شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   غسق الماضي * مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t485744.html)

ريما نون 24-01-22 11:10 PM

غسق الماضي * مكتملة *
 

مرحبا هذه اول مشاركة ليا في المنتدى ، يارب الرواية تعجبكم وتكون خفيفة عليكم
ملخص الرواية
رواية تشرح نفسها من العنوان
الماضى لو سىء بيكون مظلم تماما لحد مانقدر نخلص من ترسباته ويطلع فجر ينير حياتنا ونتخلص من الظلمة ، محور الروايه كلها مرتبط بتأثر الاولاد بالماضى عدم اتزان. ظلم الاهل. والتفرقه بينهم

وكمان في مواضيع تانيه كثيره،

الرواية بالفصحى سرد و حوار

أقتباس

غسق وحيدة ولا أحد يتقبلها في العائلة إذا كنت طلقتها في وقت سابق ماذا سيكون مصيرها؟ أمي وجدي لن يقبلا بها بيننا، وأبي لن يستطيع أن يقف ضدهم طويلًا، كما أن عائلة والدها ترفض الاعتراف بها، خوفًا من أن تأخذ ميراثها، كان هذا الحل الوحيد.
صفق سراج: يا لك من شهم فعلًا يجب أن يضربوا بك المثل في الشهامة والرجولة.
كانت نظراته كلها احتقار لم يتحملها ساجي.
- فصرخ ماذا تريد مني الآن؟ أخيرًا عادت روبي هي من طلبت مني الزواج هل تعرف ماذا يعني ذلك لي؟ هل تعرف من هي روبي؟ إنها حب الطفولة الذى لم أتمنى غيره.
- وقد رفضتك سابقًا لأنك غير مناسب ودون المستوى وكالقِفل.
كانت الكلمة كالسهم الحارق الموجهة لقلب ساجي، جاءت باردة حادة مؤلمة خلل شعره بيده محاولًا نزع تأثيرها عليه: سراج فرحي بعد ساعات ماذا تريد مني؟
- أين غسق؟ أنا أبحث عنها منذ أسبوع لم أجدها، وهاتفها مغلق وهي لم تذهب إلى بيت المزرعة، هل تعرف أين زوجتك؟
ضغط على حروف الكلمة قاصدًا بها نبرة استهزاء واضحة.
- لا أعرف لكنها ستظهر، كما قلت ليس لها أحد، كما أنها ستتقبل الوضع، سبق وحدث بيننا مشاجرة، وقتها هددتني بالرحيل، قلت لها تفعل ما تريد لن تلوي ذراعي بتهديدها، بعد فترة جاءت معتذرة ولم تعدها بعدها.
اتسعت عيني سراج من هول ما سمعه: لهذه الدرجة قمت بإذلالها؟ يا إلهي هذا يفسر الكثير، لا عجب أنها هربت أرجو ألا تكون انتحرت بعد كل هذا؟
انتفض قلب ساجي من الفكرة لكنه قال ببرود مصطنع: لا تخاف لن تنتحر.
نظر له سراج مطولًا ثم قال: هل تعرف أنها حامل؟
- كذب إنها تكذب لتثنيني عن الزواج!
هز سراج رأسه في يأس وخرج دون كلمة إضافية.
وترك ساجي في حيرة! هل فعلًا غسق هربت؟ إلى أين؟ بحث عن نقاله واتصل بأحد الرجال والذي يستخدمه في معرفة المعلومات عن العمل، طلب منه أن يبحث عن غسق بعد أن أعطاه المعلومات دون أن يقول أنها زوجته



مواعيد تنزيل الفصول يومي الاحد والاربعاء



روابط الفصول

الفصل 1 .. بالأسفل
الفصل 2
الفصل 3, 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6, 7 نفس الصفحة
الفصل 8, 9, نفس الصفحة
الفصل 10
الفصل 11, 12 نفس الصفحة
الفصل 13, 14, 15, 16, 17 نفس الصفحة
الفصلان 18, 19 نفس الصفحة
الفصل 20, 21 نفس الصفحة
الفصل 22, 23 نفس الصفحة
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27، 28
الفصل 29
الفصل 30
الفصل 31
الفصل 32
الفصول 33, 34, 35 نفس الصفحة
الفصول 36, 37, 38 نفس الصفحة
الفصل 39
الفصل 40
الفصل 41
الفصل 42
الفصل 43
الفصل 44, 45
الفصل46
الفصل 47
الفصل 48
الفصل 49
الفصل 50
الفصل 51, 52
الخاتمة


رابط الكتاب الالكتروني

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي






Hya ssin 24-01-22 11:21 PM

مبارك يا ريما تنزيل اول رواياتك كل التوفيق 😘 😘 😘 😘

ريما نون 25-01-22 12:10 AM

حبيتي هيا
 
حبيتي يا هيا بعضًا من ما عندكم 🌹

قصص من وحي الاعضاء 25-01-22 12:11 AM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....



نرجو تنزيل الفصل الأول خلال يومين لأن ما تم تنزيله يعتبر دعاية ومكان الرواية وقتها هو شرفة الاعضاء لحين موعد تنزيل الفصل الأول


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



نوارة البيت 25-01-22 04:50 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 1 والزوار 14)
‏نوارة البيت

طوطم الخطيب 25-01-22 06:00 PM

بالتوفيق إن شاء الله

مروان مؤمن 25-01-22 08:51 PM

بالتوفيق دوما بإذن الله

ايمان ربيع 25-01-22 11:27 PM

الف مبروووك على بداية النشر ربنا يوفقك وبالنجاح

غدا يوم اخر 26-01-22 07:22 AM

بدايه موفقةبانتظارالتكملة
احب ان اقراء قصص تجارب العيش للبنات الوحيدات

ريما نون 26-01-22 07:34 PM

رواية غسق الماضي
 
غسق الماضي
الفصل الأول

تجلس على نفس الكرسي منذ ساعات، رغم أنه غير مريح لكنها لم تهتم، فمنذ الفجر وهي تنتظر في نفس البقعة.
تسمع صوت المكبرات تذيع أرقام الرحلات المغادرة والقادمة، تنظر إلى من يودعون أحبتهم ، وهي وحدها كما كانت دائمًا، لم تكن المرة الأولى التي تجلس فيها نفس الجلسة، بل الثالثة، في خلال عشر سنوات أو أكثر بقليل، جلست هنا ثلاث مرات وتم إعادتها في المرتين !هل تحدث معجزة ويأتي الآن لإعادتها مرة ثالثة؟
xتعرف الإجابة، لكن ذلك لم يمنعها من العودة بذاكرتها للمرة الأولى، الأصعب. كانت لاتزال في السادسة عشر من العمر، بعد موت والديها وأخيها في حادث، خرجت منه حية بمعجزة، لم تُصب إلا ببعض الرضوض، وكسر في الرسغ، وارتجاج تسبب في دخولها الغيبوبة لعدة أيام.
xعندما أفاقت وعرفت الفاجعة، لم يمهلها القدر الوقت لتحزن، فقد رفض جدها لأمها استلامها، ولم يكن لها أقارب من جهة الأب! أو هكذا اعتقدت، مما أدى إلى تدخل السفارة التي تحمل جنسيتها حيث ولدت وعاشت كل حياتها هناك مع أسرتها فقد كانت هذه أول مرة يأتون لزيارة وطنهم الأم!
xكانت مع ضابط مكلف بترحيلها لبلدها الذي عاشت به، فهي قاصر وسوف
تصبح تحت رعاية الولاية، وطبعًا سوف توضع في بيت الرعاية، وهذا أكثر ما تخشاه، فكم سمعت عن هذه البيوت وما يحدث فيها من تنمر، وتحرش، كم دعت ربها أن تجد أسرة عربية أو مسلمة لتأخذها, قد تكون أهون عليها, هذا ما كان يجول في بالها, حين أتاها صوت خالها يقول للضابط المرافق لها بأنه أخذ وصايتها وستبقى معه, يا لها من فرحة لم تعرف أنها بداية اللعنة.
اقترب موعد رحلتها, فذهبت لإنهاء إجراءات السفر، لم تكن لديها أي حقائب غير حقيبة يدها, مما جعل الأمر سهلًا وصعبًا في نفس الوقت, فقد حاول ضابط الأمن التحقيق في طريقة سفرها دون أية حقائب وأمتعة وهو شيء غير معهود، لكن جواز سفرها أوقفه عند مكانه خصوصًا عندما قالت له:
- أنا عائدة إلى بلدي هل لديك مانع؟
وفعلًا ركبت طيارتها في رحلة أقل ما يقال عنها شاقة جدًا، على امرأة حامل في الشهور الأولى.
*****
بعد أسبوع تقريبًا، استطاعت بمعجزة أن تجد شقة ستوديو وكانت أكثر من راضية بِها، كما انتهت من اكمال استخراج جميع أوراقها, وهذه لم تحتاج إلى وقت أو مجهود كبير, لأن كل شيء مسجل؛ فقد جددت العنوان وغيرت صورتها والآن يجب أن تجد عملًا لتصرف على نفسها.
كانت تستخدم بطاقة الدفع المسبق (كريدت كارد) لأنها متأكدة أن ساجي عندما ينتهي من شهر العسل, ويعلم بسفرها سوف يقوم بوقف استخدامها، يا لغبائها!
لم تدخر قرشًا لهذا اليوم، بل هي حتى لم تأخذ مجوهراتها معها، كانت لتنقذها الآن، تسرعها جعلها تسافر دون تخطيط .
أخذت نفسًا وقالت:
- حسنًا لقد ذهب الصعب والآن الأسهل: تأملت الشقة الفارغة, لكنها لم تغضب بل كانت ممتنة لأنها وجدتها بهذا السعر في منطقة آمنة, جهزت نفسها للذهاب للطبيبة, فهي تشعر بالتعب، كما لأنها لاحظت نزول قطرات دم ,لا تريد أن تتوقع الأسوأ، يكفيها ما حدث، رغم كل شيء هي تريد الطفل، لا تريد أن تعيش وحيدة يكفيها يتمًا!
*****
في بلاد غريبة، تضم جميع الأجناس والأديان، رغم الاختلافات بينهم إلا أنهم وجدوا طريقة للتعايش معًا في سلام مؤقت، قد يكون كاذب أو مصطنع لكنه يفي بالغرض, العجيب أن نفس الأشخاص لم يستطيعوا تنفيذ هذا السلام الكاذب مع أبناء جنسيتهم على أرض بلادهم، وفضلوا اللجوء إلى بلاد العم سام !هروبًا من حرب أهلية هم السبب فيها، وهم اقتيدوا خلفه كالبعير وطالبوا بحرية كانت ملكهم دائمًا، ضيعوها دون حتى أن يعرفوا أنها موجودة!
هذا حال البشر يخسر ما بيده ليبحث عنه في مكان آخر.
استيقظت سارة، وقامت بتحضير قهوتها رغم تحذير الأطباء بعدم الإكثار منها ولكنها لا تبالي، لا شيء يضاهي القهوة سريعة التحضير، تبتسم بتهكم، من يصدق أن ساره تشرب القهوة الأمريكية بعد أن كانت لا ترتاح إلا عند شم القهوة العربية، وشربها في طقوس خاصة كأنها عبادة وليست شرب قهوة، ارتدت ملابسها وخرجت لموعد طبيبتها؛ برغم أن الوقت مبكر لكنها تحب التنزه صباحًا قبل أن تخرج العصافير من عشها لتبحث عن طعامها، دخلت العيادة النسائية وجلست تنتظر موعدها، كانت قد اختارت هذه الطبيبة لأنها عربية، هذا ما عرفته من اسمها، فتحت هاتفها المحمول على موقع التواصل الاجتماعي وصفحتها المفضلة فيه مجموعة (همسات الغربة )، يا له من اسم مبتذل لمجموعة سيدات يتناقلن أماكن التخفيضات لشراء الماركات العالمية، حسنًا ليس هذا ما يجذبها بل المشاكل التي تبعث بها المقيمات، البعض منها تكاد تكون قصص خيالية.
اقتربت منها الممرضة لتخبرها أن الطبيبة سوف تتأخر إذا أرادت تغيير موعدها ليوم آخر؟
رفضت سارة قائلة:
أنا متفرغة، وليس لدي مواعيد أخرى.
ابتسمت الممرضة وذهبت؛ فعادت تتصفح مجموعتها وتقرأ المشاكل، لتعرف أي مشكله تنشرها على المجموعة، وأيها ستقوم بالرد عليها شخصيًا، معظم المشكلات عادية لا تحتاج استشارة منها.
تضحك قائلة لنفسها
(حلالة المشاكل تحتاج لطبيب نفسي يحل مشاكلها (!
يا لها من سخرية قامت بجولتها اليومية، نشرت إحدى الرسائل من العضوات تسأل فيها عن طريقة نقل أوراق مدرسة أطفالها من منطقة إلى أخرى، لم تعلق تابعت التعليقات، استغربت لغباء السؤال، فالطريقة لا تحتاج كل هذه الأسئلة من صاحبة المشكلة، ولكنها لم تهتم؛ فالكثيرات من بنات جنسها مصابات بمتلازمة لا اعرف زوجي يفعل كل شيء، لكن ما لفت نظرها، أن صاحبة المشكلة لا تريد لزوجها أن يعرف مكان مدرسة أولادها الجديدة! هل هي من المعنفات؟ هل فرت من زوجها لأنه يرغب في أن يأخذ أطفالها؟ أكثر من سيناريو جاء في مخيلتها وجميعها ضد الزوج ! طبعًا في قانونِها دائمًا الرجل مذنب.
قامت بإرسال رسالة خاصة لصاحبة المشكلة قد تفهم منها أكثر لتساعدها، لم تتلقى أي إجابه فتابعت نشاطها في هدوء.
*****
في الوطن خلف مكتبه العصري، يجلس ساجي سليم القاسم، حفيد عبدالرحيم القاسم، المدير العالم لواحدة من أكبر مصانع منتجات الألبان واللحوم في البلاد، ساجي في منتصف الثلاثينات رغم أن حدة ملامحه قد تعطيه أكبر من عمره الفعلي، كما أن الشهادات التي نالها في التجارة والاستمارات والبرمجيات، تعد كثيرة بالنسبة لعمره، لطالما كان ساجي من المتفوقين في دراسته، وكثيرًا ما درس دورتين في نفس الوقت، وذلك ما جعله منطوي على نفسه في طفولته وفترة المراهقة، لكن ذلك لم يمس تأثيره على الجنس اللطيف، فعيناه ذواتي اللون الأزرق الأقرب للرمادي وملامحه الحادة شديدة الجاذبية، وشعر الأسود الناعم، مع بشرته التي استعارت من الشمس لونها جعلته مميزًا وجذابًا جدًا، كل ذلك مع اسم عائلته ومكانته جعلته فارس أحلام الكثيرات، رغم زواجه في سن مبكرة من ابنة عمته، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرات من الارتماء تحت قدميه، ربما لعدم معرفة الكثير عنه.
لم يكن ساجي يومًا زير نساء، لم تكن العلاقات العابرة تثيره أبدًا، حتى عادت معشوقة قلبه التي قلبت كيانه منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره.
فُتح الباب ودخل إياد يصرخ:
- ساجي هل عرفت بالمصيبة؟ لقد مات البقر في المزرعة والخسائر تعد بمئات الآلاف! ماذا سنفعل في هذه الكارثة؟
- أين سراج أليس هو المسؤول عن المواشي؟ كيف يحدث ذلك؟ أريد تحقيق فوري، ويجب أن تتأكدوا أن لا تصل هذه الأخبار لصفحات الانترنت، وإلا سوف تكون كارثة فعلًا.
ما يصل إلى صفحات النت ينتشر كالنار في الهشيم، هذا ما فكر به ساجي، يجب أن يتصرفوا قبل أن يعلم أحد بالكارثة فتكثر الاشاعات والأقاويل لتكبدنا خسائر مضاعفة.
قام بالاتصال بسراج ليعرف العله، أجابه سراج لاهثًا كأنه في سباق ركض:
- القصة ليست مصادفة! أحدهم قام بتسميم المياه؛ لتموت جميع الماشية!
ألجمته الصدمة، هل هناك عدو لهم؟ نعم لديهم منافسين كُثر، لكن لم يتجرأ أحدهم على فعل ذلك من قبل! حتى عندما كانت المجموعة صغيرة، لم يحدث تخريب أبدًا، ومن داخل المزارع! هذا يعني شيء واحد، هناك خائن بينهم.
*****
في صالة العيادة النسائية، كانت غسق تنظر إلى الورقة التي أعطتها لها الممرضة، بعد أن كشفت عليها بجهاز الأمواج فوق الصوتية، فقد سمعت نبض جنينين ومات الجنين الثالث، اقترحت الممرضة أن تذهب للعيادة الخارجية، فهي من تقوم بالإجهاض! كانت غسق تبكي بصوت مكتوم عندما اقتربت منها امرأة تكاد تكون في نفس عمرها، طويلة ذات شعر قصير، يكاد يغطي رقبتها، بشوشة رغم الالم في عينيها الجميلتين.
- لماذا تبكين؟ (قالتها بلغة أجنبية)
لكن غسق لم تكن في مزاج يسمح لها بالرد عليها بلغتها فقالت:
- يا ربي ارحمني!
- آه عربية، أهلًا أنا سارة زين، وأنتِ.
ابتلعت غصة كي لا تصرخ باكية وتنحنحت قائلة:
- غسق ديب.
- اسم فني جدًا. (قالت سارة مازحة)
xإلا أن غسق لم تبتسم لها، بل نظرت لها بدون تعبير، عقدت حاجبيها قائلة:
- واضح أن الموضوع مهم.
ثم أخذت الورقة من يد غسق وقرأتها بملامح مصدومة، لتسالها:
- لماذا تريدين الإجهاض؟
*****
نزلت سما من سيارة زوجها تعدل ملابسها، ألقت نظرة على أطفالها وعدلت ملابسهم بإعجاب، لابد أنهم أجمل من أطفال إخوتها جميعهم، دائمًا كانت تتفاخر بشكل أطفالها، الذي ورثوه عن والدهم، عكس أطفال أختها ذوي البشرة السمراء، وأخيها الذي لم ينجب سوى الإناث! ها هي سما تتباهى بأولادها الثلاثة، دخلت فوجدت الجميع يضحكون، ربما بسبب نكته لم تسمعها، لكنها ظنت أنهم يضحكون عليها، خصوصًا أختها الكبرى صاحبة القلب الأسود كما تلقبها دائمًا!
سما بنبرة من يريد مشاجرة: على ماذا تضحكون؟
لترد الأم: أهلًا سما، تعالي سلمي عليّ، لا أستطيع الوقوف.
-أهلًا أمي، كيف حالك؟ لقد جلبت الأولاد لكن...
قاطعتها قائلة: تعالوا يا أحبتي لقد اشتقت إليكم.
ذهب الأطفال إلى جدتهم ثم أسرعوا في اتجاه باقي الأطفال، يلعبون معهم، فيما بقت سما مسلطة نظرها على شقيقها وزوجته هبة، المتغطرسة، وأختها وزوجها يحيى، الذي هو أقل من مستوى عائلة زوجها.
- أهلًا سما كيف حالك؟ أهلًا وسام.
صافح سامي أخته وزوجها بغير حرارة، كذلك فعلت زوجته وأختها سمر، لكنها لم تصافح وسام، فهي تعرف غيرة سما، أما يحيى فلوح من بعيد وأكمل ما يفعل من شواء، فاليوم عيد ميلاد والدتهم؛ لذلك تجمع الإخوة معًا، في العادة يتجنب سامي وسمر، سما دائمًا، فما فعلت ليس هين ولا يغتفر، لكن فقط ارضاء لِوالدتهم يحاولون أن يتقبلوها في مناسبات معينة متباعدة، جلست هبة بقرب سمر وأخذتا تتحدثان دون الالتفاف لسما، أما سامي ويحيى انشغلا في الشواء، وقف معهما وسام، رغم معرفته أنهما لا يطيقانه إلا أنه كان دائمًا متطفل لا يهتم برأي أحد، أما سما فقد اتخذت مكانًا بجانب أمها تتذمر.
- رأيتِ يا أمي كيف استقبلتني ابنتك! إنها تأخذ صف هبة ضدي، تفضل الغريبة على أختها.
قالت أمها بهدوء: هي لا تأخذ صف أحد، ثم إنها ليست حرب! تعرفين أن هبة وسمر مقربتين لأن سمر تحب سامي فتقربت من زوجته.
- أعرف أنها تكرهني وتغار مني ذات القلب الأسود.
- سما! أرجوكِ كفي عن هذا الكلام، وحاولي إصلاح علاقتك بإخوتك، لن أعيش لكِ دائمًا، وأنتِ أصبحتِ بلا سند، أخاف عليكِ من زوجك أن يستضعفك! هل مازال يضربك؟
انتفضت سما من داخلها لكن لم تظهر شيء بل قالت ووجهها تعلوه بسمة:
- لا أبدًا كانت غلطة، وسام يحبني جدًا يا أمي، هل نسيتِ أنه اختارني وفضلني عن…
- اغلقي الموضوع يا سما، كلنا نعرف ماذا حدث وقتها، وأنتِ تعرفين أن أختك لم تكن قد رأته أصلًا.
امتعض وجه سما وقالت: ماذا تعنين؟! هل أكذب؟ هو اختارني وقرر أن لا يرى أخرى لأني الأجمل.
قالتها وهي ترفع وجهها بغرور وتنظر في اتجاه سمر، لكنها لم تجدها تنظر إليها وهو ما أصابها بخيبة أمل!
- يا إلهي! صدقي ما تشائين، لستِ صغيرة، كل ما أتمناه أن تسترضي إخوتك.
- من يسترضي من؟! هم من طردوني من حياتهم، حتى لم يرفعوا سماعة الهاتف ويسألوا عني عند انجابي، طبعًا هذا من غيرتهم، واحدة تنجب معاق والآخر إناث.
قالت أمها في حزم: سما، لن أسمح لكِ أن تتجرئي على أحفادي كما فعلتي مع إخوتك هذا لآخر تحذير وإلا!
أنزلت رأسها والغضب يأكلها، ثم رسمت ابتسامة زائفة وقبلت رأس والدتها
- آسفه أمي فقد انفعلت.
مر اليوم مشحون والكل يحاول يتجنب المشاكل، وتعليقات وسام السمجة، عند غروب الشمس دخلت سما لفيلا سامي الجديدة، فهي لم تدخلها أبدًا منذ أن بناها وسكنها مع والدته، كما بنت سمر فيلا ملاصقة له ليكونا قرب بعض دائمًا، العلاقة لم تكن دائمًا جيدة بين سمر وسامي في الطفولة، بل كانا دائمي الشجار لكن موت والدهم وقصة الميراث هو ما قرب بينهم، كما أنهم ثلاثتهم كانوا دائمًا يحبون بعض رغم كل شيء، إلى أن...
عند هذه النقطة توقفت سما عن التفكير لا تريد أن تعيد الماضي ليس في مصلحتها دخلت إلى البهو الكبير لترى الأرضية الرخامية بالون الأسود مطعم بالذهبي، لابد أنه غالي الثمن، فكرت سما وألقت نظرة على الأثاث مزيج بين الرقي والحداثة لم تصدق مدى روعته.
منذ متى امتلك سامي هذا الذوق؟ ومن أين له بالأموال ؟ كانت نظراتها تتجول في المكان حتى لمحت مصعد في آخر الرواق!
فشهقت: مصعد في المنزل هذا كثير!
قالتها بصوت عالي دون أن تدري.
جاءها صوت من خلفها يحمل في كل حرف نبرة غضب شديد: كثير على من بالضبط ؟
xانتفضت بقوه وقالت: لقد أفزعتني.
ألقى عليها نظرة مشمئزة وتابع:
- لم تجاوبي السؤال كثير على من؟
قالت محاولة تغير الموضوع: مبروك، الفيلا جميلة بل هي قصر.
لم يرد عليها بل ظل ينظر إليها بنفس النظرات:
- ماذا تفعلين هنا من سمح لكِ بالدخول لمنزلي؟
اتسعت عيناها وقالت: هل أنا ممنوعة من الدخول لمنزل أبي؟
- ليس منزل أبيكِ، منزل أبيكِ قمتي بِالاستيلاء عليه زورًا وبيعه أم نسيتِ؟
ابتلعت ريقها وقالت: هذا منزل أمي، إذن فهو منزلي.
ضحك ضحكة مخيفة وقال: أمك حقًا! هذا منزلي وليس مسموح لكِ بأن تدنسيه بقدمك، اخرجي قبل أن أجعل الخدم يقومون بطردك، وليكن في معلوماتك الشيء الوحيد الذى يجعلني أنظر في وجهك دون أن أمزقه هي أمك، فلا تتجاوزي حدودك حتى لا أنسى وجودها.
xامتلأت عينيها بالدموع وخرجت مسرعة إلى وسام قائلة: هيا بنا.
- لماذا لازال الوقت مبكرًا؟
ردت وهي تُصِرُ على أسنانها: أنا متعبة.
xنظر خلفها لوجه سامي المحتقن وعرف أنها قالت شيئًا أثار غضبه فاستقام، وقال بنبرة مرحة: نحن سوف نستأذن، كما تعرفون سما أكثرت من الأكل ويجب أن تنام مثل الدب بعد وجبة دسمة وأطلق ضحكة مجلجلة.
ظلت صامتة طول الطريق لشقتها، وهو لم يكف عن تأنيبها، لأنها لم ترغب أن يبدأ الشجار أمام أطفاله، يكفي ما شاهدوه.
xبمجرد دخولهم للشقة جذبها من حجابها ولفها له؛ ليضربها على خدها بكفه الكبير، وقعت أرضًا من شدة الضربة، داس عليها وضربها بقدمه على ظهرها ثم أخذ العصا الموجودة خلف الأريكة وأخذ يضربها وهي تصرخ تطلب الرحمة منه، بعد عدة ضربات تركها ودخل غرفته يستحم كأنه كان يمارس رياضة.
بقيت على وضعها لفتره من الزمن، ثم استقامت وذهبت لترى أطفالها، أطفالها الذين اعتادوا على اعتداء وسام عليها، حتى لم يعد يؤثر بهم، وجدتهم ناموا، ماعدا الصغير اختبأ أسفل السرير من الخوف، أخرجته وربتت على وجنتيه.
حاولت أن يخرج صوتها غير باكي: لم تختبئ هنا يا صغيري؟ ألم أقل لك أنهُ
خطأ؟
- ماذا فعلتي أمي؟ لم ضربك أبي؟
حتى الصغير مقتنع أنها أخطأت.
- آسفه لن أفعلها مرة أخرى.
لا تعرف لماذا تعتذر؟ لكنها أرادت أن تجعله أفضل، وضعته في فراشه، وذهبت لغرفتها، دخلت تستحم بماء دافئ قد يخفف عنها الوجع، فهذه ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة.
*****
في منزل سامي كانت هبة تساعد حماتها لكي تستلقي في فراشها الواسع، فقد أصيبت بالشلل منذ فترة، مما جعل سامي يضع مصعد كهربائي خصيصًا حتى تبقي غرفتها بالقرب منه وليس بالأسفل.
قالت أم سامي: هاتي ما عندك يا هبة.
تنحنحت هبة وقالت: أريد أن أسألك سؤال ولكن أخشى أن تغضبي أو تحزني
مني؟
- أعرف ماذا تريدين أن تسألي! لماذا لم أعاتب سما وسامحتها، بل وأصر أن تأتي لزيارتي هنا بعد كل ما فعلته؟
فتحت هبة عينيها على اتساعها ثم قالت: نعم كيف ذلك؟ لو قامت إحدى بناتي بظلم أختها هكذا لما سامحتها بل قاطعتها، وبقيت أدعي عليها، كيف تقفين في صف الظالم هكذا؟ بل تجبرين سامي وسمر على أن يتعاملا معها؟
لم يظهر التأثر على وجهه أم سامي، مرت لحظات، حتى سقط قلب هبة خوفًا لعلها تجاوزت حدودها، وقد يسبب ذلك مشاكل مع سامي، فهي تعرف أنه لن يتحمل حزن أمه.
- أبدًا لأني أنا السبب!
انتشل صوت أم سامي هبة من أفكارها، فنظرت لها غير مستوعبة ما قالته للتو.
- أنا من جعلت سما بهذه الأنانية.
أكملت بصوت تملأه الحسرة:
- والد سامي لم يرث الأموال، بل ولد في عائلة بسيطة جدًا، تعب جدًا، واصل الليل بالنهار، كان يمكنه أن يسافر إلى إحدى الدول الغنية ليكون ثروة في وقت قصير كما يفعل الكثير، لكنه فضل البقاء بقربي وقرب أولاده، سامي وسمر ورفض مساعدتي؛ رغم أن عائلتي تملك المال كما تعرفين، وذلك جعل من مهمته صعبة جدًا، أن تبدأ من الصفر في بلدك ليس سهلًا بل مستحيل تقريبًا.
تابعت وكأنها تعيش الماضي من جديد:
- لقد حُرِمَ سامي وسمر من كل متع الطفولة حتى الملابس الجديدة، كنت آخذ لهم القديم من أبناء العائلة، لم تحصل سمر على دمية جديدة أبدًا، أذكر مرة قام أحد الأقارب بجلب ألعاب جديدة لهم، فرحوا بها جدًا، لكن أبناء ذلك الرجل قاموا بمعايرتهم أن والدهم لا يستطيع شراء الألعاب لهم، يومها قامت سمر بلف الدمية وأعطتها لقريبي قائلة: لا أحب الدمى، أعطها لابنك فهو يعشق ألعاب الفتيات!
قُمت بضربها أمامه لأني شعرت بالحرج، لم أكن أعرف ماذا فعل الطفل لها، لكنها لم تبكى.
أكملت بحسرة: عود سامي وسمر نفسيهما على الاستغناء عن كل ما لا يستطيعان الحصول عليه.
xكانت هبة تنظر إليها بعينين مفتوحتين يملأها الألم تارة، والفخر تارة أخرى. تغيرت نبرتها قليلًا لمزيج من الفرح والخزي:
- عندما تحسن وضعنا أنجبت سما، ولم أحرمها من شيء أبدًا كان كل شيء يأتيها قبل أن تطلب، تعاملت معها كأنها طفلتي الأولى وليس الثالثة، ونسيت سمر ولم اهتم بها، كانت سمر تكبر سما بقرابة سبع سنوات، يعني لازالت طفلة وترغب هي أيضًا في الدمي والألعاب وبعض ملابس الفتيات، لكني غفلت عنها.
امتلأت عيناها بغيمة من الدموع لم تصمد كثيرًا حتى نزلت على خديها:
- لم أهتم بكلام والدها، لطالما حذرني بأني أربي وحشًا من الأنانية ،عندما ترغب سما بشيء تأخذه وأنا ساعدت على ذلك، لا يهم من يخص سامي، سمر، أي شخص، طالما سما طلبت سأنفذ لها! سمر ابتعدت، ولم تعد تهتم بي أو بها، أصبح كل اهتمامها دراستها وعملها مع والدها كذلك فعل سامي، تجنبا كلاهما سما كيلا يغضباني، كان غضبي شديدًا جدًا ودائمًا أقف في صف سما دون حتى أن أعرف السبب!
عندما تقدم وسام لخطبة سمر، لم يكن رآها من قبل، وهي لم تكن ستوافق عليه لكنها وافقت على مقابلته فقد من أجل إرضائي، لكن سما طبعًا لم يعجبها الأمر كيف لسمر بأن تخطب لشخص وسيم جدًا مثله!
سكتت قليلًا كأنها لا تستطيع المتابعة.
أمسكت هبة يدها وقالت بصوت يقطر ألم: لا داعي لأن تكملي اعذريني.
ربت على يدها وأكملت كأنه حمل ثقيل ترغب في التخلص منه وهذه فرصتها الوحيدة:
- ذهبت سما لمقابلته من وراء الجميع.
شهقت هبة واضعة يدها على فمها، نظرة أم سامي كانت كافية لتعرف مقدار الحسرة في قلبها.
لتكمل قائلة: وتعددت لقاءاتهما دون علمي أنا شخصيًا والتي كنت أظن نفسي قريبة منها، وعندما حل اليوم المقرر لمقابلة وسام وسمر، اشترط وسام أن يكون في المنزل، تفاجأنا بأنه أحضر والدته وأخته لخطبة سما، والتي كانت قد جهزت نفسها كعروس مسبقًا، أذكر يومها قام والد سامي بطرده شر طرده، وانقلب المنزل وعندما سألنا سما قالت أنه أعجب بها عندما رآها صدفة لأنها أجمل من سمر فقرر خطبتها، اذكر شجار سمر وسما وما بثته سما من سموم بأنها حقودة وتحمل اتجاهها غيرة؛ لأنها عاشت في فقر عكسها، وهنا صدم الجميع حتى أنا! ولكن نظرات الاتهام وجهت لي طبعًا، فأنا من كنت أخبر سما بذلك بأنها ابنة عز عكس أخويها، أنا من ربيت في داخلها حس الأنانية المفرطة، كان زوجي رافضًا لتلك الزيجة تمامًا، فهي لازالت طالبة في الثانوية أولًا، ثانيا، هذا سوف يقطع الصلة بين الأختين فكيف ستتجمع العائلة في وجود هذا الشخص؟ سما ستظل تغار من أختها، وأي لفتة أو كلمة من سمر ستفسرها تفسير خاطئ، وسمر لن تنسى أن سما أهانتها بذلك الشكل وأخذت ما يخصها.
صرخت: لكن سمر لا تريده منذ البداية وأنت تعرف، لذلك هذا ليس عذرًا،
قال بيأس: صدقيني سوف ينقسم البيت، سوف تكره الأختان بعضهما! وسامي ألم تفكري فيه؟ ما هو موقفه، كيف سيتصرف؟ وأخته قامت بخيانة أخته الأخرى!
ما هو منظره أمام زوجته وأهلها؟ ثم إن هذا الشخص خائن كيف يسمح لنفسه بذلك، يدخل بغرض خطبة فتاة ثم يخرج مع أختها الصغيرة! هذا يبين أي رجل هو ومدى تدني أخلاقه! تعقلي يا سميحة، لا توسعي الهوه بينهم أكثر مما هي عليه.
شردت سميحه بنظرها كأنها ترى زوجها أمامها ثم أخرجت تنهيدة حزينة:
- لم أهتم بكلامه، صممت على تحقيق رغبة سما، وحدث ما قاله لي بالحرف، والاسوأ تعرفينه.
كانت هبة تريد أن تكمل معها الحديث فهناك الكثير مما لا تعرفه، سامي وسمر لا يتحدثان عن الماضي، وما تعرفه لا يشبع فضولها، لكنها لم ترغب في زيادة الضغط على تلك المرأة فما عانت يكفي ويزيد.
ـ تعرفين!
انتفضت بقوه على صوت أم سامي وهي تقول دون النظر لها:
- أحيانا استغرب لم لا تكرهني سمر؟ لما لم تعاتبني أو تعقني يومًا! فأنا عققتها طول حياتها ولم أجد منها ذلك؟
لم تكن تنتظر الإجابة بل استمرت...
- أحيانًا أتمنى لو تغضب أو تعاتبني، تلومني، تصرخ، لكني أجد العكس، أعرف أنها لا تحبي كما كانت تحب والدها.
نكست رأسها وهي تقول: أو كما تحب والدة زوجها، لكنها لم تقصر معي أبدًا وهذا يقتلني.
ثم شردت بعيدًا وظهر الألم على وجهها ثم تابعت:
- كما أن هناك دينًا قديمًا! هو ذنب ليس دينًا في الحقيقية! وها أنا أدفع ثمنه بل أتمنى ذلك قبل أن أقابل وجه ربي، عله يغفر لي ما فعلته قديمًا، حتى وإن لم يغفر لي من أذنبت في حقِهم...
يتبع

halloula 26-01-22 09:48 PM

بداية واااااو حلوه كتير
مبروك

ريما نون 26-01-22 10:21 PM

شكرا
 
الله يبارك يبارك فيكي، ان شاء الفصول حتنزل كل يوم اربعاء و احد في نفس الموعد

ريما نون 26-01-22 10:22 PM

شكرا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة halloula (المشاركة 15836640)
بداية واااااو حلوه كتير
مبروك

الله يبارك فيكي، ان شاء الله الفصول حتنزل كل يوم اربعاء و اخذ في نفس الموعد ❤

زهرورة 26-01-22 11:05 PM

مبروووك الرواية ..مشوقة ..منتظرينك ..ودمتي بخير .

غدا يوم اخر 27-01-22 12:00 AM

بدايه قوية و جميلة اتمنى لها الاكتمال

ريما نون 27-01-22 12:27 AM

شكرًا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة (المشاركة 15836738)
مبروووك الرواية ..مشوقة ..منتظرينك ..ودمتي بخير .

الله يبارك فيكي ، ان شاء الله الفصول حتكون كل يوم أربعاء و أخذ في نفس التوقيت🌹

ريما نون 27-01-22 12:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر (المشاركة 15836813)
بدايه قوية و جميلة اتمنى لها الاكتمال

شكرا على لطفك ، الفصول كل يوم اربعاء و احد في نفس الموعد🌹

ريما نون 27-01-22 02:09 AM

https://e.top4top.io/p_2217yavaj1.jpeg

ريما نون 27-01-22 02:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر (المشاركة 15836813)
بدايه قوية و جميلة اتمنى لها الاكتمال

شكرا الفصل الجديد يوم الاحد باذن الله

أميرةالدموع 27-01-22 07:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية مشوقة وجذابة جدا واتوقع الاروع قادم سامي سمر شخصيات قوية سارة وغسق اعتقد شخصيات مقهورة ساجي لازال في محور الغموض سما ما خفي كان اعظم
ولازالت الامور غير واضحة للأحداث القادمة في انتظار جديدك

ريما نون 27-01-22 07:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان مؤمن (المشاركة 15835469)
بالتوفيق دوما بإذن الله

شكرا اتمنى ان تعجبك الرواية للنهاية المواعيد كل يوم احد و اربعاء

ريما نون 27-01-22 07:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان مؤمن (المشاركة 15835469)
بالتوفيق دوما بإذن الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوطم الخطيب (المشاركة 15835312)
بالتوفيق إن شاء الله

شكرًا اتمنى ان تنال الرواية إعجابك للنهاية ، مواعيد النشر الاربعاء و الاحد

ريما نون 27-01-22 07:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر (المشاركة 15836036)
بدايه موفقةبانتظارالتكملة
احب ان اقراء قصص تجارب العيش للبنات الوحيدات

الرواية مستوحية من قصص واقعيه وبيها عدت شخصيات نسائية ، اتمنى ان تنال اعجابك، مواعيد النشر الاربعاء و الاحد

ريما نون 27-01-22 07:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرةالدموع (المشاركة 15837194)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية مشوقة وجذابة جدا واتوقع الاروع قادم سامي سمر شخصيات قوية سارة وغسق اعتقد شخصيات مقهورة ساجي لازال في محور الغموض سما ما خفي كان اعظم
ولازالت الامور غير واضحة للأحداث القادمة في انتظار جديدك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعتبر ده اول ريڤيوا في المنتدى ❤
سامى وسمر لسه حتبان شخصيتهم قدام وفعلا هم اقوية بالايمان مش بالصوت العالي والتجبر
غسق مقهوة جدا خلال الاحداث حيبان سبب ضعفها قدام ساجي بالذات
اتمنى ماتستعجلي في الحكم على ساجي ، لان سبب شخصية حيبان قدام سبب كل تصرفاته غير المنطقيه للبعض
مواعيد النشر ، الاربعاء والاحد

ريما نون 27-01-22 07:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرةالدموع (المشاركة 15837194)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية مشوقة وجذابة جدا واتوقع الاروع قادم سامي سمر شخصيات قوية سارة وغسق اعتقد شخصيات مقهورة ساجي لازال في محور الغموض سما ما خفي كان اعظم
ولازالت الامور غير واضحة للأحداث القادمة في انتظار جديدك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا اول ريفيوا عن الرواية في المنتدى❤❤❤
اولا شكرا على كلامك الحلو ، سامي وسمر قصتهم ولهم دور مؤثر جدا ، قوتهم في ايمانهم مش في الصوت العالي والظلم
غسق فعلا مقهوه بس هي مش ضعيف ولا مارفضت ان جوزها يتجوز عليها
سما لا تعليق
ساجي مش حيبان شخصيته او اسباب تصرفاته لا بعد نصف الروايه ، ياريت ماتستعجلوش في الحكم عليه
النشر حيكون يوم الاربعاء و الاحد باذن الله

ريما نون 30-01-22 06:49 PM

السلام عليكم
مواعيد النشر كل أحد و اربعاء
الفصل الثاني
في إحدى المدن السياحية الجديدة، اتجه جميع أفراد عائلة القاسم لحضور حفل زفاف ساجي، لم يكن حفل زفاف عادي، فقد تم التجهيز له منذ عدة أشهر، وقامت مُنى هانم شخصيًا بالإشراف عليه، وإحضار أفضل مصممي حفلات الزفاف من خارج البلاد، لا تصدق أنها أخيرًا استطاعت أن تحقق حلمها بتزوج ابنهاxمن ابنة خالد قريبها، جميلة عائلة الأرندلي، كما أنها تخلصت من العَلقة ابنة الحرام غسق، إنها فعلًا محظوظة ضربت عصفورين بحجر واحد.
xتبتسم في سعادة لا يضاهيها سعادة، كطفلxيتيم ينتظر يوم العيد ليرتدي ملابس جديدة، وهي تلقي أوامرها للعمال هنا وهناك، ساعات فقط تفصلها عن الحدث الأهم في حياتها، وقد حرصت على أن تكون معظم وسائل الإعلام على علم به، بما فيهم مشاهير السوشيال ميديا، لينقلوا أجواء الحفل مباشر عبر هواتفهم النقالة، وصفحاتهم التي يتابعها الملايين، يالها من دعاية سوف تعيد لها أمجاد الماضي بعد أن قضت سنوات في بيت المزرعة لا يعلم أحد عنها الكثير، بفضل فضيحة أخت زوجه.
دخل سراج مكفهر الوجه إلى جناح شقيقه، حيث اجتمع أبناء العائلة وأصدقائهم، تعلو أصوات ضحكاتهم لتصل لآخر الجناح، كان ساجي أكثرهم ضحكًا حتى دمعت عيناه، نظر له سراج بطريقة جعلته يبتلع ما تبقى من ضحكته،x يعرف جيدًا قرب سراج وغسق، وأنه غير راضي عن زواجه من روبي؛xطلب من الجميع الرحيل فهناك حديث طويل مع سراج تأجل كثيرًا ، ويجب إنهائه الآن قبل أن يبدأ حياته مع التي اختارها قلبه!
أغلق باب الجناح واتجه للشرفة المطلة على البحر، حيث جلس سراج يتأمل البحر من دون اهتمام ، يعلم أنه في عالم آخر.
قال ساجي بصوت رخيم: حسنًا هات ما عندك، أنت تقاطعني منذ أشهر وهذا ليس عدلًا.x
صرخ سراج وقد تملكته ثورة غاضبة: عدل! وهل تعرفxأنت العدل؟ أي عدل تتحدث عنه وأنت تظلم زوجتك وترميها هكذا؟ أي عدل وانت تتبجح بحب غيرها أمام الجميعx وتجاهر به، من دون اعتبار لمشاعرها وكرامتهاx، بل تأتي بها لمنزل العائلة لتختار جناحها في القصر، بينما هي تسكن غرفة منذ عشر سنوات ولم تشتكي، رغم أنك تمتلك منزل لك في المدينة، ألا يكفيها معاملة أمك لها،
وقسوة جدك، وحرمانها من الأمومة لكي تذبحها بهذا الشكل وتقول لي عدل؟!x
كان يصرخ لدرجة أن رقبته تشنجت وظهرت العروق بها، يعرف ساجي مكانة غسق عنده فهي اقرب لابنته منها لابنة عمته، رغم أنها لا تصغرهx بكثير، لكن سراج كان دائمًا الحامي لها، عكسه، ولولا معرفته الجيدة بأخيه وحبه لزوجته، لكان صدق ادعاءات والدته بأنه يحبها بل أن بينهما علاقة غير شريفة!x
نفض رأسه لينفض عنها الأفكار السوداء التي طالما حاولت والدته حشوها في رأسه ضد غسق.x
- خذ، اشرب.
مد له زجاجة ماء؛ فرماها سراج لتصطدم بحافة الشرفة وتنفجر تملأ المكان.x
- قل لي أينxهي غسق الآن؟ هل تعرف؟ هل حاولت حتى الاطمئنان عليها بعد فعلتك؟
- فعلتي أنا! هي من اقتحمت الحفل وقامت بفضحي وإهانة روبي.
ارتفع حاجبي سراج في استنكار: وهل حقيقة زواجك منها فضيحة؟x
تأفف ساجي: أنت تعلم إن معظم الناس لا تعلم بذلك الزواج الذي أرغمني أبي عليه!x
- حقًا أرغمك وهل أرغمك على إتمامه؟ والاستمرار فيه طوال عشر سنوات أيضًا؟
- تعرف أني لم أستطع تطليقها، خرج الكلام من فمه بنبرة لم يصدقها هو شخصيًا لكنه أكمل محاولًا إقناع نفسه أولًا ثم أخيه:x
- غسق وحيدة ولا أحد يتقبلها في العائلة إذا كنت طلقتها في وقت سابق ماذا سيكون مصيرها؟ أمي وجديxلن يقبلا بها بيننا، وأبي لن يستطيع أن يقف ضدهم طويلًا، كما أن عائلةxوالدها ترفض الاعتراف بها، خوفًا من أن تأخذ ميراثها، كان هذا الحل الوحيد.x
صفق سراج: يا لك من شهم فعلًا يجب أن يضربوا بك المثل في الشهامة والرجولة.x
كانت نظراته كلها احتقار لم يتحملها ساجي.x
- فصرخ ماذا تريد مني الآن؟ أخيرًا عادت روبيxهي من طلبت مني الزواج هلxتعرف ماذا يعني ذلك لي؟xهل تعرف من هي روبي؟ إنها حب الطفولة الذى لم أتمنى غيره.
- وقد رفضتك سابقًا لأنك غير مناسب ودون المستوى وكالقِفل.
كانت الكلمة كالسهم الحارق الموجهة لقلب ساجي، جاءت باردة حادة مؤلمة خلل شعره بيده محاولًا نزع تأثيرها عليه: سراج فرحي بعد ساعات ماذا تريد مني؟x
- أين غسق؟ أنا أبحث عنها منذ أسبوع لم أجدها، وهاتفها مغلق وهي لم تذهب إلى بيت المزرعة، هل تعرف أين زوجتك؟
ضغط على حروف الكلمة قاصدًا بها نبرة استهزاء واضحة.
- لا أعرف لكنها ستظهر، كما قلت ليس لها أحد، كما أنها ستتقبل الوضع، سبق وحدث بيننا مشاجرة، وقتها هددتني بالرحيل، قلت لها تفعل ما تريد لن تلوي ذراعي بتهديدها، بعد فترة جاءت معتذرة ولم تعدها بعدها.
اتسعت عيني سراج من هول ما سمعه: لهذه الدرجة قمت بإذلالها؟ يا إلهي هذا يفسر الكثير، لا عجب أنها هربت أرجو ألا تكون انتحرت بعد كل هذا؟
انتفض قلب ساجي من الفكرة لكنه قال ببرود مصطنع: لا تخاف لن تنتحر.x
نظر له سراج مطولًا ثم قال: هل تعرف أنها حامل؟x
- كذبxإنها تكذبxلتثنيني عن الزواج!x
هز سراج رأسه في يأس وخرج دون كلمة إضافية.
xوترك ساجي في حيرة! هل فعلًا غسق هربت؟ إلى أين؟ بحث عن نقاله واتصل بأحد الرجال والذي يستخدمه في معرفة المعلومات عن العمل، طلب منه أن يبحث عن غسق بعد أن أعطاه المعلومات دون أن يقول أنها زوجته
*****
دخلت سارة إلى الطبيبة النسائية للاستشارة، قبل عملية التعقيم التي قررت المضي فيها، لكن بموجب القانون يجب أن تتلقى استشارة من طبيبة نسائية وأخرى نفسية لتكون متهيئة لها تمامًا؛ كانت تعتقد أن الطبيبة ستقوم بمحاولة ثنيها عن العملية، خصوصًا أنها من أصول عربية، كما يوضح اسمها ونطقها للغة العربية بطريقة جيدة نوعًا ما، لكنها فوجئت بها تقترح عليها تجميد بويضاتها!
بنبرة حاولت أن تجعلها عادية رغم صدمتها الشديدة: ماذا سأستفيد من ذلك بما أنني لن أحمل؟ تعرفين أن العملية لإزالة الرحم والمبايض؟
أجابت الطبيبة فورًا كأنها تنتظر السؤال : يمكن لسيدة أخرى أن تحمل طفلك بعد أن يتم تلقيحه في المختبر.x
اتسعت عيني سارة وخرجت منها شهقة؛xغير مصدقة لسهولة نطقها بذلك،x
كأنها تخبرها بعلاج لحب الشباب وليس طريقة إنجاب محرمة شرعًا!x
لم تتأثر الطبيبة بل قالت: قد يكون هذا غريب عليكِ لكنه يحدث هنا كثيرًا لقد تقدم العلم كثير..
قاطعتها سارة: هذا حرام، تعرفين أنها طريقة محرمة أليس كذلك؟
مطت الطبيبة شفتيها في ازدراء قائلة: من قال محرمة؟ هل هناك نص قرآنيx
بذلك؟ أو حديث؟ الشيوخ يقولون آرائهم عن جهل ليس إلا!x
أجابتها سارة بصرامة، حسنًا لنتكلم بالعلم اذًا كيف يتغذى الجنين يا دكتوره؟
ردت في ملل: عن طريق الحبل السُري ما هذا السؤال؟x
تابعت سارة: وماذا يتغذى من الحبل السُرى؟

- يا إلهي، دم أمه (تمالكت نفسها) قائلة: أو المرأة التي تحمله في أحشائها!
أجابت سارة: إذن هو يتغذى منها، من دمها، وليس مني كيف يكون ابني؟x
كانت تود ان تفتح فمها، لكن سارة تابعت بصرامة: ولن أسأل إذا كان يحمل صبغتها الوراثية(DNA) نتيجة عن ذلك أو لا، الموضوع مرفوض تمامًا عندي من دون أن أعطيكِ الأسباب الدينية التي أشك أنها تهمك من الأساس، عندي سؤال فقط هل أنتِ فعلًا عربية مسلمة؟
ابتلعت الطبيبةx ريقها،xوخلعت نظارتها محاولة أن تجد مهرب منطقي:
- حسنًا أنا أردت أن أقول أن لديكِ خيارات إذا أردتِ الأمومة فلماذا تحرمين نفسك منها؟
- لو أردت الأمومة فسوف أتكفل بيتيم.
قالتها وهي ترمقها من أسفل إلى أعلىxبنظرات مشمئزة.x
عند خروجها من عند الطبيبة أخذت تبحث عن غسق بعينيها إلى أن وجدتها.x
قالت لها دون إبداء أي سبب:xتعالِ.
نظرت لها غسق ببلاهة!
- قلت تعالِي لن أدعكِ تدخلين إلى هذه المرأة، لا عجب إنها تريد إجهاضك،x
تعالي وسآخذك إلى طبيب متخصص في الحمل الصعب ليفحصك ويتأكد من حالتك.xx
لم تفهم غسق شيء من كلامx سارة، إلا أنها ذهبت معها فهي لا تريد أن تخسر حملها ربما هناك أمل مع هذه الغريبة؟
*****
حفل زفاف أقل ما يقال عنه أسطوري، لكن شيء ما جعل فرحة ساجي غير مكتملة، ربما فستان روبي الفاضح جدًا، يعرف ذوقها في الملابس ولم يحاول تغيره بعد شجارهما مرة حيث هددت بأنها ستتركه إذا تدخل في طريقة ارتداء ملابسها!
xحسنًا كل ذلك سيتغير بعد أن تكون تحت سقفه، لا مزيد من هذه الملابس ولا التجاوزات مع الر جال بحجة أنهم أصدقاء أو أقارب وبحجة أنها ذات عقلية متفتحة، لكنxلا، ليس هذا السبب الوحيد! هل أثر فيه كلام سراج؟x
هو لم يحسب حسابًا لهروب غسق؟ هل حقًا هربت؟ لابد أنها عند قريبتها الغريبة.
xتلك المرأة التي كانت تعمل في منزل جدها لوالدها، فقد اعتادت أن تذهب إليها لتقص لها ذكريات عن والدها!
xيا لها من حالمة، ابتسم دون أن يدري وهو يتذكر تفاهتها كما يسميها، فكانت دائمًا تبحث عن أي شيء يدلها على ماضي والديها، غير الخزي والكلام الجارح من عائلته.x
كثيرًا ما قاموا بالبحث عنها في بداية انتقالها لمنزلهم، ليجدوها في غرفة المخزن المهجور؛xتبحث عن صور طفولة والدتها وذكرياتها، حتى قام عبدالحميد القاسمxبإحراق جميع صور والدتها.x
كم كان قاسيًا، بكت غسق بطريقة لم تبكيها يوم موت عائلتها بأكملها.
تحولت ملامحه للغضب الممزوج بالحزن، وهو يتذكر أنينها ليالي طويلة بعدها، لم تكن تهدأxإلا بعد أن يأخذها في حضنه ويربت على ظهرها كطفلة صغيره بين ذراعي والدها.x
- ساجي ما بك؟
انتفض داخليًا لكنه لم يظهر ذلك على وجهه وروبي تجره ليرقص معها، وضعت ذراعيها على رقبته، لكنه تصلب ولم يفعلx شيء، فقامت بوضع يديه حول خصرها وأعادتxيديها مكانها حول عنقه، بدأت ترقص وتحثه معها على ذلك،x
حاول مجاراتها فهو ليس معتادًا على ذلك، رغم أنه رجل أعمال معروف قضى وقتًا في الخارج، لكنهx لم يقم بهذه الأشياء علنًا حتىx بعد زواجه من غسق، فقدx حاولت معه عدة مرات سابقًا ولم تجد منهx غير الرفض، فاكتفت بأن ترقصx معه في غرفتها مرة كل سنة إذا وافق، أما علنًا لم يكن يظهر أي مشاعر لها أبدًا، كيف سيفعل الآن؟
xأخذ نفسًا طويلًا وقال في نفسه (هذه روبيx تحمل من أجلها) وقام بمجاراتها فعلًا لكنه صُدم عندما وجدها تقبله علانية من شفتيه، كانت قبلة رقيقة لكنها علانية وهذا مالم يكن ليتحمله أبدًا، ابتعد عنها وبحث بعينيه عن إياد صديقه المقرب، الذى فهم ما يريد دون كلام،x فقام بالتدخل لتغيير الموسيقى من هادئة إلى نوع صاخب، ليدخل الجميع صاله الرقص، في هذه الأثناء رأى عينيx سراج، وقرأ بها الاستهزاء كأنه يقول ما هذه إلا البداية فقط!
*****
في الصباح الباكر ذهبت سما إلى عملها، بالرغم من أنها لم تتحصل على شهادة عليا إلا أنها تحصلت علىxالعمل في مؤسسة حكومية بقسم الأرشيف بفضل اسم عائلة والدتها، اضطرت للعمل بعد أن أعطت كل ما أخذته من ميراث إلى زوجها، رغم أن المبلغ كبير جدًا، إلا أن وسام أخبرها أنه صرفه في دين عليه من زواجهxxمنها، رغم معرفتها أنه لم يخسر شيئًا في الزواج ، فقد تكفل والدها بكل شيء بضغط من والدتها، لكنها صدقته ووجدت عملًا لتنفق على البيت والأولاد فوفقًا لكلامه مرتبه يكفي الدين فقط!
قالت سما عند دخول زميلتهم للمكتب: ها قد جاءت العانس رجاء.
لتجيبها زميلتها حنان: اخفضي صوتك قد تسمعنا.
- فلتسمع هل أكذب؟ أصغر منها ولدي ثلاثة أطفال،xلكنها بايره لم ينظر لها أحد. بتفاخر وهي ترفع ذقنها كأنها حققت معجزة، لكن هذا تفكير معظم بنات جيلها ما أن تصل الفتاه لسن معينه تعتبر سلعة بايره!x
خرجت من العمل إلى مدارس أطفالها، ثم إلى المنزل تركض لكي تنتهي من صنع الطعام قبل أن يأتي وسام.
تعرف كيف يكون إذا أخطأت أو تأخرت في شيء فالعقاب معروف وجاهز.
بعد أن جهزت كل شيء جلست تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وطبعًا من ضمنها صفحة أختها وأخيها!
شهقت بصوت عالي وهي ترى صورًا لأختها في إحدى الجزر الاستوائية مع زوجها في إجازة !x
أغلقت الموقع وقامت بالاتصال بوالدتها فورًا.
- أهلًا سما كيف حالك حبيبتي؟x
- جيدة، أين سمر؟ كانت طريقتها استهجان وليس سؤال.x
- لماذا تسأليني عنها؟ هل اشتقتِ لها أم رأيتِ صورها؟
- ماذا تفعل هناك؟ ومن يهتم بأولادها؟ لا تقولي أنتِ! فكيف تهتمين بالمعاق
وأنتِ...
قاطعتها أمها بصوت صارم: اخرسي قلت لكِ مليون مرة أحفادي خط أحمر خصوصًا أولاد سمر،xماذا يعنيكِ إذا سافرت أم لا؟ منذ متى تهتمين لها أو لأخبارها ما هذا الحقد؟x
تنهدت ثم لان صوتها فهي لا تستطيع أن تقسوxعلى سما مهما فعلت: انسى أختك كما نسيتك هي.
لم تجبها فورًا ثم قالت: إلى اللقاء أمي يجب أن أحضر الغداء.
وأقفلت قبل أن تسمع الجواب كانت تنتفض غضبًا، كيف تسافر سمر وتتمتع أيضًا وهي لديها طفل معاق؟
xكيف ينظر لها زوجها بنظرات مملوءة بالحب وهي لم تحظى بمثلها رغم أنها أجمل وأولادها أصحاء وزوجها أغنى وأعلى مرتبًا؟ كيف تكون حياة سمر أفضل من حياتها؟ لماذا؟xx
كانت النار تأكلها عندما دخل وسام ووقف أمامها فلم تحس به.
- أنتِ أين الطعام؟
انتفضت واقفة: وسام هل جئت؟
- لا هذا خيالي، هيا أريد أن آكل أنا جائع.
- ثواني فقط ويكون كل شيء جاهز.
أسرعت إلى المطبخ تخشى بطشه، وستؤجل موضوع سمر لمرة أخرى، أقسمت لن تدعها تهنأ بتلك الصور! من هي كي تتحداها بتلك الصفاقة؟
******
بعد يومين، كانت غسق وسارة عند طبيب أخصائي في حالات الحمل الحرجة، رغم أنها كانت تفضل طبيبة عن طبيب، لكنها لم تجد موعد قريب إلا مع طبيب رجل، كما أن وجود سارة خفف عنها الحرج.
xبعد أن قام بالاستماع لنبض الأجنة والاطلاع على التحاليل التي أجرتها سابقًا.
خلع نظارته وقال: سيدة ديب، لديكِ جنين ميت واثنين لازال قلبيهما ينبض ونبضهما سليم ولأنكِ في بداية الحمل لن نضطر لإزالته جراحيًا، سوف ينزل دون تدخل، على الأغلب سترين نقاط دم أو سائل غامق لزج، إذا زاد عندك النزيف يجب أن تذهبي إلى غرفة الطوارئ فورًا اتفقنا، لكن عمومًا هذا لن يضر بباقي الأجنة.x
كانت تنظر مصدومة لم تنطق بحرف حتى هزتها سارة فقالت: يعني لن أفقد جميع أطفالي؟x
-لا، حتى الآن يبدو أن الباقي بخير، سوف أقوم بفحص دمك لمعرفة إذا كانا يعانيان من أي أمراض وراثية قد تؤثر في النمو؟xx
قالت سارة بعد أن يئست من غسق: إذن متى ستقوم بذلك؟x
أجاب: في أقرب وقت،xسوف أرى مواعيدي خلال هذا الاسبوع، لا أريد تأخير.
- هل هناك أي مضاعفات للأم هل هناك أي شيء يجب أن تقوم به؟
تابعت سارة الأسئلة.
-لا، فقط يجب تجنبxالعلاقة الحميمة في الأشهر الأولى إلى أن يستقر الوضع.x
انتفضت غسق ونظرت له ثم قالت: لا تقلق لذلك، المهم أن ألد أطفالي بخير.
بعد خروجها من عند الطبيب كانت غسق أفضل حالًا من أي وقت مر عليها منذ قدومها لهذه البلاد، ظلتx تربت على بطنها بيدها وهي تبتسم.
- هياx نجلس هنا ونشرب قهوة أو عصير ماذا تفضلين؟
قالت سارة وهي تشير إلى المقهى المقابل لهما.
-xأي شيء لا يهم.
ثم اتجهت إلى المقهى مع سارة، كانت سارة تتأملها باستغراب.
لتقول لها غسق بشبه ابتسامة: هاتي ما عندك.
- كيف تبدين بهذه السعادة وقد أخبرك الطبيب أن جنينك مات؟x
- وقال أن اثنين بصحة جيدة.
أكملت شربها لكوب العصير بكل استمتاع،xابتسمت سارة لهذه المرأة الغريبة التي كانت تبكي بلا توقف منذ يومين عندما أخبرتها الطبيبة أنها ستفقد أطفالها ويجب إجهاضهم حالًا، ها هي تبتسم، كأنها نالت نجمة من السماء، واضح أن ورائها قصة كبيرة وسوف تعرفها طبعًا.x
*****
بعد انتهاء حفل الزفاف اتجه ساجي وروبي إلى جناح العرسان، بصوت يقطر دلالًاxقالت روبي: ألن تحملني؟!x
كانت عيناها تحمل نظرة إغراء لم يستطع مقاومتها حتى وإن أراد ذلك، وضع يديه واحدة أسفل قدميها والأخرى تحت كتفيها العارتين، فتعلقت برقبته بكلتا ذراعيها، دفع الباب بقدمه وتقدم داخل الجناح الكبير، ثم أغلقه بنفس الطريقة، سار داخل الجناح، وقبل أن ينزلها على الأريكة قامت بتقبيله قبلة بدأت رقيقة وتعمقتx سريعًا.
لم يحب جرأتها أبدًا، رغم أنه كان دائمًا يلوم غسق على خجلها وقلة خبرتها وكثيرًا ما اتهمها بالبرود، لكنه الآن ينفر من جرأة روبي، كم هو متناقض، منافق، هل يقارن بينهما حقًا؟ غسق! هل حقًا يفكر فيها وبين ذراعيه روبي؟
*****
بنبره تحمل بين طياتها خوف العالم كله قال عمر: سارة هل انتِ واثقة مما تفعلينه؟ لازال هناك فرصة للتراجع!
لكنها ردت بكل برود وهي مستلقيةxعلى فراش المستشفى تنتظر أن ينقلوها لغرفة العمليات: يمكن أن تتركني وتجد زوجة تنجب لك الأطفال، لن ألومك، فمعك كل الحق.x
استنشق نفسًا ليبرد النار المشتعلة داخله، فلا يهمه موضوع الأطفال الآن، هو يفكر فيها، يخاف عليها، ماذا لو حدث شيء سيئ خلال العملية؟ التي هي أصلًا ليست ضرورية! يا إلهي لا تعرف مكانتها لديه، لماذا تصر أن تختبره دائمًا ويا له من اختبار؟ يجب عليه أن يتوقع موتها في أي لحظة، لم ينطق بحرف آخر، بل شاهدهم وهم يأخذونها، وقلبه يدعو بكل نبضة أن تعود له سالمة معافاة، هذا ما يريده فقط!
xجلسxفي صالة المستشفى، قسم العمليات، فرأى امرأةx تنظر إلى الشاشة المعلق بها أسماء المرضى الذين في غرفة العمليات، بدا شكلها مألوف له رغم أنه رآها مرتين أو ثلاث لعدة دقائق فقط.
- غسق.
نظرت في اتجاه الصوت.
- أهلًا عمر، آسفة لقد تأخرت، كنت أنوي الحضور قبل دخولها غرفة العمليات.x
هز رأسه بتفهم: لا بأس المستشفى بعيدة كيف حالك؟x
- بخير.
عم السكوت بعدها لعدة دقائق، قبل أن تبادر بسؤاله: هل أنت موافق على العملية، أعني هل حقًا لا تريد أطفال؟x
- أريدها أن تكون بخير فقط.
xسرحت في تفكيرها هل هناك فعلًا حب بهذه الدرجة؟ هل يوجد رجل يعشق امرأةx ليضحي بأبوته من أجلها؟xلطالما سمعت عن العكس، كثير من النساء يبقون مع رجال لا يستطيعون الإنجاب للنهاية، لكن العكس لا تذكر أنه حدث، ربما في الغرب، لكن من أبناء جنسيتها قد يكون عمر الأول.xx
- غسق أين ذهبتي؟
- آسفه، شردت قليلًا.
- تعرفين أنكِ اعتذرتِ مرتين في أقل من عشر دقائق؟x
-حقًا!
أجابت في حرج وهي تنظر حولها.x
لاحظ عمر خجلها وارتباكها، كما أنه يبدو عليها التعب، ربما من الحمل، فسارة حكت له رؤوس أقلام عن حالتها.x
- تعالي نجلس هناك، لازال الوقت مبكر لتخرج سارة من غرفة العمليات.
اتجهت إلى حيث أشار دون أن تنطق بحرف، جلست ووضعت يديها أمام بطنها كأنها تحمي أطفالها، بينما ذهب عمر ليجلب لهما شيء يشرباه، مد لها كوب القهوة بالحليب مع عبوات السكر.x
- تفضلي لا أعرف كم عبوة سكر تفضلين.
- شكرًا.
جلس في الكرسي المقابل لها، من الجهة اليسرى مقابل اللوحة الإلكترونية، حتى يتابع تقدم الجراح من دون أن يترك غسق، حاول أن يثني نفسه عن التفكير بسارة مؤقتًا.xx
- كيف حال حملك لقد أخبرتني سارة عن حالتك.
اشتدت قبضة غسق على بطنهاx دون أن تدري وهي تقول: الحمد الله، حتى أني لا أحتاج إلى إجراء أي تدخل لإزالة الجنين الميت، لأن الحمل في بدايته، وسوف ينزل دون أي تدخل كما أن وضع باقي الأجنةx بخير، هذا ما أخبرني به الطبيب، بعد أن طلب إعادة التحاليل مرة أخرى.
اتسعت عيني عمر من كميه المعلومات التي أدلت بها للتو، فهو لا يعرف إلا أنها تحمل توأم فقط!
لم تنتبه غسق لنظرته، لأنها كانت تبتسم وتنظر إلى بطنها.x
إلى أن قال: هل سيحضر زوجك الولادة؟ لابد أنه متحمس جدًا، هذا أول حمل لكِ كما فهمت؟x
ارتفع رأسها إليه بسرعة وكانت نظراتها غير مفهومة له.
xهل يمزح ألا يعرف؟ هو حقًا لا يعرف فهي لم تخبر سارة بشيء،xكيف سيعرف هو إذًا كان هذا الحوار يدور في ذهنها.
وعمر يحاول أن يفهم نظراتها له، هل أخطأ في شيء، واضح أن هناك الكثير لا يعرفه، وسارة لم تنبهه له.x
يا إلهي ماذا سيكون رد فعل سارة؟ لابد أنها ستقلب الدنيا فوق رأسه عندما تعرف استر يا رب.
*******************
أنتهى الفصل

Lautes flower 30-01-22 10:32 PM

روايه جميله جداااااا😍😍😍
اتمنى ان غسق❤❤❤ تكون بخير رغم قصتها الصعبه وحياتها البائسه
وياريت ماترجع ل ساجي وتسيبه للعقربه روبي وامه هويستاهل لانه انسان تافه وبيدور على المظاهر
سما 😈😈😈 انسانه حقوده جداااا حتى لو امها دلعتها وجعلت منها انسانه انانيه بس مش بكل الكره والحقد دا مش بس مع اخواتها دا حتى مع زميلاتها في العمل ودا اكيد هينعكس عليها وعلى اولاده سلبا ..مستغربه جدااا ازاي بتعرف تحب اولادها وزوجها 🤔🤔🤔🤔
ساااره 💔💔💔 ليه بتعمل العمليه دي مع اني فهمت انها دكتوره نفسيه او حاجه زي كدا هل فعلا بتختبر مشاعر زوجها ولا ايه حكايتها بالظبط ياريت تقدر تساعد غسق وتحاول تحتوي ضعفها ووحدتها 😭😭😭😭
بجد روووووعه تسلم ايديك يا قمر 🌹🌷🌺😍😘❤

ريما نون 30-01-22 10:41 PM

مرورك هو الحلو طبعا ❤❤❤
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower (المشاركة 15841524)
روايه جميله جداااااا😍😍😍
اتمنى ان غسق❤❤❤ تكون بخير رغم قصتها الصعبه وحياتها البائسه
وياريت ماترجع ل ساجي وتسيبه للعقربه روبي وامه هويستاهل لانه انسان تافه وبيدور على المظاهر
سما 😈😈😈 انسانه حقوده جداااا حتى لو امها دلعتها وجعلت منها انسانه انانيه بس مش بكل الكره والحقد دا مش بس مع اخواتها دا حتى مع زميلاتها في العمل ودا اكيد هينعكس عليها وعلى اولاده سلبا ..مستغربه جدااا ازاي بتعرف تحب اولادها وزوجها 🤔🤔🤔🤔
ساااره 💔💔💔 ليه بتعمل العمليه دي مع اني فهمت انها دكتوره نفسيه او حاجه زي كدا هل فعلا بتختبر مشاعر زوجها ولا ايه حكايتها بالظبط ياريت تقدر تساعد غسق وتحاول تحتوي ضعفها ووحدتها 😭😭😭😭
بجد روووووعه تسلم ايديك يا قمر 🌹🌷🌺😍😘❤

مبسوطه انها عجبتك يارب تفضل عجباكي للاخر
غسق لسه قصتها طويلة ماتستعجليش ، أما ساجي فهو فعلًا يستاهل روبي 😌
سما كانت ضحية في الاول بس هي الحقد تغلل جواها اتجاه الجميع،
ساره لا مش دكتورة نفسيه هي صحفيه وعندها سرطان، حتعرفي قدام السبب لعدم رغبتها في الخلفه
غسق حتخوض رحلة طويلة عشان تتغير وتبقى قوية وتواجهه الكل
❤❤❤❤

غدا يوم اخر 31-01-22 12:13 AM

حبيت الزوجين سارة وعمر
واحتمال ان ام ساجي افسدت حياة ام غسق فعاقبوها زوجها وحماها بالنفي في المزرعة الي اليوم
مازال اسره والد غسق مجهولة بالنسبة لنا بس شكلها ماتبعد عن اهل امها ظننت انها لها علاقه بسما بس طلع غير
بانتظار البارت الجديد

ريما نون 31-01-22 02:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر (المشاركة 15841662)
حبيت الزوجين سارة وعمر
واحتمال ان ام ساجي افسدت حياة ام غسق فعاقبوها زوجها وحماها بالنفي في المزرعة الي اليوم
مازال اسره والد غسق مجهولة بالنسبة لنا بس شكلها ماتبعد عن اهل امها ظننت انها لها علاقه بسما بس طلع غير
بانتظار البارت الجديد

ساره وعمر فعلا الاجمل بصراحه ❤
لا مش ده السبب لسه حتعرفي قدام ، على فكرة اسرة والد غسق ظهرت في البارت الاول بس لسه مابانش الصله قريب حتعرفيهم
هي فعلا ليها علاقة بسما🥰

ريما نون 02-02-22 07:27 PM

الفصل الثالث
يدور في الصالة الملحقة بالجناح كأسد جريح
xبداخله اندلعت نيران لا يستطيع السيطرة عليها، لا يصدق ما حدث، ماذا يجب أن يفعل بعد أن اكتشف الكارثة.
xهل اعتقدتx فعلًا أنها ستفلت بفعلتها تلك؟xماذا هل تظنه غبي ساذج لا خبرة له قِفلٌ كما لقبته سابقًا؟x
لهذه الدرجة لا تراه رجـلاً، لماذا؟ كان هذا السؤال الذي يكاد أن يمزق عقله ولم يجد له جواب.
خرج من الجناح بعد أن ضاق عليه.
اتجه إلى غرفة والد روبين يطرق الباب بكلتاx يديه يود أن يقتلعه، ما إن فتح والدها الباب كانت على وجهه علامات النعاس، لكنه تفاجأ من منظر ساجي؛ فشعره كان غير مرتب وكذلك ملابسه وعينيه بلون الدم، أما ملامحه فلا تبشر بالخير أبدًا.
- ماذا هناك؟ لم أنت هنا؟ هل حدث شيء لروبي.
كان هذا صوت والدتها الفرنسية تتحدث من خلف زوجها الذي لم ينطق حرفًا كأنه يعرف سبب غضب ساجي!x
إذا كانت النظرات تقتل لمات خالد فورًا من نظرات صهره له،xلم يتكلم ساجي بل ظل ينظر إليهما كأنه يستشف ما بداخلهما.x
أعادت جوليا السؤال: لماذا أنت...
قاطعها بغضب يظهر جليًا في صوته: تعرفين لماذا أنا هنا، لم تنجح عملية خداعي.x
قالها بكل ازدراء حتى أن خالد لم يستطع أن يرفع عينيه نحوه، لكن جوليا تابعت بصفاقة منقطعة النظير: ماذا فعلت بها؟
أزاح خالد من أمامه بيده كانه ينفض ذبابة،xوأمسك ذراعها يقربها منه قائلًا بصوت جمدxالدم في عروقهما:xلم أفعل شيء بعد، أعدك أن أجعلها تكره الساعة التي فكرت فيها بأن تستغفلني وتخدعني.
ترك ذراعها بقوة لدرجة أنها تراجعت عدة خطوات للخلف.
اندفع خارج غرفتهما، لتذهب هي تبحث عن نقالها وهي تصرخ:xالمتخلف، من يظن نفسه؟ سوف أجعله يندم على ما قاله...
أماx خالد لم يتحرك من مكانه فقد كان الخزيx يتملكه بشدة لأول مرة منذ أن تزوج جوليا، أحس بغلطته ونتيجة هذه الغلطة فضيحة كبرى.x
- تعال يا رجل ابنتك لا ترد لنذهب لها.
انتزعته من أفكاره، لم يرد، فالألم في صدره أصبح شديدًا ولسانه لم يقدر على النطق ليسقط مغشيًا عليه.
****
خرج من الفندق وهو غير قادر على التنفس لا يصدق ما حدث، كان يشك لكنهx كذب إحساسه، وأغمض عينيه عن كل العلامات والاِشارات.
لماذا خدعتهx هكذا؟xهل حقاً ظنته لن يكتشف الخدعة؟xهل نسيت أنه كان متزوج لعدة سنوات.
أتاه صوت إياد يناديه وهو يلهث فقد اتصل به منذ أن خرج من عند روبي.
- ساجي ماذا حدث يا رجل؟ لم أفهم منك شيئًا.x
بصوت مملوء بحسرة وألم ، صوت رجل ذبح، ليس صوت ساجي أبدًا: لقد خدعتني ما الذي لم تفهم في كلامي؟xلماذا لم تخبرني منذ البداية؟x
قال إياد بهدوء قاتل: هل كنت ستوافق؟ xx
جاء السؤال كرصاصه لم يستطع تفاديها!
نظر له باستنكار، لكن إياد أكمل بهدوء يحسد عليه: لا أدافع عنها، تعرف أنى لم أتقبلها بعد عودتها المريبة لك، لكن بصراحة ما كنت لتقبل بها، أعرفك أكثر من نفسي ساجي.x
- وهل تلومُني على ذلك؟ هل يجب أن أتقبل خطأها كي أصبح رجل عصري متفتح؟ هل اتقبل خطأ غيري؟ لماذا؟
- إذن عرفت لماذا لم تخبرك؟ لا تلومها.x
ظهرت على شفتيه ابتسامة هازئة ثم قال: من يسمعك يظن أن روبي تأبه بالتقاليد والعادات أو حتى الدين، أنت تعرف أنها لا تخاف، هي فقط أرادت أن تكون زوجتي.
ارتفع حاجبي إياد في استغراب شديد، بدا واضحًا حتى في صوته: وإذا كنت تعرف ذلك لماذا حاربت كي تتزوجها إذًا؟ لماذا تحديت الكل وأعلنت حبك لها على الملأ؟ لماذا جازفت وخسرت والدك، سراج، وغسق!
لم يكن يسأل بل كان يضع الحقائق أمام عينيه.
x- تحمل نتيجة اختيارك ساجي، ولا ترمي بأخطائك على الجميع عدى نفسك كالعادة.
لم ينطق، لم يستطع أن يرد عليه، فإياد محق، هذا خطأه وحده، ووحده سيقوم بتصحيحه بعد أن ينتقم منها.
*****
انتهت فرح من فحص المريضة، ثم أزالت القفازات الطبية، واتجهت إلى مكتبها، جلست خلفه تطالع ملفها الطبي.xx
أمامها كانت والدة المريضة تجلس أمام المكتب من الجهة الأخرى، وقد أتت المريضة لتجلس في الكرسي المقابل لها، بعد أن عدلت ملابسها.
- صحتك جيدة، لا يوجد لديك أي مشكلة، لكني لازلت عند كلامي، أنتِ أنجبتِ منذ أقل من ستة أشهر فقط، لا أنصح بالحمل، لم يمر على زواجك سوى ثلاث سنوات، لماذا الاستعجال لازلتِ صغيرة؟
أجابت والدتها بسرعة دون حتى أن تعطي فرصة لأحد: نريد الولد، لقد أنجبت ابنتين للأسف.
قالتها بحسرة شديدة مما جعل حاجبي فرح يرتفعانxللأعلى، لازال تفكيرهم منحصر في إنجاب الولد؟!
أخذت نفسًا في محاولة لتهدئة أعصابها ولتخرج كلماتها هادئة: يا حاجة، ابنتك أنجبت طفلتين تتمتعان بصحة جيدة وهذا في حد ذاته نعمة يتمناها الكثيرون، مسألة إنجابها للصبي في يد الله هو من يأذن به، لكن الآن صحتها لن تسمح، لا تنسي أنهاxمرت بحملين وولادتين ثم إجهاض في أقل من ثلاث سنوات.x
مطت المرأة شفتيها بطريقة تدل على أن الكلام لم يوافق مزاجها، ونظرت لفرح بنظرة من لا يفقه شيئًا.x
- نعرف أنها نعمة من الله ونحمده عليها، ولكن زوجها يريد صبي، ما الخطأ في ذلك؟ كما أن جميع نساء العائلة يحملن ويلدن كل سنة ولم يؤثر ذلك عليهن وكانت الداية عائشة من تقوم بتولديهن، كم صبي ولد على يدها إلى أن أتيتيxأنتِ،xفلم تلد نسائنا إلا البنات، لا أعرف من أتى بالنحس معه؟
قالتها وهي ترمق فرح بنظرات حارقةxكأنها مجرمة وتم ضبطها.
اتسعت عيني فرح، كما انفرجت شفتيها لا تصدق صفاقة هذه المرأة، وقفت من على كرسها ووضعت يديها على طاولة المكتب مستعدة لترد عليها بما يليق بكلامها المسموم ، عندما دق الباب بشدة، تعرف من خلف الباب من طريقة طرقاته، تنحنحت وعدلت وقفتها ثم قالت للمرأة وابنتها: استمري في تناول الفيتامينات التي صرفتها لكي وتعالي بعد شهرين.

xودون حتى أن تنتظر الرد منها أشارت لهما للخروج، كانت تطردهما بطريقة غير مباشرة نوعًا ما.
مما جعل الأم تتأفف بصوت عالي قائلة: قلت لكِ أن الداية أفضل لكن أنتِ أصررتِ عليها، لو كانت طبيبة فعلًا لعالجت نفسها من السمنة.
رفعت فرحx رأسها لها بسرعة، لكن الفتاة قامت بشد أمها والخروج قبل أن تتفوه فرح بحرف.
xدخل سراج فور خروجهما فوجد وجه فرح بلون الدم من شدة الغضب، فهو يعرف متى يكون احمرار وجهها غضبًاxبسبب مرضاها.
لم يسأل عن السبب بات يعرف أنواع المرضى الذين يأتون إليها في الوحدة الصحية للمزرعة، كما أنه ليس في مزاج ليسمع منها محاضرة عن تخلف العقول والتجني على المرأة، وغيرها من الأمور التي تنتهي بمشكلة بينهما، رغم أنهما ليسا الأطراف من الأساس.
كانت تود أن تتجاهله، أو تبدأ معه مشكلة لا نهاية لها خصوصًا بعد كلام تلك المرأة.
xلكن هيئته أوقعت قلبها بين قدميها، كان وجهه تملأه خطوط الحزن، ملابسه ليست مهندمة، يبدو أنه لم يقم بتبديلها منذ ليلة الأمس ماعدا رابطة العنق لم يكن يرتدي واحدة؟ حذاءه مغبر وكذلك أسفل بنطاله، يبدو أنها ليلة عصيبة.
هذا ما جال في فكرها دون أن تظهر شيء على ملامحها، ظلت تنظر إليه صامته بعد أن جلست في كرسيها وضمت يديها أمام صدرها، تنظر إليه في هدوء كأنها تدرسه، أو تحاول أن تستشف ما حدث بالضبط .
أتجه سراج إلى حيث تجلس، وقام بلف الكرسي ليكون مقابلًا لها وظهره للباب، لم تتغير ملامح فرح ولم يظهر عليها أي تأثير،xوبنبرة يائسة مترجية: أين هي فرح حبًا بالله أين هي؟
- عن من تتحدث سراج؟x
أغمض عينيه بقوة مع محاولةxلتهدئة أنفاسه، يعرف فرح واستفزازها، لكنه ليس الوقت المناسب لذلك.
- أنتِ صديقتها الوحيدة، مستحيل أن تختفي دون أن تعرفي مكانها، أنا متأكد أنها على الأقل هاتفتك لتطمئني عليها، قلقي عليها يكاد يقتلني.
خرجت جملته الأخيرة بنبرة ترجي يائسةx
- تعرفين مكانة غسق عندي مثل أختي ت...
قاطعة بضحكة ساخرة: قلق ومكانة أختك! حقًا!
أكملت بنفس النبرة الساخرة وعينيها تشعان نيران غضب مكبوت: أين كانت تلك المكانة وذاك القلق وأنت تحضر زفاف ساجي وتقوم بالتصوير معه؟ أم أنها أخذت عطلةxمؤقتة، آه نسيت، صورك مع العروسين في قمة الجمال، أنتم حقًا عائلة محبة لبعضها.
لم يستطع تمالك نفسه من نبرتها المستفزة وكلماتها السليطة.x
قال صارخًا: فرح تكلمي باحترام.
- وهل في كلامي قلة احترام؟
أجابته باستفزاز أكثر وهي تنظر إلى هاتفها، ثم أدارت الشاشة لتكون مواجهة له.
- انظر صورك رائعة كنت وسيمًا جدًا، لابد أن غسق تتفق معي فأنت أكثر وسامة من العريس نفسه!
استقامت بعد أن صفعته بكلماتها، وخلعت معطفها الطبي استعدادًا للخروج.x
رغم أن كلماتها عبارة عن ضر بات متتاليه له ، إلا أنه يعرف أنها محقه، مسح وجهة بيده وقال: هيا للبيت أنا متعب واحتاجك.
التفت له تود أن ترد باستهزاء أكثر، لكنه أخذها بين ذراعيه قائلًا: فقط دعيني أرتاح في حضنك، أحتاجك فرح، أحتاج زوجتي جدًا.
******
خرجت سارة من العمليات بعد فترة لا بأس بها.
بعد أن اطمأنت غسق عليها، رغبت بالمغادرة، فعُمر يكاد أن يموت قلقًا عليها، وجودها ليس له داعي مع كل الرعاية الطبية، لكن سارة كان لها رأى آخر.
- ابقي معي لنثرثر قليلًا.
xأحست بالإحراج من عُمر، واضح أنه يريد البقاء مع زوجته، لكن عُمر حسم الموقف:x
- سوف أذهب للعمل قليلًا ثم أعود للمبيت معكِ، يمكنك البقاء غسق إلى أن يحين موعد انتهاء الزيارة.x
غادرهما دون أن يضيف كلمة أخرى، رغم هدوء صوته إلا أن نبرة الغضب واضحة فيه.x
- لماذا أحرجته هكذا؟ لقد كان قلقًاxجدًا عليكِ طول فترة الجراحة، من الواضح أنه يحبك كثيرًا.
لم ترد سارة، هي نفسها لا تعرف لماذا فعلت ذلك؟ لماذا تتعمد إبعاده عنها؟ بالرغم من أنها تحتاج إلى حضنه، أكثر من أي وقت مضى.
x- أريده أن يرتاح فقط.x
حسنًا تعرف أن كذبتها لم تنطلي على غسق، هي نفسها لم تصدقها، لكنه ليس الوقت المناسب ولا المكان لمناقشة حياتها مع عُمر.
- إذن لدينا بعض السويعات، احكي لي عن وضعك، لماذا أنتِ هنا لوحدك؟ أين زوجك؟xأعرف أنكِ تملكين الجنسية، إذن لم تأتي للولادة فقط، لماذا أنتِ لوحدك أليس لديكي أحد أهل مثلًا!x
ردت غسق بنبرة ضاحكة: مهلًا، ما كل هذه الأسئلة هل أنا في تحقيق!
مما جعل سارة تضحك بصوت عالي وهي تمسك أسفل بطنها منعًا للألم: اعتبري نفسك في تحقيق.
- لما خمنتِ أني متزوجة من الأساس؟
كانت نبره غسق كمن يريد أن يهرب من الإجابة، حتى أنها لم تنظر في عينيها.x
ردت سارة: من خاتم الزواج في يدكِ، كما أنكِ أجبتِ على سؤال الممرضة أثناء فحص الدم بأن زوجكx قريبك أم نسيتِ؟x
نظرت لها غسق، فغمزت سارة، وأشارت لرأسها بعلامة الذكاء.x
تنهدت ثم أجابت: نعم متزوجة من ابن خالي!
لم تزد حرف على ذلك.x
- وبعد، هل يجب أن أسحب الإجابات من فمك؟
ثم عقدت حاجبيها في تظاهر بالغضب: اسمعي، أنا خرجت من عملية كبيرة لتوي، أريد أن أنسى أنى لن أصبح أمًا أبدًا، كما أنه يجب عليّ ولباقي حياتي أن أتناول أدوية ومكملات كي أبقي على أنوثتي وأحمي عظامي من الهشاشة،
xيعني أني تحولت من امرأة لم تدخل الثلاثين بعد إلى سيدة في سن اليأس.
- ما هذا الكلام؟! حسنًا سوف أحكي لكِ، ماذا تريدين أن تعرفي؟x
عدلت سارة السرير بحيث تكون نصف جالسة، وجلبت كوب الماء بقربها لتشرب منه، فمن الواضح أنها أمام قصة مشوقة.
عادت غسق بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتها للأبد، كانت قد رسمت لنفسها مستقبل باهر فهي من الطلاب المتفوقين دراسيًا، وذلك ضمن لها منحة دراسية في إحدى أعرق الجامعات في البلاد دون حتى أن تنهي دراستها الثانوية، هكذا تجري الأمور هنا، وهذا ما جعلها في قمة سعادتها عندما أخبرها والداها بأنهما قررا الذهاب في إجازة إلى الوطن، ليزورا أقاربهما الذين لم تعرف منهم سوى خالها سليم وابنه سراج.

فخالها كان دائم التردد عليهم في فترات متباعدة، برغم أن العلاقة بينه وبين والدها ليست على أحسن ما يكون، لكنها أحبته جدًا، كما أحبت سراج بخفة دمه وروحه المقربة للقلب.
سراج كان توأمها الروحي،xكم أحبت التحدث معه عبر الانترنت؛ ليحكي لها عن فرخته الصغيرة فرح كما يطلق عليها، عرفت بفطرتها الأنثوية أن سراج يذوب عشقًا بها، ولكنه يخفي ذلك، عبر النكات والمضايقات الدائمة لفرح، لم يكن لغسق أصدقاء مقربين،x فخلاف اسمها الذي يصعب النطق به باللغة الانجليزية حتى قررت أن تتخذ حرف G، لها كاسم بدلًا من التنمر عليها بسبب هذا الاسم الغريب
xحتى معناه يبعث على النفس الكآبة (الظلمة في أول الليل).
xسراج كان صديقها المقرب الوحيد، لذلك كانت متحمسة لرؤية المزرعة التيxأخبرها عنها كثيرًا، وبالطبع رؤية فرح.
عند وصولهم للمطار كانت هناك سيارة بسائق في انتظارهم، وقد استغرب والدها ذلك، فلا أحد يعرف موعد الرحلة، رغم ذلك استقلها وصرف السائق فهو يرغب في رؤية شوارع البلاد بعد غيبة طويلة مع العائلة الصغيرة.
كل ما تذكره بعد ذلك اصطدام عنيف، جعلها تطير عدة أمتارxبعيدًا عن السيارة التي اشتعلت بنيران قوية، لم ترى مثلها يومًا بعدها دخلت في سبات عميق، أفاقت على كارثة تلو الأخرى، ماتت أسرتها، عائلة أمها ترفض استلامها، لا وجود لعائلة والدها، ليس لها أوراق تثبت أنها تحمل جنسية الوطن، يجب ترحيلها لعدم وجود قريب يقوم بدور الوصي عليها.
الضياع هو أقل وصف لما شعرت به، لم يأتي أحد ليهون عليها أو يشرح لها ما حدث، حتى خالها لم تراه، وجدت نفسها في نفس المطار الذي دخلت منه مع أسرتها وكم كان الفارق كبيرًا لحسن حظها، أو لسوئه ليست متأكدة، استطاع خالها بطريقه ما الحصول على حق الوصاية، بعد أن أثبت صلة القرابة بينهما، لكن تلك لم تكن نهاية مشاكل غسق بل بداية الطريق.
طريق طويل لتدفع ثمن أخطاء واختيارات، لم تقم بها بمحض إرادتها بل فرضت عليها قسرًا، ومن منا مخير؟ في الواقع أليس كلنا مسيرين؟
- هيا غسق ألن تحكي؟x
انتشلها صوت سارة من ذكرياتها، فتحت عينيها كأنها تراها لأول مرة، كم كانت ملامح الحزن تملأ عيناها كانت كبركة من الأحزان وقد ملأتها الدموع المترقرقة.
- يا إلهي ماذا حدث لكِ غسق؟ ما كل هذا الحزن؟
سحبت نفسًاxوأغلقت عينيها حتى لا تنزل دموعها، ثم تراجعت على الكرسي محاولة لملمة شتات أفكارها.xx
- لقد تزوجت وأنا في السادسة عشر بعقد شرعي غير موثق!
********
أنتهى الفصل

Lautes flower 03-02-22 01:24 AM

فصل رائع حبيبتي تسلم ايديك 🌹🌷🌺
ساجي يستاهل دلوقتي عرف روبي رجعت له تاني ووافقت بالزواج منه ليه محرد مداراه لفضيحه🙈🙈🙈 ولو انهم عندهم عادي
المصيبه ان ابوها 🙈😭عارف وساكت ووافق على زواج ابن اخته وخداع ابنته له 🙄😒😏 ساجي 😂😂😂😂 ضحكه شريره وشامته وانا بقرأ المشهد بتاعه 😂😂😂😂 تستاهل 🙄
اتمنى ان فرح ❤❤❤تكون عارفه مكان غسق وبتتواصل معاها قلبي واجعني جداااا على غسق ❤❤ وحيده في غربه وبلاد اجنبيه حتى لو ولدت وعاشت فيها تبقى غريبه واتمنى انه ساره وعمر ❤❤يعوضوها الاهل اللي خسرتهم

ريما نون 03-02-22 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower (المشاركة 15844994)
فصل رائع حبيبتي تسلم ايديك 🌹🌷🌺
ساجي يستاهل دلوقتي عرف روبي رجعت له تاني ووافقت بالزواج منه ليه محرد مداراه لفضيحه🙈🙈🙈 ولو انهم عندهم عادي
المصيبه ان ابوها 🙈😭عارف وساكت ووافق على زواج ابن اخته وخداع ابنته له 🙄😒😏 ساجي 😂😂😂😂 ضحكه شريره وشامته وانا بقرأ المشهد بتاعه 😂😂😂😂 تستاهل 🙄
اتمنى ان فرح ❤❤❤تكون عارفه مكان غسق وبتتواصل معاها قلبي واجعني جداااا على غسق ❤❤ وحيده في غربه وبلاد اجنبيه حتى لو ولدت وعاشت فيها تبقى غريبه واتمنى انه ساره وعمر ❤❤يعوضوها الاهل اللي خسرتهم

المسالة اكبر من مداراه للفضيحة لسه في مصايب تانيه😊
ساجي من ابن اخت خالد لا منى أم ساجي قريبة بس عشان كدا بيقوله خالي
ايوا لسه حتشمتي في ساجي كثير جدا😂😂😂
تعتقدي انها عارفه🤔
الفصل الجاي حتعرفي
اكيد غسق مش حتكون نهايتها انها تعيش في الغربة وحيده ولا ايه لازمة الرواية ؟
اصبري بس و كله حيبان❤❤❤❤

ريما نون 06-02-22 07:12 PM

الفصل الرابع
السادسة عشر! هذهِ جريمة كيف باعك أهلك بتلك الوضاعة؟
xصرخت سارة بتلك الكلمات لدرجة أن جراحتها التي لم يمر عليها ساعات آلمتها.
انتفضت غسق من مكانها خوفًا من صوتها العالي
- إهدئي قليلًا!
وضعت يدها أسفل بطنها مثل عادتها مؤخرًا، تستمد الحماية من جنينها وتمنحه مثلها.
ثم تابعت وهي ترىxحاجبي سارة قد انعقدا، كما ظهرت حبات عرق على جبينها، لابد أنها تتألم من شدةxصراخها:
- لقد توفي أهلي في حادث، واضطر خالي أن يزوجني ابنه، حتى يقبل جدي أن أبقى معهم.
كان صوتها مزيج بين الألم والخزي ،ألم فقدان ورفض، وخزي من زواج أجبر عليه كلا الطرفين.
بنبرة متوجسة وصوت أقرب للهمس سألت: ولماذا لم يقبل بكِ جدك؟
نظرت لها غسق وهي لا تصدق أنها سوف تكشفx واحدًا من أبغض وأسوأ أسرارها! سر هي نفسها لم تكن تعلم به إلا بعد عقد القران والذهاب إلى منزل القاسم! لم يكن سر بل هو وصمة عار!
- أمي أنجبتني بعد زواجها من أبي بشهرين!
*****
قبل ذلك بعدة أيام...
تحديدًا ليلة زفاف ساجي وروبين، وقف ساجي أمام البحر بعد أن تعب من الكلام مع إياد، يفكر هل إياد على حق؟
هل كان من الممكن أن يتغاضى عن خطأxروبي لو أخبرته من البداية، هو يعرف روبي جيدًا.
مال طرف شفتيه بما يشبه الابتسامة، يعرفها! حقًا!
لقد اختار أن يعرف ما أراد أن يصدقه فقط، لم يشك لحظة فيها، نعم هي متحررة وذات أفكار مختلفة معارضة له، لكن ذلك لا يعني بأن تكون بتلك الدناءة وتحاول أن تخدعه حقًا.
المشكلة أنه سألها مرة عن مدى تطور علاقتها مع أصدقائها وخطيبها السابق، لكنها أجابت بما يريد سماعه بالضبط، وصدق دون نقاش!
كم كان مختلف مع غسق، يا إلهي لماذا يرجع إليها ثانية، لماذا المقارنة؟x
هذا ليس في صالحه أبدًا؛ لطالما تعامل مع غسق على أساس أنها منحلة عديمة الأخلاق، فهي تربية بيئة أجنبية بالإضافة لأنها ابنة فجر عمته!
والكل يعرف ماذا فعلت فجر؟! رغم مرور السنوات وأنه تم التستر على فعلتها بزواجها ونفيها للخارج، إلا أن والدته لم تجعلهم ينسون فعلتها خصوصًا مع عودة غسق كزوجة لابنها المفضل.
لازال يذكر تفاصيل ذلك اليوم البعيد عندما قرر سليم القاسم، أن يعقد قِرانه على تلك المسمى ابنة عمته...
تملكه الغضبxوكاد أن يرتكب جريمة وقتها، لماذا هو بالذات؟ هو لا يعرفها، ولا يريد ذلك، لكن رد والده ألجمه!x
- أنت مشارك في ما فعلته عمتك، يجب أن تدفع الثمن الآن.
لا زالوا يحاسبونه على ما حدث رغم أنه كان طفل ولا يدري ما تفعله عمته.
بهذه الكلمات المختصرة وافق على مضض بعد أن وعده والده أن يحله من ذلك الارتباط بعد أن تنهي غسق دراستها.
هو حتى ليس ملزم بها ماديًا أو معنويًا، فقط من أجل أن تبقى في منزل العائلة.
يذكر أول مرة رآها لم يتأثر، كانت فتاة أقل من عادية، شعرها قصير بالكاد يغطي رقبتها، توجد عدة كدمات متفرقة على وجهِها،xذراعها مغطاه بشال ملفوف حول رقبتها، ترتدي ملابس واسعة، لا يظهر عليها أي ملامح أنوثة، لا يصدق أنها في السادسة عشر من العُمر، فشكلها يوحي بأنها في العاشرة رغم طولها.
انتهى من المهمة بسرعة، وتوجه الجميع إلى بيت العائلة لتبدأ المعركة، لكنه لم يتعب نفسه ولم يتدخل أبدًا! ترك والده في وجه المدفع فقد انتهت مهمته هنا.
****
مسحت سارة جبهتها بظهر يدها في إحراج، لم تتوقع هذا الرد أبدًا:x
- رحم الله والديكي، لكن لماذا يحملك جدك خطأها؟x
كان صوتها منخفضًا وارتفع بالتدريج كأنها اكتسبت ثقتها من جديد، ثم إن خالك ظالم، كان من الأسهل أن يحارب من أجلك لا أن يزوجك ابنه، وأين هو ذلك الابن الآن؟ كبرتي عليه فقرر أن يتزوج من قاصر أخرى؟
بنبرة هازئة أكملت تساؤلاتها.
لم تكن تدري أن كلماتها كسهام حادة تغرس في قلب غسق تمزقه إلى أشلاء.x
بكلمات تقطر ألمًا أجابتها:xتزوج من حبيبته، ولا ليست قاصر بل هي تكبرني بعدة سنواتxفي الواقع.

xأولxمرة لا تجد سارة الكلمات المناسبة لقولها، كانت ترغب في سب خالها وجدها وزوجها بأبشع الشتائم، لكن عيني غسق المملوءة ألم جعلتها تبلعxكلماتها لوقت آخر.xx
*******
- خذ، لم يتوقف هاتفك عن الرنين منذ ساعة.
نظر إليها بنعاس، فهو لم يستيقظ من نومه تمامًا، مسح على وجه بيده أولًا ثم ارتشف من زجاجة الماء التي يحرص على إبقائها بقربه عند النوم.
- سآخذ حمامي ثم أرى من يتصل بي منذ الصباح الباكر؟
ردت فرحx بهدوء مستفز: إنه والدك.x
ألقى عليها نظرة فوجدها تقوم بطلاء أظافرها، عقد حاجبيه! كم يكره طلاء الأظافر ذلك، لم تصر على استفزازه؟
- فرح، ماذا أخبرتك عن تلوين مخالبكِ بالأحمر؟
رفعت رأسها إليه وقد ارتسمت كل معالم الغضب على وجهها:x
- مخالب! هل تتحدث عني؟ انتظر لأريك ما تفعله المخالب.
بنبرة مسلية ملؤها العبث رد وهو يغمز لها: أعرف ما تفعله تمامًا، لازالت آثارها على ظهريx فرختي.
وأغلق باب الحمام قبل أن تصل إليه.x
زفرت في غضب: مخالب، وفرخه، بيننا حساب جديد يا سراج!
*****
عادت إلى شقتها بعد أن انتهت ساعات الزيارة منهكة، فالحديث عن الماضي ليس بهين عليها أبدًا.
هي لم تقم بذلك أبدًا إلا في مذكراتها، يا إلهي لقد نسيتهاx في منزل المزرعة! ضربت على خديها بفزع، قد تقع في يد أحدهم، الأسوأ لو وقعت في يد زوجة خالها مُنى، رغم أنها لا تحوى فضائح، لكن مجرد قراءة أفكارها ومشاعرها من قبل غريب كارثة وقد تترجم بشكل خاطئ، لمَ تهتم هي لن تعود لهم أبدًا، فليأخذوا عنها فكرة أسوأ من قبل لن تهتم.x
أخذت حمامها وجلست فوق سريرها الواسع، لا تعرف لماذا اختارت سرير واسع رغم أنها بمفردها، ربما بحكم العادة؛ فبعد زواجهاxبفترة قامxخالها بإجبار ساجي أن يقيم في غرفتها بعد أن رفضت زوجته أن تقيم في جناح مثل باقي بنات العائلة اللاتي تزوجن في منزل{قصر}العائلة، ورفض ساجي أن تنتقل إلى غرفته، وقتها أحضر ساجي أكبر سرير رأته في حياتها، وأخبرها أن لا تتعدى حدودها، لها النصف فقط !كأن جانبه سيتلوث إذا لامس جسدها.
بالرغم من أنه قضى معظم وقته في المدينة، إلا أنها حافظت على الاتفاق حتى النهاية يا لها من ذكرى! كل ذكريات بداية زواجها تعيسة جدًا بداية من إلغاء سفرها وبقائها تحت وصاية خالها الذي وضعها بإحدى الشقق التي يمتلكها في العاصمة.
أيام لا تذكر عددها كانت تمر عليها بهدوء، يأتي خالها بالطعام الذي لا تأكل منه إلا القليل ولا تتحدث معه ولا مع الخادمة الموجودة مسبقًا، بعد أن سألت عن حادث أسرتها ولم تجد الجواب الشافي وقتها، كما أن الانترنت صديقها المفضل لم يكن به معلومات كافية، وكان بطئ جدًا بالنسبة لها مما أصابها بالملل، يومها أتى خالهاxمبكرًا غير العادة: x
- غسق تعالي بقربي أريد أن أخبرك شيئًا مهمًا.
بنبرة حاول أن يجعلها صارمة لكنها خرجت مهتزة تابع:
- تعرفين مكانتك عندي، أنتِ مثل سراج، لا بل أقرب منه لقلبي، والآنxأنا المسؤول عنكِ، لذلك اتخذت قرار قد يظهر لكي غير عادل! لكن صدقيني إنه الحل الوحيد لكي أحافظ عليكِ حتى تبلغي العُمر المناسب.
لم تفهم شيء من كلامه، ليس بسبب جهلها باللغة العربية، بل لأن كلامة لم يكن منطقي، ما الذي سيفعله يجعلها تظنه ظالم؟x
تابع سليم كلامه: اليوم سوف يتم عقد قرانك على ساجي ابني.
قالت في تساؤل: عقد قران؟!x
- أقصد زواج، اليوم سيتم زواجك من ساجي.x
اتسعت عيناها من هول المفاجأة وقالت في استنكار: زواج من؟ أنا!x
تنهد بصوت عالي كأن في صدره براكين يود أن يطفئها:
- عزيزتي الوضع معقد جدًا، وهذه هي الطريقة الوحيدة كي أحتفظ بكِ هنا.x
امتلأت عيناها بالدموع:ـ وإذا رفضت ستقوم بترحيلي صح؟
قالتها وهي تحاول أن تمنع شهقاتها من الظهور لكن دموعها سبقتها، الآنxفقط أحستxولأول مرة إنها يتيمة وليس لها أحد.
أخذها خالها في حضنه يربت على رأسها بهدوء:
- صدقيني هذه هي الطريقة الوحيدة، يجب ان أضمن حقك في كل شيء، لقد وعدت أمك أن أحميكِxمن الكل وسوف أفعل ذلك مهما كلف الأمر.xx
لم ترد، لم يكن لديها ما تضيفه!x
في نفس اليوم جاء المأذون الشرعي وجاء ساجي، لاحظت لون عينيه ما أن وقع بصرها عليه، نفس لون عيني أمها، كانت عيني أمها شديدتيxالزرقة، أما هو فعينيه أقرب للرمادي منه للأزرق، تذكرته، هو شقيق سراج الأكبر الذى حدثها عنه، لكنه لم يخبرها بأنه شديد الوسامة، عند هذه النقطة احمرت وجنتيها،
يا إلهي! في ماذا تفكر! هل هي غبية؟x لقد مات جميع أفراد أسرتها منذ وقت قريب، كما أنه لم يلقي عليها التحية.x
- هل أنتِ موافقة يا ابنتي؟x
انتفضت على صوت الشيخ يسألها عن موافقتها.
ردت بسذاجة منقطعة النظير: على ماذا؟
- إنها لا تعرف ماذا نفعل هنا؟ هل هي مصابة بتخلف عقلي؟
سمعت صوته، صوت ساجي الذي كانت تتغزل بشكله في عقلها منذ ثواني وهو ينعتها بالمتخلفة!
وجهت نظراتها إليه، كان شديد العبوس، قبضته متكوره على مقبض الكرسيxوالأخرى خلل بها شعره شديد السواد والنعومة، يرتدي قميص يظهر عضلات صدره بوضوح.
x(يا إلهي توقفي عن مراهقتكِ) قالت لنفسها وهي تائهة في سحره.
- عزيزتي الشيخ يسألك إن كنتي موافقة على زواجك من ساجي؟x
انتشلها صوت خالها من أحلام اليقظة.
نظرت له في تساؤل، فهز رأسه علامة الايجاب.x
- نعم موافقة.x
- أخيرًا.
قالها ساجي في نفاذ صبر.x
لا تعرف السبب ولكنها أحست بانقباض صدرها عند إتمام العقد، بعد فترة قليلة كانوا في الطريق إلى منزل العائلة في المزرعة أو بالأحرى هم كانوا متجهين إلى الحرب.
حرب خرجت منها خاسرة مليئة بندوب لا شفاء منها حتى بعد عدّة سنوات، لا لن تفكر في الماضي الآن، أخذت هاتفها تبحث عن شيء، بل عن شخص محدد!
هو أملها الآن، لن تنتظر أكثر يجب أن تجد عمل تعيل به نفسها وطفليها القادمين، لن تجازف باكتشاف مكانها، وجدت صفحته بكل سهولة، لعدة دقائق فكرت بالتراجع،xآدم أكثر شخص يستطيع مساعدتها دون تعقيدات، لكن ذلك يعني نهايةx
زواجها للأبد، حسمت أمرها وضغطت على الزر.x
***
ماذا تعنين كشفك؟ ألم تقومي بإعطائه المشروب؟
جاء صوت سابين عبر الهاتف بنبرة متسائلة.
ردت روبي وهي تقلب عينيها بملل: لم يسعفني الوقت حدث كل شيء بسرعة!
- بسرعة! هل أنتِ غبية؟ أعرفك جيدًا، لابد أنكِ هجمتي عليه كالقطط في موسم التزاوج.x
- سابين لم أكلمك الآن لتسمعيني هذا الكلام، أريد أن أعرف كيف لم تنجح
العملية؟! لقد أجريتها قبل الزفاف بيومين فقط، كان يجب أن يصدق بأني عذراء، ألم تقومي بها سابقًا ونجحتِ في خداع مروان؟
ردت سابين بغضب واضح، لكن صوتها منخفض هذه المرة: اخفضي صوتك هل تريدين فضحي!
- لو أردت ذلك لفعلتها من مدة لا تكوني غبيه، فقط أريد معرفة السبب، كيف انطلى الأمر على مروان زير النساء وكشفه ساجي؟
- أنتِ قلتيها مروان زير نساء، لا يعبث إلا مع العاهرات لأنه يخاف أن يتورط،
عكس ساجي الذي كان متزوجًا من فتاة صغيرة لم يسبق لها التجربة.
أكملت وكأنها حاصلة على درجة الدكتوراه في هذه الخِطة الجهنمية: ثم إني قمت بإجبار مروان على شراب المشروب الكحولي بحجة خجلي وادعيت الخجل كثيرًا لعدة أيام بعدها، الأغبياء يصدقون تلك الأشياء، بل ويحبونها، والآن حتى وإن أتى أحدهم بفيديو لي معه لن يصدقه مروان فهو متأكد أنه الأول.
xقالتها بزهو شديد مما جعل روبين تستشيط غضبًا.
- حسنًا يا صاحبة العفة، ماذا أفعل الآن؟ لا أريد الطلاق بفضيحة، لن أسمح بذلك؟
سكت سابين قليلًا: روبي لماذا قررتِ الزواج من ساجي؟ لم تقنعيني أنك أحببته، ما هو السبب الحقيقي؟
- لماذا تكترثين انتِ؟
بنبرةxهجوميه تابعت:xلا تقولي أنك وضعتي عينك عليه، أعرف أن سراج يعجبكِ، إلا أنهxمتيم في عشق زوجته الغبية.
- حتى لو،xلن يمنعني ذلك من المحاولة، وإذا فشلت مروان لازال موجود.x
رن الهاتف الأرضي الخاص بالجناح، التفتت روبين في استغراب! من ذا الذي يتصل في هذا الوقت؟ المفروض أنها ليلة زفافها.x
- سابين، أغلقي الآن، هناك من يتصل بي.x
أغلقت واتجهت نحو الهاتف وبعقلها ألف سؤال، هل قام ساجي بفضحها؟x
لا يمكن! أخلاقهxلن تسمح له، تعرفه جيدًا لن يجعل أحد يخوض في عرض زوجته، هذا ما جعلها سابقًا تفكر في إخباره الحقيقة، لكنها تراجعت وأكملت خطتها الفاشلة.
توقف الرنين ثم عاد مرة أخرى، رفعت السماعة نحو أذنهاxليأتيها صوت والدتها صارخًا: روبي والدك لا أعرف ما به؟x جاء ساجي ثم وقع..x
واجهت كلمات غير مترابطة من أمها، فهمت منها أن ساجي أخبرهما وأن والدها فقد وعيه، أو ربما أصابته جلطة.
دارت الأفكار في رأسها سريعًا، ربما تكون هذه فرصتي لأستعيد ساجي،
هو سبب ما أصاب أبي أيًا كان مصابه.x
صرخت جوليا فيها عبر أسلاك الهاتف: روبين.
x فأبعدت روبين السماعةxثم قالت ببرود: اطلبي الاسعاف سوف أكون عندك بعد قليل وأغلقت الخط.
- حسنًا أين سيكون الآن يا تُرى؟
اتجهت إلى غرفة النوم حيث توجد ملابسها، وهي تفكر في مكان ساجي المحتمل.
لقد أنهت رسم الخطة في رأسها، وحان وقت التنفيذ، باقي معرفة مكانه، فيجب أن يأتي في أسرع وقت،xإياد! لابد أنه معه، كم تكره ذلك النكرة، لا تعرف سبب تعلق ساجي به، هو حتى ليس من مستواه ولا من عائلته، عَلقة مثل أخته بُليت بهم عائلة القاسم.
لا بأس، سوف تتخلص منه في المرحلة القادمة من الخطة، الآن عليها التركيز في ساجي، ابتسمت وقد عرفت وجهتها، لنرى كيف ستفلت الآن؟ قالتها بنبرة امرأة وليس شيطان! فالشيطان تلميذ المرأة!x
*****
- هل أنتِ مرتاحة الآن؟x
سألها عُمرxبصوت يحمل لوم مبطن، وهو يعدل من الوسادة أسفل رأسها،xنظرت له طويلًا، لا تعرف إذا كان يسأل عن وضعها الحاليxأو عن قرارها بالتعقيم.x
ـ نعم شكرًا لك.
هربت بعينيها منهxعندما رفع خاصته لها، لا تريد المواجهة الآن، في الحقيقة هي لا تريد الخوض في الأمر في أي وقت.x
- هل أنهيت عملك؟
سؤال بسيط تافه تعرف ذلك، لكنها تريد كسر التوتر بداخلها، لن تعطيه فرصة ليتحدث في الأمر.xx
أجاب على مضض: نعم.x
- جيد إذًا، ستعود للعمل غدًا أم ستبقى، معي غسق ستمر عليّ، يمكنك الذهاب لا تعطل نفسك.
كانت تتجنب عينيه طوال حديثها، اقترب منها وأمسك فكها، يرفع رأسها لتنظر إليه، أغمضت عينيها بقوة.x

- افتحي عينيكِ اشتقت لها.x
فتحتهما مرغمة وليتها ما فعلت!
لم ترى في حياتها كميه المشاعر المختلطة في عينيه من قبل،xولا حتى عند تشخيصها بالسرطان الغير محدد النوع.
يا إلهي حتى مرضها غريب، لم يتمكن الأطباء من تحديد المكان الذي بدأ منه،
كل ما تعرفه أن 20% من المرضي فقط من يبقون على قيد الحياة لمدة سنة واحدة وأكثر بعد التشخيص، ها هي في بداية الربع الأول من السنة.
عيني عُمر بهما حب، شوق، وألم، يا إلهي لم تصدق أنه يحبها فعلًا، زواجهما لم يكن عن قصه حب عميقة فبعد أن تحصلت على منحة الدراسة في الخارج، رفضت والدتها سفرها بمفردها، ليس خوفًا عليها بل من كلام الناس خصوصًا الأقارب، عُمر أنقذها، كانت معرفتهما سطحية جدًا يأتي إلى مقر عملها بانتظام لا تعرف السبب الحقيقي، فهي صحافية وهو يعمل في الخارج في مجال الحسابات، له صديق على ما تذكر، لكنه دائم التواجد في مكتبها بدون سبب حقيقي، تعرف أنه يقيم في البلد الذي تريد السفر عليه، عرضت عليه أن يساعدها في السفر دون علم أهلها!
وقتها عرض عليها الزواج، لم يكن عرضًا رومانسيًا مثل الأفلام طبعًا، حيث ينزل العاشق على ركبته وبيده خاتم من الماس يطلب يد محبوبته وتبكي هي موافقة، كم تكره ذلك الابتذال، كان عرض عمل أقرب منه لعرض زواج.
تم الزواج بسرعة البرق وانتقلا للعيش معًا بعيدًا هي لم ترغب في هذا البلد بالتحديد، كل ما أرادته الهروب من طفولة منتهكة.
هل استطاعت ذلك فعلًا؟ أم أن الموت هو ملجأها الوحيد لذلك.
*************
أنتهى الفصل

زهوةفرحة 09-02-22 06:42 PM

💕💕💕💕💕💕💕 جميلة جدا نتمنى السلامة لغسق واستراداد كرامتها واموالها والستغناء عن ذلك الغبي "القفل" المغفل الذي استقوى عليها فسقط في شر اعماله

ريما نون 09-02-22 07:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهوةفرحة (المشاركة 15851858)
💕💕💕💕💕💕💕 جميلة جدا نتمنى السلامة لغسق واستراداد كرامتها واموالها والستغناء عن ذلك الغبي "القفل" المغفل الذي استقوى عليها فسقط في شر اعماله

حيحصل بس بالراحه لسه الرواية مليانه مواضيع وشخصيات اصبري شويه والقفل حياخذ على دماغه

ريما نون 09-02-22 07:06 PM

الفصل الخامس
دقات هادئة ثم فتحت باب المكتب، دخل سراج يبحث عن والده بعينيه، وجده يقف أمام النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة، من ملامحه تبين أنه شارد.
كان سليم يعود بذاكرته إلى الماضي، ويلوم نفسه على اختيارات قد تكون خطأ رغم معرفته بذلك قام بها رغم يقينه بالنتيجة، يربح الجولة الآن، الباقي في وقته.
أيقظه صوت سراج من التعمق في التفكير: أبي.
التفت له دون أي تعبير على وجهه،xتابع سراج كلامه وهو يحثه على الخروج معه: لقد طلبت من أم أحمد أن تأتي بالقهوة في الحديقة أفضل من هنا.
ارتشف سراج من قهوته بعد أن جلس في مكانه المفضل، بعيدًا رغم علمه أنه تحت أنظار وأسماع المتطفلين، يعرف أن أغلبxمن بالمنزل جواسيس لوالدته وجده، رغم أن جدِه لم يعد بجبروته السابق بعد أن أعياه المرض حتى أنه أصبح يستعمل الكرسي الإلكتروني للتنقل، لكن جواسيسه لازالوا بنفس القوة وهو قادر على تحريك الجميع كقطعه شطرنج من كرسيه بكل سهولة.
x- هل عرفت شيء من فرح؟x
بصوت محشرج يملأه القلق قال سليم، كانت نظراته متلهفة لسماع أي شيء، نعم يعرف أنه أحدxأسباب ما حدث، بل الأسوأ أنه لم يتدخل لمنع الكارثة.
بثقة يحسد عليها أجابه سراج: فرح تعرف مكانها، بل أنا واثق بأنهما تحادثها على الهاتف إن لم يكن وجهًا لوجه.
- كيف عرفت؟ ماذا قالت لك؟x
لم يجب فورًا بل تابع شرب القهوة: أنت أكثر وسامة من العريس!
نظر سليم له بصدمة مستنكرًا جملته: نعم! هل تهذي يا فتى؟ لا ينقصني كلام فارغ ، ابنة عمتك مختفية منذ أكثر من أسبوع، كما أنها لم تأخذ شيء معها،

ذهبت بعد فضيحة مدوية، حتى الآن لا أعرف من ألوم عليها، هي أم أخيك، وزوجته.
باستنكار شديد: زوجته !أتلقب تلك العقربة الصفراء بزوجته وليس غسق؟! حقًا فرح محقة كم نحن عائلة...x
قاطعه سليم وقد اشتد غضبه حتى احمر وجهه، وبرزت عروق رقبته: لا تحاسبني على كلامي، هل بِت أنت وزوجتك أحن مني على غسق؟xأعرف أني اتخذت قرار زواجها دون الرجوع لها، ولكن هل كان أمامي حل آخر ولم أجربه؟ أهل والدها رفضوها، بل إنهم قالوا أنها ليست ابنتهم، وأن أختي قامت بإلصاقها بابنهم ظلمًا، هل تعرف بماذا شعرت وقتها وهم ينالون من سمعة وشرف أختي حتى بعد وفاتها؟ جدك رفض حتى أن يستلم جثمان ابنته، سفارتها قررت ترحيلها، الكل تآمر ضدي، لم أجد ما أفعله غير أن أزوجها من ساجي؛ كان الحل لتبقى في منزل العائلة رغمًا عن أنف جدك.
بصوت هادئ يحمل اتهامات مباشرة قام سراج برشق والده بكلمات أصابته في منتصف قلبه: لكنك تركتها تصارع وحدها، ثم وافقت على زواج ساجي بل وحضرت زفافه، هل هذا عدل؟
هو محق لقد بارك زواج ساجي! لم يستطع الرفض، أراد أن يحظى ساجي بحبه أن يسعد، أن يقيم له زفاف يليق بساجي القاسم، هو ابنه البكر، فخره الدائم، لماذا لا يعطيه ما يريد، هو فقط غض نظره عن أن رغبة ساجي فيها ألم لغسق.
أطرق برأسه للأسفل في خزي من نفسه ومن أنانيته، ففي قانون البشر لا أحد يوازي الأبناء حبًا.
تنهد سراج وقد أحس بألم والده، كلماته كانت قاسية حتى وإن كانت حقيقة.
حاول أن تكون لهجته أقل حدة قدر الامكان: إنها جملة تقولها لي غسق دائمًا عندما نحضر أحد الأفراح، أنت أكثر وسامة من العريس، تقولها لإغاظة فرح، وقد أعادتها عليّ فرح عندما سألتها عن مكان غسق، فعرفت بأنها تعرف مكانها، كما أن هدوء فرح المستفز أكد لي ذلك خصوصًا مع وضع غسق.

عقد سليم حاجبيه وهو يسأل في اهتمام وقلبه يتمنى أن تكون الإجابة بنعم: غسق، هل هي حقًا حامل؟
أكمل ارتشاف قهوته تحت أنظار والده المتحفزة: نعم وفي أكثر من جنين.
ألقى سراج كلماته وهو متأكد من صداها، خصوصًا مع مرور جاسوسة جده المفضلة، أقل من ساعة وسوف ينفجر البيت عن بكرة أبيه.
بابتسامه هازئة وضع فنجانه، وأراح ظهره على الكرسي ينظر إلى والده الذي اتسعت نظراته من الصدمة، ثم تحولت لفرح شديد، هو متأكد أن هذا لن يكون رأي مُنى هانم طبعًا!
******
رغم أنه توجه إلى المشفى عندما أخبره إياد بحالة حماه، حيث أنهم لم يستطيعوا التوصل له فقاموا بمحادثه إياد، إلا أنه تجاهل روبين ووالدتها تمامًا،xتحدث مع الأطباء لمعرفة حالة خالد، والذين أخبروه بأنها جلطة دماغية، وقد وضعوه في غيبوبة طبية لتفادي المضاعفات؛ بما أن المشفى ليس مجهز بطريقة كافية، ويفضل نقله إلى العاصمة على الأقل عند استقرار حالته.
جاءه صوت سابين ليقاطع حديثه مع الأطباء:xساجي.
التفت إليها يرمقها بنظرات أقل ما يقال عنها أنه يحتقرها، فهي صديقة روبين الحميمة، نسختها الثانية، كما أنه يعلم بميلها لشقيقه رغم أنها تحمل اسم رجل آخر!
تابعت بصوت منكسر أتقنته: أنت تقسو بشدة على روبي، استمع اليها ما حدث كان من دون رغبتها صدقني، حدث عندما أكثرت من الشرب وحدث ما حدث.x
انطلقت ضحكة ساجي عاليًا، مما جعل سابين تنظر له في استغراب لم يدم كثيرًا،
أنهى ضحكته وهو ينظر إليها بعينين تشع منهما نظرات الكره والبغض:
- تعرفين ماهي مشكلتك أنتِ وصديقتك تلك، أنكما مغرورتان لدرجة تجعلكما من الغباء لتلقى عليّ تلك الكذبة، قولي لمن بعثتك أن وقت الحساب لم يحن بعد.x
ذهب وتركها ترتعد بدرجة واضحة، حتى أن إياد أشفق عليها.
لحق بصديقه الذي توجه إلى إدارة المشفى، وهو يجري بعض المكالمات الهاتفية.
- ساجي ماذا ستفعل الآن؟ لن تطلق روبين ووالدها بين الحياه والموت.x
- من قال أنى سأطلقها أصلًا، لديها دين ويجب أن تدفعه أولًا.x
لم يزد حرفًا بل تابع وجهته لمكتب المدير، بينما إياد وقف يتطلع إلى ظهره وهو يبتعد بهدوء، يعرف أن الأيام القادمة لا تحمل خيرًا أبدًا هو أكثر من يعرف هذه النبرة.x
*****
ينتظرها على أحر من الجمر، بعد أن تواصلا البارحة لا يصدق أنها لجأت له، لا بل يصدق منذ أن قرأ خبر زواج ساجي وهو ينتظر اتصالها، أخيرًا فعلتها، تحررت من تلك العائلة إلى الأبد، والآن الطريق ممهدة إلى قلبها، لن يدخ جهدًا في الوصول إليها فهو الأولى بها من البداية.
لحظات وأطلت من بعيد، يا إلهي كم هي جميلة! بل أجمل الجميلات! لم يرى في حُسنها بشر، شعرها الذي يرفرف من خلفها بعد أن عقدته في ذيل حصان منخفض، هربت منه خصلات تلامس وجهها في استحياء من جماله الأخاذ، عينيها بلونهما العسلي الذي يحيط به الأخضر بطريقة أخاذة، كم أحب النظر إلى عينيها إلا أنه لمx يستطع سابقًا، طولها المعتدل، كم يعشق تفاصيلها حتى لون بشرتها الخمرية وجسدها المعتدل.x
يبدو أنها اكتسبت بعض الوزن، لا يهم لا زالت جميلة، كل ذلك جال في تفكيره وهي تتقدم ناحيته، رغم أن عينيها لم تكن تنظر إلى خاصته، لكنه لمح بهما تردد أو ربما خوف، ذلك لن يثنيه عما قرر.
- أهلًا غسق، اشتقت لكِ كثيرًا، متى أتيتِ؟
نبرته تقطر حبًا، استطاعت أن تلاحظها بسهولة، وهذا ما زاد الخوف في داخلها ها هي تعطيه أملًا زائفًا بمحادثته هو دون غيره، لابد أنه عرف بما حدث، ابتلعت ريقها مع ابتسامة مجاملة، وجلست دون أن تمد يدها إليه للسلام، عادة اتخذتها منذ طفولتها، تكره سلام الأيدي، ولا تعرف السبب، فقط لا تحبه، كم وبختها أمها على تصرفها الفظ كما تطلق عليه، لكنها لم تستطيع تغيير ذلك.
- كيف حالك آدم؟ أنا هنا منذ مده بسيطة.
لم يحد ببصره عنها، يتأملها بتأني شديد، ليس بطريقة وقحة كما يحدث من بعض الذكور، بل أسوأ، حبيب ابتعدت عنه محبوبته وعادت، فيخاف لو رمش أن يفقدها!
مرت دقائق لم يتحدث بها أحدهما، مما زاد الأمور توترًا بالنسبة لها.
- ماذا تشربين؟x
- لا شكرًا، لا أريد شيء، في الحقيقة أريد منك طلب.x
بابتسامته الجميلة رد عليها سريعًا: طلبك مطاع دون أن أعرفه.
نظرت في عينيه مباشرة، هو وسيم لا تستطيع إنكار ذلك، لطالما كان محط أنظار الفتيات عندما تعرفت عليه من عدة سنوات وقت دراستها في الجامعة، وما زاد التقارب بينهما هو صلة القرابة غير المباشرة من جهة الأب، هو أول فرد تعرفه من عائلة والدها، صحيح أنها قطعت علاقتها معه أو أجبرت بالأحرى على مقاطعته بأمر من ساجي، لكنها لم تقاطعه تمامًا، ظل هناك خيط وحيد من التواصل بينهما لم ينقطع، فلقد أرادت صلةxمع العالم الخارجي بعيدًا عن عائلة القاسم، وآدم كان تلك الصلة.x
- أريد أن أعمل بشهادتي، في أقرب وقت، أعرف أنه صعب حيث أنني لم أعمل هنا سابقًا، وليس لدي خبرة يعترف بها في مجال السوق، لكني عملت سنوات في شركة القاسم، هل تستطيع مساعدتي؟
حاولت ألا يكون صوتها متوسلًا قدر الإمكان، حتى أنها دعت في سرها ألا يسألها عن سبب طلبها للعمل الآن.x
- هل انفصلتِ عن ساجي؟

يا إلهي ها قد بدأ!
في محاولة للهرب من الإجابة سألته: تستطيع أو لا؟ يمكنني أن أذهب إلى مكاتب التشغيل، إلا أنني أعرف أنهم لن يوظفوني بشهادتي؛ لذلك طلبت منك المساعدة.x
فكر آدم أنها قررت الخروج من عباءة القاسم، حسنًا هذه بداية مبشرة.
- نعم هل قلت شيء؟x
- لا، أفكر في عمل يناسبك، دعيني أبحث عند معارفي، أعدك سأجد شيئًا في غضون أيام.x
ابتسمت في سعادة، مما جعل قلبه يطير فرحًا، مع ابتسامتها ظهرت غمازاتها الرائعة، كم هي جميلة!x
- إذًا يجب أن نتناول وجبة الغداء سويًا؛ فأنا لم آكل شيئًا منذ الصباح وأنتِ أخرتني.x
رفعت إحدى حاجبيها، ونظرت لساعة معصمها: غداء! الساعة لازالت العاشرة صباحًا أي غداء هذا! ثم أني مرتبطة بموعد مع صديقه.
حك رأسه في تذمر مثل طفل أمسكته أمه يأكل قطعة حلوى ويطلب غيرها.
- حسنًا كسبتي هذه المرة، لكنك تدينين لي بوجبة غداء لا تنسي ذلك.
قالها في مرح حقيقي، كان كل ما فيه يشع فرحًا وليست نبرته فقط.
تأملته غسق وهي تسأل نفسها هل جرته لطريق الألم؟ هي دون غيرها تعرف معاناة الحب من طرف واحد، آدم لا يستحق ذلك أبدًا، لا لن تستغله سوف تجد الوظيفة ثم تبتعد عنه بهدوء.
*****
كما توقع تمامًا، انتشر الخبر كالنار في الهشيم واشتعل المنزل في أقل من ساعة،
xكان الجد يصرخ بأعلى صوته يطلب من ساجي الحضور فورًا، وأن لا يأتي بعروسه أو أهلها معه، فقط هو ومُنى هانم والدته، بما أن معظم أفراد العائلة لا يزالون في مكان الزفاف، وقد خلا المنزل إلا من الجد وسليم وفرح والسيدة فريدة الابنة الأخرى لعبدالرحيم القاسم، فقد عادت مع سليم فور انتهاء الزفاف كونها لا تحب أن تبتعد عن والدها كثيرًا.
ارتدت حذاء ذو كعب عالٍ نوعًا ما، إنها تحب ارتدائه دائمًا، ولا تأبه برأي من حولها حينَ يطلقون تعليقات على ملابسها أو أحذيتها وكونها لا تلائم امتلاء جسدها، ما أوقحهم! ومن طلب رأيهم في الأساس؟
دخل سراج بعد أن ألقى القنبلة في الأسفل ليجدها تستعد للخروج فسأل:
- إلى أين العزم؟
- إلى عملي طبعًا! ما هذا السؤال؟xx
استمرت فيما تفعله وهو ينظر إليها بذهول، ما هذا البرود؟ هل هي حقًا لا تعرف تبعات ما حدث؟ أم تتجاهله كأنها ليست من العائلة؟
xربما هي حقًا لا تهتم، لم تكن فرح يومًا مهتمة بأمور العائلة ومشاكلها أو فضائحها على حد سواء،xمنذ أن أتت للمنزل مع والدها وأخويها إياد وأيهم وهي تتجنب الجميع، تعيش في عالمها الخاص، حتى أنها لا تعتبرهم عائلتها رغم أنها كانت في الحادية عشر عندما توفيت والدتها وانتقلت تحت كنف عمته فريدة وزوجها بلال والدها.
فرح، أحبها منذ أن رآها، كان طفلًا على أعتاب المراهقة لكنه فُتن بطلتها الساحرة، ربما هي ليست جميلة في نظر الجميع، بجسدها الممتلئ وثقتها الزائدة التي يعتبرها البعض غرورًا، لكن هو يراها بقلبه، كم يحب شكل جسمها الذي كبر قبل أوانه، يعشق منحنياتها المكتنزة، شعرها الذهبي الذي لم يصل إلا لمنتصف ظهرها، عينيها نبع السحر، شفتيها الحمراء حتى بدون طلاء، كلها تغريه!
عند هذه النقطة أوقف عقله عن الاسترسال في تفاصيلها التي سحرته ليقول:
- فرح لن تذهبي إلى العمل اليوم، الوضع لا يسمح بذلك.
التفت إليه في استنكار: وضع من؟ وضعي أنا جيد، أما وضعكم لا دخل لي به!x

- وضعنا وليس وضعكم، كم مرة أخبرتك بذلك.
كان يكز على أسنانه من شدة غضبه، رغم ذلك لم تتحرك شعره في رأسها:
- سراج، أخبرتك مرارًا ليس لي دخل بمشاكلكم، لم أكن يومًا طرفًا فيها؛ زواجي منك لن يغير شيئًا، تعرف أنى أردت أن يكون لنا منزل مستقل نعيش فيه، رغم ذلك قبلت وعشت هنا بناءً على رغبتك، لا تزيد الضغط عليّ.
- ضغط! أي ضغط هذا الذي تتحدثين عنه؟ أنتِ لا تهتمين بأمر أي شيء يخصني أبدًا، لا تشاركيني حتى في مشاكلي اليومية، تعيشين حياتك كأننا رفيقي سكن لا متزوجان؟ لم تتنازلي مرة و ترافقيني إلى إحدى رحلاتي بحجة العمل أو حتى نقوم بزيارة أصدقائي وزوجاتهم، والذين يقومون كل أسبوع بعزيمتنا بحجة أنكِ لا تعرفينهم، لا خروج في نزهة سفر، حتى الذهاب إلى المناسبات، كنت دائمًا أذهب مع غسق بسبب رفضك المتعنت دون سبب وجيه، هذا ولم ننجب أطفال بعد هل تتفضلين وتقولين لي متى سيحين وقتها؟
لديها الكثير مما تود قوله، إلا أن صوت دقات الباب أوقفت الكلام في حلقها! كالعادة هذا اكثر ما تكرهه في السكن بمنزل العائلة، دائمًا أحدهم يقاطعها لسبب تافه.
فتح سراج الباب غاضبًا ليجد الخادمة، تخبره أن السيد الكبير يريده هو وفرح في الأسفل فقد وصل ساجي والسيدة مُنى.
التفت إلى فرح وقال: هيا أمامي، إذا استطعتِ أن تفلتي منهم لكِ مطلق الحرية في الذهاب إلى عملك.
زمت شفتيها وضربت الأرض بكعبها العالي، تعرف أن الهروب منهم مستحيل فمن الواضح أنه أخبرهم بحمل غسق.
في الأسفل كانت مُنى كمن يتقلب على جمر من نار، لا تصدق ما سمعته! لا ليس الآن بعد أن تحقق حلمها وتزوج ساجي من روبين وانتهت علاقته بها.x
قالت بصوت عالٍ وغاضب: لا يمكن، لا يمكن أن تكون حامل، مستحيل!x
اتسعت أعين كل من سليم والجد وفريد، بينما كان ساجي جالس على كرسي كبير أقرب إلى أريكه منه إلى كرسي، يضع رأسه بين قدميه ويديه تتخلل شعره.x
قالت فرح بصوت هادئ وأحد حاجبيها مرتفع في استهزاء، بينما تحمل في يدها ملف طبي: ولما مستحيل؟ أليست متزوجة من رجل؟
- وما دخلك أنت يا ابنة بلال؟x
- أمي.
أخرسها صوت سراج قبل أن تستمر فبلعت باقي كلامها.x
- فرح زوجتي، يعني كلمتها مثل كلمتي تمامًا، ثم أن ما قالته صحيح، غسق متزوجة وحملت، أين المشكلة؟
قالت بسرعة كأنها تنتظر السؤال، ولماذا لم تحمل سابقًا؟ لماذا الآن؟
جلست فرح على الأريكة ووضعت ساقًا على ساق، والملف فوق ركبتيها، تنظر إلى ساجي قائلة: اسألي ابنك عن السبب!x
اتجهت جميع الأنظار إلى ساجي، فرفع رأسه ونظر إلى فرح ليجدها تبادله النظرة في تحدي، لعدة لحظات لم ينطق بحرفxثم قال:
- فرح أريد أن أتحدث معكِ في المكتب على انفراد.
قام واتجه إلى المكتب دون أن يسمع الرد، تبعته فرح يرافقها سراج، تاركين الكل يغلى في صمت، حتى الجد لم يستطع قول شيء.
- هل ستتركهم يذهبون إلى المكتب دون أن نعرف شيء، عمي افعل شيئًا. صرخت مُنى وذهبت ورائهم.
إلا أن يد سليم أوقفتها قائلًا بحزم: دعيهم يتحدثون، عندما يخرج ساجي سوف يقول لنا ما حدث بالداخل؟ x
نفضت يده واستمرت في حركتها دون وجهة معينة، فقط تود لو يعترضها أحد لتحرقه بالنار التي اشتعلت داخلها وسببها غسق.
******
جلس ساجي على الكرسي، وليس خلف المكتب كعادته، أما فرح وسراج جلس كل منهما على الأريكة المقابلة له دون أن ينطق أحدهم بحرف، مرت عدّة لحظات حتى تكلم ساجي أخيرًا:x
- متى أزالت أداة منع الحمل؟
كان صوته هادئًا جدًا لا يحمل أي نبرة مميزة، أما ملامحه كانت جامدة بطريقة غريبة.x
- منذ ستة أشهر.x
اتسعت عينيه في دهشة كبيرة، ستة أشهر وهو لا يعلم بشيء، لا يصدق ذلك! يذكر أنها تحدثت معه في موضوع الأطفال، منذ سنتين أو أكثر لكن رده جعلها تتوقف عن الاستمرار في الحديث فلقد صدمها بقوله: يجب أن يكون زواجنا موثقًا كي نفكر في الأطفال.x
صدمة، هلع، عدم تصديق، مزيج من كل ذلك ارتسم على ملامحها ولم تجرؤ على النطق، لكى يريح ضميره تابع:x
- لا تخافي زواجنا شرعي ومعلن لكثير من الناس فقط يجب أن يثبت في سجلات الدولة.
- ولماذا لم تقم بذلك؟x
لا يريد أن يُجيبها بالحقيقة، يشعر بأنه نذل لما فعله سابقًا، والاعتراف الآن يجعله أسوء، سيعترف بيوم آخر، لم يُجب إجابة تُرضيها أو حتى تزيل الحرج عن موقفه، فقد قام بضمها إليه وتقبيلها؛ إلى أن ضاعت تحت تأثير سحره ونسيت الموضوع كما يفعل دائمًا، إلا أنها هذه المرة لم تنسى الموضوع كما اعتقد.
*********
أنتهى الفصل

زهوةفرحة 09-02-22 07:42 PM

يا امي!!! كم هو مستغل ومتلاعب وحقير ولكن جاءت من ستجعله يدفع الثمن اضعاف حقيرة مثله ومتلاعبة وفاسقة من عندي الله يزيده نكد على نكد والم على ألم ويجعل لتلك الصغيرة الباىسة مخرجا من غير تلك العائلة المتجبرة

ريما نون 09-02-22 08:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهوةفرحة (المشاركة 15851908)
يا امي!!! كم هو مستغل ومتلاعب وحقير ولكن جاءت من ستجعله يدفع الثمن اضعاف حقيرة مثله ومتلاعبة وفاسقة من عندي الله يزيده نكد على نكد والم على ألم ويجعل لتلك الصغيرة الباىسة مخرجا من غير تلك العائلة المتجبرة

روبين فعلًا عقاب قوي لساجي وكمان لمنى، ماهو ماينفعش حد يظلم مايتظلمش صح

أميرةالدموع 09-02-22 10:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتابع الأحداث بشكل يخطف الأنفاس
غسق أشعر أنها تعرضت لظلم بين وكان وقت القصاص
ادم عمر سارة جنود غربتها وسند لم يتوفر من القريب رب أخ لم تلده الايام فرح قصة لها حبكة ستظهر مع الايام ساجي اشرب من ما صنعته يدك لسنوات سليم ربما لو تركتها بعيدة مع حماية افضل من قريبة مظلومة تحت عينيك كيف أن العقد غير موثق لسنوات وترضى بذلك ؟؟؟؟
لا ادري كيف ستقابلون رب العباد انتظر ساجي تمتع بزوجتك الجديدة وأيامك التاليه ستكون مايبرد نار قلب غسق في انتظار جديدك مع رجاء أن يكون الفصل طويل شويتين كده


الساعة الآن 01:05 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.