آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما أحب الشخصيات | |||
| ناصر و جنة ___ عهد وراجح |     | 3 | 100.00% |
| ناجي وجنات____ لؤي وليلى |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 3. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-12-22, 09:48 PM
| #113 | ||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي  
|  الفصل الثامن عشر ج1 بسم الله الرحمن الرحيم 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 الفصل الثامن عشر ج1 🌻🌻🌻🌻🌻 عندما ذهبت إليه لتقابله لم تكن تفكر، ربما ظنت بأنها ستجد صعوبة ككل مرة سابقة. وعندما أتى انعقد تفكيرها لوهلة وخاطبت نفسها: "ما الذي أتي بي لهنا؟!" " ترى هل هناك داع لمجيئي ؟" " هل سيقتنع بكلامي؟ وما الداعي لذلك ؟!" وواست نفسها أو ظنت متجنية لوهلة أن يكون ظنها فيه في غير محله. أو ربما تمنت بأن يكون في محله وأكثر لاتدري. تعرف فقط أنه لن يستطيع أحد التعويض أو ملاشاة الخطأ الفادح الذي ارتكب في حقه. ستحاول إصلاح الأمور قدر استطاعتها. وبتبرأة ساحته مما ألصق به ظلما وإجحافا في مجال لا يد له فيه. هي لن تقدم له صورا بل صورة كاملة عما يقول ولمن ومتى يقول. ومالايقوله. وما هي أولوياته بالترتيب وماذا يرتدي ومتى يظهر وأين ولماذا. وكأنه بحاجه لذلك... هو قطعا لم يكن بحاجة لتحسين صورته كما أنه لم يبالي بسيئي الظن فيه واستباقهم للشر عنه وفرياتهم بما لا يليق به لأسباب خاصة بهم لا دخل له بها... فكل إناء بما فيه ينضح. كان يدري عن الخطأ الذي أوقعته به شركتها السابقة. وكان يستطيع بسهولة قلب السحر على الساحر. إلا أنه تركهم سادرين في لعبهم من خلف الستار لأن هذه الفرية لن تضره. أي أنه كان بطريقة خفية يسمح لهم بمد الحبل على الغارب . كان يدري عن الذي استأجر شركتها السابقة. كان يريد أن يتبين كل شيئ. كان واثقا من نفسه ثقة في محلها؛ ثقة اكتسبها من إمكاناته المهوولة اللامحدودة. لذا لم يكن يبالي بألعاب قليلي الأهمية والذين يريدون ما له؛ في مقابل التيقن على بينة من أعدائه المصرين على عداوته، ناهيك عن الآخرين الذين بالإمكان تحويلهم من قائمة العداء. وآخرين ربما يصبحوا أصدقاء؛ ولم يكن غيره واثقا من نفسه هكذا و يجازف بنفسه هكذا لضباع مكانتها محددة منهم هم ومعروفة ومحدودة بإصرارهم. بينه و بين نفسه يعرف بأن شركته مسارها النقي المنشود مفقود ومفتقد لوقت لا ينبغي أن يستمر أكثر. بل عليه أن يقصر. فلقد اتخذت منحى خطرا أضاع منه خطيبته ليليان، على تضحياتها. وكان الظن ممن اتخذوا هذا الانحراف وإن لم يكن ملحوظا؛ به أنه متفق معهم على الدوام ولكن من المحال دوام حال مائل. هو أدرك مما لا يدع مجالا للشك أهمية الدفاع عن الصواب. وبأن رجولته وبطولاته في نظر الآخرين لاتسمح له بأن يسمح للخبثاء والمتسلقين والإنتهازيين _ الذين إنتهزوا براءة ليليان و سذاجتها وحسن نياتها لمآربهم بدعاوى حسنة_ و فرض ما لا يجب أن يفرض. كل هذا بينما ليلى معه دائما للنهاية منبهرة به وبأفعاله ومواقفه الأكثر من بطولات. هو حلمها وبطلها ولم تكن غرة لكي لا تلاحظ غضبه المستعر وصمته الامتعاضي. لم يكن صامتا أبدا الغر الجاهل يتمناه غافلا. ومن هو بمثل إمكاناته وقوته وعقله لو صمت فمن يعي قد يتوجس خيفة من صمته. ولكنه لم يكن ليصمت على ما لا ينبغي الصمت عنه... ليلى ترى فيه مستقبلا مأمولا واعدا ساطعا منشودا منعشا وتغييرا جميلا قد يكون أجمل من أن تحلم به. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 11-12-22 الساعة 10:21 PM | ||||||
|  |
|
16-12-22, 10:52 PM
| #114 | ||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| الفصل الثامن عشر ج2 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثاني من الفصل الثامن عشر 🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 مطار باريس أورلي الدولي، هو مطار دولي يبعد عن جنوبي العاصمة الفرنسية باريس حوالي أربعة عشر كيلو متر، و تنطلق منه الرحلات الدولية إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. وهذا هو المطار الذي كان ناصر قادما منه. وكانت جنة تنتظره هناك منذ الصباح. عندما رأت جنة ناصر أمامها جرت باتجاهه منادية باسمه. تسمر للحظة غير مصدق أنها هي أمامه فعلا. ثم اتجه إليها مرحبا متهللا. وطار الحجاب الذي كانت تلفه فوق رأسها بأناقة وبساطة فأمسك به بسرعه قبل أن يقع. ولفه على رأسها وهو يبتسم بحب وينظر إليها وهي تنظر إليه مثله بخجل. وقبل أن ينبسا ببنت شفة. سمعا صوتا يشبه صوت جنات ينادي باسم جنة وناصر. و لدهشتهما الشديدة وجدا جنات تسارع خطاها باتجهاهما مبتسمة برقة وثقة وسط الحضور الخفيف فاتجها إليها مرحبين فرحين. 🌸🌸🌸🌸🌸🌸 مدت ليزي يدها إليه مرحبة: - اسمي ليزي. لم يتمالك نفسه من التبسم على فكاهة تصرفاتها في موقف من المفترض به أن يكون خطرا وصعبا للغاية. - مد يده مسلما عليها هو الآخر: - فارس. و تحركت لتخرج من السرداب التاريخي وهو معها. وبمجرد خروجهما من السرداب لمكان أرحب وأكثر إضاءة، فوجئا بستون واقفا هناك بهدوء . ولم يتمالك فارس نفسه من الإعجاب برد فعل ليزي الهادئ. - مرحبا ستون. قالتها مبتسمة ابتسامة واسعة ثم استطردت: " سأخرج للمظاهرت الآن. ولقد تم ترتيب كل شيئ باتساق بحيث أن كل موظف يستطيع أن يستأذن بتنسيق مع الباقين لمدة تتراوح ما بين نصف ساعة لساعتين؛ بما لا يخل بالعمل في الشركة. وحسب بعد المكان أو قربه من هنا. وفي الغالب الأماكن قريبة. " تدخل فارس في الحديث متوجها بحديثه إلى ستون في شبه تحد: " لقد ضللت طريقي لباب المغادرة لأني موظف جديد. وقابلت الآنسة ليز هنا وتكرمت باصطحابي إلى هناك. رد ستون بسرعة: " أخشى أن شئوون العاملين بالشركة بحاجة لاستكمال بعض بيانتك. " صدمت ليزي من رد ستون ورمشت بعينيها الرائعتين من المفاجأة. ورمت بشعرها ناحية اليسار لتستوعب معنى كلامه. بينما فارس لم تخفى عليه أية معان أو ردود أفعال ليزي. فتوجه بحديثه لستون بإصرار: " لقد كنت متجها لهناك لأن هناك سوء فهم نجم أمس وأردت إيضاح الأمر. لم تسمح ليزي بذلك وأمسكته من ذراعه: "أنت ستأتي معي للتظاهرات. فهذه أول مرة أتظاهر بها و تأخرت لبعض العمل هنا عمن كنت سأرافقهم لهناك " ثم اتجهت بنظرها لستون : " وسنعود قبل مرور ساعتين." - أنا قادم معكم للتظاهرات أيضا. سارع ستون بالقول ولم يبدو مقتنعا بما يقوله أو مقنعا لأيهما. - تعرف أن العمل سيتوقف بدونك هنا. في الحقيقة هم يريدونك بالأعلى بخصوص بعد أوراق الصفقة الجديدة. وأيضا هناك بعد الأوراق محتاجة لاستيفاء بشأن حفلة الكريسماس للأعمال الخيرية بالأمس. وأيضا حفلة الكريسماس التي ستقام بعد عدة أيام للعاملين بالشركة وقد طلب مني أن أبحث عنك لأن تليفونك بالمكتب بعد أن أتأكد من وصول الصناديق لطلبية المخازن. وهناك قابلت فارس تائها. قالت ليزي ذلك وهي تحث الخطى للخارج متمسكة بذراع فارس. __________________ بعد أن ابتعدت قليلا عن الشركة توقفت وتوجهت له بالحديث: " الآن تقريبا موعد الغداء." ثم أشارت لمكان لتناول الطعام واتجهت إليه فتبعها لأنه كان بالفعل جائعا للغاية. تقريبا لم تتناول شيئا من الطعام القليل الذي طلبته ثم كفت عن التمثيل وأزاحت الطعام وتناولت فنجان القهوة الحديثة وأخرجت بطاقة عليها رقم لموبايل وأعطته له: "هذا رقمي بالشركة." تناول موبايلها الذي كان أمامها على الطاولة وسجل رقمه واتصل على رقمه وهو شبه يستأذنها بعينيه وهو يقول: " لست بجاسوس وهناك سوء فهم بخصوصي، وسأعود معك للشركة. " - لم تنتبه لما كان يفعله بسبب ماقاله؛ فأصرت: - لا لا تعود. ماحدث معك عجيب ولم يحدث مثله من قبل. إذا كنت لا تستطيع المغادرة مباشرة لدولتك فاذهب للسفارة أو ابحث عن عمل آخر. تبسم بهدوء وازداد هدوءه واستراح أكثر في جلسته: - ولكن هكذا ستحوم حولك الشكوك إذا لم أعد معك. ستكونبن في موقف حرج. هزت رأسها: - لا تقلق علي... ثم توقفت عن الكلام عندما وضع موبايلها أمامها على الطاولة وكان هو يضع موبايلا في جيب سترته. - تركوا معك الموبايل. لماذا لم تستنجد بأحد ما؟! - لم ينتبهوا له لقد أخذوا موبايلي الشخصي واللابتوب ولم يبحثوا أكثر وهذا كنت أعمل على تطويره لنفسي. وبما أنهم لم يتوقعوا وجوده فلم يلاحظوه. وفي هذه اللحظة رن موبايلها. فتناولته و بعد برهة أخذت تنظر إليه بتركيز وتهز رأسها ثم قالت لمن يحدثها: - حسنا. بالتأكيد. وبعد أن أنهت المكالمة نظرت إليه: - إنهم يريدونك بالشركة. يقولون أنهم عندما فتشوا اللابتوب والموبايل لم يجدوا بهما ما يريب. وعندما صمتت وحدقت به أعتقد بأنها تنتظر تعليقه: تنحنح وحدق في فنجان قهوته ثم نظر إليها بعينيه السوداوتان الهادئتان الواسعتان. كان طويلا للغاية ونحيلا فاحم سواد الشعر طويله بنعومة شديدة كان خليطا غريبا من الرجال الأسبان أو ربما أكثر شبها للرجال الإيطاليين: - الشركة التي كنت أعمل بها في مصر مديرها منافس في الأعمال لأحد المدراء الكبار هنا. وربما هذا هو سبب شكهم في هنا. - منافسات الأعمال معروفة في كل مكان ولا يجب أن تسمم حياة المتنافسين... ردت عليه بهدوء. خفت صوته وكأن ماسيقوله سرا: - يبدو أن هناك أكثر من ذلك. يبدو أن هناك زيجة لم تتم. وتنافس على المرأة. تعرفين أحاديث العمل . ليس كل مايقال حقيقي معظمه دخان مشكوك به. تعجبت وهي ترمش بعينيها الأوربيتين: - أوه. فهمت. دخل المكان رجلا لم تنتبه له ولكنه استرعى انتباه فارس فسكت فجأة. وإذا به يتجه إليهما مسلما عليه ومحملقا بها بطريقة وقحة ضايقتها. الرجل كان أحد الحراس الشخصيين لأحد المدراء بالشركة وكان مظهره يوحي بالخطورة. وضاقت أكثر لترحيب المصري به وانضمام الحارس لطاولتهم متحدثا مع فارس. فاستأذنت من فارس. وعندما حاول الاستئذان بدوره من الرجل الخطر أوقفته: - لا داعي. ابقى أنت . فقط لا تنسى بأن عليك الرجوع للشركة بعد وقت الغداء. لاستكمال بعض الأوراق هناك. فهم على الفور بأنها توجست خيفة من الرجل وربما خافت أن يلازمهم للخارج: - كما تريدين. هل أنتي متأكدة من ذلك؟ هزت رأسها فقط بنعم. - بالتأكيد سأتجه للشركة بعد قليل. لا تقلقي. _____________________________________ وعندما فتحت الباب وخرجت وجدت أمامها المهندس المصري الذي تطاول عليها في الحفلة الخيرية للشركة. وتعجبت في نفسها من هذا اليوم الذي يصر على تكديرها. - العصفورة الثرثارة ، مرحبا بكي. يا له من متواقح أسرت لنفسها. وقاحته طغت على وسامته التي تبدت واضحة للعيان في وضح النهار. كان يتحدث الفرنسية بطلاقة وكأنه فرنسي. وكان مائلا للطول ويبدو فرنسيا أكثر منه مصريا إذا صح ما أطلعها ستون عليه عنه. واضطرت لابتلاع غضبها من سخريته في مهده. لكن بما أنه يبدو أن أمور فارس على مايرام الآن. إلا أن الكارثة ستحل لو أن هذا المهندس دلف للداخل ورأى المصري. فلو كان هو يعرف فارس معرفة شخصية أو رآه قبل الآن. فربما سيشك فيها. وربما لن تنطلي عليه الأكاذيب التي خدعا بها ستون. نظرت إليه بمناشدة: - معك حق. لقد أخطأت بالأمس وثرثرت قليلا مع من تعمل في القطاع الطبي للشركة. ولن أكرر مافعلته. أنا مع الشركة منذ فترة لا بأس بها ولم يحدث أن اقترفت ما يخل بعملي ولم تحدث أمثال هذه الإشاعات من قبل. أنهت كلامها وهي تبتسم له ابتسامة رائعة. مد هو يده لها: لنبدأ من جديد بداية سليمة. أنا رافل. والتحقت بالعمل بالشركة كمبرمج منذ فترة قليلة. عدة أسابيع. سلمت عليه مبتسمة ابتسامة واسعة: - ليزي. - ما رأيك بتناول فنجان قهوة هنا، اعتبريه كإعتذار عما بدر مني أمس في الحفلة. - "دا كورغ". ولكن ليس هنا. هناك في الطريق يقدمون قهوة أكثر روعة من هنا. - في الطريق إلى أين؟! - للتظاهر. ابتسم بدون أن يعلق على كلامها. - فهمت. ربما لم تكن تنتوي الانضمام للمظاهرات. ولكني أخشى الذهاب بمفردي. هذه أول مرة لي. هل ستتركني أذهب بمفردي! قالت الجزء الأخير وهي تناشده بصوتها وعينيها الساحرتين الملونتين والتي كانت خليطا بديعا من الألوان. استماتت حتى لا يدلف إلى الكافيه ويرى فارس وربما يخمن أنها كانت معه وربما شك أنها من أخرجته من مكان تخبئته. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 16-12-22 الساعة 11:44 PM | ||||||
|
| |
|
17-12-22, 12:21 PM
| #116 | ||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| روابط الفصول15و 16و17و18 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الورود والرياحين والياسمين روابط فصول رواية نبض فيض القلوب من الخامس عشر حتى الثامن عشر: الفصل الخامس عشر : https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop لفصل السادس عشر جزء أول: https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop الفصل السادس عشر جزء ثان : https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop لفصل السادس عشر جزء ثالث: https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop الفصل السابع عشر: https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop الفصل الثامن عشر جزء أول: https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop لفصل الثامن عشر جزء ثان: https://www.rewity.com/forum/t487493....html#poststop تحياتي لكم شروق منصور التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 17-12-22 الساعة 12:41 PM | ||||||
|
| |
|
28-12-22, 09:03 PM
| #118 | ||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| الفصل التاسع عشر بسم الله الرحمن الرحيم الفصل التاسع عشر 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 - عندك شك في تحملك للمظاهرات. فلم الذهاب إذا؟! ثم أضاف بابتسامة ساحرة مخادعة: - لست بجليس أطفال. والمظاهرات ليست نزهة للصغيرات. - "ياله من فظ. " هذا هو كل مااستطاعت التفكير به. وعندما وجدته يفتح باب المطعم استدارت مسرعة لقلب التظاهرات. ومرت مسرعة من أمام محل للملابس العصرية بجوار المطعم وكادت أن تصطدم بأحد الرجال الخارجين ثم مع آخرين يريدون الشراء. _____________________ ____________________ و كأن الوجود ارتدى أبهى حلله بوجود ناصر معهما. وكأن باريس تزينت بعقد الياسمين و الفل بعبيره الذي يغلف المكان ناثرا عبق وعد أحلام وردية للأبد بنصوع النقاء وسحر لا يقاوم. وكأن ضغوط الأيام السابقة والسنين الماضية هربت أمام طلته الغير عادية. وكأن الدنيا تتهادى بغنج ودلال أمام سحره الذي لا يقاوم. كعروس تحلت وتجملت وارتدت تاجها لواثق الخطى والذي يبعث جوا من الإطمئنان والثقة أينما حل. رابط الجأش ذو إمكانات غير عادية خرافية. ببساطة أنيرت الدنيا بوجوده المؤثر المغير لكآبة ليال و أيام موحشة لبعده عن المكان. عانقت جنة جنات كمن كان جزءا منها مفقودا وعاد فجأة وكأنها هي الأم. لم يتمالك ناصر نفسه من التأثر من كم المشاعر التي ظهرت في حديثهما وتحيتهما هما الاثنتين لبعضهما البعض وشعر بأن حبه لهما هما الاثنتان ملأ الكون كله. وملك عليه وجدانه. هما الاثنتان كتلة من المشاعر الرقيقة ومع ذلك، تعرفان كيف تتصرفان في المواقف الحرجة جيدا. جلسوا في أحد مطاعم المطار الفخمة. وأمسك بيدي جنة وقبلهما. ثم نظر إليها ومشاعره تملأ عينيه ثم أخرج خاتمها الألماس من محفظته وثبته في يدها مع دبلة الخطبة. وهو كان مرتديا دبلتهما الممهورة باسميهما وهمس: - أحبك حبا يفوق كل حب عرف. أنتي الحياة والأجمل دائما. أنتي معنى الحب وسره وبريقه و سحره الدائم الذي لايقاوم. كانت عيناها تفيض بحبها له. وقبل أن تعلق على كلامه. تقدم منهم رجلان أحدهما مهيب ووجه منير وعليه علامات الصلاح والتقى تنطق بها ملامحه وحركاته وكل سكناته وألقى عليهم السلام فسلم عليه ناصر بترحيب وبشاشة صادحة. والآخر وجهه كله تنضح منه الطيبة وإن كان يبدو ذو مقام عال. ثم نظر إلي جنات وأخبرها: إنه الشيخ ثابت المأذون أتيت به معي. حتى لا يعكر صفو حبنا أي كدر. وننعم بأحلى أقدارنا. وهذا هو الدكتور محسن رئيس البعثة الطبية التي اصطحبتها معي لهنا. تنحنحت جنات مستبقة الأحداث: - حتى لا تزعل مني. أوراقي الثبوتية في حقيبة يدي هناك في الشقة التي كنت فيها منذ قدومي. أفاقت جنة من سحر اعتراف ناصر بحبه على ما تقوله والدتها. - وأنا أيضا يا ناصر موبايلي مازال هناك.. لم يرف له جفن كالعادة: - وكأنما تعرفان الإتجاه الذي فيه أفكاري. فعندما هاتفتني عمتي ميمي وأخبرتني عن خطف فادي لوالدتك ثم تردد قبل أن يصحح حديثه لوالدتي جنات هاتفت من قام بتعديل حجز تذكريتكما للمغادرة لمصر على وجه السرعة. وإذن الخروج الخاص من فرنسا معد سلفا بسبب ظروف جنات الصحية. علقت جنات: - أشعر بأن مرضي أصبح من الماضي. مافعله بي أمس جعلني أتمنى أن أكون بكامل صحتي. فهو يعرف تمام المعرفة بأني عشت في فرنسا تقريبا طيلة حياتي ولكنه اعتمد على صحتي المتدهورة في أنني لن أستطيع أن أتحرك من المكان الذي نقلني إليه. وعندما أخبرتني ميمي بأن جنة تعرف بقدومك تيقنت مما سيكون عليه رد فعلها فابتهلت إلى الله وتضرعت إليه لتعود صحتى حتى أجنبك مغبة المواجهة مع خاطفنا. - الحمد لله شعرت بذلك عندما رأيتك أمامنا ثابتة الخطى. - وأنا شعرت بذلك أيضا. أضافت جنة لناصر. والذي نظر إلى جنات وأخبرها المأذون هنا لعقد القرآن لن ننتظر عودتنا لهناك. تورد وجه جنة. وردت جنات: "تعرف بأني لا مانع لدي ولكن ماذا نفعل في أوراقي الثبوتية؟". - سآتي بها بعد عقد القران. وأصر ناصر على عقد القرآن وأقنعهما. فكان له ما أراد. وسط كم فياض من المشاعر الجياشة. و الحب الهائل. وبعد عقد القران والتهاني و جو الفرح الجم تناول ناصر هاتفه الخلوي من جيبه ليسأل على موعد المغادرة: - هناك طائرة خاصة ستغادر بنا بعد ساعة. لو لم أعد أنا عليكما أن تغادرا بدوني. - أنا سأنتظرك بالتأكيد. هذا ما قاله جنات. - وأنا... بدأت جنة جملتها فأنهاها لها. - أنتي ستغادرين. لا جدال في ذلك. نظرت جنة إلى جنات فوجدتها تهز رأسها مؤمنة على كلام ناصر. - ولكن كيف سأتركك؟! قالت لوالدتها. وقبل أن تتاح الفرصة لناصر أو لجنات لطمأنتها، تقدم منهم شاب يبدو أنه من موظفي المطار. ويبدو أنه كان يتحدث مع ناصر بشأن رحلة العودة وابتعد معه ناصر قليلا عنهما وهو يحدثه في موضوع جنات. فإذا بشاب في قمة الوسامة يقترب من ناصر ويمد يده ليسلم على ناصر: - ناصر. كيف حالك؟ - لؤي! مرحبا. ورحب الرجلان ببعضهما البعض ببهجة و بطريقة تدل على أنهما أصحاب منذ فترة رغم ابتعادهما بحكم العمل و بحكم الظروف والبعد. فلقد كان لؤي مقيما مع عائلته في أقاصي شمال أفريقيا. رجع لؤي مع ناصر وسلم لؤي على جنة وجنات. و هو في قمة السعادة بأنه قابل صديقة مراسلة ليلى ووالدتها. وأخذ الأربعة صورا سيلفي لهم. وبعد أن استأذن ناصر من لؤي ليذهب لجلب أوراق جنات وهاتف جنة. أصر لؤي على أن لا يتركه يذهب بمفرده. ولكن ناصر أصر عليه بأن يبقى مع جنة وجنات حتى عودته. و ألح عليه بأن يبقى معهما حتى موعد الإقلاع في حالة تأخره. - حسنا لك ما تريد. وفي حالة تأخرك لا قدر الله. سأبقى معهما حتى رحيلهما والتأكد من مغادرة الطائرة الأجواء الفرنسية ثم ألحق بك. - لا داعي للحاق بي فمعي فريق عمل هنا. و لكن لؤي أصر على أخذ العنوان من ناصر كإجراء احترازي. ثم اقترح على ناصر. - طالما معك فريق عمل فلم لا يقومون هم بإحضار متعلقات عائلتك وتبقى هنا أنت معهم. أو ابقى أنت مع خطيبتك ووالدتك وسأذهب أنا. - تسلم. ولكن هذه هي مهمتي حماية زوجتي ووالدتي.كما أني أعرف جيدا مع من أتعامل . أما أنت فلا تعرفه يقينا. أما فريق عملي فيعمل بسرية تامة ولا أريد الكشف عنهم الآن لأن لهم أعمالا هامة للغاية يقومون بها الآن على قدر من السرعة. استرسلت جنات في حديثها مع لؤي عن ليلى. لأن جنة كان كل تفكيرها منصبا على ناصر. لكم كانت تريد أن تمنعه من الذهاب للمخاطر. لكنها كانت لا تريد أن تجازف بالمساس بكرامته ورجولته وحتى لا يعتقد بأنها لا تثق به في مواجهة فادي واستخلاص متعلقاتها ومتعلقات أمها من هناك. و ما هي إلا بضع دقائق حتى كانت الشاشة التي أمامهم في المطار تنقل أجمل صورة رأتها جنة في حياتها لأمها. وكانت المراسلة الشابة لقناة العاصمة تنقل خبر أن جنات الشاعرة الفرنسية ذات الأصول المصرية خطفت من قلب المظاهرات ولم يتبين بعد من قام بخطفها وجار البحث بقدم وساق عن الشاعرة الأشهر منذ القرن الماضي. ثم أضافت المراسلة بأن اللوحة المرسومة للشاعرة جنات إهداء من الفنانة المصرية الشهيرة للغاية ميمي. وكانت المراسلة تذيع هذا الخبر من قلب الأحداث في خضم المظاهرات الدائرة رحاها في العاصمة. وكانت المراسلة الشابة وهي تتحدث تتقدم باتجاه المنطقة المغلقة من قبل رجال الأمن الفرنسيين لحيوية موقعها مما جعلها محط أنظار الجميع. وقبل أن تنهي المراسلة أخبارها المثيرة بالإعلان عن إسمها وإسم القناة التابعة لها؛ تقدم أحد رجال الشرطة من المراسلة وطلب منها بألا تتقدم للمنطقة المحظورة حتى لا يتقدم باقي المتظاهرين المتعلقة أنظارهم بها. ودار بينهم حوار فإذا بزميل آخر له يتقدم منها ويتحدث معها بفظاظة وحدة وخشونة ويريد بأن تتقدم معه لرئيس له. فأخذت تتجادل معه. كل هذا أمام ناظري المتظاهرين ووسائل الإعلام. وظنا من بعض المتظاهرين بأن الشرطة تلقي القبض على المراسلة لدخولها المنطقة المغلقة بدأ قذف زجاجات بلاستكية فارغة باتجاه من يتحادثان مع المراسلة كبادرة اعتراض من بعض المتظاهرين ثم تبع ذلك للأسف بعض الحجارة. هددت الشرطة إياهم بالتوقف فازداد الهرج والمرج ورمت جمهرة من المتظاهرين بعض ألعاب نارية في المنطقة المغلقة باتجاه الأمن فردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين أخذوا يتقدموا بكثرة باتجاه المنطقة المغلقة المحظورة. وكانت الطليعة من المتظاهرين مهرة فأخذوا الغاز المسيل للدموع وأعادوا رميه في المنطقة المغلقة. فوجدت المراسلة نفسها محاصرة بين الجهتين وكأن جحيما يحيطها. وقبل أن يغشى عليها وجدت من يشق طريقه بسرعة ومهارة وسط هذا الجحيم المتبادل بين الجهتين ويمد يده لها ويسحبها باتجاه المتظاهرين. فإذا بالشرطي الثاني يحاول منعه بخشونة فتشاجر معه وعندما لحق به عدة أفراد من الشرطة الفرنسية لمنعه تشاجر معهم جميعا في لمح البصر وحملها باتجاه المتظاهرين مخرجا إياها من منطقة الخطر. ثم خلع الجاكت ورماه على الإطارات التي أشعلها بعد المتظاهرين اعتراضا على منعهم من التقدم. وخلع نظارته ولثامه وابتعد عن المراسلة والمتظاهرين باتجاه الشركة. كل هذا وليز تتابع مايجري مذهولة وتتابعهم من مسافة تعطيها أمانا نسبيا. وأخذت تتتبع خطاه لتتأكد من ظنها. ولكنها فوجئت بأنها تمشي عكس اتجاه المتظاهرين. وكادت أن تقع تحت أقدامهم الغاضبة المتقدمة لهدفها فإذا بيدين قوتين تثبتها على قدميها. ويشق طريقه بها للعودة باتجاه الشركة. --------- اتصلت ليلى بجنة لتواسيها وتطمئن عليها وعلى والدتها. فإذا بلؤي يضحك على طيبتها وتصديقها للأخبار الغير مفهومة المزعومة ثم قام بإرسال الصورة السيلفي لها. وأخذ يتسلى برد فعلها المضحك البريئ. وعندما لاحظ بأنها حيرى بين أن تدعي الغضب أو أن تنساق وراء مفاجأتها بتواجده هناك وسطهم وبين أن تتنهد بارتياح على أن جنات سالمة حتى وإن كان هذا سيدل على تغفيلها كصحفية لامعة لا يجب أن تنساق وراء الشائعات؛ أخبرها عن عقد القرآن وتمنى لها بأن يلحقا بهما. ويسيرا على دربهما ويصابا بعدواهما لطول العمر. فلم تتمالك من الضحك بخجل على طريقته وتعبيراته المحبة لها؛ المضحكة. -------------- عندما ابتعدا عن التظاهرات واقتربا من الشركة التفتت إليه ليز و هي مشتتة الذهن بالتظاهرات وعجائبها: - لقد لحقت بي على أية حال. كان هو أيضا مستغرقا في أفكاره. إلا أنه استوعب ماقالته: فأدخل يده في جيبه وأخرج قفاز يدها اليسرى. وناوله لها بينما كانت ترتدي الناحية اليمنى من القفاز. فتذكرت أنها عندما كانت تحادثه أمام المطعم كانت تضع يدها اليسرى الخالية من القفاز في جيب سترتها. بينما تحمل القفاز في يدها اليمنى. تبسم لها بعد أن ارتدتها: - لا يجب ترك مثيلاتك من الطفلات بمفردهن تلعبن بألعاب تضرهن. وكاد أن يقهقه على احمرار وجهها المفاجئ وتشنجها كطفلة لتثبت كلامه. قامت بابتلاع كلمات الشكر التي كانت على طرف لسانها. وتركته غاضبة متخطية باب الشركة باتجاه مكتبها. فوجدت فارسا خارجا من مكاتب شئوون العاملين في نفس الدور. فاشتعلت غيرتها مرة أخرى متأججة على الرغم من عدم تأكدها من أنه هو. هل من المعقول أن من كان بحاجة للإنقاذ من قبلها منذ عدة ساعات يقوم بكل هذه الأفاعيل المهوولة الرائعة!؟ فالتفتت مضطرة باتجاه رافل مبتسمة له ابتسامة ساحرة خلابة: - أنت بطلي المغوار. ميغسي مون شير. ثم تخطتهما ودخلت مكتبها بطريقة طفولية ظريفة ورأسها مرفوع. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 28-12-22 الساعة 09:57 PM | ||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
86Likes.png)
العرض العادي
