آخر 10 مشاركات
302 – ليس غريباً أبداً- باتريسيا ويلسون -روايات احلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          لست عذراء (56) -ج2 الحب والعقاب- للمبدعة: مورا أسامة [مميزة]*كاملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          رحلة إلى الحب (83) للكاتبة Lucy Monroe .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree491Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-21, 06:27 PM   #1

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي شبح في الميدان * مميزة ومكتملة *
















مساء الخير

أنا النهاردة بخوض تجربة جديدة عليا.. لأول مرة أقرر أنشر حاجة من كتاباتي وأتجرأ وأتغلب على خجلي في إني كنت بفضل دايما أحتفظ بكتاباتي لنفسي.. بس في كذا صوت من صديقاتي العزيزات اللي دعموني وقالوا إن اللي بكتبه يستحق إنه يتقرا..

عايزة أوجه شكر لكل حد قاللي كلمة دعم، وبشكر بشكل خاص المشرفة رونتي Rontii والكاتبة سارة عرفات لأنهم ساعدوني كتير في التعرف على أسلوب النشر داخل المنتدى..
وطبعا شكر خاص لـ Maryam Zahra على تصميم الغلاف وتوقيعات الشخصيات تزامنا مع بداية النشر..

أتمنى تقابلوا الرواية بذهن متفتح وتتقبلوها بقبول حسن وطبعا أرائكم كلها تسعدني وانا في بداية الطريق علشان أحسن من نفسي لو فعلا الموهبة متوفرة..

إليكم روايتي الأولى "شبح في الميدان" واللي هيتم باذن الله نشرها على فصول كل يوم سبت في الساعة السادسة مساء..

تنويه

جميع تفاصيل هذه الرواية من شخصيات وأماكن وأحداث هي من نسج الخيال وليس لها أية علاقة بالواقع.. وإذا كان هناك تشابه مع الواقع فهذا من قبيل الصدفة


























مدخل

كيف تتصرف عندما تكون حياتك سلسلة لا نهائية من الأوجاع والصدمات وخيبات الأمل؟
إذا تخلى عنك الأهل واتخذت داعما بديلا استغل ولاءك وكافأك بالخذلان.. فماذا أنت بفاعل حين يجذل لك العطاء ويعدك بتحقيق المستحيل؟
لم يكن لديه سوى رمق من الضوء ساعده على تحمل هذا العالم بصخبه وضجيجه وإحباطاته.. كانت عيناه دائما تطالعان حورية من الجنة وهو يدرك أن مجرد الحلم بها درب من دروب المستحيل..
ثم تمكن الشبح بطريقة ما من تلبسها وامتلاكها.. هل هي تعويض عن كل ما عاشه في هذه الحياة.. أم ستكون هي الصليب الذي سيفقد على طرفيه آخر أنفاسه فداء لحلم ظل بعيدا عن عالمه؟.. وهل يتحمل هو فقدان آخر رمق من الإنسانية بداخله أم سيخلع أخيرا قشرته الصلبة ليكشف حقيقة ما يعتمل بصدره وظل يخفيه مثل سر مشين فقط لينجو بنفسه وسط عواصف لا قِبل له بمواجهتها...؟!




مقدمة

شهر فبراير هو أقصر شهور السنة، ولكنه أكثرها غرابة وتقلبا، فلا هو فصل بارد يحمل الأمطار، ولا هو فصل ربيعي يؤطر القاهرة بنسماته المليئة بالحيوية والمرح.. هو فقط شهر بين بين..
تارة يعاقبنا بالرياح المحملة بالأتربة والأجواء الكئيبة التي تسيطر عليها الصُفرة والرمادية والضبابية، وتارة يهدينا نسمات رائقة بطقسٍ لطيفٍ يجعل الابتسامة ترتسم على شفاه المصريين كأمرٍ نادرٍ عزيزٍ.. فهذا لا يحدث قط في هذا البلد..
لا أحد يبتسم في مصر..
فإذا تمشيت في أحد الشوارع أو ركبت إحدى قطارات مترو الأنفاق ستسيطر عليك حالة غريبة من الاكتئاب..
يبدو أن الجميع يعيشون حالة حداد جماعية.. حداد على الظروف الاقتصادية السيئة التي جعلتهم يعانون من الفقر وضيق الحال، أو حداد على الأحلام المهدورة تحت ثقل الواقع الساحق لكل أمل.. أو هو حداد على الوطن..
نعم الوطن..
ألا يقولون أن كل مدينة تبدو بسكانها وأجوائها وطرزها المعمارية وحركة الحياة فيها، وكأنها إنسانا ينبض بالحياة.. فإذا كانت لندن مثلًا شابا مثقفا ومنمقا ويتصرف بكل لباقة وذوق فني عالٍ.. وبدت باريس كامرأة حسناء مغوية تتمتع بإثارة الرجال واجتذاب نظرات العشق والرغبة التي تشرق في عيونهم ثم تتدلل عليهم بغنج مغوٍ لتعلمهم الحب والغزل والاستمتاع بالحياة بلا قواعد أو منغصات.. فإن القاهرة ولا شك هي سيدة عجوز أنهكتها الأيام وأتعبها أبناؤها حتى انحنى ظهرها وذبل جمالها وأوشك على الاختفاء تماما.. ولم يتبق منها سوى نظرة عينيها التي تحدها خيوط التجاعيد البارزة بحدة لتكشف عن الكثير من الصبر والحكمة والخبرات المتراكمة على مدى آلاف الأعوام ظلت خلالها تتابع حال أبنائها يوما بعد يوم.. تتدخل أحيانا وتتجمد ذعرا في أحيانٍ أخرى..

لكن اليوم، هناك شيء مختلف.. الجميع يشعر به، فاليوم هو الأول من فبراير عام 2011، أي مشارف الأسبوع الثاني من "ثورة الغضب".. هكذا اصطلحت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية على تسميتها الآن، وذلك بعد المظاهرة الحاشدة التي طالبت بتعديلات سياسية واقتصادية من شأنها تقليل التضخم وضمان تداول السلطة بشكل ديمقراطي ثم امتدت المطالبات فجأة لتدعو لإسقاط النظام السياسي كله في بلادنا..
الشباب قرروا في لحظة شجاعة غير محسوبة أن يرحموا أمهم من وهنها وأن يمنعوا علامات تقدم العمر عن التسلل لوجهها البهي بعد الآن، فهي لا زالت جميلة وحسناء حتى وإن امتلأ وجهها بأنهار جافة من التجاعيد واستقرت خطوط القهر والظلم على جنباته بعد أن بلغ اليأس بهم مبالغه وظنوا أن مجرد تغيير من يمسكون بمقاليد السلطة كفيل بتحقيق التطور الاقتصادي المأمول في ظل نظام ديمقراطي يضمن الشفافية ومحاسبة المسؤولين..
غير أن حلمهم النبيل كان قاصرا ومبتورا فلم تكن مطالبهم مدعومة باقتراحات فعالة لتقديم البديل في حالة نجاح مساعيهم وتنفيذ ما يطلبونه على أرض الواقع.. مجرد مغامرة نزقة تمت بعشوائية مغيظة.
وها هي تركض بين رفاقها كنحلة طنانة تطمئن إلى تمام العمل في الخلية..
شروق رحيم عماد الدين.. طالبة في السنة النهائية في كلية الطب.. حسناء في الرابعة والعشرين من عمرها.. تتمتع بقامة طويلة نسبيا، ولكنها ليست نحيفة أبدا.. فمنحنياتها الأنثوية الناعمة تتركز في جميع الأماكن الصحيحة من جسمها لتجعل منها أنثى شديدة الجاذبية، لكنها تخفي هيئتها المثيرة خلف ملابسها العملية الواسعة وحجابها المزموم إلى الخلف على الستايل الأوروبي "توربان" والتي تكشف الجذور البنية المتوهجة بحمرة دافئة بعد أن انفلتت بعض خصلاته وهربت لتحدد قسمات وجهها ذات الجمال الملائكي ولون بشرتها البيضاء المخضبة باللون الوردي، وذلك لإصرارها على لفة الحجاب العجيبة التي تعتمدها مؤخرا والتي تمنحها تميزا ملفتا نظرا لعدم شيوعها بين الكثير من الفتيات المتواجدات في محيط الميدان.
فاليوم هو ثامن أيام الاعتصام.. والجميع يتمركز في قلب ميدان التحرير بعد أن أعلنوا بصوت واحد وبشكل علني أدهش العالم أنهم يسعون لبناء جمهورية جديدة وأن يبدلوا الخراب الملاصق لكل مناحي الحياة بألوان الحياة المبهجة وأن يمنحوا الأجيال القادمة الأمل بدلا من اليأس الذي كاد يعتصرهم قبل أن يقرروا أخيرا أنه حان الوقت لـ "التغيير".. وتوحدت هتافاتهم تنادي بالحرية والعدل والكرامة.
ولأن فبراير شهر التقلبات.. فقد استغل البعض فورة الحماس والنزق الثوري، للمطالبة علنا بخلع الرئيس عن سدة الحكم..
لقد ضاق المتظاهرون بتجاهل مطالباتهم وعلا سقف التمنيات إلى القمة بالسعي لإقامة نظام ديمقراطي شامل..
صاروا يريدون تغييرا جذريا ليتأكدوا أنهم سيتخلصون نهائيا مما أسموه "حكم الديناصورات" أملا في نمط حياة جديد قائم على مبادئ المساواة والعدل والشفافية بعيدا عن الأفكار البالية والروتين القاتل والبيروقراطية الطاحنة.

وشروق رحيم تدور بين جنبات الميدان بحقيبتها التي تحملها على ظهرها بعد أن ملأتها بالأدوية والمعدات الطبية البسيطة التي تزودت بها من المستشفى الميداني المتاخم لمكان التجمهر، وذلك حتى تتمكن من علاج الجرحى بشكل فوري بما استطاعت من قوة وعلم، فالمشوار طويل بالفعل ولا يأتي حق بدون ثمن.. والمتظاهرون يدفعون الثمن بدمائهم وأرواحهم وحتى بالوقوع أحيانا ضحايا للطامعين في التخريب وإثارة الفتن بسبب انعدام الخبرات السياسية لأبناء هذا الجيل الذي تربى على تبادل الأفكار والآراء عبر منصات التواصل الاجتماعي بدلا من الانخراط في مجال الممارسة السياسية على أرض الواقع.
اقتربت شروق من جمع يضم نحو عشر شباب وستة فتيات، كان بينهم اثنان يعانيان من السعال الشديد بفعل تأثير قنابل الغاز التي كانت تملأ الأجواء، وواحد منهم كان مصابا بشقٍ عريضٍ أسفل كتفه الأيسر، ويبدو أن إصابته سببها ضربات قاسية متكررة بهراوة أحد جنود الأمن المرابطين حول مكان تجمع المعتصمين، فالجرح مفتوح طوليا وحوله تورم شديد، إذ كان أحد أصدقائه يحاول تضميده، ولكنه فوجئ بتلك الحسناء ممشوقة القوام التي ترتدي سروالا قطنيا فضفاضا باللون البيج الداكن، حيث جاء واسعا عند الخصر والفخذين لينتهي محتضنا لساقيها، مع بلوزة قطنية واسعة بنفس اللون ويعلوها جاكيت من التريكو باللون الأزرق ويحيط رقبتها وشاح متعدد الألوان ينسدل على منطقة الصدر ليخفي أنوثتها، فيما زمت شعرها بحجابها المعقود بطريقة بوهيمية يحيط برأسها بلون أخضرٍ داكنٍ، بينما كانت تضع على وجهها كمامة طبية لتحميها من العدوى الميكروبية التي يسهل انتقالها بسبب التجمعات وكذلك تقيها من استنشاق رائحة الغاز المسيل للدموع، غير أن ذلك القناع بتصميمه العملي الرتيب لم يفلح في إخفاء ابتسامة عينيها عندما قالت بصوتٍ مبتهج: "هل أساعدكم يا شباب؟ أنا طالبة طب في السنة النهائية"..
فرد الشاب الذي كان ينوي مساعدة صديقه المصاب: "مرحبا.. اسمي سامح وأنا مصور حر ومدون وهذا صديقي حسام وهو خريج كلية الإعلام ويسعى للعمل كسيناريست سينمائي، لكنه الآن بالطبع يعمل كثائر بدوامٍ كاملٍ كما ترين".. ليدخل الجميع في نوبة من الضحك..
قالت هي: "مرحبا.. وأنا شروق.. شروق رحيم.. تشرفت بمعرفتكم.. حسنا.. اسمح لي أن أعطيك وصديقك الآخر هذا الدواء لتقليل السعال.. ارتاحا قليلا وأنا سأتكفل بعلاج الثائر السينمائي ربما أنجح في أن أكون ملهمة لإحدى شخصيات فيلمه الأول".
شارك الجميع الضحك قليلا قبل أن ينصرفوا إلى الحديث عن أحوال الميدان ومدى تقدم التظاهرات في تحقيق المطالب التي نادى بها المعتصمين مع بداية أسبوعها الثاني، لتبدأ هي في استخراج معداتها الطبية والعمل بحرفية واضحة على القطع الموجود بظهر حسام، وعندما ضمدته تماما، استأذنت بالمغادرة، لكن استوقفها حسام بنظرات يملؤها الامتنان ووجه لها بعض عبارات الشكر والإطراء على مهاراتها الطبية ومنحها عبوة كارتونية من العصير كتحية لها على مجهوداتها فتقبلتها بابتسامة، ثم ذهبت لتتفحص مجموعة أخرى من الثوار وتقدم المساعدة لمن يحتاجها.
مرت ساعات النهار على هذا الشكل حتى حل المساء، وانتشرت جلسات السمر وغناء الأناشيد ونظم الأشعار الثورية التي تبث الحماس بين مجموعات المتظاهرين على اختلاف أطيافهم السياسة ومآربهم من التواجد في الميدان والاعتصام به، وكذلك اشتعال حلقات النقاش بالتساؤلات حول الخطوة القادمة بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة لإخلاء الميدان ممن رابضوا به حتى حين.
ومع مرور الوقت، علت سماعات أجهزة الراديو والهواتف المحمولة والسماعات الضخمة المتمركزة في أركان الميدان بكلمات الخطاب الثاني لرئيس الجمهورية، والذي أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يرفض مطالب المتظاهرين ولا يقبل الاستقالة من منصبه، فشعر الجميع بالغضب، وبدأوا يتناقشون حول الخطوة التصعيدية القادمة لتوصيل صوتهم إلى جميع القوى السياسية والكتلة الحاكمة.. مصرين على التعبير عن كلمتهم بسلمية، فهم لا يريدون أن يكتب التاريخ أن وقفتهم كانت مدفوعة بالعنف والدماء وقسمت المصريين وفرقت شملهم..
الجميع يعلم أن هذه البلاد لن تنهض أبدا من كبوتها التي دامت سنين طويلة بدون تكتل الجميع كيد واحدة بعيدا عن الحسابات الخاصة.
فجأة، اندلعت أصوات التنبيه من الهواتف الذكية بشكل واسع بمحيط الميدان، والجميع صار في حالة من التأهب المصحوب بالقلق.. ما الذي يحدث؟ هرج ومرج وركض وصراخ.. كانت منصات التدوين الإلكتروني تعلن عبر تنبيهات قصيرة ما جاء في بعض التقارير الإخبارية عن قذف عبوات كيماوية متفجرة تشتهر باسم (قنابل المولوتوف) بغرض إحداث الفوضى حول محيط المتحف المصري لإفزاع المتظاهرين وتفريقهم ثم القيام بسرقة محتوياته من الكنوز الأثرية لصالح مستفيدين مجهولين بدؤوا بتنفيذ مخططاتهم الإجرامية من خلف الستار وفي غفلة عن الجميع.. ثوار ورجال أمن.
شعر الجميع بحالة من التوتر، وتسلل الخوف إلى قلوبهم.. وبدأت النقاشات ترتفع بأصوات تحاول أن تبدو شجاعة وقارئة للموقف بشكل صحيح.. "كيف سنبيت ليلتنا؟ هل يدبرون لنا محرقة جماعية للتخلص منا؟"..
"هل كان مطلبنا بحل النظام السياسي وإقامة دولة ديمقراطية أمر مستحيل وغير مشروع؟"..
"من بإمكانه تدبير هذا الشيء؟".
وبعد نقاش صاخب امتد للساعات الأولى من الليل، دخل أغلب سكان الميدان في النوم لمنح أجسامهم وعقولهم راحة إجبارية تعينهم على استكمال اعتصامهم بطاقة ذهنية وبدنية مواتية.
فجأة ارتفعت أصوات تهشم قطع زجاج بشكل عنيف لتعم الأرجاء.. ويرافقها رائحة محروقات تلف الأركان.. وصراخ.. صراخ يتزايد عاكسا حالة الهلع والخوف التي عمت بالميدان في تلك الليلة، فهناك جمع من مثيري الشغب المرتزقة تمركزوا أعلى أسطح المباني المتاخمة للميدان، وبدؤوا في قذف "قنابل المولوتوف" على سكان الميدان وباتجاه المتحف المصري، وسادت حالة من الارتباك والهلع، والشباب وقعوا في حيرة شديدة.. أيحمون أنفسهم أم يحمون المتحف.. إرث أجدادهم من ألاف السنين!
وشروق رحيم تقف في حالة هلع بين أصدقائها الجدد الذين تعرفت عليهم منذ تطوعت في المستشفى الميداني القريبة من مسجد عمر مكرم، حيث كان الكثيرون يحرصون دائما على التمركز بجوار المتحف لرمزية المكان بالنسبة لهم، كما أن دخول ميدان التحرير من بوابة المتحف كان أفضل طريق بالنسبة لها وهي قادمة من منزلها في مصر الجديدة، حتى أن حراس البوابة صاروا يحفظونها وبدأت بينها وبينهم صداقة نامية، لكن الآن الجميع في حالة فزع وتخبط.. ورغم محاولتها الحفاظ على هدوئها الخارجي.. تساءلت شروق في نفسها (ما الذي يحدث؟ هل سنموت حرقا؟ كيف لهذا النظام أن يعاملنا بكل عنف وعجرفة ونحن لم نفعل شيئا سوى المطالبة بحقوق مهدورة منذ عشرات السنين؟".
وبينما هي غارقة في تساؤلاتها، لم تشعر أن إحدى قنابل المولوتوف الحارقة كادت أن تسقط عليها، كل ما شعرت به هو ذلك الجسد الدافئ الذي أحاطها بذراعيه وتشبث بها بقوة ثم سقط بها على أرض الميدان القاسية وتدحرج بضع لفات وهي بين أحضانه لا تستوعب ما الذي يحدث لها حتى استقرت عينيها في عينيه.. بلونهما البني المائل إلى السواد وسط ظلام الليل إلا من اشتعال الحرائق من حولهما.
أول ما لاحظته بعد ذلك، كان ذلك الشال الصوفي الأسود الذي لثم به وجهه بالكامل قبل أن تنتبه فجأة لذراعيه المغلفين بكتلة عضلية تشي بقوة بنيانه، ثم شعرت بذبذبات دافئة مصدرها صدره الملتصق بصدرها جعلتها تنتبه لوضعهما الغريب فدفعته بقوة متجاهلة محاولته التقاط أنفاسه بعد لحظات من إنقاذه لها من إصابة مروعة قد تترك لديها ندوبا وتشوهات على أقل تقدير، ما لم تصيبها بعاهة مستديمة.
وقف كلاهما، ونظرت هي لعينيه مطولا.. ثم تفحصت هيئته لتلاحظ أنه طويل القامة ذات بنية رياضية واضحة ونظراته الثاقبة تكتشف الكثير دون أن تكشف شيئا بذات الوقت، وما يزيده غموضا ظهوره مغطى بالسواد بالكامل، ملابسه ووشاحه على وجهه وحذائه حتى شعره أسود اللون.
قسمات وجهه ونظراته تعكس قسوته والخطوط المستقرة باستحياء على الزوايا الخارجية لعينيه لا تكشف عمره بأي حال، ولكن ما ألجمها حقا هما عينيه بلونهما البني واللتين تطالعانها بشراسة، ولكن هذه الشراسة تحبس بداخلها دفئا مصدره لون الشوكولاتة الغني الذي ظهر بجلاء بعد أن انعكست الأضواء المنبعثة من الحرائق المشتعلة حولهما على صفحتيهما..
لكن عينيه لم يخفيا هيئته المرعبة.. كشبح أسود ملثم..
طالت نظرات الملثم الغامضة نحو شروق، مما جعلها تتساءل لماذا ينظر إليها وكأنه يعرفها؟ لماذا يبدو خائفا عليها بهذا الشكل؟
ظلت عينا الشاب الغامض تدوران جيئة وذهابا على جسمها من أعلى رأسها حتى حذائها وكأنه يحاول تفحصها ليتأكد أنها بخير..
ورغم أنهما تحاولان ادعاء الثبات إلا أن القلق يبدو حبيسا بين مقلتيه بطريقة جعلته يفشل تماما في السيطرة على نظراته الوجلة المصوبة نحوها دون سيطرة منه..
ومضة مفاجئة اشتعلت في رأس شروق.. مهلا.. هاتان العينان.. لقد رأتهما من قبل.. هي شبه متأكدة أنها تعرف هذا الملثم.. قاطعها هو بصوته الأجش وباغتها بسؤاله: "هل أنتِ بخير؟ هل حدث لكِ شيء؟ لماذا تقفين مثل البلهاء تحت النيران بهكذا الشكل؟ ألا تقدرين حياتك؟ لماذا لا تحتمي مثل أصدقائك بمكان ما؟ هل تعرضين نفسك لخطر التعرض للإصابة بحرق شديد من أجل حفنة من التطلعات البراقة والأفكار الصاخبة؟".
انهالت أسئلته على رأسها كصعقات برق غاضب، فشعرت بالحنق الشديد من ذلك الوقح الذي أنقذها قبل دقيقة واحدة ثم غمرها بين ذراعيه كدرع فولاذي وكأنها كنزه الأغلى في الحياة، ليبدأ الآن في توبيخها ومحاسبتها وكأنه معلمها أو والدها رغم أنه لم يصرح بعد عن هويته أو يلمح لوجود معرفة مسبقة بينهما، فصاحت فيه: "لماذا تصرخ عليّ هكذا؟ من أنت؟ هل طلبت منك مساعدتي؟ وهل وصفتني فعلا بالبلهاء؟ أحمق تعس"..
أمسك الرجل يدها بقوة وسحبها بشدة فاضطرت لمجاراته والهرولة برفقته غصبا وإلا ستسقط أرضا، وعندها تسلل الخوف إلى قلبها، لتصيح فيه: "لماذا تجرني هكذا؟ من أنت؟ ماذا تريد مني؟ إلى أين تأخذني"..
رد هو بصوت ثائر وبكلمة واحدة: "اصمتي"، ثم أسرع الخطى وهي تجاريه رغما عنها حتى وصلا قبالة بوابة مسجد عمر مكرم البعيدة نسبيا عن مرمى نيران "قنابل المولوتوف"، فأمرها بحزم: "اجلسي هنا ولا تتحركي حتى ينتهي الأمر"، ثم دار وسار في طريقه بخطوات مسرعة..
غير أنها انتبهت إلى أنه لم يتوجه إلى قلب الميدان أو يحتمي بالقرب من مبنى المجمع مثل باقي الثوار.. بل تحرك بخفة مثل الشبح الذي لا وزن له برغم ضخامة عضلاته، ليتجه نحو أحد الأبنية التي على ما يبدو استوطنها مثيرو الشغب الذين يقذفون القنابل نحو تجمعات المتظاهرين.. تاركا خلفه تلك الحسناء في حالة من الانشداه تحدث نفسها بصوت مرتفع كالمصابة بمس من الجنون فتعلو تساؤلاتها لتهمس بها: "من هذا الشبح؟ ولماذا أنقذني إذا كان أحد مثيري الشغب الذين يكرهون معتصمي الميدان ويريدون حرقهم والتخلص منهم؟ ولماذا أشعر أنني أعرفه؟ لقد رأيت عينيه من قبل.. وذلك الصوت.. بالتأكيد أنا سمعته.. من أنت أيها الشبح الأسود؟؟"...








متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي : Heba Atef


تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)









المقدمة .. اعلاه
الفصل الأول .. بالأسفل

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر والتاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون الاخير
الخاتمة

مشهد اضافي من الرواية






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي












التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 12-02-22 الساعة 10:36 PM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 06:41 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html




واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


سوره likes this.

قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 06:44 PM   #3

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الفصل الأول

حازم




الساعات الأخيرة من شهر ديسمبر.. ليلة رأس السنة الجديدة.. آه يا إلهي.. هل أنا مضطر لحضور ذلك الاحتفال؟
أنا لا أحب الصخب ولا أحب التجمعات.. وبالأخص تلك الحفلات التافهة التي تضم أصحاب الأعمال وزوجاتهم وسط أجواء ظاهرها الود وباطنها التزلف..
ولكن أنا حقا مضطر للتواجد بحفل اليوم.. أنا لا أستطيع أن أرفض طلبا للسيد رحيم عماد الدين.. رب عملي.. وولي نعمتي.. وسبب استمراري على قيد الحياة..
تسللت لداخلي ومضات مرتبكة من التوتر والضيق..
ماذا يحدث الأن؟ هل سأنزلق مجددا في متاهة الذكريات؟ ليس وقته الآن.. يجب عليّ أن أتجلد قليلا بعد.. فما فات قد فات.. وأنا لا أنتظر شيئا من القادم بكل الأحوال..
إذًا لماذا أضيع وقتي في تقييم الماضي أو التخطيط للمستقبل؟ سأظل كما أنا.. أعيش يوما بيوم.. وأحاول السيطرة على.. ذلك الشيء..
ذلك الشيء الذي لا يعرفه سوانا.. أنا وهو..
نهضت من مضجعي بحركة واثبة تتنافى تماما مع شعوري بالكدر والرغبة في تجاهل حضور الحفل..
توجهت للاستحمام دون تلكؤ حتى لا أترك لرغبتي العنان.. وبعد حمام روتيني سريع، ارتديت بدلة سوداء أنيقة برابطة عنق فضية لامعة ووضعت عطري المفضل.. ثم صففت مقدمة شعري إلى الأعلى قليلا لتبدو كغرة مرفوعة وفقا للموضة هذه الأيام..
فرغم كل شيء يجب أن أبدو كما يظنون.. رجل أعمال ناجح تملأه الثقة والسيطرة.
خرجت من غرفتي لأجده أمامي جالسا أمام شاشة التلفزيون ويقلب بين القنوات التليفزيونية بملل بواسطة جهاز التحكم عن بعد..
أخي حسام.. خريج كلية الإعلام الذي يستمتع بلقب "عاطل" على ما يبدو.. فهو قد تخرج منذ بضع سنوات، لكنه لا يريد العمل معي، ولا يريد البحث عن عمل في مجال تخصصه، وذلك لأنه عقد تصميمه على أن يصبح كاتب سينمائي..
هكذا يريد أن يكون.. وهو ينتظر الفرصة التي لا تأتي لسبب ما، لكي يقتحم عالم الفن والأضواء..
هو يظن أنه سيغير مسار السينما في مصر.. حسنا.. ليحلم.. من أنا لأعترض على حلمه؟
يكفي أن أحدنا ما زال يحلم ويسعى لتحقيق حلمه.. وإن كان يبدو لي كسولا في مساعيه.. إلا أنه يرفض تدخلي أو مساعدته في التعرف على بعض المنتجين.. هو يريد أن يثبت نفسه بنفسه..
لم أستطع إثناءه عن إصراره على التجديف منفردا.. فهو أيضا يحمل الكثير من الندوب التي يحاول معالجتها بنفسه..
"أهلا بالكسول.. ألن تخرج لكي تحتفل بالعام الجديد؟" صحت به ساخرا، فالتفت إليّ وقال ممازحا: "ما كل هذه الأناقة؟ هل ستتزوج من ورائي؟ تبدو كعريس في ليلة زفافه؟ بالتأكيد ستنهار الفتيات تحت أقدامك الليلة"، وغمزني بإحدى عينيه قبل أن يستطرد بلهجة جادة: "استمتع بوقتك أخي.. فأنا لا مزاج لي للاحتفال بعد أن انفصلت عني علياء.. لا أصدق حتى الآن.. ارتبطنا لعامين كاملين ثم فجأة شعرت هي بالملل وقررت الانفصال.. هكذا دون سبب منطقي أو حتى مناقشة الأمر.. هل تصدق أنت؟".
اعتصر قلبي بكلماته التي حاول أن يجعلها ممازحة، إلا أنني شعرت بما يختلج في صدره، كان بالفعل يعاني من أوجاع الفراق، لكنه يحاول كعادته أن يبدو متماسكا وأن يحول كل ألم له لمزحة طريفة.
نظرت إليه ورسمت ابتسامة حاولت أن أجعلها متفائلة وقلت له: "هل تريد الخروج معي؟ سأتوجه لذلك الحفل اللعين الذي ينظمه رئيسي في العمل سنويا، وبعدها سأذهب لخالد.. أصر على حضوري ذلك الأحمق رغم أنه يعلم جيدا أن جو الحفلات ليس هو المفضل بالنسبة لي.. ما رأيك؟ هل أنتظرك ريثما تغير ثيابك؟"..
فهتف معترضا: "لا يا أخي.. سأشاهد التلفزيون قليلا بعد، ثم سألتقي عددا من أصدقائي.. السهرة مستمرة حتى الصباح.. لا تقلق.. الليلة خمر ونساء"، قالها بنبرة ضاحكة بمبالغة واضحة، فعلمت أنه يحاول بشكلٍ ما تجاوز الأمر، وحمدت الله أن لديه مجموعة من الأصدقاء الذين سيتأكدون من خروجه من حزنه.. على الأقل هذه الليلة.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
توجهت إلى سيارتي وقبل أن أتحرك بها، رن هاتفي بالنغمة المخصصة لصديقي الرائد خالد الكومي..
ذلك اللحوح..
عمله كظابط شرطة يجعله يدفع المحيطين به للحنق.. هو شخص منضبط بشدة ويحب أن يتابع كل شيء ويتأكد من كل التفاصيل.. أكثر من مرة..
ولكنني أتحمله كالعادة.. فهو صديقي الوحيد..
الوحيد الذي تمسك بي رغم محاولاتي المتكررة لإبعاده.. هو يعلم جيدا أنني لا أحب الصحبة ولا أثق بأحدٍ سوى نفسي وحسام، ولكنه اقتحم حياتي مرة بعد مرة حتى صار بمثابة أخي الثاني..
ورغم طبيعة عملي التي لا يستسيغها إلا أنه ظل بجانبي منذ تعرف عليّ لأول مرة في إحدى منافسات بطولة الجمهورية للملاكمة.. الوغد حاول أن يقصيني بالقاضية وينتصر عليّ، ولكن كان عليه أن ينتبه جيدا لخصمه.. فأنا لا أقبل الخسارة قط.. خصوصا إذا تعرضت للاستفزاز..
ابتسمت لذكريات لقائنا الأول وكيف كان يلاصقني كظلي.. طوال فترة المنافسات وهو يحاول أن يتعرف عليّ، قبل أن أواجهه في المباراة النهائية وأفرغ فيه كل حنقي من ملاحقته لي..
لكنه لم يبتعد.. هو قرر أن يكون صديقا لي.. وكان لديه من العزم والإصرار ما يجعله ينفذ ما يريد..
لنقل فقط أنني ربحت داخل الحلبة.. وهو أعلن انتصاره خارجها.
خرجت من شرودي على ضجيج الهاتف مجددا.. "مرحبا أيها اللحوح.. ماذا تريد الآن؟" سألته بغيظ، فرد بصوت ضاحك: "أنتظرك يا أحمق.. لن يبدأ الحفل بدونك.. متى ستأتي؟" سألني بإلحاح، فقلت بلا مبالاة: "عليّ أن أمر أولا على حفل رحيم باشا.. وبعدها ستجدني أمامك لنحتفل معا قبل سفرك إلى الريف.. هل كان عليهم نقلك فعلا الآن؟".
تنهد بتثاقل وقال: "لا تضيع الوقت في الحديث حتى تتلكأ بمشوارك الأول وبعدها تتصل لتعتذر لي عن الحضور.. فأنا أحفظك جيدا.. أمامك ساعتان فقط قبل أن أراك أمامي.. وإلا استخرجت أمرا بضبطك وإحضارك أيها الوغد.. يكفيني أنا زينة خاصتي قد سافرت مع عائلتها لتلك المدينة الساحلية ولا أستطيع مصاحبتها"..
ضحكة صاخبة صدرت عني لأعلن عن شماتتي الواضحة لفشله في تمضية أيام عطلته الأخيرة برفقة خطيبته بعد أن تم تعديل جدوله بآخر لحظة حتى يتمكن من الراحة قبل السفر واستلام عمله بأحد السجون في تلك المنطقة الريفية النائية كنوع من التكدير له بسبب دقته الزائدة وعدم اعترافه بالوساطة بين الزملاء، مما جعل البعض يتربص به ويشكوه لرؤسائه.
قطعت ضحكاتي التي جعلته يزفر بضيق واضح، وسألت بجدية: "لماذا لا تتزوجا بالفعل؟.. لقد مر على خطوبتكما عاما كاملا.. أم أنك تحتاج للمزيد من الوقت لكي تجهز بيت الزوجية!".
رد خالد ببؤس مصطنع: "أنت تعلم أننا كنا نجهز لعقد القران والزفاف بحلول الربيع المقبل لأن عروسي العنيدة تصر على إقامة حفل عرس عصري في ضوء النهار وبأجواء ربيعية مبهجة.. الفتاة تقريبا أعدت كل شيء وصممته في رأسها ولن تتنازل.. والآن بعد نقلي للريف، من المحتمل تأجيله لأجل غير مسمى لأنها لن تترك عملها الصحفي في العاصمة وتأتي للإقامة معي في الريف.. هذه المرأة العاشقة للحركة ويملؤها فضول المحققين، لن ترتاح أبدا في العمل كربة منزل.. صدقني ستقتلني أثناء نومي بفعل الملل ثم تحيل عمل المحققين في الجريمة إلى ساحة للعبث والجنون.. ورغم ذلك عقلي يحدثني أن أتوجه لحيث تمكث هي الآن وأعقد عليها قسرا ثم أختطفها بعيدا عن الجميع، لكن تنفيذ أمر النقل هو ما يجعلني أعض أصابعي بغيظ كلما تحركت أفكاري نحو من الذي أغضبته بشدة في الإدارة لدرجة تحريكه أمر نقلي رغم كفاءتي".
قلت بعد تفكير: "ربما كان نقلك لأسباب أمنية للسيطرة على هذا السجن تحديدا لوجود بعض المحكومين من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة خاصة بعد ما سردته لي عن اكتشاف عدد من الضباط المنشقين الذين أخفوا انتمائهم الفكري لجماعة متشددة تحرض قياداتها البارزة دائما على العنف، وهو ما كان سببا بالفعل في التحقيق مع بعضهم والحكم بسجنهم وإبعادهم عن الحياة السياسية بسبب تطرفهم الواضح".
عقّب خالد: "لا أعلم حقا يا حازم.. كل الأمور ستتضح في الوقت المناسب.. الجميع في الإدارة قلق من تكرار المشهد في إحدى دول الجوار هنا في بلادنا".
والآن عليك أن تنتهي من حفلك الأول بوقت قياسي حتى تأتي لتقوم بعمل الجليس الخاص بي لغياب نصفي الأجمل".
مجرد تخيلي لشعور شاب ضخم مثله بالضيق لالتهاء حبيبته عنه أدخلني في نوبة ضحك جديدة بطريقة مبالغ فيها حتى أزيد من حنقه.
حينما انتهيت من الضحك انتبهت إلى أنه قد أغلق الهاتف دون تحية.
ثور مزعج.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
بعد رحلة سريعة نوعا ما بسيارتي وصلت للفيلا الفخمة التي يسكنها رحيم عماد الدين برفقة ابنته الوحيدة شروق..
الملاك الذي نما وترعرع بكنف الشيطان ولم تفلح براثنه أن تلطخ براءته وتحوله لوحش صغير ..
أنا لا أذهب إلى الفيلا كثيرا حتى أنني أتجنب الأمر أغلب الأحيان وأحرص على الاجتماع بالسيد رحيم في مقر مؤسسته الاستثمارية العملاقة RED، ولكن كلما تواجدت بداخل منزله الفخم، فإن بصري يخونني دائما ويتجول دون إرادتي بحثا عنها أتلمس وجودها..
واليوم ليس استثناءً.. فور أن دخلت للحديقة الأمامية للفيلا التي تم تخصيصها للاحتفال رغم لسعة البرودة الخفيفة في الهواء، بدأت في التجول هنا وهناك باحثا عنها.. لم أهتم كثيرا بديكورات الحفل المبهرة أو أنظمة الإضاءة الحابسة للأنفاس ولا حتى سعيت لتحية أي من عشرات الحاضرين الذين تألقوا بأزيائهم الفخمة من أرقى بيوت الأزياء الباريسية والتي تشي بمكانتهم الاجتماعية والاقتصادية..
كان شيء يلح بداخلي لكي أسرع البحث حتى أجدها و أختطف نظرة أو اثنتين منها لعل وقتها يمسي وجودي في هذا الحفل اللعين أقل ضجرا وأكثر قيمة..
قادتني قدماي لذلك الركن البعيد من الحديقة الذي ظننت أنه سيحتضنها.. وكنت محقا..
كالعادة وجدها قلبي قبل أن تراها عينيّ، فهذا يكاد يكون مكانها المفضل في الفيلا..
هي تحب الجلوس على تلك الأريكة بين الشجرتين الوارفتين دائمتي الخضرة وذلك عندما تنتهي من التريض كما تعودت، وهي أيضا تعشق التواجد بتلك البقعة بصفة خاصة عندما تكون مشغولة بالتفكير في أمر ما..
كيف لا أعرف وأنا أراقبها كمسحور كلما أتيحت لي الفرصة!
مجرد النظر إليها يمسح عني أيام من العذابات التي أختزنها بداخلي ولا أخبر بها أحدا.
احتضنتها عيناي على البعد بجشع مستتر، وأخذت أحاول بطريقة متوارية مستغلا المسافة بيننا أن أروي عطشي وفضولي للتعرف على حالتها المزاجية..
هل هي بخير الليلة أم أن هناك ما يكدرها؟
اقتربت منها بخطوات رشيقة لم تنتبه هي إليها حتى صارت المسافة بيننا أقل من متر واحد..
كنت أقف خلف إحدى الشجرتين وأنظر إلى جانب وجهها، بدت كحورية هربت لتوها من الماء وتحاول التكيف مع الحياة على البر.. كانت شروق تتزين بفستان أنيق بذيل ممتد يتخطى قدميها قليلا وينسدل بجوارها على العشب الأخضر، وجاء باللون الفضي ليبدو وكأنه أمواج من الزئبق المتلألئ والتي تحتضن قوامها الجذاب لحمايته من أعين المتلصصين أمثالي.. بينما غطت رأسها بحجابها الذي ترتديه دائما بطريقتها المميزة، وقد زينته من الجانب بقطعة اكسسوار بدت على شكل زهرة ضخمة بيضاء أوراقها من الكريستال البراق، فبدت بكليتها كملاك نقي ضل طريقه إلى هذا المكان الذي يعج بالأفاقين وأصحاب النفوس المزيفة..
كانت تتألق ببهاء خاص بها ليس به ذرة افتعال أو تكلف، تجلس بثقة كملكة أسطورية فاتنة تشكلت بسخاء بلمسات الطبيعة التي أعطتها أنوثة أثينا وإغواء كليوباترا وذكاء شجر الدر، فأصبحت مهلكة بكل تفاصيلها الاستثنائية، خصوصا أنها لا تعلم شيئا عما تمتلكه من سحر خاص، ولا تستغل أسلحتها القاتلة بأي شكل.. بل تخفيها كشيء مقدس لا يليق أن تطالعه العيون.. وهذا يعجبني.. ويقتلني.
يبدو أنها شعرت بوجودي بعد أن طالت دقائق مراقبتي لها، إذ التفتت فجأة لتصطدم عيناها بي..
آه من عينيها..
حجران من أحجار القمر الماسية بلون أزرق سماوي فاتح يميل إلى الأرجواني، فتبدوان أحيانا كقطتين متلاعبتين أو كغيمتين ثائرتين تخفيان الضباب والأمطار ورائهما بإصرار شديد، لكنهما في تلك اللحظة ومع انعكاس الأضواء المحيطة عليهما، صارتا كنزا نفيسا مختفيا ببراعة وقد عجز المستكشفون عن التنقيب عنه، كونها تحرسهما بإطار خارجي من الكحل الذي زادها غموضا بلون بني مشوب بالحمرة ليجعل نظراتها سهام من الغنج التي تتحدى أي رجل أن يقاوم سحرها الخاص الذي يطفو على السطح رغم أنها لا تحاول أبدا إظهار أنوثتها أو التركيز عليها لإغواء الآخرين..
أنا أعلم جيدا أن آخر همها أن تكون حيث هي الآن، فهي لا تهتم بتلك الحفلات، ولا تفهم شيئا في أعمال والدها..
هي منكبة فقط على دراستها للطب وتسعى للتفوق فيها بشكل مُلح، مما يجعلني أظن أنها مجبرة على القيام بذلك لكي تثبت شيئا..
خرجت من شرودي عندما فوجئت بها تقف أمامي ولا يكاد يفصلنا سوى سنتيمترات قليلة.. يا إلهي لم انتبه لها وهي تتحرك حتى صارت في مواجهتي مباشرة..
أكنت مسحورا بحجري القمر خاصتها لهذه الدرجة!
قالت وهي تبتسم بشكل آلي: "مرحبا أستاذ حازم.. هل وصلت لتوك؟ لم أشعر بك وأنت تقف بجواري.. عام سعيد".. رددت كلماتها في جملة واحدة دون أن تمنحني الفرصة لأرد عليها، وكأنها تعيد اسطوانة مكررة بلا اهتمام حقيقي.. فهي بالتأكيد لا تشعر بما في داخلي نحوها..
اللعنة.. إنها حتى لا تراني من الأساس.. فأنا بكل الأحوال لست سوى تابع لأبيها.
كنت ما زلت واقعا في أسر عينيها، قبل أن أحاول السيطرة قليلا على أفكاري، لأرد بشكل مزري: "أاا.. نعم وصلت لتوي.. عام سعيد لكِ أيضا"..
وعندما شعرت بأنها تبدو قلقة ومتوترة، لم أحرم فضولي من إلحاحه لمرة جديدة، فسألتها متصنعا عدم الاكتراث: "لماذا تجلسين هكذا بمفردك؟ ألا تعجبك أجواء الحفل؟"
تنهدت قليلا قبل أن ترد: "حسنا.. في الحقيقة لم أستطع دعوة صديقاتي لأنهن قررن ببساطة الاحتفال برأس السنة خارج المدينة.. الخائنات قررن السفر إلى أسوان بدوني.. كما أن حنان أقرب صديقاتي لقلبي لا تنسجم في أجواء مثل تلك الحفلات ولذلك رفضت دعوتي للحضور الليلة.. وأنا هنا أبدو كقطعة ديكور إضافية أو روبوت مبتسم دائما أتحدث بكلمات محددة وأتحرك بشكل محسوب وسط أصدقاء أبي ومعارفه.. يا للحظ".
كان حنقها الطفولي منعشا للغاية.. مما جعلني أتمنى لو أستطيع الحديث معها قليلا بعد، ولكن علاقتنا لا تسمح لنا بأكثر من ذلك، إذ أنه لا تجمعنا أية علاقة من الأساس..
ومن المستحيل أن يحدث ذلك..
ودعتها بكلمات مقتضبة ثم استأذنت منها للانخراط في الحفل كروبوت آلي. مثلها تماما.. يمقت التواجد هنا في هذه اللحظة ولكن عليه أن يلتزم بالدور المرسوم له.
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
توجهت إلى حيث يقف والد شروق برفقة رجل خمسيني وينخرطان في حوارٍ بدا من ملامحهما الجدية أن ما يتناقشان به أمر جلل.. كان رحيم يشرح للسيد الآخر وجهة نظره بأسلوب واثق إذ كان يحتفظ بإحدى يديه داخل جيب سرواله الفاخر، بينما يمسك بين أصابع الأخرى سيجاره الكوبي الفاخر.
بعد لحظات، استدار الأول قليلا فوجدني أمامه.. فأشار لي بالاقتراب.. ثم عرفني على رفيقه، قائلا بنبرة بدت ودودة ولكنني فهمت جيدا ما يقصد عندما نظرت لسواد عينيه اللتين تظللتا بحاجبين كثيفين يكشفان غضبه: "مرحبا حازم.. لقد تأخرت.. ولكن لا يهم هذا الأمر الآن.. دعني أعرفك على السيد مختار بلفاتح.. إنه وسيط محادثاتنا مع شريكنا بإحدى دول الجوار.. كل الأمور معلقة الآن بعد الأحداث الأخيرة هناك.. وكنا نتحدث بشأن الخطوة المقبلة".
نظر إليّ ذلك المدعو مختار بلفاتح، وقام بتحيتي ببعض التكبر بإمالة رأسه قليلا دون حتى أن يهنئني بالعام الجديد، ثم قال بنفاد صبر لم أفهم له سببا سوى شعوره الذاتي بالزهو: "لقد اشتعلت الأجواء بدولة الجوار منذ نحو أسبوعين.. والجميع يقول إنها ثورة تحركت بشكل قوي لإقصاء الرئيس عن قمة السلطة.. ولا أظن أن الأمور سيتم حسمها قريبا.. لذلك أنصحك سيد رحيم بتجميد أي تحرك لك الآن حتى تتضح الرؤية".
ضحكة ساخرة صدرت عن رحيم عماد الدين الذي بدا وكأنه يتسلى بشدة بهذا الحديث، ثم قال: "ثورة؟ أية ثورة؟ كم عدد سكان تلك الدولة بالأساس؟ ولماذا يثورون ضد رئيسهم؟ كل هذا بسبب ذلك الأحمق الذي أشعل النار في نفسه".
أخذ رحيم نفسا من سيجارته ثم أكمل بطريقة متكلفة مليئة بالغطرسة: "الحمد لله أن المصريين لا يثورون.. هم خانعون للغاية.. تعودوا منذ آلاف السنين على الطاعة.. خذ منهم كل ما تقع عليه يداك.. واترك لهم الفتات وسيكونون ممتنين لك للأبد.. شعب يفتقر للخيال ولا ينظر إلا تحت قدميه ويعيش دوما تحت وصاية حكامه"، ثم توقف لبرهة بطريقة مدروسة كرجل يعشق أن يكون هو محور الاهتمام من المحيطين به، وبعدها أكمل وقد وصلت سخريته مداها لتبدو عيناه وكأنهما حفرتين مشبعتين بالقار: "المصريون لا يحتاجون سوى فرعون.. يخبرهم ماذا يفعلون، وسينفذون أوامره بلا جدال ولا نقاش.. أليس كذلك يا عزيزي حازم؟" أطلق سؤاله الأخيرة بنبرة كسولة تملأها التسلية.. ثم رفع ذراعه لكي يخنقني بعضده مرسلا رسالة مستترة لن يفهمها سواي ليبدو أمام ذلك الزائر وكأنه يحتضنني بحب، فبدا شكله منفرا كوني أفوقه طولا بينما هو يرتدي بدلته التوكسيدو الفاخرة ليغطي بدنه الممتلىء متوسط الطول.
تبا لكلماته المقيتة وتصرفاته المزعجة.. أشعر عندما أسمعه أن طاقة من السحر الأسود تلف الأجواء وتسحب الهواء لتنفث بدلا من الأكسجين النقي ذرات لاسعة من الكبت والقهر.
وبرغم غيظي وضيقي، أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء لكي أحافظ على ثباتي الانفعالي في مواجهته خاصة في حضور ضيفه، وغمغمت بكلمات تتفق مع ما يقول.. لترتسم على وجهه ابتسامة رضا عريضة، قبل أن يودع رفيقه مع وعد باللقاء مجددا لمناقشة المستجدات، ثم توجه إليّ بعد أن صرنا بمفردنا، ونهرني ببضع كلمات وسباب لاذع عن عدم التزامي وتقاعسي..
اعتذرت له باقتضاب، وسألته عما إذا كان يريد مني القيام بأمر محدد خلال الحفل.. لكنه فاجأني بقوله: "لا.. لا أحتاجك هنا.. هذا ليس مكانك.. عليك أن تتوجه إلى هذا العنوان.. وأن تتحدث قليلا مع ذلك الوقح الذي تجرأ بالإبلاغ عني للجهات المختصة بتهمة التهرب الضريبي.. مجرد موظف حكومي أحمق ما زال يعيش وفقا لشعارات حمقاء عن الشرف والأمانة والنزاهة وحماية المال العام.. أنا قد تصرفت بالفعل فيما يخص الأدلة التي قدمها. لقنه درسا قاسيا وعلمه من الذي يمسك بزمام الأمور في هذا البلد.. تحدث معه بطريقتك الخاصة يا بني.. فأنا لا أثق بأحد غيرك ليقوم بهذه المهمة".. قال كلمته الأخيرة بنوع من الفخر جعلني أشعر بالتقزز منه ومن نفسي.. ومن الجميع..




التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 04-02-21 الساعة 01:22 AM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 07:39 PM   #4

ايدا بولت

? العضوٌ??? » 484028
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايدا بولت is on a distinguished road
افتراضي

رواية بدايتها جميلة بالتوفيق 🌹🌹💯💝💐💐🌹🌹💝

ايدا بولت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 07:46 PM   #5

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile23

بداية منتهى الجمال والابداع
سلمت يمناكى عزيزتى


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 08:13 PM   #6

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايدا بولت مشاهدة المشاركة
رواية بدايتها جميلة بالتوفيق 🌹🌹💯💝💐💐🌹🌹💝
شكرا لصاحبة أول تعليق.. أتمنى تستمري بالمتابعة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 08:14 PM   #7

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
بداية منتهى الجمال والابداع
سلمت يمناكى عزيزتى
سعيدة جدا أنك تشاركيني الرحلة من البداية.. ومبسوطة ان ما قرأتيه قد أعجبك.. ويارب الفصول الجاية تعجبك وتكملي الحدوتة للاخر وتفضل مشوقة وجميلة بالنسبالك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 11:54 PM   #8

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,095
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية جميلة واحداث مشوقة للقادم ..
وتفاصيل مثيرة عما حدث في ثورة 2011 ..
كل التوفيق والنجاح لعملك عزيزتي ..
وبانتظار القادم ان شاء الله ..


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 12:04 AM   #9

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
بداية جميلة واحداث مشوقة للقادم ..
وتفاصيل مثيرة عما حدث في ثورة 2011 ..
كل التوفيق والنجاح لعملك عزيزتي ..
وبانتظار القادم ان شاء الله ..
شكرا جزيلا لمرورك عزيزتك.. سعيدة جدا ان البداية أعجبتك.. وممتنة انك اخدتي من وقتك علشان تتركيلي كلمة دعم.. فرحانة جدا.. واتمنى ان شاء الله اللي جاي يعجبك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 03:31 AM   #10

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

يا روحي الف مبروك لتنزيل الرواية
موفقة وباذن الله تلاقي النجاح اللى بتتمنيه
حبيبة قلبي معملتش اى شئ حاجة بسيطة.. العفو يا قلبي أتمني ليكى كل النجاح 😍😍😍😘💚💚💚


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.