شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   خلف أقنعة القلوب (3) "سلسلة خلف الأقنعة " *مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t455707.html)

رغيدا 02-09-19 08:43 PM

خلف أقنعة القلوب (3) "سلسلة خلف الأقنعة " *مميزة ومكتملة *
 

https://upload.rewity.com/uploads/154089255098181.gif


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطل عليكم للمرة الثالثة عبر صفحات منتدانا الغالي لأقدم لكم مولودتي الثالثة " خلف أقنعة القلوب" الجزء الثالث من سلسلة "خلف الأقنعة"

سلسلة متصلة منفصلة ...

حيث يحكي كل جزء منها قصصا لشخوص تنهي قصصهم بنهاية الجزء ويستمرون معنا بظهورهم بباقي الاجزاء حيث يشكلون علاقات قرابة وصداقة مع باقى ابطال الاجزاء التالية ...

ورغم ان كل جزء يشكل وحدة مستقلة بقصصه واحداثه تنتهى بها لكن يفضل قرائتها مسلسلة

ولمن يرغب بقراءة الجزء الاول "خلف أقنعة الوجوه " فهذا رابط الصفحة


وهذا ارابط التحميل



ولمن يرغب بقراءة الجزء الثاني "خلف أقنعة الذكريات" فهذا رابط الصفحة


وهذا رابط التحميل



اعرف اني تأخرت عليكم كثيرا ببدء تنزيل الجزء الثالث ...لكن ظروفي كانت ضاغطة ...ولأن من تابعني منكم سابقا يعرف اني اكره بشدة التاجيل والاعتذارات فرغبت ان لا ابدأ بالتنزيل حتى تتحسن احوالي لحد ما ...

ارجو من الله ان تنال اعجابكم ..وان يقدرني الله على ان اكملها وتكون عند حسن الظن وتلقى نفس القبول والنجاح الذى ناله الجزئين السابقين ...

بإذن الله سيكون بداية التنزيل يوم الجمعة الموافق 20 /9 / 2019...وسيكون الجمعة موعد التنزيل الثابت اسبوعيا فى تمام الساعة التاسعة مساءا


لن اطيل عليكم اكثر فقط ارغب ان اوجه شكر خاص للمصممة الجميلة هبة عاطف على الاغلفة التى اهدتني اياها ...وللجميلة لمياء هلال او كما اسمها بالمنتدى لمياء الموجي على تصميمها لتواقيع الابطال

وسأترككم مع الاغلفة والتواقيع حتى القاكم يوم الجمعة 20/ 9 بإذن الله


https://upload.rewity.com/uploads/156891380778921.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891443958071.jpg




https://upload.rewity.com/uploads/156891497282361.jpg

https://upload.rewity.com/uploads/156891533661781.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533664522.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533669033.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533672984.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533675985.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533678826.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533681347.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533684088.jpg


https://upload.rewity.com/uploads/156891533686479.jpg



روابط الفصول
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس

الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن

الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر (جزء اول)
الفصل الخامس عشر (جزء ثاني )
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون جزء أول
الفصل الرابع والعشرون جزء ثاني
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون ج1
الفصل التاسع والعشرون ج2
الفصل الثلاثون ج1
الفصل الثلاثون ج2
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الأخير ج1
الفصل الاخير ج2
الخاتمة


رابط تحميل الرواية
https://www.mediafire.com/file/15mhz...%25A9.pdf/file

رابط تحميل السلسلة كاملة بأجزائها الثلاث
https://www.mediafire.com/file/8zo08...%25A9.pdf/file

شكر خاص للكاتبة المبدعة Shaimaa Yousri Shammosah
لاهدائها الرواية التعبئة ورابط التحميل للرواية والسلسلة ... وايضا للمبدعة Heba Atif للتصميمات الجميلة


**منى لطيفي (نصر الدين )** 02-09-19 11:47 PM

الف الف مبروووك وأخيرا طل علينا اعلان الجزء التالت وانا متحمسة جدا للشخصيات
الي طلت علينا ضيوف في الأجزاء السابقة حتى اعرف أحداثهم يارب بالتوفيق ان شاء الله
وتنتهي على خير كيف ما تتمنين واكثر.


https://1.top4top.net/p_1340vwu701.jpg

https://5.top4top.net/p_1340k8fl00.jpg

MooNy87 02-09-19 11:57 PM

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...28d5777f63.gif

خبر جميل وأسعدنى جدا مرحبا بعودتك مرة أخرى يا رغيدا

مع أمنياتى لكِ بالنجاح والتوفيق وان شاء الله تلاقى التفاعل المنشود

تقبلى تحيتى ومرورى

رغيدا 03-09-19 03:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** (المشاركة 14461758)
الف الف مبروووك وأخيرا طل علينا اعلان الجزء التالت وانا متحمسة جدا للشخصيات
الي طلت علينا ضيوف في الأجزاء السابقة حتى اعرف أحداثهم يارب بالتوفيق ان شاء الله
وتنتهي على خير كيف ما تتمنين واكثر.


https://1.top4top.net/p_1340vwu701.jpg

https://5.top4top.net/p_1340k8fl00.jpg

تسلمى يا منون ويا رب تكون على قدر توقعاتك

رغيدا 03-09-19 03:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MooNy87 (المشاركة 14461788)
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...28d5777f63.gif

خبر جميل وأسعدنى جدا مرحبا بعودتك مرة أخرى يا رغيدا

مع أمنياتى لكِ بالنجاح والتوفيق وان شاء الله تلاقى التفاعل المنشود

تقبلى تحيتى ومرورى


تسلمى يا موني مرحبا بك ويسعدني جدا تواجدك معي :sm92:

um soso 03-09-19 08:52 AM

واخيرااااااااااا

الف مبروك لنا تكملة السلسله بابطالها القدماء والجدد
اهم شي البك بوس اشرف كثري من ظهوره ومري على ياسر وتقى خلي نشوف شنو اخبارهم بعد الزواج لسه توم وجيري

اكيييييييد بشوق لبداية الرحله معك ريدا



um soso 03-09-19 11:22 AM

هديتي للجزء الثالث

الاول دون اي كتابه

والثاني اخترت اقتباس وضعته على التصميم لاادري هل يناسب الروايه لذا تركت القرار لك


https://2.top4top.net/p_1341yzht61.png


https://5.top4top.net/p_1341ahf661.png

l

ebti 03-09-19 12:19 PM

صباح الورد والجوري.... الف الف الف مبروووك افتتاح الجزء الثالث وان شاءالله يكلل بالنجاح الذي تتمنى عزيزتي ....

موفقة بإذن الله تعالى.... في حفظ الله ورعايته....

موضى و راكان 03-09-19 01:47 PM

ألف مبروك الجزء الثالث من خلف الأقنعة
 
:elk:
أخيرا يا رغيدا الله يسعدك فرحت جدا عندما قرأت عن تنزيل الجزء الثالث من سلسلة خلف الأقنعة اقنعة القلوب
كنت فى انتظارها من وقت انتهاء الجزء الثانى ربنا يصبرنا على الانتظار ليوم 9/20
بالتوفيق يا حبيبتى و ربنا ما يحرمنا من ابداعك يا جميلة:sm92::sm92:

Romance 18 13-09-19 08:54 PM

أخيييرا الجزء الثاالث من السلسلة عن جد رووعة و كنت منتظرااها من. وقت طويييل موفقة باذن الله

لبنى أحمد 13-09-19 10:00 PM

مبارك نزول الجزء الجديد من السلسله 🌹🌹

كاردينيا الغوازي 19-09-19 08:56 PM

ونقول الف مليون مبروك لاحلى رغيدا ويا رب التألق الدائم لانسانة هي كل التألق والرقي



https://cf4.s3.souqcdn.com/item/2018..._119242603.jpg

منى سعد 19-09-19 10:16 PM

الف مبروك الجزء الثالث انا كنت منتظره الجزء على نار لنرجع ندخل اجواء اولاد البلد المصرين الجدعان الى الحقيه كنت اشبه الرويه بملحة ليالي الحلميه الجميله

نور علي عبد 19-09-19 10:23 PM

السلام عليكم ورحمته وبركاته
مبرووك نزول الجزء الثالث من السلسه طبعا انا قرأت الجزء الاول والثاني ويسعدني انك نزلتي اخيرا الجزء الثالث بالتوفيق انشاء الله 🌸

م ام زياد 19-09-19 11:20 PM

مبارك رغيدا 👏😍اخيرا هتنزلي بالجزء الثالث 💪 😂 لقد هرمنا من أجل هاذوها اللحظه يا برنس ⁦🕵️⁩😂

ههههه انا كمان هرمت بانتظارها بس فعلا ظروفي بقالها اكتر من سنة صعبة جدا ومكنتش حابة انزل ويحصل ما يضطرني للتوقف ...تسلمي يا ام زياد:eh_s(7)::eh_s(7):

رغيدا 20-09-19 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14462345)
واخيرااااااااااا

الف مبروك لنا تكملة السلسله بابطالها القدماء والجدد
اهم شي البك بوس اشرف كثري من ظهوره ومري على ياسر وتقى خلي نشوف شنو اخبارهم بعد الزواج لسه توم وجيري

اكيييييييد بشوق لبداية الرحله معك ريدا



ههههههههه اجمل أم سوسو انا دايما بستنى رايك لما بتغيبي عن فصل بزعل ...اشرف موجود ضيف عزيز وحنبدأ بيه الجزء هو وعيلته من اول فصل

رغيدا 20-09-19 01:20 AM

:new4::harhar1:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14462455)
هديتي للجزء الثالث

الاول دون اي كتابه

والثاني اخترت اقتباس وضعته على التصميم لاادري هل يناسب الروايه لذا تركت القرار لك


https://2.top4top.net/p_1341yzht61.png


https://5.top4top.net/p_1341ahf661.png

l

الله عليك يا اجمل ام سوسو حبييييييييييت كتيييييييير رائع تسلم ايدك على اجمل هدايا ربنا ما يحرمني من دعمكم تسلمي يا رب :new4::chirolp_krackr::chirolp_krackr:

رغيدا 20-09-19 01:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 14462538)
صباح الورد والجوري.... الف الف الف مبروووك افتتاح الجزء الثالث وان شاءالله يكلل بالنجاح الذي تتمنى عزيزتي ....

موفقة بإذن الله تعالى.... في حفظ الله ورعايته....


تسلمي يا اجمل ابتي سعيدة بوجودك على صفحات الرواية
:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):

رغيدا 20-09-19 01:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 14462694)
:elk:
أخيرا يا رغيدا الله يسعدك فرحت جدا عندما قرأت عن تنزيل الجزء الثالث من سلسلة خلف الأقنعة اقنعة القلوب
كنت فى انتظارها من وقت انتهاء الجزء الثانى ربنا يصبرنا على الانتظار ليوم 9/20
بالتوفيق يا حبيبتى و ربنا ما يحرمنا من ابداعك يا جميلة:sm92::sm92:

موضي الجميلة اللى دايما منوراني وبسعد بتعلقياتها الرائعة تسلمي يا رب :sm92::sm92:

رغيدا 20-09-19 01:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Romance 18 (المشاركة 14480582)
أخيييرا الجزء الثاالث من السلسلة عن جد رووعة و كنت منتظرااها من. وقت طويييل موفقة باذن الله

حبيبتي تسلمي اتمنى تكون تستحق انتظارك الطويل :29-1-rewity::29-1-rewity:

رغيدا 20-09-19 01:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى أحمد (المشاركة 14480687)
مبارك نزول الجزء الجديد من السلسله 🌹🌹

الله يبارك فيك تسلمي :chirolp_krackr:

رغيدا 20-09-19 01:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 (المشاركة 14492722)
ونقول الف مليون مبروك لاحلى رغيدا ويا رب التألق الدائم لانسانة هي كل التألق والرقي



https://cf4.s3.souqcdn.com/item/2018..._119242603.jpg

كاري الجميلة ربنا يحفظك انت من هي كل الرقى والتالق والجمال يا قمر ودايما اتشرف بوجودك :chirolp_krackr::chirolp_krackr::chirolp_krackr:

رغيدا 20-09-19 01:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سعد (المشاركة 14492859)
الف مبروك الجزء الثالث انا كنت منتظره الجزء على نار لنرجع ندخل اجواء اولاد البلد المصرين الجدعان الى الحقيه كنت اشبه الرويه بملحة ليالي الحلميه الجميله

تسلمي يا رب يا اجمل منى ...ليالي الحلمية مرة واحدة ههههه اتمنى يكون الجزء ده يستحق انتظارك :sm92::sm92::sm92:

رغيدا 20-09-19 01:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد (المشاركة 14492880)
السلام عليكم ورحمته وبركاته
مبرووك نزول الجزء الثالث من السلسه طبعا انا قرأت الجزء الاول والثاني ويسعدني انك نزلتي اخيرا الجزء الثالث بالتوفيق انشاء الله 🌸

تسلمي سعيدة بقرائتك للجزء الاول والثاني واتمنى ينال الجزء الثالث والاخير اعجابك :chirolp_krackr::chirolp_krackr:

رغيدا 20-09-19 10:02 PM

مساء الخير على كل الجميلات حان الآن موعد لقائنا الأول مع اول فصول الرواية

رغيدا 20-09-19 10:08 PM

المقدمة

حينما سُئلوا عن حب قالوا:

آسر:
"الحب عندي قيد وأنا طير لا يستقر بمكان "
سيد:
"الحب عندي حُلم مستحيل لمن هو في مثل ظروفي الآن"
سمير:
"الحب عندي عقد يلتزم ببنوده الطرفان"
عمرو:
"الحب عندي فتاة تأسرني حتى الذوبان"
هادر:
"الحب عندي سجن لقلب لا يرغب بالحرية مهما كان"
عز الدين:
"الحب عندي عينان مليئتان بالطيبة والحنان"
سما:
"الحب عندي أمان إن فُقد فات الأوان"
رؤى:
"الحب عندي فارس وسيم غني يحقق لي كل الأحلام"
ياسمين:
"الحب عندي قصة تُحكى لغيري ليس لي فيها مكان "
سامية:
"الحب عندي ذكرى مؤلمة وجروح تدمي الوجدان"
تُـــــــــــــــــرى..
أ ينتصر الحب في معركته مع الواقع والظروف ليكشف المشاعر المحبوسة خلف أقنعة القلوب ؟



الفصل الأول

منزل أشرف السلمي الأسبوع الأخير من رمضان


أغلق مصحفه بعد أن أتم قراءة ورده اليومي، يبتسم متجاهلا تلك الأصوات النزقة التي تصله من المطبخ ...يعرف أنها غاضبة لأنه رفض أن يدعو ياسر وتقى اليوم أيضا على الإفطار ...لكنه قد تعب واشتاق إليها ...

قارب شهر رمضان على الانتهاء وابنه اللزج يفطر يوميا هو وزوجته وطفله لديهم ولا يكتفي بذلك بل يظل جالسا يتدلل على أمه حتى موعد السحور ولا يعود لشقته المقابلة إلا مع آذان الفجر ...مما لا يدع له مجالا للانفراد بحبيبته ...كما أنها دعت أسرة شقيقتها عدة مرات ، وغدا هم مدعوون لديهم ...أليس من حقه أن يأخذ يوما واحدا لهما منفردين ..ألا يشتاق ابنه الغبي للبقاء مع زوجته وحدهما؟! ... لم تتجاوز مدة زواجه السنة سوى بشهرين، ألا يرغب الغبي الانفراد بزوجته قليلا؟...التوى فمه بابتسامه جانبية متذكرا حفيده الصغير ...لابد أنه لا يعطي لوالديه الفرصة لذا يفضلان البقاء معهما هنا ...فالطفل مزعج قليل النوم وكثير البكاء بشكل متواصل ويرغب أن يظل محمولا دوما ...
غامت مقلتاه حنانا وهو يتذكره، كم يعشق ذلك المشاغب الصغير بكل إزعاجه ...لكنه رغم ذلك يحق له أن يأخذ منه بعض الراحة ولو ليوم في الأسبوع
..أخرجه من شروده صوتها النزق وهي تقول..
" اشرف لقد جهزت الطعام هيا فالآذان على وشك أن يرفع" .
لم تكد تكمل جملتها حتى ارتفع صوت المؤذن ليقوم أشرف وهو يلهج بالدعاء ويقترب منها مقبلا وهو يقول" اللهم اني لك صمت وعلى رزقك افطرت "
لتبتعد عنه وهي تقول مدعية الغضب" الطعام على الطاولة وليس على وجهي"
ابتسم أشرف وهو يجذبها إليه ضاما إياها لصدره معيدا اقتناص شفتيها وهو يقول:
" لكن الحلوى بوجهك فهناك شفتين بطعم الكرز ووجنتين كالتفاح وجبين كالقشطة بالعسل "

ابتعدت بوجهها قليلا وهي تقول بغنج:
" لكنك ممنوع من الإكثار من أكل الحلوى ..هي خطرة على صحتك... أنا خائفة عليك من المضاعفات"

زمجر غاضبا وهو يقربها إليه أكثر بينما يغمغم من بين قبلاته" صحتي بخير حال وتتحمل أكل أطنان من الحلوى وسأثبت لك حالا فسأحلي قبل أن افطر "...
وما أن كاد يميل بها على الأريكة حتى قاطعه دق مستمر لجرس الباب مصاحبا لصوت بكاء وصراخ ليبتعد عنها وهو يسب من بين أنفاسه .. ابنه .. وحفيده .. والساعة السوداء التي جعلته يشترى له الشقة المقابلة له .. بينما شهقت تقى وهي تبتعد عن ذراعيه وتسارع لباب الشقة تفتحه بلهفة لتجد ياسر يناولها اشرف الصغير وهو يقول لها:
" ماما لا نستطيع الإفطار بسبب هذا الشقي ألا يكفي أن أمه صنعت لي إفطار يشبه أكل المرضى... وأيضا لا أجد فرصة لأضعه بفمي بسبب هذا المزعج! "

ليقاطعه صوت تقى النزق وهي تصرخ به من أمام باب شقتهم" أيها النهم المزعج الناكر للجميل كابنك انه أكل صحي .. اتسمي الخضار السوتيه والمكرونة بالصلصة البيضاء مع البانيه طعام مرضى !!.. انك لا تفهم بالطعام "

التفت إليها بنية استكمال الشجار الذي بدأه ما أن رأي الطعام فتدخلت والدته تهادنه :
" حسنا أنا طهوت صينية مكرونة بالبشاميل ولدي بفتيك وبعض المحشو المتبقي من أمس تعالوا لتفطروا معنا ودعوا ما طهته تقى لتتسحروا به"
لم يدعها ياسر تكمل الدعوة وكان يدلف بسرعة للشقة ليجلس على الطاولة يأكل بنهم متجاهلا نظرات أبيه الغاضبة ..
لحقت به زوجته مزمجرة وهي تسحب كرسيا بجواره ..

و أشرف ينتقل بنظراته بينهم بقهر ليفاجأ بتقى تضع اشرف الصغير بين يديه وهي تقول:
"اشرف امسك الصغير حتى اصب العصائر للأولاد ليفطروا فقد أضعنا الوقت وسيقترب العشاء دون أن نأكل أو نصلي"

نظر إليهم أشرف يسر في نفسه سبابا لهم، مقهورا، ليخرجه من شرود نظراته الناريه لطمة مفاجئة، أصابت وجهه من تلك الكتلة الصغيرة بين يديه والتي لم تكمل سوى ثلاثة أشهر لكن المجرم الصغير لديه هواية لطم كل من يحمله وخاصة جده، فنظر له بغيظ وهو يهمس :
"حسبي الله ونعم الوكيل... ماذا يمكن أن أقول؟ ...لابد أن تكون جلفا كأبيك ...لن تأتي به من بعيد"
لكن ذلك لم يمنعه أبدا من تقبيل وجهه بحنان رغم غيظه ....

××××


رغيدا 20-09-19 10:10 PM

بعد أسبوع يوم عيد الفطر منزل الحاج محمد بالحارة الشعبية

ينظر حوله للصخب مبتسما قبل أن يغمض عينيه، عائدا برأسه على ظهر كرسيه ...يتذكر سنواته الماضية، خاصة بعد وفاة والده ..يتذكر الأعياد التي كانت تمر عليه وعلى والدته بصمت ...صحيح كانت والدته تحاول قدر المستطاع أن تجمع بعض الأقارب وخاصة أبناء عمته بيوم العيد ..لكنها لم تكن جلسات دافئة كهذه ...هذا إن استطاعت جمعهم من الأساس، فعمته كانت تفضل السفر بالعيد لأحد المنتجعات مصطحبة ماهي معها ..بينما مدحت كان يرفض الحضور متحججا عادة برغبته بمرافقة أصدقائه ..لينتهي الأمر بهما وحيدان بين جنبات القصر ..أما الآن! فتح عيناه متأملا بشغف تلك الصالة الصغيرة ببيت حماه ..الضيقة المساحة الكبيرة بما تحويه من حب ودفئ .. لقد أصر حماه على أن يقضوا معهم صباح يوم العيد ، رافضا أن يحضروا هم للقصر ....بل أنه يشعر بالخجل عندما يتذكر محاولته لإقناعه بكون القصر رحب وسيسع الجميع حينها رمقه الحاج محمد بنظرة لن ينساها، وهو يجيبه بعتب مستتر:
" لا يهم مساحة المكان بني حتى لو كان صغيرا أو بسيطا فسيسعنا جميعا..لو كان والدك على قيد الحياة لكنت وافقت أن تبقوا معه ونأتيكم أو تأتونا بالمساء نعيّد عليكم ..لكن ظننت أنك تعلم كوني الأكبر سنا وبمثابة والد لكم جميعا ..فالأصول تقتضي أن تتجمعوا جميعا عندي .. إلا لو كنت ترى بيتنا غير لائق بك وبالسيدة والدتك لتقضوا عيدكم معنا.."
سارع حينها بالاعتذار نافيا وهو يحاول التبرير أنه فقط أراد أن يتجمعوا جميعا عنده حتى يكون بإمكانه دعوة مدحت وزوجته ووالدها لديه ...لأن دعوتهم هنا قد لا تكون لائقة وتسبب حرجا خاصة بين هند وسارة .

ليربت الحاج محمد على يده قائلا بلطف " بإمكانك دعوتهم غدا .. أما صلاة العيد ..وإفطار اليوم الأول فاعتاد انه سيكون دوما عندي ما قدر الله لي من عمر أنا وخالتك أم أكرم "

عاد خالد من شروده بذكرى الأمس هامسا لنفسه "صدقت عماه ..ليس بالقصور بل بالحب ..تتسع الأماكن .."
أرسل نظراته لتتفقد أركان الصالة المزدحمة بمن فيها، حيث يجلس سامح مفترشا الأرض مجاورا سيد ابن خالته بأحد جوانب الصالة يتبادلان المزاح الصاخب حول من منهما الأفضل بلعب الكرة ، ومن الأكثر وسامة ، ومن كانت الفتيات تعجبن به أكثر ..كانا يبدوان كطفلين مشاغبين صاخبين ومرحين..لكنه يعرف أنهما رغم كل هذا الصخب الطفولي شابين رائعين يجيدان تحمل مسؤولياتهما بجدية ويتمتعان بأخلاق عالية ورجولة وعنفوان كبير ..
ربما لم يعاشر سيد كثيرا كسامح ...لكن حاسته التي لا تخيب عادة أشعرته أنه النسخة الأخرى لسامح يحمل كثيرا من صفاته وطباعه ...وأيضا كبريائه التي جعلته يرفض مهنة افتعلها له دون حاجة حقيقية عندما علم باحتياجه وبحثه عن عمل.

أدار نظره للجهة الأخرى حيث زوجته التي تقف متخصرة أمام باب غرفتها القديمة .. يتابع الشجار المازح بينها وبين ماهينار ابنة عمته وزوجة اخيها حول فشل الأخيرة في تعلم الطهي ...تعايرها همس بكوارثها المطبخية وآخرها منذ قليل إحراق البطاطس التي كانت تحاول قليها كمساهمة فاشلة منها في مساعدتهم بعمل الإفطار ..
ابتسم و صوت ماهي تتهم همس بأنها السبب حيث شغلتها بالحديث فنسيتها يصله بوضوح لتناكفها المعنية مذكرة إياها بفشلها في صنع ولو كعكة واحدة من كعك العيد الذي اكتشف أن حماته تصر على صنعه منزليا حيث تجمع شقيقتها وبعض جيرانها ليصنعوه بأيديه فلم تنسى دعوة والدته التي كانت سعيدة جدا بالتجربة وظلت ليومين تحكي له بسعادة عن جمال أجواء هذا التجمع....

اتسعت بسمته بينما يلمح حماته تخرج من المطبخ على صوت الشجار بين همس وماهي... تؤازر كنتها، محتضنة إياها ضد همس.. وبدأت بسرد مصائب ابنتها عند بداية تعلمها الطهي فتتعالى أصوات المزاح والضحكات خاصة مع مساندة هند وسما لماهي ضد همس التي تحاول مقاطعة والدتها بغضب مفتعل، تضرب قدمها بالأرض مما جعله يكتم ضحكاته بصعوبة على شكلها الذي يشبه طفلة لم تنصرها مدرسة الفصل على زميلاتها ..

في حين لمح وقوف والدته مع شقيقة حماته بالمطبخ حيث عادت حماته إليهم لاستكمال صنع الإفطار الجماعي لهم... ولا يدري حقا كيف يسعهن ذلك المطبخ بحجمه الضيق لكنه لم يهتم وهو يستمع لصوت والدته السعيد يصله واضحا بينما تصر على معاوناتهم بصنع الطعام ،
ليميل برأسه ناظرا لباب المنزل المفتوح على مصراعيه حيث يلعب أشقاء هند مع ابني خالة زوجته الصغار والمقاربين لهما بالعمر، لا يكفون عن الدخول والخروج والنزول للشارع واللعب والصعود للمنزل ثانية ...
بينما غاب حسين شقيق هند المراهق عن التواجد ، فقد تعافي من الإصابة وأصبح بحالة جيدة تسمح له بممارسة حياته وقد رافقهم لصلاة العيد ثم استأذن بعدها لاتفاقه مع أصدقائه على الخروج معا والذهاب للسينما.... حينها لمح حماه يعطي له ولأخوته مصروف العيد فيتناوله الصغار بسعادة ويحاول حسين الأكبر الرفض بحرج فينهره الحاج محمد بمحبة مجبرا إياه على أخذه منه ...
كم يحب هذا الرجل ويحترمه !.. وكم هو فخور بأن ينتمي لتلك العائلة! ..عائلة أعطته الكثير ..
منحته دفئا ومحبة ومساندة... تشعره بأن له عائلة ستقف في ظهره دوما مهما حدث له من خضوب ...فرغم وجود أقارب له ...بعضهم يحتل مراكز ومناصب عُليا ...لكنه أبدا لم يشعر بينهم بهذا الدفء ...بهذا الأمان ...سامح بعصبيته وحميته ...
أكرم بهدوئه ورزانته..
وقبلهم الحاج محمد بحنانه وحكمته ..
هم العائلة التي يفخر أن ينتمي إليها أبنائه ..والتي لا يخاف يوما عليهم إن حدث له شيء أن يظلموهم أو يتركوهم ..
صورة رائعة لا ينغصها أو يفسدها سوى هذا الرجل الفظ زوج الخالة الذي يجلس بوجه، متجهم كعادته بجوار حماه .. ليمعن النظر إليه متعجبا كيف يمكن لرجل بهذه الطباع الغليظة أن يكون أبنائه على النقيض منه كما رآهم ، ليحمد الله بسره أنهم لم يرثوا منه جلافته وأسلوبه الفظ ...
والذي يستغرب له أكثر هو تحمل حماه له خاصة مع صوته المرتفع وغضبه الدائم غير المفهوم والذي يقابله الحاج محمد بابتسامة متسامحة تثير استغرابه ...ليتذكر أنه سأل همس ذات مرة عن سبب احتمالهم له لتجيب ببساطة أدهشته:
" لو تعاملنا معه بأسلوبه سنخسر خالتنا وأبنائها ونقطع رحمنا وهم لا يستحقون ذلك ...لذا نتجاهل طباعه ونتحمله لأجلهم"
...كم يتمنى أن يستطيع زرع تلك التربية الصالحة والترابط بين الأرحام بين أسرته ...
ليفكر بضرورة أن يقوم بدعوة عمته التي يتمنى أن تستجيب وتحضر فرغم كل ما حدث منها تظل عمته ...رحمه الذي يجب أن يوصل...فقرر أن يدعوها بالإضافة لآسر المتواجد حاليا بمصر ومدحت وزوجته ووالدها ...وطبعا عائلة زوجته همس كاملة بما فيها هند واشقائها لقضاء الغد لديه بالقصر ...حتى أنه يفكر أيضا بدعوة أشرف وابنه وعائلته بما فيهم عائلة زوجة أشرف فهو يرغب بمعرفة آخر أخبار المشروع الخيري من مسعد زوج شقيقة زوجة اشرف ... لذا قرر أن يقوم بدعوة الجميع ...يريد أن يصنع تجمعا كبيرا وتقليدا يجمع المقربين منه لديه كل عام بثاني أيام العيد لتتآلف القلوب وتزداد أواصر المحبة بينهم فرواده خاطر الود ورفع هاتفه مقررا معايدة اشرف ودعوته ....
××××

رغيدا 20-09-19 10:15 PM

الفندق بعد مرور شهرين
يلف بكرسيه يمينا ويسارا دون أن تفارق عيناه الشاشة أمامه يراقب صالة استقبال الفندق حيث تقف هي وزميليها خلف منطقة الاستقبال يؤدون عملهم ...
تشده بكل لفتاتها ...
تحيره من نفسه ...
ولا يعرف لم تشده؟ ..

ليست فاتنة الجمال ...بل على مقياس من عرفهم من الجميلات تعد هي الأقل...لكن رغم ذلك لم تجذبه فتاة كما جذبته هي ...رغم أنها بعيدة كليا عن ما اعتاده ...
أخذت عيناه تتمليان بها ليبتسم ساخرا من نفسه وهو يدقق في زيها الفندقي الذي ترتديه ..والذي يعلوه في سابقة لم تحدث لدى أي ممن يعملن بفنادقه ذات النجوم السبعة حجابا باللون الأسود ...
لقد وافق على ارتدائها له وقام لأجلها باستثناء وهو أن تستبدل التنورة السوداء القصيرة ببنطال اسود مستقيم يميل للاتساع ..
استثناء لم يفعله مسبقا بعمله إلا لها ...ولم يكن الحجاب والبنطال هما الاستثناء الأول ...بل تعيينه لها في هذا الفندق هو في حد ذاته يعد استثناءً ...
خريجة حديثة من كلية الألسن قسم اللغة الانجليزية ...لا تجيد بجانب العربية إلا لغتين والفرنسية لديها ليست تامة الإجادة رغم أن اشتراطات فنادقه أن يكن ثلاث لغات حد أدنى بإجادة تامة .. وليست لها أية خبرة لا عملية ولا اكاديمية بالعمل الفندقي ...ورغم ذلك قبلها للعمل لديه ...بل ليكن أكثر صدقا هو بنفسه من طلبها وأغراها مقدما لها تسهيلات عدة فوافق أن لا تأخذ أي مناوبات بعد التاسعة مساءا ..رغم أن كل العاملين تتغير مناوبات عملهم تبعا للجدول الخاص ...

قاطع نظراته التي تتابعها بتمعن صوت هاتفه فرفعه بآلية وهو ينظر لاسم المتصل قبل أن يزفر بضيق ..فخالد قريبه بدأ يثيره بكثرة الاتصالات ..وككل مرة لابد انه سيقوم بإلقاء تحذيراته المتعددة حولها ..فزفر بعمق قبل أن يقبل الاتصال.
××××

أغلق خالد اتصاله مع آسر ليلتفت لتلك الجالسة بجواره بتأهب كعادتها
كلما تحدث معه ...
يعي قلقها منذ عرض آسر على سما العمل لديه بالفندق الذى انشأه حديثا بالمدينة السكنية الجديدة التي أقامتها مجموعته الxxxxية...ورغم محاولاته الدائمة لطمأنة شكوكها لكنه يعترف بحقها بهذا القلق ...فهو أيضا قلق من نوايا آسر ..
أجفله من تفكيره صوتها المتسائل:
"متى سيعود لبلاده؟"
شاكسها باسما بمرح :
" هو بالفعل في بلاده عزيزتي "
لتقاطعه بنزقها المعتاد:
" خااالد ...كف عن مرواغتك ...تعرف ما اقصده ..آسر لم يكن يبقى بمصر إلا أيام معدودة قبل عودته لأمريكا حيث مقر اقامته الأساسي والدائم ...لكنه هذه المرة اطال الاقامة بشكل غير معتاد "

ليرواغها خالد بقوله :
"وما الغريب بالأمر ؟...انسيتِ ان الفندق كان ببداية افتتاحه ويجب ان يتواجد بصورة دائمة حتى يسيطر على الأمور ويتأكد من سير العمل؟...لا تنسي أنه أحد فنادق سلسلة عالمية شهيرة ...وهو المسئول أمام باقي شركائه عن التنظيم والادارة "

لترفع حاجبها بهزء وهي ترد :
"وهل الشهريين الماضيين لم يكونا كفاية ليطمئن؟!! ... لم أكن أعرف أن الكفاءة الأمريكية أصبحت بطيئة لتلك الدرجة؟!!"

تأفف خالد بينما يقف متجها للدولاب، يخرج ملابس بيتيه مريحة قبل أن يلتفت إليها ليحسم الأمر:
"همس ...أعرف أنك قلقة من نوايا آسر تجاه سما ابنة خالتك منذ عرض عليها العمل لديه ......لكن عزيزتي ...سماء ليست طفلة ..وآسر ليس ذئبا سيضحك عليها ليلتهمها ...كما أنني نبهته وحذرته أنها ليست كمن اعتاد عليهن بأمريكا ..وأنها تخصني ولن اقبل بأي تجاوز من أي نوع بحقها فكفي عن القلق "

ألقى ملابسه على الفراش بجوارها وبدأ بفك أزرار قميصه ليجدها وقفت على ركبتيها فوق الفراش متجهة إليه لتزيح يده وتكمل فك الأزرار، تميل لتقبيل صدره وهي تقول بخفوت:
"حبيبي ..اعرف انك لم تقصر وحذرته ...لكن سماء فتاة بسيطة جدا ...عاشت حياة مغلقة ...بينا آسر رجل من عالم مختلف ...أنا اشعر أنه يحوم حولها بشكل غير مطمئن منذ قابلها لدينا أيام عقيقه ابننا أمجد من ما يزيد على العام وهو أصبح يكثر من تحين فرص مقابلتها ...
آسر الذي كان ينزل لمصر كل عدة أعوام مرة.. ويأتي لزيارتكم بعد محايلات... اصبح لا يفوت أي مناسبة عائلية لدينا حتى لو كان بأمريكا فيرتب مواعيد سفره ليتواجد فيها ...وهو يعلم أن سما ستكون موجودة ...هل ترى الأمر مجرد مصادفة؟!!"

..أنهت حل القميص وخلعته تلقي به بعيدا على طول يدها ...لتضحك وهي تراه يزفر بضيق بينما يتجه إليه ليأخذه من الأرض ويتجه للحمام لوضعه بسلة الغسيل ... لتنزل من فوق الفراش وتتجه للمرآة وهي تراه عائدا ليكمل ارتداء ملابسه البيتية بعدما خلع بنطاله واحضره معه ليعلقه مكانه..
..تمشط شعرها وهي تفكر كيف انه بعد مرور ما يزيد على العامين منذ زواجهما ..مازال كلا منهما محتفظا بطباعه ...هو شديد التنظيم ...وهي فوضوية ...فوضى يمكن ملاحظتها ما ان تفتح ناحيتها من دولاب الملابس حيث يمكن ان ينقلب ما فيه فوق رأسك بعكس جانبه شديد التنظيم ...
ورغم اختلافهما البين ...لكنهما استطاعا أن يصلا معا لنقاط التقاء وتفاهم ...على الأقل فيما يخص ملابسهما ...فهي لم تعد تفسد له تنظيم دولابه ،،، وهو لم يعد يؤنبها على فوضاها...

تنهدت بعمق وهي تلقى الفرشاة على تسريحة المرآة أمامها وأسندت رأسها على كتفه ما أن اقترب منها مطوقا خصرها بذراعيه ، يضمها من الخلف لصدره ...فتكمل حديثها السابق وهي تقول بقلق:
" لقد كنت أمارس كل أنواع التحايل وأنا أحاول مدارة محاولاته التقرب منها ومحادثتها على انفراد كلما اجتمعا لدينا خوفا من أن يراها أو يشعر بها أخيها سيد أو أخي سامح ... وكلاهما كما تعرف لا يطيقان آسر ...المشكلة يا خالد أنني لا أظن أن نوايا آسر لسما يدخل فيها رغبته بالتعرف عليها عن قرب بنية الزواج ..آسر نفسه صرح أمامنا أكثر من مرة أن الزواج ليس من اهتماماته ...وانه من النوع الذي يعشق حريته ويقدسها ... انا خائفة أن تكون سما مجرد تحدي جديد يحاول ربحه ...سما أرق من أن تتحمل كسر قلبها ...ولن تستطيع الوقوف أمام رجل كآسر بكل ما يملكه من خبره وهالة ووسامة ...آآه"..
قطعت حديثها وهي تلتفت ناظرة إليه بلوم متسائل وهي تمسك جانبها حيث قرصها..
ليقترب منها أكثر، يلومها بعبوس:
"تستحقين ايتها القصيرة ...كيف تتغزلين برجل غيري وتقولي عنه وسيم؟! "
انطلقت ضحكاتها ووقفت على أطراف أصابعها تلثم خده و تلف ذراعيها حول رقبته لتقربه إليها أكثر بينما تتمسح به، مجيبة بعبث:
"حبيبي ...لا يمكن أن ننكر واقع الحال وإلا كنت عمياء إن لم أرى آسر رجل وسيم " ...(وأكملت بسرعة مقاطعة رده النزق) .."
لكنه طبعا لا يقارن بوسامة حبيبي ..أنا كنت أتحدث عن نظرة سما له"

قاطعها مقبلا شفتيها، يغمغم بينما يمرر يديه على تفاصيلها من فوق قميص نومها الوردي القصير الذي لا يكاد يصل لمنتصف فخذيها
"دعينا من الحديث عن غيرنا الآن ...وتعالي لنتحدث عنا نحن ...فهناك عدة مواضيع حيوية تخصنا ونحتاج أن نبث فيها ..خاصة أن ابنك لا يتيح لنا فرصا كثيرة لمحادثات خاصة "
انطلقت ضحكاتها بدلال بينما يرفعها بين يديه متجها لفراشهما .

.××××

رغيدا 20-09-19 10:17 PM

صباحا في الجامعة

تنظر في ساعتها وهي تمد الخطى بقلق خوفا من تأخرها على موعد المحاضرة ...وما أن اقتربت من باب المدرج حتى تنفست الصعداء عندما سمعت الهرج بالداخل دلالة على عدم دخول المحاضر ..فدخلت وهي تجيل النظر حولها في المدرج الصغير حيث الأعداد القليلة التي تشكل طلاب السنة الثانية لقسم اللغة الصينية ..لتجد ياسمين تشير لها فتسرع لتجلس بجوارها وهي تلهج بانفاسها وتقول بعتاب:
"ياسمين ايتها النذلة ...هكذا سبقتني ولم تنتظريني بمحطة المترو كالعادة وتلتزمي بالموعد بيننا "
لترد ياسمين بسخرية :
"رؤى عزيزتي أنت بالذات لا تتحدثي عن الالتزام بالمواعيد ...بينك وبين الإلتزام بها عداء ...عندما تقولين لي (خمس دقائق وأكون عندك) فهذا معناه ساعة على الأقل ...لديك خلط في فهم معنى الدقائق .. لو استمريت بانتظارك كل يوم ستكون النتيجة المؤكدة ان ترسب كلانا وخاصة بمواد الفترة الصباحية"

لتلوي رؤى فمها باعتراض ..قبل أن تتجاهل الأمر كعادتها وتنطلق بالحديث عن أمر آخر وهي تنظر حولها بتعجب وتسأل :
"ما الذي يحدث اليوم ؟..لم الجميع متوتر هكذا ؟..(ورفعت هاتفها ناظرة بتعجب أكثر) ..غريب .. لقد فات أكثر من نصف ساعة على موعد بدء محاضرة اللغة الانجليزية أين دكتور مزنوق"
ضحكت ياسمين على الاسم الذي تطلقه رؤى على الدكتور مرزوق ...أستاذهم العصبي النزق على الدوام ...خاصة مع رؤى التي لم تحضر له سوى محاضرتين فقط منذ بداية العام الدراسي من قرابة الشهر بسبب تأخرها الدائم على محاضرته ورفضه دخولها بعده ..فردت عليها بتهكم:
"طبعا الانسة خريجة مدارس اللغات لا تحيا معنا على ارض كليتنا التي يرتادها المساكين امثالى من ابناء الطبقة الوسطى الكادحة خريجي المدارس الحكومية العربية "

قلبت رؤى عينيها بضجر وقالت بتهكم :
" عدنا للحقد الطبقي ..كما لو كنت أنا ابنة الباشا وهي بنت البواب ...يا عزيزتي الحقودة الحال لا يختلف كثيرا ...لولا عمل والدي بتلك الدولة العربية التي كنا نقيم بها لما استطعنا أن ندخل مدارس اللغات تلك التي لا تكفين عن الحقد عليّ بسببها ...ولكنت جاورتك في المدرسة الحكومية ..والآن انجزي ودعي عنك خزعبلاتك.. أين مزنوق ...لم يتأخر يوما عن موعد محاضرة وقد بلينا به العام الماضي ليظل جاثما فوق صدورنا هذا العام أيضا"

قهقهت ياسمين قائلة :
"أيتها الكسولة لو انك لم تتغيبي المحاضرة السابقة لعلمتي أن الدكتور مزنوق قد أصيب في حادث سيارة ...وسمعنا انه كسر حوضه وساقه كسرا مضاعفا ...وحصل على اجازة مرضية وهناك من سيقوم بإكمال تدريس المنهج بدلا منه"
انتفضت رؤى واقفة وهي ترفع يديها لأعلى هاتفة بسعادة جعلت عدة عيون تلتفت لتناظرها البعض بابتسامة والأخرىن باستهجان:
" الله اكبر ...الله أكبر ...الحمد لله الذي استجاب لدعائي عليه وخلصنا منه "

تطلعت ياسمين حولها بحرج وهي تجذبها لتعود للجلوس بجوارها بينما تلومها قائلة:
"حرام عليك ايتها الحقودة ...كل هذا لأنه يرفض مشاغباتك ومحاولتك الدخول متاخرة "

ثم أمسكت بحقيبتها وبدأت في البحث عن شيء ما بينما عبست رؤى وهي تجيبها بسخرية:
"ارحميني من مواعظك يا حاجة ياسمين ...ولا تدعي عدم سعادتك بتخلصنا منه ...فأسلوبه ممل ولا نكاد نفهم منه شيئا وهو يكاد يعطي المحاضرة لنفسه ويظل يلف حول مكتبه ويتحدث بخفوت كما لو كان يلف حول مقام أو يرغب بدخول الحمام ... بينما اغلبنا يكاد ينام من شدة الملل ...دعك منه هل تعرفين من سيدرسنا مكانه ؟"
أجابت ياسمين بخفوت مرتبك وهي تلتفت بجسدها قليلا مستمرة في البحث في حقيبتها:
" لا أدرى ...الأقوال.. متضاربة... "

لم تنتبه رؤى لصوت صديقتها ولا حالتها الغريبة المفاجئة وهي تبحث بهوس داخل حقيبتها وإنما ركزت على دخول ذلك الشاب الوسيم الذى يرتدي جاكت بني أنيق يجمع بين تصميم كلاسيكي مع لمسة عصرية وقميص باللون الكحلي الفاتح وبنطال كحلي غامق وحذاء جلدي بني ..
يحمل في يده حقيبة جلدية بنية مما يستخدمه الاساتذة لحمل اوراقهم واجهزتهم المحمولة ...ثم صعد مباشرة الدرجتين الاماميتين ووقف خلف منضدة المحاضر ..ليسود الهدوء القاعة بينما يتطلع له الأغلبية الذين انتبهوا لدخوله بفضول ..
ظل هو واقفا بصمت ورزانة حتى ينتبه الجميع إليه ... فضربت رؤى ياسمين الغير منتبهة بكوعها لتصرخ ياسمين غاضبة وتنظر لها وهي تقول بحنق" لماذا ضربتني ايتها الغبية؟"

ضربتها رؤى مرة أخرى بقدمها وهي تشير لها بعينها للأمام...لتلتفت بعبوس سرعان ما تحول لذهول جعلها تفغر فاها وهي تحدق في عيون من يناظرها باستهجان ساخر ..قبل أن يرتفع صوته وهو يقول موجها حديثه ونظراته للجميع :
"السلام عليكم ...أنا المدرس المساعد عمرو الزيات ...محاضركم لباقي الفصل الدراسي في مادة اللغة الانجليزية خلفا للدكتور مرزوق شفاه الله ...أظن جميعكم على علم بما حدث معه...لقد تحدثت معه ...وعلمت منه الحد الذى وصلتم فيه معه في المنهاج الدراسي ...وسنكمل من حيث توقف ....لكني في البداية أحب أن أوضح لكم عدة نقاط هامة..حتى تكونوا على بينة بأسلوبي ونتوافق سويا ...بمجرد دخولي من باب القاعة سيغلق الباب ولن يسمح بالدخول بعدي (ونظر بحدة لياسمين ورؤى وهو يضيف ) ولا اسمح بالحوارات الجانبية والتجاوز بحضوري( ثم عاد بنظره للبقية وهو يكمل ) ...أنا لا استخدم أسلوب التلقين ...بل أتعامل بطريقة التفاعل بيني وبينكم ...في كل محاضرة سيكون هناك جزء أكلفكم به ستقومون بتحضيره واختار من بينكم عشوائيا من يعرضه ....أثناء العرض غير مسموح بأى مقاطعات ..وسيفتح بعدها باب الأسئلة والنقاش ..لكن لا يحق الكلام إلا برفع الأيدي واخذ الإذن ...يهمني جدا التزامك معي ...ودرجاتكم الفصلية ستوزع على الالتزام والتفاعل وانجاز المطلوب منكم سواء تحضير أو أبحاث ستكلفون بها ..أرجو أن يكون فصلا دراسيا موفقا لنا جميعا ...والآن لنبدأ بالتعارف"

بدأ كل واحد بتقديم نفسه حتى أتى الدور على رؤى لتقف وتقول برقة وصوت متدلل جعل ياسمين تنظر لها بذهول:
"رؤى مسعد ناجي (وأضافت بانجليزية متقنة ) سعيدة بكونك ستدرس لنا دكتور عمرو "

مال عمرو برأسه واتجهت نظراته لمن تجاورها ساهمة ..فضربتها رؤى بساقها لتنبهها لدورها متعجبة من شحوبها المفاجئ وخاصة بعد أن لاحظت تلك الرعشة الخفيفة ليدها التي تخفيها تحت المنضدة أمامهم ..فازدردت ياسمين ريقها الجاف وقاومت شعورها العالي بالدوار وقالت دون أن تنظر ناحية الاستاذ :
"ياسمين عبد العزيز "
لتصمت بعدها وينتقل التعريف لمن يليها ...بينما يخفي عمرو ابتسامة كادت تفلت منه ما إن سمع اسمها ..خاصة أنه لاحظ تشابه اسمها مع الممثلة المعروفة ...لكن التشابه يقف هنا فتلك الفتاة تمتلك عينين واسعتين بلون البحر الصافي ..

فجأة استقامت ياسمين بحركة حادة تقول أمام ذهول صديقتها " أنا.. أريد أن .. أستأذن من فضلك "
رفع عمرو حاجبا ثم سألها ببرود " والسبب ؟!!"

ناظرته بارتباك في الوقت الذي أمسكت رؤى بكم بلوزتها تهمس لها بغيظ من بين اسنانها " ياسمين .. ماذا حدث هل هذه محاضرة يمكن تفويتها .. وفي هذا التوقيت بالذات!!"
أمسكت ياسمين يدها التي ازدادت رعشتها لتخبئها خلف حقيبتها وقالت للمحاضر بوجه شاحب متجاهلة اعتراضات صديقتها الهامسة " أرجوك أحتاج للخروج فورا فأنا متعبة قليلا "

ضيق عمرو عينيه لثوان لكنها لم تنتظر رده بل تحركت بالفعل تغادر مقعدها مسرعة ثم توقفت بالقرب منه تقول " آسفة يجب أن أسرع "
لون عينيها عن قرب رغم ارتعاش مقلتيها كان مبهرا فأخرج عمرو يده من جيبه وأشار لها في صمت لتغادر فأسرعت نحو الباب بينما فكر عمرو ساخرا..
تُرى أهو لون عينيها الحقيقي أم أنها عدسات لاصقة؟ ...فقد أصبح الأمر مع الفتيات صعب المعرفة خاصة ما يخص حقيقة لون بشرتهم وعيونهم الحقيقي ...

نفض عمرو عنه ما يفكر فيه بسرعة ليعود لتركيزه على باقي طلابه ...ويستعد لبدء محاضرته الأولى معهم ...
×××

رغيدا 20-09-19 10:24 PM

ينظر لساعته بضيق بينما ينهي ارتداء ملابسه ...قميص مفتوح مقلم ما بين الأزرق والأخضر على أرضية بيضاء يثني أكمامه حتى كوعيه تحته فانلة بيضاء..وبنطال من الجينز الأزرق حائل اللون لحد ما ...
ملابس بسيطة لكن نظيفه ومرتبة وتليق به..ليخرج بسرعة من الحجرة التي يتشاركها مع شقيقيه التوأمين الصغيرين ..ماهر ومازن ..ويسرع باتجاه الباب فأوقفه صوت أمه مناديا:
"سيد ...ألن تفطر أولا قبل الذهاب لعملك؟ "
رد سيد بسرعة وهو ينهي ارتداء حذائه:
"لا يا أمي لا وقت لدي أنا متأخر بالفعل "
ومد يده ليفتح الباب فيوقفه صوت امه وهي تقول بتردد:
"سيد قبل أن تذهب ..آآآ.."
التفت نحوها متسائلا:
"ماذا هناك اماه ..هل تريدين شيئا؟"
زفر بعمق ثم قالت بحرج:
"بني ...اعرف أنك أعطيتني مالا من عدة أيام ...لكني كنت أتساءل لو بقى معك بعض المال ...فقد نفذ ما معي ..ولا يوجد معي ما يكفي لاشترى به طلبات السوق"
قطب حاجبيه واقترب منها وهو يسألها بحيرة:
"كيف نفذ بتلك السرعة أماه ؟...لقد أعطيتك من أربعة أيام فقط كامل اجري الشهري من عملي بمنصة البيع بمحطة المترو .. "

حاولت الهرب من عينيه اللائمة وهي تقول بضيق "لقد دفعت منه دروس أخويك ..والباقي أخذه أبيك "
زفر بضيق ثم هتف بحنق :
"أماااه ..لقد نبهتك ألا تخبري أبي أن معك نقود ...ألا يكفى انه قد توقف عن دفع أى نفقات بالمنزل ليأخذ ما نعطيه لك ايضا وينفقه على جلسته الدائمة بالمقهى "
ردت بدفاع :
"اقسم بني أني لم اخبره بشيئ ...لقد رآه معي دون أن انتبه وأنا افتح حافظتي ...فصرخ عليّ متهما أياي أني اخفي ماله من وراء ظهره ...وعندما أخبرته انك من اعطيتني اياه لنفقات البيت ودروس اخوته زجرني حانقا واخذ يسبني و..."
لتصمت بتوتر ووجه محتقن فرد سيد بسخرية "وماذا امي ..وطبعا اكمل وصلة سبابه لي ولشقيقتي متهما ايانا بالبخل والجحود ونكران فضله علينا لأننا لا نضع ما نكسبه من مال بجهد جهيد تحت يده ليضيعه على جلساته على القهوة وهو يتعامل كسلطان زمانه ولا يكف عن التباهي وهو يعزم كل يوم رفاقه من أصحاب المعاشات الذين أصبحوا يجدون به وسيلة للإنفاق المجاني "

ساد الصمت لثوان ثم زفر بضيق وهو ينظر في ساعته ...لا وقت لديه لجدال بلا طائل ..فأخرج من محفظته مبلغا من المال وناوله لولدته وهو يقول لها متجها للخارج:
" هذا معظم ما بقي معي أماه.. اعرف انه مبلغ قليل ..لكن لن أتحصل على غيره قبل بداية الشهر فحافظي عليه ..."

قالها واسرع بالخروج وفي داخله تزداد الغصة


××××
في شقة سامح ليلا
أخذت تنظر بفقدان حيلة للوعاء المحترق أمامها وهي تتخصر مدمدمة بحنق " أين الخطأ؟!!..لقد نفذت كل تعليمات خالتي أم أكرم بالحرف ..فلماذا احترقت صينية الفراخ بالبطاطس .."
أخذت شوكة وحاولت تقليب محتويات الوعاء عسى أن تجد به شيء يمكن إنقاذه ويصلح للأكل بلا فائدة ..وعندما يأست ألقت الشوكة بغيظ وهي تقول بصوت مختنق " لا فائدة ..لن أتعلم الطهو أبدا ...والآن اقتربت عودة سامح ولن أتخلص من لسانه وسخريته"

لتلتمع عينيها فجأة وهي تقرر أن تلهيه عن الطعام المحترق وتجعله يتغاضى عنه ..على كل الأحوال هي كانت تنوي أن تجعل ليلتهم مشتعلة ..خاصة بعد مرور ما يزيد على الأسبوعين دون تواصل حسي بينهما ..

فقد قضى عدة أيام منهكة في تسليم الجزء الأخير من المشروع وكان يعود آخر الليل منهكا لا يكاد يقدر على الوقوف فيأكل متذمرا من الطعام الذي يكون أغلبه جاهزا..ثم يلقى بجسده على الفراش ليغط بنوم عميق ما أن يضع رأسه على الوسادة ...وما أن بدأ التفرغ قليلا وانتظمت أوقات عمله كانت دورتها الشهرية قد بدأت ..مما جعله يشتعل غيظا ..

عضت ماهي على شفتيها وهي تفكر بخبث ..إنها محظوظة بانتهاء موعدها اليوم ...فهكذا بإمكانها شغله وإشباع جوع آخر لزوجها النهم أهم من معدته ليتغاضى عن احتراق الطعام ويمرر أن يكون غذائه علبة تونة وبعض الجبن والسلطة ...
لذا اتجهت نحو الحمام بعد أن أخذت ما كانت تخفيه خلف بعض الملابس بدولابها وهي تدندن بمرح ..
××××

ما أن أغلق الباب خلفه وألقى بمفاتيحه على الطاولة بجوار الباب حتى رفع انفه متشمما تلك الرائحة التي أصبحت معتادة في حياته منذ تزوج فتاته المدللة ليقف متخصرا للحظات وهي يقول من بين أسنانه بغيظ "ترى ما الذي أحرقتيه هذه المرة يا بنت رقية ..أهي اللحمة الضاني التي اشتريتها أول الأسبوع وأنا أمني نفسي بأكلها على طاجن البامية الذي بت احلم به بالمنام ؟؟ ..أم الدجاجة اليتيمة المتبقية بالثلاجة بعد أن سبقتها أخواتها الثلاث للموت حرقا والإلقاء بالقمامة بدل معدتي المسكينة التي جفت من أكل البيتزا وعلب التونة"

اتجه للمطبخ وهو يقول بحنق " متى يأتي يوم الجمعة لأحصل على وجبة لائقة من صنع أمي ..كل من تزوجوا من أصدقائي ازدادت أوزانهم وخرج لكل منهم كرشا محترما يدل على تغذيته وتدليل زوجاتهم لمعدتهم وأنا انخفض وزني والتصقت معدتي بظهري وبت أشبه سكان الصومال وقت المجاعة "

بعد ثوان وقف في المطبخ يحدق بقهر في محتويات الصينية المتفحمة أمامه وهو يدقق النظر بها قبل أن يقول بغيظ "رحم الله آخر دجاجة لدينا ...يجب أن أنقذ اللحم وأخذه لأمي لتصنع هي لي طاجن البامية قبل أن تتفحم ويتفحم معها قلبي وجيبي "

ثم توجه لغرفة النوم يشعر بالضيق متوقعا أن يراها كالعادة جالسة على الفراش كطفلة مذنبة وتنظر له بعينيها اللامعتين كحبات الفول الذي أصبح يتناوله شطائره بعد زواجه منها أكثر مما تناوله يوما حتى يتحمل الجوع طوال اليوم مع طهي زوجته الفاشلة تماما ..
وقف سامح لثواني أمام الباب ليزفر بعمق ويديه تلامس المقبض وهو يمنح نفسه لحظات ليهدئ ...فبرغم ضيقه وفراغ معدته الذي أصبح شبه دائم ..لكن لو عاد بالزمن لما اختار بديلا عن حبيبته ذات العيون الجميلة التي تشعل قلبه وجسده بنيران عشقها حتى لو تسببت له بالموت جوعا ..
فليتحمل دلالها وفشلها بتعلم الطهي ..إن كان المقابل أن ينام كل ليلة وهو يحتضنها بجوار قلبه وينبض قلبها بين يديه...
لكن هذا لا يعني أن يكف عن الأمل والمحاولة حتى تتعلم يوما ..وربما كان اسلم حل كما قالت والدته أن تذهب للإقامة معها لفترة.. لكنه لا يرغب أن يشعرها بالضغط ..
حسنا ربما يجعلها تحصل على دورة بالطهي ليوم أو يومين على يد والدته لكن فقط في أثناء انشغاله ..فهو لن يطيق ابتعادها عن نطاقه ولن يستطيع أن يبيت معها هناك ..في شقة والده الصغيرة خاصة وهو صاخب بعشقه معها وستكون النتيجة فضيحة لهما ..

فتح سامح الباب ببطء ودخل ليتسمر مكانه بينما تتسع عينيه ذهولا ونسى الطعام ومعدته الملتصقة بظهره من الجوع ..
ونسى كرش اصدقائه الممتلئ بالطعام المغذي والدسم وهو يحدق بعروس البحور الساحرة التي تقف أمامه برداء ابيض عاري من الأعلى مظهرا عنقها ونحرها الأبيض بسخاء وملتصق بحناياها حتى الركبتين ليتسع بعدها و ينسدل حتى كاحليها من الأمام ومتخطيا الأرض بشبر أو أكثر من الخلف ..
رداء مخادع ماكر بخبث وشقاوة كمن ترتديه .. فهو شفاف بالكامل فيما عدا منطقة الصدر والأرداف حيث يتحول القماش من الشيفون للحرير الغير شفاف ..أما شعرها فقامت بتصفيفه على هيئة موجات متعرجة وتركته منسدلا على ظهرها وكتفيها وبضعة خصلات تداعب نحرها وصدرها بإغواء جعلته يبتلع ريقه بصعوبة وهو يقترب منها كالمغيب ليمسك بيدها وهو يقول بصوت خرج خشنا خافتا من حلقه الذي جف لمرآها المهلك لمشاعره الظامئة لها بعد فترة الصوم الإجبارية السابقة "متى أحضرت هذا ال ال ...الشيء المفخخ الذي لا اعرف له تسمية ولا تصنيفا؟؟؟!!! "

اتسعت ابتسامتها وهي ترى عينيه تلتهمها فسحب يديها والتفت حول نفسها وهي تقول بإغواء مرح " ما رأيك؟ ... أليس رائعا .. انه أحدث تصميمات كرستيان لاكرو لهذا العام .. هذا الثوب الرائع لو رأته صديقاتي لمتن غيرة (وغمزت بعينيها وهي تكمل ثرثرتها غافلة عن السبب الحقيقي لملامحه التي انقبضت وهي تكمل بمشاغبة ) لكن لا تقلق يا زوجي الغيور ولا تقطب وجهك ...فأنا لن اخرج به ...بل هو لعينيك فقط حبيبي"
اقتربت منه وطوقت ذراعيها حول عنقه وهي تقترب راغبة بتقبيله لكنه لف يديه حول خصرها مبعدا إياها وهو يسألها بنبرة ظهر الضيق بها واضحا" وهل لي أن أسأل عن سعر هذا الثوب الذي لن ترتديه سوى لعيني وكيف دفعت ثمنه الذي لابد أنه تخطى آلاف الدولارات بما أنه تصميم أصلي لهذا المصمم الذي يبدو مشهورا ؟..هل أخذت ثمنه من أبيك ؟ أم قبلت مالا من أمك لأن زوجك بالطبع لن يستطيع أو حتى يقبل أن يشترى ثوبا مثله ثمنه يظنه يتعدى ما يتحصل عليه في عام وربما أكثر "
اتسعت عينيها وهي تنتبه لنبرته الغاضبة وكلماته المريرة وسارعت بالنفي وهي تحاول أن تهدئه قائلة:
" لا ...سامح.. لا حبيبي ..أنا لم اشتره ولم اخذ ثمنه من احد ...حبيبي أنا ملتزمة باتفاقنا معا ولا اقبل أي مال ..أنه هدية حبيبي وهي هدية لك بالأساس... احضرها لي آسر ابن خالي.. بعد عودته من أمريكا بمناسبة نجاحك في إنهاء وتسليم الفندق بالموعد المحدد.. وأيضا كاعتذار عن عدم تقديمه هدية لنا عند زواجنا لقد اخبرني أنها هدية زواج متأخرة وشكر لك على تنفيذ الفندق بالوقت والمواصفات المحددة وأيضا لي عن الحملة الدعائية الناجحة التي شاركت بإعدادها للفندق .. لقد اختاره بنفسه وعلى ذوقه "

كانت تثرثر بسرعة وهي تظن أنها توضح له وتمتص غضبه دون أن تنتبه لأنها تشعله أكثر حتى لاحظت يديه التي التفت ككماشة حول رسغيها وهو يقول بصوت خفيض خرج من بين أسنانه كهسيس ارجف دواخلها دون أن تدرك سبب اشتعال غضبه "أعيدي ثانية ...من احضره لك؟ ...وعلى زوقه!!"

نظرت له ماهي بحيرة متزايدة وهي تحاول تخليص يدها دون فائدة وقالت بصوت متألم ونبرات مرتبكة:
"آآ...آآسر.. ابن خالي ..احضره كهدية ...أعطاه لي بالمجموعة من يومين ...أخبرني انه انتقاه من آخر عرض أزياء حضره وان آخر صديقاته وهي عارضة أزياء أمريكية مشهورة هي من كانت تعرضه وهو لاحظ أن قياساتها قريبة مني رغم أنها أكثر نحافة بعض الشيء بحكم مهنتها لكنه شعر انه سيكون مناسبا لي .و آآآآ ...يدي سامح ...ما بك ..أنت تؤلمني ..."

كانت أنفاسه تخرج كهسيس مشتعل ولولا صوتها المتألم والتماعة الدموع بعينيها ربما حطم رأسها ورأس هذا الآسر الوقح لكن تلك الدموع هي ما جعلته يفيق ويتراجع قبل أن يكسر يدها أو يخنقها ...ليدير ظهره لها بعد أن ترك يدها وهو يلقي بها بعنف غاضب ..

أخذ سامح يتنفس بعمق في محاولة لتمالك نفسه والتحكم بغضبه بلا فائدة .. كلما تخيل قريبها الوقح الذي تملي بجسدها لدرجة معرفة قياساتها بل وشراء هذا الثوب الوقح لها يشتعل غضبه ويرغب بالذهاب إليه وتحطيم رأسه وفقأ عينيه ...
رفع يديه يشد شعره ويمسح وجهه بعنف وهو يفكر انه لن يستطيع تمالك نفسه إن رأى آسر وربما قتله أو على اقل تقدير حطم له عظامه..

شعر بها تقترب من ظهره تضع يدها عليه وهي تسأله بصوت مختنق بدا الخوف والقلق واضحا بنبراته:
"سامح ...ماذا حدث؟؟...لماذا غضبت؟؟ أنا لم اشتره ..ولم اطلبه ...لقد فوجئت بآسر يحضره ..أنه مجرد هدية ...لماذا غضبت ..أنا لا أفهم؟"
ضغط على نواجذه وهو يطحن أسنانه ويغمض عينيه غيظا وقهرا من تلك الحمقاء الغبية ...

لا يريد الالتفات لها ...لا يريد رؤيتها بذلك الثوب حتى لا يزداد غضبه وجنونه فيمزقه ويمزقها هي نفسها أو ربما يقوم بطرق رأسها الغبي هذا بالجدار حتى تفهم أنها متزوجة من رجل ..رجل!!...

رجل غيور تربى على الحمية والتقاليد .
رجل لا يقبل بأن يشترى آخر لزوجته ثوبا فاضحا مخبرا إياها انه يعرف قياسات جسدها وانه يراه مناسبا لها ...

رجل لا يستسيغ تلك التصرفات الخارجة عن العرف والتقاليد التي تربى عليها والتي للأسف تنتشر في وسط زوجته الذي لا يعرف كيف يسمي الرجال به أنفسهم رجالا وهم يقبلون أن ترتدي زوجاتهم ملابس فاضحة وان يسلم الرجال على زوجاتهم بتقبيل أيديهم أو وجناتهم بحجة التحية أو أن تراقص زوجاتهم رجال آخرين بحفلات سخيفة بحجة مجاملات اجتماعية ...
إنه لا يستسيغ أو يقبل تلك الأمور والتصرفات ..ليس فقط لأنها محرمة دينيا ..فهو وإن كان يقيم فروضه إلا أنه يعترف آسفا انه ليس شديد الالتزام والتدين ..لكن لأنها أيضا تناقض مشاعر الحمية والغيرة والرجولة التي نشا عليها..

جاءه صوتها ثانية تناديه بصوت متسائل ..ورغم أنه لا يرغب بمحادثتها حاليا حتى لا يفرغ فيها جنونه وغضبه إلا أن الغبية التفت حوله لتقف أمامه بهذا الثوب اللعين وهي تنظر له وتعيد أسئلتها عن سبب غضبه ليجد نفسه ينفجر بها مخرجا كل ما كان يعتمل داخله من غضب وهو يصرخ بها ويديه تلتف حول كتفيها يهزها بعنف متهما قريبها بالوقاحة وتعدي الحدود بإحضاره ثوبا عاريا لزوجته وإخبارها بلا حياء انه يعرف مقاسات جسدها بل وتخيلها بهذا الثوب الوقح..

كان صوته يعلو ويعلو وهو يصرخ بجنون ويديه تستمر بهزها أكثر وأكثر بينما عيناه تغيمان بغضب احمر جعله لا ينتبه لحالتها ولمحاولاتها الرد ومقاطعته أو ينتبه لمحاولات ابتعادها عنه حتى وهنت قواها ليفيق فجأة على شعوره بارتخائها المفاجئ بين يديه وما أن خفف يديه قليلا بعد أن لاحظ شحوبها الشديد وعيونها المغمضة حتى وجدها تسقط ليسارع بإمساكها قبل أن ترتطم بالأرض ويحملها للفراش وهو يناديها بفزع ..

كانت ماهي تئن بألم دون أن تفتح عينيها بينما تسيل الدموع من تحت جفنيها المغمضتين فأسرع سامح للمطبخ واحضر كوبا من الماء وبدء يبلل وجهها وهو يناديها بجزع ..وما أن بدئت تفتح عينيها وهي تنظر له بعيون متألمة ونظرات عاتبة حزينة حتى وجد نفسه يضمها لصدره بقوة وهو يقول بأسف :
"سامحيني حبيبتي ...لقد قسوة عليك ..لكن رغما عني ..ماهي ..قدري مشاعري ..أنا رجل غيور ..رجل لا يقبل أو يفهم تلك التصرفات"

ردت عليه بعتب وصوت خنقته غصة الحزن والألم "ما الذي حدث لكل هذا؟ ..أنا لا أفهم!! ...إنها مجرد هدية ...آسر تربى بالخارج ...هذه الأشياء عادية ..وليست أول مرة يحضر لي هدايا من هذا النوع ...معظم صديقاته من عارضات الأزياء وغالبا يجاملهن ويجاملنا بشراء هدايا من عروضهن ... حتى همس شقيقتك نفسها أحضر لها ثوبا هدية وقدمه لها بحضور خالد.. حتى أنه مازحها قائلا انه تعب ليجد ثوبا يناسب قامتها القصيرة فالعارضات لا يوجد بينهن أقزام وقتها غضبت همس من مزاحه وضحك خالد لكنها قبلت الثوب وخالد كان موجودا ولم أرها لا هي ولا هو غضبا أو اعترضا ...فلماذا غضبت أنت؟!!"

مسح سامح على وجهه قليلا قبل أن يتنهد بغيظ يحاول كظمه بصعوبة وهو يسب بسره قريبها الوقح ويفكر ماذا لو انتظره ليلا وقام بضربه على رأسه بقوة حتى يسبب له ارتجاج بالمخ أو ربما فقدان للذاكرة فربما يقومون بعدها بإعادة برمجة عقله وإدخال بعض التهذيب والأخلاق به بدلا أن يقتله ويستريح منه .. لينظر لزوجته و يقول بمهادنة ومحاولة توضيح وجهة نظره بهدوء يخالف اشتعال دواخله:
"ماهي ...أنا مختلف عن خالد ..ورغم حبي وتقديري لزوج أختي ..لكن كلانا نشأ وتربى بطريقة مختلفة ..لا أنكر أن خالد ولله الحمد أكثر التزاما وتحفظا من الكثير من أبناء طبقتكم وهذا ما جعلني أتقبله كزوج لأختي ..لكن هذا لا ينفي أن هناك بعض الأمور يراها هو عادية ومقبولة واراها أنا غير ذلك ..وهذا يرجع لاختلاف التربية والعادات والنشأة بيننا.. لذا غالبا ما يكون الزواج بين أبناء الطبقات المختلفة صعبا ومعظم الارتباطات بين أبناء الطبقات المتباينة تفشل ( وتجاهل نظرة الرفض والفزع بعينيها واكمل متجاهلا محاولات مقاطعتها) لا أقول كلها ...فبعضها ينجح لكن تلك العلاقات الناجحة تستلزم الكثير من الطرفين لتصل لهذا النجاح ...بمعنى أن يكون هناك حبا كبيرا جدا بين الطرفين ...ورغبة بإنجاح العلاقة ...والحمد لله هذا متوافر بيننا ...لكن أيضا هناك أمور هامة يجب أن نعمل عليها معا"

نظرت له بتساؤل فضمها إلى صدره وهو يتمدد جوارها مقبلا رأسها وهو يقول:
"نحتاج للصبر الذي اعترف أنني لا املك منه الكثير ...نحتاج لأن تتفهمي طبيعتي وما هو مقبول أو غير مقبول لدي ..وأتفهم أنا أن طريقة تربيتك مختلفة وما تظنينه لائق واراه انا غير ذلك قد لا يكون مقصودا من قبلك ...لذا يجب أن أصبر عليك و أفهمك وأعلمك دون انفعال وغضب حتى تتغيري وتصبح تصرفاتك وحتى أفكارك مشابهة وقريبة مني"

قضبت ماهي جبينها وهي تنظر له قائلة بنزق وعناد:
"ولما أتغير أنا وأنت لا ؟؟...لم لا نصل لحل وسط ..أتنازل مرة وتتنازل مرة؟"

لينظر لها وهو يرفع حاجبه قائلا بسخرية:
"ومن قال أنني لا أتنازل عزيزتي؟! وماذا عن قبولي لذهابك للنادي وتمرنك للتنس مع هذا الوقح مووودي رغم كرهي للأمر"

ناظرته رافعة حاجبها بسخرية وهي تقول
"حقا ؟!! موافقة رائعة جدا مشروطة بتواجدك معي ..وبارتدائي زيا غريبا لا يشابه زى التنس سوى بلونه الأبيض ..بينما ارتدي بنطالا تحت التنورة وبلوزة بأكمام طويلة تجعل الجميع يناظرني بتعجب وسخرية"

نظر لها بجانب عينيه وهو يقول بمكر "وهل الأكمام و البنطال يعوق اللعب أم أن اللعب يتحسن مع طيران التنورة وظهور ساقيك وذراعيك للعيون النهمة ...لا عزيزتي ..تلك أصبحت ممتلكاتي وهي حصرية لعيوني .."

قالها وهو يمر بيديه وعينيه على ذراعها وساقها لتضرب يده بنزق ..ليضحك وهو يكمل :
" وما تسمي احتمالي لفشلك بالطهي؟؟ وحرقك للطعام ...لقد تناولت علب تونة منذ زواجنا تفوق ما تناولته في سنوات عمري كلها ...ومع ذلك لم اشتكي ...مراعيا انك لم تعتادي على أعمال المنزل والطهي ..وطبعا لن أتحدث على الميزانية التي لا تستطيعين أن تلتزمي بها نتيجة لحرق الطعام وشراء الأطعمة الجاهزة ... وأيضا فشلك التام بالتسوق ...أنسيت انك عندما احتجنا لشراء بعض الطماطم والخيار ومستلزمات السلطة التي حتى هي لا تستطيعي تقطيعها جيدا وتحوليها لقطع معوجة غريبة قطعة بحجم البيضة وأخرى بحجم حبة الفول.."

ناظرته بغضب وابتعدت عن ذراعيه وهي تعتدل جالسة مربعة يديها وهي تنظر له كطفلة غاضبة ليبتسم ويمد يديه جاذبا إياها لتعود للاستلقاء فوق صدره متجاهلا ممانعتها و صوتها الغاضب ليضيف ضاحكا:
"لقد اشتريت متطلبات السلطة من السوبر ماركت بأربع أضعاف سعرها لمجرد أنهم وضعوها بأطباق من الورق المقوى وغلفوها بالورق الشفاف مدعين أنها طماطم وخيار درجة أولى .. لا ادري ما يعني درجة أولى هذه ..هل مثلا ستدخل مسابقة أوائل الخضار !!
..ماله سوق الخضار حيث ننتقي ما نريد بربع الثمن ولن يكون نصف ما نحضره فاسدا من أسفل كما كان ما اشتريته ..لأننا ننتقيه بيدنا ...كل هذا وتقولي لا احتمل أو أتنازل ...عزيزتي ...لقد خسرت خلال خمسة أشهر زواج ستة كيلوات من وزني ...أى أكثر من كيلو عن كل شهر تقريبا ..لو استمر الوضع هكذا سأختفي بعد عامين فقط ..."

عقدت حاجبيها وهي تنظر له بعتب وذنب ليقرب وجهه منها ويداعب انفها بأنفه وهو يقول بمزاح يحمل الجدية بين طياته:
"عزيزتي ...كلانا يتحمل ويتنازل حتى تستمر الحياة لأننا نحب بعضنا ونرغب ببناء أسرتنا ..لكن هنالك أشياء لا حلول وسط بها ..منها كل ما يمس مشاعري أو عاداتي ومعتقداتي كرجل "

نظرت له ماهي بحيرة وهي تقول بتردد:
"لكن سامح ...كيف سأعرف أن فعلا ما قد يمسك ...هنالك أشياء أراها أنا عادية ولا أتخيل أنها قد تضايقك لأجدك اشتعلت غضبا ..دون أن افهم السبب"

ليزفر سامح بعمق ويفكر قليلا قبل أن يقول لها مهادنا:
"حسنا عندك حق ..اسمعي ..سأخبرك أنا ما يجب ومالا يجب والخطوط الحمراء لدي ..وإن واجهنا أمرا جديدا لا تعرفي رد فعلي عليه فاتصلي واسأليني وان حدث ما يمنعك من سؤالي أو تصرفتي دون أن تظني أن الأمر يضايقني فسأفهمك أنا دون شجار ...لكن اعلمي أن السماح سيكون في المرة الأولى فقط أما تكرار الخطأ أو ما يمسني ويثير غيرتي فسيكون له رد فعل مني لن تحبيه يا ماهي ...فاحذري غضبي حبيبتي ..والآن قومي واخلعي هذا الثوب لأنني سأعيده لقريبك الوقح بنفسي وافهمه بعض الأمور التي يجب أن يلتزم بها بتعامله معك قبل أن احشر قماشه بفمه الذي أخبرك به عن مقاسات جسدك وعينيه التي تطلعت لك بتمعن"

نظرت له بتردد وجل ثم تقترب منه بغنج محاولة امتصاص غضبه وهي تقول بدلال:
"سامح حبيبي ..أنت قلت بنفسك أن اختلاف الوسط والعادات يجعل بعض التصرفات التي قد تراها أنت خاطئة لا يراها الآخرون خاطئة ..وآسر لم يقصد شيئا سيئا خاصة انه عاش وتربى بأمريكا ..وإعادتنا لثوب قدمه كهدية بنية صادقة دون غرض سيئ أو مقصود سيكون أمرا مهينا ومحرجا ...عزيزي أنا سأخبره أن لا يكرر الأمر دون أن..."

قاطعها بغضب وهو يعتدل صارخا:
"ماذا ..أتريدين الذهاب إليه ومحادثته بأمر هذا الثوب الوقح؟!!"

اغمضت عينيها بنزق وكادت أن ترد عليه بحدة قبل أن تتذكر نصيحة حماتها بأن سامح لا يأتي بالغضب والعناد بل بالمهادنة والصبر خاصة بلحظات غضبه فقط التنازل مؤقتا والهدوء تجعله يهدأ ويستمع.. لتزفر بعمق قبل أن تعود للاقتراب من ظهره وهي تدلك كتفه قائلة بميوعة ودلال " حسنا ما رأيك أن أجعل زوجة خالي سمية هي من تفهمه الأمور التي تعد غير لائقة ؟..هو يحبها ويحترمها وستعرف كيف تفهمه ...حتى لا يعيد الأمر .. ولا داعي لإعادة الهدية واهانته وإحراجه... ليس لأجل الاحتفاظ بالثوب ..فقد كرهته بعد ما حدث وإن أردت أن القي به أو احرقه حتى فسأفعلها ...لكن فقط حتى لا أحرجه... أرجوك حبيبي انه قريبي ولم يقصد أمرا سيئا ..انها فقط طبيعته ...(لتقترب أكثر وهي تقول بغنج بينما تتلاعب بأزرار قميصه ) ..لأجلي حبيبي "

تأملها للحظات قبل أن يقول بثقل نتيجة إثارتها لأحاسيسه المشتاقة "حسنا لكنها المرة الأخيرة التي سأقبل بتجاوزات من هذا النوع ..وخاصة من قريبك اللزج وإلا سأحطم له رأسه حتى لا يتجاوز ثانية لا معك ولا مع شقيقتي ... واجعلي زوجة خالك تفهمه أن تصرفاته لا تليق هنا فلسنا بأمريكا... وزوجك رجل غيووور ..(ليقترب أكثر وهو ينظر لثوبها بينما يزدرد لعابه وهو يقول بصوت أثقلته العاطفة ) ..وبما أننا سنضطر لقبول هذا الثوب ...فلنستفد منه لأقصى درجة .."

ليقترب منها ويميل بها فوق الفراش مقبلا إياها بشوق مارا بشفتيه على كل ما ظهر من الثوب بينما يديه تثير جنونها وهي تمر على جسدها بتوق فقالت بصوت أثقلته العاطفة "ألن تتناول طعامك أولا؟"

توقف سامح للحظات ورفع رأسه فوقها ناظرا لها بغيظ رافعا حاجبه وهو يقول بسخرية ..
"أي طعام هذا؟!! واستطعتِ أن تنطقيها ببساطة هكذا؟!! اصمتي أفضل عزيزتي ودعيني صامتا ... ولا داعي لذكر الدجاجة المحترقة التي تنتظر دفنها بسلة المهملات.. ولا تذكريني بعلبة التونة المنتظرة أو شطائر الجبن والطماطم ..ودعيني اكتفي بالحلوى حتى تشبعني بحلاوتها .. وتنسيني أني سأموت جوعا قريبا على يديك .."

ليعود للميل عليها مرتشفا حلاوتها بنهم في محاولة لتعويض جوع معدته بإشباع جوع شوقه ..مؤجلا مشكلة الطعام لوقت آخر وهو يفكر قبل أن يغيب عقله في أتون العشق بضرورة الإسراع بإرسالها لأمه بأقرب وقت حتى تدربها على قواعد الطهي فبل أن يتحول لمومياء جافة من شدة الجوع....
××××
شقة عز الدين
جلس يشاهد تسجيل حفل زفاف ابنيه للمرة التي لم يعد يعرف عددها ...
كالعادة لا يشاهد كل الحفل ...فقط تلك اللقطة التي لم تدم إلا للحظات وظهرت بها سامية مع رفيقيها ...عندما دقق فيهما عرف احدهما ...انه شقيقها محمود ...رغم تغيره كثيرا وظهور علامات السن عليه وتجهمه إلا انه استطاع معرفته ...لكن ظل الآخر هو ما يقلقه ...

لقد تعب من محاولات التقصي الفاشلة التي قام بها على مدى الأشهر السابقة ...كان يعيد مشاهدة التسجيل عند كل زيارة أو تجمع للأسرة محاولا التساؤل بطريقة عرضية عن من يظهرون بالتسجيل بحجة انه نسى شكل معظم المعارف والأقارب بعد طول فترة اغترابه ...لكنه رغم ذلك لم يصل لأحد يعرفها..لابد أنها جاءت للزفاف نتيجة دعوة .. لكن من من؟

لن يستريح حتى يصل إليها...

كان ساهما وعيناه معلقة على صورتها التي ثبتها على شاشة حاسوبه المحمول ...ولم ينتبه لمن يقف خلف الأريكة ينظر لما يشاهده بتفكير قلق !.

نهاية الفصل الأول ..



um soso 20-09-19 10:45 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 8 والزوار 5) ‏um soso, ‏مايا محمد علي, ‏لبنى أحمد, ‏رغيدا, ‏sosomaya, ‏موضى و راكان+, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏كلوديا+

مساء الخير يااهل الخير

موضى و راكان 20-09-19 11:03 PM

الف مبروك
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)


‏موضى و راكان, ‏لبنى أحمد, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏um soso+, ‏مايا محمد علي, ‏رغيدا, ‏


:heeheeh::heeheeh:


أشتقنا للحاج محمد و الحاجة أم همس و لمة العيلة الحلوة

تسلم يديك ومتابعينك دائما يا رغيدا


:29-1-rewity::29-1-rewity::29-1-rewity::29-1-rewity:

**منى لطيفي (نصر الدين )** 20-09-19 11:12 PM

الف مبروك اول فصل عقبال الخاتمة ان شاء الله على خير
البداية حلوة تمهيد للشخصيات وومضة عن كل واحد فيهم
واتجاهاته طبعا الشخصيات القديمة معانا خالد باشا مشرف ديما
هو والقزمة مراته...
سامح وموقف فظيع مع البرنسس ههههههههه وقميص النوم الي من بيوت باريس وقال ايه اسر عارف المقاسات دا كان
سامح حيجي يعرفك المقاسات كويس ههههههههههه اومال لما تعرف
انه حاطط عينه على بت خالتك حتعمل ايه ههههههههههههه دا حيفجره أكيد ....
عيلة اشرف وخفة دم اشرف كلوني ههههه لسا فاكرة الموديل
المعاناة بتاعته هي نفسها معاناة ابنه هو كمان مش لاقي وقت مع زوجته بسبب العفريت الصغير الي مطلع عليهم كل النكد هههه
....
في انتظار القادم باذن الله علشان نتعرف اكثر على الشخصيات الجديدة 🌹🌹🌹🌹
... الف مبروك مرة تانية

منون الجميلة مجرد مرورك على الرواية ومتابعتك معايا مخليني بقمة الفرح والسعادة لما مبدعة زيك تكون معايا :syriasuperstarra8:

Shammosah 20-09-19 11:16 PM

الف الف مبروووووووك ❤❤❤❤❤❤

باسم محمد ابراهيم 20-09-19 11:18 PM

ألف مبروك .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام زياد محمود 20-09-19 11:32 PM

تسجيل حضور لأحلى ريدا



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 13 والزوار 21)

ام زياد محمود, ‏Gigi.E Omar, ‏رغيدا+, ‏فديت الشامة, ‏رانيا خالد, ‏samam1, ‏Shammosah+, ‏بودي ريمي, ‏حنان الرزقي, ‏الاميرة نور, ‏موضى و راكان, ‏um soso, ‏مايا محمد علي

رغيدا 20-09-19 11:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14495125)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 8 والزوار 5) ‏um soso, ‏مايا محمد علي, ‏لبنى أحمد, ‏رغيدا, ‏sosomaya, ‏موضى و راكان+, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏كلوديا+

مساء الخير يااهل الخير

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 14495157)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)


‏موضى و راكان, ‏لبنى أحمد, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏um soso+, ‏مايا محمد علي, ‏رغيدا, ‏


:heeheeh::heeheeh:


أشتقنا للحاج محمد و الحاجة أم همس و لمة العيلة الحلوة

تسلم يديك ومتابعينك دائما يا رغيدا


:29-1-rewity::29-1-rewity::29-1-rewity::29-1-rewity:

الجميلتين الغاليتين على قلبي شكرا لكلاكما على اخذ الحضور وجودكم معي منذ عملي الاول كان من اهم اسباب سعادتي ودعمي
عارفة يا موضي حبك لعيلة الحج محمد والحاج محمد نفسه
أم سوسو جبتلك اشرف باول الرواية من اول مشهد هههههه

رغيدا 20-09-19 11:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Shammosah (المشاركة 14495188)
الف الف مبروووووووك ❤❤❤❤❤❤

شموستي الجميلة احلى شمس منورة بجد صفحتي :elk::elk::elk::elk::elk:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسم محمد ابراهيم (المشاركة 14495193)
ألف مبروك .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تسلموا سعيدة بوجودكم معي :chirolp_krackr:

رغيدا 20-09-19 11:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود (المشاركة 14495234)
تسجيل حضور لأحلى ريدا



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 13 والزوار 21)

ام زياد محمود, ‏Gigi.E Omar, ‏رغيدا+, ‏فديت الشامة, ‏رانيا خالد, ‏samam1, ‏Shammosah+, ‏بودي ريمي, ‏حنان الرزقي, ‏الاميرة نور, ‏موضى و راكان, ‏um soso, ‏مايا محمد علي

احلى واجمل ام زياد داعمتي الجميلة :syriasuperstarra8::eh_s(7)::eh_s(7)::shakehands:: shakehands::new4::new4:

بودي ريمي 20-09-19 11:59 PM

مبروووك يا ريدا بداية جميلة وحلوة جدا
أحداث الفصل الأول توحى انها هادية لكن إللى وراها مقلق
بداية من أسر ومراقبته لسما
وقصة ياسمين عبد العزيز لأنى أعتقد انها تعرفه معرفة وثيقة ورؤى متهورة وده لوحده كارثة
واخيرا عز الدين وبحثه عن سامية ومين إللى كان واقف وراه
جو الالفة إللى ظهر فى اول فى الفصل رجعتى لايام العيد زمان بطعم الدفا الأسرى
فى انتظار الفصول القادمة والمفاجأت إللى مخبياها لينا


الساعة الآن 01:04 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.