عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-22, 10:33 PM   #1

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 895
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي صوتك يناديني ...!! *مكتملة*



#روايه
#أمل_سفر = ( emelyaamal)
#صوتك يناديني
***اهداء***
إلى روح والدي
إلى والدتي العزيزة
إلى شقيقتي
إلى آخي الحبيب
إلى كل شخص عانى من سوء التصرف
إلى كل شخص ندم يوما بآنه تحدث في الوقت الذي وجب عليه الصمت/ أو صمت في الوقت اللذي وجب عليه التدحث
إلى النادمين كثيراً
إلى اولئك الذين يهمسون لأنفسهم بالحسنى ولغيرهم
الى روح صديقتي "ن"
تاريخ بداية النشر: 09- اكتوبر-2022


*الفصل الاول*
في شتاء عام 2019 في اليوم 15 من شهر ديسمبر .. في مكه المكرمه .. الأجواء لطيفه جدا تميل للبرودة.. تشعرك بهدوء الأعصاب.. يتوقف الكثير عن استخدام التكيف ليلا.. ينعمون بالهدوء ..
**(1)**
أعادت ترتيب حقائبها للمرة الرابعة .. تأكدت من أوراقها الرسمية / جواز سفرها / حاسوبها وصورته !.
تلك الصوره التي تخشى أن يرها أحد ..
تخشى أن ترى حلمها الذي قتلوه !! ..
وضعت سجادتها أخيرا وأغلقت الحقيبة
استلقت على سريرها الناعم ورائحة العطر تدغدغ مشاعرها .. وتثير رغبة البكاء . سوف تفتقد هذا الغرفة مؤقتا ولفترة طويله .. النوم يجافيها بعد أن أتى إلى مسامعها تلك العبارات القاتلة :"خليها تسافر. يمكن تموت وورثها في الأخير يرجعلنا".
بدأت الحياة لها وكأنها تسير وحيدة في هذا الكون .. وفاة والدها هدم تلك الحصون المنيعة التي اعتادت أن تخبئ ضعفها خلفه ..
في سرها تردد "الحمدلله" كثيرا. فقد زامن توقيت بعثتها المراحل الأخيرة من حياة والده .. أخبرت القسم بأنها تحتاج إلى تأجيل إلى أن يتوفى والدها فأيامه أصبحت معدودة..
وريقة .. وريقة يسقط عمرها وهي تكرسه في العطاء لأجلهم ..
كل المشاعر ضربتها هذه الليلة… ما عادت تحتمل مايدور في رأسها… هكذا تساقطت الافكار دفعه واحده عليها .. حتى اثقلت صدرها حزنا. تكسرت الصوره الجميلة التي حاولت لسنوات الحفاظ عليها. تبعثرت أصواتهم داخلها. ماعادت تقوى سماعهم أبدا... لقد فقدوا احترامهم داخلها. ..


**(2)**
في مكان أخر وفي شقة صغيره بارده جدا. رائحة الغضب كانت تفوح منها.. فـ شجار قد اشتعل وللمرة الأولى في حياة الفتاتين .. تبعثرت على إثرها سنون الصداقة واختلطت بقرف الكره المقيت!!
لاكت كل ماهو جميل ..لاكته دون رحمه و بصقته في مزبلة الهرج والشقاق..
وفي لحظة غضب امسكت هاتفها المحول وضغطت على زر اتصال عبر تطبيق "الفيس تايم"... ما أن رأت وجهه انسلت العبرات الثقيله التي تشحن الصدر وتنتزع براعم الود بعنف .. بصوت باكي خالي جدا من مفاهيم الصداقه خالي جدا من الحياة خالي جدا من كل شيء جميل، قالت "يا بابا "لولو" ضربتني.. أصلا من تزوجت أمها وهي تغيرت".. كانت تشحن أفكاره بتلك العبارات التي اعتادت أن تسمعها من احدى قريباتها في السعوديه وصديقتهما المشتركة في مدينة ليستر البريطانيه.. فتلك الطيبة المصطنعة التي مارستها "لولو" وأمها عليها فقط لتسحبا والدها منها !! هكذا تفكر بعض النساء !! حياتهن خطط وأهداف.. غُرست هذه الأفكار بعنف داخل صدرها.. سمحت لهم بغرسها.. سمحت لتلك الأصوات أن تقتل ماضي طويل قضته مع "لولو" و والدتها.. لم تبتعد عن تلك الأصوات.. لم توقفها في الوقت المناسب حتى تغير قلبها على صديقتها..

ينظر لطفلته عبر هاتفه.. وجهها يتفجر حمرة من الغضب .. العروق في رقبتها اصبحت بارزه وتدل على انها استخدمت حنجرتها وصوتها في النقاش مطولا.. ثم أخيرا اتضحت له تلك الأصابع التي طبعت على وجهها ... يبدو ان الأخرى صبت جُلّ غصبها على وجهه طفلته الوحيدة..
القهر ينزف فوق رأسه نزفا.. هو أيضًا بات يكره هذا الارتباط .. فمنذ أن رأى جواز سفرها.. بات يكره لقائها.. بل أنه لم يزرها بعد عقد القِران ليواسيها في وفاة والدها.. يكاد يجن من صورتها في جواز سفره.. كريهة جدا الصوره.. كريه جدا تلك الصور التي تستخدم في جواز السفر.. خاليه من الجمال حقا.. يستحيل أن تمتلك تلك الصوره ذاك الصوت الذي يذيب مفاصله من شدت انوثته.. يستحيل!!
دار بين الاب وابنته حديثا طويلا .. أمتلأ قلبه غضبا ... حاول جاهدا أن ينتزع القهر من صدر صغيرته.. و كأنه كلما نزعه من صدر صغيرته يغرسه بلا شفقه في صدره..
الأفكار السيئة تغزوه بعنف...إرتفعت درجة حرارة جسده مع إرتفاع الغضب... وصل لمرحلة الانفجر الي سوء التصرف وارتكاب الحماقات.. أوليس حرب البسوس اشتعلت بين العرب بسبب ناقه!!
الشيطان تلبسه كاملا.. يريد ان يغلق هاتفه لينفجر على تلك التي سجلها بالامس القريب زوجه في سجله المدني.
عادت لهاتفها المحول وهي تمسح وجهها بمحرمه بيضاء صغيره بعد ان غسلت وجهها. قليلا زال عنها الغضب وربما كثيرا !!
سألها والدها "انتم وين الحين؟"
اجابته "في شقتي"
ببساطه قال لها "اطرديها من الشقه"
جاءه صوتها قلقا وهي للتو تكتشف هول ما اقترفت بهذا الإتصال الذي ساقها له الشيطان سوقا
"يا بابا. خليها ترتب اشياء أمها وتروح"
بنبرة مشحونه جدا لا تحمل للعقل صوت " خليها تاخذ اغراض امها وتنقلع من الشقه. أكبر غلطه يوم سمعت كلامك انتي وعمتك وتزوجت هالقرف.. انتم لو حبيتوا وجه القرد قلتوا عليه كيوت.. انا الغلطان الي مشيت وراكم .. مستحيل انا أكمل مع ذاك الوجه الشين بعد اليوم.. "..
سيلا من التجريح تدفق عبر الهاتف.. وغضبا هامدا أنفجر كحمم البركان
انتفضت جزعا.. علمت أنها ارتكبت ذنبا كبيرا بهذا الإتصال..
شعرت أن احدا خلفها.. التفتت لتصدم بوجه "لولو" المنهار.. المنهار تمام.
كانت قد أحست بسكون "في" دخلت الغرفة الثانيه وهي تحمل هاتفها ويبدو أن هناك شخصا ينتظر على الهاتف ايضا .. هي تعلم أن "في" يتكسر غضبها حين تتحدث الى والدتها فتهدأ تماما.. لذلك إتصلت على والدتها لتطيب خاطر "في".. والدّة "لولو" قد صقلت مهارة الهدوء وامتصاص الغضب من تجاربها التي عاشتها طيلة حياتها.. هذا النوع من النضوج المرفه قد مر بكثير من التجارب ليكسب صاحبه/ته وجهه وصوتا باردا وقت اشتعال الطرف الأخر!!.. هذا ما تحتاجه لحظة الغضب .. حسن التصرف واجادت الكلام...
للتو مُزقت كرامة والدتها ولا تسطتيع أن تفعل شيئا سوى أن تسارع في لم أغراض والدّتها التي وصلت صباح اليوم من السعوديه..
قلبها يخفق بشدة فهي رأت والدة "لولو" عبر برنامج السناب.. لقد سمعت الحوار بلا شك.. كثيرا ما حدث حتى هذه اللحظة..كثيرا جدا.. لقد دمروا بيتا قبل أن تبدأ معالمه الحقيقة.. كل خططها هي وعمتها ولولو إنهارت بسبب كلام بدأ لها الان تافها جدا !!
مستحيلة هذه اللحظات..!!
بعد أن أصبح الحلم مشرقا عاد ليذوب في الظلمات !!
أنهت مكالمتها سريعا .. وخرجت من الغرفة الشبه خاليه إلا من سرير


**(3)**


كانت تقف متوترة خلف الباب.. تعلم جيدا أن عمتها أصابها الحزن فقد كانتا سويا في "المقلط" وقد أعدت عمتها جلسه خاصه لتودع بها إخوتها قبل أن تسافر في رحلتها العلمية.. كانت فكره سيئة للغاية حين اقترحت وترجت عمتها بان ينتظرا حتى يدخل والدها وعمها الى المقلط -لم يحضر باقي أعمامها فمنهم البعيد ومنهم المعترض على السفر-..
جلس والدها وعمها وأخاها في مجلس الرجال..
بدا النقاش عن الحديث حول ابتعاث المرأة وصولا الى سفر أختهم للدراسة بالخارج... يبدوا أن القرارات الجديدة في دعم المراءة لم تعجبهم كثيرا ... الى ان وصلوا لموضوع الورث
"خليها تسافر. يمكن تموت وورثها في الأخير يرجعلنا".
"تراها تزوجت.. يعني حتى موتها ما راح يفيدكم كثير". هذا كان رد "عادل" على عمه "هادي".. ثم اخذوا يخوضون في تركيبة عقلها التى وصفوها بالمخجلة.. وكأنهم احتاجوا الى جمله لينحرف بهم النقاش الى الخوض في حياتها الشخصية..
"يعني رفضت تزوج كل ذيك الفترة ولما بنتها قدها عروسه بطوله توافق"

من الصدمه وقفت سريعا وحاولت سحب "رتيل" معاه إلّا أن الأخرى تجمدت في مكانها.. لا تفهم لماذا حدث هذا..

بعد محاولات يأسه من "ميلاء" تركت يد "رتيل" وغادرت.. لم تكن ترغب في ترك "رتيل".. لكنها أيضًا لا تستطيع البقاء لتسمع باقي الحوار.. كانت قد غادرت منذ أن بدأ الخوض في ميراثها


أخيرآ غادر الجميع شقة عمتها. وبقيت هي لتبات مع عمتها.. وبعد تردد .. طرقت الباب ودخلت.. كانت عمتها تستمع الى حوار عبر هاتفها.. ثم همست بصوت منخفض واغلقت الهاتف سريعا.. تكاد تجزم أن الطرف الأخر أيضًا لم يسمع همسها..
"رتول حبي.. تعالي ليش واقفه عند الباب"
دخلت "رتيل" وانكبت داخل لحاف عمتها.. ادخلت عنوه جسدها بين أحضان عمتها التي يبدو انها لا ترغب هذا القرب .. احتضن عمتها وهي تقول " أبكي ياعمه.. اذا تبي تبكي أبكي حقك تبكي وتعبر عن قهرك"
صدمها صوت عمتها البارد الهادئ.. الهادئ جدا.. الممتص للغضب.. لكن "رتيل" حاولت أن تثير غضب عمتها لتقذف في وجهها باقي الحوار
"خلاص اسكتي يا رتيل.. أنا ما قلتلك ما ابا أسمع.. ما يسير يا حبي دا الكلام"
" ياعمه .. إنتي لازم تطرديهم من شقتك.. ترا مقهورين ليش جدي كتب العماره دي باسمك.. تعرفي ولا ما تعرفي.. اشياء كثيره خصك بها عنهم.. ميتين قهر من زمان..الا عمي "حمد" الوحيد إلى يرمي نفسه في النار عشانك"
"شفتي ياحبي.. يكفيني عمك "حمد" جابر بخاطري.. ويكفيني انتي .. واخوك وعيال عمانك.. "

إنهارت دموع "رتيل" .. وتعال صوت بكائها.. كانت

**(4)**


في منزل أخر.. كانت تشحن زوجها هي الاخرى.."ترا الي سوه أبوكم في ظلم لكم.. كيف يعطيها أكثر منكم.. هذا ما يرضي ربنا"
أجابها عبدالله: "طيب.. شو السوات الحين؟"
ناديه: " تقدروا تطعنوا في التقسيم.. ترا ابوكم كان مريض"
عبدالله:" ترا طلعت الأملاك باسمها من زمان.. ودخل المحلات يروح لها من زمان"
بلغ الغضب اقصاه فأصابها بدوار وانهارت عليه غضاب: " وانت كيف ساكت ذي السنين.. هذا حقك وحق عيالك"
كان كرهها لـ "ميلاء" يفوق الحدود .. تغار منها .. مدللة من صغرها.. جميلة.. ناعمة.. لها جاذبية قاتله.. كانت أنثى منذ طفولتها.. لا تجيد إستخدام أدوات الأطفال التي تزعج الكبار.. لذلك احتوتها مجالس الكبار سريعا.. حتى أنها تزوجت وهي في عمر الخامسة عشرة..




**(5)**
جميلة: قرار خلع زوجها جاء متأخرا جدا … ماعادت تقوى الوجع… باتت تخشى على بناتها منه … حياتها لاتختلف كثيرا عن أولئك الذين راحوا ضحية زوج و أب سكير… خرجت من المحكمه بطاقة منهكة جدا..أضاعت عمرها ومالها مع هذا الرجل الذي لايستحقها..

**(6)**
تشاركا الفكرة ولم تبلغهما مرادهما .. تمنيا أن تكون الطائرة فاضيه لأخذ راحتهما متباعدين ... أردا تجنب تدفق تلك الأمور الغمضة .. تلك التى تحضر لحظة نفور الأرواح .. تجنباً لإرهاق مشاعرهما .. فهو ما عاد يتحمل فكرة ارتباطه بها.. ما عاد يحتمل فكرة أنه هاتفها بالأمس وصب غصبه عليها يلوم اندفاعه ثم يجزع لرجولته .. لكن رغبته في ممارسة لعبة الحب مع انثى تخطف نظره تطغى كثيرا.. هو ماعاد يعانقه الشوق للقاء أنوثتها التي رسمها في مخيلته ... هو ماعاد يُمني روحه العطشى من الارتواء من شهدها .. مهما كانت روحها فلن تسليه جسدها .. لن يطيب خاطره في رُبَها ..
وهي ترغب بالنوم .. تريد أن تستجمع قوها قبل أن تلتقي بالفتاتين .. يستحيل ترك باب الود موصدا ... يستحيل أن تتحول سنون الصادقة الى ذكرى مهجوره ...
أما "ميلاء" فهي لم ولن تترك عادتها التي تحبها في المطارات ... تعشق التسوق داخل السوق الحره. برغم إرهاقها الجسدي إلا أنها دارت كثيرا في السوق الحره واشترت هدايا للفتاتين ... الكثير من الهدايا.. كما أن ظروف مرض و وفاة والدها أعاق تحركها كثيرا .. كانت تلازمه .. تكاد لا تفارقه .. تخشى أن يرحل بعيدا عن نظاريها.. تريد أن تحتفظ بجميع تفاصيل والدها في صدرها .. ربما لذا هي تمارس التسوق دون كلل او ملل .. ولأنها لم تنم لأكثر من 24 ساعه فـ جيوبها الانفية التهبت بقوه .. وفقدت حاسة الشم تماما ... كانت تبحث عن عطر جديد ... جربت الكثير من العطور .. تهورت كثيرا ... جربت الكثير على ملابسها .. ولكن يبدو أن الارهاق ضغط كثيرا على أفكارها.. باتت مغيبه عن الواقع .. فهي تسلي نفسها مما حلّ بها ...

وصلت متاخرة وهي تجر حقيبتها الصغيرة وقد اثقلتها الهدايا كثيرا.. من حسن حظها.. كان المضيف يرتب رف الحقائب التي فوق مقاعدهم مباشرة.. انتظرت الى ان سألها المضيف " اختي وين مقعدك"
بصوتها الانثوي الحاد وهي تشير لمقعدها "دا "
بخفه تناول حقيبتها ورفعها " شكرا "
اجابها وهو يتبسم لها " العفو اختي" ..
ثم اكمل محدثا "فهد" .. " اخوي .. ممكن تقوم لاجل الاخت تدخل لمقعدها"
كان كما أن المشهد لا يعنيه.. نهض بخفه .. مرت بجواره.. اخترق عطرها حويصلات صدره . كانت تفوح عطرا .. لمح أنامل يدها الرقيقة وهي تمسح المقاعد بمنديل الديتول.. اللون الرمادي يطلي اظافرها .. الخواتم تعانق بعض أنامله .. حزه في النفس انها خلت من دبلته...
وحين أراد العودة لمقعده.. قال له المضيف "أخوي تقدر تجلس على الطرف ..الطائرة اكتملت هنا.."

**(7)**
كانت الصدمه تفوق مخيلة "جميلة"... عادت إلى منزل أهلها بعد ان خلعت زوجها وكانت تمني نفسها بأن حياتها ستعود كما كانت قبل أن تتزوج.. لكنها صدمت بـ اختيها وهما يمليان عليها حدودا لتمارس هي وبناتها التحرك والتعايش في هذا المنزل الذي خلَّ من والديها ...
بدور:" عذرا يا جميلة.. أنا ما أحب احد يستخدم المطبخ.. سويلك مطبخ صغير في الممر هذا"
اجابتها "جميلة" مذهوله: " انتي تمزحي صح..ايش اسوي مطبخ عند ممر الحمام.. وبيتنا فيه مطبخ يا كبره"
بدريه:" لا ما تمزح.. قلنالك البيت يشيلك لحالك.. اما بنات السكير مالهم مكان بيننا"
اكملت بدور:" ما كنا نمزح ترا.. اخترتي بناتك.. فهذه حدودكم في البيت.. انا مافيا لعفرتت أطفال"
جميلة: " بخليهم في الغرفه .. بس المطبخ كيف اطبخ هنا.." اجابتهم جميله بجزع .. وهي تكتشف أن الكلام لايحمل رائحة مزاح

**(9) **
"مريم" لم تكن في حالٍ أفضل هي الأخرى .. ستعيش وحيده بعد سفر عمتها "ميلاء" ... فبرغم تضخم حجم العداوة التي بين "ميلاء" و والدها إلا أن علاقتها بـِ عمتها "ميلاء" تنساب منها أحرف الود فعليا .. كانت عميقة لدرجة أنها أكفتها عن تكوين صداقات خارج محيط دراستها ثم وظيفتها .. لا تشعر بآي مشاعر تجاه والدها!! .. فوالدها يمارس على والدتها نوعا من الهجر الكريه .. لن تغضب على والدتها أبداً فهي تعلم أسباب هذا الزواج الذي خلّ من العدل .. خلّ من الحب والود ... لكن والدتها رضت به رغبة في الإنجاب .. احدى شروط هذا الزواج أن لا يرث أحدهم الأخر.. ولا يشترط على الرجل توفير السكن او احتياجات الحياة للزوجة وابنائها..
لا تعلم أي زواج هذا الذي قد أُبيح ليخلق فجوة عميق بين الاب وابنته .. بين الزوج وزوجته ...
أي رجل هذا الذي يشبع رغباته دون مراعاة لحقوق زوجته ..
" حبيبتي.. يكفيك بكاءاً " قالتها وهي تحتضن ابنتها بين ذراعيها ..
ثم أردفت قائله :" بالعكس ياقلبي .. فرصة انك تقابلينها اصبحت مرتفعه جدا .. نقدر نسافر لها في اجازاتك ياقلبي"
نزرع الحزن سريعا وهي تبتسم " صح والله .. كيف فاتتني ذي.. أما أنا وحده بصراحه "


**(10)**

بعد ثلاث ساعات من النوم المتواصل. شعرت بالصداع يطرق نصف وجهها .. تكاد تجزم بأن عروق وجهها بالنص الأيمن برزت إحساسا بالألم والنبض.. كانت تأنُّ بصوت مسموعٍ و واضح.. ولكن، نظرا لضوضاء الديناميكية الهوائية وضوضاء محركات الطائرة والضوضاءات الميكانيكية الأخرى فإنها تصيب المرء داخل الطائره بضعفٍ في السمع.. لذلك لن يسمعها الا اللذي يجلس ملاصقا لها فقط .. أنزلت نقابها وهي تجاهد رغبة التقيؤ ..
قد يكون من حسن حظها أو سوءه أن يمر المضيف بعربة المشروبات .. وكان دورهما لأخذ طلبهما ..
شعرت بانه يحدثها .. لم تلتقط صوته .. لذا جاوبته وهي تضغط على صدغها الأيمن بأصبع يدها اليمنى التي ترتعش لشدة شعورها بالغثيان :" احتاج مويه لو سمحت"
شعر بانها ليست على ما يرم.. لذا سألها:" اختي فيكي شيء"
"عندي صداع .. احتاج بس مويه لو سمحت " قالتها وقد انحدر مستوى صوتها الي مستوا ليناً للغاية .. وهو مستوا غير مسموح لها أن تتحدث بها الى الرجال الأجانب.. غير مسموح أبدا ..
بعد أن رأى وجه المضيف الذي رق كثيرا لهذا الصوت .. التفت إليها ليصدم بإن هذا الصوت الناعم له وجه ناعم ولطيف جدا ... وزادها الصداع لطافة .. انفجر غضبا .. بات وكأنه يجلس على جمرة الغضب .. جمرة تعذيب النفس مما حل به ..
نار الغيرة أشرقت .. وقد أصبح قربها فجاءة جمرة ..



**(11)**


انتهكت كل حدود الغيرة .. ارتمت فجاءة في قلبه .. غرق في ضباب أنوثتها الطاغية .. قلبه يتنهد الوجع وذكرى الليلة الماضية يبعثر علاقته بها .. جنونٌ ما قام به !!
" انا عمري ما مديت يدي على بنتي .. وتجي بنتك تضرب بنتي .. ربي بنتك يا هانم ولا كل واحد منا في طريق دام اننا في اول الطريق.. انا ما تزوجت عشان افتح باب للمشاكل وفوقها قلة أدب بنتك " قالها وهو يتمنى خلق مسافات تساعده في الانفصال منها.
"حاضر .. تبا شيء ثاني " ..
صدمته ببرودة أعصابها .. تركته خارج الحوار فجاءة .. كان يتمنى أن يشتد الحوار فتفتح له زوايه ليرمي عليها يمن الطلاق ..
" أنتي ايش من البشر .. الإحساس عندك ميت" .. جملته هذه فسحت لها الطريق لتذيبه في لغة حوار لم يعتادها
استنشقت الكثير من الهواء .. ثم زفرته ببطء قبل ان تقول له بصوت هادىء جدا وبنبره منخفضه مما جعل صوتها مريح جدا لا يثير اي حساسية للغضب :" على فكرة.. تراني سمعت كل حرف. . وقت كنت أبا أكلم "في" ..... وبصراحه.. أنا أأيدك في قرارك .. الحياة الزوجية حقيقي تحتاج الى إسكان الأرواح والاحترام مع بعض .. وأنت يبدو انك فاقدهم في هذا الزواج .. عشان كذه خليت فيها بنتي وبنتك للأسف .. "
حرفيا .. "سكت الكلام" .. وأشعلت فتيلا في صدره ...ترنحت الأفكار .. وفقد رغبة الحديث معها هذه اللحظة .. فقد خلطت ثورة اعاصبه الغاضبه ببردوة اعصابها ...
مضى الكثير من الوقت وهي تسمع صوت تنفسه الذي بدأ لها موجعا .. كانت ستبقى معه الا أن يتحدث لولا دخول "رتيل" عليها الذي جعلها تهمس له ." اذا سمحت لي مضطره اقفل ". ثم أنهت الاتصال لتتركه مشتتا تماما ..

التفت لها .. كانت قد عادت للنوم .. امطرها بنظراته المتفحصه .. لم تشبع عينيه .. يشتهي آكثر من ذلك ...
يشتهي أن يُسلي قلبه المهموم بقبلةٍ ! بحضنٍ دافء ..
أي حب هذا الذي أذابها في قلبه كقطعة سكر
تنهد بعمق وهو يقف ليستعد لصلاة الفجر .. ثم تذكر قول الله تعالى " وكان الإنسان عجولا"


**(12)**
"رسيل" ذات ال15 عام اخيرا قالت وهي تمسح دموعها : تعبت من البكاء بصراحه .. وكل ما سكت أعدت لي دوافع الحزن مجددا وتثيري لي رغبة البكاء مره اخرى
" رتيل" : "لماذا تجلسين معي .. انا أريد البقاء وحدي .. أرجوك أتركيني وشأني "
رسيل : انا كذلك أفتقد عمتي "ميلاء" .. وأحبها كثيرا .. لا أعلم كيف ساقضي وقتي بدونها. أنت تساعديني على تفريغ أحزاني ..
قالتها وهي وتتابع قصص السناب شات.. ثم صرخت " رسيل" جزعا مما قرأته عبر سناب "خوله" ابنة عمها "هادي" ..
"فارقتنا اخيرا .. ما بغت تخلينا "
فتحت " رتيل" سنابها للتنظر الى "سنابات" بنات عمها "هادي" ..يوو شوفي ايش كتبت "خوله كمان": " اليوم عندنا عيد "


**(13)**

- ماما .. انا ابا اخرج العب برا في الحوش ..
قالتها "رهف لوالدتها وهي تعانق رقبة "جميلة" في محاولة منها لارضاها..
كيف ستخبر طفلتها ذات الأربعة سنوات بأن حريتهم مقيده داخل هذا المنزل ..
- حبيبي .. تعالي نلعب ضيوف
فرحت كثيرا "رهف" بهذا العرض المغري
- يي .. آنا الام وانتي البنت الصغيره..
تفاجئت "جميلة" من هذا العرض .. لكنها رضخت لابنتها .. حرفيا كانت تطبق "رهف" ما تفعله "جميله" لها وكذلك ما تطلبه منها ..
- بيبي .. لمي الألعاب لما تخلصي لعب
قالتها "رهف" وهي تبتسم بخبث شديد ..
علمت " جميلة" أنها وقعت في فخ هذه الصغيرة .. لذا قامت بلم الألعاب ووصعتها في صندوق الألعاب.. ثم عادت لرهف تدغدغدها وهي تقول
- غشاشه ضحكتي عليا .. وخليتيني ارتب الألعاب...
ضحكت رهف بمرح .. وهي تحقق انتصارا على والدتها
القت نظره حزينه علي ريم (تبلغ من العمر 9) سنوات و رنيم (7)
كانت قد اشترت لهن هواتف محموله لتخفف عليهن هذا الحبس الاجباري
- ماما .. ممكن اطلع بيت خالي فوق .. ابا أروح العب مع "لما"
- طيب لحظه .. خليني اكلم زوجة خالك .. اشوف اذا خالك موجود ما راح نطلع لهم



**(14)**

توقفت سيارة الأجرة أمام المجمع السكني في ليستر ... التفت إليها ليخبرها بأنهما قد وصلا .. لكنه صدم بها وهي تخرج مسرعه وتتوجه للباب الذي كان يقف على مخرجيه الفتاتين .. كانتا وجهان لعملة واحدة .. لن يفترقا .. مستحيل أن يسمح لهذا الخلاف أن يمحي تاريخمها معا .. في اعمقاقه رتب حالة واحدة لن يسمح لأحد أن يفرق بينه وبين "ميلاء" ...
كان سائق الاجرة قد افرغ سيارته من حقائبهما .. لكنه وجد نفسه هو وابنته مع حقائب "ميلاء" ايضا .. ولكن لا أثر لها ولابنتها .. أشياؤها تقف أمامه تضحك .. وتخفي داخلها مشاعر مجنونه ... لين يختلف هو عن ذاك الذي أصبح داخل فقاعة حب !!..
ارتمت "في" في حضن والدها فرحا بوصل والدها ..
احتضنها هو بدوره قائلا: كيفك يا بابا .. اخبارك؟

- الحمدلله .. وإنت كيفك .. كيف كان طريقك؟
قالتها وهي متأكده بأن والدها اليوم ليس هو من كان يحدثها بالأمس .. هي متاكدة بإنه كان يتتبعها بنظراته حتى أختفت من أمامه.. بعدها تقدمت لترتمي بين أحضانه.. لتخبره بأنها معه ..

- ياقلبي .. انتظري هنا .. سوف اوصل لها حقائبها وأعود لك فورا .. لا تحملي شيئا أن سوف أعود..
- لا داعي .. سوف اسحبهما لك لا تخف ..

#روايه
#أمل_سفر = emelyaamal
سوف أحاول الالتزام معكم بفصل كل يوم آحد باذن الله
#سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ








التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 18-03-24 الساعة 09:25 AM
أمل سفر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس