شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   قطعة مفقودة * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t474241.html)

شيماءالسيد 27-09-20 08:13 PM

قطعة مفقودة * مميزة ومكتملة *
 

https://upload.rewity.com/uploads/154089255098181.gif



https://upload.rewity.com/do.php?img=167522


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أول تجربة ليا في الروايات الطويلة، روايتي الأولى معاكم بعنوان " قطعة مفقودة "


https://upload.rewity.com/do.php?img=170911


رواية رومانسية، اجتماعية
اتمنى تكون الرواية خفيفة على قلوبكم وتعجبكم
واكيد منتظرة رأيكم وتعليقاتكم ⁦❤️⁩

الرواية غير حصرية ولكني لا احلل تداولها

النهاردة هنزل الفصل الأول و موعد النشر بإذن الله يوم الثلاثاء الساعة السابعة من كل اسبوع

" بداخل كل منا قطعة مفقودة يسعى طوال عمره للإكتمال بها
ربما يجدها بداخله فيكتمل
وربما يحتاج لنصفه الاخر.. ليكتمل به "




" الفصل الأول "


نصل سكين
قطعه حديد بلا قيمة يمكنها ان تنهي الامر.. كل ما تعيشه عبث
ماذا سيحدث ان وضعتها على رسغها بإتجاه عمودي و من ثم قطعته
قطعت اتصالها بالحياة
نحرت خطوط تواصلها بالبشر
انهت حياتها كما يجب
من مثلها لا تستحق الحياة
هي لعنة.. آفه
هي جماد صدئ بلا قيمة

- هل انهيت السلطة يا هموس

استفاقت من افكارها على صوت عمتها
تلك المرأه الحنون التي تكفلت بها منذ موت والديها
و راقبتها عمتها بدورها بتعبير هادئ كعادتها و غصه تحتكم حلقها عندما تطفو الذكرى الموجعة حيث كانت همسة بالنسبة لها تعويض القدر عن ابنتها الراحلة ذات الثلاثة اعوام
تركتها مع احدى الجارات لجلب بعض حاجيات المنزل.. اهمال الجاره لها.. موقد مشتعل.. و عبث طفله تحاول الاستكشاف.. سقوط السائل المغلي عليها وصرخة لم تسمعها اذناها ثانيةً.. تركت ما بيدها من امتعة على السلم فى طريق عودتها عندما سمعت صرخة طفلتها.. هرعت الى داخل الشقة لترى فلذة كبدها بلا حراك.. بلا نفس.. كان بداخلها بادرة امل حملتها الى المشفى القريب و بعد نظرة سريعة من الطبيب عليها سمعته يقول
- البقاء لله، اسف الطفلة كانت ضعيفة و بنيتها لم تحتمل الحرق و ..
لم تستمع لباقي جملته
- لقد اضعت طفلتك يا طاهر التي حصلنا عليها بعد عناء سنين بإهمالي، سامحني يا طاهر ارجوك .. لقد سبقتها يا حبيبي و هي قادمة إليك
قالت تلك الكلمات قبل ان تفقد وعيها في ذاك المشفى منذ ست سنوات

- نعم عمتي.. انهيتها، إسبقيني انت فقط على الطاولة ريثما احضر الطعام

طعام هادئ لا يقطعه سوى مواء قطتين خارج المنزل احداهما تموء و ترد الاخرى عليها
سخرت بداخلها.. انها تحسد القطط
بالرغم من ان عمتها تعاملها كإبنتها و اكثر الا انها حزينة و شاردة على الدوام.. اقترحت عليها ان تذهب لطبيب نفسي
سخرت بداخلها ثانيةً
-اقسم انني من احتاج لطبيب
صدرت همهمات منها و ضحكة ساخرة على شفتيها مما جلب انتباه الساكنه امامها

- أتكلمين نفسك هموس
- لا عمتي، لم اصل لهذه الدرجة بعد الا انني اشك انها المرحلة القادمة
تهكمت بسخرية لواقعها المرير حتى سمعت صوت عمتها الهادئ وهي تقول
- لقد رأيت عرض عمل في الجريدة و هو جيد للغاية يمكنه ان يسلي وقتك انتِ تعرفين بعدما انهينا ميراث زوجي اصبحنا بحاجه للمال ولكن ان لم ترغبي بالعمل لن اضغط عليكِ فمازال معاشه قائما، ولكن ميزة هذا العمل انه قريب من هنا على بُعد شارعين اي انني لن اقلق عليكِ حبيبتى ما رأيك
- حسنا سأذهب غدا
- وفقك الله يا حبيبتى و سدد خطاكِ

بعدما انتهى الطعام الممل.. اعدت لهما كوبين من الشاي المقدس بعد الغداء او ربما العشاء ف الساعه الان تدق السابعة مساءً.. موعد برنامج عمتها المفضل الذي تتلهف لرؤيته كل يوم كأنه جزء لا يتجزأ من يومها..

راقبتها في جلستها و من ثم ابتسمت بحب، تلك المرأه تحبها بصدق فهي اخت والدها التي لم تتركها و الا كانت قضت الباقي من عمرها في قرية والدتها و لم تتلقى تعليمها الجامعي لان الفتيات هناك لا يدرسون بعد الثانوية.. هي تحمد الله على عمتها بعكس عمها الذي لم تره سوى مره واحده عرت امامها الحقائق التي تعلم انها كاذبة
قذف قنبلته بوجهها و رحل
رحل بعد ان اعلمها انها مجرد..

- همسة اذهبى لغرفتك لتنامي حبيبتي ف غدا موعد المقابلة

دائما ما تنقذها عمتها من بواطن عقلها
تحركت بآلية الى الفراش ترتل سورة الملك و بعض اذكار النوم و من ثم راحت تتقلب و تفكر في ماذا يحمل لها الغد

- همسة استيقظي لقد اذن الفجر.. هيا حبيبتى

انها تحمد الله على عادات عمتها المقدسة
صلاة الفجر.. نسيم الشرفة و رائحة ندى الصباح.. كوبين من الشاي بالحليب و بعض الفطائر المحلاه على المنضدة في الشرفة الواسعة.. مراقبة شروق الشمس مع زقزقة العصافير
طقوس فريدة هانم المقدسة و كم هي طقوس جميلة
قاربت الساعة على السابعة و يجب عليها الاستعداد للمعركة
نعم حياتها هى مجرد معركة يجب عليها الخروج منتصرة
انتقت بذلة عملية باللون الكريمى و تحتها قميص باللون الفيروزي
ربطت شعرها فوق رأسها بإحكام وتركت خصلتين تتدليان حول وجهها، بالرغم من مناوشاتها مع عمتها و تحفظها الداخلي الا انها ترهب الحجاب ولا تجد نفسها مؤهله به
يوما ما سترتديه و لكن ليس الان..
اختارت حذاء مناسب لبذلتها ذو كعب قصير و وضعت بعض رتوش من مستحضرات التجميل لتخفى ارقها طوال الليل وكحلت عيناها لتبرز جمالهما
و خرجت من غرفتها امام عمتها التى ابتسمت لها بفخر تحثها على التقدم اكثر و اكثر ..

ذهبت الى مقر الشركة بسيارة اجرة.. تكره الكعب مهما كان قصيرا يظل فى النهاية كعب و يقيدها و هي تكره التقيد
ترجلت من سيارة الاجرة وسخرت بداخلها من كلمة شارعين التي قالتها عمتها، لم تشهد عمتها تطور العمران تقريبا
وقفت امام مبنى الشركة الفخمة تتطلع لواجهتها الزجاجية وهي تزفر نفسا متوترا
لتخطو اولى درجات السلم صعودا

و بعد عده مقابلات مع السكرتارية و التصاريح الروتينية تفاجئ بأنها عُينت بسلاسة حتى دون مقابلة عمل.. مضت العقد.. و من ثم اخبرتها سكرتيرة المدير انه بإنتظارها
ترجلت من المصعد بقلب وجل
ماذا يريد هذا الرجل على الارجح ستيني غزاه الشعر الابيض و ملأت التجاعيد وجهه
طرقت الباب و من ثم سمعت امر الدخول
فتحت الباب و دلفت بهدوء لترمق رجل يوليها ظهره يتطلع عبر نافذة زجاجية للشارع الهادئ فى ذاك الحي الراقي
شاب هو حسب ما رأت و يود ان يتحلى بالغموض.. حسنا لا بأس فلقد إلتقت بمن هم اسخف منه فتسلحت بوجهها الجامد لتتنحنح بهدوء فإستدار لها يطالعها بنظرة غريبة.. اشبه بالحنين.. نفضت نظرته عن رأسها و تطلعت لذاك الرجل امامها.. صغير السن تجزم انه في الثلاثين، جذاب ذو عينان بنيتان و شعر بني يشبه درجة شعرها ، يبدو انه شخص رياضي فيظهر ذلك من تحت بذلته العملية بوضوح
مدلل حصل على ثروة و رئاسة شركة
وازت سخريتها خطواته اتجاهها، ومن ثم نطق اسمها بهدوء
- آنسة همس
- لا همسة
قاطعته بقوة غير مبرره لينظر لها مندهشا قائلا بترحاب
- حسنا آنسه همسة لا تنفعلي، مرحبا بكِ بيننا
- شكرا لك سيدي
- تفضلي بالجلوس

جلست بدورها على احدى المقاعد امام مكتبه بينما هو خلفه يمسك بإحدى الاوراق التي تخصها

- مؤهلاتك جيده
- اعلم، شكرا لك
قالتها بثقة وهي تتطلع حولها بعدم راحه ليتهكم بسخرية دون ان ينظر إليها
- تبدين واثقة من نفسك
- لانني اعلم مقدار نفسى جيدا
- حسنا سنرى هذا يا همسة، ستعملين في قسم الحسابات على حسب تخصصك
قالها ومازال يتطلع لملفها في يده لتسأل بنبره عملية
- متى ابدأ
فتطلع لعينيها بغته بطريقة اربكتها ومن ثم قال
- اليوم يا ابنه عمي..

_________

- طلقنيييي
يا وجع رأسك يا سراب
تسمعها بصوت زوجة والدها كل يوم
فتقول نفس الكلمة في موعد عودتها من العمل ليأخذها والدها لغرفتهم وبعد قليل تستمع لضحكاتهم العالية
دخلت غرفتها الصغيرة المكونه من سرير حديدي يصدر صوتا كلما تحركت عليه وكأنه سيمفونيه جديدة اعتادت اذنها على سماعها فلم يعد صوته يزعجها

مكتب صغير بجوار السرير و مرآه مكسورة معلقه على الحائط، وخزنة ملابس بلا باب
اتكأت بظهرها على السرير بعدما خلعت حجابها لتستمع لصوت ضحكة زوجة ابيها
فتحت هاتفها الحديث الذي ابتاعته حديثا من مدخرات شهور عملها، لتفتح صفحتها الالكترونية بصورتها الغامضة لإمرأه تمسك بقضبان حديدية بلا معالم وجه لها وبإسمها المزيف " خلف القضبان "
لتفتح مكان النشر وتكتب في احدى المجموعات الكتابية

" بالأمس كان في مخيلتي رجل ترك الدنيا من اجل حبيبته
فتركته حبيبته
كان يمشي هائما في الطرقات و في يده ورقة رسم عليها وجهها من واقع قلبه، لا تشبهها
يطرق الابواب و يسأل عنها فتقابله نظرات الشفقة
و لفظ مجنون
اليوم
بقيت بإنتظارك
و لم تأتِ، و انتظرت
معضلتي انني انتظر و انت
لن تأتي
بالأمس امسكت القلم لأرسم صورتك
فخرجت لي ملامح شخص لا يشبهك
رسمها قلبي قبل يدي
و انا اؤمن دائما بخطوط قلبي
لذلك لم انتظر
لأنني اعلم انك لن تأتي"

انهالت بعض الاعجابات بخاطرتها سريعا، لتترك الهاتف على سريرها ومن ثم ذهبت لتتوضأ لصلاة العصر
كانت تجلس على سجادة صلاتها بعدما انهتها، تنظر للاشئ حتى سمعت رنه وصول رسالة لتتلقف هاتفها بسرعة وهي تفتحه
لترى اسم رجل امامها اسمه هلال
هلال فقط وصورته الشخصية كانت قلبا مكسورا
لتقرأ رسالته بقلب مرتجف لتجده يسألها
- لماذا لن يأتي حبيبك "وجه يفكر"
كان من الاشخاص الذين اضافتهم لحسابها الشخصي لانه ايضا يكتب الخواطر مثلها و غامض ايضا كغموضها فلا يوجد اي معلومة خاصه عنه

لتنظر لسجادة الصلاة وهي تقول لنفسها، هو رجل لا اعرفه يارب فلا حرج ان اجبت على رسالته هذه فقط
- ليس لدي حبيب ولكنها مجرد خاطرة
انتظرت لبضع ثواني وهي تقضم اظافرها بقوة حتى كادت ان تدميهم من فرط توترها لترى اجابته
- لقد سألتك نفس السؤال الذي يسألونه لي عندما اكتب خاطرة رومانسية "وجه تدمع عيناه من الضحك" اكره مثل هذه الاسئلة
- ‏انها ثقافة شعب دائم التفكير بغيره فيشغلون انفسهم بأخبار غيرهم دون الالتفات لتصحيح وجهات نظرهم
كتبتها سريعا ليرسل لها بعد عده دقائق وكأنه يشاور نفسه في الرد
- ‏معك حق يا ...، ما اسمك؟
اخذت ترمش عيناها امام السؤال وهي تفكر، هل تخبره بإسمها حقا ام ماذا تفعل، لتجد نفسها كتبت
- اسمي هبه
وكان هذا اسم زوجة ابيها لتجد رده السريع
- تشرفت بكِ يا هبه، سلام
- ‏سلام

كتبتها بإحباط، لماذا لم يتحدث قليلا بعد، لقد اشتاقت لمناقشة احدهم لها، حقا اشتاقت
لتسمع اذان المغرب وصوت معدتها التي تطالبها بالطعام
لتنهض واقفه على سجادة صلاتها، وبعد ذلك ستجد ما يسكت صوت معدتها

________

- امي ألم اقل لكِ لن تعملين على هذه الماكينة مره اخرى
قالتها تميمة بغضب حالما فتحت باب شقتهم لتجد والدتها تجلس امام ماكينة الخياطة لتفزع والدتها دون ارادتها وهي تخلع نظارتها الطبيه حالما سمعت صوتها، فهي تستغل وجودها في العمل كي تنجز بعض طلبات الزبائن التي تأخذهم سرا
- لقد مللت من الجلوس دون فائدة وكأنني قطعة اثاث، فأنا اسلي نفسي قليلا يا ابنتي

لترد تميمة بعدما وضعت بعض حاجيات المنزل جانبا لتقول بهدوء وهي تقترب من والدتها لتمسك بيدها قائله برجاء
- ‏ونظرك هذا الذي يذهب، حافظي على المتبقي منه ارجوكِ يا امي، فأنا لا اشقى طوال الشهر عبثا
- حسنا يا ابنتي، اعدك، سأنهي القطع المتبقيه ولن اعمل عليها مره اخرى
- ‏اين مصطفى والبقية
قالتها تميمة وهي تخلع حجابها لتجلس على الاريكة القريبه لتقول والدتها بعدما عادت للعمل وهي ترتدي نظارتها الطبيه
- مصطفى يلعب مع اصدقائه وسلسبيل عند ضي، وفريال لم تعد بعد من الجامعة
- ‏ماذا، لم تعد
قالتها تميمة بإستنكار وهي تفتح حقيبتها لتتصل بأختها لتجد باب المنزل يفتح لتظهر منه فريال التي قالت حالما نظرت لتميمة الغاضبة
- ماذا هناك
- كم الساعة
واشارت تميمة برأسها على ساعة الحائط لتجيب فريال بلامبالاه
- الخامسة
- ‏وكل هذا في الجامعة
- ‏كان لدي تسليم مشروع، هل احضر لكِ جدول مشاريعي
لتجيبها تميمة بسخرية حانقه
- حقا! منذ متى لدى طلاب التربية الرياضية مشاريع في الاجازة
- ‏منذ الان، وباقي اسبوع واحد على العام الدراسي الجديد يا معلمة الاجيال
قالتها فريال بسخرية وهي تدخل لاحدى الغرف و تخلع عنها حجابها الذي بالكاد يغطى منتصف شعرها لتجد تميمة وراءها قائله
- لا يعجبني حالك هذا ابدا
- ‏ها انتِ ذا قد دخلت المنزل للتو ومازلتِ بملابسك
- ‏انا اعمل، اقفز من هنا لهناك كي نحصل على المال الذي تضيعيه في الهواء
لتجابهها فريال قائله بصوت عالي
- هل تعايريني

لتدخل والدتها على صوتها العالي قائله
- ماذا هناك يا فتيات، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- ‏انظري لابنتك وافعالها، اريد طاقم رياضي لان خاصه العام السابق قطع كتفه.. خذي، اريد فستانا لحفل لم اسمع حتى اسمه مسبقا..خذي، اريد الذهاب لنشاط ولرحلة ولغيره الكثير، وكل هذا اقول خذي، فتوأمتها الطبيبة لا تأخذ نصف حصتها من الشهر، هل اجلس على بنك، فمعاش والدك لم يعد يكفي شيء، ارحميني
قالتها تميمة بحرقه وصوت مختنق وقد اوشكت الدموع ان تتطاير من عينيها لتخرج من الغرفة لتدخل الغرفة الاخرى المجاوره ومن ثم صفقت الباب خلفها بقوة

لتقول فريال الواقفه بجوار والدتها بصوت عالي كي تسمعه تميمة
- تعايرني لانني لم احصل على مجموع عالي في الثانوية، لن اطلب منك شيء، سأعمل واكسب من عرق جبيني
لتنظر لها والدتها بصمت وهي تخرج من الغرفة لتغلق الباب خلفها
لترتمي فريال على السرير وهي تمسك بإحدى خصلاتها بحالمية وهي تتهند لتفتح هاتفها لترى صورته..

وفي الغرفة المجاوره كانت تميمة تجلس على سرير امها الكبير بعدما هدأت و ادت فرضها، اخذت النقود المتبقيه لتحسب فاتورة الماء والكهرباء والغاز وتحمد الله ان والدها اشترى هذه الشقة والا كانت تحسب معهم الايجار، وثمن ملابس المدرسة لمصطفى وادوات سلسبيل للعام الجديد وكشف والدتها وفريال ستعاقبها ولن تعطيها مصروفها الاسبوعي لتشعر بها قليلا
واثناء انغماسها بطلباتهم تذكرت ذاك الفستان الذي شاهدته منذ قليل، وقفت امام ڤاترينه العرض كالتمثال تتطلع له بإنبهار زال حالما تطلعت لثمنه
فسارت في طريقها دون إلتفات

_________

- كيف حالك يا عمر
- ‏بخير يا سلسبيل
قالها بحياء رجولي رغم سنواته العشر لتقرص خده بخفه وهي تسأله
- اين ضي
- ‏بالداخل
قالها لتتنهد بضيق بعدما رأت معالم وجهه الحزينة لتتجاوزه وهي تطرق على باب غرفة اخته بعدما حيت والدتها في المطبخ لتسمع صوتها المتحشرج من الداخل قائلا
- ادخل

لتدخل سلسبيل وتغلق الباب خلفها فتجدها جالسه على سريرها بأعين متورمه لتجلس قبالتها قائله بمواساه
- نرضى بما قسمه الله لنا يا ضي
- ‏الحمد لله
وانفجرت بالبكاء الحار لتسحبها سلسبيل لاحضانها والاخرى تهذي
- ما ذنبي ان كنت سمينة بعض الشيء، هل هذا ينتقص مني، كلما ذهبت لعمل يقيموني على حسب شكل جسدي، ملامحي جميلة، انا جميلة واحب نفسي لماذا يصر الجميع على انتقاصي
- ‏النقص في عقولهم، وستجدين عملا افضل، لم يكتب الله لكِ الخير بعد
- ‏ربما، احمد الله دائما انه هو من سيحاسبنا بعدله ورحمته لا البشر بقساوة قلوبهم
قالتها ضي وهي تمسح دموعها بظاهر كفيها بتلك الحركة الطفولية الجذابه لتهتز وجنتاها الممتلئتين
ليسمعا معا صوت فريال المرتفع من شقتهم المجاوره
لتنكس سلسبيل رأسها بأسى لتربت ضي على كتفها قائله
- هداها الله، لا تحزني
- ‏انا احزن من اجل تميمة فقط، فهي تتعب في جني المال وفريال شديدة الاسراف وتعيش في مستوى اعلى منا، اشفق على تميمة وادعوا لها بالزوج الصالح لعله يسعدها قليلا
- ‏امين
قالتها ضىّ من اعماق قلبها الطيب
لتكمل بنبره راضية
- هذه الحياة هكذا، لابد ان يظهر لكل منا "قطعة مفقودة" فيحاول العثور عليها او تجاوزها ليتأقلم على عدم تواجدها
- ‏معك حق، فليكتب الله لنا الخير
قالتها سلسبيل لتستمع بعد ذلك لصوت والده ضي من خارج الغرفة
- الطعام يا فتيات
- ‏سأذهب لمنزلنا الان، لا تعارضيني فإن لم اذهب لفاتتني قطعة من البط الذي احبه
قالتها سلسبيل وهي تنزل من على السرير لتعدل جلبابها البيتي وحجابها لتسير خلفها ضىّ قائله بمرح
- لن استطيع المجادله مع البط، فيفوز البط دائما وابدا
لتتشاركا الضحك وهما تخرجان من الغرفة


ذهبت سلسبيل بعد ذلك لشقتهم المقابله
فتحت الباب بمفتاحها ودخلت لتجد امها الجالسة خلف ماكينة الخياطة تدقق النظر للخيط الرفيع لتدخله في سن الماكينة، ليوجعها قلبها وهي تقترب منها قائله
- سأفعلها انا يا امي
- ‏حضرة الطبيبة بنفسها
قالتها امها بطيبتها المعهودة وابتسامتها الحنونة لتجلس سلسبيل على عقبيها امام الماكينة قائله
- لله الفضل ثم لدعواتك يا بركة بيتنا
- ‏فليبارك الله في عمرك يا ابنتي
لتخرج فريال من غرفتهما لتشاهد ذاك المشهد بعينان ساخرتان ومصمصه شفاه لتقول
- الطبيبة الطيبة المتفانيه والابنه الحنون حضرت
لتتجاهلها سلسبيل كعادتها رغم ان كلمات سخريتها كانت تنغرس بقلبها كالاسهم السامه لتشتعل عينيّ فريال بحقد خاص على اختها وهي تتجاوز جلستهم ذهابا للمطبخ قائله
- هل ابتلعت القطة لسانك يا طبيبة

ارتعشت يد سلسبيل الممسكه بالخيط وترقرقت الدموع في عينيها بهوان، لتجد كف امها الذي يربت على وجنتها بحنان قائله
- لا تأخذي كلامها على محمل الجد، انتِ طبيبة وعاقلة
لتومئ برأسها ايجابا وهي تود الصراخ بأنها باتت تكره ذاك اللقب وتتمنى ان لم تحصل عليه في يوم من الايام..

________

- حبيبة خالها، كيف حالك اليوم
- ‏بخير
قالتها ريما بخفوت وهي تبتعد عن مرمى ذراعيه التي تحتضنها ليتنهد بسخط وهو يرى اخته التي تنزل درجات السلم بتبختر
ترتدي حله رياضية شديدة الضيق وتربط شعرها القصير في عقدة فوق رأسها وتحمل حقيبتها الرياضية، لتمر بهم اثناء سيرها قائله لاخيها
- اهلا جسار، لم ارك منذ شهر تقريبا
- ‏وكيف سنتقابل وانتِ خارج البيت طوال الوقت
قالها ساخرا وموبخا لها، فيظل هو الاكبر حتى وان كان فارق السن بينهما سنة

تطلعت لابنتها الجالسه على كرسيها المتحرك، منكسه الرأس على الدوام لتبتسم قليلا قائله
- ما رأيك ان تأتي معي للنادي يا ريما
- ‏لا اريد
قالتها مسرعه وهي تحرك كرسيها ذو العجلات بواسطة جهاز تحكم مرفق به لتدخل لداخل الفيلا عبر الطرقة الملساء خاصتها، لترتدي جلنار نظارتها الشمسية قائله بلامبالاه
- لقد سألتها امامك حتى لا توبخني على تقصيري
اصدر صوتا ساخرا من بين شفتيه ليقول بإستهزاء
- حقا، وهل هذا سؤال، انتِ أم لماذا لا تفهمين
- أم، أم، أم، لقد اضعت سنوات شبابي في الزواج، اريد ان احيا تلك الحياة التي تركتها بسبب وهم يسمى الحب، لارتبط بعد ذلك بفتاة تقيدني طوال الوقت وبالاخير انها فتاة عاجزة، عاااجزة
قالت كلمتها الاخيره بصرخه ووجه محمر غضبا وسخطا ليزداد غضبها حينما شعرت بملمس كفه الخشن على وجنتها في صفعة
صفعة يتمنى ان تفيق بها من اوهامها
لتسمع جملته الدائمه
- ومن السبب في عجزها هذا
ومن ثم ذهب من امامها تاركا اياها ليركب سيارته منطلقا بها من حديقة الفيلا خاصتهم

فتح سقف سيارته ليضرب وجهه الهواء لعله يهدئ بعض انفعالاته من تلك المستهترة التي ستضيع ابنتها من يدها وستبكي بعد خسارتها الا انه يشك في هذا، ولكن الاهم الان ان يجد حلا لصغيرته، فهي ابنته قبل ان تكون ابنه اخته

_________

- مرحبا ببطلنا الهمام
قالها أيهم حينما رأى جسار قادما من باب مطعمه ليقابله جسار بذاك الوجه الخشن الذي لا تنفك عقدته
- مرحبا
قالها وهو يجلس على احد المقاعد بإسترخاء مغمض العينين يبدو عليه الانهاك الشديد ليجلس الاخر قبالته قائلا بنبره ماكرة
- كوب ليمون مثلج يا اسعد
قالها للنادل القريب ليوقفه جسار ومازال مغمض العينين
- بل اريد قهوة
- ‏الليمون يهدئ الاعصاب افضل من القهوة
سمعها بصوت انثوي رفيع ليعرف صاحبته قبل ان يفتح عيناه، ليجدها تستند على مقعد أيهم المقابل له، ترتدي تنورة شديدة الضيق حتى الركبتين وقميص حريري طويل الاكمام باللون الاحمر وشعرها القصير تتلاعب به بين اصابعها
ليجلس معتدلا وهو يقول بصوته الخشن
- مرحبا لينا
- ‏مرحبا يا قل... اقصد يا جسار
قالتها بخداع انثوي كي تلفت انتباهه ولكنه لم يلتفت لها وهو يقول للنادل
- قهوة يا اسعد
- ‏حسنا سيدي
فنظر لها النادل لتقول بميوعة وهي تنظر لجسار
- وانا اريد كوب ماء مثلج، فقط
ليذهب النادل من امامهم، بينما انشغل جسار بهاتفه، وأيهم يراقب الوضع بإبتسامة جانبيه حتى مرت بعض دقائق وجسار لا يبادلها الحديث عن ثرثرتها الفارغة
- سأرحل الان فيبدو انك مشغول
قالتها بغضب مصطنع لتقف مكانها متململة لعله يطلب منها الجلوس
- نعم مشغول
قالها بإقتضاب وهو ينظر لهاتفه
لتمشي بحنق وهي تدق الارض بحذائها عالي الكعبين
ليترك هاتفه متطلعا لظهرها المنصرف حتى سمع أيهم القائل
- وانا الذي تعجبت من ذاك الاحتشام على غير العاده، فظهر ذاك القميص غير متواجد
ليضحك جسار عاليا دون ارادته، ضحكة اخرج معها انفعالاته وثقل قلبه
حتى جاء النادل بطلبه ليوقفه قائلا
- كيف حال والدتك
- ‏بأفضل حال يا سيد جسار، تدعوا لك اكثر مني
قالها أسعد بإبتسامة متسعه وبنبره سعيدة ليبادله جسار الابتسام قائلا
- ابلغها سلامي الدائم
- ‏وصل سلامك
قالها النادل بذات الابتسامة ليستأذن للانصراف

- جاء البائس الثالث
قالها أيهم حالما رأى إياس قادما بإتجاههم وعلى وجهه علامات البؤس عكس طبيعه وجهه البشوشة، ليصل عندهم محركا الكرسي الثالث المتواجد ومن ثم جلس عليه بصمت دون ان يبادرهم بالتحية ليقول جسار مربتا على كتفه
- ماذا بك
- ‏لا شيء
- ‏نعم، يظهر ذلك على معالم وجهك
قالها أيهم بسخرية ليضع امامه كوب الماء المثلج الذي كان يخص لينا، ليشربه إياس دفعه واحده وحالما وضع الكوب على المنضدة قال بصوت مهزوز وعينان شاردتان في الفراغ
- لقد أخبرت همسة انها ابنه عمي..

" نهاية الفصل الاول "





روابط الفصول

الفصل 1.... اعلاه
الفصل 2
الفصول 3, 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17, 18 نفس الصفحة
الفصل 19
الفصل 20, 21 نفس الصفحة
الفصول 22, 23 نفس الصفحة
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27
الفصل 28

الفصل 29
الفصل 30
الفصل 31, 32 نفس الصفحة
الفصل 33
الفصل 34, 35 نفس الصفحة
الفصول 36, 37, 38 نفس الصفحة
الفصل 39
الفصل 40 الأخير


قصص من وحي الاعضاء 27-09-20 10:07 PM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


آلاء الليل 28-09-20 01:46 AM

مممممممم مقدمة مشوقة 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
احببت السرد و الحوار بالفصحى يبدو ان وراء كل شخصية قصة مثيرة للاهتماااام
بالتوفيق مع باقي الفصول🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

متكبره 28-09-20 02:26 AM

الروايه جميله حبيتها وانا انشالله من متابعينك
واتمنى تشرفوني بروايتي
(قلبي و أعرفه يا يبه لا حب حب ولا إنكسر حيييل يقسى)

واتمنى لك التوفيق والنجاح ياقلبي 😘😘😘😘😘😘

شيماءالسيد 28-09-20 01:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15115908)
مممممممم مقدمة مشوقة 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
احببت السرد و الحوار بالفصحى يبدو ان وراء كل شخصية قصة مثيرة للاهتماااام
بالتوفيق مع باقي الفصول🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

حبيبتي تسلميلي 😍❤️
اتمنى تعجبك للاخر يارب ❤️

شيماءالسيد 28-09-20 01:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متكبره (المشاركة 15116000)
الروايه جميله حبيتها وانا انشالله من متابعينك
واتمنى تشرفوني بروايتي
(قلبي و أعرفه يا يبه لا حب حب ولا إنكسر حيييل يقسى)

واتمنى لك التوفيق والنجاح ياقلبي 😘😘😘😘😘😘

حبيبتي اتمنى تعجبك ان شاء الله ❤️❤️
وبتمنالك النجاح انتي كمان 😍

um soso 28-09-20 01:58 PM

اهلا وسهلا بك بيننا
بدايه مشوقه وحكايات كثيره واسرار بانتظار انكشافها



بانتظار القادم

تحياتي

شيماءالسيد 28-09-20 02:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 15116543)
اهلا وسهلا بك بيننا
بدايه مشوقه وحكايات كثيره واسرار بانتظار انكشافها



بانتظار القادم

تحياتي


اهلا بيكي❤️
اتمنى ان شاء الله تعجبكم 😍

Lautes flower 29-09-20 12:21 PM

مبارك يا قمر
ربنا يوفقك
متابعه معاك ان شاء الله

شيماءالسيد 29-09-20 01:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower (المشاركة 15118171)
مبارك يا قمر
ربنا يوفقك
متابعه معاك ان شاء الله

الله يبارك فيكي 😍
اتمنى تعجبك يارب ❤️

نهاد على 29-09-20 02:18 PM

مبروك يا شيماء على الرواية و واضح من الفصل الأول أنها شيقة جداً
بالتوفيق إن شاء و ربنا ييسر و أكون من متابعينك .

شيماءالسيد 29-09-20 05:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاد على (المشاركة 15118348)
مبروك يا شيماء على الرواية و واضح من الفصل الأول أنها شيقة جداً
بالتوفيق إن شاء و ربنا ييسر و أكون من متابعينك .




حبيبتي الله يبارك فيكي 😍❤️
واتمنى تعجبك 😍
وان شاء الله الفصل الثاني هيكون النهارده ❤️

شيماءالسيد 29-09-20 08:00 PM

" الفصل الثاني "

- لقد اخبرت همسة أنها ابنه عمي
قالها إياس بصوته المثقل بالتعب كما قلبه
تطلع أيهم لجسار واجم الوجه ليقول الثاني بصوت خفيض
- لماذا اخبرتها الان لقد طلبنا منك ان تتريث قليلا
- ‏لم استطع رؤيتها دون ان اخبرها، لقد كان الوضع اصعب من قدرتي على التحمل
قالها إياس بإحباط، فقد كان ينوي تمهيد الوضع لها اولا بعملها معه ومن ثم اكتساب ثقتها
- وماذا كان رد فعلها؟
سأله أيهم الجالس على يمينه ليتنهد إياس تنهيدة عالية دون رد مخفضا وجهه بين كفيه ناظرا للارض بشرود
ليتذكر رد فعلها

"
- متى ابدأ؟
- اليوم يا إبنه عمي
نظرت له همسة بعدم فهم وسرعان ما إتسعت عيناها لتبرق بدهشة غاضبة وهي ترمق اللوح الزجاجي الموضوع على مكتبه وقد غفلت عن رؤيته عند دخولها " إياس ناجي صفوان "
- ماذا
هدرت بها بغضب منفعل وهي تقف على قدميها كالملدوغة، تبرق عيناها بوجع مكتوم وهي تتذكر كلمات والده، صدرها يعلو ويهبط في انفعال، وتتجمع على جبهتها بعض قطرات العرق لتتحرك عضلة بجانب عيناها بإرتعاش لترمش عيناها عده مرات دون ارادتها

وقف من على كرسي مكتبه حينما رأى حالتها تلك ليدور واقفا امامها ومتناولا كوب ماء من على المنضدة الصغيرة التي تفصل بينهما قائلا بهدوء مشفق
- اهدأي واشربي بعضا منه
- ‏أتسخر مني يا هذا
قالتها بصوتها العالي الذي خرج متحشرجا من شده غضبها واختناق حلقها ليحمر وجهها الابيض بإنفعال وقد اوشكت الدموع ان تتدفق من عينيها
قال لها بهدوء واضعا الكوب في مكانه السابق مره اخرى
- اخفضي صوتك
امسكت بحقيبتها من على مكتبه فحركت اللوح الزجاجي دون ارادتها لتهديه نظرة اخيرة، ودون النظر إلى إياس مره اخرى تجاوزته للباب وقبل ان تمسك بمقبضه سمعت صوته العالي قائلا بإنفعال
- إن لم تحضري غدا، سأتخذ معك اجراءا قانونيا فأنتِ وقعتِ عقدا بمبلغ كبير لن تستطيعي سداده
ظلت تنظر امامها لبرهه ثم استدارت له بعينان جامدتان لتنطق بكلمة واحده اخترقت قلبه كسهم سام
- اكرهك
- ‏لم اقل لكِ احبيني
قالها إياس مشيحا بنظره عنها حتى خرجت من الغرفة صافقه الباب خلفها بقوة
جلس على الكرسي خلفه ممسكا صدره وهو يتنفس بعنف بوجه محمر غضبا من نفسه ومن والده ومن الكون كله الذي يبني سدا منيعا بينه وبينها
حتى وقف ليدور بالغرفة بخطوات واسعة كالمجنون
يدور ويدور..
ليمسك بتحفة ثمينة قد ابتاعها من مزاد عالمي ويرميها بكل قوته في الحائط المقابل له وهو يطلق زمجره متوجعه
لتتهشم الى فتات
فتات كقلبه العاشق حد النخاع
اخذ تنفسه ينتظم بعض الشيء ليجلس على المقعد خلفه بإنهزام قائلا بصوت متوجع
- ولكنني احبك يا قلب إياس
"

استفاق إياس من شروده فيما حدث على ضربة كتفه فنظر خلفه بتحفز ليجد "بسام "واضعا يديه في جيب بنطاله وهو يناظره بحاجب مرفوع متسائلا عن سبب شروده ليقلب إياس مقلتيه بإمتعاض قائلا
- ها قد حضر البائس الرابع
جلس بسام بخيلاء بجوار اخيه أيهم بعدما احضر مقعدا رابعا واضعا ساقا فوق الاخرى قائلا بتعال
- من قال انني بائس، انا استمتع بحياتي بعيدا عن دائرتكم المحبطه ايها الأوباش
صفق بيده بعدما انهى جملته لتحضر نادلة بملامح جميلة، رشيقة القوام ترتدي زيها المكون من تنورة سوداء حتى ركبتيها وقميص ابيض اللون بأكمام طويلة محتشمة وشعر اسود طويل ينسدل على ظهرها
- احضري لنا اربع اكواب من الصودا مع الليمون واكثري الثلج يا ....
ودقق النظر في مكان شارة اسمها الموضوعة على صدرها لتحمر خجلا فأضاف بإبتسامة واسعة
- يا إسراء
- ‏حاضر سيدي
وأوشكت على الانصراف ليضيف بسام بنبره متسلية
- هل انتِ جديدة هنا
تطلعت بالثلاثة أزواج من الاعين الاخرى المحدقة بها لتتحدث بإضطراب خجول
- نعم، عُينت قبل يومين
- ‏انرتِ المكان
اومأت برأسها دون رد لتسير بخطوات مرتبكة من امامهم حتى وقفت امام المنصة التي يتم فيها تحضير المشروبات لتحضر طلبهم بينما تختلس النظر له

نظر له اخاه موبخا ليقول له بسام بإستنكار
- ماذا فعلت انا اتعرف على موظفيني
صدرت ضحكة ساخرة من جسار الجالس امامه ليهتف بسام بحنق صبياني
- ماذا تقصد بهذه الضحكة
- اقصد انني لا اراك هنا سوى مرات قليلة يا حضرة المدير
- ‏انا اباشر العمل في الخفاء بسرية تامه
قالها بسام غامزا ومن ثم وضع يده على كتف اخيه أيهم ليقول بفخر
- والكبير هنا، ما حاجتهم بي
- ‏نعم احدهم يبقى طوال اليوم بالمطعم واحدهم يبقى امام البحر
قالها أيهم بإمتعاض، ليعض بسام شفتيه موزعا نظراته بينهم قائلا بهمس
- اه لو كنتم معي، سبحان من ابدع في خلقه
- ‏نعم هو هنا يقدر الجمال
قالها إياس ثم تعالت ضحكاتهم الرجولية ليقول أيهم بتفكير
- افكر في اقامة مطعم على البحر
رد عليه بسام بلهفه
- ‏وانا المدير وامامي الماء والوجه الحسن ولا اريد شيئا اخر
قال جسار بتسلي
- وانا افكر في ان اعطيه جزءً من بؤس كل منا
ليفرد بسام اصابع كفه في وجهه قائلا بحنق
- اعوذ بالله، اتركني بحالي يا رجل

احضرت نادلة اخرى لهم الصودا وتعمدت الوقوف بجوار بسام الذي لم يعيرها اي انتباه
وضعت لهم الاكواب وسط صمتهم فتطلعت لبسام قائله بنبره مغناج
- هل تريدون اي شيء اخر
- ‏شكرا
قالها بسام بإقتضاب لترد بإبتسامة واسعة
- اسمي آثار
- ‏لم اسألك عن اسمك يا آثار
قالها بسام ساخرا لتنحسر ابتسامتها وهي ترفع احد حاجبيها بتهكم دون ارادتها فلقد رأت قبل قليل حديثه مع إسراء واحمرار وجهها خجلا
سارت من امامهم بخيلاء وهي تمسك بالصينية بين يديها ليتطلع في تنورتها القصيرة الضيقة و قميصها الابيض الذي يماثلها ضيقا ومشيتها المستفزة بكعبها الرفيع الذي يدق الارض بصوت عالي، ففرقع اخاه اصبعيه امام وجهه ليستفيق من تأملها فقال جسار بسخرية
- كنت توبخ الفتاة منذ قليل، والان انظر لنفسك
- ‏بالرغم من عدم استساغتي لها الا انني اقدر الجمااااال
وفي نهاية جملته رأى احدى صديقاته التي تدخل من باب المطعم ليقف قائلا بعدما بادلها التحية بكف يده
- وها انا ذاهب لتقديره

ضحكوا عليه وراقبوه عندما ذهب ليقف امام احداهن مبتسما فقال أيهم بغير رضا
- لا اعلم متى سيتعقل هذا الولد
نظر له جسار قائلا بمكر
- اجزم بأنك علمته الصيد ولم تعطه السمكة يا صياد
- ‏تعلمت منك يا حبيبي
قالها أيهم بمكر مماثل لينظرا معا لإياس الذي قال وهو ينظر لهما تباعا
- لماذا تنظرون هكذا
- ‏اه من الحب
قالها جسار واضعا يده على صدره ليضربه إياس بقائمة الطعام الموضوعة امامه قائلا
- كُف عن مزاحك الخشن هذا
- ‏مهلا، ستتلف القائمة لقد كلفتني الكثير
قالها أيهم ناظرا للقائمة بهلع ليرفع إياس حاجبيه بعدم تصديق لينفجر بالضحك بعدها ليشاركاه الضحك حتى قال إياس بضحكات متفرقه
- اقسم ان جلستنا هذه هي التي تعطيني طاقة للاستمرار
- ‏صدقت يا إياس
قالها جسار بمحبه صادقة ليولي نظره لأيهم وهو يسأله بإهتمام
- ماذا فعلت في امر شيف الحلوى ذاك
تنهد أيهم بغضب مكتوم ليقول بصوت خفيض حتى لا يسمعه احد
- طردته بالطبع، رغم انه يصنع حلوى عالمية ولكن سرقته للمواد الغذائية المتواجده هنا لم استطع غفرانها له عندما اخذت برأيك ووضعت كاميرات مراقبة في المطبخ لم اصدق عينايّ
- ‏لماذا لم تبلغ عنه
سأله جسار بجديه ليجيبه أيهم بإشفاق
- لديه عائلته التي تحتاجه فليرزقه الله بالعمل القريب ويطعمهم بالحلال، ولكنني اشهد الله انني سامحته
قال إياس بتفهم وهو يربت على كتفه
- ‏بارك الله فيك، وسيرزقك الله من هو افضل منه
- لقد وضعت منشور المسابقة على جميع المواقع ووزعت الاعلانات على المنطقة واتمنى ان احصل على احد متميز
قالها أيهم بأمل ومن ثم نظر لجسار متسائلا
- وانت ماذا فعلت مع ريما
- لا اعلم، حقا لا اعلم، جلنار مستهترة كعادتها وريما حساسة للغايه تجاه الغرباء فلا تود ان تبقى معها مربية تدير شئونها وانا في المنتصف
قالها جسار بصوت الحزين مشوبا بالغضب والذي لا يظهر سوى في حضره اصدقائه ليشد كلا من إياس وأيهم على كتفيه بالتتابع ليقول الأول
- ستتدبر صدقني
واستطرد قائلا
- لقد اقترب العام الدراسي وستلتهي في مذاكرتها فهي كما تقول مجتهدة فيها
هتف أيهم بضيق
- ولكن والدها لماذا لا يدير شئونها وإن كانت الأم مستهترة ف...
قاطعه جسار قائلا بحزم
- عامر طلب اخذها بالطبع ولكن طبيعه جلنار المترفعه لم تقبل، لذلك احمل همها على ظهري
- ‏ستنفرج ان شاء الله
قالها إياس بيقين
وقلبه يسأله
ومتى يأتي الفرج لي؟

_________

- هل شرفت يا ابن امك
استدار إياس للجهه المظلمه من بهو الفيلا خاصتهم يتطلع لوالده الذي يرتدي منامة النوم واقفا بتحفز ويديه خلف ظهره متطلعا له بجمود ليعدل إياس من طريقة ذاهبا إليه ليقف على بُعد مسافة منه متطلعا إليه بنظراته الجليدية قائلا
- لا تتحدث عن امي
- ‏انت غبي وعاطفي مثلها
قالها ناجي بغضب وهو يشيح بيده امام وجهه في انفعال ليكمل بسؤال مباشر
- لماذا عينتها؟
ارتسم على فم اياس ابتسامة جانبية ليقول واضعا كفيه في جيب بنطاله
- هل اخبرك جواسيسك بتلك السرعة
- ‏لا تراوغ بالكلام وأجب مباشرة يا ولد
قالها ناجي بنبره صارمه لتلتمع عينا إياس بقسوة
- كي انتقم منها بالطبع، سأذلها واكسر انفها
اقترب منه ناجي مربتا على كتفه بإبتسامة فخر قائلا
- نعم ابن ابيك هكذا، اطردها قبل نهاية الشهر بيوم كي تحرق قلبها على راتبها
قال والده جملته الاخيره بفحيح شاردا في الفراغ امامه ليجيبه إياس بعدما نزع كف والده عن كتفه
- سأعمل جهدي يا أبي
تحرك والده صاعدا درجات السلم بخيلاء ويديه في جيب بنطال منامته دون رد ليقول إياس بصوت خفيض ساخر
- وانت من اهل الخير يا أبي
واخذ يتطلع للظلام حوله بقلب منقبض ليغمض عيناه مرتكزا بكفيه على ركبتيه قائلا بخفوت
- ارفق بحال قلبي يارب

________

وفي اليوم التالي
كانت همسة تقف أمام مبنى الشركة الفخم بمشاعر متناقضه تماما مع خاصه يوم أمس، وتيره انفاسها تزداد كلما تذكرت ما حدث لها أمس فتشعر بضيق التنفس الذي يصاحبها عاده مع الانفعالات المتوترة
ترفع عيناها ل اللافته الكبيرة الموضوعة على واجهه الشركة والمكتوبة بخط عريض "الشهد للتنمية الxxxxية "
لم يخطر ببالها يوم قرأت الاعلان ان هذه الشركة تخصهم فمن غير المعقول ان يسمي عمها ذو القلب المتحجر شركته بإسم ابنته الراحلة والتي لم تراها من قبل
لتسأل نفسها وربما للمره المئه منذ امس
لماذا ادخلها إياس لحياتهم

زفرت بحنق وهي تخطو برأس مرفوع وقدامها تدق الارض بكعب حذائها العالي بالرغم من قامتها الطويلة مما اكسبها طولا اضافيا مشابه لخاصه عارضات الازياء
انتقت بذلة عملية باللون الرمادي مكونه من تنورة تصل لبعد ركبتيها وقميص ابيض اللون وفوقه سترة رمادية مشابهة لخاصه التنورة وبين يديها حقيبة صغيرة بيضاء اللون و ربطت شعرها برباط مطاطي خلف رأسها مما جعله متأرجحا في خطواتها، ولم تضع سوى كحل لعيناها وملمع شفاه
وقفت في مكتب السكرتارية خاصته وقالت للفتاة الجالسة خلف مكتبها بهدوء تداري به انفعالها
- لدي موعد اليوم مع إي.... سيد إياس، اسمي همسة
قالتها بهدوء لتتفحصها السكرتيرة لبرهة وهي تتذكر تلك الفتاة التي خرجت مندفعه من غرفته امس لتسمع بعدها صوت تحطم شيء ما في الجدار فلقد اخرجت مارد غضب المدير الهادئ

ردت عليها الفتاة بنبره عملية وهي تتوجه لباب مكتبه
- حسنا سأخبره
ودخلت تلك السكرتيره مكتبه ليقول زافرا بغضب حالما رأها
- ألا استطيع العمل قليلا دون مقاطعه
- هناك فتاة تريد مقابلتك
قالتها السكرتيرة مدققه النظر لرد فعله، رفع انظاره لها سريعا ليسألها بلهفه دون ارادته
- ما اسمها؟
- ‏همسة
- ‏ادخليها
قالها بسرعة مشيرا للباب بيده لتتطلع له السكرتيرة بنظرة غامضة مدعيه اللامبالاه وهي تخرج من مكتبه
ظل بصره معلقا بالباب حتى رأى قدمها في ذاك الكعب الطويل ليرفع ناظريه وهو يشملها بنظرة مقيمة لتزداد نظرته تعمقا فيها قائلا لنفسه بهمس
- يا ويل قلبك يا إياس

كانت قد وقفت امام مكتبه تناظره بنظرة غامضة ليدعوها للجلوس قائلا
- خيرا فعلتِ بقدومك
ظلت تناظره بذات الجمود دون رد ليتنحنح قائلا بإبتسامة متسعه
- سيتولى باسل تدريبك وهو رئيس قسم الحسابات، ارجو ان ترفعي رأسي
ابتسمت له ابتسامة جانبيه بإستخفاف وهي تقف قائله
- شكرا لك
وسارت بعض خطوات لتسمع صوته القائل
- ‏همسة
وقفت دون ان تستدير إليه موليه اياه ظهرها ليكمل قائلا
- اتمنى ان تسعدي بالعمل معنا
لم ترد عليه ولكن تأرجح شعرها البني خلفها بإشارة مبهمه فلم يعلم هل تحركه نفيا ام ايجابا
زفر بحنق وهو يضغط على زر استدعاء سكرتيرته فأجابته سريعا ليقول بنبره عملية
- اوصلي انسه همسة لقسم الحسابات، عند باسل تحديدا
- حاضر سيدي

اشارت السكرتيرة لهمسة قائله
- تفضلي معي
تبعتها همسة لتتفقد الشركة اثناء طريقها، ذوق هادئ، كل المكاتب بها واجهات زجاجية، الموظفين متأنقين بدرجة مغيظه حتى ساعي البريد متأنق هو الاخر
ارضيتها بيضاء لامعه والجدران تتلون باللون الكريمي، شيء يبعث في نفسك الراحه على الاقل سترتاح عيناها هنا
كان الجميع ينظر لها بإستفهام وقد لمحت بخبرتها الانثوية نظرات الاعجاب التي تجاهلتها
وصلت لقسم بالطابق الثاني ودخلته خلف تلك السكرتيرة التي قالت حالما تركتها عند باب احد المكاتب
- هذا هو مكتب رئيس الحسابات.. اسمه باسل، بالمناسبة انا اسمي آية
- ‏تشرفت بكِ
قالتها همسة لتومئ الاخرى برأسها في ابتسامة مجاملة وهي تتحرك من امامها لتأخذ همسة نفسا عميقا وهي تدق الباب فأجفلت وهي تجده يفتح سريعا ورجل وسيم يطل عليها قائلا
- تفضلي
ومن ثم اغلق الباب، فمميزات تلك المكاتب انها تفتقر الخصوصية ليواجهها قائلا ببشاشة واضحه
- تفضلي للجلوس، رأيتك وانتِ قادمة مع آية
كانت تجلس امامه بتوتر وكأنها مازالت تلميذة تتلقى الاوامر من معلمها لتستمع لصوته القائل
- لقد رأيت ملفك، من الواضح اجتهادك فيه، ولكن تفتقرين للخبرة والممارسة وانا هنا لاعلمك اياهم، اسمي باسل بالمناسبة
ومد يده ليصافحها فمدت يدها سريعا لتقول بإرتباك قلما يعتريها
- وانا اسمي همسة
- يدك باردة يا همسة، هل انا مخيف لهذا الحد
كانت قد سحبت يدها لتبتسم بحرج ووجنتين محمرتين ليكمل مزاحه قائلا
- ذكرتيني بزوجتي ورد فعلها المشابه لكِ في اول يوم عمل لها هنا
نظرت لها بعينان تلمعان فضولا ليكمل وهو يقلب احد الاوراق
- سأخبرك بالقصة فيما بعد، هيا نبدأ الان
وناظرها بإبتسامة متسعة لتومئ برأسها وهي تشاركه الابتسام
فعلى الاقل قد اكتسبت احدهم لصفها

___________

- صباح الخير يا أمي
قالتها ونس وهي تطبع قبلة عميقة على رأس والدتها التي قالت بتوبيخ
- ألن تتناولي فطورك كالعاده، فجامعتك على بُعد شارع، ان قفزتي من الشرفة ستصلين
ضحكت ونس وهي تنتقي قطعة جبن صفراء وضعتها بفمها سريعا لتقول مغادرة بإتجاه باب شقتهم
- ‏لا حبيبتي فأنا تحدثت مع سلسبيل وقد اخبرتني انها في الجامعة فلا داعي لان اتأخر عليها، بالمناسبة أبي كان يود الاستيقاظ الان
- ‏اعلم سأوقظه
قالتها والدتها وهي تنظم ترتيب الاطباق مره اخرى على الطاولة لتسمعها قائله
- ‏إلى اللقاء
- استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، لا تنسي اذكار الصباح
قالتها بصوت عالي لترد عليها ونس من خلف باب شقتهم الذي اغلقته
- حاضر

نظرت للباب المغلق بحنان، "ونس" ابنتها الاولى على الرغم من انها ليست والدتها الحقيقة، فهي ابنه زوجها "ضياء" حب طفولتها وصباها الذي اسماها على اسمها عندما تزوج اثناء سفره بالخارج، وعندما عاد بعد وفاة زوجته تزوجت به رغم فارق العشر سنوات بينهما ليرزقا بعد سنوات طويلة من زواجهم.. بجنة، ثمرة حبهم التي انجبتها بعد عناء سنين من الاجهاض المتكرر

تحركت بعدها ونس بعينان ناعستان لغرفتهم لتجده مازال نائما لتتأمله بحب وهي تجلس في جانبها المخصص على السرير
تتأمل جانب وجهه المستريح بحنان، ترى في خطوط وجهه كل ما مروا به معا
هنا كانت الدموع تتدفق من عينيه لتحفر اخاديد الحزن
هنا كان يغمض عينيه متألما لألمها
هنا كان يضحك بسعادة عندما استقر حملها بطفلتهم.. بذرة سعادتهم
وهنا اجتمعت بوجهه كل الانفعالات عندما حمل جنته بين يديه
جنة ضياء الذي عاشت فيها معه..

ابتسمت بمكر وهي تلتقط عصاه بلاستيكية تنتهي بقماش ناعم يشبه الريش من احد الادراج وقد بدأت بتمريرها على وجهه ليتململ في نومه وهو يحاول امساك ذاك الشيء الذي يزعجه ليفتح نصف عيناه قائلا بنبره ناعسة
- هناك ذبابة مشاكسة تحاول ايقاظي
- حقا، اين هي
وتلفتت حولها بجهل وهي ترمقه بنظرة جانبية حتى عاد للنوم مره اخرى لتلتقط الريشة التي خبأتها تحت الغطاء الخفيف وبدأت بتمريرها على ذراعه مره اخرى ليمسك بيدها بغته حتى افلتت منها صرخة سرعان ما تحولت لضحكات متقطعه وهو يدغدغها من علو قائلا
- اذا انتِ تلك الذبابة المزعجة
قوست فمها بحزن وهي تبتعد عن مجال ذراعيه قائله
- انا مزعجة
- ‏اجمل مزعجة في الدنيا
وطبع على خدها قبلة خفيفة لينظر للساعة المجاورة لهم على الكومود قائلا
- لماذا لم تنامي حتى الان
نظرت لمهد صغير مجاور لهم بنظرة ذات مغزى ليربت على رأسها بحنان قائلا بإشفاق
- لقد اخبرتك مسبقا بحاجتك لمربية
- ‏لقد ربيت ابنتك فهل سأعجز عن تربية ابنتي
قالتها بإندفاع دون ارادتها لتعض شفتاها بقوة وهي تنظر لعيناه التي سكنت فجأه لتغمض عيناها قائله بنبره باكية
- انا اسفه، لم اقصد انت تعلم ان ونس ابنتي، اسفه
- ‏اعلم لا عليكِ
قالها بهدوء وقد اعتدل ليغادر السرير ولكن قبل ان يغادره وجدها تتشبث به من الخلف بذراعيها وهي تضع خدها على ظهره وقد شعر بدموعها التي انسابت على قماش منامته لتتحدث بإختناق
- انت تعلم انني لم اقصد، كنت احبها لانها قطعة منك ولكن الان احبها لكونها ابنتي التي ربيتها منذ كان عمرها خمس سنوات، انت تعلم ان جنة باتت نقطة ضعفي فلا اطيق ان يقترب منها احد
لتكمل بشهقات خفيضة وقد ازداد تشبثها به
- اعلم انك تشفق علىّ، ولكنني لا اعلم ماذا يصيبني عندما نتحدث عنها، انني كبيرة جدا وهي صغيرة واخشى ان...

ولم تكمل جملتها حينما استدار لها ناظرا لعيناها بتحذير ان لا تكمل ما تود قوله فإندفعت تطوقه بذراعيها قائله بصوت باكي ومازالت دموعها تتساقط على وجنتها
- انا احبك، لا تغضب
- ‏ستظلين طفلتي الاولى التي لا اغضب منها مطلقا
وشدها من بين احضانه قائلا بمكر وهو يمسح اثر الدموع من على وجنتها
- وان كنتِ انتِ كبيرة جدا فأنا مازالت صغيرا سيدتي

ابتسمت لتضرب كتفه بحنق قائله
- تلك الشعيرات البيضاء التي نبتت في لحيتك تزيدك وسامة
تطلع فيها بذهول قائلا
- ماذا افعل اذا
وضعت يدها تحت ذقنها وقد اخذت تفكر وهي تضرب سبابتها بخفه على ذقنها حتى قالت بحماس
- اصبغها مثلا
ليرد بإستنكار رافعا احد حاجبيه
- على اخر الزمان اصبغ لحيتي
- ‏الفتيات الصغيرات ينجذبن لتلك الاشياء
قالتها بغيرة واضحه وهي تتطلع به مكتفه ذراعيها ليرفع احد حاجبيه قائلا
- وكيف عرفتِ
- ‏ألم امر بفترة مراهقة
قالتها بمشاكسة ليهتف بتحذير صارم
- ونس
ضحكت بخفه وهي تحيط وجهه بكفيها قائله بحب
- احبك يا ضياء عيناىّ، انت حبيبي الاول منذ الازل
ليبتسم لوجهها قائلا وهو يضرب اعلى رأسها بخفه
- نعم فلنعتدل هكذا في الحديث ونضع عقلنا برأسنا، هيا نامي قليلا قبل ان تستيقظ جنتي وسأرتدي ملابسي بالغرفة الاخرى
- ‏حسنا حبيبي، الافطار على المنضدة خارجا
قالتها متثاءبه وهي تغوص بين الاغطية بشعور مريح لتغمض عيناها استسلاما للنوم ليطبع هو قبلة على جبينها جعلتها تبتسم ليبتسم هو على اثرها مغلقا الباب خلفه

_________

- هل تأخرت
اجفلت سلسبيل دون ارادتها وهي تستمع لصوت ونس الذي اخترق اذنها لتضربها على ذراعها غيظا وهي تقول
- متى ستنتهين من حركات الاطفال هذه
- ‏لن انتهي
وجلست ونس بجاورها بعد ان بادلتها عناقا طويلا لتقول سلسبيل
- هل طبعتي الورق المطلوب
- ‏لم اطبعه كله ولكن انظري لهذا
قالتها ونس وهي تخرج بعض الاوراق من حقيبتها لتتلقفها سلسبيل وهي تتفحصها بتدقيق فلم يعد سوى ايام قليلة على بداية العام الدراسي الجديد
- صديقنا ينظر لكِ
قالتها ونس بمشاكسة ماكرة وهي تتطلع في احد الشباب الواقفين امامهم لتهتف سلسبيل بضيق وهي ترفع انظارها اليه
- لقد لاحظ الجميع نظراته تلك وهذا يشعرني بالضيق
- ‏لا يفضح العاشق سوى نظراته
قالتها ونس بهيام واضعه كفها على خدها مغمضه الاعين لتضربها سلسبيل التي إلتفتت لها على كتفها قائله بحنق
- هيا يا ونس لنذهب للمكتبة، هداكِ الله
وقفت سلسبيل لتقف ونس بجوارها وحالما خطت خطوة والثانية سمعت صوته خلفها قائلا
- انسه سلسبيل
ارتجف قلبها دون ارادتها وهي تقف موليه اياه ظهرها حتى جاء ووقف امامها قائلا
- اريد رقم والدتك
نظرت له بدهشة غير متوقعة فأخفتها سريعا مازالت تتطلع في عيناه حتى سألته بفظاظة
- لماذا، هل ستشتكيني؟
احمر وجهه بحرج واضح من فظاظتها ليختلس نظرة لونس الواقفه معهم والتي قالت بسرعة انقاذا للموقف
- سنحدثك فيما بعد يا عمار، فلدينا محاضرة هامه الان

ولم تنتظر رده او حتى الاستماع لاعتراض سلسبيل التي دفعتها بيدها لتسير امامها
وصلا لمكان منعزل نسبيا لتقف سلسبيل هاتفه بحنق
- ماذا فعلتِ؟
- ‏فعلت الصواب، لماذا تغلقين جميع الابواب في وجه من يحبك
- ‏أتريدين المعرفة حقا؟
سألتها سلسبيل بغضب لتكمل بوجه محمر
- أتريدين معرفة ان تميمة تنحت في الصخر منذ وفاة أبي من اجل توفير ثمن المعيشة لنا، عندما كانت طالبة وهي تعطي دروسا وتعمل بائعة في المحلات وتساعدها أمي التي ضعف نظرها من كثرة جلوسها على ماكينة الخياطة وانحنى ظهرها من حمل الهموم، اما بعد تخرجها فهي تستيقظ منذ السادسة صباحا ولا تعود سوى اذان المغرب، تذهب للمدرسة ومن ثم لمجموعات التقوية والدروس الخصوصية وفي الاجازة تعمل اي عمل لتوفر لنا قوت يومنا، ومعاش ابي لا يسدد سوى القليل
ابتلعت غصه مسننه بحلقها لتكمل ببكاء
- ‏أتريدين مني ان اذهب واخبرها ان احد زملائي يحبني ويود التقدم لي فأذهبي انتِ وسنوات حياتك للقمامة وسنظل نستعبدك لأخر العمر

شهقت بقوة اثر اختناق حلقها والدموع الغزيرة التي ملأت عينيها تفيض على وجنتيها لتشاركها ونس حزنها وهي تحتضنها وتربت على ظهرها بحنان وهي تستمع لهذيان سلسبيل
- فلينقطع لساني ان نطقتها يا ونس فلينقطع
اخرجتها ونس من احضانها وهي تمسح وجنتيها برفق قائلة
- بعيد الشر عنكِ يا حبيبتي، معكِ حق فالوقت ليس مناسبا ابدا
ونظرت لساعتها كي تشتت افكار الاخرى لتكمل
- هيا بنا، علينا الذهاب للمكتبة قبل ان تغلق، لا اعلم كيف قلت لعمار ان لدينا محاضرة فيبدو انه صدم من رد فعلك ولم يعقب
وضحكت ونس لتضحك سلسبيل قائله وهي تجاورها في سيرها
- بل انتِ التي انطلقت من امامه كالقذيفة
- ‏وكلماتك انتِ كانت كالصاروخ
صمتت سلسبيل لتنظر للارض مفكره لتشارك صديقتها حديث نفسها قائله
- هل تعتقدين انه سينعتني الان بالفظه و ينساني
- ‏وهل يشكل هذا فارقا لديكِ؟
قالتها ونس بمكر وهي تنظر لها نظرات جانبية لتهتف سلسبيل بتوبيخ
- ‏ونس
وتكمل سيرها بسرعة حتى تخطتها قائله
- ستغلق المكتبة
- ‏لن تغلق فهي بجوار الجامعة
قالتها ونس بتبرير لتمشي مسرعه حتى سارت جوارها

وامام المكتبة وقفت سلسبيل بالخارج من شده ازدحامها في هذا الوقت بينما دخلت ونس المكتبة لتصور باقي الاوراق الناقصة
لتخرج لها بعد وقت قليل وهي ترفع الاوراق بإنتصار وابتسامة واسعة تزين وجهها قائله
- لقد نصرني الله
- ‏الحمد لله، ولكن العيون الزرقاء تسحر الجميع ايضا
قالتها سلسبيل وهي تغمز لها ملتقطه بعض الاوراق لتهز ونس احد كتفيها بدلال قائله
- هذه وراثة يا حبيبتي، فليحمي الله أبي العزيز
- ‏أمين يارب
قالتها سلسبيل من قلبها وهما تسيران حتى رأوا تجمهر بعض الناس امام احد المطاعم الشهيرة ليسيروا بفضولهم اتجاهه وحالما وصلوا سألت ونس احدى النساء
- ماذا يحدث هنا
- ‏انها مسابقة لصنع الحلوى يقيمها مطعم الشروق، فهم يعدون الحلوى بالداخل ويتذوقها صاحب المطعم مع لجنة خبيرة والمتبقي يوزعه على الناس بالخارج
قالتها تلك السيدة وهي تمد يدها لاخذ طبق حلوى منشغله بأكله

لترفع سلسبيل حاجبيها لونس لتقول همسا
- كل هذا من اجل شيف للحلوى
- ‏انه مطعم مشهور للغايه وسمعت ان الشيف لديهم اصاب بوعكه صحية ولم يعد قادرا على العمل لذلك يسعى صاحبه لجلب افضل منه
صمتت سلسبيل قليلا وهي تفكر حتى قالت بسرعة لاحد الواقفين
- اين اعلان المسابقة
اشار لها الرجل على احد الاعمده لتذهب إليه مسرعه وهي تخرج هاتفها لتصور الاعلان عده مرات لتقف ونس بجوارها قائلة بإستفهام
- هل تجيدين صنع الحلوى
قالت سلسبيل وهي تنظر للاعلان بأعين لامعه
- لا، ولكنني اعرف من يجيد صنعها بإتقان

__________

وفي داخل المطعم كانت تقف فتاة وحيدة بأحد الاركان كعادتها، تمسك هاتفها بقوة وكأنه سيطير من بين يديها، لتفتح شبكة الانترنت خاصه المطعم وهي تختلس النظر للتجمهر الواقف امام المطعم، وتحمد الله ان دوامها سينتهي دون عمل بسبب تلك المسابقة
فتحت صفحته بلهفة وعيناها على الشاشة لتصطدم بمنشوره الجديد

" ربما تجد ترياقا لقلبك العليل خلف قضبان الحب "

فغرت فمها بذهول لتتطلع حولها بنظرات مشتتة لتتأكد من عدم مطالعه احد لها ومن ثم قرأت المنشور
مره
واثنين
وثلاثة
يحاول عقلها استيعاب المعنى المبطن به وتخاف من المعنى
لتجد نفسها قد ضغطت على محادثته لتفتحها بأصابع مرتجفة وقلب متوتر الخفقات لتكتب بسرعة خوفا من تراجعها
- ما معنى منشورك الاخير ذاك؟
وضغطت زر الارسال
وانتظرت
وانتظرت لكنه لم يكن نشطا ليرد عليها
ربما كان في عمله او نائما او ....
لماذا تفكر به الان، اوقفت سيل افكارها حينما اقتربت منها تلك الفتاة التي تدعى آثار، فلقد تركت مناوبة المساء لتصبح معها في الصباح
وقفت آثار امامها بإبتسامتها المصطنعة وهي تطالعها اعلاها لاسفلها فتدقق النظر لحجابها ومن ثم قميصها الفضفاض حتى تنورتها الطويلة قائله
- كيف حالك يا سمر
- ‏سراب
قالتها سراب مصححه اسمها ببرود وهي تنظر بوجهها للجهة الاخرى لتهتف آثار وهي تضرب كفها بجبهتها
- نسيت، كيف حالك يا سراب
- ‏بخير
لتتنحنح الاخرى لتصمت قليلا ومن ثم سألتها
- هل تعملين هنا منذ مده طويلة؟
- ‏ماذا تريدين؟
قالتها سراب بإندفاع لترد الاخرى بحاجب مرفوع
- كنت اتحدث معك فقط يا حبيبتي فكنت اعتقد انني سأكتسب صديقة
لترد سراب بسخرية
- وهل من شروط اكتساب الاصدقاء معرفة مده عملهم
لتجيبها آثار بترفع
- كنت اتعرف عليكِ
- ‏شكرا، ولكنني لا اتعرف على احد
قالتها سراب بإقتضاب لتمط الاخرى شفتيها بسخط متطلعه لها من اعلاها لاسفلها لتسير من امامها
اختلست سراب النظرات لجسدها الممشوق في زيها الضيق ومن ثم رأت انظار الرجال التي تعلقت به لتستغفر الله سرا ناظرة لهاتفها وعقلها يفكر بشيء واحد
ماذا تقصد يا هلال

____________

في ذات الوقت
كانت هناك فتاة تقف امام كلية الهندسة بزيها الرياضي شديد الضيق والذي يبرز جسدها بوضوح وحجابها المنحسر الذي يكشف معظم شعرها، تتلقى تعليقات الذكور من حولها بلامبالاه ظاهرية ولكنها تنمي انوثتها الداخلية
تنظر لباب المبنى وهي تتطلع في الصورة المتواجده على هاتفها حتى رأتها حقيقة امام ناظريها
تتطلع له بعينان متوهجتان والشمس من فوقه تزيد زرقه عيناه وشعيراته البيضاء المختلطه بالسوداء تشكل حوله هالة جاذبية لا تقاوم
وهي لم تقاومها على الاطلاق

فوضعت سماعات اذنيها و سارت بالاتجاه المقابل له وهي تنظر للناحية الاخرى ولكن عيناها تختلس النظر بإتجاهه دون ارادتها حتى وقف موازيا لها ليقول بنبرته الرجولية العميقة
- كيف حالك يا فريال؟
وقفت متصنعه الدهشة وهي تخلع سماعات اذنيها قائلة
- دكتور ضياء، كيف حالك، انا ‏بخير
خرجت عبارتها مسرعه بلهفه وهي التي كانت تدرب نفسها على التريث ليقول ناظرا حوله
- ماذا تفعلين هنا؟
- ‏هل كلية الهندسة مقتصره على افراد معينين
قالتها بشقاوتها المحببه ليبتسم تلك الابتسامة المهلكة التي تظهر غمازة وجهه ويرد قائلا
- لا بالطبع، ولكن الفتيات الجميلات لا يتجولن هكذا في محيط الشباب

احمر وجهها حرجا وهي تنظر للارض ليضيف قائلا
- وارجو ان تلتزمي قليلا بحجابك وان تدخلي شعرك المره القادمه، وهيا اذهبي للبيت، استأذنكِ الان فلدي اجتماع هام، وارسلي سلامي لسلسبيل
قالها بسرعة وهو يخطو بخطواته الواسعة من امامها
لتنظر في اثره بإنشداه ورائحة عطره مازالت تحاوطها مع الهواء، لو بإمكانها تعبئة الهواء في زجاجة لفعلتها
برقت في عقلها فكرة لتقول وهي تضع يدها على صدرها الخافق
- قال لي ادخلي شعرك، فهل يغار علىّ
وعلى اثر هذه الفكرة ادخلت شعرها وسارت في طريقها مبتسمة
فضياء سيكون ملكها في يوم من الايام..

" نهاية الفصل الثاني "

آلاء الليل 30-09-20 02:22 PM

واااااو فصل أكثر من رااااائع توضحت لنا الشخصيات شوي
فريال استفزتني لأقصى درجة اختها تحفر في الصخر لتوكلهم و هي تجري ورا رجل مرتبط و اب لصديقة أختها فعلا ان لم تستحي فافعل ما شئت 😡😡😡😡😡😡
صداقة الأربع اياس ايهم بسام و جسار فعلا جميلة و كيف بتبادلو هموم بعض🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩
همسة ياترى ماهو سر كره عمها لها و سر حب اياس كثيييير متشوقة لقصتهم😍😍😍😍😍
الرواية فعلا جميلة بالتوفيييق في باقي الفصول🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

آلاء الليل 30-09-20 02:47 PM

بلييييز ممكن توضيح فالأسماء لأنه اختلط علي ضياء والد ونس صديقة سلسبيل و مرته شو اسمها
💖💖💖💖💖💖💖💖

شيماءالسيد 30-09-20 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15120358)
واااااو فصل أكثر من رااااائع توضحت لنا الشخصيات شوي
فريال استفزتني لأقصى درجة اختها تحفر في الصخر لتوكلهم و هي تجري ورا رجل مرتبط و اب لصديقة أختها فعلا ان لم تستحي فافعل ما شئت 😡😡😡😡😡😡
صداقة الأربع اياس ايهم بسام و جسار فعلا جميلة و كيف بتبادلو هموم بعض🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩
همسة ياترى ماهو سر كره عمها لها و سر حب اياس كثيييير متشوقة لقصتهم😍😍😍😍😍
الرواية فعلا جميلة بالتوفيييق في باقي الفصول🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹



متشكرة اوي لرأيك والله تسلميلي ❤️❤️
ويارب باقي الفصول تعجبك 💙

شيماءالسيد 30-09-20 04:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15120404)
بلييييز ممكن توضيح فالأسماء لأنه اختلط علي ضياء والد ونس صديقة سلسبيل و مرته شو اسمها
💖💖💖💖💖💖💖💖



زي ما قولت هو سافر واتجوز وخلف بنت سماها ونس على اسم ونس الطفلة اللي كان متعلق بيها وهي صغيرة على اساس ان فرق السن كان ١٠ سنين ولما رجع من السفر شافها وحبوا بعض واتجوزوا يعني الاتنين اسمهم ونس، اتمنى تكوني فهمتيني❤️

رولا عماد 30-09-20 08:09 PM

الرواية جميلة وبالتوفيق باقي الفصول الشخصيات لسة غامضة كل فصل هتكون اوضح

ميد حسني 30-09-20 08:17 PM

الرواية مشوقة والسرد بالفصحى رائع

شيماءالسيد 01-10-20 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا عماد (المشاركة 15120832)
الرواية جميلة وبالتوفيق باقي الفصول الشخصيات لسة غامضة كل فصل هتكون اوضح



حبيبتي تسلميلي😍❤️
فعلا مع كل فصل هتكون الشخصيات واضحة اكتر💙

شيماءالسيد 01-10-20 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميد حسني (المشاركة 15120849)
الرواية مشوقة والسرد بالفصحى رائع


تسلميلي اتمنى كل الفصول تعجبك ❤️💙

آلاء الليل 06-10-20 03:17 PM

تسجيييييييل حضووووور في انتظار فصل جديييييد💖💖💖💖💖💖💖💖
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

شيماءالسيد 06-10-20 08:05 PM

" الفصل الثالث "


- هل جننت يا سلسبيل، بالطبع لا
قالتها ضي بوجه منفعل وهي تقف من جلستها على سريرها لتنهض خلفها سلسبيل قائله بهدوء
- اشرحي لي اسباب اعتراضك
ردت عليها بصوت منفعل
- انا لست متمكنة لهذا الحد من صنع الحلوى، لقد كانت مجرد هواية وكانت مغامرة بالنسبة لي عندما ذهبت لتلك الدورة
كانت تتحدث بعصبية بعيدة عن طبعها الهادئ لتواجهها سلسبيل في وقفتها قائلة بحماس وهي تشد على ذراعيها
- وهذه ايضا مغامرة، ألست متحمسة للوقوف امام تلك النخبة من الشيفات، ليتذوقوا صنع يداك، وان اكرمك الله وصعدت يا بركة دعاء والدتك ستتذوقين الشهد
- هل تعتقدين هذا

قالتها ضي بعدم اقتناع وهي تجلس على سريرها بتخاذل ممسكه بين يديها هاتف سلسبيل ذو الشاشة المضيئة
لتقرأ الاعلان مره اخرى بأعين لامعه
فإن اصبحت هناك ستنتشلهم من هذا الذل حقا
ستفتح بيتهم، ستبني مستقبلهم، وستصعد للقمة مثلما كانت تحلم، فإن لم تلتحق بكلية عالية كسلسبيل بسبب انعدام المال فإنها ستنجح في شيء تحبه
تحب صنع الحلوى، تجد متعتها المسروقة في محتوياتها، تشعر بأنها تتنفس من نكهاتها
حسمت قرارها امام دقات قلبها واعينها المبهورة، فإن لم تنجح فلا ضرر من المحاولة والا ستندم طوال عمرها، فبعض القرارات علينا مواجهتها والا سنظل طوال العمر نجري في دوامة الاجابة دون الحصول عليها
فإن نجحت ستحصل على ما تتمناه وان فشلت ستعرف الاجابة

- حسنا سأذهب غدا
صفقت سلسبيل بحماس وهي تضمها لها قائله بسعادة
- نعم، عاشت ضي، غدا اخر موعد للتقديم بالمناسبة
ومن ثم نظرت لها لتكمل
- عليكِ مراجعة بعض الوصفات
ووضعت اصبعها على ذقنها قائلة بتفكير
- وايضا اختيار ملابسك
- ‏ليتني امتلك نصف هذا التفاؤل
قالتها ضي بإحباط وسلسبيل تفتح خزانة الاخرى لتخرج منها بعض الثياب لترد عليها
- انتِ لا تقدرين قيمة نفسك، كعكة الشوكولاه من بين يديك كالسحر والخليط يتدفق من منتصفها كحمم البركان هكذا فتدخل لقلبي مباشرةً
كانت سلسبيل تصف الامر بيدها فتشير بإشارات مبهمة مغمضة العينين وريقها يجري في فمها حتى اشارت لقلبها ثم فتحت عينيها فجأة قائلة
- ان اكرمك الله هناك لا تنسي صديقتك من استضافة صغيرة
- ‏سأمحيكِ من ذاكرتي
قالتها ضي بضحكة لتضربها سلسبيل بغيظ على كتفها ومن ثم شاركتها الضحك
وفي نفسها تتمنى من قلبها ان يعوضها الله

________


- انتِ يا بنت تعالي الى هنا
قالها والد سراب في جلسته امام الارجيلة خاصته في صالة شقتهم الضيقة، سحبت نفسا مرتعشا وهي تشعر بالتقزز من تلك الرائحة العفنة التي تحيط بها، امسكت حقيبتها جيدا على كتفها واقتربت ببطء لينظر لها بإمتعاض قائلا
- لقد برزت عظام وجهك، ألا تأكلين؟
- ‏اكثر الله من خيرك يا ابي انا أكل بالطبع
قالتها موليه اياه وجهها ومازالت تتشبث بحقيبتها جيدا، تستمد منها دعما خفيا ليكمل قائلا
- ألم تستلمي راتبك بعد
ونفث الدخان في وجهها لتسعل قائلة
- مازلنا في منتصف الشهر ولم نأخذه بعد
- ‏سمعت من هبة انكِ ابتعت هاتفا ذكيا
وعلى ذكر اسمها حضرت برنينها قائلة وهي تجلس بجواره على الارض
- نعم لقد رأيته معك
قالتها هبة بتشفي وهي ترفع قطعة تفاح لفم زوجها بينما رنين اساورها الرخيصة يصدر صوتا قويا يطن في رأسها لتجيبه بإرتباك وقبضتها تشتد على حقيبتها
- لقد قرر المطعم اعطاء الموظفين المجتهدين.. ترقية.. نعم ترقية بهاتف جديد وكنت واحده منهم
قالت كذبتها سريعا بفم مرتجف لتكمل
- سأذهب لغرفتي يا ابي، احتاج للراحة
- ‏تغذي جيدا لربما نظر لوجهك احد، انظري لهبة
ومن ثم امسك بعدها ذراع زوجته المكتنز ليكشف عن ساعدها الابيض لتقول هبة بضحكتها الرقيعة
- عيب هكذا امام الفتاة، ولكن بالطبع هذه جينات متوارثة وان كان على الزواج لربما حصلت على عريس من زفاف اختى القريب ذات الثمانية عشر عاما
كانت تستمع لكلماتها التي تتقاذف كالاسهم في ظهرها وهي تذهب لغرفتها تبتسم بسخرية فهذه الهبة اصغر منها بسنتين وسبق لها الزواج قبل والدها ولكنها لم ترزق بأطفال لذلك طلقها زوجها لتلقي بشباكها حول والدها ليتزوجها بعد وفاة والدتها بعام

ارتمت على سريرها ليصدر ذاك الصرير المعتاد، لتستقيم جالسة وهي تخلع حجابها ببطء ناظرة للمرآه امامها
وجملة تتردد في اذنيها بطنين ساخر
" لقد برزت عظام وجهك "
تحسست وجهها بيدين مرتعشتين، نعم هي لا تأكل، لماذا تأكل، لماذا تحيا، هي وان كانت ضعيفة الايمان لانتحرت منذ زمن ولكنها تؤمن ان اليسر يأتي بعد العسر وانها ستنفرج، نزلت دمعاتها فأخذت تشهق بصوت منخفض وهي تكتم فمها بيدها
" انتِ لست جميلة كأمك يا سراب ولكن عيناكِ جميلة، لستِ بيضاء كهبة ولكن بشرتك ناعمة، ارجوكِ ثقي بنفسك قليلا"
تقولها لنفسها بوهنها المختبئ خلف قناعها الجليدي بالخارج
امسكت بهاتفها واخذت دقات قلبها تعلو حينما فتحت هاتفها و اتصلت بشبكة الانترنت لتجد رسالة مكتوبة منه

- اقصد ان الحب هو الدواء لكل داء يا هبة
كادت ان تسأله من هبة؟ تلك لتضرب جبهتها بعنف متذكرة، نعم هي هبة تلك لترى علامة الكتابة ومن ثم رسالته التي جعلت دقات قلبها تقفز عاليا
- هل احببت قبلا؟
حينما رأتها تصاعدت علامات الاستفهام برأسها لتجد علامة كتابة الرسالة مره اخرى ورسالته التي كتبها
- لا اقصد التطفل، ان لم تريدي الاجابة فلا تجيبي
- ‏لا
كتبتها سريعا ومن ثم ارسلتها كي لا تهرب مره اخرى لتقرأ رسالته المشاكسة
- لا، تحمل معنيين هنا، لا لم احب، ام لا اريد الاجابة
ابتسمت دون ارادتها وهي تضجع بظهرها على السرير خلفها ومن ثم كتبت
- لا لم احب مطلقا
- هذا افضل، الحب هذا اكبر عذاب
- ‏ولكنني اسمع ان الحب جميل
- ‏هذا ان كان بين طرفين متفاهمين، كم عمرك؟
ارتبكت وهي تنظر لرسالته، فإبتلعت ريقها وهي تكتب بأصابع مرتجفة خائفة
- لا ارغب بتبادل المعلومات الشخصية
- ‏حسنا كما تريدين، وهذه رغبتي ايضا
كتبها ببساطة ومن ثم تلاشت العلامة الخضراء من على محادثته لتعلم انه اغلق اتصاله بالانترنت

لماذا خافت هكذا حينما سألها.. خافت لانها تجد به ملاذا لثرثرتها وهي التي شابت على الوحدة، ام انها كانت تنتظر تشبثه بمعرفة امر يخصها، نعم كانت تريد تجربة هذا الشعور
ان يهتم لامرها احد، ان لا يراها كسراب كإسمها، تكره اسمها والمعنى المبطن به منذ صغرها
ووسط انغامسها بأفكارها سمعت صوت اذان المغرب لتتسع عيناها بهلع وهي تتذكر انها لم تصلي العصر لتقفز من على سريرها سريعا ذاهبة للحمام وداخلها تؤنبها نفسها اللوامه

_______


وفي اليوم التالي صباحا
وقفت ضي امام المطعم بقلب يرتجف دون ارادتها تتمتم ببعض الادعية وهي تخطو خطوتها الاولى، تتطلع للحديقة المتناسقة، ذات ارضية خضراء صناعية و زهور عباد شمس متناثرة بتنسيق في مناطق مختلفة، العديد من المقاعد والطاولات الخشبية المزخرفة بعصرية، كان هناك ممرا بالحصى يبدأ من بوابة المطعم وحتى بابه الرئيسي، عبرته لتقف امام بابه بنفس متردد ومن ثم دخلته لتشمله بنظرة سريعة
يحمل البساطة والعصرية في آن واحد، الجدران مطلية باللون الابيض وعليها بعض اللوحات المتفرقة بصور شخصيات مشهورة واخرى للطبيعة والارضية تأخذ شكل الخشب، المقاعد والطاولات لا تشبه التي بالخارج فهي هنا اكثر عصرية تتكون من المعدن والزجاج، وهناك جلسات عربية ارضية في الزوايا بطاولات قصيرة
كل شيء هنا فخم لدرجة تشعرها بضآلتها

- يا انسة
نظرت بجوارها لتجد احدى الفتيات المحجبات المطبوع على ملابسهم اسم المطعم لتتطلع لها ضي بإبتسامتها المعتادة قائلة
- نعم
- ‏هل اخدمك بشيء
سألتها الفتاة بديناميكية لترد عليها ضي بذات الابتسامة
- انا هنا من اجل المسابقة
- حسنا، يمكنك الذهاب الى تلك الجهه واخذ ورقة تعبئة البيانات
اومأت لها ضي شاكرة وهي تذهب لتلك الجهة لتبقى هناك فترة من الوقت، وحالما انتهت من كتابة بياناتها سمعت اسمها من احدهم لتلتفت سريعا وعيناها تتسع بدهشة سعيدة لتهتف قائلة
- استاذ سمير، لا اصدق
- ‏ضي الفتاة الماهرة، كيف حالك
قالها بطيبته المعهودة لترد بإمتنان
- انا بخير يا استاذي كيف حالك انت
- ‏مازلت شابا كما ترين
ضحكت بسعادة وهي تناظر تجاعيد وجهه وشعره الابيض ليكمل قائلا
- هل انتِ هنا من اجل المسابقة
- ‏نعم
اجابته بخجل ليقول مشجعا
- وانا انتظر ما ستعدينه بشغف
مرّ من جوارهم أيهم ليقول بصوت عالي
- هيا سنبدأ المسابقة على المتسابقين الوقوف في اماكنهم
ومن ثم نظر لسمير قائلا بإحترام
- استاذي، هيا بنا للمنصة
كانت تخفض رأسها خجلا لتسمع بعدها صوت سمير القريب منها
- ارفعي رأسك يا ضي وشرفي استاذك
لترفع رأسها سريعا لعيناه المشجعتان لتبتسم له بإيماء قائلة
- سأبذل كل جهدي
ومن ثم سار سمير متكئا على عصاه للمنصة وهي تراقبه بعيناها حتى سمعت صوت فتاة من خلفها قائلة بنزق
- انتِ، ألست من المتسابقين، هيا اذهبي لمكانك
نظرت خلفها لتجد فتاة يبرز من جسدها اكثر مما يخفى لترفع حاجبيها قائلة
- سأذهب
وكبتت بداخلها طاقة غيظ تود ان تنفجر ولكنها اثرت الصمت كي يمر اليوم على خير

كانت تقف خلف موقد صغير، وبجوارها فرن كهربائي يماثله في الصغر وادوات المطبخ جميعها، مع مكونات الحلوى المطلوبة وتمسك بين يديها مريول المطبخ خاصتهم مطبوع عليه اسم مطعم الشروق
كانت تنظر له بصدمة خجولة فقد كان صغيرا اكثر مما تعتقد، ارتفع صوت احدهم ليقول
- سنبدأ بعد خمس دقائق
ارتدت رقبته بوجه محمر وحاولت ان تصل اللاصق الخلفي ببعضه ولكن دون فائدة ليحمر وجهها اكثر وهي تتطلع حولها بحرج حتى وجدت احدهم يقف وراءها وكانت تلك الفتاة المحجبة التي قالت لها بهدوء
- لا تجزعي، سأثبت لكِ المريول بطريقة خاصة وسيلتصق بملابسك
- ‏شكرا
قالتها ضي بتحشرج وانتهت سريعا تلك الفتاة مما تفعله لتقول قبل مغادرتها
- بالتوفيق
وتركتها لتسحب ضي نفسا عميقا وهي تنظر امامها للمنصة وعيناها تناظر استاذها الذي اهداها ابتسامة مشجعة كعادته

كانت تعمل بدقه متناهية، تحسب المقادير بمعيار يدها وليس الميزان، تخلط الخليط بقلبها، تصب المكونات في القوالب بحرص متمكن، حينما بدأت بالاندماج مع المكونات نسيت العالم حولها بعدما كانت متوترة بسبب تصوير التلفاز لهم
حتى اتت اللحظة الحاسمة
لحظة التذوق
تضع يدها على قلبها وهي تتقدم من المنصة بأنفاس مرتجفة تمد يدها بثبات عكس ما يعتمل بداخلها حتى وقفت امام استاذها ليأخذ ملعقة من قطعة الحلوى التي تقدمها وكادت ان تتخطاه ليوقفها قائلا
- انتِ تعلمين انني لا اتذوق من المره الاولى
ابتسمت بسعادة لتعود له مره اخرى ليرد لها ابتسامتها بعيناه

انتهى الجميع من التذوق ليقف المتسابقين في اماكن متفرقة حتى تنتهي اللجنة من التقييم
اقتربت هي من تلك الفتاة المحجبة بإبتسامة بشوشة
- لا اعلم ماذا اقول لكِ صدقا، شكرا يا.....
- ‏سراب، اسمي سراب
- ‏اسمك جميل، وانا ضي
قالتها ضي وهي تمد يدها لها لتمتد يد سراب قائلة بإبتسامة قلما تظهر
- اسمك اجمل
- ‏شكرا
ردت ضي بخجل لتبقى بجوارها لبعض الوقت يتبادلان الحديث عن المسابقة والمتسابقين لتعلم ضي انه لم ينل احدا رضا اللجنة حتى الان
سمعت صافرة عالية ليتجمع الجميع في بقعة متواجدة في منتصف المطعم بعدما تم إخلائها من الطاولات والمقاعد لتكون مكانا مناسبا للمتسابقين

كانت تدق الارض بحذائها الرياضي بتوتر وهي تقف امام المنصة لينتقد كل شيف بعض الاخطاء التي وقعوا فيها، حتى اتى وقت فتح المظروف
وقفت بقلب خافق تفرك اصابعها بين يديها وتنظر لهم بترقب حتى وقف صاحب المطعم قائلا بإحترام
- لن يعلن الفائز سوى الشيف سمير بالطبع
ابتسم سمير بوقار وهو يتلقى المظروف ويفتحه ببطء متلاعبا بأعصابهم، حتى شعرت انها ستفقد وعيها فأغمضت عينيها حتى سمعت
- ضي عبد الكريم
فتحت عيناها بصدمة وهي تنظر امامها لابتسامته العميقة، تنظر للمصفقين حولها بعدم تصديق وهي تضع يدها على فمها بسعادة طاغية، تود ان تسجد لله شكرا
ففرحة النجاح لا تضاهيها اي فرحة
ظلت على حالتها غير المصدقة لدقيقة وهي تستمع لاصوات المباركة حولها حتى سمعت صوت احدهم قائلا بتهكم
- يبدو ان الشيف سمير يعرف المتسابقة معرفة شخصية
صمت تام عم المكان لتلتف لذاك الرجل حتى سمعت صوت سمير الهادئ الواثق
- لن اناقشك في اتهامي بالخداع ولكن سأترك لك الحكم
ومن ثم نظر لضي قائلا بنبره ذات مغزى
- اريد منكِ تفجير القنبلة
نظر له الجميع بدهشة بينما اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تنظر له ليكمل
- لديكِ ساعة فقط من بعد احضار مكوناتها للبدء فيها
- حاضر

وبعد ساعة
كانت تقف امام المنصة مرة اخرى، تحمل بين يديها كعكة بنفسجية اللون، ذات قوام سميك بثلاث طبقات مختلفة وفوقه تتناثر حبات التوت، صنعته في وقت قياسي فلقد تعلمت استغلال الدقيقة
وضعت القالب امام منضدة العرض لتقطعه قطعا متساوية ومن ثم وضعت في كل طبق قطعة وقلبها يخفق بخوف، نعم هي تجيد اعداد ذاك القالب الذي تعلمت صنعه على يد استاذها الجالس امامها ولكنها لم تطبقه لفترة وخشيت ان تنسى
هنا ظهر صوته قائلا لذاك الشاب
- انت من ستتذوقه اولا وتحكم بنفسك
تقدم ذاك الشاب من المنصة بحرج ومن ثم تذوق ملعقة وهي تكور اصابعها في حذائها بترقب ناظرة اليه حتى نظر لها قائلا بإبتسامة مشوبه بالضيق
- تستحقينها
هنا تنفست الصعداء وهي تنظر لسمير المبتسم ليبدأ الجميع في تذوقها ليقول أيهم بإستحسان
- افكر في اضافة هذا النوع للقائمة وتسميته بقنبلة ضي
ضحك الجميع مؤيدا للفكرة لتبتسم هي بخجل حينما مد يده قائلا
- اهلا بالشيف خاصتنا، سعيد جدا بوجودك هنا
- ‏شكرا لك
ومن ثم سحبت يدها سريعا وهي تبتسم بسعادة لاستاذها الذي بادرها بالقول
- مبارك يا ضي، اثق بأنك ستحققين الكثير
- ‏بتوجيهاتك يا استاذي
ومن ثم استأذنتهم لتترك مكانها على المنصة وتقترب من سراب التي اغلقت هاتفها عندما وقفت بجوارها فبادرتها قائلة ببشاشة
- مبارك، ولكنني اود تذوقها
- ‏من عينايّ
- سلمت عيناكِ
قالتها سراب بتأثر وهي تستشعر هذه البراءة الفطرية في حديثها ونظرة عيناها، وتتمنى ان لا يلوثهما شيء
اقترب منهم أيهم لترتبك سراب دون ارادتها وهي تنظر لعيناه، وقف امامهم ليبادر القول بصوته المميز
- يمكننا الانتقال لمكتبي بالداخل كي نتحدث في التفاصيل
- ألا يمكننا التحدث هنا
قالتها ضي بإرتباك خجول ليرد قائلا وعيناه تناظر سراب في وقفتها المتوترة
- الداخل اكثر هدوءًا
- ‏حسنا
قالتها ضي بإستسلام ومن ثم نظرت لسراب قائلة
- سأعود لكِ
- ‏هل اصبحتما صديقتان
كان هذا سؤال أيهم لتردان في ذات اللحظة
- ‏نعم.. لا
الاولى قالتها ضي والثانية قالتها سراب، نظرت سراب بجزع لضي التي اختفت ابتسامتها وأيهم الناظر بإستفهام لتبتسم بإرتباك قائلة
- اقصد، لم نصل بعد لدرجة اصدقاء ولكننا تعارفنا وسنصبح فيما بعد
ومن ثم اكملت وهي تبتعد بعض خطوات
- عن اذنكما وسأنتظرك
ووجهت كلمتها الاخيرة لضي وهي تسير بخطوات سريعة لمساعدة احدهم، ليراقبها أيهم بعيناه ومن ثم إلتفت لضي قائلا
- هيا، يمكننا الانتقال للمكتب
تقدمها لتسير خلفه بسعادة وهاتفها يرن بإسم سلسبيل

وفي احد الاركان وقفت احداهن تنظر لها بحقد قائلة من بين اسنانها لاخرى
- حظوظ
- ‏لا اظن انها ستلفت انظاره، انها بدينة
مصمصت الاخرى شفتيها قائلة بسخرية
- انتِ لا تعرفين ذوق الرجال
واكملت بعينين ضيقتين
- ولكن سنتخلص منها قريبا

______


- فخر شارعنا والشوارع المجاورة
قالها مصطفى بشقاوة حينما لمح ضي القادمة لترد بسعادة وهي تحمل بعض الاكياس بين يديها
- هل رأيتني في التلفاز
- ‏لقد كنت جالسا هكذا اقلب في القنوات حتى رأيتك ولم اصدق عينايّ فأخذت افركهما هكذا
واقرن قوله بفعله ليفرك عينيه ومن ثم اكمل
- ولكنني تأكدت على صرخة سلسبيل القادمة من المطبخ حينما رأتك
ضحكت ضي وهي تتخطاه لتدخل من باب العمارة قديمة الطراز التي يسكنوها ليمشي خلفها قائلا
- ان سلسبيل تتوعدك لانكِ لم تجيبي على هاتفك
- ‏لقد نفذ الشاحن بعدما انهيت الاجتماع
قالتها بتبرير ليفتح الباب المقابل لشقتهم وتخرج منه سلسبيل بملامح متجهمه لتترك ضي الاكياس التي كانت تحملها امام باب شقتهم لتذهب لها قائلة
- سوسو حبيبتي
- ‏لا احب هذا الاسم
- ‏سوسو
كان هذا صوت مصطفى الساخر لتضربه سلسبيل على رأسه ومن ثم كاد ان يتشاجر معها هو الاخر لتفصل بينهما ضي قائلة
- لا اصدق، هل مازلتما اطفالا
- لا شأن لكِ بي
- ‏انا اسفه لانني لم ارد ولكنني كنت مرتبكة بشدة وعندما استجمعت نفسي نفذ شاحنه، اسفه
وإلتمعت عيناها بحماس وهي تنظر للاكياس التي احضرتها
- سأصنع لكم القنبلة
- ‏حقا
كان هذا صوت مصطفى لتحدجه سلسبيل قائلة
- انها تتحدث معي ايها الغليظ
- ‏وهي اختى انا الاخر ايتها يا سوسو
- مصطفى
قالتها بغيظ وهي تود اللحاق به حينما فر هاربا على درجات السلم مخرجا لها لسانه لتضحك ضي قائلة بإستسلام
- انتِ حقا طفلة
- ‏وانتِ افضل شيف بالعالم
هتفت بها سلسبيل محتضنة اياها لتبادلها ضي الاحتضان قائلة
- وانتِ افضل صديقة بالعالم

_________


" بعد اسبوع"

- صباح الخير يا حبيبة خالك
قالها جسار حينما رأها تجلس في بهو الفيلا مرتديه ملابس المدرسة خاصتها وبجوارها حقيبتها المدرسية
- ‏صباح الخير
ردت ريما بخفوت ليجلس القرفصاء امام كرسيها قائلا بحنو
- اميرتي الحلوة لماذا انتِ حزينة، من المفترض انه سيكون يوما سعيدا فأنتِ تحبين المدرسة
كانت ستتحدث ولكنها اطبقت على شفتيها مره اخرى ليحثها على الحديث بعينيه لتقول بتردد
- انا اود ان افعل امرا ما..ولكن...
- ‏اخبريني به وسيكون سرا بيننا
قالها بصوت خفيض رغم خلو البهو لتقرب رأسها من اذنه قائلة بسرعة كي لا تتردد مره اخرى
- اود الذهاب مع ريهام لمدرستها ارجوك، اليوم فقط..فقط

نظر لها مفكرا وهو يرى الرجاء الصامت في عينيها ومن ثم اغرورقت عيناها بالدموع وهي تبتعد بكرسيها عن جلسته قائلة بحشرجة
- كنت اعلم انك سترفض
- ‏وان وافقت
- ‏حقا
قالتها بصرخة سعيدة لتكتم فمها بيدها مره اخرى وهي تنظر لعيناه بسعادة ليسألها متطلعا حوله
- اين جلنار
- ‏ذهبت للنوم
قالتها ريما بخفوت ليرد بخفوت مماثل
- حسنا، هذا سر اخر من اسرارنا
اومأت برأسها ايجابا بحماس لتتقدمه ومن ثم إلتفتت اليه مره اخرى بتردد
- ماذا هناك
سألها وهو يفتح باب الفيلا لتعبره بكرسيها ومن ثم قالت بخجل
- اود ان نأخذ ريهام في طريقنا
- ‏بالطبع سنأخذها والا كيف سنذهب لمدرستها

تركها لينزل من على درجات السلم بينما تنزل هي من على المزلاق الخاص بكرسيها لتسبقه لسيارته بينما وقف هو بعيدا بعض الشيء عن غرف تخص حارس الامن خاصتهم لينادي
- ريهام
وجد حركة من خلف بعض الشجيرات القصيرة ومن ثم خرجت له ريهام قائلة بشقاوتها المعتاده
- انا العفريت
ضحك وهو يشير لها ان تقترب ثم وضع يده على كتفها ليسير معها للسيارة قائلا
- انكِ عفريت حلو للغايه، هيا اصعدي
صعدت للكرسي الخلفي بعدما اغمضت عيناها بحماس لريما التي نظرت لها بسعادة

ليحمل هو ريما بين ذراعيه مستشعرا حماستها المفرطة ليبتسم لها واضعا اياها في الكرسي المجاور له ومن ثم وضع كرسيها في حقيبة السيارة وركب هو امام عجلة القيادة ليمشي امام والد ريهام الذي فتح لهم البوابة قائلا
- ريهام هي امانتي اليوم
- ‏ونعم الراعي
قالها والدها بإحترام ومن ثم نظر لابنته التي تخرج رأسها من المقعد الخلفي قائلا بتوبيخ
- اجلسي بتهذيب يا ريهام
- ‏حاضر
ردت بنزق ليكمل جسار طريقه بينما لوحت ريهام لوالدها بسعادة
- ارى انكما متحمستان للغايه يا انسات
- ‏جدا جدا يا استاذ جسار
قالتها ريهام لترد ريما هي الاخرى بعدما اصابتها ريهام بعدوى الحماس
- جدا جدا يا خالي
- ارجو ان يكون يوما لطيفا
ومن ثم نظر في المرآه الامامية لريهام قائلا
- ريما في امانتك اليوم ارجو ان لا يضايقها احد
- ‏ومن يجرؤ على الاقتراب منها
ردت بثقتها المعتاده ليقهقه ضاحكا
- انتِ عفريتة حقا
- العفريتة تطلب اغنية صباحية
- ‏وما هي هذه الاغنية انستي
- انتِ الحنان
لترد ريما بإبتسامة منقوصة لا تناسب سنها وهي تنظر بعيناها للطريق
- نعم سمعتها معكِ في احدى المرات
ليمسك جسار بهاتفه وهو يصل سماعات السيارة بالهاتف باحثا عنها لتنطلق الموسيقى ومن ثم كلماتها التي اخذت ريهام ترددها بإنطلاق

" انت الامان انت الحنان
من تحت قدميك لنا الجنان
عندما تضحكين تضحك الحياة
تزهر الامال في طريقنا نحس بالامان
امي امي امي
نبض قلبي نبع الحنان "

نظر جانبا لريما ليجد دمعة انحدرت من عيناها لتمسحها سريعا ليبتلع هو غصه خانقة اجتاحته
لتنقطع كلمات الاغنية حينما رن هاتفه ليفتح الاتصال ومازالت سماعات الهاتف متصلة بالسيارة
- صباح الخير
ليعاجله إياس قائلا
- لماذا تأخرت، اليوم لدينا اجتماع هام وعلينا مراجعة بعض العقود
- ‏لم اتأخر اخبرتك انني سأذهب مع ريما للمدرسة
ليرد إياس بإستسلام
- حسنا، ابعث سلامي للاميرة الصغيرة
- وانا
خرج صوت ريهام رفيعا ليضحك جسار بينما قال اياس بتعجب
- ما هذا الصوت
- ‏انا ريهام
ليهتف إياس بغباء بينما يكتم جسار ضحكته مع ريما
- هل معك إمرأه
- ‏انا ريهاااام
قالتها ريهام بعصبية ليرد جسار بعدما انفجر بالضحك
- انها ريهام صديقة ريما، اوصلهم للمدرسة
- ‏لا افهم شيئا
- ‏سأخبرك عندما اراك، هيا الى اللقاء
- ‏انتظر، سلام خاص للاميرة ريهام، الى اللقاء
- ‏صديقك ذوق جدا
قالتها ريهام بسعادة وهي تجلس بإسترخاء في مقعدها لتنظر ريما لجسار نظرة جانبية ليضحكا معا عليها ومن ثم بدأت ريهام بثرثرتها عن المدرسة والمعلمين

_______


" حين يهدى الصبح اشراق سناه
يسكب الطل رحيقاً من نداه
موقذاً بالنور أجفان الحياة
الضحى من نور من؟
الله
والندى من فيض من؟
الله "

تسمعها تميمة في سماعات اذنها وهي تسير في طريقها ذاهبة للمدرسة
تتنفس بعمق هواء الصباح البارد الذي يضرب وجنتها بخفه، تستشعر بقلبها كلمات الانشودة وهي تسمع زقزقة العصافير، وترى من حولها عجلة الحياة التي تدور وتدعو لكل من تراه بالرزق الوفير
ترى سعادة الاطفال في اول يوم للمدرسة، يسيرون خلفها وامامها محيين اياها بحب، كل واحد يستعرض ملابسه الجديدة لتجيبه بتعليق ايجابي
تتذكر جزء من طفولتها حينما كانت تنام في حضن ملابس المدرسة وكأنه عيد، تجلس في الليلة السابقة مع والدها و والدتها ليكتبون اسمها على الدفاتر خاصتها، كانت تحب اللغة العربية منذ طفولتها لذلك إلتحقت بكلية التربية لتكمل حلم سعادتها

وصلت للمدرسة وسط اطفالها كما تحب ان تناديهم لتحيي ياسمين صديقتها ومن ثم رأت رجلا ببذلة انيقة ونظارة شمسية يسير جوارهم بخيلاء حتى تخطاهم لتقول ياسمين بهيام
- بداية صباح مشرقة
ضحكت عليها تميمة لتقول ياسمين بسخط
- لماذا لا نرى مثل هذا في الشارع مثلا
- ‏يبدو انه ضابط
ليسمعا معا جرس وصوت الميكرفون العالي الذي ينذر ببدأ اذاعة الصباح لتهتف ياسمين بإمتعاض
- سنبدأ فقرة التعذيب الصباحية على صوت سمير
نظرت لها تميمة بمكر لتحدجها ياسمين بعيناها محذرة اياها
- لن احكي لكِ شيئا مره اخرى
قالتها ياسمين بغضب وتركتها واقفة لتنفجر تميمة بالضحك لتضع يدها على فمها وهي تلملم ضحكتها ومن ثم سارت خلفها بوقار وهي تحيي باقي المعلمات


دخلت الفصل بإبتسامة مشرقة كعادتها لتلقي التحية عليهم ومن ثم وقفوا بإحترام ليردوا تحيتها لتشمل هي الفصل بنظرة سريعة لتجد فتاة جالسة على كرسي متحرك في اخر الفصل لتتحرك بإتجاهها مبتسمة وهي تقف امامها قائلة
- هل انتِ جديدة هنا معنا
- ‏لا، هي ليست بمدرستنا ولكنها جاءت لتحضر معنا اليوم يا استاذة
- ‏لم اسألك يا ريهام
قالتها تميمة بصرامة لتنكس ريهام رأسها بحرج ومن ثم نظرت للفتاة الاخرى قائلة
- كيف حضرت الى هنا
- لقد استأذن خالي من المديرة، هل ستطرديني
قالتها الفتاة بخوف اوجع قلب تميمة لترد بإبتسامة وهي تنحني بإتجاهها قليلا
- بالطبع لا، اهلا بكِ بيننا، انا اسمي تميمة وانتِ؟
ردت الفتاة بهدوء بعدما استشعرت السكينة التي حاوطتها
- اسمي ريما، ريما عامر
- اهلا بكِ بيننا يا ريما، فلنرحب جميعا بريما
صفق الاطفال بمرح لتتسع ابتسامة ريما ومن ثم ذهبت تميمة لتقف خلف مكتب صغير يخص المعلمين قائلة
- سنبدأ اليوم الفصل الاول وهو.....

ولم تكن تدرك انها ايضا ستبدأ فصلا جديدا في حياتها


" نهاية الفصل الثالث "

آلاء الليل 06-10-20 10:00 PM

فصل جميييييل تسلم ايدك لكن قصييييير شوي
في انتظار المزيد😍😍😍😍😍😍😍😍
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

شيماءالسيد 07-10-20 08:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15131660)
فصل جميييييل تسلم ايدك لكن قصييييير شوي
في انتظار المزيد😍😍😍😍😍😍😍😍
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹




حبيبتي تسلميلي، ان شاء الله اعوضه المره الجايه❤️

شيماءالسيد 13-10-20 08:12 PM

" الفصل الرابع "

- صباح الخير
قالها جسار لإياس حالما دلف لمكتبه ليقف إياس من خلف مكتبه قائلا بتهكم اثناء توجهه إليه
- لماذا اتيت مبكرا
- ‏لارى الاميرة الساحرة
حدجه إياس بنظرة زاجرة حينما اقترب منه قائلا
- سأقص لسانك هذا في يوم من الايام
وتركه ليفتح باب مكتبه ليسير جسار خلفه ضاحكا حتى وصلوا لقاعة الاجتماعات في ذات الطابق
دخل إياس اولا وألقى السلام وعيناه تبحث عنها حتى وجدها بجوار باسل متخذه ذاك الوجه الخشبي خاصتها وتتحدث معه في امر ما.. حتى انها تعمدت تجاهله ولم ترد تحيته

جلس على مقدمة الطاولة بإرياحية ليناقشوا الميزانية الجديدة لذاك العام نظرا لاقتراب الاحتفالية السنوية للشركة، طرح كل منهم افكاره حتى اتى دورها لتنظر لباسل اولا ليبادلها نظرة مشجعة احرقت قلبه رغم ثقته بباسل ولكنه تجاهل احساسها بداخله، لتبدأ الحديث بصوتها الواثق، تطرح ما توصلت إليه وتناقش النقاط الايجابية والسلبية، تنظر لباسل معظم الوقت، وتختلس النظر له ومن ثم للباقي، ماذا سيحدث ان خبأها بقلبه الان فلا يرى فتنتها احد سواه، كان يهز رأسه يمينا ويسارا حتى يفيق من تعويذتها السحرية عليه، هكذا يلقبها بينه وبين نفسه وانفلت لسانه في احدى المرات ليخبر جسار بأنها ساحرته، الاميرة الساحرة

- وهكذا سيزداد المكسب للضعف
قالتها بإبتسامة صغيرة وسط ذهول الجالسين ليصفق لها باسل ويكمل الجميع التصفيق عداه هو
فقد كان مرتكزا بمرفقه على يد الكرسي مراقبا لها، حتى إلتقت عيناها معه، بالرغم من لون عيناها الذي لا يستطيع تسميته حتى الان الا انهما منغلقتان فلا يستشف منهما نظرتها

- احسنت يا همسة
قالها إياس لتوميء برأسها بهدوء واثق
حتى انتهى الاجتماع وازداد غيظه من تركز نظرات الجميع عليها، لماذا هي انيقة هكذا، ترتدي تنورة سوداء اللون على شكل زهرة مقلوبة وقميص حريري ذو اكمام طويلة باللون الزهري وحذاء عالي الكعبين بذات اللون، تسير بخفه وكأنها تسير فوق قلبه فيشعر وكأن قلبه يود شكره لانه اختارها هي

- ساحرة حقا
قالها جسار بمناكفة عندما خلت القاعة من الجميع ليناظره إياس بغضب قلما يظهر ليرفع جسار يديه في وضع التسليم قائلا
- امزح، اقسم انني امزح
زفر إياس بحنق وهو يعود برأسه للوراء حتى استند بها على ظهر المقعد ليجلس جسار امامه قائلا
- يجب عليك التحكم بتصرفاتك، الجميع حتى الان لا يعرفون انها ابنه عمك سوى باسل بالطبع
- ‏اود ان انقلها في غرفة منفصلة
هتف بها إياس من جلسته المسترخية ليرد جسار بإستغراب
- لماذا، لقد اتفقنا ان تتدرب لمده شهر على الاقل
رد عليه - ‏رأيت بنفسك انها لا تحتاج
- ‏انها عظيمة
زمجر إياس بإعتراض ليكمل جسار
- عظيمة الرأس يا...
ليرد إياس مقاطعا وهو ينهض من على مقعده بغته
- حسنا لننهي هذا الامر الان

سار خلفه جسار مبتسما من تبدل حالته بسببها، واثناء عبورهم للرواق ونزولهم للطابق المنشود وقف امام باب غرفته ليطلب ملفا من آية فلم يجدها مكانها
وسمع همسا يأتي من الحمام القريب ليقترب حتى سمع صوتها وهي تحدث احدهم

- مثلما اقول لك يا سيدي لقد اعجبتهم فكرتها وعزموا على تنفيذها
وصمتت حتى تحدثت بضحكة
- تحت امرك في اي وقت، السيد إياس ليس هنا انه بغرفة الاجتماعات، نعم لا احد يعلم حتى الان انها ابنه اخيك لا تقلق

ولم يستمع للمزيد ليخرج بوجه مكفهر لجسار الذي بادره بالقول
- ماذا هناك
- ‏لا شيء، هيا
ولم ينتظر المصعد ونزل على درجات السلم حتى وصل لقسم الحسابات فوقف جميع الجالسين بتعبيرات مندهشة فإختصاص جسار وحده هو المرور على الاقسام
دخل غرفة باسل فوجده يعمل على مكتبه وهي تجلس على الاريكة المقابلة لمكتبه وامامها منضدة قصيرة تضع عليها بعض شرائح الجبن المقلي وتأكل بيد واليد الاخرى تتفحص بها احدى الاوراق بإرياحية حتى رفعت عيناها له لترتبك نظرتها امام ابتسامته الشقية

وضعت ما بيدها سريعا ووقفت اثناء سؤال باسل المندهش
- هل هناك شيء ما؟
تجاهل سؤال ليوجه حديثه لها قائلا
- ‏تعالي معي يا همسة
فركت كفيها بتوتر وهي تستفهم بعينيها الجميلتان ليتقدم للخارج فخرجت خلفه وخلفها باسل حتى وقف إياس بجانب جسار قائلا بصوت عالي
- ارجو ان ينتبه معي الجميع

تركزت عليه انظار الجميع بفضول ووقفت هي تراقب الوضع بقلب خافق، تخشى ان يحرجها امامهم ولكنها تثق بحديث باسل عنه فهي لا تعلم عنه الكثير، ولكن ما تعلمه يكفيها فهو ابن ناجي على كل حال
وقفت تراقبه بحلق جاف حتى تحدث قائلا
- من اليوم ستنتقل همسة ابنه عمي
ووسط شهقات الموظفين وبعض الهمهمات الخافته اكمل
- نعم ابنه عمي ستنتقل لغرفتها المخصصه
واشار على احدى الغرف المتواجدة والتي كانت لمدير حسابات سابق
- لقد اثبتت كفاءتها اليوم وهذه اقل مكافأه ستحصل عليها

زفرت بهدوء وهي تستمع له ولكن حينما نظرت للموظفين كانت اعينهم تقدح شرارا جعل جسدها يقشعر من فرط الحقد المتواجد بهما
ايده باسل قائلا
- انا اؤيد هذا القرار بشدة، لقد اثبتت نفسها بوقت قياسي وعرضت عملا رائعا
نظرت له بإمتنان ليبادلها النظرات المطمئنة وامامهم قال إياس بغضب متوتر للجميع
- حسنا كل الى مكتبه
ونظر لها ليكمل
- مبارك
اومأت برأسها دون رد فغادر وخلفه جسار الصامت

- ألن تحكي لي عن زوجتك
قالتها همسة وهي تجلس امام مكتبه ليقول بحاجب مرتفع
- ألن تذهبي لغرفتك ايتها المديرة
ردت بلامبالاه رغم بعض السعادة الداخلية
- سأذهب غدا
- ستكون منافسة رائعة بيننا
نظرت له بدهشة حرجه لترد
- وهل يعقل، انت استاذي
وضع يده على صدره قائلا بتمثيل
- اه، لقد حطمت قلبي، هل انا كبير لهذا الحد، رغم ظهور تلك الشعيرات البيضاء الا انني لم اصدق بعد
- لا لم اقصد، انا.....
قاطع ارتباكها بضحكة خافتة وهو يرتكز بمرفقيه على المكتب قائلا
- كنت امزح معكِ، لقد تعلمت هذا من طول عشرتي لمرح
- ‏مرح

رددت اسمها بإستغراب ليكمل بإبتسامة
- نعم، اسمها مرح وهي هكذا، عندما اتت في يومها الاول للعمل هنا كنت قد انتقلت حديثا لهذا المكتب وكانت اول موظفة تتعين منذ ترقيتي، فكان وجهي جامدا على الدوام ظنا مني ان هذا من مميزات المدراء الناجحين، حتى اتت هي
ابتسم وهو ينظر للباب، يتذكر خطوتها الاولى عندما خطت بثقة ولكن فضحتها يداها الباردتان حينما صافحها
- كانت يداها باردتان وعيناها واثقتان، تناقضها لذيذ، مرحة على الدوام، تخلق جوا شديد الالفة في المكان الذي تخطو اليه، كنت اراقبها من خلف زجاج مكتبي وهي تعمل بكل نشاط، وعندما تناظر وجهي الجامد تفعل المستحيل كي اضحك، وكانت تنجح بهذا، حتى اتى ذاك اليوم الذي طلبت فيه اجازة

وصمت لتسأل بفضول متلهف على غير عادتها
- وماذا حدث
- قالت ان هناك من تقدم لخطبتها وبأنه هي وعائلتها سيتقابلان مع عائلته، كان قد مرّ ثلاثة اشهر على تعيينها فقلت متحججا بأنه لا يسمح لها بإجازة رغم كذبي، بعدها بيومين قالت بأنها إلتقت معه ولم يحدث نصيب، فذهبت في ذات اليوم لوالدها وتقدمت لخطبتها لافاجئ بأنه لم يتقدم لها احد وقد كانت هذه احدى مقالبها لتعرف رد فعلي، وبالاخير وقعت بالفخ و تزوجتها

ضحكت بسعادة لم تعهدها بنفسها وهي تتخيل هذه القصة، وضعت يدها على فمها لتتحكم بضحكتها وهي تقول
- ولكنها رائعة حقا، ما هذه الخطط الناجحة
- ‏العقبى لكِ حينما تضعين الخطط
قالها بإبتسامة لتنحسر ضحكتها وهي تقف قائلة بمشاكسة قلما تظهر
- سأذهب للسيدة مرح واخذ منها بعض الخطط، ولكن اين هي
- ‏في المنزل مع ثلاثة فئران
جحظت عيناها برعب ليكمل بسرعة حينما شاهد تعبيرات وجهها
- اقصد مع ابنائي الاعزاء، لقد تركت العمل عندما رزقنا بتوأم والسنة الماضية حصلنا على فأر جديد
ضحكت بتوتر وهي ترد
- فليبارك الله فيهم
- ‏آمين
وتركت مكانها امام مكتبه لتجلس على الاريكة المقابلة لتكمل باقي اعمالها ودون ارادتها تكونت امام عيناها صورة إياس وهو يقف امام الموظفين منذ قليل لتحرك رأسها بتوبيخ وهي تركز في الاوراق امامها

________

- صباح الخير يا اخي
قالها بسام بإبتسامة حينما رأى اخاه الذي ناظره بإمتعاض في وقفته خارج المطعم حينما انهى اتصالا هاما على الهاتف
- هل عدت اخيرا
- ‏نعم، وكلي طاقة وحماس
- ‏بسام
قالها أيهم بإعتراض رافعا سبابته في وجهه ليهتف بسام ببراءة
- اقسم انها سهرات بريئة
وضع أيهم يداه في جيب بنطاله قائلا بتهكم
- لو لم اكن اعلم انها هكذا لما سمحت لك بالخروج
- ‏هل تراقبني
هتف بها بسام بصدمة مصطنعة ضاربا بكفه على صدره كالنساء، لتنفلت ضحكة من خلفهم كتمتها صاحبتها سريعا
نظر أيهم لها ليجدها سراب التي تأخذ بعض الاطباق الفارغة من على احد الطاولات والتي احمر وجهها حرجا حينما إلتفتت لهما فوجدتهما ينظران لها ليخفف أيهم من حرجها قائلا
- صباح الخير
ردت بصوت متحشرج من شده الخجل
- صباح الخير
وامسكت بالصينية التي كانت تحملها ودخلت للداخل

رفع بسام حاجبيه ليسأل اخاه
- لماذا قمت بتعيين بعضهم خلال الفترة السابقة
ليجيبه أيهم بعفوية
- سراب هنا منذ مده
رد بسام بمكر متطلعا في اخاه
- لم اقصد سراب على وجه التحديد
تنحنح أيهم ليجلي حنجرته ومن ثم سار امامه قائلا
- كنا نحتاج للمزيد
سار بسام خلفه حتى وصلا للمكتب الخاص بهم واغلقه خلفه ليقول بعدم اقتناع
- قل لي الحقيقة
- ‏حسنا، انظر
كانت شاشة كبيرة نسبيا تحتل جزء خفي في الحائط وحولها اطار خشبي يسمح للجالس امامها فقط رؤيتها، كاميرات متفرقة في انحاء المطعم في كل مكان الا الحمامات وغرف تبديل الملابس على الرغم من ان امامها توجد الكاميرات
نظر له بسام بعدم فهم ليقول أيهم موضحا
- كانت فكرة جسار عندما اخبرتهم ببعض شكوكي اتجاه احدهم، وصف لي نوع من الكاميرات الخفية التي لا يرى احد مكانها، وتحدثت مع شركة خاصه بهم على الرغم من انهم كلفوني الكثير الا انهم يستحقون، وبالطبع يوجد كاميرات ظاهرة في صالة المطعم وخارجه كي لا يشك احد في امر انعدام الكاميرات، انظر

واشار الى احدى العاملات التي تأكل بنهم في ركن من المطعم
- انها تجلس هكذا منذ ساعة دون اي عمل، احضرها هنا واخبرها بما فعلت وحينما تكذب الامر اخبرها بأنني وضعت جاسوسا في وسطهم فتخاف وتعترف على الفور مما يضطرني لتسوية راتبها وطردها من العمل
- ‏مخابرات درجة اولى
قالها بسام وهو ينظر له بذهول واخذ يراقب على تلك الشاشة كل ثغرات المكان حتى وقع نظرة عليها
هناك
تضع سماعات الاذن التي يظهر اسلاكها من حجابها التي ترتديه، تعمل بجهد بيديها وتلقي التعليمات بإبتسامة لبعض المساعدين حتى سأله ومازال بصره معلقا بها
- وما اخبار الشيف الجديد
- ‏وهل هناك مثل ضي، فتاة طموحة ومجتهدة جدا، هل تصدق انها في عامها العشرون
- ‏حقا، كنت اعتقد انها اكبر من ذلك
قالها بسام ومازال بصره معلقا مع ابتسامتها ليجيبه أيهم وهو يأخذ احدى احد الملفات من على مكتبه
- يمكن ان يوحي لك هذا من جسدها الممتلئ ولكن وجهها مازال طفوليا
واعطاه الملف ليمسكه بسام بإهتمام حينما رأى صورتها، واكمل قراءة جميع بيناتها ليهتف بدهشة مصدومه
- تسع وتسعون بالمئه ومعهد موسيقى
- كان هذا رد فعلي امامها وكم شعرت بالحرج من اجلها فأجابتني بأن والدها قد توفي بعد نتيجتها اثناء سفره لاحدى الدول ولم تجد معيلا لها فلم تلتحق بأحدى الكليات الطبية كما كانت تتمنى وإلتحقت بمعهد موسيقى

اغلق بسام ملفها ووضعه على المكتب لينظر مره اخرى للشاشة دون ارادته فوجدها تقطع قالب حلوى غريب اللون ليسأل اخاه
- ما نوع هذه الحلوى
رد بإبتسامة - ‏انها القنبلة
نظر له بسام بإستغراب ليجيبه أيهم وهو يفتح حاسوبه المحمول
- سأخبرك فيما بعد لان لدي الان بعض الاشياء الهامه
- ‏هل تطرد اخاك
قالها بسام بإستنكار ليجيبه أيهم ببساطة
- افهمها كما تريد
وركز انظاره على الحاسوب امامه مره اخرى ليزفر بسام بسخط كالاطفال وهو يخرج من الغرفة

________

- كيف حالكم
قالها بسام بصوت عالي حينما دخل المطبخ ليتطلع فيه الجميع بدهشة فقد كان يرتدي مريول المطبخ وعلى رأسه قبعة الطهاة
تقدم من ضي التي كانت تضع اللمسات الاخيرة لقالب الحلوى امامها، وقف امامها فناظرته بإستفهام وهي تبحث بعيناها عن اسمه التعريفي الموضوع على صدره ليقول بعنجهية
- انا رئيس الطهاة
تحولت نظرتها للارتباك ومن ثم وضعت السكين الذي كان بيدها امامها على المنضدة لتمسح يديها في المنديل القماشي الموضوع في احد الجوانب وهي تمد يدها له قائلة
- اهلا سيدي ولكن هذه المره الاولى التي اراك بها
قالتها بتوتر واضح وهو يصافحها ببرود، حتى نظرت لباقي المساعدين الذين يكتمون ضحكاتهم ليحدجهم هو بنظرة صارمه مع قوله الحاد
- هيا الى العمل والا سأخصم من راتبكم
عاد كل منهم لعمله بذات الضحكة لتمسك هي بالسكين مره الاخرى حتى قال بلهجه صارمه
- وانتِ ما اسمك
كانت مستمرة بتقطيع الكعك حتى انها اخطأت في تقدير احدى القطع لترد بتوتر
- اسمي ضي
- ‏حسنا يا ضي، هل ستحاسبيني
نظرت له بسرعة حتى ان السكين قد افلتت وشقت اصبعها ليسيل منه بعض قطرات الدم
خفق قلبها بذعر وهي تنظر لنظراته المرتكزة على اصبعها واغمضت عيناها وهي تدعوا ان يمر الامر على خير حتى زادت ارتجافتها مع هتافه الغاضب المخالط لبعض القلق فخرج صوته اقل حده
- هل انتِ غبية، ما هذا
نزلت الدموع من عيناها بقله حيلة هل ستطرد الان، حتى شعرت بشيء ما يلف اصبعها ففتحت عيناها لتجده قد امسك بيدها متمتما بغضب
- هل انتِ صغيرة لتجرحي اصبعك هكذا
هتفت دون ارادتها بعصبية ومازالت الدموع تجري على وجهها
- انت من جعلتني ارتبك بصوتك الحاد وهيئتك الغريبة
- ‏انا غريب
هتف بدهشة وهو ينظر لعيناها من هذا القرب ليلفت نظره لونهما البني المميز والاحمرار المحيط بهما يعمق من لونهما الغريب، اكمل تحديقه في صفحة وجهها، انفها الصغير، شفتاها الرفيعتان نوعا ما، وجنتاها المكتنزتان والتي احمرتا بخجل، رفع نظرة عن وجهها وهو ينظر لاصبعها الذي يضغط عليه حتى توقفت الدماء فقال زافرا بسخط وهو يرمي قطعة القماش في سله المهملات
- خذي حذرك المره المقبله
لم ترد عليه وهي تمسح وجهها بظاهر يدها بتلك الحركة الطفولية ليزفر مره اخرى متطلعا في المحدقين بهما ليقول بصوت عالي
- سأخصم منكم جميعا ان لم تركزوا امامكم
- لماذا يضحكون
سألته ضي بعدما غسلت يدها فأجابها وهو يراها تضع لاصقا طبيا على اصبعها
- لانني بالطبع مدي....
وقطع كلمته متنحنحا وهو ينظر للحلوى امامها
- اريد ان اتذوقها لاقيمها جيدا
- حاضر
جلبت طبقا ووضعت له احدى القطع بحماس ليمسك بالطبق ويضعه امام عينيه شبه المفتوحة وكأنه يدقق به من جميع الجهات، يضعه امام انفه ويشم رائحته وقلبها يخفق بخوف مع اول ملعقة دخلت فمه وهي تدعوا الله ان يعجبه حتى توقف عن مضغها ليتوقف قلبها ومن ثم اكمل لتتنفس هي بسرعة
انه كأختبار الثانوية العامه
قالتها بسخرية
- لا بأس بها
قالها وهو يتذوقها مره اخرى لتنظر له بإحباط حتى انهاها لتقول بغيظ لم تستطع اخفاءه
- اكلتها كلها وتقول لا بأس بها
- ‏كي اجبر بخاطرك فقط
ومن ثم ابتسم ابتسامة صفراء لترد عليه بمثيلتها لينظر لها بإستخفاف قائلا
- ارى انكِ اعدت علىّ سريعا، هيا احكي قصتك
كانت تأخذ قالب اخر من احد المساعدين حينما اجابته وهي تستعد لتقطيعه
- ليس هناك قصة، لقد اشتركت في المسابقة وفزت
قالتها ببساطة ليسألها مره اخرى
- قصة حياتك
- ‏لماذا هل ستكتب سيرتي الذاتية
- ‏من يراكِ منذ قليل، لا يراكِ الان
نظرت له بغيظ وهي تعطي القالب لاحد المساعدين وقد اتجهت لاحد الطاولات التي يوضع عليها المكونات دون رد
ليوبخ نفسه وهو يقف خلفها قائلا
- هل سنتخاصم الان
- ‏انا اضع حدودا بيننا كي لا اعتاد عليك
قالتها وهي تهرس بعض البسكويت امامها
- ما ذنب البسكويت المسكين، ان اردت الانتقام ها انا امامك
ومد ذراعه امامها لتبتسم وهي تهز رأسها يمينا ويسارا ليهتف بإعتراض
- لماذا تضحكين
- ‏لماذا لم تشرف على باقي العاملين حتى الان يا رئيس الطهاة
قالتها بمكر ومازالت تهرس البسكويت ليرتبك قائلا
- احب التعرف على الافراد الجدد
- ‏وما الذي تريد معرفته
كانت تخفق الكريمة بمضرب يدوي بإحترافية وخفه ليقول
- معرفة طريقة عملك، هل تتقاعسين ام تبلين بلاءً حسنا

- ‏اخاك ينتظرك في مكتبه ياحضره المدير
كان هذا صوت احداهن المتهكم من خلفه فنظر لها بغيظ ومن ثم نظر للواقفه امامه والتي اتسعت عيناها بذهول، لقد صدقت في اول الامر انه رئيس الطهاة رغم سنه الصغير بهيئته الحاده تلك ولكن مع انعدام ملاحظاته على الكعكة وقد كان حرصه الاكبر على اكلها وليس تذوقها وضحكات الجميع المكتومة جعلتها تشك به ولكنها لم تتوقع ان يكون المدير
هتفت متنحنحا وهو يخلع المريول والقبعة ممشطا شعره للخلف
- مرحبا، اسمي بسام
قالها بصوته الطبيعي الهادئ وبإبتسامه مرحه لتومئ هي برأسها دون رد ليقول مشاكسا
- سنلتقي فيما بعد يا ضي
وغمزها وهو يرحل من امامها
نظرت لاثره وهي تهز رأسها يمينا ويسارا بعدم تصديق ومن ثم انفجرت بالضحك حتى تمالكت نفسها وهي تعود لعملها مره اخرى بإبتسامة متسعة

______

- كيف كان يومك
قالتها ونس من جلستها على الاريكة الصغيرة في غرفة نومهم وهي تهدهد جنة كي تنام
- كان يوما مرهقا
اجابها ضياء بإنهاك واضح وهو يستلقي على السرير امامها لتسأله بإشفاق
- ألن تأكل
- ‏يمكننا انتظار ونس فهي ستنهي محاضراتها بعد نصف ساعة
واغمض عينيه بعدها لتصمت هي عندما وضع يده على عينيه
نظرت له بإبتسامة ومازالت عيناها تأكل تفاصيله بنهم، لا ترتوي منه ابدا، روحها تهفو دائما حوله فتكاد توبخ نفسها على لهفتها تجاهه، ولكن ما يظبط انفعالاتها تلك اللهفة المشابهة في عيناه
تشعر بأنه يبتعد عنها في بعض الاحيان فيتقلص قلبها ومعدتها بشعور معذب لها، حريق مستعر يشتعل في انحاء جسدها
ابتلعت ريقها الجاف وهي توبخ نفسها حينما نظرت لمن بين ذراعيها
قطعة منه تمزج قلبها بقلبه، تلك كانت " قطعة مفقودة " في سلسلة حبهما ولكن انعم عليها الله بها، فبعد طول انتظار جاءت جنتها

سمعت صوت باب المنزل الذي ينغلق فوضعت صغيرتها في مهدها وارتدت عباءة صيفية بنصف اكمام وخرجت بعدما اغلقت الباب برفق
دخلت المطبخ لتجلب مكونات السلطة ومن ثم غسلتها جيدا ووضعتها على المنضدة لتبدأ بتقطيعها
كادت ان تنهيها مع خروج ونس من غرفتها ودخولها للمطبخ دون إلقاء السلام فسألتها بقلق
- ونس، هل انتِ بخير
- ‏نعم
ردت عليها ببرود وهي تفتح الثلاجة وتأخذ منها زجاجة ماء لتسألها بإصرار
- لستِ بخير، ماذا حدث
- ‏لم يحدث شيء، هل علىّ ان اقدم تقريرا كلما رأيتك عن يومي
بهتت ملامح ونس وهي تستمع لصراخها ذاك وربما للمره الاولى ليدخل ضياء على صوتها قائلا بتثاءب
- لماذا تصرخين يا ونس
- ‏ألا يحق للمرء ان يأخذ راحته في بيته
نظر لها ضياء بصرامه قائلا
- تحدثي معي انا و والدتك بإحترام يا بنت
- ‏هي ليست والدتي

قالتها بشبه بكاء وهي تضع الزجاجة من يدها لتخرج من المطبخ سريعا حتى دخلت غرفتها لتغلق الباب بقوة
نظر ضياء لونس ذات الملامح الشاحبة والتي مازالت تمسك بالسكين بين قبضتها وقبضتها الاخرى مضمومة على الطاولة، تنظر في اثر رحيلها بدموع متحجرة
اقترب منها ضياء واخذ منها السكين طابعا قبلة اعتذار على جبينها قائلا بمواساة
- ربما هي مضغوطة بعض الشيء يا حبيبتي، سأذهب لها الان
وتركها ليسير بإتجاه غرفة ابنته وقلبها ينقبض بشعور مخيف

- افتحي يا ونس
قالها ضياء بأمر وهو يطرق على باب غرفتها لتفتح له الباب بوجه باكي وهي ترتمي بين ذراعيه فدخل واغلق الباب خلفه ممسكا بأحد كتفيها حتى جلس على سريرها ليجلسها امامه وهو يسألها برفق
- ماذا حدث لكل هذا
ازداد بكاءها حده ليأخذها بين احضانه مربتا على ظهرها حتى هدأت بعد بعض الوقت ليتحول بكاءها لشهقات خافته
- ماذا حدث
سألها بصرامه لترتبك نظرتها وهي تنظر لاسفل، تبحث في عقلها عن حجه حتى وقفت من فورها وفتحت احد الادراج واخرجت صورة والدتها ناظرة إليها
- لقد اشتقت لامي فقط، و ونس تحاصرني
- ‏والدتك ونس هي التي ربتك
قالها مصححا بوجه جامد لترد بتبرير
- أليس من حق المرء الاشتياق لوالدته الحقيقية يا أبي، لقد اشتقت لمن حملتني في بطنها، وهي ايضا تحب من حملتها في بطنها اكثر مني

نظر لها بذهول غير مصدق ليسألها
- هل تغارين من اختك الرضيعة؟
- بالطبع ‏لا
هتفت بنفي سريع لتكمل وهي تبتلع ريقها
- اشتاق لامي منذ امس فتأتي لي في الحلم وتعانقني
- ‏عليكِ الاعتذار من ونس
قالها بصرامه وهو يقف من جلسته على سريرها لتنكس رأسها قائلة وهي تنظر للصورة بين يديها
- حاضر
ثم قبل رأسها وخرج من الغرفة لتجلس هي على احد المقاعد واضعة الصورة على قدميها ومحتضنه نفسها وهي تبكي بحرقة حتى استمعت لصوت بكاء جنة
وتذكرت كلمات فريال التي قالتها لها حينما رأتها اليوم

" اعذريني يا ونس ولكنها ليست والدتك، نعم هي ربتك جيدا، ولكنها لن تخاف عليكِ كوالدتك، فإن كان هناك مقارنة بينك وبين جنة من تظنين انها ستختار، بالطبع ابنتها حتى وان كانت تحبك كما تقولين "

- اشتقت لكِ يا امي
وطبعت قبلة على صورتها ومن ثم وضعتها على مكتبها امامها، فإن كانت تغار على والدها بذاك القدر فلنرى رد فعلها حينما ترى زوجها محتضنا لخصر والدتها، ضاحكا من قلبه وهو يضع يده على بطنها المنتفخة والتي كانت هي بداخلها

- حبيبتي
قالها محتضنا لها من الخلف وهي تهدهد جنة بين يديها برفق فقال بحنو طابعا قبلة على خدها
- لم تخبرني بشيء سوى ان اختباراتها ستبدأ الاسبوع المقبل
وضحك ليبدد ذاك الجو المشحون قائلا
- منذ يومهم الاول يضعون جدول الاختبارات
- هل ستأكل
سألته ومازالت على وقفتها المشحونة ليديرها له فرفعت وجهها إليه ليقول بهدوء
- ابنتكِ الصغيرة واخطأت، وهي ستعتذر منكِ
حاولت الابتسام فوقعت دمعة من عينيها فمسحها برفق قائلا ببعض الضيق
- لا تكوني حساسة هكذا يا ونس، اعترف بأنها اخطأت وستعتذر فلا داعي لكل هذا
تنفست بقوة وهي تنظر له بجمود قائلة
- لم اشتكي يا ضياء، اذهب لتصلي وانا سأجهز المائدة
زفر بخفوت ذاهبا للحمام الملحق بغرفتهم حينما وضعت هي جنة في مهدها لتتساقط من عينيها المزيد من الدموع

________

- لماذا فعلتِ هذا يا فريال
كان هذا سؤال سلسبيل الغاضب وهي تقف امام اختها التي تطلي اظافر يديها بدلال
- ماذا فعلت
قالتها بميوعة وهي تمضع العلكة لترد سلسبيل
- لقد قلبتي ونس على والدتها
- ‏لقد قلت الحقيقة، هي ليست والدتها
اجابتها فريال ببساطة لتهتف اختها بغيظ
- ‏ولكنها من ربتها وتحبها وكانت الفتاة تستشيرنا في كيفية استمالتها بعدما وضعت جنة فقد شعرت بإنشغالها عنها، لا التفريق بينهما
ردت فريال وهي تنفخ الطلاء ببرود
- ما ذنبي انها طفلة صغيرة وليس لها رأي وتستمع لكلام غيرها، قلت وجهه نظري ويمكنها التفكير بها او تجاهلها
- ‏لا يثمر الكلام معك بشيء سوى رفع ضغطي
قالتها سلسبيل وهي تتجه لباب الغرفة ففتحه واغلقته خلفها لتبتسم فريال بمكر متلاعبه بشعرها

________

- جسار
سمعها جسار اثناء نزوله من سيارته فنظر لمصدر الصوت ليجدها لينا الواقفه مع اخته جلنار ليزفر بضيق متوجها ناحيتهم لتعاجله لينا بعناق ليبعدها بلباقة قائلا بهدوء
- اهلا لينا
- ‏كيف حالك، اشتقت لك وقد عاملتني في المطعم ببرود ذاك اليوم
قالتها بلوم وهي تقوس فمها كالاطفال ليرد بضيق
- لم اقصد بالطبع
- حسنا، ما رأيك بلون شعري
قالتها ثم دارت حول نفسها ليتناثر شعرها القصير حول وجهها بلونه القرمزي الغريب فقال مجاملا
- جميل
- ‏جميل فقط، لقد كان حديث النساء الاسبوع الماضي
قالتها وهي تحركه بخيلاء ليبتسم دون رد، ثم وجه نظرة لاخته المنشغلة بهاتفها ليسألها
- اين هي ريما
ردت - في غرفتها
- ألم تتحدثي معها
سألها ببعض الحده فركزت انظارها عليه قائلة بلامبالاه
- لقد تناولت غداءها واخبرت الخادمة بأنها لا تود ان يزعجها احد لانها ستستذكر بعض دروسها
- ‏انت امها ولست احد
قالها بحده وهو ينظر لها دون فائدة ليتركهم صاعدا درجات السلم في حين قالت لينا بمكر
- لماذا يحدثك هكذا من اجل تلك القعيدة
نظرت لها جلنار بتحذير لترتبك لينا قائلة
- لم اقصد حبيبتي ولكن هكذا يقولون عنها
- ‏من اللذين يقولون
سألتها جلنار بغضب قلما يظهر لتهتف لينا بتلعثم وقد غزا وجهها بعض الاحمرار
- لم اقصد، انا..، انا علىّ المغادرة، لدي موعد هام
وقبلت وجنتها سريعا دون انتظار رد لتذهب لسيارتها التي جلست فيها ملوحه لها بيدها ولم تبادلها جلنار الوداع فإنطلقت لينا بها ذاهبة
نعم هي ليست اما مثالية
وتسخط على حال ابنتها
ولكنها ليست عديمة الامومة لهذا الحد
نعم ما وصلت له ريما هو صنع يديها لذلك ما كادت ان تصل غرفتها حتى فتحت احد الادراج لتتناول قرصا منوما وتستلقي على سريرها بوضع الجنين، نشيج خافت يظهر منها لبعض الدقائق حتى توقفت عن البكاء لتذهب في سبات عميق ومازالت اثر الدموع متواجدة على وجنتيها

________

- كيف كان يومك
سألها جسار حينما دخل لغرفتها بعدما طرق الباب فوجدها تجلس امام شرفتها
وبيدها دفتر الرسم خاصتها لترد بحماس
- رااااائع
- ‏هل ضايقك احد
سألها وهو يجلس على الاريكة القريبة بملابس عمله فنفت برأسها لتقول وهي تعتدل بإتجاهه
- لقد عاملني الجميع بلطف، واحببت تلك المدرسة واحبني الجميع وصنعنا معا "غديوة" شارك فيها الجميع بطعامه وقد شاركت انا بالمال
- ‏هل صرفت جميع النقود
سألها بصدمه لترد بخجل تحول لضيق وهي تهتف بإنفعال
- هل تعطيني النقود كي اعود بها
فقال ممازحا وهو يضع يده على رأسه
- ‏يا خراب بيتك يا جسار، لقد كان هذا مصروف الاسبوع
- ‏اسفه
قالتها وهي تنكس رأسها ومن ثم اكملت
- لا اريد المال لباقي الاسبوع فلا احد يشاركني شراء شيء في مدرستي

نظر لها بحزن وتلك الغصه تجتاح حلقه، اقترب منها حتى جلس القرفصاء امام كرسيها قائلا وهو يمسح خيط الدموع من على وجنتها
- كنت امزح معكِ يا قلب خالك، فخالك وكل ما يملك فداءً لضحكتك يا اميرتي، ما تريدينه سيكون لكِ
نظرت له بتردد كعادتها ليشجعها بنظراته لتقول
- انت لم تتفق لي مع معلم جديد أليس كذلك
توترت انفاسه دون ارادته ليرد
- لا، لم اجد المواصفات التي ابحث عنها ولكنني ابحث
ردت بسرعة - ‏انا اريد تلك المعلمة
نظر لها بإستفهام لتردف بحماس
- هناك معلمة رائعة في مدرسة ريهام، شرحها سلس فأود ان تكون هي معلمتي
نظر لها مفكرا لتستعطفه بنظراتها البريئة ليقول بإستسلام
- الاميرة تطلب وعلينا التنفيذ، ما اسمها
ردت بأعين متحمسة
- ‏تميمة

_________

-كيف حالك يا جدتي
قالتها سراب بوهن عندما فتحت الباب لتجد جدتها جالسة في مكانها امام تلك الشرفة المفتوحة المطله على الشارع الضيق والذي يعبره القليل من الماره
-‏ تأخرتِ هذا الاسبوع
قالتها جدتها بعتاب وهي تفتح لها ذراعيها لتترك سراب الاكياس التي كانت تحملها وتهرع لاحتضانها

هنا بكت
نعم هي تتماسك منذ اسبوع، تشعر ان اوزارها تزداد يوما بعد يوم، ينحني ظهرها من زيادة الثقل فوقه، معايرة والدها، نظرات الشماتة من هبة، وجع اقدامها الذي بات مصاحبا لها مؤخرا مع كثرة الوقوف وبالاخير هلال
يتحدثان منذ اسبوع بشكل يومي، تشعر انه يكمل ال" قطعة المفقودة " من انوثتها بل من حياتها، لم يكن لها اصدقاء تشاركهم احداث يومها لان والدتها كانت تخاف عليها، لم يكن لها حبيب تتبادل معه كلمات المغازلة لانها لم تتزوج بعد، هلال يغازل انوثتها برقي مثلما تقنع نفسها وقد تذكرت حديثه بالأمس

"
- انتِ جميلة يا هبة
- ‏ربما ان رأيتني لغيرت رأيك
- ‏بل انتِ جميلة جدا، قلبك جميل في قدرته على الاحتواء، وعقلك المتفتح اللماح الذكي، واجزم ان لك جسد في جمالهم
"

اصابتها الرهبة الممتزجة بالصدمة من كلمته لتغير موضوع حديثهم، ربما اصابتها الرهبة لانها المرة الاولى التي يغازل فيها احدهم ذاك الجزء المفقود منها، فهي ترى تعليقات الشباب على مواقع التواصل وتصفها بالفجور، لكن هلال راقي يعاملها برقي كالملوك، ماذا ان علم انها ليست جميلة بذاك القدر الذي يتوقعه، ان جسدها لا يمتلك تلك المنحنيات المتفجرة مثلما يعتقد، وان بشرتها ليست ملساء كما يتوقع
فتحت عينيها بذهول مصدوم من انحدار افكارها لهذا الحد فشعرت بيد جدتها التي تربت على ظهرها بحنو لتقف من احضانها ببعض الخجل من افعالها الطفولية لتعاجل جدتها القول وهي تذهب لاخذ الاكياس التي تركتها
- احضرت بعض مستلزمات البيت
- ‏تعالي الى هنا يا سراب
- سأدخلهم للمطبخ اولا
قالتها وهي تهرب من انظارها الثاقبة، جدتها تفهم دواخلها جيدا، تشعر بها، أليست ام والدتها
فتحت صنبور المياه ليصدر ذاك الصوت الثقيل، بللت يديها لتغسل وجهها المحتقن من البكاء، واخذت ترص حاجيات المطبخ في الارفف بتنظيم
اعدت كوبين من الشاي بالنعناع وخرجت لتجلس بجوار جدتها على تلك الاريكة حيث كانت جدتها تنظر للخارج حتى انتبهت لجلستها امامها لتعتدل بينما تنظر لها بتدقيق بعدما وضعت نظارتها الطبية
- لماذا تأخرتِ يا سراب
- ‏كان لدي الكثير من العمل طوال الاسبوع يا جدتي لذلك عندما غادرت اليوم مبكرا جئت، اشتقت لك
ومن ثم اقرنت قولها بإحتضان جدتها التي ربتت على رأسها بحنان والتي قالت بلوعه وهي تشاهد دموعها مره اخرى
- ماذا بكِ يا سراب؟
- ‏انا بخير
ومن ثم مسحت دموعها لتكمل بإبتسامة
- اريدك ان تحكي لي عن الحب
ابتسمت جدتها تلك الابتسامة الطيبة لتسألها
- هل تقدم لخطبتك احدهم
صمتت لتكرر جدتها بحذر
- هل تقدم لخطبتك
ارتبكت في جلستها لتتنهد بضيق وهي تنظر للشارع شبه الخالي في هذا الوقت من المساء، لقد تحججت بعد صلاة المغرب بأنهم احتاجوها في عملها لذلك سمح لها والدها بالخروج، وان اخبرته انها ذهبت لجدتها لجن جنونه، نظرت لجدتها مره اخرى ومن ثم ارتكزت بساعدها على حافة الشرفة لتقول
- انا فقط من اشعر بهذا
ضربت جدتها على صدرها لتشهق بولوله قائلة
- تودين ان يحترق قلبك مثلما احترق قلب والدتك، تريدين ان اموت بحسرتي عليكِ
- ‏لا يا جدتي، انا.. انا تائهة
قالتها سراب بوجع وهي تمسك يد جدتها ذات التجاعيد، لعل خطا من خطوطها يرشدها
- هو وحده من يرشد التائه
قالتها جدتها ومن ثم نظرت للسماء بشجن لتنظر لسراب بغته وهي تضع يدها على موضع قلبها قائلة
- على العهد يا سراب
- ‏على العهد يا جدتي

قالتها بتثاقل وغصه خانقة تجتاح حلقها وهي تربت على قلبها مثلما اعتادت
تذكرت الان والدتها
كانت تجلس مكانها هنا، بجوار جدتها وهي على كرسي مقابل لهم في جلستهم الاسبوعية، يتعاهدون بقلوبهم وهم يربتون عليها هكذا
ان تظل قلوبهم متعلقة بالله في كل امر، يرون الله حولهم في كل مكان، وكانت والدتها تحرص على غرس حب والدها بداخلها، تحدثها عن العقوق وبأنه من الكبائر، تدمع عيناها لما ترويه لها والدتها فتعانقها وهي تربت على قلبها، على العهد.. لن تغضب الله فتغضب والدتها
ولم تكن تعلم والدتها انها تستمع لنشيجها الباكي كل يوم
تذكرته
هلال.. بات هلال غصه خانقة بعدما عاشت معه لذة جديدة طوال الاسبوع الماضي، تشعر بأنها لا تستطيع منع نفسها من الحديث معه وكأنه تلك القشة التي تعلقت بها مؤخرا ولكنها تعلم انه خطأ كبير

" من لي سواك إله الخلق يهديني
وفي طريق الهدى والنور يبقيني
يا واهب العفو هب لي منك مغفرةً
إلى جنابك يا رباه تدنيني يارب "

تستمع لابتهالات المسجد القريب قبل اقامة صلاة العشاء لتردد الاذان مع جدتها التي وضعت كوب الشاي الفارغ امامها لتقول
- هيا، لنصلي العشاء
- ‏اخبرت ابي انني لن اتأخر
قالتها ببعض الحرج وهي تنهض من جلستها ممسكة بحقيبتها على كتفها لتقول جدتها وهي ترفع يديها في وضع الدعاء
- هداك الله يا منصور ونصرك على شيطانك
- ‏امين، يارب
قالتها سراب من كل قلبها وهي تودعها وحالما خرجت من منزلها فتحت هاتفها لتتصل بشبكة الانترنت
وسقط قلبها بين اقدامها حينما قرأت رسالته..

" نهاية الفصل الرابع "
منتظرة رأيكم ❤️

آلاء الليل 13-10-20 11:27 PM

فصل جمييييل كالعادة
فرياللل 🐍🐍🐍🐍مستفزتني لآخر درجة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

آلاء الليل 20-10-20 08:02 PM

تسجيييييييل حضوووووووووووور
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

شيماءالسيد 20-10-20 08:27 PM

" الفصل الخامس "


- هبة، لا اعلم ما الذي اشعر به تجاهك، ولكنني اظن انه امر عميق، اشبه بالحب
فغرت شفتيها بذهول مصدوم وهي تقرأ الرسالة مع كل خطوة تخطوها حتى خرجت للشارع الرئيسي لتغلق الهاتف وتضعه في حقيبتها
قلبها يخفق بعنفوان في صدرها، يعلو ويهبط بوتيره عالية، تتشبث بحقيبتها كعهدها الدائم عندما تشعر بإستنزاف طاقتها، يحبها، كيف يحبها وهو لم يراها، أيحبها ذاك الحب الافلاطوني الذي يعتمد على شخصيتها وحتى شخصيتها هي لم تظهر منها سوى القليل، وما نهاية هذا الحب ان كان حقا يحبها

دوامة من الاسئلة ابتلعتها حتى وصلت لباب شقتها
زفرت ببطء وهي تضع المفتاح بداخل الباب، فتحت ودخلت ليوقفها صوت والدها من الصالة الصغيرة
- سراب
- ‏نعم
إلتفتت له بملامح هادئة لتقابلها عيناه الغاضبة ونظرة الشماتة من اعين هبة
- اين كنتِ
ارتجف قلبها بقلق، بالطبع هو يعلم اين كانت والا لماذا سألها مره اخرى
اخذت نفسا مرتجفا لتزفره بتوتر قائلة
- بعثت لي جدتي في طريقي بأحدهم، كانت مريضة وتود بعض الحاجيات، اسفه يا ابي
قالتها بخنوع تجنبا لاي انفعال زائد قد يجلب لها المشاكل، ليرد والدها بهدوء على غير عادته
- حسنا، ادخلي لغرفتك
ودخلت امام نظرات هبة المندهشة التي هتفت بحنق حينما غادرت سراب
- ما هذا التساهل يا رجل، تكذب عليك وبالنهاية ادخلي، ماذا ان كذبت في امر اخر
- ‏اصمتى يا هبة
واخذ نفسا من الارجيلة لينفثه في وجهها لتصمت بقهر مكبوت

- لماذا لم تردي يا هبة
اتت رسالته حينما فرغت من صلاة العشاء، جزء بقلبها خائف وجزء مراهق يود المغامرة طالما لا يعرفها
- هل قلت شيئا سيئا لهذا الحد
قرأت رسالته القلقة ليعاجلها بثالثة
- حسنا انسي الموضوع، ان كنت سأخسرك لو كنتِ حبيبتي، فلست مستعدا. لخسارتك
حبيبتي
ح، ب،ي،ب،ت،ي
دق قلبها بعنف جائع، ما اجمله من شعور، ما اجمله، ضغطت على قلبها برقة وهي تقرأ الكلمة ربما للمره العاشرة
دمعت عيناها بإحتياج، مشاعرها تستيقظ من سبات عميق على يديه، حبيبتي
كتبت بأصابع مرتجفة
- انت لا تعلم عني شيء يا هلال
رد بسرعة - ‏حبيبتي، يكفي انكِ معي، تفهمينني، تشعرين بي، على الرغم من انها مجرد ايام ولكن لكِ سحر خاص

كان قلبها يدق بعنف، اول مرة تكتب لها هذه الكلمات، ولكن لم تكتمل سعادتها فلقد كانت محاطه بدائرة من الاكاذيب و الخوف، هلال، ماذا ستكون نهايتي معك..

______

في اليوم التالي
جاء لها استدعاء لمكتب المديرة
كان بداخلها القليل من القلق من رهبة الموقف فهذه المره الاولى التي يتم فيها استدعائها ولكنها واثقة بنفسها فهي لم تفعل شيئا
طرقت الباب بخوفت حتى سمعت اذن الدخول
تنفست بعمق وهي تدخل الغرفة بهدوء كعادتها حتى ابصرت ذاك الرجل الذي يعطيها ظهره جالسا امام مكتب المديرة التي وقفت قائلة
- الاستاذ جسار يود التحدث معكِ في امر ما، عن اذنك
قالت كلمتها الاخيرة وهي توجه حديثها له ويرد عليها بإيماءه من رأسه ومن ثم إلتفت لها واقفا
ابتلعت ريقها الجاف وهي تميزه، نعم هو ذاك الذي رأته البارحه
نظرت للباب نصف المفتوح بزفرة ارتياح ومن ثم نظرت له بتحفز قائلة
- ماذا تريد
رد عليها بإبتسامة هادئة
- ما هذا الهجوم يا انسة، انسة أليس كذلك؟
اتسعت عيناها بذهول قائلة بحده وهي ترى نظراته التي نزلت لكفيها
- وما شأنك انت يا هذا
- ‏اسمي جسار بالمناسبة يا استاذة تميمة
قالها بهدوء مغيظ لتهدئ هي من نبرتها زافرة بسخط، ماذا حدث لها، ما هذا التوتر الذي شعرت به فور ان رأت عيناه

- أيمكنني التحدث أم اتي في يوم اخر
نظرت له بصمت وهي تتقدم من كوب ماء موضوع امامه على المكتب، ارتشفت منه القليل وهي تجلس على الكرسي المقابل له ليجلس بدوره هو الاخر قائلا بخفوت
- هكذا يمكننا التحدث كالبشر
نظرت له بغيظ قائلة
- ماذا تقول
حرك يديه في الهواء قائلا ببراءة
- الجو حار هنا
عدلت من وضع حجابها قائلة
- ماذا تريد يا استاذ جسار
وضع قدما فوق الاخرى قائلا بخيلاء
- ‏يمكنك ان تقولي باشمهندس
تهكمت بفمها ساخرة بصوت خافت
- هل لديك تلك العقدة انت الاخر
نظر لها بحاجب مرفوع قائلا
- ماذا تقولين
ردت عليه ببساطة وهي تحرك كفيها
- الجو حار هنا
نظر لها بصمت لتبادله نفس الصمت لثوان حتى نظرت للساعة امامها قائلة
- لدي حصة، ان اردت قول ما لديك معك عشر دقائق
تنحنح بهدوء قائلا واضعا مرفقيه على ركبتيه ومائلا للامام قليلا
- ابنه اختي، ريما، حضرت معك هنا بالامس، كنت ابحث لها منذ مدة عن معلمة تكون مصدر ثقة، بالامس اخبرتني عنكِ بكل حماس، وعندما بحثت عنكِ وجدت بك كل المواصفات المطلوبة
كانت تنظر له بصمت حتى انهى حديثه لتقول بهدوء مماثل
- اشكرك على هذه الثقة ولكن يومي مزدحم للغاية فلا اجد حتى ساعة فارغة خلال النهار
- يمكنك الاستغناء عن احدى المجموعات فسيكون راتبك الشهري....
كادت ان تعترض حتى سمعت الرقم فحاولت تدارك ذهولها وهي تنظر للاسفل بدهشة فقد كان يعادل اضعاف تلك القروش التي تأخذها في المجموعات الصغيرة، ولكن نظرت لها بكبرياء قائلة
- ليس المال هو السبب ولكن العنوان ربما بعيد عن هنا و...
رد ببساطة
- ‏يمكنني ان احضر لكِ السائق
- ‏لا، لم اقصد
وضعت يدها على رأسها لتردف بتفكير
- يمكنك ان تعطيني رقم هاتفك وعنوانك وسأفكر بالامر واحدثك بشأنه
- ‏تفضلي
واخرج لها بطاقته ليردف قائلا
- ولكن اتمنى ان تتخذي قرارك سريعا فلقد بدأ العام الدراسي
- ‏ان شاء الله
قالتها بسرعة وهي تنظر للبطاقة بين اصابعها حتى قالت بسرعة وهي تخرج
- سأحدثك قريبا، الى اللقاء
ومن ثم خرجت ليقول بإبتسامة محدثا نفسه
- قالت الى اللقاء ولم تقل وداعا
ومن ثم نظر للسماء مردفا
- وان دفعت عمري كله مقابلا لضحكتك يا ريما فسأفعل

________

- صباح الخير يا حضرة المديرة المجتهدة
قالها باسل بإبتسامة مشرقة بعدما ادخل رأسه من الباب لترد عليه بإبتسامة اكثر اشراقا
- صباح الخير، يومك سعيد
- ‏اتمنى لكِ التوفيق والسعادة كذلك
وذهب لمكتبه
ابتسمت
سعيدة.. لا
راضية.. نعم
هي تعلم انها لن تجني شيء بالانتقام منهم، إياس ليس مذنبا كما قالت عمتها
تنهدت بعمق حينما تذكرت حديثها معها بالامس حينما دخلت من الباب

"
- متى كنتِ ستخبريني؟
قالتها عمتها بلوم لتنظر لها ببعض الذنب قائلة
- اسفة يا عمتي ولكنني لم اود ان احزنك
- ‏وهل ما تفعلينه هو الصواب
ارتبكت في وقفتها امامها لتقول بأنفاس مرتعشة
- ما الذي افعله
وقفت عمتها من جلستها على الاريكة لتقترب منها ممسكه بيدها لترد
- اعلم ما يدور بعقلك وقلبك يا همسة، ولكن الانتقام ليس هو الحل الصحيح، ابنه ليس له ذنب، والده هو من ارتكب الاثم لذلك سيعاقبه الله، وانتِ انظري لمستقبلك يا حبيبتي، فالحقد ليس من طبعك
اغرورقت عيناها بالدموع لتهتف بقهر اوجع قلب عمتها
- وما ذنب امي وابي ألأنهما احبا بعضهما، هل الحب كان جريمة، ما ذنبك انتِ وزوجك ألأنكما تحبان بعضكما، هل لانكما اخترتما حياة سعيدة بعيدة عن تجبر والدك كان هذا هو الذنب يا عمتي

احتضنتها عمتها بإحتواء مربته على ظهره لتمنع ارتجافه جسدها قائلة
- الحب هو طوق نجاتنا يا همسة، عندما تحبين ستعلمين هذا
هزت رأسها بنفي قائلة بإرتعاش
- لن احب، لن اسمح لقلبي بهذا
ردت عمتها بإستسلام
- حسنا حبيبتي اهدأي
فسحبتها عمتها للاريكة وهي تقرأ بعض الايات وتمرر يدها على وجهها حتى سكنت

"

- صباح الخير
اخرجها من ذكرياتها صوته العميق فنظرت امامها ببعض الدهشة قائلة
- صباح الخير
وزفرت بإختناق، هذه المكاتب الزجاجية تفتقر للخصوصية
دخل بهدوء متطلعا للمكتب من حولها
هل تغير ام انه تأثيرها الطاغي الذي يضفي بهجة على كل شيء
نظر لعيناها مباشرة فبادلته النظر بثقة قائلة
- هل هناك شيء ما
رد بهدوء وهو يجلس على الكرسي المقابل للمكتب
- ‏أيلزم حدوث شيء من اجل الاطمئنان على ابنه عمي؟
تهكمت بفمها ساخرة وهي ترفع احد حاجبيها
- منذ متى
رد ببساطة - ‏منذ الان
وتطلع لصورة في اطار ابيض موضوعة امامها وقد ميز عمه فيها من الصور المتواجدة لديهم، وبجوارة امرأه تحمل نفس لون اعين همسة، بالطبع هي والدتها وتحمل طفلة صغيرة، بريئة الملامح بين يديها

- كنتِ طفلة جميلة
ردت بفتور - شكرا
- واصبحت إمرأه اشد جمالا
اكتسب دقة من قلبها، طبيعة المرأه تجبر قلبها على الخفقان امام الاطراء من رجل لم تكن تتوقعه منه.. حتى وان كان عقلها معارضا لذلك
وكان هو بدوره يود غزوها، نعم هي منه وإليه، هي قطعته المفقودة التي سيكتمل بها وسيسعى لذلك
قالت بسخرية بعدما تمالكت نفسها
- لدي بعض الاعمال الهامه، لست متفرغة لهذا الحديث في وقت العمل
- ‏حقا، ولكنني رأيتك شاردة قبل ان اطرق الباب
ومن ثم وقف قائلا
- جئت لاطمئن عليكِ في اول يوم واتمنى ان يعجبك المكتب
نظرت له ببرودها المعتاد لتهتف بتهكم
- ارى ان هذه المكاتب شديدة الخصوصية فأشعر ان جميع الموظفين يتشاركون معي المكتب
قال بهدوء خطر - ‏هل ينظرون لكِ
ردت ببساطة - ‏وينظرون لنا الان
إلتفت سريعا للخارج فوجد بعضهم ينظرون لهم حقا وحينما إلتفت ارتبك كل واحد منهم وتظاهر بالعمل فكور قبضته قائلا لها
- سأعزلكِ عنهم، ارجو راحتك فقط
ردت بخفوت - ‏شكرا
اومأ برأسه صامتا وهو يغادر المكتب مبادلا ايها النظر من خلف زجاج الباب الذي اغلقه ليمشي بعد ذلك مسرعا.. تطارده دقات قلبه.

___________

- هل مازلنا متخاصمان
قالها بسام حينما دخل للمطبخ مره ثانية وهي تزين قالب حلوى امامها ليحك جبهته بيده قائلا
- اعلم ان مزاحي كان ثقيلا بعض الشيء ولكن لا تنكري قدرتي على الاقناع والتمثيل، لقد كدت ان اصبح ممثلا ولكن الحظ
ومط شفتيه بإستياء لتبتسم نصف ابتسامة دون ارادتها فعاجلها بالقول
- ها قد ابتسمتي اخيرا، لقد ظننت انني ثقيل الظل
ابتسمت ابتسامة صفراء قائلة
- انت كذلك
- ‏لاحظي انك تتحدثين مع مديرك
قالها بخشونة لتنظر له رافعه احد حاجبيها ومن ثم دققت العمل في القالب امامها ليهتف بإستسلام
- حسنا، لقد وبخني اخي بفضلك هل ارضيت بعض غرورك
ابتسمت بمكر قائلة
- لقد سمعت التوبيخ بنفسي
امسك صدره بيده قائلا بألم مصطنع
- لقد حطمتي قلبي من قسوتك
ومن ثم تحدث قائلا بمهادنه
- هكذا تصافينا، اخي وبخني امام الزبائن وانا كذبت عليكِ

نظرت له لبرهة ومن ثم قالت- حسنا
- حسنا فقط ايتها البخيلة، ألن تعطيني قطعة كيك كهدية صلح
قالها بحزن مصطنع لتمط شفتيها قائلة ببساطة
- يمكنك اخذ ما تريد وسأخصمه من راتبي
كان على وشك اخذ قطعة ولكن تراجع بيده لتستفهم بعيناها فبادلها النظر قائلا بأسى
- يمنعوني من اكل الحلوى، فأنا مريض بالسكري
نظرت له بصدمه لم تستطع اخفائها لتتدارك نفسها سريعا فقالت بشفقة
- لا عليك
ومن ثم قالت ببشاشة
- يمكنني صناعة حلوى خفيفة السكر لك، قل لي الانواع التي تفضلها

نظر لها بصمت فدمعت عيناها دون ارادتها وهي تبادله النظر فقال بهدوء على غير طبيعته مستقبلا تلك النظرة التي شتت تفكيره
- شكرا لاهتمامك، حقا اشكرك
وابتلع ريقه الجاف امام نظراتها التي اخترقته ليكمل بصوت مختنق
- اتمنى لكِ يوما سعيدا

وتركها وخرج من المطبخ امام اعينها الدامعه فمسحت يديها بالمنديل القماشي ومن ثم وضعتها على قلبها الذي يخفق بإرتجاف

________

- انرتِ المكان يا أمي وانت يا عمر
قالتها ضي وهي تجلس معهم على احد الطاولات الخارجية في المطعم لتهتف سلسبيل بحنق
- ‏وانا
ردت عليها ضي قائلة
- هذه جلسة عائلية ايتها المتطفلة
- ‏وانا من العائلة
ومن ثم احتضنت عمر الخجول الذي احمرت وجنتاه حرجا لتعاجله بقرصه لخده قائلة
- هل تخجل مني، لقد كنت احملك على يدي وانت رضيع
ردت ضي بتوبيخ
- لقد اصبح رجلا كبيرا الان
- ‏وافضل رجل
قالتها سلسبيل ببشاشة ومن ثم نظرت للمكان حولها وللداخل قائلة
- المكان هنا رائع بحق
- ‏وغالي الثمن بالطبع ايضا
قالتها والده ضي ببعض الضيق وهي تردف
- أليس من الافضل ان تدخري هذا المال، او تعطيني اياه وكنت اعدت الطعام بالبيت للحي كاملا وذبحت بطتين

- والله انني اشتاق لطعام البيت وخاصه البط
نظرت ضي خلفها بدهشة لتجد بسام الواقف بوسامته المفرطة والتي جعلت سلسبيل تتنهد دون ارادتها، وقفت ضي سريعا ببعض الحرج قائلة بوجه محمر
- انه مدير المكان يا امي، السيد بسام
صافحها بسام ببشاشة لتعرفه قائلة
- هذا اخي عمر
- اهلا كيف حالك يا بطل
قالها بسام بمرح وهو يطبق على كفه بخشونة كسلام متعارف بين الرجال
- صديقتي سلسبيل
صافحها هو الاخر بهدوء مماثل امام خجل سلسبيل والتي ما ان انهت مصافحته قالت لضي بصوت خافت في اذنها
- هل هبط القمر على الارض ام ما هذا

نظر لهم بسام فجأه لينظرا للاسفل بخجل فإبتسم محدثا والدتها
- هل تقبلين عزيمتي اليوم سيدتي
نظرت له ضي بدهشة قائلة بسرعة
- لا، لا هذه عزيمتي انا اليوم
فرد بنبره حزينة باتت تعرف انها مصطنعه
- هذا سيحدث ان لم تقبل والدتك عزيمتي مقابل انها ستعزمني على طعام منزلي فوالدتي توفيت منذ زمن
ردت والدتها بإشفاق قائلة وهي تربت على كتفه بعفوية
- يا حبيبي سأصنع لك ما تريد دون مقابل
فقال بإبتسامة واسعة
- بل ستقبلين عزيمتي بالمقابل
لترد والدتها بإستسلام
- ‏حسنا
فرد بإرتياح مبادلا ايها الابتسام
- نعم هكذا سأكل البط بقلب مرتاح

فضحك الجميع بمرح الا ضي التي كانت تناظره بتوتر، هل علم ما كانت ستفعله لذلك عرض هذا العرض، فهي طلبت ان يخصم من راتبها ثمن هذه العزيمة التي ألح عمر عليها ليرى مكان عملها الجديد، وعندما كاد ان يتركهم ذاهبا للداخل نظرت لظهره المنصرف قائلة لهم بسرعة
- سأرى تحضيرات الطعام واتي سريعا

دخلت وراءه ليوقفه نداءها بإسمه فإلتفت لها لتبادره بالقول
- شكرا لك على ما فعلته بالخارج، ولكنني لن استطيع قبول هذه العزيمة
سألها ببساطة
- لماذا
فردت بتلعثم
- لان، لان هذا، هذا....
رد بهدوء - لا تجدين مببرا للرفض، اتمنى ان تقبليها يا ضي
نظرت له بذاك الصمت وتلك النظرة التي تشتته فبادلها النظر بصمت مماثل ليقطعه وضع احداهن يدها على كتفه قائلة له بنبره مغناج
- كيف حالك ايها الوسيم
ابتلع ريقه بسرعة وهو ينظر لاتساع عين ضي ومن ثم تظاهرها بالامبالاه مع قولها السريع
- شكرا لك مره اخرى
وتركته وذهبت من امامهم ووقف هو يراقب ظهرها المنصرف ومن ثم إلتفاتها السريع وتقابل اعينهما اللظي حتى نظرت امامها مره اخرى بقلب خافق.. مختنق

وفي مكانه هو ازاح يد صديقته قائلا بإبتسامة مصطنعه
- مرحبا، لدي بعض الاعمال في الداخل، سهرة سعيدة
ودخل وتركها لمكتب صغير يطل على الحديقة وخاصه على طاولتها، يراها ولا تراه، يريد ان يخبرها بسوء التفاهم ذاك
ولكنه وبخ نفسه سريعا،منذ متى تبرر ما تفعله يا بسام، نعم لن ينكر انها اختطفت دقة من قلبه عندما شعر بإهتمامها به، وشعر ببراءتها الكاملة التي لم تتلوث
افاق من تأمله لها محدقا في المرآه القريبة، لا.. لن يقترب

_________

بعده عده ايام
دخلت من بوابة الفيلا بعدما سمح لها رجل الامن بعدما رأى بطاقتها الشخصية
وكانت احدى الخادمات تقف في استقبالها بإبتسامة بشوشة مع قولها
- تفضلي، الانسة ريما تحب الحديقة لذلك ستكون حصتها الاولى هنا
اومأت تميمة برأسها ايجابا وهي تتابع خطوتها حتى وصلت لطاولة مستديرة محاطه بمقاعد خشبية بجوار المسبح، وتجلس ريما على كرسيها المخصص هناك والتي اشارت لها بحماس
فتقدمت منها تميمة قائلة
- اهلا بتلميذتي
ومن ثم عانقتها بمودة لتبادلها ريما العناق بتشنج دون ارادتها مما استجلب الاستغراب لتميمة والتي نفضته عنها سريعا لتضع حقيبتها على الطاولة وتجلس هي على كرسي مجاور لريما
- ‏اين والدتك
قالتها تميمة وهي تخرج نظارتها الطبية ودفتر خاص وبعض الاقلام لتتوتر ريما وهي تنظر للخادمة
لترد الخادمة بسرعة
- انها متوعكة قليلا اليوم
فزفرت ريما بإرتياح مبتسمة حينما رفعت تميمة نظرها للخادمة وهي تقول بأسف
- سلامتها، شكرا لاستقبالك
- ‏العفو يا سيدتي
ابتسمت تميمة بإحراج قائلة
- اسمي تميمة
فسألتها الخادمة
- ماذا تودين ان تشربي يا تميمية
ردت على الفور
- شكرا لا شيء
اصرت الخادمة مره اخرى
- ‏لا، لا يجب ان تشربي شيئا
- سأشرب بعدما ننتهي من الدرس ان شاء اللله
فأومأت الخادمة بإستسلام وقد انسحبت من امامهم فنظرت تميمة لريما وقد ارتدت نظارتها الطبية وفتحت دفترها قائلة
- هيا بنا لنبدأ ايتها الاميرة الصغيرة

.......

- هل جاءت
سأل جسار رجل الامن قبل دخوله للفيلا بسيارته فرد الرجل مؤكدا
- ‏نعم هي هنا منذ اكثر من ساعة، والسيد عامر ايضا هنا
زفر جسار بضيق وهو يدخل بسيارته التي ركنها خلف سيارة عامر
اقترب من جلستهم على الطاولة والتي كانت توليه ظهرها فيها، سمع ضحكتها هي وريما امام احدى نكات عامر البغيضه بالطبع
والذي ما ان رأه حتى وقف عامر مهللا بيديه
- اهلا اهلا بخال ابنتي
ابتسم جسار بتكلف مصافحا اياه ببرود
ليراها وقد وقفت وهي تلملم حاجياتها امام نظرات ريما الحزينة والتي قالت
- هل انتهى وقتنا
ردت تميمة وقد شعرت بالحرج من وقفتها بينهم
- ‏نعم حبيبتي ولكن سأتفق معكِ على بعض الاشياء على الهاتف وعلى بعض المواعيد التي تناسب كلانا
كان جسار ينظر لريما نظرة ذات مغزى والتي اغمضت هي عيناها وهزت رأسها بالايجاب ليرتاح قلبه
حينها نظرت له تميمة بإستفهام فتصنع اللامبالاه لتقول
- عن اذنكما
فأوقفها صوت عامر
- يمكنني توصيلك
هتفت سريعا - ‏لا، لا شكرا
فقال جسار بغيظ وهو يقف امامها ليمنعها من السير
- سأذهب لمكان قريب من مدرستك ان كان هذا هو طريقك فأسمحي لي بأن اوصلك
فردت بإستحسان
- حسنا يمكنك ايصالي لاقرب محطة
وإلتفتت لريما ملوحه بكفها
- الى اللقاء
لتبادلها ريما التلويح

ركبت بجواره في المقعد الامامي لسيارته ليهتف بمشاكسة
- انت اول فتاة تجلس عليه
فردت بتهكم وهي تربط حزام الامان
- ‏حقا، وسام سأحمله على صدري
فنظر لها بصمت وهو يشغل السيارة مغادرا البوابة الخارجية للفيلا
لقد كانت سخيفة، هكذا حدثت نفسها فقالت بتنحنح
- اعتذر لم اقصد ازعاجك
رد بهدوء
- لا عليكِ
واكمل طريقه بصمت وسط غروب الشمس الساحر من هذه البقعة الجميلة
في بعض الاحيان تكون شديدة الفظاظة ولكن هذه هي الطريقة الصحيحة، فلن تصبح سهلة المنال كغيرها، وهذه ايضا هي اوامر ربها، ورغم تضررها من جلوسها معه في سيارة واحده ولكن هذا الحذاء الجديد يضغط على قدمها بطريقة غير معقولة
نظرت لقدمها في هذا الظلام فحركت قدمها بهدوء لتخلع حذائها وما كادت ان تنهي خلع الاثنين حتى اضاء سقف السيارة ليقول
- هكذا ستشاهدين ما تفعلينه بوضوح
احمرت وجنتاها حرجا وهي ترتدي حذائها مره اخرى سريعا
ليغلق الضوء عندما استشعر حرجها ويكملا الطريق في صمت

- شكرا لك
قالتها وهي تنزل من السيارة ليبتسم بهدوء لها قائلا
- الى اللقاء
- ‏الى اللقاء
وسارت بعد ذلك في طريقها، بعد عده دقائق وصلت لشارع منزلهم فوجدت حالة من الهرج والمرج لينقبض قلبها هلعا، فأوقفت احدى الجارات التي رمقتها بأسى لتسألها تميمة بحلق جاف
- ماذا حدث
ترددت المرأه في القول لتهتف بحزن وهي تربت على يدها
- لقد نشب حريق في منزلكم
عاجلتها تميمة بالقول - ‏وعائلتي
فردت المرأه بسرعة
- انهم بخير ولكن فريال هي من اصيبت
لتنهمر دموع تميمة صارخه بوجع
- فرياااال

" نهاية الفصل الخامس "
منتظرة رأيكم طبعا 💙

آلاء الليل 20-10-20 09:16 PM

فصل جمييييل 🤩🤩🤩🤩أحببت تطور الاحداث في الرواية في انتظار المزيد🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Gigi.E Omar 21-10-20 12:30 AM

رواية ممتعة ... بدايتها روعة ♥
موفقة يا قمري في الباقي 💞

همسة متشوقة اعرف بقية قصتها ... متشوقة اعرف عمها عملها ايه و ليه الكره دا كله ....
واضح ان عمها مش هيسييها في حالها ولا اياس ابنه ... بس كل واحد طبعا تفكيره مختلف عن التاني 😏
همسة هتتقبل اياس في حياتها ولا هيحصل مشاكل و تفكر في الانتقام فعلا ؟!!

سراب و الي شايفة انها اخدت من اسمها نصييها ... مهملة من الكل..ابوها و هبة و غير تفكير جدتها ان مفيش حب 💔
مين هلال و عايز منها ايه ؟!!
مبعترفش باي علاقة على السوشيال ميديا و بيقى وراها مصايب دايما الصراحة 🙃 بس نشوف هلال دا هيطلع مين ؟!/

ضي عسولة .. قلبها طيب ❤️ غير انها شيف ماهرة ...
بسام بقى مشاكس من الدرجة الاولى بس واضح ان ورا مشاكساته حياة محدش يعرف عنها حاجة و ممكن يكون فيها الم ؟!
يا ترى هيكون بينه و بين ضي ارتباط ولا هو هييعد او هي هتبعد او الاشرار هيتدخلوا 😈

ايهم لسه غموض حواليه😀

حابة علاقة جسار بريما ♥ بيعوضها عن اهمال امها و تقريبا تميمة هي كمان هتعوضها 😁
جلنار وار الام المهملة لبنتها قصة مؤلمة تقريبا .. ازاي هي السبب في حادثة بنتها و يا ترى هتفضل كدا ولا هتصلح غلطتها و تبدا تشوف بنتها ؟!!

تميمة و مسؤولية اخواتها اللي شايلاها ♥ فيه اللي حاسس بيها و مقدر اللي بتعمله زي سلسبيل ❤
و فيه حمااار معندهوش مشاعر مبيحسش زي فريال الغبية 😬
بالمناسبة هي بتحاول تغوي ضياء ابو ونس ولا بتعمل ايه ؟!!
و ايه الي جرالها في القفلة ؟ لو فريال اتصابت مش هتقبل اصابتهاو هتفضل تندب حظها 😑

ونس وونس وضياء قصتهم عادية ولا هتعقديها يا بنتي 😂 ما تسبيهم متهنين بجنة الصغنونة وخلاص 😂

شيماءالسيد 21-10-20 05:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15157060)
فصل جمييييل 🤩🤩🤩🤩أحببت تطور الاحداث في الرواية في انتظار المزيد🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹




حبيبتي تسلميلي اتمنى الباقي يعجبك ❤️❤️

شيماءالسيد 21-10-20 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar (المشاركة 15157516)
رواية ممتعة ... بدايتها روعة ♥
موفقة يا قمري في الباقي 💞

همسة متشوقة اعرف بقية قصتها ... متشوقة اعرف عمها عملها ايه و ليه الكره دا كله ....
واضح ان عمها مش هيسييها في حالها ولا اياس ابنه ... بس كل واحد طبعا تفكيره مختلف عن التاني 😏
همسة هتتقبل اياس في حياتها ولا هيحصل مشاكل و تفكر في الانتقام فعلا ؟!!

سراب و الي شايفة انها اخدت من اسمها نصييها ... مهملة من الكل..ابوها و هبة و غير تفكير جدتها ان مفيش حب 💔
مين هلال و عايز منها ايه ؟!!
مبعترفش باي علاقة على السوشيال ميديا و بيقى وراها مصايب دايما الصراحة 🙃 بس نشوف هلال دا هيطلع مين ؟!/

ضي عسولة .. قلبها طيب ❤️ غير انها شيف ماهرة ...
بسام بقى مشاكس من الدرجة الاولى بس واضح ان ورا مشاكساته حياة محدش يعرف عنها حاجة و ممكن يكون فيها الم ؟!
يا ترى هيكون بينه و بين ضي ارتباط ولا هو هييعد او هي هتبعد او الاشرار هيتدخلوا 😈

ايهم لسه غموض حواليه😀

حابة علاقة جسار بريما ♥ بيعوضها عن اهمال امها و تقريبا تميمة هي كمان هتعوضها 😁
جلنار وار الام المهملة لبنتها قصة مؤلمة تقريبا .. ازاي هي السبب في حادثة بنتها و يا ترى هتفضل كدا ولا هتصلح غلطتها و تبدا تشوف بنتها ؟!!

تميمة و مسؤولية اخواتها اللي شايلاها ♥ فيه اللي حاسس بيها و مقدر اللي بتعمله زي سلسبيل ❤
و فيه حمااار معندهوش مشاعر مبيحسش زي فريال الغبية 😬
بالمناسبة هي بتحاول تغوي ضياء ابو ونس ولا بتعمل ايه ؟!!
و ايه الي جرالها في القفلة ؟ لو فريال اتصابت مش هتقبل اصابتهاو هتفضل تندب حظها 😑

ونس وونس وضياء قصتهم عادية ولا هتعقديها يا بنتي 😂 ما تسبيهم متهنين بجنة الصغنونة وخلاص 😂



حقيقي احلى ريفيو يتكتب ❤️❤️
كل التفاصيل اللي قولتيها جميلة والرواية ممكن اقول حاليا انها هتبدأ يعني😌💙
اتمنى ان الباقي يعجبك 💞💞

اللؤلؤة الوردية 21-10-20 07:39 PM

الفصول جميلة والأحداث كثيرة ولكني مازلت ضائعة بين الشخصيات لكثرتهم، منتظرة تطور الأحداث ووضوح الشخصيات أكثر. سلمت يداك منتظرة القادم بشوق

شيماءالسيد 21-10-20 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية (المشاركة 15158618)
الفصول جميلة والأحداث كثيرة ولكني مازلت ضائعة بين الشخصيات لكثرتهم، منتظرة تطور الأحداث ووضوح الشخصيات أكثر. سلمت يداك منتظرة القادم بشوق


تسلميلي حبيبتي ❤️❤️ ان شاء الله هتوضح في باقي الفصول بس لازم تعرفي تفرقي بين الشخصيات 💙💙

شيماءالسيد 27-10-20 08:01 PM

" الفصل السادس "


كانت تجلس مع عمتها امام برنامجها المسائي المفضل، ترتكز بمرفقها على الاريكة المقابله لها بينما عمتها منهمكه في حل لغز يقال امامها
تتذكر رحيله صباحا بالكثير من الاستفهام، لماذا فعل هذا.. لماذا يساعدها.. لماذا يحرص على راحتها
فبعد ان رحل جاء احد العاملين واخذ قياس غرفتها لتركيب ستائر إلكترونية تستطيع اغلاقها او فتحها بنفسها
هل هذا انتقام يخطط له ام ماذا
زفرت بغيظ مغمضه العينين وهي تفكر في خطته التي تجهلها
لتخلع عمتها نظارتها الطبية بينما تنظر لها بإستفام قائله
- ماذا بكِ يا هموس
ردت بعدما فتحت عيناها بإبتسامة صغيرة
- انا بخير يا عمتي
- ‏تعالي هنا
قالتها عمتها وهي تربت بكفها على الاريكة بجوارها، لتقف من مكانها جالسه على الارض امامها وليس على الاريكة بجوارها قائلة بحنين بينما ترجع رأسها للوراء
- ضفري لي شعري يا عمتي
مسحت عمتها بكفها على شعرها البني الناعم بينما اغمضت همسة عيناها وهي تستمع لما تقوله لها عمتها دائما في مثل هذه الجلسة رغم انها تعلم هذا وشاهدته بعينيها حيث كانت تعيش هناك ولكنه تحب الاستماع

- شعرك ناعم وجميل كوالدتك.. لقد ورثت عنها وعن اهل قريتها الجمال، بشرتهم البيضاء وانفهم الصغير و فمهم المكتنز وطولهم الفارع ولكن ما يميزهم هو لون اعينهم الساحر، قال لي الدك ان عيناكِ عندما ولدت كانت خضراء، ولكن الان يختلط بالرمادي كلون عين امك، فكلما كبرت ازداد الشبه بينكما
- وابي؟
كان هذا سؤال همسة الهامس لتجيب عمتها بغصه مختنقه بينما تصل لنهاية شعرها
- ربما ورثت عنه بياض بشرته كأمك ولون شعرك البني فأمك شعرها كان اسود اللون
نعم هي تعلم كل هذا ولكن تود الاستماع عنهم
انهت عمتها تضفير شعرها في جديلة طويلة تصل لاسفل ظهرها وربطته بدبوس على شكل فراشة
لمست همسة جديلتها وقد قامت من جلستها امامها لتجلس على الاريكة بجوارها وتضع رأسها في حجر عمتها قائلة بهمس باكي
- احكي لي عنهم يا عمتي

ربما بعد ما حدث اليوم تود التذكر، لا تريد النسيان ابدا
بالطبع تتذكر والدها الحنون و والدتها الجميلة فقد ماتوا منذ ست سنوات فقط بعد موت ابنه عمتها بشهر في حادث أليم وجاءت هي منذ ذاك الوقت للعيش هنا وقد إلتحقت بكلية التجارة
نظرت لعمتها التي تشبه والدها لحد كبير، تجعد ما بين عينيها رغم سنها الصغير بفعل الحزن لا الزمن
نزلت دمعة من عين عمتها سقطت فوق خد همسة التي انحدرت دمعة من عينيها هي الاخرى معبره عن حزنها
بينما قالت عمتها بغصه خانقه وهي تنظر امامها بشرود بينما تمسح بكفها على رأس همسة

- كانت امك تعمل لدينا، طباخة ماهرة اتت من احدى القرى الصغيرة حيث كان ابي مولعا بالطعام القروي، جميلة الشكل فيحب الجميع النظر لها، جاء والدك من عمل له بالخارج ورأها، اتذكر هذا المشهد تحديدا عندما دخل هو من الباب بينما والدتك تخرج من ممر المطبخ ومعها طبق ما، وانا اقف على السلالم العالية فلم يراني منهما احد

"
تقدم منها وليد ببطئ بينما وقفت هي مكانها متسعه العينين بلونهما المميز.. وقف حينما وليد امامها قائلا
- ما اسمك
سألها لتجيبه بصوت خافت ومازال بصرها معلقا بعينيه
- ضحى
اقترب منها اكثر لتبتعد هي خطوتين للخلف قائلة بصوت هارب منها
- هل تريد شيئا يا سيدي
- ‏انا وليد
قالها وكأنه لم يستمع لها ليسألها مره اخرى
- ماذا تفعلين هنا؟
اجابت بتلعثم خجول وهي تنكس رأسها للاسفل وتنظر لما بين يديها
- ‏انا.. انا اعمل هنا، اطبخ.. هل تريد التذوق؟
ومدت يدها لها فتذوق ما اعدته بالملعقة المتواجدة بداخل الطبق دون تردد
ليقول بإستحسان
- رائع، سلمت يداكِ يا ضحى، جميل مثلك
احمرت وجنتاها خجلا امام اطرائه ولم ترد لتستمع لصوت رئيسة الخدم بالداخل فرفعت نظرها بإرتباك له قائلة
- سأذهب الان يا استاذ وليد
- ‏اعطني هذا الطبق الجميل اذا
قالها بمكر ليزداد احمرار وجنتها وهي تترك له الطبق على اقرب طاولة ولم تعطيه له مباشرة لتتابعها ضحكاته الرجولية وهي تدخل المطبخ بينما امسك هو الطبق وتذوق ملعقة اخرى قائلا بإستحسان
- جميل مثلك يا ضحى
"

- بعد وقت ليس بالطويل، جاء والدك لابي، وطلب منه الزواج من ضحى، قامت القيامة وقتها، مرض ابي وذهب للمشفى وطرد والدتك شر طرده بعدها، تحول البيت لجحيم بمعنى الكلمة ووقف ناجي مع ابي ضد والدك، حرمه من الميراث وطرده هو الاخر، كان مع ناجي اياس وقتها فكان في الخامسة من عمره تقريبا، فكنت اجلس معه هو و والدته طوال اليوم بعيدا عن تلك الحرب رغم نزيف قلبي المتألم على اخي، حاولت مساعدته بشتى الطرق بعدها ولكنه رفض وسافر مع والدتك لقريتها ووقف امام اخوالك هناك واثبت لهم انه يريدها وتزوجها ولم اره سوى يوم زفافي حاملا اياكِ بين يديه

شهقت عمتها بقوة بينما تنحدر دموعها من عينيها.. فقامت همسة من على حجرها قائلة وهي تمسح دموعها
- لا تكملي ارجوك يا عمتي
بينما اكملت فريدة وكأنها لم تسمعها
- يوم زفافي الذي كان كالعزاء دون احد لي غير والدك، كل هذا لانني اخترت من احبه، كنت مدللته فلا يرفض لي طلب.. جاء الخطاب من كل الجهات الى بابي ولكنني كنت ارفض وكان ابي لا يضغط علىّ فكان يصفني دائما برجاحة العقل، حتى قابلته
كانت تنظر لها همسة ولتلك الابتسامة العاشقة التي ظهرت على فمها
- في حفل زفاف احدى صديقاتي قابلت طاهر، كان هو منظم الحفل، شاب في بداية حياته يعمل في التصميم، عرفتني عليه صديقتي وتوالت صدفنا التي جمعتنا والتقينا عده مرات دون سبب واضح، انجذبت له وانجذب لي، اتى لابي في احد الايام وطلب يدي
مسحت وجهها المبلل اثر الدموع وابتلعت تلك المراره في حلقها بصعوبة وهي تكمل بينما همسة تنظر لها بأنف محمر
- اتذكر انه ضحك بسخرية وطرده، حبسني في غرفتي لايام بعدما علم انني احبه، اضربت عن الطعام واستسلم ابي في النهاية بعدما كدت ان اموت، طردني انا الاخرى وحرمني من الميراث، وزوجته نفسي رغم كرهي لهذا ولعدم رضا والدي، عشت مع طاهر اجمل ايامي، كان يملأ الدنيا علىّ، يهديني من عينيه اجمل الوعود لمستقبلنا معا وصدقته وصدق هو في وعده حتى رحل

اخذت دموعها تنزل على خديها مره اخرى لتحتضنها همسة بمؤازره وهي تربت على كتفيها
وبعد قليل بعدما هدأ بكائها قالت همسة بسؤال مختنق
- هل سامحتِ والدك
اجابت فريدة بإبتسامة صغيرة وهي تعتدل من احضانها
- انه جدك بالنهاية يا همسة، ونعم سامحته هو كان يريدني ان اتزوج واعيش في بيت كالملكة ولكنه جهل حقيقة انه ليس بالمكان ولكن بالشخص المناسب
اومأت همسة بصمت لتتطلع لعيناها بتردد قائلة
- وناجي ؟
تنهدت فريدة بأسى قائلة
- لا اعلم، لا اشعر تجاهه بشيء، ولكن قلبي يحمل بعض الضغينة تجاهه فلو رأنا والدي نقف مع بعضنا لربما تغير الكثير، ولكن الحمد لله على كل حال.. وسيلحقه الله بما يستحق
تمتمت همسة بخفوت
- اتمنى ان ينال ما يستحق
وقفت عمتها من جلستها متثاءبه لترتدي خفها المنزلي قائلة
- هيا اذهبي للنوم، تصبحين على خير
ردت همسة وهي تراها ذاهبة بإتجاه غرفتها
- وانت من اهل الخير
فجلست همسة وهي تضم ركبتيها لصدرها واضعة ذقنها عليهم.. شاردة في الفراغ وقلبها يزداد حقدا على ناجي، اما ابنه فلابد انه اخذ منه الكثير.. لترتسم امام عيناها صورته المبتسمة لتهز رأسها بقوة وهي تستغفر الله واقفة لتخطو بإتجاه غرفتها وهي تعلم انه سيجافيها النوم لبعض ساعات اخرى كحالها في هذه الفترة

_______

كانت تقف تحت رزاز الماء البارد على غير عادتها، لعل افكارها التي تنهشها تهدأ واشتعال قلبها يخمد، تتذكر ذاك الصوت الانثوي الذي اجاب على هاتفه ليله امس حينما كان في اجتماع، او المفترض انه في اجتماع، تحترق احشائها فتود تقيؤ تلك النيران التي تشعلها عندما تتذكر، صوت موسيقى ناعم كان يتسرب لاذنيها عندما اجاب ذاك الصوت الانثوى واخبرها بمكر انثى كانت تجهله انه مشغول واغلقت الخط، جلست في انتظاره طوال الليل حتى حضر متأخرا على غير عادته فتصنعت النوم وحمدت الله ان جنة هي الاخرى كانت نائمة.. تشعر بخطواته في الغرفة بقلب خافق، لاول مره كانت تود الهرب لا المواجهه، كان هو اقرب لها من نفسها.. يفهم نظرة عيناها.. يشعر بوجعها، ولكن بعد عدم انصافه لها مع ابنته وتصرفاته التي باتت بعيدة عن ضياء الذي تحبه، كان الثقل في قلبها يزداد، الوجع لا يندمل ابدا، امسكت بصدرها تحت الماء البارد وهي تضربه بقوة، سيعود لك، ربما هي فترة وسيعود، ربما تلك المرأه كانت....
كيف ستبررين، من تلك المرأه؟
وعقلها يدعوها لسؤاله وقلبها يخاف السؤال
وحسمت امرها واختارت قلبها فهي لن تغامر

كان يقرأ جريدة ذاك اليوم مساءًا على مقعدة المعتاد امام الشرفة المفتوحة في غرفتهم، حينما خرجت هي من الحمام الملحق بغرفتهم متدثرة برداء الحمام الزهري وشعرها ملتف بمنشفة صغيرة، جلست امام طاولة الزينة لتفك عن رأسها تلك المنشفة وتنفض شعرها للخلف عده مرات بينما سمعته يقول بلوم وهو يغلق الشرفة
- لماذا خرجتِ هكذا لربما كان احدهم واقفا في شرفتهم
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تمشط شعرها متوسط الطول قائلة

- هل مازلت تغار علىّ
وجدت نظراته تعاتبها في انعكاس وجهه في المرآه بينما ترك الجريدة جانبا ليتقدم واقفا خلفها وساحبا اياها من كتفيها حتى وقفت امامه ليحيط خصرها بذراعيه ومرتكزا بذقنه على كتفها وعيناه تنظر لعيناها عبر المرآه

- حتى اخر انفاسي، سأغار على صغيرتي الجميلة
شبكت اصابع يدها بيديه المحيطه بخصرها وقد ترقرت الدموع في عينيها قائلة بصوت هامس
- حتى اخر انفاسي، ستظل رجلي الوحيد الذي احببته، هل مازلت تحبني؟
شد على اصابعها واستنشق هو عبير شعرها الرطب قائلا
- سأحبك لاخر انفاسي يا عود القرنفل
وطبع قبلة متمهله على وجنتها لترتعش بتأثر قائلة
- حقا يا ضياء
عقد حاجبيه بضيق ليديرها له فيواجه وجهها قائلا بقلق
- ماذا بكِ يا ونس
قالها ونس دون ياء المليكة اذا هو يسألها بجدية
لتضع يديها على صدره قائلة بحلق جاف وهي ترتكز بأنظارها على كفيها
- لا شيء، اشتاق لك فقط
نظر لعيناها التي تهرب بهما منه دون تصديق فوضع يده على كفها جهه اليسار ليقول مطمئنا لها من شيء يجهله
- أخفقات قلبي لا تخبرك بما اشعر به

اندست هي بين احضانه مطوقه عنقه بقوة
خائفة.. نعم خائفة ولا تعلم سبب انقباض قلبها ذاك
حبيبها الذي بين يديها وكانت تشعر بمشاعره عن بعد، الان باتت ملتصقه به ولكن يفصلهما حائط لامرئي تود هدمه
عندما باتت ونس صغيرتها التي ربتها على يديها تنسل من بينهما وتعاملها كالغرباء بات كل شيء ضاغط على اعصابها بقوة
ان تركها ضياء ستموت
وهنا شعر بدموعها التي انزلقت واحده منها على عنقه ففك تشابك ذراعيها من حول عنقه قائلا بعصبيه دون ارادته وهو ينظر لوجهها الباكي
- اريد ان اعرف الان، لماذا البكاء؟ هل ضايقك احد؟ اخبريني
- ‏لا شيء
قالتها بإختناق وغصه خانقه تجتاح حلقها
فترك ذراعيها بضيق في الوقت الذي استمع فيه لطرقات الباب المتتالية لتمسح هي وجهها بسرعة بينما قال لابنته
- ادخلي يا ونس
دخلت قائلة بعجله وعيناها عليه
- علينا ان نذهب للمشفى الان يا ابي
سألها بقلق عاقدا حاجبيه وهو يقترب منها
- هل حدث لاحدهم شيئا
- فريال، منزلهم احترق وهي ايضا اصابها شيء، لا اعلم التفاصيل ولكن سلسبيل منهاره ويجب ان اكون بجوارها
قالتها بعجل ليقول متوجها لحمام الغرفة
- حسنا ارتدي ثيابك وسنذهب لهم
ودخل الحمام لتقول ونس لها بمؤازه
- ستكون بخير ان شاء الله، هل تريدين ان اذهب معكِ
نظرت لها الاخرى بصمت وعيناها على رداء الحمام خاصتها حتى احمرت ونس خجلا وضيقا لترد ببرود
- يكفيني ابي
وذهبت من امامها
لتجلس ونس على المقعد خلفها ممسكه بصدرها وذاك الانقباض يزداد بقلبها

_________

وصلت ونس مع والدها لممر المشفى فوجدت والده تميمة جالسه هناك امام الغرفة تبكي بصوت عالي بينما بجوارها تميمة التي تربت على كتفها بدموع صامته، وسلسبيل التي تدفن وجهها بين كفيها بنشيج خافت واخاها مصطفى الذي يبكي بحرقة منكس الرأس وتحتضنه والده ضي وضي التي تحتضن كتف سلسبيل
نظرت لوالدها بصمت فحثها على الذهاب لهم

تطلعت في صديقتها بعجز بينما افسحت لها ضي مكانها فجلس بجوارها وهي تضمها لها بقوة قائلة لها بعض كلمات المؤازرة في مثل هذه المواقف

وقف ضياء مراقبا للجميع وخاصه للرجلين الواقفان هناك مضيقا عيناه وكأنه يعتصر رأسه لتذكر احدهما
حتى حسم امره واقترب منهم قائلا
- السلام عليكم
ردوا تحيته وقد انضم لهم عمر في وقفتهم فنظر لهم قائلا
- هل انتم اقاربها
رد عمر بسرعة دون تفكير
- لا، هذا استاذ أيهم مدير اختي ضي في العمل حيث كنا نتناول العشاء في مطعمه عندما اتصلوا بنا فأوصلنا الى هنا
وصمت بخجل حينما رأى نظرات الجميع عليه ليبتسم له أيهم ابتسامة صغيرة مربتا على كتفه
فمد ضياء يده له قائلا
- تشرفت بمعرفتك، انا باشمهندس ضياء والد صديقة فريال شفاها الله
فصافحه أيهم قائلا بخفوت
- وانا ايضا، امين يارب
واشار أيهم للصامت جواره
- هذا صديقي جسار
فصافحه هو الاخر دون كلام
ليقفوا جميعا بعد ذلك في صمت

تذكر جسار وهو ينظر لها فضوله الذي دفعه لمعرفه منزلها هناك فسار بسيارته خلفها بمسافة بعيدة حتى رأى وقفتها المترنحه عندما سألت احداهن عن شيء ونظرها الذي تعلق بالشقة التي يخرج منها الدخان، فأسرع بالسياره اتجاهها حتى توقف بجوارها فاتحا الباب المجاور لها ودون كلام وجدها تركب بجواره ليوقف هو احد الاشخاص قائلا
- في اي مشفى قد انتقلت
فأجابه الرجل بإسمه ووصف له الطريق لينطلق بسيارته سريعا وسط نظرات الفضول التي انتابت الجميع عنه

خرج الطبيب لهم ليلتفوا جميعا حوله فسألته والدتها التي لم تجف دموعها بصوت مبحوح
- كيف حالها
اجابها بإطمئنان
- حمدا لله على سلامتها
زفر الجميع براحه منتظرين باقي التفاصيل ليسألهم بوجه جامد
- ‏ولكنني اريد معرفة ما حدث
اجابته ضي بصوت مختنق
- لا نعلم شيء سوى انها كانت في غرفتها التي اشتعلت واحدى الجارات وجدت الدخان متصاعدا من غرفتها والنيران تمسك الحاجز الخشبي وصوت صرخات فريال المستغيثة فصرخت وجاء الجيران وانقذوها

سأل ضياء بإستغراب
- ولماذا لم تخرج وقتها؟
صرخ بهم مصطفى بنحيب مرتفع كالاطفال
- انا السبب، انا من فعلت هذا
نظر له الجميع بصدمه لتعلو وتيره بكائه وسط ذهولهم فسألته تميمة بإرتعاش
- كيف، كيف
اجاب من بين شهقاته
- عندما غادرت امى المنزل وذهبت لاحدى الجارات، دخلت لغرفة فريال لاطلب منها عشر جنيهات لألعب مع اصدقائي.. ثم.. ثم رفضت ونعتتني بنصف رجل لانني اخذ منكم المال ولا اعمل
ابتلع ريقه ليكمل ببكائه الذي بدأ يعلو مره اخرى
- فأخذت مفتاح غرفتها وحبستها بداخلها فقالت انها ستنام وقد اسديت لها معروفا لتغيظني، واخذته معي وخرجت من الشقة

اخذته والدته بين احضانها بينما يرتجف هو قائلا
- كادت ان تموت بسببي
واخذ يرددها بهستيريا حتى اتت احدى الممرضات فجرته من يده وذهبت معه تميمة لتحقنه بمهدئ
فأرتفع بكاء امها هي الاخرى خلفها فهدأتها والده ضي بينما قال الطبيب
- الحروق لديها من الدرجة الثانية
رددت سلسبيل خلفه بكلمة واحده
- الحروق
فأجابهم الطبيب بأسى
- لا اعلم كيف تفرقت هذه الحروق بين يديها ورقبتها وساقها ولكن الاكثر ضررا كان ظهرها، ستحتاج لفترة طويلة في العلاج وبعد ذلك ربما تجري عملية تجميل، عن اذنكم
وتركهم وذهب حينما نادى عليه احد الاطباء
لتكتم ضي بكائها الصامت بينما جلست سلسبيل بإنكسار على المقعد خلفها وجلست بجوارها ونس بصمت الا من دموع عيناها هي الاخرى بينما خيم الحزن على الباقين

________

بعد شهر

كانت تقف امام المرآه برأس مرفوع لن تنكسر، لن تسمح لاحد برؤيتها منهزمة ابدا حتى لو كانت امام نفسها
تفك حجابها والشال عن رقبتها التي يظهر منها جزء بني اللون، تخلع معطفها وبلوزتها الشتوية لينكشف باقي اللون البني الغامق متقرحا باللون الاحمر بجلدها المنكمش، ممتدا من اسفل رقبتها حتى مرفق يدها اليمنى، خلعت بلوزتها الخفيفة الاخرى لتبتلع غصه تملكت من حلقها خانقه وهي ترى تلك البقعة المحترقة في ظهرها والمليئة بالفقاعات الحمراء الصغيرة، تدمع عيناها دون ارادتها وهي تخلع بنطالها وترى الحرق الذي يستطيل من ركبتها حتى منتصف ساقها، تنظر لنفسها في المرآه وعيناها تحتبس بهم دموع القهر

تتذكر اختناق انفاسها بالدخان وكأنه الان عندما نامت بعدما غادر مصطفى واشعلت شمعة كعادتها فهي تحب ان تنام في ضوئها الخفيف، ربما حركها الهواء اثناء نومها فعلقت النيران بالستائر

عندما استيقظت من النوم بسبب الاختناق وشاهدت الغرفة التي تحترق اصبحت حركتها عشوائية، لا تعلم ماذا تفعل سوى الصراخ لعل احدهم ينقذها بعدما فشلت في فتح الباب، تشابكت النيران في السقف الخشبي المعلق فوقها بسرعة بسبب ذاك السلك الكهربي الذي اشتعل لترتمي عليها كتل النار وهي تبحث بعشوائية عن مكان تحتمي به دون فائدة
تسقط فوقها احدى القطع الخشبية فتشتعل النار بيدها ومع حركتها العشوائية المذعورة وصراخها من الخوف والالم ارتطمت قدمها بالسرير المحترق لتشتعل بساقها النيران لتصرخ اعلى بذعر، نامت على الارض وتحديدا على السجادة تتدحرج يمينا ويسارا، تتقلب على الجمر وصوت صراخها يعلو حتى سقط فوق ظهرها العاري احدى القطع الخشبية الثقيلة المشتعلة من السقف المعلق بفعل تلك البلوزة القصيرة التي تنتهي عن منتصف بطنها، سكنت بعد ذلك بإستسلام وبح صوتها بتعب وهي تشعر بأنها تحترق، والنيران تتصاعد من جميع الجهات حولها، عيناها تنعكس بهما النيران وشيء واحد يسيطر على عقلها.. ستذهب لوالدها محترقة، حتى وجدت الباب ينفتح لتنفتح في عقلها هوة سوداء إبتلعتها دون رحمه

طرق على الباب اخرجها من افكارها لتهز رأسها يمينا ويسارا وكأنها تستفيق من كابوسها فوجدت الدموع تنحدر على خديها فمسحتهم سريعا وهي تتنحنح لتجلي حنجرتها قائلة بضيق
- ماذا هناك
- ‏هل تريدين المساعدة
سألتها سلسبيل بخفوت لترد بتهكم
- منذ متى احتجت المساعدة، لا اريد
وزفرت بضيق، لماذا يشعرونها بالنقص، هي فقط.. محترقة، نصف انثى
وامام حديثها لنفسها كسرت المرآه بزجاجة عطر امامها، اخرجت فيها صرختها وقهرها ليطرقوا الباب بعنف وهم يحركون مقبضة وسلسبيل تقول بشبه بكاء
- افتحي ارجوك يا فريال
- ‏افتحي يا ابنتي، لا تحرقي قلبي
كان هذا صوت والدتها الباكي لتجيبها بصوت مهزوز
- انا بخير، كسرت المرآه فقط
- ‏فداكِ الف واحده ولكن افتحي الباب
اجابتها بجمود وهي تنظر لباقي القطع المتناثرة حولها ومن ثم لنصف قطعة في المرآه تعكس حرق يدها
- سأضع كريم الحروق الان، اتركوني
فتركوها بصمت
فهكذا هي منذ حادثها، وازداد الامر معها حينما ذهبت للجامعة منذ اسبوع و جاءت لتحبس نفسها في غرفتها ولم تذهب سوى اليوم من اجل احد اختباراتها
امسكت هي بالكريم خاصتها ووضعت القليل بيدها، ومن ثم فركته بلطف بين اصابعها، لتضعه على رقبتها في انعكاس وجهها بالقطعة المتبقية من المرآه
تنطلق دموعها بعجز وهي تضعه على ظهرها وتحاول الوصول للمنطقة العالية، عرضوا عليها جميعا المساعدة ولكنها ترفض، لن تعري ضعفها امام احد
اكملت وضعه على ساقها وغطت الكريم ووضعته جانبا

سارت بتمهل ومن ثم ارتدت عباءه فضفاضة صيفية رغم بروده الجو وفتحت الباب لتقابلها نظرات سلسبيل التي تجلس على كرسي مقابل له وتمسك بيدها مكنسة يدوية كي تنظف الزجاج
وقفت سلسبيل لتواجه نظرة اختها الجامدة والتي مدت يدها قائلة
- انا من كسرتها وانا من سأنظف المكان
ردت سلسبيل بعطف ونظراتها خرجت مشفقة دون ارادتها
- دعيني اساعدك
كشرت فريال بوجهها قائلة بصرامه
- لا احتاج مساعدتك ولا شفقتك
واخذت المكنسة من يدها بسرعة واغلقت الباب بوجهها
تنهدت سلسبيل بإستسلام متطلعه في باب غرفة والدتها التي اصبحت تبيت فيها فريال مع والدتها وانتقلت تميمة معها للغرفة المحترقة الاخرى وقد ازالوا منها الاثاث المحترق واعادوا دهنها مره اخرى وقد اصبحت خالية الاثاث الا من مرتبة كبيرة تتوسطها
سمعت اذان العصر لتردده وهي تتوجه للحمام كي تتوضأ وقلبها يدعوا لاختها بأن تعبر هذه المحنه بسلام

وفي الداخل اخذت فريال تمسح دموعها بعنف بيد واليد الاخرى تكنس بقايا قطع الزجاج برقه تتنافي مع دواخلها.. تتذكر نظرتهم لها عندما فتحت عيناها، جميعهم ناظروها بشفقة وعطف اما نظرة ضياء كانت حنونة.. تذكرها بنظرة والدها، والدها هو حبيبها الاول الذي ترى ضياء نسخة منه، تفهمه واحتوائه وعطفه.. مواقفه مع ابنته تنهش صدرها بالغيرة، نعم كان لديها والد كهذا.. دللها كملكة وبعدما رحل لم تستطع اكمال تلك القطعة المفقودة بقلبها سوى بمعرفة ضياء.. تريده وكانت تسعى لهذا لربما يعوضها عن ما تحتاجه.. نزلت دموعها غزيرة فوق وجهها وهي تلعن نفسها، عندما تفقد قطعة منك لا يندمل جرحك ابدا سوى بترميمه وهي رأت ان ترميمه بضياء

اخذت تتذكر ذاك اليوم الذي ذهبت فيه لمكتبه منذ اسبوع.. وقفت امامه بينما كان جالسا بوقاره وهيئته الجذابة التي سحرتها خلف مكتبه، جلست بينما طلب لها عصير البرتقال الذي طلبته.. تحدث معها بإهتمام وبكلمات مشجعه حول حياتها الجديدة وما ستفعله جعلت ثقتها بنفسها تزداد لذلك غامرت

- انا احبك يا ضياء
قالتها بإندفاع لتتسع عيناه الزرقاء بدهشة ممتزجه بالغضب امام عيناها الحالمه التي تحمل له الكثير من المشاعر تنحنحت لتكمل بهيام غافلة عن نظراته الغاضبة التي كادت ان تقتلها
- احبك منذ اليوم الاول الذي رأيتك به، من ذاك الوقت اصبحت انت فارس احلامي و اود ان تصبح زوجي وان كان بالسر انا راضية ص...
- ‏كفى
صرخ بها بقوة وهو يضرب المكتب امامه بيده امام نظراتها القلقه والتي قالت حينها
- هل فعلت شيئا خاطئا
ابتسم بسخرية مشبكا اصابع يديه امام وجهه كي يتماسك امام استفزازها قائلا
- هل تسألين حقا؟
- انا اعترف بحبي ولا اجد اي حرج في هذا

قالتها بثقة امام نظراته المصدومة من جرأتها فوقف بعنف من على الكرسي خاصته ليندفع الكرسي للحائط خلفه فأجفلت هي مرتعبه من نظرته المخيفة والتي تحولت عيناه فيها لحمراء يتوسطها بحره الهادر
وقد تحول وجهه لصوره مخيفه بعيدة كل البعد عن ما تصورته لرد فعله
دار حول مكتبه حتى وقف امام الكرسي الاخر المقابل لها وهي تطالعه بخوف وعيناها التي ترقرقت بالدموع تنظر لعيناه ليقول بقسودة ويده تضغط على الكرسي المستند عليه
- انتِ طفلة صغيرة، ابنتي في مثل عمرك.. لا اتصورها مطلقا في مكانك الان، وعندما تصورتها فارت الدماء في رأسي، كيف تتجرأين لتعرضي نفسك علىّ بكل هذه الوقاحة
- انا...
قالتها مقاطعة بنبره باكية ليقطع كلامها بنبره هادره رجت المكان حولهما
- اخرسي

واكمل متنفسا بعنف
- هل فكرت بنتائجك عرضك المغري الذي قدمتيه منذ قليل، ان كنت رجلا قليل الشرف لوافقت، عشت معكِ يومين واخذت ما تحاول كل انثى الحفاظ عليه وهو شرفها وسمعتها، ستجدين نفسك بالشارع بعد ذلك وستتحطم عائلتك ولن يتزوج احد بأخوتك، سيلحق العار بكِ يا صغيرة طوال العمر وبكل من حولك
وتحولت نبرته للساخرة امام عيناها الباكية وشفاهها التي ترتجف بعنف
- وكنتِ لتجدين نفسك خاسرة في نهاية الطريق بعد كل هذه التضحيات والسبب هو الحب الذي تزعمينه.. كنت اود ان اجعل لهذا شرحا عمليا ولكنني لن استمتع بالتجربة

حاول ان يجعل كلماته قاسية قدر المستطاع، عقله وشرقيته وكل ما به يرفض وينفر مما فعلت، كيف لها ان تفعل هذا.. ما ينقصها.

صرخ بها مجفلا اياها مره اخرى وهو يضرب بيده على المكتب بعنف اوجع باطن يده
- ما الذي ينقصك قولي لي
صرخت في المقابل بصوت مختنق بسبب البكاء
- ينقصني الكثير كأبي مثلا، لم انظر لك كزوج صدقني، ولكنني اعتقد ان كنت زوجا ستكون رائعا بقدر ما انت والد، ونس لا تكف عن الحديث عنك، وانا احتاج لابي الذي تركني، وعندما تتزوجني ستكون هذه فرصتي للتواجد معك.. سيحترمني الجميع، سأجد كل ما فقدته بك، لن تنظري لي بإنتقاص كغيرك

كان كلامها غير مبررا، نعم لن يفهم احد ما يمثله لها والدها ابدا، كان الهواء الذي تتنفسه، كان كل عائلتها التي فقدتها بموته

قال بصوت حازم قاسي
- وهل عرضك هذا سيشفع لك بل هو اقوى دليل ادانه، وكيف سأنظر لكِ الان برأيك، هل هكذا رباكِ والدك، هل هكذا ستسعدينه في قبره

انتفضت واقفه وكأنما لدغها عقرب سام، لم تحسب حساب كل هذا.. اندفعت في حديثها عندما وجدته مراعيا لها
وقفت وهي تسحب حقيبتها بعنف وامسكت بمقبض الباب ليصلها صوته الحازم
- لا تحدثي ابنتي مره اخرى، وابتعدي عن طريقي الا اذا رجع لكِ عقلك المفقود وحافظي على عائلتك لن اقول على نفسك
مسحت وجهها بقوة من اثار الدموع وفتحت الباب بعنف لتمر اثناء طريقها بسكرتيرته الخاصه التي نظرت لها بريبه من هيئتها المزريه ووجهها الباكي
وفي الداخل سمعت صوت تحطم شيء ما عقب خروج ضياء حاملا حقيبته وقائلا لها
- سأتغيب لباقي اليوم
وتركها ورحل ليزداد فضولها اكثر فهذه المره الاولى التي يفعلها

________

- تفضلي
نظرت تميمة للمظروف الورقي الذي يمده لها بيده بقلب خافق، اخذته منه بشعور لم تختبره مسبقا وهي تمسك هذا المبلغ بيدها، واخذ تفكيرها ينجرف لعلاج اختها ومستلزمات منزلهم التي باتت تثقل عاتقها مره اخرى
امسكته بيدها بينما نظرت للواقف امامها قائلة
- شكرا لك
وصمتت لتكمل
- على كل شيء فعلته
رد بخفوت ويديه في جيب بنطاله
- ‏لم افعل شيئا لتشكريني يا تميمة
- ‏بل فعلت
قالتها سريعا وقد اخذت تتلاعب بطرف ورقة المظروف بيدها الاخرى بينما تمسكه بيد وهي تضغط عليه، احرف اسمها من بين شفتيه تختلف تلك البحه التي ترن في اذنيها عندما يتحدث تسرق شيء لم تجربه قبلا من قلبها.. ليست بالخشنة المنفرة ولكنها مميزة تخصه وحده، لن تنسى وقفته معها يوم حادث شقيقتها، اصراره على دفع المبلغ حتى ترده له، حنانه على ريما واحتوائه لها.. رغم عدم إلتفاتها لكل هذا فيما سبق ولكن من كثره تواجدها هنا هذه الايام لتكثيفها حصص ريما بسبب غيابها السابق باتت تدقق في تفاصيله، طوله الفارع ولحيته المشذبه، شعره الاسود القصير ونظرات عيناه التي تمزج الحنان بالحزم ان ارتكبت خطئا، فلا يوبخها ابدا مثلما تقول لها ريما.. فخالها هو بطل كل حكاياتها

اخرجها صوته من تفكيرها ذاك ليقول ببحته العميقة
- اعلم مقدار الجهد الذي تبذليه مع ريما
ردت سريعا بنفي من رأسها
- هي طالبة مجتهدة على اي حال، ابذل معها نصف المجهود الذي ابذله مع طلابي
واستطردت بضحكة لم تستطع كتمانها
- ان حضرت معي حصة واحده في المدرسة فستعرف الفارق بالتأكيد
ابتسم لها قائلا
- فليوفقك الله
- شكرا لك، عن اذنك
قالتها وكادت ان ترحل ليوقفها قائلا
- عندى رجاء خاص
وتنحنح ليكمل امام نظرتها المستفهمه
- عيد ميلاد ريما غدا، وهي تحبك وبالتأكيد سيسعدها حضورك، سيقام حفلا صغيرا في الحديقة للمقربين فقط
تنحنحت وانزلت رأسها لاسفل قائلة بخجل
- سأحاول الحضور
وكلمة المقربين تتردد في عقلها
هل هي فعلا من المقربين
وامامها هو كان يود ان يرفع رأسها بأنامله، يود رؤية بشرتها الصافية كالاطفال وعيناها العسليتان المشتعلتان بالقوة على الدوام، ملامحها التي لا يشبع من النظر لها وهو يحدثها وخاصه حينما تهديه احدى ابتساماتها .. فبات كالمراهق وهو يتحجج بحجج واهية كي يخلق حديثا بينهما من اللاشيء.. وفي عقله تدور دائما حكايات ريما عنها واشد ما اثر به هو حرصها على تعليمها الصلاة، فباتت تصلي معها العصر وريما تعتمد على نفسها في باقي الصلوات، يسأل نفسه عن هذه الشخصية الغريبة التي اخرجت ابنه اخته من صمتها لتتشارك معهم الحياة مره اخرى.. ويسعى كل يوم لاكتشاف قطعة من قطع اللغز خاصتها ويستمتع بهذا
قال ببشاشة
- يجب ان تحضري لن اسمح بالاعذار
رفعت رأسها له لينظر لتلك الخصلة الهاربه من حجابها، لامعه وسوداء اللون كحاجبيها الرفيعان، خرجت على استحياء وكأنما تنظر له بخجل يوازي خجل صاحبتها وهي تقول
- ان شاء الله، الى اللقاء
وذهب من امامه بخطوات شبه راكضه ووقف متنفسا بعمق متأملا قدها الرشيق الذي يبرزه ذاك الحزام الرقيق وفستانها الطويل الذي يتطاير مع الهواء الان.. تعبر من بوابة الفيلا بخفه العصافير بينما تتطاير دقه من قلبه خلفها..

" نهاية الفصل السادس "

آلاء الليل 27-10-20 10:14 PM

فصل جمييييل

اتمنى ينصلح حال فريال بعد التجربة القاسية اللي تعرضتلها 😔😔😔😔😔😔
احببت موقف رياض و حزمهمع فريال👏👏👏👏👏👏👏
تميمة و جسار كوبل جميل متشوقة لتطور قصتهم 😍😍😍😍😍😍😍
الفصل قصيييير تمنيت نشوف باقي الشخصيات خاصة اياس و همسة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

اللؤلؤة الوردية 27-10-20 10:42 PM

فصل جميل جدا ولكنه قصير
ما فهمته من الشخصيات سراب واقتباسها ما جذب انتباهي للقصة يتيمة الأم والدها ليس جيدا يكره جدتها لامها ويمنعها عنها وزوجة والدها مؤذية عندها علاقة على النت وتعمل بالمطعم.

ضي يتيمة الأب والدتها موجودة لديها أخ طفل هو عمر وهي سمينة وفازت بمسابقة طهي وبدأت تعمل في المطعم.

تميمة معلمة والدها متوفي ووالدتها موجودة لديها اختين فريال وسلسبيل وأخ مصطفى.

ضياء زوج ونس ووالد ونس وجنة أستاذ جامعي.

همسة وعمتها فريدة وعمها وابنه اياس علمنا قصتهم اليوم.

فريال إنسانة مريضة وجشعة وليس لديها رضا بما قسمه الله تثقل على أختها بطلباتها وخربت العلاقة بين صديقتها وزوجة أبيها وتصرفها مع ضياء كان مقرف فعلا والانكى من هذا أنها لم تتعض بعد حرقها ولم تحس بأغلاطها.

تميمة تعمل عند جسار كمعلمة لابنة أخته ريما الطفلة المقعدة.

الأصدقاء ايهم وأخوه وجسار واياس.

سلمت يداك منتظرة القادم بشوق

شيماءالسيد 28-10-20 10:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل (المشاركة 15168865)
فصل جمييييل

اتمنى ينصلح حال فريال بعد التجربة القاسية اللي تعرضتلها 😔😔😔😔😔😔
احببت موقف رياض و حزمهمع فريال👏👏👏👏👏👏👏
تميمة و جسار كوبل جميل متشوقة لتطور قصتهم 😍😍😍😍😍😍😍
الفصل قصيييير تمنيت نشوف باقي الشخصيات خاصة اياس و همسة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹



حبيبتي بنتظر دايما رأيك في الفصل حقيقي ❤️❤️❤️
تسلميلي واتمنى الباقي يعجبك 💙💙

شيماءالسيد 28-10-20 10:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية (المشاركة 15168923)
فصل جميل جدا ولكنه قصير
ما فهمته من الشخصيات سراب واقتباسها ما جذب انتباهي للقصة يتيمة الأم والدها ليس جيدا يكره جدتها لامها ويمنعها عنها وزوجة والدها مؤذية عندها علاقة على النت وتعمل بالمطعم.

ضي يتيمة الأب والدتها موجودة لديها أخ طفل هو عمر وهي سمينة وفازت بمسابقة طهي وبدأت تعمل في المطعم.

تميمة معلمة والدها متوفي ووالدتها موجودة لديها اختين فريال وسلسبيل وأخ مصطفى.

ضياء زوج ونس ووالد ونس وجنة أستاذ جامعي.

همسة وعمتها فريدة وعمها وابنه اياس علمنا قصتهم اليوم.

فريال إنسانة مريضة وجشعة وليس لديها رضا بما قسمه الله تثقل على أختها بطلباتها وخربت العلاقة بين صديقتها وزوجة أبيها وتصرفها مع ضياء كان مقرف فعلا والانكى من هذا أنها لم تتعض بعد حرقها ولم تحس بأغلاطها.

تميمة تعمل عند جسار كمعلمة لابنة أخته ريما الطفلة المقعدة.

الأصدقاء ايهم وأخوه وجسار واياس.

سلمت يداك منتظرة القادم بشوق



حبيبتي تسلميلي دايما ❤️❤️❤️
ان شاء الله باقي الفصول هتوضح معاها الشخصيات اكتر💙💙
واتمنى الباقي يعجبك💞💞


الساعة الآن 04:04 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.