آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-08, 09:40 PM   #11

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي


كان المطعم الذي أخذها إليه كيث قريبا من النهر وعلى مفترق طرق رئيسية طابعه عصري للغاية وكل شئ فيه حديث إلى ابعد الحدود مع أن هيلين وجدته جميلا جدا إلا إنها كانت تفضل مطعما اصغر حجما ولا يؤمه هذا العدد الكبير من السكان المحليين. ومع ذلك كان الطعام شهيا ولذيذا وأحاديث كيث ممتعة ومسلية انه يتحدث بذكاء وموضوعية عن مسرحيات أو حفلات شاهداها سويا ويتناقش بأسلوب علمي هادئ الكتب الناجحة التي تهم المتعلمين والمثقفين. وكانت هيلين سعيدة جدا بتبادل الآراء مع هذا الإنسان المطلع خاصة أن ظروفها لم تسمح لها بمثل هذه المناسبة منذ زمن طويل فحتى لو أن جايك أمضى معظم وقته داخل البيت بدلا من خارجه فانه لن يعتبر هذه الموضوعات الأدبية والفنية جديرة بالاهتمام انه يعتبرها مضيعة للوقت ومن يعرف تاريخ حياته يعرف السبب ففي صراعه القاسي وكفاحه المرير للصعود إلى قمة النجاح المادي والتجاري لم يجد متسعا من الوقت للآداب والفنون لذا ظل ذوقه الفني بدائيا وخشنا وظل بالتالي يرفض الخوض في أحاديث لا تعود عليه بفائدة مالية أو تجارية.
أوصلها كيث إلى منزلها بعد العاشرة بقليل وعندما أوقف السيارة وأطفأ محركها استدار نحوها ووضع ذراعه على كتفيها ثم سألها مترددا:
" هل ستدعوني السيدة إلى فنجان من القهوة؟ "
تطلعت هيلين بسرعة إلى ساعتها وقالت:
" لا اعتقد ذلك. الوقت متأخر والسيدة لايتمر نائمة منذ بعض الوقت "
رد عليها كيث بمرح ظاهر:
" اعرف ذلك "
تنهدت هيلين وقالت:
" كيث...أرجو أن لا تأخذ فكرة خاطئة عني! فبمجرد خروجي معك مرة أو مرتين لا يعني أنني . ."
قاطعها كيث متبرما:
" اعرف, اعرف انك متزوجة! ما هو الخبر الجديد في ذلك؟ وماذا يؤثر زواجك على علاقتنا؟ الكل يعرف أن . . ."
حان دورها لتقاطعه فقالت له بحزم وإصرار وهي تخرج من السيارة:
" شكرا على العشاء. اتصل بي بشأن الحفلة الموسيقية في الأسبوع المقبل"
ضم كيث شفتيه بشئ من العصبية وسألها:
" ألن تغيري رأيك؟ "
" بالنسبة إلى الحفلة الموسيقية؟ لا, ولماذا أغير رأيي؟ "
" أنا لم اقصد الحفلة واعرف تماما انك تعلمين ماذا اعني. حسنا يا هيلين تصبحين على خير "
" تصبح على خير يا كيث "
أخرجت هيلين مفتاحها من حقيبتها وفتحت باب المنزل في حين أطلق كيث العنان لسيارته. كانت القاعة غارقة في الظلام فأضاءت النور في المدخل قبل أن تغلق الباب وراءها ثم تطلعت بسرعة نحو القاعة وغرفة المكتب لتتأكد من عدم وجود أي إشارة إلى احتمال عودة جايك بصورة غير متوقعة من رحلته إلى الشمال. وضعت معطفها على إحدى المقاعد واتجهت مباشرة نحو المطبخ لتجد ملاحظة من السيدة لايتمر تبلغها فيها عن وجود قهوة وبعض المأكولات الباردة في قاعة الاستقبال فابتسمت هيلين بسخرية.
استدارت هيلين بسرعة عادة إلى قاعة الجلوس. تنهدت بانزعاج عندما شاهدت الكمية الكبيرة من المأكولات التي أعدتها السيدة لايتمر. كان واضحا ان مدبرة المنزل لم تتوقع عودتها بمفردها إلى البيت. اللعنة! وهل تظنها هذه السيدة طفلة صغيرة؟ إذا أرادت أن يكون لها أصدقاء فلماذا لا يحق لها ذلك؟ لماذا يجب أن تكون هناك دوافع وراء كل عمل يقوم به الإنسان؟ إنها تعرف كيث منذ عدة سنوات قبل فترة طويلة من غير انجرافها في علاقة عاطفية فلماذا يجب أن تكون الأمور مختلفة هذه المرة؟ هزت كتفيها وجلست بعد أن صبت لها فنجان من القهوة. لماذا أنهت أمسيتها بهذا الشكل؟ لماذا ساءت هكذا؟ تطلعت إلى ساعتها فلاحظت أن ستين دقيقة تقريبا مرت على عودتها. ماذا يفعل جايك ألان؟ وأين ممكن أن يكون في مثل هذا الوقت؟ شربت قليلا من القهوة وسألت نفسها عن أسباب هذه التساؤلات...فأغضبها اندفاعها يجب ألا تسأل عن مكان وجوده وعما يفعل في هذا الوقت وذاك. لا تهتم ويجب ألا تهتم أم أن من الاصح القول إنها عندما بدأت تعرف المزيد عن أفكاره ومشاعره أخذت أسئلتها وتكهناتها تتزايد يوما بعد يوم! عندما تزوجا كان الوضع مختلف إلى حد ما. كانت آنذاك دفينة الحزن والأسى اللذين غلفاها على اثر وفاة والدها. كانت فترة عصيبة جدا بالنسبة لها...صدمة قوية ومؤلمة وهي التي تربطها بأبيها علاقة وطيدة جدا وكان كلا منهما يعتمد إلى حد كبير على الأخر ربما بسبب قرار عائلته عزلهما والتخلي عنهما تماما. كان لكل منهما بالطبع أصدقاءه ووالدها يبدو دائما مفعما بالحيوية والنشاط, ساحرا, لطيفا, ومنسجما تماما بين أصدقاءها ولم تلاحظ إلا بعد وفاته كيف أن ما من احد أخر بات يعني لها الكثير في ذلك الوجود الغريب المصطنع الذي كانت تشاطره مع أبيها! حتى تهرب كيث منها لم يؤثر عليها كثيرا. كان عليها أن تتقبل واقعا جديدا في حياتها وهو انتهاء مرحلة معينة وبدء أخرى.
صبت لنفسها فنجان أخر من القهوة ولكنها زادت عليها هذه المرة القليل من السكر وعادت بها الذكريات مرة أخرى إلى تلك الفترة من حياتها. ولكنها لم تتذكر طول المدة التي احتاجتها آنذاك للشفاء تماما من تلك المشكلة النفسية والمعنوية. وجاءت بعد ذلك الفترات الطويلة التي يمضيها جايك خارج البلاد وعودته كل مرة بصورة مفاجئة لتشكل فواصل شبه ثابتة في نمط حياتها. وأصبحت كل فترة أكثر واقعية واقل رفضا. وبدأت بعد ذلك بصورة تدريجية تعيش حياتها الجديدة التي اختارتها لنفسها...تكرس نفسها ووقتها لتزيين بيتها وتجميله ولتحويل ذاتها وشخصيتها إلى ذلك النوع من الزوجات الذي يريدها جايك. ولكن الشئ الذي لم تكن تتوقعه كان ذلك الاتساع المتزايد في طبيعة العلاقة وذلك الاختراق المتواصل للقلعة التي بنتها حول نفسها بعد زواجها والتي اعتقدت أن من المستحيل الدخول اليها أو اختراقها. لم تأخذ الطبيعة البشرية بعين الاعتبار عندما صورت لنفسها المستقبل الذي تريده واكتشفت فجأة إنها وجايك يمكن في يوم ما أن يتصرفا مع بعضهما كزوجين عاديين.
شربت هيلين بقية القهوة وسارت نحو تلك الخزانة الخشبية الرائعة التي تضم الأجهزة الالكترونية المختلفة ووضعت شريطا يحتوي موسيقاها المفضلة وعضت على شفتيها بحزن وانفعال...إنها بالنسبة إلى جايك كهذه الأجهزة المتكورة والجميلة...مجرد شئ أخر يملكه لا أكثر ولا اقل! حتى الممتلكات المادية تحتج وتتذمر إذ حملها الإنسان فوق طاقتها تئن وتتعطل أما هذا الشئ الذي أضافه جايك إلى ممتلكاته الكثيرة والذي يسير على قدمين فانه لم يعترض أو يحتج حتى ألان! انه إنسان ألي! .
رفعت رأسها عن تلك الخزانة وتنهدت هل من حقها ان تحتج؟ إنها تأكل أفضل أنواع المأكولات وترتدي أجمل الثياب وأغلاها ثمنا وتشتري ما تريد...حتى بدون طلب الإذن من زوجها أليس هذا ما تتمناه أي فتاة لنفسها؟ ثم...أليس زواجها إقلاقا متواصلا لراحة عمها الذي لا أولاد له والذي يعرف ان أي ابن تلده هيلين سيرث قصر مالينز والأراضي المحيطة به بمجرد وفاة هذا العمّ! أليس ذلك انتقاما ممتعا من الرجل الذي نبذ شقيقه جيرارد وابنته هيلين وتنكر لهما في أتعس أوقاتهما! انه بالتأكيد يتمنى ألا تلد ابنة شقيقه ابنا يرث ممتلكات فورسايث.
وابتسمت هيلين بخبث! إنها وحدها تعرف مدى صعوبة هذا الاحتمال. . .








لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:43 PM   #12

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

4- صمت في الأعماق


استيقظت هيلين وهي تشعر بأن أحدا يراقبها وعندما رفعت يدها بكسل لترفع خصلات شعرها عن عينيها شاهدت جايك يقف كالتمثال في باب غرفتها. كان يرتدي بزة زرقاء داكنة تزيد من سحره وجاذبيته. إصابتها رعشة خفيفة لم تعرف على التو سببها فشدت الغطاء الحريري حتى عنقها بطريقة لا شعورية وكأنها تدفع عن نفسها خطرا محدقا.
ابتسم بسخرية لدى مشاهدته رد الفعل العفوي ذلك وقال لها بخبث وتهكم:
" لا تفزعي يا عزيزتي! لم أقد السيارة طوال الليل من نيوكاسل تدفعني رغبة جامحة أو رغبات حيوانية! ولكنني متعب لا بل مرهق وأريد التحدث إليك قبل ذهابي إلى النوم "
حاولت هيلين بسرعة جمع شتات أفكارها ومشاعرها وسألته متلعثمة:
" لماذا...لماذا تريد التحدث معي؟ "
رفع كتفيه المتعبتين ثم حرك رأسه قليلا وقال لها بهدوء بالغ:
" سنمضي عطلة نهاية الأسبوع خارج لندن. تم إعداد كل شئ الليلة الماضية. حاولت الاتصال بك أمس لأبلغك التفاصيل إلا أن أحدا لم يرد على الهاتف. هل كنت خارج البيت؟ "
لم تتمكن هيلين من منع الاحمرار الذي غزا خديها فجأة وشعرت أن وجودها تحت الغطاء وعدم قدرتها على النهوض من دون الكشف عن بعض مفاتنها يجعلانها في موقف دفاعي ضعيف. وتمنت لو أن لها الشجاعة الكافية للخروج من سريرها ولف نفسها بشئ ما فوق قميص نومها الشفاف.
تطلع جايك حوله بعصبية فوقع نظره على فستان السهرة الذي كان ملقى على كرسي قريب. رفع حاجبيه وقال لها بنبرة حادة جافة:
" إذن كنت خارج البيت أمس! هل يمكنني أن أسألك أين أمضيت السهرة؟ "
تنهدت هيلين وردت عليه بعصبية:
" انك لست ولي أمري والقيم على أعمالي يا جايك, وأنت تعرف ذلك "
ضاقت عيناه غضبا وقال لها بشدة:
" إن لم أكن أنا ولي أمرك فمن يكون؟ اخبريني من هو المسؤول عنك؟ "
على الدم ف عروق هيلين غضبا واشمئزازا وقالت له بعنف:
" هل تتفضل بالخروج من غرفتي؟ لا أريد البقاء في سريري طوال النهار "
" هيا اخرجي من سريرك! أنا لا أمنعك من ذلك "
ضم ذراعيه على صدره واخذ يحدق بها بتهكم وكأنه يتحداها للوقوف أمامه شبه عارية. انقلبت هيلين على نفسها وعضت وسادتها وهي تصرخ به:
" أكرهك يا جايك هوارد...أكرهك "
" لماذا أيتها العزيزة؟ الاني عدت فجأة وأفسدت لك مشاريعك مع الصديق كيث؟ الم تكوني معه هو أمس؟ لا تزعجي نفسك بالإجابة فأنا اعرف...أخبرتني السيدة لايتمر "
استدارت هيلين بعصبية نحوه وقالت:
" هكذا إذن...لقد عينت السيدة لايتمر جاسوسة على تصرفاتي وتحركاتي أليس كذلك؟ آه كم أنت حقير وخسيس ووضيع "
قست ملامح جايك وتوترت عضلات وجهه وعنقه ثم قال لها بصوت اقرب إلى الصراخ منه إلى الكلام العادي:
" عندما اتصلت بالمنزل أمس ولم يجبني احد شعرت بالقلق. لم يخطر ببالي شئ أخر آنذاك. وبالطبع اتصلت بالسيدة لايتمر لمعرفة ما بك. الم يكن ممكنا ان يكون هاتفنا معطلا أو أن تكوني أنت مريضة...أو أي شئ أخر من هذا القبيل؟ "
" وحتى إن كان كذالك. . . "
انزل جايك ذراعيه الى جانبيه وقد عيل صبره وقال لها مقاطعا:
" وحتى ان كان لا شئ! هذا غير مهم الان انا لا انوي ابدا اضاعة أي وقت الان بسبب هذا الغبي. سأتولى امره في وقت لاحق "
وصمت لحظة ثم قال لها بعصبية هادئة :
" يبدو انك غير مهتمة لمعرفة المكان الذي سنمضي فيه نهاية الاسبوع "
عقدت هيلين جبينها وقد لاحظت ان شجارها مع جايك انساها سبب عودته قبل الموعد المقرر وقالت:
" بالطبع انا مهتمة "
اقترب جايك من سريرها ووقف يوجه اليها نظرات تحمل الكثير من الغرابة ثم قال:
" هل انت حقا مهتمة؟ اذن اسمعي...اندانا يملك منزلا ريفيا وقد دعانا هو وزوجته لتمضية نهاية الاسبوع معهما "
" اندانا؟ ولكن...ولكن اليس هو...؟ "
" نعم, نعم انه السفير الذي كنت اتحدث اليه فور وصولنا الى حفلة الاستقبال تلك الليلة. والان هل بدأت تلاحظين مدى اهمية هذا اللقاء وانفعالي لتحقيقه؟"
وضعت هيلين يدها على جبينها واجابت بصوت خافت:
" اعتقد...اعتقد ذلك. متى ينتظران وصولنا؟ "
" على العشاء هذه الليلة. ولذا فأنا افضل البدء برحلتنا حوالي الرابعة عد الظهر "
" حسنا "
وعضت هيلين على شفتيها بقوة. فكرة قضاء نهاية الاسبوع في ضيافة سفير وزوجته بمنزلهما الريفي لم تكن سيئة على الاطلاق لكنها كانت تتمنى لو ان لديها المزيد من الوقت لتعد نفسها بطريقة افضل. في الفترة الاخيرة اخذت توجه اليه عدة اسئلة وكأنها تحقق معه او تستجوبه وهذا امر قد يثير شكوك جايك من انها اصبحت غير مرتاحة في حياتها.
لم يفهم جايك معنى النظرة القلقة والمشككة التي شاهدها في عيني هيلين فسالها بحدة وانفعال:
" هل من شئ يزعجك؟ هل اعددت لنفسك ترتيبات اخرى مع كيث؟ هل كنت تفترضين انني لن اعود قبل بداية الاسبوع المقبل؟ "
ارتجفت هيلين غضبا وقالت:
" نعم...لدي ترتيبات اخرى. . . "
وكانت على وشك ابلاغه بدعوة جنيفر الى السهرة مساء الاحد ولكن جايك لم ينتظر لسماع بقية الجملة بل انحنى فوقها وامسك برأسها بين يديه القويتين وصرخ بها وهو يهز ذلك الرأس المسكين بعنف ووحشية:
" هذا انذار لك يا هيلين! انا لن اقبل بالمزيد من هذه التفاهات منك! انا املكك...انا املكك ايتها الغبية...اسميا على الاقل واذا كان اتفاقنا لم يعد يرضيك او انك بدأت تحنين لاقامة علاقة فعليةمع رجل فأنا..انا وحدي سأتولى الاهتمام بذلك! هل تفهمين...هل تفهمين؟ "
فتحت هيلين عينيها وسألته بصوت خائف:
" ماذا تعني بذلك؟ "
انتصب جايك واقفا وقال لها بشراسة ووجهه متجهم:
" أوه, انا متأكد من انك تفهميني تماما "
شعرت هيلين بانقباض شديد في صدرها واحست بأن تنفسها اصبح صعبا ومتقطعا فصرخت به:
" انك...انك تثير اشمئزازي! "
" حقا! حقا! ايتها المرتزقة الفاجرة الصغيرة! انك تتجاوزين حدك برعونة وغباء وهذا خطر عليك "
شهقت هيلين بالبكاء واخفت وجهها بالوسادة. لم تشعر في حياتها ابدا بمثل هذا الاذلال والتحقير كيف ستتمكن بعد الان من النظر الى هاتين العينين القاسيتين وهذا الوجه الفتاك المدمر! في تلك اللحظة استدار جايك نحو الباب بهدف الخروجمن غرفتها ولكنه توقف برهة وسحب الغطاء الحريري الملقى فوقها ثم رماه على الارض وسار نحو الباب متمهلا ومتحديا وقبل خروجه من الغرفة التفت نحوها وقال لها بقساوة بالغة قبل ان يغلق الباب وراءه بعنف:
" منظر امرأة شبه عارية يا هيلين ليس امرا جديدا او غير مألوف "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:44 PM   #13

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

مضت بضع ساعات قبل ان تتمكن هيلين من استجماع قوتها وشجاعتها لجر نفسها خارج السرير وكان فطورها لايزال كما هو فتلك المجابهة الصباحية مع جايك افقدتها شهيتها حتى عن قهوة الصباح المعتادة. نزلت الى المطبخ لتعيد ابريق القهوة واطباق الطعام التي لم تمس. وكانت السيدة لايتمر انذاك تعد طعام الغداء ولما لاحظت ان سيدتها لم تتناول فطورها او تشرب قهوتها سألتها بقلق:
" هل يزعجك شئ يا سيدتي؟ "
" لا..لم اكن جائعة هذا كل ما في الامر. هل...هل قال السيد هوارد عما اذا كان سيستيقظ لتناول الغداء؟ "
رفعت السيدة لايتمر حاجبيها وفتحت فمها بدهشة وقالت:
" يستيقظ يا سيدتي؟ السيد هوارد ليس في سريره. قد خرج من البيت بعد الفطور بقليل "
شعرت هيلين فجأة بأن صداعا غريبا بدأ يعصر صدغيها ثم سألت خادمتها:
" ومتى...ومتى كان ذلك؟ انا...انا شاهدت السيد هوارد بنفسي حوالي الثامنة"
" نعم يا سيدتي. تناول طعام الافطار في الثامنة والنصف تقريبا ثم غادر البيت وحسبما اعلم فانه لن يعود للغداء "
" اه! من المؤكد من انني اسأت فهمت قصده هذا الصباح. في اية حال لا...لا تزعجي نفسك باعداد غداء عارم لي يا سيدة لايتمر. فأنا لا اشعر بأي رغبة على الاطلاق لتناول الطعام "
نظرت اليها السيدة لايتمر بتشكك ثم بدأت تقول بشئ من التوتر:
" اوه سيدتي اريد. . . "
استدارت هيلين نحوها نحوها بسرعة وقالت:
" نعم؟ "
" ارجو...ارجو ان لا اكون قد اخطأت بابلاغ السيد هوارد بأنك كنت في الخارج مساء امس"
واحمر وجه الخادمة خجلا ثم تابعت حديثها بتردد وتلعثم:
" كان...كان يريد التحدث معك وكان علي ان...ان اقول شيئا "
" لا بأس يا سيدة لايتمر ذهابي مع السيد مانرينغ امس لم يكن سرا بالنسبة الى زوجي "
تنهدت الخادمة بارتياح وقالت:
" كما تريدين يا سيدتي "
خرجت هيلين من المطبخ وتوجهت نحو غرفة الجلوس. تفحصت بقلة اكتراث وشرود ذهن العناوين الرئيسية في صف الصباح ثم اشعلت سيكارة وجلست في احدى الزوايا الهادئة تحاول اراحة اعصابها المشدودة والمتوترة. انها تعرف انها لم تفهم منه غير ما كان يعنيه قال بأنه يريد التوجه الى فراشه بمجرد الانتهاء من الحديث معها فأين هو الان؟ ولماذا غادر المنزل؟ هل دعوة اندانا مازالت قائمة ام الغاها؟ اطفأت سيكارتها بعصبية وتوجهت الى القاعة حيث رفعت سماعة الهاتف وبدأت تطلب احد الارقام الخاصة بالمقر الرئيسي لمؤسسته في هولبورن. كانت اصابعها ترتجف قليلا وهي تدير القرص ولكن صوتها كان ثابتا عندما طلبت من عاملة الهاتف تحويلها الى مكتب السيد هوارد. عرفت مساعدته الخاصة صوتها على الفور وسألتها بتهذيب جم:
" نعم يا سيدة هوارد! هل بأمكاني مساعدتك بشئ؟ "
رطبت هيلين شفتيها الجافتين بلسانها ثم قالت بلهجة حاولت اظهارها قدر الامكان عادية وطبيعية :
" احاول ايجاد زوجي...هل تعرفين ما اذا كان في المبنى الان؟ "
" متأسفة يا سيدة هوارد كان هنا ولكنه خرج قبل قليل "
" أوه, أوه! شكرا "
ترددت قليلا ثم سألتها:
" وهل تعرفين اين . . .؟ "
وفي تلك اللحظة بالذات سمعت صوت المفتاح في الباب ودخل جايك فأكملت جملتها بسرعة :
" أوه لا بأس. هاهو قد وصل الان. شكرا "
اعادت سماعة الهاتف بيد مرتجفة وواجهت زوجها بتوتر وانزعاج. كانجايك لا يزال مرتديا ملابس الصباح ذاتها ولكنه حلق ذقنه وأبدل قميصه. ولولا ملامح التعب والارهاق التي تبدوحول عينيه لما تمكن احد من التكهن بأن هذا الرجل قاد سيارته طوال الليل ثم امضى بضع ساعات في مكتبه وبين اوراقه الهامة. انه بلا شك يتمتع بصحة جيدة وقدرة قوية على تحمل التعب وربما كان ذلك عائدا الى بنيته الصلبة والىممارسته رياضة الغولف وكة المضر والتجذيف عندما تسمح له الظروف بذلك.
تتطلع فيها ببرودة قاسية وسألها:
" ولماذا هذا الذعر والهلع؟ ومع من كنت تتحدثين قبل لحظات؟ "
" لم يكن هناك ذعر أو هلع. كل ما في الامر اني كنت اسأل مساعدتك عنك لأنني اريدمعرفة اذا ما غيرت رأيك بالنسبة الى نهاية ااسبوع ام لا "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:46 PM   #14

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

اغير رأيي؟ ولماذا يا عزيزتي اغير رأيي؟ "
تنهدت هيلين وتململت في مكانها وقالت:
" اعتقدت انك...ربما...بعد هذا الصباح...اعني..."
رمقها جايك بنظرة ساخرة ثم القى نفسه على احد المقاعد متسائلا بهزء مبطن:
" هل تعنين سوء التفاهم البسيط الذي حدث بيننا؟ ولماذا تؤدي تلك العصبية الخفيفة الى تغيير اي شئ على الاطلاق؟ "
" أوه يا جايك! "
شعرت هيلين رغبة قوية في توجيه صفعة شديدة الى ذلك الوجه الساخر انه يتعمد تسلية نفسه على حساب غضبها وانفعالها...وعدم قدرتها على القيام بأي شئ لمواجهة تهكمه وستخفافه بها.
اشعل سيكاره واخذ يتأمل وجهها المتألم عبر الدخان المتصاعد وعندما شاهد تلك الانفعالات المتبدلة والمتغيرة على وجهها المعبر والمنفعل قال لها بهدوء:
" بربك يا هيلين! لا تأخذي كل شئ بمثل هذه الجدية "
ردت عليه بأستغراب وقد لسعتها نبرته الساخرة:
" ولكني كنت اعتقد ان هذا هو الضبط ما يجب علي القيام به...ان احمل كل ما تقوله على محمل الجد! "
" ربما...ربما انتعلىحق في هذا المجال. في اي حال اعتقد اننا انهينا الموضوع بطريقة مرضية "
صرخت به هيلين غاضبة:
" انهيته انت "
" نعم هذا ما قلته "
" ولكني انا لم انهه! اسمع يا جايك لا اري البدء بشجار جديد معك ولكنني ارفض معاملتي كطفل ابله معتوه! انا امرأة...امرأة متزوجة منك. نعم انا اكل من طعامك وانفق من مالك ولكن حتى مدبرة المنزل لها بعض الحقوق! "
استلقى جايك في مقعده متكاسلا وقد اغمض عينيه ورفع يده الى جبينه وكأنه يبحث عن جواب او رد على تلك الانتفاضة والثورة. وفجأة شعرت هيلين بميل قوي غير متوقع نحوه ازعجتها مشاهدته على هذه الحال مغمض العينين بسبب التعب والارهاق ومعرضا للمزيد من الهجمات التي يصعب صدها. ازعجها ذلك بطريقة لم تشعر بها من قبل كان من الصعب جدا عليها ان تتذكر في تلك الآونة انه في الحقيقة يختلف كثيرا عما تصوره هي الان لنفسها! ولاحظت بمرارة انها تمنحه عطفا لم يطلبه ولم يعط مثله. لا, انه ليس حساسا او سريع التأثر بالانتقاد وهي مجنونة وغبية لانها تخيلته هكذا لبضع لحظات!.
حرك جايك رأسه بهدوء من جانب الى اخر ثم قال بلهجة طبيعية عادية:
" حسنا لن نتجادل بصدد هذا الموضوع بعد الان "
كانت تتوقع جوابا افضل من ذلك جوابا يشفي غليلها ولو قليلا. لقد تجنب النقطة الحساسة بذكاء ومهارة. ولكنها شعرت فجأة بأن قلبها لا يساعدها على اثارته مرة اخرى وعلى العكس من ذلك فقد اجتاحتها رغما عنها موجة من الندم والاسف العميق لانها احست بأن تصرفها الخاطئ حرمه النوم منذ اكثر من اربع وعشرين ساعة. وفيما هي غارقة في تفكيرها لاحظت ان جايك غارق في نومه. حدقت فيه بعض الوقت ثم استدارت لتغادر الغرفة الا ان شعورا ما اوقفها وحملها على التطلع نحوه مرة اخرى. انها لم تشاهد جايك نائما من قبل.
رباه...! شهقت بصمت وقد ادهشها الفارق الكبير في ملامح جايك عندما يكون نائما. بدا الى حد ما اصغر سنا واكثر شبابا ورقة...بدا وكأن الراحة بعد العناء الطويل اضفت على وجهه القاسي مسحة من الحنان والهدوء! تأملته طويلا بدون ان تعرف سبب وقوفها امامه وتأملها له بمثل هذا الاهتمام المتزايد! شعرت برغبة في فك ربطة عنقه وزر طوق قميصه ولكنها خافت ان توقظه...وبالتالي ان يعرف ماذا كانت تفعل. انها لم تلمسه من قبل كما انه هو لم يلمسها في السابق باستثناء تلك المرات القليلة التي يربط لها فيها عقدا او يساعدها على ارتداء معطف! لمتفعل اي شئ على الاطلاق طوال السنوات الثلاثة الماضية يضطرها للمسه ولكنها احست الان بأنها تريد ذلك...وتريده بقوة!.
ارتجف جسمها وكأن قوة كهربائية سرت في عروقها وتمنت في تلك اللحظة لو انها تعرف عدة امور عنه...كرجل! لو ان اصابع يدها تغرز في شعره الاسود الكثيف...او ان يديها تداعبان منكبيه العريضين...او...! انتبهت لنفسها وحدت من انجرافها في تلك الافكار وتذكرت انها لم تفكر بمثل هذه الطريقة وهذه الرغبة الجامحة مع اي رجل اخر. ولكن لماذا اطلقت لمشاعرها العنان؟ انه رجل يسعى وراء اي شئ يريده ويبتغيه بقسوة وبدون شفقة او رحمة متخطيا حدود اللياقة المتعارف عليها ومستهترا بكثير من القيم الانسانية التي قدتقف حجر عثرة في سبيل تحقيق اهدافه ومع ذلك فها هو الان قادر على اثارة مشاعرها وغرائزها في وقت يجب ان تكرهه لعنجهيته واستبداده وتعاليه.




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:47 PM   #15

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

كتمت دهشتها وخرجت مسرعة من تلك الغرفة. التعاطف شئ والبلاهة شئ اخر. انتمنحه القليل من التعاطف فهذا امر مقبول الى حد ما اما ان تسمح لتلك الافكار السخيفة بايجاد جذور عميقة لها في رأسها فهو الجنون بعينه. وابتسمت وهي تعبر القاعة متجهة الى غرفتها اذ تخيلت مدى الترفيه والتسلية وحتى السخرية لدى جايك لو انه يعرف بماذا كانت تفكر فمهما بلغت حدة غضبه من امكانية تورطها مع كيث فانه سيظل يعتبرها باردة لا بل متحجرة عاطفيا وشعوريا.
جايك لا يصدق ان لديها مشاعر قوية او ان بامكانها التفاعل والتأثر سلبا اوايجابا مع الاحداث المحزنة او المفرحة...باستثناء الفترة التي مات فيها والدها. كانموجودا آنذاك ويعرف اخرين في مجموعتها تصادقهم منذ سنوات عديدة ومن المؤكد ان بعضهم اخبره بأنها لا تتحمل تدليلا جديا او اي نوع اخر من المغازلة الحقيقية والمثيرة ويحتمل ان يكون هذا هو احد الاسباب الرئيسية لاختياره اياها زوجه له فكل شئ يمتلكه جايك هوارد يجب ان يكون كاملا وبحالة ممتازة.
وقفت امام المرآة في غرفتها واخذت تتأمل نفسها بدقة وتمعن هل حقا ينظر اليها هكذا؟ وهل فعلا يعتبرها كقطعة جليد؟ وهل هي فعلا من هذذا النوع من النساء؟ ازاحت وجهها عن المرآة بعصبية واشمئزاز فحتى ان كانت باردة المشاعر والعواطف, هل يهم؟ انها زوجة جايك هوارد...وهو من اولئك الرجال الذين لا يتخلون ابدا عن ممتلكاته.
بعد نصف ساعة تقريبا وفيما هيلين كانت مستلقية على سريرها سمعت طرقا خفيفا على الباب ففتحت الباب وشاهدة السيدة لايتمر تحمل لها طعام الغداء.
" احضرت لك الطعام يا سيدتي. السيد هوارد نائم على مقعد في غرفة الجلوس وتصورت انك لا تريدنني ان اوقظه. طبعا انكنت راغبة في تناول طعام الغداء في غرفة. . ."
" لا بأس على الاطلاق شكرا يا سيدة لايتمر "
ثم ابتسمت وتابعت حديثها بهدوء:
" في الحقيقة كنت على وش ابلاغك بعدم ايقاظه او ازعاجه انه مرعق جدا"
" نعم يا سيدتي. هل هناك اي شئ اخر تريده السيدة؟ "
" لا هذا يكفي ويزيد. شكرا "
حيتها السيدة لايتمر بتهذيب وغادرت الغرفة وهي تغلق الباب وراءها وبعد ذهابها تنهدت هيلين ونظرت لى ساعتها فنظرت ان الوقت تخطى الواحدة بقليل. خلال فترة قصيرة يجب ان تبدأ باعداد الثياب والحاجيات التي ستحتاج اليها اثناء عطلة نهاية الاسبوع. عندما يستيقظ جايك فانه يتوقع ان يجدها مستعدة وجاهزة. اما اغراضه هو فسوف تتولى توضيبها واعدادها السيدة لايتمر التي ترعاه كأم وليس كمدبرة منزل والتي تصل احيانا في رعايتها الى حد الازعاج.
فتحت هيلين خزانة الحائط والقت نظرة فاحصة على تلك المجموعة الضخمة من الثياب الانيقة والمتنوعة. كيف ستكون نهاية الاسبوع هذه يا ترى؟ اشخاص عديدون يصفون منازلهم الريفية بأنها عادية جدا في حين انها تكون اشبه بالقصور منحيث الترف والرفاهية. وتذكرت تلك المرات القليلة التي امضتها بضيافة جايلز وجنيفر عندما يكون جايك مسافرا وكيف ان منزلهما الريفي ينافس بيتهما في لندن في حجمه وتجهيزاته الحديثة واناقة اثاثه. جايك لم يخرها الكثير عن السفير اندانا وزوجته فماذا ستختار من الثياب؟ هل يملكان منزلا فخما في الارياف أم مكانا صغيرا ينسيهما المدينة وترفها؟ تنهدت مرةاخرى وشعرت أن الحيرة قد تعطل افكارها وتمنعها من اتخاذ القرار الصحيح ما لم تتحرك فورا وتختار الثياب المناسبة. بالطبع لم يكن لديها أي رغبة في طلب النصح من جايك اذ أن من شأن ذلك على الارجح ان يخلق جدلا هي في غنى عنه تماما. لذلك قررت فجأة ان تأخذ انواعا مختلفة من الثياب تناسب مختلف الاحتمالات والمناسبات.
عادت السيدة لايتمر لتأخذ اطباق الطعام فوجدتها كما كانت تقريبا. عقدت جبينها عندما شاهدت هيلين تضع احد فساتين السهرة في الحقيبة الجلدية الكبيرة وقالت لها بشئ من الاستغراب:
" كان بامكاني ان اقوم هذه المهمة عنك يا سيدتي لو وضعت ما سوف تحتاجين اليه على السرير لكنت اكثر من مستعدة ومسرورة لتوضيبه في الحقيبة "
نظرت اليها هيلين مبتسمة وقالت:
" شكرا لك يا سيدة لايتمر ولكني كما ترين انتهيت تقريبا من هذه المهمة. هل اعددت حقيبة السيد هوارد؟ "
" نعم يا سيدتي اعددتها في الصباح بعدما ابلغني انكما ستمضيان نهاية الاسبوع خارج البيت "
" حسنا...هل استيقظ السيد هوارد؟ "
" لا ادري يا سيدتي اذ انني لم امر بغرفة الجلوس. اعتقد انه سيصعد قريبا ليستحم ويرتدي ثيابه. هل تريدين مني ان اوقظه؟ "
" لا ليسذلك ضروريا. سأوقظ زوجي بنفسي ان كان لا يزال نائما "
ثم هزت كتفيها وقالت وكأنها تشكك في نفسها:
" ارجو ان اكون قد وضعت في الحقيبة كل ما احتاجه لهذه الرحلة! "
ابتسمت السيدة لايتمر وعلقت على هذا التساؤل بالقول:
" انها رحلة ليومين فقط يا سيدتي! وكذلك فأني اشك كثيرا في انهم يحبون الرسميات الى هذا الحد في لاندرانوغ! "
" لاندرانوغ!! "
قالت هيلين بدهشة واستغراب شديدين ثم سألتها:
" أليست لاندرانوغ في مقاطعة وايلز؟ "
" نعم يا سيدتي "
" هل تعنين أن المنزل الريفي الذي سنمضي فيه عطلة الاسبوع... موجود في وايلز؟ "
" نعم يا سيدتي. ألم يخبرك السيد هوار بذلك؟ "
احمر وجه هيلين وقالت بتلعثم:
" لا...لا, لم يخبرني ذلك بالضبط. لم...لم اسأله عن المكان...بالتحديد. كنت أظن...انه في...مكان آخر "
وهزت رأسها وعلامات الدهشة لاتزال بادية على وجهها ثم قالت وكأنها تحدث نفسها:
" لاندرانوغ! لم اعرف اننا سنبتعد الى هذا الحد! "
" انها ليست بعيدة جدا يا سيدتي. اعتقد انكما ستستخدمان الطريق السريع. لن تجدا طرقات ملتوية وكثيرة التعرجات قبل دخولكما مقاطعة وايلز نفسها. طوم وأنا امضينا هناك عطلة جميلة. انها منطقة رائعو وأخاذة "
هزت هيلين رأسها وقالت:
" ربما في الصيف يا سيدة لايتمر. نحن الان في الخريف انظري الى المطر!"
كان الطقس ماطرا والضباب كثيفا الى حد ما وبدا الطقس حزينا ولا يعد بعطلة ممتعة.
ولكن السيدة لايتمر كانت تنظر الى الموضوع من زاوية مختلفة اذ قالت:
" لو كنت مكانك لما قلقت ابدا. السيد هوارد سائق ماهر وباذن الله لن تواجها اي مصاعب على الاطلاق ".
بعد ذلك استحمت هيلين وارتدت ثيابها ثم نزلت الى غرفة الجلوس. كانت الساعة آنذاك تشير الى الثالثة والربع وكانت السيدة لايتمر تضع ابريق الشاي على منضدة صغيرة قرب المقعد المثير الذي استخدمه جايك خلال الساعات القليلة الماضية. اقتربت السيدة لايتمر من هيلين واخذت منها معطفها ثم قالت وهي تعلقه امام الباب:
" طلب مني السيد هوارد اعداد ابريق من الشاي لأنك ربما احببت شرب القليل منه قبل ذهابكما "
" انه دليل اهتمام وعناية من جانبه "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:49 PM   #16

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست هيلين وصبت لنفسها فنجانا من ذلك الشاي الفاخر. لابد من الاعتراف بأن فكرته لاقت ترحيبا في نفسها فقليل من الشاي الان ينعشها الى حد كبير.
امضت فترة قصيرة تتأمل الاثاث الجميل الذي اختارت معظمه بنفسها والذي انفق عليه جايك أموالا طائلة. وفيما كانت تصب الشاي مرة ثانية دخل جايك الى الغرفة وكانمرتديا ثيابا داكنة بعض الشئ مما اضفى المزيد من الاسمرار على لون بشرته. تأملته هيلين بتمعن قائلة لنفسها انه ربما تجري في عروقه دماء دماء اسبانية أو ايطالية وحملها مجرد تصور ذلك على الابتسام. فوالدته ستشعر بالتأكيد بأهانة كبيرة فيما عرفت ما تفكر به هيلين في هذه اللحظة بالذات لأنها شديدة الفخر والاعتزاز بعراقة انتمائها وانتماء زوجها الراحل الى مقاطعة يوركشاير.
لاحظ جايك الابتسامة الخفيفة في عيني هيلين فعقد جبينه فجأة وسألها بحدة واستغراب:
" ماذا يضحك الأن يا هيلين؟ "
" لا شئ, لاشئ!. هل أنت مستعد للذهاب الأن أم انك تريد قليلا من الشاي؟"
تردد جايك قليلا ثم ارتدى سترته واجابها بايجاز:
" أنا جاهز. أين حقيبتك؟ "
وقفت هيلين وردت عليه باختصار مماثل مشددة على الكلمة الأولى:
" حقائبي فوق "
" حقائبك! "
قالها باستغراب وتململ ثم أضاف
" بحق السماء يا هيلين! وماذا اخترت لنفسك ليستوجب اكثر من حقيبة؟ "
حركت هيلين ذراعيها كطفلة بريئة تدافع عن رغبتها في حمل أكبر عدد من العابها مع انها لن تذهب الا في نزهة قصيرة وقالت:
" بما انك لم تخبرني اي شئ عن السفير اندانا وزوجته أو حتى أن منزلهما الريفي موجود في وايلز أو أي نوع من الاستقبال سنجده هناك فقد اضطررت الى مواجهة كافة الاحتمالات "
" ولكن لابد أن السيدة لايتمر شرحت لك الوضع بكامله! "
هزت برأسها نفيا فتنهد وقال:
" أوه حسنا! هذه نقطة لصالحك سأحضر الحقائب وارجو أن يكون صندوق السيارة كافيا "
" شكرا لك "
ولكنه لم يسمعها اذ توجه مسرعا وصعد الدرج قفزا وكأنه شاب في العشرين من عمره.
وبعد لحظات عاد وهو يحمل الحقيبتين الكبيرتين في يديه ويتأبط الثالثة الاصغر حجما والاقل وزنا. وكانت هيلين قد ارتدت معطفها ووقفت تنتظره قرب الباب. وفي تلك الآونة دلت السيدة لايتمر وقالت له بلهجة تجمع بين الاعتذار والانزعاج:
" آه يا سيد هوارد! الم يكن بامكان طوم أن يحضر حقائب سيدتي! انه جالس في المطبخ يشرب الشاي! "
ابتسم جايك وقال لها بلهجة حنونه يحتفظ بها للاشخاص الذين بخدمونه باخلاص وتفان:
" لا بأس يا سيدة لايتمر فأنا مازلت شابا قوي الجسم "
ثم تطلع بهيلين فجأة وسألها:
" هل من شئ أخر؟ "
" لا, لا اعتقد ذلك...أوه! نعم! الدعوة على العشاء مساء الاحد! يجب أن الغيها "
كان يوما عصيبا ومليئا بالشجار والمشاكسات فنسيت دعوة جنيفر. تغيرت ملامح جايك فجأة وسألها ببرودة اعصاب مفتعلة:
" لديك موعد عشاء مساء الأحد؟ "
ارادت هيلين أن تسخر منه في تلك اللحظة وأن تصرخ بوجهه قائلة أن تلك الدعوة موجهة لهما معا من جنيفر وجايلز ولكنها تعمدت اغاظته اذ اجابت:
" نعم, لدي موعد يجب أن الغيه "
سار نحو الباب بأنفعال وقال لها بعصبية ظاهرة قبل أن يخرج من الباب ويغلقه وراءه بعنف:
" أذن الغه "
نظرت اليها لسيدة لايتمر باستغراب واضح الا أن هيلين لمتكن في مزاج للشرح والتفسير. لا بل العكس من ذلك تماما اذ شعرت برغبة في اغاظة هذه الخادمه التي تتجسس عليها. فقالت لها:
" سأجري اتصالا هاتفيا الان يا سيدة لايتمر. بامكانك الذهاب ثم...اعتقد انك تعرفين اننا نتوقع العودة مساء الأحد "
" نعم يا سيدتي! أوه...عن اذنك يا سيدتي "
هزت هيلين برأسها علامة الموافقة ووقفت تنتظر بتململ وصولها الى الباب واغلاقه وراءها ثم رفعت سماعة الهاتف واتصلت بجنيفر لتخبرها بما حدث وتعتذر لها عن عدم قدرتها على تلبية الدعوة وبعد أن اعربت جنيفر عن اسفها لذلك قالت لها بسرور:
" ولكن يا حبيبتي هذا تحول جديد بالنسبة له, اليس كذلك؟ اعني انها ستكون المرة الاولى حسبما اعرف التي يأخذك فيها خارج لندن! "
" هذا صحيح ولكنمن الولضح أن هناك شئ ما وأنه على ما افترض يريد التظاهر بأنه رجل سعيد في زواجه "
سألتها جنيفر بلهجة يغلب عليها التشاؤم:
" وهل تعتقدين بأنك ستستمتعين بهذه الرحلة القصيرة؟ اعني يا عزيزتي أن تمضية يومين وليلتين في بيت ريفي صغير في وايلز...على بعد مئات الكيلومترات من المدينة...! أوه انها لعطلة تعيسة! "





لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:51 PM   #17

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

ردت هيلين عليها بلطف قائلة أن الابتعاد عن مباهج الحياة العصرية أحيانا أمر مريح للأعصاب ولكن جنيفر أصرت على رأيها قائلة:
" ما اعنيه تماما أن هذه العطلة قد تبدو جذابة ومغرية النسبة الى زوجين عاديين أما بالنسبة اليكما...أنت وجايك! اعني أنه بسبب...سوء تصرفاته يجب توقع يومين مزعجين للغاية فعلى الأرجح سيتركك في رعاية المضيفة في حين أنه والسفير سيمضيان طوال وقتهما يتحدثان بالصفقات والمشاريع التجارية وان لم يفعلا ذلك فانهما قد يختفيان في أحد النوادي الليلية...هذا اذا كان في تلك البقعة النائية مرابع ما! "
ثم تثاءبت واعتذرت بسرعة قبل أن تتابع انتقادها لتلك الرحلة:
" في الحقيقية يا عزيزتي لا أدري كيف وافقت أصلا على مرافقته في هذه الرحلة! دعيه يقوم بدعاياته العامة بمفرده "
انتبهت هيلين الى أن جايك اصبح وراء الباب وعلى وشك أن يفتحه فسارعت الى انهاء حديثها مع جنيفر قائلة:
" يجب أن أذهب الأن سأتصل بك عندما أعود "
تنهدت جنبفر بانزعاج وقالت:
" أوه حسنا ولكن لا تلوميني يا هيلين ان عدت مصابة بزكام أو بوجع رأس أو بالاثنين معا "
" لن يحدث ذلك "
وأقفلت الخط فيما كان جايك ينظر اليها متضايقا ويقول:
" والآن؟ هل أنت جاهزة؟ "
رفعت رأسها متحدية وقالت:
" طبعا "
انها لن تسمح له بارهابها بمثل هذا الاسلوب وترفض أن تشرح له ما حدث بتردد وتلعثم كطفلة خائفة لمجرد انه يتوقع منها ايضاحات أو تفسيرات مطولة.
دخلت السيارة بدون أن تقول له شيئا. هل صحيح كما قالت جنيفر أن دعوةجايك لها لمرافقته في تلك الرحلة هو تحول جديد في طريقة حياته وتصرفه معها؟ أم أنه كما قالت هي لنفسها بحاجة لاثبات جديته ورصانته أمام ذلك السفير الذي يحب الروح العائلية ويحترم التقاليد البيتيه والزواج السعيد. لماذا التكهن المسبق لما سيحدث؟ ولماذا لا تنتظر وصولهما الى وايلز لتعرف بالضبط أهدافه ودوافعه؟.
مضت ساعة كاملة كان جايك يركز اهتمامه على قيادة السيارة وربما كان يفكر بما كان سيبحثه مع السفير اندانا ولذلك فأنه لم يلتفت مرة واحدة الى هيلين كما أنه لما يحدثها بشئ أو يتحدث بكلمة واحدة طوال تلك الفترة. عزت هيلين نفسها بأن السبب الرئيسي لصمته المطبق هو المطر الغزير الذي كان يهطل آنذاك بالاضافة الى الأزدحام الخانق في حركة السير لمصادفة خروجهما في موعد عودة الموظفين والعمال الى بيوتهم وفعلا بمجرد وصولهم الى الطريق الواسع وشبه المستقيم استراح جايك في مقعده واشعل سيكارة ثم سأل زوجته:
" وماذا قال مانرينغ؟ "
قررت هيلين أن تغيظه قليلا فاصطنعت الدهشة مكتفية بترديد الاسم كالصدى:
" مانرينغ؟ "
شد جايك بقوة علىمقود السيارة وكأنه يريد تحطيمه بدلا من رأسها. ثم تغيرت لهجته القاسية فجأة وقال لها بصوت هادئ:
" لا تحاولي أستخدام ذكائك معي يا هيلين...يجب أن تعرفي بعد كل هذه المدة أن مثل هذا الاسلوب لا ينجح. سألتك ماذا قال مانرينغ عندما اضطررت لأبلغه بأنك غير قادرة على تناول العشاء معه مساء الاحد "
هزت كتفيها بانزعاج وقالت باستغراب:
" أهذا ما تعنيه؟ "
" نعم هاذا ما أعنيه بالضبط"
" لم يقل شيئا "
" هيلين, اني أنذرك. . . "
تطلعت هيلين نحوه بعصبية بالغة وعينين يكاد الشرر يتطاير منهما وقاطعته صارخة:
" بحق السماء يا جايك! توقف عن تمثيل دور الوالد القاسي. لمعلوماتك ايها السيد لم يكن لدي موعد عشاء مع كيث مساء الأحد "
" وهل تتوقعين مني تصديقك؟ "
" كما تشاء "
عادت هيلين تركز اهتمامها ونظراتها على الطريق الممتد أمامها مسافات شاسعة وكانت تغلي غضبا لأنها سمحت له أن يغيضها الى الحد الذي اضطرت فيه الدفاع عن نفسها. وعاد جايك يسأل:
" اذن مع من كنت تتحدثين على الهاتف؟ "
" أوه بحق السماء ولماذا أخبرك مه من كنت أتحدث؟ ماذا يهم؟ أنا لا اسألك عننشاطاتك وتحركاتك فلماذا أذن تريد معرفة كل حركة أقوم بها أو كل كلمة أقولها؟ "
فجأة تحولت شاحنة ضخمة الى الخط السريع أمام سيارتهما. ضغط جايك على الفرامل وحول بيده سرعة المحرك من الدرجة الخامسة الى الثالثة في حينتولت اليد الأخرى شد المقود بعيدا عن الشاحنة. أدى ذلك الحادث المفاجئ الى الى تخفيف مؤقت في حدة التوتر بينهما اذ كان لابد لهيلين من أن تثني على حسن قيادته وسرعة خاطره وقالت في نفسها أن طريقته في قيادة السيارات يمكن أن تكون ممتعة جدا لو أن ظروفهما كانت مختلفة بعض الشئ. عطلة نهاية الاسبوع ذاتها يمكن أن تكون رائعة لو لم تكن علاقتهما متوترة الى هذا الحد. وتطلعت بجايك وسألت نفسها كم من فتاة تكون مستعدة للقيام بأي شئ والتضحية بالغالي والرخيص لتحل مكانها في تلك الاونة. لا انها تنظر الى الموضوع من زاوية سطحية فقط. ذلك لاحظت من أنها تجري تقييما جسديا بحتا لزوجها الجالس قربها.
حدقت في زجاج السيارة الامامي شاردة الذهن مشتتة الافكار. كانت السيارة منطلقة بسرعة كبيرة والصمت مخيم في داخلها وكأن كلا منهما غارق في أفكاره وتخيلاته وفجأةوضع جايك اشارة وخفف من سرعة السيارة قبل أن يتحول بها الى طريق فرعي يؤدي الى فندق ضخم تتلألأ أضواء غرفه وبعض شرفاته بشكل حالم ودافئ. أوقف جايك السيارة قرب مدخل الفندق واطفأ محركها ثم فكحزام الأمان قائلا:
" هذا أفضل مكان الآن لتناول العشاء أعرف أن الوقت مبكر والساعة لم تتجاوز السادسة والنصف الا أنني أعتقد أن بهذه الخطوة سنوفر على أنفسنا عناء التوقف في وقت لاحق على طرقات لا نعرفها وفي مناطق نجهلها "
هزت هيلين رأسها موافقة وفكت بدورها حزام الأمان ونزلت من السيارةوهي تقول لنفسها انها فعلا فكرة صائبة اولى نتائجها الايجابية كانت طبعا كانت الخروج من السيارة والسير قليلا لاراحة الرجلين وبالتالي لتنشق القليل من الهواء المنعش. دخلا الفندق ووضعا معطفيهما في المدخل وتوجها الى قاعة الطعام ومع أن الوقت لا يزال مبكرا الا أن عددا كبيرا من الأشخاص كانوا يتمتعون بالعشاء اللذيذ والجو الحالم. وبمجرد توجههما الى الطاولة التي خصصت لهما تحولت اليهما معظم الأنظار وقالت هيلين لنفسها بسخرية


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 09:52 PM   #18

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

ان غرور جايك عائد في معظمه الى هذا الاهتمام القوي الذي يحظى به في أي مكان وزمان وكادت الا تلاحظ أن نظرات الرجال الموجودين في القاعة لم تجذبها شخصية جايك...بل جمالها هي...جمال وجهها الهادئ وجمال قدها الرشيق.
كان جايك يبدو كئيبا طوال الفترة التي امضياها في تناول طعام العشاء لم يتحدث الا نادرا واكتفى ببضع كلمات يرددها بايجاز كلما علقت هيلين بشئ عن الطعام أو الفندق أو المطر وشعرت بأن عليها أن تقول شيئا بين الفترة والاخرى كيلا يظن الأخرون المهتمون بهما أنهما متخاصمان ولا يتكلمان مع بعضهما. واخيرا وعندما كانا يشربان القهوة تطلعت هيلين به فجأة وقالت له بكثير من الحدة:
" الشخص الذي كنت أتحدث معه على الهاتف قبل مغادرتنا البيت ليس الا جنيفر. انها هي التي دعتنا سوية الى العشاء مساء الأحد "
لم يتفوه جايك بشئ فعيل صبرها وسألته مستغربة:
" هل سمعت ما قلته لك؟ "
رفع رأسه قليلا وقال لها بهدوء مزعج:
" نعم سمعتك يا هيلين "
" حسنا! اليس لديك ما تقوله؟ "
" وماذا تريدينني أن أقول؟ "
ضغطت هيلين بشدة على شفتيها عندما لاحظ أنها على وشك البدء بالبكاء. يا للسخرية فلأنه قرر الجلوس عابسا ومقطب الجبين هكذا بسبب جدالهما اضطرت هي الى التفسير والتوضيح مرة أخرى ومنحته بالتالي فرصة جديدة لأذلالها وتحقيرها وبدون أن ترد على سؤاله وقفت فجأة وخرجت من قاعة الطعام. اخذت معطفها والقته على كتفها بلا اكتراث وخرجت الى العراء غير آبهة بالهواء البارد الذي كان يصفعها وبالمطر الغزير الذي كان يبللها بلا شفقة أو رحمة. سارت بسرعة نحو السيارة ولكنها بالطبع وجدتها مقفلة. زررت معطفها ورفعت ياقته ووضعت يديها في جيبي المعطف واخذت تعض شفتيها بقوة لتمنعهما من الارتجاف وأسنانها من الاصطكاك. لمتشعر بطوال حياتها الفتية بمثل هذه التعاسة.
سمعت صوت الباب يغلق ويفتح وشاهدت جايك يسير نحوها بعصبية ظاهرة ويوجه اليها نظرات حادة وقاسية وخاصة بعد أن رأى شعرها المبتل ووضعها المزري. لم يقل شيئا بل فتح باب السيارة بسرعة واخذها بذراعها ودفعها بقوة الى الداخل. أغلق الباب بعنف وكأنه يريد تحطيمه ثم توجه الى الناحية الثانية وفتح بابه وجلس وراء المقود وفجأة استدار نحوها وكانت هيلين تجلس صامتة بدون حراك تنتظر الغضب الصاعق ولكن قبل أن يصل توترها الى أشده سمعته يقول لها بصوت خافت ومتردد:
" حسنا, حسنا أنا آسف "
تطلعت به هيلين وقد أصابتها الدهشة واتسعت عيناها استغرابا ورددت كلماته كالصدى وهي لا تكاد تصدق ما سمعته اذناها:
" أنت...أنت آسف؟ "
" نعم, نعم! اللعنة يا هيلين ماذا تريدين مني أن اقول أكثر من ذلك؟ حسنا لقد تصرفت معك بقسوة ووحشية ولم اصدقك. أما الآن فاني أصدقك "
" أوه جايك! "
وانهمرت دموعها حارة على خديها ولاحظت أنها تبكي مع أنها حاولت جاهدة اخفاء ذلك عنه بوضع يدها على خديها وكأنها تفكر فقال لها باصرار وهو يوجه اليها نظرات ذات معان كثيرة:
" بربك يا هيلين قلت لك انني متأسف. لا تبكي, بحق السماء, لا تبكي! أنا لا استحق هذا البكاء صدقيني "
حركت رأسها ببطء من صوب الى آخر وقالت لهمتمتمة ويدها تشد بقوة على فمها:
" دعني أرجوك...سأشعر بتحسن بعد لحظات "
" كفى يا هيلين! كفى يا امرأة! "
وضمها نحوه واضعا رأسها على صدره ومربتا بيده الأخرى على رأسها بحنان ظاهر. كانت تلك المرة الأولى منذ زواجهما التي تقترب فيها منه الى هذا الحد ولذا ظلت على تلك الحالة عدة دقائق مرتاحة البال وسعيدة بذلك الشعور من الأمان والطمأنينة الذي أوحاه لها قربه منه على هذا الشكل. وعندما دأت دموعها تخف تدريجيا اخذت هيلين تشعر بأحاسيس مثيرة آخرى خافت أن تقلقها وتقض مضجعها في وقت لاحق. اعجبها دفء جسده وقوته عضلاته وطيب الرائحة التي تفوح من جسمه! ومع أنها شعرت انه لابد من الابتعاد عنه قليلا لتجفيف دموعها الا أنها لم تكن راغبة على الاطلاق. كانت تريد البقاء هكذا دهرا...ولكنه افقدها المبادرة فقد ازاحه عنه برقة واعادها بحنان الى وضعها السابق في المقعد المجاور ثم اطفأ النور الداخلي للسيارة واشعل سيكارة قبل أن يدير المحرك وينطلق بهدوء وروية.
لم يقل شيئا بعد ذلك وكانت هيلين مسترخية في مقعدها ترتجف! لقد لاحظت فجأة وللمرة الأولى في حياتها انها لا تجد لمسة الرجل أمرا مستهجنا أو غير مرغوب فيه.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:24 AM   #19

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
ALARM

5- مشروع أنصاف ابتسامات


منذ مغادرتهما ذلك الفندق وجايك يلتزم الصمت التام تقريبا الا عندما يطلب منها دراسة الخريطة للتأكد من أنهما لا يزالان على الطريق الصحيح. هل ندم يا ترى على تلك الرقة التي أظهرها أمام الفندق؟ ملامحه القوية الشرسة لم يعد فيها أي أثر لذلك الحنان الذي شاهدته عندما أعتذر منها وضمها الى صدره! ولكن أليس ممكنا أيضا أنه يركزكا اهتمامه وتفيره على الطرقات الصعبة وقيادة سيارته القوية؟.
تمن هيلين في تلك اللحظة أن يصلا الى وجهتهما لتخرج بسرعة من ذلك السجن الصغير المظلم الى مكان أوسع وأفسح وأكثر اضاءة ونورا...لتبتعد مسافة أكبر عن جايك لأن قربه منها الى هذا الحد يزعجها ويضايقها...ويثيرها. لتبتعد عن مشاعر الاغراء والاثارة التي بدأت تلاحقها وتضج في رأسها وقلبها وجسمها كلما تطلعت الى زوجها! كل شئ فيه يثيرها...شعره الأسود الحالم..جفناه..كتفاه...وحتى الخطوط القاسية في وجهه وملامحه! هذه الأمور والتفاصيل كلها كانت بالنسبة اليها في السابق غير جديرة بالاهتمام...لا بل مزعجة وتسبب القرف. وشعرت بأنها تحترق نفسها لأنها سمحت لعاطفتها ورغبتها بالوصول الى هذا الحد. انه قبل ليلتين فقط. . .
ارتجف جسمها بشكل عفوي فالتفت نحوها وسألها:
" هل تشعرين بالبرد؟ "
هزت هيلين رأسها وقالت كأنها تمازحه:
" شاهدت شبحا...هل تظن أننا لا نزال بعيدين عن وجهتنا؟ "
نظر الى ساعته وقال عاقدا جبينه:
" كنت اعتقد أننا سنصل في مثل هذا الوقت. هل أنت متأكدة أننا نتبع الطريق الصحيح؟ "
استوت هيلين في مقعدها واخرجت الخريطة الملونة ثم انارت الضوء الداخلي القريب منها وقالت:
"هذه هي طريق لاندرانوغ بالتأكيد. يجب أن تكون! "
" أرجو ذلك "
قالها بلهجة غير مقتنعة تماما ثم قال متأففا:
" بالله عليهم لماذا لا يكثرون من هذه الأشارات المعدنية التي تظهر بوضوح أسماء المقاطعات والمدن والقرى والمسافات وغير ذلك من المعلومات الضرورية للسائق؟ آخر اشارة تدلنا على المكان الذي نوجد فيه الآن كانت قبل عشرين كيلومترا تقريبا! "
علقت هيلين على سؤاله بهدوء:
" ربما فاتتنا مشاهدة بعض الاشارات نظرا للظلام الدامس وكذلك المطر الذي. . . "
" شكرا لاحظت ذلك "
اطفأت هيلين النور الداخلي مرة أخرى واسترخت في مقعدها مفسحة المجال مرة اخرى امامالصمت المطبق ليخيم بينهما. وفجأة استوت جالسة واشارت الى الامام صارخة بحماس:
" أرى أضواء! انظر...هناك هل تراها؟ "
نظر اليها جايك باستخفاف وقال:
" نعم, أراها. ولكن هذه المنطقة لا تبدو لي كقرية بل كبضعة منازل منعزلة... "
قاطعته بانزعاج:
" يجب أن تكون لاندرانوغ فالخريطة تظهر. . . "
جاء دوره لمقاطعتها فقال متبرما:
" حسنا! حسنا! "
وفي هذه الأثناء اصبح بامكانهما مشاهدة تلك الأضواء بوضوح ولكن كما قال جايك قبل لحظات كانت الأضواء قليلة ومتقاربة جدا بحيث لا تدل على وجود قرية أو ماشابه. تلعثمت هيلين وقالت:
" ربما ذهب الجميع الى النوم! "
تطلع جايك بها باستخفاف وحدة قائلا:
" في التاسعة والنصف؟ اني أشك في ذلك قليلا الا توافقينني عل ذلك؟ "
ازعجتها سخريته فقالت له غاضبة:
" ربما كان من الأفضل أنتتولى أنت قراءة الخريطة "
" ربما كان ذلك ضروريا "
ثم ضغط بقدمه على الفرامل وأوقف السيارة الى جانب الطريق وسألها:
" هل ترين ما أرى؟ "
كانا الأن على مقربة من تلك البيوت القليلة وأصبح بامكانهما مشاهدة الأشياء بوضوح أكبر. وفجأة اشارت الى أحد البيوت قائلة بفرح:
" انظر! هناك اسم على البوابة الخارجية "
تنهد جايك ونظر اليها طويلا ثم هز رأسه وقال:
" حسنا, حسنا سأذهب للتحقق من الاسم "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:26 AM   #20

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح جايك باب السيارة ونزل منها متمهلا وما أن شعر بأن قدميه غرقتا في الوحل حتى سمعته يشتم بغضب وعصبية وهو يتوجه نحو ذلك المنزل. ضحكت بصوت خافت لأنها لم تكن تتصور من قبل أن جايك يقبل بالسير في أرض وعرة كهذه تغطيها اوحال بمثل تلك السماكة وحبست ضحكاتها بسرعة فمهما كان الأمر يجب أن لا يراها جايك مسرورة لازعاجه أو فرحة بتعاسته وتمنت فقط أن لا يكون غضبه كبيرا عند عودته. الا أن تمنياتها تبخرت بسرعة وحلت محلها خيبة الأمل فقد عاد وهو يكاد ينفجر غضبا وصعد الى سيارته بدون أن يفكر حتى بتنظيف حذائه قليلا. ثم سألها وهو ينظر اليها شزرا:
" هل لديك أي فكرة على الاطلاق عما تقوله تلك اللوحة؟ انها تقول...أه منك يا هيلين! تقول...هنا مزرعة لانغرانوغ! هل تسمعين؟ مزرعة لانغرانوغ! "
اصابتها الحيرة والدهشة وسألته بسذاجة:
" هل تعني أن هذا هو المنزل الريفي الذي نقصده؟ "
رفع جايك نظره الى السماء متضايقا ومنفعلا وقال لها باشمئزاز:
" لا! لا اعني أبدا أن هذا هو منزل اندانا الريفي اعني أن هذا المنزل هو مزرعة لانغرانوغ وليس لاندرانوغ! "
فتحت فمها دهشة واستغرابا واتسعت عيناها حيرة وسألته بتردد:
" تعني...تعني أن هذه...هي الطريق الى لانغرانوغ...وليس الى لاندرانوغ؟"
نقر جايك بأصبعه على مقود السيارة وقد عيل صبره وقال لها بتهكم غاضب:
" اعني...اعني! أنت التي يجب أن تعرف. ألم تكن الخريطة معك وكنت أنت مساعد الطيار أو الملاح المسؤول عن توجيه السفينة في المسار الصحيح؟ "
سحبت هيلين الخريطة ووضعتها على ركبتيها وأخذت تلاحق باصابع مرتجفة الخطوط الصغيرة المتعرجة التي تنطلق من الطريق الرئيسي باتجاه لاندرانوغ واكتشفت بسرعة انها كانت تتبع خطأ الخطوط المؤدية الى لانغرانوغ. لم تكن تتوقع اسميين متقاربين الى هذا الحد في المنطقة ذاتها! وبما أن الطريق المؤدية الى لانغرانوغ هي الاساسية فقد أغفلت الخط الفرعي الذي يؤدي الى لاندرانوغ.
كان جايك آنذاك يراقب أصابعها بكثير من الأهتمام...والأنزعاج ثم سألها بلهجة طبيعية تقريبا:
" هل أبتعدنا كثيرا عن طريقنا؟ "
دلته باصبعها الى مكان الأنعطاف وقالت بخجل وحياء:
" حوالي...حوالي خمسةوعشرين كيلومترا "
تنهد جايك واسترخى في مقعده قليلا ثم اشعل سيكارة وقال لها بهدوء:
" حسنا...سنعود الآن "
قطبت هيلين حاجبيها وقالت له معتذرة:
" أنا...أنا آسفة لم أكن أظن أن ثمة اسمين متقاربين الى هذا الحد "
ابتسم جايك نصف ابتسامة وقال:
" وأنا أيضا لم أكن أعرف. كذلك فانه لا يمكنني القاء اللوم كلع عليك لأنني أنا أيضا كنت اقرأ اشارات الطرق "
ردت هيلين الأبتسامة بالمثل وشكرته بكلمة واحدة. هز برأسه متضايقا من الحالة التي وصلا اليها ثم أدار المحرك وضغط على دواسة البنزين الا أن العجلتين الخلفيتين اخذتا تدوران على نفسيهما بدون فائدة. سماكة الوحل كثيفة! حاول الرجوع الى الوراء ولكن السيارة ظلت في مكانها وغطى الصفير الذي كانت تطلقه العجلتان الغاضبتان على صوت المحرك القوي. شد بأصابعه على المقود صارخا:
" أوه, يا الهي! كيف سنخرج من هذا المأزق؟ "
عضت هيلين على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها. شعرت أنها هي المذنبة وتمنت لو كان بامكنها القيام بأي شئ لاخراجهما من هذه الورطة. فتح جايك باب السيارة ونزل منها ليغوص مرة آخرى في ذلك الوحل الكريه ولكنها هذه المرة لم تضحك بل كانت متأثرة وحزينة. شعرت به يركل العجلة الخلفية بعصبية ثم يعود ليقول لها:
" اجلسي وراء المقود يا هيلين "
اطاعته على الفور وبدون تردد فيما كان يوجه اليها التعليمات الضرورية.
" هل بامكانك تطبيق هذه التعليمات بدقة؟ "
" نعم...سأحاول "
توجه الى مؤخرة السيارة وطلب منها أن تبدأ فصرخت بلهفة:
" انتظر! "
عاد نحوها وقد اصبح آنذاك كقطعة قماش مبللة وسألها بتبرم وايجاز:
" ما بك الأن؟ "
اشارت الى رجليها وقالت بحياء واسى:
" المقعد بعيد جدا بالنسبة الي. هل بالامكان سحبه قليلا الى الأمام؟ "
تنهد جايك ولكنه لم يقل شيئا بل فتح الباب ودفع المقعد الى الأمام بسرعة وسهولة قائلا:
" هل هذا يكفي؟ "
" شكرا اعتقد أنني الأن على ما يرام "
" حسنا. لننفذ الآن ما اتفقنا عليه قبل قليل. تذكري أن تبدأي عندما اطلب منك ذلك "
عاد الى مؤخرة السيارة ووضع ذراعيه القويتين عليها مستعدا للدفع بكامل قوته. ثم صرخ بها:
" هيا...الآن "
الا أن السيارة لم تتحرك وسمعته يناديها بأعلى صوته:
" لا بأس, لا بأس! اوقفي المحرك! "
اخرجت هيلين رأسها من النافذة فشاهدت جايك يتقدم نحوها وقد غطاه الوحل من رأسه حتى أخمص قدميه لم تتمالك نفسها من الضحك بمثل هذه الطريقة الغبية التي تمكنت في المرة الأولى من كبتها. وفجأة شعرت بالاشمئزاز من نفسها وبالخوف من جايك فسارعت الى وضع يدها على فمها الا أن السيف سبق العذل فقد شاهد ضحكتها...اقترب منها ونظر اليها طويلا ثم سألها بلهجة تنذر بعواقب الأمور:
" هل تجدين الأمر مسليا ومرفها عن النفس؟ "
هزت هيلين رأسها نفيا وارغمت نفسها على الاجابة بعد أن شعرت أن الكلمات علقت في حلقها:
" انك...انك مغطى بالوحل! متأسفه جدا يا جايك ولكن منظرك يدعو الى الضحك "
" هل هذا صحيح؟ "
رفع يديه المبللتين ومسح الوحل عن وجهه ثم قال لها:
" طيب, ايتها الجميلة! الآن جربيه أنت "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) * فوفو * منتدى روايات عبير القديمة 2088 16-04-24 02:48 PM


الساعة الآن 06:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.