آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-19, 05:35 PM   #131

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moon roro مشاهدة المشاركة
واخيرا تم عقد قران رامي وليال
عليا ما حبيتا ونظرتها الدونية لغزل وعيلتها كلو من غيرتها من ليال لانو رامي حبها
اكيد مارح تستسلم بسهولة وبظن ناوية على مشاكل مع ليال و غزل والله اعلم اذا رح تعمل كمان مشاكل لميناس كونها زوجة شقيقها
فصل رائع و اسلوب سردك اروع
تسلم ايدكي حبيبتي ياسمين وبالتوفيق دائما بإذن الله😍😍😍

شكرا حبيبتى على ذوقك و رقتك .....

وأكيد أصبحتى تعلمى غزل جيدا ... فلننتظر و نرى ما سيحدث من عاليا و الأقوى رد غزل ....

و رد فعل غزل سيكون تحذير أخير قبل تنفيذ تهديدها و معاقبة الجميع على تماديهم معهم ....

ربنا يخليكى ليا يا قلبى دايما ......

😻 😻 😘 😻 😻


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-19, 09:33 PM   #132

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروووك للعرسان والتمام على خير ان شاء الله وعقبال ما نفرح بغزل وفارس ❤❤😄😄
ما حبيت عاليا شخصيتها مختلفة عن عيلتها بس اكيد غزل حتزبطها
بانتظار الفصل الجاي تتاخريش علينا وتسلم ايدك الفصل تحفة


شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-19, 11:47 PM   #133

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
الف مبروووك للعرسان والتمام على خير ان شاء الله وعقبال ما نفرح بغزل وفارس ❤❤😄😄
ما حبيت عاليا شخصيتها مختلفة عن عيلتها بس اكيد غزل حتزبطها
بانتظار الفصل الجاي تتاخريش علينا وتسلم ايدك الفصل تحفة
حبيبتى شكرا على ذوقك ...
و أدام الله الأفراح بحياتك .....
وكما قولتى .. فغزل لن تتوانى عن الدفاع و المحافظة على ليال و ميناس بكل قوتها .....

سأنتظر تعليقك بعد البارت القادم .. و لا تبخلى علي بالايك .... 😘😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-19, 12:02 AM   #134

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر .. الجزء الأول :
************************************


الفطرة ....
خلقنا الله بفطرتنا النقية و الصافية و مع مرور الأيام تتلوث الفطرة و يدفعنا الشيطان لطريقه و يحول نفسنا إلى شخص آخر أو صديق سوء مسلط على آذيتنا و آذية من حولنا ...
أما عن ما يسمى تأنيب الضمير .. ففى ذلك الوقت نغلق عليه ألف باب و باب و نتغاضى عن صراخه بداخلنا باحثا عن منفس يخرج من خلاله ....

تابعت عملها بالمطبخ بسعادة و حماس و هى تطهو له بيدها كل ما يشتهيه و خصوصا بعد إطرائه على طعامها اللذيذ ....
تناست بيتها و زوجها و حياتها و ركضت وراء رغباتها و شيطانها و فكرة واحدة تسيطر على تفكيرها ... رامى لها و فقط ....
وقفت زينب ورائها و إستندت على إطار باب المطبخ تتابع عاليا بعينيها و قد بدأت الصورة فى الوضوح أمامها و فطنت لما يدور برأسها .. فسألتها بقلق :
_ جوزك زعلان يا بنتى مش ناوية ترجعيله الكام يوم دول .
أجابتها بقوة و هى تتابع عملها بجدية :
_ لأ مش رجعاله .
فضيقت زينب عيناها و قالت بضيق :
_ نعم يا أختى .
إلتفتت إليها عاليا و إبتسمت بهدوء و قالت بمكر :
_ قصدى مش هرجعله غير بعد الفرح .. بصراحة أنا متونسة بيكى .. زهقت من القاعدة هناك لوحدى .
رفعت زينب حاجبيها و هزت رأسها بتسليم و قالت بحنو :
_ يا بنتى إن ما شالتكيش الأرض ... أشيلك على راسى .
إقتربت منها عاليا و قبلتها بوجنتها و قالت بمداعبة :
_ حبيبة قلبى .. ربنا يخليكى ليا .

و عادت لعملها مجددا بسعادة و هى تنتظر تعليقه على طعامها و على مخططها أيضا ...

خرجت زينب و تركت لها المطبخ تتحرك به بحريتها و بحثت حولها عن مهاب فلم تجده ... فتوجهت لغرفته و فتحتها و دلفت فوجدته جالسا على مكتبه و قد ثنى ساقيه تحته لترفعه قليلا و كان منهمكا بتدوين واجباته ... إبتسمت شفتيها بحنو و هى تتذكر فارس فى تلك الجلسة أثناء تأديته لواجبه ...
فتنهدت مطولا و قالت بإيماءة خفيفة من رأسها :
_ على رأى المثل .. اللى خلف ما ماتش .
رفع مهاب رأسه نحوها و إبتسم بخفوت و قال :
_ محتاجة حاجة يا تيتة .
سارت نحوه حتى وقفت قبالته و قالت بتعجب من كومة الأوراق الملقاة على الأرض بجواره :
_ إيه الورق ده يا حبيبى .
إنزلق عن كرسيه و إنحنى قليلا و لملمهم قائلا بضيق :
_ آسف يا تيتة ... بس فى حاجة فى الهوم ورك مش عارفها .
و ألقاهم بسلة غرفته و توجه ناحية جدته و تعلق بعبائتها و قال برجاء :
_ ممكن أروح لغزل لما ترجع من شغلها تذاكرلى يا تيتة ... علشان خاطرى .
إنحنت قليلا و حملته بإبتسامة هادئة و أجلسته على سطح مكتبه و قالت بحنو :
_ طب ما تخلى عمتو تذاكرلك يا حبيبى .
زم شفتيه و قال بإمتعاض :
_ ما انا من الصبح و أنا بقولها بس هى تقولى شوية كده شوية كده ... و أنا عاوز أخلص علشان أبقى فاضى بالليل .
لم تقاوم جماله البرئ بزمة شفتيه و شعراته الناعمة المبعثرة على جبهته و إنحنت نحوه و قبلته قبلة طويلة و قالت بمداعبة :
_ إنت يا واد سكر كده لمين .... و عموما يا سيدى غزل بترجع من شغلها تعبانة و هتضايق لو إنت طلبت منها تذاكرلك .
إبتسم مهاب إبتسامة متسعة و أجابها بثقة :
_ غزل ... إنتى مش عارفة هى بتحبنى إزاى يا تيتة .. ده إحنا أصحاب قوى .
ضيقت زينب عينيها و سألته بمكر :
_ طب و لما بتعمل شقاوة بتزعلقك و كده .. ما أنا عارفاك .
هز ساقيه و قال بقوة :
_ طبعا مش بتزعقلى ... ده أنا اللى بزعقلها لما بتعمل شقاوة .. دى شقية جدا عنى على فكرة .
ضحكت زينب على تلقائيته و قالت بحنو :
_ خلاص لما ترجع كلمها و لو هى فاضية إبقى روح لها .
رفع ذراعيه إليها فحملته .. فقبل وجنتها قبلات متتابعة قائلا بسعادة :
_ ربنا يخليكى ليا يا تيتة يا حبيبتى .
تعالت ضحكاتها و هى تتعمق فكرتها نحو غزل و فارس أكثر ... فقد حان الوقت ليرتاح قلب صغيرها و صغيره أخيرا بمن أحباها .



قد يراه البعض متعجرفا .. مغرورا .. باردا ...

و لكنه لم و لن يكن بتلك المواصفات .. ففراقها حوله لذلك الجلمود الثلجى و صدمته فى انه لن يرها مجددا قد مزقت ذلك الطفل بداخله لإعتقاده الخاطئ أن والدها قد سافر بها لأنه لم يكن على قدر كافى من المسئولية و أنه لم يستطع حمايتها ...
مرت سنواته و هو يرسمها بداخله و يتخيل كيف أصبحت تلك الصغيرة الفاتنة ... و التى أصبحت اجمل من أن توصف و واقفة أمامه تتطلع إليه بضيق يناسبها تماما و يجعلها أجمل بمراحل ...
رفعت غزل حاجبها متعجبة .. و هى تنظر إليه بقوة .. غير مستوعبة ما تسمعه .. ثم سألته بهدوء غريب لم يتوقعه منها :
- إنت اللى شغلتنى هنا .
لم تفارقها عينيه و هو يتذكر حنينه إليها و رؤيته لها دائما حوله بكل مكان حتى بمرآته .. لم تتركه و لم تعطه الحرية فى الإختيار .. فلتتحمل ...
أومأ برأسه نافيا و قال موضحا مستندا بظهره على ظهر مقعده :
- لأ ... دكتور راغب هو اللى إختارك .. شافك كفء فعينك .. أنا مش بتدخل فى تعيين حد .
طالت بينهم النظرات و هى تتلاعب بهم كموج البحر يقربهما قليلا ثم يبعدهما من جديد .. و هو يخبرها بمرارة شوقه و حنينه إليها و أنه لم يكن يعلم قبلها سببا لحياته .. و الآن ...
قررت غزل إنهاء هذه الحالة حيث أومأت برأسها و قالت ببرود تعلمته منه و قررت ممارسته معه :
- كويس .. بعد إذنك ورايا شغل .. دكتور أحمد أكيد بيدور عليا دلوقتى .. أصله مش بيعمل حاجة من غيرى .. سلام .
وضعت يدها فى جيب معطفها الأبيض و هى تحدجه بتحدى ثم إستدارت و إنصرفت .. و هى تشتعل من غضبها و توعدها إليه يزداد و يزداد حتى أصبح كقبضة مؤلمة بصدرها ....
فى هذه اللحظة .. يريد و بقوة أن يقف و يجذبها إليه يضربها أولا على وقاحتها و ملابسها التى تشعله و تغضبه بشدة .. و بعد ذلك يمكنه ضمها لقلبه و حينها لن يتركها مجددا .. صك أسنانه بغضب و رفع سماعة هاتفه و قال بصرامة :
- إدى خبر لدكتور أحمد ده اللى فى الباطنة إنى عايزه حالا .
و وضع السماعة مسرعا دون إنتظار الرد .. خرجت من عنده و هى فى قمة غضبها من نفسها .. لأنها لم تكن ضعيفة أمام أحد من قبل .. ماذا يفعل بها ذلك الغازى لقلبها و عقلها يتلاعب بهما كيف شاء و الأغرب إستسلامها إليه ... فتوقفت قليلا و قررت أن تلعب معه بمرح .. فلينتظر و سيرى .

وقف أحمد قبالة فارس الذى كان يطالعه بقوة و هو يتأمل وسامته الزائدة عن الحد .. فهل تتعامل غزل مع ذلك المفرط الجمال .. يوميا ... قبض كف يده بقوة جمدت الدماء بعروقه .. بينما أحمد يطالعه بتعجب ...
قطع فارس حالة الصمت تلك و نظراتهم المتحدية و المتعجبة و قال بتحفز :
- الدكتورة غزل عاملة معاك إيه .
إبتسم أحمد بهدوء و قال مادحا بها :
- هى غير الدكاترة اللى هنا .. ضحكتها بتشفى المريض قبل العلاج .. و المرضى إرتبطوا بيها جدا .. رغم إنها بقالها هنا إسبوعين بس .. ده غير خبرتها و ثباتها فى العمليات .. فعلا .. هى طلعت كفء .
إبتلع فارس غضبه بداخله عوضا أن يخرج و يلتهم هذا الوسيم فورا .. زفر بضيق و تحكم فى إنفعالاته و قال ساخرا :
- واضح إنك معجب بيها جدا .
أجابه أحمد بمكر بعدما شعر بنبرة الغيرة فى كلماته :
- جدا .. معجب بيها جدا .. و كل اللى بيشتغلوا هنا بيحبوها و بيحترموها .. جدا .. و خصوصا .. أنا .
أشاح فارس بوجهه و هو يسبه بألفاظ نابية بصوت خفيض .. ثم عاد بعينيه نحوه و قال و هو عابس :
- تقدر ترجع لشغلك ... شكرا .
حدجه أحمد مطولا و قد تأكد حدسه فذلك الضخم يبدو أنه سينافسه على غزل .. إذا فهى الحرب .. و لننتظر الفائز ... إبتسم إبتسامته الساحرة و قال بخبث :
- العفو .. بعد إذن حضرتك .

و إلتف و غادر مكتبه بملامح متجهمة غاضبة ... و قد قرر ألا يفوت هذه الفرصة لإثبات أن غزل له أمام فارس حتى لا يفكر بها مرة أخرى .. أتته فكرة ماكرة و هو متأكد من نجاحها مائة بالمائة ....
إتجه لمكتب غزل و طرقه .. إستمع لصوت غزل و هى تقول :
- إتفضل .
فتح أحمد الباب و طل برأسه داخل الغرفة و قال بإبتسامته المحببة :
- غزل تعالى نشرب حاجة فى الكافيه .
ردت غزل عليه بتعب :
- معلش يا دكتور بس تعبانة شوية .
سبل عينيه و قال برجاء :
- علشان خاطرى يا غزل .. خمس دقايق بس .
ضحكت على طريقته الطفولية و قالت برقة :
- حاضر .. يالا بينا .
خرجت من غرفتها و سارت بجواره و هى شاردة بآسرها .. فجأة قبض أحمد على ذراعها و أدارها ناحيته و قال مباغتا :
- ممكن أسألك سؤال .
تعجبت من مسكته لذراعها .. ولكنها قالت مستسلمة :
- إتفضل .
قال و هو يتطلع داخل عيونها بهيام :
- هو إنتى مرتبطة بحد .. أو بتحبى حد .
زادت دهشتها و أجابته بضيق :
- مش فاهمة لازمة سؤالك ده إيه .. دى حاجة خاصة بيا .
إقترب منها أكثر و قال بهمس والِه :
- أصل أنا بصراحة معجب بيكى جدا .
قالها و هو ما زال يقلص المسافة بينهما أكثر .. فإتسعت عيناها .. و إبتلعت ريقها بصعوبة .. و صمتت لبرهة تفكر فيما قاله .. ثم تسائلت بتعجب :
- إنت قولت إيه ؟!
رد عليها أحمد بنبرة جادة و هو يرمقها بنظرات عاشقة :
- بحبك .

هنا يجب أن نصفق جميعا لأحمد تصفيقا حادا فقد نجحت خطته بنسبة مائة بالمائة ....

نعم .. إستطاع فارس أن يترجم شفتيه و هو يتابع حديثهم عن طريق كاميرا المراقبة بهذا الدور .. ضرب المكتب بيده بقوة .. و صك أسنانه بغضب .. و سيل من السباب النابى قد إنطلق من بين شفتيه بعجز ...

وقفت غزل أمامه متصنمة من صدمتها .. و لكنها تماسكت و قالت بحدة :
- دكتور أحمد إحنا هنا فى الشغل .. وأنا مش هسمح بأى تجاوز .. و حضرتك بالنسبة ليا مجرد زميل و بس .
أومأ أحمد برأسه و ترك ذراعها .. و قال بإبتسامة ماكرة :
- أنا آسف .. و هديكى فرصة تفكرى فى كلامى .. و أنا بتكلم جد جدا و عاوز نرتبط .. فا ياريت تدى نفسك فرصة .. و تعاملنا فى الشغل مالوش علاقة بالكلام ده .. done .
أومأت غزل برأسها و قالت براحة :
- done .. وأنا يشرفنى إننا نبقى friends .. بعد إذنك .
أجابها بنبرة متأثرة و محبطة من عدم موافقتها :
- إتفضلى .
عادت غزل لغرفتها .. بينما وقف أحمد يتخيل هيئة فارس و هو غاضب بعدما رآهم فى كاميرا المراقبة .. ثم إلتف بهدوء و عاد لمكتبه و يعلو ثغره إبتسامة نصر .

أخذ يتحرك بغرفته بغضب .. و هو يتذكر إعتراف ذلك الحقير لها بحبه .. كان الغضب يتدفق فى جسد فارس باحثا عن مخرج .. كبُركان سينفجر و يحرق كل شئ حوله فقال بوعيد :
- أنا هوريك يا دكتور البهايم إنت .. بخلقتك العكرة دى .
ثم زفر بغضب و هو يتمنى أن يذهب إليه و يلقنه درسا لن ينساه بحياته لتجرأه عليها .. و لكنه توقف للحظة و قطب حاجبيه و فكر قليلا قائلا فى نفسه :
- هو أنا بحبها و لا إيه .. طب لو مش بحبها إيه اللى مضايقنى كده .
هز رأسه نافيا بقوة قائلا بضيق :
_ ﻷ أنا قلبى ما يعرفش جو الحب و الكلام الفاضى ده .. هو أنا بتاع الكلام ده .. أنا مش ضعيف ... و لا هسمح لحاجة تضعفنى تانى .



خرجت غزل من المشفى هى و سالى بعدما إنتهوا من عملهم .. ودعتها سالى و إنطلقت فى طريقها .. سارت غزل و هى شاردة تفكر فيما حدث معها اليوم .. مرة فارس .. و مرة أخرى أحمد .. و لكن من يشغل مساحة أكبر من عقلها بالطبع فارس .. فهو دائما يفرض نفسه على عقلها ببروده ونظراته الدافئة .. متناقض .. و لا تعلم سببا لتناقضه ذلك .. و لكن .. و لما لا .. فرجل الحارة الأول .. صاحب مستشفى إستثمارى كبير .. ببساطة .. متناقض ...
فقالت فى نفسها و هى شاردة :
- متناقض .. هيجننى بس على مين .. يا أنا يا إنت .. trust me .. يا عوو .

لاحظ سيرها شاردة .. فإقترب منها بسيارته و دق بوقها بقلق .. إلتفتت غزل لجوارها .. فرأت فارس بسيارته .. أشار إليها بيده أن تستقل السيارة بجواره .. و لكنها تجاهلته و تابعت سيرها بخيلاء و ثقة ..
إبتسم ببرود و إنطلق بسيارته لشقته الخاصة لتبديل ملابسه بملابس الحارة .. شاردا بغزالته العنيدة و القوية ...
طال سيرها حتى تعبت قدميها فقررت أن تستقل سيارة أجرة تقلها لمنزل رأفة .


دلف رامى لشقته قائلا بمشاغبة و هو يقترب من زينب :
_ سا الخير على عيونك يا قمر .
إبتسمت زينب و هزت رأسها بيأس و قالت بحنو :
_ و الله هتوحشنى يا رامى .. البيت بيفضى عليا .
جلس بجوارها و قال غامزا :
_ ليه هو الحاج صبرى مش مالى عيونك يا قمر .
ضربته على ذراعه قائلة بحدة :
_ تصدق أنا غلطانة ... يالا يا واد إنت إتجوز من بكرة .
سبل عينيه و قال بتمنى :
_ يا ريت .
خرجت عاليا من المطبخ مسرعة و قالت بسعادة :
_ إنت جيت يا رامى .. ده أنا حضرتلك غدا يجنن .
إلتفت برأسه ناحيتها بإبتسامة هادئة .. لتتلاشى إبتسامته تلك و أشاح بوجهه قائلا بحدة :
_ عاليا .. إنتى من غير حجاب .. ما أخدتيش بالك ليه .
نثرت شعراتها و قالت بمزاح :
_ ما أنا طول عمرى بقعد قدامك بشعرى إيه اللى إتغير .
اجابها مسرعا :
_ ده كان قبل ما تتحجبى .. و لما هو عادى ليه بتلبسيه قدام عمى و العوو .
إبتلعت ريقها بإحراج و قالت بحزن :
_ أنا آسفة .
و دلفت لغرفتها و إرتدت حجابها و عيونها تشع شررا شيطانيا .. و خرجت تنتوى تفجير قنبلتها .. جلست بجوار زينب و إلتفتت بمكر ناحية رامى و قالت نبرة ساخرة :
_ إلا قولى يا رامى .. هى ليال كانت فين الصبح كده .
إلتفت برأسه ناحيتها و سألها بتوجس :
_ كانت فى البيت .... ليه ؟!
إبتسمت بسخرية و قالت بحدة :
_ بيت إيه .. ده إنت نايم فى العسل .. ده أنا شوفتها من شباك أوضتى كانت فى الشارع و واقفة تتكلم مع واحد غريب .
إتسعت عينى زينب و قالت بضيق :
_ إيه اللى بتقوليه يا عاليا .
هزت كتفيها و قالت بهدوء :
_ هو ده اللى شوفته .. فاقولته .
صك رامى أسنانه بغضب و وقف مسرعا و هو ينتوى سحق رأس ليال على جرأتها و تحطيمها لأوامره ... و ترك شقتهم مسرعا و هبط الدرج راكضا ...
إبتسمت شفتى عاليا بإنتصار .. بينما حدجتها زينب بغضب و قالت بهدوء :
_ للدرجة دى بتحبيه يا بنت بطنى .
إبتلعت عاليا ريقها بتوتر و أجابتها بتلعثم :
_ قصدك إيه .. يا ماما .
إبتسمت زينب بسخرية و قالت بحدة :
_ قصدى رامى .. كنت بكدب نفسى بس خلاص كل حاجة بانت .. إنتى متجوزة يا عاليا و لو أبوكى و لا العوو خدوا خبر .. رقبتك هتطير فيها .
إعتدلت عاليا فى جلستها و قالت بنفى :
_ مافيش حاجة من الكلام ده يا ماما .. حضرتك فاهمة غلط .
وقفت زينب ببطء و قالت بتحذير :
_ إدعى ربك يعدى النهاردة على خير .
و تركتها و سارت لغرفتها .. تطلعت عاليا أمامها بقلق و إبتلعت ريقها بصعوبة و هى تلوم نفسها على ما فعلته و كذبتها التى ستنكشف أمام الجميع ...


خرجت ليال من غرفتها و هى ترتدى حجابها مسرعة و الطرقات على باب شقتهم تتزايد بقوة .. فقالت مسرعة :
_ ثوانى يا اللى بتخبط .
و فتحت الباب للتقابل نظراتها بنظرات نارية غاضبة تكاد تحرقها حية .. فإبتبعت ريقها بخوف و قالت :
_ رامى .
دلف لداخل الشقة و قبض على ذراعها قائلا بشراسة :
_ نزلتى روحتى فين يا هانم .. و إزاى ما تقوليش .. و مين اللى كنتى واقفة معاه ده .
تألمت ليال من قبضته و تأوهت قائلة :
_ آآآآه .. سيب إيدى بتوجعنى ... حرام عليك .
زادت قبضته و قال بغضب :
_ ده أنا هكسرلك إيدك و رقبتك كمان لو ما قولتليش كنتى فين .
و فجأة قبضة قوية تمسكت بيده .. فإلتفت برأسه ناحية غزل التى قالت بغضب حاد :
_ ده أنا اللى هقطعلك إيدك قبل ما تتمد عليها يا همجى .
و نزعت يده عن ذراع ليال و جذبتها و أ وقفتها ورائها و أشارت بيدها ناحية باب الشقة و قالت بصوت قاتم :
_ إطلع بره .. فورا .
إحتدت نظراته نحوها و سألها بتعجب :
_ نعم !!
أجابته بإيجاز صارم :
_ بره .
أتاهم صوت وقوع شيئا ما بغرفة رأفة تلاه تأوهها .. فركضوا ثلاثتهم ناحية صراخها .. فرأوها ممددة على الأرضية و تحاول الوصول لعكازها .. فدفعهم رامى و إنطلق نحوها قائلا :
_ إيه اللى وقعك كده يا ستى .
مسدت ساقها بألم و قالت بوهن :
_ ساعدنى يا إبنى أرجع للسرير .
حملها مسرعا و مددها على فراشها و سحبت غزل و ليال عليها غطائها .. بينما سألتها غزل بقلق :
_ حاسة بحاجة يا حبيبتى .. أتصل بالإسعاف .
هزت رأفة رأسها و قالت مسرعة لتهدأتها :
_ لا يا حبيبتى أنا كويسة .. بس حاولت أجيب عكازى علشان أخرجلكم .. قمت وقعت .. هو فى إيه .. بتتخانقوا ليه .
تطلعت غزل ناحية رامى و قالت بصوت مكظوم :
_ اللى حصل حصل يا تيتة .. بس بعد اللى حصل ده أنا مش هآمن إن ليال تعيش مع الهمجى ده .
ضيق رامى عينيه و قال بجنون :
_ إنت مين إنتى علشان تحكمى و تتحكمى فينا .
إقتربت منه و حدجته بقوة و قالت بتحدى :
_ هتطلقها ... و مش هسمحلك تلمسها تانى .
إتسعت عينيه بقوة .. بينما شهقت ليال بذعر و وقفت قبالة غزل و قالت برجاء :
_ إهدى يا غزل علشان خاطرى ... هو فاهم الموضوع غلط و أنا هفهمه .
ثم إلتفتت لذلك الوحش و المتحفز للإنقضاض على غزل و إقتلاع رأسها و من قبلها سيقتلع لسانها و يلقى به لكلاب الطرقات بعد ما قالته بتبجح .. رفعت ليال رأسها و قالت بهدوء :
_ و الله العظيم ما خرجت من باب الشقة من آخر مرة كنا فى القصر سوا .
اجابها مسرعا بحدة :
_ كذابة .
تجمعت العبرات فى عينيها و قالت بنحيب :
_ أنا كذابة يا رامى .. أنا .
و بكت بصوت عالى من صدمتها و إلتفتت لغزل قائلة بإحباط :
_ أنا مش كذابة يا غزل .
و تطلعت بجدتها و قالت بهستيرية :
_ أنا مش كدابة يا تيتة .. إنتى .. إنتى عارفة إنى مش بكدب .. صح .
ثم تطلعت حولها بخواء و قالت بدموعها :
_ أنا مش كذابة ... أنا مش كذابة .
إبتلع رامى ريقه بقلق على حالة الإنهيار التى أصابتها .. و حاول التقدم نحوها لتهدئتها و لكن غزل كانت أسرع و قبضت على ذراعيها و هزتها بقوة لإفاقتها قائلة بألم :
_ هو ده الإنسان اللى هتكملى معاه حياتك يا ليال ... هو ده اللى ضحيتى بحياتك كلها و دفنتى نفسك فى البيت علشانه .. موافقة تبقى دى حياتك معاه .
تطلعت إليها ليال بحزن و صمت ... فهزتها غزل بقوة و قالت صارخة :
_ ده همجى و هيمد إيده عليكى ... و مش واثق فى كلامك .. مستعدة تتحملى شكه و إهانته يا ليال .
هزت ليال رأسها بقوة و قالت من بين دموعها :
_ لأ مش عايزة حياتى تبقى زى حياة أمى .. أنا كنت بسمعها بتصرخ من الألم لما كان بابا بيضربها ... و كانت تمثل علينا إنها كويسة .. مش عايزة أبقى زيها يا غزل مش عايزة .
كلمات ليال صبت الملح على جرح غزل المتقرح و الذى لم يلتأم و لم يهدأ ألمه رغم مرور السنين و رغم إنتقامها .. إلا أن وفاة والدتها ... و ما حدث معها لم و لن يتركها ...

ربما أبسط ما مرت به والدتها كان ضرب والدها و إهانته المستمرة إليها ... إذا فالرجال كلهم رجال سواء أحبوا أم لا ....
إشتعلت عينى غزل بلهيبها الفيروزى الحارق و إلتفتت لرامى المتجهم الملامح و يطالع ليال بشفقة و قالت بقوة :
_ طلقها يا رامى .. إنت ما تستحقهاش .. تعرف ... أوقات بسأل ربنا هما ليال و ميناس عملوا إيه غلط فى دنيتهم علشان تبقى إنت و حمزة عقابهم فيها .. لو إنت بنى آدم بجد طلقها .
إزداد نحيب ليال و دموعها المنهمرة .. فقالت رأفة بحزم :
_ خدى ليال يا غزل و إطلعى بره .
هزت غزل رأسها نافية و قالت بصلابة و عيناها لا تحيد عن مقلتى رامى بتحدى :
_ مش قبل ما أعرف مين اللى قال له إن ليال خرجت .
اجابها رامى بثقة و قوة :
_ عاوزة تعرفى ... عاليا اللى شافتها و قالتلى .
إرتسمت على شفتيها شبه إبتسامة ... و رفعت حاجبها بحدة ... و قالت بتهكم :
_ و صدقتها على طول يا سيد الرجالة .. عيب عليك و الله .
صرخت بها رأفة قائلة بوهن :
_ غزل ... خدى ليال و إطلعى بره .
زفرت غزل بضيق و جذبت ليال المنهارة بضعف و خرجت بها ... تطلع رامى برأفة التى أشارت إلى الكمود قائلة بهدوء :
_ هات المصحف ده يا رامى يا إبنى لو سمحت .
قطب حاجبيه بعدم فهم و حمله بإنصياع و ناولها إياه .. فحملته منه و أشارت له أن يجلس بجوارها .. فجلس .....
تطلعت إليه مطولا قبل أن تقول برزانة و قوة :
_ و إنت بتقول على ليال إنها كذابة .... ما فكرتش و لو ثانية إنها ممكن تكون مظلومة و صادقة يا رامى .
طأطأ رأسه متطلعا بالبساط و لم يجيبها .. رفعت رأفة المصحف أمام عينيها و قالت بثقة :
_ أقسم بالله العظيم ... إن ليال ما خرجت من باب الشقة من آخر يوم كانت معاك فى القصر .
رفع عينيه مسرعا ناحيتها و قد إرتفعا حاجبيه بدهشة من قسمها ... فقال مسرعا :
_ إنتى مش محتاجة تقسمى يا ستى .. قوليلى بس و أنا هصدقك فورا .
وضعت المصحف على ساقيها و قالت بهدوء :
_ يعنى مصدقنى يا إبنى .
بدون تردد أجابها مسرعا :
_ طبعا مصدقك .
تنفست براحة و قالت :
_ يبقى تطلقها يا رامى ... أنا من الأول مش موافقة على جوازكم و كنت بماطل لأنى عارفة إن إيدك دايما بتسبق عقلك .
تطلع نحوها بنظرات ضعيفة .. فأردفت قائلة :
_ يعنى إفرض فى يوم حد قالك مثلا إنه شافها طالعة لواحد شقته و كان قاصد يوقع بينكم .. تقتلها من غير ما تفكر .
هز رأسه مسرعا و أجابها بقوة :
_ أنا عارف ليال كويس يا ستى .. دى تربية إيدى و واثق فيها جدا ... و أوعدك إن اللى حصل مش هيتكرر تانى .. بس ما تبعديهاش عنى ده أنا أموت يا ستى .
ربتت على كفه وقالت بتأكيد :
_ هيتكرر يا رامى ... هيتكرر .. إنت كده و مش هتتغير .. و مع ذلك .. ليال بره لو هى عاوزاك .. أنا مش هقف فى طريقكم يا إبنى .
تمسك بكفها و قال بصدق :
_ مش هيتكرر يا ستى صدقينى .. و ليال أنا هعرف أصالحها .. بعد إذنك .
و تركها و خرج مسرعا .. لتصطدم نظراته بنظرات غزل المتحفزة ... فإقترب منها قائلا بخجل :
_ ستى عاوزاكى يا غزل .
وقفت قبالته و قالت بتحذير قوى :
_ دى آخر فرصة ليك يا رامى و بعدها .. و رحمة أمى لهحرمك منها و مش هخليك تشوفها تانى .. و زى ما قولتلك قبل كده إنت لسه ما تعرفنيش و لا تعرف أنا ممكن أعمل إيه .
و حدجته بقوة و تركتهما و دلفت لغرفتها مسرعة ... تنهد مطولا و جلس بجوار ليال المنهارة من البكاء ... تطلع ناحيتها بحزن و ضمها لصدره و أحكم قبضته حولها ... لتنخرط أكثر بالبكاء ... قبل مقدمة رأسها و قال بحنو :
_ خلاص بقا يا عسلية .. غصب عنى و الله .
لم يهدأ بكائها فإستدار ناحيتها و كفف لها دموعها و إحتضن وجهها بين راحتيه و إقترب منها و قال هامسا :
_ إنتى عارفة أنا بحبك إزاى .. و بغير عليكى إزاى .. يا ليال أنا بتجنن لو حد بص ناحيتك بس .. لأنك بتاعتى و بس .
إبتعدت بوجهها عنه و مسحت أنفها بكم منامتها .. فلامس ذقنها برقة و أدار وجهها نحوه و قال بتوجس :
_ عاوزة تسبينى يا ليال ... عاوزة تطلقى .
أجابته مسرعة :
_ لأ ... طلاق لأ .
إبتسم براحة و ملس على وجنتها بنعومة و قال بحنو :
_ أنا و إنتى لبعض و بس .. و عمرى ما هضايقك تانى .. خلاص .
أومأت ليال برأسها .. فضمها مجددا و قال بتأنى :
_ حبيبة قلبى .. عاوزك تنسى اللى حصل .. و تبدأى تستعدى لفرحنا .. و مش عاوز دموع تانى .
إبتعدت عنه قليلا و ذابت فى نظرته الحانية و كأن شيئا لم يكن .. أما هو فجذبته عيناه ناحية شفتيها و قربهم دفعه للإقتراب منها ببطء إنتبهت هى إليه فإبتعدت عنه مسرعة ....
تنفس بسرعة و وقف و قال بحزم :
_ أنا .. أنا همشى بقا و هكلمك بالليل .. سلام .
و إنصرف ... إبتسمت ليال براحة و هى تتذكر ضعفه أمامها و إقترابهما اللذيذ ... ثم نفضت رأسها و وقفت مسرعة و توجهت لغرفة غزل .. أدارت مقبض الباب فوجدته مغلقا من الداخل فطرقت الباب قائلة بقلق :
_ غزل .. إفتحى يا حبيبتى .
لم يأتيها ردا .. فطرقت على الباب بقوة و قالت :
_ غزل .. غزل ردى عليا .
وضعت كفيها على أذنيها و هى جالسة على الأرض ضامة ركبتيها بصدرها و تتأرجح للأمام و الخلف بهستيرية ... و صورة واحدة أمام عينيها .. صورة والدتها بثلاجة المشفى ....

و صراخها قبل الحادثة بيوم و شجارها مع والدها و الذى إنتهى بالضرب و الإهانة كالعادة ... فزاد تأرجحها و تشنجها و أطبقت عيناها بقوة و هى تضم ركبتيها أكثر و أكثر حتى فتحت عيناها بقوة على صراخ ليال .. فهدأت و أجابتها بحدة :
_ سبينى لوحدى يا ليال .. هشوفك الصبح .
طرقت ليال الباب مجددا و قالت بتوسل :
_ علشان خاطرى إفتحى .
صرخت بها غزل قائلة بصدمة :
_ قولت سبينى لوحدى ... إنتى غبية .. غبية و هتدفعى تمن غبائك غالى قوى ... مش عاوزة أسمع صوتك .
عادت دموع ليال للإنهمار مجددا بحُرقة .. و إلتفتت و سارت لغرفة جدتها بحزن ....

دلف رامى لشقته فهتف بعصبية :
_ عاليا ... يا عاليا .
خرجت عاليا من غرفتها و هى تجذب حقيبة ملابسها و وقفت أمامه و قالت بجمود :
_ نعم .
ٱقترب منها و ضيق عينيه و سألها بقوة :
_ شوفتى ليال فى الشارع النهاردة بجد .
زفرت بملل و أجابته قائلة ببرود :
_ أيوة .. و ممكن كمان ما تكونش هى و تكون واحدة تشبها .. عادى يعنى .
ضحك ضحكة عالية هستيرية و قال بحدة :
_ عادى ... يعنى أنا كنت هخسر ليال و ستى كانت مصرة إنى أطلقها و إنتى تقوليلى عادى .
صفعت زينب صدرها و قالت بذعر :
_ يااالهوى .. طلاق .. و عملت إيه يا إبنى .
إلتفت إليها و قال بحدة :
_ ليال ما وافقتش .. و الحمد لله سامحتنى بعد اللى عملته معاها .
زفرت عاليا بغضب و قالت بنبرة محتدة :
_ أنا مسافرة يا ماما ... و هبقى أجى على ... على الفرح .
و جذبت الحقيبة و إنصرفت بهدوء ... زم رامى شفتيه و دلف لغرفته بغضب .. بينما صفعت زينب كفيها بضيق و هى تتطلع لآثرهما .....

بقيت غزل بغرفتها لصباح اليوم التالى و خرجت من غرفتها مباشرة على باب الشقة و منه إلى عملها .... أمضت يومها فى صمت وسط تعجب أحمد و سالى .. و اللذان إحترما صمتها و تركاها على راحتها .....
أنهت عملها و عادت لمنزلها و هى متعبة .. طرقت الباب فتحت لها ليال بتحفظ .. دلفت غزل لشقة جدتها حتى وقفت مصدومة مما رأت ... ألا يكفيها ما هى فيه حتى تراهم مجددا ...
وقف عونى أمامها و قال بإبتسامة زائفة :
- إزيك يا غزل .. أخبارك إيه يا بنتى .
وضعت غزل حقيبتها على الطاولة بضيق و قالت ببرود :
- كويسة يا عمى .. بس إبنك ده بيعمل إيه هنا .
وقف إسلام أمامها و قال معتذرا و عيونه تلتهمها بشوق :
- آسف يا غزل .. سامحينى إنى ضايقتك .. و الله وحشتينى جدا .
زفرت غزل فاقدة صبرها و قالت بحدة :
- عاوزين إيه .. وليه جيتوا هنا .
هدأتها رأفة بنبرتها الحانية و قالت بهدوء :
- إهدى يا غزل ما يصحش .. دول ضيوفك برضه .
أومأت غزل برأسها و قالت بإحترام :
- حاضر يا تيتة .. إتفضلوا إقعدوا .
جلسوا سويا .. و دلفت ليال للمطبخ لإعداد شيئا للشرب .. هاتفها رامى فردت مسرعة :
- أيوة يا حبيبى .
رد رامى بتنهيدة حارة :
- حبيبة الحتة اللى فى الشمال .. وحشتينى موت .
إبتسمت بخجل و هى تستمتع بصوته الرجولى للغاية و الذى يبعث رجفة دافئة غريبة بداخلها .. عضت شفتها السفلى بشوق .. ثم تذكرت فقالت مسرعة :
- صحيح .. أنا رنيت عليك علشان أقولك إن عم غزل و إبنه عندنا .
رد مسرعا بغضب :
- إيه !!! و إزاى يدخلوا و مافيش معاكم راجل .. ده أنا ههد البيت على دماغكوا .
شهقت ليال برعب و قالت بتلعثم :
- تيتة رأفة هى ... هى اللى سمحت لهم يدخلوا .. وأنا كلمتك فورا .. بس إنت مارديتش عليا .
إكتسى وجهه بحمرة رجولية منفعلة و صاح بها بغضب :
- قسما بالله ما هتعدى على خير .. أنا هعرف شغلى معاكم .
و أغلق الخط بوجهها .. أغمضت عينيها بخوف و قد إرتعد جسدها .. فإستندت على رخامة المطبخ لكى تهدأ قليلا إستعدادا للقادم .
دلف فارس الوكالة على صياح رامى .. فسأله بفضول :
- مالك يا رامى مين اللى مكدرك كده .. صوتك جايب التايهين يا إبنى .
ضرب رامى مكتبه بغضب و قال و هو ينفث نار من أنفه :
- عم غزل و إبنه عند ستى رأفة و مافيش راجل معاهم .. مش هعديها بالساهل المرة دى .
صاح به فارس بحدة و قد فقد السيطرة على أعصابه :
- ليه هو إحنا كاويرتات .. راجل وإبنه داخلين عليهم عادى كده .. هى ستى جرالها إيه .. لو الواد الأقرع ده عمل حاجة و دينى ما هيخرج على رجليه .
و ترك رامى و توجه ناحية منزل رأفة بغضب .. تبعه رامى و حاله لا يقل عنه .. طرقوا الباب بقوة .. فوضعت ليال يدها على رأسها و قالت برعب :
- عدى اليوم ده على خير يا رب .
فتحت غزل الباب لتتفاجأ بفارس و رامى و ملامحهما متجهمة و غاضبة ... فتسائلت بهدوء :
- مالكم فى إيه ؟!
رد رامى مسرعا :
- إزاى عمك و إبنه دخلوا البيت و ما فيش معاكم راجل .
فقالت رأفة بصوت عالى :
- تعالوا إدخلوا يا ولاد .
دلف رامى و فارس الذى ما أن رآه إسلام وقف مصعوقا و قال بتعجب :
- إنت !!! إنت بتعمل إيه هنا .
و ضع فارس يديه بجيبى بنطاله و قال بصرامة :
- و إنت مالك .. إنتوا اللى بتعملوا إيه هنا .
وقف عونى و قال بإزدراء :
- مين البهوات .. و إزاى تدخلوا علينا كده .
إبتسم رامى بسخرية و قال بحدة :
- لا و الله .. أنا اللى من حقى أسألكم السؤال ده على فكرة .
إقتربت غزل من رامى و فارس و قالت لتدارك الموقف :
- لو سمحتم إهدوا شوية .. إنتم معاكم حق .. ممكن تقعدوا علشان نسمع كلنا عمى عاوز منى إيه .
تطلع إليها فارس بقوة .. فأردفت قائلة :
- هتصدقنى لو قولتلك إنى كنت لسه هتصل بيك علشان تبقى معايا .
شعر فارس براحة غريبة تملأ صدره .. و صدق عيونها هدأه قليلا فقال بهدوء :
- تمام هنقعد .. و قولى كل اللى عندك و ما تخافيش من حد و لا من حاجة تمام .
إبتسمت إليه إبتسامة شقية و قالت بدلال :
- done .

جلس فارس و رامى معهم بتحفز .. فوقفت غزل أمام عمها عاقدة ذراعيها أمام صدرها و قالت بضيق :
- هاه إتفضل إتكلم يا عمى .. محدش هنا غريب .. عاوز إيه .
أجابها عونى بقوة :
- عاوزك ترجعى معايا لبيتى و حالا .. ماينفعش تعيشى على كيفك بعيد عنى .
إستندت رأفة على عكازها و إعتدلت فى جلستها قائلة بغضب محتد :
- إيه على كيفها دى .. ما تقعد عوج و تتكلم عدل يا جدع إنت .
وقف فارس و قال بتشنج كبير :
- هو لسه هيتكلم .. ده أنا هقصله لسانه لو فكر يطوله عليها تانى .
هدأته غزل ثانية و قالت :
- معلش يا فارس إهدا .. وسيبه يخلص كلامه علشان نخلص .
حدجه عونى بضيق و تابع حديثه بصرامة :
- بصى يا غزل من الآخر كده إنتى هاتيجى معايا و هجوزك إسلام إبنى و إلا قسما عظما ما هسيبك فى حالك .
ضحكت غزل بسخرية و قالت بتحدى :
- طب مش هاجى معاك و لا هتجوز إبنك .. و ورينى بقا هتعملى إيه يا عمى .
رد عليها بإستخفاف :
- بتتحامى فى الإتنين دول .. فاكرة إنى هخاف منهم .
وقف رامى و رفع سبابته أمام وجهه و قال محذرا :
- لولا إنك راجل قد أبويا الله يرحمه .. كنت دفنتك مكانك بعد ما عملت معاك الغلط .
وقف إسلام و رد على رامى بنبرة تهديد :
- ماتحترم نفسك يا أستاذ إنت .. إيه مافيش حد مالى عينكم .
شعر رامى بالدماء تدفق فى عروقه بسخونه و ما أن هم أن يهجم عليه .. حتى أوقفه فارس بأن وضع ذراعه أمامه .. زفر رامى بعصبية و هتف قائلا بحدة :
- سبنى عليه العيل ده .
إبتسم فارس بهدوء و قال ببساطة :
- شايلينك للتقيله ياهندزة .. و باعدين الواد ده عُهدتى .. وأنا محبش حد يلعب فى اللى يخصنى .
إبتسم عونى بسخرية و قال بتهكم :
- ده على أساس إننا هنخاف من الفيلم الحمضان ده .
شعرت غزل بشرارات الإشتباك بينهم بعدما تجهم وجه فارس و رامى .. فقالت مسرعة :
- هات من الآخر يا عمى .
رد عليها عونى بحدة :
- هاتيجى معايا البيت .. و هتتجوزى إبن عمك و مش هسمحلك تسبينا تانى .. مش عونى السويفى اللى يرمى لحمه فى الشوارع .
زادت نوبة غضب فارس و رامى .. فقالت غزل مسرعة :
- طب look at meيا عمى .. أنا مش هاجى معاك و مش هتجوز إسلام .. و رينى بقا هتعمل إيه قولنا .
رد إسلام عليها بغضب :
- إتكلمى بأدب أحسنلك .
تحرك فارس قليلا و قال بعضب هادر :
- يا إبنى اللعب معانا خطر .. فلم لسانك أحسنلك إنت .
ضحك عونى بسخرية و قال بإستخفاف :
- بص يا شاطر البوقين دول ياكلوا مع أى حد تانى .. قسما بالله أقفلكوا الحارة دى بالبوليس يوم ما تفكروا تشوفوا نفسكم علينا .
إتسعت عينى غزل بخوف و قالت بتحذير :
- بلاش يا عمى و إهدا كده إنت مش قدهم .
رد عليها بضيق :
- هما مين دول اللى أنا مش قدهم .. تعرفيهم منين أصلا الأشكال دى .
فقالت مرة أخرى محذرة :
- يا عمى بلااااااش .. صدقنى مش هتلاقى فرصة للأسف .
رد عليها إسلام بإستهزاء :
- إنتى بتخوفينا بالإتنين الصِيع دول .
تعالت الشهقات من حولهم .. لطمت ليال على رأسها .. و مطت رأفة شفتيها و هزت رأسها بشفقة على إسلام و عونى .. بينما قالت غزل مسرعة :
- أنا بقول ناخد ساتر إحنا .. قومى معايا يا تيتة ندخل أوضتك .. ورايا يا ليال .

و بالفعل دلفا ثلاثتهم لغرفة رأفة ... بينما وقف فارس و رامى أمام عونى و إسلام و على وجهيهما إبتسامة مصطنعة تنذر بالأسوء ......


إنتظرونى فى الجزء الثانى .....


قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-19, 12:06 AM   #135

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

يا رب البارت ده ينول إعجابكم ... و يا ريت لو تعبروا عن ده بلايك صغنونة تحمسنى شوية ...

فى إنتظار تعليقاتكم و ملاحظاتكم ...

و أى إستفسار أنا جاهزة .... شكرا لأعضاء شبكة روايتى ... و للزوار اللذين كانوا بإنتظار الفصل بموعده ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-19, 11:59 AM   #136

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

احمد طلع مو سهل ابدا وواضح عليه انو رح يتعب فارس كتيير
عليا خبيثة كتيير بس بالاخير رح توقع على راسها
عوني واسلام مو عارفين قوة فارس ورامي والله بستاهلوا
فصل كتير حلو وبانتظار احداث الجزء الثاني
تسلم ايديكي حبيبتي ياسمين ابدعتي


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-19, 02:10 PM   #137

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moon roro مشاهدة المشاركة
احمد طلع مو سهل ابدا وواضح عليه انو رح يتعب فارس كتيير
عليا خبيثة كتيير بس بالاخير رح توقع على راسها
عوني واسلام مو عارفين قوة فارس ورامي والله بستاهلوا
فصل كتير حلو وبانتظار احداث الجزء الثاني
تسلم ايديكي حبيبتي ياسمين ابدعتي
حبيبتى شكرا بجد على إهتمامك و الطاقة الإيجابية اللى بكتسبها من تعليقك دائما ......
أحمد .... هاااه ... أحمد ده حكايته حكاية و هيتعب فارس كتير .. بس مو مثل ما تفكرى .. و كما قلت سابقا هيكون كابوس فارس و رامى و حمزة ...... 😤
عاليا ... رغم خبثها و حقدها إلا أنه بداخلها بواقى تربية صبرى و ززينب و التى ستبرزه .. بالطبع ... غزل 👸 .
أما عونى و إسلام .. فنهايتهم ستأتى حتما ... و لكن ليس الآن .. رغم ما سيلحق بهم من فارس و رامى ... فالجشع ليس له نهاية .....

إنتظرينى بالبارت القادم ... لانه ملئ بالاحداث و به شخصيات جديدة ستظهر ... و ستكون محورية و هامة ....

ربنا يخليكى ليا يا قمرى .......

😘 😘 😘 😘 😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-19, 04:45 PM   #138

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

يحيى غبي لسانه سابق تفكيره وليال ضعفها مستفز جدا لازم تقوى شوية هي غزل حبيبتي الي بتفش الغل
احمد مش سهل بس عجبني تصرفه لما حس انه في اله منافس اخد خطوة مو متل فارس عامل ابو الهول
فصل جميل تسلم ايدك😍😍


شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-19, 11:20 PM   #139

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
يحيى غبي لسانه سابق تفكيره وليال ضعفها مستفز جدا لازم تقوى شوية هي غزل حبيبتي الي بتفش الغل
احمد مش سهل بس عجبني تصرفه لما حس انه في اله منافس اخد خطوة مو متل فارس عامل ابو الهول
فصل جميل تسلم ايدك😍😍
شكرا حبيبتى على تعليقك .... 😘

و هستنى تعليقك المميز دائما .... 😍


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 12:00 AM   #140

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر ..... الجزء الثانى :
*****************************************

شتان ما بين قوة ... و قوة ......
قوة ... أن تكون على حق .. أن تكون على أساس متين يخدمك و يخدم من حولك ... و تسمى أيضا بقوة الرضا و الحمد .....
و .. قوة ... أن تستقوى بعقلك و الذى يخدعك دائما و يجعلك تظن أنك الأقوى .. و لكن على أساس واهى ... يضرك و يضر من حولك .. و تسمى أيضا بقوة الطمع و الجشع .....
و هذا النوع عندما تزرعه بيدك فى قلب صغارك .. تحولهم بمنتهى البساطة .. لنسور ... مختبئة دائما و فى إنتظار الوقت المناسب لإنقضاضها حتى لو تحولت .. أنت .. إلى فريسة لن يتراجعوا و سينالون منك حتما بدافع القوة الوهمى .......

وقف فارس قبالة عونى و إبنه يحدجهم بنظراته القوية الغاضبة .. فإنكمش إسلام فى والده من رعبه و تمسك بذراعه ...
خرج فارس عن صمته و سار قليلا حتى أصبح قبالة عونى و قال بحدة :
- بقا إنت يا حاج هتقفلنا الحارة بالبوليس .
ثم تطلع لإسلام و ضيق عينيه قائلا بصوت قاتم :
- و إنت بتقول علينا صِيع مش كده .
إبتلع عونى ريقه بصعوبة و قال متصنعا القوة :
- يالا يا إسلام نمشى من هنا .
وقف فارس أمامه معترض طريقه بجسده الضخم و قال بإبتسامة ساخرة :
- على فين بس .. لسه الحساب ما خلصش .
ثم إلتفت برأسه ناحية رامى و قال بنبرة متسلية :
_ رامى هو قالك إيه ياهندزة .
ضحك رامى بسخرية و وضع يده فى جيب بنطاله و قد فهم مغزى فارس و قال بقوة :
- قالى لو قلبك مات .. ماتجيش على إتنين إخوات .
و أخرج هاتفه و هاتف بونجا و صاح به قائلا بشراسة :
- وله يا بونجا ..... عاوز الحارة تتقفل فورا بالرجالة بتوعنا .. و إعلن حظر التجوال .
و أغلق الخط .. و أعاد هاتفه فى جيبه .. مرت عليهم لحظات أذاب بها فارس أعصابهم .. ثم إقترب رامى من عونى و حاوط كتفيه بذراعه و أجبره على السير معه قائلا :
- تعالى معايا يا حاج .... متخافش هفسحك شوية فى الشقة .
و إتجه به ناحية الشرفة .. و أشار إليه على رجاله المحاوطين للمنزل و هم محملين بالعصى و الجنازير و الأسلحة البيضاء .. و متحفزين للهجوم بأى وقت ....
إتسعت عينى عونى من الخوف .. فإقترب منه رامى و قال بنبرة ماجنة و هو يطالعه بحدة :
- قولنالك اللعب معانا خطر .. و إحنا ألعابنا متعددة .. تحب تختار إيه .. أنا شخص ديمقراطى .
إلتفت عونى ناحية إبنه بقلق .. إبتسم رامى و قال مسرعا ببساطة :
- متقلقش عالعيل إبنك ده بقى عهدة العوو بذات نفسه .
إقترب فارس من إسلام بعدما ضيق عينيه بغضب و قال بصرامة :
- بقا إحنا صيع مش كده .. أنا هوريك الصيع دول هيعملوا فيكم إيه .
و لكمه فارس فى وجهه فجأة ... فسقط على الأرض من قوة اللكمة .. فمال عليه مرة أخرى و أوقفه على قدميه بسرعة و إنهال عليه باللكمات والضربات .. و تعالت صرخات إسلام المتألمة .. فحركت غزل رأسها بعدما وصلها صراخ إسلام و قالت بشفقة :
_ ما قولتلكوا بلااااااش .
إلتفتت إليها ليال الواقفة خلف باب الغرفة و تسترق السمع بقلق و قالت :
_ ربنا يستر يا غزل ... ده فارس اللى بيضربه .
أشاحت بيدها و قالت بجمود :
_ يستاهل ... فاكرينى لقمة سهلة و هينصبوا عليا .. يالا ربنا معاه .

وقف مهاب فى نافذته ينتظر غزل بلهفة كعادتهما اليومية بعد عودتها من عملها و عودته من روضته .. و لكنها اليوم تأخرت عليه .. فزفر بضيق و وضع يده أسفل وجنته مستندا على إطار النافذة بملل ... تطلع ناحية الطريق فرأى رجال الوكالة و جمعهم المتحفز .. فإعتدل فى وقفته و قال بحماس :
_ أوبا .... خناقة .
ثم تذكر آخر عراك لوالده مع مسعد الحقير .. فإبتلع ريقه بتوتر و قال بضيق :
_ ده أكيد رامى و لا بابا اللى بيتخانقوا ... لما أقول لجدو .

خلعت زينب عبائة زوجها و هى تجيبه بتوتر يعلمه جيدا :
_ يا حاج دى المرة العشرين اللى بقولك فيها عاليا جوزها كلمها و كان زعلان فإضطرت تمشى فجأة .
جلس على مقعد بجواره و قال بتعجب :
_ يعنى هى مشيت فجأة ... و رامى كان والع من سيرتها فجأة ... إنتى شيفانى حاطط بزازة فى بوقى يا زينب و هتعاملينى زى الواد مهاب و هتاكلى بعقلى حلاوة .. إنطقى إيه اللى حصل .
بهتت من صراخه بها .. و لكن مهاب أنقذها و هو يركض نحوهما و يقول بلهاث :
_ إلحق يا جدو .. بابا و لا رامى شكلهم بيتخانقوا ... الشارع مقفول تحت برجالتنا .
صفعت زينب صدرها و قالت بقلق :
_ تانى .. هو إحنا لحقنا نرتاح .
وقف صبرى مسرعا و قال بغضب :
_ الظابط محذرهم و هما أغبيا ... هاتيلى عباية بسرعة ألحق المصيبة قبل ما تحصل .

حاول عونى الخروج لإبنه أكثر من مرة .. و لكن رامى وقف حائل أمامه و قال بصرامة :
- إهدا يا حاج .. ده بس بيربهولك علشان إنت قصرت معاه فى التربية.
تكور إسلام من ألمه و لكن فارس لم يرأف بحاله و إستمر فى ضربه بقوة على تطاوله و الأسوء تلك النظرات البغيضة منه ناحية غزل .. ألا يكفيه ذلك الطبيب الوسيم و الذى صرح لها بحبه ليأتى ذلك الأقرع و يلتهمها بعينيه ...

- كفاية يا عوو .
قالها صبرى و هو يدلف للشقة بغضب .. إبتعد فارس عن إسلام و هو يحدجه بإزدراء .. ركض عونى ناحية إسلام و إنحنى مسرعا و إحتضنه قائلا بعويل :
- إيه .. هى بقت عافية .. بتضربه بالشكل ده .
ضرب صبرى الأرضية بعكازه و قال مستفهما بنفاذ صبر :
- مين الرجالة دى يا عوو و عملوا إيه ؟!
أجابه فارس بغضب و هو يطالع عونى و إبنه بقوة :
- ده عم غزل و إبنه .. و فاكرين مالهاش حد فاهيستقوا عليها .. و إطاولوا علينا كمان .. فحبيت أعرفهم غلطهم .
رفع عونى سبابته فى وجه فارس و قال مهددا بنبرة قاتمة :
- هتدفع تمن اللى عملته ده غالى قوى .
ضرب صبرى الأرضية بعكازه و قال بحزم :
- إقطم الكلام يا راجل إنت و لا مش عايز يطلع عليك نهار .
ثم صاح قائلا :
- يا غزل .. غزل ... تعالى يا بنتى .
خرجت غزل من الغرفة و وقفت أمام صبرى و قالت بإنصياع :
- تحت أمرك يا عمى .
ربت صبرى على كتفها و سألها بهدوء :
- قوليلى يا بنتى الراجل ده هو و إبنه زعلوكى فى حاجة .
إلتفتت نحوهما و قالت بشفقة :
- ﻷ يا عمى .
ثم أخذت نفسا طويلا و قالت بهدوء :
_ بس أنا عوزاهم يرجعولى حقى .
سألها صبرى بجدية :
- حق إيه يا بنتى .
ردت و هى تتطلع لعونى بقوة :
- شقة بابا و محله .. هو أجرهم من ورانا و بقاله سنين بيستفيد من فلوسهم .. كفاية عليه كده و عاوزاه يفضيلى الشقة و المحل من المستأجرين .
رفع صبرى يده فى الهواء و قال بسخرية :
- كده وقعت فى المحظور يا عمو .. و حق البت هيرجع .. قدامك يومين تكون فضيت الشقة والمحل و إلا هفضى أنا البيت كله و مش هيبقالك فيه قشاية ... سامع و لا ﻷ .
رد عونى بذعر قائلا بقوة واهية :
- تمام .. بس برضه غزل هاتيجى معايا .. و أهى هتقعد فى شقتها لما تفضى .. بس أنا مش هسيب لحمى لكلاب السكك تنهش فيه .
قال جملته الأخيرة و هو يتطلع لفارس بتوجس .. فرد عليه فارس بغضب هادر قائلا :
- شكلك ما بتتعلمش بالساهل .. و وقعت مع الشخص الغلط .
أوقفه صبرى قائلا :
- إهدا يا عوو مش كده .
حدجه عونى بمكر و قال بإبتسامة شيطانية :
- هو فى حاجة بينك و بينها و لا إيه .. مش فاهمك الصراحة .
إتسعت عينى غزل بصدمة و صرخت به قائلة بتعجب :
- إنت إتجننت .. بتقول عليا أنا كده .. إتقى ربنا عندك بنت زيى .
أمسكها فارس من رصغها و قال لعونى بهدوء :
- بصراحة يا حاج إنت لماح .. فعلا فى حاجة بينى وو بينها .
تطلعت إليه غزل بتعجب .. فأردف قائلا ببساطة :
- أنا خطيبها .

بوووم 👊 ...

قنبلة و سقطت فوق رأس الجميع .. سأصور لكم المشهد كما تفعل الدراما الهندية ... و الكاميرا تدور على وجوه الجميع .. نبدأ بعونى و الذى سقط فكه من المفاجآة .. و إسلام بنظراته المتألمة و هو يطالع غزل بحزن .. و رامى الذى وصل حاجبيه لمقدمة رأسه و ليال و التى هزت رأسها أكثر من مرة و رجت أذنها علها لم تسمع جيدا .. و رافة التى إبتسمت بمكر و كأنها كانت تنتظر ذلك الخبر بيديهية و صبرى أيضا مثلها .....

و نقف قليلا عند غزل التى تطلعت إليه بسعادة غريبة و راحة إفتقدتها منذ طفولتها .. منذ كانت يدها قابعة فى عشها الآمن بين راحتى حارسها ... كما الآن .. طالعت يده القوية و التى تقبض على رسغها بتملك واضح و حنان قاتل ...
إتسعت عينى عونى من المفاجأة .. ثم قال بإندهاش :
- خطيبها !!!!!
إلتفتت إليه غزل و قالت مؤكدة :
- أيوة خطيبى عندك مانع .
قطب عونى حاجبيه و قال مستفسرا :
- مش شايفك لابسة دبلة يعنى .. و لا دى إشتغالة علشان أسيبك .
ردت غزل بثقة و دهاء :
- إحنا قرأنا الفاتحة بس .. و هنتخطب قريب .
قالت جملتها الأخيرة و هى تحتضن كف فارس براحتها بتملك أكبر ... تطلع إليها فارس بإعجاب من سرعة بديهتها .. و تعجب من كفها الجريئة و التى تلامسه برقة جعلته يبتلع ريقه بتوتر و هو يطالعها بقوة نافذا لأعماق محيطى عينيها لإكتشاف كنوزها المخبئة بداخله ...
شعر بإنجرافه وراء مشاعر مجنونة .. فإلتفت ناحية عونى و قال بنفاذ صبر :
- أظن كده مالكمش حاجة هنا .. خد إبنك و إمشى .. و حقها هيرجع و زى ما قال الحاج يومين و تفضولها الشقة و المحل .
وقف إسلام بصعوبة متثاقلا و إستند على والده الذى تطلع إليهم بحقد و خرج هو و إبنه فى هدوء بعدما فشلوا فى مهمتهما .. أخرج رامى هاتفه و هاتف بونجا و طلب منه أن يصرف رجاله لعملهم مرة أخرى .
خرجت رأفة متكأة على ليال و جلست على الأريكة و قالت بتقدير :
- مش عارفة أشكركم إزاى .. تسلم يا حاج .. يا زين ما ربيت .
إبتسم إليها صبرى و قال مجاملا :
- دول تربيتك برضه يا حاجة .. ربنا يديكى الصحة .. و لو إحتاجتم أى حاجة فى أى وقت كلمونا .. بعد إذنكم .
و خرج من الشقة و لحقه رامى و فارس الذى ترك كفها بعد عناء و مجاهدة من قلبه الذى خالف أوامره بقوة ... بعدما ودع كل منهم حبيبته بعينيه .. جلست ليال و قالت براحة و قد تهدل ذراعيها بجوارها :
- مش مصدقة إنها عدت على خير .. الحمد لله .
جلست غزل جوارها و قالت بفرحة مصطنعة :
- سيبك من الحوارات دى .. فرحك بعد بكرة يا عروسة و بكرة الحنة .. إحنا لازم نكلم ميناس تيجى .
تنهدت رأفة مطولا و قالت بإبتسامة هادئة :
- عندك حق يا غزل عاوزين نفرح بقا .




إنتبهت هناء على طرقات على باب الشقة متتالية بقوة .. فتركت ما بيدها و أسرعت و فتحت الباب لتتفاجأ بإسلام و الذى تغيرت هندسة وجهه و تلوث بدماء جافة و جارية ... فإتسعت عينيها و قالت بذعر :
_ إبنى .. مالك يا حبيبى .
دلف عونى للداخل و هو يساعد إسلام بكل قوته قائلا بغضب :
_ دخلينا أول يا هناء و بعد كده إبقى إفتحى محضر براحتك .
إقترب به من الأريكة و ممده عليها و صرخ بها قائلا :
_ هاتيلى شنطة الإسعافات بسرعة .. و فوطة مبلولة أنضفله بيها وشه .. يالا يا هناء .
خرجت بسمة من غرفتها و طالعتهم بجمود و قالت بصوت ميت .. جامد .. لا حياة به :
_ ما رجعتوش السنيوريتا ليه .
أغمض عونى عينيه بغضب و قال محذرا :
_ إختفى من قدامى يا بسمة مش وقتك .
ضحكت بسخرية و قالت بشماته و حقد :
_ تستاهلوا .. مش كنت عاوز ترجعها و لو على حساب وجع قلبى علشان الفلوس .. إشربوا بقا .. إشربوا كلكم .
صرخ إسلام متألما من ذراعه .. فإقتربت منهم هناء و قالت بتعجب :
_ مين اللى عمل فيه كده يا عونى .
أخذ منها المنشفة المبللة و بدأ فى تنظيف وجهه و هو يجيبها بغضب :
_ روحنا للحيوانة .. فلقينا عندها كلبين مسعورين هجموا علينا و واحد منهم ضرب إسلام لغاية ما عدمه العافية .
صكت هناء أسنانها و قالت بشراسة :
_ لازم نبلغ البوليس فورا .. و هو هيجيب لنا حقنا .
ناولها عونى المنشفة و أجابها بذعر :
_ لأ .. بوليس لأ ... إنتى ما شوفتيش رجالتهم عاملين إزاى .. دول ممكن يدبحونا من غير ما حد يحس .
فسألته ببديهية رغم كل ما هم فيه :
_ يعنى فلوس البت دى راحت مننا خلاص .
رفع عونى عينيه بملل و اجابها بحدة :
_ فلوس إيه و زفت إيه .. بقولك عصابة و بلطجية .. تقوليلى فلوس ... ده بسبب شورتك الهباب حكموا علينا نفضيلها الشقة و المحل فى خلال يومين .
عقدت هناء زراعيها أمام صدرها و قالت بتحدى :
_ على جثتى مش هيحصل .
بدأ فى تضميد جراح إسلام و أجابها بصوت يائس :
_ ما هو هيبقى على جثثنا كلنا .


فى اليوم التالى .. جالسا على مكتبه و يعبث بقلمه بشرود كلما تذكر قوتها و ترفعها يزداد إعجابه بها ... رفع كفه و تطلع إليه بإبتسامة هادئة ... متذكرا لمستها الرقيقة لكفه .. و إعلانها الصريح و الجرئ لإرتباطها به ... حتى و لو بدافع الكذب و الدفاع ... يالله ... مازال يشعر بملمس كفها و الذى شابه تلامس بتلات الورد على كفه .....
خرج من شروده و حمل سماعة هاتفه و هاتف سكرتيرته قائلا :
_ لو سمحتى إدى خبر لدكتورة غزل إنى عاوزها ......... شكرا .
و وضع السماعة و بدأ فى تعديل هندامه و مرر أنامله بشعراته و إعتدل فى جلسته منتظرا قدومها ...
طرقت الباب فأذن لها قائلا :
_ إتفضل .
دلفت غزل و على ثغرها إبتسامة متسعة و وقفت أمامه و قالت بود :
_ صباح الخير .
بادلها إبتسامتها و قال بهدوء :
_ صباح الورد .
أشار بيده قائلا :
_ إتفضلى إقعدى يا دكتور .
جلست أمامه و قالت بقلق من طريقته الرسمية :
- عاوز منى حاجة يا فارس .
تابع نظرات الفضول بعينيها فقال بتفهم :
- عارف إنك مستغربة .. بس فى موضوع مهم و عاوز أكلمك فيه .
سألته بنفاذ صبر :
- موضوع إيه ؟!
- ستى رأفة .
قالها بسرعة .. فقطبت حاجبيها بدهشة و تسائلت بإهتمام :
- مالها تيتة مش فاهمة .
إستند على مكتبه بمرفقيه و قال موضحا :
- دلوقتى ليال هتتجوز بكرة .. و إنتى بتشتغلى .. مين بقا اللى هيهتم بستى و أكلكم و شربكم و شغل البيت .
فكرت غزل قليلا .. و تعجبت من نفسها كيف أنها لم تفكر من قبل فى جدتها و أمور المنزل و التى هى على جهل تام بها .. ردت على فارس بحيرة :
- عندك حق .. بس إيه الحل .
رد عليها بإبتسامة ثقة :
- الحل عندى طبعا .. فى واحد كان بيشتغل فى المصنع اللى مسئول عنه رامى مات من فترة و ساب بنته لوحدها و مالهاش حد .. ففكرت إنها تيجى تعيش معاكم منها تساعدكم و منها تلاقى عيلة جديدة تعيش فى وسطهم .
زمت غزل شفتيها بتبرم و قالت بغيرة خفية :
- و دى عندها كام سنة و لا شكلها إيه .
شعر بغيرتها فقال بمكر :
- عندها 20 سنة .. و هى بنت طيبة جدا و متربية و جميلة .. قد ميناس كده .
ردت بغضب مسرعة :
- طب ما تشوفلها عريس أحسن .. و لا .. إكسب فيها ثواب و إتجوزها.
إبتسم على حالتها الغاضبة و وقف و إلتف حول مكتبه ببطء كأنه يستعد للإنقضاض عليها .. و وقف أمامها و هو يحدجها بقوة و قال ساخرا :
- ما ينفعش أتجوزها .. أصلى .. مرتبط .
إشتعلت عيناها و وقفت مسرعة و قالت بتعجب :
- مرتبط بمين إن شاء الله .
إقترب منها و هو يلتهمها بعينيه و قال هامسا :
- بيكى .. إنتى ناسية إننا قرأين فاتحة .
إرتاحت ملامحها و ضحكت ضحكة عالية أذابت بها جزء كبير من ذلك الجلمود الثلجى الواقف أمامها و قالت برقة :
- قول للبنت دى تيجى النهاردة .. هستناها .. هى صحيح إسمها إيه ؟
كانت عينيه قد إستقرتا على شفتيها فرفع عينيه بصعوبة و أجابها بجدية :
- دنيا .
هزت رأسها بخفوت و سألته بمكر و هى تحدجه بتحفز :
_ و جسمها زى ميناس كده و لا إيه .
حرك عينيه بمشاغبة و أجابها ببرود :
_ تقريبا .... زى ميناس طولها و مقاسها .
أومأت برأسها و قالت بإبتسامتها الساحرة و ببحة صوتها المغرية و هى تتركه :
- ok .. هستناها النهاردة لو سمحت أكد عليها .. و شكرا على مساعدتك لينا .. بعد إذنك .
رد ببروده المعتاد :
- إتفضلى .
خرجت و هى مبتسمة إبتسامة بلهاء .. و أخرجت هاتفها من جيب مأزرها و هاتفت ميناس التى أجابتها قائلة بمرح :
_ أهلا يا دكتور وحشتينى جدا .
إبتسمت غزل بهدوء و اجابتها قائلة :
_ و إنتى كمان وحشتينى ... جهزتى نفسك و لا هتروحى لليال متأخر .
ردت ميناس مسرعة :
_ لأ خلاص بس حمزة يجهز و هنمشى فورا .
هزت غزل رأسها بتفهم و قالت بجدية :
_ تمام ... ركزى بقا معايا ... أنا عاوزة من عندك كام طقم خروج و بيجامات تكونى مش محتجاهم .
أجابتها بتعجب :
_ ليه يا غزل ؟!
_ علشان بنوتة فى سنك و مقاسك تقريبا .. هتعيش معايا أنا و تيتة بعد ليال ما تتجوز .. و هى يتيمة و غلبانة جدا .
أجابتها ميناس بتفهم :
_ من عنيا حاضر .... هخلى البنات يجهزوا ليها شنطة تكفيها مؤقتا على ما نشتريلها جديد .
إبتسمت غزل براحة و قالت :
_ تسلميلى يا مينو يا أم قلب أبيض .. سلام دلوقتى و ما تتأخرش على ليال .. ما فيش حد معاها غير مهجة .
_ حاضر ... سلام يا قمر .
أغلقت غزل الهاتف و عادت لعملها مرة أخرى .


علقت ليال فستانها على الخزانة من الخارج بفرحة .. فضمتها مهجة إليها و قالت بحنو :
_ مبروك يا ليال ... ربنا يهنيكى يا حبيبتى .
ربتت ليال على ظهرها و قالت بود :
_ عقبالك يا مهجة .
إنتبها لطرقات خفيضة على باب الشقة .. فخرجت ليال من غرفتها و إرتدت حجابها و فتحت الباب لتتفاجأ بفتاة غريبة تقف أمامها ....
تطلعت إليها بتعجب من عبائتها السوداء و حجابها الإسود و مع ذلك فجمالها هادئ .. بشرتها بيضاء جدا .. و عيونها سوداء متسعة ذات أهداب طويلة و ملامحها رقيقة .. فسألتها ليال بتوجس :
_ مين حضرتك ؟!!!
لعقت الفتاة شفتيها بتوتر و اجابتها بصوت خفيض :
_ ده بيت الآنسة غزل .
هزت ليال رأسها بالإيجاب و قالت بتعجب :
_ أيوة هو .. بس إنتى مين .
تذكرت ليال محادثتها مع غزل فقالت مسرعة :
_ إنتى دينا مش كده .
إبتسمت الفتاة و قالت بخجل مصححة إسمها :
_ أنا دنيا .
جذبتها ليال من ذراعها و قالت بود :
_ إتفضلى إدخلى .. يا أهلا و سهلا .
تطلعت دنيا حولها بخجل .. بينما إقتربت منها ليال و قالت بمداعبة :
_ بس إيه الجمال ده .. إنتى قمورة قوى .
إبتسمت دنيا بخفوت و قالت بإستحياء :
_ يعنى حضرتك .. اللى جميلة بجد .. أنا مش بحسد و الله .
أتاهم صوت رأفة قائلة :
_ ميناس اللى جت يا ليال .
اجابتها ليال بصوت عالى :
_ لا يا تيتة دى دنيا اللى غزل كلمتنا عنها .
و أشارت ليال بيدها لدنيا ناحية غرفة رأفة و قالت :
_ تعالى يا دنيا أعرفك على تيتة .
أومأت دنيا برأسها و تبعت ليال حتى دلفت لغرفة رأفة و توجهت نحوها و صافحتها قائلة :
_ إزى حضرتك يا حاجة .
أجلستها رأفة بجوارها و قالت بحنو :
_ الحمد لله يا بنتى .. بس عوزاكى تقوليلى يا ستى أو يا تيتة زى البنات .
اومأت دنيا برأسها .. فسألتها رأفة بفضول :
_ إنتى يتيمة مش كده يا بنتى .
تنهدت دنيا مطولا بحزن و قالت بشجن :
_ أيوة .. خسرت أمى و أبويا و أخويا الصغير فى يوم واحد .
قطبت رأفة جبينها بحزن و قالت بتعجب :
_ إنا لله و إنا إليه راجعون .. بس .. إزاى يا بنتى .
طأطأت دنيا رأسها و قالت بصوت مختنق :
_ كنا ساكنين فى منطقة شعبية أو زى ما بتسموها عشوائية ... و خرجت أشترى لأمى طلبات الإسبوع رجعت لقيت المنطقة كلها كوم تراب .
هبطت دموعها بحرقة و تابعت قائلة بعويل :
_ بقيت أدور عليهم تحت الأنقاض زى المجنونة .. لحد ما الحكومة طلعتهم ميتين و قالولى البقاء لله .. ماتوا .
ربتت رافة على كفها لتهدأتها .. و جلست ليال بجوارها تشاركها بكائها .. بينما مصمصت مهجة شفتيها و قالت بضيق :
_ الدنيا ماليانة بلاوى .. صحيح .. اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته .


دلفت عليهم ميناس قائلة بمرح :
_ وحشتونى .
وقفت ليال مسرعة و إحتضنتها قائلة بشوق :
_ حبيبة قلبى .. إنتى اللى وحشتينى قوى .
إبتعدت عنها ميناس و سارت نحو ذلك الصدر الرحب و الذى عوضها خسارة والدتها و إرتمت به و قالت بحب :
_ روفا حبيبتى .. وحشتينى .
ضمتها رأفة بقوة و قالت بحنو :
_ إنتى اللى وحشتينى يا حبيبتى .. إنتى كويسة .
هزت ميناس رأسها و أجابتها بهدوء :
_ الحمد لله كويسة .
تطلعت ناحية دنيا و إعتدلت فى جلستها و قالت بتخمين :
_ إنتى دنيا مش كده .
أومأت دنيا برأسها .. فوقفت ميناس و جذبتها من ذراعها و قالت بحزم :
_ طب قومى معايا بقا .. ده أنا جيبالك هدوم و بلاوى و لازم تقسيها كلها علشان لما غزل تيجى نديها التمام العسكرى دى مواصية عليكى جدا .
إلتفتت ميناس برأسها ناحية ليال و سألتها بتوجس :
_ جهزتيلها أوضتى يا لولو .
اجابتها ليال بإبتسامة هادئة :
_ تمام يا فندم .
عادت ميناس لسيرها مجددا و هى مازالت قابضة على معصم دنيا و قالت بمداعبة :
_ يبقى يالا بينا قبل المعمعة .


عادت غزل لمنزلها هى و سالى زميلتها و تعجبت من هيأة الحارة بعدما نصب بها سرادق كبير و به مسرح عالى و متسع .. ضحكت سالى و قالت بفرحة :
- واو .. فرح شعبى دى هتبقى ليلة .
صعدوا لشقة الجدة .. ففتحت لهما ميناس التى قالت بضيق :
- إتأخرتوا ليه إنتوا الإتنين .. ورانا بلاوى لسه .. إدخلوا يالا .

و بدأت مراسم ليلة الحنة .. بعدما إجتمعت نساء الحارة بمنزل رأفة .. و إشتعلت الإضاءة فى الحارة .. و تعالت أصوات الموسيقى .. بعدما إمتلأ السرادق بالمهنئين بزواح رامى من المعلمين و رجال الحارة ..
بدأ مقدم الحفلة بكلماته المعتادة بالترحيب بالمعلمين و المهنئين .. صعد فارس على المسرح و هو يحمل بيده مبلغ مالى كبير .. إستقبله مقدم الحفل بترحاب كبير و قال :
- سمعنى سلام للمعلم الكبير .. سيد الحارة .. و سيد الناس .. منفذ الرجولة فى مصر كلها .. المعلم العوو .
و تعالت الصيحات و النغمات .. خرجت غزل للشرفة مسرعة بعدما سمعت إسم فارس .. وقفت تتابع الحفل بفرحة و هى تراه بهيئته الجذابة و هيبته التى تجذبها إليه يوما بعد يوم .
إنتهت النغمات فقال مقدم الحفل مرة أخرى :
- و سمعنى سلام أول و تانى و تالت ... و دوس عالزرار بهبل و سمعنا سلام ذئاب الجبل .
وعادت النغمات مرة أخرى .. أعطاه فارس مبلغ مالى كبير و قال بمكبر الصوت :
- ألف شكر لكل المعلمين و الرجالة اللى بجد اللى نورونا و كبرونا و شرفونا .. و حابب أبارك لأخويا و صاحبى و عشرة عمرى الباش مهندس رامى .. و بالرفاء و البنين يا أبو الصحاب .
تعالت الصيحات فقدم مقدم الحفل الراقصة قائلا :
- إسمحولى أن أقدم لكم .. قنبلة الموسم و كل موسم الراقصة القنبلة ....... .
تعالت الصيحات و التصفيق و الصافرات .. حتى صعدت الراقصة المسرح .. و بدأت الموسيقى فى العزف و هى ترقص على أنغامها .. ألقى رامى لفارس بعصى ليحفزه على الرقص .. إلتقط فارس العصى و حركها إستعدادا لرقصته .. ثم رفع عينيه ناحية شرفة غزل فتقابلت نظراتهم .. فأشار إليها بالعصى و بدأت رقصته .. إقتربت منها ميناس و قالت بمكر :
- شاور عليكى .. ده هيرقص علشانك إنتى .
إبتسمت غزل بفرحة و هى تتابع رقصته المثيرة و تمكنه من الرقص بالعصى .. بين الحين و الآخر تتلاقى عيونهم و كأنه يخبرها ويؤكد لها أنه يرقص من أجلها هى .. صعد رامى هو الآخر و شاركه رقصته .. و صعد مهاب و شاركهم رقصتهم بفرحة .

فى شقة رأفة .. لم تهدأ الفتيات و لم ينتهى رقصهم و ليال فى قمة سعادتها و فرحتها .. كانت رأفة تتطلع حولها براحة و هى ترى السعادة بوجوه الجميع و خصوصا حفيداتها .. لم تكن تريد من الدنيا شئ آخر فحمدت الله على هذه النعمة و شعورها بالوهن يتزايد و رفضت البوح كى لا تعكر صفو إحتفالهم .. إقتربت غزل من دنيا و قالت بمعاتبة :
- من ساعة ما جيتى يا دنيا و إنتى قاعدة فى جنب لواحدك .. ليه .
ردت دنيا بخجل :
- سامحينى يا ست غزل بس مش متعودة عالدوشة .
ربتت غزل على كتفها و قالت بحنو :
- معلش إستحملى النهاردة بس .. على فكرة إشتريتلك فستان يجنن علشان تلبسيه بكرة .. يارب يطلع مقاسك .
رفعت دنيا حاجبيها بدهشة و قالت بفرحة :
- فستان علشانى أنا .
أومأت غزل برأسها و قالت برقة :
- أيوة يا حبيبتى علشانك .. و قومى يالا إرقصى معايا .. يالا .
جذبتها غزل من ذراعها و حمستها للرقص معها .. حتى علت الإبتسامة على وجه هذه اليتيمة .. و التى قبلهم كانت وحيدة لمدة ستة أشهر ... و رقصت معها بفرحة إفتقدتها .


إنتهى اليوم بسعادة كبيرة .. و جلست الفتيات فى غرفة ليال .. إحتضنتها ميناس و قالت :
- أخيرا هتبقى معايا تانى يا لولو .. القصر هينور يا عروسة .
زمت غزل شفتيها و قالت بضيق :
- إنما أنا هتوحشينى قوى يا ليال .. مش عارفة هعمل إيه من غيرك .. لولا دنيا هتبقى معايا .. كنت هنطلكوا كل شوية .
إحتضنتها ليال و قالت بحب :
- و الله هتوحشينى قوى إنتى و تيتة .. خلى بالك منها يا غزل .
ملست غزل على ظهرها بحنان و قالت بمداعبة :
- ﻷ .. وصى دنيا علينا إحنا الإتنين .. دى هتبقى مسئولة عننا .
إبتسمت دنيا بصفاء و قالت شاكرة :
- مش عارفة أشكركم إزاى على إنكم بتحسسونى إنى مهمة عندكم .. ربنا بيحبنى إنى قابلتكم و الله .
و ذرفت دموعها بألم .. كففت غزل دموعها و قالت بضيق :
- لا بقولك إيه .. مافيش دموع تانى .. من هنا ورايح وشك الجميل ده يضحك و بس مفهوم .
إبتسمت دنيا و هى تكفف دموعها و قالت :
- مفهوم .. ربنا يسعدكم .
فسألتها ميناس بتعجب :
_ هو إنتى تعرفى فارس و رامى منين ؟!
إبتسمت دنيا بخفوت و قالت بإمتنان :
_ دول مهما شكرتهم هيبقى قليل عليهم ... لما أبويا مات .. زارونى و عزونى و أجرولى شقة و خلونى أشتغل فى المصنع و بقيت أصرف على نفسى بقالى ست شهور .
ربتت ليال على ذراعها و قالت بفضول :
_ ليه يا حبيبتى مالكيش أهل .
إبتسمت بطرف شفتيها و قالت بضيق :
_ ليا طبعا .. بس بعد العزا إختفوا .. و بدأت الأعزار .. اللى يقول أنا ولادى شباب و ما ينفعش تعيش معاهم .. واللى يقول أنا ظروفى على قدى .. و اللى قالت أنا عندى بنات و عوزاهم يتخطبوا و وجودى هيقطع عليهم .. كده .
هزوا جميعا رأسهم بتفهم ... رن هاتف ليال .. فوقفت مسرعة و ردت بسعادة :
- ألو .. أيوة يا رامى .
أجابها رامى بمداعبة :
- عمر رامى .. وحشتينى قوى .. إفتحى الشباك بسرعة هموت و أشوفك .. دى آخر مرة لينا .. و الله هتوحشنى وقفة الشباك دى قوى قوى .
تنحنحت ليال و قالت هامسة :
- مش هينفع البنات قاعدين معايا فى أوضتى .
فقال بغضب :
- و أنا مالى بالكلام ده .. أنا عاوز أشوفك و بس .
لاحظت غزل توتر ليال فجذبت منها الهاتف و قالت ساخرة :
- رامى .. أخبارك إيه يا عريس .
أجابها رامى بحنق :
- كويس يا غزل .. بقولك إيه ما تروحوا تناموا يالا و سيبوا ليال ترتاح شوية .
ضحكت غزل ضحكة عالية و قالت بعبث :
- ﻷ .. ما إحنا هنبات معاها فى الأوضة .. روح نام إنت و سبنا نرتاح.
رد بضيق و زفر بحدة قائلا :
- بقا كده يا غزل ماشى بس خليكى فاكرة إنك بتلعبى معايا و إنتى مش قدى .
زادت ضحكاتها و قالت بثقة :
- و لا ياكل معايا كلامك .. ده أنا معايا العوو يا إبنى .. عموما مش هينفع تشوف ليال ليلة فرحكم و إلا هيبقى فال وحش و الفرح يتفشكل يرضيك .
ضحك رامى ضحكة عالية و قال بسخرية :
- متأكدة إنك كنتى فى أمريكا عشرين سنة .. ده إنتى لو من السابتية مش هتتكلمى كده .
ضحكت غزل بسخرية و ضيق و قالت :
- ظريف يا عريس .. روح نام بقا و متتصلش تانى مفهوم .. تصبح على خير .
فقال بنبرة خافتة .. راجيا ما تبقى من رحمة بقلب غزل :
- طب بس إديها التليفون أسمع صوتها قبل ما أنام عالأقل .
ردت غزل بحزم :
- ﻷ .. علشان تفضل وحشاك لبكرة .. سلام بقا .
و أغلقت الهاتف .. ثم أغلقته نهائيا و قالت بضحكة شريرة :
- أنا متأكدة إنى لو قدامه دلوقتى هيدبحنى .
ضحكت الفتيات عليها .. و بعد دقائق إنطفأت الأضواء و ناموا جميعا بتعب.

فى الصباح إستعدت الفتيات و جائت إليهم سالى و والدتها و إنضمت إليهم مهجة و قد ملأن المنزل بالزغاريد .. و لكن كل هذا لم يكن كافى لإيقاظ غزل التى مازالت نائمة من التعب .. دخلت إليها سالى غرفتها و حاولت إيقاظها قائلة :
- قومى بقا يا كسلانة هانم .. النهاردة فرح .
ردت غزل و هى تضع الوسادة فوق رأسها بتذمر :
- بعد صلاة الجمعة إبقوا صحونى .
دلفت لها مهجة و جذبت الوسادة من فوق رأسها و قالت بتحذير :
- إنتى هتصحى و لا أحميكى بإزازة الماية دى .
ردت غزل بعصبية :
- لو مش خايفة على نفسك إعمليها يا مهجة .
إتسعت عينى مهجة من المفاجأة و أخذت تزغرد و تزغرد من فرحتها .. فصاحت بها غزل بغضب قائلة :
- روحى زغردى عند العروسة مش هنا يالا .
ضحكت مهجة ضحكتها الرنانة و قالت :
- ده أنا بزغرط من فرحتى إنك أخيرا إفتكرتى إسمى .
جلست غزل على الفراش و قالت بضيق :
- قمت خلاص .. إخرجوا بقا .
تركوها و خرجوا لينهمك كلا منهم بأشغاله .. و أرسل رامى إليهم طباخات لإعداد وجبة الغداء إليهم .. و أخريات للتنضيف .. كانت ليال فى حالة لا تحسد عليها من التوتر و الرعب و لازمت غرفتها .. فجلست معها غزل بمفردهما وهدأتها قائلة :
- مش فرحانة ليه يا لولو .. ده إنتى أخيرا هتبقى مع السمج اللى بتحبيه .
إبتسمت ليال على مزحتها و قالت بتوتر :
- خايفة قوى يا غزل .. لأ مرعوبة .
إحتضنت غزل كفها و قالت بإبتسامتها الهادئة :
- متخافيش هو للأسف بيحبك قوى .. و صدقينى هيقدر يسعدك بس عاوزاكى تبقى قوية لأنه لو قدر يسيطر عليكى أكتر بعد الجواز هتبقى زى ميناس بالظبط .. خلى ليكى شخصية و لو لمرة .. تمام .
أومأت ليال برأسها و قالت :
- المشكلة إن إمتحانى بعد جوازى بفترة قصيرة .
إحتضنت غزل وجهها بين راحتيها و قالت بتشجيع :
- أنا واثقة فيكى .. إنتى ماكنتيش بتضيعى وقت و ذاكرتى كويس الفترة اللى فاتت .. و دى آخر سنة ليكى .
تنهدت ليال مطولا و قالت برجاء :
- ربنا يوفقنى .. وأنجح زى كل سنة بتقدير .
تركتها غزل و وقفت و قالت بحزم :
- إن شاء الله يا حبيبتى .. قومى يالا خدى دش العروسة .. يالا .
تناولوا جميعا وجبة الغداء و إستعدت الفتيات للتوجه لمركز التجميل .. فتحت غزل باب الشقة و قالت :
- هنزل أنده للسواق ييجى ياخد الفساتين .
و هبطت الدرج وتوجهت صوب سيارة ميناس و حمزة .. حتى إبتسمت بمكر و أطلت برأسها من نافذة السيارة و قالت بهزل :
- بتعمل إيه هنا .. و فين السواق .
رد بصرامة :
- أنا اللى هوصلكم .. يالا بسرعة علشان ما تتأخروش .
ضحكت غزل ضحكة عالية و قالت بعند :
- ﻷ .. إنده للسواق و روح شوف اللى وراك مش عاوزين نعطلك يا عريس .
زفر رامى بضيق و قال بعصبية :
- يا بنتى إنتى طلعتيلى منين .. هو أنا جوز أمك و لا حاجة .
ردت ببرود :
- برضه مش هتشوفها غير و هى عروسة .
صك رامى أسنانه بغضب و قال بنبرة حازمة :
- مش عايز أحطك فى دماغى .. إخلصوا إنزلوا بقا .
عقدت غزل ذراعيها أمام صدرها و قالت بحنق :
- ﻷ .. و خلينا بقا هنا و الفرح يتأخر و إحتمال يبوظ .. براحتك .
ترجل رامى من السيارة وةصفع الباب ورائه .. و وقف قبالتها و قال و هو يضم كفه بقوة أمام وجهها مانعا نفسه من تحطيمها و تحويلها لأشلاء :
- أنا على أخرى منك .. بس هعديها النهاردة .
و تركها و إنصرف و هى منهارة من الضحك .. و بعد دقيقة ظهر السائق .. صعد معها و حمل فستان العروسة و فساتينهم و وضعهم بسيارة أخرى .. و ودعت ليال جدتها بدموعها و نزلوا جميعا و إستقلوا السيارة و توجهوا لمركز التجميل .


فى المساء إرتدى فارس بذلته التى إختارتها له غزل .. وقف يتأمل وسامته و يتخيلها عندما تراه بأناقته .. دخلت عليه والدته و هى تحمل المبخرة وأخذت تبخره و هى تتلو بعض من أيات الله لتحصينه من العين و لم تنسى رامى و حمزة و مهاب من تحصيناتها .. وقفت عاليا تعدل من وضع رابطة عنق زوجها .. الذى مال عليها و قبلها فى وجنتها و داعبها هامسا .. و هى فى عالم آخر من حزنها على حبها الأول و الأخير ... رغم محبة زوجها لها ..
إجتمعوا جميعا فى إنتظار خروج العريس .. فسبقه مهاب و قال مازحا :
- إستعدوا كلكم العريس هيخرج .
خرج رامى و ضربه على رأسه مازحا و قال بحنو :
- هتوحشنى لماضتك يا زميلى .
تفاوتت الأراء المبدية بجمال رامى و أناقته بين زغاريد و تصفيرات و همهمات .. إحتضنه صبرى و قال بحنو:
- مبروك يا إبنى .. يا رب أكون ما قصرتش معاك و كنت قد الأمانة .
إبتعد عنه رامى و قال بنظرات شكر و عرفان :
- لو كان أبويا عايش ماكانش هيعاملنى زيك يا عمى .. ربنا يخليك ليا.
إحتضنته زينب و قالت بدموعها :
- هتوحشنى قوى يا رامى .. مش عارفة هنام من غير ما أطمن عليك إزاى .
رد عليها و هو مستمتع بدفء حضنها :
- حبيبة قلبى يا ست الكل .. ربنا مايحرمنى من حنيتك يا أمى .
أجابته و هى تربت بكفها على ظهره :
- و لا يحرمنى منك يا حبيبى .
كانت عاليا تتأمل وسامته و تتمنى بداخلها لو كانت هى عروسه كما تمنت طوال عمرها منذ نعومة أظافرها .. و هو لم يشعر بها من قبل .. أشاحت بعينيها عنه و قد ملأها الحزن و الإحباط ..
صفق فارس بكفيه و قال بفرحة :
_ يالا يا جماعة كده هنتأخر .

أنتظرونى فى الفصل الخامس عشر ....

قراءة ممتعة ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.