26-05-13, 10:48 PM | #1 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة " الأرض تهتز تحت قدمي كما لو أن زلزالاً بقوة سبعة ريختر يضربها ، قلبي يهدر بعنفٍ يوشك على تحطيم عِظام القفص المحيط به، أنفاسي تختنق داخل صدري ، عيناي تحدقانِ به أمامي تحاولان تكذيب ما تراه ، حاولت الصراخ ، لكن صوتي قد حُبس و ربط ، لا بدّ أن كل هذا مجرد كابوس ، سأصحو بأي لحظة ، يجب أن أصحو . لكن دفء دمائهِ على يدي ، و اللون الأحمر الذي لوث ثيابي البيضاء ، و تلك الرائحة الغريبة .. لقد قُتل ، لقد رحل حقاً !!!! الشرطة تحيط بي و هم يصرخون ، أرى الشفاه تتحرك بغضب و صخب ، لكن أعجز عن سماعهم ، شعرت بيدين غليظتين ترفعاني عن الأرض التي ركعت عليها دون وعي ، إنه يسحبني ناحية سيارة الشرطة ، يرميني بها دون رحمة ، لتكون رحلتي على الطريق نحو مركز الشرطة كشريط الفيديو يعيد علي ما حدث خلال السنتين الأخيرتين ، الآن أرى كل الأحداث التي أوصلتني لهذه اللحظة . أنا "سلمى أحمد يوسف" و هذه قصتي ….. الكاتبة : زهر نيسان84 تصميم الغلاف الرسمي والفواصل المبدعة : بحر الندى توقيع بتصميم كاردينيا73 الفصل الأول قبل عامين …. إنه اليوم المنتظر ، لقد تخيلته آلاف المرات خلال سنوات دراستي للمحاماة ، أخيراً …سوف أبتديء تدريبي على أعمال المحاماة ، سوف أدافع عن المظلومين و أسترد الحقوق المسلوبة ، هذهِ كانت فكرتي الوردية عن عالم يرتدي أصحابه الرداء الاسود . بهمة و نشاط أرتديتُ الطقم الرسمي الأبيض الذي اشتريته لهذا اليوم ، رفعتُ شعري الأسود كذيل حصان ليلامس طرفه منتصف ظهري سامحةً لبعض الخصل بالإنفلات على وجهي ، رسمت الكحل بعيني الخضراوتين دون أن أضيف شيئاً آخر ، و الأهم كان حملي لروب المحاماة على ذراعي . توجهت لغرفة الطعام لأجد الجميع قد بدأ بتناول الفطور ، أبي و أمي و أخي الوحيد “مازن “ -صباح الخير جميعاً… قال “مازن" و هو يغمز بعينه : -صباح الورد أستاذة “سلمى" إشتعل و جهي خجلاً لتزحف الحمرة عليه تفضحني، فكلمة أستاذة غريبةٌ على مسمعي و لم أعتدها بعد، ليضحك الجميع و بشرتي البيضاء لا تسمح لي بإخفاء الأمر . قال “مازن" دون أن يتوقف عن الضحك : -عليكِ أن تجدي حلاً لاحمرار وجهك كحبة الطماطم ، سوف تفضحيننا أمام القضاة و المحامين بالمحكمة. قلت بثقة و أنا أرفع رأسي : -لا تقلق على أختك ، فهي أخت رجال قاطع أبي حوارنا العابث و هو يسأل أمي : -بسام سيصل اليوم من أمريكا، صحيح ؟؟ قالت أمي و قد أشرق وجهها فرحاً : -صحيح سيعود بعد غياب ستة سنوات و قد أصبح طبيباً ، لن تصدق فخر أختي و زوجها به . قال أبي ساخراً و هو يرمي “مازن” بنظرات محتقرة : -معهما حق ، فليس الكل فاشلاً و عديم النفع . تجهم وجه “مازن" و هو يلقي الطعام من يده يعقد كفيه أمامه دون أن ينظر ناحية أبي: -ليس جميع الأشخاص ناجحون و محترمون بهذا العالم، هناك أوغاد و قتلة و سارقين، هل تعرفهم يا أبي ؟؟ وقف “أبي” و هو يضرب المائدة أمامه يصرخ بغضب : -أنت عديم التهذيب و قليل الأدب ، لا أعلم لما أبقيك بهذا البيت أسرعت لمازن أمسك ذراعه أرجوه بعيني أن يتوقف عن الردّ، لقد انقلب حال مازن بالسنتين الأخيرتين ، و أصبح غريباً عما عهدته ، فهو دائم الشجار مع أبي ، تخلف عن عمله الذي كان قد بدأ به بنجاح ، هناك أمرٌ قد وقع ، و لازلت أجهله ، لقد تعودت على ابتعاد أبي عنا و انشغاله بالعمل و عدم معرفته بأمور حياتنا و هو يكتفي برؤس الأقلام من أمي ، و لكن مازن كان سندي و معقل الأمان, لكنه الآن ابتعد . بلع “مازن” ريقه و هو يزفر بضيق ،يضع كفه على وجهي قائلاً بحنان: -أتمنى لكِ كل التوفيق حبيبتي ، إهتمي بنفسك ، أعلم بأنكِ ستنجحين أراد الإنصراف لكن أمي أوقفته و هي تقول : -“مازن” أرجوك أن تتواجد في بيت خالتك الساعة السادسة مساءً ، سيتواجد الجميع للترحيب ب”بسام”. أومأ برأسه دون أن يتكلم و خرج و أمي تحوقل بحزن ، و أبي انشغل بسيجارته يحرقها كما اعتاد عند توتره يُقلب الصفحات بهاتفه ، قلت لأمي و قد اختفت الحماسة من صوتي : ـسأغادر الآن أمي ، لقد تأخرت -و الفطور ؟؟ -تعلمين أنني لا أستطيع تناول الطعام عندما أتوتر ، ستُألمني معدتي ،فقط إدعي لي أمي . -ليكن الله معكِ بكل خطوة، و يوفقك، و يرزقك العلم النافع ، و يجمعك بابن الحلال الذي يستحقك عاجلاً ليس أجل . ضحكتُ بخفوت و أنا أغادر المنزل و أمي تقحم موضوع ابن الحلال بكل شيء ، بالكاد أقنعتها بتأجيل الأمر لحين إنتهاء دراستي ، و لا أجد السبيل الآن حتى أخبرها بأنني أريد الإنتظار حتى نهاية تدريبي و الممتد لسنتين ، ستشتعل الحرب بيني و بينها. ركبت سيارتي الصغيرة متجةً الى المكتب ، و مقابلتي القصيرة مع الأستاذ عماد تعود لذاكرتي ، هو رجل وقور تجاوز الخمسين ، تلمع عيناه بالدهاء و الذكاء ، سريع البديهة ، يمتلك مكتباً كبيراً يضم العديد من المحامين و المتدربين، كانت موافقته على تواجدي ضمن طاقمه أمراً لا يصدق ، لقد حصلت على فرصة ثمينة يجب أن أستغلها لأكون المحامية التي أتمناها . ركنت سيارتي أمام المجمع الذي يتواجد به مكتب الأستاذ “عماد” ، دخلت المكتب أقلب نظري بين جدرانه أشعر بالضياع أتمسك بروبي الخاص ، الآن قد وصلت ، ثم ماذا ؟ -هل تحتاجين لأمرٍ ما ؟؟ كانت هذه مديرة المكتب ، إقتربتُ منها و أنا أقول بثقة مزيفة : -أنا “سلمي أحمد يوسف” يفترض أن أبدأ تدريبي اليوم . نظرت إلي تقيمني من الأعلى للأسفل ، و هي تقول : -أهلاً أستاذة “سلمى” سيصل الأستاذ “وليد” بأي لحظة ، إرتاحي قليلاً …أنا “هلا” قلت لها وقد شعرت بالإرتباك : -لكن يفترض أن يكون الأستاذ “عماد” المسؤول عن تدريبي. انفلتت من “هلا” ضحكة ساخرة و هي تقول هازئة: -يا صغيرة، الأستاذ “عماد” لا يمتلك وقتاً لسخافات المتدربين ، فالعمل يغمره تماماً ، و لولا قوانين نقابة المحامين لما قبل بإداخل أمثالكم لمكتبه . شعرت بالغضب يتصاعد لرأسي ، وددت أن أقتلع شعر تلك المتعالية، أنا صغيرة !!! و كيف لها أن تلبس تلك الثياب الفاضحة داخل مكتب محترم ،أبتلعتُ غضبي و أنا أجلس بمقعد استقبال الزبائن أصرِف انتباهي عنها بمراقبة المحامين القادمين و المتدربين و حركتهم السريعة و حديثهم المستعجل و تجميع الملفات و الأوراق ، كان المكتب كخلية نحل ، فبعد دقائق سينطلق الجميع للمحكمة . دخل المكتب رجلٌ طويل ، عريض الأكتاف ، وسيم بطريق مبالغة ببدلته الرسمية ، يبدو هارباً من صفحة مجلة ،إنه خيالي ، تساءلتإن كان أمثاله موجدين حقيقة بعالمنا العادي . دخل لمكتبه و بعد دقيقة خرج حاملاً حقيبة ملفاته و روب المحاماة الخاص به، يطلب جدول أعماله من “هلا” التي أسرعت تناوله إياه و توقفه قبل مغادرته قائلة : -هذه الأستاذة “سلمى” يفترض أن تبدأ التدرب معك قال دون أن ينظر بإتجاهي : ـألن نرتاح من قِصص المتدربين هذه ، حقاً لا أملك الوقت و لا الطاقة للتعامل معهم . خرج و قد تسمرت مكاني ، إذاً هو مجرد شكل خالي من المضمون ، ما هذه الفظاظة و قلة الإحترام ، كيف يجرأ على … قاطعت “هلا” حربي الداخلية المكبوتة و قائمة الشتائم التي بدأتُ بقذف ذلك المتعجرف بها و هي تُلوح أمام وجهي : -ماذا تنتظرين إلحقي به ،لا تتركيهِ ينتظر … أسرعت أقف كما لو أن مساً كهربائياً قد أصابني، خرجتُ دون أن أنظر أمامي ، ليكتمل يومي بالإصطدام بحائط بشري يفوقني طولاً و عرضاً ، و لولا ذراعه التي ثبتتني لصدره لكنت أمسح الأرض بثيابي البيضاء الجديدة ، أسرعت بالإبتعاد منحنيه أجمع ما سقط مني و عيناه التان صعقتاني بنظراتهما تقولان ألف كلمة لم أستطع تفسيرها ، وقفتُ أمامه و أنا متأكدة بأن وجهي قد تحول لحبة طمام كما قال “مازن” . قال الأستاذ “وليد” متهكماً: -هل كنتِ تنتظرين بطاقة دعوة خاصة لتتكرمي باللحاقِ بي ، لا أملك وقتاً لكل هذه التفاهة، تحركي. و دون أن ينتظر رداً مني غادر بخطوات واسعة أحاول اللحاق به بخطواتي الصغيرة و أنا أردد بداخلي: -فظٌ و وقح ، عديم الشعور ، كيف يمكن أن أتحمله و مديرة المكتب تلك لسنتين ، يبدو أن أمي محقة، يجب أن أجلس بالبيت أنتظر عريس الهنا . الفصل الأول ... في نفس المشاركة الفصل الثاني ... في المشاركة التالية الفصلان الثالث و الرابع https://www.rewity.com/vb/t284637-3.html#post8389822 الفصل الخامس https://www.rewity.com/vb/8404081-post92.html الفصل التاسع والعاشر https://www.rewity.com/vb/t284637-28.html الفصل الحادى عشرhttps://www.rewity.com/vb/t284637-33.html الفصل الثاني عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-38.html#post8482959 الفصل الثالث عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-52.html الفصل الرابع عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-56.html#post8495359 الفصل الخامس عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-65.html#post8501402 الفصل السادس عشر https://www.rewity.com/vb/8501486-post644.html الفصلان السابع عشر والثامن عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-88.html الفصل التاسع عشر https://www.rewity.com/vb/t284637-93.html#post8583446 الفصل العشرون https://www.rewity.com/vb/t284637-102.html الفصل الحادي والعشرون https://www.rewity.com/vb/t284637-109.html الفصل الثانى و العشرون https://www.rewity.com/vb/t284637-117.html الفصل الثالث و العشرون"قبل الأخير" https://www.rewity.com/vb/8619166-post1257.html الفصل الرابع و العشرون "الأخير" ج1 https://www.rewity.com/vb/8630513-post1369.html ج2 https://www.rewity.com/vb/8630584-post1377.html ج3 و الأخير https://www.rewity.com/vb/8630723-post1388.html رابط تحميل الرواية ككتاب الكتروني التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-03-17 الساعة 09:30 PM | |||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الانتقام, الحب, جنون |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|