آخر 10 مشاركات
363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          362 - معارك حب - رينيه روزيل (الكاتـب : Emy Abo-Elghait - )           »          خير الجزاء (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          6 - حبيبى . . الى الابد - (مركز دولي قديمة) (الكاتـب : samahss - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          375-فتاة لعوب- كاي سميث-مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          193 ـ دمعة على ثوب ابيض ـ كيت والكر ـأحلام (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-19, 12:21 AM   #2141

aya381997

? العضوٌ??? » 450394
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » aya381997 is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

aya381997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 03:01 AM   #2142

amina Mountasser

? العضوٌ??? » 410812
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » amina Mountasser is on a distinguished road
افتراضي

متشوقة لبداية هاته السلسلة ♥

amina Mountasser غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 09:42 AM   #2143

alia sanaad

? العضوٌ??? » 382229
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » alia sanaad is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

alia sanaad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 01:36 PM   #2144

جهاد مرجونا

? العضوٌ??? » 423833
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » جهاد مرجونا is on a distinguished road
افتراضي

أتمني لكِ دوام النجاح و التألق

جهاد مرجونا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:52 PM   #2145

كاتبة الأمل

? العضوٌ??? » 449504
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » كاتبة الأمل is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
الفصل الأول

ما زال الناس هكذا : لهم عدو وصديق ، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنه كلها ...... الامام مالك بن أنس.



بعد 12 سنة .....


بيت آل طالب ...

(حق .... يا حق .... أسرعي ... هات الشاي بسرعة !!...) ...... التفتت الأخت الصغرى لحق تقول بقلق وهي تنهي رص الكؤوس على الصينية ... (هيا حق ... أسرعي ... لا تريدين سماع عتابها من جديد) .... حملت الصينية بمرح تقول ببسمة بلهاء (ستصيح على قليلا ثم تهدأ بعدها ... لا مشكلة) .... ابتسمت أختها بتأثر من طيبتها الساذجة، وحملت طبق الضيافة تتبعها بروية كي لا يظهر عرجها، فقد أصيبت بكسر في صغرها وكالعادة ثم اهمالها، الى ان شفي على عٍوجه وترك لها ندبة لا تنسى .... وضعتا الضيافة على المائدة، واتخذت كل منهما مقعدا.
تحدثت الحاجة ميمونة زوجة والد حق، ووالدة أختها الصغرى رواح، وهي تقدم كأس الشاي لضيفتها ... (تفضلي حاجة نعيمة .... شرفتنا بزيارتك...) ... تناولت منها الكأس باسمة حتى ظهرت سنها الذهبية ، و هي تتأمل الأختين بشفقة مزعومة .... (شكرا لك ... عسى الله أن ينعم على ابنتيك بزوجين صالحين ...) ... زمت الحاجة ميمونة شفتيها بغل، تدرأ به حرجها فهي على علم بسخرية النساء من خلفتها الوحيدة ،مع أنها و ربيبتها قد أغدق الله عليهما بجمال يخصهما، لكن ينقص بعاهة كل منهما.... (آمين .... تفضلي خذي الحلوى ...) ... لم يكتف لسانها ببعض الثرثرة وهي تضيف بمكر ... (ابنتي نجوى جاءها خطاب للمرة الثالثة ... هداها الله ترفض في كل مرة ... تتحجج بالدراسة) .... كظمت غيظها ترد من بين أسنانها .. (سامحك الله يا حاجة نعيمة ... الفتاة لاتزال صغيرة .... انها من عمر ابنتي رواح ...) .... (وما المشكلة أنا تزوجت في سن أصغر ... على العموم هي سنة واحدة وينهين الثانوية ... و الفتاة ليس لها سوى بيتها و زوجها ...)... لم يبدو على حق أنها متابعة لما يقال، و هي مركزة على الأخبار المعروضة على شاشة التلفاز، بعكس رواح التي تتقطع دواخلها بسكاكين الخزي و الخجل، فهي تعتبر نفسها أقل من الفتيات ان كن من مثل سنها أو غيره. أردفت الحاجة نعيمة مستمتعة بنظرة الانكسار في عينين الأم ،التي جُل أمنياتها تكمن في ستر لابنتها، فسبحان من هو أدرى بالسرائر، اذ أن الأخيرة لا تعلم امتلاكها لسلطة على من سلمتها أحشائها لتعيت فيها فسادا ،فحجب عنها الغيظ و الحسد مأرب الحاجة نعيمة الظاهر من جملتها التالية،و التي نطقتها بتلقائية أتقنتها ... (و الله يا حاجة ميمونة ... لم يواسي غضبي من رفضها للمتقدمين سوى أملي أن تكون من نصيب هذا البيت...) ... أسرعت الغافلة بالجواب مجاملة و طمعا يشبه طمعها، فهي الأخرى لديها شاب من عمر ياسين ... ( يكون الشرف من نصيبنا ان حدث و تناسبنا عزيزتي ... هدى الله ياسين ليقرر الزواج أخيرا .... لا أعلم ما يؤخره ... كلما فاتحه والده وعده بالتفكير في الأمر .... لكن لا جدية في حديثه ...) ... هزت الحاجة نعيمة راسها بإهمال مزعوم .... (جميع شباب المدينة على شاكلته وابني أيضا نفس الجواب ... عسى أن يكون زواج ابن آل عيسى فاتحة خير للبقية ...) ... مططت الحاجة ميمونة شفتيها بتهكم ترد ... (من أين سيأتي الحظ؟؟ انه زواج مصالح عزيزتي .... فواحد منهما مجبر على التنازل للآخر عن المقعد في البرلمان ... لذا كان النسب القرار الأنسب للاندماج ... ) ... ( و ماذا في الأمر يا حاجة ؟؟... فهما انسب لبعضهما البعض ... و تبقى المدينة على وحدتها ...) ثم تنهدت تردف ... ( عسى الله أن يوفقهم ...) ... حل الصمت عليهن فالتفتت الحاجة نعيمة ترمق حق بنظرات حانقة، فتلك الفتاة فريدة من نوعها، و كأنها ليست من بني كوكب الأرض، لا يهمها حديث و لا مواضيع، لا زواج ولا طلاق، و لا كأن الناس بحياتهم في مجال فكرها و لا اهتمامها ... و ما فاجأها حقا أن العديد من شباب المدينة قد أرادها، الا أن لأمهاتهم رأي آخر، فالجميع في المدينة يعتبرها بلهاء بسبب صفات عديدة، تُعتبر شاذة في زماننا هذا و يظنون أنه نوع من الإعاقة الدهنية ورثتها عن والدتها التي سُميت باسمها ... حركت لسانها من غلها تقصد حق ...(وانت يا حق ماذا تدرسين ؟؟ ...) ... التفتت اليها حق ترد بصدق و كأنها جُبلت عليه ...( السنة الثانية و الأخيرة في المعهد تخصص تسير اداري ..) ... ضمت شفتيها الى الأمام متشدقه ... ( و ما في المدينة غير ذالك المعهد ؟؟....) ...تحدثت حق باسمة بسرور حقيقي ... ( الوضع سيتغير يا خالة ... سيفتتحون جامعة السنة القادمة بإذن الله ...) ... قطبت الحاجة نعيمة ترد بضجر (و لما أنت سعيدة لهذه الدرجة؟؟ .... لا أظنك ستتمكنين من ولوجها ....) ثم تابعت بتشدق مغيظ ... ( ابنتي نجوى لم يسعدها الخبر ... كانت تأمل في الالتحاق بالجامعة الكبرى في العاصمة .... لا اعلم ما يعجبها في الغربة عن أهلها ... رغم أنها كانت ستعيش مع شقيقتي هناك.... بيد أنها ستبقى بعيدة عني ...) ضحكت حق تقول بسذاجة ...( ابن آل عيسى ...)... (ماذا ؟؟؟!! ) صاحت الحاجة باستنكار، فتلبكت رواح بفزع. قامت حق تهم بالانسحاب حين لمحت وجه أختها المحمر رعبا، لكن هيهات.... ففضول النساء ليس له دواء.... أمسكتها الحاجة نعيمة بكلتا يديها تنطق بخطورة تشع من مقلتيها الحادتين .. (ما علاقة ابنتي بعائلة آل عيسى ؟؟ ) أسدلت رواح جفنيها بأسف يائس، لأن اختها تكمن بلاهتها في صدقها اللامتناهي، و لم يتأخر الجواب و مقلتيها تبعث بنظرات اعتذار لرواح لقلة حيلتها ،فهي و بالرغم من سذاجتها تعرف جيدا حين يصيب صدقها أو كما يقولون بلاهتها، شخصا بضر ما ، كأختها المرتجفة حالا ....( الحقيقة أن ن...نج...)... (تحدثي يا فتاة هيا !!...) ... حثتها بحدة فانتفضت تهتف بخوف قبل ان تنسحب هاربة ... (هي معجبة بابن آل عيسى الأصغر ....) .... همست الحاجة نعيمة لنفسها بعدم تصديق ... ( عيسى ....كيف ؟؟؟ ..).... التفتت الى الجامدتين مكانهما كصنمين لا يعلمان كيفية التصرف، فنتشت حقيبة يدها مهرولة، بعد ما ألقت سلاما ساهم، لترد عليها الحاجة ميمونة ببسمة لم ترها الأخرى (لما العجلة يا حاجة ... عودي بسرعة لزيارتنا ... رافقتك السلامة ...) ....تنهدت رواح بقلق تهتف ... (يا إلهي ارحمني .... ما هذه المصيبة ؟؟ ...) ... حملت والدتها الصينية قائلة بتفكه ... ( وماذا في الأمر؟؟ ....انها اختك البلهاء ... ) ....نظرت اليها رواح بصدمة لأول مرة تتلقى منها ردة فعل مشابهة حين يتعلق الأمر بحق، فهي عادة تقيم الدنيا و لا تُقعدها، كما تُحملها ذنب الحادث الذي كُسرت فيها رجلها. تعيد على مسامعهم جملتها المشهورة ’’ لولا بلاهتها لما سهت عن أختها لتقع من على الدرج’’..... سرعان ما عاد فكرها الى ما يخص نجوى، فوضعت كفها على قلبها المسرع كأرنب مذعور تهمس ...( آه يا حق ... فتحت علي أبواب جهنم ...)....
يتبع ......
روعة الرواية والجاتب الديني المذكور تسلم اناملك


كاتبة الأمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:58 PM   #2146

عاشق الكتب 1
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 433015
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,194
?  نُقآطِيْ » عاشق الكتب 1 is on a distinguished road
افتراضي

روعة الرواية والجاتب الديني المذكور فيها تسلم اناملك دمت متالقة

عاشق الكتب 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 08:16 PM   #2147

هاجرر55

? العضوٌ??? » 436268
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 199
?  نُقآطِيْ » هاجرر55 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا لكم على هذا الموضوع

هاجرر55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 04:40 AM   #2148

daheera

? العضوٌ??? » 439056
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » daheera is on a distinguished road
افتراضي

ماشاءالله تبارك الله ربي

daheera غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 05:17 AM   #2149

صمتى حياتى

? العضوٌ??? » 431548
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » صمتى حياتى is on a distinguished road
افتراضي

يسلنوووووا ع هاد الرواية

صمتى حياتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 12:40 AM   #2150

دمعة شاردة

? العضوٌ??? » 412627
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 229
?  نُقآطِيْ » دمعة شاردة is on a distinguished road
Rewitysmile2 حق بين يدي الحق

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة













أعلن ان السلسلة ...نساء صالحات...بأجزائها ....... بقلم .....mouna latifi .......هي حصرية لمنتدى روايتي ....و لا اجيز لأي احد ان ينشرها على او خارج النت دون اذني.....فليتقي الانسان ربه و لا يبخس اخوه الانسان تعبه......و الله على ما أقول شهيد......

ملاحظات...
←ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا،، فلا تدع أي أمر مهما كان أن يحول بينك و بينها ......

← دعوة الى ربي العظيم ،، خالصة من قلبي لكل من ساهم من قريب أو بعيد في نشر رسائلي ،،و لمن قرأها مقتطعا من وقته الثمين،، بالحفظ من السوء و التوفيق و الرزق الوفير .....

بفضل الله عدت بسلسلة جديدة أدعو الله الكريم أن تنال رضاه و بعده رضى القراء ..... و قبل النزول الى الغلاف و التواقيع .... اعلمن عزيزاتي اشتقت اليكن و الى المنتدى الغالي على قلبي ...













الغلاف اهداء من rewaida




غلاف اهداء من heba atef






الغلاف اهداء من dr fati










تمهيد ......


(لله أكبر... الله أكبر ...لا إله الا الله.)
ارتفع آذان الفجر ليعلن عن بداية يوم جديد، منهيا أحداث الذي قبله، سوى حدث استمر و لم ينتهي مع بزوغ الفجر ، صراخ زوجته المتألمة بسبب عسر الولادة. ابتلع لعابه فاقدا آخر ذرات صبره، فقام يزرع الأرض تحت قدميه ذهابا وإيابا من هول ما يشعر به من رعب. فحتى هو الحاج عبد الله آل طالب، بقلبه الصلب، تأثر بصراخها المفجع من شدة ما يُعبر عنه من ألم طال و امتد طوال الليل. (سيد عبد الله !!.... سيد عبد الله !!) ... تجمد مكانه في وسط بهو بيته، يتطلع الى السيدة الأربعينية برداء أسود يحاكي ليلتهم تلك ... (لقد حاولت سيدي ... الولادة متعسرة .... يجب اسعافها سيدي ...لقد نزفت كثيرا) ... رمقها بنظرات ساخطة قبل أن يقترب منها قائلا بغل، وهو يرمي بقلنسوة جلبابه الى الخلف أعلى ظهره ... (كنت سأفعل منذ البداية ... لكنك تشدقت ببراعتك) .... انتفضت المرأة بخوف تهتف بأسف (أنا آسفة سيدي ...ظننت أنها ستكون يسيرة كالولادة الأولى سيد...) ... نحاها عن طريقه بضجر مغيض، وحمل الهاتف ليطلب الإسعاف في نفس اللحظة التي علت فيها صرخات ما كانت للسيدة، بل لمولود تحرر من سجن مشيمته أخيرا، ليُعلن بكل فخر عن نفسه انسانا قد منحه الله حق الحياة .... أسرع الى الغرفة بلهفة ما عهدها في نفسه، فهو من أهل مدينة الجبل، من أهل القوة والبأس، لا يستسلمون للمشاعر ولو لذويهم. لكن ذلك القلب الصلب شعر بقرب فقد، لم يكن يحبذه مهما بلغ به الجفاء.... و يا أسفاه عل حياة لا تمنح الكمال، فهي وان كمُلت ناقصة بكل ما فيها ... أسدل جفنيه بأسف دون أن يرمي المولودة بنظرة واحدة، و انشغل بمن منحتها الحياة ، مستسلمة و مسلمة روحها لبارئها الواحد الأحق بها .... فإنا لله وإنا إليه راجعون.

بعد 8 سنوات ....

أمسك يدها يطبق عليها بحمية أكبر من عمره، متسللا بين حشود من الناس المتجمعين وسط ذالك الصرح المبهج، بزواياه المبهرجة بزينة كل حسب حرفته، بين فرقة للأهازيج الشعبية، وأخرى للمسرحيات الساحرة أو الساخرة، ناهيك عن الألعاب المتلألئة وبضائع محلية وأجنبية معروضة للبيع .... توقف لاهثا حين شعر بتصلب أطرافها، فالتفت اليها قائلا بنبرة بين الحزم والحنان، فالصبي على أعتاب النضوج متقهقر ما بين تربيته الجافة وفطرته البريئة .... (ما بكِ ؟؟ ...يجب أن نسرع لأعود بك الى البيت) .... نظرت اليه بمقلتيها الشفافتين تنطق من بين أنفاسها المقطوعة (أرجو...ك .... أ... خي .... أريد غزل البن...ات ... لم أذقه يوما) ... زفر بتعب يرمي بائع الحلوى بنظرات حائرة، فالحرب في أحشائه قائمة.... بين وصايا والده وبنات أفكاره الشخصية .... بين الأعراف ومرحلة طفولة لازال على أعتاب فراقها ... تنفس بعمق مقررا أن الغلبة لحريته النفسية، فلا بأس في اسعاد فتاة صغيرة ستمضي بقية حياتها بين جدران القواعد والأعراف. انحنى الى مستوى طولها ممسكا أعلى كتفيها الصغيرين يقول محذرا (قفي ها هنا .... لا تتحركي ...سأعود بسرعة) .... قارن قوله بفعله كما فعلت هي، متأملة المكان حولها مأخوذة بكل ما فيه، فهو يُعد حدث غريب يحمل الى مدينتها الصغيرة رياح بهجة، تكسر عادتها الهادئة المملة. شق ثغرها الزهري الصغير على بسمة حلوة مثلها، حين تذكرت شيئا لتدس كفها الصغير داخل جيب عباءتها الساترة لجسدها الطفولي الضئيل. سحبت كفها المضمومة وفتحتها كما شفتيها لتتأمل تلك السكاكر الملونة بسعادة من وجد كنزا، حركتها بمرح تحاول اتخاذ قرار مهم في حياتها البريئة، بأي لون تبدأ، أم عليها تركها لوقت لاحق مستمتعة بامتلاكها لتلك السكاكر النادرة. ليس انها من عائلة فقيرة، لكنها سكاكر مختلفة ذات علامة أجنبية، ناهيك عن كونها طفلة مُهمَلة، ويعتبر حصولها عليها رفاهية لا تكون لها في أغلب أيامها. لم تقاوم شهيتها الطفولية، فوقع اختيارها الشغوف على لونها المفضل، والتقطت الحمراء. لم تكد تدسها بين شفتيها الصغيرتين حتى جمدت أصابعها قرب فمها، تتأمل صبيا من عمر شقيقها، تتذكر رؤيته سالفا في احدى الاجتماعات العائلية، أو حتى القبلية، فمدينتها الجبلية صغيرة، والجميع فيها يعرفون بعضهم، لكن ما سلب انتباه الصغيرة هي تلك الدموع المتدفقة على خده الخشن، في مشهد ليس بمألوف بين بني عشيرتها.....
نار تُحرق أحشائه، لا ليس والده..... لما هو بالذات؟؟.. بعد كل ما عانه منه، من قسوة و جفاء يصل للضرب، و أمام اخوته و أبناء عمومته في بعض الأحيان، و الحجة أنه البكر و حامل الشعلة و مسؤولية العائلة. لا ينكر أنه في بعض الأحيان يشكر ربه أنه يتحمل كل ذلك عن شقيقيه، لا يتصور مدى الضرر الذي قد يصيبهما من جراء ما يتلقاه من معاملة، يكفيهما قسوته، ..... لكن أن تصل به الجرأة الى جلب العار لعائلته ... الألم في صدره اشتد متذكرا شماتة بعض من أبناء عائلته، لولا جده الذي دافع عنه بعد ان تبرأ من ابنه، و نصبه خلفا عنه مفتخرا به ..... أجفل من زوبعة أفكاره ،على لمسات ناعمة خفيفة لفتاة صغيرة، ترمقه بحزن حاكى خاصته ليكتشف أنه كان يبكي، انتفض يخفي آثار جريمته الشنعاء في عرفهم، ليلمح الكف الصغيرة الممتدة اليه بسكاكر دائرية ملونة. عاد بأنظاره الى الفتاة المجهولة له يحاول التعرف عليها دون جدوى، فقالت بوجوم (خذها ...انها لك ..) ..... رمى السكاكر بنظرة ترقب ثم عاد اليها قائلا بحزم يشبه حزم اخيها الأكبر من عمرهما (وهل ترينني طفلا مثلك .... كي آكل السكاكر ؟؟ ).... هزت كتفيها بخفة ترد بتلقائية معهودة منها كاسمها... ( لم أكن أحب مشاركتها مع أحد ....لكنك كنت تبك....)... (لم أكن يا فتاة!! .... ماذا تقولين ؟؟).... قاطعها مستنكرا بسخط أخافها، فاهتز بدنها الضئيل من الخوف، ليتذكر صياح والده يهزه بنفس الطريقة فأردف بنبرة أهدئ ..( كليها ... فهي لن تنفعني في شيء... على كل حال ) ... تنفست بضجر مسدله جفنيها لبرهة، قبل أن تستأنف حملة إقناعه بأمر تعتبره بديهي ( أنت لا تفهم ... انها سكاكر نادرة ... تبهجك و تنسيك حزنك مهما كان بحلاوتها)... ارتفعت زاوية فمه ببسمة ساخرة و هي تحثه بيقين مؤمن بربه (هيا .... خذها ...فقد بدأت تبتسم من مجرد رؤيتها ... فماذا ان ذقت حلاوتها؟) ... تحولت بسمته الساخرة الى أخرى صادقة، و هو يستسلم لسذاجة الصغيرة النقية القلب و السريرة، لمح تحسرها على القطع التي تناولها فقال بمرح فُرض عليه (ما بكِ؟ ... هل ندمت وتريدين استرجاع سكاكرك ؟؟) ... أومأت سلبا ترد (الأمر فقط .... أنني أحب الحمراء ...ولا توجد منها سوى واحدة ... هل يمكنك استبدالها ؟؟) .... راقت له اللعبة لا يعلم لما؟ .... هل بسبب براءة تلك الفتاة التي جمعه بها القدر في أشد لحظاته حرجا ؟؟ ...أم لأنها أضفت على جفاء جحيمه بعضا من نسيم تلقائيتها وطيبتها، ... (وان أحببت الحمراء بعينها ؟؟ ... هل ستندمين وتتحسرين على فقدانها؟؟ ).... ضمت شفتيها منهمكة في التفكير لترد باستسلام عجيب حتى أنها ابتسمت ... (بالتأكيد سأتحسر عليها .... لكن لن أندم كلما تذكرت بسمتك بعد بك ..... ) .. ترددت حين لمعت مقلتي الآخر بتصميم زاجر فصمتت... (حَق !!.... ماذا أخبرتك ؟؟؟... )... قاطعهما هتاف شقيقها الحانق. فأشارت للآخر وهي ترمق شقيقها بخوف ترد (لقد كان ..... ).. (ياسين .....كيف تترك شقيقتك هكذا ...ألا تخشى عليها ؟؟... لاتزال صغيرة) ..... أسرع الآخر مقاطعا صراحة الصغيرة الغير محبذة، لينطق شقيقها مدافع و هو يمد لها بكيس الغزل ...(أرادت غزل البنات .... لم أكن بعيدا ...) .... قام أخيرا من مكانه يقول مصافحا له بود .... (لم أرك منذ مدة .... كيف حالك ؟؟) ... بادله المصافحة يجيب بآلية ... (اختلف اختصاصنا و لم نعد نلتقي كثيرا يا إبراهيم ...) ...هز رأسه موافقا يقول ..( سمعت انك ستذهب للجامعة ...مبارك لك ...)... رمقه ياسين بحيرة يغامر في سؤاله، فهو كباقي أهل مدينته قد بلغته أخبار عائلته، لكن من ذا الذي سيتجرأ على أحد أفراد آل عيسى، احد قطبي مدينتهم، و المتحكمة في تجارة المعادن فيها، ....( شكرا لك .... لكني سمعت عنك العكس ... مع أنك من أوائل صفك).... تنفس إبراهيم بعمق و قد عاد اليه الوجوم يجيب و هو مغادر ...( انها لعنة البكري يا صديقي ..... اهتم بنفسك ...وبشقيقتك .... الى اللقاء ..).... انصرف ياسين برفقة شقيقته، يفكر انها بالفعل لعنة، كون المرء بكري العائلة ...ألم تصبه هو الآخر؟؟ ... وأول نتائجها تخليه عن تخصصه المفضل، ليواكب العمل المزدهر في مدينته ...فهو من سيتحمل مسؤولية عائلته من بعد والده، لذا لا لعب في ما يخص العمل و المستقبل.
بعد مسافة كافية شعر إبراهيم بكفه المضمومة ليتذكر السكاكر ومن ثم الصغيرة، التي لم يُعد لها الحمراء. التفت يبحث عنهما، فلم يجد سوى حشود من الناس تتزاحم، لتلتمس طريقها. عاد الى وجهته و هو يرميها داخل ثغره، فابتسم مستشعرا حلاوتها الغير مألوفة يهمس لنفسه ....( محقة يا حق .... سكاكرك مبهجة .... و أنا مدين لك بواحدة حمراء ....).


التنزيل كل يوم أحد صباحا باذن الله




تصميم الغلاف الرسمي : topaz
تصميم قالب الصفحات الداخلية : حلا
تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز : aurora
تصميم البنر الاعلاني : كبرياء عنيدة





روابط الفصول

التمهيد.... اعلاه
الفصل الأول..... المشاركة التالية

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والأخير



المحتوى المخفي لايقتبس




الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


دمعة شاردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.