شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   كارمن (لعنة أم عشق) (1) .. سلسلة أغلال الماضى * مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468648.html)

مارينا جمال 28-03-20 02:35 PM

كارمن (لعنة أم عشق) (1) .. سلسلة أغلال الماضى * مكتملة *
 
مساء الخير
القصة دة مجرد شخابيط ورقية ، شخصيات حابة تتطلع من حيز العقل.
كنت نزلت بعض فصول لها من سنتين وتوقفت لظروف شخصية وهعيد تنزليها ،القصة مازالت بنفس الحبكة لكن بها بعض الاضافات والتغييرات .

الرواية حصرية بمنتدى روايتى مواعيد تنزيل الرواية كل أثنين الساعة الثانية عشر منتصف الليل بتوقيت القاهرة





روابط الفصول

الفصل الأول .... بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع ج1
الفصل الرابع ج 2
الفصل الخامس ج1
الفصل الخامس ج2
الفصل الخامس ج3
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر ج1
الفصل الثاني عشر ج2
الفصل الثالث عشر ج1
الفصل الثالث عشر ج2
الفصل الرابع عشر ج1
الفصل الرابع عشر ج2
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر ج1
الفصل الثامن عشر ج2

الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون متتابعان
الخاتمة



مارينا جمال 28-03-20 02:36 PM

بسبب ماحدث من صيانة فى المنتدى تم حذف الفصل الأول لذا سوف اعيد تنزيله الأن

مارينا جمال 28-03-20 02:38 PM

الفصل الأول
____________
ها هى هنا مجدداً ، عادت..........عادت بعد عشر سنوات من الرحيل ، بعد عشر سنوات من الغربة ، الالأم و ............ والوحدة .
عادت لأرض لم تحتضنها إلا سبع سنوات فقط ........ سبع سنوات ذاقت فيهم الكثير من السعادة والكثير ايضاً من الفراق و ........ الخذلان .
عادت كاسرة لأى عهد أخذته بإلا تعود هنا مجدداً ، عادت وهى ظمآة لأحضان من أحبتهم هنا ، راغبة فى نسيان ماضى مؤلم ومخذل ، وهى لم تنس يوماً .
هزت رأسها رفضاً كما لو كانت تنفض تلك الذكريات التى تتصارع داخل رأسها المزدحمة بهم ، لتطفو على السطح .
أخذت نفس عميق و زفرته ببطء مطمئنه قلبها المتسارع دقاته قائلة لنفسها بلغتها الفرنسية " اهدأى كارمن .......... لا داعى للتوتر .... انت هنا مجدداً وبالطبع سيتقبلوا بك مثلما فعلا سابقاً .
_________________________________________
مراهقة صغيرة لم تترك مظاهر الطفولة بعد،مفعمة بالحياة ، والشقاوة التى تطل من داخل عينتيها الواسعتين،لم تستطع كبت حماسها ، وهى هنا فى بلاد أبيها لأول مرة فى سنوات عمرها الثلاثة عشر،تقفز داخل السيارة بسعادة تبدو لمن يراها مبالغ بها ، تتأمل بعين ناهمة للشوارع التى تمر بها السيارة وفما مفتوح ذاهلاً كما لو كانت من كوكب وعالم اخر .
قالت بحماس لأبيها بلغة بلادها التى ترعرعت بها وتحمل جنسيتها من أمها"أنا سعيدة للغاية أبى ......... لا أصدق انى هنا فى مصر !!!!!! "
لم يستطع أباها كتم إبتسامته من سعاة إبنته المفرطة محذرا إياها برفق أن تتحدث باللغة العربية
" عربى يا كارمن " .
أومآت رأسها موافقة مسترسلة فى حديثها باللغة المصرية العامية التى رغم صحة نطقها إلا أنها مشبعة بلكنتها الفرنسية " أنا كتير فرحانة ومبسوطة وأخيراً هعيش معاك هنا فى مصر على طول على طول .......... طول الوقت" خاتمة كلامها بصقفة وصيحة سعادة .
لم تفهم حينذاك تلك النظرة التى أطلت من أعين أبيها وليتها فهمت!!!!!!!.
"أنا متأكد أنك هتبقى مبسوطة يا كارمن وانت عايشة معايا ومع انتى ليلى ويوسف وعمر...." ثم أكمل متنهداً بأسى "ومع اونكل عزيز".
عزيز...عزيز هو الذى يخافه ويعلم انه لن يتقبل ابنته الصغيره ولكن ما بيده حيلة ،معتمداً على اخته ليلى التى كانت تشجعه بإحضار كارمن منذ ما علمت بوجودها.
انتبه الى الجالسه بجواره وهى تتقافز بسعادة شامله كل محياها.
"مصر حلوة اوى بابا".
"مصر حلوة يا كارمن".
يتبع

مارينا جمال 28-03-20 02:39 PM

ما اشبه اليوم بالإمس وما آبعده،وشتان ما تشعر حينذاك وما تشعر به اليوم.....شتان مابين سعادة الأمس وبين الحزن و الخوف اللذان ينخران قلبها نخراً.
العديد من الاسئلة تدور بداخلها هل سيتقابلاناها مجدداً،أم ينبذناها مثلما نبذت سابقاً من أخر.
"هو حضرتك مصرية؟!" سألها سائق التاكسى خارجاً اياها من دوامتها الخاصة ، ولكن يبدو انها لم تسمع سؤاله.
"pardon" اكملت باللغة العربية مازلت متشبثة بها رغم تشبعها بلكنة اخرى، " أنا أسفة ماسمعتش حضرتك!!".
سألها السائق مرة اخرى ليشبع فضوله او ليمرر وقته،"هو حضرتك مصرية؟! أصل شكل حضرتك خواجاتى شوية ،لكن ماشاءالله شكلك بتتكلمى مصرى كويس".
تشكلت بسمة صغيرة على جانبى صغرها لطالما كانت تتفاخر بإتقانها للعربية رغبةً فى إرضاء والدها"نص .........نص"، تابعت موضحة "نص مصرى ....ونص فرنسى"
"وحضرتك كنت بتنزلى مصر كتير بقى؟"
إجابته شاردة فى الماضى...."عشت هنا فترة مش قليلة" ، ماضى تحاول التشبث بفرحه لا غير.
_________________________________________________
بحزن عميق يسكن حدقتى عينيها شديدة السواد ،تتآمل تلك المرأة الساكنة دأخل مرآتها، راسمة بأناملها ملامح وجهها بدءً من جبينيها الصغير ،عينيها الواسعتان ورموشهما الطويلة ،أنفها المستقيم الشامخ ، نزولاً إلى شفاها الممتلئة ،امرآة تبدو جميلة،لاسيما جسدها الطويل الممشوق ، جسد يحسدها عليه نساء مجتمعها المخملى ،جسد لا يزيده او ينقصه جرامات ،جسد رائع و كامل....هه بسمة ساخرة تشكلت على جانبى ثغرها ،فجسدها ليس بكامل كما يظنون فجسدها يحمل رحم معطوب أو بالأحرى كانت تملك واحداً ،فرحمها لم يستطع ان يكون واحة أمنه لنطفة صغيرها تحملها داخله، كان قاسى جاف كلما زرع بذرة به ، سرعان مانبذه ولفظه خارجاً:
فاقت على دمعة ساخنة نزلت سهوه من عينيها ،أسرعت بمسحها بيدها حين لمحت يدها الأخرى التى تستكين عند اسفل معدتها.
تنفست بعمق محاولة طرد تلك الحالة التى تأتيها بعد كل لقاء حميمى بينها وبين زوجها.
و على ذكر زوجها نظرت الى ذلك النائم خلفها........وسرعان ماتشكلت بسمة حانية على شفتيها،مشت بدلال على اطراف قدميها لتقترب منه،زوجها ..حبيبها...أباها....ووليدها نعم هو وليدها فإذ لم تستطع أم لطفل ،كانت له امه.
هى اختزلت حب العالم اجمعه كله وله،هو الحب الذى لم تعرف قبله حب ولن تعرف.
ضمت شفتيها بأسى طفيف لرؤية عبوس وجهه ،لم تستطع إيقاف أصابعها من محاولة فك تلك التكشيرة بضغطة خفيفة ما بين حاجبيه ،تململ قليلا فسحبت يدها سريعاً ثم حاولت تكرار المحاولة ليفتح هو نصف عينين "ماحدش قالك ماتلعبيش مع الأسد وهو نايم"قالها بصوت أجش مازال يحمل آثار النوم عليه، هزت رأسها نافيه وبسمة كبيرة تبتلع كامل وجهها قائلة بدلال طالما خصه له هو وحده "لأ.....ماحدش قال"
رفع لها أحدى حاجبيه محاولاً مجاراة دلالها عليه "تحب ااقولك"
هزت رأسها بسرعة نافية ،فمط شفتيه بأسى مصطنع "انت الخسرانة"،تبسمت له تعلم بأنه لن يأخذها مرة ثانية فرغم كل شىء علاقتهم لا تتميز بالكثرة ولا تعلم اذاك من حسن حظها أم العكس.
أتكىء على ذراعيه محاولا ان يستفيق " الساعة كام دلوقتى؟!"
"لسة بدرى لو حابب تكمل نومك"
"لأ ....... أنا خلاص فقت ،هقوم أخد دش " قالها وهو يعبس بشعرها المنسدل على ظهرها.
سرعان ما انمحت إبتسامته فور إغلاقه للباب وشعور بالذنب يطفو ع سطح عينيه ،كارهاً نفسه و سؤال واحد يطوف فى رأسه إلى متى ؟؟؟؟.

يتبع

مارينا جمال 28-03-20 02:40 PM

"وصلنا يا أنسة" قالها سائق الأجرة معلناً وصولهما للمكان المطلوب ، نظرت له بوجوم وبصوت متحشرج قالت له" اضرب كليكس عشان يفتحوا الباب"
إطاعها السائق فأطلق زمور سيارته ليأتى أحدا رجال الأمن متسائلاًعن وجودهما وبالأخص فى ذاك الوقت المبكر،أنزلت كارمن زجاج شباك السيارة الخلفى ،قائلة له "s'il vous plait ممكن تبلغهم ان كارمن وحيد المنصورى هنا"
هز رجل الامن رأسه لها فلقب المنصورى هو نفسه لقب العائلة التى يعمل لديها و ربما هى من
احدى أفرادها.
طرقات متزايدة على باب الغرفة جعلها تستيقظ من نومها متسائلة عن سر تلك الخبطات فى ذلك الوقت المبكر.
"ادخل" ،دخلت عائشة مسرعة وهى تحاول التقاط أنفاسها الثائرة .
دب القلق فى ليلى "أيه يا عايشه فى ايه"
جاوبت عائشة وهى تحاول تلتقط أنفاسها " الأمن تحت بيقولوا أن فى واحدة عند البوابة بتقول انها الأنسة .......كارمن"
هبت ليلى من سريرها محاولة استيعاب مانطقت به عائشة، "أنت بتقولى ايه يا عايشة.......كارمن هنا.....تحت؟!!!!"
"أنا قلتلهم يدخلوها، وطلعت أبلغ حضرتك على طول"
امتلأت عينيها بالدموع ،غير مصدقة بوجود أبنة أخيها هنا.....مرة أخرى،هل يمكن أن تكون عادت بعد تلك السنوات؟!!!
"مدام ليلى"قالتها عائشة باستيحاء
"ايوة يا عايشة "قالتها وهى تحاول ألا تبكى .
"أبلغ البشمهندس عمر و دكتور يوسف"
هزت ليلى رأسها لها"أكيد .........بلغيهم بسرعة وأنا هغير بسرعة وهنزلها"
خرجت عائشة تتاركة ليلى تتسأل عن رد فعل عمر و .......يوسف على ذاك الخبر ولكن ذلك لا يهم ، أبنة أخيها هنا ولن تترك لأحد أن يأذيها مثلما حدث سابقاً.
__________________________________________________ ___
كانت فى الأسف تتزاحم شتى المشاعر بداخلها،مشاعر من العجيب ان تتجمع فى آن واحد، فرح وحزن.....حنين وآلم ......أمان وخوف، مشاعر لا تعرف على أى موجة تستقر.
عينيها كانت تدور ببطء حول المكان ،ودموعها محبوسة فى زواياها ، تحاول إيقاف رعشة شفايفها ولكنها لم تحاول تتدفق الذكريات ، فها هى ترى تلك الفتاة الصغيرة .....فتاة كل ماتريده أن تعيش بأحضان أباها للأبد وكم كانت تلك الكلمة غالية للغاية. فتاة صغيرة ،قصيرة القائمة ،ممتلئة الخدود اللذان ينضحان حماراً،وأعين واسعة مزيج من العسل النقى و أغصان الزيتون الخضراء،لهما بريقاً خاطف، تشبه الدمى بفستانها الاصفر اللمتلىء بزهوره الخضراء وحذائها الرياضى الأبيض وشعرها البنى الفاتح التى أرجعته للخلف بطوق أصفر .
ياليتها تستطيع حضن تلك الفتاة ،أن تربت على اكتافها ،أن تمحو كل ماطالها لربما عاشت هى الأخرى فى حال غير حالها.
اصطدمت عيناها بتلك الغرفة .......الغرفة التى طالما سمعت من داخلها او بها ماأوجع قلبها ،بالطبع لما لا فهى غرفة عزيز .....عمها عزيز ،شعرت بفوران دمها داخل أوردتها وهى تسترجع كلماته لأبيها ، مازالت تترد فى أذنيها كما لو كانت تسمعها الأن.
__________________________________________________ __
صراخ وأصوات متعالية تميز تسمعها من خارج تلك الغرفة صراخ ابيها المحتد على عمها الرافض لوجودها بكلمات جلبت الدموع لعينيها متسائلة لما يطلق عمها عليها بأبنة حرام ،هى تعلم كلا من والديها ،واباها تزوج من امها ......ربما كان زواجهما بعد ولادتها ولكنها تحمل أسمه على جميع أوراقها.....أباها لم ينكرها ،أباها يحبها .....أراده أن تعيش معه أذا لما تشعر بذلك الرافض انه يكرهها، جعل شعور البغض يتسلل من ناحيته اليها.
__________________________________________________ ___
"أنا عايز أعرف أنت أيه اللى خلاك تجيب بنت الحرام ده هنا!" سأل عزيز أخيه مستنكراً
"خلى بالك من كلماتك يا عزيز ، البنت دة بنتى واسمها كارمن وطبيعى انها تيجى تعيش معايا ، وتعيش معايا من سنين كمان" قالها وحيد محتداً صارخاً على أخيه ، هو كان يعلم أن أخاه لن يتقبل أبنته ، ولكن أن يهينها فهو شىء لن يقبله بتاتاً
أخذ نفس عميق محاولاً مهدءً نفسه مكملا كلامه "كارمن هتعيش هنا يا عزيز معانا ووسطنا دلوقتى و حتى بعد ما اموت يا عزيز وعد هاخده منك يا عزيز"
لم يلن عزيز مقداراً و لو بسيط فقرر أن يلعب وحيد بورقته الأخيرة " على العموم يا عزيز لو مش عايزها ....أنا ممكن أخدها وأمشى و أرجع بيها على فرنسا ، بس مش قبل ما صفى حساباتى معاك" قالها مهدداً .
التفت عزيز اليه غاضباً هادراً " انا مابتهددش يا وحيد ..........البنت دة أنا هخليها هنا ،بس عشان تتربى أدام عينى ،وماتجبلناش العار"
"أنا بنتى متربية وعارفة حدودنا وعاداتنا كويس " قالها مصطكاً على أسنانه.
شخر عزيز هازئاً " هه عاداتنا وتقليدنا .....ومين بقى اللى عرفها عاداتنا وتقاليدنا، أمها اللى بلادها كله عادى .....ولا أبوها اللى جابها من غير جواز".
"عزيز" نطقها وحيد محذراً
"ماتزعقش ،أنت مش جبتها .....خلاص ،أهم حاجة تبقى زى مانت قولت عارفة عاداتنا وتمشى عليها".

يتبع

مارينا جمال 28-03-20 02:41 PM

لا تصدق أن تلك الواقفة فى منتصف الصالة هى كارمن،هى لا تستطيع رؤية ملامحها حتى الأن هى تراها من ظهرها ،جسد نحيل للغاية وقامة قصيرة تشبه قامتها وشعر كاد يلامس اطرافه عنقها ،ترتدى قميص أبيض وبنطلون من الجينز الأزرق الباهت هى لا تشبه ابنة أخيها الصغيرة ولكن ذلك لم يمنع أنطلاق اسمها من فمها "كارمن؟!"
لحظة تشنج فيها ظهرها الذى مالبث أن سمعت أسمها الخارج من فم عمتها ،أستدارت ببطء ،تصلى بداخلها إلا تخذلها عمتها ،يكفيها ما لاقت من خذلان .
وضعت يدها على فمها وهى ترى أبنة أخيها الصغيرة والتى بالمناسبة لم تعد بعد فهى الأن ...أمرآة فاتنة فى الثلاثين من عمرها وعند تلك الخاطر كتمت شهقتها ،وكانت بدورها هى الأخرى تتملى من ملامح أمرأة عرفت معنى الحنان بين يديها تمر بعينيها ماخلفه الزمن من أثار على وجهها ،مازالت كما هى صغيرة الحجم بشعر اشقر قصير كل ما زاد هو التجاعيد حول عينيها ،تتضرع بألا تلفظها وتتسأل متى سوف تنعم بدفىء أحضانها مثل السابق.
وكانت الأجابة أسرع مما تتخيل فعمتها اختزلت المسافة بينهما ،محتضنة وجهها بين كفيها ، تاركة سراح دموع عينيها.
"كارمن ..........كارمن؟" كانت تنطقها كما لو كانت تسألها.
هزت رأسها لها "oui......oui .....anti".
خذتها ليلى فى احضانها ،تاركة نفسها لها تزرعها كما تشاء داخل دفء أحضانها ،فهذا كل ما تحتاجه فربما بأحضانها تضمد على ما أصابها من جروح تاركة ندوب داخل روحها.
كلا منهما تشم فى الأخرى رائحة غائب اشتاقاه،أبتعدت ليلى قليلا مربته على وجهها ،تتأمل بأعين زائغة كل شبر بالصغيرة ،وبسمة تخالف الدموع فى عينيها.
أحتضنتها مرة أخرى وهى لم تمانع ،هى ابداً ابداً، لن تمانع " كارمن انت هنا .........امسكت كتفيها بحنان وقوة "انت هنا مش هتسافرى تانى فاهمة ........أنا مش هسيبك تسافرى تانى"
"وانا مش هسافر تانى ......" وافقتها كارمن هى يا ليتها ماسافرت وياليتها ما ........
__________________________________________________ __
خرج عمر مرتديا بذلته الرسمية محاولاً عقد رابطة عنقه ،وإنجى غارقة فى التفكير،
"مالك يا إنجى؟!"
انتبهت له إنجى فقامت لتساعده فى عقد رابطته ،قائلة بحيرة "ابدا ...........دادا عايشة كانت هنا وبتقول أن كارمن بنت اونكل وحيد الله يرحمه " ،لم تنتبه الى تشنج جسده مسترسله فى حديثها عن أخرى" هى مش كارمن دة اللى سافرت بعض فرحنا واتقطعت كل أخبارها ؟!"
انتبهت الى التغير الذى انتاب زوجها وذاك الشرود الذى سكن حدقتيه ، نادته "عمر "
سألها ببطء وحيرة " كارمن هنا؟! " ،نظرت الى داخل عينيه محاوله فهم ما أصابه
" أيوة" أجابته ذاهله من تغيره، رمش بعينيه مرة محاولا أن يستفيق ن وعقله يعصف به الأسئلة هل عادت من أقسمت بإلاتعود مرة أخرى هنا حتى لا تراه ،وانها لا تتمنى أن ترى وجهه مرة أخرى ولو صدفة، لما عادت ولما الأن؟

يتبع

مارينا جمال 28-03-20 02:43 PM

" مازلت يا مسافرة .....مازلت بعد السنة العاشرة ،مزروعة كالرمح فى الخاصرة" نزار القبانى.
________________________________________
"يوسف ....... مش هتسلم على كارمن" قالتها ليلى للواقف أسفل السلم ،متجهم الوجه ،واضعاً يديه فى جيوب بنطاله حانقاً على من بداخل أحضان أمه .
لم تستطع أن تلتفت اليه هى تشعر بنظراته التى توخز ظهرها الأن ،تعرف أنه غاضب وساخط عليها ، ولديه كل الحق لكنها كانت فقط تأمل ..........
ارتفع حاجبه الأيسر لأعلى مستغربا من تلك التى مازلت تدير له ظهرها،يبدو أن عقلة الأصبع لن تعطيه وجهها.
"مش لما تدينى وشها الأول " قالها ساخراً
استدارت ببطء ، ناظرة للأسفل مغمضة العين ،لم ترا أهتزاز حدقتيه وهو يرى تغيرات السنون على وجهها ، رفعت رأسها لتفتح عينيها،تعالت وتيرة نبضات قلبهاوهى تراه أمامها ، ينظر لها بغموض عكس ماكان هو معها سابقاً،كانت تعرف أنه ينظرالى كم التغيرات التى حدثت لها وكانت هى بدورها تفعل. لا تعلم انه أصبح أكثر طولاً ،جسده اكثر قوة ، وعيناه ...........أنه لم يعد يرتدى عوينات طبية مثل السابق ،و ذقن نامية تجعله أشبه بنجوم السينما .،أفاقت من تأملها على يديه الممدودة نحوها ،
"حمدالله على سلامتك " قالها بهدوء شديد عكس ما يدور داخله الأن ،شعرت بلكمة أصابت معدتها وبرد شديد أصاب أطرافها وأصابها بالشلل بل ببرودة تسللت ناحية قلبها مهددة اياه بالموت البطىء،
نوبة بكاء تشعر على وشك حدوثها ، نظرت لعينه بتوسل بألا ينبذها ،أما كفاها نبذاً و حرماناً، رفعت يدها له وهى تنظر ارضاً،تخفى قهراً أصاب قلبها، وما استكانت يدها داخل كفه ،حتى سحبها بقوة داخل أحضانه ، شهقة قوية خرجت منها كصرخة الوليد الأولى ، صرخة حياة.......تشبثت به بقوة ممسكه قميصه من الخلف بكلتا يديها وأزداد هو فى أحتضانه لها ..هو كان غاضب منها بشدة ،أراد الا يلق بالاً بوجودها بالأسفل ولكن لم يستطع كان يريد أن يضربها ،يكسر عنقها ،أو يأمرها أن ترحل تعود من حيث ما أتت ولكن....عندما رأها فى أحضان أمه.....أصابه الحنين لتلك الصغيرة الماكرة،الذهول لكم كبرت وتغيرت حتى لم يصدق عيناه لأول وهله،ولكن.....مازال سخطه عليها اقوى و حين توسلت عيناها قلبه بألا يخذلها ،أخبره قلبه أن ملامحها تغيرت كثيراً ولكنها مازالت تحمل عيناها تأثيرا عليه ،لم تستطع ليلى كتمت بكاؤها هى الأخرى وهى ترى أنهيار أبنة أخيها وأبنها الذى مازال يربت على ظهرها حتى تهدأ.
أبتعد يوسف قليلا محاولاً إخراجها من أحضانه ،أنزل رأسه حتى يكون بمستواها وهو يكفكف دمعها ،نظر لها بشقاوة "خسيتى يا بطة"،نجح فى جلب إبتسامة على ثغرها
"بقيتى عود فرنساوى" ضربته على صدره ساخطة.........لا ممتنة هى دائماً له ممتنة.
وقفت متخصرة قائلة بغضب مصطنع وصوت يعود لها قبل عشر سنوات"على فكرة أنا مكنتش تخينة ".
نظر لها بدهشة محاولاً أخفاء شعوره عند سماع صوتها بعد كل تلك السنوات.
ترددت قليلا ثم أعترفت مضطرة"ok,كنت تخينة شوية"
"شوية"قالها مستنكرا لأغاظتها
ضربته على كتفه مغتاظه "لئيم" قالتها بالفرنسية كعادتها القديمة عندما تسبه يجب أن يتولى جنابها الغربى ذلك. ويبدو أن هذا مر بخالدهما هما الأثنان فهى فهمت تلك البسمة التى تشكلت على جانب ثغره الأيسر وفابتسمت هى الأخرى بخجل وشقاوة معاً.
" طيب بذمتك يا لولا أحنا كنا نعرف نعمل كدة قبل كدة" وجه سؤاله لأمه ، وقبل سؤاله عن مقصده كان يحمل كارمن ويدور بها ، أطلقت شهقة سرعان ما تحولت الى ضحكات تتعالى داخل الفيلا معلنه صداها داخل جدران قلبه الذى كان يرقص طرباً.
صداها كان خنجر مسموم فى صدر أخر ،فكلما تعالت ضحكاتها ، زاد صراخ قلبه النازف.
عادت خطيئته ولعنته.....عادت من آمن بالحب على يديها وكفر به بسببها ،عادت من صك جسدها بملكيته ووشمت هى روحه بسمها الزاعف .......عادت من يشم رائحتها كلما أخذ زوجته بين أحضانه وعادت الخائنة التى جعلته هو بخائن.
نزل على الدرج وهو يحاول يسيطر على تلك النيران التى تسير فى أوردته ،ويتلظى بها قلبه.
وما اقترب منها ووقعت عيناه عليها حتى ثار فؤاده بين ضلوعه رغبة فى القرب منها،فثار عليه هو مطالباً بهدوءه ،فعاقبه قلبه بزيادة نبضاته الفائرة ،توقفت ضحكاتها حين رأته فكانت كصخرة جليدية فى جبال سيبريا ،تشنج طفيف أصاب عينيها سرعان ما انسدل عليهما ستار معتم . أقترب منها قليلا مرحباً بها " حمدالله على سلامتك يا كارمن" قالها متسائلاًهل الصوت صوته أم صوت أخر ،مد لها يده محاولاً إخفاء رعشتها ،نظرت له بوجوم ،بوجه لم يتعلم معانى ضحك فى يوم ،تضغط على مفاصل يدها بقوة حتى فكر أنها لن تمد يدها ،أراد أن يسحب يده فشعر ببرودة أصابعها داخل كفه يده وبصوت بعيد بارد قالت "merci "

انتهى الفصل
قراءة ممتعة

saharsala 28-03-20 08:43 PM

متحمسه للفصل الثاني 😍😍😍❤❤❤

ع عبد الجبار 28-03-20 09:11 PM

🌸🌸🌸فصل جميل جدا وراوية قوية متابع معك اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم 💮

مارينا جمال 28-03-20 09:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saharsala (المشاركة 14762291)
متحمسه للفصل الثاني 😍😍😍❤❤❤

شكرا كتير ليكى ويارب اكون عن حسن ظنك

مارينا جمال 28-03-20 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار (المشاركة 14762363)
🌸🌸🌸فصل جميل جدا وراوية قوية متابع معك اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم 💮


شكرا كتير وانا هستنى تعليقات حضرتك

مارينا جمال 30-03-20 11:57 PM

الفصل الثانى
______________
"الماضى الذى يعود حاملاً سوطه،سيضرب فى رأسك مسماراً ذهبياً ، مسماراً قصيراً لا يكفى قتلك ."
__________________________________________
كان يتكأ للأمام ،يراقب شرود صديقه عن عالمهما، حركات يديه الرتيبه على سطح المكتب التى تدل على استغراقه فى التفكير،عاقداً لحاجبيه ، و شفتيه مزمومتين ،وعيناه ..........كانت كما لو كان يشاهد عرضاً سينمائياً .
كان لا يزال عالقاً فى لقاء الصباح_ ألايزال عالقاً فى زمانها حتى تلك اللحظة؟!_ متذكراً ملمس يدها البارد على جلده ، لمسه تعالت لها نبضات قلبه ،قلبه الذى طالب بأكثر من لمسه ، ربما مزيد من القرب ، وكأنهما سمعت لتوسل قلبه فسحبت يدها سريعاً لتشيح وجهها ، ولكن ليس قبل أن يلاحظ نظرات اللوم والعتاب بعينيها لينسدل عليهما ستار حاجب ، نظرات أربكت دواخله أكثر من نظراتها الجليدية.
إراح رأسه للخلف لتغمض عيناه سارحة فى تفاصيلها الجديدة، ليرتخى فمه المشدود ،راسماً ما يشبه البسمة.
ملامح أصبحت أكثر نضجاً ونعومةً ، خصلات قصيرة تحيط بوجهها الصغير لتعطيه هالة ملائكية ،هالة هو وحده يعرف ما يختفى خلفها، نيران حارقة أشتعلت بصدره مجدداً عندما تذكر تململ جسدها لتلتصق بأخر ,كأنها تحتمى منه،لكمة فى منتصف معدته بل طعنه سددتها لقلبه مباشرة، ألم تكتفى من طعنى يا فتاة ،لطالما كنت تحتمى بى؟! أم ترانى كنت أتوهم هذا أيضاً!!!!.
"عمر......." قالها خالد ليخرج صديقه من حالته الغير مألوفة، ليذهل من كم الغضب بعينيه.
"ممكن أفهم فيه ايه.....؟" قالها خالد قلقاً.
هب عمر واقفاً ، راخياً رابطة عنقه بعنف ليفتح أول زر بقميصه ويأخذ أكبر كمية من الهواء لعل نيران صدره المشتعله تهدئ .
كان يجئ الغرفة ذهاباً و إياباً إمام عيني صديقه الذى كاد يجن من حركة صديقه حوله.
"ممكن تقعد عشان أنت خايلتنى" قالها خالد زاعقاً
شد خصلات شعره للخلف بقوة، لا يعرف كيف يبوح لصديقه بما داخله ولكنه يريد لذلك الضجيج بعقله أن يهدأ.
"كارمن....." لفظها سريعاً كمن يبصقها
"كارمن" ضم حاجبيه بتفكير وقال " كارمن بنت عمك "
هز عمر رأسه بيأس ، فسأله خالد مستفسراً "مالها....!!!"
"رجعت ...." قالها من بين أسنانه
ارخى جسده للوراء متنهداً " و أيه المشكلة ؟!"
استشاط غاضباً من إ جابة صديقه " أيه المشكلة ........أنت بتسأل ايه المشكلة" قالها عمر ذاهلاً
دارت عينيه داخل محجريهما مجيباً بهدوء مغيظاً للأخر "ايوة ايه المشكلة ......بنت عمك اللى مسافرة من عشر سنين .....رجعت ، زيارة _فأهلاً و سهلاً _ و إن كانت هتقعد ...........فياريت" قال كلمته الأخيرة بنبرة ممطوطة.
كان يحاول أن يكتم غيظه و إلا يلكم صديقه على وجهه " أنت مش فاهم حاجه" قالها بحنق ،ليقاطعه صديقه "عمر .......اللى أنا فاهمه أنك أنت و كارمن موضوع وانتهى .... أنت و كارمن ماضى مش لازم يرجع " قالها بصرامة حتى يقمح كلامه داخل رأسه.
رمى جسده على الأريكة ،ليميل كله الى الخلف ، رافعاً وجهه إالى السقف ، أشفق علي صديقه رغم لومه عما حدث فى الماضى..ولكن.......من هو ليلقى عليه بالحجارة.
اقترب منه ،ليجلس بجانبه يميل بجسده للأمام "أنت خايف من أيه."قالها حتى يفهم ما بعقل صديقه "انت خايف أن كارمن راجعة تأذيك؟"
ضحكة ساخرة خرجت من جحيم يأسه صداها يحمل قهراً و غلاً ، أنتفض من مجلسه وهو يضحك كمخبول شرس " تأذيه حقاً .......ألم تنتهى منه حتى الأن !!.
"ممكن أفهم أنت بتضحك على ايه" قالها ذاهلاً من صديقه
" تأذينى ........" قالها وهو يضحك بيأس ،
" تأذينى .......ااااه ليتك تعلم يا صديقى بأنى لم أنل الأذى الا على يديها ،"بهتت ملامحه " لقد كان تسليتها ، نعم تسلية لفتاة تصغره بعشرة أعوام ،فتاة كانت فى درب مكر النساء الأولى وهو...وهو كان كعازف صغير مازال يتعلم قراءة النوتة ، يحاول عزف سيمفونية عشق لخاطر عينيها ،و كانت هى كراقصة فلامنكو مخضرمة بارعة، رقصت على أوتار قلبه ببراعة منقطعة النظير ،وحين رأت الأنبهار وسمعت التصفيق ملت وتركته بنوتة ممزقة ، وحين حاول مرة أخرى مع غيرها وجد انه لم يتعلم العزف ألاعلى خطواتها هى ....هى دون غيرها.
كان صديقه ينظر اليه كمخبول ،هارب من مستشفى المجانين فتكلم كأحدهما "تفتكر بقى هتأذينى المرة دة أزاى؟؟؟؟؟" سأله وهو يبتسم بسمة شرير فكان شبيه بالجوكر وعروق وجهه كلها بارزة ، نظر لصديقه داخل عينيه بعمق " ما أنت كمان أذتها يا عمر"
أرتد جسده كله للوراء كمن أطلق عليه رصاصة " أذيتها " قالها و كأنه يبصقها " أزاى بقى"
" انت عارف ......... الموضوع مش محتاج ذكاء خارق " قالها خالد باستياء
" أصبحت دلوقتى أنا الخسيس ....."قالها وهو يهز رأسه بلا توقف هو أصبح الأن المذنب بالطبع، هو من وقع فى حبال امرأة اسمها على اسم غجرية متمردة فى قصة كاتب مختل ،فأضحى هو الضابط خوزيه فى ملحمتها، .......أضحى هو..... قاتلها .
هو أكتفى من رثاء صديقه لنفسه " عمر ..عمر..عمر ......"قالها وهو يقف أمامه يواجهه، "أنا ماقلتش أنك خسيس....،أنت وكارمن غلطوا وانتوا الأتنين ارتضيتوا بالنهاية اللى انت حطتها....وبكدة انتم اقفلتوا باب الماضى " كان يضغط على ذراعى صديقه ،ينظر داخل عينيه بقوة، محاولاً إقحام كل كلمه داخل عقله الذى لا يبدو عليه إقتناع .
تنهد ،طالبا العون من السماء حتى يفهم صديقه كلماته،ليبلل شفاهه متحدثاً "عمر ماتحاولش تنبش فى قبر الماضى ......لأن اللى مدفون جواه هيبقى أبشع بكتير من اللى حصل .........عشان لو خرج اللى جواه هيخرج بعفونته "قالها لتصيب الرهبة قلب الأخر.ثم قال ممازحاً " وبعدين ماتتبنى نظرية تيمون وبومبا ......" مدندناً الأغنية الشهيرة "هاكونا ماطاطا ، أرمى الماضى اللى يغيظ...."
ضحكة قاتمة هو كل ما حصل على مزحته ، ربت على كتفه قائلاً "هسيبك وهاروح على المكتب"
"و أنت يا خالد........" قالها عمر ليتسمر خالد أمام الباب ،
نظر الى ظهر صديقه " وانت نسيت الماضى ولا لسه غرقان فيه"
تجمدت أطرافه ، شاعراً بصقيع يصيب قلبه وفكرة واحدة تدور بذهنه " هو غارق فى وحل ذنبه وليس ببحر الماضى"
رمق صديقه من فوق كتفه ليرد بصوت بعيد يائس " أنا واحد الدنيا مادتهوش رفاهية الفرصة التانية" ليدير مقبض الباب ويخرج تاركاً خلفه من يلعن نفسه ويلعن سبب بلاءه.

يتبع

مارينا جمال 30-03-20 11:59 PM

" جملة سحرية رددتها دورثى جال حتى تعودNo place like home"
لبيت عمتها أيم ،جملة رددتها كثيراً مغمضة العينين فى أحلك أوقاتها ،لربما تستيقظ من كابوس واقعها وتفتح عيناها هنا ....... داخل غرفتها.
"كنت بخليهم ينضفوها على طول .....كنت واثقة أنك هترجعى فى يوم ."قالتها ليلى بصوت متهدج رغماً عنها
"يا ليت يا عماه كان لدى تلك الثقة لعدت من زمن " كلمات لم ينطق بها لسانها ، كانت شاكرة لعمتها ،لثقتها بعودتها ،لتقبلها وأحتضانها مجدداً، كانت تشعر بنمو برعم سعادة داخل قلبها ،
التفتت الى عمتها التى تنظر اليها بحنان لا ينضب قط
قالتها بصوت متحشرج " merci beacoup"
"دة بيتك يا كارمن ......وأبوابه هتفضل مفتوحة مهما بعدتى وغبتى" قالتها ليلى بصوت متخم من عاطفة صادقة تحاول حبس دموعها،مربتة على وجنتيها.
قالتها لترمى كارمن نفسها داخل أحضان عمتها شاعرة بتضخم فى قلبها من السعادة ، كلمات ليلى كانت لها يدا حانية ربتت على موضع قلبها فمسحت أوجاعها، لم تتأخر عمتها فى ضمها بشدة إليها "وحشتينى كتير يا كارمن ..........وحشتينى كتير "قالتها وهى تغالب دموع عينيها ،لائمة نفسها لترك تلك الصغيرة فريسة لعزيز.
"وانا اشتقت اليك كثيرا" قالتها بأنفاس متحشرجة ودموع عينيها تحفر وجنتيها ،ثم قالت بلكنة مصرية "وانت كمان ليلى .........وانت كمان "
أبتعدت عنها قليلاً لتمسح دموع صغيرتها أولاً ،ثم دموعها هى الأخرى قائلة ببسمة تشع صدقاً " هسيبك ترتاحى دلوقتى "
خرجت وهى تغلق الباب ورائها وشعور بالذنب يتفاقم ناحية الصغيرة أمانة أخيها الصغير.
كانت تنظر بحنين واشتياق لجدران غرفتها ، هل تبالغ لو قالت أنها تشعر بأن تلك الغفران أصدقائها ،ففى تلك الغرفة كان هناك الكثير والكثير من السعادة ،أسرارها السخيفة .......والدفينة أيضاً،للأمان وللخوف أيضاً ،فهنا كان أكثر مخاوفها أن يقضم أحداً قدميها العارية من أسفل الغطاء.
كانت تشتاق لألوانها الصاخبة ، دارت بعينيها الغرفة كلها ،مازال سريرها بموضعه ،سرير معدنى صغير أبيض اللون مغطى بمفرش يبدو جديد ،مفرش يليق بمراهقة صغيرة برسوماته و ألوانه ليست بامرأة فى الثلاثين من عمرها ولكنها فى الحقيقة احبته وبشدة، يرتكن السرير أمام جدار كبير رسمت عليه بنفسها ،رسمت برج أيفل فهى رغم كل شئ تحمل جينات فرنسية ، وخزانة ملابس كبيرة لا تستطع تمييز لونها الأبيض فكانت مليئة برسومات وألوان ربيعية ،حسناً يبدو ان فراشاة الوانها طالت كل شبر بغرفتها إلا جدار وحيد ......جدار زكريات ، وقفت أمام الجدار الأبيض الفارغ تمام ، هو لم يكن فارغ هكذا بالماضى لكنه كان ملئ بصور ......الكثير من الصور ، صور لا تزال تحتفظ بها ، صور كانت يومياً تفتش بداخلها عن قوة تتشبث بها.
ابتسامة كبيرة احتلت وجهها ،وهى تدور حول نفسها ،بغرفتها ،غرفة تليق بمراهقة تحمل فراشاة و ألوان.
وقعت عيناها على منضدة الزينة و مرآة تتوسط الغرفة،سارت ببطء شديد عكس نبضات قلبها التى تتقافز بسرعة ، وقفت أمام المرآة و أطالت النظر فيها ،بتأمل ، بترقب ،تكاثفت أنفاسها الساخنة على سطح المرآة نتيجة لأنفاسها المتوترة ،مسحت بيدها السطح اللامع .....تنتظر .....تبحث عنها،داخل المرآة ،لربما تطل فتاة الماضى ....فتاة عيناها صاخبتان كألوان لوحاتها .ضحكتها تنافش فراشاة ألوانها فى نشر السعادة ، فتاة قوية ....متمردة ، تتمنى لو طلت الأن و لو تلبستها روحهها.
طرقات الباب قطعت تحديقها
" قالتها وهى تستعيد رتابة تنفسها Entrez"
فتح الباب ببطء شديد حتى فتح على مصرعه ليطل بقامته الطويلة داخل الغرفة، كانت عيناه بهما حنين لغرفتها كعيناها .
لم يعلم أنه أشتاق لتلك الغرفة إلا الأن ، يبدو انه أشتاق لكل مايتعلق بها ،كانت عيناه تتأمل الغرفة كلها حتى ثبتت على الجدار الفارغ، فراغ أحبط قلبه ، جدار لطالما كان مزدحماً بصور كانت أغلبها لهما.......
نظر اليها وجدها تراقبه بدورها وأبتسامة تعلو ثغرها ،أخذ نفس عميق ليقول " كانت واحشانى"
سألته بعيناها بمن يقصد
"أوضتك........"

عقدت يديها أمام صدرها " وماكنتش بتخلها ليه؟" سألته ،التفت بجسده كلياً لينظر لها بنظرة غامضة لم تفهمها لكن أربكتها كلياً، نظرة جعلتها تتسمر أمام عيناه ، حتى تفهم مابهم من معنى ولكن يبدوا فى سنين البعد فقدت قاموسه
قطع الصمت الذى طال بينهما ،رغم عدم فك حصارعينيه لعينيها .....همسه الأجش " عشان كنت بخاف أدخلها ومالكيش فيها"
ربكة........هرج ومرج ........وفوضى هى ماتسببت بها كلماته لنبضات قلبها ،ولم تشعر بأنها كانت كاتمة لأنفاسها إلا عندما طلب صدرها بعض الهواء ، كانت تبحث عن صوتها فخرج مهزوزاً بكلمة واحدة " اوه"
أشاحت بوجهها بعيداً عنه وعن نظراته المختلفة كلياً عن يوسفها القديم ، تبحث فى قاموسها عن كلمات ترد بها ،ورغم إتقانها لثلاث لغات لم تسعفها إحداها فى الرد عليه.
قرص وجنتيها كعادة كان يفعلها معها فى الماضى ..........عادة قد تكون يومية ،بحركته تلك أخرج الشيطانة الصغيرة بها فحاولت قضم يديه ليسحبها سريعاً وهو يضمها الى صدره " عضاضه ".
كان يضحك وهى تضربه بكلتا يداها وهى تسبه بالفرنسية ..........فمرحباً بعودتك يا صغيرة.
نظرت له بحنق وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وما لبث أن تحول ذلك الحنق الى إبتسامة فضحكة لم تستطع كبتها وهى تراه يحرك حاجبيه نزولاً و صعوداً ..........يا الهى لكم أشتاقت لذلك الأحمق .
قالتها بحنق مصطنع "idiot"
"هتنامى......."
حركت رأسها نافية " لأ .......مش حاسة أنا عايزة أنام"
" تمام" قالها وهو يرمى جسده على السرير عاقداً يديه خلف رأسه "أحكى"
" قالتها ذاهلة للممدد أمامها pardon"
مط شفتيه " أحكى ......حابب أعرف عاملتى أيه فى كل السنين اللى فاتت" نظر إلى ساعته و أكمل " هنكتفى النهاردة بأول سنة لحد ميعاد الغدا"
كانت تنظر له وعينيها متسعتيين ، هى تعلم أن هناك الكثير من الأسئلة تدور فى عقولهم حول العشر سنوات وإنقطاع إخبارها عنهم ،لكن هى غير مستعدة على الإجابة الأن أو غداً....هما فى كل الحال سيعرفون لكن ......فى الوقت المناسب.
كان يدقق النظر فى ملامحها التى بهتت والتفكير بادى عليها ......يعلم أنه باغتها بطلبه لكن هو يريد المعرفة .........يريد أن يطمئن قلبه الذى يخبره أن هناك سراً عظيماً خلف إختفائها.
تظاهرت بالتثاؤوب و نعاس لا تشعربه " مش عارفة عليه فجأة كدة حسيت أنى عايزة أنام"
لم يتحرك ، مازال على وضعه ، ينظر لها كما لو كان سيخترق عقلها ..... مقتحماً لذكرياتها ......عالماً بكل ما مرت به.
مطت شفتيها بيأس " طيارة ........سفر .......أنام"
لا حياة لمن تنادى " هنام .........." ، لا .....كان ينظر لها بملل عالماً بأنها مصطنعة وعيناه تخبرها بذلك ولكن لا مفر هى لن تحكى الأن ..........
سحبته من يده ليقف على قدميه وتخرجه من الغرفة ولكنه كان متسمراً على الأرض ولا يريد أن يتزحزح قيد أنمله ، تهدلت أكتافها " هو أنا لازم أحكى....."قالتها بيأس
أوماء رأسه بإيماءه بسيطة،
نظرت داخل عينيه تترجاه أن يفهمها " بس أنا مش عايزة أحكى...."
عقد ذراعيه أمام صدره ساحباً أكبر قدر من الهواء ليزفره ببطء " ليه ........."قالها بنبره قوية
"عشان مش عايزة أفتكرهم...."
"ليه......." كان يحاول سبر أغوارها
اهتز صوتها "عشان كان فيهم كتير من الألم ......"
خلع قلبه من مطرحه "ألم أيه ........." سألها ونبرته تلين
"قلت مش عايزة أفتكر ........" كما لو كانت ناسية
غصة إصابت قلبه "ومارجعتيش من بدرى ليه " قالها بصوت متحشرج
"عشان كان فى رجوعى وجع......" قالتها بنبرة ساهمة خافتة لترفع عيونها الدامعة إليه.
أبتلع ريقه وهو يحاول يصطنع بسمة ليمط شفتيه " ورجعتى دلوقتى ليه" لتخرج كلماته متحشرجه كأنفاسه .
صمتت دقيقة وهى تغالب دموع عينيها ليخرج صوتها باكياً " عشان كنت غبية....." لتشرد عيناها فى الفراغ لتقول بصوت بعيد" عرفت أن الألم فى قربكم أحسن كتير ...."

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:00 AM

صف سيارته بجانب سيارة صديقه الذى دعاه على الغداء بمنزله بعد طلب من زوجته ، العودة مبكراً من العمل ترحيباً بعودة أبنة عمه .
"أنا مش عارف أيه اللى خلانى أجى معاك؟!" قالها خالد للمتكئ على أطار سيارته ، ليرد عليه ساخراً "ده على أساس أنى الحيت عليك كتير ...."
دعك خالد مؤخرة عنقه ليمط شفتيه " بصراحة أكل أنجى لا يقاوم " حسناً هو لم يقاوم فضوله نحو معرفة ما أصبحت عليه الصغيرة ، لقد فرح بخبر عودتها لطالما كان يتسأل أين هى الأن وكيف صارت بها الحياة ......فهى تملك ركن خاص بقلبه لها وكان يشعر انه شارك بذبحها دون قصد منه بحجز تذاكر الطيران .......تذاكر ذهاب بلا عودة.
دخلا لتستقبلهما أنجى بحفاوة ببسمة عشق وقبلة على وجنة زوجها ......وبسمة صادقة وترحاب لخالد
"خالد ......عامل أيه"
"تمام .....ماشى الحال، معلش جيت من غير دعوة"
" خالد أنت تيجى فى أى وقت ....ومن غير دعوة." قالتها بتأنيب وصدق نابع من صفاء قلبها.
انتبهت للواجمة على درج السلم وعيناها مثبته على خالد " كارمن ....." نادتها ليتسمر زوجها بجوارها والأخر يدير لها وجهه لتشيح وجهها سريعاً متحاشيه النظر اليه ، نزلت درجات السلم القليلة المتبقية بخطوات مترددة ، وكلما نزلت درج تزداد كفا يدها تعرقاً ،
اقتربت منهم وهى تحاول جاهدة راسمة بسمة ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ،مدت يدها متجاهلة صديقه متحاشية النظر الى عينيه خوفاً من نظرة إزدراء قد تجدها بهما " خاليد ......." خرج صوتها متحشرجاً رغما عنها ،ليمد يده اليها ويشعر بتعرق كفها ، وما أن سلم عليها حتى سحبت يديها سريعا من كفه .
" مش عايزة تبطلى تحطى "ي" فى أسمى " قالها ممازحاً عل يخف توترها المحيط بها ،بسمة سمجة متوترة كل ما حصل عليه.
"حمدالله على سلامتك "قالها بصدق
تنحنحت قليلا " ميرسى"
عطرها كان يتغلغل داخل حواسه ، يتسلل خلسة ليذوبه رويداً رويداً ،لتتملكه بدون أى مقاومة، يده كانت تضغط على خصر زوجته بدون أن يشعر محاولاً الا يسحبها داخل حضنه مستحوذا على عبير عطرها كله لوحده .

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:01 AM

كان يجلس على مائدة الطعام شارداً فى كلماتها ينهش القلق قلبه وعقله يدور فى دوامات من الأسئلة ، هو سوف يتركها حتى تأتى وتحكى له ، هو لن يضغط عليها ،وأن لم تأتى سيعرف..... هو بطريقته .
دخلت محتلة تفكيره ووجهها مرتبك أرجع سببه ....لعمر .....الأتى خلف زوجته وصديقه .
" خالد ......عاش من شافك " قالتها ليلى لخالد الذى مال على يديها يقبلها "انت عارفة انه الشديد القوى هو اللى يمنعنى عنك يا ليلاه" ليغمز عينيه لها بشقاوة ، ضربته على كتفه " طول عمرك بكاش .....يا ابن إيمان"
"و ابن إيمان بيحبك.......يا لولا " قالها خالد ليضحك جمعيهن
" طيب مش واخد بالك من ابن .....لولا " قالها يوسف مصطنع الغضب ، لطالما كان خالد يشاكس أمه ، فهو صديق عمر منذ طفولتهما وكان يأتى كثيراً، غير صداقة أمه بأم خالد.
احتضنا بعضهما ليتنهد خالد قائلا بيأس مصطنع " أيه يابنى .....انت مش هتبطل تتطول "
رغم طول قامة خالد و عمر لكن يوسف كان اكثر طولاً منهما، فطوله يبلغ ال 193 سنتيمتراً، كاد يرد على مشاكسة خالد إلا انه سمع ضحكات من خلف ظهره ليدير رأسه لها ، فيرقص قلبه طرباً وهى تحاول أن تكبت ضحكاتها ، لم يستطع منع نفسه من مراقبتها، كانت ترتدى " جيمبسوت" سوداء بلا أكمام وحذاء أسود مسطح كعادتها " فهى لا تستغيث الكعب العالى رغم قامتها الصغيرة" ، مال على أذنها ليهمس " عجبتك صح " قالها بصوت أجش
هزت رأسها..... مشاكسة " بصراحة .......أه"
ليرفع لها أحدى حاجبيه مهدداً لتنسحب من أمامه لتجلس على المائدة ليسحب لها الكرسى المجاور له لتجلس بجانبه وقد كان ولكن ليس قبا أن يهمس " العود الفرنساوى لايق عليكى كتير" ليغمز عينيه بشقاوة وهو مستمتعاً بأنفعالات وجهها ، هل غازلها يوسف الأن !!!!
مالت هى الأخرى عليه لتهمس " هو انت بتعاكس يا أخينا "
" أكيد" ليهمس أمام وجهها " يعنى يرديكى يبقى ادامى واحدة حلوة زيك ومعاكسهاش ....يبقى غلط فى حق ابن عمتك " ،رغم علمها بمشاكسته إلا أن إحمرار طفيف غزا وجهها.
"يوسف .....كارمن مافيش كلام على الأكل " قالتها ليلى بحزم رغم سعادة قلبها بعودة كارمن وبعودة يوسف من أشتاقت له كثيراً، تنحنح كلاهما ليشرعا فى الأكل ، إلا إن عيناها أصطدمت بعيناه ، عيناه التى كانت كحمم بركانية لو استرقت النظر بهما قليلاً لرأت خلف حممهما عشق لا ينضب ، إزاحت عيناها سريعا لترى صديقه الذي يمرر النظر بينهما فأشاحت وجهها وغصة حارقة تتجمع فى حلقها و يدها تزداد إرتعاشا ،أسفل المنضدة، " هل جلب صديقه معه حتى يذكرها بماضيهما المخزى، ماضى لم تنساه يوماً"
" ممكن تشيل عينيك من عليها " قالها خالد لعمر الذى كان يراقبهما ونيران تضرم داخل قلبه ، نيران تحرق أحشائه .
أكمل خالد همساً له حين لم تتزحزح عيناه عنها " يوسف أخد باله وبيبصلك"
تحركت عيناه إلى عيناه غريمه .......كانت بهما قسوة تشابه قسوة عيناه الأن كانت حرب عيون الأخر يحذر وهو لا يهتم ، لطالما كانت بينهما حرباً باردة ،لكن يبدو أن زمانها قد ولى فحان اشتعال شرارة البداية.
انتبها كلا منهما على الذعر فى صوت ليلى " كارمن أنت بتاكلى أيه"
لتتسع عينا يوسف ذعرً وهلعاً ليرى قطع المشروم بطبقها ليلقيه أرضاً صارخا بها " أنت مجنونة ........ عايزة تموتى ...مش عارفة أنك عندك حساسية من المشروم "قالها بغضب وهو يمسك ذقنها بقسوة ويمسح بيده الأخرى فمها حتى لسعته دمعة على يده ، ليتوقف قلبه وهو يرى أرتعاشات فمها ، أراح ضغط يده " كارمن ............"
لتهب من مقعدها جرياً على غرفتها ،
"كارمن ......" قالتها ليلى لتلحق بها ، أمسك يوسف يدها ليقول بصوت متحشرج شاعراً بالذنب " سيبيها .......أنا هاروح أشوفها"
لامته ليلى " ماكنش لازم تزعقلها كدة يا يوسف"
اومأ رأسه بموافقة" أنا هاروح اعتذر لها "
أما هو كان مثبتاً عن الكرسى مانعاً نفسه بصعوبه إلا يلحق بها.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:03 AM

كان يلوم نفسه على قسوته الغير مقصودة معها ،هو كان يشعر بأرتباكها جنبه وتوترها ، نظرات عمر المثبته عليها ونظراتها الهاربة منه ، تحذيرات عينيه له ونظراته لا مبالية وحرب غير معلونة بينهما حان اشتعالها .........وأكلها لطبق تعلم أنه مميت لها ،أعلمه لكم هى متوترة، وذلك زاد غليانه ........هل مازالت عاشقة لها رغم مرور تلك السنوات ....سخر من نفسه "وانت أيضاً مازال قلبك لها عاشقاً .......انت تناسيت عشقها فقط فى تلك السنوات الفائتة حتى الحياة تستمر"
ضغط يده على مقبض باب غرفتها ........ليفتح عقله نافذة الذكريات.
__________________________________________________ ______
كان يصقف مذهولاً من قبله ابن خاله الجامحة لعروسة التى يكاد يجزم أنها منقعة الأنفس الأن ، مثل جميع الحاضرين بالفرح......فعمر ليس من حبى المشاهد الأستعراضية.....نظر بجانيه ليرى ردة فعل الصغيرة .....ليجد المكان فارغ .....وصاحبته كانت تهرول إلى داخل الفيلا.
لحق بها مسرعا ليفتح باب غرفتها ،ليجدها ممددة على سريرها بفستانها الأحمر الذى سرق لبه عندما رأها تتهادى به أعلى السلم.....كانت تبكى منهارة ......أنهيار لم يراه حتى يوم وفاة والدها.
هرع إلى الداخل وصوت بكاؤها يمزق طيات قلبه .......لا يفهم مابها .......جلس بجانبها ليهمس بأسمها قلقاً " كارمن" ، أندفعت داخل حضنه فجأة لتدفن نفسها به حتى كاد يسقط بها على السرير خلفه ......حاول إبعادها قليلاً عنه ،فمنذ استكشافه لعشقها الوليد بقلبه .....أصبح جسده يتجاوب معها بطريقة غريبة......نظر لوجهها الملطخ بسواد كحلها وهى تبكى بأنهيار "مالك يا كارمن ........."
"ليه يوسف ......ليه يوسف " قالتها ودمع عينيها لا تتوقف، رمت رأسها على صدره وقلبها يتمزق بداخلها .......تشعر كأن عالمها كله ينهار ، " أنا بحبه يوسف ، أنا بحب عمر..........أنا قلتله أنى بحبه " تسمرت يداه فى الفراغ ، كلماتها كانت كرصاصة طائشة رشقت بقلبه ليبكى قصة حبه التى لن تشاهد النور ......فحبيبته تبكى على صدره حبها لرجل أخر .........ولكم أنت محظوظ يا يوسف" .
دخل الغرفة لتبحث عيناه عنها داخل غرفتها ، ليصل إلى أذنيه أنين مكتوم ..........ليجدها تجلس على الأرض خلف سريرها تبكى ..... تخفى رأسها بين قدميها،كان يخطو ببطء كنبضات قلبه ......جلس مقابل لها ليحاول قول جملة إعتذار يبرر بها قسوته" أنا أسف ..........أنا خفت عليكى ........
"أنا أريد أبى .....لقد اشتقت له كثيرا." قاطعته بصوت متحشرج من البكاء وهى لا تزال على وضعها، جلس بجانبها أرضاً ليريح ظهره وقلبه يأن عجزاً ،جالبه دموع لعينيه
" أيه رأيك نروح نزوره النهارده "قالها بانفاس متحشرجة ،يحاول طرد دموع عينيه
"هزت رأسها بلا " هو غاضب منى" قالتها بإسى ......كانت تتحدث بالفرنسية ..كعادتها عند الغضب و الحزن الشديد.
"هبقى معاكى ، هو مابيرفضليش طلب" ، رفعت أخيراً رأسها له وهى تهز رأسها بالموافقة .

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:04 AM

"لو كنت أعلم أننى سأحصل على بعض الليالى فقط بصحبته ، كنت أخذت تلك الليالى وابقيتها بمخيلتى تبقينى دافئة طيلة حياتى "
أباها مريض ، بل فى المراحل الأخيرة فى المرض ، وعلاجه كان دون جدوى ، تلك هى كلمات الطبيب لعمتها و أبن عمها عمر الواصى عليها كما وصى أبيها فى حال وفاته.
عمتها تبكى ، ترفض و عمر يطلب من الطبيب أن يبحث عن علاج أو عملية جراحية ولكن للأسف المرض انتشر وانتصر .
لتشعر بكف كبيرة تمسك بيدها وتضغط عليها برفق " هيبقى كويس" نظرت إلى ابن عمتها متشبسة بكلماته حاول أن يطمئن الصغيرة فهو عرف مرارة فقدان الأب مسبقاً، جاء عمر إليهما مشفقاًعلى تلك الصغيرة التى أصبحت تحت وصايته " كارمن ....بابا عايزك جوه "
دخلت إلى أبيها فخطوات صغيرة ، تنظر إلى أبيها على سرير المشفى ، مغمض العينين ، متعب الوجه و........أصلع الرأس ، أنين مكتوم كان يخرج منه.
"بابا.." قالتها بصوت مهزوز ينذر بالبكاء
فتح عينيه بضعف ينظر إلى قطعة قلبه التى حان وقت تركها وحيده بدونه ، " تعالى يا كارمن " نداها بصوت ضعيف ، أقتربت لتمسك يده الممدودة لها وتجلس بجانبه ..........
رغم إلمه الشديد إلا أن فراقه لها هو أكثر إيلاما لقلبه ، لكنه حان وقت الوداع ولا هناك من مفر ، يخاف عليها من عزيز ولكنه يثق بعمر و الأحمق كما تلقبه ابنته ......يوسف .
" كارمن قوية صح " قالها وهو يغالب الألام التى تفتك برأسه ، كانت تنكس رأسها ، وجهها محجوب بشعرها الطويل المنسدل .......هزت رأسها بنعم ثم هزت نافية بقوة "بابا ........." قالتها وهى تبكى
" كارمن .....كارمن " ناداها بصرامة رغم ضعف صوته
"بصيلى .."حازمة ..........نظرت إليه وعيناه تحتضن ملامح وجهها الصغير
" كارمن .......اوعدينى أنك هتبقى قوية ، أوعدينى يا كارمن "
" أوعدك ...........بس انت أوعدنى الأول أنك هتفضل معايا على طول" قالتها وسط شهقات بكاؤها
"بابا تعب يا كارمن ومحتاج يرتاح " صوته الضعيف يضعف من قلبها الصغير ، هل سيرتاح إذا رحل وتركها وحيدة هنا.
أصوات مفزعة خلعت قلبها لتجد أبيها نائماً ويده الممسكة بيدها باردة ،ليدخل الأطباء بسرعة ، عمتها تنهار داخل حضن أبن أخيها ، وعمر ينظر لها بشفقة و،هو هناك يرتكن على الحائط نظراته معلقه عليها ، لتسير نحوه ،تقف بجانبه ،تمسك بيده التى احتضنت يدها بحنو وركنت رأسها على كتفه ......تشاهد المنظر المفزع أمامها كأنها خارجه وتبكى بصمت . وكما الحال الأن تمسك بيده وهى أمام شاهد قبر أبيها تعتذرعن خذلانها له تطلب السماح عن خطأها الذى مازالت تدفع ثمنه .
ثم نظرت إليه وهو لايزال ممسك بيديها ، هو يوسف ماسح الدمعة ، راسم البسمة ،وخالق أعاصير من بأرجاء قلبها.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:05 AM

كان يدخن سيجاره فى شرفة البلكونة ، تحترق أنفاسه مثلها ، لا ينفث دخان سيجاره بل نيران صدره المحتدمة بغضب أهوج ، أعاصير تطوف بداخله تترك خراباً ورائها. لمح زوجته بالداخل وهى ترطب يداها وقدميها وسؤال وحيد يدور فى رأسه الأن لما لم يقع فى عشقها الأن ، امرأة تحبه بصدق فى عيناها يرى عشقا لا ينضب ، جميلة كجميلات الفرس ، رقيقة كنسمة باردة فى شهر أغسطس الحار ، وجهاً جميل وقلباً أجمل كانت مثاليه لأبيه فهى إبنة إحدى ملك الصلب بمصر وامرأة بلا رحم .........لن تعاير أبنه ..........ابنه العقيم . والإجابة كلمة واحدة لعنته .......كارمن .
كانت ترى نظراته داخل المرآة ......نظرات غامضة يشوبها نظرات ذكر يقيم أنثاه ، كان يقترب منها كصياد ماهر يقترب من فريسته ،أبتلعت ريقها وهى ترى نظراته ، لا تعلم لما أنقبض قلبها ، أمسكها من ذراعيها لتقف أمامه ، كانت عيناه تجوب على وجهها شعرها ...عيناها....شفتاها ، قربها منه فجأة لتلتصق بجسده وعيناه كانت ترتكز على شفتيها فهمس أمامهما " بتحبينى......." سألها ليرفع عيناه لها ، أرتبكت نبضاتها وهى تهمس له بعشق " أنت عارف"
" قوليها ...." توسلها فلم تتأخر عنه بشفتاة مرتعشة " أنا بحبك " ليقتنص شفتاها فقبلة طويلة قطعها بتوسله الغريب لعيناها " قوليها بكل اللغات لتعرفيه ليعد يقبلها مجدداً وهى تستجيب لطلبه بين قبلاته " بحبك عمر ، ........نطقتها بكل لغة تعرفها عربية ،إنجليزية ، إيطالية و........فرنسية " أنا أحبك عمر ....." لينفضها مبتعداً عنها.......يصم أذنيه وهو يدور حول نفسه ......." وتعويذة من غجرية تتلو داخل أذنيه مازال يسمعها بصوتها داخل عقله ، ينظر لها بتصميم عجيب وهى مازالت ذاهلة من حالته ليأخذها بين ذراعيه معتذراً لها ليقبلها بغضب ومازال صوتها داخل عقله " je t'aime omar " يحاول أن يطرده يبحث بين أحضان امرأة عاشقه له عن سحر لأبطال تعويذتها، تقسو قبلاته غضباً من نفسه ، منها ، لأجلها ، غضباً لبحثه عنه داخل أحضان امرأة أخرى ..........ولا يجدها.
كانت تسند رأسها على صدره العارى ، مازالت لا تعرف كيف نجت من هذا الأعصار الذى أجتاحهها كان يقبلها رقة حيناً ليقسو أخرى فيعتذر منها ،يدللها ،يعتصرها .....يجتاحها ليعتذر عن قسوته كانت تشعر أنها مع رجلين مختلفين ليس بواحد لتغمض عيناها عند تلك الفكرة ودمعة تهرب من عينيها لا تعلم لها سبباً، ولا تعلم انه كان هناك رجلاً واحداً يعاشر امرأتين واحدة فى إحضانه والأخرى تحتل عقله وقلبه.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:07 AM

تسمرت مكانها عندما شعرت بوجود أحد معها داخل الغرفة ، لتتفاجأ بوجوده هو
"أيه اللى دخلك !!!"
"أيه اللى رجعك يا كارمن " نطقها الأثنان معاً هى بغضب ، وهو بقسوة .
نظرت له بيأس " ماكفاكش عشر سنين "
" أنت اللى أخترتى وحكمتى على نفسك " قالها بصوت أجوف بارد
" ورجعت فى كلامى ........" قالتها بحنق ليختنق صوتها " رجعت وتعبت يا عمر"
اهتزت حدقتى عيناه وهو يراها تقترب منه لتقف أمامه لا يفصلها عنه إلا خطوة واحدة، لتلومه بعينيها" تعبت يا عمر ...........وأيا كان عقابك هستحمله وأنا هنا ......."
لقد فاض به الكيل ولم يعد بأستطاعته أن يتحمل ، سحب رأسها سريعاً ليميل برأسه لها أخذاً شفتاها فى قبلة طال الأشتياق لها ، معتصراً جسدها الضئيل مقابل صدره الصلب ، كان يقبلها بجوع ، بنهم ، يلصقها بجسدها لعلها تخترقه فيأسرها له للأبد ، دفعته عنها لتهز رأسها بضعف لم يقفه فى إستكمال قبلاته وهى تئن بخضوع لسطو قبلاته.
هو الموبوء بعشقها ، مستوطن من قبلها ، قلبه موشوم بإسمها ، وأسير لفخ عشق لا خلاص منه ولا يريد منها الخلاص.
انتهى الفصل

قراءة ممتعة

طائر البان 31-03-20 12:59 AM

الفصل روعة سلمت يداكِ 💚
بانتظار التكملة

ام ملينا و امير 31-03-20 01:59 AM

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

saharsala 31-03-20 08:50 AM

حلو الفصل ومشوق جدا ..متحمسه للروايه ❤❤❤

مارينا جمال 01-04-20 11:50 AM

لو سمحت اى حد عنده نقد أو رأى إيجابى ممكن يقولوا هنا ،هبقى مبسوطة بمشاركتهم

ايه الشرقاوي 02-04-20 07:55 PM

هو بابا كارمن مات خلاص معلش اتلخبطت

مارينا جمال 02-04-20 09:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايه الشرقاوي (المشاركة 14774968)
هو بابا كارمن مات خلاص معلش اتلخبطت

ايوة مات وهى عندها 14 سنة

مارينا جمال 04-04-20 05:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طائر البان (المشاركة 14768111)
الفصل روعة سلمت يداكِ 💚
بانتظار التكملة


شكراً ليك 😍😍، وانا هنتظر أرائك على الفصول القادمة.

شمس الصحراء 04-04-20 10:42 PM

السلام عليكم
الروايه حلوه كتير وسردك للاحداث مشوق واسلوبك سلس والحبكه ممتازه وتفسير المشاعر ممتاز بس في نقطه كيف هو قريبه وكان مسؤول عليها ينقض عليها ويقبلها ما هي شرفوا حتى لو هي فيها عرق فرنسي نس لازم هو اللي كون اول واحد يحميها وهو اللي ينهش فيها كيف هون انا اللي ماني مستوعبتو وشكرا بجد روايه باين عليها تحفه ناطرين الفصول ع نار ولو سمحتي متى الفصول وشكرا

مارينا جمال 04-04-20 11:40 PM

[quote=شمس الصحراء;14780237]السلام عليكم
الروايه حلوه كتير وسردك للاحداث مشوق واسلوبك سلس والحبكه ممتازه وتفسير المشاعر ممتاز بس في نقطه كيف هو قريبه وكان مسؤول عليها ينقض عليها ويقبلها ما هي شرفوا حتى لو هي فيها عرق فرنسي نس لازم هو اللي كون اول واحد يحميها وهو اللي ينهش فيها كيف هون انا اللي ماني مستوعبتو وشكرا بجد روايه باين عليها تحفه ناطرين الفصول ع نار ولو سمحتي متى الفصول وشكرا[/quote

شكراً ع كل الكلام الجميل ده الرواية كل يوم اتنين الساعة ١٢ بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة ،وكل اللى هطلبه منك انك تستنى شوية ع الأحداث لأن فى حوالى ١٧ سنة مبهميين هيوضحوا ع مدار الفصول اللى جاية ،القصة بتدور أحداثها دلوقتى وفى الماضى،ومع كل فصل هيكتشف الماضى بمفاجأته

مارينا جمال 07-04-20 01:18 AM

جارى تنزيل الفصل الثالث من الرواية ، أرجو دعمكم ومعرفة ارائكم

مارينا جمال 07-04-20 01:23 AM

الفصل الثالث
____________
"يبقى شىء من عبق الماضى عالق بنا رغم الزمن......
شىء يعجز يد النسيان أن تطاله.....".
لقطات ...لقطات ....العديد والكثير من اللقطات ،لم تكتف من آخذ الكثير من الصور لهما ..كما أعتادت فى الماضى، ففتاة الفرشاة والألوان مغرمة بالكاميرا أيضاً.
كانا يآخذا العديد من الوضعيات المضحكة ، كطفلين صغيرين وجدا كاميرا والدهما فأستخدماها أبشع أستخدام، إخراج لسانهما ......وجوه عابثه ......وجوه جادة مع رفع الحاجب الأيسر تقليداً له ، والكثير من ما يسمى ب "duck face" .
" قالتها وهى ترفع أحد جانبى ثغرها مقلدة بسمة princess diana's smile"
الأميرة ديانا أو بالأحرى بسمته هو ، فطالما شبهت بسمته بها وشاكسته " بتضحك على جنب واحد" .........قالتها لترسم البسمة تلقائياً على وجهه وهو ينظر للكاميرا لتلتقط الصورة ، قلبه بدون سرد ممل وكلمات بلاغية ......سعيد ، هو سعيد وكفى.
ألتقطت الصورة التى أخرجتها الكاميرا التى أشتراها لها اليوم ، كانت تنظر لها وهى تقضم شفاها بسعادة ، تلتفت يميناً ويساراً وهى ترى ذلك الكم الكبير من الصور حولها ، لتلتقط إحدى الصور ......تتأملها ....تتأمل ملامحهما المضحكة ، ملامح لا تمت بتاتاً بشخصين بالغين عاقلين ، لتتسع بسمتها وهى تلتقط أخرى ......و أخرى .
كان يسند ذقنه على كفه يراقبها بدوره ،يرى إبتسامة وجهها تزداد إتساعاً فتزداد بالمثل على وجهه ، كانت بسمتها كخمر مُسكر لقلبه الذى يكاد يجزم أنه يرقص الأن على موسيقى الجاز التى تعزفها نبضاته...........ما بك يا يوسف هل ستقع بعشقها مجدداً أم أنت لا زالت على عشقها باق.
أنتبه إليها وهى تنظر اليه بسعادة مبالغة تتقافز داخل عينيها كصبية صغيرة فى محل دمى ....وردية اللون،
"أيه رأيك نعلق الصور دة على ال
memories wall"
قالتها وهى تشعر بالإثارة ......يا الهى هى سعيدة بل تكاد تطير فرحاً
"دلوقتى ........" قالها مندهشاً ، لتهز رأسها بنعم ،لتتراجع قليلاً " هو الوقت أتأخر ....؟!"
لينظر إلى ساعته " الساعة 11...."
" 11 .....أحنا بقالنا أكتر من ساعتين هنا فوق على الرووف " قالتها متسعة العينين ، مذهولة لمرور الوقت بدون حتى أن تشعر .
ليومىء رأسه لها ساخراً " وياريتها صور عادلة "
" ما ده أحلى حاجة فيها ، أنها طبيعية .."
نظر لها بطرف عيناه وهو يرفع صورة لها كانا يبدوان كأبلهين ، ليحولق عينيه ويخرج لسانه للخارج مقلداً وجهه بالصورة ، لتقهقه هى ضاحكة" أوكى دة كانت ..........بشعة " ، خطفتها من يده لتضمها إلى باقى الصور
" أنا من رأيى تخليكى فى موضوع الرسم وتنسى .......التصوير دة خالص" قالها مغيظاً إياها ،
لتمط شفتيها و تقول" الصور الأحلى هى اللى تدخل البهجة والسعادة لقلبك .......مش مجرد وضعيات مترتبة وبسمات مصطنعة مش حقيقية ..." تنهدت وهى تضم ركبتيها إلى جسدها ، وتضع رأسها فوق ذراعيها المستكنان عليهما لتكمل بصوت خافت وعيناها شاردة أمامها "فى الصورة بنجمد لحظة لحظة ممكن ماتتكررش تانى.......لكن يمكن لما نشوفها متبروزة فى صورة ........نحس بالفرحة اللى كنا حاسانها وقتها........."
التفتت إليه وبسمة تسكن وجهها بينما الحزن يطل من عينيها " صورنا هى الوحيدة اللى كانت بتدينى طاقة أنى أكمل فى الأوقات الصعبة" قالتها ولم تنتبه لمن غامت عيناه حزناً لأجلها ، يشعر بقبضة قاسية تعصر قلبه ، تخضه يميناً ويساراً بين أضلعه ، كلما ذكرت تلك السنوات ، وأسئلة تعصف برأسه تزيده حيرة على حيرته ......لما لم تعد مسبقاً...، ولما عادت الأن !!!!!.
"برده مش عايزة تحكيلى ......؟!"
أطالت الصمت ، وهى تنظر إليه ساكنة إلا من خصلات شعر تداعب وجهها، بفعل نسمات الهواء حولهما ، وعيناها تحكى وتقص لعينيه .......وليته يفهم ما تحكياه.
رفعت رأسها عالياً إلى السماءوهى تغمض عيناها ، لتتنفس بعمق ، فتتسلل ذرات الهواء داخل رئتيها لتثلج قلبها براحة غابت عنها أعوام،
" أخيراً...." قالتها متنهدة.
لينظر هو لأعلى مثلها محاولاً إنتشال قلبه من بين أمواج بحر الخوف الذى غاص به.

يتبع

مارينا جمال 07-04-20 01:26 AM

زقاق مظلم ضيق، خطوات راكضة وأنفاس لاهثة،أنياب وحوش مسعورة ، ،دقات قلب مذعورة تكاد تصبح مسموعة، ونباحهم عالى يصم الأذان ، رائحة الخوف تفوح منها ، ورائحة عفنه كريهه تفوح منهم ، عيناها مذعورتان ، وأعينهم جائعة ،دموع تملئ وجهها، ولعاب يسيل من بين أنيابهم، تركض منهم ،و يحيطون بها ..........تريد الصراخ ولكن صوتها لا يخرج ،يهجموا عليها، يغرسون أنيابهم بجسدها ......تتلوى ،يعرونها ،ينهشونها متلذيذن بطعم دمائها ، تراه هناك كتمثال من الشمع لا يتحرك ساكناً، تنجيه بعينيها لينتشلها من بين براثينهم، ليدير ظهره لها ويرحل ، فيخرج أخيراً صوتها مبحوحاً مقهوراً من أعماق قلبها المنحور بسكين خذلانه " خاااااااااااااااااااااااا الد .........".
أنتفض مذعوراً ،جسده كله يتصبب عرقاً ، يتنفس بصعوبة كما لو كان هناك جاثوم يقبع فوق صدره ،وعيناه متسعتان تنتفض ذعراً و....ألماً.
قام مسرعاً ليضع رأسه تحت المياة الباردة ، لعلها تهدئ من نيرانه ، نيران لم تخمد حتى الأن.......، يرى إنعكاس وجهه داخل المرأة فتشتعل عيناه غضبا......تنتفض كل خلية بجسده طالبة الثأر من ذاك النذل أمامه ........هو يمقته يتمنى هلاكه.......صرخ بقهر ليضرب سطح المرأة لتتحطم كحطام روحه المثقله بذنب خذلانه لها....." .
دخلت مسرعة إلى حمام غرفته، لتتسع عيناها ذعراً من السائل الأحمر الذى ينقط من يد أبنها لتشهق " خالد يا بنى ..........فى أيه" كانت تمسك بيده وتلمح حطام المرأة المكسور حوله ، كان ينظر لأمه ،يطلب منها العون لعلها تجد خلاص لروحه، ليسقط أرضاً فتأخذه بأحضانها ، تشعر به ينتفض كطائر ذبيح، يأتيها صوته من بعيد من سجن روحه " أنا قتلتها.........." ،لتغمض عيناها يائساً وأحشائها تتلوى بداخلها " هى اللى ماتت يا خالد .........أنت مالكش ذنب ".
شعرت به وهو يهز رأسه نافيا " أنا اللى قتلتها......." ، كانت تهدهده كما كان طفلاً ولسان حالها يقول "ياريتنى ما قولتلك سيبها........".
أما هو فكان يراها أمامه .....تلومه ، رفع يده لها ، لتشيح وجهها وتستدير معطيه ظهرها له وترحل كما فعل .........تاركه جلده لسياط الذنب.
__________________________________________
كانت جميلة بل بارعة الجمال تبدو هاربة من إحدى القصص الخيالية التى يقرأها لبنتى أخته ، وجه صغير مستدير مشرق كالذهب ، وعينان خضرواتان كزعف النخيل أما شعرها فيبدو أنه سرق لونه من حبات البندق ، ثغر يعلوه إبتسامة رقيقة تجعلك لا تريد أن تشيح بعيناك بعيداً عنها ، هى امرأة تدخل القلب بدون أستئذان وهو رجل الحوت يؤمن بالحب من أول نظره ، وهذا كان حاله وهو يتأملها وهى تضاحك والدته وتطمئنهم على حالتها الصحية ، توترت من ذاك الواقف الذى يدقق فى وجهها فرغبت فى الأنصراف بسرعة.
" طيب تمام ، حضرتك دلوقتى بقيتى كويسة ومافيش داعى وجودك فى المستشفى" قالتها بصوت هادئ مطمئنة السيدة التى أمامها لتكمل ناصحة " أنا هكتب لحضرتك على خروج ، بس أهم حاجة نخلى بالنا من العلاج ومانخمش فى أكلنا...........بعد أذنكم"
أستأذنت منهم ليخرج ورائها......." دكتور ....." قالها منادياً لتستدير له طالبه العون ، " أفندم ..." قالتها وهى تبتسم بعمليه ،
ليحك مؤخرة عنقه محاولاً فتح أى موضوع معها " ماما كويسة صح ..........يعنى ....يعنى لو تعبانة ممكن نخليها تبات النهاردة فى المستشفى" قالها وهو يتهتأ لاعناً نفسه على توتره أمامها هكذا ،
"بالعكس أنا شايفة والدة حضرتك بقت أحسن كتير ، أهم حاجة تتابع معاها يومياً قياسات السكر ، وتحاول تقلل الحلويات " قالتها لتهم بالرحيل فأوقفها مجدداً " دكتور........."
-" أفندم ........." قالتها وصبرها يكاد ينفذ،
" ماعرفتش أسمك .......؟!"
"الدكتورة نهى...." قالتها حتى تستطيع التخلص منه ولكن يبدو أنه سمج " خالد ، باشمهندس خالد ....." قالها وهو يمد كفه لها ، لتمد يدها له " نهى ، الدكتورة نهى .......ممكن أمشى بقى"
ليومئ رأسه لها " أكيد........" لتتركه وتذهب وبسمة خجوله تعلو ثغرها ، وهو أوتار قلبه تعزف إحدى معزوفات تيشكوفيسكى المبهجة .

يتبع

مارينا جمال 07-04-20 01:28 AM



زقاق مظلم ضيق، خطوات راكضة وأنفاس لاهثة،أنياب وحوش مسعورة ، ،دقات قلب مذعورة تكاد تصبح مسموعة، ونباحهم عالى يصم الأذان ، رائحة الخوف تفوح منها ، ورائحة عفنه كريهه تفوح منهم ، عيناها مذعورتان ، وأعينهم جائعة ،دموع تملئ وجهها، ولعاب يسيل من بين أنيابهم، تركض منهم ،و يحيطون بها ..........تريد الصراخ ولكن صوتها لا يخرج ،يهجموا عليها، يغرسون أنيابهم بجسدها ......تتلوى ،يعرونها ،ينهشونها متلذيذن بطعم دمائها ، تراه هناك كتمثال من الشمع لا يتحرك ساكناً، تنجيه بعينيها لينتشلها من بين براثينهم، ليدير ظهره لها ويرحل ، فيخرج أخيراً صوتها مبحوحاً مقهوراً من أعماق قلبها المنحور بسكين خذلانه " خاااااااااااااااااااااااا الد .........".
أنتفض مذعوراً ،جسده كله يتصبب عرقاً ، يتنفس بصعوبة كما لو كان هناك جاثوم يقبع فوق صدره ،وعيناه متسعتان تنتفض ذعراً و....ألماً.
قام مسرعاً ليضع رأسه تحت المياة الباردة ، لعلها تهدئ من نيرانه ، نيران لم تخمد حتى الأن.......، يرى إنعكاس وجهه داخل المرأة فتشتعل عيناه غضبا......تنتفض كل خلية بجسده طالبة الثأر من ذاك النذل أمامه ........هو يمقته يتمنى هلاكه.......صرخ بقهر ليضرب سطح المرأة لتتحطم كحطام روحه المثقله بذنب خذلانه لها....." .
دخلت مسرعة إلى حمام غرفته، لتتسع عيناها ذعراً من السائل الأحمر الذى ينقط من يد أبنها لتشهق " خالد يا بنى ..........فى أيه" كانت تمسك بيده وتلمح حطام المرأة المكسور حوله ، كان ينظر لأمه ،يطلب منها العون لعلها تجد خلاص لروحه، ليسقط أرضاً فتأخذه بأحضانها ، تشعر به ينتفض كطائر ذبيح، يأتيها صوته من بعيد من سجن روحه " أنا قتلتها.........." ،لتغمض عيناها يائساً وأحشائها تتلوى بداخلها " هى اللى ماتت يا خالد .........أنت مالكش ذنب ".
شعرت به وهو يهز رأسه نافيا " أنا اللى قتلتها......." ، كانت تهدهده كما كان طفلاً ولسان حالها يقول "ياريتنى ما قولتلك سيبها........".
أما هو فكان يراها أمامه .....تلومه ، رفع يده لها ، لتشيح وجهها وتستدير معطيه ظهرها له وترحل كما فعل .........تاركه جلده لسياط الذنب.
__________________________________________
كانت جميلة بل بارعة الجمال تبدو هاربة من إحدى القصص الخيالية التى يقرأها لبنتى أخته ، وجه صغير مستدير مشرق كالذهب ، وعينان خضرواتان كزعف النخيل أما شعرها فيبدو أنه سرق لونه من حبات البندق ، ثغر يعلوه إبتسامة رقيقة تجعلك لا تريد أن تشيح بعيناك بعيداً عنها ، هى امرأة تدخل القلب بدون أستئذان وهو رجل الحوت يؤمن بالحب من أول نظره ، وهذا كان حاله وهو يتأملها وهى تضاحك والدته وتطمئنهم على حالتها الصحية ، توترت من ذاك الواقف الذى يدقق فى وجهها فرغبت فى الأنصراف بسرعة.
" طيب تمام ، حضرتك دلوقتى بقيتى كويسة ومافيش داعى وجودك فى المستشفى" قالتها بصوت هادئ مطمئنة السيدة التى أمامها لتكمل ناصحة " أنا هكتب لحضرتك على خروج ، بس أهم حاجة نخلى بالنا من العلاج ومانخمش فى أكلنا...........بعد أذنكم"
أستأذنت منهم ليخرج ورائها......." دكتور ....." قالها منادياً لتستدير له طالبه العون ، " أفندم ..." قالتها وهى تبتسم بعمليه ،
ليحك مؤخرة عنقه محاولاً فتح أى موضوع معها " ماما كويسة صح ..........يعنى ....يعنى لو تعبانة ممكن نخليها تبات النهاردة فى المستشفى" قالها وهو يتهتأ لاعناً نفسه على توتره أمامها هكذا ،
"بالعكس أنا شايفة والدة حضرتك بقت أحسن كتير ، أهم حاجة تتابع معاها يومياً قياسات السكر ، وتحاول تقلل الحلويات " قالتها لتهم بالرحيل فأوقفها مجدداً " دكتور........."
-" أفندم ........." قالتها وصبرها يكاد ينفذ،
" ماعرفتش أسمك .......؟!"
"الدكتورة نهى...." قالتها حتى تستطيع التخلص منه ولكن يبدو أنه سمج " خالد ، باشمهندس خالد ....." قالها وهو يمد كفه لها ، لتمد يدها له " نهى ، الدكتورة نهى .......ممكن أمشى بقى"
ليومئ رأسه لها " أكيد........" لتتركه وتذهب وبسمة خجوله تعلو ثغرها ، وهو أوتار قلبه تعزف إحدى معزوفات تيشكوفيسكى المبهجة .

يتبع


مارينا جمال 07-04-20 01:29 AM

كانت تقف على السلم تثبت الصور التى يناولها إياها على الحائط بجانب صورهما الجديدة ، لم يصدق نفسه وهو يراها تخرج صندوق كبير من إحد حقائبها ، كان ملئ بالصور التى كانت تغطى الحائط ، صور أدخلت فى قلبه البهجة و.........و الحنين ، ضحك مقهقهاً عندما رأى إحدى الصور ، صورة لها مع قدمه المجبرة بجبيرة ملونة من صنع يديها،التفتت له قائله بحنق "بتضحك على أيه " ،
" فاكرة الصورة ده !!" قالها وهو يدير الصورة لها ،لتتنهد بحزن " أه فاكراه ، لما عملت حادثة" ،
لم يفهم لمسة الحزن فى صوتها ولكنه قال ليشاكسها " كان أول مرة ساعتها أعرف أنك بتخافى عليا" لترد عليه بسماجة " ومين قالك أنى بخاف عليك أصلاً " ،فرفع حاجبه الأيسر ، لتستسلم قائلة " تمام ، كنت خايفة عليك طبعاً" لتمط شفتيها بحزن "ماكنتش عايزة أخسر حد بعد بابا تانى ........أنتم كنتوا كل ما ليا وماكنتش هستحمل خسارة تانى "، وجدت عيناه تنظر لها بشفقة ، فخطفت الصورة من يديه لتثبتها على الحائط وتسأله " تفتكر كان عندى كام سنة ساعتها.......؟"
ليرد عليها وهو يتأمل ظهرها " 17...... كان عندك 17" ،
هو مازال يتذكر ذلك اليوم جيداً ، حادثة بسيارته الجديدة ،أرقدته لعدة أيام داخل المشفى نتيجة كسر فى قدمه وذراعه وبعض الرضوض فى إنحاء جسمه، وعندما عاد أخيراً إلى المنزل ، كان يستريح على سريره ، يرغى ويزبد ، يستشيط غضباً من القزمة المسماة بكارمن .......، حسناً .....هو أعطاها العذر الكافى لعدم زيارته بالمشفى فهو يعلم خوفها المرضى من المستشفيات بعد موت أبيها ، وعدم إتصالها به ...........لا يهم ، ولكنها لم تأت لتراه وهو هنا منذ أكثر من ساعتين ، حسناً هو لن ينتظر أكثر من هذا، أتكأ على عكازه ليأكل المسافة بين غرفتهما أكلاً، طرق بابها بحنق ليسمع صوت والدته تدعوه إلى الدخول ،ليجدها تبكى فى أحضان والدته وهى تحاول تهدئتها ليستشيط غضباً " ممكن أعرف الشبر ونص بتاعنا بتعيط علي أيه " قالها بحنق ، لتنتبه والدته لوجوده وتزعق به " أنت يا حيوان أيه اللى مقومك من على سريرك "،
ليشير إلى والدته بالسكوت " لو سمحت يا ماما ....." مكملاً حديثه لتلك التى تعطيه ظهراً " هو أنت يا أوزعة ماعندكيش حيوان .....قصدى أبن عمة راقد فى المستشفى تسألى عليه"،
" لو سمحت أنا مابكلمكش " ردت عليه وهى مازالت معطيه ظهرها له ورغم أختناق صوتها الواضح إلا أن عيناه أتسعت من بجاحة تلك الصغيرة " أنت اللى زعلانة منى......" قالها والذهول يتملك من صوته ، لتستدير له بأعين منتفخة و أنف محمرة من كثرة البكاء وتقول بحنق " أيوة زعلانة منك ....." ، يالبجاحتها ........" ليه إنشاء الله تكونيش أنت المكسورة وأنا مش عارف" ،
لتصرخ هى فى وجهه وهى تحاول أن تستطيل على أطراف أصباعها بدون فائدة " أيوة أنا زعلانة عشان انت ماينفعش تعمل حادثة ولا تنكسر ولاتتعب ولا حتى تتخربش ....."كانت تعد على أصبعها وعيناه تزداد إتساعاً ليرد ساخراً " ليه ميزنجير.......".
كانت ليلى تمسك جبهتها من الصداع الذى إصابها من مشاكسة ذلك الأثنان " بس ........خلاص ، أهو يا كارمن يتنطط زى القرد برجليه المكسورة " كانت تشير على ابنها ثم التفتت إليه " وأنت بطل تزعق لها ، كانت مقهورة عليك من العياط"
ما من سمع كلام والدته حتى أنتفخت أوداجه وبسمة كبيرة تحتل كامل وجهه، فيميل عليها " يعنى كنت خايفة عليا "،
" لأ طبعاً " كانت تزعق به وهى تتخصر " أنا كنت خايفة على ليلى ، اللى ممكن يحصلها حاجة بسببك وساعتها أنت مش هتنفعنى"،
كان يزم شفتيه حنقاً من تلك القزمة ، ويضرب رأسها بعكازه " ساعتها أنت مش هتنفعنى ....." قالها وهو يحاول تقليد صوتها " أنا قلت عليكى من حوارى الشانزلزيه ماحدش صدقنى .....وسعى كده" قالها وهو يزيحها من أمامه بعكازه ، ليستريح على سريرها ويمدد كامل جسده عليه.
" أنت بتعمل أيه يوسف " قالتها ليلى والذهول يتملكها
" رجلى وجعتنى بقالى ساعة واقف وماحدش قالى تعالى اقعد" قالها حانقاً عليهما ،
" طيب أقوم نام أرتاح فى أوضتك"
" لأ أنا هريح هنا شوية"،
" على العموم أنا سيبالك الأوضة وماشية " قالتها الصغيرة بحنق لذيذ ليوقفها قبل خروجها " يعنى مش هترسمى على رجلى " حسناً يبدو أنه نجح فأكمل بخبث وهو يحرك قدمه المصابه " أنا ماخليتش حد يكتب عليها ، قلت دة بتاعت كارمن " .......هو نجح تماماً ، لاحظ نظرات عينيها على جبيرة قدمه البيضاء ، عكس جبيرة يده الممتلئة بكتابات من أصدقائه، أستدارت عائدة إلى الغرفة ، لتحضر ألوانها وتسير بخيلاء نحوه ، تمط شفتيها بسماجة كانت محببه إلى قلبه " أنا أصلا كان نفسى أرسم على جبيرة ، وماقدميش غيرك" كما لو كان الرسم على الجبيرة أمراً عظيماً ،جلست عند طرف قدميه ترسم، مالت ليلى عند أذنيه " أنتوا الأتنين مجانين ...." ليشاكسها بطفولية كعادته " حظك ....." ربتت على كتفه لتخرج تاركة باب الغرفة مفتوح خلفها ، وهو كان يسند رأسه على ظهر السرير يتأمل تلك المستغرقة فى رسم جبيرة رجله وهو يعترف لنفسه أنه إشتاقها ....إشتاقها كثيراً.
بعد مرور أكثر من ساعة ، أنتهت أخيراً من تلوين تلك الجبيرة لتلتقط صورة معها ، لاحظت صمته وعدم مشاكسته لها منذ مدة ، لتجده مستغرقاً فى النوم ،ففاضت عيناها حناناً وهى تنظر له ، شاكرة الله لعودته سليماً لهم و...لها ، سحبت غطاء خفيف من خزانتها لتدثره به ، مريحه رأسه على مخدتها ،مالت قرب رأسه لتهمس قرب أذنه " يوسف أنا مبسوطة أنك كويس ،أنا أصلا مبسوطة أنك موجود فى حياتى يا يوسف " لتلثمه على وجنته بقبلة صغيرة دغدغت مشاعر النائم ، الذى ما أن خرجت من الغرفة حتى أرتفع جانب ثغرهه الأيسر، ليغرق فى النوم سريعاً ، متجاهلاً سبب هروب نبضة شاردة من قلبه لأبنة خاله.
وكان غبياً كفاية حتى أستغرق ثلاث سنوات أخرى ليكتشف عشقه لها بقلبه ، وعندما قرر البوح ، زلزلت هى كيانه وقلبه بعشقها لأخر ، ورحيل أصبح فراق دام عشر سنوات.
كانت تحرك يدها أمام عيناه الشاردتان " يوسف .......هاى "،
نظر لها بشجن ، لتسأله مرة أخرى " كنت فين ؟!"
" فى الصورة...." قالها بخفوت مشيراً إلى الصورة المعلقة الأن على الحائط ، أبتسمت لتتحول بسمتها بحنق مصطنع " خلتنى ساعتها أشتغل زى الخدامة عنك " كارمن أنا جعان ، كارمن هاتيلى الشوز البنى لأ الأسود ، كارمن أمسحيلى النضارة ........." لتسكت للحظات كما لو نست شيئاً تذكرته الأن " يوسف ........هى فين النضارة بتاعتك " ،
"عملت ليزك يا جهبز زمانك......." رد عليها ساخراً،
لتضم حاجبيها بتفكير " أيه جهبز ده !!!!"
" احمدك يارب أخيراً، كلمة وقعت منك يا تربية حوارى فرنسا وضواحيها " قالها ساخراً منها ، لتلكمه على كتفه وتسبه بالفرنسية " سخيف ...." كعادتها، الذنب تملكها وهى ترى النوم يسكن عيونه ، لتمط شفتيها قائلة " يلا روح نام ......و هنكمل الحاجات دة بعدين"
سألها والتعب أستبد به " وأنت ؟!" ،
" و أنا كمان هنام " قالتها وهى تدفعه خارجاً ،
" لحظى أنك شغالة تطردينى من أوضتك من الصبح " ،
لترد عليه بسماجة " وايه الجديد؟! يلا بقى " قالتها وهى تنجح فى دفع خارج الغرفة وتغلق الباب فى وجهه ، ليقف مذهولاً يتمتم بحنق" الأوزعة بعد ما أخدت غرضها منى "، كانت تستمع إلى تمتمته وهى خلف الباب ، مستمتعة بمشاكسته بصبيانية كما كانا فى السابق .

يتبع

مارينا جمال 07-04-20 01:31 AM

هى امرأة بسيطة ، لا تحتاج إلى كتب ومراجعات لفهمها أو حتى لأستمالة قلبها، رغم كونها أبنة أحد أهم رجال الأعمال بمصر إلا أنها كانت تتمنى حياة بسيطة خالية من التعقيدات ، فهى الطفلة التى سألت " ماذا تريد أن تصبحى عندما تكبرين " كانت إجابتها " كجدتها " ، ربة منزل صغير مع شريك عمر يختاره قلبها ، و أولاد صغار تدور حولها ،وعالمها يدور حولهم ، بيت صغير دافئ يفوح فيه العديد من روائح الأكل الشهية التى تعده لأحفادها ، كجدتها تماما ، كجدتها من أمها ، كانت تقف فى المطبخ تمارس هوايتها المفضلة ، تحاول تشتيت ذهنها ، تتناسى ذلك الشعور المبهم داخل قلبها ، لا تفهم ما كنه لكنه يقبض قلبه.
كان يراقبها وهى تعد المعجنات داخل مطبخها ، كان يعلم أنه سيجدها هنا عندما أستيقظ من حلم آلفه عقله الباطن " أو أمنية كانت فى أواصر قلبه" ، لم تكن بجواره ، فعلم بأنها ستكون هنا ......الذنب يتفاقم داخله ، يتأكله بتلذذ بطئ ، مستمتعاً بصراعاته .
أحتضن خصرها من الخلف ، يدفس وجهه فى عنقها ليهمس بصوت أجش " صباح الخير " ، لم يفزعها ........كانت تعلم بوجوده ، فعطره أعلن عنه ودقات قلبها المتسارعة أكدت........،
أستدارات له وهى مازالت بين أحضانه ، تمنحه إحدى بسماتها الحانية لترد بصوت دافئ يشبهها " صباح الخير" ،
رغم ظلام الليل فى مقلتيها ،إلا أنك تشعر بشروق الشمس ودفئ الصباح بهما .......كانت مستكينه داخل إحضانه ، تستند بكفيها على صدره وهو يلاعب خصلات شعرها " صحيت الصبح لقيتك مش جنبى " مطت شفتيها وهى تلامس ذقنه النامية " ماعرفتش أنام فقلت أعمل وصفات فرنسية عشان كارمن " ، هاهو يرجع لسيرة بطلة أحلامه " كارمن عندها حساسية من المشروم ، فاكر أنها اتحجزت فى المستشفى مرة بسبب أكلة عاملتها إلهام كان فيها مشروم " ،
ضمت حاجبيها بتفكير لتقول بغيرة " إلهام دة مراتك الأولى ....صح " أومأ برأسه لتندفع معلقه " عشان كدة الغلبانة مش مستلطفاك مراتك الأولى والتانية حاولوا يقتلوها " أبتلعت لسانها عندما لاحظت تجهم وجهه ، كاد يشخر لكنه رد متهكماً " جايز"،
" عمر أنا أسفة ........ماكنش قصدى " أوقف سيل أعتذارتها " أنا اللى أسف " قالها والذنب ينضح من صوته ،
" على أيه" ، " على اللى حصل إمبارح " قالها وهو يشير لعلامة زرقاء على رقبتها ومتأكد بوجود الكثيرمنها على كامل جسدها ، فهو كان قاسياً معها بالأمس ، ربتت على وجهه مطمئنه إياه ، هو لم يكن بطباعه القسوة فى علاقتهم الحميمية " عادى بتحصل فى أحسن العائلات " قالتها وهى تهمس أمام شفتيه ليميل يأخذ شفتاها بقبلة قطاعتها صوت ...........إعتذارتها .
" pardon , انا أسفة ماكنتش أعرف أنى فى حد بالمطبخ "
قالتها وهى تعطى ظهرها ، مغمضة العينين من شدة الخجل ، هى كانت حقاً لا تعرف بوجود أحد ، لتجدهما فى ذاك المشهد الحميم ،
أنتفض مبتعداً عن زوجته كمن لدغه عقرب ، مديراً ظهره لزوجته ، يدعك مقدمة جبهته، كان مظهرهم يبدو كطفلة صغيرة وجدت قريبان لها فى وضع خدش لحياءها ، إنجى مرتبكة ، محمرة الوجه ، عمر مشاعر مختلطة ومرتبكة يطفو فوق سطحها شعوره بالخيانة لها .......لها لمن تعطيهم ظهرها كما لم يكفيه شعوره بخيانة الأخرى لتأتيه الثانية ، إما هى الخجل تمكن منها ليصبح وجهها شديد الأحمرار ، وهناك .....غصة فى قلبها لا تعلم لها سبب .
تنحنحت إنجى تحاول تبديد ذلك التوتر المحيط بهم " كنت عايزة حاجة يا كارمن "
" لأ ......أنا اسفة" قالتها سريعاً لتخرج الأن ، ولكن أوقفتها إنجى " كارمن ......لو سمحت" كانت ترجوها إلا تزيد شعورهم من الخجل.
أستدارت لها وهى تمسك دورق من المياة فارغ وكوب زجاجى ، حولت أن تجلى صوتها لكنه خرج مختنقاً رغماً عنها، يشبه إختناق عضلة قلبها " كنت عايزة أشرب ......المياة خلصت " حاولت رسم بسمة على ثغرها ، مرت من جانبه لتتنافر دقات قلبهما داخل كل منهما تتشتت داخل أضلعهما ، كانت تفتش عن زجاجات المياة المعدنية ؟، ليمد يده بها لها ، فتأخذها وهى تشكره بخفوت ليلمح دمعة مخنوقة داخل عيناها ، ليسأل عن سببها وفكرة تطوف داخل عقلها لربما هى ..........تغير.
كانت تصب المياه داخل كوبها وهى تحاول تجميع شتات نفسها " أصل إمبارح يوسف أكلنى سندوتشات سجق وكبدة كانوا سبايسى كتير" قالتها لتشتعل الغيرة بقلبه هو، التفتت لإنجى تحاول الأعتذار لترك مائدتها راكضة " أنا أسفة على إمبارح بس كنت متوترة كتير "
" لأ خالص.......أنا اللى أسفة ماكنتش أعرف أنك عندك حساسية من المشروم " قالتها بصدق نابع من طيبة قلبها ،
" خالص أنت كنت عاملة أكلات كتيرة ، أنا اللى محظوظة شوية عشان أسيب أكلاتك كلهم و أكل الطبق دة " قالتها وهى تضحك بخفوت ومازالت الغصة عالقة بقلبها
" قالتها هاربه منهم أو بالأحرى منه هو .excusez moi
جرت إلى غرفتها ، لتنفرد مع دموع عيناها ، تتسأل عن غصة قلب أتفحلت بداخلها لرؤيتهما معاً .......لا ......لا كانت تهز رأسها نافية هى لم تشعر بالغيرة ولكن قلبها كان يسأل ماذا لو ........ماذا لو .
تركت لعينيها حرية البكاء ولعقلها السفر لأول لقاء ، ولقلبها تذكر أول نبضة و إفتتان ...........
__________________________________________
كانت تجلس بغرفتها ، تزفر بملل ، عمتها بالخارج.....، ورجل القش خاصتها يجلس فى صومعته أستعداداً لأمتحانات الثانوية ، حسناً يجب أن تعترف لنفسها ، بأن الأحمق الطويل ذكى وللغاية فعويناته الطبية ليست من فراغ ، وعمها عزيز ....اااااه حدث ولا حرج هو أسوء من بروفيسور سناب فى سلسلة كتابها المفضلة هارى بوتر، حسنا.....لتحاول توقع أى مفاجأة سيحضرها والدها لها اليوم ، لتسمح نباح كلب بالخارج ، هى لم تر أى كلاب هنا منذ أن قدمت من أسبوع ، لتخرج إلى الطرقة لتجد شاب طويل يبدو على وجهه أثار النوم، مشعث الشعر ،يمسك بيده كلب صغيرملئ بالفرو الأبيض من مؤخرة عنقه ،ليتلوى الكلب بين يديه ، ينبح بصوت عالى على تلك الصغيرة التى تقف إمامه ،ليرى الفرحة تغمرها وهى تنادى على مايبدو جروها
"اوه .........شيتوس ،كلبى العزيز " قالتها وهى تحتضن جروها الصغير ، فيبدو أن تلك هى المفاجأة فأباها أحضر لها كلبها الصغير من الخارج.
هو عاد أمس ليلاً بوقت متأخر من الغردقة ، كان يشرف على بناء أحدى الفنادق التى تتولى مهمتها شركة أباه ، ليصحو على شئ رطب يلعق وجهه، ليفتح عيناه على وجه ملئ بالفرو الأبيض وبهما عينان سوداء جاحظان ، ليمسكه ويخرج باحثاً عن صاحبه ، ليجد فتاة صغيرة ، ذات ملامح أجنبية تحتضن الجرو والسعادة تغمرها وهو يلعق وجهها ، وكانت تنعته بكلمات محببة بالفرنسية، ليستنير عقله عندها ، فالصغيرة أبنه عمه ....كارمن .
"يبدو يا عزيزى أنك أزعجت هذا الشاب الوسيم ، هل من الممكن أن تعتذر له عزيزى شيتوس " قالتها بالفرنسية لينبح الكلب كما لو كان يعتذر له حقاً "yours?!" سألها مشيراً للكلب
" يبدو أنه غبى ، وسيم وغبى ، أليس ذلك واضحاً" كانت تسخر منه وهى تبتسم له ، حسناً يبدو لدينا فتاة صغيرة تملك كلباً و........لساناً ضعف طولها ، هو ربما لا يجيد التحدث بالفرنسية بطلاقة ولكنه يفهمها جيدا ً،
ليأتى صوت من خلفهما " أيه ده عموره رجعت أمتى " ليلحظ الكلب فى أحضان الماكرة " فى بيتنا كلب " ليزمجر الكلب ،
حتى شيتوس لم يطق ذاك الغبى" تمتمتها بالفرنسية ليزم يوسف شفتيه " على فكرة يا عمر الأوزعة دة لما بتبرطم كدة أعرف أنها بتشتم "
" أوزعة فى عينيك " قالتها بحنق ليوسف ،
" مانا عرفت " ليقولها وهو يرفع حاجبيه الأثنين وهو ينظر لها ليكمل " غبى ، وسيم وغبى"
لتزدرى ريقها ....، فيبدو أن عزيز وأبنه سيصبحان معاً فى نفس الخانة
" وعمر بيعرف فرنساوى ميه ميه " قالها يوسف فخوراً بأبن خاله ، شامتاً بها،
" أه مانا عرفت" قالتها وهى تكاد تبكى ، والأخر يكتم ضحكته ، وهى تلاحظ ذلك ، يبدو أنها ستصبح فكاهة ذلك الأبلة والشاب الأسمر ، تركتهم وهى تعود لغرفتها حانقة لتصفع باب غرفتها بعنف .
" دة مالها ده" قالها يوسف ليضربه عمر على مؤخرة عنقه " عامل أيه فى المذاكرة يا ثانوية "
" الله يا عمر " قالها وهو يدعك مؤخرة عنقه " ماتخف أيديك شوية يا أخى" قالها بحنق ليغيظه عمر " أيه يا بيضة وجعتك " كان يراقص له حاجبيه ، ليزم يوسف شفتاه حنقاً ويتجه إلى غرفته وهو يرغى ويزبد.
ليضحك عمر على مظهره ، يلتفت إلى الباب الذى صفع منذ قليل فى وجهه ليطرق عليه بخبطات متتالية،
فتحت له الباب وهى تنظر له بتوجس ، " مش عايزة تقوليلى حاجة " قالها وهو يصبغ الجدية على وجهه كاتماً ضحكته لتهز رأسها ببراءة بلا ،
" متأكدة " قالها مهدداً ، تلك الصغيرة لذيذة تماماً، لطالما تمنى أخت صغيرة له ليشاكسها ويبدو أنه سيحصل على واحدة.
"أسفة" قالتها وهى تضم شفتيها للأمام ، مانعة نفسها من البكاء ليرق قلبه لحالها ، فيبدو أنه أثقل من العيار ، لينزل رأسه لها " وأنا شكراً" ، رفعت عيناها له تسأله عن مقصده ليغمز لها بعينه " وسيم " فتحمر خجلاً ، هى لم تعرف أنه سوف يفهمها ، ولكن هى لم تكذب لقد كان حقاً وسيماً .......وعينيه السوداوتين دافئتين كدفئ بسمته ،
" عمر عزيز المنصورى أبن عمك " قالها وهو يمد يده لها
" كارمن وحيد المنصورى بنت عمك" قالتها وهى تمسك بيده ليهز كلاً منهما يد الأخر ،غافلين عن ما يخبأ القدر لهما.

يتبع

مارينا جمال 07-04-20 01:32 AM

كان يقف أمام الباب ، ينظر له كما لو كان خلفه وحشاً ضخماً ، يطرف بعينيه يستدعى قوة لطرق بابها .....، زفر بشدة لايصدق فعلة عمته به ، فهى طلبت منه الصعود ليقظ لعنته من سباتها ، " فى أيه يا عمر أطلع خبط على الباب بتاعها لغاية ماتصحى وتجيبها وتنزل عشان تفطر معانا " هو يعلم أن عمته كانت تقصد ذلك فهى بالطبع لاحظت التوتر بينهما ، أخذ نفس عميق وطرق الباب مرة ، هاهى لم تستيقظ أستدار لينزل لهم بالأسفل يعلن عدم أستيقاظها وأنتهى، توقف فى منتصف الطريق ليعود إلى غرفتها وهو يأكل الطرقات ، ليدير مقبض الباب بغضب يماثل الموجود بعيناه، ليداهمه ظلام الغرفة ، غرفة يعلم أن صاحبتها كانت تخافه .........تخاف الظلام المحيط بها الأن ، اختلت دقاته من عبق الماضى الذى إحاط به ، لم يعلم أن للماضى له رائحة تشعل الحواس كالأن ، فى تلك الغرفة يملك الكثير والكثير من الذكريات مع صاحبتها .......كعرضه لزواج بها .........وموافقتها ، أستسلم لطرقات الماضى على باب عقله ليسمح بدخول ذكرى مازالت تشعل فى قلبه الحنين والغضب .
فتحت باب غرفتها ، لتشهق ويده تسحبها من خصرها ليستدير بها نصف إستدارة ، رافعاً قدميها من على الأرض، حابسها بين الباب وجسده ، ليكتم شهقتها بقبلة شغوفة متملكة ، شعر بتوترجسدها فهى لا تبادل قبلاته ولا تدفعه بعيداً عنها بالعكس كانت تتمسك بقميصه ففسره بأنه خجل ، أبتعد عنها لاهثاً، ليرى عينيها مغمضتتين ، وشفتيها مازالت منفرجتين ، متورمتيين من أثار قبلاته ليسند جبينه على رأسها ويهمس أمام شفتيها اللاهثتيين كأنفاسه بصوت أجش متخم بمشاعر تكاد تطيح به " وحشتينى "
لتفتح عيونها ببطء وهى مازالت مخدرة من أثار قبلته ، مستكينة داخل أحضانه وهو مازال يحيط بخصرها لتجيب بصوت مبحوح " أحنا كنا لسه مع بعض تحت " لتتسع حدقتى عيناها غضباً وهى تضربه على صدره ، " ممكن أفهم أيه اللى كنت بتعمله أنت ده تحت ، وبعدين دلوقت..........".
كان يدلك موضع ضربتها ويرد ببراءة بعيدة كل البعد عنه الأن " عملت أيه أنا؟!" ، هى تكاد لا تعرف من أمامها ، عيناه كانت تحمل عبث غريب عليه ، كان يبتسم لها بشقاوة وعيناها متسعتان على أخرهما بسببه ،لتزعق به بصوت خافت " عمر ......." مهدده إياه ،ليرفع كتافه ببراءة لها ........هو حقاً لا يعرف ماذا حدث .......فهو جلس بين عمته وأباه وهى على المائدة ولكن ليس قبل أن يطبع جانب ثغرها قبلة طويلة وهو يلامس خصرها بجرأة ، حتى شعر أن حواجب أباه وعمته كادت تصل لمنابت شعرهما ، ليجلس أمامها يأكل بكل هدوء ، يتحدث مع أبيه فى العمل ، وقدمه تلاعب قدميها أسفل المائدة ، ليقبض عليهما ويقيدهما بخاصته الطويلتيين وهو يتلذذ بطعامه وهى كادت تشرق ، حينها قرر أن يرحمها ليصعد إلى أعلى بعد أن غمز عيناه ،وحين صعدت إلى غرفتها ، سرق أنفاسها بقبلاته ، لكمته مرة أخرى على ذراعه وهى تسبه بالفرنسية " منحرف" لتكمل " ماذا حدث لك عمر " ، كان يكتم ضحكاته حتى لا يثير غضبها أكثر ، هو أيضاً لا يعلم ماذا إصابه ، ، يتصرف معها بصبيانية و عبث لم تكن بطباعه ، هى فجرت بروحة طاقة لاتنضب ....... وبجسده أيضاً ، فهو منذ تلك الليلة يشتاقها بشكل غريب كما لو كان رجلاً لم يعرف النساء بحياته أبداً و ليس رجلاً كان متزوجاً لأكثر من ثلاث سنوات ، كانت تنظر داخل عيونه بقوة وهى تركز بهما " هل المريخيون خطفوا حبيبى ....وبعثوا لى شبيهه " لم تدرك ماذا فعلت به كلمة حبيبى ، هل هو يعشق الفرنسية أم يعشق من تتحدث بها ، ضمت يديها معاً تتوسله وهو يكاد يصدقها بخطف حبيبها الذى يكون هو ....." أيها المريخى ...أتوسل إليك أن تعد إلى حبيبى " قالتها لمرة ثانية فأصبحت دقات قلبه كطبول أفريقية ، وقلبه يرقص عليها حول شعلة عشقها ، حاول مجاراتها ليتحدث بفرنسية أصبح يتقنها بسببها " إذا أعدت إليك حبيبك هل ستقبلين الزواج منه !!" ضمت حاجبيها بعدم فهم لتتسع عيناها ذهولاً " أزاى يعنى " قالتها وهى تحاول فهم مقصده ، وهو يعلق داخل رأسه " لقد أنتهى وقت بث النسخة الفرنسية وأصبح الأن وقت النسخة المصرية".
اقترب منها ليحيط خصرها بذراعيه ضامماً جسدها إليه ليتكلم بخفوت " يعنى أنا عمر لولى أمرك " لتقاطعه " اللى هو انت بالمناسبة " ليهز رأسه لها " وهطلب أيديك منه ، وأنا كعمر هوافق طبعاً ....ازاى أرفض ولد رائع زى وبيحبك " سخرت منه " تواضعك يدرس " ، ليقترب أكثر منها هامساً أمام عينيها " وهنعلن الأفراح فى إنحاء البلاد لزواج كريمة عائلة المنصورى وجميلتها كارمن وحيد المنصورى، من سليل عائلة المنصورى برده ،الغارق ببحور عشق العروس .....عمر عزيز المنصورى ، وليضاف إلى سجل العشاق عاشقان جديدان ....." كارمن ومجنونها عمر"......" تعلقت بعنقه ، ضامة جسدها إليه لا تصدق .......عمر يطلبها إلى الزواج ، هى كانت خائفة ، تستحقر نفسها بسبب ماحدث فى تلك الليلة بالمرسم لتهمس بصوت مبحوح " أنا بحبك " ، أخرجها من حضنه ليركع على إحدى ركبتيه ، مخرجاً علبه من جيب بنطاله ليفتحها ،فتبرق الدموع داخل عيناها ليسألها بالفرنسية " هل تقبلين الزواج بى ، كارمن المنصورى"
لتهز رأسها وهى تضحك رغم دموع عينيها التى تغرق وجهها لترد عليه " نعم عمر ، نعم أنا كارمن المنصورى مع كامل قواى العقلية وجنون قلبى بك أوافق علي الزواج منك " ، لينهض وهى يخرج سلسال من الذهب يحمل حروف أسمه مرصعه بالألماظ ، لتعطيه ظهرها وهى ترفع شعرها ليلبسها سلساله الذهبى ، أقفل قفلها ليطبع قبلة صغيرة فوق شامة تزين عنقها من الخلف ، ليحيطها من الخلف وهو يرى إنعكاس صورتهما فى المرأة ، وهى مغمضة العينين وصدرها يعلو ويهبط من تسارع نبضات قلبها " أسمك " همست بها ليجيبها وهو يلامس حروف أسمه وهو يزين جيدها ليقول بصوت متملك عاشق للمرأة التى بين أحضانه " الدبلة ، هتعرف الناس إنك مرتبطة ، لكن إسمى هيعرف الناس كلها إنك ملك عمر "
أستدارت له وهناك سؤال يعكر صفو عيناها " عزيز .........تفتكر هيوافق " تسألت والقلق يشوب صوتها .
" نسخة غادة الكاميليا " قالها ساخراً،
لتناديه لائمه " عمر ......."
"كارمن حبيبتى ......أنت ساعدتينى أنى أواجع عزيز وأتجوز إلهام هتيجى عندك وترجعى لورا " قالها وهى يحاول طمأنيتها ولكن ماحدث هو مالم يتوقعه ، فكانت تكيل له الضربات " هو أنت لازم تفكرنى بأنك سيبتنى وأتجوزت واحدة تانية " ، كان يحمى وجهه من ضرباتها وهو يضحك شاعراً بنشوة من غيرتها عليه " نسخة المرأة و السطور " لتصرخ به " عمر " وهى تصر على أسنانها ، كبل ذراعيها " يعنى كنت بتحبينى من قبل ما أتجوز إلهام " ، كانت صدرها يعلو ويهبط من شدة السخط عليه تزم شفتيها بغضب وألسنة الغيرة تشتعل فى عينيها ، حررت يديها منه لتقول بصوت مهزوز " كنت بحبك ، لكن كنت عايزاك تبقى مبسوط مع اللى بتحبها ........وطول مانت مبسوط أنا كمان هكون مبسوطة "
أبتسم بحزن هو لم يتزوج إلهام حباً فيها بل معاندةً فى والده الذى كان يريد تزويجه من أخرى فقط لأجل العمل .
أدار وجهها له وهو يمسح دمعاتها ليهمس أمام شفتيها " أنا عمرى ماحبيت إلهام ، أنا ماحبتش قبلك يا كارمن ، ولا هحب بعدك" .

يتبع

مارينا جمال 07-04-20 01:34 AM

وكم كان صادقاً وقتها ولايزال ، فقلبه لم يسكنه من النساء سواها ،وبسمة ساخره تعلو ثغرها " أوسكار لأحسن مخادعة تذهب لكارمن المنصورى ، وجائزة أكثر الرجال حمقاً تذهب إليه بلا فخر هو..... عمر المنصورى"
أعتادت عيناه على الظلام ، وتعرف خطواته مكان سريرها ، يراها من خلال ضوء خافت يدخل من خلف الستار ، ينعكس على جسدها ، كانت نائمة محتضنة نفسها وهى تضم ركبتيها لصدرها ، لا يعرف ذلك المنظر نهش فى قلبه ، نزل على ركبتيه يتأمل جانب وجهها ، متذكراً تلك الدمعة المحبوسة كانت فى عينيها ويتسأل من أنت فيهما هل تلك التى صرحت بحبه وصكت أعترافها بقبلة كانت لقلبه الحياة ، أم من صرخت بأنه لو كان أخر رجال الكون لن تتزوج به فنحرت قلبه حتى الممات".
أنتهى الفصل.
قراءة سعيدة

شمس الصحراء 07-04-20 01:17 PM

فصل رائع والاحداث مازالت غامضه ما سبب بعدهم رغم حبهم لبعض وماذا حصل بالمرسم وهل سوف يبقى يوسف على حبه رغم انه ما بيستاهل لانو باين عليه شخصيه راح تكون محبب على القلب المهم عندي إحساس عزيز وراء كل شيء بجد فصل ممتاز وأسلوب وحوارات سلسه ومشوقه يسلما الايادي وطمعانين بي فصلين بالاسبوع اذا امن وشكرا منتظرين ع احر من الجمر

طائر البان 07-04-20 07:49 PM

رائع جدا الفصل
سلمت يداكِ 💚 💚 💜

Mini-2012 07-04-20 09:59 PM

شكرا لك على جهودك
سلمت يمناك

زهرورة 08-04-20 12:17 AM

الفصول روووعة ومشوقة😍😍 ..كارمن رجعت بعد عشر سنين هوهي في الثلاثين يعني عمر في الاربعين🤔 واتجوز مرتين بس محبش الا كارمن بس ايه الي حصل وخلاهم يسيبوا بعض اكيد في حد عمل حاجة فرقتهم او سوء فهم ..اما عمر وكارمن حاسة ان في علاقة حصلت بينهم في المرسم وبعدها هربت ..مش فاهمة ازاي عمر عقيم والهام حملت اكثر من مرة ومش بيثبت الحمل ..يوسف المسكين الي بيحب كارمن وكارمن بتحب عمر المسكين يارب يلاقي الي تعوضه ..عزيز ماعرفنا مات امتى وهل هو السبب في الفراق .وخالد ايه قصة الدكتورة الي ماتت ..الاحداث مشوقة وفيها غموض اتمنى لك التوفيق ودمتي بخير 💞💞


الساعة الآن 04:59 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.