آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          374 - عاصفة في قلب - كيت والكر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          375 - لست حبيبي - ميراندا لي (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          386 - الثلج يحرق أحيانا - كارول مورتيمر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1ـ أحزان الشيطان ـ فلورا كيد. إعادة تصوير (الكاتـب : عيون المها - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree68Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-17, 09:39 AM   #1

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,630
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
Rewitysmile10 سنا البيلسان في دجى الأوركيدا (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة الأزهار والزمن





{بسم الله الرحمن الرحيم}

(ملاحظات)
←ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، فلا تدع أي أمر مهما كان أن يحول بينك و بينها.
←أنصح بقراءة الجزء الأول *أشواك ورد* والثاني *رياح بنفسج* لفهم بعض المشاهد التي تحضر فيها شخصيات سابقة مع أن كل جزء منفرد بأحداثه.
← دعوة لرب العظيم خالصة من قلبي لكل من ساهم من قريب أو بعيد في نشر رسائلي ولمن قرأها مقتطعا من وقته الثمين، بالحفظ من السوء والتوفيق و الرزق الوفير.







*المقدمة*

النفس البشرية تركيبة معقدة ومجموعة من الأحاسيس والصفات المتناقضة حيث أنها قد تشعر بالفرح والحزن في آن واحد، الحب والكره بصدر نفس الشخص والأنس والوحشة الخ. تلك الازدواجية في التصرفات والمشاعر تجهز على النفس البشرية حين تفتقد لحكمة استيعابها وحسن تسييرها لتدخلها في سلسلة أمراض قد تبدو عضوية والحقيقة بعد التحاليل والفحوصات أن ما بها من ألم مصدره النفس التي خرجت أخيرا من صمتها وقررت التمرد والاعتراض وهذا يوصلنا إلى حقيقة أخرى أن النفس لا تكون شريرة بالكامل ولا خيرة بالكامل ولا يوجد فاشل إلى الأبد ولا ناجح مستمر لكن حتما في النهاية هناك خاسر و فائز، فلا تدع نفسك تغلبك ، داويها و اجعل لها حيزا في تفكيرك وألجمها حين تتهور، كافئها حين تحسن التصرف ولُمها حين تخطئ ولا بأس بالتحدث معها، حاورها، أدبها وتعلم كيف تتحكم بها كي لا تفاجأ بها حين تواجه امتحانك الحقيقي فبدل أن تعينك تكون عبئا تسحبك إلى الأسفل حتى تنتهي خاسرا، فأكبر جهاد هو جهاد النفس.
*******
{ إن النفس أمارة بالسوء، فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية، الحسن البصري }

• قبل سنوات •

استقامت واقفة تفرك يديها ببعضهما، تهز طرف رجلها اليسرى من فرط التوتر، تغرز سبابتها بين أسنانها وصوت مهتز يتردد وسط رأسها، (لدي أخت... لدي أخت... مستحيل... توءم!... كيف؟... لم يخبرني! .... لدي أخت).
رفعت رأسها بحدة حين فتح باب إحدى غرف التحقيق فشلت أطرافها لتستكين أخيرا من اهتزازها تترقب بوجل.
أما الأخرى فتفكر بأنها لم تكد تعي من صدمة لتغرق في أخرى، قاتل إبراهيم يكون والدها وليس ذلك فقط بل ولديها أخت توءم، ليكتمل حالها الغريب بكونها حاضرة وستقابلها.
تأملت الباب حيث وجهوها لتلتقي بتوءمها أخت لها ‘هي‘ من دمها ولحمها ومن عرفته عماً لها طوال حياتها ليس عمها، الحقيقة هي ممتنة لذلك فلطالما تسألت هل من الممكن أن يعامل إنسانا قريبه من دمه بتلك القسوة؟ لتكتشف بأنه كان ينتقم لأخته التي قتلها والدها... والدها قاتل نساء محترف (يا الهي كم من امرأة قتل؟ كم من أناس غيره يبحثون عن الانتقام؟). هزة من رأس المحقق أعلمتها بضرورة فتح الباب لتدخل (هل تفتح الباب؟ هل هي بحاجة لأخت؟ هناك واحدة تنتظرها هناك في مكتب المحقق منهارة، ماذا لو علمت بأن من قتل شقيقها هو والدها هي؟ كيف ستشعر؟ هل ستظل على حبها لها أم أنها ستطردها أو الأسوأ تسعى للانتقام منها، أسئلة والمزيد من الأسئلة، توقفوا!) أمرت الأصوات المجلجلة بقاع رأسها ثم تنفست مجددا لتقول بنبرة مسموعة
_ أنت بيلسان، قوية، واثقة ستتعاملين مع كل موقف على حدة، أدخلي وقابلي شقيقتك ثم بعدها لكل حادث ...حديث.
****
 الى أين يا أسد؟
انتصب أمام رئيسه، يرمقه برسمية كما رد عليه
 تحياتي سيدي، نسيت الملف بركن المراقبة لغرفة التحقيق.
هز الضابط ممتاز ليث رأسه بتفهم، يجيبه وهو يبتعد عبر أحد أروقة بناية المديرية
 تمام، الحق بي حين تنتهي أنت وزميلك نوفل، لدي مهمة جديدة لكما.
رد منتصبا بحاضر سيدي ثم انصرف هو الآخر.
****
ولجت الغرفة تتلفت باحثة عنها قبل أن تتسمر أنظارها على انعكاس لها مثير للضحك، يراودها خاطر مستهزئ بأن صورتها تطل عليها من فيلم أجنبي هابط، شعر قصير جدا مصبوغ بالأسود بحواف فوضوية كأنها كانت في مشاجرة ضارية لولا تلك الزينة المتقنة الفاقعة تذكرها شفتيها الحمراوين بمصاص دماء انتهى من وجبته للتو فاقشعر بدنها ولسان حالها يتساءل مجددا (هل يا ترى هي ابنة أبيها؟ فهي تربت على يديه وقد تكون....) في خضم انشغالها بأفكارها لم تلاحظ نفس التوتر والارتباك لدى الأخرى تحاور نفسها بنفس الطريقة (إنها تشبهني لكنها بسيطة... بسيطة للغاية، كيف كانت تعيش؟ هل حظيت بحياة أفضل مني؟ لكنها هزيلة مثلي تماما وهيئتها مزرية أكثر مني، يبدو أنها فقيرة، هل قالت شيئا ما؟).
 مرحبا.
أعادت بيلسان التحية مدركة لشرود توءمها وكانت محقة حين رمشت بجفنيها مرات عدة قبل أن تجلي حنجرتها لتجيبها باقتضاب
 مرحبا.
تفاجأت بلكنتها لتتذكر أنها نصف أجنبية عاشت حياتها ببلد أجنبي، ابتسمت بتوتر لم تتحكم به تضغط على عينيها لتنفض عنها التعب من البكاء ثم اقتربت من الطاولة الوحيدة بالغرفة وسحبت الكرسي لترتمي عليه متنهدة تقول
 سأجلس لأنني تعبت، اليوم كان حافلا جدا من الجحيم مباشرة وما زال مستمرا لا يريد أن ينتهي.
تحركت أوركيدا وسحبت الآخر تجلس عليه، سبابتها بين فكيها لا تفارقهما، فضمت بيلسان شفتيها بتردد قبل أن تسألها
 هل كنت تعيشين معه؟
فهمت مغزى كلامها، فأجابتها ببرود والسبابة المسكينة عالقة بين أسنانها
 لا! كبرتُ بمدرسة داخلية يتكفلون بطلابهم من الحضانة إلى الثانوية، كان يزورني فقط ولمرات قليلة، وليته لم يفعل.
ضمت بيلسان حاجبيها بحيرة، فأخرجت الأخرى سبابتها من فمها تستطرد بنبرة مهتزة لكن جامدة
 وأنت؟ مع من كنت تعيشين؟ ولماذا لم يخبرني بوجودك؟
ردت بحزن وهي تضم يديها على سطح الطاولة
 مع عمي الذي ليس بعمي.
كان دورها لتضم حاجبيها المنمصين بإتقان كصبغتهما السوداء، فتابعت بيلسان متهكمة
 كنت أعيش طوال حياتي مع رجل كبرت على أنه عمي، لأكتشف اليوم بأنه لم يكن، رغم أنني كنت أشك في ذلك.
ثم هزت كتفيها، تكمل بسخرية مريرة
 على الأقل وجدت تبريرا لتصرفاته ال.....
قطعت حديثها بألم، فاستفسرت منها أوركيدا
 هل هو نفسه الذي خطفك؟
هزت رأسها إيجابا
 بلى .....خطفني كي ينتقم لأخته.
عادت أوركيدا لتغرز سبابتها بقوة علّ الألم بإصبعها يلهيها عن التوتر والخوف والمرارة المشتعلة بأحشائها بينما بيلسان تمسح دمعتين قبل أن تجدا طريقهما إلى الحرية، تقول بوجوم
 أخبرني المحقق عن أهل والدتي.
اهتز رأس أوركيدا وأظلمت مقلتيها بحقد أسود، تجيب من بين أسنانها
 سأنتقم منهم يوما ما، سأدمرهم واحدا، واحدا.
أجفلت بيلسان من نبرتها الهجومية والحقد المشع من عينيها بينما الأخرى تضيف بكره
 هم السبب بكل ما نعيشه، هم من باعوها لذلك المجرم الحقير.
فغرت بيلسان فمها ببلاهة، تفكر في معنى لكلماتها الحاقدة
 لقد قرأت التقرير بنفسي، رغب بها فحاصرها إلى أن حقق مأربه بالزواج منها والثمن صفقة ذهب سهلها لشقيقها النذل الذي زوجها له بالغصب.
وقفت بحدة تدفع بالكرسي خلفها ثم خطت نحو النافذة المرآة تحدق إلى انعكاسها وهي تسترسل بمرارة
 والآن هم يبحثون عنا لأجل حصتها الكبيرة من أسهم الشركات، لأنها سنّت وصية ثابتة تقتضي بتسلمنا حصتها مما تمتلك بالتساوي وإن لم يحدث ذلك يتبرع بها إلى جهات معينة، لذا هم مضطرون للبحث عنا وهذه الوصية عقدت بقوانين البلد الأجنبي بشهود لم يستطيعوا شراءهم.
ضحكت بحقد لنفسها في المرآة، تكمل بتشفي
 لن يسمحوا للأغراب بالتدخل في أسهم العائلة… ونصيبنا منها لا يحق لهم لمسه ولن يحصلوا عليه.
نهضت بيلسان بدورها ترمق ظهرها بحيرة، تتساءل
 ماذا تقصدين؟ هل سنطالب بحصصنا؟
التفتت إليها واقتربت منها ترد بعصبية
 لا أعلم عنك أما أنا فلن أظهر الآن، سأدعهم يجمعون لي المال إلى أن أكون جاهزة ثم أعود إليهم لأحصل على ما هو لي لأدمرهم به هذا ما سأفعله.
شعرت بيلسان برعشة خوف سريعا ما تجاوزتها تسألها بحيرة وشيء من الرجاء المتقهقر
 ومتى ستكونين جاهزة؟
حكت جبهتها بأظافرها المقلمة السوداء ثم ردت عليها
 حصلت على منحة لدراسة الأعمال سأنهي دراستي لأكون جاهزة، هدفي أمامي و سأحققه.
رفعت بيلسان رأسها كأنها تتفقد السقف بينما تعقب بخفوت سمعته شقيقتها
 أنت تعلمين ماذا تريدينه .....هنيئا لك.
اقتربت أكثر، تحاول تركيز مقلتيها المتزعزعتين عليها وهي تسألها بفضول
 ماذا تعنين؟ أنا لا أفهمك.
صمتت ترمقها بحيرة، ماذا ستقول وماذا ستحكي لها؟ تأملت سروالها الجلدي المبرز لنحافة ساقيها ثم كنزتها الزرقاء الشاحبة ذات الحاشية المدرجة عليها سترة جلدية من نفس نوع السروال ثم فكرت بأن قلبها أسود كثيابها، فبلعت ريقها ترمق عينيها المهتزتين لتستشعر ضياعها.
فتحت فمها لتتحدث حين لاحظت ارتفاع حاجبيها انتظارا
 اسمعي...
وقطعت حديثها تكتشف بأنها نسيت اسمها الذي أخبرها به المحقق، تكمل بنبرة معتذرة
 عذرا نسيت اسمك.
فعاجلتها بالرد
 أوركيدا، لكن لا تناديني بذلك الاسم أبدا، ناديني أور.
تعلقت بثغر بيلسان بسمة مرتعشة سريعا ما اختفت لتجيبها
 اسمك جميل ... أنا اسمي...
قاطعتها بنبرتها الواضحة
 أعلمه، بيلسان ... أخبرني المحقق ....ماذا كنت تقولين؟
عضت بيلسان شفتها السفلى توترا ثم قالت باستسلام تعب
 لقد عشت حياتي كلها في عذاب استنزفني لأكتشف بأن السبب انتقام حقير والمشكلة أنني لا أستطيع لومه.
ثم رفعت أنظارها إلى مقلتي توءمها تكمل
 فلقد رأيته بعيني كيف قتل إبراهيم أمامي بأعصاب باردة.
ثم دمعت عيناها، تكمل برعشة ظهرت على يدها التي رفعتها خلف رقبتها
 إبراهيم إنسان جيد، علمني أن كل ظلمةٍ سوداء تساعد العين على الصفاء والاتساع لكي ترى بوضوح مالا تراه غيرها من الأعين، علمني كيف يكون المرء شعلة تنير ظلمته ولا ينتظر أحدا لينيرها له، أبحث عن سعادتي وأخلقها من قتامة ظروفي.
تنهدت تمسح عينيها بينما الأخرى ترفض إحساسا يتسلل إلى قلبها، فالتفتت عائدة إلى المرآة ترمق انعكاسها ليذكرها بحياتها وظلامها الدامس الذي مهما اتسع فيه بؤبؤيها لن تلمح شيئا لأن ظلمتها، ظلمة أعمى لا يرى سوى الحقد والكره والانتقام.
أخذت نفسا تُثبت به أعصابها المهتزة، لتسأل بصرامة
 ماذا تقصدين، أنا لا أفهم شيئا؟
رمقت ظهرها تتساءل هي عن مصدر قسوتها تلك، فحياتها أيضا لم تكن سهلة، لماذا لا تأخذان مالهما وتعيشان به حياتهما في رخاء، وتتعلمان كيف تكونان شقيقتان؟ ثم تنسيان كل ما يتعلق إن كان بوالدها أو والدتها ... والدتها؟ ترى هل عاشت في عذاب هي الأخرى؟ وهل كتب على نسلها نفس عذابها؟
نفضت عنها عاصفة أفكارها، تقول بإنهاك
 أنا منهكة بما فيه الكفاية، اكتفيت من كل الكره والانتقام ....ألا تفكرين بأن هناك ضحايا تركهم في كل مكان قد يبحثون عن انتقامهم؟ لا! أنا أريد حياة طبيعية، أسأل الله الستر، حتى تلك الأموال التي تقولين عنها من حقنا، إن رفضت البقاء لنستلمها معا، أنا لا أريدها.
لم تلتفت إليها رغم استغرابها تركز بأنظارها التي أصبحت ثابته على المرآة، فاستطردت بيلسان
 بما أنك لا تريدين الظهور الآن، فلا ضرورة لظهوري أيضا، سأحاول تعويض صديقتي بشكل ما عن موت شقيقها.
أصدرت ضحكة مستهزئة سوداء تردف بوجوم
 مع أنني لا أعلم كيف سأعوضها عن موت شقيقها؟ لكن ليس عليها أن تعلم بأن المجرم يكون والدي، لا! سأحتفظ باسم الرجل الذي اختطفني وأسكن معها، فهي الآن وحيدة مثلي تماما ....ل....
رفعت رأسها بسرعة مجفلة من استدارة شقيقتها بعصبية، تضرب الأرض برجليها خارجة من الغرفة وقد شحب وجهها أكثر من العادة، فأسرعت في أثرها لتلمحها تفتح بابا قرب غرفتهما وتسمع نبرتها الصارخة
_من أنت؟ وكيف تسمح لنفسك بالتنصت علينا؟
بهتت بيلسان فتقدمت داخلة إلى تلك الغرفة لتتبين بأنها ركن مراقبة لغرفة التحقيق التي كانتا تحتلانها قبل قليل.
تأملت الشاب بإشفاق يرمق توءمها بصدمة وهي تصيح بكل قوة غضبها
_ماذا تظنون؟ أننا مجرمتين مثله؟ أننا كنا نخطط معه جرائمه؟
حاول الشاب أن يرد لكنها لا تمهله تتابع صراخها
_ أنا الملامة لأنني وثقت بكم ... أنتم....
قطع صراخها حين رفع ذراعيه أمام وجهها وقد تركز العسل بمقلتيه يغلي من غضب يكتمه بصعوبة لأنه نطق بعدها من بين أسنانه المطبقة
_أنا لم أكن أتنصت عليكما جئت لأخذ ملف قضية نسيته هنا، فاهدئي وتمالك أعصابك وكفي عن الصراخ.
حل عليهم الصمت سوى من لهاث أوركيدا حتى الشاب تسمر ينظر إلى مقلتيها كأنه يحاول حصر تزعزعهما، فتنحنحت بيلسان لتهتز شقيقتها تتراجع خطوة وهو يلتفت الى الأولى التي تحدثت بوهن وقد استبد بها التعب
_أور؟ اهدئي، لقد أخبرك لم يكن يتنصت علينا.
_ماذا يحدث هنا؟
استداروا إلى الوافد عليهم، يتساءل بفضول
_أسد؟ الرئيس في انتظارنا، لماذا تأخرت؟
استقام في وقفته وتقدم نحو صديقه دون أن يغير ملامحه المتغضنة يزفر بخفوت، ليهمس له الآخر بتسلية
_ الشبح البارد يغضب ويزفر أيضا؟ ستمطر اليوم بالتأكيد.
لم يجبه مستمرا بزفيره بينما يغادران، فانتزعت أنظارها من مراقبة مكان اختفائه وزميله ثم استدارت إلى شقيقتها، تخاطبها بجفاء حانق
_إذن! ستنتظرين إلى أن أعود؟
هزت بيلسان كتفيها تومئ باستسلام، فاستدركت بينما تسحب هاتفا صغيرا من جيب سروالها الخلفي
_ما هو رقمك؟
ردت عليها بينما ترفع حاجبيها البنيين دهشة، ترمي سروالها الضيق بنظرات مستغربة
_من أين أخرجته؟
هزت شقيقتها رأسها حيرة، فأومأت بيلسان بلا معنى تكمل بتهكم مرير
_ليس لدي هاتف ولا أحلم بامتلاك واحد، بالكاد جمعت مالا لألحق بمعهد الفندقة، مصاريف السنة الأولى فقط والهاتف يعتبر من الرفاهيات بالنسبة لي.
تجهمت بينما تدفع بالكلمات من بين أسنانها غلا وبيلسان تنتقل بعينيها من اهتزاز ركبتها إلى شفتيها تتحركان ثم ركزت سمعها لتتبين فحوى حديثها المتأثر بلدغة
_لا أملك مالا أنا الأخرى، أخبرتك بأنني حصلت على منحة لإتمام دراستي العليا، أما أموال المجرم فقد جمدوا أرصدته.
حركت بيلسان يدها بعجالة، تهتف بسخط
_لا! لا! أنا لا أريد منه شيئا.
دخلت أوركيدا ركن المراقبة بينما بيلسان جامدة تراقبها بحذر حتى عادت بيدها ورقة مطوية ناولتها إياها، تخبرها بنفاد صبر كأنها تتحرق للمغادرة.
_هذا رقمي، إذا حصلت على هاتف فأرسلي إلي رقمك وسأهاتفك، إلى اللقاء.
ظلت بيلسان مكانها تتأمل ابتعادها ومن ثم وقوفها قبل استدارتها عائدة إليها بسرعة لتضمها بتردد التمسته من اهتزاز أطرافها فأمسكت بها وأحكمت الطوق حولها كأنها تناشدها البقاء وعدم المغادرة، فلا واحدة منهما تعلم ماذا ستواجه بحياتها لحالها؟ وإن كانتا ستلتقيان مرة ثانية؟ لكن يبدو أنها لم تشعر بما تريده شقيقتها منها أو أن سواد قلبها الذي يملأه الكره والانتقام أعمى بصيرتها من الإحساس بنصفها الثاني لأنها سحبت نفسها برفق، تهمس قبل أن تختفي كالسراب أو كمجرد خبر سمعت عنه ولم تعشه.
_اعتني بنفسك.
شعرت برجليها لم تعودا تحملانها فجرّتهما إلى الغرفة حيث هوت على الكرسي تسمح لنفسها بالنحيب والبكاء مجددا عسى الدموع تغسل عنها قليلا من هموم أثقلت كاهلها الفتي قبل أن تعود إلى صديقتها التي قدر لها أن تحمل عبئها هي الأخرى وتواجه حياة لا تعلم ماذا تحمل لها من أقدرا، فترفض حتى التكهن لأنها إن فعلت لن يعجبها أبدا ما سيجود به خيالها البائس.

وتعاقبت الأيام والشهور لتشكل السنون، فوُلد من وُلد ومات من مات فهي الحياة بتعاقب دقائقها لا تنتظر أحدا ولا تتوقف من أجل أحد، لذا وجب على النفوس الفطنة أن لا تتعمق بحزن ولا تغتر بفرح وتوازن حياتها على اتخاذ الاعتدال سنة لها.





روابط الفصول
المقدمة .. اعلاه
الفصل الأول... بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون الاخير
الخاتمة


رابط التحميل
https://www.mediafire.com/file/f03o92oyakcuo0d



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 04-01-22 الساعة 08:59 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.