على فؤادة المثخن بإلم تلك الكلمات !
.. وذاك الوجهه ذا الملامح النّاعمه لا يزال عالق في ذاكرته جاعلاً التنفس مهمه صعبـه .. وكأنه يستنشق دُخان سامّ يضر كافه أعـضاءة !
لم يستطيع زيارة الصغير في المشفى ..خائفاً من مواجهه الاثنين معاً !
ويحترق .. فؤادة بغيرة ليـست بمحلّها بعدما عرف إن رفيقه أوصلهم إلى المشفى !
ويحترق أكثر .. لتفوح رائحته النّتنه بالأجواء !
ليكون .. الإختناق هو شعورة طوال تلك المدة !
!
ولكـن عليه إن يفكر ملياً !
إما الفوز بصديقه .. ودفن حُبه في أتربه فؤادة بحبّ خاسر!
وإما خسارة صديقه ... لا .. ليس هناك فوز ولا خسارة
بّكلتا الحالتين هو خاسـر !
،
.. مسح وجهه براحه يدّيه ، وإستل هاتفه من جيبّه مقرراً تجنب المواجه ليوم إخرى .. قد يكـون إستعد لها ودثّر خسارته وحُزنه جيداً !
.. ولكن طرقات على نافذته جعلته يجفـل ليتبين له وجهه إحدى زملائه متساءلاً عن وقفته هُنا .. ليترجل مغرماً !
ووجه واجـم .. وقلبه ينبض بتوجس !
!
بلل شفتيه ليدخل بجانب ذاك الزميل وهو يتحدث ولكن لا يفقـه بحديثه شيئا ، حتى ترأ له وجهيهما وهما يجلسان ويتحدثان بنّهم .. بعيدين عن البقيه !
وكمالعادة ..!
!
: السلام عليكم !
إستقام عمر : وعليكم السلام ..
إحتضنه بقوة ليتمتم : الحمدلله على سـلامه اخوك .. وإعذرني ماجيت أزورة !
إبتعدا عن بعضها ليقول برفق : معذور يابو صالح معذور !
: شلونك خالد ؟
إنتقلت عيّنيه لذاك الرابض وعينيه تدحّجه بعتب ، ليكمل جلستهما مُجيباً عليه : بخير الحمدلله .. وإنت ؟
رفع كتفيه : ماشي الحـال !
!
عمّ الصمت الثقيل على الأجـواء ، تاركاً توجس بقلبيهما !
ليقطعه عمر بغلظه : بفهم شفيكم إنتم ؟
تحدث محمد بسخريه : لا أبد سلامتك يابو فارس بس الإخ فجأه طنقر علينا بدون لا نعرف وش السبب !
!
بللت شفتيه للمرة الألف ، وتفرّ الحروف من إبجديته ليكون الصمت هـو جوابه !
ليزيد مكيال الصمت صديقه بقول : أكيد فيه سبب ! صدق خالد شفيك؟؟
خلل يديه بشعرة الكثيف ليحاول النطـق بشي يسعفه ليتنهد بإسى قائلاً : فيه سبب صح ..
: وشو ياخالد بالله ؟
إتاه صوته متشفقاً !
ليغميض عينيه ويفتحهما ويجعل عقله يمسك زمام السيطرة : انا متضايق هالفترة بسبب مااقدر أقوله ماقدرت أتخطاه للحين .. اصبروا علي ولا تشرهون علي ..
: أنا مضايقك ياخالد ؟
!
سقط قلبه بهاويه لا أرض لها !
ليصرخ بإلم جاعل أعضاءة تأنّ !
،
مد شفتيه : لا يامحمد ..
: أجل وشفيك ماتناظر لعيوني ؟ وشسالفه التهرب مني وهالحاله ..إنت متضايق ماشي ماقلنا شي .. بس تتهرب مني .. مدري ..
ليرفع كتفيه بعد فهم وعيّنيه مصوبه عليه!
،
زاد الحصـار عليه أكثر ليقول بتبرير : محمد لانك إنك اكثر شخص اقابله طول اليوم تحسب اني اتهرب منك بس انا متضايق من شي واذا ..
: إنحل ؟
أجاب بإسى : لأ .. ماراح ينحل .. بس اذا نسيت أو تخطيت بحاول ارجع مثل ماكنت .. وَ بس
: عجزت أقتنع !
!
ليكون الغضب الحل ليستقيم بغضب وهو يصرخ بهما : عاد والله صدقتوني ماصدقتوني بالطقاق .. فاضي جالس أبرر !
وإستدار .. بعاصفه غضب ليس لها تبرير !
تارك الإثنان ... يتوجسـان إكثر !
.................................................. ......……………
!
تملّل في جلسـته لينفث هـواء ساخر من شفتيه عـندما أمرة والدة بـ: قم فهد جب فناجيل من المطبخ !
!
إستقام وهو يكتم غيضه وعيّني إبن خالته تدحجه بسخريه .. تمنى لو يستطيع لكمه ليخرج غيظه !
خرج من الغرفه التي تجمّع خواله و أزواج خالاته .. بحديث حمّيمي .. وهو يتـجه إلى المطبخ الداخلي في مزرعته إبيه التي أصبح يمقتّها .. وتستحوذ على إستفزازة !
إنصياعه لإوامر إبيه أصبحـت لا تطاق ، وقيّدت حريته بمكابل من حديد !
ودّع السهر ، والمغامرات التي كـانت تمطر حياته بشغف !
ليندفن هاهُنا كَ مزراع أُمي لايفقه شيئاً، ولكن الحق عليه لم يتخد موقف صارم إتجاه والدة ، وكأنه يريد محّو الشك الذي يلاحقه إينما كان !
وحـتى رفقته .. أصبحوا يستبعدونخ من أكبر المهمات !
لو فمه بحنق وهو يشتم بغيض !
!
تسلّل صوت حـاد إلى قلبه قبل إذنيه ليجد نفسه منصاعاً ورائ ذاك الصوت بلا حول ولا قوة !
تحركت قدامه الى ذاك الصوت ليرتد الى الخلف مُختبئاً ورئ جـدار إحدى الاروقه !
: لمـى بلا سخافه أنا جيت قبلك .. شوفي فيه ألعاب ثانييه روحي ألعبـيي!!!
: لاااااا مالي دخل سُلاف انتي كبيرة ليش تلعبين مُرجيحه وخريييي !
رفعت حاجبيها بغيض لتشتمها : طيب شوي وأقوم وتلعبين ولا قومي يسوفيي ألعبي بداله !
لتقول الصغير بلا حول ولا قوة : يّسوفي يخوف !
إستنشقت كميه كبيرة من الهواء لتعرض عليها هدّنه : طيب إنتي روحي داخل وبعد 24 دقيقه تعالي وإخليك تلعبين لمين تطفشين !
تخصرت الصغيرة : مو تكذبين علي سلاف ترى أعرف حركاتك
تجاهلتها وهي تتمرجـح بمتعه وضحكتها الرنانه سلبت لُب قلبه : لااا ماأكذب ياهووووو بطييييرررر ههههههههههه
،
،
يالله !
كيف يكـون ذاك الوجه الصغير مُناقضاً لـ الصوت الحاد الرّنان !
هّربت نبضه من مكانها لتتلوها أُخريات وهو يراها تعّلو أكثر وكأنها ستصل حدود السّمـاء وضحكتها الرّنانه تزداد لينجرف قلبـه .. نحوى هاويه لا إرض لها !
لم يعيّ بنفسه وهو يختلس النظِر كفتى مُراهق حُرم من رؤيتة إبنت عمه التي يُحـب !
ولم يعيّ بنفسه وهـو يلاحقها بعّينيه وكأنه يُريد وشم ملامحها على شِغاف قلبه !
ولم يدرك .. بالإحساس السـافر الذي فاض في إنحاء صدرة ليجعله يطير نحـو السمـاء كَ جسـدها الصغير !
،
إخرجة من سكرته اللذيذة صوت هاتفه منذراً عن وقوفه الشاذ في هذا المكان !
ليستله من جيبه ويعود إدراجه بخيبه ، ويتمنى لو يظل أطول يتسرق النظر إلى متعه لحظيه !
إجاب : هلا !
إتاه صوت غليظ : هلا فيكك فهد ..وينك مختفي ..من طول الغيبات جاب الغانييممم !!!
بللّ شفتيه بتوتر : هلا والله بمرعي حيّ الله هالصوت
: الله يحيك ويبقيك .. وينك يافهد مالك شوفه ؟ ولاّ خلاص بطلت اللعب معنا ؟
ليقول بضحكه تبرير : هههه لا وين انا أقدر ؟ بس إنشغلت هالفترة مع الوالد و..
قطع حديثه : إسمع فهد .. تدري إنك شخص مهم بيننا ومستحيل نفرط فيك والكم مهمه إنت مانت موجود فقدتك ، وأبي الباقي تصير فيه وعلى عّينيّ ... جهز نفسك تاريخ 29 من الشهر الجّاي صفقه مهمه لنا !
!
وهكذا إغلق بعدما إنتهى من حديثه !
لوى فمه ورفع حاجيبه بتفكير ، وشعور النشوة يتخلل صدرة عندما سمع كلامه، يجب عليه مقابله مرعي وفهم التفاصيل لاحقاً !
إستدار حيث ماكان يريد الذهاب ، ويبدو إنه والدة ساخط من تأخرة !
،
دخل وبيـدة الفانجين ووضعها إمام والدة ليتحدث بنزق : بـدري !
لم يعلـق وربض بجانب إبن خـالته ..
: ليش تأخرت ؟
تنهد بعبث وخلل يدينه بشعرة ليفصح عنّمافي قلبه : شفّت لي شي خلانييي اه .. ساعه أتبلّم وماأحس بنفسسي يارباه ياعزوز
عقد حاجبيه بتعّجب : مجنون إنت ؟ وش اللي شفته وخلاك كيذا ؟
ضحك ليقول : يعني وين بتأخـر إمي مسكتني تحقيق من جاء ومن ماجاء تقلّ ماشافتني منزمان !
إنفجر ضاحكا ليدحجه بنظرة : علبالييي ..
رفع كتفيه بلا مُبالاة ..
: السـلام عليكم ..
رفع ناظريه الى إخـيه الذي ربض بجانبهم ، فهو ايضاً لم يسـلم من أوامر إبيه المقيته!
،
إستل هاتفه من جيـبه ليرسل رساله وإبتسامه عبّث تلّوين شفّتيه !
فالوصـول لِتلك الصغيرة كان أبـسط مما يظن !
: اقول فهد الأهلي الاسبوع الجـاي مع من مباراتهم ؟
:مع النصر
ضحك إخيه بسخريه : بنشـوف الطقطقه علـى أصوله !
دحجّه بنظرة إستخفاف !
لينفجـرا ضاحكين !
أعقب إبن خالته : شوف فهيدان من الحين نقول إنتم خسارين خاسسسرريينن !
: ماتعـرف تنطم إنت وياة ؟ نشوف من بياخذ الدوري !
: شوف حبيبي صح مستواكم حلّيو بس ماياصصل بمستوى الهلال !
لوى فمه بحنـق : إنتم كالوقت عدلوا مدربكم الخايس بعدين تعالوا !
!
إهتز هاتفه الذي في جيبه ليتسقيم واقفاً : وين فهد؟
رفع حاجبه الإيسر : مكالمه مهمه !
!
عندما إختفى من ناظريهما .. تحدث إخيه بسخرية: الله يستـر من هالمكالمه!
: والله يامحمـد عجـزت وانا أقنع فيه ، هـو بيودي نفسه بستّين داهيه ! ، وهو يرفع كتفيه بقلّه حيله !
تنهد بضـيق ، وكان الصمت هو جـوابه ..
،
إما هـو خـرج متعٌلعلاً بمكاله ، بينما السبب الرئيسي هو العبث مع تلك الصغيرة .
إنفجر ضاحكاً عندما قرأ ردها النّاري ، ليُردف بقـول : ( شفيك عصبتي ؟)
( ياأخ فهد ترضها لخواتك ؟؟؟ )
إجاب بلامُبالاه ( ماعنـدي خوات !)
( وحلا وضحى ولمى ؟)
( ماني مسؤل عنهم )
ألتمس الفتـور بين طيّات حديثها ( إنت وش تبي مني بالضبـط ؟ وكيف عرفت حسابي بالتويتر ؟)
ليجيب بتحـايل فهـو خبيـر بدّك حصـون الإناث وبجدّارة ( شلـون إمك ؟)
(ماشاءالله ولا استخبارات الله يحفضك ، وش تعرف عني بعد؟)
إنفجر ضاحكـا مرةً أُخـرى ، يالله هذة الفتاة تعجبه كثيـراً
( اكثر ماتتوقعين ، المهم شلون إمك ؟)
( يعنـي )
رفع حاجبيـه بتحد ( هذا السبب الرئيسي اللي يخليني ابغى نسولف مع بعض ، اتمنى اكون لك الشخص اللي تفضفضين له كل اللي بقلبك ويسمعها بقلبه قبل إذونه انا مابي أضرك أو إذيك ابداً ، واكيد إنتي مانتي مرتاحه عند عمك وتحتاجين واحد يسمعك !)
( ومـن قال لك إني مو مرتاحه ؟)
( محـد ، بس حتى لو كانوا يحبونك بس ماراح تزعجينهم بكل شوي بحـزنك ، وحتى بعض الايام راح تشوفين منهم اشياء تزعجك ومستحيل راح تقولين لهم وتحتاجين طرف خارجي تفضفضين له ، كّ انا مثلاً )
( عزوز يدري ؟)
رمـت عليه صاعقه حديثها لتثبت بإنها ليست ضعيفه البتةً ، مما يجعله يصرّ أكثر ( انا اذا حطيت شي براسي مايهمني لا أمي ولا أبوي موّ عاد عزوز )
( طيـب ربك ؟)
،
يارب الأكـوان هذة الفتاة عجـيبه !
تجعله يترقب ماذا ستقول !
أجـاب بتحـايل ( انا نيتي ماأذيـك ولا شي ، ونيتي اساعدك )
ليُردف عندما ألتمس حيرة في صمتها ( شرايك بمزرعةً أبوي ؟)
( حلـوة)
كتم صـرخه حماس ليبتسم بإنتصـار ، أول الغيث قطرة وتجاوبها معه دلـيل على هطول الأمطـار على حياته اليابسـه .
ويأخذ بعدهـا ملك الذئاب وبجدارة !
.................................................. .......

تمّ
‏كلانا
‏عالق
‏في
‏ذهن
‏الاخر. م.ق

modyblue 14-09-18 05:08 PM

ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺗﻤﺎﻣًﺎ .. ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ .. ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪّﺙ ﻋﻨﻚ .. ﺇﻻ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺛﻢ ﺗﺸﻌّﺐ ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ .. ؟ ! .. ﻛﻠّﻤﺎ ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻟﻠﻀﻮﺀ .. ﻓﺎﺟﺄﺗﻨﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺭﺣﻴﻠﻚ .. ﻓﻼ ﺃﺭﺟﻊ ﻭﻻ ﺃﻣﻀﻲ ..

modyblue 14-09-18 05:56 PM

السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين احيييك اتمني لك التوفيق

modyblue 14-09-18 05:59 PM

السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين
اقتباساتك وخواطرك متميزة ومعبرة
ن احيييك اتمني لك التوفيق

الريم ناصر 27-09-18 06:58 PM

الفصل (السادس عشر)
 
السلام عليكن ورحمه الله وبركاته
(الفصل السادس عشر)
.
.
.
زفـرت تنهيـدة طويله وهي تنظـر لشاشه الحاسـوب برضى وتتمنـى لو يحوز على رضاء تلك الدكتورة سيئت الطبـاع ، إستقلت بتعـب على سريرها الوثير وهي تغمض عيّنيها وتفرك صدّغها بتمـهل ، الجلوس امام شاشه الحاسوب لثلاث ساعات أرهقها كثـيراً ، فدراستها مصممه ديكور تستلزم ذاك ..،
وإعتدلت في جلستها وهي تتثـاوب طالبه النوم ، ولكن صوت بوق السيّارة في الخـارج جعلها تنزع رداء التعب والسهد ، وتطل الى النافذة لّترى إبيـها يتـرجل من سيّارته بتعب ..
إتجهت الى خارج غرفتها والسعادة تطوقها والبسـمه تغطي شِفاها ، حتى تقابلت معـه وهو داخل الى الصاله ، ولكـن تلك الشقيه سبقتها بحنان والداها ، مدّت شفاها بحنق ، هذة الصغيرة أصبحت تستحوذ على مكانتها في هذا البيت كثيراً ممايجعل الغيرة تدب في قلبها المدلل ، ولكـن مكانتها عنده إبيها لا يعتليها احد ممايجعلها مطمئنه ..
: تعالي يابوك
إبتسـمت بسعادة لتتجه الى حضنه الدافئ والأجمل على قلبها لتقول برّقه : الحمدلله على السلامه ياروحييي ، توّ مانور البيت
أجاب وهو يتجه الى الاريكيه وكلتا الفتاتين يضمّهما في جناحه الواسع والمليئ بالحب : الله يسلمك ويخليك يانظر عيوني
لتقول الصغيرة بمشاكسه ؛ وانا ياجدي ماني نظر عيونك ولا بس ماريّا ؟؟؟
أطلق ضحكه : ههههههههههه كل وحدة لها عين ، ارتحتي ياسهى ؟
إبتعدتا عندما همّ بالجلوس لتجلس إحدهما امامه واُخرى بجانبه ، تحدثت بنزق : مشكله اللي يغارون !
،
سأل : وين امكم ؟
تحدثت الصغيرة : راحت لأمها مع سالم وكانت شوي وتجي بس شكل أمها غصبتها على الجلسه وتعرف عاد جدتي بتجلس تقول انتي ماتجين بس لازقه عن محسن ومن هالكلام
:هههههههههههههههههههههههه والشباب وينهم؟
: ابوي وياسر طالعيم وفارس نااييم من الظهر وعجزت عنه
: أركضي صحيه قولي ابوك جاء بسرعه
أستقامت لتقول : من عيييوووننييي ..
وإتجهت إلى غرفته في الطابق العّلوي ..
تحدثت هي عندما خلاّ المكان بهما: شلون السفرة يبه؟
إبتسم بمودة : الحمـدلله حلوة ، وتراني جبت لك شي يحبّه قلبك
أطلقت ضحكه سعيدة : ياحياتي يايبه كان ماكلفت على نفسك
ليطرب سمعها بحديث يجعلها تصلّ الى منازل الغيوم : اذا ماكلفت نفسي عشان نظر عيوني من اللي يستاهل ؟
،
: ياجعل عيني ماتبكيك ياروحييي
: ولا عيني يابوك ، شلونك مع الجامعه ؟ عشا دكتورة حسنيه رضت عنك ؟
مدّت شِفاها بفتور : لاا يبه تخّيل معطيتنا تكليف جلست عليه 3 ساعات !
: اوف اوف !!! يالله يابوك كلها فترة وتعدّي وبكرى تاخذين الشهادة وترفعين راسي
أبتسمت : ان شاءالله ..
،
أهتز هاتف أبيه الذي في جيبه وهي ترى تعابيرة السعيدة عندما رأى الأسم ليجيب بسرعه : هلا والله بعمر .. بخير يابوك وإنت شخبارك وشخبار ناصر ؟ الحمدلله الحمدلله ..على سلامته ..والله كنت مسافر وولكن زرته .. زين يوم الخميس ؟ .. زين كثر الله خيّرها ام جابر .. إبشر يابوك ..مع السلامه
تحدث بسرعه : من يبه ؟ً
وضع هاتفه في جيبه : عمر ولد عمك فارس ، عازمنا ببيت خواله بمناسه نجاح عمليه أخوة !ً خبري إمك
إطرقت برأسها .. ولم تعلق .
،
الضجيج في الأعلى وهروب الصغيرة من الدور الأعلى إليهم إزعجها .. لاتحب تصرفاتها المزعجه ابداً !
بينما والدها إبتسم عندما إختبأت خلفه .. وإخيها الإخرق يركض خلفها بفردةً حِذائه !
لتتحدث : جدي ششوف فارس بيضربني !
إسقط مابيدة وإقترب ليقبل رأس والدة وجلس بجانبه : عشان ابوي هالمرة ! الحمدلله على السلامه يالغالي !
: الله يسلمك ويخليك ، وش جاك عليه سهى ؟
تمللّ في جلسته : اسألها يبه ! ، وشلون سفرتك ؟
،
جلست الصغيرة بجانبها وهي تصرخ تدعو الخادمه : سرياتيي جيبي قهوة ششاهي
عقد حاجبيها بضيق : قصري صوتك تراك بنت !
!
إتت الخادمه تحمّل صينيه الشّاي والقهوة ووضعتها امامها ، وبدت الصغيرة تصب لهم
تحدث والدها إلى إخيها : وش العلوم اللي سمعتها من امك ؟
تثاءب بملل : عساها بس حشّت راسك ومانت مرافق !
رفع حاجبه بتفكير : والله مادري يافارس .. هينا الجامعات زينه !
تدخلت الصغيرة : يبه لاتوافق عليه ..صح هو شوي خايس بس بفقدة !
: اه عششان افتك من حنّتك وصراخككك !
علامه تّعجب إرتسمت فوق رأسها لتسأل بفتور : ماشاءالله وين بيروح اخونا بالله ؟
: بروح بعثه !
تدّلى فكّها قليلاً لتتحدث بغضب : يبه خيييررر مايروح !!!!
: شدخلك ؟
إستقامت بإنفعال : يبه الحين يومني بس فكرت أبتعث برى كلمم وقفتوا ضدي وهذا هاللي تو تفكير صغير ، بتوافقون عليه ؟؟؟؟
وضع رجله اليسرى فوق اليمنى وتحدث بإستفزاز : والله انا غير وإنت غيري !
،
عضت شِفاها بحنق !
وهي تريد ركله فمه الإخرق !
لتردف بغضب : يبه ترى والله ولدك توه صغير الحين ناشب لي على الطلعه والروحه والجّيه واخر شي يبتعث ! والله وطالت وشمخّت !
زاد مّكيال الاستفزاز : والله أنا ولد وإنت بنت !
قاطع حديثه قول والدة : مافيه فرق عندي يابوك ! بس إنتي الغاليه ويومني مابيك تروحين مابيك تبعدين عن عيني ، واذا بخاطرك هالبعثه بتصير !
!
يالله ، كيف كلامه أثلج صدرها!
وأزاح الغضّب عنها !
لتقترب منه وتقبل رأسه وتتحدث بحنيه : لا والله يايبه ماهي بخاطري ، ومدّامي ببعد عنك وش إبي فيها
،
وعادت الى مكانها ورفعت حاجبيها بمكر لأخيها الذي بدأت أمارات الغضب تعّلو مُحيّاه !
: بستخـير يافارس واشوف ، وإنت فكر زين وأستخير ونشوف وش يصير علينا .. يالله بروح أرّيح
أستقام لتتحدث هي بسرعه : يبه بكرى الصبح بفطر من صديقتي دلال عادي؟
إبتسم : عادي يابوك عادي ، معك فلوس ؟
،
: يبـ..
ألتفت والدة إليه ليتحدث بحّزم : كم مرة اقولك اذا ربي رزقك بنات هالوقت لك حكم عليهم ، إما بناتي مالك حكم !
!
كتمت صرخه إنتصار وهي تقبل رأس والدها مرةً أخرى : ياجعل عيني ماتبكيك ، معي فلوس لا تخاف
: زين !
،
قضم شِفتيه وإنتفخت أوداجـه غضباً وإستدارت لتتحدث ببرود : عشان مرة ثانيه ماتتدخل فيني ، و سالفه امس طنشتها بكيفي وماخبرت إبوي !
تحدث بصوت مكتوم : ممماريّا تراك بتندمين !!
تجاهلته .. وإتجهت الى الطابق العلوى .. وهي تحمّل رايه الإنتصار !
،
منذ الازل وعلاقتها بإخيها سيئه !
لاتُحب تدّخله المستمر في شؤنها وكأنه الوصي عليها !
وأفكارة المعقده.. تبغضّها .. بينما على نفّسه فالعكس تماماً !
فهاتفه ممتلئ .. بإرقام الفتيات !
تكرة تناقضه !
،
إنكمشت الصغيرة على نفسها عندما رأت غضب عمّها الأحب على قلبها !
نعم ..حتى هي تكرة تصرفاته .. ولكن تغفر له .. لانه يخاف عليها ..
وتكرة .. الحزازيات بينه وبين عمّتها المددلـله !
!
رنين هاتفها الذي كان بجانب عمها .. رفعه ليعقد حاجبيه وهو يرى الأسم المدّون ( الحب) ليتصرف بسرعه ويردّ .. وتصورات عقّله السيئه تضرب به بلا رحمه !
: هلاا سهى .. تراني مارديت عليك العصر كنت نايمه ومتضضضايقه فوق ماتتصورين .. لو اقدر طلعت كل اللي بقلبي وارتحت .. ههههه شكلي لازم اجي لبيتكم عشان اشوف عمك الشين واصيح ...
تدّلى فكه بصدمه .. وألتقطته من بين يدّيه ونظراتها تلومه : هلاا لمياء .. سوري طاح الجوال مني ماسمعت وش قلتي؟
!
وذّهبت الى غرفتها .. وتركته يلوم نفسه !
: عمك الششين .. سبحان الله اللي حط كرهها في قلبي !
!
وإستقام بضيق ليتجه الى غرفته .. وَ يكمل غيبوبه نومه !
.........................................
تتمايـل في مشّيتها حتى وصلت من تنظـر لها بإبتسامه كَ فراشه برّاقة تطير مابين حديقة الزهـور وتتنتقل مابين أكثر الزهـور جمالاً ، لتستنشق رحيّقها العطري في فصـل الربيـع الأخآذ ، وطغّت بسمة على شِفاة ملونه بلون الزهـر تُزيـد من إشارقه وجهها الوضّاح ، ترتدي فُستان ليّموني ملتف على جسـدها بطريقه رائعه ، و مزاجها الـوردي أكمل اللوحـه الفنـيه لتكون فائقه الجمـال .
،
دحجتها بنظرة لتقـول : اليـوم المـزاج عـالي العال ياحلوة ، ولا عشـانك في بيته ؟
عضّت شِفاها بغيِض وإنحنت لتجيبها بصوت مكتوم : أسيـل لا أهفك بالفنجـان اللي معـي !
أطلقت ضحكـه رقيقه : طيبب طيب بسم الله تراني أمـزح !
لّوت فمها ومدّت شِفاها بحمق : تـدرين إني اكره هالسيرة ، وإنتي اكثر انسـانه تدرين ليش بطير من الوناسه اليوم ! ، لا تخربين مزاجي بسيـرته !
وإعتدلت حيث ماكان جدّتها تشير اليها بإن تأتي !
إمسكت بطرف فستانها لتلتفت وتجبرها على الإنحناء برأسها وتهمس لها: اسفين ياحلوة ، ماعاد بنجيب سيرته مدامه بيخرب مزاجك الحلو ..
،
عادت البسـمه تلون شِفاها وهي تتجه الى جدّتها الجالسه في صدر المـجلس الواسع ، لتقترب وتهمس في إذنها : روحي لغرفتي تلقين العود بالدرج الاخير اللي عند سريري عطيه سارة تعطي جابر شوي ، وَيبخرون الحريم قبل العشاء
أومأت برأسها وإستدارت لتخـرج من المجلس المكّتض بالإقـارب
سبب مزّاجها الوردي على غيـر عادته يتطرق لسببين إحدهما ، نفسيـتها المتحسـنه كثيراً ، والسبب الآخـر هو نجـاح عمليه صغيرهـم بنسبه 100٪ !
يالله ، لا تعلم كيف مضـت تلك الفترة بسـرعه ، وهي تتأرجح مابين الخـوف عليه و التـرقب ، وجلـوسه في المشـفى لإسبـوع لإجل تلك العمليه و إنهيارها على شّرف الهاويه ، ليكرمهم سُبحانه بشفائه وعودة الروح الى بيتهم البائس ، ومن إجل مُناسبه رائعه كهذا حلفت جدّتها بأغلض الإيمـان إن تقـيم مأدبه عشاء بمُناسبه شِفائه .
.. كـانت تمشي بتمهّل وقبيل وصولها الى غرفه جدّتها رنّ هاتفها محدث ضجّه في سكينه روحـها
إبتسمت بودّ: حيّ الله هالصوت !
: الله يحيك ياعمري ، شلونك شخباركم ؟ لتُردف بخيبه : وششلون العزيمه ؟
إجابت وهي تتجه الى وجهتها : بخير الحمدلله وإنتم ؟ والعزيمه تجنن فاتتكم
: ياشينك مريم لا تقهريني تراني بلاّيا !
أطلقت ضحكـه لطيفه : عاد والله وش نسوي فيكم ؟ حنا مبسوطين من بيتحراكم لمين تجون
: والله كرهت الشرقيه بكبّرها ! المهم شلون ناصر ؟
فتحت الغرفه جلست على سرير جدّتها الوثير لتقول : هههههههههههه ياعمري ماتشوفينه كاشـخ بالثوب والشماغ وكل شوي يقول هذا عزيمتي وهذي عزيمتي
: هههههههههه ياعمري هو ، الحمدلله اللّي عدتّ بس
لتوافقها براحه: اي والله والله مضت ايام علينا تضيق الصدر ، الحمدلله .. إلا اقول وشفيه أكشن جديد ؟
: اه لا تذكريني من عقب كالموقف وانا كارهه عمتي بكبّرها !
: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه كل ماتذكرنا انا وريـما نضحك !
: اششوف فيكم يوم ، صح وينها ريما ؟
: فـوق بغرفه خالتي امل بلشانه بشعّرها ، يالله حنان باييي جدتي موصيتني على العود وانا جالسه اكلمك
: بـاي
،
فتحت الدرج العّلوي ، لتأخذّ العود الأصلي ، وإستقامت لتعود الى وجهتها .. تقابلت هي وريمّا لتتحدث : مريم حلو شعري؟
أومأت برأسها :يجنن
،
علاقتها بإبنت خالتها عادت كمّا كانـت بالنسبه للظاهر !
ولكـن .. تشعر بإن هنُاك حاجز شفاف بينهما لا يُرى بالعين المّجردة !
لم تتحدثا عنما حدث قطعاً ! ، وسارت الأمور كماعادتها !
كانت دائما تعدد بالفروق العشرة بينها وبين ريما ، وعقدة النقص تُلازمها عندما تراها .. ولكن الآن ولسبب لاتريد الإعتراف فيه .. تشعر بإنها الفروق التي تعددّها كل ذا حين بدأت تتقلص .. وكفّه الميزان ثقلت لصالحها لإول مرة !
،
بينما تلك .. كانت تأن وجعاً !
تعلّلت في شعرها .. بينما هي تنأى جُرحها الندي ، وتبكي حظها السئ !
لقد رأته اليوم .. في أبهى حُله يرتدي الثوب الأبيض الناصع والشماغ ليضيف وسامه على وجهه !
لتسقط حصون مقاومتها .. وتبكي بضعف !
،
بالكاد توقفت عن البكاء في غرفة الخاله أمل ، وبالكاد عدلت من شكلها ليكون طبيعي ..
تنهدت بضيق لتتجه إلى الدتها وخالتها لستاعدها في ماتبقى ..
،
.....
عندما إنتهت العزيمه ، خلّى المكان من الإقارب .. مدّت قدميها بتعب لتتحدث : اح الكعب كسر لي رجليني !
: بلاك يامريم ماصبيتي للحريم احمد ربك!
ضحكت : اي والله الحمدلله
تحدث إمرت خالها : بس والله ماشاءالله جوّ ناس واجد !
: والله ماقصرتوا كلكم شكراً يعني .. احس لازم اقول كيذا لانه اخوي لازوم المرة السنعه
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههههه ماسوينا شي والله ..واشكري امي ياحياتي هي
إبتسم بحبّ : اي والله عسا عمرها طويل

،،
ضجّ هاتفها للمرة الألف لهذا اليوم أجابت : هلا عمر
: متى بترحون ؟ ولا مطولين
: امم شوي يعني تونا وبكرى مافيه داومات
: حلو .. شلون العزيمه ؟
: تهبّل .. ألتفت الى إمرت خالها التي تحدثت : بيدخل راجح تغطوا !
إستقامت هيا ، بينما ريما سدّلت الغِطاء على رأسها وجلست في مكانها ، ولمياء إستقامت خلفها .. خرجت لتذهب الى الطابق العّلوي وتحديداً للغرفه الخاله أمل : وشلون ناصر عند الرجال
: ههههههههههههههههههههه ماتشوفينه فرحاانن حطه عمي محسن بوسط المجلس وكلّن يسلم عليه شوي ويطير
: ههههههههههههه صادق ياعمري هو ..ولا سلومه تقول انا بموت وسّوا لي عزيمه
: ههههههههههههه الغيرة ذابحته
: إي
،
الصمّت عمّ الاثير الذي يفصلها .. لتقطعه بتنهيده : كل ماشفته يركض مبسوط ومتعافي ، أحمدي ربي
تمتم : الحمدلله .. من جاء من عمامي ؟
رفعت حاجبها : بس عماتي ومرت عمي محسن
: وغيرهم ؟
: خوات مرت خالي ، وجيران جدتي وو ...
قاطعها بفتور : لا ماقصدي هذولا
عقدت حاجبيها : أجل من ؟
: امم .. مدري
: عمر شفيك ؟
تنهد ليتحدث بصوت مكتوم : ماريا بنت عمي جت ؟
!
تدّلى فكها بصدمه لتتحدث : عمر إنت للحين ..
قاطعها بفتور : اي للحين ... أخلصي جت ولا لا !
أطلقت ضحكه رنّانه : لحضه عمر خليني أستوعب ..هههههههه ماتوقعت والله للحين إنك تحبها !
: كلي٪## اخلصي جت ولا لا !
: للأسف لأ !
تنهد بإسى: صادقه .. تكفين مريم صيروا صديقات
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههههههه
: ضاحكه بلاّيا سنون
: يمه عمر الله يسعدك منزمان ماضحكت ! شوف صح هي شويه مغرورة .. بس بحاول أصير قريبه منها
: يحق لها والله
:هههههههههههههههههههه .. اقول عمر تدري أول مرة نكلم بعض وقت طويل !
: يالله عاد ضفي وجهك ..
وإغلق !
توقفت في مكانها .. لتبتسم .. لم تتوقع بإن حبّ الطفوله سيكبر مع إخيها !
عندما كانوا صغّار .. كان إخيها دائماً يحثّها بإن تصببح صديقتها مثلما فعل الان .. ولكنها لم تستطع لأن إبنت عمها كانت مدّلله حتى النُخاع .. وألتصاقها بجانب والدتها يمنعها من تكوين صداقه بينهما .. وحتى الآن تجدّها شخصيه مغروره وذات إنف مُتعال !
ستجرب .. من إجل إخيها
.. كـانت في غرفه الخـاله إمل القديمه .. وخرجت لتذهب للأسفل والغِطاء سدّلت عليها تحسباً لاي طارئ ..
إختنقت بغطاءها .. عندما رأته يهمّ بالصعود إلى الأعلى وبينما هيّ تهمّ بالنزول .. إطلقت للرياح ساقيها وإتجهت الى غرفه الخاله إمل بسرعه !
حتى سمّعته يغلق باب غرفته .. ويبدو بإنه رأها !
.. لأيهم إن كان عرفها أو لا .. سيتخبط قلبه بلا شك !
إبتسمت بسخريه .. وخرجت لتذهب للإسفل !
.................................................. ........
.
.
يالله .. لم يدّرك بإن يحبّ وطـنه ومن فيه لهذة الدرجه !
ولم يعلم بإنه لوطنه رائحه عطرة لا تشّوبها شائبه !
لـم يستطع إن يتجاهل حنينـه وَ دموع والدته .. وإشتاقه لتلك .. وأخذ إجازة ليتنعم بإحظان وطنه الغالي !
!
كان يجلس في جانب والدته الى تمسك بيديه وتقبّلها تارة .. وَ تضمها تارة ؛ متى بتروح راجح ؟
ضحّك : يمه تراني مالي يومين جاي ، لا تخافين مطّول إن شاءالله
لتتحدث عمته إمل بسخريه : نورة حرام عليك الولد إختنق
:ههههههههههههههههه بشبع منه يابنت الحلال !
سأل وعينيه لا تبـرح عن التي إمامه وتسدّل غطاء يسترها ، والشك يساورة أ قبله صادق إم لا : إلا جدتي وينها ؟
تحدث عمته سارة : نامت ياعمري تعبانه ..
أطرق برأسه .. ولم يعّلق !
: شلون امريكا راجح ؟ الحين برد ولا حر ؟
: هالوقت ربيع .. مادخل الصيف عندهم للحين
: والدراسه صعبه سهله ؟
: شوفي الدراسه يبي لها واحد جادّ .. تلعثم .. عندما رأها تخـرج وخيبه إرتسمت على ملامح وجهه !
ولا يزال الشّك يزوره .. إتكون هي أم لأ !
عض شِفاه بملل !
ليستفسر بغير صبر : إلا وين عيالك عمتي ؟
: الصغار ناموا اليوم خميس ، وريما اللي توّها قامت !
!
كاد قلبه يـصرخ بإنفعال ، ولكـن لملم الفضيحه بإتقان و ريم إبتسامه على ثغر !
الان .. وبهذة اللحضه قد إكتفى .. سينام مرتاح البال ..ورايه النصر تلّوح في قلبه !
.. قلبه عرفها .. لم يخطئ ولم يشـك !
أفلت يدّي والدته بلطف ليتحدث : يالله تبغون شي ودي إنام !
وإستقام لتتحدث والدته : نوم العافيه ياعيني ..
،
إتجه إلى الأعـلى ، وفتح غرفه أخوته ليـرى إخيه يهمّ بالخروج بعدما .. بدّل ملابسه
: وين محمد ؟
: للأستراحه بتخاويني ؟
اجاب : لا بنام .. إلا فهد ليش ماجاء ؟
رفع حاجبيه بضيق : مدري عنه ، بس شكله بيعاند إبوي لانه كرفه بالمزرعه كرف !
عض شفتيه بتفكير : عمره لايجي .. بس سوالفه هذيك للحين؟
رفعت كتفيه : مادري والله ياراجح .. اخوك ماينعرف وش وراه ! ، وانا تعبت منه !
تحدث بإنفعال : محمد شلون تعبت ؟ مفروض إنت وراه والله لو يصير شي ماراح يموت إلا امي وابوي !
: راجح ! ترى فهد رجال وهو أدرى بمصلحه نفسه ! حنا سوينا اللي علينا !
فكّ إزارير ثوبه : محمد من جدك ؟؟ ، ترى هو إخونا مستحيل نخليه يمشي ونصفق له !!! لازم نصير وراه عشان..
قاطعه بهدوء: راجـح والله انا معك ، ودي اليوم قبل بكرى يوخر عن هالطريق .. بس حنا ماندري وش وراه بالضبط ! ماندري لوين للحين معهم ولا ماندري ، وبعدين لو بيصر له شي هو بيتحمل حنا سوّينا اللي علينا ! ..
: بخبر إبوي
قال بحزم : إلا هذي ياراجح إلا هذي !!! بيعاندنا تراه أنصحك !
تنهد بضيق : وش نسوي طيب ؟ .. مستحيل اسكت انا !
: حاول فيه ولا أنا .. رفع كتفيه بقله حيله : سويت اللي علي !
،
وخـرج تاركه بمفـردة .. إستدار ليخـرج هو ايضاً ..
ودخل غرفته .. ليغط في نوم عميق ..
.................................................. ..................

:
،
،
حطت إبتسامه سخريه وهو ينظـر من علّو على أشـلاء قلـبه ، وحطـام حلـمه ، وخيبته ..
فهـو ك عادته آثار التناسـي لإجل غيـرة ، أو لإجل رفقه سيكون خاسـر اكثر لو فقدّها .
.. سيأتي يوم يرمرم أشلاء قلبه وحطام حلـمه ، سينسـى خيبته بإبتسامه نصّر !
ولكن .. متـى ؟
متـى يصبح النظـر لصديقه ليـس وجّع ؟
متى سيصبح إسمها لا يثير القنبله المتأهبه في أخر صدرة ، وتنفجر مرةً أخُرى جاعلةً من قلبها شظايّا يتاقذ في أضلعه ؟
متـى ستبهت لمهً عينيه عندما يتحدث إخيها بصفة الجمع لإخوته بينما هي تكون بالصدّراه في مخّيله !
متى ...؟
: أقولك عمر تأخر !
ألتفت لصديقه ، لينفث الوجع الكامن بصدره بتنهيدة خرساء : مادري عنه ، فجأه يقول ابيكم بموضوع عند سيارتكم بالاستراحه ويتأخر !
لّوى فمه الآخرى بتوجس : الله يستر وش بيغرد من مصايب !
،
لم يعلق وهو يـرى سيارته تنعطف بجانبهم ويترجل منها وهو يضع هاتفه على إذنه لينسل مابين شفّتيه إسم آثار القنبله المؤقته ليعود .. دمارها .. وتختنق انفاسه من دُخانها لينفثه بسعّال حـاد ،
إختلس نظرةً للذي بجانبه ويـرى الإمتعاض يلون وجهه ، وزاد مكيال خيبة أكثر !
: طيب طيب وش تبي لمياء بعد ؟ طيب مع السلامه !
،
أغلق هاتفه ووضعه بجيبه : السلام عليكم
: وعليكم السلام
شتت ناظريه وتحدث محمد : وش فيه عمر وش الموضوع اللي تقوله لنا ؟
تنهـد بتمّهل ، ومسح يدّة على وجهه وبلل شفتيه وو تحدث بصاعقه جعلتهما يتلحفان بالصمت بمحـاول الفهم : سحبت ملفي من الجامعه !
لُيـردف بعّدها : وبدخل العسكريه !
قال هو بعدم تصديق : صادق إنت؟
أومأ برأسه ليجيب بفتور : بكذب عليكم يعنـي ؟
: عمـر من جدك إنت ؟؟؟
تحدث بهجوم: رجاءاً لا تجلسون تتفلسفون على راسي وكل واحد يقول محاظرة ماهي بنافعتن انا خلاص قررت وإنتهى الموضوع وبعد إسبوعين بتبدأ دورتي ، انا جاي أخبركم بس
: وإخوانك ؟ .. تحدث بعدم تصديق !
نظر لعينيه بسخريه : وانا ليش اسوي كل هذا ؟ عشان منّ ؟ عشان اخواني !
: بتتركهم لحـالهم ...زفـر بغلظه وخلل يديه في شعره : عمر لحضه ومستقبلك ودراستك تروح هباء منثورا ؟؟؟؟؟
تحدث بألم ممزوج بسخــريه : ههههههههههه مستقبلي ودراستي ؟ ضحكتني يامحمد على اي مستقبل تتكلم وتقول ؟
تقدم خطوة إليه ليقول بصوت مكتوم: عمر ودراستك طيب ؟ ، انت اكثر واحد من بيننا هاوي الدراسه وش اللي تغير ؟
أجاب بلا مُبالاة: ماتغير شي ، انا احلامي وطموحاتي ومستقبلي كل يوم اشوف ينهدمون قدام عيوني ، ههههه اصلاً انتم احمدوا ربكم انني للحين عايش ..
،
صمـت ثقيل تشبعت به الأجـواء وصفير الرّياح عصف أفئدهم قبل اجسادهم !
ولكن رفيقه تحدث بسخريه : اسمح لي عمر اقول كلام بقلبي ولازم اطلعه ، انت مدري على إي اساس عندك قناعه انك سوبر مان بطل خارق تقدر تحل كل شي لحالك وتشوّوك على الوضع ، مدّ السبابه بصوت متهكم : بالله كل واحد من عمامك يقول ياعمر تخرج بس ووظيفتي عندك ! وإنت لا معند ماأتوظف بواسطه ! من إنت قلّ من إنت ؟ كل الناس تتوظف بواسطه !
صـرخ به لينفث مافي قلبه : محمد لا تقول كلام ماتعرف تثمنه ، انا جيت اقولكم بس مو عشان اشاوركم ولا انتظركم تلقون علي مواعظكم ومحاظراتكم علي وهواشكم ! تفهم !
مسـح على وجهه بفتور : عمر انا مثمن كلامي وقاصدة زين ! ابيك تعرف ان الحياة ماهي على كيفك !
ضحك بسـخريه مريرة : ومتى الحياة صارت على كيفي؟ انا مابي تصير على كيفي وماهي صايرة على كيفي ، وانا بس لي الحق اني أتصـرف مثل مابي ولا تسّوي فيها الناصح !
ليصرخ فيه : إذا كنت إنت مسؤول عن نفسك بس نقول ! بس وراك اخوانك !!! شلون بتتركهم ؟؟
شـدّ مقدمه شعره بغيض ليصرخ : اهه اكره ماعلي يجي واحد يقول سوا كيذا وافعل كيذا !!!! ، نظر لّكليهما ليستطّرد بغضب أهوج : انا اخواني مسؤول عنهم انتم مالكم دخل تفهمون ، لو ان شاءالله اذبحهم ! لاحد يجي يقول لي اخوانك واخوانك تفهمون ؟؟؟
قطع صُراخه ليتحدث بهدوء : عمر هدّ هدّ يابن الحلال ، معك حق وحنا مالنا شغل بإخوانك ، بس حنا مقهورين عشانك دراستك ! ، والله حسـافه!

آمـال رأسه ولوى فمه : والله لا انا اول واحد ولا أخر واحد مايكمل دراسته ، تبون طول السنين الباقيه اكرف ليل ونهار ؟ ، وبعدين الدورة كله ثلاث شهوراو اربع ؟
قال بريبه : طيب وش اللي غّيـر رايك ؟
،
رُسمـت إبتسامه خيبـه على عاتقه ليتنهد زافـر وجع كامن منذ فترة بين أضلعه : أبوي عليه ديـن ! .. تنهـد بأسي لينطق بوجعـه الذي أسهرة لعدةّ ليالي : واذا ماسددت بيروح علينا البيت ، لانه مرهون !
.
.
.
تمّ
....

‏"الأحلام هي الدموع
‏التي تبخّرت
‏قبل أنْ تسقط". | كارلوس أبيلا

الريم ناصر 27-09-18 07:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13618549)
السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين احيييك اتمني لك التوفيق


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته❤
شكراً للطف كلامتك عزيزتي 💕

الريم ناصر 04-10-18 09:56 PM

الفصل (السابع عشر)
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
،
(الفصل السابع عشر )

،
‏"من أخبرك أن صدري متين،
‏وأن ظهري جدارٌ لا يُهد ولا يلين؟
‏من أخبرك أن روحي لا يتعكر لونها،
‏ وأن قلبي لا يُكسر كجرةِ طين؟"
،
،
،
،
إمتلئت معدتـه من الحزن والأسى حتى أصابتها التخمـه ، فماعاد هُناك متنفـس لأكل رغيف السعادة والراحـه ، وَ السقوط في وحل الخيبه والخذلان ، و المقاومـه والنهوض في كل مرةً .. اصبحت مستحـيله .. فماعادت النفس تهوى ذلك ، وماعادت أضلاعه تُساعدة على النهوض .. و اصبـح التنفس على الرئتـين صعب ! حتى إعتدى القلب منـه .. واصابه الوجع !
،
أردف عندما لامس الصمت ، والحيرة في عينيهما و اطرق رأسه ينظر لحزب من النمّل الذي يمر بجانب حذائه : كنت ناوي ماأقولكم السبب .. رفع كتفيه بتشتت : يمكن .. عشان ابرر لكم .. ولا عشان .. اروح وانا متطمن على اخواني .. انا حاسب كل شي من ماحطيت هالفكرة براسي وحاسب كل شي .. اخواني ماراح يضيعون .. فيه خوالي ، وعمامي بعد ... وانتم لو يبغون حاجه أكيد بنصاكم وإنتم قدّها .. تنهد بوجـع ورفع ناظريه وأثارت حفيظته تلك النظرة التي تعّلو وجهيهما : انا ماأحتاج شفقه منكم ولا من إحد ! ويمكن السبب اللي يخليني مااقول لأحـد الشفقه ..
قاطعه خـالد بهدوء : عمر ! تدري انا ومحمد اخر الأشخاص اللي بنشوف لك بشفقه ! ، وإنت قدّها ياعمر قدّها ! وخيرة يمكن!
تنهد : يمكن ...
: طيب ابوك مديون من من ؟ .
كان مستند على باب سيّارته إعتدل بعدمّا إحس بالضعف .. ليقول : من واحد يعرف ابوي .. انا جيت اقولكم عشان ماتنصدمون .. وبروح لجدتي أقولها تجلس عند إخواني لمين إجي .. وان شاءالله تقتنع .. واذا بغت جدتي شي او بغّوا إخواني .. بتدق عليك يامحمد .. تحمّل لمين إجي !
عقد حاجبيه بضيق : وش هالكلام عمر ! اخوانك بعيوني بحطهم ! و
قاطعه بفتور : وإنت ياخالد بعطي جدتي رقمك إحتياط ، إنتم اللي اقدر امون عليكم ! وماأحس إن مثقل على إحد ثاني !
: عمر ليش إنت كيذا ؟
عقد حاجبيه بإستنكار : ليش وش فيني !
تنهد وخلّل يديه في شعرة ليقول بصوت مكتوم : لا جدّ عمر ! ليش دايم تحسسنا إنك ثقيل علينا ! ليش دايم تسكر إي ب..
قاطعه بهجوم : لاني من عمري 18 سنه وانا اشوف شفقه الناس بعيونهم ! لان كل
الناس اللي يساعدوني بشفقه ! انا ماأحتاج شفقه من أحد ! لا منكم ولا من إي احد ثاني ! انا قلت لكن أنتم بس عشاني مضطر !
ضحك بسخريه : ليش حنا إي احد ؟
تأفف بملل : محمد والله ماني رايق ! قلت لك أن اقدر احل أموري بدون لأحتاج لأحد !
: عزة النفس هذي مادري وين بتوديك !
!
عضّ شفتيه ليصرخ بوجهه : لا أبوك لا أبو اللي يطلب حاجه منك !!!!!!!!
رد الأخر بهجوم : شفت شفت !!!! والله طلبك أعز علي من قلبي !! بس إنت مشكلتك بنفسك !!!
!
وكأن الزمان يدور ليعود في نفس النقطه !
كل واحد منهما يريد إثبات أمر ! بينما الأخر رأسه كالصخر !
: عمر محمد !! وقت هواششكمم بالله ؟؟؟ ابد ماهو وقته !
نظر له محمد بحدة : ! لمتى إخونا بالله شايل كل شي على كتوفه ؟ لمتى ؟؟ لمتى وهو..
: محمد إنت ماعشت اللي عشته ! مامشيت بين الناس وإنت تحس بالنقص لان عيونهم تناظر لك بشفقه ! ، كل شي تسويه كل شي تتعب فيه تشوف شفقه الناس!!! انا ماأبي احد يتصدق علي بشي ! ماشكيت لك الحال ولا شكيت لهم ! .. وياليتي ساكت ولا قلت لكم ! !
!
تنهد بإسف وهو يدرك بإنه قام بفتح موضوع حساس بغير وقته : السموحه بو فارس ، شوي عصبت ! انت واخوانك بعيوني لا تخاف ورح وإنت متطمن !
!
رفع حاجبيه بغيض ، ولا زال هُناك إنفجـار يريد إخراجه على أحدهم ، ولكن صديقه إستسلم لو تمادى قليلاً لإنفجر عليه !
تقدم خطوة إلى الأمام : يالله فمـان الله !
وإستدار ، تاركاً الاثنان ينظران لكتفـه المتدللى بوجع !
!
أستقل سيّارته ، وتوجهه إلى وجهته الأخرى .. لا زال لثرثرة بقيه !
،
فمنذ إتصال إبن صديق والدة الذي توفى منذ قرابه الثلاث إشهر ، وإخباره بإن هُناك دين بينهما وإن لم يدفع .. سيذهب بيتهم !
وهو .. في حاله صمت موجع !
صمت يزيـد مكيـال الألم في جوفه ! ،أ غلقت الابواب في طريقه ، لم يستوعب وقتها ، ولم يعرف ماذا يفعل !
حتـى تقابل من زميله في العمل ليحدثه بشأن الخدمه العسكريه ، وكأن الله أرسله له ليبثق الأمل في حياته المظلمه !
، قام بتجهيز أوراقه وتقدّيمها .. وبالأمس تم قبوله ، ليذهب صباحاً ويسحب ملف الجامعي .. وقلبه ينبض حسرة !
إحلامه .. التي كانت يتحدث بها مع والدة ! اصبحت هباءاً منتثور !
حلمُه .. الذي أصبح طيّ النسيّان يلاحقه منذ بدايه هذا اليوم بعدما أخلى جميع مستحقاته الجامعيه ..
،
تنهد بضيق وتوقفت سيّارته إمام بيت جدته .. ولّفحة من حنين زارته .. وهو ينظر للبيت العتيق !
هـو من كانت يظن إنه يُجابه الأيام بالنصر المؤكد!
من يظن .. إنه يستطع متأملاً !
يلبس إدرعـه شديدة البأس !
وحتى الخوذة لم ينسـاة !
!
لتأتيه قنبله بغتّه !
لا يعلم هل هي من أمامه ؟
أو من خلفـه !
أو من السماء ساقطه ! !
!
لأ إنك مُخطئ ياهذا !
كانت سهام القدر الموجعه تأتيك كلاّ ذا حين !
.. وجراحها العميقه لم تندمل !
هناك آثارها في إنحاء جسمك !
أانت مندهش من تلك القنبله !؟
التى .. كانت تؤكد لك بإنها ستأتي يوماً ماً !
!
وماذا عن القنابل الاُخرى ؟
وماذا عن السِهام التي ستفتك جسمه مستقبلاً؟
هل يستطيع إن يقف على قدميه يجابه الأيام ؟
!
أما إنه سيصير كنجدي متخبط على سرير أبيض بذلّ كل ماعندة لإنتصار بلدة !
ولكنـها .. لم تنتصر !
!
فمنذ وفاة والديه .. وهو وحيد ، حزين ، واشلاء من قنابل تتقاذف على رأسه !
!
فتح الدرج الدرج الامامي ، لإخراج بعض من المحارم الورقيه ليمسح عرقه !
يبدو بإن خلاياه الدمعيه .. تشكلت على حبّات عرق من شدّ مايؤل به !
شدّة كتاب مرمي في أخر الدرج أخرجـه ، وهو يتذكر زوج خالته أب مُهند الذي اهداه ذلك الكتاب !
لم يعلم منذ متى وهو مركون بداخل ذاك الدرج ، تصّهرة أشعرة الشمس !
( قوة عقلك الباطن )
رفع حاجبه وقلبه بيديه الأثنتيـن ، وفتح أول صفحه ..
( إلى عمر الذي أعتبرة بمثابه إبن لي ، إتمنى أن تقرأ هذا الكتاب مرة ومرتان وحتى للمرة العاشرة.. حتى يستسيغه عقلك العنيد ، ويدخل الى قلبك وينور طريقك .. ابو مهند )
لامس قلبه كلامته ذاك الرجل ، الذي يعتبرة اخ كبير له !
وتصفح الصفحات واحد تلوى الأُخـرى ،
( غير تفكيرك تتغير حياتك )
جمـله عريضه .. شدّته .. وتمّعن فيها كثيراً و ضحك بسخريه مريرة !
ورمى الكِتـاب في مكانه !
: واذا الحياة مو راضيه تتغير ؟
،
ترجل من سيّارته وإتجه الى داخل البيت ، يبدو بإن الذكريات السيئه إختارت هذا اليوم بالذات لتزيد الأمر سوء !
مر بجانب ملحقه ، الذي شهد بؤسه ليالي طويله !
هذا البيت .. يمقتّه جداً .. ولولا جدّته ماوقعت رجلاه في إرضه !
.. جدته التي إستبشرت عندما إتصل بها عصراً عندما أخبرها بإنه يريد زيارته !
.. لوى فمه بحنق !
وإتجهه الى الداخل .. وطريق الباب ..
: هلاا والله بعمر !
إبتسم لراجح : هلا والله فيك وش الأخبار ؟
: بخير الحمدلله ، تفضل جدتي تنتظرك !
!
تجاذب أطراف الحديث مع إبن خاله ، وذكريات سيئه جداً جداً تمطرة بقسـوة !
،
سلّم على جدته وجلس بجانبها : عز الله بيجينا مطر مدام عمر جاء !
إبتسم بخفه : عسا عمرك طويل ياجدّتي ! ، انا جاي بقولك كلمتين وإمشي ..
!
إزدرئت ريقها بتوجس : الله يستـر وشو ؟
: طيب تقهوى ياعمر وبعدين ..
قاطعه بفتور : لا والله وراي اشغال ، وإردف: جدتي انا جاي أخبرك إن بدخل العسكريه بعد إسبوعين والدورة يمكن تاخذ 3 شهور أو 4 ، وأذا ماعليك أمر إبيك تجلسين عند إخواني مااقدر أروح وهم لحالهم !
: وكل هالسنين وإنت تطلع وماتجي إلا بأنصاص الليالي وش فرقه هالحين !
،
لم يتوقع هجوم كهذا منها ! وهذا ماينقصّه !
بللت شفتيه بضيق : اذا ماتبين تجلسين عندهم عادي قولي لي مايح...
أغمض عيّنيه بضيق عندما رأى عيّنيها تتلئلئ بدموع خفيه ، إقترب منها أكثر وقبّل يدّيها بحنيه : وشوله هالصياح ياعيني ؟
: بعذري ياعمـ..ـر وشنوحك تبي تدخل العسكريه ؟ لا تشاور ولا شي ! بـ..
قاطعها بنفس الحنّيه : ياجدتي والله فكرت وهذا أفضل شي ! يعجبك اني ادرس واشتغل بنفس الوقت ! هذا العسكريه كلها 4 شهور بالكثير ومع راتب زين يعيشني ويعيش إخواني وزيادة ، واذا ماتـ..
قاطعته : والله مادري عنك ياعمر ! إمري لله بجلس عندهم لمين ربك يفرجـه ..
: واذا جدتي ماتبين .. عادي
إفلتت يديه لتقول بغضب : ومن يجلس عندهم ؟ ولا عادي عندك تروح وتتركهم والله مايهمك !
ضحك : لا ويين ياجدتي .. اصبر علي ادري إني شوي معور قلبك إصبري .. ..
وإستقام قاصداً الذهـاب : طيب تعشّى عندنا عشاني ياعمر !
لوى فمه : والله وراي اشغال ياجدتي ، جيت اخبرك وإمشي !
: يعني شوفتي بس للحاجه !
!
يبدو بإنه جدّته تحمل في قلبها الكثيـر عليه ! ، : حشاك وش هالكلام ياجدتي ، باقي لي اسبوعين لا شغل ولا مشغله إبشري باللي يوم يجيك يتعشى عندك ، بس الحين وراي أشغال !
: الله يستر من هالأشغال ، بحفظ الله !
،
قبّل رأسها إعتذاراً ، وإتجهه الى الخـارج وراجح خلفه : جدتي شايله بقلبها علي وعليك !
ضحك بتنهيدة : وحتى إنت بعد !
رفع كتفيه : اي والله ، كل شوي تذكرني بديرة الكفر !
: ههههههههههههههههههههههههه ه ، يالله فمان الله
وضع يدّة على كتفه : إنت قدها عمر ، بتهون إن شاءالله !
!
إعتصر قلبه ألمـاً : إن شاءالله !
،
وخرج ، ليقابله خـاله !
: حيّ الله عمر ، تفضل !
هذا ماكان ينقّصه ، يمقت خـاله لدرجه إن يكرة تواجدهما بنفس المكان : زاد فضلك ، مشغول والله !
،
وهرول إلى سيّارته ، هارباً من عينيّ دامعتين ، وذكريات بائسه !

،
،
إدار المفتاح وفتح الباب بإرهاق ، وتقدم بخطوات ركيكه حتى الصاله ، وصراخ إخوته يسبّبه له طنين في إذنيه
: عمممممممممررررر
إقتربت الصغيرة منه وإحتظنته ، بادلها بلطف ، وأتى صغيرهم وهو يبعدها بعنف ويحتظنه بقوة : هههههههههههه شوي شوي صوص
،
: شعندنا عمر جاي هالحزة ؟
ألتفت الى إخته ، التي خرجت من المطبخ القريب جداً وَ تُمسك بملعـقه بكلتا يدّيها ! ، أبعد الصغير وعاودا اللّعب والإزعاج مرةً أُخـرى ، ورمى جسدة على الإريكه بإرهاق واضح !
: بس كيذا ..
رأها تقترب وتسأل بقلق : عمر فيك شي ؟
،
نظّر لهـا بتمعن !
طريدته التي تصغرة فقط بقليل .. الشبيه بوالدته خَلقاً ، وبالوالدة أخلاقاً ، التي إرتدت ثياباً تَكبرها بـ 20 سنه ضوئيه واطرافها تتدلى دائما!
: عمر شفيك تناظر كيذا ؟ ، خوفتني !
: وين لميـاء ؟
عقدت حاجبيها وربضت بجانبه : بالمجلس تذاكر ، عمر ..
أدار رأسها إليها وتمعّن في عينيها ، يالله وكأنها والدته ! ، خَلقاً وأمومتاً !
: هممم !
: تراك خوفتني ! وشفيككك ؟
إعتدل في جلسته : نادي لميـاء بقولكم شي
إرتعدت فرائضها لتقول بتوجس: والله عارفه في شي ! وإردفت : سسلومه روحي نادي لمياء بسرعه !
ركضت الصغيرة ، !
أفلتت الملعقه من بين يدّيها لتستفر أكثر : وش فيه ياعمر ، شي قوي ؟ والله قلبي بيطلع من مكانه !
:يابنت الحلال ماهنا الا الخير وش فيك !
أجابت بغّصه : ليش اللي يشوف وجهك كيذا يقول فيه خير ؟
إزدرء ريـقه بإسى ، ماذا لو أخبرها ماذا حدث !
ستبهت لمعهً عيّنيها مرة أُخـرى ، سَيتآكل الحزُن قلبها فتصبح وردة ذابله ! ، وهو لن يجرأ ابداً إن يُفقد الوردة برّيقها !
سيحتمّل كَ جلمود بائس ، من إجل بريق عيّنيها الذي بالكاد عاد !
،
: وش فيكم ؟
: إجلسـي لمياء ..
جلست الأخرى امامهم بتوجس وعقدت حاجبيها !
إبتسم بخفه ، لو أفصح عن الأمر لّاخبر تلك التي تشبه هو !
تنهدّ : بدخل العسكريه !
!
: صادق انت ؟
أومأ برأسه .. : انت تقول ولا تشاور ؟
: أقول ياست لمياء ! ودورتي تبدأ بعد أسبوعين
: وحنا عمر ؟
إنكمشت بعد سؤالها ليجيب عليها : وشفيكم إنتم ؟ جدتي بتجلس عندكم .. وَ كلها 4 شهور وإجي ان شاءالله !
: عمر لا إنت تمزح ! تقولها وكأنها عادي ! عمر من جدّك 4 شهور وحنا لحالنا بدون رجال ؟ ومدرستي من يوديني ويجيبني؟ ولا انا أخر من تفّكر فيه !
قال بصوت مكتوم : لأ يالمياء طبعاً مانسيتك ! لقيت سوّاق يوديكم كلكم لمين إجي للمدارس وأتفقت معه بكل شي !
: عمر طيب ليش ؟ ودراستك ؟
تحدث بهجوم : يالليل يالهدراسه اليي بلشتوني فيه ! انا مابي إدرس بكيفيي مابييييي !!!! عاجبك اني اكرف ليل ونهار !
: لا عمر .. مدري شلون تفكر ، بفهم شلون تتركنا وتروحً؟
صرخ : ترجع وتعيد بنفس السالفه !
أستقامت بغضب أهوج : لان بنجلس 4شهور نتشحد خالاتي وكل من هب ودبّ يتصدق علينا !
رمش ليحاول إن يستوعب : الحين انا ليش بدخل العسكريه ؟ ليش انا اكرف ليل ونهار مو عشان حضرتك ماتحتاج لأحد ! مو عشان أوفر لك كل اللي تبين ؟ مو عشششان ..... ..
،
مسّح وجهه براحه يدّيه ليضحك بسخريه : انا مادري ليش أناقش بزر ! ، انا قررت وإنتهى الموضوع !
: لاتنسى حنا لنا قرار بعد ، مو تقرر وتجي تقول !!!
،
تمّادت هذة كثيراً ، بلّل شفتيه ليتحدث بتهكم : هذا اللي ناقصني إجي أشاورك !
وإستقام بغضب مكتوم !
: عمر لحضه !
تخصّر بملل : نعم ؟
: ماعليك من كلامها ، واجلس نفهم أكثر .. يعني فجأه جيت وقلت بدخل العسكريه ! ليش .. لا مو ليش ، شتّت ناظريها : .. بس مدري يعني .. ماعمرك فكرت ولا طريت لنا .. والله عمر صعبه نجلس 4 شهور بدونك !
تنهد : ترى فترة مادري كم بالضبط ماراح أشوفكم .. وبعدها كل ويكيند انا عندكم .. ماعليك ، و..
: ودراستك عمر ؟
!
غصّه تكومت في حلقه .. : شسـوي !
ورفع كتفيه بقلةّ حيـله ، وإستدار حيث غرفته
: طيب ماتبي عشا ؟
أجاب رأسه بـ لأ .. وإستلقى على سريرة يداري بؤسه وألمـه !

،
بعدّمـا إغلق باب غرفته ، أجشهت ببكاء مكتوم ، وهي ترى حزن إخيها !
تعّلم جيداً ماهو حلمه الأزلي الذي كان يتغنى به قبل وفاة والديهم! ولكن لشّدة الضغوط التي على كاهله تراه تخلـى عنه !
رفعت ناظريها إلى تلك : وإنتي لازم تخربينها ! لازم تقولين له كلام يسمّ بدنه ! ، إنتي ماتشوفينه شلون هو تعبان ؟ ماتشوفين شلون كل شي على كتوفه وكل شي شايله عشانك ! ، بس سبحان الله مايفيد فيك لا خير ولا شر !
قضمّت شِفاها بحسرة ، وأستقامت تلك متوجهه إلى غرفتهم متحدّثه : حطي للاخواني عشا ، انا بنام !
،
أخويها كِلهما يفّران من حُزنهما ليغطان في سُبات عميق !
بينما هي .. إين تفرّ بهذا البؤس الذي تعيشه ؟
إين المفر .. من حياة تمقتها ؟
،
تخبطات لا مُنتهيه في داخلها ستؤديها بها الى الجنون حتماً!
.................................................� ��…………………
،
،
( سهى تحبينه ؟)
ماهو الحُب ياصديقه ؟
أيجعل قلبك كَ جرس إنذار يقرع كلاّ ذا حين بموسيقى عذبه ؟
أهو يجمّل الحُزن في العيون ؟
أهو .. لذيذ كالشعور الذي أستشعرة ؟
،
أما هو الغرق في بحر من السعّادة اللامُنتيه ؟
امّ الأطمئنان المفقود في المشاعر ؟
أمّ هو .. ثبات الذات .. وعلّوها إلى مساكن النجوم ؟
،
أمّ هو مشاعر تجدد كل يوم فماعادت تستطيع تفسيرها ؟
!
اذا كان هذا هو الحب !
فإنها غارقه لإخمض قدميّها !
..
بعد من التجاهل المستمر لعدّة الأيام وقعت في بئر السعادة اللامُنتيهه !
..
ومن عمق إنبهارها به ، تشعر بإن الكلمات العاديه منه تُقال لها لأول مرة ، ..
،
كتمّت ضحكـه سعيدة وهي تضرب الحروف بسرعه فائقه على جهازها اللّوحي : صصادق فهد ؟
: إي والله ، إنجلدت انا وعزوز لمين عضّينا الأرض وبعدّها رجعنا للبيت ورجل خالتي وأبوي كملوا علينا !
،
لم تستطع كتم ضحكتها من تحت الغطاء وإنفجرت !
: سسهى قصري حسك بنام !
: طيب ..
،
أجابت عليه : فهد تليشت من الضحك وحلا تهاوش
: مدامك ضحكتي هذا اللي يهمني !
!
غزت المشاعر الجيّاشه قلبها لتتنهد بسسمّه غارقه : ياحبيبي !
،
،
في الطرف الآخـر من المشهد !
، تلبكّت الكلمات في جوفه ، وهو يرى إنهمار مشاعرها الجيّاشه على روحه المُتيبسـه !
.. هي غارقه لانها صغيرة وهذا المشاعر جديدة عليها.
بينما هو متمرسّ على هذا الطريق ، لعوب ، ومتغطرس في الحب !
.. هذة الصغيرة تجعله متأرجح مابين المتعه وتأنيب الضمير !
تجعله يغرق في متعته .. متناسي بإنه هذة الصغيرة ليست كَ سائرها ممن يُحادث !
،
: يالله النوم ياشطورة ، بكرى وراك دوام !
: تصبح على خير ، اقرى اذكارك ولا تنسى الوتر ، إستودعتك الله .. بكرى أول ماأقوم اكلمك !
،
نهش تأنيب الضمير قلبـه ، هي نقيه شفّافه المشّاعر ، بينهما هو متكدس في ظلمه قلبه وأفعاله !

،
............
‏أحبّك.. وذلك كل ما يحتاجه المرء ليحيا
،
تمّ

modyblue 25-10-18 12:08 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):


الساعة الآن 12:56 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.